إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل كان ابن عباس يروي عن الاسرائيليات؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل كان ابن عباس يروي عن الاسرائيليات؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حياكم الله أيها الاحبة. لقد قرأت الكثير أن هناك كثير من الأثار الصحيحة المنقولة عن ابن عباس لا يمكن الاستشهاد بها وقالوا السبب أنه كان ينقل عن الاسرائيليات وخاصة كعب الأحبار مع أنه أسلم.
    أريد أن أعرف رأي الأخوة هنا في هذا الأمر وخاصة بعض الأثار الصحيحة عنه في خلق السماوات والأرض في تفسير (ن والقلم وما يسطرون) وغيرها.

    ولكن سؤالي ابتداء هل من المعقول القول بأنه لا تؤخذ الأثار عنه مع أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: وإن حبر هذه الأمة لعبد الله بن عباس كما قال: اللهم فقه في الدين وعلمه تأويله.

    وجزاكم الله خيرا

  • #2
    حياك الله اخي
    موضع النقاش هذا يطول الحديث فيه
    بداية نقول تتلمذ ابن عباس على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في القراءات والتفسير وكذلك الفاروق عمر وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب وعبد الله ابن مسعود وزيد بن ثابت رضي الله عنهم جميعا .. وغيرهم وهؤلاء كانوا أئمة في التفسير والقراءات بلا منازع .
    هذا بالإضافة إلى متابعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت والمسجد وفي كل مكان لينهل من سنته ويستضيء من مشكاة نور علمه فأضحى ابن عباس لذلك أشهر من نقل عنه تفسير القرآن .
    فابن عباس رضي الله عنهما من أكثر الصحابة تفسيراً ذلك لأنه ترجمان القرآن بنص الصادق المصدوق

    هذه وقفات مع الإسرائيليات في التفسير كتبت على هيئة نقاط وهي أشبه ما تكون بإجابة على السؤال حتى يسمح الوقت بإضافة الشواهد والاستدلالات بعد إضافة تعديلاتكم وإضافاتكم وفوائدكم بارك الله فيكم :

    1- ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) .
    2- ( إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ) .
    3- أجمع العلماء على أن ما جاءنا عن بني إسرائيل على ثلاثة أقسام :
    - ما يوافق شرعنا , فهو مقبول .
    - ما يخالف شرعنا , فهو مردود .
    - ما لم يوافق شرعنا ولم يخالفه , وهو المسكوت عنه , فهذا يروى ولا يطوى , على سبيل الاستشهاد لا الاعتقاد , ولا نصدقهم فيه ولا نكذبهم كما أمر به الحديث .

    اما عن نقله للإسرائيليات
    فابن عباس كان من الحريصين على صيانة كتاب الله من تحريفات أهل الكتاب اليهود والنصارى وهو ما عرف في التفسير بالإسرائيليات..
    لقد تعامل رضي الله عنه مع الإسرائيليات في حدود الإذن الشرعي وفي إطار ( الاستشهاد لا الاعتقاد ) وهو عند نقله لها في الغالب يسأل ويتحرى عما في التوراة يقينا لا مجرد ما يتناقله أهل الكتاب
    فعند سؤاله لكعب الأحبار مثلا تجده يقول: هل تجد في التوراة ؟
    أو يقول: قرأت في التوراة .. . ثم قد يكون الجواب محل نقاش أيضاً .

    هنا نجد اخي الفاضل بان ابن عباس كان من المتشددين في النقل عن اهل الكتب وليس كما يدندن البعض حوله , فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال :
    تسألون أهل الكتاب عن كتبهم وعندكم كتاب الله أقرب الكتب عهداً بالله وتقرؤونه محضاً لم يشب .
    وقال رضي الله عنهما :
    كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزله الله على نبيه بين أظهركم أحدث الكتب عهداً بربه غض لم يشب ؟ ألم يخبركم الله في كتابه أنهم غيروا كتاب الله وبدلوه وكتبوا الكتاب بأيديهم فقالوا هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ؟ ألا ينهاكم العلم الذي جاءكم عن مسألتهم ؟

    والله الموفق

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      حياكم الله أخانا العزيز amanapro

      كما تفضل أخونا العزيز صباحو بإيضاح حرص ابن عباس رضي الله عنه
      والكلام عن أقسام الاسرائيليات

      ولفت نظري أيضاً قول للشيخ ابن عثيمين رحمه الله :


      (( قولنا: " وابن عباس ممن يروي عن بني إسرائيل " قول مشهور عند علماء المصطلح

      لكن فيه نظر , فإن ابن عباس رضي الله عنهما ممن ينكر الأخذ عن بني إسرائيل

      ففي صحيح البخاري أنه قال:
      « يا معشر المسلمين، كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدث الأخبار بالله تقرءونه لم يشب، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب؟! ..... )) .

      ولكن سؤالي ابتداء هل من المعقول القول بأنه لا تؤخذ الأثار عنه
      أخي العزيز مقولة لاتؤخذ الآثار عنه : لم يقل بها أحد حسب اطلاعي القاصر
      بل أخذ الأثر ورده يتم بناء على تقسيم العلماء للاسرائيليات - في حال صحة السند بدايةً .

      والله أعلم
      وفقكم الله أخي .


      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم

        بارك الله بكما أخي صباحو وأبي سلطان
        السبب انني وضعت هذا السؤال لأنني في بحث عن موضوع مشعب قليلا ولكن بدأت فيه من خلق السماوات والأرض كما جاءت في الشريعة ببعض الاستدلالات ومنها وقفت على شرح اية (ن والقلم وما يسطرون) فهذه بعض ما قال ابن عباس في تفسيرها.

        حدثنا محمد بن المثنى قال : ثنا ابن أبى عدي ، عن شعبة ، عن سليمان ، عن أبي طبيان عن ابن عباس ، قال : أول ما خلق الله من شيء القلم ، فجرى بما هو كائن ، ثم رفع بخار الماء ، فخلقت منه السماوات ، ثم خلق النون ، فبسطت الأرض على ظهر النون ، فتحركت الأرض فمادت ، فأثبتت بالجبال ، فإن الجبال لتفخر على الأرض ، قال : وقرأ : ( ن والقلم وما يسطرون ) .

        أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/307) وابن أبي شيبة (14/101) وابن أبي حاتم – كما في تفسير ابن كثير (8/210) – والطبري في "جامع البيان" (23/140) والحاكم في "المستدرك" (2/540) ، وغيرهم كثير ، جميعهم من طريق الأعمش ، عن أبي ظبيان حصين بن جندب ، عن ابن عباس به . وهذا إسناد صحيح . قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه ، وقال الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم . كما ورد ذلك عن مجاهد ومقاتل والسدي والكلبي . وانظر: "الدر المنثور" (8/240) ، وتفسير ابن كثير (8/185) في بداية تفسير سورة القلم.

        وعلق محققو تفسير القرطبي (1/385): كل من الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، ومحمد رضوان عرقسوسي على هذا الأثر بقولهم: " خبر إسرائيلي لا أساس له، وكان من الأولى بالمصنف أن ينزه كتابه عن مثل هذا " انتهى.
        و قَاَلَ د. مُحَمد أبو شهبة : { الإسرائيليات في تفسير : {نْ وَالْقَلَم}
        وهناك أيضا عدة من المفسرين قالوا ان هذا القول من الاسرائيليات ولا يؤخذ.

        طبعا ذكري لهذا الأثر له تبعية. فأردت أن اعرف ان كان هذا القول لابن عباس يؤخذ منه كاستدلال ام لا؟

        وشكرا لكم مرة أخرى

        تعليق


        • #5
          فأردت أن اعرف ان كان هذا القول لابن عباس يؤخذ منه كاستدلال ام لا؟

          عليكم السلام والشكر لله أخي الفاضل

          بنظري سنلقى الجواب وينتهي الإشكال بجوابنا عن السؤال التالي :
          في أي من أقسام الاسرائيليات يندرج هذا القول – إن ثبت ؟

          ففي حين تأكدنا من ثبوته عن ابن عباس , سأستبعد أن يكون الأثر من قسم الاسرائيليات المنهي عنه .
          أي سيكون ضمن القسم الاول فنصدقه أو الثالث
          لانصدقه ولانكذبه
          وذلك لما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم , ولحرصه في ذلك رضي الله عنه.

          ( رأي أَطمئن إليه ولا أُفتيك بشيء)
          وفقكم الله.

          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة amanapro مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم

            بارك الله بكما أخي صباحو وأبي سلطان
            السبب انني وضعت هذا السؤال لأنني في بحث عن موضوع مشعب قليلا ولكن بدأت فيه من خلق السماوات والأرض كما جاءت في الشريعة ببعض الاستدلالات ومنها وقفت على شرح اية (ن والقلم وما يسطرون) فهذه بعض ما قال ابن عباس في تفسيرها.

            حدثنا محمد بن المثنى قال : ثنا ابن أبى عدي ، عن شعبة ، عن سليمان ، عن أبي طبيان عن ابن عباس ، قال : أول ما خلق الله من شيء القلم ، فجرى بما هو كائن ، ثم رفع بخار الماء ، فخلقت منه السماوات ، ثم خلق النون ، فبسطت الأرض على ظهر النون ، فتحركت الأرض فمادت ، فأثبتت بالجبال ، فإن الجبال لتفخر على الأرض ، قال : وقرأ : ( ن والقلم وما يسطرون ) .
            حياكم الله اخي الحبيب
            الموضوع يحتاج إلى تأصيل أكثر مع الحرص على ربط التأصيل النظري بالأمثلة التطبيقية ؛ لأن ذلك مما يعين على تحرير كثير من المسائل المتعلقة بهذا الموضوع .
            ( ان ما صح عن الصحابة من الإسرائيليات هو مما يوافق شرعنا أو من المسكوت عنه مما لا يوافق أو يخالف شرعنا ) .

            ومن خلال مداخلتي هذه سأنقل لكم ما ذكره المشايخ الأفاضل في تفسير ابن عباس

            ما ذكره السائل هنا لم يرد بإثباته دليل من القرآن الكريم ، ولا من السنة النبوية الصحيحة ، وغاية ما ورد فيه آثار عن بعض الصحابة والتابعين .
            فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ( أوّل ما خلق الله من شيء القلم ، فجرى بما هو كائن ، ثم رفع بخار الماء ، فخلقت منه السماوات ، ثم خلق " النون " – يعني الحوت - فبسطت الأرض على ظهر النون ، فتحرّكت الأرض فمادت ، فأثبت بالجبال ، فإن الجبال لتفخر على الأرض ، قال : وقرأ : (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ )
            أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/307) وابن أبي شيبة (14/101) وابن أبي حاتم – كما في تفسير ابن كثير (8/210) – والطبري في "جامع البيان" (23/140) والحاكم في "المستدرك" (2/540) ، وغيرهم كثير ، جميعهم من طريق الأعمش ، عن أبي ظبيان حصين بن جندب ، عن ابن عباس به .
            وهذا إسناد صحيح
            قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه ، وقال الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم . كما ورد ذلك عن مجاهد ومقاتل والسدي والكلبي . وانظر: "الدر المنثور" (8/240) ، وتفسير ابن كثير (8/185) في بداية تفسير سورة القلم.

            وهذا الأثر – كما ترى – موقوف من كلام ابن عباس ، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، والغالب أن ابن عباس رضي الله عنهما أخذه عن كعب الأحبار ، أو عن كتب بني إسرائيل التي تحتوي على كثير من العجائب والغرائب والكذب ،

            يدل على ذلك التفاصيل التي تذكرها بعض كتب التفسير في هذا الموضوع :
            يقول الإمام البغوي رحمه الله :
            " وقالت الرواة : لما خلق الله الأرض وفتقها بعث من تحت العرش ملكًا ، فهبط إلى الأرض حتى دخل تحت الأرضين السبع ، فوضعها على عاتقه ، إحدى يديه بالمشرق ، والأخرى بالمغرب ، باسطتين قابضتين على الأرضين السبع ، حتى ضبطها ، فلم يكن لقدميه موضع قرار ، فأهبط الله عز وجل من الفردوس ثورًا له أربعون ألف قرن ، وأربعون ألف قائمة ، وجعل قرار قدمي الملك على سنامه ، فلم تستقر قدماه ، فأخذ الله ياقوتة خضراء من أعلى درجة في الفردوس ، غلظها مسيرة خمسمائة عام ، فوضعها بين سنام الثور إلى أذنه فاستقرت عليها قدماه ، وقرون ذلك الثور خارجة من أقطار الأرض ، ومنخراه في البحر ، فهو يتنفس كل يوم نفسًا ، فإذا تنفس مدَّ البحر ، وإذا رد نفسه جزر البحر ، فلم يكن لقوائم الثور موضع قرار ، فخلق الله تعالى صخرة كغلظ سبع سماوات وسبع أرضين فاستقرت قوائم الثور عليها ، وهي الصخرة التي قال لقمان لابنه : ( يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة )، ولم يكن للصخرة مستقر ، فخلق الله نونًا وهو الحوت العظيم ، فوضع الصخرة على ظهره وسائر جسده خال ، والحوت على البحر ، والبحر على متن الريح ، والريح على القدرة . يقال : فكل الدنيا كلها بما عليها حرفان ، قال لها الجبار جل جلاله : كوني فكانت .

            قال كعب الأحبار : إن إبليس تغلغل إلى الحوت الذي على ظهره الأرض فوسوس إليه ، فقال له : أتدري ما على ظهرك يا لوِيثا – اسم الحوت - من الأمم والدواب والشجر والجبال لو نفضتهم ألقيتهم عن ظهرك ، فهمّ لوِيثا أن يفعل ذلك فبعث الله دابة فدخلت منخره فوصلت إلى دماغه ، فعج الحوت إلى الله منها ، فأذن لها الله فخرجت .

            قال كعب : فوالذي نفسي بيده إنه لينظر إليها وتنظر إليه إن همَّ بشيء من ذلك عادت كما كانت " انتهى.
            "معالم التنزيل" (8/186) ونحوه في تفسير القرطبي (29/442)، وكلام كعب الأحبار رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/8)، وعلق محققو تفسير القرطبي (1/385): كل من الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، ومحمد رضوان عرقسوسي على هذا الأثر بقولهم: " خبر إسرائيلي لا أساس له، وكان من الأولى بالمصنف أن ينزه كتابه عن مثل هذا " انتهى.

            فانظر كيف أن القصة زاد فيها الرواة وفصلوا ، ثم رجع الأمر إلى كعب الأحبار الذي هو مصدر كثير من العجائب المنسوبة إلى هذا الدين .

            ولذلك أشار الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/15) – بعد ذكر مجموعة من الغرائب منها هذا الحديث – إلى أنها من الإسرائيليات ، فقال : " هذا الإسناد يذكر به السدي أشياء كثيرة فيها غرابة ، وكأن كثيرا منها متلقى من الإسرائيليات " انتهى.

            وقد وردت بعض الأحاديث المرفوعة المنكرة في هذا المعنى ، منها ما روي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الأرض على الماء ، و الماء على صخرة ، و الصخرة على ظهر حوت يلتقي حرفاه بالعرش ، والحوت على كاهل ملك قدماه في الهواء ) وهو حديث موضوع، انظر: "السلسلة الضعيفة" (رقم/294) .

            وإذا كان مثل ذلك لم يصح فيه شيء عن الشرع المعصوم ، لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإنما غاية ما فيه آثار عن بعض السلف ، ومن الظاهر أن مردها جميعا إلى الأخبار عن بني إسرائيل ؛ فالواجب في مثل ذلك الإمساك عن الجزم فيه بشيء ، وتفويض العلم بشأنه إلى علام الغيوب ، كما أدبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا الْآيَةَ ) , رواه البخاري (4485) .
            وفي رواية أخرى بيان سبب التوقف عن تصديق أو تكذيب مثل ذلك :
            ( فَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُ وَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُ ) رواه أبو داود (3644) وأحمد (16774) ، وصححه الألباني في الصحيحة (2800) .
            والله أعلم.


            https://islamqa.info/ar/114861

            أعتذر إليكم عن الإطالة وأرجو أن أكون قد بينت شيئًا مما يتعلق بتعليقكم وسؤالكم أيها الأخ الكريم .
            محبكم / أبوابراهيم


            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

            تعليق


            • #7
              متابع النقاش

              يقول الامام علي كرمه الله وجهه
              إن جلست لعالم فأنصت و إن جلست لجاهل فأنصت
              إن الانصات للعالم زيادة في العلم و الانصات للجاهل زيادة في الحلم

              ​إعـــــــلان:إعـــلان

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة صباحو مشاهدة المشاركة
                حياكم الله اخي الحبيب
                الموضوع يحتاج إلى تأصيل أكثر مع الحرص على ربط التأصيل النظري بالأمثلة التطبيقية ؛ لأن ذلك مما يعين على تحرير كثير من المسائل المتعلقة بهذا الموضوع .
                ( ان ما صح عن الصحابة من الإسرائيليات هو مما يوافق شرعنا أو من المسكوت عنه مما لا يوافق أو يخالف شرعنا ) .

                ومن خلال مداخلتي هذه سأنقل لكم ما ذكره المشايخ الأفاضل في تفسير ابن عباس

                ما ذكره السائل هنا لم يرد بإثباته دليل من القرآن الكريم ، ولا من السنة النبوية الصحيحة ، وغاية ما ورد فيه آثار عن بعض الصحابة والتابعين .
                فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ( أوّل ما خلق الله من شيء القلم ، فجرى بما هو كائن ، ثم رفع بخار الماء ، فخلقت منه السماوات ، ثم خلق " النون " – يعني الحوت - فبسطت الأرض على ظهر النون ، فتحرّكت الأرض فمادت ، فأثبت بالجبال ، فإن الجبال لتفخر على الأرض ، قال : وقرأ : (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ )
                أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/307) وابن أبي شيبة (14/101) وابن أبي حاتم – كما في تفسير ابن كثير (8/210) – والطبري في "جامع البيان" (23/140) والحاكم في "المستدرك" (2/540) ، وغيرهم كثير ، جميعهم من طريق الأعمش ، عن أبي ظبيان حصين بن جندب ، عن ابن عباس به .
                وهذا إسناد صحيح
                قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه ، وقال الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم . كما ورد ذلك عن مجاهد ومقاتل والسدي والكلبي . وانظر: "الدر المنثور" (8/240) ، وتفسير ابن كثير (8/185) في بداية تفسير سورة القلم.

                وهذا الأثر – كما ترى – موقوف من كلام ابن عباس ، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، والغالب أن ابن عباس رضي الله عنهما أخذه عن كعب الأحبار ، أو عن كتب بني إسرائيل التي تحتوي على كثير من العجائب والغرائب والكذب ،

                يدل على ذلك التفاصيل التي تذكرها بعض كتب التفسير في هذا الموضوع :
                يقول الإمام البغوي رحمه الله :
                " وقالت الرواة : لما خلق الله الأرض وفتقها بعث من تحت العرش ملكًا ، فهبط إلى الأرض حتى دخل تحت الأرضين السبع ، فوضعها على عاتقه ، إحدى يديه بالمشرق ، والأخرى بالمغرب ، باسطتين قابضتين على الأرضين السبع ، حتى ضبطها ، فلم يكن لقدميه موضع قرار ، فأهبط الله عز وجل من الفردوس ثورًا له أربعون ألف قرن ، وأربعون ألف قائمة ، وجعل قرار قدمي الملك على سنامه ، فلم تستقر قدماه ، فأخذ الله ياقوتة خضراء من أعلى درجة في الفردوس ، غلظها مسيرة خمسمائة عام ، فوضعها بين سنام الثور إلى أذنه فاستقرت عليها قدماه ، وقرون ذلك الثور خارجة من أقطار الأرض ، ومنخراه في البحر ، فهو يتنفس كل يوم نفسًا ، فإذا تنفس مدَّ البحر ، وإذا رد نفسه جزر البحر ، فلم يكن لقوائم الثور موضع قرار ، فخلق الله تعالى صخرة كغلظ سبع سماوات وسبع أرضين فاستقرت قوائم الثور عليها ، وهي الصخرة التي قال لقمان لابنه : ( يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة )، ولم يكن للصخرة مستقر ، فخلق الله نونًا وهو الحوت العظيم ، فوضع الصخرة على ظهره وسائر جسده خال ، والحوت على البحر ، والبحر على متن الريح ، والريح على القدرة . يقال : فكل الدنيا كلها بما عليها حرفان ، قال لها الجبار جل جلاله : كوني فكانت .

                قال كعب الأحبار : إن إبليس تغلغل إلى الحوت الذي على ظهره الأرض فوسوس إليه ، فقال له : أتدري ما على ظهرك يا لوِيثا – اسم الحوت - من الأمم والدواب والشجر والجبال لو نفضتهم ألقيتهم عن ظهرك ، فهمّ لوِيثا أن يفعل ذلك فبعث الله دابة فدخلت منخره فوصلت إلى دماغه ، فعج الحوت إلى الله منها ، فأذن لها الله فخرجت .

                قال كعب : فوالذي نفسي بيده إنه لينظر إليها وتنظر إليه إن همَّ بشيء من ذلك عادت كما كانت " انتهى.
                "معالم التنزيل" (8/186) ونحوه في تفسير القرطبي (29/442)، وكلام كعب الأحبار رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/8)، وعلق محققو تفسير القرطبي (1/385): كل من الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، ومحمد رضوان عرقسوسي على هذا الأثر بقولهم: " خبر إسرائيلي لا أساس له، وكان من الأولى بالمصنف أن ينزه كتابه عن مثل هذا " انتهى.

                فانظر كيف أن القصة زاد فيها الرواة وفصلوا ، ثم رجع الأمر إلى كعب الأحبار الذي هو مصدر كثير من العجائب المنسوبة إلى هذا الدين .

                ولذلك أشار الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/15) – بعد ذكر مجموعة من الغرائب منها هذا الحديث – إلى أنها من الإسرائيليات ، فقال : " هذا الإسناد يذكر به السدي أشياء كثيرة فيها غرابة ، وكأن كثيرا منها متلقى من الإسرائيليات " انتهى.

                وقد وردت بعض الأحاديث المرفوعة المنكرة في هذا المعنى ، منها ما روي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الأرض على الماء ، و الماء على صخرة ، و الصخرة على ظهر حوت يلتقي حرفاه بالعرش ، والحوت على كاهل ملك قدماه في الهواء ) وهو حديث موضوع، انظر: "السلسلة الضعيفة" (رقم/294) .

                وإذا كان مثل ذلك لم يصح فيه شيء عن الشرع المعصوم ، لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإنما غاية ما فيه آثار عن بعض السلف ، ومن الظاهر أن مردها جميعا إلى الأخبار عن بني إسرائيل ؛ فالواجب في مثل ذلك الإمساك عن الجزم فيه بشيء ، وتفويض العلم بشأنه إلى علام الغيوب ، كما أدبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا الْآيَةَ ) , رواه البخاري (4485) .
                وفي رواية أخرى بيان سبب التوقف عن تصديق أو تكذيب مثل ذلك :
                ( فَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُ وَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُ ) رواه أبو داود (3644) وأحمد (16774) ، وصححه الألباني في الصحيحة (2800) .
                والله أعلم.


                https://islamqa.info/ar/114861

                أعتذر إليكم عن الإطالة وأرجو أن أكون قد بينت شيئًا مما يتعلق بتعليقكم وسؤالكم أيها الأخ الكريم .
                محبكم / أبوابراهيم

                الله يحييك أخي صباحو لم تطل اخانا العزيز ولكن كما ترى في هذا المقطع:

                "وهذا الأثر – كما ترى – موقوف من كلام ابن عباس ، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، والغالب أن ابن عباس رضي الله عنهما أخذه عن كعب الأحبار ، أو عن كتب بني إسرائيل التي تحتوي على كثير من العجائب والغرائب والكذب ، "

                هذا هو قصدي من قال هذا الكلام ؟
                ونعم هذا أثر موقوف على ابن عباس وليس كلام النبي عليه الصلاة والسلام ولكنه أثر صحيح.

                والجملة الأخرى التي وضعت "والغالب أن ابن عباس رضي الله عنهما أخذه عن كعب الأحبار ، أو عن كتب بني إسرائيل التي تحتوي على كثير من العجائب والغرائب والكذب" فهذه هي لب المشكلة لدي هل كان ابن عباس يفسر القرآن من الاسرائيليات؟ هل كان ابن عباس يتكلم من رأسه ولم يسمعه من النبي عليه الصلاة والسلام؟
                في رأي المتواضع البسيط حاشاه فهو حبر الامة ومفسر القرآن والنبي عليه والصلاة مسح رأسه ودعى له والصحابة شهدوا له بالأمانة والعلم في تفسير القرآن.
                لذلك لن يقول كذبا ولن يفتري على دين الله باسرائيليات لا أساس لها في ديننا وهو أحرص من أن يقول هذا الكلام بلا نقل من النبي عليه الصلاة والسلام.

                نعم أوافق الرأي هناك من أخذ كلام ابن عباس وشطح وزاد او نقص فهنا نستطيع أن نقول لا يؤخذ منه.
                ولكن المشكلة أنني كلما طرحت هذا الأثر عن ابن عباس لكثير ممن أعتقد فيهم الخير أتفاجأ بأن يقولوا لي بأنه لا يمكن الاستدلال به وهنا الصراحة أصبحت في حيرة من أمري ولا أعرف ماذا أفعل.

                أخي العزيز صباحو هناك شيء مهم جدا في هذا الأثر وهو قول ابن عباس أن الأرض بسطت على ظهر النون هل تعرف ماذا يعني هذا الكلام؟
                ولحديث تتمة إن اردتم سبب فتحي لهذا الموضوع.

                دمتم ووبارك الله فيك أخي صباحو

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة أبو/سلطان مشاهدة المشاركة
                  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                  حياكم الله أخانا العزيز amanapro

                  كما تفضل أخونا العزيز صباحو بإيضاح حرص ابن عباس رضي الله عنه
                  والكلام عن أقسام الاسرائيليات

                  ولفت نظري أيضاً قول للشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

                  (( قولنا: " وابن عباس ممن يروي عن بني إسرائيل " قول مشهور عند علماء المصطلح

                  لكن فيه نظر , فإن ابن عباس رضي الله عنهما ممن ينكر الأخذ عن بني إسرائيل

                  ففي صحيح البخاري أنه قال:
                  « يا معشر المسلمين، كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدث الأخبار بالله تقرءونه لم يشب، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب؟! ..... )) .



                  أخي العزيز مقولة لاتؤخذ الآثار عنه : لم يقل بها أحد حسب اطلاعي القاصر
                  بل أخذ الأثر ورده يتم بناء على تقسيم العلماء للاسرائيليات - في حال صحة السند بدايةً .

                  والله أعلم
                  وفقكم الله أخي .



                  السلام عليكم أخي العزيز أبو سلطان. من أجل السهولة أخي أكنى بأبي عمر الشامي فلك ان تدعوني به أن أردت أسهل وأحسن

                  أنا أعتذر إن قلت ان ابن عباس لا تؤخذ الآثار عنه فهذا ليس قصدي في العموم ولكن في خصوص ما سموها أهل العلم في الاسرئيليات مع كونها صحيحة السند.
                  والمشكلة يا أبا سلطان أن علماء الأمة السلف ما تحدثوا كثيرا عن تصنيف آثار ابن عباس صحيحة السند في الاسرائيليات على حسب علمي البسيط. هذا التصنيف أكثره جاء متأخرا بسبب روايات مثل التي وضعتها هنا.
                  كما أن هناك روايات أخرى في هذا الصدد ولكنني اقتصرت على هذا الأن.

                  بارك الله فيك أخي ولكن كما تعرف قصصي طويلة ويمكن مملة أحيانا فارجو المعذرة. ولسؤالي عن هذا الآثر غاية في نفسي سأضعها أن احببتوا على حسب ما أرى كيف أخذ هذا الموضوع منعطفا جيدا أم لا

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة amanapro مشاهدة المشاركة
                    الله يحييك أخي صباحو لم تطل اخانا العزيز ولكن كما ترى في هذا المقطع:

                    "وهذا الأثر – كما ترى – موقوف من كلام ابن عباس ، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، والغالب أن ابن عباس رضي الله عنهما أخذه عن كعب الأحبار ، أو عن كتب بني إسرائيل التي تحتوي على كثير من العجائب والغرائب والكذب ، "

                    هذا هو قصدي من قال هذا الكلام ؟
                    ونعم هذا أثر موقوف على ابن عباس وليس كلام النبي عليه الصلاة والسلام ولكنه أثر صحيح.

                    والجملة الأخرى التي وضعت "والغالب أن ابن عباس رضي الله عنهما أخذه عن كعب الأحبار ، أو عن كتب بني إسرائيل التي تحتوي على كثير من العجائب والغرائب والكذب" فهذه هي لب المشكلة لدي هل كان ابن عباس يفسر القرآن من الاسرائيليات؟ هل كان ابن عباس يتكلم من رأسه ولم يسمعه من النبي عليه الصلاة والسلام؟
                    في رأي المتواضع البسيط حاشاه فهو حبر الامة ومفسر القرآن والنبي عليه والصلاة مسح رأسه ودعى له والصحابة شهدوا له بالأمانة والعلم في تفسير القرآن.
                    لذلك لن يقول كذبا ولن يفتري على دين الله باسرائيليات لا أساس لها في ديننا وهو أحرص من أن يقول هذا الكلام بلا نقل من النبي عليه الصلاة والسلام.

                    نعم أوافق الرأي هناك من أخذ كلام ابن عباس وشطح وزاد او نقص فهنا نستطيع أن نقول لا يؤخذ منه.
                    ولكن المشكلة أنني كلما طرحت هذا الأثر عن ابن عباس لكثير ممن أعتقد فيهم الخير أتفاجأ بأن يقولوا لي بأنه لا يمكن الاستدلال به وهنا الصراحة أصبحت في حيرة من أمري ولا أعرف ماذا أفعل.

                    أخي العزيز صباحو هناك شيء مهم جدا في هذا الأثر وهو قول ابن عباس أن الأرض بسطت على ظهر النون هل تعرف ماذا يعني هذا الكلام؟
                    ولحديث تتمة إن اردتم سبب فتحي لهذا الموضوع.

                    دمتم ووبارك الله فيك أخي صباحو
                    اسعد الله اوقاتكم اخي ابا عمر
                    ألم اقل لك في بداية الحديث بأن مثل هذا النقاش سيطول
                    نأتي إلى تفصيل القول في الرد على الشبهات التي ذكرتها اخي ابوعمر
                    قضية أخذ ابن عباس عن أهل الكتاب ، فاعلم رحمك الله ان ابن عباس رضي الله عنه كانو من أعلم الناس بأمور دينهم ، وقد خصه الله بالعلم والفهم ، والورع والتقى، وسبق له من الفضل على لسان نبيهم ما ليس لأحدٍ بعده ، ومن شكَّ في ذلك فعليه أن يراجع دينه وإيمانه .وما ثبت من أن ابن عباس وغيره كانوا يرجعون إلى بعض من أسلم من أهل الكتاب، فهو أمر لا يعيبهم ولا ينقص من قدرهم وعلمهم وذلك لأمور منها:
                    أنهم لم يخرجوا عن دائرة الجواز التي حدّها لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذن لهم فيها بقوله: (بلغوا عني ولو آية، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)
                    وفي الوقت نفسه لم يخالفوا النهي الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا... الآية) .ولا تعارض بين هذين الحديثين فإن الأول أباح لهم أن يحدثوا عما وقع لبني إسرائيل من الأعاجيب لما في أخبارهم من العبرة والعظة ، بشرط أن يعلموا أنه ليس مكذوبا لأنه صلى الله عليه وسلم لا يجيز التحدث بالكذب.وأما الحديث الثاني فالمراد منه التوقف فيما يحدث به أهل الكتاب إذا كان محتملا للصدق والكذب ، لأنه ربما كان صدقا في واقع الأمر فيكذبونه ، أو كذبا فيصدقونه فيقعون بذلك في الحرج .
                    فهذا النوع من الأخبار المحتملة للصدق والكذب هو الذي نهينا عن تصديقه أو تكذيبه، وليس المراد منه ما جاء شرعنا بموافقته أو مخالفته ، فإن الموقف منه واضح ومعروف.ومن هنا يتبين لنا أنه لا تعارض بين إذنه صلى الله عليه وسلم بالتحديث عن بني إسرائيل ، وبين نهيه عن تصديقهم أو تكذيبهم ، كما يتبين لنا القدر الذي أباحه الشارع من الرواية عن أهل الكتاب.


                    محبكم / أبوابراهيم

                    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                    تعليق


                    • #11
                      رد الإمام ابن تيمية على من وصف تفاسيرالبحر ابن عباس بالاسرائيليات

                      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
                      أما بعد :
                      قال ابن تيمية _ رحمه الله _ في بيان تلبيس الجهمية (6/448_ 451) :" وأيضاً فعلم ذلك لا يؤخذ بالرأي ، وإنما يقال توقيفاً ، ولا يجوز أن يكون مستند ابن عباس أخبار أهل الكتاب ، الذي هو أحد الناهين لنا عن سؤالهم ، ومع نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تصديقهم ، أو تكذيبهم .
                      فعلم أن ابن عباس إنما قاله توقيفاً من النبي صلى الله عليه وسلم
                      ففي صحيح عن البخاري عن ابن شهاب عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ وَكِتَابُكُمْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْدَثُ الْأَخْبَارِ بِاللَّهِ تَقْرَءُونَهُ لَمْ يُشَبْ وَقَدْ حَدَّثَكُمْ اللَّهُ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ وَغَيَّرُوا بِأَيْدِيهِمْ الْكِتَابَ فَقَالُوا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ {لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} أَفَلَا يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنْ الْعِلْمِ عَنْ مُسَاءَلَتِهِمْ وَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلًا قَطُّ يَسْأَلُكُمْ عَنْ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ
                      وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ وَقُولُوا { آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا } الْآيَةَ

                      فمعلوم مع هذا أن ابن عباس لا يكون مستنداً فيما يذكره من صفات الرب أنه يأخذ عن أهل الكتاب ، فلم يبق إلا أن يكون أخذ من الصحابة الذين أخذوا من النبي صلى الله عليه وسلم .

                      أقول : هذا الكلام النفيس يبطل ما فشى بين الناس من وصف تفاسير ابن عباس بالاسرائيليات ، وذلك كثير في تفسير ابن كثير تلميذ ابن تيمية
                      فهذا الذي قاله ابن تيمية هنا ينطبق على تفسير ابن عباس الذي قال فيه أن إبليس من الملائكة ( ووافقه ابن مسعود )
                      وينطبق على قوله في ذكر قصة هاروت وماروت وأنهما ملكان ( وقد وافقه علي وابن عمر )
                      وينطبق على قوله بأن الأرض مكبوسة على ظهر حوت
                      وينطبق على تفسيره لهم يوسف
                      وينطبق على تفسيره لقوله تعالى ( وألقينا على كرسيه جسداً )
                      وغيرها من التفاسير
                      فإنه يقال في هذه كلها أن ابن عباس لا يقول في هذه بالرأي وكيف يجزم بالخبر ومستنده أخبار أهل الكتاب وقد أمرنا ألا نصدقهم ولا نكذبهم فكيف يجزم بالخبر الذي لا يصدق ولا يكذب ويفسر به القرآن
                      وأين بقية الصحابة لا ينكرون ؟
                      " وأيضاً فإن الله وصف هذه الأمة بأنها خير أمة أخرجت للناس ، وأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فمن الممتنع أن يكون في عصر التابعين يتكلم أئمة ذلك العصر بما هو كفر وضلال ولا ينكر عليهم أحد فلو كان قوله ( على صورة الرحمن ) باطلاً لكانوا كذلك "
                      بيان تلبيس الجهمية (6/445)

                      أقول : وكذلك لا يجوز في عصر الصحابة والتابعين أن يتكلم أحد بما لا يليق بالأنبياء أو الملائكة ولا ينكر عليه أحد فإن ذلك ممتنع ، وذلك نظير كلام سعيد بن جبير وغيره بقصة الغرانيق التي ينكرها بعض المتأخرين
                      وما قاله ابن تيمية هنا ينطبق على أثر عبد الله بن عمرو ( خلق الله الملائكة من نور الذراعين والصدر ) ، وأثر مجاهد في المقام المحمود وأثر عبيد بن عمير في قوله تعالى (فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ)
                      فآمن يا أخي بهذه الآثار فإن رب العالمين خاطب الصحابة بقوله ( فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
                      وعليك بآثار السلف وإياك وكلام الخلف وإن زخرفوه لك بالقول فمنهجهم أعلم وأسلم وأحكم وهم أعلم يما يليق وما لا يليق وإذا رددت آثارهم فأنت راد على النبي صلى الله عليه وسلم في حقيقة الأمر فإن لها حكم الرفع كما شرح لك شيخ الإسلام
                      وراد لما دلت عليه النصوص القطعية فإن الأمة لا تجتمع على ضلالة وأن القرون الأولى خير القرون
                      فإذا كان من تقدم يفسر القرآن ببواطيل اليهود ومن تأخر يتنبه لذلك وينكره فمن تأخر هو الأفضل ولا شك وهذا ممتنع
                      وما يقال في ابن عباس من البعد عن الاسرائيليات يقال في تلاميذه مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير الذين أخذوا علمهم عنه
                      وكلام ابن تيمية الذي بنيت عليه المقال في كتاب من أواخر كتبه وأكثرها تحريراً فإن وجد في كلامه ما يخالف هذا يكون الكلام السابق حاكماً عليه على أنه أشار لهذا المعنى في مقدمة التفسير ونقلت نصه في مقدمة آثار ابن عباس

                      وقال ابن الوزير اليماني في إيثار الحق في بيان منزلة تفاسير ابن عباس :" أما مَرَاتِب الْمُفَسّرين فَخَيرهمْ الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم لما ثَبت من الثَّنَاء عَلَيْهِم فِي الْكتاب وَالسّنة ولان الْقُرْآن أنزل على لغتهم فالغلط أبعد عَنْهُم من غَيرهم ولانهم سَأَلُوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَآله عَمَّا أشكل عَلَيْهِم وَأَكْثَرهم تَفْسِيرا حبر الامة وبحرها عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا وَقد جمع عَنهُ تَفْسِير كَامِل وَلم يتَّفق مثل ذَلِك لغيره من الصَّدْر الأول الَّذين عَلَيْهِم فِي مثل ذَلِك الْمعول وَمَتى صَحَّ الاسناد اليه كَانَ تَفْسِيره من أصح التفاسير مقدما على كثير من الائمة الجماهير وَذَلِكَ لوجوه أَولهَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَآله دَعَا لَهُ بالفقه فِي الدّين وَتَعْلِيم التَّأْوِيل أَي التَّفْسِير كَمَا تقدم تَقْرِيره فِي الْكَلَام على الْمُتَشَابه وَصَحَّ ذَلِك واشتهر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَله طرق فِي مجمع الزَّوَائِد وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو مَسْعُود فِي أَطْرَافه انه مِمَّا أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم بِكَمَالِهِ وَفِيهِمَا من غير طَرِيق أبي مَسْعُود عِنْد سَائِر الروَاة اللَّهُمَّ علمه الْكتاب وَالْحكمَة وَفِي رِوَايَة اللَّهُمَّ فقهه فِي الدّين وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ أَنه رأى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام مرَّتَيْنِ ودعا لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالحكمة مرَّتَيْنِ وَيَنْبَغِي معرفَة سَائِر مناقبه مَعَ ذَلِك فِي موَاضعهَا وَلَوْلَا خوف الاطالة لذكرتها

                      وَثَانِيها : أَن الصَّحَابَة اتَّفقُوا على تَعْظِيمه فِي الْعلم عُمُوما وَفِي التَّفْسِير خُصُوصا وسموه الْبَحْر والحبر وشاع ذَلِك فيهم من غير نَكِير وَظَهَرت إِجَابَة الدعْوَة النَّبَوِيَّة فِيهِ وقصة عمر مَعَه رَضِي الله عَنْهُمَا مَشْهُورَة فِي سَبَب تَقْدِيمه وتفضيله على من هُوَ أكبر مِنْهُ من الصَّحَابَة وامتحانه فِي ذَلِك .

                      وثالثهما :كَونه من أهل بَيت النُّبُوَّة ومعدن الرسَالَة وَسَتَأْتِي الاشارة إِلَى مناقبهم الغزيرة فِي آخر الْمُخْتَصر فَيكون الْمُعظم لَهُ والموفى لَهُ حَقه فِي ذَلِك قد قَامَ بِحَق الثقلَيْن وَعمل بِالْوَصِيَّةِ النَّبَوِيَّة فيهمَا .

                      ورابعهما : أَنه ثَبت عَنهُ إِن كَانَ لَا يَسْتَحِيل التَّأْوِيل بِالرَّأْيِ روى عَنهُ أَنه قَالَ من قَالَ فِي الْقُرْآن بِرَأْيهِ فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار وَفِي رِوَايَة بِغَيْر علم رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْعلم وَالنَّسَائِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَالتِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَقَالَ حَدِيث حسن وَشَرطه فِيمَا قَالَ فِيهِ حَدِيث حسن ان يَأْتِي من غير طَرِيق
                      وخامسها أَن الطّرق اليه مَحْفُوظَة مُتَّصِلَة غير مُنْقَطِعَة فصح مِنْهَا تَفْسِير نَافِع ممتع وَلذَلِك خصصته بِالذكر وَإِن كَانَ غَيره أكبر مِنْهُ وأقدم وَأعلم وَأفضل مثل عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام من جنسه وَأَهله وَغَيره من أكَابِر الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم لَكِن ثُبُوت التَّفْسِير عَنْهُم قَلِيل بِالنّظرِ اليه رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ"

                      هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم



                      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة amanapro مشاهدة المشاركة


                        أخي العزيز صباحو هناك شيء مهم جدا في هذا الأثر وهو قول ابن عباس أن الأرض بسطت على ظهر النون هل تعرف ماذا يعني هذا الكلام؟


                        حياكم الله اخي ابا عمر
                        قيل في تأويل ( أوّل ما خلق الله من شيء القلم ، فجرى بما هو كائن ، ثم رفع بخار الماء ، فخلقت منه السماوات ، ثم خلق " النون " – يعني الحوت - فبسطت الأرض على ظهر النون ، فتحرّكت الأرض فمادت ، فأثبت بالجبال ، فإن الجبال لتفخر على الأرض ، قال : وقرأ : (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ )



                        اختلف أهل التأويل في تأويل فبسطت الأرض على ظهر النون

                        ذكر من قال ذلك:

                        حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا ابن أبي عديّ، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي ظَبْيان، عن ابن عباس، قال: «أوّل ما خلق الله من شيء القلم، فجرى بما هو كائن، ثم رفع بخار الماء، فخلقت منه السموات، ثم خلق النون فبسطت الأرض على ظهر النون، فتحرّكت الأرض فمادت، فأثبتت بالجبال، فإن الجبال لتفخر على الأرض»، قال: وقرأ: { ن والقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ }.

                        حدثنا تميم بن المنتصر، قال: ثنا إسحاق، عن شريك، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، أو مجاهد عن ابن عباس، بنحوه، إلا أنه قال: فَفُتِقَتْ مِنْهُ السموات.

                        حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيان، قال: ثني سليمان، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، قال: «أوّل ما خلق الله القلم، قال: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب القدر، قال: فجرى بما يكون من ذلك اليوم إلى قيام الساعة، ثم خلق النون، ورفع بخار الماء، ففُتِقت منه السماء وبُسِطتَ الأرض على ظهر النون، فاضطرب النون، فمادت الأرض، فأثبتت بالجبال، فإنها لتفخر على الأرض».

                        حدثنا واصل بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن فُضَيل، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس قال: «أوّل ما خلق الله من شيء القلم، فقال له: اكتب، فقال: وما أكتب؟ قال: اكتب القدر، قال فجرى القلم بما هو كائن من ذلك إلى قيام الساعة، ثم رفع بخار الماء ففتق منه السموات، ثم خلق النون فدُحيت الأرض على ظهره، فاضطرب النون، فمادت الأرض، فأُثبتت بالجبال فإنها لتفخر على الأرض».

                        حدثنا واصل بن عبد الأعلى، قال: ثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس نحوه.

                        حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، أن إبراهيم بن أبي بكر، أخبره عن مجاهد، قال: كان يقال النون: الحوت الذي تحت الأرض السابعة.

                        حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، قال: قال معمر. ثنا الأعمش، أن ابن عباس قال: إنْ أوّل شيء خُلق القلم، ثم ذكر نحو حديث واصل عن ابن فضيل، وزاد فيه: ثم قرأ ابن عباس { ن وَالقَلم وَما يَسْطُرُونَ }.

                        حدثنا بن حميد، قال: ثنا جرير، عن عطاء، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن ابن عباس، قال: إن أوّل شيء خلق ربي القلم، فقال له: اكتب، فكتب ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، ثم خلق النون فوق الماء، ثم كبس الأرض عليه ..

                        وقال آخرون:

                        حدثنا عبد الله بن أحمد المروزي، قال: ثنا عليّ بن الحسين، قال: ثنا أبي، عن يزيد، عن عكرِمة، عن ابن عباس { الر، وحم، ون } حروف الرحمن مقطعة.

                        حدثني محمد بن معمر، قال: ثنا عباس بن زياد الباهلي، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، قوله { الر، وحم، ون } قال: اسم مقطع.

                        وقال آخرون: { ن }: الدواة، والقلم: القلم.

                        ذكر من قال ذلك:

                        حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، قال: ثنا أخي عيسى بن عبد الله، عن ثابت البناني، عن ابن عباس قال: إن الله خلق النون وهي الدواة، وخلق القلم، فقال: اكتب، فقال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، من عمل معمول، برّ أو فجور، أو رزق مقسوم حلال أو حرام، ثم ألزم كلّ شيء من ذلك شأنه دخوله في الدنيا ومقامه فيها كم، وخروجه منها كيف ثم جعل على العباد حفظة وللكتاب خزاناً، فالحفظة ينسخون كلّ يوم من الخزان عمل ذلك اليوم، فإذا فني الرزق وانقطع الأثر، وانقضى الأجل، أتت الحفظة الخزنة يطلبون عمل ذلك اليوم، فتقول لهم الخزنة: ما نجد لصاحبكم عندنا شيئاً، فترجع الحفظة فيجدونهم قد ماتوا قال: فقال ابن عباس: ألستم قوماً عرباً تسمعون الحفَظة يقولون: إنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وهل يكون الاستنساخ إلا من أصل؟.

                        حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن وقتادة، في قوله { ن } قال: هو الدواة.

                        حدثنا ابن حميد، قال: ثنا الحكم بن بشير، قال: ثنا عمرو، عن قتادة، قال: النون الدواة.

                        وقال آخرون: { ن }: لوح من نور

                        ذكر من قال ذلك:

                        حدثنا الحسن بن شبيب المكتَّب، قال: ثنا محمد بن زياد الجزري، عن فرات بن أبي الفرات، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { ن وَالقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ }: " لوح من نور يجري بما هو كائن إلى يوم القيامة "

                        وقال آخرون: { ن }: قَسَم أقسم الله به.

                        ذكر من قال ذلك:

                        حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله: { ن وَالقَلَمِ ومَا يَسْطُرُونَ } يُقْسِم الله بما شاء.

                        حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله الله: { ن وَالقَلَمِ ومَا يَسْطُرُونَ } قال: هذا قسم أقسم الله به.

                        وقال آخرون: هي اسم من أسماء السورة.

                        وقال آخرون: هي حرف من حروف المعجم وقد ذكرنا القول فيما جانس ذلك من حروف الهجاء التي افتتحت بها أوائل السور، والقول في قوله نظير القول في ذلك.

                        واختلفت القرّاء في قراءة: { ن } ، فأظهر النون فيها وفي يس عامة قرّاء الكوفة خلا الكسائيّ، وعامة قرّاء البصرة، لأنها حرف هجاء، والهجاء مبني على الوقوف عليه وإن اتصل، وكان الكسائي يُدغم النون الآخرة منهما ويخفيها بناء على الاتصال.


                        يتبع

                        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                        تعليق


                        • #13

                          والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان فصيحتان بأيتهما قرأ القارىء أصاب، غير أن إظهار النون أفصح وأشهر، فهو أعجب إليّ. وأما القلم: فهو القلم المعروف، غير أن الذي أقسم به ربنا من الأقلام: القلم الذي خلقه الله تعالى ذكره، فأمره فجرى بكتابة جميع ما هو كائن إلى يوم القيامة.

                          حدثني محمد بن صالح الأنماطي، قال ثنا عباد بن العوّام، قال: ثنا عبد الواحد بن سليم، قال: سمعت عطاء، قال: سألت الوليد بن عبادة بن الصامت: كيف كانت وصية أبيك حين حشره الموت؟ فقال: دعاني فقال: أي بنيَّ اتق الله واعلم أنك لن تتقي الله، ولن تبلغ العلم حتى تؤمن بالله وحده، والقدرِ خيره وشرّه، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنَّ أوَّلَ ما خَلَقَ اللَّهُ خَلَقَ القَلَمَ، فَقالَ لَهُ: اكْتُبْ، قالَ: يا رَبّ ومَا أكْتُبْ؟ قالَ: اكْتُبَ القَدَرَ، قالَ: فَجَرَى القَلَمُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا كانَ، ومَا هُوَ كائِنٌ إلى الأبَدِ "

                          حدثني محمد بن عبد الله الطوسي، قال: ثنا عليّ بن الحسن بن شقيق، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا رباح بن زيد، عن عمرو بن حبيب، عن القاسم بن أبي بزّة، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس أنه كان يحدّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أوَّلُ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ القَلَمَ، وأمَرَهُ فَكَتَبَ كُلَّ شَيْءٍ "

                          حدثنا موسى بن سهل الرملي، قال: ثنا نعيم بن حماد، قال: ثنا ابن المبارك بإسناده عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، نحوه.

                          حدثنا موسى بن سهل الرملي، قال: ثنا نعيم بن حماد، قال: ثنا ابن المبارك بإسناده عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، نحوه

                          حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي هاشم، عن مجاهد قال: قلت لابن عباس: إن ناساً يكذّبون بالقدر، فقال: إنهم يكذّبون بكتاب الله، لآخذنّ بشَعْر أحدهم، فلا يقصَّن به، إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئاً، فكان أوّل ما خلق الله القلم، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة، فإنما يجري الناس على أمر قد فُرِغ منه.

                          حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا عبد الصمد، قال: ثنا شعبة، قال: ثنا أبو هاشم، أنه سمع مجاهدا، قال: سمعت عبد الله لا ندري ابن عمر أو ابن عباس قال: إن أوّل ما خلق الله القلم، فجرى القلم بما هو كائن وإنما يعمل الناس اليوم فيما قد فُرِغ منه.

                          حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني معاوية بن صالح وحدثني عبد الله بن آدم، قال: ثنا أبي، قال: ثنا الليث بن سعد عن معاوية بن صالح، عن أيوب بن زياد، قال: ثني عباد بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: أخبرني أبي، قال: قال أبي عُبادة بن الصامت: يا بنيّ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنَّ أوَّلَ ما خَلَقَ اللَّهُ القَلَمَ، فَقالَ لَهُ: اكْتُبْ فَجَرَى فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا هُوَ كائِنٌ إلى يَوْمِ القِيامَةِ "

                          حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: { ن وَالقَلَمِ } قال: الذي كُتِبَ به الذكر.

                          حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، أخبره عن إبراهيم بن أبي بكر، عن مجاهد، في قوله: { ن والقَلَمِ } قال: الذي كتب به الذكر.

                          وقوله: { ومَا يَسْطُرُون } يقول: والذي يخُطُّون ويكتبون. وإذا وُجِّهَ التأويل إلى هذا الوجه كان القسم بالخلق وأفعالهم. وقد يحتمل الكلام معنى آخر، وهو أن يكون معناه: وسطرهم ما يسطرون، فتكون «ما» بمعنى المصدر. وإذا وُجه التأويل إلى هذا الوجه، كان القسم بالكتاب، كأنه قيل: ن والقلم والكتاب. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

                          ذكر من قال ذلك:

                          حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وَما يَسْطُرُونَ } قال: وما يَخُطُّون.

                          حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: { ومَا يَسْطُرُونَ } يقول: يكتبون.

                          حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { ومَا يَسْطُرُون } قال: وما يكتبون.

                          حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة { ومَا يَسْطُرُونَ }: وما يكتبون.

                          يقال منه: سطر فلان الكتاب فهو يَسْطُر سَطْراً: إذا كتبه ومنه قول رُؤبة بن العجَّاج:

                          إنّي وأسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْرَا

                          وقوله: { ما أنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُون } يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ما أنت بنعمة ربك بمجنون، مكذّباً بذلك مشركي قريش الذين قالوا له: إنك مجنون.

                          وقوله: { وَإنَّ لَكَ لأجْراً غَيْرَ مَمْنُون } يقول تعالى ذكره: وإن لك يا محمد لثواباً من الله عظيماً على صبرك على أذى المشركين إياك غير منقوص ولا مقطوع، من قولهم: حبل منير، إذا كان ضعيفاً، وقد ضعفت منَّته: إذا ضعفت قوّته. وكان مجاهد يقول في ذلك ما:

                          حدثني به محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { غَيْرَ مَمْنُونٍ } قال: محسوب .

                          منقول عن التفاسير للفائدة .



                          منفول للفائدة

                          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                          تعليق


                          • #14

                            1- عن ابنِ عباسٍ وعن ابنِ مسعودٍ وعن ناسٍ من أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ قال إنَّ اللهَ كان عرشُه على الماءِ ولم يخلقْ شيئًا مما خُلِقَ قبلَ الماءِ فلما أراد أن يخلقَ الخلقَ أخرج من الماءِ دُخانًا فارتفع فوقَ الماءِ فسمَا عليه فسمَّاه سماءً ثم أَيبس الماءَ فجعله أرضًا واحدةً ثم فتقَها فجعل سبعَ أرَضِينَ في يومينِ الأحدِ والاثنينِ وخلقَ الأرضَ على حوتٍ وهو النونُ الذي قال اللهُ تعالى ن وَاْلقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ والحوتُ في الماءِ والماءُ على صَفاتٍ والصَفاتُ على ظهرِ ملَكٍ والملَكُ على صخرةٍ والصخرةُ في الريحِ وهي الصخرةُ التي ذكرها لقمانُ ليست في السماءِ ولا في الأرضِ فتحرك الحوتُ فاضطرب فتزلزلتِ الأرضُ فأرسى عليها الجبالَ فقرَّتْ وخلق اللهُ يومَ الثُّلاثاءِ الجبالَ وما فيهنَّ من المنافعِ وخلق يومَ الأربعاءِ الشجرَ والماءَ والمدائنَ والعمرانَ والخرابَ وفتق السماءَ وكانت رَتْقًا فجعلَها سبعَ سمواتٍ في يومين الخميسِ والجمعةِ وإنما سُمِّيَ يومُ الجمعةِ لأنه جَمَع فيه خلقَ السمواتِ والأرضِ وأوحى في كل سماءٍ أمرَها ثم قال خلق في كلِّ سماءٍ خَلْقَها من الملائكةِ والبحارِ وجبالِ البرَدِ وما لا يعلمُه غيرُه ثم زيَّنَ السماءَ بالكواكبِ فجعلها زِينةً وحِفظًا يحفظُ من الشياطينِ فلما فرغ من خلْقِ ما أحبَّ استوى على العرشِ

                            الراوي : أبو صالح و مرة الهمذاني | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
                            الصفحة أو الرقم: 1/15 | خلاصة حكم المحدث : هذا الإسناد يذكر به السدي أشياء كثيرة فيها غرابة وكان كثير منها متلقى من الإسرائيليات




                             2 - عن ابن مسعودٍ ، وعن ابنِ عباسٍ ، وعن ناسٍ من الصحابةِ : { هُوَ الّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمّ اسْتَوَى إِلَى السّمَاءِ فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ } . قال : إنَّ اللهَ كانَ عرشُهُ على الماءِ ، ولم يخلقْ شيئا مما خلقَ قبلَ الماءِ ، فلما أرادَ أن يخلقَ الخلقَ ، أخرجَ من الماءِ دُخانا ، فارتفعَ فوقَ الماءِ ، فسمّاهُ سماءٌ ، ثم أيبسَ الماءُ ، فجعلهُ أرضًا واحدةً ثم فتقَها فجعلها سبعَ أرضينَ في يومينِ ، الأحد والاثنينِ ، وخلقَ الأرضَ على حُوتٍ ، وهو النونُ الذي قالَ اللهُ : { نُونُ وَالقَلَمِ } والحُوتُ في الماءِ ، والماءُ على صفاةٍ ، والصفاةُ على ظهرِ ملكٍ ، والملكُ على صخرةٍ والصخرةُ في الريحِ ، وهِيَ الصخرةُ التي ذكرَ لقمانُ ، ليستْ في السماءِ ولا في الأرضِ ، فتحركَ الحوتُ فاضطربَ ، فتزلزلتِ الأرضُ ، فأرسَى عليها الجبالَ ، فقرّتْ ، وخلقَ اللهُ يومَ الثلاثاءِ الجبَالَ وما فيهنَّ من المنافعِ ، وخلقَ يومَ الأربعاءِ الشّجرَ ، والماءَ ، والمدائنَ ، والعُمرانَ ، والخرابَ ، وخلقَ السماءَ ، وكانت رتْقا فجعلها سبعَ سماواتٍ في يومِ الخميسِ والجمعةِ . وإنما ُسُمِّيَ الجمعةَ ، لأنه جُمِعَ فيهِ خلقُ السماواتِ والأرضِ { وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا } قال : خلقَ في كل سماءٍ خلقها من الملائكةِ ، والبحارِ ، وجبالُ البرَدِ ، وما لا يعلمهُ غيرهُ ، ثم زينها بالكواكبِ فجعلها زينةً وحفظا يحفظُ من الشياطينَ ، فلما فرغَ من خلقِ ما أحبَّ ، استَوى على العرشِ

                            الراوي : مرة الهمداني | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تحفة النبلاء
                            الصفحة أو الرقم: 60 | خلاصة حكم المحدث : فيه غرائب كثيرة




                             3 - كنتُ قائمًا عندَ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فجاءَ حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ اليَهْودِ فقال : السلامُ عليك يا محمدُ ، فدفعْتُه دَفْعَةً كاد يُصْرَعُ منها ، فقال : لِمَ تَدْفَعُنِي ؟ فقلتُ : ألا تقولُ يا رسولَ اللهِ ، فقال اليهوديُّ : إنمَا ندعوه باسْمِهِ الذي سمَّاه به أهلُه . فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم - :إن اسمي محمدٌ الذي سماني به أهلي . فقال اليهوديُّ : جِئْتُ أسألُك . فقال له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أينفعُك شيءٌ إِنْ حدَّثْتُكَ ؟ قال : أسمعُ بأُذُنِي . فنَكَتَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بعُودٍ معه ، فقال: سَلْ . فقال اليهوديُّ : أين يكونُ الناسُ يومَ تُبَدَّلُ الأرضُ غيرَ الأرضِ والسماواتِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : هم في الظُّلْمَةِ دون الجِسرِ . قال : فمَن أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً ؟ قال: فقراءُ المهاجرينَ . قال اليهوديُّ : فما تُحْفَتُهم حينَ يدخلون الجنةَ ؟ قال: زيادةُ كَبِدِ النُّونِ . قال : فما غَذَاؤُهم على إِثْرِها ؟ قال : يُنْحَرُ لهم ثُوْرُ الجَنَّةِ الذي كانَ يَأْكُلُ مَنْ أَطرافِها . قال : فما شرابهم عليه ؟ قال : من عَيْنٍ فيها تُسَمَّى سلسبيلًا . قال : صَدَقْتَ. قال : وجئْتُ أسألُك عن شيءٍ لا يَعْلَمُه أحدٌ من أهلِ الأرضِ إلا نَبِيٌّ، أو رجلٌ، أو رجلانِ . قال : يَنْفَعُكَ إِنْ حَدَّثْتُكَ ؟ قال : أَسْمَعُ بأُذُنِي . قال جئْتُ أَسْأَلُك عَنِ الوَلَدِ ؟ قال: ماءُ الرجلِ أبيضُ ،وماءُ المرأةِ أصفرُ،فإذا اجتمعَا فعلا مَنِيُّ الرجلِ مَنِيَّ المرأةِ أذكرَا بإذنِ الله ، وإذا علا مَنِيُّ المرأةِ مَنِيَّ الرجلِ آَنَثَا بإِذْنِ اللهِ . قال اليهوديُّ : لقد صدقْتَ،وإنك لنبيٌّ. ثم انصرَفَ فذهبَ ، فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : لقد سألَنِي هذا عن الذي سألَني عنه ، وما لي علمٌ بشيءٍ منه حتى أتانيَ اللهُ به . وفي روايةٍ : كنتُ قاعدًا عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقال : زائدةُ كَبِدِ النُّونِ . وقال : أَذْكَرَ وآَنَثَ . ولم يَقُلْ : أَذْكَرَا وآَنَثَا .

                            الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
                            الصفحة أو الرقم: 315 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | شرح الحديث




                             4 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ : أوَّلُ ما خلقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ من شىءٍ القلمُ ، فقالَ له : اكتب ، قالَ : يا ربِّ وما أَكتبُ ؟ قالَ : اكتبِ القدر قالَ : فجرى بما هوَ كائنٌ من ذلِك اليومِ إلى قيامِ السَّاعةِ ، قالَ : ثمَّ خلقَ النُّونَ فدحا الأرضَ عليها فارتفعَ بخارُ الماءِ ففتقَ منهُ السَّمواتِ ، واضطربَ النُّونُ فمادتِ الأرضُ فأُثبتَتْ بالجبالِ ، وإنَّ الجبالَ لتفخَرُ على الأرضِ إلى يومِ القيامةِ

                            الراوي : أبو ظبيان الجنبي | المحدث : ابن تيمية | المصدر : بغية المرتاد
                            الصفحة أو الرقم: 289 | خلاصة حكم المحدث : معروف

                            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة amanapro مشاهدة المشاركة

                              السلام عليكم أخي العزيز أبو سلطان. من أجل السهولة أخي أكنى بأبي عمر الشامي فلك ان تدعوني به أن أردت أسهل وأحسن

                              أنا أعتذر إن قلت ان ابن عباس لا تؤخذ الآثار عنه فهذا ليس قصدي في العموم ولكن في خصوص ما سموها أهل العلم في الاسرئيليات مع كونها صحيحة السند.
                              والمشكلة يا أبا سلطان أن علماء الأمة السلف ما تحدثوا كثيرا عن تصنيف آثار ابن عباس صحيحة السند في الاسرائيليات على حسب علمي البسيط. هذا التصنيف أكثره جاء متأخرا بسبب روايات مثل التي وضعتها هنا.
                              كما أن هناك روايات أخرى في هذا الصدد ولكنني اقتصرت على هذا الأن.

                              بارك الله فيك أخي ولكن كما تعرف قصصي طويلة ويمكن مملة أحيانا فارجو المعذرة. ولسؤالي عن هذا الآثر غاية في نفسي سأضعها أن احببتوا على حسب ما أرى كيف أخذ هذا الموضوع منعطفا جيدا أم لا
                              وعليكم السلام
                              أنعِم وأكرِم حيّا الله أباعمر الشامي
                              وبالعكس أخي مثل هذه المواضيع
                              مناقشتها طيبة و يستفاد منها بإذن الله
                              وأخونا الفاضل صباحو أجاب وأجاد وفقه الله في تفصيل مايُنقل عنه وحيال التثبت
                              من ذلك.

                              فالمهم والأهم في الموضوع :

                              ابن عباس رضي الله عنه صحابي جليل و بشر يخطيء ويصيب رضي الله عنه
                              وقوله صلى الله عليه وسلم " اللهم فقّه في الدين وعلّمه التأويل " يجعلنا نهتم بكون السند لابن عباس مثبت لاجدال فيه
                              وأيضاً التحقق من المتن ( النص ) بعرضه على الكتاب والسنة لنعلم هل توافق أم تخالف أم التوقف فيها هو الحكم
                              والله أعلم بالصواب
                              بارك الله فيك وفي علمك.
                              لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق

                              يعمل...
                              X