إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اليوم الآخر .. مسائل و فتاوى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16

    السؤال (4 ) : عن حكم من أنكر حياة الآخرة، وزعم أن ذلك من خرافات القرون الوسطى؟ وكيف يمكن إقناع هؤلاء المنكرين؟


    الجواب :
    من أنكر حياة الآخرة، وزعم أن ذلك من خرافات القرون الوسطى فهو كافر

    لقول الله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} .

    وقال تعالى : {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}

    وقال تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا}

    وقال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.



    وأما إقناع هؤلاء المنكرين فبما يأتي:

    أولا:
    أن أمر البعث تواتر به النقل عن الأنبياء والمرسلين في الكتب الإلهية، والشرائع السماوية، وتلقته أممهم بالقبول، فكيف تنكرونه،
    وأنتم تصدقون بما ينقل إليكم عن فيلسوف، أو صاحب مبدأ أو فكرة، وإن لم يبلغ ما بلغه الخبر عن البعث، لا في وسيلة النقل، ولا في شهادة الواقع؟ !!

    ثانيا:
    أن أمر البعث قد شهد العقل بإمكانه، وذلك من وجوه:
    1 - كل أحد لا ينكر أن يكون مخلوقا بعد العدم، وأنه حادث بعد أن لم يكن، فالذي خلقه وأحدثه بعد أن لم يكن، قادر على إعادته بالأولى
    كما قال الله تعالى : {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}
    وقال تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} .

    2 - كل أحد لا ينكر عظمة خلق السماوات والأرض لكبرهما، وبديع صنعتهما، فالذي خلقهم قادر على خلق الناس وإعادتهم بالأولى
    قال الله تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} .
    وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .
    وقال
    تعالى: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} .

    3 - كل ذي بصر يشاهد الأرض مجدبة ميتة النبات، فإذا نزل المطر عليها أخصبت، وحيي نباتها بعد الموت، والقادر على إحياء الأرض بعد موتها قادر على إحياء الموتى وبعثهم،
    قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .

    ثالثا:
    أن أمر البعث قد شهد الحس والواقع بإمكانه، فيما أخبرنا الله تعالى به من وقائع إحياء الموتى، وقد ذكر الله تعالى من ذلك في سورة البقرة خمس حوادث منها قوله:
    {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .

    رابعا:
    أن الحكمة تقتضي البعث بعد الموت ؛ لتجازى كل نفس بما كسبت، ولولا ذلك لكان خلق الناس عبثا لا قيمة له، ولا حكمة منه، ولم يكن بين الإنسان، وبين البهائم فرق في هذه الحياة.

    قال الله تعالى :
    {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}
    وقال الله تعالى : {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}
    وقال تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}
    وقال تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}

    فإذا بينت هذه البراهين لمنكري البعث، وأصروا على إنكارهم، فهم مكابرون معاندون، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} .

    يُتبع إن شاء الله تعالى

    لاحول ولاقوة إلا بالله

    تعليق


    • #17

      السؤال ( 5 ) :
      هل عذاب القبر على البدن، أو على الروح؟ .

      الجواب:
      الأصل أنه على الروح ؛ لأن الحكم بعد الموت للروح،
      والبدن جثة هامدة ، ولهذا لا يحتاج البدن إلى إمداد لبقائه ، فلا يأكل ولا يشرب، بل تأكله الهوام، فالأصل أنه على الروح ،

      لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الروح قد تتصل بالبدن فيعذب أو ينعم معها، وأن لأهل السنة قولا آخر بأن العذاب، أو النعيم يكون للبدن دون الروح، واعتمدوا في
      ذلك على أن هذا قد رئي حسّا في القبر، فقد فتحت بعض القبور ورئي أثر العذاب على الجسم، وفتحت بعض القبور ورئي أثر النعيم على الجسم.
      وقد حدثني بعض الناس أنهم في هذا البلد هنا في عنيزة كانوا يحفرون لسور البلد الخارجي، فمروا على قبر فانفتح اللحد فوجد فيه ميت أكلت كفنه الأرض، وبقي جسمه يابسا لكن لم تأكل منه شيئا حتى إنهم قالوا: إنهم رأوا لحيته، وفيها الحنا وفاح عليهم رائحة كأطيب ما يكون من المسك، فتوقفوا، وذهبوا إلى الشيخ وسألوه، فقال: دعوه على ما هو عليه واجنبوا عنه، احفروا من يمين أو من يسار.

      فبناء على ذلك قال العلماء: إن الروح قد تتصل في البدن، فيكون العذاب على هذا وهذا ،
      وربما يستأنس لذلك بالحديث الذي قال فيه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إن القبر ليضيق على الكافر حتى تختلف أضلاعه» ،
      فهذا يدل على أن العذاب يكون على الجسم ؛ لأن الأضلاع في الجسم ، والله أعلم.

      السؤال ( 6 ) :
      ما المراد بالقبر، هل هو مدفن الميت أو البرزخ ؟

      فأجاب:
      أصل القبر مدفن الميت ، قال الله تعالى : {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} ، قال ابن عباس: أي أكرمه بدفنه.

      وقد يراد به البرزخ الذي بين موت الإنسان وقيام الساعة ، وإن لم يدفن

      كما قال تعالى : {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} . يعني من وراء الذين ماتوا؛ لأن أول الآية يدل
      على هذا:
      {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} .

      ولكن هل الداعي إذا دعا «أعوذ بالله من عذاب القبر» ، يريد عذاب مدفن الموتى ، أو من عذاب البرزخ الذي بين موته وبين قيام الساعة؟ .

      الجواب:
      يريد الثاني ؛ لأن الإنسان في الحقيقة لا يدري هل يموت ويدفن، أو يموت وتأكله السباع، أو يحترق، ويكون رمادا ما يدري !
      {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} .

      فاستحضر أنك إذا قلت: من عذاب القبر، أي من العذاب الذي يكون للإنسان بعد موته إلى قيام الساعة.


      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #18

        السؤال ( 7 ) :
        هل عذاب القبر ثابت؟ .

        الجواب :
        عذاب القبر ثابت بصريح السنة، وظاهر القرآن، وإجماع المسلمين هذه ثلاثة أدلة:
        أما صريح السنة :
        فقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام -: «تعوذوا بالله من عذاب القبر، تعوذوا بالله من عذاب القبر، تعوذوا بالله من عذاب القبر» .

        وأما إجماع المسلمين :
        فلأن جميع المسلمين يقولون في صلاتهم: " أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر"، حتى العامة الذين ليسوا من أهل الإجماع، ولا من العلماء.


        وأما ظاهر القرآن :
        فمثل قوله تعالى في آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}
        ولا شك أن عرضهم على النار ليس من أجل أن يتفرجوا عليها، بل من أجل أن يصيبهم من عذابها،

        وقال - تعالى -: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ} .
        الله أكبر إنهم لشحيحون بأنفسهم ما يريدون أن تخرج {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} .
        فقال: (اليوم) و" ال " هنا للعهد الحضوري، اليوم يعني : اليوم الحاضر، الذي هو يوم وفاتهم {تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} .

        إذن فعذاب القبر ثابت بصريح السنة، وظاهر القرآن، وإجماع المسلمين، وهذا الظاهر من القرآن يكاد يكون كالصريح؛ لأن الآيتين اللتين ذكرناهما كالصريح في ذلك.

        السؤال ( 8 ): هل عذاب القبر يشمل المؤمن العاصي، أو هو خاص بالكفار؟ .

        الجواب:
        عذاب القبر المستمر يكون للمنافق والكافر. وأما المؤمن العاصي فإنه قد يعذب في قبره ؛

        لأنه ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بقبرين، فقال: " إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير؛ أما أحدهما فكان لا يستتر من
        البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة » .
        وهذا معروف أنهما كانا مسلمين.

        يُتبع


        لاحول ولاقوة إلا بالله

        تعليق


        • #19

          السؤال
          ( 9 ) : إذا لم يدفن الميت فأكلته السباع، أو ذرته الرياح فهل يعذب عذاب القبر؟

          الجواب :
          نعم ، ويكون العذاب على الروح ؛ لأن الجسد قد زال وتلف وفني
          وإن كان هذا أمرا غيبيا لا أستطيع أن أجزم بأن البدن لا يناله من هذا العذاب ، ولو كان قد فني واحترق ؛
          لأن الأمر الأخروي لا يستطيع الإنسان أن يقيسه على المشاهد في الدنيا.


          السؤال ( 10 ) : هل عذاب القبر دائم أو منقطع؟

          الجواب :
          أما إن كان الإنسان كافرا - والعياذ بالله - فإنه لا طريق إلى وصول النعيم إليه أبدا، ويكون عذابه مستمرا.

          وأما إن كان عاصيا وهو مؤمن، فإنه إذا عذب في قبره يعذب بقدر ذنوبه، وربما يكون عذاب ذنوبه أقل من البرزخ الذي بين موته وقيام الساعة، وحينئذٍ يكون منقطعا.


          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق


          • #20

            السؤال
            ( 11 ) : كيف نجيب من ينكر عذاب القبر، ويحتج بأنه لو كشف القبر لوجد لم يتغير، ولم يضق ، ولم يتسع ؟

            الجواب :
            يُجاب من أنكر عذاب القبر بحجة أنه لو كشف القبر لوجد أنه لم يتغير بعدة أجوبة منها:

            أولا:
            أن عذاب القبر ثابت بالشرع، قال الله تعالى في آل فرعون: { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}

            وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع، ثم أقبل بوجهه، فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار، قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار، فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر " .

            وقول النبي صلى الله عليه وسلم في المؤمن: " يفسح له في قبره مد بصره "

            إلى غير ذلك من النصوص، فلا يجوز معارضة هذه النصوص بوهم من القول ، بل الواجب التصديق والإذعان.

            ثانيا:
            أن عذاب القبر على الروح في الأصل ، وليس أمرا محسوسا على البدن ، فلو كان أمرا محسوسا على البدن لم يكن من الإيمان بالغيب ، ولم يكن للإيمان به فائدة، لكنه من أمور الغيب، وأحوال البرزخ لا تقاس بأحوال الدنيا.

            ثالثا:
            أن العذاب، والنعيم، وسعة القبر، وضيقه، إنما يدركه الميت دون غيره
            والإنسان قد يرى في المنام وهو نائم على فراشه أنه قائم، وذاهب وراجع، وضارب ومضروب، ويرى أنه في مكان ضيق موحش، أو في مكان واسع بهيج، والذي حوله لا يرى ذلك ولا يشعر به.

            والواجب على الإنسان في مثل هذه الأمور أن يقول: سمعنا وأطعنا، وآمنا وصدقنا.

            لاحول ولاقوة إلا بالله

            تعليق


            • #21

              السؤال
              ( 12 ) : هل يخفف عذاب القبر عن المؤمن العاصي؟ .

              الجواب :
              نعم ، قد يخفف ؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بقبرين فقال: " إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، بلى إنه كبير؛ أما أحدهما: فكان لا يستبرئ "، أو قال: " لا يستتر من البول، وأما الآخر: فكان يمشي بالنميمة "
              ثم أخذ جريدة رطبة، فشقها نصفين، فغرز في كل قبر واحدة، وقال: " لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا» ،
              وهذا دليل على أنه قد يخفف العذاب،

              ولكن ما مناسبة هاتين الجريدتين لتخفيف العذاب عن هذين المعذبين؟

              1 - قيل : لأنهما أي الجريدتين تسبحان ما لم تيبسا، والتسبيح يخفف من العذاب على الميت، وقد فرعوا على هذه العلة المستنبطة - التي قد تكون مستبعدة - أنه يسن للإنسان أن يذهب إلى القبور، ويسبح عندها من أجل أن يخفف عنها.

              2 - وقال بعض العلماء : هذا التعليل ضعيف ؛ لأن الجريدتين تسبحان سواء كانتا رطبتين أم يابستين ؛ لقوله تعالى : { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } .

              وقد سُمع تسبيح الحصى بين يدي الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أن الحصى يابس ، إذن ما العلة؟
              العلة:
              أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ترجّى من الله عز وجل أن يخفف عنهما من العذاب ما دامت هاتان الجريدتان رطبتين
              يعني أن المدة ليست طويلة، وذلك من أجل التحذير عن فعلهما ؛ لأن فعلهما كبير، كما جاء في الرواية: " بلى إنه كبير "، أحدهما: لا يستبرئ من البول، وإذا لم يستبرئ من البول صلى بغير طهارة، والآخر: يمشي بالنميمة، يفسد بين عباد الله - والعياذ بالله - ويلقي بينهم العداوة، والبغضاء،
              فالأمر كبير، وهذا هو الأقرب أنها شفاعة مؤقتة ؛ تحذيرا للأمة لا بخلا من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالشفاعة الدائمة.

              ونقول استطرادا:
              إن بعض العلماء - عفا الله عنهم - قالوا: يُسَنّ أن يضع الإنسان جريدة رطبة، أو شجرة، أو نحوها على القبر ليخفف عنه،

              لكن هذا الاستنباط بعيد جدا ، ولا يجوز أن نصنع ذلك , لأمور:

              أولا : أننا لم يكشف لنا أن هذا الرجل يعذب بخلاف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

              ثانيا : أننا إذا فعلنا ذلك فقد أسأنا إلى الميت ؛ لأننا ظننا به ظن سوء أنه يعذب ، وما يدرينا فلعله ينعم ، لعل هذا الميت ممن مَنَّ الله عليه بالمغفرة قبل موته ؛ لوجود سبب من أسباب المغفرة الكثيرة، فمات وقد عفا رب العباد عنه، وحينئذ لا يستحق عذابا.

              ثالثا : أن هذا الاستنباط مخالف لما كان عليه السلف الصالح الذين هم أعلم الناس بشريعة الله، فما فعل هذا أحد من الصحابة رضي الله عنهم فما بالنا نحن نفعله.

              رابعا : أن الله تعالى قد فتح لنا ما هو خير منه، فكان النبي عليه الصلاة والسلام إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: " استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل» .

              لاحول ولاقوة إلا بالله

              تعليق


              • #22

                كلمات طيبة
                وانتقاء موفق
                نسأل الله لنا ولكم الفردوس الأعلى
                وفقكم الله وأسعدكم


                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                تعليق


                • #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة صباحو مشاهدة المشاركة

                  كلمات طيبة
                  وانتقاء موفق
                  نسأل الله لنا ولكم الفردوس الأعلى
                  وفقكم الله وأسعدكم
                  وإياكم أخي المحبوب صباحو ووالدينا وكل من له حق علينا
                  أسعدك الله وأثابك على هذا الدعوات الطيبة
                  لاحول ولاقوة إلا بالله

                  تعليق


                  • #24

                    السؤال (13 )
                    :

                    كيف نجمع بين قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
                    " من نوقش الحساب عذب " . رواه البخاري من حديث عائشة
                    ومناقشة المؤمن في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إن الله يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته " . الحديث رواه البخاري ؟


                    الجواب :

                    ليس في هذا إشكال
                    لأن المناقشة معناها: أن يحاسب، فيطالب بهذه النعم التي أعطاه الله إياها
                    لأن الحساب الذي فيه المناقشة معناه: أنك كما تأخذ تعطي

                    ولكن حساب الله لعبده المؤمن يوم القيامة ليس على هذا الوجه
                    بل إنه مجرد فضل من الله تعالى إذا قرره بذنوبه ، وأقر واعترف قال: "سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم "


                    وكلمة نوقش تدل على هذا ؛ لأن المناقشة الأخذ والرد في الشيء ، والبحث على دقيقه وجليله، وهذا لا يكون بالنسبة لله عز وجل مع عبده المؤمن

                    بل إن الله تعالى يجعل الحساب للمؤمنين مبنيا على الفضل والإحسان، لا على المناقشة و الأخذ بالعدل .




                    السؤال ( 14 ) : هل عذاب القبر من أمور الغيب، أو من أمور الشهادة؟ .


                    الجواب :
                    عذاب القبر من أمور الغيب، وكم من إنسان في هذه المقابر يعذب ونحن لا نشعر به، وكم جار له منعم مفتوح له باب إلى الجنة، ونحن لا نشعر به، فما تحت القبور لا يعلمه إلا علام الغيوب

                    فشأن عذاب القبر من أمور الغيب، ولولا الوحي الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام ما علمنا عنه شيئا

                    ولهذا لما دخلت امرأة يهودية إلى عائشة، وأخبرتها أن الميت يعذب في قبره فزعت، حتى جاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخبرته ، وأقر ذلك عليه الصلاة والسلام
                    ولكن قد يطلع الله تعالى عليه من شاء من عباده، مثل ما أطلع نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الرجلين اللذين يعذبان ؛ أحدهما: يمشي بالنميمة، والآخر: لا يستنزه من البول.

                    والحكمة من جعله من أمور الغيب هي :
                    أولا:
                    أن الله سبحانه وتعالى أرحم الراحمين، فلو كنا نطلع على عذاب القبور لتنكد عيشنا؛ لأن الإنسان إذا أطلع على أن أباه، أو أخاه، أو ابنه، أو زوجه، أو قريبه يعذب في القبر، ولا يستطيع فكاكه ، فإنه يقلق ولا يستريح، وهذه من نعمة الله سبحانه.

                    ثانيا:
                    أنه فضيحة للميت ، فلو كان هذا الميت قد ستر الله عليه، ولم نعلم عن ذنوبه بينه وبين ربه عز وجل ثم مات، وأطلعنا الله على عذابه ، صار في ذلك فضيحة عظيمة له ففي ستره رحمة من الله بالميت.

                    ثالثا:
                    أنه قد يصعب على الإنسان دفن الميت، كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام " لولا ألا تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم من عذاب القبر " .

                    ففيه أن الدفن ربما يصعب، ويشق، ولا ينقاد الناس لذلك، وإن كان من يستحق عذاب القبر عذب، ولو على سطح الأرض، لكن قد يتوهم الناس أن العذاب لا يكون إلا في حال الدفن فلا يدفن بعضهم بعضا.

                    رابعا:
                    أنه لو كان ظاهرا لم يكن للإيمان به مزية ؛ لأنه يكون مشاهدا لا يمكن إنكاره، ثم إنه قد يحمل الناس على أن يؤمنوا كلهم؛ لقوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}

                    فإذا رأى الناس هؤلاء المدفونين وسمعوهم يتصارخون آمنوا، وما كفر أحد؛ لأنه أيقن بالعذاب، ورآه رأي العين، فكأنه نزل به، وحِكَم الله سبحانه وتعالى عظيمة

                    والإنسان المؤمن حقيقة هو الذي يجزم بخبر الله أكثر مما يجزم بما شاهده بعينه ؛ لأن خبر الله عز وجل لا يتطرق إليه احتمال الوهم ولا الكذب

                    وما تراه بعينيك يمكن أن تتوهم فيه، فكم من إنسان شهد أنه رأى الهلال، وإذا هي نجمة
                    وكم من إنسان شهد أنه رأى الهلال وإذا هي شعرة بيضاء على حاجبه وهذا وهم
                    وكم من إنسان يرى شبحا، ويقول: هذا إنسان مقبل، وإذا هو جذع نخلة
                    وكم من إنسان يرى الساكن متحركا والمتحرك ساكنا
                    لكن خبر الله لا يتطرق إليه الاحتمال أبدا.

                    نسأل الله لنا ولكم الثبات، فخبر الله بهذه الأمور أقوى من المشاهدة، مع ما في الستر من المصالح العظيمة للخلق.

                    لاحول ولاقوة إلا بالله

                    تعليق


                    • #25

                      السؤال
                      ( 15 ) : هل الميزان واحد أو متعدد؟

                      الجواب :
                      اختلف العلماء في الميزان، هل هو واحد، أو متعدد على قولين , وذلك لأن النصوص جاءت بالنسبة للميزان مرة بالإفراد ، ومرة بالجمع


                      مثال الجمع قوله تعالى : {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ} ، وكذلك في قوله: {مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ}
                      ومثال الإفراد قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان" .

                      فقال بعض العلماء:
                      إن الميزان واحد ، وإنه جمع باعتبار الموزون، أو باعتبار الأمم، فهذا الميزان توزن به أعمال أمة محمد، وأعمال أمة موسى، وأعمال أمة عيسى، وهكذا، فجمع الميزان باعتبار تعدد الأمم.


                      والذين قالوا: إنه متعدد بذاته قالوا:
                      لأن هذا هو الأصل في التعدد، ومن الجائز أن الله تعالى يجعل لكل أمة ميزانا، أو يجعل للفرائض ميزانا، وللنوافل ميزانا.

                      والذي يظهر والله أعلم : أن الميزان واحد ، لكنه متعدد باعتبار الموزون.




                      السؤال ( 16 ) : كيف توزن الأعمال، وهي أوصاف للعاملين؟


                      الجواب :
                      القاعدة في ذلك، كما أسلفنا: أن علينا أن نسلم ونقبل، ولا حاجة لأن نقول: كيف؟ ولم؟

                      ومع ذلك فإن العلماء رحمهم الله قالوا في جواب هذا السؤال:

                      إن الأعمال تقلب أعيانا، فيكون لها جسم يوضع في الكفة فيرجح أو يخف، وضربوا لذلك مثلا، بما صح به الحديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
                      " أن الموت يجعل يوم القيامة على صورة كبش، فينادى أهل الجنة، يا أهل الجنة، فيطلعون ويشرئبون. وينادى يا أهل النار فيطلعون ويشرئبون ما الذي حدث؟ فيؤتي بالموت على صورة كبش، فيقال: هل تعرفون هذا، فيقولون: نعم، هذا الموت فيذبح الموت بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت " .

                      ونحن نعلم جميعا أن الموت صفة ، ولكن الله تعالى يجعله عينا قائما بنفسه، وهكذا الأعمال تجعل أعيانا فتوزن

                      والله أعلم.

                      لاحول ولاقوة إلا بالله

                      تعليق


                      • #26

                        السؤال
                        ( 17 ) : هل هناك ناران ؟ نار لأهل الكفر، ونار لأهل المعاصي الذين يعذبون فيها، ثم يخرجون؟

                        الجواب :
                        زعم بعض العلماء ذلك، وقال: إن النار ناران: نار لأهل الكفر، ونار لأهل المعاصي من المؤمنين، وبينهما فرق، ولكن هذا لا أعلم له دليلا،
                        لكن عذابهما يختلف، لا شك أنها على عصاة المؤمنين ليست كما هي على الكافرين،

                        وكوننا نقول بالتقسيم بناء على استبعاد عقولنا أن تكون نار واحدة ، تؤثر تأثيرين مختلفين لا ينبغي
                        لأن هذا الاستبعاد لا وجه له لأمرين:

                        الأمر الأول:
                        أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قادر على أن يجعل النار الواحدة لشخص سلاما، ولآخر عذابا.

                        الأمر الثاني:
                        أن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا أبدا لظهور الفرق العظيم بينهما، فلا يجوز أن تقيس أحوال الآخرة بأحوال الدنيا لتنفي ما لا يتسع له عقلك، بل عليك بالنسبة لأحوال الآخرة أن تسلم، وتقبل، وتصدق

                        أليست هذه الشمس ستدنو من الخلائق قدر ميل يوم القيامة؟ ولو كانت أحوال الناس يوم القيامة كأحوالهم في الدنيا لأحرقتهم
                        لأن هذه الشمس في أوجها لو أنها نزلت ولو يسيرا أحرقت الأرض، ومحتها عن آخرها، ونحن نحس بحرارتها الآن، وبيننا وبينها مسافات عظيمة، لا سيما في أيام الصيف حين تكون عمودية، ومع ذلك تدنو من الخلائق يوم القيامة على قدر ميل، ولا يحترقون بها.

                        كذلك أيضا في يوم القيامة الناس في مقام واحد، المؤمنون لهم نور يسعى بين أيديهم وبأيمانهم، والكفار في ظلمة، لكن في الدنيا لو كان بجانبك واحد على يمينه نور، وبن يديه نور فإنك تنتفع به، أما في الآخرة فلا.

                        وفي الآخرة أيضا يعرق الناس فيختلف العرق اختلافا عظيما بينهم، وهم في مكان واحد، فمن الناس من يصل العرق إلى كعبيه، ومنهم من يصل إلى ركبتيه، ومنهم من يصل إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق، وهم في مكان واحد.

                        فالمهم:
                        أنه لا يجوز أن نقيس أحوال الآخرة بأحوال الدنيا، ثم نذهب،
                        ونحدث أشياء لم تأت في الكتاب والسنة، كتقسيم النار إلى نارين: نار للعصاة، ونار للكافرين
                        فالذي بلغنا ، ووصل إليه علمنا: أنها نار واحدة، لكنها تختلف .


                        لاحول ولاقوة إلا بالله

                        تعليق


                        • #27

                          السؤال
                          ( 18) : هل النار مؤبدة أو تفنى؟

                          الجواب :
                          المتعين قطعا أنها مؤبدة ، ولا يكاد يعرف عند السلف سوى هذا القول ، ولهذا جعله العلماء من عقائدهم ، بأن نؤمن ونعتقد بأن النار مؤبدة أبد الآبدين
                          وهذا الأمر لا شك فيه ؛ لأن الله تعالى ذكر التأبيد في ثلاثة مواضع من القرآن:
                          الأول:
                          في سورة النساء في قوله - تعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}
                          والثاني:
                          في سورة الأحزاب {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}
                          والثالث:
                          في سورة الجن {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}


                          ولو ذكر الله عز وجل التأبيد في موضع واحد لكفى، فكيف وهو قد ذكره في ثلاثة مواضع؟!

                          ومن العجب أن فئة قليلة من العلماء ذهبوا إلى أنها تفنى بناء على علل عليلة؛ لمخالفتها لمقتضى الكتاب والسنة، وحرفوا من أجلها الكتاب والسنة، فقالوا: إن " خالدين فيها أبدا " ما دامت موجودة - فكيف هذا؟ !!!

                          إذا كانوا خالدين فيها أبدا، لزم أن تكون هي مؤبدة " فيها " هم كائنون فيها ، وإذا كان الإنسان خالدا مؤبدا تخليده ، لزم أن يكون مكان الخلود مؤبدا؛ لأنه لو فني مكان الخلود ما صح تأبيد الخلود

                          والآية واضحة جدا، والتعليلات الباردة المخالفة للنص مردودة على صاحبها، وهذا الخلاف الذي ذُكر عن فئة قليلة من أهل العلم خلاف مطرح ؛ لأنه مخالف للنص الصريح الذي يجب على كل مؤمن أن يعتقده، ومن خالفه لشبهة قامت عنده، فيعذر عند الله، لكن من تأمل نصوص الكتاب والسنة عرف أن القول بتأبيدها هو الحق، الذي لا يحق العدول عنه.

                          والحكمة تقتضي ذلك؛ لأن هذا الكافر أفنى عمره، كل عمره في محاربة الله عز وجل ومعصية الله، والكفر به، وتكذيب رسله مع أنه جاءه النذير وأعذر وبين له الحق ، ودعي إليه ، وقوتل عليه ، وأصر على الكفر والباطل فكيف نقول: إن هذا لا يؤبد عذابه ؟ والآيات في هذا صريحة كما تقدم.

                          لاحول ولاقوة إلا بالله

                          تعليق


                          • #28

                            السؤال ( 19 ) : هل الجنة والنار موجودتان الآن؟ .

                            الجواب :
                            نعم، الجنة والنار موجودتان الآن ، ودليل ذلك من الكتاب والسنة :

                            أما الكتاب:
                            فقال الله - تعالى - في النار: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} ، والإعداد بمعنى التهيئة
                            وفي الجنة قال الله تعالى : {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} والإعداد أيضا التهيئة.

                            وأما السنة:
                            فقد ثبت في الصحيحين ، وغيرهما في قصة كسوف الشمس، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قام يصلي، فعرضت عليه الجنة والنار، وشاهد الجنة حتى هم أن يتناول منها عنقودا، ثم بدا له أن لا يفعل عليه الصلاة والسلام، وشاهد النار، ورأى فيها عمرو بن لحي الخزاعي، يجر قصبه في النار - والعياذ بالله - يعني أمعاءه قد اندلقت من بطنه فهو يجرها في النار ؛ لأن الرجل أول من أدخل الشرك على العرب، فكان له كفل من العذاب الذي يصيب من بعده، ورأى امرأة تعذب في النار في هرة حبستها حتى ماتت؛ فلا هي أطعمتها، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض، فدل ذلك على أن الجنة والنار موجودتان الآن.



                            السؤال ( 20) : إذا استعاذ الإنسان من عذاب جهنم، فهل المراد أنه يعوذ بالله من المعاصي المؤدية إلى جهنم، أو يتعوذ بالله من جهنم؟

                            الجواب :
                            يشمل الأمرين فهو يستعيذ بالله من عذاب جهنم ، أي من فعل الأسباب المؤدية إلى عذاب جهنم، ومن عذاب جهنم، أي من عقوبة جهنم إذا فعل الأسباب التي توجب ذلك

                            لأن الإنسان بين أمرين: إما عصمة من الذنوب، فهذه إعاذة من فعل السبب، وإما عفو عن الذنوب، وهذه إعاذة من العذاب

                            وقولنا: العصمة من الذنوب ليس معناه العصمة المطلقة ؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
                            " كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون "
                            وقال:
                            " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم " .

                            لاحول ولاقوة إلا بالله

                            تعليق


                            • #29

                              السؤال ( 21 )
                              : هل عذاب النار حقيقي، أو أن أهلها يكونون فيها كأنهم حجارة لا يتألمون؟

                              الجواب :
                              عذاب أهل النار حقيقي بلا ريب ، ومن قال خلاف ذلك فقد أخطأ ، وأبعد النجعة

                              فأهلها يعذبون فيها، ويألمون ألما عظيما شديدا ، كما قال تعالى في عدة آيات:
                              {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} حتى إنهم يتمنون الموت

                              والذي يتمنى الموت هل يقال: إنه يتألم، أو إنه تأقلم؟ !
                              لو تأقلم ما تألم ، ولا دعا الله أن يقضي عليه :
                              {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} .

                              إذن هم يتألمون بلا شك، والحرارة النارية تؤثر على أبدانهم ظاهرها وباطنها، قال الله تعالى في كتابه العزيز:
                              {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا}

                              وهذا واضح أن ظاهر أبدانهم يتألم وينضج وقال تعالى :
                              {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ}
                              وشيُّ الوجوه، واللحم معروف فهم إذا استغاثوا {يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ} بعد مدة طويلة، وهذا الماء إذا أقبل على وجوههم شواها، وتساقطت والعياذ بالله، فإذا شربوه قطع أمعاءهم {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} .

                              وهذا عذاب الباطن، وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أهون أهل النار عذابا: « إنه في ضحضاح من نار، وعليه نعلان يغلي منهما دماغه » . أعوذ بالله الدماغ يغلي!

                              فما بالك بما دونه مما هو أقرب إلى النعلين!

                              وهذا دليل واضح على أنهم يتألمون، وأن هذه النار تؤثر فيهم، وكذلك قال تعالى : {وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} أي المحرق ،

                              والآيات والأحاديث في هذا كثيرة واضحة، تدل على بطلان قول: من قال " إنهم يكونون كالحجارة لا يتألمون".


                              لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق


                              • #30

                                السؤال
                                ( 22 ) : عن مصير أهل الفترة ؟

                                الجواب :

                                الصحيح
                                أن أهل الفترة قسمان:

                                القسم الأول:
                                من قامت عليه الحجة، وعرف الحق، لكنه اتبع ما وجد عليه آباءه، وهذا لا عذر له فيكون من أهل النار.

                                القسم الثاني:
                                من لم تقم عليه الحجة، فإن أمره لله عز وجل , ولا نعلم عن مصيره ، وهذا ما لم ينص الشارع عليه.

                                أما من ثبت أنه في النار بمقتضى دليل صحيح فهو في النار.



                                لاحول ولاقوة إلا بالله

                                تعليق

                                يعمل...
                                X