إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كشف المعاني في المتشابه ..مسائل وأجوبة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    تابع - سورة النساء

    92- مسألة:
    قوله تعالى: (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)

    وقال في الآية الثانية: (فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) ؟ .
    جوابه:
    أن الآية الأولى نزلت في - اليهود ونخريفهم الكلم افتراء على الله, وقولهم: (عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ) فناسب ختم الآية بذكر الافتراء العظيم.

    والآية الثانية تقدمها قوله تعالى (وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ) ، فناسب ختمها بذلك،
    ولأنها في العرب وعباد الأصنام بغير كتاب، وبعد ذِكر -طعْمة بن أبيرق(1) وارتداده،
    فهم في ضلال عن الحق وعن الكتب المنزلة .

    __________
    (1) قصة طعمة بن أبيرق تناولتها الآيات من 105 إلى 115 من سورة النساء

    93 - مسألة:
    قوله تعالى: (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ)

    وقال تعالي في التغابن: (فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ)
    قدم هنا المؤمن، وأخره ثمة.
    جوابه:
    أنه لما سمى إبراهيم وآله في الآية التي قبلها :

    ( فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ ) ناسب تقديم (مؤمن)
    بخلاف آية التغابن لعموم اللفظ فيه.

    94 - مسألة:
    قوله تعالى :
    (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ

    وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ
    وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )

    وقوله تعالى بعدها :
    ( وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ
    وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا
    )

    قال في الآية الأولى: (وَإِنْ تُحْسِنُوا)
    وفى الثانية: (وَإِنْ تُصْلِحُوا)
    وختم الأولى: (بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)
    وختم الثانية بقوله: (غَفُورًا) ؟ .

    جوابه:
    أما الأول:
    فالمراد به أن يتصالحا على مال تبذله المرأة من مهر أو غيره ليطلقها، فإنه خير من دوام العشرة بالنشوز والإعراض،
    ثم عذر النساء بقوله تعالى: (وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ)


    ثم قال وإن تحسنوا معاشرتهن بترك النشوز والإعراض فإنه خبير بذلك فيجازيكم عليه.


    وعن الثاني:
    أن العدل بين النساء عزيز ولو حرصتم لأن الميل إلى بعضهن يتعلق بالقلب وهو غير مملوك للإنسان،
    وإذا كان كذلك فلا تميلوا كل الميل فتصير المرأة كالمعلقة التي لا مزوجة ولا مطلقة،


    ثم قال: (وَإِنْ تُصْلِحُوا) معاشرتهن بقدر الإمكان، وتقوموا بحقوقهن المقدور عليها،
    فإن الله تعالى يتجاوز عما لا تملكونه من الميل بمغفرته ورحمته.

    لاحول ولاقوة إلا بالله

    تعليق


    • #17
      تابع - سورة النساء

      95- مسألة:
      قوله تعالى: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ... وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا) .
      (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا) .
      ما فائدة تكرار ذلك عن قرب.
      جوابه:
      أن التكرار إذا كان لاقتضائه معاني مختلفة فهو حسن، وهذا كذلك،
      لأن الأولى بعد قوله تعالى: (وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ) لأن له ما في السموات وما في الأرض فهو قادر على ذلك،
      ولذلك ختم لقوله تعالى: (وَاسِعًا حَكِيمًا) .

      والثانية: بعد أمره بالتقوى، فبين أن له ما في السموات وما
      فى الأرض، فهو أهل أن يتقى، ولذلك قال تعالى: (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ) .

      96 - مسألة:
      قال تعالى: (كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ) ؟
      وفى المائدة: (قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ) ؟
      جوابه:
      أن الآية هنا تقدمها نشوز الرجال وإعراضهم عن النساء والصلح على مال، وإصلاح حال الزوجين، والإحسان إليهن،
      وقوله تعالى: (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ) ، وقوله تعالي: (وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ) ، وشبه ذلك، فناسب تقديم القسط وهو العدل
      أي: كونوا قوامين بالعدل بين الأزواج وغيرهن، واشهدوا لله لا لمراعاة نفس أو قرابة.

      وآية المائدة: جاءت بعد أحكام تتعلق بالدين، والوفاء بالعهود والمواثيق لقوله تعالى في أول السورة: (أوفوا بالعقود) إلى آخره،
      وقوله تعالى قبل هذه الآية: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ) .
      ولما تضمنته الآيات قبلها من أمر ونهى، فناسب تقديم: (لله) أي: كونوا قوامين بما أمرتم أو نهيتم لله،

      لماذا شهدتم فاشهدوا بالعدل لا بالهوى.

      97 - مسألة:
      قوله تعالى: (إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ)
      وفى الأحزاب: (إِنْ تُبْدُوا شَيئاً أَوْ تُخْفُوهُ) ؟ .

      جوابه:
      أن ذكر الخير هنا لمقابلة ذكر السوء في قوله تعالى: (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ) عند الجهر به إلا من المظلوم بدعاء أو استنصار،
      ثم نبه على ترك الجهر من المظلوم إما بعدم المؤاخذة أو العفو.

      وأية الأحزاب في سياق علم الله تعالى بما في القلوب لتقدم قوله تعلى: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ) ،
      ولذلك قال : (شيئا) لأنه أعم من الخاصة.

      والمراد: إن تبدو في أمر نساء النبى - صلى الله عليه وسلم - شيئا أو تخفوه تخويفا لهم.

      98 - مسألة:
      قوله تعالى :
      (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ) .


      وفى الأنعام:
      (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ
      وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)


      رتّبهم هنا - في سورة النساء - غير ترتيبهم في الأنعام ؟

      جوابه:
      أن آية النساء نزلت ردا إلى قوله تعالى: (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا) ،
      وهذا على قول المشركين حتى (تنزل علينا كتابا نقرؤه)
      فبين هنا أنه ليس كل الأنبياء أنزل عليهم كتابا، بل بعضهم بوحي، وبعضهم بكتب، وبعضهم بصحف،
      فقدم نوحا لعدم كتاب نزل عليه مع نبوته، وأجمل النبيون من بعده،
      ثم فصلهم: فقدم إبراهيم لإنزال صحفه، وتلاه بمن لا كتاب له،
      ثم قدم عيسى للإنجيل، ثم تلاه بمن لا كتاب له، وهم: أيوب ومن بعده،
      ثم قدم داود وزبوره، وتلاه بمن كتاب له ممن قصهم أو لم يقصهم،
      ثم ذكر موسى لبيان أن تشريفه للأنبياء ليس بالكتب
      ولذلك خص بعضهم بما شاء من أنواع الكرامات إما بتكليم أو إسراء، أو إنزال كتاب، أو صحيفة، أو وحي على ما يشاء،
      فناسب هذا الترتيب ما تقدم.

      أما آيات الأنعام:
      فساقها في سياق نعمه على إبراهيم ومن ذكره من ذريته ففرق بين كل اثنين منم بما اتفق لهما من
      وصف خاص بهما:
      فداود وسليمان بالملك والنبوة،
      وأيوب ويوسف بنجاتهم من الابتلاء: ذاك بالمرض وهذا بالسجن،
      وموسى وهارون بالأخوة والنبوة،
      وزكريا ويحيى بالشهادة،
      وعيسى وإلياس بالسياحة،
      وإسماعيل واليسع بصدق الوعد،
      ويونس ولوط بخروج كل واحد منهما من قرية من بعث إليه،
      ونجاة يونس من الحوت،
      ولوط من هلاك قومه، والله أعلم.

      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #18

        سورة المائدة

        99 - مسألة:
        قوله تعالى: (كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ) : جوابه تقدم قريبا في سورة النساء ( راجع المسألة - 96 )

        100 - مسألة:
        قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) .

        وقال في الفتح: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)
        وقال هنا -في المائدة- : (لَهُمْ)
        وفى الفتح: (مِنْهُمْ) .
        جوابه:
        أن آية المائدة عامة غير مخصوصة بقوم بأعيانهم،
        وآية الفتح خاصة بأصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
        وكان من جملة من صحبه منافقون
        فقال (مِنْهُمْ) وتمييزا وتفضيلا ونصا عليهم بعد ما ذكر من جميل صفاته.

        وأيضا:
        آية المائدة بعد ما قدم خطاب المؤمنين مطلقا بأحكام،
        فكأنه قال: من عمل بما ذكرناه له مغفرة وأجر عظيم، فهوعام غيرخاص بمعينين.

        101 - مسألة:
        قوله تعالى: (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ) .
        وقال بعد ذلك: (مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) ؟ .
        جوابه:
        أن الأولى هنا وآية النساء ربما أريد بها التحريف الأول عند نزول التوراة
        ونحو تحريفهم في قولهم موضع (حطة) :
        حنطة، وشبه ذلك. فجاءت (عن) لذلك.

        والآية الثانية:
        تحريفهم في زمن النبى صلى الله عليه وسلم ، وتغييرهم عن المقول لهم في التوراة بغير معناه
        كأنه قال من بعد ما عملوا به واعتقدوه وتدينوا به كآية الرجم ونحوها، فـ (عن) لما قرب من الأمر، و (بعد) لما بعد.

        102 - مسألة:
        قوله تعالى: (قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ)
        وقال في الفتح: (قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) بزيادة (لكم)
        جوابه:
        أن هذه الآية عامة في المسيح وأمه ومن في الأرض جميعا , فليس هنا مخاطب خاص.

        آية الفتح في قوم مخصوصين
        وهم الأعراب الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة الحديبية،
        فصرح لذلك بقوله: (لكم) .

        103 - مسألة:
        قوله تعالى: (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ)

        وبعده: (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) .
        ما فائدة تكراره مع قربه؟

        جوابه:
        أن لكل آية منها فائدة:
        أما الأولى:
        فرد على قولهم في المسيح أنه الإله، فبين أن الألوهية لمن له ملك السموات والأرض وليس للمسيح ذلك،
        فكيف يكون إلها والله خالقه، والقادر على إهلاكه وأمه.

        وأما الآية الثانية:
        فرد على قولهم: (نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) فهو توكيد لقوله: (يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ)
        لأنهم خلقه وملكه، ولذلك قال: (وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)
        فيجازى كلا على عمله إما بمغفرة ورحمة أو بعذاب ولو كنتم كما تقولون لما عذبكم لأن المحب لا يعذب محبوبه.

        104 - مسألة:
        قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ)
        وفى إبراهيم: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا) بغير نداء؟


        جوابه:
        أن الخطاب بحرف النداء واسم المنادى أبلغ وأخص في التنبيه على المقصود،
        وفيه دليل على الاعتناء بالمنادى، وتخصيصه بما يريد أن يقوله له.
        فلما كانت آية المائدة في ذكر أشرف العطايا من النبوة والملك وإيتاء ما لم يؤت أحدا من العالمين
        وهو المن والسلوى وهم ملتبسين به حالة النداء حق لها وناسب مزيد الاعتناء بالنداء، وتخصيص المنادى،

        ولذلك أيضا قال: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ) لأن ذلك من أعظم النعم عليهم،
        فناسب التخصيص بذكر المنادى.
        ولما كانت آية إبراهيم بذكر ما أنجاهم الله تعالى منه من قبل فرعون وكان ذلك مما مضى زمانه
        لم يأت فيه بمزيد الاعتناء كما تقدم في المائدة.

        لاحول ولاقوة إلا بالله

        تعليق


        • #19
          تابع - سورة المائدة

          105 - مسألة:
          قوله تعالى: (أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ) كيف يبوء
          بإثمه وقد قال: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) ؟ .
          جوابه:
          بإثم قتلى، وإثم معاصيك فى نفسك.

          106 - مسألة:
          قوله تعالى: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا).

          وقال في النور: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا) .
          قَدّم الرجال في المائدة وأخّرهم في النور؟
          جوابه:
          أن قوة الرجال وجرأتهم على إقدامهم على السرقة أشد، فقدموا فيها.

          وشهوة النساء وابتداء الزنا من المرأة لتزينها وتمكينها حتى يقع الرجل بها
          يناسب تقديم النساء في سياق الزنا.

          107- مسألة:
          قوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)

          وختم الأخرى: بقوله تعالى: (فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) .
          وفى الثالثة: (فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) .
          جوابه:
          أن المراد بالثلاثة: اليهود، وهم كافرون.
          وزادهم في الثانية: الظلم، لعدم إعطائهم القصاص لصاحبه،
          وفى الثالثة: الفسق، لتحديهم حكم الله تعالى.
          وأن المراد بالثالثة: أن من ترك حكم الله تعالى عمدا مع
          اعتقاد الإيمان وأحكامه فهو فاسق.

          108 - مسألة:
          قوله تعالى: (يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا) وجميع
          الأنبياء مسلمون
          ما فائدة الصفة وهي معلومة؟
          جوابه:
          الرد على الذين قالوا: إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق
          ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى
          فأكذبهم بقوله: (الَّذِينَ أَسْلَمُوا).

          109 - مسألة:
          قوله تعالى: (مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا)
          قدّم الضر على النفع هنا،

          وفى مواضع أُخَرْ قدّم النفع على الضر :
          في الأنعام (قل أتدعوا من دون الله مالا ينفعنا ولايضرنا )
          في الأنبياء ( قل أفتعبدون من دون الله مالاينفعكم شيئاً ولايضركم )

          جوابه:
          أن دفع الضر أهم من جلب النفع وإن كانا مقصودين

          ولأنه يتضمنه أيضا فإذا تقدم سياق الملك والقدرة كان ذكر دفع الضر أهم،

          وإذا كان السياق في الدعاء والعبادة والسؤال كان ذكر النفع أولى وأهم، لأنه المقصود غالبا بالسؤال،

          ولذلك قال في الحج: (يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ)
          أي يدعوه لنفع لمن ضره أقرب من نفعه المطلوب بالدعاء.

          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق


          • #20
            تابع - سورة المائدة

            110- مسألة:
            قوله تعالى: (يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا)

            وقال تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ) الآية.
            وقوله تعالى: (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)
            والأنبياء أولى بذلك منا، فكيف الجمع بين الموضعين؟ .

            جوابه:
            أن المنفى علم ما أظهروه مع ما أبطنوه: معناه لا نعلم حقيقة
            جوابهم باطنا وظاهرا، بل أنا المتفرد بعلم ذلك إلا ما علمتنا،

            ولذلك قالوا: (إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) إنما نعلم ظاهر جوابهم، أما باطنه فأنت أعلم به.


            جواب آخر:
            أن معناه أن جوابهم لما كان فى حال حياتنا ولا علم لنا بما كان منهم بعد موتنا

            لأن الأمور محالة على خواتيمها.

            111 - مسألة:
            قوله تعالى في آخر السورة : (خالدين فيها أبدا)

            وقال في آخر المجادلة : (خَالِدِينَ فِيهَا رضي الله عنهم ورضوا عنه أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ)

            جوابه:
            أنه لما تقدم وصفهم بالصدق، ونفعه إياهم يوم القيامة بالخلود في الجنة أكده بقوله: (أبدا)

            ولذلك أكّده بقوله: (أبدا) ، ولذلك أكده بقوله: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) (1)
            __________

            (1) هكذا العبارة في النسخة الأصل (وفقاً للمحقق ) ولعل صحة العبارة : ونفعه إياهم يوم القيامة بالخلود في الجنة أكده بقوله: (أبدا)
            ولما تقدّم في المجادلة كتب الإيمان في قلوبهم وتأييدهم بروح القدس منه أكدّه بقوله ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ).


            لاحول ولاقوة إلا بالله

            تعليق


            • #21

              سورة الأنعام

              112 - مسألة:
              قوله تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ)
              فرّق بين (خلق) و (جعل) ؟ .
              جوابه:
              أن السموات والأرض أجرام، فناسب فيهما: (خلق)

              والظلمات والنور أعراض ومعان فناسب فيهما: (جعل)
              ومثله كثير كقوله تعالى: (فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا) أي لا تصفوا، (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ)

              وهو كثير.

              113 - مسألة:
              قوله تعالى: (وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ) جمع الظلمات وأفرد النور؟

              جوابه:
              أما من جعل الظلمات: الكفر، والنور: الإيمان، فظاهر لأن
              أصناف الكفر كثيرة، والإيمان شىء واحد.

              ومن قال: بأن المراد - حقيقتهما، فلأنه يقال: رجل نور،ورجال نور،
              فيقال للواحد وللجماعة، وواحد الظلمات: ظلمة، فجمعت جمع التأنيث.
              ولأن حقيقة النور واحدة، وحقائق الظلمات مختلفة.

              114 - مسألة:
              قوله تعالى: (فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ)
              وفى الشعراء: (فسيأتيهم) ؟

              جوابه:
              مع قصد التنويع في الفصاحة،
              فإن المراد بآية الأنعام
              الدلالة على نبوة النبى صلى الله عليه وسلم من الآيات والمعجزات.
              والمراد بالحق القرآن، ولكن لم يصرح به،

              وفى الشعراء صرح بالقرآن بقوله: (وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ) فعلم أن المراد بالحق: القرآن،
              فناسَب (فسيأتيهم) تعظيما لشأن القرآن، لأن السين أقرب من سوف.

              115 - مسألة:
              قوله تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا)
              وفى الشعراء: (أَوَلَمْ يَرَوْا) بالواو
              وفى سبأ : بالفاء ؟
              جوابه:
              أنه إن كان السياق يقتضي النظر والاستدلال جاء بغير"واو" ، وهنا كذلك لمن يعتبر الآيات قبله.

              وإن كان يقتضي الاعتبار بالحاضر والمشاهدة جاء بالواو أو الفاء ، لتدل "الهمزة" على الإنكار،
              و"الواو" على عطفه على الجمل قبله كقوله تعالى:
              (أَوَلَمْ ينظروا في ملكوت السموات والأرض ومَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ) .
              (أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ).

              116 - مسألة:
              قوله تعالى: (
              قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) .
              وفي موضع آخر
              (1) بالفاء :
              في آل عمران : (فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا )
              في النحل : (
              فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا )
              وقال هنا: (عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِين)
              وفى النمل (عَاقِبَةُ الْمُجرمين) .

              جوابه:
              أن آية الأنعام ظاهرة في الأمر بالسير في بلاد المهلكين فناسب ثم المرتبة على السير المأمور به.
              وفى المواضع الأُخَرْ:
              الأمر بالنظر بعد السير المتقدم كقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ)
              فناسب أن يأتي بالفاء كأنه قيل: قد ساروا فلينظروا، أو قد ساروا فنظروا عند سيرهم.
              ولما تقدم هنا قوله تعالى: (فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ)
              ناسب قوله: (عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) ولم يتقدم مثله في النمل.
              __________
              (1) هو في الآية 137 من سورة آل عمران , والآية 36 من سورة النحل , والآية 69 في سورة النمل ,
              والآية 20 في سورة العنكبوت , والآية 42 في سورة الروم.

              117 - مسألة:
              قوله تعالى: (الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) ثم أعادها بعد؟ .


              جوابه:
              أن الأول: للمشركين، والثانية: لأهل الكتاب ليعم الفريقين.


              لاحول ولاقوة إلا بالله

              تعليق


              • #22
                تابع- سورة الأنعام

                118- مسألة:
                قوله تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

                وفى يونس: (وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ) ؟
                قال هنا: (يَمْسَسْكَ) ، وفى يونس: (يُرِدْكَ) ؟
                وقال هنا: (فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وفى يونس: (فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ) ؟


                جوابه:
                مع قصد التنويع، أن الضر إذا وقع لا يكشفه إلا الله تعالى فاستوى فيه الموضعان،

                وأما الخير فقد يراد قبل نيله بزمن، إما من الله تعالى ، ثم ينيله بعد ذلك، أو من غيره،
                فهي حالتان:
                حالة: إرادته قبل نيله، وحالة: نيله، فذكر الحالتين في السورتين.
                فآية الأنعام: حالة نيله، فعبر عنه بالمس المشعر بوجوده، ثم قال: (فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أي على ذلك، وعلى خيرات بعده، وفيه بشارة بنيل، أمثاله.

                وآية يونس: حالة إرادة الخير قبل نيله، فقال: (يُرِدْكَ)
                ثم قال: (فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ) أي إذا أراده قبل نيله، ولذلك قال: (يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ)
                ففي الآيتين بشارة له بإرادة الخير ونيله إياه، وأمثاله بالواو فيها.


                119- مسألة:
                قوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ... ) وختمها (بالظالمين) .
                وفى يونس : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا... ) بالفاء، وختمها (بالمجرمين) ؟ .
                جوابه:
                أن آية الأنعام ليس ما قبلها سببا لما بعدها فجاءت بالواو المؤذنة بالاستئناف.
                وأية يونس: ما قبلها سبب لما بعدها، فجاءت بالفاء المؤذنة بالسببية من إشراكهم سببا في أظلميتم
                ولبثه فيهم عمرا من قبله وعلمهم بحاله سبب لكونهم أظلم
                كأنه قيل: إذا صح عندكم أنه صدق فمن أظلم ممن افترى.
                وختم هذه "بالظالمين " لتقدم قوله: (فمن أظلم) ، وختم
                تلك " بالمجرمين " لقوله: قبل ذلك (كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ).

                120 - مسألة:
                قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) وفى يونس:
                (يَسْتَمِعُونَ) ، (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ) ؟ .
                جوابه:
                أن آية الأنعام في أبى جهل، والنضر، وأبى، لما استمعوا
                قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل الاستهزاء، فقال النضر:
                (أساطير الأولين) ، فلما قل عددهم أفرد الضمير مناسبة للمضمرين.

                وآية يونس: عامة لتقدم الآيات الدالة على ذلك كقوله
                تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ)
                فناسب ذلك ضمير الجمع، وأفرد من ينظر لأن المراد نظر المستهزئين، فأفرد الضمير.

                أو أنه لما تقدم ضمير الجمع أفرد الثاني تفننا، واكتفى بالأول، أو تخفيفا مع حصول المقصود.

                121 - مسألة:
                قوله تعالى: (وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ)

                وفيما سواها: (نَمُوتُ وَنَحْيَا) ؟
                جوابه:
                أن (قالوا هنا عطف على قوله تعالى: (لعادوا)
                أي: لعادوا وقالوا: وفى غيرها حكاية عن قولهم في الحياة الدنيا.

                122 - مسألة:
                قوله تعالى: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) . وكذلك في الحديد وغيرها.
                وقدم في الأعراف والعنكبوت: " اللهو" على" اللعب "؟ .
                جوابه:
                في الأعراف ( سيأتي معنا إن شاء الله مسألة 146 ).


                لاحول ولاقوة إلا بالله

                تعليق


                • #23

                  تابع- سورة الأنعام

                  123 - مسألة:
                  قوله تعالى: (فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ) .

                  وفى آخر السورة: (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ) ؟
                  جوابه:
                  أنهم لا يكذبونك في الباطن، لأنك عندهم معروف بالأمين،
                  وإنما يكذبونك في الظاهر ليصدوا عنك.

                  124 - مسألة:
                  قوله تعالى (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ)
                  وكذلك في الآية الثالثة) .
                  وفى الثانية: (أَرَأَيْتُمْ) على العادة فيه.
                  جمع فيهما بين علامتي الخطاب، وهما تاء الضمير وكاف الخطاب؟
                  جوابه:
                  أنه لما كان المتوعد به شديدا أكد في التنبيه عليه بالجمع بينهما مبالغة في الوعد.

                  125 - مسألة:
                  قوله تعالى: (وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ) .
                  وفى هود: حذف (لكم) ؟ .
                  جوابه:
                  أن آية هود تقدمها (لكم) مرات عدة، فاكتفى به

                  تخفيفا. ولم يتقدم هنا سوى مرة واحدة.

                  126 - مسألة:
                  قوله تعالى: (قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا)
                  وكذلك في سورة الأنبياء: (مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ) قدم النفع على الضر.
                  وفى الحج والفرقان وغيرهما: قدم الضر على النفع؟ .
                  جوابه:
                  أن دفع الضر أهم من جلب النفع، فلما تقدم ذكر نفى الملك والقدرة عنهم كان تقديم ذكر دفع الضر، وانتفاء القدرة عليه أهم.
                  ولما كان سياق غير ذلك في العبادة والدعاء والمقصود بهما غالبا طلب النفع وجلبه كان تقديم النفع أهم،
                  ولذلك قال في الحج: (يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ) المقصود بالدعاء.

                  127 - مسألة:
                  قوله تعالى: (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) .

                  وفى يوسف: (ذِكْرُ لِّلْعَالَمِينَ) مذكرا منونا؟ .
                  جوابه:
                  أنه تقدم في هذه السورة: (فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى) فناسب: (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) .

                  128 - مسألة:
                  قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ) .
                  وفى سائر المواضع: (وَيُخْرِجُ) بالياء؟ .
                  جوابه:
                  أن: يخرج الحي من الموت مناسب في المعنى لفالق الحب والنوى عن الخارج عنهما
                  فجئ بالياء كالشرح له، ثم عطف (مُخْرِجُ) على (فالق)
                  لأن عطف الاسمية على الاسمية أنسب وأفصح، ولما فيه من المقابلة للجملة المتقدمة.

                  وسائر المواضع بالياء: لأن الجملة قبلها فعلية، فعطف عليها بفعلية.

                  لاحول ولاقوة إلا بالله

                  تعليق


                  • #24

                    أحسن الله لكم اخي ابوسلطان على هذا العرض الطيب

                    جزاكم الله خيراً أخي العزيز

                    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                    تعليق


                    • #25
                      اللهم آمين وحياكم الله يا أبا ابراهيم
                      أحسن الله إلينا وإليكم
                      وجزاكم عنا كل خير.
                      لاحول ولاقوة إلا بالله

                      تعليق


                      • #26

                        تابع- سورة الأنعام

                        129 - مسألة:
                        قوله تعالى: (قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
                        وبعده: (لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ) وبعده: (يُؤْمِنُونَ)

                        ما وجه اختصاص كل آية بخاتمتها؟

                        جوابه:
                        أن حساب الشمس والقمر والنجوم والاهتداء بها يختص بالعلماء بذلك فناسب ختمه ب (يعلمون) .
                        وإنشاء الخلائق من نفس واحدة، ونقلهم من صلب إلى رحم، ثم إلى الدنيا ثم إلى مستقر ومستودع، ثم إلي حياة وموت.
                        والنظر في ذلك والفكر فيه أدق فناسب ختمه ب (يفقهون) أي: يفهمون، وهو اشتغال الذهن بما يتوصل به إلى غيره،
                        فيتوصل بالنظر في ذلك إلى صحة وقوع البعث والنشور بثواب أو عقاب.

                        ولما ذكر ما أنعم به على عباده من سعة الأرزاق والأقوات والثمار وأنواع ذلك ناسب ذلك ختمه بالإيمان الداعي إلى
                        شكره تعالى على نعمه.

                        130- مسألة:
                        قوله تعالى: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)
                        وقال في سورة المؤمن: (خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) ؟ .

                        جوابه:
                        لما تقدم هنا: (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ)
                        فناسب تقديم كلمة التوحيد النافية للشرك رداً
                        عليهم، ثم ذكر الخلق.
                        ولما تقدم في المؤمن كونه خالقا بقوله تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ)
                        ناسب تقديم كلمة الخلق ثم كلمة التوحيد.

                        131 - مسألة:
                        قوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ)
                        وقال بعده: (وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا فَعَلُوهُ) ؟

                        جوابه:
                        لما تقدم في الأول: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا)
                        الآية وهو تسلية له - صلى الله عليه وسلم - ناسب ذلك ولو شاء ربك الحافظ لك ما فعلوه.
                        وأما الثانية: فتقدمها قوله: (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا)
                        فناسب ذلك: ولو شاء الله الذي جعلوا له ذلك ما فعلوه.

                        132 - مسألة:
                        قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ)
                        وفى النحل وغيرها: (بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) ؟


                        جوابه:
                        أن الأصل دخول الباء فيه لكن تقدم قوله تعالى: (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)
                        ولما تقدم هنا: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)
                        وتأخر (وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ) ناسب من يضل عَنْ سَبِيلِهِ
                        وبقية الآيات إخبار عمن سبق منه الضلال فناسب الفعل الماضى.

                        133 - مسألة:
                        قوله تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ) .
                        وقال في هود: (مُصْلِحُونَ) ؟ .

                        جوابه:
                        أن آية الأنعام تقدمها قوله تعالى: (أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ)

                        أي - يوقظونكم بالآيات من غفلاتكم، لأن الإنذار الإيقاظ من الغفلات عن المنذر به، فناسب قوله: (غَافِلُونَ)

                        وفى هود: تقدم (فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ) ، فناسب الختم
                        بقوله: (مُصْلِحُونَ) ، لأن ذلك ضد الفساد المقابل له.

                        134 - مسألة:
                        قوله تعالى: (إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) هنا وفى الزمر.
                        وفى قصة شعيب في هود: (سَوْفَ تَعْلَمُونَ) بغير فاء؟ .

                        جوابه:
                        أن القول في آيتي الأنعام والزمر بأمر الله تعالى له بقوله: (قل)
                        فناسب التوكيد في حصول الموعود به بفاء السببية.

                        وأية هود من قول "شعيب " فلم يؤكد ذلك.

                        135 - مسألة:
                        قوله تعالى: حكاية عن قولهم: (لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا)
                        وقال في النحل: (مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ) ؟

                        جوابه:
                        أن لفظ الإشراك مؤذن بالشريك فلم يقل: (مِنْ دُونِهِ)
                        بخلاف: (عَبَدْنَا) ليس مؤذنا بإشراك غيره فلذلك جاء: (مِنْ دُونِهِ)
                        وأما زيادة (نَحْنُ) فإنه لما حال بين الضمير في (عَبَدْنَا)
                        وبين ما عطف عليه حائل وهو قوله: (مِنْ دُونِهِ) أكد بقوله: فيه (نَحْنُ)

                        وها هنا لم يحل بين الضمير والمعطوف عليه حائل.


                        136 - مسألة:
                        قوله تعالى: (كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) .
                        وفى النحل: (كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)

                        جوابه:
                        لما تقدم قوله: (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ)

                        ناسب كذلك كذب الذين من قبلهم

                        ولما تقدم في النحل: (مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ) إلى قوله: (وَلَا حَرَّمْنَا)
                        قال: (كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) .

                        137 - مسألة:
                        قوله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ)
                        وفى " سبحان ": (خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ) الآية؟ .

                        جوابه:
                        أن قوله تعالى: (مِنْ إِمْلَاقٍ) وهو الفقر، خطاب المقلين
                        الفقراء، أي: لا تقتلوهم من فقر بكم، فحسن: (نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ) ما يزول به إملاقكم
                        ثم قال: (وَإِيَّاهُمْ) أى نرزقكم جميعا.

                        وقوله تعالى: (خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ) خطاب للأغنياء، أي خشية إملاق يتجدد لهم بسببهم
                        فحَسُنَ: (نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ) .


                        لاحول ولاقوة إلا بالله

                        تعليق


                        • #27

                          تابع- سورة الأنعام

                          138- مسألة:
                          قوله تعالى في آخر الوصية الأولى: (تَعْقِلُونَ)

                          وفى آخر الثانية: (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) .
                          وآخر الثالثة: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ؟ .
                          جوابه:
                          أن الوصايا الخمس إنما يحمل على تركها العقل الغالب علىالهوى،

                          لأن الإشراك بالله لعدم استعمال العقل الدال على توحيد الله وعظمته ونعمه على عبيده،
                          وكذلك عقوق الوالدين لايقتضيه العقل لسبق إحسانهما إلى الولد بكل طريق،

                          وكذلك قتل الأولاد بالوأد من الإملاق مع وجود الرازق الكريم،
                          وكذلك إتيان الفواحش لا يقتضيه عقل،
                          وكذلك قتل النفس لغيظ أو غضب في القاتل فحسن بعده: (تَعْقِلُونَ) .


                          وأما الثانية:
                          فلتعلقها بالحقوق المالية والقولية
                          أي: لعلكم تذكرون في أنفسكم أن لو كان الأيتام أولادكم وكنتم أنتم
                          المقايضين لأنفسهم ما يكال أو يوزن، أو المشهود عليه، أو المقر له، أو الموعود،

                          أكنتم ترضونه لأنفسكنم؟ فما لا ترضونه لأنفسكم لا ترضونه لغيركم.

                          وأما الثالثة:
                          فلأن ترك اتباع الشرائع الدينية مؤد إلى غضب الله تعالى
                          وإلى جهنم لما فيه من معصية الله تعالى،
                          فحسن: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ذلك، أو تتقون عذاب الله سبحانه بسببه.

                          139 - مسألة:
                          قوله تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ) .

                          وفى الأنبياء: (وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ)
                          قدم الإنزال ههنا وأخّره في الأنبياء؟ .

                          جوابه:
                          قدم الإنزال ههنا ردا على قول فنحاص بن عازوراء:

                          (مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ) فبدأ به اهتماما به،
                          ولأن الكتب سماوية فناسب البداءة بالإنزال.
                          وأية الأنبياء في الذكر، فجاءت على الأصل في تقديم الوصف المفرد في النكرة على الجملة.

                          140 - مسألة:
                          قوله تعالى: (فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) .
                          وقال تعالى في البقرة: (كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ) .

                          جوابه:
                          أن آية الأنعام: لمطلق الحسنات،

                          وآية البقرة خاصة في النفقة في سبيل الله السالمة من المن والأذى،
                          وقد تقدم في البقرة ( راجع المسألة 63 )


                          فإن قيل: ففي البقرة: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ) الآية.
                          قلنا: وروده بعد قوله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) ،
                          يدل على ما قدمناه أو المراد بهذه الآية العشر فما زاد.


                          141 - مسألة:
                          قوله تعالى: (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) .
                          وقال في يونس عن نوح: (مِنَ الْمُسْلِمِينَ) .
                          وفى موسى: (أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) ؟ .
                          جوابه:
                          أن المراد أول الممسلمين من أهل مكة شرفها الله تعالى، لأنه
                          أول المسلمين منهم، ولم يكن نوح أول من أسلم في زمانه،
                          ومثله قول سحرة فرعون: (أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ)
                          يريد أولهم من قوم فرعون وآله.

                          وأما قول موسى (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) أراد أول المصدقين
                          بامتناع الرؤية في الدنيا " ولم يرد الإيمان الذي هو: الدين.

                          142 - مسألة:
                          قوله تعالى: (خَلَائِفَ الْأَرْضِ) .وفى فاطر: (فِي الْأَرْضِ) .

                          ( سيأتي معنا إن شاء الله في سورة فاطر).

                          143 - مسألة:
                          قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ) .
                          وفى الأعراف: (لَسَرِيعُ الْعِقَابِ) ؟ .

                          جوابه:
                          أنه لما تقدم ما يؤذن بالكرم والإحسان في قوله: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) الآيات
                          ناسَب ترك التوكيد في جانب العقاب.

                          وفى الأعراف: لما تقدم ما يؤذن بغضب الله وعذابه
                          من اتخاذهم العجل، وحل السبت، ناسَب توكيد جانب العذاب
                          بدخول اللام.

                          لاحول ولاقوة إلا بالله

                          تعليق


                          • #28
                            سورة الأعراف

                            144 - مسألة:
                            ما سبب اختلاف الألفاظ وزيادة المعاني ونقصها في بعض
                            قصص آدم دون بعض، وكذلك في غير ذلك من القصص
                            كقصة موسى مع فرعون، ونوح وهود وصالح مع قومهم
                            وشبه ذلك؟ .


                            جوابه:
                            أما اختلاف الألفاظ فلأن المقصود المعاني لأن الألفاظ الدالة عليها
                            أولا: لم تكن باللسان العربي، بل بألسنة المتخاطبين حالة وقوع ذلك المعنى، فلما أديت تلك المعاني
                            إلى هذه الأمة أديت بألفاظ عربية تدل على معانيها مع اختلاف الألفاظ واتحاد المعنى
                            فلا فرق بين " أبى" أن يكون مع الساجدين وبين " لم يكن مع الساجدين " في دلالتها على معنى واحد وهو عدم السجود.

                            وكذلك لا فرق في المعنى بين "مالك لا تسجد" و" وما منعك أن تسجد" لأن اللام صلة زائدة.

                            وأما زيادة المعاني ونقصها في بعض دون بعض فلأن المعاني الواقعة في القصص فرقت في إيرادها
                            فيذكر بعضها في مكان وبعض آخر في مكان آخر،
                            ولذلك عدة فوائد ذكرتها في كتاب" المقتص في فوائد تكرارالقصص " .

                            145 - مسألة:
                            قوله تعالى: (أَنْظِرْنِي) .
                            وفى الحجر،: (فَأَنْظِرْنِي) بالفاء؟ .


                            جوابه:
                            أن آية الأعراف استئناف سؤال غير مسبب عما قبله ، فلا وجه للفاء
                            وكذلك: (إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) خبر مستأنف غير مسبب عما قبله، تقديره: إن أخرتني فأنظرني.

                            ولما جاء بفاء السببية هنا (آية الأعراف) ، ناسب: (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) بالفاء.

                            146 - مسألة:
                            قوله تعالى: (اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا) قدم اللهو على اللعب
                            وفى العنكبوت وبقية المواضع قدم اللعب على اللهو؟

                            جوابه:
                            والله أعلم: أن اللهو عن الشر تركه وإهماله والإعراض عنه ونسيانه.
                            واللعب: معروف، وهو فعل مقصود لفاعله.

                            فلما جاء في الأعراف بعد قوله: (وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48)
                            وهو ذم لهم بالإعراض عن اتباع الحق وإهماله، ولذلك قال
                            بعده: (كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا) .
                            وكذلك آية العنكبوت، جاءت بعد قوله: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)
                            الآيتين دل بهما على إعراضهم عن الحق واتباعه مع علمهم به.

                            وأما في المواضع الأُخَرْ، فجاء في سياق ذم الدنيا والاشتغال عن الله تعالى بلعبها ولهوها وزينتها.

                            لاحول ولاقوة إلا بالله

                            تعليق


                            • #29
                              تابع - سورة الأعراف

                              147- مسألة:
                              قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا) بلفظ المستقبل
                              وكذلك في الروم.
                              وفى الفرقان وفي فاطر: (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ) بلفظ الماضي؟

                              جوابه:
                              لما تقدم: (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ) ناسب، ((وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ) ،
                              وأيضا تقدم قوله: (ادْعُوا رَبَّكُمْ) فناسب
                              (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ)
                              لأن الدعاء إنما يكون لما يأتي .

                              وكذلك في الروم :
                              لما تقدم قوله: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ) ناسب بعده: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ) .

                              أما الفرقان:
                              فلما تقدم ذلك أفعال ماضية وهو قوله تعالى:
                              (مَدَّ الظِّلَّ) و (جعله) (ثُمَّ قَبَضْنَاهُ) (جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ) (وَجَعَلَ النَّهَارَ) ناسب ذلك: (( (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ) .

                              وأما آية فاطر:
                              فإنه تقدم قوله تعالى: (اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)
                              وهو المطر، وإنما يذكر بشكر النعم الماضية على زمن الشكر، فناسب (أَرْسَلَ) ماضيا.

                              148 - مسألة:
                              قوله تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا) بغير واو.
                              وفى هود: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا) ؟ .

                              جوابه:
                              أن هنا لم يتقدمه دعوى نبوة ورد قوم مدعى ذلك عليه، فهو كلام مبتدأ.
                              وفى هود والمؤمنين: تقدم ما يشعر بذلك

                              وهو قوله تعالى: (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى) الآية،
                              فحسن العطف عليه بالواو، وتسلية للنبى - صلى الله عليه وسلم - وتخويفا لقومه بقوله تعالى:
                              (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ) ، (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ) الآيات.

                              وأما المؤمنين:
                              فلتقدم ذكر نعمه على المكلفين بحملهم على الفلك الذي كان سببا لوجودهم ونسلهم،
                              فعطفت عليه (بالواو) وبقوله: (وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22) فلأنه تقدم
                              قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ) فناسب
                              العطف عليه بقوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا) الآية.

                              149 - مسألة:
                              قوله تعالى: (قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ) في نوح،
                              وقال بعده في قصة هود: (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ
                              اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ) ( 1 ) ؟ .
                              -------------
                              ( 1 ) عبارات هذه المسألة مرتبكة كثيراً , وغير دقيقة المعنى ,
                              إذْ أنه ليس في قصة هود آية (قال الملأ الذين استكبروا من قومه ) وإنما هذه في قصة ثمود قوم صالح
                              الآية 75 من سورة الأعراف
                              وماذُكر في شأن هود الآية 62 من نفس السورة ( قال الملأ الذين كفروا من قومه ) .
                              فحق تركيب جُمل المسألة على أن تكون على النحو التالي :

                              قوله تعالى (قال الملأ من قومه ) هكذا في قصة نوح عليه السلام
                              وقال بعده في قصة هود ( قال الملأ الذين كفروا من قومه ) ؟


                              جوابه:
                              أن نوحا لم يؤمن أحد من أشراف قومه، وهود آمن بعض
                              أشراف قومه،
                              فلذلك قال: (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ).

                              150 - مسألة:
                              قوله تعالى: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ) .
                              وقال في قصة هود (من نفس السورة) : (وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ) ؟

                              جوابه:
                              أن "الضلال " فعل يتحدد بترك الصواب إلى ضده ويمكن تركه في الحال،
                              فقابله بفعل يناسبه في المعنى فقال: (وَأَنْصَحُ) .

                              "والسفاهة" صفة لازمة لصاحبها فقابلها بصفة في المعنى فقال: (وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ) .

                              لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق


                              • #30
                                تابع - سورة الأعراف

                                151 - مسألة:
                                قوله تعالى: (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ) فأفرد
                                وفى هود: (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ) فجمع؟ .

                                جوابه:
                                أن المراد بالرجفة الزلزلة العظيمة، فصح الإفراد لأن المراد بدارهم: بلدهم المزلزل،
                                والمراد بالصيحة: صيحة من السماء،
                                والمراد بديارهم: منازلهم.

                                152 - مسألة:
                                قوله تعالى في قصة نوح وشعيب: (أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي) (1)
                                وقال في هود (2) وصالح: (رِسَالَةَ رَبِّي) فأفرد؟ .

                                جوابه:
                                أن قصة نوح وشعيب تضمنتا أنواعا من التبليغات، وإن لم يذكر هنا مع طول مدة نوح فجمع لذلك.
                                وقصة هود (3)وصالح ليس كذلك فأفرد.
                                --------------
                                (1) في الآية 62 و 93 من الأعراف , وكذا في الآية 68 في قصة هود سورة الأعراف
                                (2) إفراد لفظ "رسالة" ورد في قصة نوح فقط , وفي قصة هود "رسالات" كما ذُكر في آية المسألة150
                                (3) في النسخة الأصل : وقصة هود وصالح فحذفناهما لما ذكرناه في الحاشية (2)

                                153 - مسألة:
                                قوله تعالى في قصة شعيب عليه السلام: (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ)
                                وقال في الشعراء: (عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ) ؟

                                جوابه:
                                قيل: أصحاب الأيكة غير مدين، فلا يرد السؤال.
                                وقيل: هما واحد .
                                فجوابه :أن الصيحة ( 4) لما أصابتهم خرجوا من ديارهم هاربين إلى الصحراء فأحرق جلودهم الحر
                                فجاءت الظلة فهربوا إليها، فصيح فماتوا في ظلالهم.
                                ----------------
                                (4) عبّر الله عز وجل عن عذاب قوم شعيب هنا في سورة الأعراف وسورة العنكبوت بالرجفة
                                وعبّر عنه في سورة هود بالصيحة , ومعناهما واحد وهو الزلزلة .


                                154 - مسألة:
                                قوله تعالى: (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ)
                                وفى العنكبوت: (إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ)
                                و " إلا " للحصر فكيف الجمع بينهما؟ .

                                جوابه:
                                لعل ذلك في مجالس، ففي مجلس اختصر بذكر إتيان الفاحشة وإظهارها،
                                فناسب ذكر " إخراجه " كيلا يعيب عليهم ذلك.
                                وفى مجلس عدد ذنوبهم فناسب مطالبتهم " بإتيان العذاب " عليها،
                                فحصر الجواب في كل مجلس بما ذكر فيه وناسبه.

                                أو أن الجوابين من طائفتين، فلم تجيبا إلا بما ذكر عنهما.

                                155 - مسألة:
                                قوله تعالى في قصة مدين: (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ)
                                وفي هود: (
                                وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) .
                                جوابه:
                                قيل: إن ابتداء عذابهم كان زلزلة عظيمة ثم صيحة عظيمة قطعت أكبادهم فماتوا جميعا.
                                وقيل: لأن الزلزلة العظيمة لا تخلو عن صيحة.

                                156 - مسألة:
                                قوله تعالى:، (فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ )
                                وفى طه: (فَأَرْسِلْ مَعَنَا) ؟

                                جوابه:
                                أن المرسل هنا: موسى عليه السلام فقط، فقال: (معى)
                                وفى طه: موسى وهارون عليهما السلام فقال: (معنا) .

                                157 - مسألة:
                                قوله تعالى: (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ)
                                وفى الشعراء: (مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ) .


                                جوابه:
                                أن آية الأعراف من كلام الملأ، وآية الشعراء من كلام
                                فرعون. ولما كان هو أشدهم في رد أمر موسى صرح بأنه "سحر"،
                                ويؤيده قوله تعالى - في سورة طه - : (قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ)
                                قاصدا بذلك كله تنفير الناس عن متابعة موسى عليه السلام.

                                158 - مسألة:
                                قوله تعالى: (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ) ؟ .
                                وفى الشعراء: (آمَنْتُمْ لَهُ )
                                جوابه:
                                أن الضمببر في (به) يرجع إلى رب العالمين أو إلى موسى
                                وفى (له) يجوز رجوعه إلى موسى، أو إلى ما جاء به من الآيات،
                                أي: لأجل ما جاء به من ذلك.

                                159 - مسألة:
                                قوله تعالى: (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ) الآيات. تقدم في البقرة ( مسألة 29 )

                                160 - بمسألة:
                                (إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ) . تقدم في الأنعام (مسألة 143)


                                لاحول ولاقوة إلا بالله

                                تعليق

                                يعمل...
                                X