إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كشف المعاني في المتشابه ..مسائل وأجوبة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    تابع سورة الأنبياء - عليهم السلام

    279 - مسألة :
    قوله تعالى: (فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا)
    وفى سورة التحريم: (فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا) ؟ .

    جوابه:
    أن لفظ التذكير عند العرب أخف من التأنيث، وها هنا لم يتكرر لفظ التأنيث كتكريره في التحريم فجاء فيها مؤنثا.

    وفى التحريم تكرر لفظ التأنيث بقوله تعالى: (ومريم) و (ابنت) و (أحصنت) و (فرجها) فناسب التذكير تخفيفا من زيادة تكرر التأنيث(1).
    -----------------
    (1) وقال الرازي : حيث أنّث أراد النفخ في ذاتها , وإن كان مبدأ النفج من الفرج الذي هو مخرج الولد, أو جيب درعها على اختلاف القولين لأنه فرجة , وكل فرجة بين شيئين تُسمّى فرجا في اللغة , وهذا أبلغ في الثناء عليها لأنها إذا منعت جيب درعها مما لايحل كانت لنفسها أمنع .
    وحيث ذكر فظاهر . (مسائل الرازي ص229 )

    280 - مسألة :
    قوله تعالى: (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (وَتَقَطَّعُوا)
    إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ )92( وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ) الآية
    وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)52 (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا) الآية

    جوابه:
    أما قوله: (فَاعْبُدُونِ) فلأنه خطاب لسائر الخلق، فناسب أمرهم بالعبادة والتوحيد ودين الحق.
    وقوله: (فَاتَّقُونِ) خطاب للرسل فناسب الأمر بالتقوى،
    ويؤيده:
    (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) أي لما كان الخطاب إلى جميع الناس ناسب أمرهم بالعبادة كآية الأنبياء
    و (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ) أي لما كان الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ناسب أمره له بالتقوى كآية المؤمنين.

    وأما " الواو"، و " الفاء"، فلأن ما قبل " الواو" لا يتعلق بما بعدها، وما قبل "الفاء" متعلق بما بعدها
    لأن ذكر الرسل يقتضي التبليغ ولم يسمعوا،
    فكأنه قيل: بلغهم الرسل دين الحق فتقطعوا أمرهم،
    ولذلك قيل هنا - في سورة الأنبياء : (كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ)
    وفى المؤمنين: (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ ) أي من الخلاف بينهم فرحون .

    281 - مسألة :
    قوله تعالى: (وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ) وقال تعالى: (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ)
    وقال تعالى: (قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ )
    إلى غير ذلك مما يدل على سماعهم ؟

    جوابه:
    لعل ذلك باعتبار حالين:
    فحال السماع والمحاجة والمخاصمة قبل اليأس من الخلاص من النار.
    وحال اليأس لا يسمعون، لما روى أنهم يجعلون في توابيت من نار ويسد عليهم أبوابها فحينئذ لا يسمعون.(2)

    -----------------
    (2) نقل ذلك الزمخشري والقرطبي والرازي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
    راجع كشاف الزمخشري 2/584 جامع القرطبي11/345 وتفسير الرازي 22/225

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو/سلطان; الساعة 2017-04-28, 04:51 PM. سبب آخر: تصحيح خطأ مطبعي
    لاحول ولاقوة إلا بالله

    تعليق


    • #62

      سورة الحج

      282 - مسألة :
      قوله تعالى: (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ)
      ثم قال: (وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى) الآية؟ .
      جوابه:
      أن الزلزلة عامة في وقت واحد فيدركها الكل إدراكا واحدا فقال: (تَرَوْنَهَا)
      ورؤية السكارى مختصة بكل إنسان بنفسه فيراهم هذا في وقت وهذا في وقت فقال: وترى أيها الرائى.

      283 - مسألة :
      قوله تعالى: (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا)
      إن كان المراد بالزلزلة نفس البعث والساعة فلا حمل حينئذ ولا رضاع. وإن كان غير الساعة فما هو؟ .

      جوابه:
      اختلف في ذلك، فقيل: هو رجفة عظيمة عند نفخة الصعق
      وقيل: عند طلوع الشمس من مغربها
      وهذا جواب ظاهر.(1)
      ----------
      (1) أي إذا كان المراد بالزلزلة هو رجفة الأرض في أي وقت فالكلام على حقيقته من ذهول المرضع ووضع الحامل.
      وقيل: هو نفس قيام الساعة، والمراد: التمثيل بأن الحال كذلك لو كان حمل أو إرضاع.

      284 - مسألة :
      قوله تعالى: (وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى) ؟

      جوابه:
      أنهم سكارى من الدهش لتلك الأهوال، وما هم بسكارى من الشراب.

      285 - مسألة :
      قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ)
      ثم قال: (وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ) وقد دخلوا فيمن في الأرض؟

      جوابه:
      أن السجود المذكور أولا: سجود الخضوع والانقياد لأمره وتصرفه،
      وهو من الناس سجود العبادة المعهود.

      286 - مسألة :
      قوله تعالى: (كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا) ؟ .
      وفى السجدة (أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا)

      معنى السؤال :
      لماذا ذكر هنا من غمّ ولم تّذكر في السجدة؟

      جوابه:
      لما تقدم تفاصيل أنواع العذاب ناسب قوله: (مِنْ غَمٍّ) أي من الغموم المذكورة
      وهي ثبات أهل النار، وصب الحميم في رؤوسهم إلى آخره.

      ولم يذكر في السجدة سوى (مَأْوَاهُمُ النَّارُ) فناسب سقوط (مِنْ غَمٍّ) واقتصر على (منها)
      ولذلك وصف أنواع نعيم الجنة لمقابلة ذكر أنواع عذاب النار
      واقتصر فى السجدة فيه كما يقتصر فيها على مقابله.

      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #63
        تابع - سورة الحج

        287 - مسألة :
        قوله تعالى: ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ )
        وقال في آخر السورة: ( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا ) بغير واو؟

        جوابه:
        أن الأولى: تقدمها ما هو من جنسها وهو ذكر الحج والمناسك فحسن فيه العطف عليه،
        بخلاف الثانية: فإنه لم يتقدمها ما يناسبها فجاءت ابتدائية،
        وبيان ذلك قوله تعالى:
        (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ) الآية، ثم قال:
        (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ) الآية.

        288 - مسألة :
        قوله تعالى: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ)
        وقال تعالى في سورة آل عمران : ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا) الآية
        وقال تعالى في سورة محمد : (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) وأشباه ذلك كوقعة أحد وحنين وبئر معونة.

        معنى السؤال :
        كيف وعد الله تعالى في هذه السورة بنصر المؤمنين
        وهم في آيات أُخرى في المصائب والقتل كآية آل عمران ومحمد صلى الله عليه وسلم ؟

        جوابه:
        أن ناصر دين الله منصور بإحدى الحسنيين، أو أنه النصر في العاقبة،
        أو هو عام مخصوص كغيره من العمومات المخصوصة، والله أعلم.

        289 - مسألة :
        قوله تعالى :
        وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ ۖ وَكُذِّبَ مُوسَىٰ فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ ۖ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44)
        فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ (45)
        (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا) بالفاء , وقال تعالى: ( أَهْلَكْنَاهَا)

        ثم قال:
        وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (47)
        وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48)
        بالواو ؟ وقال (أَمْلَيْتُ لَهَا) ؟

        جوابه:
        أن "الفاء" في الأولى : بدل من قوله تعالى: (فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ) فهو كالتفسير للنكرة.
        و"الواو" في الثانية: عطف على الجمل قبلها.

        ولما قال قبل الأولى : فأمليت للكافرين، ثم أغنى ذكر الإملاء فيما بعد، ولأن الإهلاك إنما هو كان بعد الإملاء المذكور.
        ولما تقدم في الثانية : (ويستعجلونك) ناسب (أَمْلَيْتُ لَهَا) أي لم أعجل عليهم عند استعجالهم العذاب.


        لاحول ولاقوة إلا بالله

        تعليق


        • #64

          تابع - سورة الحج

          290 - مسألة :
          قوله تعالى: (فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) آية50
          وقال تعالى بعده: (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيم) آية 56
          وكلاهما للذين آمنوا وعملوا الصالحات؟

          جوابه:
          لما تقدم ذكر الإنذار في الأولى وهو في الدنيا، ذكر جزاء إجابته في الدنيا وهي مغفرة ورزق كريم
          ولما تقدم في الثانية ذكر العقاب بقوله تعالى :
          ( وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ) آية 55
          وهو يوم القيامة، ناسب ذلك : ( فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) أي يوم القيامة.

          291 - مسألة :
          قوله تعالى: (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) آية62
          وفي لقمان آية 30: ( ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )
          بحذف (هُوَ) ؟

          جوابه:
          أن آية الحج تقدمها جُمل عدة مؤكدات باللام والنون والهاء والواو فناسب توكيد هذه الجملة كأخواتها تبعا لهن , في قوله تعالى :
          وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58)
          لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59)
          ذَٰلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60)

          ولم يتقدم في لقمان مثل ذلك،
          ولذلك جاء في الحج بعدها: (وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) آية64
          وفى لقمان: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ) .(1)
          -------------
          (1) كتب المصنف الآية 26 من سورة لقمان وهي سابقة على الآية 30 المُقارن بها آية المسألة هنا في سورة الحج.


          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق


          • #65

            سورة المؤمنون

            292 – مسألة :
            قوله تعالى:
            وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)

            عطف الأولين بـ ( ثمّ )، والثلاثة الأُخر بالفاء ؟
            جوابه:
            أن الإنسان: آدم، والمجعول: بنوه بعده، والمراد الجنس ، لأن آدم عليه السلام لم يكن نطفة قط .
            ثم ذكر خلقه بعده من النطفة كما ذكر.

            293 – مسألة :
            قوله تعالى: (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) وظاهره الاشتراك في الخلق
            وفى فاطر: (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ) ؟

            جوابه:
            أن المراد بالخلق: التقدير، ويطلق الخلق على التقدير لغة, ومنه قوله تعالى: (وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا)
            لكن عند الإطلاق مختص بالله تعالى كالرب يطلق على رب المال والدار وعند الإطلاق لله تعالى.

            294 – مسألة :
            قوله تعالى: (فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ)
            وقال تعالى بعده في قصة هود (وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا)
            فقدّم الجار والمجرور ثانيا.

            جوابه:
            أن الجار في قصة نوح عليه السلام - جاء بعد تمام الصلة والانتقال إلى المقول فما فصل بين متلازمين،
            ولو أخره في قصة هود عليه السلام لفصل بين الصلة وتمامها المعطوف عليها لأن قوله تعالى: (وكذبوا) من تمام الصلة.

            295 – مسألة :
            قوله تعالى:
            فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ۚ فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) آية 41 مُعرّفا ،
            وقال بعده:
            ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَىٰ ۖ كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ ۚ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ۚ فَبُعْدًا لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ ) آية 44 مُنكرا ؟

            جوابه:
            أن القرن الأول معروف أنهم قوم هود لقوله تعالى: (ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ) آية33 ، وأول قرن بعد نوح: قوم هود.
            وقوله تعالى : ( ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ ) آية 42 غير معروفين بأعيانهم
            فجاء - في الآية 44 - بلفظ التنكير بقوله تعالى: (لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ) لأن عدم الإيمان هي الصفة العامة لجميعهم.

            لاحول ولاقوة إلا بالله

            تعليق


            • #66

              تابع - سورة المؤمنون

              296 – مسألة :
              قوله تعالى: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ)
              وقال تعالى: (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) فما وجه فسادهما باتباع الحق أهواءهم؟

              معنى السؤال :
              إذا كان الحق جلّ شأنه بيده ملكوت كل شيء فكيف تفسد السموات والأرض ؟

              جوابه:
              أي لو كان الحق كما يقولون من تعدد الآلهة لفسدت السموات والأرض،
              وهو معنى قوله تعالى في سورة الأنبياء : (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ).

              297 – مسألة :
              قوله تعالى:
              بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (81) قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83)
              وفى النمل:
              (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَٰذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68)
              قدّم (نَحْنُ) هنا، وأخّره في النمل؟

              جوابه:
              لما تقدم هنا ذكر آبائهم بقوله تعالى: (بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ ) وهم آباؤهم ناسب ذلك تقديم المؤكد
              وهو (نحن) ليعطف عليه "الآباء" المقدم ذكرهم، ثم تأخير المفعول الموعود لهم جميعا وهو (هَذاَ)

              وآية النمل لم يذكرفيها (الْأَوَّلُونَ) بل قال: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا)، فناسب تقديم المفعول لموعود،
              ثم ذكر المؤكد ليعطف عليه، ثم لم يذكر أولا، وحاصله تقديم من تقدم ذكره أهم وأنسب،
              وتقديم المفعول الموعود، وتأخير من لم يذكر أهم وأنسب.

              298 – مسألة :
              قوله تعالى: (فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ )
              الآية نفت الأنساب يوم القيامة كما نفت سؤال بعضهم بعض
              وقال تعالى أيضا: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ)
              فيه إثبات للنسب يوم القيامة
              وقال تعالى: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ )
              وفيه اثبات سؤال بعضهم بعض , فكيف توجيه الإثبات مع النفس ؟

              جوابه:
              أنه لا أنساب بينهم تنفع كما كانت تنفع في الدنيا.
              ووجه آخر: أن في القيامة مواطن كما تقدم، ففي بعضها لا يتساءلون لاشتغالهم كل بنفسه، وفى بعضها يتساءلون.

              لاحول ولاقوة إلا بالله

              تعليق


              • #67

                سورة النور

                299 – مسألة :
                قوله تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا)
                ثم قال: (الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً)
                قدم (الزَّانِيَة) أولا و (الزَّانِي) ثانياً ؟

                جوابه :
                أن المرأة هي الأصل في الزنا غالبا لتزينها وتطميع الرجل بها،
                وقيل : لأن شهوة النساء أشد من الرجال، فلذلك قدمها أولا،
                وقدم الرجل ثانيا، لأن الرجل هو الأصل في عقد النكاح لأنه الخاطب،
                فناسب ما ذكرناه تقديم النساء أولا والرجال ثانيا.

                300 – مسألة :
                قوله تعالى: (الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً)
                وقد يتزوج العفيف الزانية، وعكسه؟

                جوابه:
                أنه منسوخ بآية النساء.(1)
                --------------
                (1) أي بقوله تعالى ( فانكحوا ماطاب لكم من النساء) فأجازت الآية الناسخة جواز نكاح الزاني بالزانية
                وآية النور منسوخة بها وهذا القول رواه مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب ,وهو قول ابن عمر , وسالم وجابر بن زيد ,
                وطاووس ومالك بن أنس وأبوحنيفة وأصحابه وعليه أكثر أهل العِلم مستدلين بأن الحرام لايحرّم الحلال لقوله عليه الصلاة والسلام عندما
                سُئل عن رجل زنى بإمرأة هل له أن يتزوجها ؟ فقال ( أوله سفاح وآخرة نكاح )

                وسُئل ابن عباس رضي الله عنه عن ذلك فأجازه وشبّهه بمن سرق ثمر شجر ثم اشتراه .
                وقد ضعّف الرازي في تفسيره الكبير هذا القول وردّه بأدلة عقلية لامجال لها هنا.
                وفي الجواب عن هاتين الآيتين أقوال أخرى منها :
                أن المقصود بآية سورة النور تشنيع الزنى وتبشيع أمره ,
                أو أنها خاصة في رجل أو قوم بأعيانهم ,
                ومنها أنها أريد بها منع الزواج بالزناة الذين أقيم عليهم الحد.
                راجع الجامع للقرطبي 12/167 , تفسير الرازي 23/151
                إنتهى كلام المحقق.
                -----------
                توضيح :
                الحديث أعلاه
                لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
                راجع الرابط هنا


                لاحول ولاقوة إلا بالله

                تعليق


                • #68
                  تابع - سورة النور

                  301 – مسألة :
                  قوله تعالى: (وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ)
                  ثم قال في نفس السورة : ( وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا) ؟

                  جوابه:
                  إما ليتفنن في الخطاب لكراهة التكرار،
                  أو لأن الغضب أشد من اللعن لأنه مقدمة الانتقام، واللعن: الإبعاد المجرد، وقد لا ينتقم.
                  وخصها بذلك لاحتمال كذبها لقلة عقلها ودينها.

                  302 – مسألة :
                  قوله تعالى: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ) آية 10
                  وقال تعالى بعده: (وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) آية 20

                  جوابه:
                  أن الأولى:
                  تقدمها ذكر الزنا والجلد، فناسب ختمه بالتوبة، حثا على التوبة منه وأنها مقبولة من التائب، وناسب أنه (حَكِيمٌ)
                  لأن الحكمة اقتضت ما قدمه من العقوبة لما فيه من الزجر عن الزنا، وما يترتب عليه من المفاسد.
                  وأما الثانية:
                  فقوله تعالى: (رَءُوفٌ رَحِيمٌ) ذكره بعد ما وقع به أصحاب الإفك – من الآية 11 إلى الآية 20 في السورة -
                  فبين أنه لولا رأفته ورحمته لعاجلهم بالعقوبة على عظيم ما أتوه من الإفك،
                  ولذلك قال تعالى فيما تقدمه: (لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14)14

                  303 – مسألة :
                  قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ)
                  وقال تعالى بعده: (لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ) بحذف " الواو " و " إليكم "؟ .

                  جوابه:
                  أن الأولى بعد ما قدمه قبلها من المواعظ والآداب والأحكام،
                  فناسب العطف عليه " بالواو": و "إلى" ثم ابتدأ كلاما مستأنفا
                  بعد ما قدمه من عظيم آياته بإرسال الرياح والمطر وإنزال الماء والبرد

                  قوله تعالى: " إليكم " في الأولى دون الثانية لأنها عقيب تأديب المؤمنين وإرشادهم فكأنها خاصة بهم.
                  والثانية عامة لأن آيات القدرة للكل غير خاصة، ولذلك قال تعالى بعده: (وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) .

                  لاحول ولاقوة إلا بالله

                  تعليق


                  • #69
                    تابع - سورة النور

                    304 – مسألة :
                    قوله تعالى:
                    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)
                    قال : (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ)

                    ثم قال بعده:
                    وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59)
                    قال : (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ)

                    ثم بعده:
                    لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61).
                    قال : (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ)

                    جوابه:
                    أن ذلك كما قدمنا مرات للتفنن لكراهة التكرار لما فيه من مج النفوس.

                    وأيضا قد يقال: لما قدم الأوقات التي يستأذن فيها والاستئذان من أفعال العباد،

                    وكذلك الآية الثالثة قال: (الْآيَاتِ) أي العلامات على أحكامه تعالى
                    ولما قدم على الثانية بلوغ الأطفال وهو من فعله تبارك وتعالى وخلقه لا من فعل العبد نسب الآيات إلى نفسه،
                    فقال تعالى: (آيَاتِهِ ) لاختصاص الله تعالى بذلك.

                    لاحول ولاقوة إلا بالله

                    تعليق


                    • #70
                      سورة الفرقان

                      305 – مسألة :
                      قوله تعالى: (وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا)
                      وفى الرعد: (نَفْعًا وَلَا ضَرًّا)
                      وقد تقدم جوابه في سورة الرعد ( المسألة رقم 215 )

                      306 – مسألة :
                      قوله تعالى: (لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا) وقال تعالى في سبأ:
                      (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ) . ذكر الأول وأنث الثاني؟ .
                      معنى السؤال :
                      في سبأ وصفت البلدة فيها بلفظ مؤنث طيبة , وفي الفرقان بلفظ مذكّر ميتاً , فكيف ذلك ؟

                      جوابه:
                      أن التذكير تارة يكون باعتبار اللفظ وتارة باعتبار معناه كقوله تعالى: (السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) ،
                      وقال تعالى: (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ) .
                      وأيضا فإن ما لا روح فيه يقال فيه ميت، وما فيه روح يقال له ميتة.

                      307 – مسألة :
                      قوله تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ) ؟
                      جوابه:
                      قد يقال زائدا على ما قدمناه في يونس عليه السلام وغيرها أنه لما كان النفى بالإثبات أنسب لأنه مطلوب مطلقا،
                      والضر من باب النفى لأنه يطلب نفيه عند حصوله فالنفي فيه أنسب.
                      ولما تقدم في أول السورة: (لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ) قدم النفى على الإثبات
                      فكان تقديم ما يناسب النص أنسب لتناسب الجملتين.

                      وههنا، وفى الرعد لم يتقدم جملة تقدم نفيها على إثباتها فكان تقديم ما هو من باب الإثبات أنسب مما هو من باب النفى.

                      فإن قيل: فقد قدم الضر على النفع في سورة يونس عليه السلام؟ .
                      قلنا: قد أجبنا ثَمَّ عن الموضعين . المسألة رقم 126 و المسألة رقم 188 .

                      308 – مسألة :
                      قوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ)
                      وقال في الشعراء: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ)

                      جوابه:
                      أنه أشار ههنا إلى الصفة التي يدوم معها نفع المتوكل عليه
                      وهي في دوام الحياة، لأن من يموت ينقطع نفعه.
                      وأشار في آية الشعراء إلى الصفتين اللتين ينفع معهما التوكل، وهي العزة التي يقدر بها على النفع،
                      والرحمة التي بها يوصله إلى المتوكل
                      وخص آية الشعراء بختمها بذلك مع ما ذكرناه أي (عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ )
                      الذي تقدم وصفه مرة بعد مرة في إنجاء الرسل وإهلاك أعدائهم.

                      309 – مسألة :
                      قوله تعالى: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا) الآية.
                      ثم قال تعالى: (وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا)
                      ما معناهما حتى تكرر ذلك؟

                      جوابه:
                      أنه من تاب فإنه يرجع إلى الله وإلى ثوابه رجوعا أي رجوع.

                      310 – مسألة :
                      قوله تعالى: (فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ)
                      وقال تعالى في مريم: (فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ )

                      جوابه:
                      أنه ذكر هنا السبب في دخول الجنة وهي الحسنات.
                      وذكر في مريم المسبب عن ذلك وهو دخول الجنة.


                      لاحول ولاقوة إلا بالله

                      تعليق


                      • #71
                        سورة الشعراء

                        311 – مسألة :
                        قوله تعالى:

                        لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3)
                        إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)
                        وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5)
                        فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6)

                        قوله : وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ
                        وفى الأنبياء والأنعام :
                        (مِنْ رَبِّهِمْ) و (فَسَيَأْتِيهِمْ) و (فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ) ؟

                        جوابه :
                        تقدم ذلك في الأنعام راجع المسألة 114

                        وأيضا:
                        فتقدم قوله تعالى هنا : (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ)
                        ناسب (فسيأتيهم) أي: لا تقتل نفسك فسيأتيهم أنباء ذلك.

                        312 – مسألة :
                        قوله تعالى: ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا )
                        وفى الأنعام : ( أَلَمْ يَرَوْا )
                        بحذف الواو؟

                        جوابه:
                        أن ذلك بالواو أشد إنكارا، فلما كان المرئى ثمة (أي في سورة الأنعام) إهلاك من قبلهم
                        وهو أمر غائب غير مشاهد،
                        وكان المرئى هنا إحياء الأرض وإنبات أصناف النبات والشجر، وهو مرئي
                        كل أوان مشاهد بالحس كان الإنكار بترك الاعتبار هنا أشد، فأتى بالواو الدالة على شدة الإنكار.

                        313 – مسألة :
                        قوله تعالى: (فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ )

                        جوابه:
                        المراد: الضالين عن الصواب فيها لا الضلال في الدين.

                        314 – مسألة :
                        قوله تعالى: وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ )
                        وفى الدخان: (وَزُرُوعٍ)

                        جوابه:
                        أن كلا الأمرين تركوه ، لأن مصر ذات زروع ، والكنوز،
                        قيل: ما كانوا يدخرونه من الأموال ،
                        وقيل: هي كنوز في جبل المقطم، وفيه نظر.
                        والله أعلم
                        .
                        لاحول ولاقوة إلا بالله

                        تعليق


                        • #72
                          تابع - سورة الشعراء

                          315 – مسألة :
                          قوله تعالى: (كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ )
                          وفى الدخان: (وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ )

                          جوابه:
                          أنه حيث قال: بنى إسرائيل فلعله لما سكنوها بعد مدة طويلة من غرق فرعون،
                          وذلك لما تهود ملك مصر،
                          وقيل:
                          إن الضمير في ( أورثناها ) راجع إلى النعم المذكورة، أي: أورثهم إياها في الشام لا في مصر.
                          وحيث قال: (قَوْمًا آخَرِينَ) فهم قوم ملكوا مصر بعد فرعون وقومه.

                          هذا هو الجواب الظاهر، فإنه لم ينقل قط أنهم بعد غرق فرعون رجعوا إلى مصر بل دخلوا في التيه، ثم دخلوا الأرض المقدسة.

                          وقيل:
                          إنه لما بسط ذكر القصة هنا وسمى موسى وهارون عليهما السلام ناسب تعيين بنى إسرائيل وتسميتهم في وراثة مصر.
                          ولما اختصر القصة في الدخان ولم يسم موسى عليه السلام فيها بل قال تعالى: (جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ )
                          فأتى باسمه مبهما، ناسب ذلك الإتيان بذكر بنى إسرائيل مبهما بقوله تعالى: (قَوْمًا آخَرِينَ)
                          وهذا على رأى من يجعل الضمير "لجنات " مصر وزروعها وكنوزها، وفيه نظر كما تقدم (1) .
                          ----------------
                          (1) وهو أن بني إسرائيل لم يرجعوا إلى مصر بعد هلاك فرعون.

                          316 – مسألة :
                          قوله تعالى: ( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ )
                          وفى الصافات: (مَاذَا تَعْبُدُونَ) ؟

                          جوابه:
                          أن (مَاذَا) أبلغ في الاستفهام من (مَا)
                          فقوله هنا: (مَا تَعْبُدُونَ) له خارج مخرج الاستفهام عن حقيقة معبودهم
                          فلذلك أجابوه بقولهم: (نَعْبُدُ أَصْنَامًا)

                          وأما آية الصافات فهو استفهام توبيخ وتقريع بعد معرفته لمعبودهم
                          ولذلك تمم كلامه بما يدل على الإنكار عليهم،
                          فقال: ( أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ ) الآيات،
                          ولذلك لم يجيبوه في آية الصافات لفهم قصد الإنكار عليهم.


                          لاحول ولاقوة إلا بالله

                          تعليق


                          • #73
                            تابع - سورة الشعراء

                            317– مسألة :
                            قوله تعالى:
                            الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)
                            وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81)
                            كرر "هو" في: " يَهْدِينِ، ويطعمنى، ويسقين، ويشفين "
                            ولم يكرره في: مرضت، ويميتنى"؟ .

                            جوابه:
                            من وجهين: أحدهما :
                            سلوك الأدب في إضافته المحبوب والنعمة إلى الله تعالى
                            وسكوته عن المكروه من المرض والموت وإضافته إلى نفسه.

                            والثاني:
                            أن الإطعام والسقى والشفاء قد يضاف إلى الإنسان، فيقال: فلان يطعم فلانا ويسقيه،
                            فأراد أن الله هو الفعال لذلك، فأكّد الحصر بقوله: هُو.

                            318 – مسألة :
                            قوله تعالى في قصة نوح عليه السلام: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ)
                            كرره دون سائر القصص في السورة؟ .
                            ( كررت هذه الآية في سورة الشعراء ثماني مرات )

                            جوابه:
                            لعله والله أعلم لطول مدة تبليغهم وأمرهم بالإيمان والتقوى، فقرر ذلك لذلك . (1)

                            ----------------
                            (1)
                            ويحتمل والله أعلم أن يكون للمغايرة في المعنى مع اتحادها في اللفظ
                            فيكون معنى الأولى :
                            فاتقوا الله لاتعبدوا غيره وأطيعوني لأني رسوله إليكم
                            ولهذا جاء عقب قوله تعالى ( إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون إني لكم رسول أمين)
                            ومعنى الثانية :
                            فاتقوا الله لاجزاء لي عليكم وأطيعوني أحصل جزائي من رب العالمين ,
                            ولذلك جاءت الثانية عقب قوله تعالى ( وماأسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ).

                            319 – مسألة :
                            قوله تعالى في قصة صالح عليه السلام: (مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا)
                            وفى قصة شعيب عليه السلام : (وَمَا أَنْتَ )
                            بزيادة الواو.

                            جوابه:
                            أن قولهم لصالح ( مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا ) هو بدل من قولهم: ( إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ)
                            فلم يغلظوا له، ولا اقترحوا عليه آية معينة .

                            وقوم شعيب في خطابهم غلظ عليه وشطط، واقتراح ما اشتهوه من الآيات،
                            فقولهم) : ( وما ) جملة ثانية معطوفة على ما قبلها،
                            فعابوه بأنه من المسحرين، وبأنه بشر مثلهم، وأنه من الكاذبين، واقترحوا الآية عليه،
                            فناسب كلام صالح أوله ، وأول كلام قوم شعيب وآخره.

                            لاحول ولاقوة إلا بالله

                            تعليق


                            • #74
                              سورة النمل

                              320 – مسألة :
                              قوله تعالى: (تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ)
                              والجان صغار الحيات.
                              وقال تعالى في الأعراف: (فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ )
                              والثعبان أكبر الحيات؟

                              جوابه:
                              معناه كأنها جان في سرعة حركتها لا في عِظمها، ولذلك قال تعالى: (تَهْتَزُّ)
                              وحيث قال تعالى: (ثُعْبَانٌ) إشارة إلى عِظمها فكانت في الحركة كالجان، وفى العِظم ثعبان.

                              321 – مسألة :
                              قوله تعالى: (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ)
                              وفى الزمر: (فَصَعِقَ)

                              جوابه:
                              أن آية النمل في نفخة البعث، ولذلك قال تعالى: (وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ)
                              وآية الزمر في نفخة الموت، ولذلك قال تعالى: (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى) .

                              322 – مسألة :
                              قوله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ)
                              وقال تعالى:
                              (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105)
                              فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107) ؟
                              معنى السؤال :
                              ماتوجيه المخالفة في صورة الجبال في الآيتين ,ففي الأولى تكون جرم وفي الثانية لا جُرم لها ؟

                              جوابه:
                              أن ذلك باختلاف أحوال:
                              ففي أول الأمر تسير سير السحاب وترى كالواقفة لعظمها كَسيْر الشمس والقمر في رأى العين
                              ثم بعد ذلك تتضاءل فتكون كالعهن المنفوش
                              ثم تنسف فتكون الأرض قاعا صفافا، والنسف هو تفريق الريح الغبار فيصير كالهباء.
                              والله أعلم.

                              لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق

                              يعمل...
                              X