إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اليوم الآخر .. مسائل و فتاوى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اليوم الآخر .. مسائل و فتاوى

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

    اليوم الآخر: يوم القيامة الذي يبعث الناس فيه للحساب والجزاء.

    وسمي بذلك لأنه لا يوم بعده، حيث يستقر أهل الجنة في منازهم، وأهل النار في منازلهم.

    والإيمان باليوم الآخر ( يتضمن ) ثلاثة أمور:

    الأول: الإيمان بالبعث:
    وهو إحياء الموتى حين ينفخ في الصور النفخة الثانية ، فيقوم الناس لرب العالمين، حفاة غير منتعلين، عراة غير مستترين، غر لا غير مختتنين
    قال الله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [سورة الأنبياء، الآية: 104] .

    والبعث: حق ثابت دل عليه الكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين.
    قال الله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} [سورة المؤمنون، الآيتين: 15-16] .
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يحشر الناس يوم القيامة غرلاً " متفق عليه.

    وأجمع المسلمون على ثبوته
    وهو مقتضى الحكمة حيث تقتضي أن يجعل الله تعالى لهذه الخليقة معاداً يجازيهم فيه على ما كلفهم به على ألسنة رسله

    قال الله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} [سورة المؤمنون، الآية: 115]
    وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [سورة القصص، الآية: 85] .

    لاحول ولاقوة إلا بالله

  • #2

    الثاني:
    الإيمان بالحساب والجزاء:

    يحاسب العبد على عمله، ويجازى عليه، وقد دل على ذلك الكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين

    قال الله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} [سورة الغاشية، الآيتين: 25-26]
    وقال: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [سورة الأنعام، الآية: 160]
    وقال: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [سورة الأنبياء، الآية: 47] .

    وعن ابن عمر رضي الله عنهما-أن النبي صلى الله عليه وسلم –قال:
    "إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى أنه قد هلك قال: قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين". متفق عليه

    وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم:
    "أن من هم بحسنة فعملها، كتبها الله عنده عشر حسنا إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وأن من هم بسيئة ففعلها كتبها الله سيئة واحدة" . صحيح البخاري

    وقد أجمع المسلمون على إثبات الحساب والجزاء على الأعمال، وهو مقتضى الحكمة فإن الله تعالى أنزل الكتب، وأرسل الرسل، وفرض على العباد قبول ما جاءوا به، والعمل بما يجب العمل به منه، وأوجب قتال المعارضين له وأحل دماءهم، وذرياتهم، ونسائهم، وأموالهم.

    فلو لم يكن حساب، ولا جزاء لكان هذا من العبث الذي ينزه الرب الحكيم عنه .

    وقد أشار الله تعالى إلى ذلك بقوله: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ} [سورة الأعراف، الآيتين: 6-7] .

    لاحول ولاقوة إلا بالله

    تعليق


    • #3

      الثالث: الإيمان بالجنة والنار :

      وأنهما المآل الأبدي للخلق، فالجنة دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين، الذين آمنوا بما أوجب الله عليهم الإيمان به، وقاموا بطاعة الله ورسوله، مخلصين لله متبعين لرسوله. فيها من أنواع النعيم مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر".

      قال الله تعالى:
      {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [سورة البينة، الآيتين: 7-8] .

      وقال تعالى:
      {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة السجدة، الآية: 17] .

      وأما النار فهي دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين، الذين كفروا به وعصوا رسله، فيها من أنواع العذاب والنكال مالا يخطر على البال

      قال الله تعالى:{وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}
      وقال: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً} [سورة الكهف، الآية: 29]
      وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا} [سورة الأحزاب، الآيات: 64-66] .

      يُتبع إن شاء الله

      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #4

        ويلتحق بالإيمان باليوم الآخر: الإيمان بكل ما يكون بعد الموت

        مثل :

        ( أ ) فتنة القبر:
        وهي سؤال الميت بعد دفنه عن ربه، ودينه، ونبيه
        فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد صلى الله عليه وسلم.
        ويضل الله الظالمين فيقول الكافر : هاه، هاه، لا أدري. ويقول المنافق أو* المرتاب لا أدري سمعت الناس لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته.

        * أو للشك من الراوي -كما في الصحيحين.

        ( ب ) عذاب القبر ونعيمه:
        فيكون العذاب للظالمين من المنافقين والكافرين
        قال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [سورة الأنعام، الآية: 23] .
        وقال تعالى في آل فرعون : {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [سورة غافر، الآية: 44] .

        وفي صحيح مسلم من حديث زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
        "فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ، ثم أقبل بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار. قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار. فقال: تعوذوا بالله من عذاب القربر. قالوا. قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر. قال: تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قال: تعوذوا بالله من فتنة الدجال. قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال، قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال .

        وأما نعيم القبر فللمؤمنين الصادقين قال الله تعالى:
        {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [سورة فصلت، الآية: 30] .
        وقال تعالى: {فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} [سورة الواقعة، الآيات: 83-89] .

        وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في المؤمن إذا أجاب الملكين في قبره:
        « ينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، قال: فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره» .
        رواه أحمد وأبوداود في حديث طويل .

        لاحول ولاقوة إلا بالله

        تعليق


        • #5
          وفقك الله.
          مجهود، يذكر، فيشكر.

          تعليق


          • #6

            وللإيمان باليوم الآخر ثمرات جليلة منها:

            الأولى:
            الرغبة في فعل الطاعة والحرص عليها رجاء لثواب ذلك اليوم.

            الثانية:
            الرهبة من فعل المعصية والرضا بها خوفا من عقاب ذلك اليوم.

            الثالثة:
            تسلية المؤمن عما يفوته من الدنيا بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.

            لاحول ولاقوة إلا بالله

            تعليق


            • #7

              وقد أنكر الكافرون البعث بعد الموت زاعمين أن ذلك غير ممكن وهذا الزعم باطل دل على بطلانه الشرع والحس والعقل.

              أما من الشرع :
              فقد قال الله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}

              وقد اتفقت جميع الكتب السماوية عليه.

              وأما الحس:

              فقد أرى الله عباده إحياء الموتى في هذه الدنيا، وفي سورة البقرة خمسة أمثلة على ذلك؛ وهي:

              المثال الأول:
              قوم موسى حين قالوا له: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} ، فأماتهم الله تعالى ثم أحياهم،
              وفي ذلك يقول الله تعالى مخاطبا بني إسرائيل:
              {وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} .

              المثال الثاني:
              في قصة القتيل الذي اختصم فيه بنو إسرائيل، فأمرهم الله تعالى أن يذبحوا بقرة فيضربوه ببعضها ليخبرهم بمن قتله،
              وفي ذلك يقول الله تعالى:
              {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} .

              المثال الثالث:
              في قصة القوم الذين خرجوا من ديارهم فرارا من الموت وهم ألوف، فأماتهم الله تعالى ثم أحياهم
              وفي ذلك يقول الله تعالى:
              {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} .

              المثال الرابع:
              في قصة الذي مر على قرية ميتة فاستبعد أن يحييها الله تعالى، فأماته الله تعالى مائة سنة ثم أحياه
              وفي ذلك يقول الله تعالى:
              { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .

              المثال الخامس:

              في قصة إبراهيم الخليل حين سأل الله تعالى أن يريه كيف يحيي الموتى ، فأمره الله تعالى أن يذبح أربعة من الطير، ويفرقهن أجزاء على الجبال التي حوله، ثم يناديهن، فتلتئم الأجزاء بعضها إلى بعض، ويأتين إلى إبراهيم سعيا
              وفي ذلك يقول الله تعالى:
              {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} .

              فهذه أمثلة حسية واقعة تدل على إمكان إحياء الموتى

              لاحول ولاقوة إلا بالله

              تعليق


              • #8

                وأما دلالة العقل

                فمن وجهين:

                أحدهما:
                أن الله تعالى فاطر السماوات والأرض وما فيهما، خالقهما ابتداء، والقادر على ابتداء الخلق لا يعجز عن إعادته
                قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}
                وقال تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}

                وقال آمرا بالرد على من أنكر إحياء العظام، وهي رميم:
                {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} .

                الثاني:
                أن الأرض تكون ميتة هامدة ليس فيها شجرة خضراء، فينزل عليها المطر فتهتز خضراء حية فيها من كل زوج بهيج
                والقادر على إحيائها بعد موتها ، قادر على إحياء الأموات .

                قال الله تعالى:
                {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

                وقال تعالى:
                {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} .

                لاحول ولاقوة إلا بالله

                تعليق


                • #9

                  وقد ضل قوم من أهل الزيغ فأنكروا عذاب القبر ونعيمه ، زاعمين أن ذلك غير ممكن لمخالفة الواقع،

                  قالوا:
                  فإنه لو كشف عن الميت في قبره لوجد كما كان عليه، والقبر لم يتغير بسعة ولا ضيق.

                  وهذا الزعم باطل بالشرع والحس والعقل.

                  أما الشرع:
                  فقد سبقت النصوص الدالة على ثبوت عذاب القبر ونعيمه في فقرة (ب) مما يلتحق بالإيمان باليوم الآخر.

                  وفي صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «خرج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بعض حيطان المدينة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما» ، وذكر الحديث، وفيه «أن أحدهما كان لا يستتر من البول - وفي رواية: " من بوله " - وأن الآخر كان يمشي بالنميمة» .

                  وأما الحس:
                  فإن النائم يرى في منامه أنه كان في مكان فسيح بهيج يتنعم فيه، أو أنه كان في مكان موحش يتألم منه، وربما يستيقظ أحيانا ممارأى، ومع ذلك فهو على فراشه في حجرته على ما هو عليه
                  والنوم أخو الموت، ولهذا سماه الله تعالى (وفاة)
                  قال الله تعالى:
                  {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} .

                  وأما العقل:
                  فإن النائم في منامه يرى الرؤيا الحق المطابقة للواقع ، وربما رأى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صفته ، ومن رآه على صفته فقد رآه حقا ، ومع ذلك، فالنائم في حجرته على فراشه بعيدا عما رأى ،
                  فإذا كان هذا ممكنا في أحوال الدنيا أفلا يكون ممكنا في أحوال الآخرة؟

                  لاحول ولاقوة إلا بالله

                  تعليق


                  • #10

                    وأما اعتمادهم فيما زعموه على أنه لو كشف عن الميت في قبره لوجد كما كان عليه، والقبر لم يتغير بسعة ولا ضيق،

                    فجوابه من وجوه منها:

                    الأول:
                    أنه لا تجوز معارضة ما جاء به الشرع بمثل هذه الشبهات الداحضة التي لو تأمل المعارض بها ما جاء به الشرع حق التأمل لعلم بطلان هذه الشبهات، وقد قيل:
                    وكم من عائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السقيم

                    الثاني:

                    أن أحوال البرزخ من أمور الغيب التي لا يدركها الحس، ولو كانت تدرك بالحس لفاتت فائدة الإيمان بالغيب، ولتساوى المؤمنون بالغيب والجاحدون في التصديق بها.

                    الثالث:

                    أن العذاب والنعيم وسعة القبر وضيقه إنما يدركها الميت دون غيره
                    وهذا كما يرى النائم في منامه أنه في مكان ضيق موحش ، أو في مكان واسع بهيج ، وهو بالنسبة لغيره لم يتغير منامه هو في حجرته وبين فراشه وغطائه
                    ولقد كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوحى إليه وهو بين أصحابه، فيسمع الوحي، ولا يسمعه الصحابة،
                    وربما يتمثل له الملك رجلا فيكلمه ، والصحابة لا يرون الملك ولا يسمعونه.

                    الرابع:
                    أن إدراك الخلق محدود بما مكنهم الله تعالى من إدراكه ، ولا يمكن أن يدركوا كل موجود ، فالسماوات السبع والأرض ومن فيهن ، وكل شيء يسبح بحمد الله تسبيحا حقيقيا، يسمعه الله تعالى من شاء من خلقه أحيانا ، ومع ذلك هو محجوب عنا ،
                    وفي ذلك يقول الله تعالى:
                    {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}

                    وهكذا الشياطين والجن يسعون في الأرض ذهابا وإيابا، وقد حضرت الجن إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستمعوا لقراءته وأنصتوا وولوا إلى قومهم منذرين
                    ومع هذا فهم محجوبون عنا, وفي ذلك يقول الله تعالى:
                    {يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ}

                    وإذا كان الخلق لا يدركون كل موجود ، فإنه لا يجوز أن ينكروا ما ثبت من أمور الغيب ولم يدركوه .

                    يُتبع

                    لاحول ولاقوة إلا بالله

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ملح وسكر مشاهدة المشاركة
                      وفقك الله.
                      مجهود، يذكر، فيشكر.
                      وإياكم أخي الفاضل بارك الله فيكم
                      لاحول ولاقوة إلا بالله

                      تعليق


                      • #12
                        جزاك الله خير الحزاء اخي الغالي ابو سلطان

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة بنعياد مشاهدة المشاركة
                          جزاك الله خير الحزاء اخي الغالي ابو سلطان
                          وإياكم أخي الغالي بنعياد حفظكم الله ورعاكم أخي العزيز
                          لاحول ولاقوة إلا بالله

                          تعليق


                          • #14

                            فتاوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن اليوم الآخر :


                            السؤال ( 1 ) : هل يوم الحساب يوم واحد ؟


                            الجواب :
                            يوم الحساب يوم واحد ، ولكنه يوم مقداره خمسون ألف سنة ، كما قال الله تعالى : {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}
                            أي أن هذا العذاب يقع للكافرين في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة

                            وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
                            «ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، وأحمي عليها في نار جهنم، فيكوى بها جنبه، وجبينه، وظهره، كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد » .

                            وهذا اليوم الطويل هو يوم عسير على الكافرين ، كما قال تعالى : {وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا}
                            وقال تعالى: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ}

                            ومفهوم هاتين الآيتين:
                            أنه على المؤمن يسير وهو كذلك ، فهذا اليوم الطويل بما فيه من الأهوال ، والأشياء العظيمة :
                            ييسره الله تعالى على المؤمن
                            ويكون عسيرا على الكافر.

                            وأسأل الله تعالى أن يجعلني وإخواني المسلمين ممن يسره الله عليهم يوم القيامة.

                            والتفكير والتعمق في مثل هذه الأمور الغيبية هو من التنطع ، الذي قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه:
                            «هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون» .

                            ووظيفة الإنسان في هذه الأمور الغيبية :

                            التسليم، وأخذ الأمور على ظاهر معناها، دون أن يتعمق، أو يحاول القياس بينها وبين الأمور في الدنيا

                            فإن أمور الآخرة ليست كأمور الدنيا، وإن كانت تشبهها في أصل المعنى، وتشاركها في ذلك، لكن بينهما فرق عظيم،

                            وأضرب لك مثلا، بما ذكره الله سبحانه وتعالى في الجنة من النخل، والرمان، والفاكهة، ولحم الطير، والعسل والماء، واللبن، والخمر، وما أشبه ذلك مع قوله عز وجل :
                            {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} .

                            وقوله في الحديث القدسي: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر» ،

                            فهذه الأسماء التي لها مسميات بها في هذه الدنيا لا تعني أن المسمى كالمسمى، وإن اشتركا في الاسم وفي أصل المعنى

                            فكل الأمور الغيبية التي تشارك ما يشاهد في الدنيا في أصل المعنى لا تكون مماثلة له في الحقيقة

                            فينبغي للإنسان أن ينتبه لهذه القاعدة، وأن يأخذ أمور الغيب بالتسليم على ما يقتضيه ظاهرها من المعنى، وألا يحاول شيئا وراء ذلك.

                            ولهذا لما سئل الإمام مالك رحمه الله عن قول الله تعالى -: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟
                            أطرق رحمه الله برأسه حتى علاه الرحضاء ( أي العرق ) وصار يتصبب عرقا ، وذلك لعظم السؤال في نفسه، ثم رفع رأسه وقال قولته الشهيرة، التي كانت ميزانا لجميع ما وصف الله به نفسه رحمه الله :
                            " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة " اهـ.

                            فالسؤال المتعمق في مثل هذه الأمور بدعة ؛ لأن الصحابة رضي الله
                            عنهم وهم أشد منا حرصا على العلم، وعلى الخير لم يسألوا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل هذه الأسئلةوكفى بهم قدوة

                            وما قلته الآن بالنسبة لليوم الآخر يجرى بالنسبة لصفات الله عز وجل التي وصف بها نفسه من العلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والكلام وغير ذلك،
                            فإن مسميات هذه الألفاظ بالنسبة إلى الله عز وجل لا يماثلها شيء مما يشاركها في هذا الاسم بالنسبة للإنسان، فكل صفة فإنها تابعة لموصوفها، فكما أن الله سبحانه وتعالى لا مثيل له في ذاته فلا مثيل له في صفاته.

                            وخلاصة الجواب:
                            أن اليوم الآخر يوم واحد، وأنه عسير على الكافرين، ويسير على المؤمنين
                            وأن ما ورد فيه من أنواع الثواب والعقاب أمر لا يدرك كنهه في هذه الحياة الدنيا، وإن كان أصل المعنى فيه معلوما لنا في هذه الحياة الدنيا.


                            لاحول ولاقوة إلا بالله

                            تعليق


                            • #15

                              السؤال ( 2 ) كيف تدنو الشمس يوم القيامة من الخلائق مقدار ميل، ولا تحرقهم، وهي لو دنت عما هي عليه الآن بمقدار شبر واحد لاحترقت الأرض؟ .

                              الجواب :
                              إن وظيفة المؤمن - وهذه قاعدة يجب أن تبنى عليها عقيدتنا - فيما ورد من أخبار الغيب القبول والتسليم، وأن لا يسأل عن كيف؟ ولم؟ ؛

                              لأن هذا أمر فوق ما تتصوره أنت فالواجب عليك أن تقبل وتسلم وتقول:

                              آمنا وصدقنا ، آمنا بأن الشمس تدنو من الخلائق يوم القيامة بمقدار ميل

                              وما زاد على ذلك من الإيرادات فهو من البدع، ولهذا لما سئل الإمام مالك - رحمه الله - عن استواء الله كيف استوى؟ قال: " السؤال عنه بدعة ". هكذا أيضا كل أمور الغيب السؤال عنها بدعة، وموقف الإنسان منها القبول والتسليم.

                              جواب الشق الثاني:
                              بالنسبة لدنو الشمس من الخلائق يوم القيامة فإننا نقول:
                              إن الأجسام تبعث يوم القيامة لا على الصفة التي عليها في الدنيا من النقص، وعدم التحمل، بل هي تبعث بعثا كاملا تاما ، ولهذا يقف الناس يوم القيامة يوما مقداره خمسون ألف سنة لا يأكلون ولا يشربون ، وهذا أمر لا يحتمل في الدنيا ، فتدنو الشمس منهم وأجسامهم قد أعطيت من القوة ما يتحمل دنوها، ومن ذلك ما ذكرناه من الوقوف خمسين ألف سنة، لا يحتاجون إلى طعام، ولا شراب، فالأجسام يوم القيامة لها شأن آخر غير شأنها في هذه الدنيا.


                              السؤال ( 3 ) قلتم في الفتوى السابقة : إن الأجسام تبعث يوم القيامة لا على الصفة التي هي عليها في الدنيا، والله عز وجل يقول: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ}
                              فنأمل من فضيلتكم توضيح ذلك؟ .

                              الجواب :
                              هذا لا يشكل على ما قلنا
                              لأن المراد بقوله: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} من حيث الخلق ، فهو كقوله: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}
                              فالمعنى:
                              أنه كما بدأ خلقكم ، وقدر عليه فإنكم تعودون كذلك بقدرة الله عز وجل .

                              لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق

                              يعمل...
                              X