إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البِدعة .. وأثرها في تأسيس محنة المسلمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    وفقكم الله.
    الإسلام والقران لم ينزله الله تعالى ليتناسب مع الجاهليه فقط.
    بل ليتناسب مع كل العصور والاعاصير.
    ولا يتحمل الا تفسير واحد.
    وكثرة الفقهاء والمفسرين.
    والاهم المفتين على اشكالهم.
    هو ما يضر .
    فالدين واحد والرب واحد.
    ليس عبائة كل واحد يفصلها على مقاسه او ما يناسبه.
    سامحونا.فالكلام عمومي ليس موجه لاحد.

    تعليق


    • #17
      المشاركة الأصلية بواسطة طه ابو الطيب مشاهدة المشاركة
      اخي ابو سلطان كان القران الكريم حجة لك لا عليك
      آمين يارب ولكم بالمثل أخي الحبيب
      نسأل الله تعالى أن يغفر تقصيرنا وينفعنا وإياكم بكتابه العظيم وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم.
      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #18
        حياكم الله أخي aldame

        والله ياأخي الفاضل نسعد بجميع مداخلات اخوتنا الفضلاء وأنت منهم

        وقرأت ماتفضلتم به - ولي تحفظ على تأصيل بعض المفاهيم

        وحتى لايتشعب الموضوع ويبتعد عن فحواه - أفضّل بعد إذنك أن تعرضه في موضوع مستقل
        أو تطرح ماتراه عن أسباب ( البدعة ) وتأثيرها لتعم الفائدة للمشارك والقاريء بإذن الله

        وفقكم الله أخي الكريم وزادكم علما وفهما .
        لاحول ولاقوة إلا بالله

        تعليق


        • #19
          المشاركة الأصلية بواسطة صباحو مشاهدة المشاركة
          بارك الله لكم اخوي ابوسلطان
          قال تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )
          الحديث عن البدعة في غاية الأهمية ياغالي
          بل إنه من أهم المواضيع وأخطرها على ديننا الحنيف
          لأن الحديث عن الشرك حماية للتوحيد شيء
          و الحديث عن البدعة حماية للكتاب والسنة شيء آخر
          دين الإسلام جاء كاملا لا يحتاج إلى زيادة ولا يحتاج إلى أن ينقص منه أحد
          من قال هذه بدعة حسنة فقد اتهم رسول الله بعدم اكمال رسالته
          لان البدعه هي البدعه
          قال صلى الله عليه وسلم قال (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة)
          وقال أيضا(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد)
          أسأل الله الكريم بمنه وكرمه أن يوفقنا وإياكم للتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وأن يجنبا البدع ما ظهر منها وما بطن .

          تابع طرحك وفقكم الله وسدد خطاكم .
          بارك الله فيكم أخونا العزيز ابوابراهيم
          ونسأل الله الهداية ونعوذ به من الضلال

          نعم أخي العزيز دين الله اكتمل والخير في الاتباع لا الابتداع


          وفقكم الله وجزاكم عن المسلمين خيرا .

          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق


          • #20
            المشاركة الأصلية بواسطة ملح وسكر مشاهدة المشاركة
            وفقكم الله.
            الإسلام والقران لم ينزله الله تعالى ليتناسب مع الجاهليه فقط.
            بل ليتناسب مع كل العصور والاعاصير.
            ولا يتحمل الا تفسير واحد.
            وكثرة الفقهاء والمفسرين.
            والاهم المفتين على اشكالهم.
            هو ما يضر .
            فالدين واحد والرب واحد.
            ليس عبائة كل واحد يفصلها على مقاسه او ما يناسبه.
            سامحونا.فالكلام عمومي ليس موجه لاحد.
            والله ياأخي ملح وسكر أطلب منك مراجعة ماتكتب

            فأي أعاصير هذه يناسبها الدين !؟
            ولماذا لايتحمل القرآن سوى تفسير واحد ؟
            وأي ضرر يكون لكثرة الفقهاء والمفسرين - والمفتين على أشكالهم -حسب تعبيرك !؟

            هدانا الله وإياكم.
            لاحول ولاقوة إلا بالله

            تعليق


            • #21

              تابع - لزوم تقليص البدع ومقاومة أهلها

              ومرةً كنت ألقي درساً في كتاب رياض الصالحين ، وكان يحضر معنا ابن أكبر رجل في البلد، وكان أبوه يعده للخلافة في نشر البدع،
              المهم فجلس معنا نحو ثلاثة أشهر، ومع سماعه للأحاديث والأصول وللكلام النبوي يبدو أن مزاجه اعتدل،
              فذهب يجادل أباه في بعض المسائل ، وكنا قبل رمضان بقليل ،(فهو يحضر معنا للتراويح ) وإ
              ذا هو يقول لأبيه في المسجد:
              لا داعي لـ
              قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] لأن هذا بدعة،
              فيقول: يا بني! من أين جئت بهذا الكلام؟

              قال: هناك أدلة تدل على هذا.

              وجاء الرجل إلى المسجد وبعد المحاضرة، قام وقال: أنتم تكرهون النبي صلى الله عليه وسلم، وأنتم تكرهون القرآن!

              - يا والد! ما لك؟!

              - فقال: كيف تقول: إن ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) بدعة؟

              - أنا قلت:
              بدعة ؟؟؟ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ : توحيد.
              - فلماذا قلتَ لي أنها بدعة.
              - قلتُ له: أنا قلت: قراءة
              ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) بين التراويح بدعة.
              - قال لي: يعني:
              ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )التي هي ثلث القرآن نعتبرها من البدع؟
              - قلت له: لا.
              أنا أسألك سؤالاً، ثم أسألك سؤالاً -( وأي رجل مبتدع أسأله هذين السؤالين ) :
              - هل النبي صلى الله عليه وسلم كتم شيئاً من الوحي؟

              - قال: لا.

              -السؤال الثاني: هل النبي صلى الله عليه وسلم قصر في البلاغ؟

              - قال: لا.

              السؤال الثالث: هل ما تفعله فَعَلَه النبي صلى الله عليه وسلم؟

              فهذا يجيب عليه بجوابين:

              إما أن يقول: لا. وهذا كافٍ في الرد عليه ؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام ما ترك شيئاً إطلاقاً من الخير إلا دلنا عليه: فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ [يونس:32]
              إذاً: كل الذي يفعله ما لم يفعله النبي عليه الصلاة والسلام كأنما قال: أنا أفعل شراً.


              وإما أن يقول: نعم. فتسأله الدليل، ولا دليل.
              - قلت: هل النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ:( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) بين التراويح؟
              - قال: لا.
              اختصر عليَّ المسافة ، فلو قال: نعم. لما عرفت أن أعمل معه شيئاً أبداً
              وقد يكون قد ضيّع عليَّ الأسئلة التي أنا عملتها ، ولكنه قال: لا.


              - قلت له: طيب! إذاً: أنت تفعل شيئاً ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم.

              فالرجل وكأنه لم يأخذ باله من الإجابة
              فلما قلتُ هذا الكلام سكت طويلاً ثم قال: يعني: أنا منذ ستين سنة وأنا مغفل؟!

              قلت: سبحان الله! وماذا يضر أن يظل المرء أكثر من ستين سنة مغفلاً غافلاً عن الحق ثم يهديه الله عز وجل؟!


              إن ابن الجوزي -وهو العالم في علم الحديث- ذكر حديثاً موضوعاً ثم قال: ظللتُ أعمل بهذا الحديث ثلاثين سنة، لإحسان ظني بالرواة، فلما نضج في علم الحديث، وبدأ يسلك مسالك النقد اكتشف أنه ظل ثلاثين سنة يعمل بحديث موضوع.

              يُتبع
              لاحول ولاقوة إلا بالله

              تعليق


              • #22

                البدعة الإضافية أكبر محنة على المسلمين

                فالبِدَع يا إخواننا كثيرةٌ جداً وتحتاج إلى جيوش جرارة تقف في وجوه أهلها، لاسيما البدعة الإضافية التي هي أكبر محنة الآن؛ بسبب أن لها وجهين:

                - وجه يُطل على الشرع.
                - ووجه آخر يُطل على البدعة.


                مثل: الخط الذي يكون في المساجد، حيث يُعْمَلُ لصقٌ أو يُعْمَلُ خطٌّ من أجل الصفوف.
                فهذا بدعة.

                - لماذا خططتم الخط على الأرض؟

                - قيل: لنسوي الصف.

                - تسوية الصفوف هذه مسئولية من؟
                - مسئولية الإمام.
                - إذاً: ما خُطَّ الخط على الأرض إلا بعد ما ترك الأئمة مهمتهم.
                - السؤال الأول: هل وضع الخط أو شده كان مقدوراً للنبي صلى الله عليه وسلم أم غير مقدور؟
                - كان مقدوراً.
                - هل كان له داعٍ؟

                - نعم. كان له داعٍِ ، وهو تسوية الصف.

                - السؤال الثالث: هل فعله؟

                - ما فعله.


                وهذا قاعدة ذهبية في معرفة الفرق بين البدعة والمصلحة المرسلة.


                فشد الخيط على الأرض جاء بسبب إهمال الأئمة.

                ففي صحيح البخاري من حديث عمرو بن ميمون قال في يوم مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (فكان بيني وبينه ابن عباس : فسوى الصفوف حتى إذا لم يجد خللاً تقدم فكبر). والرسول عليه الصلاة والسلام كان يسوي الصف، ويرسل من يسوي الصفوف، فإذا وجد الصفوف متساوية أقام فصلى.

                لكن نحن الآن كأئمة، يقول أحدنا للمصلين: استووا.. استووا.. وهو واقف ووجهه إلى القبلة، لأن هذا من مهمات الإمام؛ ولكن هذا تقصير، فبسبب تقصير الأئمة والمسلمين ظهرت هذه البدعة.


                ومدة ظهور هذه البدعة حوالي عشر سنوات فقط، وقبل ثلاث عشرة سنة ما كان أحد يرى هذا الخط على الأرض، يعني: أن هذه البدعة جديدة جداً، وكما قلنا سببها: إهمال الأئمة، حتى الصف الأول الذي من المفروض أن يكون أفضل صف في المسجد ترى الفضلاء يتخلفون عنه، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: (لا يزال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله عز وجل)، حتى إنك ترى أصحاب الصف الأول هم من لا يحسن نظام الصلاة، مع أن الصف الأول هو الخط الأساسي للإمام،

                والنبي عليه الصلاة والسلام كان يقول: (لِيَلِيَنِي منكم أولو الأحلام والنهى)، لماذا؟

                حتى إذا حدث للإمام شيء في الصلاة، فيكون الذي وراءه فاهماً لنظام الصلاة، فإذا أحدث الإمام مثلاً، أو تذكر أنه غير متوضئ فأول ما يشد شخصاً من الصف الأول يكون هذا المشدود عالماً لماذا شدّه

                لا أن يعمل كما قال ابن الجوزي في كتابه: أخبار الحمقى والمغفلين، من الأئمة قال: أحدث إمامٌ فشد واحداً من ورائه، فكان صاحبنا المشدود لا ينطق ولا يتكلم ولا يعمل أي شيء، فلما يئسوا منه أخذوه وأدخلوا غيره،
                فقيل له بعد الصلاة: لم وقفت ولم تتكلم؟
                قال: أنا ظننت أن الإمام يقول: احفظ مكاني حتى أجيء.


                كأنه طابور جمعية!

                لاحول ولاقوة إلا بالله

                تعليق


                • #23

                  وهذا يذكرني أيام الجمعيات الاستهلاكية والاقتصادية:
                  وقف شخص أمام محل ليربط -أعزكم الله- رباط جزمته، وبينما هو واقف وجده شخصٌ يربط، فظنه واقفاً أمام جمعية فوقف وراءه،
                  وما إن انتهى الأول من رباط جزمته ونظر وراءه حتى رأى عشرة أو خمسة عشر شخصاً يقفون طابوراً،
                  فقال: يبدو أن هذا المكان يُوَزَّعُ منه شيء، فما دمت الأول في الصف لماذا أبرح مكاني؟!


                  وظل واقفاً، وظل مَن خلفه واقفون هم أيضاً، وقالوا: قد يكون هناك توزيع شيء.!!

                  فهذا الذي يقول: احفظ مكاني حتى أجيء موجود في الصف الأول.


                  وحصلت عندنا حكاية عجيبة جداً أن من الأشياء الغير لائقة أن الناس يعزمون على الإمامة،
                  إذا غاب الإمام الأصل يقولون: لتتقدمنَّ يا فلان ... لا والله أنت مَن يتقدم، .... لا. والله لن يتقدم إلا أنت ...

                  أليس هذا ما يفعلون؟!
                  فقد عَمِلَها ناسٌ مع شيخ القبيلة، وهو لا يعرف أي شيء، ولا يعرف أنه سيُقدَّم للإمامة، وهو لم يكن محضِّراً؛ ولكنه كان يعرف أن الأئمة يقولون كلمتين أو ثلاث في البداية: استووا يرحمكم الله.. سدوا الفُرَج..

                  ولكن الرجل نسي هذا الكلام نهائياً، فوقف ينظر إلى أول الصف وآخره، وأخذ يفرك في يده، وقال لهم: جاهزون يا رجال؟!

                  هذه حصلت، وليست فكاهة.

                  فتصوَّر عندما يكون هذا الرجل هو وفدٌ إلى الله عز وجل؛ فنحن لا بد أن نختار دائماً الخيار: (
                  اجعلوا أئمتكم خياركم) لأنهم وفدُنا إلى الله عز وجل.


                  يُتبع
                  لاحول ولاقوة إلا بالله

                  تعليق


                  • #24

                    أيها الإخوة الكرام! الرأس -إذا لم يكن حكيماً- يشِين أو يزِين.

                    ولما ولي عمر بن عبد العزيز إمارة المؤمنين وجاء مجموعةٌ من الناس العرب يهنئوه، أدخلوا شاباً صغيراً صاحب البضع والثلاثين سنة يهنئه،
                    فقال: يا غلام! أما وجدوا من هو أسن منك؟

                    قال: يا أمير المؤمنين لو كانت المسألة بالسن، لكان غيرك أولى بالخلافة.

                    يا أمير المؤمنين:
                    تعلم فليس المرء يولد عالماً وليس أخو علم كمن هو جاهلُوإن كبير القوم لا علم عنده صغيرٌ إذا التفت عليه المحافل
                    فقال: أفلح قومٌ ولوك أمرهم يا غلام.

                    فالمقصود:
                    أن هذا الإهمال الذي حدث من المسلمين هو الذي أوجد هذه البدع.

                    العلماء يقولون: كل حكمٍ كان له مقتضىً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله فلا يجوز لنا أن نفعله،

                    مثل: شد الخط:

                    كان مقدوراً له أن يفعل؟

                    نعم.

                    كان هناك مقتضى للفعل؟

                    نعم. وهو تسوية الصف.

                    هل فعل؟
                    لا.

                    إذاً:
                    لا يجوز أن نفعل ، إذ لو كان خيراً لفعله.


                    وهذا أيضاً مثل الاحتفال بالمولد النبوي :

                    والرسول عليه الصلاة والسلام مات عن ثلاث وستين سنة فقد أمضى حياته المباركة مع كل الصحابة، ومع ذلك فلم يحصل مرةً واحدة أن جمع أصحابه في يوم مولده، وخطب فيهم خطبة، أبداً.


                    هل جمعهم في يوم مولده كان مقدوراً له أم لا؟
                    - كان مقدوراً.
                    - هل هناك مقتضىً للجمع؟
                    نعم. وهو العظة.
                    هل جمعهم؟
                    الجواب: لا.
                    إذاً:
                    هذه بدعة.

                    فأنت تعرف أن هذا قيد في الفرق بين البدعة والمصلحة المرسلة.

                    لاحول ولاقوة إلا بالله

                    تعليق


                    • #25

                      ما هي المصلحة المرسلة؟

                      هي: شيءٌ فيه مصلحة، وليس هناك نهي خاصٌ عنه ، ولم يكن له مقتضى على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.


                      نحن عندما نقف عند إشارة المرور ، أو شرطي المرور:


                      هل كان مقدوراً للنبي صلى الله عليه وسلم أن يفعله؟
                      لا.
                      هل كان هناك مقتضىً للفعل؟
                      لا.
                      هل تحقق لنا مصلحة؟
                      نعم.
                      هل هناك نهي عنها؟
                      لا.
                      إذاً:
                      هذه مصلحة مرسلة.


                      فهذا هو الفرق بين المصلحة المرسلة والبدعة الإضافية.


                      وسميت إضافية لأنها تضاف إلى الشرع بدليل عام،

                      مثل أذان المؤذن الذي يقول:
                      أشهد أن سيدنا محمداً رسول الله!
                      أنت لماذا تذكر السيادة؟
                      قال: لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) فطالما أنه سيد ولد آدم ولا فخر، فأنا لا زلت أشهد أن سيدنا محمداً رسول الله، فأكون بهذا قد مجّدت الرسول عليه الصلاة والسلام وعظمته.


                      ولذلك سميت بدعة إضافية ، بمعنى: أنها تضاف للشرع بدليل عام ،

                      بخلاف البدعة الحقيقية التي لا أصل لها مثل :
                      صلاة الرغائب في رجب، ومثل صلاة حفظ القرآن الكريم، فهذه كلها من البدع الحقيقية التي لا أصل لها في الشرع.

                      أيها الإخوة الكرام:
                      الكلام عن البدعة وعن أهلها كلامٌ يطول ؛ ولكن أردت أن ألمح تلميحاً سريعاً إلى المحنة التي يعيش فيها المسلمون الآن،
                      ومحنةُ طلب الهدى في هذا الزمان أعظم من محنة عدم وجود رغيف الخبز، وكما صورتُ لكم أن المحنة تتمثل في ثلاثة وسبعين باباً،

                      والأمرُّ خو ذهنه فعلاً من معرفة الباب الوحيد الذي يؤدي إلى الحق، الأمر الذي به تختلط عليه كل هذه الأبواب فلا يدريها، فيلج من باب لا سيما وعلى كل باب شيطان يدعو إليه.

                      فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعافينا وإياكم من البدع، ومن أهلها، وأن يجعلنا من أعلام السنة وشبانها والحمد لله رب العالمين.

                      والله أعلم .

                      من محاضرة مفرغة - الشيخ ابواسحاق الحويني حفظه الله
                      المصدر

                      لاحول ولاقوة إلا بالله

                      تعليق


                      • #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة أبو/سلطان مشاهدة المشاركة
                        حياكم الله أخي aldame

                        والله ياأخي الفاضل نسعد بجميع مداخلات اخوتنا الفضلاء وأنت منهم

                        وقرأت ماتفضلتم به - ولي تحفظ على تأصيل بعض المفاهيم

                        وحتى لايتشعب الموضوع ويبتعد عن فحواه - أفضّل بعد إذنك أن تعرضه في موضوع مستقل
                        أو تطرح ماتراه عن أسباب ( البدعة ) وتأثيرها لتعم الفائدة للمشارك والقاريء بإذن الله

                        وفقكم الله أخي الكريم وزادكم علما وفهما .
                        ان شاء الله اخي الكريم بارك الله فيك وفتح لك

                        تعليق


                        • #27

                          الدعوة إلى البدعة !!!


                          أول جنس من أجناس الشر يسعى الشيطان إليه: أن يشرك العبد و يكفر بربه
                          فإذا كتب للعبد وهو في بطن أمه أنه سعيد، وأنه لا يكفر، وأيس منه الشيطان انتقل إلى الجنس الثاني: وهو
                          البدعة

                          فإن المبتدعة أعداء الرسل، وهم الذين غيروا دين الله عز وجل، وأمروا الناس أن يعبدوا الله بشرع لم يأت به النبي صلى الله عليه وسلم،
                          ولم يأذن به رب العالمين ، والبدعة بوابة الكفر ، فهذا هو الشَّرَك الثاني.


                          ومن أقل البدع التي يرتكبها الناس كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
                          إذا وقف أحدهم بين يدي رب العالمين أتى بعشر بدع ، يقف فيقول: نويت أن أصلي الظهر -بصوت مسموع- حاضراً، مستقبلاً القبلة، مأموماً، ثم يصرخ بذلك، وتنتفض عروقه، ويكبر بصوت عالٍ كأنه يكبر على عدو، ولو لبث ما لبث نوح -هذا كلام شيخ الإسلام - يبحث في الكتب عن حرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو التابعين أنهم فعلوا ذلك لا يجد إلى ذلك سبيلاً.


                          وهذا من أقل ما يرتكب، وهو من تحصيل الحاصل الذي لو سمعه عربي -ينطق العربية سليقة- لضحك عليه، لأنه تحصيل حاصل.


                          شخص جاء من بيته ليصلي الجمعة فيقول:
                          نويت أن أصلي الجمعة ، مستقبلاً القبلة أو مستدبرا
                          يعني يشك في نفسه أنه مستقبلاً القبلة أو لا؟!
                          حاضراً! أيظن نفسه غائباً وعفريته يصلي؟!
                          مأموماً! أيظن نفسه إماماً؟! أليس هذا كله من تحصيل الحاصل؟!

                          فلو سمع رجل عربي هذا الكلام لضحك، ولظن السفه من المتكلم، فإن الرجل لو قعد على سفرة طعامه فقال: نويت أن آكل رزاً، نويت أن آكل خبزاً، نويت أن آكل مخللاً، فإن هذا شيء يضحك؛ لأنه إنما هو تحصيل حاصل.


                          عندما يقف وهو بين يدي رب العالمين في أعظم شعيرة عملية فيرتكب مثل هذه البدع، فلا شك أنه يعبد الله بما لم يأذن به، وبما لم يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا أدنى ما يذكر من البدع.

                          لاحول ولاقوة إلا بالله

                          تعليق


                          • #28


                            عواقب ارتكاب البدع

                            المبتدع حَظي بأسوأ الألقاب كلها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل بدعة ضلالة)

                            فمعنى الكلام: أن كل مبتدع ضال، فأي خطبة خسف أعظم من هذه! أن يقال له قد اختلف العلماء فيك: هل أنت كافر أم فاسق.
                            مِن الذي يتمنى أن يحمل لقباً من هذه الألقاب؟!

                            وأيضاً: المبتدع متوعد بالخزي في الدنيا والآخرة، قال تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} [الأعراف:152]، والمبتدع مفترٍ على الله عز وجل، متقول عليه، يقول هذا من دين الله عز وجل.

                            وليس منه , فسيناله غضب في الحياة الدنيا، ويرد إلى ربه عز وجل وهو يحمل لقب المفتري على الله عز وجل.

                            وأيضاً: المبتدع متبع لهواه، لأن الله عز وجل حصر الحكم في شيئين لا ثالث لهما :
                            قال تبارك وتعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ} [القصص:50] فحصر الحكم: إما وحي ، وإما هوى
                            وقال تبارك وتعالى: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} [الكهف:28]، فإما ذكر، وإما هوى .

                            وقال تبارك وتعالى: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ} [ص:26]، فجعل الأمر حقاً أو هوى .

                            فهذا الذي افترى على الله ورسوله ما لم يأذن به الله لم يتبع الوحي قطعاً، فما بقي إلا الهوى، والهوى من الهوي، يهوي بصاحبه ولا يرفعه.


                            فيا له من عمل فاسق يرفعه الله إلى أسفل هذه رفعة لكن إلى أسفل.


                            ثم إن نبينا عليه الصلاة والسلام وعظ أصحابه يوماً -كما في حديث العرباض بن سارية - موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقالوا: ( يا رسول الله ! كأنها موعظة مودع؛ فاعهد إلينا.
                            قال: عليكم بالسمع والطاعة، وإن كان عبداً حبشياً، فإنه من يعش بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي .

                            لاحول ولاقوة إلا بالله

                            تعليق


                            • #29

                              الهدى والضلال بضاعتان في سوق الحياة


                              اعلم أن الهدى هو خير ما احتاجه الرجال، وشر البضاعة الضلال، ولمحبة الناس للأشياء المحسوسة جعل الله عز وجل المعاني محسوسة، فقال تبارك وتعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى} [البقرة:16]، فذكر لفظ الشراء في المسائل المعنوية لمحبة العباد للبيع والشراء،
                              وتكرر هذا المعنى في كتاب الله عز وجل كثيراً: {اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ} [البقرة:175]، {اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ} [البقرة:16].

                              إذاً:
                              الهدى والضلال بضاعتان في سوق الحياة، فأنت إذا دخلت السوق انظر كيف تختار.
                              واعلم أن الطريق الحق من (ما عليه اليوم أنا وأصحابي).

                              إذاً: دراسة مذهب القرن الأول صار فرضاً وهو العلامة الوحيدة للباب الوحيد: (ما عليه اليوم أنا وأصحابي).
                              وهذا مترجم في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) وإن كان لفظ: (ما عليه اليوم أنا وأصحابي) أوسع في الدلالة من حديث الخلفاء الراشدين، لأن حديث (أنا وأصحابي) يشمل التأسي بالصحابة جميعاً.

                              إذاً: معرفة مذهب القرن الأول صار ضرورة فلننظر:
                              كيف كان اعتقادهم؟
                              كيف كان سلوكهم؟
                              كيف كان فقههم؟
                              هذه مسائل ضرورية إذا كنا نريد النجاة.

                              يا ليت الأبواب مفتحة بغير دعاة يدعون إليها، لهان الخطب إذَاً؛ لكن في بعض فترات الحياة قد يكون داعي البدعة أشد لساناً وأبسط وأقوى حجة من داعي الحق.
                              يعني: من عدة سنوات كان صوت العلمانيين قوياً جداً، أما اليوم فرءوس العلمانيين يتساقطون الآن ويموتون، أما في سنة (1960م) وقبلها وبعدها، كان هذا العصر الذهبي لدعاة العلمانية، قمة الذروة بالنسبة لهم، أما الآن فبدءوا يتساقطون.
                              لكن لماذا برز هؤلاء وظهروا؟ لضعف لسان أهل الحق في ذلك الزمان، مع قوة لسان أهل البدع.

                              وأعظم بلية تبتلى بها الجماهير، أنه لا يوجد علماء يدلونهم على الطريق ،كم من الذين ماتوا وهم يعتقدون أن العلمانية هي الدين الحق،
                              ماتوا قبل أن يصل إليهم -أو يصلوا إلى- دعاة الهدى.

                              فمحنة عدم وجود العالِم تعم الجماهير، إذ قد يموت الرجل ضالاً لا يعرف الهدى لأنه لم ينتصب له رجل يقول: الطريق من هنا.

                              إذاً:
                              حاجة الجماهير إلى العالِم أعظم من حاجتهم إلى الطبيب، وأعظم من حاجتهم إلى لقمة الخبز.

                              هذه الأبواب الثلاثة والسبعون، مرةًَ تجد على باب البدعة شخصاً ضعيفاً لا يستطيع أن يضبط الحجة، ومرةً تجده رجلاً قوياً، وباب الحق عليه رجل ضعيف، لا يضبط الحجة.
                              فلو أن هذه الأبواب فارغة ليس عليها أحد لهان الخطب ، فإذا تزامن أن يكون داعي البدعة في غاية القوة وحجتُه قوية، وقابَلَه ضعف علماء السنة فالخطب حينئذ يكون أشد.

                              لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق


                              • #30

                                ومن السِمت الذي يخطف به المبتدعةُ القلوبَ -كما قلتُ- التجافي عن دار الغرور، والسمت يسبق الكلام -كما قلنا قبل ذلك- سمت الإنسان وشكله يسبق لسانه ،
                                أحياناً ترى إنساناً فتعجبك هيئته ، وترى عليه أمارات الصلاح ولما تسمع منه شيئاً، وقد يكون كما ظننت وقد يكون على خلاف ما ظنننت.

                                وأنتم تعرفون طائفة السيخ الذين هم أذل الخلق، عباد العجول، الذين أخذوا المسجد وحولوه إلى معبد، ونحن ألف مليون لم تتقدم دولة باحتجاج رسمي إلى الهند: كيف حولتم المسجد إلى معبد؟

                                هؤلاء السيخ من علاماتهم طول اللحية وإعفائها، تلقى الواحد منهم لحيته ثلاث أو أربع قبضات، ويلبسون عمامةً،

                                فلو رأيتَه وليس مكتوباً تحت صورته شيئاً ستقول:
                                سبحان الله ! كأنه واحد من الصحابة ، شكله جميل وفيه رجولة !!!!

                                وهذا الرجل السيخي -إذا جازت النسبة - لو جاء ووقف أمام المسجد ورأيت عليه عمامة ، ولفت نظرك لحية عظيمة، فلو وقف وجعل يفرك في يده، فإنك تظنه يسبح مثلاً ، فصورته تخطف القلب ، فتأتي فتقول - فأنت تريد أن تتعرف على هذا الإنسان-:
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. العالِم من أين؟
                                لكن ما الذي جعلك تقبل عليه؟
                                شكله وسمته، قبل أن ينطق لسانه
                                وتصور لو أنك ذهبت معه ووجدتما شخصاً يقود عجلاً فأول ما يرى العجل يخر راكعاً !
                                ماذا يكون رد فعلك؟! صدمة لا توصف.

                                ولذلك التربية تكون قبل التعليم , من أجل هذا نحن نوصي أنفسنا وإخواننا في الله تبارك وتعالى المتصدرين لتعليم الجماهير أن لا يتدنى ولا يتبسط مع الجماهير، والشيء المباح الذي قد يفعله في خلوته لا يفعله في جلوته، لماذا؟ لأن السمت والشكل يُعلِّم.

                                قال بعض العلماء لابنه: (يا بني! اذهب إلى جعفر الصادق، وتعلم من سمته وشكله كما تتعلم من علمه)، فكان الواحد إذا ذهب يتعلم من شيخ ينظر إليه كيف يضحك! كيف يبكي! إذا نزل عليه خبر كالصاعقة ماذا يقول! إذا جاءه خبر مفرح، ماذا يقول! ينظر إلى علامات وجهه، ويتعلم منه.

                                فالسمت سباق ، وهذا السمت هو الذي غر الخليفة المنصور في رجل من رءوس البدعة، جمع بين الاعتزال والتجهم، أعوذ بالله من الضلال البعيد، وكان اسمه عمرو بن عبيد، فكان المنصور يخضع لفرط زهده وتجافيه عن الدنيا،
                                فكان إذا رآه يقول:
                                كلكم يمشي رويد ... كلكم طالب صيد ... غير عمرو بن عبيد

                                فقد كان زاهداً في أموال السلاطين، وزاهداً في القرب من السلاطين، والمنصور يبعث إليه ولا يأتي، يهرب منه ، فأعجبه هذا الزهد والسمت، فقد يكون على باب البدعة من هذه الأبواب عمرو بن عبيد، أو خليفة عمرو بن عبيد، رجل قوي اللسان، عنده حسن عرض للشبهات، والشبهة السقيمة في زمان الجهل تكون عملاقة، مثل الإنسان الغير كفء، في غياب الأكابر يصير عملاقاً،

                                فكذلك الشبهة التافهة في زمان الجهل تكون دليلاً.

                                لاحول ولاقوة إلا بالله

                                تعليق

                                يعمل...
                                X