إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما هو التغطيس أو الاستنباء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هو التغطيس أو الاستنباء

    الاستنباء – التغطيس – الدوسرة – التنقيب الخارق عن الماء تسميات متعددة للقدرة المزعومة الخارقة لشخص ما على اجابة الشخص حول سؤال يتعلق بوجود شئ ما في محيطه بنعم أو لا فيكون الجواب حاسماً بناءاً على قدرة باراسايكولوجية خارقة يمتلكها. أما التنقيب عن الماء، المعادن، او الآثار فهو من تطبيقات هذه القدرة المزعومة، كما يستخدمونها لاتخاذ قرارات مالية ولايجاد الاشياء والاشخاص المفقودين. وترجع لحقبة قديمة حيث وجدت في رسومات احد الكهوف في الجزائر رسوم لأشخاص يحملون عصي تؤشر نحو السماء. كما تُظهر رسومات المصريين أموراً مشابهة، كما أن هناك تمثالاً يعود لـ 2200 سنة قبل الميلاد للامبراطور الصيني هوانغ يو وهو يحمل أداة استنباء. حتى كونفوشيوس تحدث عن هذه الممارسات. في 1556 نشر كتاب لجرجيس اجريكولا (Georgius Agricola) الألماني حول استخدام الاستنباء في التنقيب عن المعادن الثمنية.
    تسمى تلك الأداة التي يستخدمونها في التنقيب عصا الاستنباء (dowsing rod) ويمكن أن تستخدم أي مادة كعصا استنباء مثل غصن الشجرة اليافع، أو عظام الحيوانات أو سكين صغيرة. حيث يُترك توجيه الأداة حراً بين اليدين ومتعامداً مع الأرض بينما يمشي المنقب حتى تبدأ العصا بالإشارة الى الأرض. وتستخدم أحياناً عصاتين. مكان النقطة المقصودة عندئذ يكون بتقاطع العصاتين، وفي هذه الحالة يحتاج المنقب الى خارطة للتأشير. كما يستخدم البندول للاستبناء ايضاً حيث يترك ليتأرجح فوق خارطة حتى يتوقف عند مكان معين ليتم قصده.
    المؤمنون بالتنقيب الخارق او الاستنباء او الدوسرة غالباً ما يقدمون أحد ثلاثة تفاسير للآلية وراء الاستنباء. الأولى هي الفيزيائية، التي تتعلق بالقوة التي تنطلق من الجسم الذي يحاول الشخص إيجاده. المتنبئ ببساطة يكون بتناغم مع هذه القوة وبالتالي فهو يجدها. المتنبؤون يقولون انهم ينجذبون لقوى مختلفة بحسب الشخص؛ فمثلاً أحدهم ينجذب الى الذهب وقد لا ينجذب الى معدن آخر. أما التفسير الآخر فهو يتعلق بقوة الإدراك ذاتها. القوة التي تصل الى الجسم وتتصل بالعنصر المراد كشفه. وهكذا يعمل متنبئوا الخرائط فيقومون بتعيين مكان شخص مفقود مثلاً على خارطة بلد معين، كشخص مفقود في صحراء الربع الخالي فيقوم المتنبأ بكشفه على الخارطة. اما التفسير الثالث فهو يتضمن مزيجاً من الطريقتين السابقتين المزعومتين. وهو يفترض مسبقاً ان هناك انبثاقات معينة من الأجسام فيقوم المتنبأ برصدها بواسطة قوة إدراكه.
    العديد من المتنبئون يؤمنون ان العقل الباطن يعلم أجوبة جميع الأسئلة وأننا يجب أن يكون لدينا علاقة حميمة مع العقل اللاوعي للحصول على الأجوبة منه. ورغم سعة إنتشار الأعتقاد بالاستنباء او الدوسرة او التنقيب الخارق عن المعادن والاشياء والاشخاص فإن التحقيق الدقيق أظهر أنها ببساطة لا تعمل. لا يوجد باحث إستطاع ان يثبت وجود أي قوة خاصة لدى أي نوع من الاستنباء تحت ظروف القياس.
    فيما يعرف بتجارب ميونخ، أكثر تحقيق شامل ومعروف حول هذا الموضوع وكان مقاماً من قبل الدكتور بيتز (H.-D. Betz) وزملاءه في ألمانيا. بيتز استنتج من خلال بياناته أن “الجوهر الحقيقي لظاهرة الاستنباء يمكن أعتبار أنه تم إثباته مختبرياً” (1997). غير أن مراجعة بيانات الدكتور بيتز كشفت أن الرجل وصل الى استنتاجاته بواسطة احتساب أفضل الحالات فقط، فهو قام بإحتساب ما هو إيجابي ونبذ ما هو سلبي من القيم، وهو خرق واضح للبروتوكول العلمي. بتحليل جميع البيانات مرة ثانية صار واضحاً انه لا يوجد اي ظاهرة إحصائية – ولا تأثير للاستنباء.
    نفس الشئ كان صحيحاً عندما كان المتنبؤون يؤدون نتائجاً صحيحة لكن عندما يُعاد فحص تنبؤهم يظهر بوضوح أنه لا يوجد تأثير. ورغم ادعاءات بعض الباحثين، فما زالت أكبر وأشهر دراسة أقيمت عن الاستنباء تُظهر أنه لا يوجد أي تأثير له. ولا دراسات أُجريت تحت الظروف المناسبة وكانت قادرة على توضيح أي تأثير نفسي أو فيزيائي للاستنباء.
    في فرنسا حاول أحد المتنبئين (Jacque Benveniste) أن ينشر بحثاً له زعم فيه إثبات عمل الاستنباء في مجلة نيتشر، المجلة أرسلت فريقاً من المحققين لمختبره كإجراء طبيعي للتحقق قبل نشر الأبحاث، وقد أظهرت نتائج فحصهم مشكلات جدية في التدليس والتنصل عن البيانات بالإضافة الى عدم قدرة الفاحص على تكرار نتائجه.
    الاستنباء والفكرية الحركية (Ideomotor)

    التفسير الأرجح لحركة مركز تأشير المتنبئ هو ما يعرف بتأثير الاديوموتور أو تأثير الفكرية الحركية، والذي يقتضي السلوك الحركي الطوعي واللاواعي. في عام 1852، أعطى ويليام كاربينتير (William Carpenter) محاضرة اعيد طبعها ضمن محاضر المعهد الملكي، وضح فيها النشاط الفكري الحركي كفئة ثالثة من اللاوعي، والسلوك الغريزي. والنوعين الآخرين هما مثيرة الحركة (excitomotor) كالتنفس والبلع والحسية الحركية كردود الفعل المباغتة. الفكرية الحركية (Ideomotor) هي أمر ثانوي بالنسبة لأفكارنا، هي تبدأ في الدماغ. ويمكن أن ترتبط أي حركة جسدية دون إرادة بالفكرية الحركية. بحسب هذا التفسير فإن توقعات المتنبئين يمكن أن تسبب حركة غير واعية لعصى الاستنباء التي يحملونها بايديهم. كما أن هذا التفسير هو الأفضل للوحة تحضير الأرواح (Ouija board)

    جرائم العلم الزائف عبر الاستنباء

    قد لا يُلام العلم الزائف بقدر ما تُلام الضمائر الميتة، لكن ما حدث في العراق بإستيراد أحد أجهزة كشف المتفجرات من قبل وزارة الداخلية العراقية وإحدى الشركات الأهلية مع وساطة لبنانية ومصنع بريطاني. كان جل ذلك أحد أكبر عمليات النصب والأحتيال وأكثرها تأثيراً في قتل عشرات الآلاف من البشر الذين طحنتهم الإنفجارات في طوابير الأنتظار أمام عصى استنباء غير مرتبطة بأي دارة الكترونية وتعمل وفق مبدأ الفكرية – الحركية (Ideomotor) كما أنها أعطت أماناً زائفاً للشوارع العراقية المحفوفة بالموت عبر إيهام الناس لسنوات بأن عصا الاستنباء هذه تعمل. التحقيقات في بريطانيا أودت بالمُصنع الى السجن بتهمة الأحتيال، لكنها لم تفعل الأمر ذاته في العراق، حيث ما زال مستوردي الجهاز يتمتعون بنفوذهم كاملاً وما زال الجهاز يمارس عمله في الشوارع العراقية.
    المصادر


  • #2
    التغطيس، ظاهرةٌ من المؤكد أنكم قد شاهدتموها يوماً على شاشة التلفاز؛ شخصٌ ضائعٌ في الصحراء، بلا ماءٍ ولا طعام، عصاً على شكل حرف Y يُمسكها من طرفيها الخلفيين ويترك لها زمامَ أمره فيتحرك هائماً دون وجهةٍ محددة إلى أن يشعر بأنَ هذه العصا تجذبه؛ عندها يدرك أنه قد وجد بئر ماء فيبدأ بالحفر! هذا في الأفلام، لكن على أرض الواقع، ما هي هذه الظاهرة وهل لها تعليلاتٌ علمية؟ وهل هي حقيقيةٌ فعلاً؟







    التغطيس أو Dowsing هي عمليةٌ غير مفسرةٍ حتى الآن، تقول بالقدرة على الكشف عن الماء أو النفط أو المجوهرات وربما كرات الغولف، وحتى الأشخاص وذلك بالإمساك بخشبةٍ كالتي تحدثنا عنها في المقدمة أو قضيبين معدنيين على شكل حرف L وعندما تشعر بقوة شدٍ في الخشبة أو يتصالب القضيبان فاعلم عندها أنك قد عثرت على ضالتك! وبالإمكان أيضاً عن طريق التغطيس، العثور على الأشخاص الضائعين وذلك بأن تمسك نواساً )بندول( وتحركه فوق خريطةٍ فإذا تأرجح )أو أوقف تأرجحه( فوق نقطةٍ ما على الخريطة، فإنك ستجد الشخص الضائع في هذا المكان!

    إذاً، ورغم غرابة القدرات التي يقوم بها التغطيس، هل يمكن للتغطيسيين )سواءً الذين يمارسون التغطيس أو يصدقون به( أن يقدموا تفسيراتٍ مقنعةً له؟! لربما تعود أكثر الأسباب إقناعاً لتفسير انتشار هذه الظاهرة أو اتساع مؤيَديها حتى في عصرنا هذا هو قِدَم ممارسة هذه الطريقة حيث تذكر الكتب التي تدعم التغطيس أنَ هذا الفن قد مُورِس على مدى فترةٍ طويلةٍ من الزمن وأثبت نجاحاً واضحاً، فكتابMetallica Re De الذي أشار إلى التغطيس كطريقةٍ للبحث عن المعادن ويعتمده كثير من المغطسين كمرجع يعود إلى عام 1556. تُعتبر حجة القِدم الأكثر شيوعاً بين مؤيدي التغطيس وغالباً ما يستعملونها في إثبات واقعية ادعاءاتهم، ونسمع هذه الحجة كثيراً من مروجي العلم الزائف. لكن هل تعتبر حجةً كافيةً لإثبات صحَة هذه الظاهرة؟ هنا لابدَ من الإشارة إلى أنه تم ارتكاب خطأين: أولهما مغالطةٌ منطقيةٌ تُسمى "الاحتكام إلى التقاليد"؛ أي ادعاء أن الفكرة صحيحة لمجرد أنها استُعمِلت لفترةٍ طويلة! وهذا ببساطةٍ مرفوض، فالعلوم تتطور مع تقدم الزمن ومعرفتنا تزداد وليس العكس، والممارسات القديمة اخترعها الانسان بسبب فقر معلوماته وجهله بما أصبحنا نعرفه اليوم بفضل العلم، فعلى سبيل المثال كان الطب في الماضي قائماً على فكرة خاطئة التي وضعها اليونان –وربما تعود لأقدم من ذلك- وتنص على أن الجسم يحوي أربع سوائل هي الدم والبلغم والعصارة الصفراء والعصارة السوداء، وكان أطباء ذلك الزمن يعتقدون بأنّ علاج طيفٍ واسع من الأمراض يعتمد على إعادة توازن تلك الأخلاط عن طريق "الفصد" أو ما كل ليس ،باختصار القول يمكن هنا ومن !ينزف المريض وترك الجسم في ٍجرح إحداث أي Bloodletting اعتاد الناس القيام به لفتراتٍ طويلةٍ صحيحاً بل غالباً يجب أن يدفعنا قِدم الممارسات إلى التساؤل عن دقة الأسس العلمية التي تقوم عليها. هذا بالنسبة للخطأ الأول، أما الثاني فهو أن الكتاب المذكور أعلاه لم يقر بأنَ التَغطيس هو الوسيلة الفعَالة للعثور على المعادن بل قال العكس تماماً وإليكم النص" لا يجب عليه أن يستعمل العصا المسحورة-يقصد عصا التغطيس- لأنه إذا كان ذكياً وماهراً في فهم إشارات الطبيعة، يدرك بأن هذه العصا لا تفيده". ولهذا يمكن اعتبار أنَ نجاح هذه الطريقة لا يتعدى كونه مجرد مصادفة، أو دراما كان يعتمدها ممارسو هذه العادة لإبهار الزبائن )الباحثين عن المياه في حقولهم أو الباحثين عن شيء ضائع( وإيهامهم بامتلاكهم قدراتٍ خاصة! وبعد كل هذا، ما هي الآلية التي تعمل بها عصاً خشبيةٌ أو قضيبٌ معدني لايجاد مكان الشيء المفقود، والسؤال الأكثر إلحاحاً هو: كيف تعرف هذه الأدوات ما هو الشيء الذي أبحث عنه عندما أمسكها، كيف تعرف أنني أبحث عن شخصٍ ضائعٍ أو عن مياهٍ جوفيةٍ وكيف تعرف أنني أبحث عن النفط أو الذهب أو قطعة نقودٍ ضائعة؟! الإجابة على هذه التساؤلات تتنوَع بالتعاليل التي يقدمها التغطيسيون أنفسهم؛ مثل أن الشيء الذي تبحث عنه يشعُ أمواجاً تتلقاها الخشبة التي تمسكها أو ربما بعض الطاقات الخفية، ولا يستبعد بعضهم الأشباح كذلك، وهناك اختلافٌ حتى في آلية استعمال الخشبة والقضيبين المعدنيين فالبعض يقول أن القضيبين إذا تقاطعا فقد وجدت ما تبحث عنه وبعضهم يقول أنهما يجب أن يبتعدا، بينما آخرون بنصحون بارتداء قفازاتٍ مطاطية وبعضهم يحذر منها! لكن، لماذا نهتم إلى هذا الحد بإيجاد تفسيرٍ لهذه الظاهرة، فلو كانت صحيحة فإننا سنتمكن من إيجاد الأشخاص المفقودين والعثور على آبار النفط ومناجم الذهب، لكانت الحياة سهلة وجميلة أليس كذلك؟! في الواقع، حتى لو سلَمنا بأن استعمال هذه العصا العجيبة يتبعه العثور على الماء أو أياً كان ما نبحث عنه، فهذا لا يعني أن العصا هي من وجدته ففي هذا مغالطةٌ منطقيةٌ أخرى لا يقع بها التغطيسيون فقط بل معظم رواد العلوم الزائفة ويعتمدها المشعوذون في حيلهم لخداع الجمهور، وهذه المغالطة تُعرف بـ Post حدثين تشاهد أنت ،الفعل رد و كالفعل يسبقه حدث نتيجة هو ما حدث حدوث َأن أي ؛ hoc fallacy متتابعين فتعتبر أن الثاني نتج عن الأول، وكمثال لنفرض مثلاً حدوث كسوفٍ للشمس ومن ثم يقوم أحدهم بضرب الطبل فينتهي الكسوف وتعود الشمس، فهل هذا يعني أن انتهاء الكسوف ناتجٌ عن ضرب الطبل؟ بالتأكيد لا، وكذلك إيجاد الماء بعد استخدام العصا لا يدلّ بالضرورة أن العصا هي السبب، فلو حفرت في أي بقعةٍ أرضيةٍ إلى عمقٍ كافٍ ستجد بعض الماء على الأغلب، كما أنّ المناطق التي تحتوي مياهاً جوفية كثيراً ما تختلف طبيعة نباتاتها ومظهر تربتها مما يمكّن التغطيسيين من كشفها بالنظر.


    وإن لم يكن الكلام النظري والمحاججة المنطقية كافيةً لدحض ظاهرة التغطيس فدعونا ننتقل إلى الميدان، فكثرة هذه الادعاءات دفعت الجمعية الأمريكية للعلوم الطبيعية عام 1949 إلى اجراء اختبارٍ شمل 27 تغطيسي طُلِب منهم أن يحددوا مكان وعمق المياه في أرضٍ لا تحوي أي علاماتٍ على وجود المياه، وكانت النتيجة أن لا أحد من التغطيسيين نجح في هذا الاختبار، على عكس علماء الجيولوجيا والمهندسين الذين استطاعوا تحديد عمق الماء. ورغم فشلهم في الاختبار الذي ذكرناه قبل قليل، إلا أن التغطيسيين يفضلون الاستدلال بتجربةٍ أخرى تؤيد زعمهم، وهي تجربة جرت تحت إشرافٍ علمي في مزرعةٍ في ألمانيا قرب ميونخ في ثمانينيات القرن الماضي و شملت عشرة آلاف تغطيسي، وقالت اللجنة المشرفة بأن الدلائل والمشاهدات تميل إلى إثبات "حقيقة ظاهرة التغطيس". لكن السيد Ernigh Jim من معهد Scripps لم يقر بصحة هذه التجربة والمشاهدة التي تمت، مشيراً إلى أنه في هذه التجربة، رُشِح 43 شخصاً من 500 رأوا في أنفسهم أفضل التغطيسيين وأكثرهم مهارة وتمكناً، ولكن نجاحهم لم يكن قابلاً للإعادة، أي إن نجح أحدهم، يُطلب منه أن يعيد المحاولة مرةً أخرى وعندما فعل ذلك فشل، أي أن نسبة نجاح التغطيسي الماهر الحاذق المتمكن الواثق من نفسه، لم تكن أكبر من نسبة نجاح التغطيسي العادي، فما معنى أن تنجح مرةً وتفشل أخرى؟ هذا معناه أن هذا النجاح وذاك الفشل اعتمد على الصدفة وليس على العصا أو ما شابهها. وللتأكد أكثر، تمت تجربةٌ مشابهةٌ في التسعينيات في ألمانيا قرب فرانكفورت، أشرف عليها مجموعةٌ من العلماء؛ وتضمنت أنبوباً بلاستيكياً مدفوناً تحت 50 سم من السطح ويمكن أن يجري فيه الماء أو يُوقف، ووضعت إشارةٌ فوق مكان الأنبوب على السطح، وكانت مهمة التغطيسيين أن يقفوا فوق تلك النقطة ويعرفوا باستعمال أدواتهم إذا كان هناك ماءٌ أم لا؛ كانوا متحمسين ومتأكدين من أن نسبة نجاحهم هي 100%، واعتبروا التجربة ذات شروطٍ عادلة فلا يوجد أي تغيراتٍ على سطح التربة قد تشير إلى وجود الماء، وبعد التجربة باؤوا بالفشل وخيبة الأمل، فلم تكن نتائجهم تشير إلا أن نجاحهم اعتمد على الصدفة فمرةً يصيبون ومرةً يخطئون، أما رقم %100 فقد كان بعيد المنال، ومع ذلك فقد أنكروا هذه التجربة وأصروا على الاحتكام إلى التجربة المقامة في ميونخ والتي فندناها في ما سبق. من المهمّ هنا أن نعرف أيضاً ما هي نتائج تجارب "المجموعات المُتَحَكَمِ بها" groups Control في التجارب السابقة، وهي طريقة يتبعها العلماء في تصميم التجارب العلمية لاستبعاد عامل الصدفة والتحقق من ارتباط النتيجة بالمسبّب، فيأتون بمجموعة تختلف عن المجموعة المدروسة بالموضوع المراد اختباره وهي في هذه الحالة مجموعة عادية دون أي أدواتٍ علمية أو تغطيسيةٍ، ويتم اجراء التجربة نفسها على مجموعة التغطيسيين والمجموعة العادية، فهل حصل التغطيسيون على نتيجة أو احتمالات نجاحٍ أعلى؟ والجواب هو لا، وهو ما يؤكد أن نجاحهم يعود إلى الصدفة لا أكثر. لكن، ماذا لو قمنا نحن باستعمال هذه العصا وشعرنا فعلاً بقوةٍ من نوعٍ ما تسري فيها؟ سيجيبنا أحد المحررين في موقع Scientisits New وهو السيد Brooks Micheal حيث التقى بأحد التغطيسين الذي حاول شرح هذه الظاهرة وإثبات صحتها؛ وعندما قام بالتجريب بنفسه، أصيب بالدهشة! فلقد أحس أن العصا تجذبه فعلاً، ومع ذلك فإن التعليل بسيط وهو يسمى effect Idiomotor ؛ومفاده أن التأثر بشيءٍ أو توقع حدوثه يؤدي إلى حركةٍ غير إراديةٍ، فلو استعملت عصا التغطيس أكثر من مرة فإنك ستشعر بالفعل أنها تجذبك ومرد ذلك كما ذكرنا إلى الحركة غير الإرادية الناجمة عن توقع حدوث شيءٍ ما)والشيء المتوقع هنا هو أن تقوم العصا بجذب حاملها(، وهذا التأثير هو ما يسبب تحرك مؤشر لوح "الويجا" الذي يعتقد البعض أنه يستخدم للتحدث مع الأرواح أو الأشباح، وقد نتطرق له في مقال قادم. للأسف، فإن بعض الدول في العالم، قامت مؤخراً باستئجار التغطيسيين ليقوموا بالكشف عن المخدرات والمتفجرات، عوضاً عن الكلاب البوليسية "لتجنب تحويل مدنهم إلى حديقة حيواناتٍ" على حد قولهم ولأنها أسرع بكثير فهي لا تستغرق سوى بضع ثوانٍ، وكما هو متوقع فإن هذا العمل لم يثمر أي نتيجةٍ إجابية. إضافةً إلى ما سبق فإنك قد تجد العديد من المواقع والجمعيات حول العالم التي تؤيَد هذه الظاهرة وتدعمها، بل وتقدم دورات تدريبية لتعليم فنون التغطيس لكن دونما دليل علمي واضح يؤكَد منهجية هذه الطريقة وصحة العمل بها!

    وبعد هذه الأدلة، هل من الممكن أن نقتنع فعلاً بحقيقة ظاهرة التغطيس؟ إذا كانت إجابة أحدكم أعزائنا المتابعين "نعم"-والتي لا نتمناها بالتأكيد- أو كنتم تعرفون أي شخصٍ سيجيب بنعم فما عليكم –أو عليه- سوى التوجه إلى مسابقة " راندي" التي تكلمنا عنها هنا[COLOR=rgb(0.000000%, 0.000000%, 100.000000%)]http://www.syr-res.com/article/R1201.html [/COLOR]












    وباختصار فإن السيد جيمس راندي عرض-وما زال العرض قائماً- مليون دولار لكل من يدعي امتلاك قدرةٍ



    خارقةٍ ويستطيع إثباتها تحت شروطٍ علمية، وقد قام العديد من التغطيسيين بالمشاركة في هذه المسابقة ووافقوا على الشروط المعروضة وكلهم عادوا بخُفَي حنين-كما يقول المثل- بمعنى أنهم فشلوا تماماً، والمال مازال في الخزانة ينتظر من يكسبه!

    تعليق


    • #3
      اشكرك اخي kampro على هذا الموضوع, واتمنى من الاشخاص الذين يمارسون التغطيس والاسياخ بتغير رأيهم وان يتقو الله بهذا العمل.
      عندما تقول له اعطيني دليل علمي مثبت واحد عن مبدأ عمل الاسياخ فيقول لك التجربة خير برهان !! تعمل على اسياخ ولا تعرف على اي مبدأ يرشدك عل الكنز او الماء !!

      منقول من الاخ الفاضل سراب الازرق :

      (تجارب
      Scheunen
      ) في ألمانيا مئات الاشخاص مرو على التجارب من كل الأنحاء وفشلو...
      (تجارب Kassel)
      (تجارب GTZ)
      (تجارب JamesRandi) والذي عرض جائزة بمليون دولار لكي ينجح شخص واحد فقط في تجربته المقترحة....
      للاسف الشديد لم ينجح أي شخص لا بتطيعم ولا بعزل ولا بعود زيتون ولا سيخ، والجائزة معروضة لحد الان منذ سنة 1964....
      تجارب Carl Moreland والذي عرص جائزة 25.000 دولار والجازة ما زالت قائمة لحد الان منذ سنة 2001....

      تعليق


      • #4
        مشكور على الموضوع اخي الكريم
        خبرتي قليله في الموضوع
        ولكن موضوعك لفت نظري

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمان الرحيم
          أخي الشيشاني و أخي دكتور ولكن ،أشكركم جزيل الشكر و أنا هنا لأستفيد و أفيد و لتعم الفائدة على جميع الأخوة .

          تعليق


          • #6
            التساؤلات فعلا كثيرة ولو انه تمت الاجابة بشكل علمي لصار بالامكان تطوير نموذج مصغر عن الاسياخ اقرب واشبه للبوصلة..مبدأ العمل متوافق تقريبا وممكن اذا ما فكرنا فيه ولكن يستحيل تطبيقه لان السجل المعرفي في هذا الخصوص محض افكار وتجارب وموروثات...النفي بالقطع ام دونه ليس باهمية توفير المادة العلمية باعتقادي..

            تعليق


            • #7
              حزاكم الله خيرا على تلك المعلومات القيمه

              تعليق


              • #8
                جزاكم الله خيرا

                تعليق

                يعمل...
                X