إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القَدر .. سرّ الله في خلقه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القَدر .. سرّ الله في خلقه

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

    قال الإمام الطّّحاويّ رَحِمَهُ اللَّهُ :
    [ و أَصْل القدر سرّ الله تَعَالَى في خلقه ، لم يطلع عَلى ذلك ملك مقرب ، ولا نبي مرسل
    و التعمق و النظر في ذلك ذريعة الخذلان ، وسلم الحرمان ، ودرجة الطغيان
    فالحذر كل الحذر من ذلك نظراً و فكراً و وسوسة

    فإن الله تَعَالَى طوى علم القدر عن أنامه ، ونهاهم عن مرامه، كما قال تَعَالَى في كتابه :
    ( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) [الأنبياء:23]

    فمن سأل: لِمَ فَعل ؟ فقد رد حكم الكتاب ، ومن رد حكم الكتاب ، كَانَ من الكافرين ] .

    يُتبع إن شاء الله
    لاحول ولاقوة إلا بالله

  • #2
    الشرح :

    قول الإمام الطحاوي :وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه :
    أي: لن تصل إلى سره، مهما حاولت التفتيش في القضاء والقدر. فلا تكلف نفسك، ولكن آمن بالقضاء والقدر، واعمل الأعمال الصالحة واجتنب الأعمال السيئة، وأما أن تبحث عن أسرار القدر فهذا ليس من اختصاصك، ولا هو من شأنك، وما كلفت به.

    لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل :

    هذا من شأن الله عز وجل، ومن الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ولا يعلمه غيره، لا الملائكة ولا الأنبياء ولا غيرهم، وأفضل الرسل يقول: ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ) [الأعراف: 188] .

    والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلّم الحرمان، ودرجة الطغيان:

    هذا كلام عظيم، أي التعمق في القضاء والقدر ومسائله، وإشغال الوقت والنفس والقلب، مما يورث الشكوك ويخذل عن العمل، فهذا من اللعب والخذلان.
    إذا خذل الله العبد شغله في هذه الأمور، وإذا أكرم الله العبد شغله في طاعته، واغتنام وقته.
    فنحن لنا حدود لا نتعداها، فالله ما كلفنا بالبحث في القضاء والقدر، ولكن كلفنا باعتقاد ذلك بالعمل الصالح وترك العمل السيئ.

    فالحذر كل الحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسة:

    أي احذر من هذه الأمور، والنظر في هذه الأمور، والتفكير فيها، والوسوسة وهي: التردد والشك ، اترك هذه الأمور، وسد هذا الباب أصلاً.

    فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه:

    هذا تأكيد لما سبق "القدر سر الله تعالى" ومعنى طوى: أخفى ، فطوى الله هذه المعلومات عن خلقه ؛ لأنه ليس لهم فيها مصلحة.

    ونهاهم عن مرامه:

    عن مرام القدر أن يبحثوا فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم غضب لما رأى الصحابة يتساءلون في هذا فقال: "أبهذا أُمرتم؟ أم لهذا خُلقتم؟ "
    (
    وصححه الشيخ شاكر في تحقيق المسند رقم (6668)) .

    كما قال تعالى في كتابه: (لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون) :

    أنت لا تسأل الله ولا تناقشه عن أفعاله وعن قضائه وقدره، تأدب مع الله؛ لأنك عبد، فلا تتدخل في شؤونه جل وعلا، فالله لا يسأل عما يفعل لأن الله لا يفعل شيئاً إلا لحكمة، والحكمة قد تظهر وقد تخفى علينا، فنؤمن بأن الله لا يفعل شيئاً عبثاً؛ إنما يفعله لحكمة، سواءً ظهرت لنا أو لم تظهر.
    فالإنسان مسؤول عن عمله، ليس مسؤولاً عن أعمال الله عز وجل،
    فاعتن بما أنت مسؤول عنه يوم القيامة، وهو عملك، فعلى العبد التسليم لله.

    فمن سأل: لِمَ فعل؟ فقد رد حكم الكتاب:

    هذا، فقد رد حكم الكتاب؛ لأن الله يقول: ( لا يسأل عما يفعل ) [الأنبياء: 23] .

    ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين:

    فمن رد حكم الكتاب والسنة، واعترض على ذلك، وذهب إلى العقل والتفكير صار من الكافرين ؛ لأن الإيمان بالكتاب والسنة هما ركنان من أركان الإيمان.

    المصدر:
    التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية - للشيخ صالح بن فوزان الفوزان وفقه الله
    نسخة المكتبة الشاملة - دار العاصمة للنشر والتوزيع
    صفحة 111

    لاحول ولاقوة إلا بالله

    تعليق


    • #3

      الإيمان بالقضاء والقدر أحد أركان الإيمان الستة ، كما قال ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جواباً لجبريل عندما قال: أخبرني عن الإيمان. قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره) .


      ولا يتم الإيمان بالقدر إلا إذا آمن الإنسان بأمورٍ أربعة:


      الأول:

      الإيمان بعلم الله تعالى، وأنه سبحانه وتعالى محيطٌ بكل شيءٍ علماً، لا يخفى عليه شيء


      الثاني:
      أن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى يوم القيامة.

      ودليل هذين الأمرين ( الأول والثاني )
      قول الله تبارك وتعالى: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) .
      وقوله تعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) .


      الأمر الثالث:
      أن تؤمن بأن كل ما في الكون فهو كائن بمشيئة الله، لا يخرج عن مشيئته شيء، حتى أفعال العباد قد شاءها الله عز وجل.

      قال الله تعالى: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ العالمين) .
      وقال تبارك وتعالى: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) .


      الأمر الرابع:
      أن تؤمن بأن الله تعالى خالق كل شيءٍ في السماوات والأرض،
      كما قال الله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)

      حتى أعمال العبد مخلوقة لله تعالى؛ لقوله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) .

      ووجه كون فعل العبد مخلوقاً لله:
      أن فعل العبد واقعٌ بإرادة العبد وقدرة العبد، وإرادة العبد وقدرة العبد مخلوقتان لله عز وجل، وخالق السبب التام خالقٌ للمسبب،
      فإذا كان فعل الإنسان ناتجاً عن إرادةٍ وقدرة وهما مخلوقتان لله؛ صار فعل العبد مخلوقاً لله عز وجل.

      فلا بد في الإيمان بالقدر من الإيمان بهذه الأمور الأربعة: علم الله, كتابة كل شيء كائن إلى يوم القيامة في لوحٍ محفوظ ,مشيئة الله ,خلق الله.

      وفي هذا يقول الناظم:

      علمٌ كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو إيجادٌ وتكوين .

      للشيخ ابن عثيمين رحمه الله - المصدر

      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #4

        الفرق بين القضاء والقدر


        اختلف العلماء في الفرق بينهما،

        فمنهم من قال:
        إن القدر: " تقدير الله في الأزل"، والقضاء: " حكم الله بالشيء عند وقوعه "، فإذا قدر الله - تعالى - أن يكون الشيء المعين في وقته فهذا قدر، فإذا جاء الوقت الذي يكون فيه هذا الشيء فإنه يكون قضاء
        وهذا كثير في القرآن الكريم مثل قوله- تعالى -: {قُضِيَ الْأَمْرُ} ، وقوله: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ} ، وما أشبه ذلك.
        فالقدر تقدير الله تعالى الشيء في الأزل ،
        والقضاء قضاؤه به عند وقوعه.

        ومنهم من قال:
        إنهما بمعنى واحد.

        والراجح:

        أنهما إن قرنا جميعا فبينهما فرق كما سبق، وإن أفرد أحدهما عن الآخر فهما بمعنى واحد، والله أعلم.


        المصدر : مجموع فتاوى ورسائل العثيمين - المكتبة الشاملة جزء 2 صفحة 79

        لاحول ولاقوة إلا بالله

        تعليق


        • #5

          هل بينهما عموم وخصوص ؟



          القضاء إذا أطلق شمل القدر ، والقدر إذا أطلق شمل القضاء

          ولكن إذا قيل: القضاء والقدر صار بينهما فرق، وهذا كثير في اللغة العربية تكون الكلمة لها معنى شامل عند الانفراد، ومعنى خاص عند الاجتماع
          ويقال في مثل ذلك: " إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا "، فالقضاء والقدر الصحيح أنهما من هذا النوع، يعني أن القضاء إذا أفرد شمل القدر.
          والقدر إذا أفرد شمل القضاء،
          لكن إذا اجتمعا فالقضاء: " ما يقضيه الله في خلقه من إيجاد، أو إعدام، أو تغيير"، والقدر: " ما قدره الله تعالى في الأزل ".
          هذا هو الفرق بينهما، فيكون القدر سابقا، والقضاء لاحقا.


          المصدر : مجموع فتاوى ورسائل العثيمين - المكتبة الشاملة جزء 2 صفحة 80

          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق


          • #6

            هل أصل الفعل مقدر ، والكيفية يخير فيها الإنسان ؟

            مثال ذلك:
            إذا قدر الله تعالى للعبد أن يبني مسجدا فإنه سيبني لا محالة ، لكنه ترك لعقله الخيار في كيفية البناء،

            وكذلك المعصية إذا قدرها الله فإن، الإنسان سيفعلها لا محالة، لكن ترك لعقله كيفية تنفيذها،
            وخلاصة هذا الرأي: أن الإنسان مخير في الكيفية التي ينفذ بها ما قدر عليه .
            فهل هذا صحيح ؟؟


            جواب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :


            هذه المسألة - أي مسألة القدر- محل جدل بين البشر من قديم الزمان ، ولذلك انقسم الناس فيها إلى ثلاثة أقسام: طرفين، ووسط.

            أما الطرفان:
            فأحدهما: نظر إلى عموم قدر الله فعمي عن اختيار العبد. وقال: إنه مجبر على أفعاله، وليس له فيها أي اختيار، فسقوط الإنسان من السقف بالريح ونحوها كنزوله منه مختارا من الدرج.

            وأما الطرف الثاني: فنظر إلى أن العبد فاعل، تارك باختياره، فعمي عن قدر الله، وقال: إن العبد مستقل بأفعاله، ولا تعلق لقدر الله - تعالى - فيها.

            وأما الوسط:
            فأبصروا السببين، فنظروا إلى عموم قدر الله- تعالى - وإلى اختيار العبد، فقالوا: إن فعل العبد كائن بقدر الله - تعالى - وباختيار العبد، وإنه يعلم بالضرورة الفرق بين سقوط الإنسان من السقف بالريح ونحوها، ونزوله منه مختارا من الدرج،
            فالأول: من فعله بغير اختياره، والثاني: باختياره، والكل منهما واقع بقضاء الله وقدره، لا يقع في ملكه ما لا يريد، لكن ما وقع باختيار العبد فهو مناط التكليف،
            ولا حجة له بالقدر في مخالفة ما كلف به من أوامر أو نواه، وذلك؛ لأنه يقدم على المخالفة حين يقدم عليها وهو لا يعلم ما قدر الله عليه، فيكون إقدامه الاختياري على المخالفة هو سبب العقوبة ، سواء كانت في الدنيا أم في الآخرة،

            ولذلك لو أجبره مجبر على المخالفة، لم يثبت عليه حكم المخالفة، ولا يعاقب عليها؛ لثبوت عذره حينئذ.


            وإذا كان الإنسان يدرك أن هروبه من النار إلى موضع يأمن فيه منها يكون باختياره، وأن تقدمه إلى بيت جميل واسع طيب المسكن ليسكنه يكون باختياره أيضا، مع إيمانه أن هروبه وتقدمه المذكورين واقعان بقضاء الله وقدره، وأن بقاءه لتدركه النار، وتأخره عن سكنى البيت يعد تفريطا منه، وإضاعة للفرصة يستحق اللوم عليه؛
            فلماذا لا يدرك هذا بالنسبة لتفريطه بترك الأسباب المنجية له من نار الآخرة، الموجبة لدخوله الجنة؟ !

            وأما التمثيل بأن الله إذا قدر للعبد أن يبني مسجدا فإنه سيبني هذا المسجد لا محالة، لكنه ترك لعقله الخيار في كيفية البناء،

            فهذا تمثيل غير صحيح

            لأنه يوحي بأن كيفية البناء يستقل بها العقل ولا تدخل في قدر الله تعالى ، وأن أصل فكرة البناء يستقل بها القدر، ولا مدخل للاختيار فيها.

            والحقيقة:

            أن أصل فكرة البناء تدخل في اختيار العبد؛ لأنه لم يجبر عليها، كما لا يجبر على فكرة إعادة بناء بيته الخاص، أو ترميمه مثلا، ولكن هذه الفكرة قد قدرها الله تعالى للعبد من حيث لا يشعر؛ لأنه لا يعلم بأن الله قدر شيئا ما، حتى يقع ذلك الشيء،

            إذ القدر سر مكتوم، لا يعلم إلا بإطلاع الله- تعالى - عليه بالوحي، أو بالوقوع الحسي.


            يُتبع

            لاحول ولاقوة إلا بالله

            تعليق


            • #7
              تابع جواب الشيخ ابن عثيمين :

              وكذلك كيفية البناء هي بقدر الله - تعالى -، فإن الله - تعالى - قد قدر الأشياء كلها جملة وتفصيلا، ولا يمكن أن يختار العبد ما لم يُرِدْه أو يقدره، بل إذا اختار العبد شيئا وفعله، علم يقينا أن الله - تعالى - قد قضاه وقدره.

              فالعبد مختار بحسب الأسباب الحسية الظاهرة التي قدرها الله - تعالى -، أسبابا لوقوع فعله، ولا يشعر العبد حين يفعل الفعل بأن أحدا أجبره عليه، لكنه إذا فعل ذلك بحسب الأسباب التي جعلها الله - تعالى - أسبابا علمنا يقينا بأن الله - تعالى -، قد قدرها جملة وتفصيلا.


              وهكذا نقول في التمثيل بفعل الإنسان المعصية، حيث قلتم: إن الله قدر عليه فعل المعصية فهو سيفعلها لا محالة، ولكن ترك لعقله كيفية تنفيذها والسعي إليها.
              فنقول فيه ما قلناه في بناء المسجد: إن تقدير الله - تعالى - عليه فعل المعصية لا ينافي اختياره لها؛ لأنه حين اختياره لها لا يعلم بما قدر الله - تعالى - عليه، فهو يقدم عليها مختارا لا يشعر بأن أحدا يجبره، لكنه إذا أقدم وفعل علمنا أن الله قد قدر فعله لها،


              وكذلك كيفية تنفيذ المعصية والسعي إليها الواقعة باختيار العبد، لا تنافي قدر الله تعالى ، فالله تعالى قد قدر الأشياء كلها جملة وتفصيلا وقدر أسبابها الموصلة إليها، ولا يشذ عن ذلك شيء من أفعاله، ولا من أفعال العباد الاختيارية منها والاضطرارية،

              كما قال الله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} .
              وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} ،
              وقال: {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} .
              وقال: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا}

              وبعد فإن الجدير بالمرء ألا يبحث في نفسه، ولا مع غيره في مثل هذه الأمور التي توجب له التشوش، وتوهم معارضة الشرع بالقدر، فإن ذلك ليس من دأب الصحابة رضي الله عنهم وهم أحرص الناس على معرفة الحقائق، وأقربهم من معين إرواء الغلة، وكشف الغمة،

              وفي صحيح البخاري، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه « أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة، ومقعده من النار ". فقلنا: يا رسول الله، أفلا نتكل ؟ » وفي رواية: «أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: " لا اعملوا فكل ميسر» .
              وفي رواية: «اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة. وأما من كان من أهل الشقاوة فييسر لعمل أهل الشقاوة» . ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} .
              فنهى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الاتكال على الكتاب وترك العمل ؛ لأنه لا سبيل إلى العلم به، وأمر بما يستطيعه العبد ويمكنه، وهو العمل، واستدل بالآية التي تدل على أن من عمل صالحا، وآمن فسييسر لليسرى، وهذا هو الدواء الناجع المثمر، الذي يجد فيه العبد بلوغ عافيته وسعادته، حيث يشمر للعمل الصالح المبني على الإيمان، ويستبشر بذلك حين يقارنه التوفيق لليسرى في الدنيا والآخرة.

              أسأل الله - تعالى - أن يوفقنا جميعا للعمل الصالح، وأن ييسرنا لليسرى، ويجنبنا العسرى، ويغفر لنا في الآخرة والأولى، إنه جواد كريم.


              المصدر : مجموع فتاوى ورسائل العثيمين - المكتبة الشاملة جزء 2 صفحة 86


              لاحول ولاقوة إلا بالله

              تعليق


              • #8
                السلام عليكم اخونا وحبيبنا ابو سلطان
                موضوع مهم جدا وحساس يحتم إعادة قراته مرات عديدة فكل الشكر لكم على هذا المجهود جزاكم الله خير الجزاء بالاجر والثواب والمغفرة

                شكرا لما تقدمه في ميزان حسناتك
                تقبل مروري وتحياتي .

                " و لسوف يعطيك ربك فترضى "

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ابيان مشاهدة المشاركة
                  السلام عليكم اخونا وحبيبنا ابو سلطان
                  موضوع مهم جدا وحساس يحتم إعادة قراته مرات عديدة فكل الشكر لكم على هذا المجهود جزاكم الله خير الجزاء بالاجر والثواب والمغفرة

                  شكرا لما تقدمه في ميزان حسناتك
                  تقبل مروري وتحياتي .
                  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                  ولكم بالمثل وزيادة وفقكم الله

                  حياكم الله حبيبنا وأخونا العزيز ابيان
                  منور نور الله دربك

                  فعلاً كما تفضلت موضوع مهم جداً كونه لأحد أركان الإيمان - وحساس لاختلاف بعض الفرق فيه
                  وأحاول قدر المستطاع نقل المهم والخلاصة فيه إن شاء الله تعالى

                  وجزاكم الله خيرا على هذا الحضور الطيب الموفق .
                  لاحول ولاقوة إلا بالله

                  تعليق


                  • #10

                    هل الإنسان مخير أو مسير؟

                    جواب الشيخ ابن عثيمين :

                    على السائل أن يسأل نفسه :
                    هل أجبره أحد على أن يسأل هذا السؤال، وهل هو يختار نوع السيارة التي يقتنيها؟
                    إلى أمثال ذلك من الأسئلة، وسيتبين له الجواب هل هو مسير أو مخير.

                    ثم يسأل نفسه هل يصيبه الحادث باختياره؟ هل يصيبه المرض باختياره؟ هل يموت باختياره؟
                    إلى أمثال ذلك من الأسئلة، وسيتبين له الجواب هل هو مسير أو مخير.

                    والجواب:

                    أن الأمور التي يفعلها الإنسان العاقل : يفعلها باختياره بلا ريب ،
                    واسمع إلى قول الله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا}
                    وإلى قوله: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}
                    وإلى قوله: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا}
                    إلى قوله: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} حيث خيّر الفادي فيما يفدي به.


                    ولكن العبد إذا أراد شيئا وفعله : علمنا أن الله تعالى قد أراده لقوله تعالى:
                    {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}


                    فلكمال ربوبيته لا يقع شيء في السماوات والأرض إلا بمشيئته - تعالى -.


                    وأما الأمور التي تقع على العبد، أو منه بغير اختياره، كالمرض، والموت، والحوادث فهي بمحض القدر، وليس للعبد اختيار فيها ولا إرادة. والله الموفق.


                    المصدر : مجموع فتاوى ورسائل العثيمين - المكتبة الشاملة جزء 2 صفحة 90
                    لاحول ولاقوة إلا بالله

                    تعليق


                    • #11

                      حكم الرضا بالقدر؟

                      أما الرضا بالقدر فهو واجب ؛ لأنه من تمام الرضا بربوبية الله فيجب على كل مؤمن أن يرضى بقضاء الله

                      ولكن المقضي هو الذي فيه التفصيل فالمقضي غير القضاء


                      لأن القضاء فعل الله ، و المقضي مفعول الله،


                      فالقضاء الذي هو فعل الله يجب أن نرضى به ، ولا يجوز أبدا أن نسخطه بأي حال من الأحوال.

                      وأما ( المقضي ) فعلى أقسام:

                      القسم الأول: ما يجب الرضا به.
                      القسم الثاني: ما يحرم الرضا به.
                      القسم الثالث: ما يستحب الرضا به.


                      فمثلا :
                      المعاصي من مقضيات الله، ويحرم الرضا بالمعاصي، وإن كانت واقعة بقضاء الله، فمن نظر إلى المعاصي من حيث القضاء الذي هو فعل الله يجب أن يرضى، وأن يقول: إن الله - تعالى - حكيم، ولولا أن حكمته اقتضت هذا ما وقع،

                      وأما من حيث المقضي وهو معصية الله فيجب ألا ترضى به، والواجب أن تسعى لإزالة هذه المعصية منك أو من غيرك.

                      وقسم من المقضي يجب الرضا به :
                      مثل الواجب شرعا؛ لأن الله حكم به كونا، وحكم به شرعا، فيجب الرضا به من حيث القضاء ومن حيث المقضي.

                      وقسم ثالث:
                      يستحب الرضا به، ويجب الصبر عليه، وهو ما يقع من المصائب، فما يقع من المصائب يستحب الرضا به عند أكثر أهل العلم ولا يجب، لكن يجب الصبر عليه،


                      والفرق بين الصبر والرضا:
                      أن الصبر يكون الإنسان فيه كارها للواقع، لكنه لا يأتي بما يخالف الشرع وينافي الصبر.

                      والرضا: لا يكون كارها للواقع فيكون ما وقع، وما لم يقع عنده سواء،
                      فهذا هو الفرق بين الرضا والصبر

                      ولهذا قال الجمهور : إن الصبر واجب، والرضا مستحب.


                      المصدر : مجموع فتاوى ورسائل العثيمين - المكتبة الشاملة جزء 2 صفحة 92
                      لاحول ولاقوة إلا بالله

                      تعليق


                      • #12
                        الإيمان بالقدر خيره وشرّه :

                        قال الإمام الطحاوي رحمه الله
                        (
                        والقدر خيره وشرّه وحلوُه ومرُّه من الله تعالى )

                        قوله: والقدر خيره وشره
                        لاشك أن المقدرات المخلوقات فيها خير وشر وحلو ومر، فيها النعم والمصائب، فيها طيب وخبيث، وحسن وقبيح، هذه المخلوقات فيها هذا التنويع.
                        فإذا أريد بالقدر: المقدر فهذا أمر ظاهر، نؤمن بأن كل الأشياء مُقدرة مخلوقة لله، واقعة بقدرة الله ومشيئته، لا يخرج شيء منها عن ملك الله، فكل ما يجري في الوجود من خير وشر؛ فهو بمشيئة الله وخلق لله، ومقدر بتقدير الله، وهو مقضي بحكم الله وقضائه.

                        وقوله: وحلوُه ومرُّه
                        كأن هذا التعبير من تنويع الكلام؛ لأن الأمور المقدرة منها ما هو حلو في حس وذوق الناس؛ كالنعم والأشياء المستطابة، والمر الأشياء الكريهة كالمصائب؛ لأن لها مرارة في النفوس.

                        ويفسر الخير باللذات وأسبابها، والشر بالآلام وأسبابها، لكن هناك لذات في نفسها لكنها أسباب لآلام طويلة،
                        فتكون في ذاتها خيرا، لكنها شر باعتبار ما تفضي إليه

                        فالمعاصي شر وإن استلذتها النفوس؛ لأنها تفضي إلى أعظم الآلام.
                        والطاعات خير في ذاتها ومآلها وإن اشتملت على بعض المشاق والكُلَف، لكنها خير ؛ لأنها نفسها مصالح ومنافع عظيمة

                        وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم
                        : «حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات»

                        والله تعالى اقتضت حكمته تنويعَ الخلْقِ، وخلْقَ الأضداد في هذا الوجود، فخلَقَ الخير والشر، والنافع والضار، والحسن والقبيح في الذوات والصفات والأفعال، فخلق النور والظلمات، وخلق الملائكة والشياطين، وخلق الصحة والمرض والحياة والموت
                        :
                        ((الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلَاً)) [الملك: 2].

                        إذاً :
                        الأشياء المخلوقة فيها خير وشر
                        والله خالق الخير والشر


                        [bodyclr=#ffff00]أما فعل الرب سبحانه:
                        حكمه وقضاؤه وتقديره ؛ فكله خير ، ليس فيه شر ، والشر لا يضاف إلى الله اسمًاولا صفةً ولا فعلاً
                        [/bodyclr]

                        فالشر لا يكون في أسمائه , فكلها حسنى
                        ولا في صفاته , فكلها صفات كمال وحمد
                        ولا في أفعاله , فكلها أفعال عدل وحكمة

                        وإنما يكون في مفعولاته ، أي: مخلوقاته .

                        وهذا ما فُسر به قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( والشر ليس إليك )
                        أنه تعالى لا يخلق شرا محضا ؛ بل كل الشر الذي في المخلوقات شر نسبي ليس شرًا محضًا

                        وهذا يرجع إلى الإيمان بحكمته سبحانه وتعالى ، وأنه حكيم، ما خلق شيئا عبثا، لم يخلق شيئا إلا لمصالحَ وحكمٍ يعلمها سبحانه

                        وليس من شرط ذلك أن تكون عائدة للعبد، بل قد يكون فيها شر لبعض الناس، وهو شر جزئي إضافي، فأما شر كلي، أو شر مطلق؛ فالله تعالى منزه عنه .

                        المصدر : شرح العقيدة الطحاوية للشيخ عبدالرحمن البراك .

                        لاحول ولاقوة إلا بالله

                        تعليق


                        • #13

                          هل للدعاء تأثير في تغيير ما كتب للإنسان قبل خلقه ؟


                          الجواب :
                          لا شك أن للدعاء تأثيرا في تغيير ما كتب ، لكن هذا التغيير قد كتب أيضا بسبب الدعاء


                          فلا تظن أنك إذا دعوت الله فإنك تدعو بشيء غير مكتوب، بل الدعاء مكتوب، وما يحصل به مكتوب

                          ولهذا نجد القارئ يقرأ على المريض فيشفى، وقصة السرية التي بعثها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنزلوا ضيوفا على قوم، ولكنهم لم يضيفوهم، وقدر أن لدغت حية سيدهم، فطلبوا من يقرأ عليه، فاشترط الصحابة أجرة على ذلك، فأعطوهم قطيعا من الغنم، فذهب أحدهم فقرأ عليه الفاتحة، فقام اللديغ، كأنما نشط من عقال، أي كأنه بعير فك عقاله، فقد أثرت القراءة في شفاء المريض.

                          فللدعاء تأثير ، لكنه ليس تغييرا للقدر ، بل هو مكتوب بسببه المكتوب ، وكل شيء عند الله بقدر

                          وكذلك جميع الأسباب لها تأثير في مسبباتها بإذن الله، فالأسباب مكتوبة، والمسببات مكتوبة.


                          المصدر : مجموع فتاوى ورسائل العثيمين رحمه الله

                          لاحول ولاقوة إلا بالله

                          تعليق


                          • #14
                            ما أحوجنا يا أخي الى وقفة من التأملات و التفكير العميق
                            و حسن الضن بالله.
                            هناك فئة صغيرة لا ترضى بحكم الله فتراها تفتري على
                            أنفسها بالضلال و الخروج من الملة و العياذ بالله.
                            إن أصابته مصيبة تراه يسأل لما هو فقط من اصابته تلك المصيبة
                            أو تراه يلتجأ الى الانتحار و قتل النفس التي حرمها الله
                            كثرت البغضاء يا ابو عبد الله و الجهل و الكفر بما أنزل على محمد
                            أصبحنا نرى التعفن في الأخلاق و التصرفات و الملبس في الطريق
                            و نسمع ألفاظا جارحة و مقرفة ونحن في منازلنا.
                            الى اين يا أمة محمد تسيرون،
                            تاه الدين في المساجد
                            فقد القرآن من الصدور
                            ضاعت الأخلاق
                            أصبحنا نرى سوسى و شيشي أنصاف الرجال في شاشاتنا
                            أصبحنا ملزمين ببعض المجون الذي فرض علينا
                            كالتبرج و الفسق و نرى الرشوى أمامنا
                            يا الله يا الله يا الله
                            احفظنا و أنت خير الحافظين
                            العلم من الله
                            نحن لا ندعي المعرفة
                            بل على الأرض نلتقي
                            لا خير في امرىء كتم علم
                            احفظ ما شئت من الدنيا لكن لا تحفظ علما
                            شء ما شئت فلن تنال غير الذي قدر لك
                            و أطلب المنايا و لا تكن كالذي يقف بالهواء
                            و أحلم ما استطعت و ما كتب لك فأنت آخذه

                            قصة عشقي للإشارات قصة طويلة ، الابداع ليس غايتي و لكن الكمال نصب عيني ...

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة حسن أحمد تونس مشاهدة المشاركة
                              ما أحوجنا يا أخي الى وقفة من التأملات و التفكير العميق
                              و حسن الضن بالله.
                              هناك فئة صغيرة لا ترضى بحكم الله فتراها تفتري على
                              أنفسها بالضلال و الخروج من الملة و العياذ بالله.
                              إن أصابته مصيبة تراه يسأل لما هو فقط من اصابته تلك المصيبة
                              أو تراه يلتجأ الى الانتحار و قتل النفس التي حرمها الله
                              كثرت البغضاء يا ابو عبد الله و الجهل و الكفر بما أنزل على محمد
                              أصبحنا نرى التعفن في الأخلاق و التصرفات و الملبس في الطريق
                              و نسمع ألفاظا جارحة و مقرفة ونحن في منازلنا.
                              الى اين يا أمة محمد تسيرون،
                              تاه الدين في المساجد
                              فقد القرآن من الصدور
                              ضاعت الأخلاق
                              أصبحنا نرى سوسى و شيشي أنصاف الرجال في شاشاتنا
                              أصبحنا ملزمين ببعض المجون الذي فرض علينا
                              كالتبرج و الفسق و نرى الرشوى أمامنا
                              يا الله يا الله يا الله
                              احفظنا و أنت خير الحافظين
                              اللهم آمين
                              الله المستعان أخي حسن أحمد تونس
                              ماتفضلتم به وصف مرير و يحصل للأسف - نسأل الله السلامة والعافية

                              نعم أخي فما أحوجنا إلى التأمل والتفكر وطلب أسباب السعادة والبُعد عن أسباب الشقاء
                              فمن ينتحر بسبب المصائب ذنبه عظيم
                              ألا يعلم أن الموت حاصل في النهاية - فلمَ العجلة وإقدامه على أمر سيسأله الله عنه !؟
                              ليرتاح من المصيبة ؟
                              من يضمن له الراحة في قبره ؟ والراحة يوم الدين ؟!!
                              نسأل الله السلامة والعافية
                              ولاحول ولاقوة إلا بالله

                              الله تبارك وتعالى أكرمنا و أنعم علينا بالإرداة والقدرة والعقل
                              والشر ليس إليك ياربنا ( كما أوضح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم)
                              بيّن لنا طريق الرشاد
                              يحب لنا الهداية
                              يكره لنا الكفر و العصيان
                              ينهانا عن قتل أنفسنا
                              فما بالنا لانتفكر في نِعم الله - مابالنا لانحسن الظن بالله ؟! ولانحسن سوى اتباع هوانا وشهوة أنفسنا !

                              ناهيك عن انتشار المذاهب الفكرية المنحرفة عن جادة الحق والتي تدعو لحياة بهيمية قائمة على استفراغ الشهوات
                              انتشارها في المجتمعات أمر مؤسف ومُحزن
                              تؤصّل لانسلاخ مفاهيم الدين والأخلاق
                              فأضحى المنسلخ لايجد فرقاً بينه وبين حياة البهيمة أجلّكم الله - وبالتالي لايستسيغ للحياة طعماً مالم تكن حياته هي آخرته

                              حياتنا لله ومآلنا لله جل في عُلاه - فإن ارتضينا هوانا إله - هلكنا وخسرنا
                              نسأل الله صلاح الحال

                              بوركت أخي الحبيب وأكرمك الله بالعفو والعافية والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة آمين
                              لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق

                              يعمل...
                              X