إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كشف المعاني في المتشابه ..مسائل وأجوبة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    تابع - سورة الأعراف

    161- مسألة:
    قوله تعالى: (فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ) .
    وفى يونس: (بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ ) ؟ .
    جوابه:
    أما آية يونس عليه السلام فلتقدم قوله في قصة نوح عليه السلام: (وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا) ،
    فعدى: (كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا) بما عداه أولا.
    ولم يتقدم في الأعراف " التكذيب " متعديا بالباء، كقوله تعالى: (وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ) فناسب كل موضع ما قبله.

    وأما قوله: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ) ، وفى يونس (نَطْبَعُ) ، فلتناسب كل آية ما تقدمها،
    فالأعراف: تقدمها إظهار بعد إضمار في قوله: (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا)

    ثم قال: (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ) فناسب ذلك: (تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا) ، (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ) .
    وأيضا: لما أكد أول الآية بالقسم ناسب ذلك تعظيم الطبع
    بنسبته إلى اسم الله تعالى، وناسب التصريح بوصفهم بالكفر
    الذي معناه أقبح وأشد من معنى الاعتداء، فناسب كل آية ماختمت به.

    162 - مسألة:
    قوله تعالى: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ) .
    وفى يونس: (نَطْبَعُ) بالنون.
    جوابه:
    أنه تقدم هنا: (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ) الآية، فناسب التصريح بقوله: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ)

    وفى يونس تقدم: " فنجينا "، ثم " بعثنا " و " جعلناهم " فناسب (نَطْبَعُ) بالنون.

    163 - مسألة:
    قوله تعالى: (قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ )
    وفى الشعراء: (قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ) .

    فظاهر آية الأعراف أن الملأ قالوا ذلك،
    وظاهر آية الشعراء أن قائله فرعون.

    جوابه:
    أن كلا منهما قاله، لكن لما تقدم في الشعراء ابتداء مخاطبة
    فرعون لموسى بقوله: (قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا)
    الآيات، ناسب ذلك حكاية قول فرعون للملأ، لأنه المتكلم
    بذلك أولا تنفيرا لقومه عن متابعته كما تقدم قبل هذا، ولم
    يأتى في الأعراف مثل ذلك فحكى قولهم له.

    164 - مسألة:
    قوله تعالى في الأعوام: (وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ) .
    وفى الشعراء: (وابعث) .
    كلاهما معلوم المراد، فما فائدة اختلاف اللفظين؟
    وكذلك قوله تعالى هنا: (بِكُلِّ سَاحِرٍ) وفى الشعراء (بِكُلِّ سَحَّارٍ) ؟ .

    جوابه:
    مع التفنن في الكلام، أن (أَرْسِلْ) أكثر تفخيما من (ابعث) وأعلى رتبة لإشعاره بالفوقية.
    ففي الأعراف حكى قول الملأ لفرعون، فناسب خطابهم له بما هو أعظم رتبة، تفخيما له.

    وفى الشعراء: صدر الكلام بأنه هو. القائل لهم فناسب تنازله
    معهم ومشاورته لهم، وقولهم (ابعث) .

    وأما قوله تعالى هنا: (بِكُلِّ سَاحِرٍ) وفى الشعراء (بِكُلِّ سَحَّارٍ)
    فلتقدم قولهم: (بسحره) فناسب صيغة المبالغة بـــ (سَحَّارٍ).

    165 - مسألة:
    قولهم هنا، وفى الشعراء: قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122)
    وفى طه: (آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى) ؟ .

    جوابه:
    لما تقدم في الأعراف: (إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
    وفى الشعراء: (إِنِّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
    ناسب ذلك (آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) . ثم خصصوا.
    المراد بأنه رب موسى وهارون: الذي جاء برسالته لا غير.


    وفى طه: لمراعاة رؤوس الآن اكتفى برب هارون وموسى،
    فلم يحتج إلى إعادة " رب " ثانياً.

    لاحول ولاقوة إلا بالله

    تعليق


    • #32

      تابع - سورة الأعراف

      166- مسألة:
      - قوله تعالى: (قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125) .

      وفى الشعراء: (لَا ضَيْرَ) الآية
      بزيادة (لَا ضَيْرَ) .

      جوابه:
      لما كان الوعيد في الشعراء أشد ناسب مقابلتهم له بعدم التأثر به فى مقابلة ما يرجونه عند الله تعالى.

      167 - مسألة:
      قوله تعالى: (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا) .
      وفى يونس: (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا)
      قدّم النفع هنا، وأخره في يونس؟ .

      جوابه :
      أن آية الأعراف تقدمها ذكر الساعة، فناسب في حقه تقديم النفع الذي هو ثواب الآخرة، وأخر الضر الذي هو عقابها.
      وآية يونس تقدمها ذكر استعجال الكفار العذاب في قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ) الآية، فناسب تقديم الضر على النفع،
      ولذلك قال تعالى بعده: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا) ،
      وكذلك كلما قدم فيه النفع والضر فلتقدم ما يناسب ذلك التقديم أو تأخيره وذلك ظاهر لمن ينظر فيه.

      168 - مسألة:
      قوله تعالى: (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) .
      وفى حم السجدة: (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) ، بِلام التعريف.
      جوابه:
      أن آية الأعراف نزلت أولا، وآية السجدة نزلت ثانيا، فحسن التعريف أي: هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ الذي تقدم ذكره أولا عند نزوغ الشيطان.


      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #33
        سورة الأنفال

        174- مسألة:
        قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)

        ثم قال: (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ)
        فأثبت عذابهم ثانيا بعد نفيه أولا، فما معناه؟ .
        جوابه:
        المنفى عذاب الدنيا الذي كانوا يستعجلونه، والمثبت عذاب الآخرة. أو المنع تعذيبهم بشرط كونك فيهم، والمثبت عدم ذلك. أو المنع عذاب الكل ليعلمه أن بعضهم سيسلمون،

        والمثبت عذاب بعضهم كيوم بدر (1) .
        ----------

        (1) وأُجيب أيضاً بأن معناه : وأنت مقيم فيهم بمكة وقد حدث ذلك
        فلما أخرجوه من مكة وخرجوا لحربه عُذّبوا

        أو أن معناه : وماكان الله ليعذبهم العذاب الذي طلبوه وهو إمطار الحجارة عليهم وأنت فيهم , أو عذاب إبداتهم كما فعل بعاد وثمود .

        لاحول ولاقوة إلا بالله

        تعليق


        • #34
          تعديل التنسيق

          سورة الأنفال
          175- مسألة:
          قول الشيطان يوم بدر: (إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ) .
          كيف لم يقل ذلك حين أبى من السجود؟ .

          جوابه:
          أنه قد علم ما أعد له من عذاب القيامة، فلما رأى الملائكة
          يوم بدر ونزولها إلى الأرض توهم أنه الوقت المعلوم وأنه قد حان أجل عذابه.

          176 - مسألة:
          قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) .
          وقال في براءة: (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ) .
          قدّم المال هنا وأخره في براءة.

          جوابه:
          أن آية الأنفال تقدمها ذكر الغنائم واختيارهم أخذ الفداء من الأسرى ببدر
          فناسب تقديم إنفاق المال في سبيل الله تعالى.

          وآية براءة: تقدمها ذكر افتخارهم بعمارة المسجد الحرام على المجاهدين
          فناسب تقديم الجهاد في سبيل الله على ذكر الأموال، وأنه أهم.
          والله أعلم.

          التعديل الأخير تم بواسطة أبو/سلطان; الساعة 2017-03-15, 11:50 PM.
          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق


          • #35
            سورة براءة

            177 - مسألة:
            قوله تعالى: (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) وهذه
            الآية نزلت في ذي القعدة، فآخر الأربعة صفر.
            ثم قال: (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ) .
            وانسلاخها آخر المحرم؟ .

            جوابه:
            أن الآية الأولى في المعاهدين، والثانية في من ليس لهم عهد،
            ثم نسخ ترك القتال في الأشهر الحرم بقوله تعالى: (اقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ)
            وقيل: أول. الأربعة " شوال " وعلى هذا لا إشكال.
            وقيل: أولها عاشر الحجة سنة تسع وسماها حرما لتحريم قتالهم فيها أو تغليبا للأشهر الحرم.

            178 - مسألة:
            (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ - إلى قوله - لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) ؟
            وقال بعده: (فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )
            وقال بعده: (زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) .

            جوابه:
            أن الأولى:
            نزلت في الذين فضلوا سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام على الإيمان والجهاد
            فوضحوا الأفضل في غير موضعه، وهو معنى الظلم، أو نقصوا الإيمان بترجيح الآخر عليه
            والظلم: النقص أيضا: كقوله تعالى: (وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا) .

            والثانية:
            في المسلمين الذين اتخذوا أقاربهم الكفار أولياء، وبعض الفسق لا ينافى الإيمان.
            والثالثة:
            في الكفار الذين كانوا ينسئون الشهور فيحلون حرامها ويحرمون حلالها ولذلك قال تعالى: (زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ).

            179 - مسألة:
            قوله تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) هل وقع ذلك لغير المسيح؟

            جوابه:
            أنهم نزلوهم منزلة الرب تعالى في امتثال أحكامهم فيهم في
            التحليل والتحريم ولذلك قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا)

            180 - مسألة:
            قوله تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ) .
            وفي الصف: (لِيُطْفِئُوا) .

            جوابه:
            أن (يُطْفِئُوا) هو مفعول يريدون وفى الصف مفعوله محذوف تقديره:
            يريدون الافتراء لأجل أن يطفئوا نور الله بأفواههم أى بتحريفهم الكتاب وما يقولونه من الرد على النبى صلى الله عليه وسلم .

            ويؤيد ما قلناه من إظهار المفعول وحذفه في الصف ما ختم به الآيتان وظهر ذلك بالتدبر.


            لاحول ولاقوة إلا بالله

            تعليق


            • #36
              تابع سورة براءة (التوبة)

              181 - مسألة:.
              قوله تعالى: (إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ)
              وقال بعد ذلك في مواضع: (كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) .

              جوابه:
              أن الأول في سياق إثبات بعد النفى فناسب التوكيد بإعادة الجار بخلاف بقية الآيات.

              182 - مسألة:
              قوله تعالى: (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) .
              وقال بعده: (وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا) .

              فالآية الأولى: بالفاء، وتكرار (وَلَا) وباللام في (يُعَذِّبَهُمْ) وبلفظ (الْحَيَاةِ) .
              والآية الثانية: بالواو، وسقوط (لَا) ، و (أن) موضع اللام.

              جوابه:
              أن الآية الأولى: ظاهرة في قوم أحياء، والثانية: في قوم أموات.

              وأما الفاء في الأولى: فلأن ما قبلها أفعالا مضارعة يتضمن معنى الشروط كأنه قيل:
              إن اتصفوا بهذه الصفات من الكسل في الصلاة، وكراهية النفقات فلا تعجبك أموالهم .

              والآية الثانية تقدمها أفعال ماضية، وبعد موتهم، فلا تصلح للشرط فناسب مجيئها بالواو.

              وأما قوله تعالى: (وَلَا أَوْلَادُهُمْ) فلما تقدم من التوكيد في قوله: (إِلَّا وَهُمْ) ،
              وفى قوله تعالى: - (وَلَا يَأْتُونَ) إلى (وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا) ،
              فناسب التوكيد في قوله تعالى: (وَلَا أَوْلَادُهُمْ) بخلاف الآية الثانية.

              وأما (اللام) في الأولى، و (أن) في الثانية فلأن مفعول الإرادة في الأول محذوف،
              واللام للتعليل تقديره: إنما يريد الله ما هم فيه من الأموال والأولاد لأجل تعذيبهم في حياتهم
              بما يصيبهم من فقد ذلك، ولذلك قال: (وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55)

              ومفعول الإرادة في الآية الثانية " أن يعذبهم " لأن الأعمال المتقدمة عليه ماضية ولا تصلح للشرط ولذلك قال:
              (وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ)

              وأما: (الدنيا) في الثانية فلأنها صفة للحياة فاكتفى بذكر الموصوف أولا عن إعادته ثانيا.

              183 - مسألة:
              قوله تعالى: (وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ)
              وقال بعده: (وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ) ؟ (1)
              (1) الآيات :
              رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (87)

              إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ۚ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (93)

              جوابه:
              أن الأولى صدرت بما لم يسم فاعله في قوله تعالى: (وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا)
              مع العلم بالفاعل، فختمت كذلك مناسبة بين صدر الكلام، وختمه.

              والثانية: جاءت بعد بسط الكلام في عذر المعذورين فناسب
              البسط في توبيخ مخالفيهم، والتوكيد فيه بتصريح اسم الفاعل،
              ولذلك صدر الآية ب (إنما) الحاصرة للسبيل عليهم،

              وأما ختم الأولى ب (لا يفقهون) ، والثانية ب (لا يعلمون) :

              أما الأولى:
              فلأنهم لو فهموا ما في جهادهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
              من الأجر لما رضوا بالقعود ولا استأذنوا عليه.

              والثانية:
              جاءت بعد ذكر الباكين لفوات صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
              لعلمهم بما في صحبته من الفوز والمنزلة عند الله تعالى،
              فلو علم المستأذنون ما علمه الباكون لما رضوا بالقعود، لكنهم لا يعلمون.

              لاحول ولاقوة إلا بالله

              تعليق


              • #37
                تابع سورة براءة ( التوبة)

                184 - مسألة:
                قوله تعالى: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ)

                وقال في – شأن المؤمنين - : (بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) ؟ .

                جوابه:
                أن المنافقين ليسوا بمتناصرين على دين معين وشريعة ظاهرة،
                فكان بعضهم يهود، وبعضهم مشركين، فقال: (مِنْ بَعْضٍ) أي في الكفر والنفاق،


                والمؤمنون متناصرون على دين الإسلام وشريعته الظاهرة،
                فقال: (أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) في النصرة وفى اجتماع القلوب على دينهم،

                فلذلك قال: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ،
                وقال في المنافقين: (وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) .

                185 - مسألة:
                قوله تعالى: (وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) .
                وقال بعد ذلك: (فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) ؟

                فقال في الأولى: (ثُمَّ تُرَدُّونَ) ،
                وفى الثانية: (وَسَتُرَدُّونَ) ،
                وقال في الثانية: (وَالْمُؤْمِنُونَ) .

                جوابه:
                أن الأولى في المنافقين بدليل: (قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ)
                وكانوا يخفون من النفاق ما لايعلمه إلا الله تعالى ورسوله بإعلامه إياه.


                والآية الثانية: في (شأن المؤمنين) بدليل قوله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)
                وأعمالهم ظاهرة فيما بينهم من الصلاة والزكاة والحج وأعمال البر

                فلذلك زاد قوله: (وَالْمُؤْمِنُونَ) .

                وأما (ثم) في الأولى: فلأنها وعيد، فبين أنه لكرمه لم يؤاخذ هم في الدنيا، فأتى ب (ثم) المؤذنة بالتراخى.

                والثانية: وعد، فأتى بالواو والسين المؤذنان بقرب الجزاء والثواب وبعد العقاب

                فالمنافقون:
                يؤخر جزاؤهم عن نفاقهم إلى موتهم، فناسب (ثم)
                والمؤمنون:
                يثابون على العمل الصالح في الدنيا والآخرة لقوله تعالى: (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ) الآية.

                لاحول ولاقوة إلا بالله

                تعليق


                • #38
                  تابع سورة براءة (التوبة)

                  186 - مسألة:
                  قوله تعالى: (لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ
                  مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ
                  ) (1) .

                  فهل التوبة الأولى هي الثانية ؟ أو غيرها ؟


                  جوابه:
                  قيل: الأولى عامة , والثانية في الفريق الذي كادت تزيغ قلوبهم.
                  وقيل: الأولى هي الثانية، وإنما بين في الثاني سبب توبتهم
                  وقوله تعالى: (لِيَتُوبُوا) أي ليدوموا على توبتهم.
                  -----------

                  (1): الآية117 من سورة التوبة, و(ساعة العسرة) في الآية الكريمة للعلماء فيها أقوال
                  فمنهم من يرى أنها كل ساعة عصيبة مرت بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه
                  والمقصود من ذِكرها التذكير بصفات المهاجرين والأنصار على سبيل التكريم والمدح.
                  ومنهم من خصصها في غزوة تبوك بعينها حيث عُرفت بغزوة العسرة , كما عُرف جيشها بجيش العُسرة الذي
                  كان لعثمان رضي الله عنه النصيب الأكبر في تجهيزه ,

                  وقد نُقل عن الصحابة والتابعين في وصفها أقوال:
                  قال عمر رضي الله عنه :
                  خرجنا في قيظ شديد وأصابنا فيه عطش شديد حتى أن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرته ويشربه

                  وقال جابر رضي الله عنه :
                  حصلت عسرة الظهر وعسرة الماء وعسرة الزاد

                  قال الحسن رضي الله عنه :
                  أما عسرة الظهر فقد كان العشرة من المسلمين يخرجون على بعير يعتقبونه بينهم ,
                  وأما عسرة الزاد فربما مص التمرة الواحدة جماعة يتناوبونها حت لايبقى من التمرة إلا النواة ,
                  وكان معهم شيء من شعير مسوس فكان أحدهم إذا وضع اللقمة في فيه أخذ أنفه من نتَن اللقمة .


                  187 - مسألة:
                  قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)
                  إلى (إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ)

                  وقال بعدها: (وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ)
                  زاد في الأولى: (عمل صالح) ؟
                  جوابه:
                  أن الآية الأولى: تضمنت ما ليس من عملهم فبين بكرمه تعالى أنه يكتب لهم بذلك
                  عَمَلٌ صَالِحٌ وإن لم يكن من عملهم.


                  والآية الثانية: تضمنت ما هو من عملهم القاصدين له، فقال:

                  (كُتِبَ لَهُمْ) أي ثواب ذلك العمل. والله أعلم.

                  لاحول ولاقوة إلا بالله

                  تعليق


                  • #39
                    سورة يونس عليه السلام

                    188 - مسألة:
                    قوله تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ) .
                    وفى الفرقان: (مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ) .
                    جوابه:
                    لما تقدم هنا: (إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)
                    ناسب تقديم الضر، أي: لا يضرهم إن عصوه ولاينفعهم إن أطاعوه.

                    وفى الفرقان: تقدم ذكر النعم وعدها، فناسب تقديم النفع،
                    أي: ما لا ينفعهم بنعمة من النعم،
                    ومثله قوله فيها: (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ)
                    قدم الضر لتقدم قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ) . وسيأتي معنا في المسألة 305

                    189 - مسألة:
                    قوله تعالى: (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) ، وكذلك في فاطر.
                    وقال في المنافقين: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) ؟
                    والمعنى : كيف تكون العزّة لله وحده, ثم يقرر أنها للرسول وللمؤمنين ؟
                    جوابه:
                    أن العزة له تعالى جميعا، وعزة الرسول والمؤمنين منه، وهو
                    معطيها لهم، فعزتهم من عزته، فهو المختص بها وحده تعالى.

                    190 - مسألة:
                    قوله تعالى: (كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا)
                    وفى سورة المؤمن (وتسمى غافر أيضاً) : (وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ) بالواو؟
                    جوابه:
                    أن المراقب ب (مَنْ) قبلها، و (مِنْ) بعدها واحد في قوله تعالى: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) ،
                    (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ) الآيات، فحسن ترك الواو لذلك.

                    وفى المؤمن (مِنْ) بعدها غير (مَنْ) قبلها، فناسب لأن المتقدم قوم نوح، ومن ذكر معهم والمراد
                    بالمتأخرين: المشركون ومن وافقهم أنهم أصحاب النار بجاءت الواو .

                    191 - مسألة:
                    قال هنا: (عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا)
                    وفى المؤمن: (عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا) ؟ .
                    جوابه:
                    أن المقال هنا يصح خطاب المؤمن والكافر به،
                    فمن أنكره خرج من الحق إلى الضلال، ولذلك قال: (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ) ،
                    وأية المؤمن تقدمها: (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا)
                    فناسب قوله تعالى: (عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ) .

                    192 - مسألة :
                    قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ) .
                    جوابه: تقدم في الأنعام مسألة 120.

                    193 - مسألة:
                    قوله تعالى: (أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
                    وقال بعده (في نفس السورة) :
                    (أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ)
                    وبعده: (مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ)

                    حذف (ما) في الأولى،
                    وأثبت (مَن) في الثانية،
                    (وما) في الثالثة؟ .
                    جوابه:
                    أن الأولى:
                    تقدمها: (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ)
                    فأغنى لفظه عن إعادته مع العلم بالمعنى
                    .

                    والثانية :
                    تقدمها: (وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) فقال: (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ)
                    إشارة إلى أنهم
                    لا يضرونك فيما لم يقدره الله لأنهم ملكه وعبيده، وفى تصرفه.

                    والثالثة:
                    تقدمها قوله تعالى: (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ)
                    أي هو
                    الغنى المطلق عن كل شي من اتخاذ الأولاد للقوة والظفر
                    وغير ذلك، فأكد بزيادة (ما) لأن السياق يقتضيه
                    .
                    التعديل الأخير تم بواسطة أبو/سلطان; الساعة 2017-03-19, 03:56 PM.
                    لاحول ولاقوة إلا بالله

                    تعليق


                    • #40
                      تابع سورة يونس عليه السلام

                      194 - مسألة:
                      قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ)
                      وفى الزمر: (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ) ؟


                      جوابه:
                      لما أفرد "النفس " ناسب الاكتفاء ب (مَا فِي الْأَرْضِ) .
                      ولما جمع (الَّذِينَ ظَلَمُوا) ى ناسب ذكر الفداء بما في الأرض و (مِثْله) .


                      195 - مسألة:
                      قوله تعالى: (وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ)
                      وفى سبأ: (فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ) .

                      جوابه:
                      لما تقدم قوله تعالى: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ) الآية،
                      ناسب ذلك تقديم الأرض لأن النور والتلاوة والعمل في الأرض، فناسب ذلك تقديم السموات (1).
                      -------------

                      (1) هكذا العبارة في النسخة الأصل , وهنا كلام سقط , صحته : ( وتقدّم في سبأ إنكار الكفار للقيامة ومافيها من أمور غيبية فناسب ذلك تقديم السماوات ).

                      196 - مسألة:
                      قوله تعالى: (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ) وقال
                      في الأنعام: (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي) ، والشك لا يجوز عليه؟ .


                      جوابه:
                      أن المراد غيره ممن يجوز عليه الشك وكذلك كل موضع يشبه ذلك في القرآن تقديره
                      فإن كنت أيها الإنسان، ولذلك قال: (إليك) ولم يقل عليك، وقد تقدم في البقرة معناهما.

                      197 - مسألة:
                      قوله تعالى: (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )
                      وفى النمل: (أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ؟ .

                      جوابه:
                      لما تقدم قبله: (كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ)
                      ناسب قوله: (أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) .

                      ولما تقدم في النمل: (إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ)
                      ناسب بعده: (أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) . والله أعلم.


                      لاحول ولاقوة إلا بالله

                      تعليق


                      • #41

                        سورة هود - عليه السلام

                        198 - مسألة:
                        قوله تعالى: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ)
                        ما معناهما: وهل التفصيل غير الإحكام؟ .
                        جوابه:
                        معناه: أحكمت آياته في اللوح المحفوظ، ثم فصلت في إنزالها
                        على النبى - صلى الله عليه وسلم - بحسب الحاجة والمصلحة ذلك الوقت.

                        199 - مسألة:
                        قوله تعالى: (إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ) هنا،
                        وفى الأحزاب والبقرة وحم السجدة قدم البشارة؟
                        جوابه:
                        لما قال هنا (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ) ناسب تقديم النذارة على عبادة غير الله تعالى،

                        وفى الأحزاب والبقرة كان الخطاب له، فناسب كرامته تقديم البشارة،
                        وكذلك في (حم) ناسب ذكر "الرحمة ووصف الكتاب " تقديم البشارة والله أعلم.

                        200 - مسألة:
                        قوله تعالى: (إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) . وقال: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) .
                        ما فائدة السعى وهو مضمون؟
                        جوابه:
                        أنه تكفل برزقها على الوجه المعتاد والمشروع لمصالح العالم
                        وعمارة الدنيا وكما يخلق الولد على الوجه المعتاد من الوطىء وغيره،
                        وإن كان قادرا على إيجاده اختراعا أوليا.

                        201 - مسألة:
                        قوله تعالى: (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ)
                        وفى حم السجدة: (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ) .
                        جوابه:
                        أن آية هود تقدمها: (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ)
                        فأغنى عن إعادتها ثانيا،
                        ولم يتقدم ذلك في حم السجدة فذكرها.

                        202 - مسألة:
                        قوله تعالى: (فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ)

                        جوابه:
                        أن ذلك الخطاب يجوز من النبى - صلى الله عليه وسلم - للكفار
                        أي فإن لم يستجيبوا لكم من دعوتموهم فاعلموا، فيكون من تمام خطاب النبي صلى الله عليه وسلم لهم.
                        ويجوز أن يكون الشرط خطابا من الله تعالى للمؤمنين،
                        ويكون قوله تعالى (فَاعْلَمُوا) أي فدوموا على علمكم،
                        و يعنى بعلم الله: بإذنه، أو بعلمه بالغيوب وبمعلوماته .

                        لاحول ولاقوة إلا بالله

                        تعليق


                        • #42

                          تابع سورة هود - عليه السلام


                          203- مسألة:
                          قوله تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا) الآية.
                          وقال في آل عمران في يوم أحد: (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا) وهم أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ؟

                          جوابه:
                          من وجوه:
                          قيل: هو عام ومعناه خاص في الكفار من أهل
                          الكتاب والربانيين وغيرهم.

                          وقيل: هو في العصاة من المؤمنين، ويكون قوله تعالى:
                          (لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ) إن جازاهم على ذلك،
                          لكنه يعفو عنهم إذا شاء.

                          وقيل: المراد من كان يريد الدنيا فقط خاصة دون الآخرة
                          لعدم إيمانه بها أو إهماله لشأنها.

                          204 - مسألة:
                          قوله تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ)
                          أين خبره؟
                          جوابه:
                          هو محذوف لدلالة الكلام عليه، وهو كثير في القرآن
                          جريا على عادة كلام العرب لفهم المعنى منه تقديره: كمن هو ضال كفور.

                          205 - مسألة:
                          قوله تعالى: (قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي) والشرط لا يكون إلا مستقبلا؟
                          جوابه:
                          أن تقديره إن بنت، أو بان أو صح أنى افتريته فعلى إجرامى.

                          206 - مسألة:
                          قوله تعالى في قصة عاد ومدين: (ولمَّا) بالواو وفى قصة ثمود وقوم لوط بالفاء؟ .
                          جوابه:
                          قصة صالح ولوط جاءتا في سياق الوعد المؤقت بالعذاب فناسب "الفاء" الدالة على سببية الوعد لما جاء.
                          وقصة عاد ومدين جاءتا مبتدأتين غير مسببتين عن وعد مؤقت لسابق فجاءا بواو العطف على الجملة التي قبلها.

                          207 - مسألة:
                          قوله تعالى: (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ) .
                          وفى الحجر: (وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ )
                          استثنى امرأته فى هود ولم يستثنها في الحجر، وفى الحجر خاصة (وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ) ؟


                          جوابه:
                          أنه تقدم في الحجر: (إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا امْرَأَتَهُ)
                          فأغنى عن إعادة استثنائيا، ولم يتقدم ذلك في هود، فذكرها فيها.
                          وأما قوله تعالى: ((وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ) فليكون وراء أهله في السير فيتحقق نجاتهم مما أصاب قومه
                          فيتحقق ما وعده به الملائكة الرسل إليه.

                          208 - مسألة:
                          قوله تعالى: (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ)
                          وفى الحجر: (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ) ؟
                          جوابه:
                          أن ابتداء عذابهم الصبح، وآخره لشروق الشمس، فعبر هنا
                          عن ابتداء العذاب،
                          وفى الحجر عن انتهائه بالشروق والإشراق، والله أعلم.

                          209 - مسألة:
                          قوله تعالى: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ)
                          وفي العنكبوت : (فَقَالَ يَا قَوْمِ) ؟

                          جوابه:
                          أن سياق ما تقدم من قصص الأنبياء خال عن "الفاء"
                          في مثل ذلك، وآية العنكبوت تقدمها القصص بالفاء في مثله،
                          قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ) (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ) (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ) ،
                          فناسب سياق ذلك فقال بالفاء هنا.

                          210 - مسألة:
                          قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا)
                          وفى قصة صالح ولوط: ((فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا) بالفاء؟

                          جوابه:
                          أن شعيبا لم يوقت لهم العذاب، ولا توعدهم بسرعته، فجاء بالواو لأنه غير منتظر.
                          وفى قصة صالح ولوط وقت لهما العذاب، فصالح قال: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام
                          وفى لوط: إن موعدهم الصبح، فجاءت بالفاء المؤذنة بالسبب.

                          لاحول ولاقوة إلا بالله

                          تعليق


                          • #43

                            سورة يوسف - عليه السلام

                            211 - مسألة:
                            قوله تعالى في يوسف عليه السلام: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا)
                            وفي القصص في موسى عليه السلام: (بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى) ؟ .
                            (أي لم يذكر الاستواء في شأن يوسف )

                            جوابه:
                            أن يوسف عليه السلام:
                            نبه على ما يراد منه قبل بلوغ الأربعين برؤياه الكواكب والوحي
                            حين ألقى في الجب، وإلهامه علم التعبير، وغير ذلك مما كان في زمان حداثته، وهو تعريضه بما يراد منه.

                            وموسى عليه السلام:
                            لم يعلم المراد منه ولا نبه عليه قبل بلوغ الأربعين وقبل مفارقة شعيب، فناسب قوله فيه: (وَاسْتَوَى)
                            لاسيما على قول الأكثر أن الاستواء: بلوغ الأربعين، لأنها كمال العقل والنظر.
                            والخلاف في الأشد، والاستواء مشهور ولم يقل أحد أنه دون البلوغ.

                            212 - مسألة:
                            قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) هنا، وفى الحج.
                            وفى مواضع أخر: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) بالواو.
                            جوابه:
                            أن كل موضع يكون ما قبله سببا لما بعده كان بالفاء للسببية،
                            وإن لم يكن سببا لما بعده كان بالواو العاطفة ، لأنها تعطف جملة على جملة،
                            بيان ذلك:
                            لما تقدم في يوسف عليه السلام: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ) قال: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ)
                            فينظروا ويسمعوا أخبار الرسل وما جرى على من كذبهم.

                            ولذلك في الحج لما تقدم: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ)
                            قال: (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ) فيتدبروا أحوال الماضين منهم.

                            213 - مسألة:
                            قوله تعالى: (وَلَدَارُ الْآخِرَةِ) .

                            وفى الأعراف: (وَالدَّارُ الْآخِرَةُ) ؟ .
                            جوابه:
                            أن هنا تَقدّم ذِكر الساعة ، فكأنه قال تعالى: ولدار الساعة الآخرة (1)

                            وفى الأعراف: تَقدّم قوله: (يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى) فناسب: (وَالدَّارُ الْآخِرَةُ) (2)
                            -------------

                            (1) أي أن (دار) مضاف إلى موصوف محذوف بالألف واللام (الساعة) وأبقى صفة الموصوف المطابقة له وهي لفظ الآخرة.
                            (2) أي ناسب عطف (الدار) على (العرض الأدني) للمقابلة بينهما.


                            لاحول ولاقوة إلا بالله

                            تعليق


                            • #44

                              سورة الرعد

                              214 - مسألة:
                              قوله تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
                              وفى النحل: (مَا فِي السَّمَاوَاتِ) ؟ .

                              جوابه:
                              أنه حيث أريد بالسجود الخضوع والانقياد جئ ب (ما) لأنها عامة فيمن يعقل ومن لايعقل،
                              كآية النحل فيمن يعقل ومن لا يعقل.


                              وخص من يعقل هنا لتقدم قوله: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ)
                              وقبله: (سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ)
                              فناسب: (مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) .

                              ولما تقدم في النحل: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ)
                              وهو عام في كل ذي ظل غلب ما لا يعقل لأنه أكثر،
                              وكذلك في سجدة الحج وعطف ما لا يعقل على ما يعقل.

                              215 - مسألة:
                              قوله تعالى: (لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا)
                              قدم النفع لأن النفس ترتاح إليه ولاتسأمه، فقدمه لقوله: (لِأَنْفُسِهِمْ) ؟

                              جوابه:
                              لما قال: (قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) والولى دأبه نفع وليه مطلقا أصابه ضراء أو لم يصبه،
                              وسواء قدر على دفع الضر أو لا، فناسب تقديم النفع على الضر
                              بخلاف آية
                              الفرقان ( كما سيأتي معنا إن شاء الله ).


                              لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق


                              • #45

                                سورة إبراهيم - عليه السلام

                                216 - مسألة:
                                قوله تعالى: (لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ)
                                وقال بعده: (أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) ولم يقل: (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) ؟ .
                                جوابه:
                                أن قصة موسى عليه السلام ( التي لم يذكر فيها قوله بإذن ربهم ) مضت وعرفت نبوته
                                فلا حاجة إلى توكيدها بذلك.
                                ونبوة النبى - صلى الله عليه وسلم - باقية، وكذلك دعاؤه إلى الله تعالى
                                فناسب التوكيد لرسالته ونبوته بقوله تعالى: (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ)


                                217 - مسألة:
                                قوله تعالى: (لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)

                                لم يقل "صبور ولا شكار فما فائدة ذلك التغاير وكلاهما للمبالغة؟
                                جوابه:
                                أن نعم الله تعالى مستمرة متجددة في كل حين وأوان فناسب
                                (شَكُورٍ) لأن صيغة "فعول " تدل على الدوام كصدوق ورحوم وشبهه.

                                وأما المؤلمات المحتاجة إلى الصبر عليها فليست عامة بل تقع في بعض الأحوال
                                فناسب صبار، لأن: " فعالا" لا يشعر بالدوام كنوام وركاب وأكال، ولمراعاة رؤوس الآي.


                                218 - مسألة:
                                قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا)
                                جوابه: تقدم في المائدة مثيله, المسألة 104.


                                219 - مسألة:
                                قوله تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)
                                ولم يقل بعده: "لأعذبنكم أشد عذاب " كما قال (لَأَزِيدَنَّكُمْ)

                                جوابه:
                                من وجهين:
                                الأول: حسن المخاطبة في التصريح بالزيادة في الخير، ولم
                                يصرح بالعذاب في المخاطبة.
                                الثاني: لو صرح بخطابهم بذلك لم يكن صريحا بدخول غيرهم في ذلك الحكم
                                فعدل عن إضافة ذلك إليهم ليفيد عمومه في كل كافر مطلقا.


                                220 - مسألة:
                                قوله تعالى: (قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ) . ولم يقل: قالوا لرسلهم؟ .
                                جوابه:
                                أن التصريح باللام (آكد) في تبليغ الرسالة لهم فناسب ذكرها في سياق الرسل.

                                221 - مسألة:
                                قوله تعالى: (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً)

                                وفى النمل: (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً)) ؟ .
                                جوابه:
                                أنه لما قال هنا: (رِزْقًا لَكُمْ) وإقرانها بالرزق أبلغ في النعمة

                                والمنة أغنى ذكرها آخرا عن ذكرها أولا.
                                وفى النمل: صدرها مع (أَنْزَلَ) للمنة وليس ثَم ما يغنى عنها بالمنة عليهم.

                                لاحول ولاقوة إلا بالله

                                تعليق

                                يعمل...
                                X