إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البِدعة .. وأثرها في تأسيس محنة المسلمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31

    الجهل من أعظم أسباب الوقوع في البدع


    إن الجهل هو سبب كل المصائب الموجودة في الدنيا: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} [الرعد:5]

    شخصٌ خرج علينا الأسبوع الماضي بفتوى من أعجب ما يكون!
    يقول:
    إن التنمُّص جائز للرجال حرام على النساء، تصوَّر!

    يجوز للرجل أن يرقق حاجبه حتى يكون كالهلال، ما هي الحجة؟

    هي كحجة إبليس حين قال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} [الأعراف:12].
    لماذا؟
    قال: {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف:12]
    يا غبي! الطين خيرٌ من النار، فالنار تحرق، والطين فيه رخاوة وبرودة، يقيس الشيء على الضد، وهذا هو سبب الغباوة!

    ما هي حجتك أن يتنمَّص الرجال دون النساء؟
    قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لعن الله النامصات والمتنمصات) ولم يقل: النامصين.

    إننا نجأر إلى الله من أمثال هؤلاء مجددينات النامصات!

    سئل أحد الأذكياء وهو الأديب كامل كيلاني رحمه الله وقال يوماً ما: إننا نعوذ بالله ونجأر إليه من المجددينات.
    فقالوا له: وما المجددينات؟ لم يكن جمعاً مذكراً سالماً، ولا جمعاً مؤنثاً سالماً؟
    قال: هذا جمع مخنث سالم، أي: سالم من الرجولة ومن العلم.

    الإجابة عن هذه الفتوى ولا أقول : شبهة ، فهي أدنى من أن تسمى شبهة، هذا جهل فاضح، لا يرتقي إلى العِلم بسبب ولا إلى الشبهة بسبب.

    أيها الكرام! قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( تنكح المرأة لأربع: لجمالها).
    إذاً: مَن الذي يبحث عن الجمال؟ إنما هم الرجال.

    من الذي يحرص أن يظهر في أبهى حلة وأجمل منظر؟ إنها المرأة، فهذا رأس مالها أن تكون جميلة، فإن شطراً من العباد ينكحون النساء للجمال، وفي سنن النسائي قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله! إن المرأة إذا لم تتزين لزوجها طلقت عنده) أي: ثقلت وكره النظر إليها، إذاً: لا بد أن تتزين،
    وقال تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف:18] فالحلية إنما تكون للبنات، وإنما قيل: حلية؛ لأنه يُتَحَلَّى بها.

    فالخطاب في هذا خرج مخرج الغالب؛ لأن الذي يتزين ويتحسن هي المرأة وليس الرجل، والرجل يبحث عن الجمال في المرأة، والمرأة تبحث عن الرجولة في الرجل، قَلَّ مِن النساء مَن تبحث عن شكل الرجل: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} [القصص:26]
    هذه هي صفة الرجل التي تبحث المرأة عنها.

    فالنبي عليه الصلاة والسلام لا يُعْقَل -وهذا الأمر لا يكون إلا في النساء- أن يقول: لعن الله المتنمصين، هذا خطاب ليس له واقع , لأنه لا يتنمص الرجال، وهذا معنى قول العلماء: الخطاب خرج مخرج الغالب .

    قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً} [آل عمران:130] كانت العرب تضاعف الربا، يأخذونه أضعافاً مضاعفة، فهل لو أكل الرجل الربا ضعفاً بسيطاً جاز له ذلك؛ لأن ربنا عز وجل يقول: {لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً} [آل عمران:130]

    فهل يجوز للواحد أن يقول: سآكله ضعفاً واحداً؟!

    وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أيما امرأة باتت - يعني: في الليل- هاجرةً فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح) فإذا أراد الرجل امرأته نهاراً فهجرت فراشه نهاراً، أتلعنها الملائكة أم لا؟ تلعنها الملائكة حتى تمسي، وإنما نص على الليل , لأنه في الليل يكون الفعل عادة، ولا يكون نهاراً، فنص على ما خرج الغالب عليه.

    فعندما يرى النبي عليه الصلاة والسلام أن النساء هن اللاتي يطلبن الحسن، وهن اللاتي يتفلجن قال: (لعن الله النامصات) لأنهن يفعلن ذلك،
    ولا يليق أبداً أن يقال: ولعن النامصين؛ لأنه ليس هناك رجل واحد يتنمص.

    هذه هي المسألة ببساطة شديدة لا تحتاج إلى كبير علم، ومع ذلك فهذه فتوى من آلاف الفتاوى.
    العلم هو العاصم من مثل هذا وغيره.

    لاحول ولاقوة إلا بالله

    تعليق


    • #32

      العِلم بالله هو العاصم من البدعة


      ما هو العاصم من البدعة؟
      العِلم.
      فالصحابة رضوان الله عليهم لم تكن فيهم البدعة
      لماذا؟
      لشيء واحد، لو نحن حققناه الآن لضربنا البدعة بسهم قاتل ، هذا الشيء هو:

      أن تعلم أنك عبد لله، والعبد له سيد، والسيد يأمر، فلا ترفع قدمك مِن على الأرض إلا إذا قيل لك: تقدم، ولا يتحرك لسانك بقولٍ إلا إذا قيل لك: قل ، {لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات:1]
      يعني:
      لا تقولوا حتى يأمركم، ولا تفعلوا حتى يأمركم، فالذي يفعل الفعل من تلقاء نفسه فقد قدم بين يدي الله ورسوله، ونصب نفسه مشرعاً.
      فالصحابة ما كانوا يفعلون شيئاً من ذلك.

      أحد الصحابة كان يمشي في جبل ، فرأى غاراً في جبل فأعجبه، فقال في نفسه: لو تخليت عن الناس وتحنثت لربي فيه!.
      إذاً: قصده حسن أم لا؟ قصده حسن، يريد أن يريح الناس من شره، ويجتنب الناس ويعبد الله حتى يصفو له قلبه.
      لكنه قال: فوالله لا أفعل حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء
      فقال: يا رسول الله! رأيت غاراً في جبل فأعجبني فقلت: لو اعتزلتُ الناس وتحنثت لربي فيه
      فقال عليه الصلاة والسلام: (أما إني لم أبعث بالرهبانية، إنما بعثت بالحنيفية السمحة).
      وأخذ الرجل الجواب واستراح ، فلم يفعل حتى يستأذن.

      كذلك كان تلقيهم لنصوص الوحي عالياً وفي غاية الروعة ، جاء في مسند البزار:
      (كان أبو الدحداح يجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزل قول الله عز وجل:
      {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة:245]
      فقال أبو الدحداح: يا رسول الله! الله يطلب منا القرض؟
      قال: نعم.
      قال: ما لي عند ربي إن أقرضته حائطي هذا؟).

      تقول الرواية: (إن هذا الحائط كان فيه ستمائة نخلة)، قال صلى الله عليه وسلم: (بيتٌ لا تمرَ فيه جياعٌ أهله)
      بعض الناس قد يستشكل عليه معنى الحديث فيقول:
      نحن لسنا أهل تمر، ومع ذلك نحس بالشبع ، ليس هذا هو المقصود ، وإنما المقصود أنه قد يدخل الرجل بيته وهو شديد الجوع، فيجد امرأته لا تزال تعد الطعام، ويحتاج بعض الوقت حتى يكون الطعام جاهزاً، فما الذي يقيم صلبه بسرعة ويجعله يشعر بالشبع؟ التمر أو أي مادة سكرية؛ ولكن التمر أفضلها،
      فقوله عليه الصلاة والسلام: (جياعٌ أهله) ليس المقصود به الجوع الدائم، ولكن الجوع المؤقت الذي يزول بالتمر ، أي أن الرجل سيعاني من الجوع ولو للحظات إذا لم يكن في بيته تمر.

      يقول أبو الدحداح: (يا رسول الله! الله يطلب منا القرض؟
      قال: نعم.
      قال: ما لي عند ربي إن أقرضته حائطي هذا؟
      قال: لك الجنة.
      قال: فإني أشهدك أنني أقرضته حائطي هذا).
      وقام أبو الدحداح رضي الله عنه من المجلس وذهب إلى الحائط الذي كان يمتلكه، فلم يدخل منه لأنه صار ملكاً لله، ولم يعد ملكاً له،
      فوقف على باب الحائط وقال:
      (يا أم الدحداح! اخرجي بأولادك، فإني أقرضت حائطي هذا ربي،
      فيأتي صوت المرأة المؤمنة ينبعث من داخل الحائط: ربح البيع يا أبا الدحداح)

      ولم تقل له: ضيعت مستقبل الأولاد، كان عليك أن تترك لهم خمسمائة نخلة، أو حتى مائتين وخمسين نخلة، ليَكْبُر أولادُك أغنياء؛
      ولكنها قالت له بلهجة المؤمن الصادق: (ربح البيع يا أبا الدحداح)

      أفَمِثل هذا في تلقيه يمكن أن يفتري على الله عز وجل فيبتدعَ حُكْماً لم ينزله الله؟!


      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #33
        منهجية الحياد العلمي في ميزان الشرع
        ومعيار الألقاب الأكاديمية عند العلماء


        فهذه المحاضرة إطلالة على الخطر الداهم الذي يدهم ديار المسلمين من أبنائهم، أو ممن ينتسبون إليهم بدعوى البحث العلمي، ودعوى الحياد العلمي الموجود الآن في مناهج الدراسات العليا ومناهج تحصيل الدكتوراه والماجستير في الجامعات، خرجت لنا دكاترة، وخرجت لنا من يدرس وعنده انتماء ضعيف لهذا الدين، سبب هذا الانتماء الضعيف هذه المناهج التي وضعت باسم الحياد العلمي.


        إذا أراد رجل أن يكتب في مقارنة الأديان أو في المذاهب يقول له:
        لابد أن تتجرد من كونك مسلماً, لأنك إذا كتبت عن الفرق الأخرى، أو عن الديانات الأخرى، أو الشرائع الأخرى وأنت مسلم ستنحاز إلى دينك، وإلى مذهبك، فهذا يضللك عن الوصول إلى الحق بحياد، كيف تكون محايداً لا تكن منتمياً.

        وظن البسطاء الذين وقفوا على عتبات طلب العلم أن هذا حق، وأنه ينبغي فعلاً أن يكون الإنسان محايداً، ويأتون بالأدلة العامة، العدل في الغضب والرضا، والعدل مع الخصوم ومع غير الخصوم، سبحان الله!

        أعداؤنا هل يتعاملون معنا بهذا الحياد؟! لا يتعاملون بهذا الحياد أبداً.


        قيل للإمام أحمد: -وقد تكلم في بعض المبتدعة- هلا سكت؟!

        قال: وهل سكتوا حتى أسكت؟!!

        أي: ماداموا هم يتكلمون فأنا لا أسكت أبداً، والكلام في أهل البدع من أعظم الجهاد لاسيما في هذا الزمان،
        لاسيما إذا كانت
        البدعة قبيحة منتشرة، مع هذا الفقر المدقع الذي يعاني منه جماهير المسلمين، أعني: فقر العلم.

        نشر الرجل الكتاب وكتب على آخره: حصل على بكالوريوس في الطب البيطري سنة كذا، وبعد ذلك عين فوراً معيداً، وموضوع فوق (فوراً) نقطتين، كأنه هو الذي أنقذ الحيوانات والبهائم! ها هو كل المعيدين يعينوا فوراً ما الإشكال؟
        وضع (فوراً) بنقطتين حتى لا تفور، وبعد أن حضر الماجستير أخذ وعين مدرساً مساعداً، وحتى ترقى إلى حد أستاذ، وبعد ذلك رئيس قسم، وبعد ذلك رئيس لجنة السموم الثلاثية، وبعد ذلك رئيس قسم إلخ، أخذ نصف الصفحة في نياشين يشاركه فيها أي واحد وصل إلى درجة الأستاذية في الجامعة، لأنه يمر بهذه المراحل كلها
        لكن الناس عندهم اغترار بالألقاب والنياشين،

        فمثلاً: شخص يريد أن يكشف عن مرض في جسده، فيبحث عن دكتور، فيذهب لدكتور له اسم طويل عريض وتحته خمس سطور: زميل هيكل الجراحين وزميل مشارك وصديق , وخمسة سطور، فهذا هو الممتاز، يدخل هذا زميل الجراحين في كذا وكذا وكذا والأمر أسهل من هذا، لكن الناس أسرع لهذه النياشين والألقاب، ولا مانع من أن يكتب نصف الصفحة حتى وصل إلى اللجنة الثلاثية في السموم.


        لكن ما هي المؤهلات الشرعية التي حصل عليها؟!

        أنت لا تتكلم الآن في الطب، أنت تتكلم في الشرع !!

        فما هي مؤهلاتك في الشرع؟

        دبلوم في القراءات من الأزهر الشريف!
        دكتوراه في الفلسفة!
        وأخذ في كلية الحقوق!
        كل هذا أيضاً على حسب النياشين العلمية لا تؤهلك أصلاً أن تتكلم في الشرع.

        .
        لاحول ولاقوة إلا بالله

        تعليق


        • #34

          لكن كما قلت لكم الناس أسرع للنياشين، وهذا يذكرني بصاحب القط:
          يقال أن رجلاً كان له قط أراد بيعه، فجاءه رجل فقال:
          كم ثمن هذا القط؟
          قال: كذا درهم،
          فتركه وجاء آخر فقال: كم ثمن هذا الهر؟ ثم تركه،
          وجاء ثالث فقال: كم قيمة هذا السنور؟ ثم تركه،
          وجاء رابع وخامس وكل واحد يذكر له اسماً ثم لا يشتريه، فرمى به وقال: قاتلك الله، ما أكثر أسماءك وأقل غناءك!


          أسماء كثيرة ونياشين بمقدار نصف صفحة كاملة، لكن ما أقل غناءها!

          هذه لا تعطيه علماً ولا أدباً عندما يتكلم عن أبي هريرة !
          يقول:
          أبو هريرة كان من المصائب التي ابتلي بها المسلمون، وكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن بحسن نية بلا شك!
          ولم يكن عنده فقه ولا دراية ! لذلك كان ينقل الأحاديث التي تهدم الدين ولا يدري، إذ لو كان يدري ما رواها أصلاً،
          لمز أبا هريرة في أكثر من عشرين موضعاً في الكتاب.


          أما الإمام البخاري فمسح به الأرض، قال: إن البخاري رجل طيب ، (يعني: مغفلاً) ينقل الأحاديث؛ لكن لم يكن له دراية بعلم الحديث،
          البخاري !
          يعني: لو جاء رجل وقال سيبويه والكسائي وأبو عمرو بن العلاء ويونس بن حبيب والخليل بن أحمد والأخفش الصغير والكبير لا يعرفون أن الفاعل مرفوع بالضمة لرجموه بالحجارة ، سيبويه لا يعرف أن الفاعل مرفوع بالضمة!
          عندما يقول للبخاري: الرجل طيب، أي: المغفل، ولم يكن له دراية بعلم الحديث، البخاري الذي وضع أصول هذا العلم مع العلماء الجهابذة الكبار لم يكن له دراية !

          تصور عندما يمشي الكتاب كله على هذه الوتيرة!
          وتكلم عن الصحابة والتابعين كلاماً سخيفاً جداً،

          كل هذا بدعوى الحياد العلمي ومنهجية: لا نجامل أحداً أصلاً، الكل أمام الحق سواء، بدءاً من أبي بكر إلى آخر شخص، نعاملهم على أساس أن الدماء متكافئة، ومشى بهذه الصورة في الكتاب كله،
          وسنعرض بعض النماذج، وأنا اتخذت هذا العرض صورة لتجسيد المحنة التي نعيشها الآن، ثم كيف الخلاص من هذه المحنة؟!

          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق


          • #35

            يأتي هذا المغبون الخاسر ويقول لك ماذا ؟ بعد أن أورد حديث سليمان عليه السلام وقوله: (لأطوفن الليلة على مائة امرأة)
            يقول:
            ويبدو أن البخاري كان رجلاً طيباً، عنده سذاجة وتلقائية، ولم يكن له كبير دراية بعلم الحديث ولا الفقه.

            الإمام البخاري ليس عنده دراية بعلم الحديث والفقه؟! البخاري ذروة في الفقه، دعنا من الفقه الآن.
            أيكون الإمام البخاري ليس له دراية بالحديث؟!
            إذاً: من الذي له دراية في الدنيا؟!

            يعني:
            لو قال رجلٌ: إن سيبويه لا يعرف النحو لحصبه أهل الأرض بالحجارة؛ لِمَا توافر عندهم جميعاً أن سيبويه المُبَرَّز العالِم الكبير الذي وضع أصول النحو، وأنه هو مقدم أهل البصرة، كما أن الكسائي مقدم أهل الكوفة.

            فعندما يأتي شخص ويقول:
            إن سيبويه لا يعرف شيئاً في النحو
            أو يقول مثلاً: إن عاصم بن بهدلة لا يعرف شيئاً في القراءات، والقراءة المشهورة: حفص عن عاصم،
            أو يقول: إن نافعاً لم يكن يعرف قراءة القرآن!
            فانظر! عندما تبلغ الجرأة بهذا الشخص فيقول هذا الكلام!

            وبعد ذلك يقول:
            وهذه المحنة الكبرى في أمتنا؛ يأخذون الدين بحسب شهرة الرجال، ولتذهب المبادئ العقلية إلى الجحيم.
            لذلك -بسبب هذا وغيره- كان علينا عبء الدراسة المستفيضة للسنة حديثاً حديثاً: {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69].

            إن الذي يغيظني هو:
            احتجاجه بالآية، يعني: كلُّ الكلام الذي فات كَوْمٌ، واحتجاجُه بالآية: {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69] كَوْمٌ آخر.

            وهذا يذكرني بالرجل الذي يُحكى عنه: أن امرأة ذهبت لتستأجره لقتل قاتل زوجها، فلما أتت إليه قالت له: أنا فقيرة وراعية أيتام! قال لها: نقتله لوجه الله.
            {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69]، سيقتله لوجه الله! لا يأخذ منها نقوداً! فانظر!

            عندما يتكلم عن البخاري الإمامِ العَلَمِ الفرد! وماذا سيحدُث لو تكلموا عن أمثالنا، ممن ليس لهم حكمة البخاري، ولا مكانته ولا عظمته؟!

            شيء عجيبٌ أن لجنة الفتوى وكبار العلماء ما زالت تغط في نومها حتى الآن!

            اصحوا من النومَ، أنا عندي ثمانية عشر كتاباً، أشعلت حرباً على السنة في خلال سنتين، وأنا لا أجمع هذا الكتب ولا أشتريها إنما تصلني من مسلمين غيورين على دين الله عز وجل، يقولون: رُد، فأرسل نسخاً منها إلى إخواني وأقول لهم: رُدوا على هذا الخبث المنتشر، والإنسان إذا قرأ الكتاب يجد فيه أشياء غريبة جداً، وفيه أشياء من الشبهات، وفيه أشياء وردت في كتب أهل العلم، وأهل العلم ردوا عليها؛ ولكنهم يغضون الطرف عن رد أهل العلم .

            لاحول ولاقوة إلا بالله

            تعليق


            • #36
              ( رد عقلي ) على من طعن في رواة صحيح البخاري

              نقول: مَن مكتشف الجاذبية الأرضية؟

              يقولون: إسحاق نيوتن.
              أليس كذلك؟
              لو أني قلت الآن: إن هذا غلط، ومن قال: إن إسحاق نيوتن هو مكتشف الجاذبية الأرضية، كل هذا كلام غلط؟!

              أترى أن الناس سيردون عليَّ أم لا؟
              سيردون عليّ،
              نقول لهم:
              مَنْ يكون إسحاق نيوتن؟ والذين نقلوا عنه المذهب ماذا يساوون؟

              نحن الذين نقول:
              نشترط في الناقل أن يكون ثقةً عدلاً، لكي نقبل كلامه, لأن الفاسق خبره مردود، كما قال الله عز وجل: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات:6]

              فاتفق العلماء: أن من رُمِي بالفسق أو ثبت عليه أن خبره مردود، لا يُقبل لا في الدين ولا في الدنيا،


              لو جاء رجل أمام القاضي وادعى دعوة، قال له القاضي: أين شهودك؟ فقال: شاهدي فلان.

              تعال يا فلان! أتشهد أن هذا الرجل له حق؟ قال: نعم.أشهد.
              وبينما هو يقول: نعم.أشهد، إذ دخل من باب المحكمة رجل، وقال:
              أيها القاضي! إن هذا الشاهد سب والديه،
              فإن القاضي مباشرةً يسقط شهادة الشاهد، أو أنه يتعاطى الخمر، أو يشرب حشيشاً، تسقط شهادة هذا الشاهد؛ لماذا؟ لأنه فاسق.

              وهذا في الدنيا، فالدين من باب أولى
              .


              لاحول ولاقوة إلا بالله

              تعليق


              • #37

                اعتماد أهل البدع منهج التشنيع على المحدثين .. للطعن في منهج أهل السنة



                السلفيون لهم مِنَّة في أعناق جميع المسلمين؛ لأنهم أصحاب المواجهة ضد الثنتين والسبعين فرقة ، في اثنتين وسبعين جبهة مفتوحة ضد الطائفة المنصورة ، صاحبة الطريق الوحيد، وقد ظهر ذلك في حياة الإمام أحمد بن حنبل ، وفي حياة شيخ الإسلام ابن تيمية .

                لذلك فالتشغيب قائم على قدمٍ وساق ضد هذه الطائفة؛ لأنهم هم الذين يفضحون هؤلاء المبتدعة، ويغزونهم في عقر دارهم، ولا يجد المعتزلة لها عدواً مثل السلفيين، ولا يجد الأشاعرة لهم عدواً مثل السلفيين؛ لأن من عادة أهل البدع أنهم يداهنون أهل الباطل ؛ ليسلكوا مذهبهم،

                لا مانع عند المبتدع أن يرى الرجل على طامة من الطامات فيدعه، يقول لك: دعه يهلك، المهم أننا نتخذه جسراً ونمر عليه.

                أما أصحاب الطريق الواحد ؛ الطريق الوحيد الذي تكلمنا عليه: (ما أنا عليه وأصحابي)، يرى أن هذا من الغش، لذلك فإن لهم في كل وادٍ معركة،
                وشيخ الإسلام ابن تيمية حامل لواء الدعوة السلفية المباركة في القرن الثامن الهجري، كتبه كلها عبارة عن جولات حربية مع المخالفين في الأصول وفي مسائل الإيمان، وفي التوحيد، والأسماء والصفات، بل وحتى مع المخالفين في المسائل الفقهية الجزئية مثل الطهارة والصلاة والزكاة والحدود والديات وغيرها.

                كل هذا سببه ماذا؟
                ◄ أننا نستقي من الوحي، وأن مصدر التلقي عندنا مخالف لمصدر التلقي عند المبتدعة , ومصدر الاستدلال عندنا مختلف عن مصادر الاستدلال عند المبتدعة.


                نبتت نابتة في القرن الثالث الهجري في العراق أزرت على المحدثين وأظهرتهم في ثياب النقص والجهل وأنهم لا يعرفون الفقه، ولعلكم تعلمون أن الذي يغلب على طابع المحدثين هو التمذهب بمذهب السلف، وأسعد الناس بنهج هذا الطريق الوحيد هم المحدثون؛
                لأن المحدث كل حياته: حدثنا فلان عن فلان عن فلان، فهو مثل القطار طريقه محدد لا يستطيع أن يخرج عنه، وكلما تسأله عن مسألة يقول لك: أخبرني فلان عن فلان عن فلان، ولابد أن يصل إلى صحابي أو إلى تابعي أو يصل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام.

                وهذا المعنى الذي عبر عنه سفيان الثوري رحمه الله حين قال: (الحديث درج والرأي مرج)، والمرج: مفرد مروج وهي السهول الواسعة الفيحاء، والدرج هو السُلَّم، قال: (الحديث درج والرأي مرج) أي: الحديث درج مثل سكة القطار،

                فإذا أردت الكلام في المسألة الفلانية لابد أن يكون عندك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم، أو قول لصحابي، أو قول لتابعي، أو قول لعالِم،

                المهم لابد أن ترجع إلى أحد، أما الرأي فهو مرج حيث تعمل عقلك في المسألة حتى تصل إلى رأي ،

                فالمرج: هو المكان الواسع الفسيح، فإذا كنت على الدرج -أي كنت على السُلَّم- فاحذر أن تزل قدمك فتندق عنقك، لأن فلتة الرِجل عن السُلِّم ثمنها غال،
                فما معنى ذلك؟


                معناه:
                إذا أفلت من الدليل فإن ذلك ثمنه غال، أما إذا كنت في المرج فسر حيث شئت، فالمحدثون أشهر من مشى على هذا الطريق وأبرزهم.


                فطلعت نابتة في القرن الثالث الهجري يتهمون أهل الحديث بالجمود، وأن حياة المحدث محصورة في: حدثنا وأخبرنا، لكن أول ما يأتي الفقه يسكت،

                وفي أحد مجالس هؤلاء قال أحدهم: مساكين أصحاب الحديث، لا يعرفون شيئاً في الفقه،
                قال الحسن بن عمر الهسنجاني -راوي هذه الرواية-: وكانت بي علة وكنت في أواخر الناس فزحفت إليه... ثم قلت له:
                اختلف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الجراحات فماذا قال علي ، وماذا قال عمر ، وماذا قال ابن مسعود ؟
                فسكت،
                قال له: واختلفوا في الأرش -دية الأصابع- فماذا قال عبد الله بن عمر ، وماذا قال ابن مسعود ، وماذا قال عثمان ؟
                فسكت.

                فجعل يعطيه مسائل من هذا النمط، واختلفوا في كذا، فماذا قال فلان، وماذا قال علان،
                والرجل صامت،
                ثم قال له: تعيب عليهم شيئاً لا يحسنونه بزعمك، وأنت لا تعرفه؟!

                فحين تظهر مثل هذه النابتة، ويأتي من يتكلم في أصل الدين من أهل العلم، يقال له : أنت لا تفهم في الفقه، دع الفقه لأهله، ثم يدعوه للمناظرة ويقول: هيا بنا ندخل ميدان المبارزة،
                فإذا قال المحدث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه
                يرد عليه قائلاً:
                لا. هذا الحديث لابد أن نفهمه على ضوء الآية، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون:6]،
                فالرجل حر، يدين كما يشاء، وهذا دليل من القرآن وهذا دليل من السنة وإذا حصل تعارض يقدم القرآن على السنة،

                وبهذا يكون قد لبس في هذه المسألة، وبجانب هذه الكلمتين يرفع صوته بالصياح ، ولا يترك لك مجالاً للكلام، وإذا به يخرج وهو ينفض يديه قائلاً: هؤلاء لا يفهمون شيئاً،
                وأغلب العوام ينطبق عليهم القول القائل: (أول سارٍ غره قمر) فالعوام لا تحقيق عندهم، ولا يسمعون إلا للصوت المرتفع، فهذه طبيعة عند العوام
                ويظل ذاك الداعية الناصح يحاول عرض بضاعته في أي مكان، إلا أنه يلقى صدوداً من الناس، لماذا؟ لأنه لم يفهم شيئاً في الفقه -بزعمهم-.

                فهذه من الأشياء التي تترس بها أهل البدع ضد ضربات أهل الحق، ولذلك لابد لصاحب الحق أن يكون طويل النفس.

                لاحول ولاقوة إلا بالله

                تعليق


                • #38

                  سألني أحدهم مرة فقال:
                  لماذا تزيد كراهة الناس للعالم المقاتل ؟ وضرب مثالاً بالإمام عبد الله بن المبارك، والإمام أحمد بن حنبل .


                  عبد الله بن المبارك إمام مجاهد، زاهد عابد، هذا الرجل حين تقرأ سيرته تشعر أنه ليس في الدنيا مثله، فقد كان شامة في عصره .. كان جواداً، وكان تاجراً ناجحاً جداً، فكان عبد الله ينفق على ستة من أعلام عصره، وكان ينفق عليهم من حر ماله، وكان يقول: ( لولا هؤلاء ما اتجرت ) يعني:
                  كان يتاجر خصيصاً حتى ينفق على هؤلاء الستة الذين لو بصق الرجل منهم بصقة فتقاسمناها لخرج كل من في المسجد علماء فكان عبد الله ينفق على سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، وإسماعيل بن علية ، والفضيل بن عياض ، وكان يخصص لهم الرواتب أول كل شهر، ومرة جاءه رجل متسول، فأعطاه عشرة دراهم، فقال له رجل: إنه لا يأكل إلا الشوى -مثل ما نقول نحن: هذا الرجل معه فلوس وهو أغنى منك - أي كأنه يقول: يا إمام تعطيه عشرة دراهم، وهو لا يأكل اللحمة إلا مشوية على الفحم ، قال: آلله؟ قال: آلله! قال: إذاً هو يحتاج إلى أكل ، فلا تكفيه عشرة دراهم، فأرسل له بمائة درهم.

                  فكان يرى أن النفقة في الله، وليس عنده فرق أأخذها من يستحق أو من لا يستحق

                  بينما نحن عندنا شح في هذه المسألة، ونتذرع بحجة أن هذا لا يستحق، حتى وإن كان لا يستحق فأنت لا تعامله،
                  يعني:
                  ضع الصدقة في يدي ودعها تذهب إلى غير مكانها، ألست مأجوراً؟! ألست أنت تعامل الله عز وجل؟


                  فكان عبد الله بن المبارك لا فرق عنده فيمن يأخذ الصدقة أيأكل لحماً أو غير ذلك ؛ لأنه رجل يضع الصدقة ويعلم أنه يعامل الله عز وجل.

                  ذهب ابن المبارك ذات مرة إلى الحج هو وغلامه وكان معهم (أكل معفن) فرموه في المزبلة ، وبينما هو جالس إذ رأى بنتاً صغيرة ذهبت وأخذت الكيس الذي رموه في المزبلة ودخلت بيتها بسرعة، وجاء أخوها ووجد طائراً ميتاً فأخذه ودخل مسرعاً، فلفت نظره المنظر، فذهب وطرق الباب عليهم وقال: ما الحكاية؟ قالت البنت: والله ما لنا نفقة منذ ثلاثة أيام، وقد حلت لنا الميتة ، فقال لغلامه: كم معك من المال، قال: معي أربعون ديناراً، قال: هات خمسة وثلاثين، وأعطاها للولد والبنت
                  وقال: خمسة دراهم تكفينا للرجوع إلى البلد مرةً أخرى، هذا أفضل من حجنا هذا العام،

                  فقد كان رجلاً فقيهاً، بالإضافة إلى أنه مجاهد، يضرب به المثل، أول ما يذكر المجاهدون إذا عبد الله بن المبارك على رأسهم، كأنه مرابط على الحدود، وكان في غزوة من الغزوات فأبلى فيها بلاءً عظيماً،
                  ولما جاءوا يقسمون الغنائم تركهم وانصرف، فلما سئل عن ذلك أجاب بأنه لم يأت للمغانم وإنما جاء للجهاد أما الغنائم فيتركها للناس.


                  أما من ناحية الحديث والفقه :

                  فكان ثبتاً وإماماً كبيراً، -وأنا حين أتحدث عن عبد الله بن المبارك فإنما أتحدث عنه حديث المحب المتيم، فلو قرأت سيرة عبد الله بن المبارك لعذرتني ، رغم تقصيري في حقه لأن الموضع ليس موضع شرح سيرة عبد الله، لكن الحديث ذو شجون، والواحد إذا أحب أحداً أطال الحديث عنه.


                  فصاحبنا يقول لي يوم أمس: لماذا عبد الله بن المبارك لم يكن له خصوم يكرهونه بخلاف أحمد بن حنبل ؟


                  قلت:
                  لأن أحمد بن حنبل كان مقاتلاً يدك الحصون ، وجاء وقت دك حصون المبتدعة ، ونحن نسلم أنه لو كان عبد الله بن المبارك موجوداً في زمن أحمد بن حنبل لكان فعل مثلما فعل أحمد إن شاء الله، فالذي يهاجم ليس كالرجل الساكن ، فالساكن لا خصوم له ،

                  إنما الرجل الذي يناوئ هذا ويناقش هذا ويدك معقل هذا المبتدع ، لابد من أن تجد له خصوماً بصفة مستمرة، وكلما كثر خصوم الرجل في الحق دل ذلك على نباهته، وعلى علمه وذكائه،

                  وهذا مستقى من قول النبي عليه الصلاة والسلام: (كذلك نحن معاشر الأنبياء نبتلى ثم تكون العاقبة لنا، وأشد الناس بلاءً الأنبياء، فالصالحون ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على قدر دينه)

                  فأهل البدع لهم أصول يضعونها ليتخلصوا بها من دلالات النصوص، وعفا الله عن أبي الحسن الكرخي -أحد أصحاب أبي حنيفة رحمه الله- كان يقول: كل آيةٍ وحديثٍ يخالف ما عليه أصحابنا فهو مؤول أو منسوخ.
                  يعني كلام أصحابه هو الأصل، وكلام الله ورسوله هو الفرع، أي: إذا حصل التعارض يكون كلام الله إما منسوخاً أو يحمل على غير ظاهره،

                  فهل هذا من تعظيم النصوص؟!
                  إن تعظيم النص أن يكون كلام الله ورسوله هو الأصل، كما قال سفيان بن عيينة : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر عليه يوزن الخلق )، وكل واحد لنعرف أنه محق أو مبطل، فإننا نأتي بكلامه ونزنه على هذا الميزان الذي عندنا؛ فإذا وافقه يكون حقاً، وإن خالفه يكون باطلاً،
                  أما الكرخي فكلام أصحابه عنده هو الأصل، وكلام الله ورسوله نأتي به ونقيسه على كلام أصحابه؛ فإذا وافق كلام أصحابه فالحمد لله!!
                  وإذا لم يوافق كلام أصحابه فإما أن يحمل على غير ظاهره وإما أن يعد منسوخاً .. والمنسوخ لابد له من ناسخ، فأين الناسخ؟


                  والدعاوى ما لم يقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء
                  وأكثر أهل الأرض أدعياء، وأغلبهم يدعي الدعوى ولا يستطيع أن يقيم الدليل عليها، فجعل الصورة كما سمعتم.

                  لاحول ولاقوة إلا بالله

                  تعليق


                  • #39

                    ا
                    عتراض أهل البدع على النصوص الشرعية وضرورة مواجهتهم

                    يقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) ، لقد تحقق معنى هذا الحديث في هذا الزمان
                    فهناك هجمة شرسة على أصحاب الحديث، حتى دخل في هذه الهجمة الشرسة النسوان -وكلمة (النسوان) لغة عربية فصحى- فامرأة تقول: إنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلمإلا سبعة عشر حديثاً فقط.

                    انظروا إلى هذه المرأة! وهي معلمة ، تقول: لم يصح إلا سبعة عشر حديثاً !
                    وتقول: لا أدري من أين أتى البخاري بكل هذه الأحاديث؟!
                    هذا والله هو الهوان! أن يسمح لامرأة تتكلم بهذا الكلام، في بلد تعج بعلماء الشرع، والمرأة تقول هذا الكلام ولا تحاسب سبحان الله!
                    لا توجد نقابة للعلماء
                    هناك نقابة للحيوانات، تدافع عن الحيوانات، وتنتزع حقوقاً للحيوانات!
                    وهناك نقابة للأطباء
                    وهناك نقابة للصيادلة
                    وهناك نقابة للمهندسين
                    والنقابات هذه إنما أقاموها لحفظ حقوق الطائفة التي تنتمي إليها، والدفاع عنها، والذب عن حقوقها.

                    بينما قد يأتي إنسان ويتكلم في دين الله عز وجل بغير علم ولا أحد يرده.

                    (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) ، فلو عمل أحد طبيباً وقبضوا عليه وهو ليس طبيباً، فسيحملوه قضية في الحال، والقوانين جاهزة،

                    لكن لو ضبطوا شخصاً يفتي دون أن يكون لديه رخصة إفتاء -التي هي قسيمة الإثبات بأنه مفتٍ- فهذا أمر سهل ولا توجد قوانين تردعه،

                    يقولون: يا أخي! الدين لله الدين هذا للكل نعم ، الدين للكل كاعتقاد، ولكن كعلم لا الدين كعقيدة للكل نعم، ولكن كعلم له رجال،
                    فلا يجوز لإنسان أن يفتي إلا إذا كان مؤهلاً ، فإن الفتوى كما يقول ابن القيم -في كتابه: إعلام الموقعين عن رب العالمين-: إن المفتي يوقع عن رب العالمين.

                    لو أن إنساناً زور توقيع رئيس الجمهورية مثلاً ، أو المحافظ ، أو المدير، وعرف أنه مزور لهذا التوقيع، لعوقب عقوبة شديدة.
                    فأنت إذا قلت: هذا حلال وهذا حرام، أليس هذا توقيع؟ كأنك توقع عن الله.
                    وإذا قلت: هذا حرام، وهذا حلال.
                    فإن هذا إذن منك بحل هذا، أو بحرمة ذاك أليس هذا توقيعاً؟!
                    إذاً الذي لم يستوف أدوات وشروط الفتوى ثم يفتي؛ فهو مزور، وينبغي أن يعاقب أشد العقوبة؛ لأنه مزور.

                    والآن كل من هب ودب يتكلم حتى في غير تخصصه إن علم الحديث هو علم الذكران من العالمين، علم مصطلح الحديث لا يذلل لامرأة قط، مهما فعلت وبذلت لماذا؟
                    لأن فطرة المرأة وخلقتها تمنع من أن تكون ناقدة، وعلى مدار تاريخنا الطويل ما رأينا امرأة قط ناقدة، إنما رأينا نساء راويات، تأخذ كتاباً لترويه، مثل:
                    بيبي بنت عبد الصمد الهرثمية، لها جزء عن ابن أبي شريح عن شيوخه،
                    وكريمة بنت أحمد المروزية، لها رواية في صحيح البخاري، والحافظ ابن حجر اعتمدها، وهي من أوثق الروايات،
                    كذلك أمة الله مريم الحنبلية لها مسند صغير،
                    إذاً المرأة تروي بإسنادها، لكنها تنظر ولا تنقد، فإن هذا علم تفرد به الرجال.

                    هناك امرأة صحفية كتبت كتاباً هو عبارة عن جملة مقالات، ثم نزلت هذه المقالات في كتاب، والكتاب هذا يباع بلا حرج، على الأرصفة وفي المكاتب، وعنوان هذا الكتاب: (هل النساء أكثر أهل النار؟) ،
                    وواضح من خلال عنوان الكتاب أنها تعترض على كون النساء أكثر أهل النار، فحتى هذه الأشياء تريد النساء أن تقتسمها باسم حقوق المرأة، وباسم الدفاع عن حقوق المرأة.

                    يُتبع

                    لاحول ولاقوة إلا بالله

                    تعليق


                    • #40
                      فهل النساء أكثر أهل النار؟
                      قالت: إن هناك حديثاً رواه راو اسمه
                      البخاري ..
                      سبحان الله!
                      تقول: رواه إنه راو اسمه البخاري ، روى حديثاً عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه جاء النساء يوم عيد فذكرهن ووعظهن وقال:
                      (يا معشر النساء! تصدقن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار. فقامت امرأة فقالت: لم يا رسول الله؟ قال: لأنكن تكثرن اللعن، وتكفرن العشير- تكفرن الإحسان- فقالت: نكفر بالله؟ قال: لا، تكفرن العشير، ولو أحسن الرجل إليكن الدهر، ثم رأيتن منه يوماً سوءاً، لقلتن: ما رأينا منك خيراً قط)،
                      فتقول: إن هذا الحديث رواه راو اسمه البخاري
                      وتقول: وابن الجوزي يقول: إن صحة السند لا تستلزم صحة المتن المروي به، فقد يكون السند صحيحاً لكن المتن ضعيف

                      ونحن نرى أن هذا السند -وإن كان صحيحاً- لكن المتن معلول وغير معقول..
                      لماذا غير معقول؟
                      قالت:
                      أولاً: إن الرسول عليه الصلاة والسلام الذي علمنا الذوق والأخلاق الحسنة، يأتي إلى النساء في يوم عيد،
                      فبدلاً من أن يقول لهن: كل سنة وأنتن طيبات ، ومن العائدات
                      يقول لهن: أنتن في جهنم وبئس المصير!
                      هل يعقل أن أحداً يقول هذا الكلام؟! رسول الأخلاق والمعاملة يقول هذا الكلام وفي يوم عيد؟!


                      فانظر يا أخي!
                      من تكلم في غير فنه أتى بمثل هذه العجائب!
                      عندما تأتي امرأة وتتكلم في علم الحديث، وتأخذ كلام علماء أهل الحديث ولا تستطيع أن تصرفه؛ النتيجة أن تأتي بمثل هذه الدواهي.

                      صحيح أن من علماء الحديث من قال: إن صحة السند لا تستلزم منه صحة المتن المروي به؛ لأن هناك بعض لصوص الأسانيد يركب إسناداً نظيفاً لمتن غير صحيح،
                      مثلاً: مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، هذا إسناد مُذَهّبٌ، وهناك أسانيد يسمونها: سلسلة الذهب،
                      من ضمن سلاسل الذهب أن يروي الإمام مالك، عن نافع ، عن ابن عمر ،
                      فأنت إذا رأيت مالكاً عن نافع ، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
                      (لو علمتم ما في الجرجير لزرعتموه تحت السرير
                      أو (المؤمن حلو يحب الحلاوة) ،
                      أو (ربيع أمتي في العنب والبطيخ
                      وهذه كلها أحاديث موضوعة
                      أو (المؤمن كيس فطن)، فإن هناك من يعتقد أن هذا حديث ، وهو كذب على النبي عليه الصلاة والسلام.

                      فلما ترى إسناداً كالشمس، ومتناً كالظلمة ، إذاً: هناك نوع من التباين والذي سببه المتن

                      فإن الإمام مالكاً عن نافع عن ابن عمر لا يأتي إلا بمتن نظيف وفيه معان ، فهناك بعض لصوص الأسانيد يركب إسناداً من عنده على متن هو مؤلفه،
                      ولذلك قال العلماء:
                      إن صحة السند لا تستلزم منه صحة المتن ,لاحتمال أن يكون هناك أحد ركب سنداً صحيحاً على متن موضوع.


                      لكن لا ينبغي أن يحكم بهذا إلا إمام كبير متمرس، اختلط الحديث بشحمه ولحمه، حتى صار له فيه ملكة، وهذا لا يستطيعه إلا الأئمة الكبار، مثل: البخاري، وأحمد، وابن معين، وأبو عاصم النبيل، وأبو حاتم الرازي ، وأبو زرعة الرازي ، وأمثال هؤلاء الكبار الذين اختلط الحديث بدمائهم حتى صارت عندهم ملكة.


                      يسأل أبوحاتم الرازي عن حديث يرويه الأعمش ، عن أبي سفيان طلحة بن نافع ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، وساق متناً،
                      فيقول أبو حاتم الرازي : هذا لا يشبه أحاديث الأعمش ، هذا يشبه أحاديث عمر بن الحصين . وعمر بن الحصين هذا كذاب.

                      فلكل راو أحاديثه التي أصبح لها طعماً، وأول ما يسمع الحديث يقول: هذا ليس حديث فلان.
                      انظر إلى أين وصل بهم الاهتمام والملكة إلى درجة أن يعرف سمت أحاديث الأعمش ، فإن لها سمتاً معيناً لا تخرج عنه!


                      يقول: ثم إنه بعد سنين دخل أحد البلاد، فإذا به يقع على هذا الحديث يرويه الأعمش ، عن عمر بن الحصين، وإذا الأعمش قد دلس عمر وأسقطه من الإسناد،
                      إذاً: صدق ظنه ، فلا يحكم في هذا الباب إلا هؤلاء العلماء.


                      إذاً:
                      هذا هو معنى قولهم: صحة السند لا تستلزم صحة المتن.. لكن هذا للأئمة الكبار ، الذين عندهم ملكة ، إما من بعدهم فلا يستطيع أن يحكم على متن من المتون إلا إذا وقف على الإسناد.
                      إن الذي أغرى هذه المرأة وأمثالها أن يتكلموا في مثل هذه العلوم: هو هوان علماء الشريعة على أنفسهم وعلى الناس، وأن الجاهل يتكلم ويُخرج من دين الله ما هو فيه، ويُدخل في دين الله ما ليس منه، ولا يتحرك العلماء؛ بل بالعكس: فقد وجد ممن ينتسبون إلى الشريعة من فعل هذا .

                      المصدر: من دروس للشيخ ابواسحاق الحويني حفظه الله

                      لاحول ولاقوة إلا بالله

                      تعليق


                      • #41
                        تطور البدع وعدم وقوفها عند حد


                        تطور البدع وعدم وقوفها عند حد


                        فالبدع دائماً تتطور وتتفاقم وهذه من العبر التي يجب علينا نحن الشباب المسلم أن نأخذها دائماً بعين الاعتبار،
                        فـالخوارج كان أصل مذهبهم التعبد كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك:
                        " تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم "

                        فهؤلاء مع هذه العبادة ومع هذا الغلو والشدة في أخذ الحق وفي الوقوف عند حدود الله، لكن لأن المنهج قائم على البدعة ، فالذي حصل أنه لم ينته القرن الأول أو الثاني حتى ظهر في الخوارج : من ينكر بعض الحدود، وبعض القرآن والعياذ بالله

                        فلم ينفعهم الغلو ولا يظن أحد أن الغلو نافع لأهل البدع

                        فمن ابتدع بدعة وخالف بها الحق فلا يغرنك منه قيامه ولا صلاته وهو على هذه الضلالة -عياذاً بالله-

                        حتى الصوفية أصل مقالتهم هي: السياحة في الأرض والطواف وذكر الله، وترك الدنيا وترك ملذاتها والزهد فيها،
                        فلم ينفعهم ذلك المنهج المبتدع!
                        بل آل بهم الأمر إلى حد استحلال الفروج، واستحلال المحرمات -والعياذ بالله- ويرون ذلك عين الحلال،

                        فلا يمكن أن يثبت على الحق إلا أهل الحق أهل السنة والجماعة، أما أولئك فلابد أن ينحرفوا عن المنهج القويم والصراط المستقيم، وإن كان أصل مذهبهم يقوم على الطاعات، كما كان حال الخوارج والصوفية، فقد كان أصل مذهبهم هو الزهد والبعد عن المعاصي، فيتجنبونها تماماً،

                        لكن هل يتجنبونها على منهج السلف ، أم على منهج بدعي ؟

                        للشيخ سفر الحوالي- باختصار

                        لاحول ولاقوة إلا بالله

                        تعليق


                        • #42

                          الأسباب التي أدت إلى ظهور البدع
                          :


                          مما لا شك فيه أن الاعتصام بالكتاب والسنة فيه منجاة من الوقوع في البدع والضلال,قال تعالى: ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )

                          وقد وضح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال :
                          " خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ، فقال : هذا سبيل الله .
                          ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ، ثم قال : وهذه سبل ، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه .
                          ثم تلا : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) "

                          فمن أعرض عن الكتاب والسنة تنازعته الطرق المضللة والبدع المحدثة

                          فالأسباب التي أدت إلى ظهور البدع تتلخص في الأمور التالية :
                          الجهل بأحكام الدين ، اتباع الهوى ، التعصب للآراء والأشخاص ، التشبه بالكفار وتقليدهم ،

                          ونتناول هذه الأسباب بشيء من التفصيل :

                          1 - الجهل بأحكام الدين :
                          كلما امتد الزمن وبعد الناس عن آثار الرسالة قل العلم ، وفشا الجهل كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
                          " من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا "
                          وقوله :
                          " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "

                          فلا يقاوم البدع إلا العلم والعلماء ، فإذا فقد العلم والعلماء أتيحت الفرصة للبدع أن تظهر وتنتشر ولأهلها أن ينشطوا .

                          2 - اتباع الهوى :
                          من أعرض عن الكتاب والسنة اتبع هواه ، كما قال تعالى : ( فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ )
                          وقال تعالى : (
                          أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ )
                          والبدع إنما هي نسيج الهوى المتبع .

                          3 - التعصب للآراء والرجال :
                          يحول بين المرء واتباع الدليل ومعرفة الحق ، قال تعالى : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا )

                          وهذا هو شأن المتعصبين اليوم من بعض أتباع المذاهب والصوفية والقبوريين ، إذا دعوا إلى اتباع الكتاب والسنة ونبذ ما هم عليه مما يخالفهما
                          احتجوا بمذاهبهم ومشائخهم وآبائهم وأجدادهم .

                          4 - التشبه بالكفار :
                          هو من أشد ما يوقع في البدع ، كما في حديث أبي واقد الليثي قال :
                          " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سدرة ( أي شجرة ) يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم ، يقال لها : ذات أنواط ، فمررنا بسدرة ، فقلنا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط .
                          فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
                          الله أكبر ، إنها السنن ، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى : ( اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ) ، لتركبن سنن من كان قبلكم " .

                          ففي هذا الحديث أن التشبيه بالكفار هو الذي حمل بني إسرائيل وبعض أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام أن يطلبوا هذا الطلب القبيح ،
                          وهو أن يجعل لهم آلهة يعبدونها ويتبركون بها من دون الله ،

                          وهذا هو نفس الواقع اليوم ؛ فإن غالب الناس من المسلمين قلدوا الكفار في عمل البدع والشركيات ، كأعياد الموالد وإقامة الأيام والأسابيع لأعمال مخصصة ، والاحتفال بالمناسبات الدينية والذكريات وإقامة التماثيل والنصب التذكارية وإقامة المآتم وبدع الجنائز والبناء على القبور وغير ذلك .

                          المصدر :الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء

                          لاحول ولاقوة إلا بالله

                          تعليق


                          • #43

                            البدعة وتتابع الآثام


                            صاحب البدعة على خطرٍ عظيم، فإن كلّ من قلّده في بدعته وعمل بمقتضاها فإن عليه أوزاراً مثل أوزارهم، وعليه إثم من عمل ببدعته إلى يوم القيامة، وقد صحّ في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء) رواه مسلم،

                            فكم من مبتدعٍ موسّدٍ في قبرِه، وأوزارُه لا تتوقف بسبب اقتداء الناس به.

                            البدعة وتأثيرها على السنّة الثابتة

                            كلما توجّه الناس إلى إقامة البدع والمحدثات من الدين، كلما ابتعدوا عن تتبع السنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قالوا: البدعة رافعة للسنن ومميتة لها، وهو معنى مأخوذ من قوله عليه الصلاة والسلام: (ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة، فتمسُّكٌ بسنةٍ خير من إحداث بدعة) رواه أحمد.

                            صاحب البدعة يزداد من الله بعداً

                            حينما يبيح المبتدع لنفسه الوقوع في البدعة، ويستسهل الإحداث في الدين، فإنه لا يتوقّف من سلوك هذا الطريق، بل تجده في كلّ مرّةٍ يأتي الناسَ بالجديد،
                            فلذلك قيل: "صاحب البدعة لا يزداد من الله إلا بعداً".


                            لاحول ولاقوة إلا بالله

                            تعليق


                            • #44

                              العمل المبتدع مردود على صاحبه


                              ما لا يُدركه الواقع في البدعة، أن عمَله المبتدع لا يقبله الله تعالى؛ لأن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً، والمحدثات من الأمور ليست عملاً صالحاً، بل يستوجب صاحبُها الإثم والعقوبة

                              ولا أدلّ على ذلك من قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه،
                              وفي رواية لمسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)
                              أي: مردودٌ على صاحبه.

                              البدعة واتهام النبي عليه الصلاة والسلام

                              من ابتدع في الإسلام بدعة فقد اتهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالخيانة وكتمان شيء من الحق،
                              ووجه ذلك:
                              أن النبي عليه الصلاة والسلام قد بلّغنا الدين بتمامِه، فلم يُنقصْ منه شيئاً، ولو كان ثمّة طريقةٌ أو وسيلةٌ تقرّبنا إلى الله زلفى لبيّنها لنا ووضّحها حتى نعمل بها، فكأن الابتداع في الدين قولٌ بأن هذه الطريقة المبتدعة أفضل مما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام

                              ولذلك قال الإمام مالك: " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمداً -صلى الله عليه وسلم - خان الرسالة ؛ لأن الله يقول: {اليوم أكملت لكم دينكم} (المائدة:3)، وما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً".

                              لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق


                              • #45

                                البدعة سبب للافتراق


                                كلّ من قرأ في التاريخ يوقن بأن الأمة ما حدث فيها الافتراق والاختلاف والاقتتال إلا بسبب ما جاء به المبتدعة من البدعة

                                وذلك لأنها مبنيّة على الأهواء

                                وقد حذّرنا القرآن من ذلك حيث قال : {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم}
                                (آل عمران:105).

                                ويكفي في هذا الباب استشعار أن البدعة قد تكون سبباً في لعن صاحبها

                                فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) متفق عليه

                                فكيف بالذي أحدث الحدث؟ فنسأل الله العصمة من الضلال.

                                المصدر باختصار بسيط

                                لاحول ولاقوة إلا بالله

                                تعليق

                                يعمل...
                                X