إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كشف المعاني في المتشابه ..مسائل وأجوبة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كشف المعاني في المتشابه ..مسائل وأجوبة

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

    سورة الفاتحة :

    بسم الله الرحمن الرحيم

    1 - مسألة:
    إذا كان المراد بالبسملة الاستعانة به تعالى، فما فائدة إقحام
    الاسم بين الباء وبين لفظة الجلالة مع أن الاستعانة به لا بنفس الاسم (1) ؟
    جوابه:
    أن القصد به التعظيم والإجلال لذاته تعالى، ومنه: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)
    و ( تبارك اسم ربك) .
    ________
    (1) معنى الحال: لماذا قيل: باسم الله، ولم يقل بالله وهو أصل التعبير لأن الاستعانة بالله لا بالاسم.

    2 - مسألة:
    لم اختصت البسملة بهذه الأسماء الثلاثة؟ الله - الرحمن - الرحيم

    أما الأول: فلأنه اسم المعبود المستحق للعبادة دون غيره، والموجد لعباده.
    والثاني والثالث: تنبيه على المقتضى لسؤال الاستعانة به، وهو سعة رحمته لعباده.

    3 - مسألة:
    فما فائدة إعادتها ثانيا بعد الحمد؟ (الرحمن الرحيم)
    جوابه:
    التنبيه على الصفات المقتضية لحمده وشكره وهي: سعة رحمته تعالى لعباده، ولطفه، ورزقه، وأنواع نعمه.
    فالأول: توكيد الاستعانة، والثاني: توكيد الشكر.
    وهذه الآية
    جمعت ما لم يجتمع في آية غيرها، وهو:
    أنها آية مستقلة في الفاتحة عند من قال به.
    وهي بعض آية في النمل.
    وربعها الأول بعض آية في : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ).
    ونصفها الأول بعض آية في هود : (بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا).
    وربعها الثاني بعض آية فى الرحمن : (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ)
    ونصفها الثانى آية فى الفاتحة، وبعض آية فى سورة البقرة هو : ( الرحمن الرحيم)

    4 - مسألة:
    (الرحمن الرحيم) ؟
    ذكر المفسرون في إيراد الاسمين مع اتحاد المعنى فيهما معاني كثيرة مذكورة في كتب التفسير لم نطل بها هنا.
    وأحسن ما يقال مما لم أقف عليه في تفسير: أن (فعلان) صيغة مبالغة في كثرة الشىء وعظمه، والامتلاء منه، ولا يلزم منه الدوام لذلك، كغضبان، وسكران، ونومان. وصيغة (فعيل) لدوام الصفة، ككريم، وظريف.
    فكأنه قيل: العظيم الرحمة ، الدائمها.
    ولذلك: لما تفرد الرب سبحانه بعظم رحمته لم يسم بالرحمن وبالألف واللام) (1) غيره.
    __________
    (1) هذا المعنى اللطيف من المعاني التي تفرد بذكرها واستنباطها مؤلف هذا الكتاب العلامة بدر الدين بن جماعة
    بشهادة تلميذه تاج الدين السبكى في كتابه طبقات الي الشافعية الكبرى ج 5: 232.

    5 - مسألة:
    ما فائدة تقديم الرحمن على الرحيم؟ .
    جوابه:
    لما كانت رحمته في الدنيا عامة للمؤمنين والكافرين: قدم
    الرحمن) .
    وفى الآخرة دائمة لأهل الجنة لا تنقطع قيل: الرحيم ثانيا. ولذلك يقال: رحمن الدنيا، ورحيم الآخرة.

    6 - مسألة:
    ما فائدة العدول من الغيبة إلى الخطاب في قوله تعالى: وإياك نعبد ؟
    جوابه: أن الخطاب للحاضر، والاستعانة به أقرب إلى حصول المطلوب من خطاب الغائب والله أعلم.

    7 - مسألة:
    إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ؟ .
    جوابه :
    كررت إياك المفيدة للحصر إذا تقدمت: للتصريح بتوكيد حصر الإخلاص في العبادة له، وحصر الاستعانة أيضا به تعالى.

    8 - مسألة:
    كرر لفظ ( الصراط ) ثانيا؟
    جوابه :
    لبيان وصف سالكيه المنعم عليهم.
    فالأول: وصفه بالاستقامة.
    والثاني: بوصف سالكيه من السفرة والصديقين.
    ولما كان الطريق تقتضي الرفيق نبه تعالى عليه بقوله تعالى:
    (وحسن أولئك رفيقا) .

    9 - مسألة:
    (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) .
    جوابه:
    تصريح بإضافة النعم إليه دون الغضب، فلذلك لم يقل: غير الذين غضبت عليهم كما قال أنعمت عليهم، وهو من باب الأدب من السائل في حال السؤال ومنه: ببيدك الخير ولم يقل والشر، ونبه على ضده بقوله: إنك على كل شىء قدير .

    لاحول ولاقوة إلا بالله

  • #2

    سورة البقرة

    10 - مسألة:
    قوله تعالى: لا ريب فيه، وقد أخبر الله بشك الكفار فيه وريبهم في مواضع؟ .
    جوابه:
    أنه لظهور أدلته ظاهر عند من نظر فيه لا ريب فيه عنده، وريبهم فيه لعدم نظرهم في أدلة صحته وفيه.

    11 - مسألة:
    قوله تعالى: (يؤمنون بالغيب) ، وقال تعالى: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله )
    وما لا يُعلم كيف يؤمن به ؟
    جوابه:
    أن المراد: الغيب الذي دل البرهان على صحته ووقوعه كالقيمة مثلا والجنة والنار.

    12 - مسألة:
    قوله تعالى: هُدًى لِلْمُتَّقِينَ- الآية؟ وفى لقمان: هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ؟ .
    جوابه:
    لما ذكر هنا مجموع الإيمان، ناسب: (الْمُتَّقِينَ) ، ولما ذكر ثم الرحمة ناسب: (المحسنين) .

    13 - مسألة:
    قوله تعالى: سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ وفى يس (وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ) بواو العطف؟ .
    جوابه:
    أنه هنا في جملة اسمية، وفى يس جملة مستقلة معطوفة على جمل فجاءت بواو العطف.

    14 - مسألة:
    قوله تعالى: خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ - الآية
    وكذلك في جميع القرآن قدم السمع على البصر، ما فائدته؟ .
    جوابه:
    أن السمع أشرف لأن به تثبت النبوات، وأخبار الله تعالى، وأوامره، ونواهيه، وأدلته، وصفاته تعالى، بخلاف البصر.
    وكذلك لم يبعث الله نبيا أصم أصلا، وفى الأنبياء من كان مكفوفا.

    15 - مسألة:
    قوله تعالى: (مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ) كرر العامل مع حرف العطف في الإثبات؟ .
    جوابه:
    أنه حكاية قول المنافق، أنه أكد ذلك نفيا للتهمة عن نفسه فأكذبهم الله تعالى بقوله: (وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ وأكده بالياء.

    16 - مسألة:
    كيف طابق قوله تعالى: (وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ وهو نفى الصفة لقوله: (آمَنَّا) وطباقه: وما آمنوا؟ .
    جوابه:
    أن الفعل المضارع مؤذن بالصفة في قول من يقول، فطابقه نفي الصفة التي ادعوها بقوله: وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ.

    17 - مسألة:
    قوله تعالى: فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ، ولم يقل خسرت مع أن الخسران أبلغ في التوبيخ؟ .
    جوابه:
    أن هم المشترى للتجارة حصول الربح، وسلامة رأس المال،
    فبدأ بالأهم فيه وهو نفى الربح، ثم أتى بما يدل على الخسران
    بقوله: (وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ * فنفى ما هما المقصودان بالتجارة.

    18 - مسألة:
    قوله تعالى: كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ (1) ، ثم قال : (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ)
    ولم يقل بضيائهم مع ما فيه من بديع المطابقة؟ .
    جوابه:
    أن الضياء أبلغ من النور ولا يلزم من ذهابه ذهاب النور،
    بخلاف عكسه فذهاب النور أبلغ في نفى ذلك.

    19 - مسألة:
    قوله تعالى: (ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ) جمع الظلمات، وأفرد الرعد والبرق؟ .
    جوابه:
    أن المقتضى للرعد والبرق واحد وهو: السحاب
    والمقتضى للظلمة متعدد وهو: الليل والسحاب والمطر، فجمع لذلك.

    20 - مسألة:
    قوله تعالى: (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ، وفى يونس: بسورة مثله " وفى هود " بعشر سور مثله "
    جوابه:
    لما قال هنا: ( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا)
    أنه من عند الله فأتوا بسورة من أمى مثله لا يكتب ولا يقرأ.
    وفى يونس لما قال: ( أم يقولون افتراه قل فأتوا ) أنتم بسورة مثله
    أي: فأنتم الفصحاء البلغاء فأتوا بسورة مثل القرآن في بلاغته وفصاحته، واقرءوا مثله وبذلك علم الجواب في هود.

    -يُتبع إن شاء الله تعالى-

    لاحول ولاقوة إلا بالله

    تعليق


    • #3
      تابع - سورة البقرة

      21- مسألة:
      قوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ*
      وفى النازعات: ؤالأرض بعد ذلك دحاها ؟
      ظاهر آية البقرة، وحم السجدة تقدم خلق الأقوات، وظاهر النازعات تأخره؟ .
      جوابه:
      أن (ثم) هنا لترتيب الأخبار لا لترتيب الوقوع، ولا يلزم من ترتيب الأخبار ترتيب الوقوع،
      كقوله تعالى: (ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ).
      ولا ريب في تقديم إيتاء موسى الكتاب على وصيته لهذه الأمة.

      22 - مسألة:
      قوله تعالى: " أبى واستكبر وكان من الكافرين " فجاء هنا مجملا وفى بقية السور مفصلا؟ .
      جوابه:
      لما تقدم التفصيل في السورة المكية أجمله في السورة المدنية وهي البقرة اكتفاء بما تقدم علمه من التفصيل في
      المكيات.

      23 - مسألة:
      قوله تعالى: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا وفى الأعراف: (فكلا) بالفاء؟ .
      جوابه:
      قيل إن السكنى فى البقرة: للإقامة، وفى الأعراف اتخاذ المسكن.
      فلما نسب القول إليه تعالى: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ) ناسب زيادة الإكرام بالواو الدالة على الجمع بين السكنى والأكل، ولذلك قال فيه: (رغدا) ، وقال: (حَيْثُ شِئْتُمَا) لأنه أعم.
      وفى الأعراف: وَيَا آدَمُ، فأتى بالفاء الدالة على ترتيب الاتخاذ، و (من حَيْثُ) لايعطى عموم معنى (حَيْثُ شِئْتُمَا.

      24 - مسألة:
      قوله تعالى: فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ (1) ، وفى طه: (فَمَنْ اتبِعَ هُدَايَ) ؟ .
      جوابه:
      يحتمل والله أعلم أن: فعل التي جاء على وزنها: تبع) لا يلزم منه مخالفة الفعل قبله.
      وافتعل التي جاء على وزنها: اتبع) يشعر بتجديد الفعل.
      وبيان قصة آدم هنا لفعله، فجئ بـ ( تَبِعَ هُدَايَ )
      وفى طه جاء بعد قوله: (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا * وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى
      فناسب من اتبع، أي: جدد قصد الاتباع.

      25 - مسألة:
      قوله تعالى: وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ.
      الخطاب ليهود المدينة، وقد قال تعالى لأهل مكة قبلهم " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (5) ؟ .
      جوابه:
      أن يكون ضمير [به] راجعا إلى [ما معكم] لأنهم كانوا يعلمون من كتابهم صفته، وهم أول يهود خوطبوا بالإسلام
      وأول كافر به من أهل الكتاب.

      26 - مسألة:
      قوله تعالى: (وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا
      ما فائدة قليلا، والكثير كذلك؟ .
      جوابه:
      فيه مزيد الشناعة عليهم لأن من يشترى الخسيس بالنفيس لا معرفة له ولا نظر.


      27 - مسألة:
      قوله تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ.
      وقال بعد ذلك: (وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ.
      ما فائدة التقديم والتأخير والتعبير بقبول الشفاعة، تارة، والنفع أخرى؟ .
      جوابه:
      أن الضمير في منها راجع في الأولى إلى (النفس) الأولى
      وفى الثانية راجع إلى (النفس) الثانية. كأنه بين في الآية الأولى أن النفس الشافعة الجازية عن غيرها لا تتقبل منها
      شفاعة، ولايؤخذ منها عدل.
      ولأن الشافع يقدم الشفاعة على بذل العدل عنها.
      ويبين في الآية الثانية أن النفس المطلوبة بجرمها لا يقبل منها عدل عن نفسها، ولا تنفعها شفاعة شافع فيها، وقد بذل العدل للحاجة إلى الشفاعة عند رده.
      فلذلك كله قال في الأولى: لا يقبل منها شفاعة
      وفى الثانية: ولا تنفعها شفاعة لأن الشفاعة إنما تقبل من الشافع، وإنما تنفع المشفوع له.
      .

      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #4

        28 - مسألة:
        قوله تعالى: وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ
        وفى إبراهيم: وَيُذَبِّحُونَ بالواو وفى الأعراف: يقتلون؟ .
        جوابه:
        أنه جعل (يذبحون - هنا بدلا من يسومونكم، وخص الذبح بالذكر لعظم وقعه عند الأبوين، ولأنه أشد على النفوس.
        وفى سورة إبراهيم تقدم قوله تعالى: (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ) فناسب العطف على سوم العذاب للدلالة على أنه نوع آخر، كأنه قال: يعذبونكم ويذبحون، ففيه يعدد أنواع النعم التي. أشير إليها بقوله تعالى: (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ) .

        وقد يقال: آية البقرة والأعراف من كلام الله تعالى لهم فلم يعدد المحن.
        وآية إبراهيم من كلام موسي عليه السلام فعددها.

        وقوله تعالى: (يقتلون، هو في تنوع الألفاظ، ويحتمل أنه لما تعدد هنا ذكر النعم أبدل: (يُذَبِّحُونَ) من (يسومون)
        وفى إبراهيم عطفه ليحصل نوع من تعدد النعم ليناسب قوله تعالى: اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ.

        29 - مسألة:
        قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ
        وفى الأعراف: (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ.

        جوابه:
        هي اختلاف ألفاظ الآيتين، وفائدة مناسبتهما مع قصد التنويع في الخطاب.

        أما آية البقرة:
        فلما افتتح ذكر بنى إسرائيل بذكر نعمه عليهم بقوله تعالى: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ
        ناسب ذلك نسبة القول إليه، وناسب قوله رغدا , لأن النعم به أتم.
        وناسب تقديم (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا )
        وناسب (خطاياكم) لأنه جمع كثرة،
        وناسب الواو في (وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِين) لدلالتها على الجمع بينهما
        وناسب الفاء في (فكلوا) لأن الأكل مترتب على الدخول فناسب مجيئه بالواو.

        وأما آية الأعراف:
        فافتتحت بما فيه توبيخهم وهو قولهم:اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ،
        ثم اتخاذهم العجل، فناسب ذلك : (وإذ قيل لهم)
        وناسب ترك (رغدا) والسكنى بجامع الأكل، فقال: (كلوا)
        وناسب تقديم ذكر مغفرة الخطايا، وترك الواو في (سنريد).

        30 - مسألة:
        قوله تعالى: (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا).
        وفى الأعراف: (فبدل الذين ظلموا منهم) وقال: (فأرسلنا عليهم) .
        وقال هنا: (يفسقون ) وفى الأعراف: (يظلمون) ؟
        جوابه:
        لما سبق في الأعراف تبعيض الهادين بقوله تعالى: (وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ)
        ناسب تبعيض الظالمين منهمبقوله تعالى: (الذين ظلموا منهم) ولم يتقدم مثله في البقرة.
        وقوله: (عليهم) ليس فيه تصريح بنجاة غيرهم.
        وفى البقرة إشارة إلى سلامة غير (الذين ظلموا) لتصريحه
        بالإنزال على المتصفين بالظلم والإرسال أشد وقعا من الإنزال.
        فناسب سياق ذكر النعمة ذلك في البقرة.
        وختم آية البقرة بـ (يفسفون ) ولا يلزم منه الظلم، والظلم يلزم منه الفسق، فناسب كل لفظ منهما سياقه.

        31 - مسألة:
        قوله تعالى: (فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا)
        وفى الأعراف: (فانبجست) ؟
        جوابه:
        قيل إن الانبجاس دون الانفجار، وأن الانفجار أبلغ في كثرة الماء فعلى هذا:
        أن سياق ذكر نعمته اقتضى ذكر الانفجار، ونسبه.
        وقيل: هما بمعنى واحد، فيكون من تنويع الألفاظ والفصاحة.

        32 - مسألة:
        قوله تعالى: (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ).
        وقد قال تعالى: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا) ؟
        جوابه:
        في سورة غافر (سيأتي معنا إن شاء الله ).

        -يُتبع إن شاء الله تعالى-

        لاحول ولاقوة إلا بالله

        تعليق


        • #5
          تابع سورة البقرة

          33 - مسألة:
          قوله تعالى: (بِغَيْرِ الْحَقِّ) , وقد قال في آل عمران: (بغير حق) فعرّف هنا ونكّر ذلك؟
          جوابه:
          أن آية البقرة: نزلت في قدماء اليهود بدليل قوله تعالى: ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ )
          والمراد " بغير الحق " الموجب للقتل عندهم، بل قتلوهم ظلما وعدوانا.
          وآيات آل عمران: في الموجودين زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

          بدليل قوله تعالى: (فبشرهم بعذاب أليم، وبقوله تعالى: إن الذين يكفرون بآيات الله ويقولون
          وبدليل قوله تعالى في الثانية: (لن يضروكم إلا أذى ) الآية.
          لأنهم كانوا حرصاء على قتل النبى صلى الله عليه وسلم ، ولذلك سموه، ولكن الله تعالى عصمه منهم
          فجاء منكرا ليكون أعم فتقوى الشناعة عليهم والتوبيخ لهم، لأن قوله تعالى: (بغير حق) بمعنى قوله ظلما وعدوانا.

          وهذا هو جواب من قال: ما فائدة قوله: بغير الحق، أو: بغير حق والأنبياء لايقتلن إلا بغير حق.

          34 ـ مسألة:
          قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ)
          وقال فى المائدة والحج: (والصابئون وَالنَّصَارَى) .
          قدم النصارى فى البقرة، وأخرهم فى المائدة والحج
          جوابه:
          أن التقديم قد يكون بالفضل والشرف، وقد يكون بالزمان.

          فرُوعي في البقرة تقديم الشرف بالكتاب، لأن الصابئين لا كتاب لهم مشهود
          ولذلك قدّم: (الَّذِينَ هَادُوا) في جميع الآيات. وإن كانت الصابئة متقدمة في الزمان.
          وأخّر النصارى في بعضها: لأن اليهود موحدون (1) والنصارى مشركون، ولذلك قرن النصارى فى الحج
          بالمجوس والمشركين، فأخرهم لإشراكهم بمن بعدهم في الشرك،
          وقدمت الصابئون عليهم في بعض الآيات لتقدم زمانهم عليهم.
          وقول بعض الفقهاء: إن الصابئة فرقة من النصارى باطل لا أصل له (2) .

          __________
          (1) (النسخة المصورة ) ربما قصد جمهور اليهود لأن منهم مشركون لقوله تعالى : وقالت اليهود عزير ابن الله .
          (وللإيضاح من موقع إسلام ويب )
          أي : الذين هادوا هم من آمنوا بموسى عليه السلام وماتوا على ذلك قبل بعثة عيسى عليه السلام أو أدركوه وآمنوا به .
          والنصارى وهم الذين آمنوا بعيسى عليه السلام وماتوا على ذلك قبل أن يدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم أو أدركوه وآمنوا به،
          والصابئون قيل: هم قوم من أتباع الأنبياء السابقين.

          (2) (النسخة المصورة )
          نقل القرطبي في الجامع لأحكام القرآن1/434 عن السدّي ,وإسحاق بن راهويه , وابن المنذر أنهم فرقة من أهل الكتاب دون تحديد النصارى
          ونقل عن الخليل قوله " هم قوم يشبه دينهم دين النصارى إلا أن قِبلتهم نحو مهب الجنوب يزعمون أنهم على دين نوح عليه السلام" .

          35 - مسألة:
          ثم قال: مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ.
          جوابه:
          المراد: من استمر على إيمانه، أو من أظهر منهم الإيمان ولم
          يعمل به.
          والمراد بمن آمن: من عمل بتكميل إيمانه ومات عليه.

          36 - مسألة:
          قوله تعالى: (وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
          ما فائدة: ( هُم ) ؟
          جوابه:
          أن العطف على الجملة الاسمية أفصح وأنسب.

          37 - مسألة:
          قوله تعالى: (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا)
          بعد قوله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً
          والأمر بذبحها بعد القتل، فما فائدة تقديم الذبح في الذكر؟
          جوابه:
          أن آيات البقرة سيقت لبيان النعم كما تقدم، فناسب تقدم ذكر النعمة على ذكر الذنب.

          38 - مسألة:
          الرب تعالى قادر على إحياء الميت دون البقرة، فما فائدة الأمر بذبحها لذلك؟
          جوابه:
          قد يكون فائدة الأمر لترتيب الأشياء على أسبابها لما اقتضته الحكمة القديمة
          ولجبر اليتيم صاحب البقرة بما حصل له من ثمنها.

          39 - مسألة:
          قوله تعالى: (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً)

          وفى آل " عمران:، معدودات.
          ومعدودة: جمع كثرة، ومعدودات: جمع قلة؟
          جوابه:
          أن قائلي ذلك من اليهود فرقتان:
          إحداهما قالت: إنما نعذب بالنار سبعة أيام، وهي عدد أيام الدنيا.
          وقالت فرقة: إنما نعذب أربعين يوما، وهي أيام عبادتهم العجل.
          فآية البقرة يحتمل قصد الفرقة الثانية، وآية آل عمران يحتمل قصد الفرقة الأولى.

          40 - مسألة:
          قوله تعالى: (وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا) ؟ وفى الجمعة: (وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا)
          جوابه:
          لما كانت دعواهم أن الدار الآخرة لهم خاصة: أكد نفى ذلك بـ [لن] لأنها أبلغ في النفى من [لا] لظهورها في الاستغراق.

          وفى الجمعة: ادعوا ولاية الله، ولا يلزم من الولاية لله اختصاصهم بثواب الله وجنته فأتى بـ [لا] النافية للولاية.
          وكلاهما مؤكد بالتأبيد، لكن في البقرة أبلغ


          وأيضا: أن آية البقرة وردت بعد ما تقدم منهم من الكفر والعصيان وقتل الأنبياء: فناسب حرف المبالغة فى النفى
          لتمنيهم الموت لما يعلمون ما لهم بعده من العذاب لأن [لن] أبلغ في النفى عند كثير من أئمة العربية،
          وآية الجمعة لم يتقدمها ذلك، جاءت بـ [لا] الدالة على مطلق النفى من غير مبالغة.


          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق


          • #6

            41- مسألة:
            قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى) وفى آل عمران: (إِنَّ الهُدَى هُدَى اللَّهِ) ؟
            جوابه:
            أن المراد بالهدى في البقرة: تحويل القِبلة ، لأن الآية نزلت فيه.
            والمراد بالهدى في آل عمران: الدين لتقدم قوله تعالى (لمن تبع دينكم) ، ومعناه: أن دين الله الإسلام.

            42 - مسألة:
            قوله تعالى: (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ)
            وقال في آيات القِبلة (1) : ( مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ)

            بغير (
            مِنْ) في الأولى ؟
            جوابه:
            أن (الذى) أبلغ من (ما) في باب الموصول فى الاستغراق،
            فلما تضمنها الآية الأولى اتباع عموم أهوائهم في كل ما كانوا عليه، بدليل: - وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ*
            ناسب لفظ (الذى) التي هي أبلغ في بابها من (ما) .
            والآيتان الآخرتان في باب بعض معروف.
            أما آية البقرة: ففي اتباعهم في القبلة.
            وأما آية الرعد: ففي البعض الذى أنكروه لتقدم قوله: ومن الأحزاب من ينكر بعضه
            أي: لئن اتبعت أهواءهم في بعض الذي أنكروه.
            ودخلت (من) في آية القبلة: لأنه في أمر مؤقت معين
            وهو: الصلاة التي نزلت الآية فيها أي: من بعد نسخ القبلة
            لأن (من) لابتداء الغاية.
            __________

            (1) آيات القِبلة : من الآية 142 إلى 145 من سورة البقرة .

            43 - مسألة:
            قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا) .
            وفى سورة إبراهيم: (هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا) .
            جوابه:
            أن البقرة دعي بها عند ترك إسماعيل وهاجر في الوادي قبل
            بناء مكة وسكنى جرهم فيها.
            وآية إبراهيم بعد عوده إليها وبناها (2).
            __________
            (2) (النسخة المصورة) معنى الجواب أنه جاء في البقرة ( بلداً ) بالتنكير ,لأن مكة كانت واديا لابناء فيه , أي أسألك يارب أن تجعل هذا الوادي بلداً آمنا
            وشاهِدُه قوله تعالى على لسان ابراهيم عليه السلام ( رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع ) وعرّفه في سورة ابراهيم فقال ( هذا البلد ) بعد أن تحول الوادي بناءً
            فسماها (البلد ) ودعا لها بالأمن والطمأنينة .


            44 - مسألة:
            قوله تعالى: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ) .
            وقال في آل عمران والتوبة (من أنفسهم) و (من أنفسكم ) ؟ .
            جوابه:
            أن آية البقرة في سياق دعاء إبراهيم.
            وفى آل عمران والتوبة في سياق المنة عليهم، والرحمة
            والإشفاق منه عليهم، فناسب ذكر ومن أنفسهم لمزيد
            الحنو والمنة، وكذا بالمؤمنين رؤوف رحيم.


            45 - مسألة:
            قوله تعالى: تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ. كررها مع قرب العهد بالأولى فما فائدة ذلك؟

            جوابه:
            أن الأولى: وردت تقريرا لإثبات ما نفوه من دين الإسلام
            الذي وصى به إبراهيم ويعقوب، ومعناه أن أولئك أدوا ما عليهم من التبليغ والوصية فلهم أجر ذلك،
            ولكم من الوزر والإثم بما خالفتموهم ما يعود عليكم وباله.

            وأما الثانية: فوردت نفيا لما ادعوه من أن إبراهيم ومن ذكر بعده كانوا هودا أو نصارى.
            ومعناه: أن أولئك فازوا بما تدينوا به من دين الإسلام، وعليكم إثم مخالفتهم، وما اقترفتم عليهم من التهود والتنصر
            الذي هم براء منه.

            لاحول ولاقوة إلا بالله

            تعليق


            • #7

              46 - مسألة:
              قوله تعالى: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا)
              وفى آل عمران: قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا)
              جوابه:
              لما صدر آية البقرة بقوله: (قُولُوا) وهو خطاب المسلمين ردا على قول أهل الكتاب: (كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى) قال: (إلينا) .
              ولما صدر آية آل عمران بقوله: قل قال: (علينا) . والفرق بينهما: أن (إلى) ينتهي بها من كل جهة، و (على) لا ينتهى بها إلا من جهة واحدة وهي: العلو.
              والقرآن يأتي المسلمين من كل جهة يأتي مبلغه إياهم منها،

              وإنما أتى النبى صلى الله عليه وسلم من جهة العلو خاصة، فحَسُن وناسَب.
              قوله : (علينا ) لقوله (قل) مع فضل تنويع الخطاب.
              وكذلك أكثرها جاء في جهة النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ب (على) ، وأكثر ما جاء ق جهة الأمة ب (إلى) .

              47 - مسألة:
              قوله تعالى. (وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ)
              وفى آل عمران: (النَّبِيُّونَ) .
              جوابه:
              أن آل عمران تقدم فيها: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ)
              فأغنى عن إعادة إيتائهم ثانيا، ولم يتقدم مثل ذلك فى البقرة، فصرح فيه بإيتائهم ذلك.

              48 - مسألة:
              قوله تعالى: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) كرر ذلك مرات. فما فائدته؟
              جوابه:
              أن الأول: إعلام بنسخ استقبال بيت المقدس له ولأمته.
              والثانية: لبيان المسبب وهو: اتباع الحق، لقوله تعالى:
              " وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ "
              والثالثة: إعلام بالعلة، وهو: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ)
              وبعموم الحكم في سائر الناس والأقطار والجهات، وسائر الأزمنة لاحتمال تخيل أن ذلك مخصوص بجهة
              المدينة، وما ولاها وهي جهة الجنوب، أو أنه خاص بمن يشاهد الكعبة، أو قصد بتكراره مزيد التوكيد في استقبال
              الكعبة والتمسك به،
              لأن النسخ في مظان تطرق الشبهة وأبعد على ضعفاء النظر
              كما قالوا: مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا، فلذلك بالغ في التأكيد بتكرار الأمر.

              49 - مسألة:
              قوله تعالى: (بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا)
              وقال: (أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ )
              وقال في المائدة: (مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا) وقال: (لَا يَعْلَمُونَ) ؟
              جوابه:
              ما (ألفينا) و (وجدنا) " فمعناهما واحد واختلاف لفظهما للتفنن فى الفصاحة والإعجاز
              وأما: (يعقلون) هنا، فلأن سياقه فى اتخاذهم الأصنام والأنداد وعبادتها من دون الله ومحبتها
              والعقل الصحيح
              يأبى ذلك عند نظره.
              وأما: (يعلمون) فجاء في سياق التحريم والتحليل بعد ما افتتح الكلام بقوله تعالى:
              (لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) , وفى اتخاذ البحيرة والسائبة والوصيلة والحامى (1) .
              والتحليل والتحريم من باب العلم والنقل.
              وأيضا:
              فلما ختم الآية قبله في المائدة بقوله تعالى: (ؤأكثرهم لا يعقلون)
              ختم هذه الآية بــ (يعلمون) وكان الجمع بين نفى العقل والعلم عنهم أبلغ.

              __________
              (1) البحيرة : اسم للناقة التي تلد خمسة أبطن آخرها ذكر وسميت بذلك لأنهم يبحرون أذنها أي يشقونها تكريماً لها ويحرّمون ركوبها
              السائبة : هي الناقة التي كونها سائبة ويخلون بينها وبين العمل والخدمة وفاءً لنذر
              الوصيلة : وهي الناقة التي تلد ذكراً وأنثى في بطن واحدة فيجعلونها عن الخدمة وإدرار اللبن
              الحام : هو مولود الناقة إذا كان ذكراً ولد لأمه تسعة أخوة . انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 6 / 334 -335


              50 - مسألة:
              قوله تعالي: (وما أهل به لغير الله) .
              وفى المائدة والأنعام والنحل: ( لغير الله به) ؟
              جوابه:
              أن آية البقرة وردت في سياق المأكول وحله وحرمته، فكانتقديم ضميره، وتعلق الفعل به أهم.
              وآية المائدة وردت بعد تعظيم شعائر الله وأوامره، والأمر بتقواه،
              وكذلك آية النحل
              بعد قوله: تعالى (واشكروا نعمة الله) فكان تقديم اسمه أهم.
              وأيضا:
              فآية النحل والأنعام نزلتا بمكة فكان تقديم ذكر الله بترك ذكر الأصنام على ذبائحهم أهم لما يجب
              من توحيده، وإفراده بالتسمية على الذبائح.
              وآية البقرة نزلت بالمدينة على المؤمنين لبيان ما يحل وما يحرم، فقدم الأهم فيه والله أعلم.

              -يُتبع إن شاء الله-

              لاحول ولاقوة إلا بالله

              تعليق


              • #8

                تابع سورة البقرة

                51- مسألة:

                قوله تعالى: (فلآ إثم عليه إن الله غفور رحيم)

                وكذلك في المائدة والنحل .وفى الأنعام ( فإن ربك غفور رحيم )؟ .
                جوابه:
                لما صدر آية الأنعام بقوله تعالى: ( قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ )

                ناسَب قوله: (قل) و (إلى) : (فإن ربك) .
                وبقية الآيات المذكورات خطاب من الله تعالى للناس، فناسب: (فإن الله غفور رحيم)
                أي: فإن الله المرخص لكم في ذلك.
                فإن قيل: فلم لم يقل: فإن ربكم؟

                قلنا: لأن إيراده في خطاب النبى صلى الله عليه وسلم لايوهم غيره، لاسيما والخطاب عام.

                52 - مسألة:
                قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ)
                الآية.
                وفى آل عمران (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ) الآية.
                فوعد في البقرة بأكل النار.
                وفى آل عمران بأنه لا خلاق لهم أي: لاحظ ولا نصيب؟
                جوابه:
                أن الذنْب في البقرة أكبر , فكان الوعيد أشد لأن في كتمانهم إضلال غيرهم مع كفرهم في أنفسهم.
                وآية آل عمران: لا يتضمن ظاهر لفظها ذلك لظهور اللفظ في معنى تأثير ليس كعدمه.

                53 - مسألة:
                قوله تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا) .

                وقال فيها بعد ذلك: (فلا تعتدوها) .
                جوابه:
                أن الحدود في الأولى: هي عبارة عن نفس المحرمات في الصيام والاعتراف من الأكل والشرب والوطء - والمباشرة فناسب: (فلا تقربوها).
                والحدود في الثانية: أوامر في أحكام الحل والحرمة في نكاح المشركات، وأحكام الطلاق والعدة والإيلاء والرجعة وحصر الطلاق في الثلاث والخلع، فناسب: (فلا تعتدوها ) أي: لاتتعدوا أحكام الله تعالى إلى غيرها مما لم يشرعه لكم فقفوا عندها، ولذلك قال بعدها: (وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) .

                54 - مسألة:
                قوله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) .
                وقال تعالى في الأنفال: (وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) ؟ .
                جوابه:
                أن آية البقرة نزلت في أول سنة من الهجرة في سرية عبد الله بن جحش لعمرو بن الحضرمي وصناديد مكة أحياء، ولم يكن للمسلمين رجاء في إسلامهم تلك الحال.
                وأية الأنفال: نزلت بعد وقعة بدر، وقتل صناديدهم، فكان
                المسلمون بعد ذلك أرجى لإسلام أهل مكة عامة وغيرهم،
                فأكد سبحانه وتعالى رجاءهم ذلك بقوله تعالى: (وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) أي: لا يعبد سواه.

                55 - مسألة:
                قوله تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ) الآية.
                ومثله في الأنعام، ومعناه: ينتظرون.
                وإنما ينتظر الإنسان ما يعلم، أو يظن وقوعه ولم يكونوا كذلك لأنهم لم يصدقوا بذلك؟
                جوابه:
                لما كان واقعا لا محالة كانوا في الحقيقة كالمنتظرين له في المعنى ولذلك جاء تهديدا لهم.

                56 - مسألة:
                قوله تعالى: (ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) .
                وفى سورة الطلاق: (ذَلِكَم يُوعَظُ بِهِ) ؟ .
                جوابه:
                حيث قال (ذلك) فالخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم وقدم تشريفا له، ثم عمم فقال: ذلكم أزكى لكم
                وأطهر.
                وفى الطلاق: فالخطاب له ولأمته جميعا، وقدم تشريفه بالنداء
                لقوله: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ).

                57 - مسألة:
                قوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ [وَلَمَّا يَأْتِكُمْ] الآية.
                وفى آل عمران: (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ) الآية.
                وفى التوبة: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا) الآية.
                جوابه:
                أن آية البقرة في الصبر على ما كان النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه عليه من أذى الكفار وتسلية لهم عنه،

                وكذلك قال: (في الذين خلوا مستهم البأساء والضراء) ليكون الصحابة مثلهم في الصبر وانتظار الفرج.
                وآية آل عمران: وردت فى حق المجاهدين وما حصل لهم يوم أحد من القتل والجراحات والهزيمة، فوردت الآية تصبيرا لهم على ما نالهم ذلك اليوم مما ذكرناه والآية الثالثة في التوبة: وردت في الذين كانوا يجاهدون مع النبى صلى الله عليه وسلم ويباطنون أقاربهم وأولياءهم من الكفار المعاندين لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

                ولذلك قال: (وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً)
                وقال بعده (لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ) .

                58 - مسألة:
                قوله تعالى: (فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بالمَعْرُوفٍ) .
                وقوله تعالى: (فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ) .
                جوابه:
                أن المراد بالآية الأولى ما شرعه الله تعالى من الأحكام، ولذلك عرفه بالألف واللام وبالإلصاق.
                وفيما فعلن: أي من التعرض للخطاب بالمعروف.
                والمراد بالثانية: أفعالهن بأنفسهن من مباح مما يتخيرنه من تزين للخطاب، وتزويج أو قعود وسفر أو غير ذلك مما لهن
                فعله، ولذلك نكره، وجاء فيه بـ " من ".

                59 - مسألة:
                قوله تعالى: (مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ) .
                وقال بعد ذلك: (حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) .

                جوابه:
                أن الآية الأولى: في مطلقة قبل الفرض والدخول، فالإعطاء في حقها إحسان لا في قبالة شىء لا تسمية ولا دخول.
                وهو وإن أوجبه قوم فهو في الصورة مجرد إحسان، فناسب: (المحسنين.
                والآية الثانية في المطلقة الرجعية، والمراد بـ (المتاع) عند المحققين النفقة، ونفقة الرجعية واجبة والمراد
                بـ (المتاع) عند المحققين، فناسب: حقا على المتقين، ورجح أن المراد به النفقة: أنه ورد عقيب قوله: (متاعا إلى الحول والمراد به: النفقة، وكانت واجبة قبل النسخ، ثم قال: " وللمطلقات " فظهر أنه النفقة في عدة الرجعية بخلاف المطلقة البائن بخلع فإن الطلاق من جهتها فكيف تعطى المتعة التي شرعت جبرا للكسر بالطلاق وهي الراغبة فيه وباذلة المال فيه، فظهر أن المراد بـ (المتاع) هنا: النفقة زمن العدة لا المتعة.
                وللعلماء في هاتين الآيتين اضطراب كثير، وما ذكرته أظهر، والله تعالى أعلم، لأنه تقدم حكم الخلع، وحكم عدة الموت، وحكم المطلقة بعد التسمية، وبقي حكم المطلقة الرجعية فيحمل عليه.

                60 - مسألة:
                قوله تعالى: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) ثم

                قال: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا) .
                ما فائدة تكرار ذلك؟ .
                جوابه:
                قيل: هو تأكيد للأول تكذيبا لمن ينكر أن يكون ذلك بمشيئة الله تعالى. والأحسن: أن (اقتتلوا) أولا مجاز في
                الاختلاف لأنه كان سبب اقتتالهم، فأطلق اسم المسبب على
                السبب كقوله تعالى: (إنما يأكلون فى بطونهم نارا) .
                فمعناه: ولو شاء الله ما اختلفوا بعد أنبيائهم لكن اختلفوا،
                ولو شاء الله بعد اختلافهم لما اقتتلوا.

                لاحول ولاقوة إلا بالله

                تعليق


                • #9

                  تابع سورة البقرة

                  61- مسألة:
                  قوله تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) الآية.
                  وقال تعالى في براءة (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) .
                  وقال تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ) ، وآيات القتال كثيرة.
                  جوابه:
                  من وجوه:
                  أحدها: لا إكراه قسرا من غير إقامة دليل، بل قد بين الله
                  سبحانه الدلالة على توحيده، وبعث رسوله لمن ينظر فيه.
                  ويدل عليه قوله تعالى بعده: " قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ "
                  وهذا قول المعتزلة.
                  والثاني: أنه منسوخ بآيات السيف.
                  والثالث: أنه مخصوص بأهل الكتاب.

                  62 - مسألة: *
                  قوله تعالى: (يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)
                  أفرد النور وجمع الظلمات، وذلك في مواضع (1) ؟
                  جوابه:
                  أن الكفر أنواع وملل مختلفة، ودين الحق واحد، فلذلك أفرده.
                  __________
                  (1) في اثنى عشر موضعاً : منها ثلاث في سورة البقرة وموضعين في سورة ابراهيم وموضع واحد في كل من المائدة والأنعام والرعد والأحزاب وفاطر والحديد والطلاق.

                  63 - مسألة:
                  قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ) .
                  وقال فى سورة الأنعام: (فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)

                  جوابه:
                  أن هذه خاصة في النفقة في سبيل الله.
                  وأية الأنعام: فى مطلق الحسنات من الأعمال، وتطوع الأموال.

                  64 - مسألة:
                  وفى سورة إبراهيم: (لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا)
                  وفى سورة إبراهيم (لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ)
                  جوابه:
                  أن المثل هنا للعامل، فكان تقديم نفى قدرته وصلتها أنسب، لأن (على) من صلة القدرة.
                  وآية إبراهيم عليه السلام: " المثل " للعمل
                  لقوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ) تقديره: مثل أعمال الذين كفروا
                  فكان تقديم (مما) تقديم نفى ما كسبوا أنسب لأنه صلة (شىء) وهو الكسب.

                  65 - مسألة:
                  قوله تعالى في آية الربا (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) .
                  وفى الآية الأولى من النساء: مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا. وكذلل في الحديد.

                  وفى الثانية: (مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا) .
                  ما فائدة العدول عن قوله: "يبغض "، إلى قوله " لا يحب " مع أنه لا يلزم من نفى المحبة: البغض؟ .
                  وما فائدة تخصيص كل آية بما ذكر فيها؟ .
                  جوابه:
                  أن البغض: صفة مكروهة للنفوس، فلم يحسن نسبته إلى الله تعالى لفظا. وأيضا: فلأن حال العبد مع الله تعالى إما طاعته أو عدمها.
                  فإذا انتفت محبته لنفى طاعته تعين ضدها، فعبر بما هو أحسن لفظا.
                  وأما كفار أثيم: فإنها نزلت في ثقيف وقريش لما أصروا على الربا، وعارضوا حكم الله تعالى بقولهم: (إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا) ، فهم كفار بالدين، آثمون بتعاطي الربا، والإصرار عليه.

                  وأما آية النساء الأولى:
                  فجاءت بعد قوله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) ، وبعد قوله: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) . والعبادة هي التذلل للمعبود والتواضع له، وكذلك الإحسان إلى الوالدين يقتضي التواضع لهما، وذلك ينافي الاختيال والعجب والتفاخر، ويؤيده قوله سبحانه: (وَبِذِي الْقُرْبَى) الآية.

                  وكذلك جاء في لقمان بعد قوله تعالى: (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا، وفى الحديد بعد قوله تعالى: (وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ)

                  وأما آية النساء الثانية:
                  فنزلت قي طعمة بن أبيرق لما سرق درع قتادة بن النعمان رضى الله عنه وحلف عليه، ورمى به اليهود، ثم ارتد ولحق بمكة، فناسب: (خوانا) .
                  وأيضا: فلتقدم قوله تعالى: (عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ) .

                  66- مسألة:
                  قوله تعالى: (ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ) ومثله في آل عمران
                  وقال في النحل والزمر: (ما عملت)
                  جوابه:
                  هو من باب التفنن في الألفاظ والفصاحة.
                  وأيضا: لما تقدم في الزمر لفظ الكسب في مواضع مثل (وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا، وَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عملوا.
                  فعدل إلي لفظ (عملوا) تركا للتكرار، ولم يتقدم ذلك في البقرة وآل عمران.

                  وأنه: إشارة إلى أن الأعمال كسب العبد خيرا - كان أو شرا.

                  67 - مسألة:
                  قوله تعالى: (فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ) الآية.
                  قدم المغفرة.
                  وفى المائدة: قدم. (يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ) ؟ .
                  جوابه:
                  أن آية البقرة وغيرها جاءت ترغيبا في المسارعة إلى طلب المغفرة، وإشارة إلى سعة مغفرته ورحمته.
                  وآية المائدة جاءت عقب ذكر السارق والسارقة، فناسب ذكر العذاب، لأنه لهم في الدنيا والآخرة.

                  لاحول ولاقوة إلا بالله

                  تعليق


                  • #10

                    66- مسألة:
                    قوله تعالى: (ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ) ومثله في آل عمران
                    وقال في النحل والزمر: (ما عملت)
                    جوابه:
                    هو من باب التفنن في الألفاظ والفصاحة.
                    وأيضا: لما تقدم في الزمر لفظ الكسب في مواضع مثل (وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا، وَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عملوا.
                    فعدل إلي لفظ (عملوا) تركا للتكرار، ولم يتقدم ذلك في البقرة وآل عمران.

                    وأنه: إشارة إلى أن الأعمال كسب العبد خيرا - كان أو شرا.

                    67 - مسألة:
                    قوله تعالى: (فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ) الآية.
                    قدم المغفرة.
                    وفى المائدة: قدم. (يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ) ؟ .
                    جوابه:
                    أن آية البقرة وغيرها جاءت ترغيبا في المسارعة إلى طلب المغفرة، وإشارة إلى سعة مغفرته ورحمته.
                    وآية المائدة جاءت عقب ذكر السارق والسارقة، فناسب ذكر العذاب، لأنه لهم في الدنيا والآخرة.


                    لاحول ولاقوة إلا بالله

                    تعليق


                    • #11
                      سورة آل عمران

                      68 - مسألة:
                      قوله تعالى: (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ) ، وقال: (وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) ؟ .
                      وجوابه:
                      أن القرآن نزل منجما مرة بعد مرة فحسن التضعيف، والتوراة

                      والإنجيل نزلا دفعة واحدة فحسن التخفيف لعدم التكرار.

                      فإن قيل: قد قال بعده: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ) ؟.
                      جوابه:
                      أمام الفرقان فقيل: هو نصره على أعدائه.
                      وقيل: هو القرآن، فعلى هذا: لما قال: (وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ)
                      حسن وأنزل الفرقان وأنزل عليك الكتاب: أي كما أنزل
                      التوراة على موسى والإنجيل على عيسى أنزل عليك القرآن والكتاب.
                      ولأن التلون في اللفظ مع قرب العهد أحسن من إعادته بلفظه وإن اتحد قصده.

                      69 - مسألة:
                      قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) .
                      وفى آخر السورة (إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ)
                      جوابه:
                      أن الأول: خبر من الله تعالى بتحقيق البعث والقيامة.
                      والثاني: في سياق السؤال والجزاء، فكان الخطاب فيه أدعى إلى الحصول.

                      70 - مسألة:
                      قوله تعالى: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) .
                      قال هنا: (كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا) إلى قوله: (وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
                      وفى أول الأنفال: (كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ) الأية. وفي الثانية (كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ) .
                      جوابه:
                      أما الكاف هنا: فترجع إلى قوله: (لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ) الآية.
                      كَـلَمْ تغني عن آل فرعون من العذاب. أو معناه: دأبهم كدأب آل فرعون.
                      وفى الأنفال يتعلق بقوله تعالى: (يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ) كدأب آل فرعون.
                      والثانية فيها تعلق بقوله: (حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) كدأب آل فرعون، والله تعالى أعلم.

                      وأما قوله تعالى: (بِآيَاتِنَا ... وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) لتجانس ما تقدم. قيل: وهو قوله: (إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ)
                      ثم قال: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) جاء بالظاهر بعد المضمر.


                      وأما آية الأنفال الأولى: فلتناسب ما تقدمها من إبراز الظاهر
                      في قوله: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)
                      فقال: (كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ) الآية.

                      وأما الثانية: فجاءت بعد قوله تعالى: (لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ) الآية.
                      أي: كذبوا بآيات من ربهم بنعمه عليهم التي لا تحصى.
                      فلما ذكر نعمه التي رموا بها ناسب قوله: (بِآيَاتِ رَبِّهِمْ) المنعم عليهم.

                      وكرر ذلك في الأنفال مع قرب العهد: للتنبيه على عقاب الآخرة في الآية الأولى
                      وعلى عقاب الدنيا في الآية الثانية.

                      لاحول ولاقوة إلا بالله

                      تعليق


                      • #12

                        تابع - سورة آل عمران

                        71
                        - مسألة:
                        قوله تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ)
                        ما فائدة تكرير لفظ التوحيد؟
                        جوابه :
                        أن الأول: منشهود به، والثاني: حكم بما تمت به الشهادة.

                        فالأول: بمنزلة قيام البينة، والثانية: بمنزلة الحكم بذلك.

                        72 - مسألة:
                        قوله تعالى: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) ما فائدة تكراره؟
                        جوابه:
                        أن الأول في سياق الوعيد لقوله: (فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ)
                        والثاني: في سياق حذر التفويخا للخبر، ولذلك خصه بقوله: (وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) .

                        73 مسألة:
                        قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا)
                        ثم قال: (وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) ؟
                        جوابه:
                        أن الأولين: جميع الأنبياء والرسل من نسلهم.
                        وآل إبراهيم: إما نفسه، أو من تبع ملته.
                        وآل عمران: موسى وهارون، ولم يكن عمران نبياً.

                        74 - مسألة:
                        قوله تعالى: (وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ)

                        وفى مريم: قدم ذكر المرأة؟ .
                        جوابه:
                        لتناسب رؤوس الآية في مريم بقوله: عتيا، وعشيا، وجنيا.
                        وأيضا: لما قدمه بقوله: (وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) وَ (كَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا) أخره ثانياً تفننا في الفصاحة.

                        75 - مسألة:
                        قوله تعالى: (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ) وفي مريم، (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ) ؟
                        جوابه:
                        لتقدم قوله في مريم (لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا).

                        76 - مسألة:
                        قوله تعالى: (فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ)
                        وفى المائدة: (فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي)
                        ذَكّرَها
                        و أَنّث في المائدة ؟ .
                        جوابه:
                        أن آية آل عمران من كلام المسيح عليه السلام في ابتداء
                        تحديه بالمعجزة المذكورة ولم تكن صورة بعد فحسن التذكير والإفراد.
                        وأية المائدة من كلام الله تعالى له يوم القيامة معددا نعمه عليه بعد ما مضت
                        وكان قد اتفق ذلك منه مرات، فحَسُن التأنيث لجماعة ما صوّره من ذلك ونفخ فيه.

                        77 - مسألة:
                        قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ) ، وكذلك في مريم
                        وفى الزخرف: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ) بزيادة (هو) ؟
                        جوابه:
                        أن آية آل عمران ومريم تقدم من الآيات الدالة على توحيد الرب تعالى وقدرته وعبودية المسيح له ما أغنى عن التأكيد.
                        وفى الزخرف: لم يتقدم مثل ذلك، فناسب توكيد انفراده بالربوبية وحده.

                        78 - مسألة:
                        قوله تعالى: (آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)
                        وفى المائدة: (وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ) ؟ .
                        جوابه:
                        أن آية المائدة في خطاب الله تعالى لهم أولا، وفى سياق تعدد نعمه عليهم أولا،
                        فناسب سياقه تأكيد انقيادهم إليه أولا عند إيحائه إليهم.
                        وآية آل عمران في خطابهم المسيح لا في سياق تعدد النعم
                        فاكتفى ثانيا بـ ( أنَّا) لحصول المقصود.

                        79 - مسألة:
                        قوله تعالى: (إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
                        ومثله في النحل: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
                        وفى لقمان: (إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
                        وفيها: (إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا) .

                        جوابه:
                        لما تقدم في السورتين ذكر الاختلاف ناسب ذكر الحكم.
                        بخلاف سورة لقمان لأنها عامة في الأعمال.

                        80 - مسألة:
                        قوله تعالى: (فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) .
                        وفى البقرة: (فَلَا تَكُنْ) ؟
                        جوابه:
                        أن آية البقرة تقدمها (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا) فناسَبَ: (ولا تكونن)
                        ولم يتقدم هنا ما يقتضيه.

                        لاحول ولاقوة إلا بالله

                        تعليق


                        • #13

                          تابع - سورة آل عمران

                          81- مسألة:

                          قوله تعالى: (لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا)
                          وفى الأعراف: (مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا) بزيادة (به وبالواو) ؟
                          جوابه:
                          أن (تَصُدُّونَ) هنا: حال، وإذا كان الفعل حالا لم يدخله الواو.

                          وفى الأعراف جملة معطوفة على جملة كأنه قال: توعدون، وتصدون، وتبغون.

                          82 - مسألة:
                          قوله تعالى: (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ)
                          وفى الأنفال: (إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ) ؟
                          جوابه:
                          أن آية آل عمران ختم فيها الجملة الأولى بجار ومجرور وهو قوله (لكم)
                          فختمت الجملة التي تليها بمثله وهو قوله (به) لتناسب الجملتين.
                          وآية الأنفال: خلت الأولى عن ذلك فرجع إلى الأصل وهو
                          إيلاء الفعل لفعله، وتأخير الجار الذي هو مفعول.

                          وجواب آخر:
                          وهو أنه لما تقدم في سورة الأنفال: (لكم) في قوله: (فَاسْتَجَابَ لَكُمْ) علم أن البشرى لهم،
                          فأغنى الأول عن ثان،
                          ولم يتقدم في آل عمران مثله
                          وأما (به) فلأن المفعول قد تقدم على الفاعل لغرض صحيح من اعتناء، أو اهتمام، أو حاجة إليه في سياق الكلام،
                          فقدم (به) هنا اهتماما، وجاء في آل عمران على الأصل.

                          وجواب آخر:
                          وهو التفنن في الكلام.

                          83 - مسألة:
                          قوله تعالى: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) معرفا.
                          وفى الأنفال: (مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) منونا.
                          جوابه:
                          أن آية الأنفال نزلت في قتال بدر أولا، وآية آل عمران نزلت في وقعة أحد وثانيا.
                          فبين أولا: أن النصر من عنده لا بغيره من كثرة عَددٍٍ أو عُددٍ،
                          ولذلك علله بعزته وقدرته وحكمته المقتضية لنصر من يستحق نصره.
                          وأحال في الثانية على الأولى بالتعريف،
                          كأنه قيل: إنما النصر من عند الله العزيز الحكيم الذي تقدم إعلامكم أن النصر من عنده
                          فناسب التعرف بعد التنكير.

                          84-مسألة:
                          قوله تعالى ( وَ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) .
                          وفى العنكبوت: (نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) بغير واو فى (نِعْمَ)

                          جوابه:
                          لما تقدم عطف الأوصاف المتقدمة وهى قوله :
                          (وَالْكَاظِمِينَ) ، (وَالْعَافِينَ)، (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا)، (وَلَمْ يُصِرُّوا)، (جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ)، (وَجَنَّاتٌ)، (وخلود)
                          ناسب ذلك العطف بالواو المؤذنة بالتعدد والتفخيم.
                          ولم يتقدم مثله في العنكبوت فجاءت بغير واو، كأنه تمام الجملة.

                          85 - مسألة:
                          قوله تعالى: (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ)
                          وفى فاطر: (بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ) بالباء في الثلاثة؟
                          جوابه:
                          أن آية آل عمران سياقها الاختصار والتخفيف بدليل حذف الفاعل في "كذب "
                          وورود الشرط ماضيا وأصله المستقبل، فحذف الجار تخفيفا لمناسبة ما تقدم.

                          وأية فاطر سياقها البسط بدليل فعل المضارع في الشرط،
                          وإظهار فاعل التكذيب، وفاعل ومفعول (جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ) ، فناسب البسط ذكر الجار في الثلاثة.



                          لاحول ولاقوة إلا بالله

                          تعليق


                          • #14
                            تابع - سورة آل عمران

                            86- مسألة:
                            قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ)
                            وفى يونس: (إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ)
                            قدم هنا خلق السموات، وأخر عنه في يونس؟ .
                            جوابه:
                            لما قال هنا (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) أتبعه بخلقها، ثم بـــ: (اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) .
                            وفى يونس لما قال: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا) إلى قوله: (لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ)
                            وإنما ذلك باختلافهما: ناسب ذلك اتباعه بذكر اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.

                            87 - مسألة:
                            قوله تعالى هنا: ( ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ) بــــ( ثم ).

                            وفى غيره-سورتي الرعد والتوبة - : ( وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ) ب( الواو )؟
                            جوابه:
                            لما تقدم قوله تعالى: تقلبهم فى البلاد و (مَتَاعٌ قَلِيلٌ) والمراد في الدنيا،
                            وجهنم إنما هي في الآخرة، فناسَب: (ثم) التي للتراخي.

                            وآية الرعد : عطف جهنم على (سوء الحساب) وهما جميعا في الآخرة، فناسب العطف بالواو.


                            لاحول ولاقوة إلا بالله

                            تعليق


                            • #15

                              سورة النساء

                              88 - مسألة:
                              قوله تعالى: ؤخفق منها (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) ؟ .
                              وفى الأعراف (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا)
                              جوابه:
                              أن آية النساء في آدم وحواء عليهما السلام لأنها خلقت منه،
                              وآية الأعراف، قيل: في قصي، أو غيره من المشركين ولم تخلق زوجته منه،
                              فقال: (وَجَعَلَ) ، لأن الجعل لا يلزم منه الخلق، فمعناه: جعل من جنسها زوجها.

                              89 - مسألة:
                              قوله تعالى: (مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ) .

                              وفى المائدة: (مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ) ؟ .
                              جوابه:
                              أن آية النساء في نكاح الإماء، وكان كثير منهن
                              مسافحات فناسب جمع المؤنث بالإحصان.
                              وأية المائدة في من يحل للرجال من النساء فناسب وصف
                              الرجال بالإحصان، ولأنه تقدم ذكر النساء بالإحصان، فذكر
                              إحصان الرجال أيضا تسوية بينهما، لأنه مطلوب فيهما.


                              90 - مسألة:
                              قوله تعالى: (وبذى القربى) وفى البقرة: (وبذى القربى) .
                              بغير باء في فيه (وبذى القربى)
                              جوابه:
                              أن آية البقرة حكاية عما مضى من أخذ ميثاق بنى إسرائيل
                              وآية النساء من أوله إلى هنا في ذكر الأقارب وأحكامهم في المواريث والوصايا والصِلات، وهو مطلوب، فناسب التوكيد بالباء.

                              91 - مسألة:
                              قوله تعالى: (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ) الآية.
                              وقال في المائدة: (وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ) ؟ .
                              جوابه:
                              لما تقدم في المائدة تفصيل الوضوء وتفصيل واجباته ناسب ذِكر واجبات التيمم بقوله: (مِنْهُ) ، وأن إيصال بعضه بالبدن شرط.
                              وأية النساء جاءت تبعا للنهى عن قربان الصلاة مع شغل الذهن، فناسب حذفه.

                              لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق

                              يعمل...
                              X