إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المفترى علية ... السلطان عبد الحميد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المفترى علية ... السلطان عبد الحميد



    المفترى علية

    السلطان عبد الحميد الثاني

    هو عبد الحميد بن عبد المجيد الأول السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، وآخر من امتلك سلطة فعلية منهم. يعرفه البعض، بـ "أولو خاقان" أي "الملك العظيم" وعرف في الغرب باسم "السلطان الأحمر"، أو "القاتل الكبير" بسبب مذابح الأرمن التي وقعت في فترة توليه منصبه. وولد في 21 سبتمبر1842 م، وتولى الحكم عام 1876، وخلع بعد سلطنة طويلة عام 1909 وأقام تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته في 10 فبراير1918 م.



    ان تاريخ السلطان عبدالحميد الثانى ناله من التشويه و الافتراء ما لم تنله شخصية تاريخية على الاطلاق حتى جاوز ذلك الحد المعقول فألصق به من الدكتاتورية و الاستبداد و الطغيان ما جعل أكبر جبابرة البشرية يتضائلون بجواره و فى ذلك من الافتراء على الرجل الكثير و الكثير و لما كان السلطان عبدالحميد علم على وجود الدولة العثمانية نظرا لطول الفترة التى قضاها حاكما لها أكثر من ثلث قرن فكان كل حاقد أو طاعن على الدولة التى ظلت تحتضن الخلافة الاسلامية حتى أوائل القرن العشرين يرى فى السلطان الذى هو رأس الدولة الهدف الذى ينبغى أن تصوب له سهام الحقد فألصقوا بالرجل كل نقيصة و شوهوا تاريخه و طعنوا فيه.




    ولد السلطان عبدالحميد الثانى بن السلطان عبدالمجيد فى 21سبتمبر عام 1842 م وقد تفتحت عيناه على والده و من بعده عمه السلطان عبد العزيز فوجدهما يحميان حركة الأخذ عن الغرب الصليبى كما شاهد و لمس عن قرب أطماع الدول الغربية و روسيا فى الدولة العثمانية التى أطلقوا عليها رجل أوربا المريض الذى يتربصون لسقوطه فتقسم أملاكه فأدرك بذلك مدى الخطر الذى يترقب الدولة فى ظل الضعف و التردى الذى لحق بها .
    و عند ما تولى الحكم عام 1876 م كانت أطماع هذه الدول فى الدولة العثمانية بلغت اوجهها و كان عليه وحده عبأ مواجهة هذه الاطماع و ايجاد مخرج للدولة منها و لكن أين له القوة على ذلك و قد بلغت الدولة من الانحطاط قبل توليه الحكم ما بلغت .

    كان للسلطان عبدالحميد منطلق فكرى و عقيدى يتمثل فى أن الاسلام _ كما جاء فى مذكراته _ (هو الروح التى تسرى فى جسم البشرية فتحيها و تغزو القلوب فتفتحها ) ويرى (أن القوة الوحيدة التى ستجعلنا واقفين على اقدامنا هى الاسلام ) (و أننا أمة قوية بشرط أن نكون مخلصين لهذا الدين العظيم ) فكان يستمد من هذه العقيدة القوة و الصلابة التى تمكنه من مجابهة الأطماع الغربية الصليبية فى دولة الخلافة و كان يرى ( أن حملات الصليبية الموجهة ضد الدولة العثمانية لم تتوقف قط و لا يزال جلادستون العجوز "رئيس وزراء انجلترا " يسير على خطى البابافى هذا السبيل ) (و ما زال النصارى ينفقون الملايين فى سبيل نشر النصرانية ببلاد الاسلام و قد كان عليهم أن يفهموا من قبل أن الحظ لن يحالفهم فى هذع البلاد ) .

    السلطان عبد الحميد الثانى داخلا لجامع ايا صوفيا لحضورصلاة الجمعه
    .


    بعد اداء الصلاة



    كانت هذه بمثابة الأسس الفكرية التى كان ينظر من خلالها السلطان عبد الحميد الى الصراع الدائر ضد حامية الخلافة الاسلامية و من ثم (كانت محاولة عبد الحميد فى تنفيذ فكرة التجمع على النحو الذى يؤيد به نفوذ (القوة العربية الاسلامية ) القائمة باسم (الخلافة العثملنية ) كقوة مقاومة للنفوذ الغربى و من هنا أطلق الكتاب على هذه المرحلة 1876-1908 و هى فترة حكم السلطان عبدالحميد فى تركيا اسم
    (تركيا الاسلامية )

    و لما رأى عبدالحميد أن عقد الدولة العثمانية أخذ ينفرط و أن البلاد الاسلامية تسقط الواحدة تلو الاخرى تحت نير الاحتلال الاجنبى تونس 1881 , مصر 1882 , بدأ صيحته الى (الجامعة الاسلامية ) و هى أن الدولة العثمانية قاعدة الخلافة الاسلامية و هى ليست للعرب و الترك فقط بل لكل مسلمى العالم شرقا و غربا و ينبغى على المسلمين أن يتحدوا لتحرير أراضيهم و ثرواتهم فى كل مكان من أيدى الغرب الصليبى و أعوانه "و كان ذلك فى الحق عملا سياسيا كبيرا استهدف به عبدالحميد دعم الوحدة الاسلامية العثمانية كقوة سياسية فى وجه النفوذ الاجنبى و القوى الاستعمارية التى كانت تمر باشد مراحل الغزو على عالم الاسلام شراسة و بعد أن سقطت الهند فى يد بريطانية و الملايو فى يد هولندا و سيطرت بريطانية و روسيا على حدود فارس و الأفغان و سقطت اجزاء الخليج العربى فى يد بريطانية ايضا بالاضافة الى مصر و السودان و سيطرت فرنسا على الجزائر و تونس "





    فكانت صيحته _ كما يقول لوثروب - بمثابة ( استصراخ الامم الاسلامية فى كل رقعة من رقاع العالم الاسلامى لتمد يد العون اليه و شد ازره بالالتفاف حوله قاصدا قذف الرعب فى روع الدول الغربية التى خالها تأتمر فيما بينها و تتحد الوسائل للقضاء على المملكة العثمانية ) و قد بلغ أمر هذه الدعوة غايته و هى تكتيل المسلمين و جمع كلمتهم و تهيؤهم للجهاد حتى كان السلطان يفاوض الدول الكبرى و يساومها بل و يهددها أحيانا ملوحا بسلاح الجهاد )
    فاجتهدوا على الفكاك منها بالقوة مرة و خلق الدسائس و الاضطرابات مرة و بالحملة على عبدالحميد و تشويه سمعته ثم الانقضاض عليه حتى ينتهى الامر بعزلهو من ثم كانت الجامعة الاسلامية التى دعى اليها عبدالحميد لبعث القوة الاسلامية و الوقوف بها امام الغرب الطامع احدى حلقات الصراع التى ادارها السلطان اثناء خلافته و لم تكن بالطبع هىالحلقة الوحيدة التى صارع فى رحابها عبدالحميد لأن الغرب لم يكن وحده مهتما بعزله و تمزيق دولته بل كانت هناك قوى اخرى لعبت دورا كبيرا سارت به فى اتجاه متواز تماما مع الجهود الغربية ألا و هى المنظمات الصهيونية المتحالفة مع الماسونية فى التهام فلسطين من سكانها العرب و قد بدأت هذه الجهود منذ عام 1897 بانعقاد المؤتمر الصهيونى برئاسة هرتزل فى مدينة بال السويسرية و قرر انشاء الدولة اليهودية خلال خمسين عاما فاستغلت الجمعية الصهيونية الضائقة الاقتصادية التى كانت تمر بها الدولة العثمانية و لجأت الى الاغراء المالى لتحقيق اهدافها و اختارت (آمانويل قره صو ) المحامى اليهودى مؤسس المحفل الماسونى فى مدينة سلانيك لمقابلة السلطان عبد الحميد و عرض مطالبهم عليه و بالفعل تم ذلك بتاريخ 17سبتمبر 1901و قدم اليه عريضة يلتمس فيها منح اليهود منطقة ذات ادارة ذاتية فى فلسطين و فى مقابل ذلك تقدم الجمعية الصهيونية قرضا لمدة غير محدودة قيمته (20) مليون ليرة ذهبية دون فائدة الى خزينة الدولة و (5) ملايين ليرة ذهبية الى خزينة السلطان الخاصة كهدية الا ان السلطان عبدالحميد فور سماعه فحوى العريضة استشاط غضبا و طرد (قره صو )و قال : " انكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبا فلن اقبل ان ارض فلسطين ليست ملكى انما هى ملك الامة الاسلامية و ما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن ان يباع و ربما اذا تفتت امبراطوريتى يوما يمكنكم ان تحصلوا على فلسطين دون مقابل )



    و لم يكتف السلطان بذلك و انما اصدر عددا من الارادات السنية يحظر فيها على ولاته السماح لليهود شراء اراض فى فلسطين و استقرارهم فيها جاء فى احد فرماناته ( لا يسمح باجراء ينتج عنه قبول اللاجئين اليهود المطرودين من كل بلد يترتب عليه انشاء حكومة موسوية فى القدس مستقبلا ............. لماذا نقبل فى بلادنا من طردهم الاوربيون المتدنون و اخرجوهم من ديارهم ؟ نطلب الى مقام الصدارة اتخاذ قرار عام فى هذا الموضوع ) و لم يقتصر السلطان على الصدر الاعظم _ رئيس الوزراء - و انما اصدر فرمانا موجها الى السلطات العسكرية مباشرة يأمرهم فيه منع قبول اليهود أو اسكانهم فى فلسطين .
    فقد أدت مواقف عبدالحميد المتصلبة أمام المشروع الصهيونى الى جعلهم يوقنون باستحالة تحقيقه طالما بقى على سدة الحكم و قد عبر هرتزل عن ذلك بقوله : (لقد فقدنا الامل فى تحقيق آمال اليهود فىفلسطين فاءن اليهود لن يستطيعوا دخول الارض الموعودة طالما ظل عبدالحميد قائما فى الحكم مستمرا فيه )
    و من ثم كان خلع عبدالحميد و تمزيق حكمه هدف و غاية لا يمكن الرجوع عنها و سوف نرى فيما بعد الدور الصهيونى فى انقلاب 1908 الذى نتج عنه عزل السلطان عبدالحميد .


    و يبقى لكل متأمل كيف صارع السلطان عبدالحميد قوى الشر التى اتحدت ضده و اسقاط حكمه أن يستوعب الدور الذى قامت به "جمعية الاتحاد و الترقى المسونية " و ترجع جذور هذه الجمعية الى الجالية اليهودية المهاجرة من الاندلس الى مدينة سلانيك العثمانية منذ 1512م و عرفت ب (يهود الدونمة ) وفد ت على تركيا و رحبت بهم الدولة آنذاك نظرا لثرواتهم المالية و استقر بهم الحال فى سلانيك و زادت ثرواتهم و قويت جاليتهم ثم ظهر منهم يهودى اسمه (شبتاى ) ذهب الى بيت المقدس و أعلن أن الأوان قد حان لعودة اسرائيل ثم جاء الى استنبول معلنا اسلامه و اسلم معه جماعة عرفوا ب(الدونمة )و قد سجل كثير من المؤرخين أن اسلام هذه المجموعة لم يكن الا لتحقيق غايتهم و مآربهم ثم اشتد نفوذهم خلال حكم السلطان عبدالحميد و انشأ لهم (قره صو) المحافل الماسونية فى سلانيك (و المعروف أن مدينة سلانيك كان بها خمس محافل ماسونية تضم 50الف يهودى و كان لها اتصال بجمعية الاتحاد و الترقى و تأثير فى انظمتها ) يقول الكاتب الغربى (بين هيس ) : " ( الدونمة ) كثيرون منهم مدحت باشا حاكم ولاية الدنوب الذى كان ابن حاخام هنغارى و هو الذى أنشأ المدارس اليهودية فى الشرق الادنى وكان قادة حزب الاتحاد والترقى من الدونمة وكذلك اتاتورك والدكتور ناظم وفوزى وطلعت ونعوم افندى وغيرهم "
    فكانت جمعية الاتحاد والترقى هى الاداة التى استخدمتها الدول الغربية والجمعية الصهيونية فى تنفيذ المخطط الصليبى الصهيونى ضد الدولة العثمانية وكان موقف السلطان عبد الحميد منه موقف العداء لهم ولمخططاتهم وكان موقفهم منه كذلك.
    وكان فى طيات حركة الاتحاد والترقى تتخفى دعوة اشمل منها واشد خطورة على الوحدة الاسلامية الا وهى ( الجامعة الطورانية ) التى قامت على إعلاء الجنس التركى وان جذورة تنتهى عند الحضارة المغولية وجنكيز خان وانهم امة اشد عراقة فى التاريخ من العرب ومن ثم يجب صهر جميع عناصر الدولة العثمانية فى الجامعة الطورانية وتتريك العرب انفسهم .




    كانت ( الجامع الطورانية ) تهدف الى خلع الجذور الاسلامية للدولة العثمانية وإعادة توثيقها الحضارة المغولية كما كانت تسعى الى خلق الصراع بين شقى الدولة - العرب والترك- وذلك لان جمعية الاتحاد والترقى دعت الى تتريك عناصر ومنهم العرب الذين حتما لن يقبلوا هذه الدعوة وينشا الصراع بينهم وبين الترك مما ينتهى بإنفصالهم وتمزيق الخلافة الاسلامية التى قامت على توحيد جميع المسلمين تحت راية الاسلام وقد غذى النفوذ الغربى اتجاة هؤلاء الدعاة االمتطرفين وايدهم ووجد فيهم من يحقق هدفه من تمزيق هذا الكيان السياسى وتقسيمه والسيطرة علية عن طريق الاحتلال وقد اتاح هذا فعلا لاستعمار ان يحقق هدفا خلال الحرب العالمية الاولى وبعدها فى السيطرة على وحدات العالم العربى وحكمها ولذلك فقد اطلق بعض المؤرخين على حركة الدستور العثمانى 1907 وسقوط عبد الحميد 1909 وتسلم الاتحادين ذمام السلطة اسم الثورة الصغرى وان قيام كمال اتاتورك بإلغاء الخلافة فى عام 1924 هو الثورة الكبرى .
    مما سبق يتبين قوة التحديات التى وقفت امام جهود السلطان عبد الحميد وسعيه الى حماية الدولة العثمانية وباقى البلاد الاسلامية من خطر الاستعمار والاطماع الصهيونية والدسائس الماسونية الا ان تحالف قوى الشر كان اقوى من صمود عبد الحميد ولن نجد دليلا على صمود عبد الحميد وحده فى قلب هذا الصراع من اعترافات تيودور هرتزال التى سجلها فى مذكراته التى ظل يكتبها حتى عام 1904 وما بذله من جهد ضخم فى سبيل الدولة العثمانية بقيادة هذا الرجل الذى استعمل معه كافة سبل الترغيب والترهيب حتى سجل له التاريخ كلمات خالدة : ( بلغوا الدكتور هرتزال الا يبدل بعد اليوم شيئا من المحاولة فى هذا الامر ( التوطن بفلسطين) فانى ليست مستعد الى ان اتخل عن شبر واحد من هذه البلاد ليذهب الى الغير فالبلاد ليست ملكى بل هى ملك شعبى الذى روى
    ترابها بدمائه ولتحتفظ اليهود بملاينهم من الذهب )
    و عرف اليهود ان طريق السلطان محفوف بالخطر إذن فليزول السلطان و ليفتح الطرق أتباعهم الاتحاديون يقول طه الولى : ( كانت غاية اليهود إزاحة السلطان عبدالحميد من طريقهم الموصل إلى فلسطين و لذلك تمكنوا من رشوة بعض رجال الدين و دفع الاتحاديين إلى الثورة عليه و التخلص نهائيا منه تمهيدا للتخلص من الاسلام نفسه فيما بعد و قد واتت هذه الحركة الارتجاعية أملها بالنصر لليهود فقام الجيش بحركته الحاسمة متقدما نحو يلدز طالبا إزاحة العرش من تحت سيده الذى رفض النزول عند مغريات اليهود لتحقيق مطامعهم ) .


    صورة السلطان عبد الحميد الثانى يتلقى خبر عزله

    و هكذا تطورت الامور بسرعة حتى تحرك الجيش الثالث العثمانى فى مقدونيا و ضخمت الصحافة الخاضعة للنفوذ الصهيونى هذا التحرك و كأن الجيش العثمانى بتمامه قد هب فى وجه السلطان عبدالحميد و أن هذه الانتفاضة نابعة من الشعب التركى و أدى ذلك إلى نجاح حركة الجيش فى 24يوليو 1908م و خضوع السلطان عبدالحميد لمطلب الجيش ثم إلى تنحيته تماما عن العرش عام 1909و كان الذى أبلغ السلطان قرار الخلع هو (قره صو ) عضو حزب الاتحاد و الترقى اليهودى مؤسس محافل سلانيك الماسونية و انتخب حاييم ناحوم حاخام أكبر عقب سقوط السلطان و استطاع أن يحصل لليهود على عدة إمتياز فى البلاد التى تتألف منها السلطة العثمانية و يقول بعض المؤرخين : "إن الانقلاب العثمانى أمر بيت له يهود سالونيك منذ نصف قرن حتى يتم على أيدى متأسلمين كانوا يهودا فى الاصل فأسلموا لأجل هذه الغاية و لا ريب أن هذا الانقلاب قد أسلم زمام تركيا لليهود الماسون الدونمة : ( طلعت و جاويد و جمال و نيازى و كمال )
    فقد أرسلت الحكومة التى تولاها كمال أتاتورك الحاخام حاييم ناحوم مندوبا لها إلى لاهاى و ناطت به معاجة القضية التركية فمهد السبيل إلى الصلح الذى أقرت فيه تركيا بالتنازل عن صيبغتها الاسلامية و عن اللغة العربية و الشريعة الاسلامية .


    خلع السلطان العثماني عبد الحميد الثاني نيسان 1900

    و فى مذكرات السلطان عبدالحميد يقول رحمه الله فى رسالة كتبها بعد خلعه من الحكم إلى شيخه : " محمود أبو الشامات " : ( أننى لم أتخل عن الخلافة الاسلامية لسبب ما سوى أننى بسبب المضايقة من رؤساء جمعية الاتحاد المعروفة باسم جون تورك و تهديدهم اضطررت و اجبرت على ترك الخلافة إن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا على بان أصادق على تأسيس وطن قومى لليهود فى الارض المقدسة و رغم إصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف و أخيرا وعدوا بتقديم 150 مليون ليرة إنجليزية ذهبا فرفضت هذا التكليف . لقد خدمت الملة الاسلامية و الامة المحمدية ما يزيد على ثلاثين سنة فلم أسود صحائف المسلمين آبائى و اجدادى من السلاطين و الخلفاء و بعد جوابى القطعى اتفقوا على خلعى و أبلغونى أنهم سيبعدونن إلى (اسلانيك ) فقبلت هذا التكليف الاخير و حمدت المولى و أحمده أنى لم أقبل أن الطخ الدولة العثمانية و العالم الاسلامى بهذا العار الابدى الناشىء عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية فى الاراضى المقدسة ) .
    و هكذا ظل السلطان عبدالحميد حجر عثرة فى طريق ثالوث الشر الصليبى الصهيونى الماسونى إلى أن تآزرت دسائس الحقد فى الاجهاز عليه و كان رحمه الله قد تولى الحكم و الدولة مثخنة بجراحها و لم تسعفه صيحة " يا مسلمى العالم إتحدوا " لأن الاستعمار كان قد سبقه إلى إحتلال كبرى حواضر الاسلام و استمر حال التردى و التراجع إلى أن يتمكن الاعداء من ضرب حامية الخلافة العثمانية فى مقتل تظل الامة الاسلامية تنزف عليه من آلامها د ما حتى تبرأ الجراح و أنى لها فرحم الله السلطان عبدالحميد الذى ظل وفيا لأمته إلى آخر الرمق و قد وافاه الاجل 10شباط عام 1918 م .

    للامانة منقول


  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

    كل العرب اخي يعلمون من هذي الشخصية الاسلامية الحقيقية نعم جاء من يريد رمي الاكاذيب والنفاق عن هذا الرجل الكريم الذي دافع عن الامة الاسلامية حتى ترجع حضارة الاسلام كما كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجاء من يسلم الاقصى من زعماء العرب للبريطانية وتسليمها لليهود مقابل تملك بعض الدول العربية الخيانة يقصها الاجداد الشرفاء منذ القدم ومن جاء بغير هذا التاريخ سوف ادوس تاريخه بقدمي لانه كله نفاق وكذب تاريخ يهودي حتى ليومكم هذا تغير المنهج الدراسي لاحد دول العربية اخص التربية والتعليم في جميع دول العربية في القدم كنت ادرس في مدرستي وانا طفل أن اليهود اعداء الامة الاسلامية والان ومنذ سنين قد تم الغاء هذا المنهج الدراسي حسب الاتفاق بين الدول العربية وسلامة كراسيهم حتى لايقلع منها ابدا وقد قلع الكثير وجايكم الدور يا اصحاب الكراسي وترك نهج الحبيب محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم علماء المسلمون يخافون اصحاب الكراسي ولا يخافون غضب الله كما كان في عهد جمال عبدالناصر المفتي لهم في ذك الوقت عند موته وعند خروج الروح قول للعلماء كل ما افتيت به فهو مردود رد كل فتوى لانه يسلاقي الله لان الله يحمل له محاكمة كبرى فخاف ان يقع بقبضت العزيز الجبار فقال اني اعترف ومتى اعترفت يا هذا لقد عمل الجميع على فتواك لقد قال البسيوني مدير المخابرات العامة في عهد جمال عبد الناصر أني اعلم الغيب فجائت الصحافة المنافقة وكتبت في الخط العريض ان البسيوني يعلم الغيب في ايامهم جائو بقرية تمثل وتخيل لهم انهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم اننهم يتبعو نهجه وجاء البسيوني بهم الى دائرة المخابرات وامر كل رجل بخلع ملابسهم وامر زوجاتهم بركوبهم على ظهور ازواجهم اله واحده أمرأة الايمام اي العالم الدين في ذك الوقت امام المسجد الذي يعلمهم نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم قالو لزوجته اركبي على ظهره قالت وهل امر الله في ذلك قال له البسيوني الملحد اركبي قالت لا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فطاعتي لزوجي هي من احد الطاعات لله وحده فقال لرقيب يعمل داخل السجون للمخابرات العامة البسيونية التابعة لجمال عبد الناصر الذي قتل حسن البنا والسيد قطب قتل شيوخ واعلام في الاسلام خذو البنت دي وروقها كلمت روقها اي افعل الفاحشة بها فاخذ الزوجة الصالحة الى الزنزانة وفعل الفاحشة بها حتى نزفت وماتت هي والطفل الذي كان في احشائها هذا هو جمال عبد الناصر وهذا هو البسيوني مدير مخابرات العامة المصرية الذي يعلم الغيب ولكنه لايعلم ما ينتظره في الغيب ان في الغيب اعد لهم عذاب شديد سوف يعلم المجرمون والكافرين والمنافقين من هو الله وان وعد الله قريب وان وعد الله قريب والله لاتحرق اجسدكم وتكوى جلودكم ثلاثة ايام وكلما ذابت نضجت من جديد هذا عذابكم ان شاء الله يامن دعتكم قوتكم ونسيت قوة الله نسيت انك راجع لله يوم ترفع الجلسة ويتم الحكم فيها لامحامي وله احد من اهلك يترافع عنك ان الذي خلق البشرية كلها وخلق الملائكة والجن والحيونات والارض والسماء واخلق ما اشاء له الملك كله هو اعلم بمن اتقى واعلم بمن كفر وظلم وطغى ستحضرون والله امام ربكم جميعا والله يهدي كل ظالم واذا مات على ذلك فويلا له من عذاب السعير .

    اخوكمــ مشغول في طاعة الرحمـــانـــ
    تراه إذا ما جئتَه متهلِّلاً ... كأنك تُعطيهِ الذي أنتَ سائلــــــــــــــــهُ
    هو البحر من أيِّ النواحي أتيتهُ ... فلجّتهُ المعروفُ والجودُ ساحله

    تعوَّدَ بسطَ الكفِّ حتّى لو أنهُ ... ثناها لقبضٍ لم تطعهُ أناملــــــــه

    ولو أنَّ ما في كفّهِ غيرُ نفسهِ ... لجادَ بها فليتّقِ الله سائلـــــــــه

    تعليق


    • #3


      اخى العزيز مشغول

      نورت الموضوع بمداخلتك القيمة وعودة الى السلطان عبد الجميد وما تم فى اواخر ايام خلافتة حيث اتفقت الدول الغربية على الإجهاز على الدولة التي أسموها "تركة الرجل المريض"، ومن ثم تقاسم أجزائها، هذا بالإضافة إلى تمرد البوسنة والهرسك، الذين هزموا الجيش العثماني وحاصروه في الجبل الأسود، وإعلان الصرب الحرب على الدولة بقوات منظمة وخطرة، وانفجار الحرب الروسية الفظيعة التي قامت سنة 1294هـ/1877م، وضغط دول الغرب المسيحية على الدولة لإعلان الدستور وتحقيق الإصلاحات في البلاد، بالإضافة إلى قيام الثورات في بلغاريا بتحريض ومساعدة من روسيا والنمسا.

      لما عقد اليهود مؤتمرهم الصهيوني الأول في (بال) بسويسرا عام 1315هـ/1897م، برئاسة هرتزل (1860م-1904م) رئيس الجمعية الصهيونية، اتفقوا على تأسيس وطن قومي لهم يكون مقرًا لأبناء عقيدتهم، وأصر هرتزل على أن تكون فلسطين هي الوطن القومي لهم، فنشأت فكرة الصهيونية، وقد اتصل هرتزل بالسلطان عبد الحميد مرارًا ليسمح لليهود بالانتقال إلى فلسطين، ولكن السلطان كان يرفض،ثم قام هرتزل بتوسيط كثير من أصدقائه الأجانب الذين كانت لهم صلة بالسلطان أو ببعض أصحاب النفوذ في الدولة، كما قام بتوسيط بعض الزعماء العثمانيين، لكنه لم يفلح، وأخيرًا زار السلطان عبد الحميد بصحبة الحاخام (موسى ليفي)و(عمانيول قره صو)، رئيس الجالية اليهودية في سلانيك، وبعد مقدمات مفعمة بالرياء والخداع، أفصحوا عن مطالبهم، وقدَّموا له الإغراءات المتمثلة في إقراض الخزينة العثمانية أموالاً طائلة مع تقديم هدية خاصة للسلطان مقدارها خمسة ملايين ليرة ذهبية، وتحالف سياسي يُوقفون بموجبه حملات الدعاية السيئة التي ذاعت ضده في صحف أوروبا وأمريكا. لكن السلطان رفض بشدة وطردهم من مجلسه وقال

      "
      إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبا فلن أقبل ، إن أرض فلسطين ليست ملكى إنما هى ملك الأمة الاسلامية و ما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن أن يباع و ربما إذا تفتت إمبراطوريتى يوما ، يمكنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل "

      ، ثم أصدر أمرًا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين.عندئذ أدركت القوى المعادية ولا سيما الصهيونية العالمية أنهم أمام خصم قوي وعنيد، وأنه ليس من السهولة استمالته إلى صفها، ولا إغراؤه بالمال، وأنه مادام على عرش الخلافة فإنه لا يمكن للصهيونية العالمية أن تحقق أطماعها في فلسطين، ولن يمكن للدولة الأوروبية أن تحقق أطماعها أيضًا في تقسيم الدولة العثمانية والسيطرة على أملاكها، وإقامة دويلات لليهود والأرمن واليونان.

      لذا قرروا الإطاحة به وإبعاده عن الحكم، فاستعانوا بالقوى المعادية التي نذرت نفسها لتمزيق ديار الإسلام، أهمها الماسونية، والدونمة، والجمعيات السرية (الاتحاد والترقي)، وحركة القومية العربية، والدعوة للقومية التركية (الطورانية)، ولعب يهود الدونمة دورًا رئيسًا في إشعال نار الفتن ضد السلطان.

      وكان من وراء الجميع وكالة المخابرات المركزية البريطانية التي كانت تمسك الخيوط جميعها ، حتى تم عزله وخلعه من منصبه عام 1909 م .

      لاحول ولا قوة الا بالله

      بابا

      تعليق


      • #4
        وتعقيبا على الموضوع وزيادته معلومة بسيطة أرجو لكل من يدخل ان يفكر جيد بها أن:
        لقد ألصق بالسلطان وبعهده عن تعرض الارمن لمجازر مروعة راح ضحيتها الاف من المدنيين بدون سبب!!!
        المسلم الذي يحمي لا يقتل أو يخون أو يسرق وخصوصا اذا كانت الامة بأكملها نهجها ومنهاجها دستور واحد سوي وواضح ولا تشوبه شائبة,وأود ان
        أضع معلومة بسيطة بين أيديكم:
        "أن الدول التي أرادت لنفسها استقلالا عن الاتحاد السوفياتي ماذا كان جزاؤها والدولة الارمنية تعتبرها روسيا من ألويتها
        والروس والمخططون اليهود ليسوا بعيدين عن هذه المجازر ان كانت كبيرة برأيي!
        أما ان كانت هذه المجازر صغيرة!!! فأعتقد أن الهدف من اليهود وأعوانهم أن يتم الصاق الجريمة بالدولة العثمانية تمهيدا لاضعافها
        لاسقاطها والنيل منها" .
        وأترك ما قلته لكم اخوتي للتفكر والتمعن ببصيرة وحكمة.
        هذا رأيي الشخصي في الموضوع.
        [SIZE=5]Teşekkür ederim Allah'ım

        Seni çok seviyorum Allah'ım [/SIZE]

        تعليق


        • #5

          اخى العزيز

          اشكر لك مرورك الكريم والذى فتحت بة الجانب الاخر القبيح للدولة العثمانية وما اشرت الية ماهو الا واحدة من المذابح التى ارتكبها الاتراك ضد الشعوب الاخرى وسوف نفتح الان ملفات عملية الابادة الجماعية للارمن والتى ضخمتها الدعاية اليهودية وعملت على نشرها وانضم اليهم الاكراد والدول الغربية فى ذلك



          مذابح الأرمن
          وتعرف أيضا باسم الجريمة الكبرى، تشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل ، والترحيل القسري في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين.

          يقدّر الباحثين ان اعداد الضحايا الأرمن تتراوح ما بين 1 مليون و 1.5 مليون نسمة.
          مجموعات عرقية مسيحية أخرى تم مهاجمتها وقتلها من قبل الإمبراطورية العثمانية خلال هذه الفترة كالسريان والكلدان والآشوريين واليونانيين وغيرهم، يرى عدد من الباحثين ان هذه الاحداث، تعتبر جزء من نفس سياسية الإبادة التي انتهجتها الإمبراطورية العثمانية ضد الطوائف المسيحية.



          ومن المعترف به على نطاق واسع ان مذابح الارمن تعتبر من جرائم
          الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث، والباحثين يشيرون بذلك إلى الطريقة المنهجية المنظمة التي نفذت من عمليات قتل هدفها القضاء على الأرمن، وتعتبر مذبحة الأرمن ثاني أكبر قضية عن المذابح بعد الهولوكست. وكلمة الإبادة الجماعية قد صيغت من أجل وصف هذه الاحداث.




          توجد اليوم العديد من المنشآت التذكارية التي تضم بعض رفات ضحايا المذابح، ويعتبر يوم
          24 نيسان من كل عام ذكرى مذابح الارمن، وهو نفس اليوم التي يتم فيه تذكار المذابح الآشورية وفيه تم اعتقال أكثر من 250 من أعيان الأرمن في إسطنبول. وبعد ذلك، طرد الجيش العثماني الأرمن من ديارهم، وأجبرهم على المسير لمئات الأميال إلى الصحراء من ما هو الآن سوريا، وتم حرمانهم من الغذاء والماء، المجازر كانت عشوائية وتم مقتل العديد بغض النظر عن العمر أو الجنس، وتم اغتصاب والاعتداء الجنسي على العديد من النساء. اليوم أغلبية مجتمعات الشتات الارمني نتيجة الإبادة الجماعية.

          جمهورية تركيا، الدولة التي خلفت الإمبراطورية العثمانية، تنفي وقوع المجازر التي تؤكدها الأمم المتحدة؛ وفي السنوات الأخيرة وجهت دعوات متكررة لتركيا للاعتراف بالأحداث بأنها إبادة جماعية. حتى الآن، فقد اعترفت عشرين دولة رسميا بمذابح الارمن بأنها إبادة جماعية، ومعظم علماء الإبادة الجماعية والمؤرخين يقبلون بهذا الرأي.



          عاش الارمن منذ القرن الحادي عشر في ظل إمارات تركيا متعاقبة كان اخرها الإمبراطورية العثمانية، وقد اعترف بهم العثمانيون كملة منفصلة كاملة الحقوق. وبحلول القرن التاسع عشر أصبحت الدولة العثمانية أكثر تأخرا من غيرها من الدول الأوروبية حتى أنها لقبت ب-"رجل أوروبا العجوز". وقد نالت خلال هذه العديد من الشعوب التي كانت استقلالها منها كاليونان والرومانيون والصرب والبلغار. كما ظهرت حركات انفصالية بين سكانها العرب والأرمن والبوسنيين مع أدى إلا ردود فعل عنيفة ضدهم.

          يتهم عبد الحميد الثاني بكونه أول من بدأ بتنفيذ المجازر بحق الأرمن وغيرهم من المسيحيين الذين كانوا تحت حكم الدولة العثمانية. ففي عهده نفذت المجازر الحميدية حيث قتل مئات الآلاف من الأرمنواليونانيينوالآشوريين لأسباب اقتصادية ودينية متتعدة. بدأت عمليات التصفية بين سنتي 1894-1896 وهي المعروفة بالمجازر الحميدية. كما قام عبد الحميد الثاني بإثارة القبائل الكردية لكي يهاجموا القرى المسيحية في تلك الأنحاء.




          ولنا لقاء اخر مع مذابح اخرى

          تعليق


          • #6
            انشاء الله انا متابع معكم ولي مداخلة في الموضوع وسأعطيكم نماذج لشهادات لأشخاص هربوا من المجازر التي كان تنفذ بحقهم لاحقا وطريقة ارتكاب المجازر ليست ببعيدة عن الايادي التي افتعلت المجازر في فلسطين والبوسنة وصبرا وشاتيلا وغيرها وغيرها.
            وأرجو من الاخوة قراءة هذا المرجع بتروي ولك جزيل الاحترام.



            إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين .. الأكذوبة الكبرى

            بقلم د. هاني السباعي

            مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن

            الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد.
            هذا مقال للرد على زعم إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين على النحو التالي:
            أولاً: تقدمة.
            ثانياً: محاور أساسية لفهم الصراع.
            ثالثا: ولاء الأرمن للروس وتمردهم على العثمانيين أمثلة ونماذج.
            رابعاً: شهادة مدفونة في أضابير قسم الوثائق الأمريكية.
            خامساً: صفوة القول.


            أولاً: تقدمة:

            لقد تبنى هذه الأكذوبة (إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين) من استخدم الأرمن في تحقيق مطامعه السياسية فهم أنفسهم أعني روسيا القيصرية هي التي صنعت الأرمن ومنحتهم بغير حق معظم الأراضي التي طردت المسلمين منها في خلال حروبها المستمرة لعدة قرون مع الدولة العثمانية! فقد كانت روسيا القيصرية تمارس إرهاباً منظماً ضد رعايا الدولة العثمانية حيث كانت تبيد مدائن وقرى كاملة كانت عامرة بالمسلمين، ومن تبقى على قيد الحياة منهم كانت تجبره على النزوح القسري مستولين على كل ممتلكات هؤلاء المسلمين المظلومين الذين تعرضوا لأبشع عملية استئصال جماعي في تاريخ البشر! وفي نفس الوقت كانت القوات الروسية بزعم الدفاع عن المسيحية! تقوم بعملية إحلال وتجديد من خلال توطين الأرمن الموالين لها في حروبها مع الدولة العثمانية أراضي المسلمين الذيهجروها قسراً أو قتلوا إبادة! وقد كانت روسيا القيصرية تمد المتمردين الأرمن بالمال والسلاح والعتاد بمجرد حدوث أدنى نزاع بين مسلم من رعايا الدولة العثمانية وأرمني موال لروسيا القيصرية فلم يكن مسموحاً للمسلم أن يرد عدوان عصابات الأرمن التي تغيرعلى القرى وتنتهك الأعراض فإذا حاول المسلم أن يدافع عن عرضه وأرضه تقوم هذه العصابات المدعومة روسيا بإبادة القرية وحرق من فيها!
            لقد استخدمت روسيا المتمردين الأرمن لتوسيع مناطق نفوذها واحتلال البلاد الخاضعة للدولة العثمانية وهذا ما ساعد فيما بعد على تكوين الاتحاد السوفيتي منذ الثورة البلشفية عام 1917م!
            وأكد على ذلك لورانت شابري وآني شابري في كتابهما (سياسة وأقليات في الشرق الأدنى ترجمة د.ذوقان قرقوط ص311) رغم أنهما لم يكونا محايدين على الإطلاق في كتابهما المذكور! لكن على أية حال فقد ذكرا رغم تعصبهما للأرمن: "وقد أبصر الأرمن الباقون في أرمينيا، الخاضعون من جهة للأتراك ومن الجهة الأخرى للفرس، أملاً كبيراًفي نهاية القرن الثامن عشر وهم يرون إلى القوة الروسية، القوة المسيحية تظهر على مسرح الشرق الأدنى. وتظهر الرغبة في الامتداد إلى ما وراء القوقاز، نحو الجنوب والجنوب الشرقي. قبل ذلك في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حاولا الأرمن -عبثاً بلا جدوى-العثور على عون في الغرب المسيحي، متوقعين تدخلاً عسكرياً من الدول الغربية ينقذهم من النير التركي. ولم تثبط روسيا هذه الآمال الجديدة، واجدة في جيوش المتطوعين الأرمن التي شنت على الفرس، احتلال الأراضي التي تشكل اليوم صورة تقريبية أرمينيا السوفيتية" أهـ.
            لعل متسائلاً يقول متى ظهرت المسألة الأرمنية دولياً؟ولماذا يصر الأرمن على أنهم قد تعرضوا للإبادة على أيدي العثمانيين؟
            للإجابة على هذا نحاول أن نسلط الضوء على المحاور التالية:


            ثانياً: محاور أساسية لفهم الصراع:


            المحورالأول:


            لقد تم تدويل المسألة الأرمينية لأول مرة بموجب معاهدة (سان ستيفانو):فعقب انتهاء الحرب الروسية التركية لعام 1877م – 1878م عقد الطرفان معاهدة سان ستيفان و وبرلين عام 1878م حيث مهد البند رقم 16 والبند رقم 61 بتدويل المسألة الأرمنية التي لا تزال تستخدم فزاعة لابتزاز الأتراك حتى وقتنا الحاضر.


            المحور الثاني:


            لا بد من دراسة الحقبة التاريخية التي يزعم الأرمن أنهم قد تعرضوا فيها للإبادة وهي تقريباً الفترةمن (1821م إلى 1922م).. مع دراسة منطقة جغرافية كبرى كانت خاضعة للدولة العثمانيةمن قفقاسيا إلى الأناضول والبلقان بما في ذلك بلغاريا واليونان حيث كان معظم سكان هذه الأراضي الشاسعة يدينون بالإسلام!
            وهناك بالفعل دراسات جادة حول هذا الموضوع رغم ندرتها مثل الدراسة التي أعدها جستن مكارثي في كتابه (نفي وموت) حيث قامت بدعمه وتمويله (هيئة وقف الولايات المتحدة الأمريكية القومي للدراسات الثقافية للبحث في الحرب العالمية الأولى وآثارها، ومؤسسة الدراسات التركية للبحث في وفيات وهجرات الأتراك بالاشتراك مع بعض الجامعات الأمريكية والبريطانية.. ويعتبر هذاالبحث من أفضل ما كتب في هذا الشأن رغم تحفظنا على بعض الملاحظات التي لا تقلل منقيمة البحث وجديته والجهد المبذول فيه وقد ترجم إلى اللغة العربية في الكتاب الموسوم (الطرد والإبادة) نشرته قدمس للنشر والتوزيع بدمشق وهو كتاب جيد في مجاله. وبالطبع فإن دراسة هذه المنقطة جغرافيا وتاريخيا وطبيعة الصراع القائم في تلكم الحقبة يحتاج إلى العديد من الأبحاث والدراسات الوثائقية ليستبين للمنصفين من ذوي العقول عظم الفرية التي يرددها الغرب حول ما يسمى (بإبادة الأرمن)! في الوقت الذي يتجاهل فيه الكتاب الغربيون مصير ملايين المسلمين الذي شردوا من أوطانهم وقتلوا على أيدي الروس والأرمن والبلغار واليونان والصرب في نفس الحقبة المذكورة حتى عام 1922م !



            وعلى حد تعبير مكارثي: "كانت هناك مجتمعات مسلمة في منطقة بحجم أوربا الغربية كاملة قُلصت أو أبيدت. تقلصت مجتمعات البلقان التركية العظيمة إلى جزء من أعدادها السابقة. في القفقاس طرد الجركس واللاز والأبخاز والأتراك وآخرون من جماعات مسلمة صغيرة. تغيرت الأناضول، وغربي الأناضول وشرقيها أقرب إلى الخرائب. أنجزت إحدىأكبر مآسي التاريخ" أهـ (مكارثي: ص327 بتصرف).

            المحورالثالث:


            دور جماعة الاتحاد والترقي في إسقاط الخلافة العثمانية وذلك عام 1908م وإجبار السلطان عبد الحميد الثاني على الاعتزال! وإدخال فقرة في الدستورالجديد تسمح لكل المواطنين العثمانيين بالتسلح مما وفر غطاءً قانونياً للأقليات بالتسلح! واستغل الأرمن هذا التشريع الجديد بجمع وتخزين الأسلحة التي حاربوا بهاالمسلمين وقتلوهم! حيث بدأ العدوان الأرمني على المسلمين في مدينة أطنة Adana قبل منتصف عام 1909م بقيادة أسقف مدينة (أسفين) المدعو موستش!


            المحور الرابع:


            دور السفراء والقناصل الغربيين والمبشرين البروتستانت الأمريكيين في تضليل الرأي العام ونشر تقارير مبالغ فيها عن قتلى الأرمن وغض الطرف عن قتلى المسلمين بل وتعمد الكذب في أحايين كثيرة وقد كان للقنصل الأمريكي المتهم بالتعصب للأرمن دور في نشر هذه الأضاليل! ولم يكن القنصل الفرنسي أقل افتراءً من القنصل الأمريكي والروسي وغيرهم!
            وللأسف الشديد فإن السلطان عبد الحميد كان يثق في أن الحكومة البريطانية تريد الحفاظ على وحدة الممالك العثمانية! لكنه كان قد استفاق بعد فوات الأوان! يقول روبير مانتران في كتابه تاريخ الدولة العثمانية وهو كتاب فيه كثير من الآراء غير السديدة! يقول في الجزء الثاني من الكتاب المذكور: "ومنذ 1878 إلى 1879م يبدأ عبد الحميد في الاشتباه في أن إنجلترا تريد التخلي عن سياستها التقليدية الخاصة بالحفاظ على وحدة الأراضي العثمانية. وهذه الشكوك تغذيها الضغوط التي تمارسها الحكومة البريطانية على السلطان عبد الحميد حتى يضطلع بالإصلاحات الموعودة في الولايات الأرمنية؛ ويزيد من احتدادها تولي(جلادستون) زعيم حزب الأحرار لرئاسة الحكومة البريطانية في مايو عام 1880م، وهوعدو سافر للأتراك منذ مذابح بلغاريا. وتؤكدها بشكل ما هيمنة لندن على مصر عام 1882م. فمنذ ذلك الحين شهدت الديبلوماسية الإنجليزية، على نحو ما ينظر إليها في استنبول، انقلاباً كاملاً"أهـ (روبير مانتران: تاريخ الدولة العثمانية/ترجمة بشيرالسباعي/دار الفكر للدراسات والتوزيع/القاهرة/ج2 ص165).


            المحور الخامس:


            الدعاية الغربية المضللة التي كانت تنشرها وسائل الإعلام من قلب للحقائق وتصوير المسلمين على أنهم همج وبرابرة متوحشون! وفي المقابل تصوير الأرمن على أنهم أتقياء بررة وعباقرة أذكياء متسامحون!


            المحور السادس:


            لقد ظهرت هذه المشاكل والقلاقل التي أثارتها القوى المعادية للدولة العثمانية في مناطق نفوذها في القفقاس والقرم والبلقان والأناضول وأثرت على مصير المسلمين في هذه المساحات الشاسعة بسبب عدة عوامل أساسية:



            (أ) ضعف الدولة العثمانية وشيخوختها حتى وصفت بعد ذلك بالرجل المريض.



            (ب) التحريض على الوعي القومي المسيحي بين الطوائف التي تعيش في كنف الدولةالعثمانية فقد حرصت الدول الكبرى الطامعة في تقسيم أملاك الدولة العثمانية علىتحريض الطوائف غير المسلمة على التمرد وإحياء النعرات القومية كما حدث مع الأرمن والبلغار واليونان والصرب!. وهذا ما أشار إليه روبير ما نتران:"والواقع أن الحركةالقومية الأرمنية بعد عام 1878 يرتبط إلى حد بعيد بالتحليل الذي أجره المثقفون الأرمن للاستقلال البلغاري: فقد تم الحصول على هذا الاستقلال بفضل أوروبا، فعلاً،لكنه تم أساساً بفضل الأساليب العنيفة التي لجأت إليها (اللجان الثورية البلغارية). وهكذا فإن النموذج البلغاري يهيمن على تفكير المناضلين الأرمن، خاصة أولئك الذين سوف يتجهون إلى إنشاء المنظمات الأولى. والواقع أن الأحزاب الثورية الأولى تبدأ في الظهور في أواسط ثمانينيات القرن التاسع عشر: حزب (أرمينكان) الذي تأسس في (فان) عام 1885م على أيدي عدد من المربين، ثم الحزبان الكبيران اللذان، خلافاً للحزب الأول، سوف يجري تأسيسهما على أيدي أرمن من القوقاز ليس لهم مع أرمينيا التركية غيرالقليل من الروابط: الهينتشاق(الجرس) الذي تأسس في جنيف عام 1887م، والداشناق (الاتحاد الثوري الأرمني) الذي تأسس في عام 1890م في تفليس" أهـ (روبير مانتران: ج2ص217).

            (ج) التوسع الاستعماري الروسي الذي ظل يبتلع أملاك الدولة العثمانية قطعة قطعة.


            هكذا نستطيع من خلال هذه المحاور فهم الملف الأرمني الذي يستخدمه الغرب ضد الدولة التركية الحديثة رغم ابتعادها عن الإسلام ومحاربتها له عن طريق علمنة كافة المناحي الحياتية في تركيا بغية إرضاء الغرب والدخول في جنةالاتحاد الأوروبي الموعودة! ذلك الاتحاد الذي لا ولن يرضي عن دخول تركيا حتى تلج تركيا (سم الخياط)! فقادة الغرب يعلمون جيداً أن كمال أتاتورك قد فعل ما لم يكن الأوروبيون أنفسهم يحلمون به! وفي نفس الوقت يعلمون أن الشعب التركي رغم ابتعاده كثيراً عن الإسلام الحقيقي غير أن روح الإسلام لا تزال تسري في جسده وأن هناك حنيناً لعودة عظمة الإسلام التليد أضحت تنتشر في الآونة الأخيرة رغم محاولات العسكرحصار هذه الروح وخنقها في مهدها! لذلك يتخوف القادة الأوروبيون بدخول تركيا الاتحادالأوربي لأنهم يعتقدون أن هذا الاتحاد الأوروبي ناد مسيحي! لا يسمح للمسلمين بعضويته!
            ورغم تحالف تركيا مع أميركا إلا أن قادة الولايات المتحدة غير مطمئنين على مصالح بلادهم في المستقبل البعيد لذلك فإنهم سيتبنون في نهاية المطاف قراراًبإدانة تركيا في إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين! بغية ابتزاز تركيا واتخاذ هذاالقرار تكأة لحصار تركيا اقتصادياً والتدخل عسكرياً إن خرجت تركيا عن علمنتها المتطرفة وغيرت بوصلتها إلى الحكم بالإسلام في المستقبل القريب أو البعيد! لأنه فيهذه الحالة ستتحالف أوروبا وأمريكا في حرب ضروس أشبه بحرب عالمية ثالثة أو رابعة أوخامسة ضد تركيا لاستعادة القسطنطينية وضمها إلى الغرب!


            ثالثا: ولاء الأرمن للروس وتمردهم على العثمانيين:


            لقد كان للولاء الديني الدور الأبرز في الصراع بين روسيا القيصرية والدولة العثمانية حيث لم يكن مفهوم الجنسية قد ظهر في تلك الحقبة وقد أكد على هذا مبدأ الولاء الديني مكارثي في كتابه المذكور آنفاً: "من الواضح أن الأرمن في ظل الحكم الروسي والعثماني كانوا يرون بعضهم إخوة، مهما كانت جنسياتهم والأمر نفسه صحيح عند المسلمين. من غيرالمؤكد إذا كان مفهوم الجنسية، بالمقارنة بالانتماء الديني، توطد على نحو كبير فيأي من القفقاس أو شرقي الأناضول قبل عشرينيات القرن العشرين. في الشرق شعر المسلم القفقاسي بأنه أقرب إلى مسلم أناضولي منه إلى أرمني قفقاسي تماماً كما نسب الأرمني الأناضولي الشرقي نفسه إلى أرمن القفقاس، وليس إلى المسلمين الأناضوليين. إن انتماءهم الرئيس لجماعاتهم الدينية برهنت عليه حروب القفقاس وشرقي الأناضول المرة تلو الأخرى" (جستن مكارثي: الطرد والإبادة ص49 بتصرف).



            أقول إن مبدأ الولاء الديني ليس مستغرباً في تاريخ الأمم، لكن المستغرب أن يتم إقصاء هذا المبدأ في تقويم طبيعة الصراع عبر التاريخ. وللتدليل على أهمية الولاء الديني أن روسيا القيصرية كانت تضطهد الكنيسة الأرمينية ثم غيرت معاملتها لهم في عهد بطرس الأكبر! للاستعانة بهم في حروبهم التوسعية ضد الدولة العثمانية وقد تفهم ذلك الأرمن على أساس أنهم والروس ينتمون في النهاية إلى الديانة النصرانية وأن عدوهم واحد (الدولة الإسلامية العثمانية)! والحقيقة أن الأرمن تعاملوا بنفس المنطق مع الفرنسيين وشكلوا فيلقاً يتبع الجيش الفرنسي في قليقلية عاث في الأرض فساداً على أساس أن الفرنسيين أيضاً إخوانهم في العقيدة وعدوهم مشترك! وكان للمبشرين البروتستانت الأمريكيان دور بارز في تأجيج الصراع وكانت الأخوة الدينية هي التي تربطهم مع الأرمن بل وتحجب حقيقة المجازر التي كانت يرتكبها الأرمن في حق المسلمين! وليس هذا تعصباً مني ومغالاة في فهم طبيعة الصراع فجميع الشواهد التاريخية تؤيد ذلك والواقع المعاصر يعضد هذا الرأي! راجع مناطق الصراع في العالم: فلسطين/العراق/ كشمير/أفغانستان/بورما/تايلاند/البوسنة والهرسك/الجبل الأسود/الصومال/دارفور/التضييق على المسلمين في الغرب)!! هل كل ذلك مصادفة وبدون قصد ولا دخل للولاءالديني في هذا الصراع وشن هذه الحروب الظالمة؟!

            أمثلة على ولاء الأرمن للروس وتمردهم على الدولة العثمانية:


            لقد ذكر مكارثي في دراسته العديد من الشواهد التاريخية على ولاء الأرمن لروسيا ونحن بدورنا نلخص أهم هذه الشواهد عبر النقاط التالية:




            الأول: في عهد القيصر بطرس الأكبر بدأ يقوى اتكال الأرمن على روسيا وأملهم في مساعدات من هذا الجانب منذ غارات الروس الأولى على القفقاس منذ حكم بطرس المذكور حين أسسوا قوة عسكرية ليساعدوا غزو القياصرة المنطقة، تعهد الأرمن القفقاس بالولاءوالدعم للقياصرة الروس.



            الثاني: في خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر دعم الأرمن (رؤساء كنائس/علمانيون/وبقية طوائف الشعب) الغزو الروسي لولايات المسلمين في القفقاس والإطاحة بحكامها المسلمين.



            الثالث: علم الأرمن جواسيس للروس ضد حكامهم المسلمين سواء العثمانيين أو الأرمن الذين كانوا رعايا الدولة الفارسية.



            الرابع: حين كانت مدينة دربند Derbendتحت الحصار الروسي عام 1796م أرسل سكانها الأرمن إلى الغزاة معلومات عن مصادر الإمداد المائي للمدينة، ما أتاح للروسأن يهزموا أهل (خان دربند).



            الخامس: صرح رئيس أساقفة أرمني (أرغوتنسكي - دولغوروكوف) علانية في تسعينات القرن الثامن عشر، بأمله وإيمانه أن الروس سيحررون الأرمن من حكم المسلمين.



            السادس: الرعايا الأرمن للإمبراطوريتين الفارسية والعثمانية، وكذلك الأرمن الذين يعيشون في الإمبراطورية الروسية قاتلوا إلى جانب الروس ضد بلاد فارس والإمبراطورية العثمانية في حروب أعوام (1827م إلى 1829م) وحرب القرم.



            السابع: أبدى الأرمن في الأناضول العثمانية ولاءهم للقضية الروسية بعملهم جواسيس بعملهم للروس.



            الثامن: كان الأرمن يعبرون من الأناضول الحدود ويقدمون تقارير عن تحركات القوات العثمانية في جميع حروب شرق الأناضول.



            التاسع: لقد ساعد الأرمن الأناضوليون الجيوش الروسية الغازية في عام 1827م وعندما غادر الجيش الروسي اتبع آلاف الأرمن هذا الجيش خارج الأناضول.



            العاشر: خلال حرب القرم، قدم الأرمن معلومات استخباراتية من مدينة قارص Kars المحاصرة للروس.



            الحادي عشر: مهد المرشدون الأرمن من الأناضول العثمانية الطريق للغزاة الروسفي عام 1877م.



            الثاني عشر: رحب أرمن وادي الشكرد Elsekirt بالجيوش الروسية الغازية في عام 1877م، وعندما انسحب الروس غادر الجميع معهم.



            الثالث عشر: كان الأرمن في الأناضول والقفقاس حلفاء للروس في الحرب العالميةالأولى. لقد بدأ اتكال المتمردين الأرمن في الأناضول على الروس واضحاً بحلول منتصف القرن بالثورة في زيتون Zeyton عندما كانت هناك حاجة إلى موارد مالية لتقوية دفاعات زيتون ضد العثمانيين في عام 1854م بينما كان العثمانيون يقاتلون الروس في حرب القرم، حاول الثوار الأرمن الحصول على مساعدات مالية من الروس.



            الرابع عشر: في عام 1872م كتب سكان أرمن وان Van كونهم جالية إلى نائب الإمبراطور الروسي للقفقاس يطلبون المساعدة ضد حكومتهم؛ فقد طالبوا أن يصبحوا من الرعايا الروس وعلى نحو محدد بدأوا يجمعون أسلحة!.



            الخامس عشر: توالت الاتصالات بين الأرمن العثمانيين والإمبراطورية الروسية ضمن نشاطات الجماعات الثورية الأرمنية الرئيس، خصوصاً الطاشناق. وكانت أرمينيةالروسية مركزاً لتجميع الأسلحة والتنظيم الثوري الموجهين ضد العثمانيين.



            السادس عشر:حول رئيس دير للراهبات (باغرات فاردابيت تافاكليان أو آكي) ديرديرك Derik على الجانب الفارسي للحدود العثمانية الفارسية، إلى مستودع أسلحة ونقطة تسلل المتمردين الأرمن في الإمبراطورية العثمانية.



            السابع عشر: استمر أرمن وجورجيون خصوصاً أولئك الذين كان لهم أقارب في إيران أو كانوا متورطين في أعمال هناك، في أن يكونوا مصادر مهمة للمعلومات عند المسؤولين الروس لذلك، كان لهم تأثير في القرارات السياسية والتكتيكية الروسية. أمر القيصرألكسندر تسيتسيانوف أن يقصد البطريك دانييال وأتباعه



            الثامن عشر: قدم دانييال Daniel المرشح المدعوم من الروس لمنصب بطريرك الكنيسة الأرمنية (بعد وفاة أرغوتنسكي-دولغوروكوف) المعلومات للروس.



            التاسع عشر:في عام 1808م كافأ ألكسندر دانييل برهبنة (سان آن) من الدرجةالأولى، لخدماته في تقديم معلومات للروس. على مدى السنوات التالية، بينما كان الروس يقاتلون لتوسيع جبهتهم إلى الكور Kur والآراس Aras استمر الأرمن في إرسال رسائل إلى المسؤولين الروس يشجعونهم فيها على الاستيلاء على المناطق التي يحكمها المسلمون وإنقاذ الأرمن من اضطهاد المسلمين.



            العشرون:لقد سهلت علاقة المتمردين بالكنيسة الأرمينية نشاطاتهم إلى حد بعيد،كونها هيئة استطاعت أن تجتاز الحدود بسهولة وفي استنبول نفسها كان لرجال الكنيسة من أساقفة وكهنة حرية التنقل ولم يكن يتعرض لهم الأرمن العثماني رغم أنه قد ثبت أنهؤلاء الأساقفة والكهنة كان يتنقلون الرسائل والتقارير والأموال إلى المتمردين وكانت بعض الأديرة والكنائس مستودعاً للأسلحة التي تسرب وتهرب إلى المتمردين الأرمن نظراً لعدم خضوع هذه الكنائس والأديرة للتفتيش الأمني!!



            هكذا قد استعرضنا نماذج وأمثلة لولاء الأرمن للروس في زمن الحرب والسلم مما ينسف مرثيتهم الملفقة (إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين)! ولمزيد من التأكيد على صحة ما ذكرناه نورد هذه الشهادة.

            رابعاً: شهادة مدفونة في أضابير قسم الوثائق الأمريكية:

            هذه الشهادة عبارة عن تقرير لرجلين لم يكونا متعاطفين مع العثمانيين المسلمين بل كانا متعصبين للأرمن وجاءا إلى المنطقة على خلفية جاهزة سلفاً أن الأرمن شعب مستضعف ارتكب المسلمون مجازر جماعية بحقه حسب المعلومات المستقاة من وسائل الإعلام الغربية المضللة!، ومن المبشرين البروتستانت الأمريكيين الذين لم يكونوا جديرين بالثقة كلياً كشهود على معاناة المسلمين حيث كانوا بارعين في تدوين أعمال ضد الأرمن بتفصيل كبير، ولم يكونوا كذلك في تدوين أعمال عنف ضد المسلمين كما ذكر ذلك بعض المؤرخين! فمن هما هذان الشاهدان اللذان رجع إلى أميركا بغير الوجه الذي ذهبا به إلى شرقي الأناضول؟
            إنهما النقيب إموري نيلز Emory Noles، وآرثر سذرلاند Arthur Sutherland حيث أمرتهما حكومةالولايات المتحدة الأمريكية باستقصاء الوضع في شرقي الأناضول. ونزل منطقة الأناضول وتجولا في جميع أنحاء المنطقة وسمعا شهادة الطرفين وفوجئا بحجم التزوير والتلفيق الذي اقترفه الأرمن وصعقا من هول معاناة المسلمين ومن الجرائم الفظيعة التي ارتكبها الأرمن بحق المسلمين! ولما لم يرق التقرير الحكومة الأمريكية تم استبعاده، ولهذاالسبب لم يضمن تقريرهما وثائق لجنة التحقيق الأمريكية ومن فضل الله تعالى أنها لم تتلف بل كانت مخبأة ومدفونة في مواضيع لها صلة بملف الحرب العالمية الأولى في شرقي الأناضول! وقد قام كارثي بنشر هذا التقرير عام 1994م ثم نشره في كتابه (المسلمون والأقليات)! وأعاد نشره في كتابه (الطرد والإبادة) ولله الحمد والمنة!

            أماعن تقرير (نايلز وسذرلاند):

            جاء في تقريرهما: "المنطقة الممتدة من (بتليس) عبر (وان) إلى (بايزيد) أُخبرنا بأن الضرر والتدمير في كل هذه المنطقة كانا من فعل الأرمن الذين استمروا في احتلال البلد بعد أن انسحب الروس، والذين دمروا كل شئ يخص المسلمين مع تقدم الجيش التركي. علاوة على ذلك، اتُهم الأرمن بارتكاب أعمال قتلواغتصاب وإحراق عمد للممتلكات وأعمال وحشية رهيبة من كل وصف ضد السكان الأصليين. كنا في البداية في ريب كبير بشأن تلك الروايات، لكننا توصلنا في النهاية إلىتصديقها، لأن الشهادات كانت بالإجماع بكل ما في الكلمة من معنى وجرى تأييدها بالأدلة المادية. على سبيل المثال كانت الأحياء الوحيدة التي ظلت سليمة في مدينتي بتليس ووان أحياءً أرمينية، كما كان جلياً من الكنائس والكتابات على البيوت، بينماكانت الأحياء المسلمة مدمرة على نحو كامل. لا تزال القرى التي قيل إنها كانت أرمينية قائمة، بينما كانت القرى المسلمة مدمرة كاملة" أهـ (مكارثي: الطرد والإبادةص250).



            وجاء في تقريرهما أيضاً:
            "إن الوضع العرقي في هذه المنطقة [بايزيد-أرضروم] متفاقم بشدة بسبب قرب جبهة أرمينية التي يأتي اللاجئون منها بروايات عن مجازر ووحشية وفظاعات ترتكبها الحكومة الأرمينية والجيش والشعب ضد السكان المسلمين. ومع أن بضع مئات من الأرمن يعيشون فعلاً في إقليم (وان)، إلا أنه من المستحيل أن يستطيع الأرمن العيش في المناطق الريفية لإقليم أرضروم، حيث يبدي الجميع ذروة الكراهية لهم. وهنا أيضاً خرب الأرمن القرى قبل أن ينسحبوا وارتكبواالمجازر وكل أنواع الأعمال الوحشية ضد المسلمين، وأعمال الأرمن هذه على الجانب الآخر من الجبهة تُبقي الكراهية للأرمن حية ومؤثرة، كراهية تبدو أنها على الأقل تُرغي وتُزبد في منطقة (وان). أكّد على وجود فوضى وجرائم في أرمينية لاجئون من جميع مناطق أرمينية وضباط بريطانيون في أرضروم" أهـ (مكارثي: ص251).
            وقدم نايلزوسذرلاند في تقريرهما إحصائية؛ تعداد القرى والبيوت المسلمة الناجية من جحيم الحرب حول مدينتي (وان) و (بتليس) فقط وعلى سبيل المثال حيث أثبت أن الأرمن دمروا أكثربيوت المسلمين ولم يبق أي أثر لجميع المباني والمنشآت الدينية الإسلامية! كما هوموضح في الجدول التالي:



            الدمار في مدينتي وان وبتليس


            مدينة وان



            قبل الحرب


            بعد الحرب 1919



            منازل المسلمين


            3400


            3



            منازل الأرمن


            3100


            1170




            مدينة بتليس



            قبل الحرب


            بعد الحرب 1919



            منازل المسلمين


            6500


            لا شئ



            منازل الأرمن


            1500


            1000






            أما عن القرى في إقليم وان وسنجق وبايزيد قبل الحرب والاحتلال الأرمني وبعدهما فجاء في إحصائية نايلز وسذرلاند: أن تعداد منازل المسلمين قبل الحرب في قرى إقليم وان كان (1373) منزلاً وانخفض بعد الحرب في 1919م إلى 350 منزلاً!! بينما كانت منازل الأرمن 112 منزلاً قبل الحرب فزادت بعد الحرب إلى 200 منزلاً! وفي قرى إقليم بايزيد كان عدد منازل المسلمين قبل الحرب 448 منزلاً صارت بعد الحرب في عام 1919م 243 منزلاً! بينما منازل الأرمن كانت قبل الحرب 33 منزلاً ظلت كما هي بعدالحرب 33 منزلاً!

            وقد لخص نايلز وسذرلاند تاريخ مسلمي شرق الأناضول بدقة في ختام تقريرهما:

            "ومع أنها لا تقع ضمن مجال تحقيقنا تماماً، إلا أن إحدى أبرز الحقائق التي أثرت فينا في كل بقعة من بتليس إلى طربزون هي أن الأرمن ارتكبوا ضدالأتراك في المنطقة التي اجتزناها كل أنواع الجرائم والانتهاكات التي ارتكبهاالأتراك في مناطق أخرى ضد الأرمن. كنا نشك في البداية إلى حد بعيد بالروايات التي أخبرنا بها، لكن إجماع الشهود جميعهم، واللهفة الجلية التي تحدثوا بها عن الأعمال الشريرة التي ارتكبها الأتراك في مناطق أخرى ضد الأرمن. كنا نشك في البداية إلى حد بعيد بالروايات التي أخبرنا بها، لكن إجماع الشهود جميعهم، واللهفة الجلية التي تحدثوا بها عن الأعمال الشريرة التي ارتكبت بحقهم، وكراهيتهم الواضحة للأرمن،والأقوى من ذلك كله الأدلة المادية على الأرض نفسها، جعلنا نقتنع بصحة الحقائق على نحو عام، أولاً إن الأرمن قتلوا مسلمين على نطاق واسع وبتفنن كثير في أسلوب الوحشية، وثانياً إن الأرمن مسؤولون عن أكثر التدمير للمدن والقرى. احتل الروس والأرمن البلاد فترة طويلة في عام 1915م وعام 1916م ويبدو أنه خلال تلك الفترة كانت الفوضى محدودة، مع أن الروس من غير ريب تسببوا بأضرار. في عام 1917م انحل الجيش الروسي تاركاً السلطة في أيدي الأرمن وحدهم. في تلك الفترة طافت على البلاد عصابات من الجيش الأرمني فنهبت وقتلت السكان المدنيين المسلمين. حين زحف الجيش التركي إلى أرزجان وأرضروم ووان، تفكك الجيش الأرمني وارتكب جميع الجنود النظاميين وغير النظاميين على تدمير ممتلكات المسلمين وارتكاب الأعمال الوحشية ضد السكان المسلمين. كانت النتيجة بلداً مدمراً كاملاً يحتوي على ربع عدد سكانه السابقين وثُمن مبانيه السابقة، وكراهية مريرة إلى حد بعيد من المسلمين للأرمن، ما يجعل عيش هذين العنصرين معاً مستحيلاً في الوقت الحاضر. أعلن المسلمون أنهم إذا أجبروا على العيش في ظل حكومة أرمينية فإنهم سيقاتلون، ويبدو لنا أنهم ربما ينفذون هذا التهديد. يشاركنا فيهذا الرأي الضباط الأتراك والبريطانيون والأمريكيون الذين قابلناهم" أهـ (مكارثي: ص253، ص254).
            هذه مجرد شهادة عن المجازر التي ارتكبها الأرمن ضد المسلمين خلال الحرب العالمية الأولى من 1914م إلى 1918م في إقليمي (وان) و(بتليس) شرق الأناضول فما بالنا لو تكلمنا عن نقصان عدد السكان المسلمين في الأقاليم العثمانية الشرقية مجتمعة مثل أرضروم وبتليس وديار بكر ومعمورة العزيز وسيواس وحلب وأطنة طرابزون منعام 1912م إلى عام 1922م سنجد أن أكثر 62% من مسلمي إقليم (وان) قد فقدوا! وفقد 42% من مسلمي بتليس، وفقد 31% من مسلمي أرضروم!! وأكثر من 60% قد فقدوا من مسلمي القفقاس!! أما في أقاليم غربي الأناضول مثل آيدين، وخداوندكار، وبيغا، وإذميد.. حيث قام الحلفاء بطرد اللاجئين الأتراك من البلقان التي كانوا يقيمون فيها وأعطوا ممتلكاتهم إلى اليونانيين! وتركوهم من دون مأوى! في أكبر سرقة جماعية علانية في التاريخ!! لقد كانت جريمة قتل عمد جماعي مع سبق الإصرار والترصد ضد المسلمين في القفقاس والأناضول والبلقان بمباركة قوى الاستكبار العالمي في تلك الحقبة الكئيبة والنهاية المأساوية للخلافة العثمانية التي ظلت شمسها تشرق في سماء العالم على مدار ستة قرون!!


            خامساً: صفوت القول

            هكذا استبان لنا بجلاء هشاشة هذه الفرية (إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين)! التي يرددها الأرمن ومن يؤيدهم ويحرضهم !! لقد قتل ملايين المسلمين على أيدي الأرمن والروس واليونان والبلغار والصرب وغيرهم من القوى المعادية للدولة العثمانية المسلمة التي عاش في كنفها مختلف الطوائف في أمن وأمان!! ولم يطالب أحد بمعاقبة الجناة المجرمين الذين ارتكبوا هذه المجازر الجماعية! المسلمون الذين كانوا ولا يزالون ضحايا هذه المجازر البشرية البشعة يقدمون على أنهم جناة متوحشون!



            المشكلة الحقيقة في هذه الأنظمة المنتسبة إلى العالم الإسلامي في عدم مطالبتها ولو على استحياء بمعاقبة مرتكبي الجرائم المتكررة في حق المسلمين في القفقاس والشيشان التي انقرض سكانها! والشعوب التي أبيدت في البلقان والمقابرالجماعية في البوسنة والهرسك! وأكثر من ملوني مسلم في العراق لوحدها! واختفاء قرى ومدائن كاملة في أفغانستان خلال العدوان البربري من البريطانيين والروس والأمريكان والحبل على الجرار! هذه الأنظمة الجاثمة على أنفاس أمتنا لم تتخذ قراراً صائباً في حياتها لإنصاف شعوبها والمطالبة الجدية من الفرنسيس والإنجليز والأسبان والطليان والهولنديين والروس والأمريكان بتعويض ملايين الضحايا في الجزائر والمغرب وليبيا وتونس ومصر وإندونيسيا وماليزيا وكشمير وتايلاند والصومال والسودان!!



            لقد نكأ الأرمن جراحاً لم تلتئم بعد! وجددوا أحزاناً لم تهدأ بعد! وأثاروا شجوناً لن تهدأ حتى تُعوض أجنة المسلمين في رحم المستقبل! إن العالم الغربي مدين بالاعتذار الصريح للمسلمين والتعويض اللائق جراء الجرائم التي ارتكبها في الحروب الصليبيبة قديماً وحديثاً ! نعم مطالب بالاعتذار والتعويض عن الإبادات الجماعية للمسلمين خلال عدة قرون!
            أما أن نستجديهم ونسترحمهم في كل قضية ملفقة يثيرونها ونظل هكذا ندافع ونقدم قرابين الذل والهوان على عتبات مجلس الأمن والاتحادالأوربي.. فهذا الهلاك بعينه! وخير لهذه الأمة أن تبتلعها الأرض من أن تعيش في ذل وانكسار!!



            العيب فينا كأمة رضيت بالدنية فصفقت لجلاديها ولم تطالب بمعاقبة قاتليها!


            مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن

            لندن في 7 من شوال 1428هـ الموافق 19/10/2007م

            منقول من موقع فرسان الحق

            [SIZE=5]Teşekkür ederim Allah'ım

            Seni çok seviyorum Allah'ım [/SIZE]

            تعليق


            • #7

              الاخوة الاعزاء
              اشكر لكم مداخلاتكم التى اثرت الموضوع واسرعت بختامة حيث ان عنوانة هو ( المفترى علية ! ) لاننى كنت ساستعرض كل ما قيل عن السلطان عبد الحميد - مالة وما علية - ثم نفتح باب المناقشات لمحاولة للوصول الى الحقيقة
              سكن الأرمن هذه المنطقة من شبه جزيرة الأناضول قبل عصور عدة وقبل مجيء الأتراك، فكانوا لذلك على طريق الفاتحين كالإسكندر الكبير وفي منطقة النزاع بين الإمبراطوريتين الكبيرتين آنذاك البيزنطية والفارسية، مما أدى إلى وقوعهم تارة تحت سيطرة هذه وتارة تحت سيطرة تلك. ويعزى تشتتهم مع قلة عددهم إلى هذا السبب. أي وقوعهم في منطقة الصدام بين الإمبراطوريتين، مما دفع البعض منهم للابتعاد عن منطقة القتال والتوجه إلى مناطق أخرى.
              وقد شكل الأرمن في تاريخهم بعض الإمارات والدول التي كانت في الغالب تحت سيطرة الدول الكبرى، وقلما تيسرت لهم سبل الاستقلال. كما أنهم عانوا من اضطهاد الغالبين ومحاولتهم فتنتهم عن عقيدتهم. وقد استوى في هذه المحاولة الفرس المجوس والبيزنطيون النصارى. فقد حاول الفرس تحويلهم عن المسيحية، بينما حاول البيزنطيون تغيير مذهبهم وإدخالهم في المذهب الأرثوذكسي، ومحاربة لغتهم وثقافتهم.
              بعد ظهور الإسلام وتوسع دولته، وتغلب المسلمين على الفرس والبيزنطيين أصبح الأرمن تحت حكم العرب المسلمين تارة وتارة تحت حكم البيزنطيين. وفي عهد معاوية أصبح الأرمن تابعين للحكم الأموي في عهد ملكهم "قسطنطين الثاني". ولكنهم كانوا يتمتعون بحكم ذاتي مع ضمان حرية عقيدتهم كدأب المسلمين في احترام عقائد الآخرين على مدار التاريخ.

              كما عاش الأرمن في سلام في ظل الحكم العثماني قروناً عديدة، وكانوا يتمتعون بحرية العقيدة. ولما كانوا معفيين من الخدمة العسكرية فقد انصرفوا إلى التجارة والصيرفة والصياغة والزراعة. وخلال مئات الأعوام أي حتى أواخر القرن التاسع عشر خلا تاريخهم من أي حركة عصيان مسلحة، حتى إن الأتراك أطلقوا عليهم لقب "الأمة المخلصة". وكانت أعلى الوظائف الحكومية مفتوحة أمامهم، فكان منهم الوزراء والأعيان والنواب والمدراء العامون والمستشارون. وندرج أدناه بعض من تقلد منهم مناصب رفيعة في الدولة العثمانية


              نستطيع تقسيم القضية الأرمنية إلى مرحلتين تاريخيتين:

              أ مرحلة عهد السلطان عبدالحميد الثاني:
              وهي المرحلة التي ظهرت فيها هذه القضية للمرة الأولى على المسرح الدولي.

              ب مرحلة عهد الاتحاد والترقي: ويتركز النقاش حولها حالياً، وهي تصادف السنوات الأخيرة للدولة العثمانية قبل انهيارها.

              أ القضية في عهد السلطان عبدالحميد الثاني:
              بعد سير الدولة العثمانية نحو الضعف والتدهور ظهرت أطماع الدول الكبرى مثل روسيا وإنجلترا وفرنسا لالتهام أجزاء من هذه الدولة الضعيفة المترامية الأطراف. وقد نجحت بالفعل، لكن هذه الدول في أثناء سباقها ذاك كانت تجد أنفسها وجهاً لوجه أمام بعضها بعضاً. وهذا هو جوهر ما سمي في التاريخ ب"المسألة الشرقية".
              ومن أهم وسائل تدخل الدول الكبرى في المسائل الداخلية للدولة العثمانية إثارة الأقليات الدينية والعنصرية في الدولة التي كانت تضم مختلف العقائد والمذاهب والقوميات والعناصر. وقد اختارت روسيا إثارة الأرمن القاطنين قرب الحدود الروسية العثمانية، فبدأت بتحريضهم وإمدادهم بالمال والسلاح وتدريبهم في أراضيها وتشكيل الجمعيات الإرهابية المسلحة من أمثال "خنجاق" ومعناه: صوت الناقوس. و"طشناق" ومعناه: العلم.
              اللافت للنظر أن قادة هذه الجمعيات الإرهابية كانوا من أرمن روسيا فقط وتحت إمرة المخابرات الروسية. وكانت روسيا تحرض الأرمن على طلب تشكيل دولة أرمنية في الولايات الستة شرق الأناضول، مع أن الأرمن لم يكونوا يشكلون أكثرية في أي ولاية من هذه الولايات لسببين:

              الأول : قلة عددهم، إذ كان عدد الأرمن حسب الإحصائيات العثمانية والأجنبية يتراوح بين 1.2 مليون إلى 1.5 مليون فقط في جميع أراضي الدولة العثمانية.

              الثاني: أنهم كانوا مبعثرين في ولايات ستة أي في مساحة كبيرة مما أدى إلى عدم تشكيلهم أكثرية في أي ولاية.
              لذا كان المطلب الأرمني خيالياً، ويستحيل على الدولة العثمانية قبوله، لأن هذه الولايات الستة كانت في قلب الدولة العثمانية، وكان قبول إقامة مثل هذه الدولة في مركز الدولة العثمانية وقلبها، وفي ولايات يشكل المسلمون فيها الأكثرية بمثابة عملية انتحارية للدولة العثمانية. لذا وقف السلطان عبدالحميد الثاني بكل صلابة أمام مطالب الدول الكبرى في هذا الخصوص ولم يعبأ حتى بتهديد إنجلترا وبإرسال أسطولها إلى "جنق قلعة" كورقة ضغط وتهديد. ولم يتوان في عقاب الأرمن المتورطين في الحركات الإرهابية واتخاذ كافة التدابير الضرورية لحماية الدولة من مؤامرات الدول الكبرى. ولم يكن من المنتظر طبعاً من السلطان القيام بالخضوع لمطالب جمعيات إرهابية تحركها مخابرات الدول الكبرى، وقبول استقطاع مساحة كبيرة من قلب الدولة وتقديمها لها. لذا فقد أطلق الأرمن عليه لقب "السلطان الأحمر".

              اتبعت الجمعيات الأرمنية الإرهابية وسائل الإرهاب والقتل تجاه الأرمن الذين لم يكونوا يرغبون في التعاون معها أو التبرع بالمال لها، فقتلت عدداً كبيراً منهم في أزمير واسطنبول وفي الولايات الستة. بل رتب الأرمن محاولة لاغتيال السلطان عبدالحميد الثاني عام 1905م المجتمع ففجَّروا عربة محملة بالديناميت أمام الجامع الذي كان يصلي فيه صلاة الجمعة ووقتوا التفجير قرب خروج السلطان من الجامع. ولكن السلطان نجا من المحاولة التي خلفت وراءها 26 قتيلاً وعشرات الجرحى. وقد ألقي القبض على الجاني، ولكن السلطان عفا عنه.
              قلنا إن بريطانيا تبنت المسألة الأرمنية بعد أن نفضت روسيا يدها منها، وذلك كورقة تهديد للدولة العثمانية، ولكي تشكل من الدولة الأرمنية المزمع إقامتها حاجزاً يحول بين روسيا وبين الوصول إلى الخليج العربي. ولا نطيل في هذا الموضوع ولكن نشير إلى أن هذا الأمر كان واضحاً ومفهوماً في مسرح السياسة الدولية آنذاك حتى إن الزعيم المصري مصطفى كامل أشار إلى ذلك في كتابه "المسألة الشرقية":

              "... فالذين ماتوا من الأرمن في الحوادث الأرمنية إنما ماتوا فريسة الدسائس الإنجليزية"، كما أشار هرتزل في مذكراته إلى مساعدة بريطانيا للحركات الأرمنية.

              ب القضية في عهد الاتحاد والترقي:
              عندما أعلنت الحرب العالمية الأولى ودخلت الدولة العثمانية في أتونها بقرار أهوج من قبل جمعية الاتحاد والترقي القابضة على الحكم فيها اخترقت الجيوش الروسية الحدود الشرقية للدولة العثمانية لتفوقها على القوات العثمانية في العدد والعدة بنسبة ثلاثة أضعاف في الأقل. وقامت بمذابح وحشية في القرى الحدودية والمناطق التي استولت عليها، فهاجر مئات الآلاف من الأهالي من مدنهم وقراهم ومات منهم خلق كثير في ذلك الشتاء القاسي من البرد والجوع والمرض.

              في أثناء هذه المآسي الإنسانية المروعة قام الأرمن القاطنون في تلك المناطق الحدودية بالتعاون مع جيش الاحتلال الروسي ضد أهالي القرى الذين عاشوا معهم عصوراً عديدة ولم يروا منهم سوى المحبة... تعاونوا مع جيش الاحتلال الروسي لأنهم وجدوا أن الحرب ودخول الجيوش الروسية أراضي الدولة العثمانية فرصة ثمينة لا يجب أن يضيعوها.. فرصة إقامة دولتهم بمساعدة الجيش الروسي المحتل. وقام الجيش الروسي بتجنيدهم في صفوفه وتشكيل مليشيات مسلحة منهم تعاونه في الحرب.

              بدأ الأهالي المسلمون يتسلحون أيضاً للدفاع عن أنفسهم، ويقابلون هجوم الأرمن بهجوم مثله. وبعد أن بدأ الأرمن بقتل الأطفال الأسرى من المسلمين ثأر المسلمون بقتل أطفال الأرمن الأسرى. وفي إحدى المرات تجمع آلاف من أسرى الأطفال الأرمن في المنطقة التي كان العالم الإسلامي المشهور "سعيد النورسي" موجوداً فيها. وعندما سمع بنية قتل هؤلاء الأطفال منعهم مذكراً إياهم بأن الشرع الإسلامي لا يسمح بهذا مطلقاً ثم أمر بإطلاق سراحهم وسمح لهم بالذهاب إلى المعسكر الروسي حيث التحقوا بأهاليهم خلف الخطوط الروسية. وقد كان لهذا التصرف أثر كبير في نفوس زعماء الأرمن فعندما استولوا على بعض القرى المسلمة تركوا عادة ذبح الأطفال.
              وهناك كتاب وثائقي فرنسي بعنوان "المظالم الروسية الأرمنية" يوثق ذلك فليرجع إليه من أراد التفصيل. أي أن الأرمن وقفوا بجانب الجيوش المحتلة وخانوا بلدهم وأصبحوا لعبة في يد الدول الكبرى، ولم يكتفوا بهذا بل أوقعوا مذابح وحشية بين المسلمين لتهجيرهم عن قراهم وأماكنهم ليتسنى لهم تشكيل دولتهم فيها. وهناك الآلاف من الوثائق التاريخية العثمانية حول هذه المذابح كما تم اكتشاف المئات من القبور الجماعية في تلك المناطق كان آخرها المقبرة الجماعية التي اكتشفت عام 1980م وكانت تضم عظام "280" ضحية. ويقول المؤرخ التركي البروفيسور "أنور كونوكجو": "يندر وجود قرية في شرقي الأناضول لم تتعرض لمذبحة أرمنية".
              كان من الطبيعي تولد عداوة كبيرة بين أهالي تلك المنطقة ضد أولئك القتلة من الأرمن فلم يبقوا مكتوفي الأيدي يتفرجون فقط على المذابح، بل تسلحوا وبدأوا يهجمون على القرى الأرمنية ويقتلونهم.


              الحل في التهجير


              لم تستطع الحكومة العثمانية آنذاك حل المشكلة إلا بتهجير الأرمن من تلك المناطق الحدودية لتقطع الصلة بين الأرمن والجيوش الروسية. فقامت بعملية تهجير واسعة وكبيرة إلى سورية ولبنان والموصل. كان عدد المهجرين كبيراً "600 ألف" تقريباً، ونظراً لضخامة العدد وعدم توافر الإمكانات والوسائل الكافية لدى الدولة العثمانية لتنفيذ هذه العملية في ظل فقر الدولة وأهوال الحرب العالمية الأولى، فقد تم التهجير بطرق بدائية جداً. فمات من هؤلاء أعداد كبيرة من البرد والجوع والمرض. ولا يستطيع أحد أن ينكر أن عملية التهجير هذه كانت مأساة إنسانية كبيرة. كما تعرضت قوافل المهجرين إلى غارات من قبل الأهالي الغاضبين الذين فقدوا أحباءهم في المذابح العديدة التي انتشرت نتيجة ظروف الحرب.
              لم تكن الهجرة الأرمنية وحدها مأساة إنسانية، بل إن الحكومة العثمانية أصدرت أمراً إلى الأهالي القاطنين قرب الحدود الروسية بالنزوح والهجرة من أماكنهم بعد أن اخترقت الجيوش الروسية الحدود الشرقية للدولة. في هذه الهجرة أيضاً وقعت مآس كبيرة يشيب من هولها الولدان. ونقرأ من مذكرات العلامة سعيد النورسي وصفاً لعملية تهجير المسلمين حيث يقول:
              "... كانت الثلوج قد تراكمت بارتفاع ثلاثة وأربعة أمتار، وبدأ الأهالي بالاستعداد لترك المدينة والهجرة منها بأمر الحكومة، والعوائل التي كانت تملك ستة أو سبعة من الأطفال كانوا لا يستطيعون سوى أخذ طفل أو طفلين فقط، ويضطرون إلى ترك الأطفال الباقين على الطرق الرئيسة وتحت أقواس الجسور مع قليل من الطعام... وبين دموع الأطفال وصراخهم وبكاء الأمهات يتم مشهد فراق يفتت أقسى القلوب...".
              هكذا تم تهجير المسلمين كذلك... أي أن الجميع اكتووا بنار الحرب وقاسوا من قلة إمكانات الدولة في توفير وسائل التهجير، ولم يكن الأمر مقتصراً على الأرمن.

              وكما تبين لم تكن القضية قضية تطهير عرقي للأرمن، ولم تكن هناك أي نية في إيقاع المذابح بهم. لقد قاسى الأرمن ما قاسوه نتيجة تعاونهم مع جيوش الاحتلال وكونهم آلة في ألاعيب السياسة العالمية، من جهة، ثم قلة إمكانات الدولة في ظروف الحرب وهي تقاتل في سبع جبهات. وأكبر دليل على ما نقول أن أحداً لم يلمس الأرمن الموجودين في اسطنبول أو إزمير أو المدن الأخرى بأي أذى. ولو كان الأمر تطهيراً عرقياً لما سلموا.
              يقول الأرمن إن عدد الضحايا يتراوح بين مليون إلى مليون ونصف. ولاشك أن هذا العدد مبالغ فيه كثيراً، لأن عدد الأرمن في جميع أراضي الدولة العثمانية كان بالكاد يبلغ المليون ونصف المليون. أما عدد المهجرين فكان 600 ألف تقريباً، سلم أكثر من نصفهم حيث وصلوا إلى سورية ولبنان والموصل وذهب قسم منهم إلى إيران والقوقاز، أي أن عدد الضحايا يقل عن 300 ألف، بينما يقول بعض المؤرخين الأتراك إن عدد الضحايا من المسلمين في المذابح الأرمنية يقارب المليون، وقد يكون في هذا الرقم أيضاً بعض المبالغة.

              أدلة تاريخية : عندما دخل الإنجليز إلى اسطنبول محتلين في 13 نوفمبر من عام 1919م، أثاروا القضية الأرمنية فألقوا القبض على 140 شخصاً من السياسيين والمفكرين الأتراك بتهمة مسؤوليتهم عن القضية ونفوهم إلى جزيرة مالطة تمهيداً لمحاكمتهم باعتبارهم من مجرمي الحرب. ولكن كان من الضروري العثور على الوثائق والأدلة فأرسل الأميرال الإنجليزي "ويب" برقية إلى حكومته قال فيها:
              "يجب إعدام جميع الأتراك كي تشمل العقوبة جميع من ظلموا الأرمن، ويجب أن تكون العقوبة عقوبة للأمة عن طريق تمزيق الإمبراطورية التركية، وعقوبة للأشخاص عن طريق محاكمة كبار المسؤولين كي يكونوا عبرة لمن اعتبر".

              ولكن حكومة اسطنبول برئاسة توفيق باشا بادرت بالطلب إلى الحكومة البريطانية أن تجري المحاكمة أمام محكمة دولية يكون حكامها من الدول المحايدة مثل إسبانيا وسويسرا.
              قلقت بريطانيا من هذا الطلب فأجرت وهي الدولة العظمى المنتصرة آنذاك ضغوطاً سياسية على الدول المحايدة التي اضطرت في النهاية للامتناع عن ترشيح حكام منها للمحكمة المقترحة. ثم قامت بريطانيا بخطوة ثانية وهي إضافة الحكم الآتي إلى المادة رقم 230 من معاهدة سيفر:
              "تتعهد الحكومة العثمانية بتسليم المسؤولين عن المجزرة إلى الحلفاء. وإن اختيار الحكام من صلاحيات الحلفاء، والحكومة العثمانية ملزمة بالاعتراف بهذه المحكمة".
              كان هذا هو منطق القوة التي تملي شروطها على المغلوب.
              شكلت محكمة عسكرية بريطانية في باطوم لمحاكمة المتهمين. ولكنها لم تستطع إصدار أي حكم لعدم وجود أي دليل أو وثيقة تدينهم، أو تشير إلى وقوع عملية التطهير العرقي ضد الأرمن. وبينما كانت الحكومة البريطانية تبذل كل ما في وسعها للعثور على دليل قامت البطريركية الأرمنية في اسطنبول بتقديم ملف لهذه المحكمة حول "مائة من المجرمين الأتراك" ولكن بعد التدقيق تبين أن هذا الملف لا يحوي دليلاً واحداً ضد الأتراك. ثم قلَّب البريطانيون الأرشيف العثماني في اسطنبول ودققوا فيه للعثور على الأدلة المطلوبة فلم يصلوا إلى شيء. ثم راجعوا دور الوثائق البريطانية فواجههم الفشل مرة أخرى. وخطر على بال الحاكم العام البريطاني الاستفادة من الوثائق الأمريكية فكتب إلى اللورد كرزون في لندن قائلاً: "لا شك أن بحوزة الحكومة الأمريكية أعداداً وافرة من الوثائق حول المجزرة".
              أرسل الطلب إلى الحكومة الأمريكية، وبعد بحث وتمحيص جاء الجواب من السفارة البريطانية في واشنطن مخيباً لآمالهم: "لم يعثر على أي أدلة ضد الأتراك في دوائر الوثائق الأمريكية".

              بعد هذا الفشل أرسل المدعي العام الأول البريطاني الخطاب الآتي في 29-9- 1921م: "ليس لدينا أي حظ في إمكانية الحكم على المنفيين في مالطة".
              في هذه الأثناء كانت حرب الاستقلال التي دخلت فيها تركيا قد دارت لصالح الأتراك، فأرسلت حكومة أنقرة طلباً إلى الحكومة البريطانية لإطلاق سراح المنفيين إلى مالطة مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى البريطانيين عندها. وتم التوقيع فعلاً على اتفاقية بهذا الخصوص، حيث أطلق سراح هؤلاء.


              الوثائق الروسية

              وقد جاء في دائرة المعارف الكبيرة للاتحاد السوفييتي "طبعة 1926م" تي حول هذه القضية: "إذا نظرنا للمشكلة الأرمنية من المنظور الخارجي رأينا أنها ليست سوى محاولة من القوى الكبرى لإضعاف تركيا وذلك بمعاونة ومساعدة القوى الانفصالية فيها لكي تتيسر لها سبل استغلالها وامتصاص خيراتها. هذه القوى الكبرى كانت عبارة عن الدول الأوروبية الكبرى وروسيا القيصرية. ولم تكن الحوادث التي جرت عبارة عن مذبحة، بل مجرد قتال بين الطرفين".


              رأي المؤرخين المعاصرين

              والآن ما رأي المؤرخين المعاصرين حول القضية؟ هل كانت هناك حركة تطهير عرقي ضد الأرمن؟
              في عام 1985م نشر "اتحاد الجمعيات التركية الأمريكية" Assembly of Turkish American Associotions بياناً في جريدتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" موقعاً عليه من قبل 69 مؤرخاً ومختصاً في التاريخ العثماني وشؤون الشرق الأوسط نفوا فيه وقوع أي عملية تطهير عرقي للأرمن من قبل الأتراك خلال أعوام 1915 1923م وكان من ضمن الموقعين على البيان:
              أساتذة الجامعة برنار لويس، وهيث لوري، وجوستن ماك آرثي وآلان فيشر، ورودريك داوفسين وكل من دانكوودت روستو، تيبور هالاسيكون، ستانفورد شو، فرانك تاجو، بيير أوبرلنك... وغيرهم من أشهر العلماء والمؤرخين.
              ولكن الأرمن قاموا بعد الإعلان بحملة تهديد وإرهاب ضد هؤلاء العلماء وهددوهم بالقتل وقدموا بعضهم للمحاكم "مثل برنارد لويس". ونجحت الحملة في إرهاب معظم هؤلاء فلم يعودوا يتطرقون إلى الموضوع. وإن بقي بعضهم لا يخشى من سرد آرائه مثل جوستن ماك آرثي وبرنارد لويس. والمؤرخ البريطاني أندرو مانكو.
              وحسب بعض الإحصائيات قام الأرمن خلال ثمانين عاماً بكتابة ما يقارب "26" ألف كتاب بمختلف اللغات حول ما أطلقوا عليه اسم "التطهير العرقي الذي تعرض له الأرمن من قبل الأتراك". أي قاموا بعملية غسل دماغ ناجحة جداً في أوروبا وأمريكا.
              ومع أن المكان الطبيعي لمناقشة مثل هذه الأمور هو محكمة لاهاي الدولية، حيث يمكن هناك تقديم القضية مع أدلتها التاريخية إن كانت موجودة فإن الأرمن يتهربون دائماً من هذا الخيار ويتجنبونه، لأنهم يعلمون أنهم لا يملكون أي وثيقة تاريخية، لذا نراهم يفضلون القيام بالضغط السياسي في المجالس البرلمانية من قبل اللوبيات الأرمنية القوية في الولايات المتحدة وأوروبا، وهذه ليست أماكن لحسم القضايا التاريخية أوتقدم فيها الوثائق والأدلة. وليس النواب مؤهلين أو مختصين لمناقشة التاريخ وإصدار الأحكام حول حوادثه، وقد تبين هذا الأمر بكل وضوح في النقاش التلفازي الحي الذي جرى يوم 25-1-2001 في إحدى القنوات التركية بين مؤرخين ومفكرين أتراك وأربعة من النواب الفرنسيين الذين ساندوا قرار الاعتراف بوقوع تطهير عرقي للأرمن واستمر النقاش ما يقارب خمس ساعات، وقد تبين أن أولئك النواب يجهلون التاريخ وأن معلوماتهم عنه سطحية. وعندما طلب المذيع أن يبرز أي واحد منهم وثيقة تاريخية حول وقوع التطهير العرقي عجزوا عنه وبرروا العجز بأنهم ليسوا مؤرخين.

              سكن الأرمن هذه المنطقة من شبه جزيرة الأناضول قبل عصور عدة وقبل مجيء الأتراك، فكانوا لذلك على طريق الفاتحين كالإسكندر الكبير وفي منطقة النزاع بين الإمبراطوريتين الكبيرتين آنذاك البيزنطية والفارسية، مما أدى إلى وقوعهم تارة تحت سيطرة هذه وتارة تحت سيطرة تلك. ويعزى تشتتهم مع قلة عددهم إلى هذا السبب. أي وقوعهم في منطقة الصدام بين الإمبراطوريتين، مما دفع البعض منهم للابتعاد عن منطقة القتال والتوجه إلى مناطق أخرى.
              وقد شكل الأرمن في تاريخهم بعض الإمارات والدول التي كانت في الغالب تحت سيطرة الدول الكبرى، وقلما تيسرت لهم سبل الاستقلال. كما أنهم عانوا من اضطهاد الغالبين ومحاولتهم فتنتهم عن عقيدتهم. وقد استوى في هذه المحاولة الفرس المجوس والبيزنطيون النصارى. فقد حاول الفرس تحويلهم عن المسيحية، بينما حاول البيزنطيون تغيير مذهبهم وإدخالهم في المذهب الأرثوذكسي، ومحاربة لغتهم وثقافتهم.
              بعد ظهور الإسلام وتوسع دولته، وتغلب المسلمين على الفرس والبيزنطيين أصبح الأرمن تحت حكم العرب المسلمين تارة وتارة تحت حكم البيزنطيين. وفي عهد معاوية أصبح الأرمن تابعين للحكم الأموي في عهد ملكهم "قسطنطين الثاني". ولكنهم كانوا يتمتعون بحكم ذاتي مع ضمان حرية عقيدتهم كدأب المسلمين في احترام عقائد الآخرين على مدار التاريخ. (انظر كتابي "السلطان عبدالحميد الثاني: حياته وأحداث عهده").
              كما عاش الأرمن في سلام في ظل الحكم العثماني قروناً عديدة، وكانوا يتمتعون بحرية العقيدة. ولما كانوا معفيين من الخدمة العسكرية فقد انصرفوا إلى التجارة والصيرفة والصياغة والزراعة. وخلال مئات الأعوام أي حتى أواخر القرن التاسع عشر خلا تاريخهم من أي حركة عصيان مسلحة، حتى إن الأتراك أطلقوا عليهم لقب "الأمة المخلصة". وكانت أعلى الوظائف الحكومية مفتوحة أمامهم، فكان منهم الوزراء والأعيان والنواب والمدراء العامون والمستشارون.

              متى ظهرت "القضية الأرمنية"؟

              نستطيع تقسيم القضية الأرمنية إلى مرحلتين تاريخيتين:

              أ مرحلة عهد السلطان عبدالحميد الثاني: وهي المرحلة التي ظهرت فيها هذه القضية للمرة الأولى على المسرح الدولي.

              ب مرحلة عهد الاتحاد والترقي: ويتركز النقاش حولها حالياً، وهي تصادف السنوات الأخيرة للدولة العثمانية قبل انهيارها.

              أ القضية في عهد السلطان عبدالحميد الثاني:
              بعد سير الدولة العثمانية نحو الضعف والتدهور ظهرت أطماع الدول الكبرى مثل روسيا وإنجلترا وفرنسا لالتهام أجزاء من هذه الدولة الضعيفة المترامية الأطراف. وقد نجحت بالفعل، لكن هذه الدول في أثناء سباقها ذاك كانت تجد أنفسها وجهاً لوجه أمام بعضها بعضاً. وهذا هو جوهر ما سمي في التاريخ ب"المسألة الشرقية".
              ومن أهم وسائل تدخل الدول الكبرى في المسائل الداخلية للدولة العثمانية إثارة الأقليات الدينية والعنصرية في الدولة التي كانت تضم مختلف العقائد والمذاهب والقوميات والعناصر. وقد اختارت روسيا إثارة الأرمن القاطنين قرب الحدود الروسية العثمانية، فبدأت بتحريضهم وإمدادهم بالمال والسلاح وتدريبهم في أراضيها وتشكيل الجمعيات الإرهابية المسلحة من أمثال "خنجاق" ومعناه: صوت الناقوس. و"طشناق" ومعناه: العلم.
              اللافت للنظر أن قادة هذه الجمعيات الإرهابية كانوا من أرمن روسيا فقط وتحت إمرة المخابرات الروسية. وكانت روسيا تحرض الأرمن على طلب تشكيل دولة أرمنية في الولايات الستة شرق الأناضول، مع أن الأرمن لم يكونوا يشكلون أكثرية في أي ولاية من هذه الولايات لسببين:
              الأول : قلة عددهم، إذ كان عدد الأرمن حسب الإحصائيات العثمانية والأجنبية يتراوح بين 1.2 مليون إلى 1.5 مليون فقط في جميع أراضي الدولة العثمانية.
              الثاني: أنهم كانوا مبعثرين في ولايات ستة أي في مساحة كبيرة مما أدى إلى عدم تشكيلهم أكثرية في أي ولاية.
              لذا كان المطلب الأرمني خيالياً، ويستحيل على الدولة العثمانية قبوله، لأن هذه الولايات الستة كانت في قلب الدولة العثمانية، وكان قبول إقامة مثل هذه الدولة في مركز الدولة العثمانية وقلبها، وفي ولايات يشكل المسلمون فيها الأكثرية بمثابة عملية انتحارية للدولة العثمانية. لذا وقف السلطان عبدالحميد الثاني بكل صلابة أمام مطالب الدول الكبرى في هذا الخصوص ولم يعبأ حتى بتهديد إنجلترا وبإرسال أسطولها إلى "جنق قلعة" كورقة ضغط وتهديد. ولم يتوان في عقاب الأرمن المتورطين في الحركات الإرهابية واتخاذ كافة التدابير الضرورية لحماية الدولة من مؤامرات الدول الكبرى. ولم يكن من المنتظر طبعاً من السلطان القيام بالخضوع لمطالب جمعيات إرهابية تحركها مخابرات الدول الكبرى، وقبول استقطاع مساحة كبيرة من قلب الدولة وتقديمها لها. لذا فقد أطلق الأرمن عليه لقب "السلطان الأحمر".

              اتبعت الجمعيات الأرمنية الإرهابية وسائل الإرهاب والقتل تجاه الأرمن الذين لم يكونوا يرغبون في التعاون معها أو التبرع بالمال لها، فقتلت عدداً كبيراً منهم في أزمير واسطنبول وفي الولايات الستة. بل رتب الأرمن محاولة لاغتيال السلطان عبدالحميد الثاني عام 1905م المجتمع ففجَّروا عربة محملة بالديناميت أمام الجامع الذي كان يصلي فيه صلاة الجمعة ووقتوا التفجير قرب خروج السلطان من الجامع. ولكن السلطان نجا من المحاولة التي خلفت وراءها 26 قتيلاً وعشرات الجرحى. وقد ألقي القبض على الجاني، ولكن السلطان عفا عنه.
              قلنا إن بريطانيا تبنت المسألة الأرمنية بعد أن نفضت روسيا يدها منها، وذلك كورقة تهديد للدولة العثمانية، ولكي تشكل من الدولة الأرمنية المزمع إقامتها حاجزاً يحول بين روسيا وبين الوصول إلى الخليج العربي. ولا نطيل في هذا الموضوع ولكن نشير إلى أن هذا الأمر كان واضحاً ومفهوماً في مسرح السياسة الدولية آنذاك حتى إن الزعيم المصري مصطفى كامل أشار إلى ذلك في كتابه "المسألة الشرقية":
              "... فالذين ماتوا من الأرمن في الحوادث الأرمنية إنما ماتوا فريسة الدسائس الإنجليزية"، كما أشار هرتزل في مذكراته إلى مساعدة بريطانيا للحركات الأرمنية.

              ب القضية في عهد الاتحاد والترقي:
              عندما أعلنت الحرب العالمية الأولى ودخلت الدولة العثمانية في أتونها بقرار أهوج من قبل جمعية الاتحاد والترقي القابضة على الحكم فيها اخترقت الجيوش الروسية الحدود الشرقية للدولة العثمانية لتفوقها على القوات العثمانية في العدد والعدة بنسبة ثلاثة أضعاف في الأقل. وقامت بمذابح وحشية في القرى الحدودية والمناطق التي استولت عليها، فهاجر مئات الآلاف من الأهالي من مدنهم وقراهم ومات منهم خلق كثير في ذلك الشتاء القاسي من البرد والجوع والمرض.
              في أثناء هذه المآسي الإنسانية المروعة قام الأرمن القاطنون في تلك المناطق الحدودية بالتعاون مع جيش الاحتلال الروسي ضد أهالي القرى الذين عاشوا معهم عصوراً عديدة ولم يروا منهم سوى المحبة... تعاونوا مع جيش الاحتلال الروسي لأنهم وجدوا أن الحرب ودخول الجيوش الروسية أراضي الدولة العثمانية فرصة ثمينة لا يجب أن يضيعوها.. فرصة إقامة دولتهم بمساعدة الجيش الروسي المحتل. وقام الجيش الروسي بتجنيدهم في صفوفه وتشكيل مليشيات مسلحة منهم تعاونه في الحرب.
              بدأ الأهالي المسلمون يتسلحون أيضاً للدفاع عن أنفسهم، ويقابلون هجوم الأرمن بهجوم مثله. وبعد أن بدأ الأرمن بقتل الأطفال الأسرى من المسلمين ثأر المسلمون بقتل أطفال الأرمن الأسرى. وفي إحدى المرات تجمع آلاف من أسرى الأطفال الأرمن في المنطقة التي كان العالم الإسلامي المشهور "سعيد النورسي" موجوداً فيها. وعندما سمع بنية قتل هؤلاء الأطفال منعهم مذكراً إياهم بأن الشرع الإسلامي لا يسمح بهذا مطلقاً ثم أمر بإطلاق سراحهم وسمح لهم بالذهاب إلى المعسكر الروسي حيث التحقوا بأهاليهم خلف الخطوط الروسية. وقد كان لهذا التصرف أثر كبير في نفوس زعماء الأرمن فعندما استولوا على بعض القرى المسلمة تركوا عادة ذبح الأطفال.
              وهناك كتاب وثائقي فرنسي بعنوان "المظالم الروسية الأرمنية" يوثق ذلك فليرجع إليه من أراد التفصيل. أي أن الأرمن وقفوا بجانب الجيوش المحتلة وخانوا بلدهم وأصبحوا لعبة في يد الدول الكبرى، ولم يكتفوا بهذا بل أوقعوا مذابح وحشية بين المسلمين لتهجيرهم عن قراهم وأماكنهم ليتسنى لهم تشكيل دولتهم فيها. وهناك الآلاف من الوثائق التاريخية العثمانية حول هذه المذابح كما تم اكتشاف المئات من القبور الجماعية في تلك المناطق كان آخرها المقبرة الجماعية التي اكتشفت عام 1980م وكانت تضم عظام "280" ضحية. ويقول المؤرخ التركي البروفيسور "أنور كونوكجو": "يندر وجود قرية في شرقي الأناضول لم تتعرض لمذبحة أرمنية".

              كان من الطبيعي تولد عداوة كبيرة بين أهالي تلك المنطقة ضد أولئك القتلة من الأرمن فلم يبقوا مكتوفي الأيدي يتفرجون فقط على المذابح، بل تسلحوا وبدأوا يهجمون على القرى الأرمنية ويقتلونهم.


              الحل في التهجير


              لم تستطع الحكومة العثمانية آنذاك حل المشكلة إلا بتهجير الأرمن من تلك المناطق الحدودية لتقطع الصلة بين الأرمن والجيوش الروسية. فقامت بعملية تهجير واسعة وكبيرة إلى سورية ولبنان والموصل. كان عدد المهجرين كبيراً "600 ألف" تقريباً، ونظراً لضخامة العدد وعدم توافر الإمكانات والوسائل الكافية لدى الدولة العثمانية لتنفيذ هذه العملية في ظل فقر الدولة وأهوال الحرب العالمية الأولى، فقد تم التهجير بطرق بدائية جداً. فمات من هؤلاء أعداد كبيرة من البرد والجوع والمرض. ولا يستطيع أحد أن ينكر أن عملية التهجير هذه كانت مأساة إنسانية كبيرة. كما تعرضت قوافل المهجرين إلى غارات من قبل الأهالي الغاضبين الذين فقدوا أحباءهم في المذابح العديدة التي انتشرت نتيجة ظروف الحرب.
              لم تكن الهجرة الأرمنية وحدها مأساة إنسانية، بل إن الحكومة العثمانية أصدرت أمراً إلى الأهالي القاطنين قرب الحدود الروسية بالنزوح والهجرة من أماكنهم بعد أن اخترقت الجيوش الروسية الحدود الشرقية للدولة. في هذه الهجرة أيضاً وقعت مآس كبيرة يشيب من هولها الولدان. ونقرأ من مذكرات العلامة سعيد النورسي وصفاً لعملية تهجير المسلمين حيث يقول:
              "... كانت الثلوج قد تراكمت بارتفاع ثلاثة وأربعة أمتار، وبدأ الأهالي بالاستعداد لترك المدينة والهجرة منها بأمر الحكومة، والعوائل التي كانت تملك ستة أو سبعة من الأطفال كانوا لا يستطيعون سوى أخذ طفل أو طفلين فقط، ويضطرون إلى ترك الأطفال الباقين على الطرق الرئيسة وتحت أقواس الجسور مع قليل من الطعام... وبين دموع الأطفال وصراخهم وبكاء الأمهات يتم مشهد فراق يفتت أقسى القلوب...".
              هكذا تم تهجير المسلمين كذلك... أي أن الجميع اكتووا بنار الحرب وقاسوا من قلة إمكانات الدولة في توفير وسائل التهجير، ولم يكن الأمر مقتصراً على الأرمن.

              وكما تبين لم تكن القضية قضية تطهير عرقي للأرمن، ولم تكن هناك أي نية في إيقاع المذابح بهم. لقد قاسى الأرمن ما قاسوه نتيجة تعاونهم مع جيوش الاحتلال وكونهم آلة في ألاعيب السياسة العالمية، من جهة، ثم قلة إمكانات الدولة في ظروف الحرب وهي تقاتل في سبع جبهات. وأكبر دليل على ما نقول أن أحداً لم يلمس الأرمن الموجودين في اسطنبول أو إزمير أو المدن الأخرى بأي أذى. ولو كان الأمر تطهيراً عرقياً لما سلموا.
              يقول الأرمن إن عدد الضحايا يتراوح بين مليون إلى مليون ونصف. ولاشك أن هذا العدد مبالغ فيه كثيراً، لأن عدد الأرمن في جميع أراضي الدولة العثمانية كان بالكاد يبلغ المليون ونصف المليون. أما عدد المهجرين فكان 600 ألف تقريباً، سلم أكثر من نصفهم حيث وصلوا إلى سورية ولبنان والموصل وذهب قسم منهم إلى إيران والقوقاز، أي أن عدد الضحايا يقل عن 300 ألف، بينما يقول بعض المؤرخين الأتراك إن عدد الضحايا من المسلمين في المذابح الأرمنية يقارب المليون، وقد يكون في هذا الرقم أيضاً بعض المبالغة.
              أدلة تاريخية : عندما دخل الإنجليز إلى اسطنبول محتلين في 13 نوفمبر من عام 1919م، أثاروا القضية الأرمنية فألقوا القبض على 140 شخصاً من السياسيين والمفكرين الأتراك بتهمة مسؤوليتهم عن القضية ونفوهم إلى جزيرة مالطة تمهيداً لمحاكمتهم باعتبارهم من مجرمي الحرب. ولكن كان من الضروري العثور على الوثائق والأدلة فأرسل الأميرال الإنجليزي "ويب" برقية إلى حكومته قال فيها:
              "يجب إعدام جميع الأتراك كي تشمل العقوبة جميع من ظلموا الأرمن، ويجب أن تكون العقوبة عقوبة للأمة عن طريق تمزيق الإمبراطورية التركية، وعقوبة للأشخاص عن طريق محاكمة كبار المسؤولين كي يكونوا عبرة لمن اعتبر".
              ولكن حكومة اسطنبول برئاسة توفيق باشا بادرت بالطلب إلى الحكومة البريطانية أن تجري المحاكمة أمام محكمة دولية يكون حكامها من الدول المحايدة مثل إسبانيا وسويسرا.
              قلقت بريطانيا من هذا الطلب فأجرت وهي الدولة العظمى المنتصرة آنذاك ضغوطاً سياسية على الدول المحايدة التي اضطرت في النهاية للامتناع عن ترشيح حكام منها للمحكمة المقترحة. ثم قامت بريطانيا بخطوة ثانية وهي إضافة الحكم الآتي إلى المادة رقم 230 من معاهدة سيفر:
              "تتعهد الحكومة العثمانية بتسليم المسؤولين عن المجزرة إلى الحلفاء. وإن اختيار الحكام من صلاحيات الحلفاء، والحكومة العثمانية ملزمة بالاعتراف بهذه المحكمة".
              كان هذا هو منطق القوة التي تملي شروطها على المغلوب.
              شكلت محكمة عسكرية بريطانية في باطوم لمحاكمة المتهمين. ولكنها لم تستطع إصدار أي حكم لعدم وجود أي دليل أو وثيقة تدينهم، أو تشير إلى وقوع عملية التطهير العرقي ضد الأرمن. وبينما كانت الحكومة البريطانية تبذل كل ما في وسعها للعثور على دليل قامت البطريركية الأرمنية في اسطنبول بتقديم ملف لهذه المحكمة حول "مائة من المجرمين الأتراك" ولكن بعد التدقيق تبين أن هذا الملف لا يحوي دليلاً واحداً ضد الأتراك. ثم قلَّب البريطانيون الأرشيف العثماني في اسطنبول ودققوا فيه للعثور على الأدلة المطلوبة فلم يصلوا إلى شيء. ثم راجعوا دور الوثائق البريطانية فواجههم الفشل مرة أخرى. وخطر على بال الحاكم العام البريطاني الاستفادة من الوثائق الأمريكية فكتب إلى اللورد كرزون في لندن قائلاً: "لا شك أن بحوزة الحكومة الأمريكية أعداداً وافرة من الوثائق حول المجزرة".

              أرسل الطلب إلى الحكومة الأمريكية، وبعد بحث وتمحيص جاء الجواب من السفارة البريطانية في واشنطن مخيباً لآمالهم: "لم يعثر على أي أدلة ضد الأتراك في دوائر الوثائق الأمريكية".
              بعد هذا الفشل أرسل المدعي العام الأول البريطاني الخطاب الآتي في 29-9- 1921م: "ليس لدينا أي حظ في إمكانية الحكم على المنفيين في مالطة".
              في هذه الأثناء كانت حرب الاستقلال التي دخلت فيها تركيا قد دارت لصالح الأتراك، فأرسلت حكومة أنقرة طلباً إلى الحكومة البريطانية لإطلاق سراح المنفيين إلى مالطة مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى البريطانيين عندها. وتم التوقيع فعلاً على اتفاقية بهذا الخصوص، حيث أطلق سراح هؤلاء.


              الوثائق الروسية


              وقد جاء في دائرة المعارف الكبيرة للاتحاد السوفييتي "طبعة 1926م" تي حول هذه القضية: "إذا نظرنا للمشكلة الأرمنية من المنظور الخارجي رأينا أنها ليست سوى محاولة من القوى الكبرى لإضعاف تركيا وذلك بمعاونة ومساعدة القوى الانفصالية فيها لكي تتيسر لها سبل استغلالها وامتصاص خيراتها. هذه القوى الكبرى كانت عبارة عن الدول الأوروبية الكبرى وروسيا القيصرية. ولم تكن الحوادث التي جرت عبارة عن مذبحة، بل مجرد قتال بين الطرفين".


              رأي المؤرخين المعاصرين


              والآن ما رأي المؤرخين المعاصرين حول القضية؟ هل كانت هناك حركة تطهير عرقي ضد الأرمن؟
              في عام 1985م نشر "اتحاد الجمعيات التركية الأمريكية" Assembly of Turkish American Associotions بياناً في جريدتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" موقعاً عليه من قبل 69 مؤرخاً ومختصاً في التاريخ العثماني وشؤون الشرق الأوسط نفوا فيه وقوع أي عملية تطهير عرقي للأرمن من قبل الأتراك خلال أعوام 1915 1923م وكان من ضمن الموقعين على البيان:
              أساتذة الجامعة برنار لويس، وهيث لوري، وجوستن ماك آرثي وآلان فيشر، ورودريك داوفسين وكل من دانكوودت روستو، تيبور هالاسيكون، ستانفورد شو، فرانك تاجو، بيير أوبرلنك... وغيرهم من أشهر العلماء والمؤرخين.
              ولكن الأرمن قاموا بعد الإعلان بحملة تهديد وإرهاب ضد هؤلاء العلماء وهددوهم بالقتل وقدموا بعضهم للمحاكم "مثل برنارد لويس". ونجحت الحملة في إرهاب معظم هؤلاء فلم يعودوا يتطرقون إلى الموضوع. وإن بقي بعضهم لا يخشى من سرد آرائه مثل جوستن ماك آرثي وبرنارد لويس. والمؤرخ البريطاني أندرو مانكو.
              وحسب بعض الإحصائيات قام الأرمن خلال ثمانين عاماً بكتابة ما يقارب "26" ألف كتاب بمختلف اللغات حول ما أطلقوا عليه اسم "التطهير العرقي الذي تعرض له الأرمن من قبل الأتراك". أي قاموا بعملية غسل دماغ ناجحة جداً في أوروبا وأمريكا.

              ومع أن المكان الطبيعي لمناقشة مثل هذه الأمور هو محكمة لاهاي الدولية، حيث يمكن هناك تقديم القضية مع أدلتها التاريخية إن كانت موجودة فإن الأرمن يتهربون دائماً من هذا الخيار ويتجنبونه، لأنهم يعلمون أنهم لا يملكون أي وثيقة تاريخية، لذا نراهم يفضلون القيام بالضغط السياسي في المجالس البرلمانية من قبل اللوبيات الأرمنية القوية في الولايات المتحدة وأوروبا، وهذه ليست أماكن لحسم القضايا التاريخية أوتقدم فيها الوثائق والأدلة. وليس النواب مؤهلين أو مختصين لمناقشة التاريخ وإصدار الأحكام حول حوادثه، وقد تبين هذا الأمر بكل وضوح في النقاش التلفازي الحي الذي جرى يوم 25-1-2001 في إحدى القنوات التركية بين مؤرخين ومفكرين أتراك وأربعة من النواب الفرنسيين الذين ساندوا قرار الاعتراف بوقوع تطهير عرقي للأرمن واستمر النقاش ما يقارب خمس ساعات، وقد تبين أن أولئك النواب يجهلون التاريخ وأن معلوماتهم عنه سطحية. وعندما طلب المذيع أن يبرز أي واحد منهم وثيقة تاريخية حول وقوع التطهير العرقي عجزوا عنه وبرروا العجز بأنهم ليسوا مؤرخين.

              تعليق


              • #8
                جزاك الله خيرا على المعلومات الهامة والخطيرة وعلى تفنيد هذه الشبهة والإفتراء
                الحملات الصليبية مازالت مستمرة ونحن المسلمين لا نعلم
                زوروا التاريخ وجعلونا نصدقه
                هاجمو تاريخ الدولة العثمانية ولكن المحصلة النهائية ان الهجوم على الدولة العثمانية هو هجوم مبطن على الاسلام والمسلمين
                لكن هيهات ... فالحق يظهر دائما....
                ادعو الله يثبتنا على الاسلام وان ينصرنا على اعداء الاسلام
                لي عدوة لطرح مداخلة توضيحية

                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                تعليق


                • #9
                  مذبحة الارمن ..ابادة ام حرب اهلية؟
                  عاش الارمن منذ القرن الحادي عشر في ظل إمارات تركيا المتعاقبة كان اخرها الإمبراطورية العثمانية، وقد اعترف بهم العثمانيون كملة منفصلة كاملة الحقوق. وبحلول القرن التاسع عشر أصبحت الدولة العثمانية أكثر تأخرا من غيرها من الدول الأوروبية حتى أنها لقبت ب-"رجل أوروبا العجوز". وقد نالت خلال هذه العديد من الشعوب التي كانت استقلالها منها كاليونان والرومانيون والصرب والبلغار. كما ظهرت حركات انفصالية بين سكانها العرب والأرمن والبوسنيين مع أدى إلا ردود فعل عنيفة ضدهم..

                  يتهم عبد الحميد الثاني بكونه أول من بدأ بتنفيذ المجازر بحق الأرمن وغيرهم من المسيحيين الذين كانوا تحت حكم الدولة العثمانية. ففي عهده نفذت المجازر الحميدية حيث قتل مئات الآلاف من الأرمن واليونانيين والآشوريين لأسباب اقتصادية ودينية متتعدة. بدأت عمليات التصفية بين سنتي 1894-1896 وهي المعروفة بالمجازر الحميدية. كما قام عبد الحميد الثاني بإثارة القبائل الكردية لكي يهاجموا القرى المسيحية في تلك الأنحاء.

                  قام أحد أفراد منظمة الطاشناق بمحاولة فاشلة لاغتيال اغتيال السلطان عام 1905 بتفجير عربة عند خروجه من مسجد, ولكن السلطان عفا عنه. أدت هذه الحادثة والأنقلاب على حركة تركيا الفتاة في 1908 إلى مجازر أخرى في قيليقية كمجزرة أضنة التي راح ضحيتها حوالي 30,000 أرمني.

                  مع نشوب الحرب العالمية الاولى تطلعت العديد من الشعوب التي كانت خاضعة لسيطرة الدولة العثمانية عليها في نيل الاستقلال وتشكيل بلد قومي لها وكان الارمن من ضمن هذه الشعوب التي كان لها تطلعات بإنشاء وطن قومي وفي عام 1915 م قامت جيوش الامبراطورية الروسية بالزحف نحو الدولة العثمانية واحتلت جوله ميرك و نيروه وفرشين التي تقع حاليا في جنوب شرق تركيا واتجهت القوات الروسية بعد احتلالها هذه المناطق إلى مدينة العمادية . وفي اوائل شهر ايار من سنة 1916 زخفت القوات الروسية بقيادة الجنرال جيورونزبوف نحو بلدة راوندوز تصحبها اربعة افواج من المتطوعين الارمن والنساطرة وفي الثالث عشر من الشهر نفسه احتلت هذه القوات للبلدة و قامت القوات الروسية تساندها الوحدات الارمنية والنساطرة باحتلال بلدة خانقين وقد قامت القوات الارمنية بقتل خمسة آلاف من اهالي راوندوز وخانقين والمناطق المجاورة لهما بسبب كون هذه المناطق قد انحازت لجانب الدولة العثمانية في تصدي الهجوم الروسي على هذه المناطق وقد قامت هذه القوات بمصادرة كل المواشي والمحاصيل الزراعية وقد استمر إحتلال القوات الروسية والارمنية للمنطقة إلى قيام ثورة أكتوبر في روسيا في عام 1917 م . وقد ادى انتشار اخبار المجازر التي قامت بها الوحدات الارمنية التي كانت تحت امرة الجيش الروسي بالمناطق الكردية إلى نزوح السكان من بلدة فان وماجاورها إلى المناطق الجنوبية كالعمادية وزاخو ودهوك والموصل وغيرها من المدن والمناطق الامنة

                  يتفق معظم المؤرخين على أن عدد القتلى من الأرمن تجاوز المليون. غير أن الحكومة التركية وبعض المؤرخين الأتراك يشيرون إلى مقتل 300,000 آلاف أرمني فقط، بينما تشير مصادر ارمنية إلى سقوط أكثر من مليون ونصف أرمني بالإضافة إلى مئات الآلاف من الآشوريين/السريان/الكلدان واليونان البنطيين.

                  بسبب هذه المذابح هاجر الأرمن إلى العديد من دول العالم من ضمنهم أرمن سوريا، لبنان، مصر، العراق. ولا يزال الأرمن يحيون تلك الذكرى في 24 أبريل \ نيسان من كل عام. وحتى الآن لا تعترف دولة تركيا بهذه المذبحة.

                  وتثير هذه الرواية حساسية مفرطة لدى الاتراك الذين ينفون وقوع مذابح للارمن ويرون ان ما جرى هو حرب اهلية قتل فيها 200 ألف ارمني ومثلهم من الاتراك ويطالبون بتشكيل لجنة تاريخية محايدة لفحص الوثائق المتعلقة بهذه الحرب.

                  حيث كان اخرها رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بشدة دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تركيا الى الاعتراف برواية ابادة الارمن على ايدي الاتراك ابان الحرب العالمية.

                  ووجه اردوغان في اجتماع مع الكتلة البرلمانية لحزبه الحاكم انتقادات لاذعة لساركوزي لاستخدامه ما اسماه ب"خطابين مزدوجين" عند التحدث مع تركيا وارمينيا وقال "هذه ليست قيادة سياسية ..فالسياسة قبل كل شيء تتطلب المصداقية".

                  ودعا اردوغان ساركوزي الى التحلي بالصدق بدلا من "التواري وراء اغراض انتخابية" متهما اياه بدغدغة مشاعر الجالية الارمينية في فرنسا مع قرب الانتخابات العامة الفرنسية العام المقبل.

                  وكان ساركوزي قد دعا انقرة خلال زيارة للعاصمة الارمينية (يريفان) الاسبوع الماضي الى الاعتراف بتعرض 5ر1 مليون ارمني لمذبحة على ايدي الاتراك في عام 1915 ابان العهد العثماني وقال انه "مضى من الوقت من يكفي للاعتراف بهذه الرواية".

                  واتهم اردوغان الرئيس الفرنسي باستغلال هذه الرواية المزعومة لكسب ود الارمن في فرنسا والبالغ عددهم حوالي 600 ألف نسمة وقال انه "يتعين على رجال السياسة التفكير بتلبية احتياجات الاجيال القادمة وليس الانتخابات المقبلة".

                  وكان الرئيس ساركوزي قد اطلق تصريحات عدة في هذا الاطار اثارت المسؤولين الاتراك كان آخرها تقديم مشروع الى البرلمان الفرنسي لادانة من ينفي صحة رواية ابادة الارمن.

                  ولقد أكد الشيخ العلامة يوسف القرضاوي وقوفه الى جانب تركيا ضد قرار البرلمان الفرنسي الخاص بتجريم إنكار "مزاعم" المذبحة ضد أرمن الاناضول إبان الحكم العثماني.

                  جاء ذلك خلال وعظ خصص القسم الاكبر منه لموضوع القرار الفرنسي الخاص بما يسمى بتجريم إنكار "الإبادة العرقية ضد الارمن عام 1915" وذلك في مسجد "محمد بن عبدالوهاب" بدولة قطر.

                  وندد القرضاوي بقرار مجلس النواب الفرنسي داعيا كافة المسلمين إلى التضامن مع تركيا ودعمها في هذا المجال.
                  وأضاف:" يعد القرار الذي صادق عليه البرلمان الفرنسي إهانة كبيرة لتركيا, وكذب وإفتراء موجه ضد « التاريخ المجيد » للخلافة العثمانية" مشددا على وقوفه الى جانب الاتراك.

                  تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                  قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                  "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                  وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                  تعليق


                  • #10
                    نستعرض لكم مصادر واراء متعددة حول القضية:


                    عندما دخل الإنجليز إلى إسطنبول محتلين في 13 تشرين الثاني من سنة 1919،أثاروا المسألة الأرمنية، وقبضوا على عدد من القادة الأتراك لمحاكمتهم غير أن معظم المتهمين هرب أو اختفى فحكم عليهم بالإعدام غيابيا، ولم يتم إعدام سوى حاكم يوزغت الذي أثم بإبادة مئات الأرمن في بلدته

                    ومن هاهنا ننقل لكم ما كتبه كريستيان شميت هوما :

                    إلى اليوم تخفي تركيا إبادة الأرمن من قبل 90 عاما ًتلك الإبادة التي أتت على أكثر من مليون أرمني .
                    كذلك ألمانيا تحبذ الصمت بخصوص إبادة الشعوب .
                    الكاتب كريستيان شميت ـ هويا


                    في البداية كانت الجنة . هكذا كانت بالنسبة لـ يوكهابر دريازويان ، كان ذلك في عام 1901 ، مكان ولادتها في أطراف جبال طوروس التركية، كان يسمى زيتون بالأرمنية .
                    في قرية زيتون غنى المرء كثيراً , تلك الأغنية القديمة التي كان يعرفها كل الأرمن: " الأبطال المدافعين عن القلعة ".
                    يوكهابر التي كانت تتابع دراستها العليا، كان لها أربع أخوة وأربع أخوات . كان الأطفال يلعبون في الحدائق الثلاث المحيطة بالبيت . في مواسم قطاف العنب، كانوا يمرحون في حدائق النبيذ. الأب كان تاجراً .
                    اليوم تحمل قرية الزيتون اسماً تركيا، سليمانلي، ولم يعد يوجد هناك منذ 90 عاماً، أيا من الأرمن، أولئك الأرمن الذين أسسوا وطوروا المكان ، و كان الفلاحون الأتراك زبائنهم.
                    في ربيع 1915 وصل أتراك آخرون، " الجند رمة " طردوا العائلة ، وكل الجيران الأرمن من بيوتهم ، عبر السهوب والطرق الوعرة والمقفرة، حيث لا ظل ولا شجر، عبر الوديان الجبلية، دون أدنى رعاية، أو مأوى، في النهازات الحارقة والليالي الباردة .
                    عندما وصلت القافلة إلى نهر الخابور " يقع الآن في سوريا " أمر الجند رمة الرجال في الموكب، بالنزول إلى الماء ،حيث أخذهم الموج فوراً , الجند رمة كانوا يعرفون، أن ليس لهؤلاء طاقة على السباحة . النساء ولأطفال تابعوا طريقهم بعيداً إلى المجهول . أو" الهجرة" حسب ما هو دارج في اللغة التركية حتى اليوم لوصف الإبادة تلك .
                    يوكهابر، التي فقدت كل أقربائها في الطريق، حكت شهادتها تلك في 14 أيار 1989 في باريس، المحطة الأخيرة ل "هجرتها"! .
                    تقول : تم جلبنا إلى الشدادة، " مدينة سورية " إلى جهنم , جهنم هذه ، كان لها فتحة بحجم طاولة، ولكنها في الأسفل كانت بحجم غرفة إلى غرفتين . كانوا يمسكون بالنساء كالأكياس، يشعلون النار بأطراف ثيابهن و يرمون بهن إلى الأسفل . الكل يصرخ ، يستغيث. عندما صرت في الداخل ، قفزت لأجد نفسي جريحة مرتجفة في إحدى زوايا جهنم، وغبت عن الوعي . في اليوم التالي أتى الرجال إلى جهنم، لم يكونوا هذه المرة أتراكاً وإنما عرباً . كانوا يبحثون عن الذهب، لقد رأيت بعيني كيف كانوا ــ لاعتقادهم بان النساء ربما يكن قد بلعن بعض القروش الذهبية ــ يبقرون بطونهن. قذفوني من زاوية إلى أخرى، صرخوا في وجهي، تعري تعري .
                    عندما توسلت مراراً وتكراراً، بأنني لا أملك شيئا،ً ولم أكل أو أشرب منذ أيام . دخلت الرحمة إلى قلب أحد الرجال . وتدلى أحدهم إلى الأسفل بحبل، ليخرجني من جهنم. في الخارج كانت تنتشر جثث النساء والأطفال المبقورة بطونهم.
                    وعندما أصبحت لهم، أخذوني خفية عن عيون الجندرمة الأتراك، في المنزل حضنتني أمهم باكية، وقبلتني .... لقد كنت الناجية الوحيدة من جهنم .
                    آرام جورجيان من سيباستيا " سامسون"، كان يبلغ من العمر 10 سنيين، عندما تم طرد العائلة نحو محطات الموت، التي روى عنها في 17 أيلول 1989 نهاراً بكامله ، في منزله في باريس.
                    .... حتى الاَن، كان يرافقنا أربعة إلى خمسة من الجندرمة، من مدينة إلى أخرى، يتم تبديلهم . لكنهم اختفوا في هذا اليوم . حيث تمت متابعة طردنا من قبل الأكراد، إلى حقل، كان يجب أن ننام فيه. عندما بزغ الفجر
                    استيقظنا على صرخات الخوف والاستغاثة , حيث أختفى كل الذين كانوا على أطراف القافلة، وعلى الخصوص الفتيات . العصابة فعلت كل شيء، للحصول على ما كانت تعتقد بوجوده من قطع ذهبية معنا . قطعوا الرؤوس , بقروا البطون , الذين بقوا أحياء تركوهم عراة كما ولدتهم أمهاتهم .
                    أخذوا أيضاً أخواتي الصغيرات معهم، . ابزوهي 14 عاماً , ساروهي 15 عاماً، أمي وأنا، كنا ً عراة تماماً، الكل الكل عراة .
                    عندما عبرنا الفرات، دفنا أختي الصغيرة سيرفات في الرمل . كانت الوحيدة من عائلتنا التي استطعنا أثناء مسيرة الموت دفنها .
                    تابعنا السير نهاراً كاملاً ونحن عراة، الاَن لا يوجد أحد يأمرنا أو يدلنا على الطريق . تابعنا المسير لوحدنا، حيث وصلنا إلى بئر كان رجل يغرف الماء منه, كنا عطشى , توسلت أمي وتضرعت إليه، أن يتركنا نشرب الماء . قال أن الماء هو لحيواناته , استمرت أمي بالتوسل , نظر الرجل إلي وقال إذا أعطيتني هذا الصبي أترككم تشربون الماء. وافقت أمي فوراً حتى نستطيع شرب الماء .
                    شهادات يوغهابر وارام لم تنشر إلى اليوم . معهد بحوث التهجير وإبادة الجنس في جامعة بوخوم، يحتفظ به مع 138شهادة أخرى، أدلى بها الناجون من المذابح .
                    ميهران دباغ مديرة المعهد، وإحدى أطفال الناجين من المذبحة، قامت بتوثيق هذه المقابلات، مع آخر الشهود اللذين عاشوا المذبحة. وذلك فيما بين الأعوام 1988ـ1996. تعتبر هي وكل الأرمن اللذين يعيشون في المنافي اليوم، أن المذابح بدأت في 24 نيسان 1915 قبل 90 عاماً .
                    إن الطرد والإبادة المنظمة التي طالت على أقل تقدير مليون إنسان، تحت ظلال الحرب العالمية الأولى كانت البداية الدولتية لتشريد وقتل الشعوب وتنظيف الدولة من الأثنيات والأقليات في القرن العشرين .
                    يصف الأرمن ما جرى بكلمة أرمنية : "اغهيت" وتعني الجريمة التي يرتكبها الغرباء، والتي تحطم الذات وتعدمه .
                    الأجانب اللذين تطرقوا إلى المذبحة الأرمنية في نهايات القرن ،19 استخدموا لأول مرة في وصف الجريمة كلمة الهولوكوست .
                    هكذا كتبت عضوة البعثة الأمريكية كورينا شاتوك، والتي عاشت العام 1895 في مدينة أورفا عندما وصفت كيف تم حرق الأرمن الملاحقين في إحدى الكنائس، في رسالة لأختها .

                    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                    تعليق


                    • #11
                      وفي العام 1933 وصف الشاعر اليهودي فرانس فرفل في روايته ، أربعون يوما في جبل موسى ، قافلة الموت الأرمنية ، بنبؤة ب معسكر الموت المتنقل.
                      أما تركيا وعبر كل حلقات سلطاتها الحاكمة حتى اليوم، فقد أنكرت بشكل قاطع ، بأن ما وقع هو قتل جماعي أو إبادة للجنس البشرى . لماذا ؟!!.
                      لأن الإبادة والقتل ، مسائل متداخلة بشكل وثيق مع تحديث وتطوير الدولة التركية، كما تقول ميهران دباغ.
                      إن ذلك حدث مباشرة على مشارف التاريخ الحديث ، عند تحول السلطنة العثمانية المتعددة الأثنيات، إلى دولة قومية بأيديولوجية تركية. المؤرخ التركي تانر أكشام، من معهد الأبحاث الاجتماعية في هامبورغ سابقا، والعامل حاليا في جامعة مينوسيتا أوضح ذلك بقوله: إن وصــم مؤسسي الدولة التركية الحديثة، والذين يقدرون كأبطال اليوم، كمجموعة من الأشرار، يمكن أن يضع شرعية الدولة موضع التساؤل . لذلك، تدعي هذه الدولة منذ عشرات السنيين بأن الهجرة، كانت ضرورة عسكرية مشروعة في الحرب ضد روسيا والقوى العظمى إنكلترا وفرنسا . وأن الأرمن في تلك الظروف كانوا أقلية من الانفصاليين يسعون لوضع أنفسهم وقواهم في خدمة روسيا .
                      هذه التبرير الذي تسوقه أنقرة الآن ، من خلال مقترحها الأخير ،والذي يستهدف كسب الوقت أولا ، والمتضمن تشكيل لجنة، تضم ممثلي مختلف الأطراف،من المؤرخين، لدراسة الدلائل والوثائق التاريخية المحيطة بالأحداث وفحصها بشكل جاد، ورصين. في مقابلة ل محمد علي ارتم جيلكن السفير التركي في برلين مع جريدة الدي تسايت يقول : إنه آمر مخل بالمصداقية، في موضوع يختلف فيه المؤرخين، إن يتم إجبار تركيا على الاعتراف بارتكاب جريمة غير مؤكدة . إذا كان الأرمن يعتقدون بأن تركيا،و بسبب دخولها الاتحاد الأوربي ستفعل ذلك فهم مخطئون .
                      المعلمون الأتراك ملزمين بإنكار الإبادة الأرمنية .
                      عندما تصف دولة ما أو هيئة، المذبحة على إنها إبادة جماعية، ترد عضوة حلف الناتو، تركيا، حتى اليوم بنفس الشكل: إن ملابسات الحرب قد تم إيضاحها.هكذا يقول المؤرخ فولفغانغ بنتس .
                      أربعة وعشرين دولة، منها فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا , اعتبرت المذبحة، جينوسيد ـ جريمة ضد الانسانية ـ وأدانتها، وتلقت على أثر ذلك ردود فعل سريعة من تركيا . ألمانيا لم تقم بذلك . مع أمريكا وإسرائيل، تكون ألمانيا الاتحادية من تلك المجموعة، التي تعتبر رسميا،ً انه لم يكن هناك مذبحة، ولا توجد بالنسبة لها الكذبة الأرمنية . الحزب الاشتراكي الديمقراطي " الحاكم الآن " يخاف من فقدان أصوات المواطنين الأتراك، الذين يشكلون جزء تقليدياً من قاعدته الانتخابية . الدولة، لا تريد تعريض السلام الداخلي مع مواطنيها الأتراك لمخاطر.
                      كان مستهجنا بالنسبة للسفارة التركية، أن تذكر ولاية براندنبورغ في مناهج التاريخ الألماني ، في معرض شرح النتائج المأسوية للحرب : الطرد ـ القتل الجماعي. وعلى سبيل المثال، الإبادة الجماعية للشعب الأرمني في أسيا الصغرى. هذه الجملة التي اعتبرت بمثابة ضربة حقيقية للدولة التركية، مما استدعى تدخل الدبلوماسية التركية في الموضوع.
                      على الأقل بالنسبة لتدريس التاريخ ،هكذا هو الأمر، حيث وجه وزير التربية التركي ، كل مد راء المدارس بتاريخ 14 نيسان 2003 إن يلزموا طلابهم، بإنكار وقوع المذابح الأرمنية .
                      البرلمان الفرنسي أعترف في سنة 2001 بالمجازر الأرمنية، بشكل رسمي، مما استجر مباشرة، ردود فعل تركية حادة، حيث تم سحب السفير التركي بشكل مؤقت، وتمت الدعوة إلى مقاطعة البضائع الفرنسية . وتم سحب تعهدات من الشركات الفرنسية بمئات الملايين من الدولارات . حتى سائقي التاكسي لم يعد ينقلون السياح الفرنسيين، كذلك بالنسبة لشركات النقل الجوي وخدماتها .
                      إسرائيل أيضاً تلقت ضغوطاً تركية، عندما أرادت إدراج المذابح في الكتب المدرسية ، لكن الحكومة سحبت المشروع. في العيد الوطني لإسرائيل عام 2003 ، دعي أحد رجال الدين الأرمن لحضور الاحتفال في القدس . زعقت أنقرة مرة أخرى فما كانت من الحكومة الإسرائيلية أن ألغت من بروشور الاحتفال الأسطر التي تقول بأن أجداد الراهب هم من الناجين من المجازر .
                      في عام 2001 ، أدت الاحتجاجات التركية إلى سحب مشروع قرار من الكونغرس، كان يعتبر أحداث 1915 بمثابة إبادة جماعية . الرئيس كلينتون سحب المشروع في اللحظة الأخيرة، بالنظر إلى المصالح القومية الأميركية كما قال .


                      يتبع

                      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                      تعليق


                      • #12
                        الحكومة التركية هددت بإغلاق قاعدة إنجرليك أمام الطيران الأمريكية .

                        في بداية التسعينيات، تمكنت الدبلوماسية التركية، وبمساعدة إسرائيل والمنظمات اليهودية الأميركية ذات المصلحة، من إلغاء ما كان مخطط له منذ البداية، بإدراج جناح للمجازر الأرمنية في متحف الهولوكوست في واشنطن بعد ما كان الجناح جاهزاً بكل تفاصيله .
                        ادوارد لاينتال، كتب فيما بعد في كتابه عن متحف الهلوكوست : الساسة الأمريكيون، لم يتوقفوا عند ان هناك، حيث اصطدم أحياء ذكريات تاريخية مع الضرورات المصلحية، لإرضاء الشريك ، عضو الناتو قد ألقى على متحف الهولوكوست بظلال ثقيلة .
                        البرلمان الأوربي أعتبر في تموز 1987 "إن الأحداث التراجيدية لأعوام 1915 ـ1917 ، هي عملية إبادة جماعية، استناداً إلى معايير اتفاقية الأمم المتحدة في 1948".
                        وربط انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي، على اعتراف تركيا بالمذابح الجماعية للأرمن، ولكن بدون ترتيب تبعات سياسية أو قانونية أو مادية تبعاً لذلك الاعتراف .
                        أبدت أنقرة غضبها، ولكنها أبدت استعدادها ، لإقامة اتصالات مع المنظمات الأرمنية غير الحكومية ، وعلى نفس السوية. هذا ما أرضى البرلمانيين الأوربيين ، ودفع إلى سحب ذلك الاقتراح بالربط بين دخول تركيا وموقفها من الإبادة تلك .
                        قبل أيام قليلة ، أضطر الكاتب التركي أورهان باموك، إلى إلغاء زيارته المقترحة إلى ألمانيا، لإلقاء محاضرات ثقافية . بعد تلقيه تهديدات بالقتل، هو وكل المدافعين عنه، لأنه قال في مقابلة مع جريدة تاغز تسايتونغ السويسرية : قتل هنا ثلاثين ألفاً من الأكراد وما يقارب مليون أرمني ولا يوجد تقريباً أحد يتجرأ على ذكر ذلك " واعتبرته الصحافة التركية خائناًن مما أد إلى اعتزاله الحياة العامة .
                        وعندما تقدمت كتلة الديمقراطية المسيحية قبل فترة باقتراح مناقشة المذابح الأرمنية في البرلمان ، والاعتذار عن الدور الألماني فيها، ومع أن المقترح لم يستخدم كلمة المذبحة، إلا أن السفير التركي في برلين، رد بتهديد مبطن، من أن هذا الاتهام الشائن، ونبش التاريخ التركي بهذه الطريقة، سيؤدي إلى إغضاب مواطنينا الأتراك المقيمين في ألمانيا .لا أحد يريد ذلك. عندما تؤدي ذكر الوقائع التاريخية إلى إغضاب المواطنين الأتراك، هذا يعني أن الدولة تمنع مواطنيها من الإطلاع على جزء من تاريخه .
                        في تركيا اليوم، يعيش الجيل الرابع بعد زمن التراجيديا الأرمنية، جيل ليس لديه آية معلومات عن الأحداث . ولكن يوجد بعض الجريئين في المجتمع المدني ، يحاولون إضاءة الزوايا المعتمة في الذاكرة الجماعية والحوار بدون خجل أو إكراه حول المسألة الأرمنية لكن الدولة تقف كالعادة في مواجهتهم .

                        يتبع

                        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                        تعليق


                        • #13
                          بعض منظمي الجريمة أصبحوا فيما بعد مسؤولين في الحكومة

                          كلما اقتربت تركيا من قلب أوربا، يزداد الشقاق والبعد عن الذاكرة الضائعة للبلاد، كما البعد عن الذاكرة الثقافية للجيران الغربيين . لم يظهر قبل الآن بهذه القوة، حاجة أوربا الماسة إلى التخلي عن القراءات الخاطئة للتاريخ، لكي تستطيع الدفاع عن قيمها، كما في هذه السنة الأخيرة.( يشير الكاتب هنا إلى موضوع إقرار دستور الاتحاد الأوربي) .
                          لإعادة إنتاج هذه القيم، وإنقاذها، تملك تركيا الكثير من المساهمات التي لا تنسى .
                          عندما طرد الأسبان الكاثوليك، اليهود، في 1492 احتضنتهم السلطنة العثمانية. ودخل الكثير من البوسنين، الذين لاحقتهم الكنيسة الكاثوليكية، بشكل دموي إلى الإسلام، حيث وفرت لهم السلطة العثمانية الأمان والطمأنينة . البعض من أحفاد هؤلاء ، كانوا ضحايا أحدث مذبحة بشرية في ساربرتتسا في أوربا، على يد "المسيحيين" الصرب .
                          عن حــق كتب فولتير : يحكم الشعب التركي الكبير، اكثر من عشرين قومية، بديانات مختلفة بشكل سلمي . ويمكن للمسيحيين أن يتعلموا منهم، كيف يكون المنتصر سمحا وشهما .
                          وعندما وقفت تركيا على الحياد في الحرب العالمية الثانية، استطاع الكثير من المهاجرين الألمان، أن يجدوا هناك الحماية والأمان .
                          كيف حصل أنه في العام 1915 تم تخريب هذا التراث ؟!.
                          بادئ ذي بدء، لم يكن الإسلام هو الذي دفع إلى المذابح الأرمنية، الكثير من المسلمين أخفوا جيرانهم المسيحيين عندهم . لقد وجد الجنرال العثماني محمود جميل نفسه مجبراً، أن يصدر أمراً بتعليق كل مسلم أمام بيته، فيما لو أنه أنقذ أرمنياً .
                          الطبقة التركية العليا كانت خائفة من انهيار السلطنة العثمانية، والقوى الكبرى كانت تتربص للحصول على تركة الرجل المريض . تفسير أنقرة الرسمي للتراجيديا، يعيد الأحداث إلى ظروف الحرب على جبهة القوقاز، لكنها تنسى أن القضاء العسكري التركي قد أجاب على هذا السؤال بتجريم الجناة .
                          في 3 آذار 1919 ، أسس السلطان أول محكمة في التاريخ ، لمحاكمة المجرمين ضد الإنسانية . محكمة استنبول هذه، والتي أتت تحت ضغط القوى الكبرى، فرنسا وإنكلترا آنذاك ، وبالعكس من محاكمات نيرنينبورغ، تــم الحكم فيها وفــق القانون العثماني .
                          الاتهام رفض كل المبررات التي تقول: بأن وضع الحرب على الجبهة الشرقية كان سبباً لهجير الأرمن من مدن غرب تركيا . وأثبتت المحكمة، بأن لا الضرورات العسكرية، ولا الأحوال الاستثنائية ، كانت تستدعي هذا التهجير و الطرد .
                          أيضا ادعاءات أنقرة اليوم، بأن أرشيف الحكومة آنذاك، لا يحتوي على أية أوامر بالقتل والإبادة ،لا بل انه كان يتضمن توجيهات للإدارات العثمانية ، بتأمين الحماية والإمدادات للمهاجرين ، قد فندتها المحكمة آنذاك . بان منظم التهجير، وزير الداخلية طلعت باشا، ولإخفاء المسؤولية عن ذلك، كان يستخدم دفتراً للأوامر السرية لهذه الغاية . في الأوامر الرسمية، كان يوصي بحماية ورعاية المهجرين، وبعقوبات قاسية للذين يتعرضون لهم بالأذى . ولكن الأوامر الحقيقية، كانت تأتى من المبعوثين الخاصين، الذين أوفدهم إلى المناطق، للقيام بهذه المهمة .
                          في 1919 لم يكن قد ظهر بعد، مصطلح الإبادة الجماعية أو الجينوسيد , لكن الاتهام أستخدم تعبيراً رديفاً لذلك آنذاك " قتل الشعب بالكامل " . وبسبب ذلك، وفي ثلاث قضايا في محكمة استنبول تم إصدار 17 حكماً بالإعدام ثلاثة منها بشكل قطعي. بحق هؤلاء الذين يعدون اليوم أبطالاً .
                          القيادة التركية الفتية، والتي حكم عليها غيابياً بهذه الأحكام ، وزير الداخلية طلعت باشا ،ووزير الحربية أنور باشا، هربوا في تشرين الثاني 1918 في عنبر سفينة ألمانية إلى الخارج . طلعت قتل في برلين، في 1921 على يـد طالب كان قد فقد كل عائلته في مسيرة الموت تلك , وانور قتل في أب 1922 في أواسط آسيا في اشتباك مع أحد الفرق البلشفية .
                          هكذا قضت القيادة التركية الفتية ، والتي كانت تنتمي إلى مدرسة متراصة متشددة، استمرت لقرن كامل . هذه المدرسة التي أرادت تحديث السلطنة القديمة، وفق الأفكار الأوربية الحديثة , منظمتهم " جمعية الاتحاد والترقي، كانت تبحث لدى المفكرين البارزين أمثال غوستاف لوبن والداروينية، عن مشروعية حكمها، لكي تصقل السلطنة العثمانية في مجتمع ودولة تركية متجانسة ، اسمته " وطن " .
                          رسالتها، هي ما تسميه توران، وتعني توحيد جميع الشعوب، ذات اللغة التركية في أواسط أسيا. هذا الهدف هو الذي جر تركيا للوقوف إلى جانب ألمانيا والنمسا في الحرب العالمية الإولى .
                          إفناء أو استئصال الأرمن ــ كما وصفتها محكمة استنبول ــ كانت عبارة عن تنظيف السلطنة من الأثنيات القومية ، لجعل إمكانية قيام دولة تركية حديثة، إمكانية واقعية , لكن لم يسمح للقضاء التركي البحث عن الحقيقة آنذاك مطولاً . حيث بدأت بالفعل ،عملية تحويل السلطنة إلى دولة حديثة ، بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة،و بأيدٍ حديدية، ولكن ليس بنفس الدرجة من العنف والقتل. لذلك يعتبر كمال مصطفى ، والذي تم تكريمه بتسميته أتاتورك " أبو الأتراك "، عن حق في كتب التاريخ، بمؤسس ومبدع تركيا الحديثة.
                          ولكن الذي لا يعلمه الجيل الحالي في تركيا، انه في 24 نيسان 1923 وبعد يوم واحد من تأسيس أول برلمان لتركيا الحديثة ، أدان كمال أتاتورك إبادة الأرمن ، واعتبره عملاً مخزياً ولو أنه أردفه بأنه عمل مخـزٍ من الماضي .
                          .بعد ذلك بقليل، أحتل العديد من مدبري المجازر مواقع قيادية في حركته القومية، وحكومته الجديدة .

                          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                          تعليق


                          • #14
                            من وسط حالة اليأس والضياع، خرجت المجموعات الإرهابية الأرمنية منذ العام 1973

                            هكذا يبين المؤرخ التركي أكجام، أن شكري كايا وزير الداخلية، فيما بين الأعوام1927-1938، كان يحتل دوراً مركزيا في قيادة عملية تهجير الأرمن .
                            مصطفى عبد الخالق، قائد منطقة حلب، والذي عمل بدون رحمة في إبادة الأرمن، كما قال القنصل الألماني فالتر روسلا، اصبح بالتتالي ، وزيراً للمالية، فالتربية،ثم وزيراً للدفاع . توفيق روشتو، الذي أوصل الإبادة إلى ذرى عالية، بقي من 1925الى1938 وزيراً للخارجية . هذه الأمثلة وغيرها، توضح لماذا كان ومازال العسكريون في مقدمة حماة الكمالية . ولماذا كان مؤسسي ومدافعي تركيا الحديثة، يرفضون دائما دراسة وبحث وقائع الماضي القريب . ولكن كانت هناك أيضا،ً أوربا، تلك التي غضت الطرف عن ذكر المذبحة في العام 1923 في معاهدة لوزان مع الحكومة التركية القومية الحديثة ، ولم يتم ذكر اية كلمة عن الأرمن. حيث استحالت تركيا إلى جبهة أمامية ضد القوة المتنامية للاتحاد السوفيتي. بعد عقدين من الزمن، أرست الحرب الباردة تركيا، عضواً لا يستغنى عنه في حلف الناتو. هكذا غطت الدبلوماسية على الابادة الجماعية للأرمن.
                            من حالة الضياع واليأس، خرجت المجموعات الإرهابية الأرمنية، منذ العام 1973 . والتي حاولت بقتلها الدبلوماسيين الأتراك، حتى الثمانينيات ، أن توصل قضيتها وتجعل من نفسها ممثلة لها . لكن الوضع العالمي كان محبطاً، وأدت هذه العمليات إلى تقوية الجانب التركي ، ولذلك لم تجد هذه المجموعات ، دعماً قوياً من الدياسبورا الأرمنية في الخارج.
                            ما كان محبطاً حقا،ً وغير محسوب بالنسبة لأحفاد الناجين، هو أن إسرائيل لم تعترف بأول إبادة جماعية في القرن العشرين كعملية جينوسيد . وذلك عائد للعلاقات العسكرية الوطيدة بينها وبين تركيا من جهة ومن جهة أخرى يجب إبقاء الهلوكوست مثالاً وحيداً في العالم .
                            حتى بالنسبة للمؤرخين الذين اختصوا بدراسة هذا العصر ، بقي الموضوع الأرمني جانبيا،ً لا بل تحول في الواقع إلى تــابــو. كما كتبـت المؤرخة رايا كوهين في إحدى المجلات الفرنسية .
                            لم يكن الأمر دائما هكذا , مع صعود النازية في ألمانية، أصبحت المذابح الأرمنية محوراً مركزياً لدى اليهود حيث كانت بالنسبة لهم، وخاصة ال"أربعون يوماً في جبل موسى" ، صورة ما ينتظرهم في المستقبل. تلك القصة الدراماتيكية للقرى الأرمنية الستة التي هربت، وتحصنت في جبل موسى، مبدية مقاومة يائسة . والتي قارنها فرانس فرفل بما ورد في نصوص التوراة .
                            لم يقرأ كتاب أخر في الغيتو ، كما قرأ كتاب" أربعون يوماً في جبل موسى " ــ جبل موس يقع غرب تركيا بالقرب من البحر
                            المتوسط ـ . الشبان كانوا في مقدمة من قرروا أن يقاوموا، مثل أبطال الرواية ، وبالسلاح حتى اللحظة الأخيرة . لقد كتب في محضر اجتماع للحركة الشبابية درور هالتس في غيتو بياليستوك في شباط 1943 . لم يبق لنا إلا أن نقاوم ، وبأي ثمن ، لنحيل الغيتو إلى جبل موسى آخر

                            زوبور ميتسباكيان ولدت في فالديان، وكانت كهله كالقرن الذي عاشته عندما مضت في 3-29-1988 تروي تاريخها ، والذي لم ينشر هو الآخر بعد . عائلة زوبور كانت تعيش حتى العام 1915 في طرايزون على البحر الأسود، كان والدها يؤمن على السفن . ويصدر أنواع الفستق إلى الغرب . القساوسة الفرنسيون كانوا يدرسون بنت ال15 ربيعاً حتى يوم التهجير . زوبور عاشت مع أمها واخوتها الموت ، عبر الأوبئة والجوع والعطش . تقول: في إحدى المرات، كان قد تجمع قليل من الماء في محل حافر حصان في الطين ، تزاحمنا على شرب نقاط الماء تلك ........ عندما كنا نسير على أحد الجسور، أتت امرأة وبيدها طفل إلي، وسألتني ان كنت أستطيع ان ارمي الطفل في الماء . أخذت الطفل منها، ولكني لم استطع فعل ذلك ، كان الطفل يعاني الجوع والعطش الأمر الذي دفعها للتخلص منه . وصلنا إلى الفرات، غرق الأطفال وراء بعضهم البعض في الماء مثل أكياس مملوءة ....... تابعنا المسير، لقد كنا كالحيوانات . ثم التقينا جنوداً ألمان على أحصنتهم ، عندما لمحونا أداروا رؤوسهم عنا لكي لا يرونا ، لقد كانوا حلفاء تركيا .
                            لا يوجد بلد أخر غاص في مصير الأرمن مثل ألمانيا ، كان المئات من الضباط يساعدون في إدارة عمليات القيادة العامة التركية . بعض الجنرالات ساهموا في تخطيط وتنفيذ التهجير، ولكن الجميع كانوا شهوداً . عبر شبكة قنصلياتها، كانت حكومة الرايخ تتلقى المعلومات عن ما يحصل ، خلال مسيرة الموت والقتل حتى في أبعد وأخر قرية في الأناضول . القناصل أمطروا السفارة في استنبول ووزارة الخارجية ومكتب رئيس الحكومة بصرخات متشككة، أن يتحركوا في وجه القتل الذي يمارسه الحليف التركي . تحت إحدى رسائل السفير باول كراف فولف ، كتب المستشار الألماني آنذاك يتوبالد بيتمان : هدفنا الوحيد هو أن تبقى تركيا حتى نهاية الحرب إلى جانبنا ولا يهم فيما إذا ذهبت الأمة الأرمنية إلى نهايتها أم لا.
                            المستندات الرسمية في أرشيف الدولة، وتقارير المراقبين، والكثير من الدبلوماسيين، توفر الكثير من المنابع المهمة للمؤرخين. أنقرة لا تستطيع هكذا ببساطة اعتبارها بروبوغاندا معادية ، كما هو منشور على موقع السفارة التركية.
                            لقد جلب الجنرال الألماني هانس فون زييكت ، الذي غادر تركيا كآخر مبعوث بعد الهزيمة في الحرب العالمية الأولى ، حقيبة مملوءة بالمستندات العائدة للحزب الحاكم في تركيا آنذاك . والتي تم إتلافها، إما بأوامر رسمية أو خلال الهجمات الجوية في الحرب العالمية الثانية . ومع ذلك توجد المستندات الكافية التي تجعل الوقائع مستوفية لمعايير الإبادة الجماعية وفق إتفاقية جنيف .

                            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                            تعليق


                            • #15
                              تركيا تمارس الدفاع الشرعي عن النفس، كتب آنذاك، الكاتب الألماني كارل مايا.

                              أكثر من آية دولة أخرى، كان يمكن لألمانيا، ومن واجبها بسبب صداقتها الوثيقة مع تركيا، منذ القرن التاسع عشر، أن تساعد الأرمن وتجنبهم ذلك المصير. لقد أصبحت السلطنة في عهد بسمارك، العنوان الأول في السياسة العالمية لألمانيا . وكان بناء خط حديد بغداد مشروعا إمبرياليا، يمكن مقارنته مع القطار المغناطيسي المعلق اليوم.
                              الملاحقة الدموية للمسيحيين الأرمن نهايات القرن التاسع عشر، فجر نقاشا حاميا بين المدافعين عن الانسانية ، مثل رجل الدين يوهانس لوبسيوس ، وبين القوى المحركة للسيطرة العالمية . هكذا صرح الإمبريالي الليبرالي فريدرش نيومان: كان الأهم من المسألة الأرمنية هو مصلحة الشعب الألماني ، ولذلك لم تكن وظيفة ألمانيا الخوض العاطفي في قدر شعب غريب في بلد غريب .
                              بشكل مخزي أدان كارل مايا الأرمن، واعتبرهم مضادين للمصالح القيصرية. الكاتب الذي كان سعيدا بأنه مقروء كما هي جريدة البيلد اليوم ، كتب في إحدى قصصه : حيثما يكون هناك أي خبيث، يكون هناك مخطط للخيانة، ويكون هناك بالتأكيد انف معقوف لأرمني في اللعبة. في أماكن أخرى أيد بشكل غير مباشر المذبحة " لم يكن هناك مخطط ضد الأرمن لكن تركيا مارست دفاعاً شرعياً عن الذات ".
                              في 1882 بدأ الميجور الألماني كولمار فرايهر فون كولتس بتحديث الإدارة والجيش التركي . في 1913 وصلت إلى استنبول بعثة عسكرية، ازداد تعدادها من 70 إلى 800 شخص، إلى 12000مجند خلال الحرب . المستشارين العسكريين، كانوا يستطيعون متابعة كل شيء يوما بيوم، عن ما يجري في البلد . هكذا قال فيما بعد الجنرال عصمت باشا .
                              فون كولتس من 1914 إلى 1916 ، كان في القيادة العامة، للفرقة الاولى والسادسة في الجيش العثماني، واصبح بامر من وزير الحربية انور – تلميذه السابق- مستشاره الشخصي، وكان مكتبه في وزارة الحربية مباشرة .
                              القيادة الرئيسية، للأوامر السرية السياسية والعسكرية، كان القسم الثاني لوزارة الحربية، والتي كانت تنظم وتدير مهمات القوات العسكرية الموازية ، التي تشكلت في آب 1914 من السجناء الذين أطلق سراحهم ومن بعض العشائر الكردية . هذه العصابات استباحت منذ أيلول 1914 القرى الأرمنية ، نهبت، وقتلت الكثير من النساء والأطفال على طرق الموت . في قمة القسم الثاني المذكور كان الضابط الألماني سيفرت .
                              ضابط المدفعية اربهارد فولفسكل حول حي الأرمن في مدينة أورفا إلى خرابات وأتربة، عندما لم تستطع الوحدات التركية إخماد المقاومة اليائسة للأرمن .
                              رئيس السكك الحديدية العثمانية، الضابط بوترشت أعتبر أن أوامر الطرد، ومن ثم التشغيل الإجباري لآلاف الأرمن في بناء خط حديد بغداد، بأنه كان يعني الموت المؤكد . عـــدو الأرمن الذي لا يرحم من العسكريين الألمان، كان الجنرال فريتز برونزارت فون سيلترورف القائد الفعلي لقوات المشاة العثمانية . هو الذي أهتم بأدق التفاصيل، حتى تتم عملية التهجير المميتة بدون أية عوائق. إحدى المستندات من 25 تموز 1915 توضح، أنه كان ينظم سوية مع وزير الدفاع، العملية برمتها . انه كان يزدري طلبات المساعدة التي ترد من القنصليات الألمانية.
                              هكذا كان زميله ماكس فون سويبنا ريشتا القنصل الأول في ارضروم، من أوائل الذين وقفوا ضد ما يجري بحق الأرمن، " كانت النساء تلقين بأنفسهن وأطفالهن أمام حصاني، تطلبن المساعدة " هكذا يكتب القنصل، أمام الموقف قام هو بتوزيع الخبز عليهم !!. على حاشية التقرير كتب الجنرال بروتزات : الخبز كان يجب أن يهديه القنصل للجيش التركي . بعد الحرب، قال في ظل تصاعد المد النازي : الأرمن مثل اليهود، خارج وطنهم مشاغبين ، يضرون بعافية البلد الذي يقيمون فيه .
                              لكن كان هناك الكثير من الضباط، وفي المقدمة منهم الدبلوماسيين، الذين وضعوا مستقبلهم الوظيفي وأمنهم الشخصي في خطر، لكي يفتحوا عيون حكومة الرايخ ويرووا لها الحقيقة . هكذا احتج الميجور جنرال أوتو فون لوسوف بنبؤة : انه نوع جديد من القتل المنظم وذلك من خلال تجويع الأمة الأرمنية برمتها .
                              السفير باول غراف فولف أستنجد منذ استلامه مهامه، منذ نهاية 1915 بالمستشار ووزارة الخارجية , كتب في 16 تموز 1916 " لا أحد هنا يملك سلطة لكبح جماح ... الشوفينية والعنصرية .اللجنة تطالب بتقسيم وتدمير ما تبقى من الأرمن " . بعد عشرة أشهر، تم استدعائه بناء على طلبات الحكومة التركية .
                              الدبلوماسيون الألمان كانوا وطنيين بما فيه الكفاية، لكي لا يحاولون أذية حليفهم أو خدش وجهة نظره ، مع ذلك لم يرد في أي من التقارير، أن المقاومة الأرمنية كانت تشكل تهديداً حقيقياً للدولة العثمانية. القنصل الألماني في سامسون كوخ هوف أدان ما يجري : ان الشكل الذي تتم به عملية النفي تتم بنفس الشكل الذي تم به ملاحقة اليهود في أسبانيا والبرتغال.

                              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                              تعليق

                              يعمل...
                              X