إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإسرائيليات في ميزان الشرع ..إضاءات

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16

    مما روي عنه من الإسرائيليات

    أ: هلال بن علي العامري عن عطاء بن يسار، قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة؟
    قال: " أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا}، وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا). رواه البخاري في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما.
    ب: عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن محمد بن سيرين عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو قال: وجدت في بعض الكتب يوم غزونا اليرموك: "أبو بكر الصديق أصبتم اسمه، عمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه، عثمان ذو النورين أوتي كفلين من الرحمة لأنه يُقتل، أصبتم اسمه"
    قال: "ثم يكون والي الأرض المقدسة وابنه"
    قال عقبة: قلت لابن العاص: سمهما كما سميت هؤلاء، قال: معاوية وابنه). رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة ونعيم بن حماد في الفتن.
    ج: إسماعيل بن عياش، حدثني عمرو بن قيس السكوني، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول: من أشراط الساعة أن يظهر القول ويخزن الفعل، ومن أشراط الساعة أن ترفع الأشرار، وتوضع الأخيار، وإن من أشراط الساعة أن يقرأ المثناة على رءوس الملأ لا يغير.
    قيل: يا أبا عبد الرحمن، كيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
    قال: (ما جاءكم عمَّن تأمنونه على نفسه ودينه فخذوا به، وعليكم بالقرآن فإنه عنه تسألون، وبه تجزون، وكفى به واعظا لمن عقل).
    وقيل: يا أبا عبد الرحمن، فما المثناة؟
    قال: (ما استكتب من غير كتاب الله عز وجل).
    قال أبو عبيد: سألت رجلا من أهل العلم بالكتب الأولى قد عرفها وقرأها عن المثناة، فقال: " إن الأحبار والرهبان من بني إسرائيل بعد موسى وضعوا كتابا فيما بينهم على ما أرادوا بينهم من غير كتاب الله عز وجل، فسموه المثناة كأنهم يعني أنهم أدخلوا فيه ما شاءوا، وحرفوا فيه ما شاءوا على خلاف كتاب الله تبارك تعالى ".
    قال أبو عبيد: " فبهذا عرفت تأويل حديث عبد الله بن عمرو أنه إنما كره الأخذ عن أهل الكتاب لذلك المعنى، وقد كان عنده كتب وقعت يوم اليرموك فأظنه قال هذا لمعرفته بما فيها " رواه البيهقي في شعب الإيمان.

    والنوع الرابع من الإسرائيليات: ما كان يُروى عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لم يقرؤوا كتب أهل الكتاب، لكن لهم رواية عمّن قرأها؛ ككعب الأحبار، وغيره.
    ومنهم: أبو هريرة، وابن عباس، وأبو موسى الأشعري.
    وهذا النوع ينظر فيه من ثلاث جهات:
    الأولى: تصريحهم بالرواية عمّن يحدّث عن أهل الكتاب وعدمه؛ فما صرّحوا فيه بالتحديث عمن يحدّث عن أهل الكتاب؛ فهذا أمره بيّن أنّه ليس مما تلقوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيكون حكمه حكم الإسرائيليات المعروف.
    والجهة الثانية
    : نكارة المتن وعدمها؛ فإذا كان المتن غير منكر؛ فقد جرت عادة المفسّرين على التساهل في الرواية، سواء أصرحوا أم لم يصرّحوا.
    والجهة الثالثة: صحّة الإسناد إليهم، وقد جرى عمل كثير من المفسّرين على التساهل في الرواية بالأسانيد التي فيها ضعف محتمل للتصحيح ما لم يكن في المتن نكارة؛ فأما إذا كان المتن منكراً فإنّ من محققي المفسّرين من ينبّه لذلك.
    وأهل الحديث ينبّهون على الضعف الشديد في الإسناد وإن لم يكن المتن منكراً؛ ومن المفسّرين من يتساهل في ذلك.

    يتبع

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #17


      ولدراسة الإسرائيليات المروية عن الصحابة يُنظر أول ما ينظر في نكارة المتن؛ فإن كان المتن منكراً، نظر في الإسناد فإن كان الإسناد ضعيفاً حكم ببطلان نسبته إلى الصحابي الذي روي عنه، وإن كان الإسناد ظاهرُه الصحّة؛ وصرّحوا فيه بالأخذ عمن يروي الإسرائيليات فيكون له حكم الإسرائيليات وتردّ النكارة التي في الخبر؛ وقد يحكم بصحّة أصل القصّة دون زياداتها المنكرة، ويكون هذا هو الباعث على روايتهم للخبر.
      وأما إذا كان الخبر منكراً ولم يصرّحوا فيه بالرواية عمّن عرف برواية الإسرائيليات، وكان الإسناد إليهم ظاهره الصحّة فلا بد من جمع الطرق للتعرّف على العلّة، فقد يعثر على أنّ هذا الخبر أو بعضه قد روى من طريق صرّح فيها بالأخذ عمن يروي الإسرائيليات، وهذا بحثه في علل التفسير، وله أمثلة عدة يحسن بطالب العلم أن يجتهد في التدرّب على طريقة بحثها حتى يعرف طريقة المحققين من أهل العلم في اكتشاف علّة الرواية الباطلة المروية بإسناد ظاهره الصحة، وطرق بيان تلك العلّة.
      مثال: هل كان إبليس من الملائكة؟
      وإن كان المتن غير منكر في أصله لكن فيه زيادات منكرة ؛ فتنكر تلك الزيادات، ويتوقّف في أصل القصة فقد تكون صحيحة من غير تلك الزيادات المنكرة.
      وغالب ما يصح إسناده إلى الصحابة رضي الله عنهم من تلك الإسرائيليات، لا تكون فيه نكارة.
      وأما إذا كان المتن غير منكر فقد جرى كثير من المفسّرين على ذكرها، ولو كان في الإسناد ضعف.


      والنوع الخامس: ما رواه بعض التابعين ممن قرأ كتب أهل الكتاب
      ومنهم: كعب بن ماتع الحميري، ووهب بن منبّه اليماني، ونوف بن فضالة البكالي، وتبيع بن عامر الكلاعي، ومغيث بن سميّ الأوزاعي، وأبو الجلد الأسدي، وهلال الهجري، وناجية بن كعب الأسدي.
      وأكثر من تروى عنه الإسرائيليات: كعب الأحبار ووهب بن منبّه ونوف البكالي.
      والباقون رواياتهم قليلة جداً.

      1: كعب بن ماتع الحميري (ت:32هـ)
      كان من أحبار اليهود؛ أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم وهو كبير، ولم يلقه.
      كان قد بلغ السبعين أو قاربها لمّا هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
      وأسلم في عهد أبي بكر، وقيل: في عهد عمر.
      وقدم المدينة في زمان عمر بن الخطاب، وجالس أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يحدثهم ببعض ما في كتب أهل الكتاب؛ فإن أصاب صوّبوه، وإن أخطأ خطّؤوه، وإن حدّث بما لا يعرفون صدقه من كذبه لم يصدّقوه ولم يكذّبوه، وكان منهم من يحدّث عنه، ومنهم من يتجنّب التحديث عنه.
      وكان موصوفا بالعلم والتديّن، وروى عنه جماعة من الصحابة، لكن أكثر ما كان يأخذه منه الرواة ما يحدّث به من كتب أهل الكتاب.
      عمّر حتى أدرك خلافة عثمان بن عفّان، ومات بحمص سنة 32هـ، وقد جاوز المائة، والله تعالى أعلم.
      قال زيد بن أسلم: جاء كعب الأحبار إلى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فقام بين يديه، فاستخرج من تحت يده مصحفا، قد تشرمت حواشيه، فقال: يا أمير المؤمنين في هذه التوراة فأقرؤها؟
      فقال عمر: إن كنت تعلم أنها التوراة التي أنزلت على موسى، يوم طور سيناء، فاقرأها آناء الليل وآناء النهار، وإلا فلا، فراجعه كعب، فلم يزده على ذلك). رواه مالك في الموطّأ.
      - قال الزهري: أخبرني حميد بن عبد الرحمن، سمع معاوية يحدث رهطا من قريش بالمدينة، وذكر كعب الأحبار فقال: «إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب، وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب» رواه البخاري.
      ليس مراده أنه يتعمّد الكذب، ولكن يقع في بعض ما يخبر به اختلاف.
      ومن ذلك ما رواه الإمام مالك في الموطأ بإسناد صحيح عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة؛ أنه قال: خرجت إلى الطور، فلقيت كعب الأحبار؛ فجلست معه؛ فحدثني عن التوراة، وحدثته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فكان فيما حدثته أن قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس، شفقا من الساعة إلا الجن والإنس، وفيها ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي، يسأل الله شيئا إلا أعطاه الله إياه»
      قال كعب: ذلك في كل سنة يوم.
      فقلت: بل في كل جمعة.
      فقرأ كعب التوراة، فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
      قال أبو هريرة: فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري؛ فقال: من أين أقبلت؟
      فقلت: من الطور.
      فقال: لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد الحرام، أو إلى مسجدي هذا، أو إلى مسجد إيلياء أو بيت المقدس» [يشك]
      قال أبو هريرة: ثم لقيت عبد الله بن سلام، فحدثته بمجلسي مع كعب الأحبار، وما حدثته في يوم الجمعة.
      فقلت: قال كعب: ذلك في كل سنة يوم.
      قال: قال عبد الله بن سلام: كذب كعب.
      فقلت: ثم قرأ كعب التوراة، فقال: بل هي في كل جمعة.
      فقال عبد الله بن سلام: صدق كعب.
      ثم قال عبد الله بن سلام: قد علمت أية ساعة هي.
      فقال أبو هريرة: فقلت له أخبرني بها ولا تضن علي.
      فقال عبد الله بن سلام: هي آخر ساعة في يوم الجمعة.
      قال أبو هريرة: فقلت: وكيف تكون آخر ساعة في يوم الجمعة؟
      وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي»، وتلك ساعة لا يصلى فيها؟
      فقال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي؟»
      قال أبو هريرة: فقلت: بلى.
      قال: فهو ذلك).
      وهذا مثال على حسن تدارس الصحابة لمسائل العلم، وتثبّتهم.
      وعبد الله بن سلام كان من أحبار اليهود وأعلمهم بما في التوراة.
      وهو الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بموضع آية الرجم في التوراة لما أنكرها اليهود الذين في المدينة.
      حدث عن كعب الأحبار من الصحابة: أبو هريرة، وابن عمر، ومعاوية، وابن عباس.
      ومن التابعين: سعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، وأسلم مولى عمر، وعبيد الله بن عدي بن الخيار، وأبو سلامٍ الحبشي، ومالك بن أبي عامر الأصبحي، وتبيعٌ الحميري ابن امرأة كعبٍ، ونوف البكالي.

      يتبع

      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #18

        ومما روي عنه من الإسرائيليات

        أ: ما رواه ابن لهيعة: حدثني سالم بن غيلان، عن سعيد بن أبي هلال؛ أن معاوية بن أبي سفيان قال لكعب الأحبار: أنت تقول: إن ذا القرنين كان يربط خيله بالثريا؟
        فقال له كعب: إن كنت قلت ذلك، فإن الله تعالى قال: {وآتيناه من كل شيء سببا}).
        فهذا الأثر مما لا يصحّ إسناده، ومتنه منكر.
        فأمّا الإسناد ففيه علتان:
        - ضعف ابن لهيعة.
        - والانقطاع بين سعيد بن أبي هلال ومعاوية؛ فإن سعيداً ولد سنة سبعين؛ بعد موت معاوية بعشر سنين، ومات كعب في خلافة عثمان.
        وأمّا المتن؛ فقد قال ابن كثير: (وتأويل كعب قول الله: {وآتيناه من كل شيء سببا} واستشهاده في ذلك على ما يجده في صحيفته من أنه كان يربط خيله بالثريا غير صحيح ولا مطابق؛ فإنه لا سبيل للبشر إلى شيء من ذلك، ولا إلى الترقي في أسباب السموات، وقد قال الله في حق بلقيس: {وأوتيت من كل شيء} أي: مما يؤتى مثلها من الملوك، وهكذا ذو القرنين يسر الله له الأسباب، أي: الطرق والوسائل إلى فتح الأقاليم والرساتيق والبلاد والأراضي وكسر الأعداء، وكبت ملوك الأرض، وإذلال أهل الشرك. قد أوتي من كل شيء مما يحتاج إليه مثله سببا، والله أعلم).
        ب: قال أبو المغيرة عبد القدوس الخولاني: حدثنا صفوان [بن عمرو] قال: حدثنا شريح أن كعبا كان يقول في الباب الذي في بيت المقدس: إنه الباب الذي قال الله {فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب}). رواه ابن جرير.
        فهذا النوع مما صحّ إسناده إلى كعب، وفي متنه نكارة؛ حتى قال ابن كثير في تفسير: (وقول كعب الأحبار: إن الباب المذكور في القرآن هو باب الرحمة الذي هو أحد أبواب المسجد، فهذا من إسرائيلياته وترهاته).
        وقال ابن كثير في موضع آخر: (فإن معاوية كان يقول عن كعب: "إن كنا لنبلو عليه الكذب" يعني: فيما ينقله، لا أنه كان يتعمد نقل ما ليس في صحيفته، ولكن الشأن في صحيفته أنها من الإسرائيليات التي غالبها مبدل مصحف محرف مختلق، ولا حاجة لنا مع خبر الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شيء منها بالكلية، فإنه دخل منها على الناس شر كثير، وفساد عريض).
        قلت: الذي يظهر أنّ كعباً إنما قال ذلك اجتهاداً مما فهمه من كتب أهل الكتاب فالتبس عليه شيء ما فأخطأ هذا الخطأ.

        والمقصود التنبيه إلى أنّ ما يُروى عن كعب الأحبار منه ما لا يصحّ إسناده إليه، ومنه ما يصحّ عنه.
        فما كان فيه نكارة وإسناده إليه غير صحيح؛ فلا يسوغ أن يحمل عليه فيه، بل الحمل على من نسب القول المنكر إليه.
        وما كان فيه نكارة وإسناده إليه صحيح؛ فإنّ للنكارة أسبابها؛ فقد تكون مما حرّف من كتب أهل الكتاب، وقد تكون مما أخطأ هو في قراءته، ولذلك مثال صحيح نبّه عليه عبد الله بن سلام.
        ومن الأسباب أيضاً أنه قد يفسّر باجتهاده مما يفهمه من التوراة، وهذا الاجتهاد عرضة للصواب والخطأ، وقد يكون بعض الخطأ شنيعاً لغفلته عن أدلّة صحيحة تخالفه.
        وما كان كذلك فلا يصحّ أن يكون مصدراً يعتمد عليه في التلقّي وفهم معاني القرآن، وإنما يسوغ ذكر ما لا نكارة فيه من باب الاستشهاد والاستئناس والاعتبار بالقصص التي توافق مقتضى التفسير الصحيح ولا تخالفه.

        2: هلال الهجري
        رُوي في كتب التاريخ والسير أنه كان ترجماناً للصحابة في القادسية، والذي يظهر أنه كان من عرب الحيرة ممن كان يترجمون بين الفرس والعرب.
        قال سفيان الثوري: حدثني عمار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لهلال الهجري: ما تجدون الحقب؟
        قال: «نجده في كتاب الله ثمانون سنة، اثنا عشر شهرا كل شهر ثلاثون يوما، كل يوم ألف سنة» رواه عبد الرزاق وابن جرير.
        لم أقف على تاريخ وفاته.

        3: أبو الجلد جِيلان بن فروة الجوني الأسدي (ت:70هـ).
        - تابعيّ من بني أسد؛ سكن البصرة، قرأ التوراة، ورُوي أنّ ابن عباس ربّما سأله عن بعض ما في التوراة.
        قال حماد بن سلمة: أخبرنا موسى بن سالم أبو جهضم، مولى ابن عباس، قال: (كتب ابن عباس إلى أبي الجلد يسأله عن الرعد، فقال: الرعد ملك). رواه ابن جرير.
        وابن عباس سكن البصرة أيّام علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ فلما قتل عليّ رجع إلى مكة.
        - وثّقه الإمام أحمد، ومات في طاعون الجارف سنة 70هـ.
        - روى ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق: صالح المري عن أبي عمران الجوني، عن أبي الجلد جيلان قال: إن العذاب لما هبط على قوم يونس جعل يحور على رءوسهم مثل قطع الليل المظلم فمشى ذو العقول منهم إلى شيخ من علمائهم؛ فقالوا: إنا قد نزل بنا ما ترى فعلمنا دعاء ندعو الله به عسى أن يرفع عنا عقوبته.
        فقال: قولوا: "يا حي حين لا حي، ويا حي محيي الموتى، ويا حي لا إله إلا أنت"! فكشف عنهم العذاب، ومتعوا إلى حين).
        روى عنه: أبو عمران الجوني، وقتادة، وأبان بن أبي عياش.
        والرواية عنه قليلة جداً.

        4: نوف بن فضالة البكالي الحميري ابن امرأة كعب الأحبار (ت: نحو 95هـ).
        قرأ كتب أهل الكتاب، وتعلّم من زوج أمّه كعب الأحبار، وعامّة ما يُروى عنه في التفسير من الإسرائيليات، مما لا يضرّ الجهل به.
        - سفيان الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن نوف البكالي في قوله: ({وشروه بثمن بخس دراهم معدودة} قال: عشرون درهما ). رواه ابن جرير.
        - لم أقف على تحديد تاريخ وفاته لكن ذكره البخاري ذكره البخاري فيمن مات ما بين التسعين إلى المئة، وذكر الزركلي أنه مات نحو 95هـ، ولعله أخذ أقرب الأعداد إلى مقاربة الصواب.
        وقد روى عنه قتادة وسعيد بن جبير، وأبو إسحاق السبيعي، يحيى بن أبي كثير، وأبو عمران الجوني، ونسير بن ذعلوق، وأبو هارون العبدي.

        5: تبيع بن عامر الكلاعي الحميري (ت:101هـ)
        أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسلم إلا في عهد أبي بكر، وهو ابن امرأة كعب الأحبار.
        قال الذهبي: (عرض القرآن على مجاهد، وكان رفيقه في الغزو).
        وقد أخذ عنه مجاهد بعض ما يرويه عن أهل الكتاب.
        والرواية عنه قليلة.

        6: مغيث بن سميّ الأوزاعي (ت: 105هـ تقريباً).
        قال الذهبي: (كان أخباريا صاحب كتب كَوَهْب، وأبي الجلد).
        روى عن أبي هريرة وكعب الأحبار، وتبيع الحميري.
        روى عنه: مجاهد، وحسان بن أبي الأشرس، والفرات بن الوليد.
        - سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن مغيث بن سمي: {إن كتاب الفجار لفي سجين} قال: (في الأرض السابعة). رواه ابن جرير.
        والرواية عنه قليلة.

        7: وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار اليماني (ت:110هـ)
        روى عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه أن وهب بن منبه كان من أبناء فارس ممن أرسلهم كسرى إلى اليمن، وكان من أشراف الفرس في اليمن.
        قال أحمد: كل من كان من أهل اليمن له (ذي) هو شريف، يقال: فلان له (ذي) ، وفلان لا (ذي) له.
        أسلم وهب بن منبه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، لكنّه لم يدركه.
        وكان يقول بالقدر، وكتب فيه كتاباً ثمّ رجع عنه.
        قال حماد بن سلمة: حدثنا أبو سنان، قال: سمعت وهب بن منبه يقول: (كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعا وسبعين كتابا من كتب الأنبياء من جعل شيئا من المشيئة إلى نفسه فقد كفر، فتركت قولي). ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام.
        وله كتاب "المبتدأ" ذكر فيه بدء الخلق، وبعض أخبار الأولين، من الأنبياء والصالحين والأمم السابقة، وشحنه بالإسرائيليات، وتداوله القصاص وكان من هؤلاء القصاص ضعفاء ومخلطون ومنه من يروي ما فيه بالمعنى فيغيّر ويزيد، فلذلك كان ما يروى عن وهب بن منبّه من الإسرائيليات كثيراً جداً، وأكثر ما يروى عنه لا يصحّ إسناده إليه بسبب ضعف أكثر الرواة عنه، وأما وهب نفسه فهو ثقة صدوق احتجّ به البخاري ومسلم فيما يرويه عن الثقات.
        وما يصحّ إسناده إليه في كتب التفسير المسندة قليل جداً في جنب ما نُسب إليه، وقد ابتلي وهب بابن بنته عبد المنعم بن إدريس بن سنان اليماني، روى عنه جماعة مرويات كثيرة عن أبيه عن وهب بن منبّه مكذوبة عليه.
        قال أحمد بن حنبل: (عبد المنعم بن إدريس يكذب على وهب بن منبه).
        وكان الإمام أحمد يحذّر من الرواية عن عبد المنعم هذا ويأمر بهجر من يروي عنه.
        عُمّر وهب بن منبّه حتى أدرك زمان هشام بن عبد الملك بن مروان، وحُبس في آخر حياته وامتحن، وقيل: إنه ضُرب، ومات من أثر الضرب.
        توفي سنة 110هـ على أرجح الأقوال.

        وعامّة ما يُروى عنه في التفسير من الإسرائيليات:
        قال حماد بن سلمة: أخبرنا أبو سنان، عن وهب بن منبه، قال في قول الله: (فإذا هم بالساهرة) قال: الساهرة: جبل إلى جنب بيت المقدس). رواه ابن جرير.

        روى عنه في التفسير خلق كثير: منهم: محمد بن إسحاق بن يسار، وأبو سنان عيسى بن سنان القسملي، وعبد الصمد بن معقل، والمنذر بن النعمان الأفطس، وعمرو بن دينار، وسعيد بن عبد العزيز، وابن أبي نجيح، وهارون بن عنترة، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وغيرهم.
        قال الألباني: (وهو بالنظر لكونه كان قبل إسلامه حبرا من أحبار اليهود فهو كثير الرواية للإسرائيليات لكن قسم كبير منها لا يصح السند به إليه).
        ومن أكثر ما أشاع الروايات الضعيفة والواهية عن وهب بن منبّه ابن بنته عبد المنعم بن إدريس اليماني، وهو متّهم بالكذب، ويروي عنه أيضاً محمّد بن إسحاق مرويات كثيرة بواسطة لا يسمّيها، وأحيانا يعنعن وهو موصوف بالتدليس.

        والنوع السادس: ما كان يحدّث به بعض ثقات التابعين عمَّن قرأ كتب أهل الكتاب.
        ومن هؤلاء الثقات: سعيد بن المسيّب، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وطاووس بن كيسان، ومحمد بن كعب القرظي، وقتادة، وغيرهم.
        فهؤلاء لهم روايات لأخبار بني إسرائيل عن أمثال كعب ونوف وتبيع.
        ومنه ما يصرّحون فيه بالتحديث عنهم، ومنه ما لا يصرّحون فيه بالتحديث.
        ومنه ما يصحّ إسناده إليهم، ومنه ما لا يصح.
        ومنه ما ليس فيه نكارة، ومنه ما فيه نكارة.
        وقد تقدّم الكلام في القاعدة الضابطة لبحث مسائل الإسرائيليات المروية عن الصحابة؛ وما هاهنا نظيرها إلا أنّ قول التابعي ليس كقول الصحابي.

        والنوع السابع: ما يرويه بعض من لا يتثبّت في التلقّي؛ فيكتب عن الثقة والضعيف، ويخلط الغثّ والسمين، وهؤلاء من أكثر من أشاع الإسرائيليات في كتب التفسير:
        ومن هؤلاء: السدّي الكبير إسماعيل بن أبي كريمة، والضحاك بن مزاحم، وعطاء الخراساني، ومحمد بن إسحاق بن يسار.
        وهؤلاء لا يتعمّدون الكذب، وهم أهل صدق في أنفسهم، ولهم صلاح وعناية بالعلم، لكنّهم وقعوا في آفة عدم التثبّت، وخلط الصحيح بالضعيف، وأخذ على بعضهم التدليس.
        وأمثلهم محمد بن إسحاق إذا صرّح بالتحديث، وهو مع ذلك يروي كثيراً من الإسرائيليات.

        والنوع الثامن: ما يرويه بعض شديدي الضعف والمتّهمين بالكذب ممن لهم تفاسير قديمة في القرن الثاني الهجري.
        ومن هؤلاء : محمد بن السائب الكلبي، ومقاتل بن سليمان البلخي، وموسى بن عبد الرحمن الثقفي، وأبو الجارود زياد بن المنذر.

        النوع التاسع: ما يرويه أصحاب كتب التفسير المشتهرة من تلك الإسرائيليات بأسانيدهم إلى من تقدّم؛ كما يروي عبد الرزاق وابن جرير الطبري وابن المنذر وابن أبي حاتم وعبد بن حميد
        وهؤلاء وإن كانوا لم يشترطوا الصحة في تفاسيرهم إلا أنّ الروايات الإسرائيلية المنكرة في تفاسيرهم أقلّ بكثير مما في تفاسير من بعدهم.

        النوع العاشر: ما يذكره بعض المتأخرين من المفسّرين في تفاسيرهم من الإسرائيليات؛ كالثعلبي والماوردي والواحدي، وهذه التفاسير فيما تتفرّد به مظنة الإسرائيليات المنكرة لتساهل أصحابها في الرواية عن الكذابين والمتّهمين بالكذب وحذف الأسانيد اختصاراً.
        وينقل عن هذه التفاسير كثيراً ابن الجوزي والرازي والقرطبي والخازن وغيرهم.

        والمقصود بهذا التقسيم والتنويع التنبيه إلى أن الإسرائيليات على مراتب متفاوتة، والتعريف بطريقة دخول الإسرائيليات في كتب التفسير.

        يتبع



        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #19
          تدوين الإسرائيليات

          ينبغي التنبّه في شأن الإسرائيليات المدونة في كتب التفسير إلى أمور:
          الأمر الأول: أن أكثر من تروى عنهم الإسرائيليات من طبقة التابعين كانوا ثقات في أنفسهم ككعب الأحبار ووهب بن منبّه، لكن ما ينقلونه من الأخبار يدخله الخطأ من جهات؛ منها أن ينقلوا ما هو محرّف، ومنها أن يخطئوا في الفهم فينقلون بالمعنى ما أخطؤوا في فهمه أو ترجمته من غير تعمّد، ومنه ما يكون الخطأ فيه من قبل بعض الرواة عنهم؛ فينقل عنهم ما لا يصحّ إسناده إليهم، وربما حذفت الواسطة، وربما كتب الخبر الإسرائيلي هكذا من غير أن يبيّن مصدره؛ كما يكون في بعض التفاسير المروية عن ابن عباس وسعيد بن المسيب ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وقتادة.
          الأمر الثاني: أنَّ تداول القُصَّاص لتلك الإسرائيليات كان من أسباب شهرتها ورواجها، والاختلاف في روايتها، وربما رووا أشياء بالمعنى، وأخطؤوا فيها، وربّما كان في بعض القصّاص ضعفاء في الضبط فيخلّطون في رواياتهم؛ فتكثر النكارة في تلك المرويات بما لا يصحّ عن كعب ووهب وأضرابهما.
          الأمر الثالث: أنّ النكارة في رواية الإسرائيليات في القرن الأول كانت أقلّ بكثير من النكارة فيمن أتى بعدهم؛ لأنّ بعض من تُروى عنهم الإسرائيليات قد ابتلوا برواة كذابين؛ في القرن الثاني والثالث؛ فزادت النكارة وعظمت، ومنهم من يغيّر الإسناد فيجعله عن بعض الصحابة؛ كما كان الكلبي يروي بعض تلك الإسرائيليات عن أبي صالح عن ابن عباس، وهي كذب على ابن عباس، ومنهم من يروي الإسرائيليات المنكرة ولا يسندها كمقاتل بن سليمان البلخي(ت: 150هـ).
          الأمر الرابع: أنّ بعض الكذابين والمتروكين قد عرفوا برواية الإسرائيليات المنكرة، وقد تجنّب المفسّرون الكبار الرواية من طريقهم: كالسدّي الصغير واسمه محمد بن مروان، وعبد المنعم بن إدريس اليماني، وموسى بن عبد الرحمن الثقفي، وأبو الجارود زياد بن المنذر، وأضرابهم.
          فهؤلاء تجنّب المفسّرون الكبار كعبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم الرواية من طريقهم، لكن يروي عنهم أمثال ابن شاهين والثعلبي والماوردي، فأما ابن شاهين فيسند الرواية عنهم، وأما الثعلبي فذكر الإسناد في المقدمة ثم حذفه في وسط كتابه حتى لا يطول الكتاب بتكرار الأسانيد، وأما الماوردي فإنّه حذف الأسانيد كلها.

          يتبع


          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #20

            طبقات رواة الإسرائيليات
            مما تقدّم يتبيّن لنا أنّ رواة الإسرائيليات على طبقات متفاوتة:
            الطبقة الأولى: طبقة الثقات الذين يروون عن الثقات بإسناد صحيح إلى من عرف بالقراءة من كتب أهل الكتاب من الصحابة والتابعين؛ وهؤلاء مقلّون من رواية الإسرائيليات، ويروون الإسرائيليات كما يروون سائر مسائل التفسير.
            ومن هؤلاء: أبو بشر جعفر بن إياس اليشكري، وابن أبي نجيح المكي، والأعمش، وأبو رجاء العطاردي، ويزيد بن أبي سعيد النحوي، والربيع بن أنس البكري، ومعمر بن راشد الأزدي، والحسين بن واقد المروزي، وبكير بن معروف الدامغاني، وشيبان النحوي، وورقاء بن عمر ، ويزيد بن زريع العيشي، وهشيم بن بشير الواسطي، وغيرهم من النقلة الأثبات في رواية التفسير.

            الطبقة الثانية: طبقة الرواة غير المتثبّتين، وهؤلاء وإن كانوا في أنفسهم من أهل الصدق والصلاح، ومعروفون بالاشتغال بالتفسير والعناية به؛ إلا أنه أخذ عليهم الرواية عن الضعفاء والمجاهيل دون تمييز، وخلط مرويات بعضهم ببعض، وخلط مرويات الثقات بمرويات الضعفاء، وأخذ على بعضهم التدليس.
            ومن هؤلاء: الضحاك بن مزاحم الهلالي، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني، وعطية بن سعيد العوفي، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وأبو معشر المدني.

            1: الضحاك بن مزاحم الهلالي البلخي (ت: 105هـ)
            عاش في القرن الأوّل، وكان يمكنه أن يروي عن جماعة من الصحابة، لكن لم يثبت له سماع عن أحد منهم، وما يرويه عن ابن عباس وعن غيره من الصحابة منقطع.
            قال الذهبي: (ورد أنه كان فقيه مكتب فيه ثلاثة آلاف صبي، وكان يركب حمارا ويدور عليهم، وله يد طولى في التفسير والقصص).
            وقال سفيان الثوري: (كان الضحاك يعلّم ولا يأخذ أجرا).
            وكان معروفاً بالتفسير والقصص، موصوفاً بالخشوع والورع، وإنكار المحدثات والبدع، وكان هجّيراه "لا حول ولا قوّة إلا بالله".
            قال سفيان الثوري: خذوا التفسير من أربعة: (سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك). رواه ابن عدي.
            وهو في نفسه صدوق، وثقه الإمام أحمد ويحيى بن معين وأبو زرعة، وضعّفه يحيى بن سعيد القطّان، وكان شعبة يتوقّى حديثه.
            له أقوال حسنة في التفسير، وله مرويات يرويها عن ابن عباس وابن مسعود والنزال بن سبرة وغيرهم.
            وكان يرسل كثيراً عن ابن عباس وغيره من الصحابة في التفسير ، وهو لم يسمع منهم، وإنما يأخذه عن أناس عنهم ؛ ويكون ممن يأخذ عنهم الثقة والضعيف، فلا يميّز؛ ولا يذكر الواسطة حتى يُعرف، وقد يكون في بعض المرويات علل لا يتنبّه لها.
            ولذلك كان ما يرويه عن ابن عباس وغيره من الصحابة منقطعاً لا يحكم بصحته، لكن يَستفيد منه في التفسير مَن يعرف الصواب من الخطأ، ويعرف علل المرويات، وأما أقواله في التفسير فتروى كما تروى سائر أقوال المفسّرين.

            2: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي الكوفي(ت:127هـ)
            تقدّمت ترجمته، وأنّه كان رجلاً صالحاً في نفسه، وكان قاصّاً يعظ ويفسّر القرآن، في سدّة الجامع بالكوفة؛ فنسب إلى تلك السُّدَّة.
            وقد جمع تفسيراً كبيراً من طريق أبي مالك الغفاري عن ابن عباس، ومن طريق أبي صالح مولى أمّ هانئ عن ابن عباس، ومن طريق مرة بن شراحيل الهمداني عن ابن مسعود، ومما رواه هو عن أناس من الصحابة لم يسمّهم، ولا ندرى هل روايته عنهم متصلة أو مرسلة.
            وكتب من هذه الطرق تفسيره الكبير ووضع الإسناد في أوّله؛ فكان مَن يروي عنه هذا التفسير يختصر حكاية تلك الطرق فيقول: (عن السدي عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم).
            وما في ضمن هذا التفسير لم يميّز فيه ما رواه عن كل طريق من هذه الطرق.
            فكان ابن جرير يروي تفسير السدي مفرّقا على الآيات ويكرر الإسناد في كلّ موضع، كما قال في تفسير قول الله تعالى: {مالك يوم الدين}: (حدثني موسى بن هارون الهمداني، قال: حدثنا عمرو بن حماد القناد، قال: حدثنا أسباط بن نصر الهمداني، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: {ملك يوم الدين} ، هو يوم الحساب).
            فمن يقرأ هذا الكلام، وهو لا يعرف تفسير السدّي قد يتوهّم أنّ السدّي يروي تفسير هذه الآية عن كلّ أؤلئك؛ فربما نسب بعضهم هذا القول إلى ابن عباس، وربما نسبه بعضهم إلى ابن مسعود، وربما نسبه بعضهم إلى جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس الأمر كذلك، فقد يكون إنما روى هذا التفسير عن طريق واحد من تلك الطرق، وقد يكون طريقاً ضعيفاً، لأنه لم يميّز الطرق التي يروي بها في كلّ موضع.
            وفي تفسير السدّي إسرائيليات كثيرة.

            3: أبو عثمان عطاء بن أبي مسلم البلخي الخراساني(ت:135هـ)
            وهو عطاء بن عبد الله، كان رجلاً صالحاً؛ معروفاً بكثرة العبادة، ونشر العلم والتذكير؛ شارك في الجهاد في الثغور، وكان ربما أحيا أكثر الليل، وذكّر ووعظ بعد صلاة الصبح.
            وكان فيما يذكر عنه إذا لم يجد أحداً يحدّثه يذهب إلى المساكين فيجالسهم، ويحدّثهم.
            وكان يقول: ما من عمل أرجى عندي في نفسي من نشر العلم.
            توفّي بأريحا سنة 135هـ.
            وهو رجل صالح في نفسه، لكن تُكُلّم فيه من جهة كثرة أخطائه وإرساله، وضعف ضبطه.
            قال ابن حبان: (كان رديء الحفظ يخطىء ولا يعلم؛ فبطل الاحتجاج به).
            وأكثر من يروي عنه في التفسير: ابن جريج وابنه عثمان بن عطاء.
            فأما رواية ابن جريج فهي منقطة؛ لم يسمع منه التفسير، وأما عثمان بن عطاء فضعيف.
            ويروي عنه من الثقات: معمر بن راشد، ويونس بن يزيد الأيلي وغيرهما.
            وله روايات في كتب التفسير المسندة كتفسير ابن وهب وتفسير عبد الرزاق وتفسير ابن المنذر وتفسير ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرها.
            والإسرائيليات المروية عنه ليست كثيرة.

            4: محمد بن إسحاق بن يسار مولى بني مخزوم (ت:151هـ).
            ولد ابن إسحاق سنة ثمانين، ورأى أنس بن مالكٍ بالمدينة، وسعيد بن المسيب.
            وكان كثير الكتابة والرواية، وهو صاحب كتاب " المبتدأ والمبعث والمغازي" المشتهر بالسيرة النبوية لابن إسحاق؛ طبع بعضه ، وطبع تهذيبه لابن هشام.
            وطبع له أيضا كتاب "حرب البسوس".
            وكان علامة نسابة أخبارياً عالماً بالسيرة؛ وله كتب وصحف كثيرة، وكان موصوفاً بالحفظ.
            قال هارون بن معروفٍ: سمعت أبا معاوية يقول: كان ابن إسحاق أحفظ الناس، وكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر جاء واستودعها ابن إسحاق يقول: (احفظها عني فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي).
            وهو في نفسه صدوق غير متّهم، لكن أُخذ عليه أنه يكتب عن كل أحد، وربّما دلّس بعض مروياته، وليس هو بالمتثبّت المجوّد، بل يروي الغثّ والسمين.
            وكان ممن أشاع الإسرائيليات، والأشعار المنحولة، بسبب عدم تثبّته في الرواية، وحمله عن الضعفاء والمجاهيل.
            قال ابن أبي فديكٍ: رأيت محمد بن إسحاق يكتب عن رجلٍ من أهل الكتاب.
            وقد روي عنه في كتب التفسير المسندة ما لا يكاد يحصى كثرة من المرويات، وعامّتها إنما يكون فيها ناقلاً عن غيره.
            وله صحيفة عن وهب بن منبّه يروي عنه بعض ما فيها بلا واسطة، وفي بعضها يقول: حدثني من لا أتهم عن وهب بن منبه، وهذه الصحيفة تضمنت آثاراً كثيرة عن وهب بن منبّه، وقد روى منها ابن جرير في تفسيره فأكثر.
            قال ابن جرير: (حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: فحدثني من لا أتهم عن وهب بن منبه اليماني، وكان له علم بالأحاديث الأول، أنه كان يقول: ذو القرنين رجل من الروم، ابن عجوز من عجائزهم، ليس لها ولد غيره، وكان اسمه الإسكندر).
            وقد اختُلف في حكم روايته، والراجح فيها أن ما صرح فيه بالتحديث عن ثقة؛ فلا يقلّ عن رتبة الحسن إن شاء الله، ما لم تكن له علة أخرى، ولذلك فإن ما يرويه محمّد بن إسحاق عن وهب بن منبّه بالعنعنة أو بإبهام الواسطة فهو ضعيف لا تصح نسبته إلى وهب.

            والطبقة الثالثة: طبقة ضعفاء النقلة الذين ضعّفهم الأئمّة النقّاد في رواياتهم من غير أن يُتّهموا بالكذب؛ لكن يكون ضعفهم راجع لضعف ضبطهم، وقلة تمييزهم للمرويات.
            والفرق بين أصحاب هذه الطبقة والتي قبلها أن أصحاب الطبقة الثانية إذا صرّحوا بالتحديث عن ثقة فإنّ حديثهم مقبول في الجملة.
            وأما أصحاب هذه الطبقة فإنهم لو صرّحوا بالتحديث فلا تقبل روايتهم لشدّة ضعفهم.
            ومن أصحاب هذه الطبقة: يزيد بن أبان الرقاشي، وعلي بن زيد ابن جدعان، وموسى بن عبيدة الربذي، وجويبر بن سعيد الأزدي.

            والطبقة الرابعة: طبقة الكذابين والمتّهمين بالكذب، وهؤلاء لا تعتبر رواياتهم للإسرائيليات ولا لغيرها.
            ومن هؤلاء: محمد بن السائب الكلبي، ومقاتل بن سليمان البلخي، وأبو بكر سُلمى بن عبد الله الهذلي، وأبو هارون عمارة بن جوين العبدي، وعثمان بن مطر الشيباني، وإسماعيل بن يحيى التيمي، ومحمد بن مروان المعروف بالسدي الصغير، وأبو الجارود زياد بن المنذر الهمداني، وموسى بن عبد الرحمن الثقفي، وعبد المنعم بن إدريس اليماني.

            1: محمد بن السائب الكلبي (ت: 146هـ)
            كان من مشاهير رواة الإسرائيليات، وكان يسند كثيراً من رواياته عن أبي صالح عن ابن عباس؛ فراجت رواياته واشتهرت، وهو متّهم بالكذب، متروك الحديث، وله عناية بالتفسير، ولتفسيره روايات كثيرة؛ اشتهرت منها رواية محمد بن مروان السدّي الصغير، وهو أكذب منه، وهي من الروايات التي ينقل منها الثعلبي في تفسيره، وقد أخرجها الفيروزآبادي في كتاب سمّاه "تنوير المقباس من تفسير ابن عباس" وهي كذب على ابن عباس.
            ومن طريق الثعلبي اشتهرت بعض الأقوال الباطلة عن الكلبي وابن عباس؛ لكثرة من اختصر تفسيره ونقل منه.
            قال معتمر بن سليمان: كان الكلبي كذابا. وقال أبو حاتم الرازي: أجمعوا على ترك حديثه.
            وقال عبد الرحمن بن مهدي يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: قال الكلبي: كل شيء أحدّث عن أبي صالح فهو كذب). رواه ابن عدي.
            واشتهر تحذير العلماء منه، وتبيّن لهم أنّ ما حدّث به عن أبي صالح عن ابن عباس فهو لا قيمة له من حيث الإسناد، لكن منه ما حُمل على أنه من تفسير الكلبي نفسه، وكان في تفسيره صواب وخطأ.
            قال يعلى بن عبيد: قال سفيان الثوري: اتقوا الكلبي؛ فقيل له: إنك تروي عنه.
            قال: أنا أَعْرَفُ بصدقه من كذبه). رواه ابن عدي.
            ثمّ إنّ الكلبي على ضعفه وكذبه بُلي برواة ضعفاء، ومنهم من يزيد في تفسيره، منهم: السدي الصغير، ومحمد بن عبيد الله العرزمي، ومحمد بن فضيل، وحيّان بن عليّ العبدي، وغيرها.
            قال جرير بن حازم: (كنا نسمع تفسير الكلبي خمسمائة آية ثم كثر بعد). رواه ابن حبّان.
            وذكر الثعلبي في مقدّمة تفسيره طريقاً يروي به تفسير الكلبي في إسناده رجل يقال له صالح بن محمد النهدي، قال الثعلبي: (زاد فيه صالح أربعة آلاف حديث!!).
            والمقصود أن روايات المتهمين بالكذب للإسرائيليات لا ينبغي أن تعطى حكم الإسرائيليات التي رواها الثقات بأسانيدهم الصحيحة إلى من قرأ كتب أهل الكتاب.

            2: مقاتل بن سليمان البلخي (ت:150هـ)
            مقاتل بن سليمان مفسّر مشهور، لكنه متَّهم بالكذب عند أهل الحديث حتى عدّه النسائي من كبار الوضَّاعين، وقد نُسبت إليه بدعة التشبيه، والله أعلم بحقيقة نسبتها إليه، لكنه في جانب الرواية وما يتفرّد به ضعيف جداً، وله أقوال في التفسير حسنة، وقد جمع نسخاً من التفسير وأدخل بعضها في بعض، وفسّر بها.
            قال إبراهيم الحربي: (إنما جمع مقاتل بن سليمان تفسير القرآن وفسر عليه من غير سماع ولو أن رجلا جمع تفسير معمر عن قتادة وشيبان عن قتادة كان يحسن أن يفسر عليه). رواه ابن عساكر.
            وقد تضمّن تفسير مقاتل جملة من الإسرائيليات المنكرة.
            وقد تجنّب عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وطبقتهم الرواية عنه، لكن نقل منه الثعلبي جملة من أقواله ومروياته وفيها مناكير، ثم تبعه على ذلك الواحدي، ونقل منه الماوردي بدون إسناد، وتبعه ابن الجوزي في زاد المسير، ثم القرطبي في تفسيره، ثمّ شاعت بعض أقوال مقاتل في التفاسير التي أتت بعد ذلك.
            ولتفسير مقاتل بن سليمان روايات كثيرة مفقودة، لترك أهل الحديث لها، وتفسيره المطبوع كتبه عبد الله بن ثابت بن يعقوب التَّوَّزي روايةً عن أبيه عن الهذيل بن حبيب الدنداني عن مقاتل؛ ثم اشتهر هذا التفسير برواية عبد الخالق بن الحسن المعدَّل ابن أبي روبا (ت:356هـ) وفيه أشياء يرويها بإسناده إلى غير مقاتل، فمن الخطأ نسبة ذلك لمقاتل.

            3: أبو الجارود زياد بن المنذر الهمداني (ت: بعد 150هـ)
            له تفسير معروف، روى له ابن جرير وابن أبي حاتم شيئاً يسيراً مما يرويه عن زيد بن علي من أقواله في التفسير لا من الإسرائيليات، وذكر الدارقطني أن ابن شاهين (ت:385هـ) فرّق تفسير أبي الجارود في تفسيره على الآيات.
            يروي عن زيد بن علي ، وعن غيره، وكان له أتباع يُسمّون الجارودية نسبة إليه، وهم من فرق الزيدية.
            قال يحيى بن معين: (كذاب عدو الله، ليس يسوى فلسا).
            وقال أحمد بن حنبل: (متروك الحديث).
            وقال ابن حبان: (كان رافضيا، يضع الحديث في مثالب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويروي في فضائل أهل البيت أشياء ما لها أصول، لا يحل كتب حديثه).
            روى له الثعلبي بعض موضوعاته ولم يكثر من الرواية عنه.

            4: موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني (ت: نحو 190هـ).
            قال ابن عديّ: (يُعرف بأبي محمّد المفسّر).
            قال فيه ابن حبان: (شيخ دجال يضع الحديث، روى عنه عبد الغني بن سعيد الثقفي، وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتابا في التفسير؛ جمعه من كلام الكلبي ومقاتل بن سليمان وألزقه بابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، ولم يحدث به ابنُ عباس، ولا عطاء سمعه، ولا ابن جريج سمع من عطاء، وإنما سمع ابن جريج من عطاء الخراساني عن ابن عباس في التفسير أحرفا شبيها بجزء، وعطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس شيئا، ولا رواه، لا تحل الرواية عن هذا الشيخ، ولا النظر في كتابه إلا على سبيل الاعتبار).

            5: عبد المنعم بن إدريس بن سنان اليماني (ت:228هـ)
            وهو ابن بنت وهب بن منبّه، يروي عنه كثيراً، ويضع عليه.
            قال أحمد بن حنبل: (عبد المنعم بن إدريس يكذب على وهب بن منبه).
            وقال البخاري: ذاهب الحديث.
            وقال ابن احبان: ( يروي عن أبيه عن وهب، روى عنه العراقيون، يضع الحديث على أبيه وعلى غيره من الثقات، لا يحل الاحتجاج به، ولا الرواية عنه).
            وقال الذهبي: (مشهورٌ قَصَّاص، ليس يعتمد عليه، تركه غير واحد).
            وكان العلماء يحذّرون من الرواية عن هؤلاء الكذابين كما روى عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه أنه قال في رجل من أهل الحديث: (لا تكتبوا عنه حتى لا يحدّث عن الكذابين، وذكر تفسير الكلبي وعبد المنعم، يعني أحاديث وهب بن منبه).
            وقد تجنّب أصحاب التفاسير المسندة الأوائل كسفيان الثوري وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم تجنبوا الرواية عن هؤلاء الكذابين؛ فلم يرووا عن مقاتل بن سليمان ولا عبد المنعم بن إدريس ولا موسى الصنعاني، وروى بعضهم من تفسير الكلبي ما يُنتقى من أقواله لا من بواطيله.


            يتبع


            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

            تعليق


            • #21

              أسباب شهرة الإسرائيليات المنكرة

              من أكثر ما أشاع تلك الإسرائيليات المنكرة في التفاسير المتأخرة: رواية المفسّرين الذين ليس لهم معرفة بالرجال وأحوال الرواة ولا يميزون الصحيح من الضعيف ولا يتفطّنون لعلل المرويات؛ كالثعلبي والواحدي وغيرهما؛ فهؤلاء أدخلوا في تفاسيرهم أشياء منكرة منها، ورووا من التفاسير التي حذّر منها العلماء كتفسير مقاتل وتفسير الكلبي وغيرهما.
              ومنهم من ينقل منها دون ذكر الأسانيد كما فعل الماوردي، وكان يحكيها على أنها من أقوال ابن عباس وكعب الأحبار ووهب بن منبه وسعيد بن المسيب ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة وغيرهم دون التثبّت من صحّة الإسناد إليهم.
              وهذه التفاسير الثلاثة: تفسير الثعلبي والماوردي والواحدي من أكثر التفاسير التي اعتمد عليها من بعدهم؛ كابن الجوزي في زاد المسير، والرازي في التفسير الكبير، والقرطبي والخازن وابن عادل الحنبلي وغيرهم؛ فالإسرائيليات التي تضمنتها هذه التفاسير فيها من النكارة ما هو أكثر بكثير من التفاسير المسندة التي صنّفها الأئمة كعبد الرزاق ووكيع وسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم وأضرابهم.

              يتبع


              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

              تعليق


              • #22

                حكم رواية الإسرائيليات

                ورد في شأن أخبار بني إسرائيل أحاديث وآثار يظهر بالجمع بينها الهدي الصحيح في حكم روايتها والموقف منها.
                - في صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد من طريق حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار».
                - وفي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج»
                - وفي صحيح البخاري من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا: {آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم} » الآية).
                - مجالد، عن عامر الشعبي، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم، وقد ضلوا، فإنكم إما أن تصدقوا بباطل، أو تكذبوا بحق، فإنه لو كان موسى حيا بين أظهركم، ما حل له إلا أن يتبعني» رواه أحمد.
                - قال عطاء بن يسار: كانت يهود يحدثون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيسيخون كأنهم يتعجبون؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تصدقوهم , ولا تكذبوهم» , وقولوا: {آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون}). رواه عبد الرزاق.
                - روى البخاري في صحيحه من طريق ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، أن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: " كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث، تقرؤونه محضا لم يشب، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه، وكتبوا بأيديهم الكتاب، وقالوا: هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا؟ ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم؟ لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم "
                - وروى عبد الرزاق في مصنفه من طريق عمارة عن حريث بن ظهير , قال: قال عبد الله: «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء , فإنهم لن يهدوكم وقد أضلوا أنفسهم فتكذبون بحق , أو تصدقون بباطل , وإنه ليس أحد من أهل الكتاب إلا في قلبه تالية تدعوه إلى الله وكتابه»
                - قال عبد الرزاق: وزاد معن عن القاسم بن عبد الرحمن , عن عبد الله في هذا الحديث , أنه قال: «إن كنتم سائليهم لا محالة , فانظروا ما قضى كتاب الله فخذوه , وما خالف كتاب الله فدعوه».

                يتبع


                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                تعليق


                • #23
                  والخلاصة في شأن رواية الإسرائيليات

                  1: أن الإذن بالتحديث عنهم إذن مطلق يدخله التقييد، وتلك القيود منها ما نصّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما نصّ عليه بعض أصحابه مما علموه وأدركوه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم لهم وتعليمه إيّاهم.
                  2: ما كان من أخبارهم يخالف دليلاً صحيحاً فهو باطل؛ لا تحلّ روايته إلا على سبيل الاعتبار والتشنيع ، وبيان تحريفهم.
                  ويجب تكذيبه، كما كذّب ابن عباس نوفا البكالي لما زعم أن موسى الذي لقي الخضر ليس كليم الله، وإنما هو رجل آخر اسمه موسى؛ كما في الصحيحين عن
                  سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى بني إسرائيل ليس بموسى الخضر، فقال: (كذب عدو الله) ، وفي رواية لمسلم: قال ابن عباس: أسمعته يا سعيد؟
                  قال سعيد: قلت: نعم.
                  قال: كذب نوف.
                  3: أن لا يعتقد تصديق ما يروى عنهم ما لم يشهد له دليل صحيح من الأدلة المعتبرة لدى أهل الإسلام.
                  4: أن بعض الإسرائيليات قد تتضمن زيادات منكرة لأخبار محتملة الصحة في الأصل؛ فتنكر الزيادات المنكرة، وتردّ، مع بقاء احتمال أصل القصة إذا كان له ما يعضده.
                  5: أن لا تجعل أخبارهم مصدراً يعتمد عليه في التعلّم والتحصيل؛ ولذلك يحذّر طلاب العلم من التفقه بها واعتمادها في أوّل الطلب، ويوجّهون إلى مناهل أهل الإسلام في التعلّم، فإذا أحكم الطالب دراسة أصول العلم على منهج صحيح؛ فلا حرج عليه أن يستأنس ببعض ما يروى من أخبار بني إسرائيل، وعلى ذلك يُحمل نهي ابن مسعود وابن عباس، مع ما روي عن ابن عباس من التحديث ببعض أخبار بني إسرائيل.
                  قال ابن تيمية: (وَمَعْلُوم أَن هَذِه الاسرائيليات لَيْسَ لَهَا إسناد، وَلَا يقوم بهَا حجَّة فِي شَيْء من الدّين إلا إذا كَانَت منقولة لنا نقلا صَحِيحا، مثل مَا ثَبت عَن نَبينَا أَنه حَدثنَا بِهِ عَن بني اسرائيل).
                  وقال: (الإسرائيليات إذا ذكرت على طريق الاستشهاد بها لما عرف صحته لم يكن بذكرها بأس).
                  6: أن عبد الله بن سلام وسلمان الفارسي وعبد الله بن عمرو بن العاص لم يكونوا مكثرين من الروايات عن بني إسرائيل على سعة علمهم بها وقراءتهم لها، ودليل ذلك أن ما روي عنهم من الإسرائيليات قليل جداً.
                  7: أن الصحابة الذين يُروى عنهم بعض أخبار بني إسرائيل ممن لم يقرؤوا كتب أهل الكتاب قلة، وأكثر ما يُروى عنهم من ذلك لا يصحّ إسناده إليهم.
                  8: أن من التابعين وأتباعهم من تساهل في رواية الإسرائيليات عن الضعفاء والمجاهيل؛ وتداولها القُصّاص والأخباريّون، وزاد فيها الكذابون والمتّهمون بالكذب؛ فكان ذلك من أسباب شهرتها وذيوعها حتى دوّنت في بعض التفاسير.
                  9: أن يفرّق بين الإذن المطلق بالتحديث عن بني إسرائيل وبين التحديث عن الكذابين والمتّهمين بالكذب الذين يروون الإسرائيليات المنكرة، وروايات هؤلاء في كتب التفسير كثيرة.
                  10
                  : أنّ رواية عدد من المفسّرين لتلك الإسرائيليات في كتبهم كانت من باب جمع ما قيل في التفسير، وله فوائد جليلة منها التنبيه على علل بعض الأقوال.
                  قال ابن كثير: (ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله مما لا يخالف كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو القسم الذي لا يصدق ولا يكذب، مما فيه بسط لمختصر عندنا، أو تسمية لمبهم ورد به شرعنا مما لا فائدة في تعيينه لنا فنذكره على سبيل التحلي به لا على سبيل الاحتياج إليه والاعتماد عليه.
                  وإنما الاعتماد والاستناد على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما صح نقله أو حسن وما كان فيه ضعف نبينه).
                  وهذا وإن كان ذكره في مقدمة البداية والنهاية إلا أنه منهج له في جميع كتبه ومنها التفسير، لكن فرق بين وضع الشرط وبين تمام الالتزام به.

                  هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

                  تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                  قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                  "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                  وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                  تعليق


                  • #24
                    من هم الصحابة الذين ثبت أنهم فسروا القرآن بالإسرائيلياتلا بد من التحقيق في هذه المسألة لوجود استشكال في تصرف الصحابة. فكيف ينقلون عن الإسرائيليات وهم يعلمون تحريفها؟

                    من القرائن التي تنفي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما ماأشار إليه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو ماثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث تقرؤونه محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من ثم الله ليشتروا به ثمنا قليلا ، ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ، لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم . أخرجه البخاري (7363) .

                    فإنه يبعد أن الصحابي المتصف بالأخذ عن أهل الكتاب يسوغ حكاية شئ من الأحكام الشرعية التي لامجال للرأي فيها ، مستندا لذلك من غير عزو ، مع علمه بما وقع فيه من التبديل والتحريف.

                    لكن مع ذلك فهذا الأمر ثابت عن ابن عباس بشكل يصعب رده. وقد احتار العلماء بشأن هذا التناقض وأجابوا بأجوبة غير مرضية.

                    وإليكم بعض الأمثلة على تلك الإسرائيليات:

                    تفسير ابن كثير لقوله تعالى "ن"

                    وَقِيلَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " ن " حُوت عَظِيم عَلَى تَيَّار الْمَاء الْعَظِيم الْمُحِيط وَهُوَ حَامِل لِلْأَرَضِينَ السَّبْع كَمَا قَالَ الْإِمَام أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير :

                    - حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَان هُوَ الثَّوْرِيّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان هُوَ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي ظَبْيَان عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : أَوَّل مَا خَلَقَ اللَّه الْقَلَم قَالَ اُكْتُبْ قَالَ وَمَاذَا أَكْتَب ؟ قَالَ اُكْتُبْ الْقَدَر فَجَرَى بِمَا يَكُون مِنْ ذَلِكَ الْيَوْم إِلَى قِيَام السَّاعَة ثُمَّ خَلَقَ النُّون وَرَفَعَ بُخَار الْمَاء فَفُتِقَتْ مِنْهُ السَّمَاء وَبُسِطَتْ الْأَرْض عَلَى ظَهْر النُّون فَاضْطَرَبَ النُّون فَمَادَتْ الْأَرْض فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ فَإِنَّهَا لَتَفْخَر عَلَى الْأَرْض

                    وَكَذَا رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ أَحْمَد بْن سِنَان عَنْ أَبِي مُعَاوِيَة عَنْ الْأَعْمَش بِهِ

                    وَهَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَة وَمُحَمَّد بْن فُضَيْل وَوَكِيع عَنْ الْأَعْمَش بِهِ وَزَادَ شُعْبَة فِي رِوَايَته ثُمَّ قَرَأَ " ن وَالْقَلَم وَمَا يَسْطُرُونَ "

                    وَقَدْ رَوَاهُ شَرِيك عَنْ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي ظَبْيَان أَوْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس فَذَكَرَ نَحْوه

                    وَرَوَاهُ مَعْمَر عَنْ الْأَعْمَش أَنَّ اِبْن عَبَّاس قَالَ فَذَكَرَهُ ثُمَّ قَرَأَ " ن وَالْقَلَم وَمَا يَسْطُرُونَ "

                    إه كلام ابن كثير رحمه الله. ومن الواضح أن الأثر صحيح عن ابن عباس رضي الله عنه.
                    مثال ثان:
                    اتفاق المفسرين على تفسير فتنة سليمان بكذبه من أكاذيب اليهود. وقد سردها ابن كثير في تفسيره (4\36) ثم قال:
                    وأرى هذه كلها من الإسرائيليات. ومن أَنكرها (أشدها نكارة) ما قاله ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن العلاء وعثمان بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالوا حدثنا أبو معاوية أخبرنا الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال:
                    أراد سليمان عليه الصلاة والسلام أن يدخل الخلاء فأعطى الجرادة خاتمه وكانت الجرادة امرأته وكانت أحب نسائه إليه فجاء الشيطان في صورة سليمان فقال لها هاتي خاتمي فأعطته إياه فلما لبسه دانت له الإنس والجن والشياطين فلما خرج سليمان عليه السلام من الخلاء قال لها هاتي خاتمي قالت قد أعطيته سليمان قال أنا سليمان قالت كذبت ما انت بسليمان فجعل لا يأتي أحدا يقول له أنا سليمان إلا كذبه حتى يرمونه بالحجارة فلما رأى ذلك سليمان عرف أنه من أمر الله عز وجل قال وقام الشيطان يحكم بين الناس فلما أراد الله تبارك وتعالى أن يرد على سليمان سلطانه ألقى في قلوب الناس إنكار ذلك الشيطان
                    قال فأرسلوا إلى نساء سليمان فقالوا لهن تنكرن من سليمان شيئا قلن نعم إنه يأتينا ونحن نحيض وما كان يأتينا قبل ذلك فلما رأى الشيطان أنه قد فطن له ظن أن أمره قد انقطع فكتبوا كتبا فيها سحر وكفر فدفنوها تحت كرسي سليمان ثم أثاروها وقرءوها على الناس وقالوا بهذا كان يظهر سليمان على الناس ويغلبهم فأكفر الناس سليمان عليه الصلاة والسلام فلم يزالوا يكفرونه وبعث ذلك الشيطان بالخاتم فطرحه في البحر فتلقته سمكة فأخذته وكان سليمان عليه السلام يحمل على شط البحر بالأجر فجاء رجل فاشترى سمكا فيه تلك السمكة التي الخاتم فدعا سليمان عليه الصلاة والسلام فقال تحمل لي هذا السمك فقال نعم قال بكم قال بسمكة من هذا السمك قال فحمل سليمان عليه الصلاة والسلام السمك ثم انطلق به إلى منزله فلما انتهى الرجل إلى بابه أعطاه تلك السمكة التي الخاتم فأخذها سليمان عليه الصلاة والسلام فإذا الخاتم في جوفها فأخذه فلبسه قال فلما لبسه دانت له الجن والانس والشياطين وعاد إلى حاله وهرب الشيطان حتى لحق بجزيرة من جزائر البحر فأرسل سليمان عليه السلام في طلبه وكان شيطانا مريدا فجعلوا يطلبونه ولا يقدرون عليه حتى وجدوه يوما نائما فجاءوا فبنوا عليه بنيانا من رصاص فاستيقظ فوثب فجعل لا يثب في مكان من البيت إلا انماط مع الرصاص قال فأخذوه فأوثقوه وجاءوا به إلى سليمان عليه الصلاة والسلام فأمر به فنقر له تخت من رخام ثم أدخل في جوفه ثم سد بالنحاس ثم أمر به فطرح في البحر فذلك قوله تبارك وتعالى ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم أناب يعني الشيطان الذي كان سلط عليه.

                    يتبع



                    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                    تعليق


                    • #25
                      قال ابن كثير: إسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قوي ولكن الظاهر أنه إنما تلقاه ابن عباس رضي الله عنهما إن صح عنه من أهل الكتاب وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوة سليمان عليه الصلاة والسلام فالظاهر أنهم يكذبون عليه ولهذا كان في هذا السياق منكرات من أشدها ذكر النساء فإن المشهور عن مجاهد وغير واحد من أئمة السلف أن ذلك الجني لم يسلط على نساء سليمان بل عصمهن الله عز وجل من تشريفا وتكريما لنبيه عليه السلام وقد رويت هذه القصة مطولة عن جماعة من السلف رضي الله عنه كسعيد بن المسيب وزيد بن أسلم وجماعة آخرين وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

                      قلت ورواها قتادة أيضاً بنفس النكارة. فهذا من أثر الإسرائيليات ومن أساطير اليهود وخرافاتهم. وإلا
                      فمن المحال قطعاً أن يتمثل الشيطان بصورة نبي

                      بقي أن نحقق ما جاء عن باقي الصحابة رضي الله عنهم، هل ثبتت عنهم رواية الإسرائيليات في التفسير؟

                      يتبع

                      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                      تعليق


                      • #26

                        ومن الصحابة الذين روي عنهم رواية الإسرائيليات وقد يكون في أسناديها بعض كلام

                        !- ابن عمر رضي الله عنه
                        فقد جاء في تفسيره لقصة هاروت وماروت فقد ثبت عنه بإسناد صحيح قصة طويلة في كوكب الزهرة وقصة هاروت وماروت ، وقد رويت مرفوعة والصواب وقفها ، وقد مال ابن كثير في تفسيره إلى كون ابن عمر أخذها عن كعب الأحبار(1/138).
                        قال ابن كثير في تفسير آية الكرسي(1/308) (وأغرب من هذا كله الحديث الذي رواه ابن جرير حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا هشام بن يوسف عن أمية بن شبل عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن موسى عليه السلام على المنبر قال وقع في نفس موسى هل ينام الله فأرسل إليه ملكا فأرقه ثلاثا ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يحتفظ بهما قال فجعل ينام وكادت يداه يلتقيان فيستيقظ فيحبس إحداهما على الأخرى حتى نام نومه فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان قال ضرب الله عز وجل مثلا أن الله لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض وهذا حديث غريب جدا والأظهر أنه إسرائيلي لا مرفوع والله أعلم)انتهى.
                        وقد ثبت عن أبي هريرة روايته لعدد من الإسرائيليات عن كعب الأحبار.
                        جاء في معاني القرآن للنحاس ( 5 / 81)
                        ثم قال جل وعز (فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم) آية 57 58
                        حدثنا محمد بن سلمة الأسواني قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا عبدالله بن صالح قال حدثني ابن لهيعة عن واهب بن عبدالله المعافري عن عبدالله بن عمرو أن نيل مصر سيد الأنهار سخر الله له كل نهر بين المشرق والمغرب وذلله له فإذا أراد الله أن يجري نيل مصر أمر كل نهر أن يمده فمدته الأنهار بمائها وفجر الله له من الأرض عيونا فإذا انتهى جريه إلى ما أراد الله أوحى الله إلى كل ماء أن يرجع إلى عنصره ..
                        وهذا يحتمل أنه من الإسرائيليات

                        جاء في تفسير البغوي ( 4 /146)
                        أخبرنا محمد بن عبدالله بن أبي توبة أنا محمد بن يعقوب الكسائي أنا عبدالله بن محمود أنا إبراهيم بن عبدالله الخلال ثنا عبدالله بن المبارك عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة يذكره عن أبي أيوب عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال إن أهل النار يدعون مالكا فلا يجيبهم أربعين عاما ثم يرد عليهم إنكم ماكثون قال هانت والله دعوتهم على مالك وعلى رب مالك ثم يدعون ربهم فيقولون ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال فيسكت عنهم قدر الدنيا مرتين ثم يرد عليهم اخسأوا فيها ولا تكلمون قال فوالله ما نبس القوم بعدها بكلمة وما هو إلا الزفير والشهيق في نار جهنم تشبه أصواتهم بأصوات الحمير أولها زفير وآخرها شهيق.


                        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                        تعليق


                        • #27
                          ابن عباس حبر الامة يأخذ من الاسرائيليات الاحاديث الصحيحة


                          ابن عباس حبر وفقيه الامة عند اهل السنة والجماعة وهو من اعلم الصحابة ولا خلاف على ذلك ,لكن هذا الحبر يأخذ من الاسرائيليات عند اهل السنة والجماعة وحتى في الاحاديث الصحيحة التي ينقلها ابن عباس فهو يأخذ من الاسرائيليات المباحه كما يقول الحافظ ابن كثير والحافظ المزي وسوف ابين بالدليل ان الحديث الصحيح الذي علق عليه ابن كثير قال عليه تلقى ابن عباس من الاسرائليات المباحه ,جاء في كتاب تفسير القران العظيم المشهور بأسم تفسير ابن كثير في الجزء الخامس صفحة 293
                          النص ,وكأنه تلقاه ابن عباس، رضي الله عنه مما أبيح نقله من الإسرائيليات عن كعب الأحبار أو غيره، والله أعلم. وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول ذلك أيضًا.

                          والسؤال هنا في صدر الاسلام بوجود ابو بكر وعمر وابن عباس ينقل مما ابيح له من الاسرائيليات ,والمشهور ان ابا بكر وعمر منعوا تدوين السنة في زمن خلافتهم ,ويبيحون الاسرائيليات؟ هذا عجباُ هنا الاحتمال الكبير واليقين المطلق ان الكثير من العقائد من اليهود هي اليوم عقائد لكثير من المسلمين بسبب عدم تحقيقهم والثقة العمياء بالمحدثين او الاله من الصحابة الذين يقدسوهم بجهل مركب لا مثيل له في الامم السالفه

                          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                          تعليق


                          • #28
                            وهذا الحديث الذي علق عليه ابن كثير هو صحيح الاسناد وجاء بكتب كثير منها السنن الكبرى للنسائي وهو صحيح ومجمع الزوائد للهثمي واسناده على شرط الشيخين وايضا في كتاب إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري في الجزء الثامن صفحة 111-124 الحديث طويل جدا ننقل الشهد فقط
                            التصحيح بعد نقل الحديث وهو طويل للسند الاول والثاني للبوصيري
                            رواه أبو يعلى الموصليّ، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا أصبغ بن زيدٍ فذكره بتمامه.

                            هذا إسنادٌ صحيحٌ، القاسم بن أبي أيّوب وثّقه ابن سعدٍ وأبو داود وذكره وأصبع بن زيدٍ، وثّقه أحمد، وابن معينٍ، والنّسائيّ، وباقي رجال الإسناد على شرط الشّيخين.


                            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                            تعليق


                            • #29
                              حكم رواية الإسرائيليات والاستشهاد بها في كتب التفسير

                              السؤال

                              لماذا يستخدم بعض الشيوخ القصص الإسرائيلية في تفسير بعض آيات القرآن الكريم، مع العلم أن المفروض أن التوراة عندهم محرفة كاستخدامهم لقصة السيدة بلقيس ملكة سبأ، وأن سيدنا سليمان رأى في رجلها شعرا، أو أن الجن قالوا له إن رجلها رجل حمار وأراد أن يتأكد من ذلك، وكان ذلك في تفسيرهم لسورة النمل، وكذلك قصة النعجة لسيدنا داود التي أشاروا أنه أراد أن يتزوج من امرأة ليصبح لديه 100 امرأة بدلا من 99، وكانت تلك المرأة متزوجة فقال لزوجها اتركها لي، أو في روايات أخرى ظل يرسل زوجها إلى الحروب حتى قتل، فتزوجها وأرسل الله له الملكين كي ينتبه إلى أخطائه، وذلك في تفسير سور صّ، وقد أشار الشيخ الشعراوي إلى أن تلك القصص من روايات إسرائيلية، ومع ذلك قرأت بعض تلك القصص في تفسير آيات قرآنية لبعض العلماء، فكيف يؤكدون ما قاله الإسرائيليون مع أن تلك القصص حتى لو كنا لم نعلم أنها من قصص إسرائيلية، فبالعقل لا يصح قول مثل القصص على الأنبياء وهي غير مقنعة؟ وكيف يفعلها من اختارهم الله لينيروا طريق الناس بعبادة الله؟.

                              الاجابة

                              الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
                              فالإسرائيليات على ثلاثة أقسام:
                              الأول: ما يوافق القرآن، فهذا نصدقه ونحدث به.
                              الثاني: ما يكذبه القرآن، فهذا يجب علينا تكذيبه.
                              الثالث: أخبار لم يكذبها القرآن ولم يصدقها، فهذه نحدث بها على جهة الاستئناس بها، مع عدم تصديقها أو تكذيبها، بل نقول: آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم، ويدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. رواه البخاري وغيره.
                              ومن هذا المنطلق أورد كثير من المفسرين الإسرائيليات في كتبهم باعتبارها من القسم المأذون فيه، إلا أن بعضهم قد توسع في ذلك، فأدخل ما لا تليق نسبته إلى الله عز وجل أو إلى أنبيائه، ولذلك تصدى للتحذير من ذلك الثقات الأثبات من أهل العلم أمثال الحافظ ابن كثير وغيره ممن يسيرون على خطى السلف الصالح في التحقيق والتثبت، فعلى سبيل المثال يقول فضيلة الشيخ السعدي عقب ذكر قصة سليمان مع بلقيس: فهذا ما قصه الله علينا من قصة ملكة سبأ وما جرى لها مع سليمان، وما عدا ذلك من الفروع المولدة والقصص الإسرائيلية، فإنه لا يتعلق بالتفسير لكلام الله وهو من الأمور التي يقف الجزم بها على الدليل المعلوم عن المعصوم، والمنقولات في هذا الباب كلها أو أكثرها ليس كذلك، فالحزم كل الحزم، الإعراض عنها وعدم إدخالها في التفاسير. اهـ
                              وانظر ما قاله فضيلة الشيخ الشنقيطي بشأن قصة داود ـ عليه السلام ـ في الفتوى رقم: 45724.
                              وراجع بشأن الكتب السالمة من الإسرائيليات والكتب التي نبهت على ذلك الفتويين رقم: 66635، ورقم: 179385.
                              والله أعلم .



                              اسلام ويب



                              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                              تعليق


                              • #30
                                حكم رواية الإسرائيليات وبيان من اشتهر بروايتها

                                وما لم يكن كذلك فكان مما يؤخذ عن أهل الكتاب كالمنقول عن كعب ووهب ومحمد بن إسحاق وغيرهم ممن يأخذ عن أهل الكتاب، فهذا لا يجوز تصديقه ولا تكذيبه إلا بحجة، وذلك أن كعب الأحبار يثق به كثير من السلف وينقلون عنه أخبارا غير صحيحة تسمى الإسرائيليات، وكذلك وهب بن منبه وهو أيضا عنده كتب من كتب بني إسرائيل وقد أكثر بعض المفسرين من النقل عنه، منهم ابن جرير نقل عنهما كثيرا في كثير من المواضع، وكذلك البغوي فتجدون في تفسير قوله تعالى وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ) روايات كثيرة، ابن كثير رحمه الله أعرض عنها وروى فيها حديثا مرفوعا، وحقق أنه أيضا ليس بمرفوع؛ لأنه رواه عن ابن عمر مولاه نافع وجعله مرفوعا إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- ورواه عنه ابنه سالم وجعله منقولا عن كعب ثم قال ابن كثير سالم أحفظ لحديث أبيه من نافع فتبين أن الحديث المرفوع لم يثبت.
                                كذلك أوردوا عند تفسير قوله تعالى: ( وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ )حكايات كثيرة في صفة قتل جالوت وكيف قتله داود حكاية يشهد العقل الصريح بكذبها، وكذلك أوردوا في قصة أيوب في سورة الأنبياء في قوله( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) حكايات كثيرة يعلم أنها لا أصل لها، وكذلك أوردوا في قصة داود في قوله (إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ ) إلى آخر حكايات أيضا كثيرة كلها من الإسرائيليات، وأشباه ذلك كثير.
                                فمثل هذه الإسرائيليات التي عن كعب ووهب وكذلك عن محمد بن إسحاق صاحب السيرة، وكان أيضا عنده بعض الكتب التي نسخها من كتب بني إسرائيل، وغيره ممن يأخذون عن أهل الكتاب هذا لا يجوز تصديقه ولا تكذيبه إلا بحجة، واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم فإما أن يحدثوكم بحق فتكذبوه وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوه فقولوا مثل ما قال الله قال تعالى: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُم)ْ هذا إيمان مجمل، (آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ ) مثل الإيمان المجمل في قوله تعالى قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاط)ِ إيمانا مجملا، ما كان فيه من حق فإنا نقبله وإن كان في غير شرعنا نؤمن به إيمانا مطلقا ويكفينا العمل بما في شرعنا، وكذلك ما نقل عن بعض التابعين وإن لم يذكر أنه أخذه عن أهل الكتاب، وكذلك من التابعين أيضا ينقلون عن أهل الكتاب ينقلون عن كعب وعن وهب وعن كتب أخذوها أيضا استنسخوها من كتب بني إسرائيل.

                                عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين



                                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                                تعليق

                                يعمل...
                                X