إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عندما انتزع العرب اورشليم من ايدي الصليبيين،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عندما انتزع العرب اورشليم من ايدي الصليبيين،

    لاليبيلا، اورشليم الاثيوبية


    عندما انتزع العرب اورشليم من ايدي الصليبيين، اهتز العالم المسيحي بأسره. لم يكن غريبا ان فكرة استعادة المدينة وتحريرها بالقوة هي التي تواردت الى خاطر الجميع في العالم المسيحي آنذاك. غير ان ملك اثيوبيا في ذلك الوقت الانجاشي Lalibela خطرت بباله فكرة اخرى، فكرة لم تخطر ببال احد سابقا، وبالذات: ان يبني اورشليم جديدة في اثيوبيا.

    الجميع سمع عن حضارة مصر الفرعونية، بلاد الإله رع العظيم، غير ان المؤرخ الاول هيرودوتوس اشار ان ابناء حضارة رع إنحدروا الى حوض النيل من اثيوبيا، متتبعين مجرى النيل .

    حوالي عام 400 قبل الميلاد تأسست مملكة اكسوم والتي اصبحت مركزا تجاريا مهما بسرعة. من خلال النيل والموانئ الواقعة على القرن الافريقي انتعشت تجارة العاج والحرير والذهب والاحجار الكريمة، بين الامبراطورية الرومانية واصقاع اسيا. اكسوم انهارت في القرن العاشر، ولكن على انقاضها نمت مملكة اخرى التي تسمى اليوم اثيوبيا.


    عام 1187 سقطت اورشليم في ايدي صلاح الدين. هذا الامر وصل صداه حتى اثيوبيا. الملك لابيلا، تظهر له رؤية تخبره ان عليه بناء اورشليم جديدة في الارض الاثيوبية. منذ تللك اللحظة ينطلق مشروع هائل. على ارض جبلية بركانية حمراء بدء العمال بنحت الكنائس في الضخور. هذه الكنائس اطلق عليها الاسماء المهمة في اورشليم اليهودية المسيحية، حسب الاساطير الدينية النافذة، مثل بيت لحم، وجبراييل وجولغات، والمدينة اصبح اسمها لاليبيلا Lalibela.

    اليوم لانعلم كيف قاموا بتنفيذ المشروع المذهل، ولكن، على الاغلب، بدؤا بنحت صخرة كبيرة لتأخذ الشكل المطلوب. بعد ذلك بدؤا بنحت الابواب والنوافذ، وبالتتدرج حفروا داخل الصخرة الى ان وصلوا الى حفر النقوش والديكورات الداخلية، وكل ذلك في صخرة واحدة.

    اغلب الكنائس جرى بدء نحتهم من سطح الارض " في الاعلى) والى داخل الارض في الاسفل اوالى داخل الجبل، مما جعلهم غير بادين للعيان من على سطح الارض. احسن الامثلة على هذا النمط هو كنيسة Beit Giyorgis, بيت جورجيس، والتي جرى نحتها على شكل صليب يوناني. بيت جوجيس عمقها خمسة عشر متر في اعماق الارض وعرضها اثنى عشر متر. في الفترة التي كانت فيها اثيوبيا تخوض حروب، كانت هذه الكنائس غير ظاهرة لعيون الاعداء.



    المؤرخين غير متفقين على الوقت الذي جرى فيه انجاز هذا المشروع، ولكون الكنائس مبنية في نفس صخر الجبال، فمن غير الممكن قياس عمرهم الحقيقي، لانه ذاته عمر الجبل. البعض يعتقد انهم اقدم من القرن الثاني عشر، وانه من الممكن انه كانت لهم في البداية، وظيفة مختلفة مثل الحصون او سجون، وانه جرى إعادة بناءهم فيما بعد.

    ولكونهم محفورين في داخل الجبل، لايوجد غير السطح الذي يمكن ان يساعدنا لتحديد عمرهم التقريبي. طراز بناء الكنائس مختلف من واحدة الى اخرى، مما يدل على ان عملية البناء جرت على مدى فترة زمنية طويلة. في الداخل نجد ان الديكورات كثيفة، بالموزاييك والايقونات والرموز الدينية. جميع الابنية مرتبطة ببعضها بمنظومة معقدة من الانفاق والسراديب، والمغارات الباردة وممرات المياه الجارية.

    هذه الكنائس لازالت حتى اليوم مسكونة بالقسس والرهبان، وتعلو فيها الاناشيد والترانيم المسيحية، ويسمع بين جدرانها وسراديبها الرطبة والمظلمة، خطوات المصلين. المدينة مقدسة في منظومة اثيوبيا الدينية الارثوذكسية.

    اثيوبيا اصبجت مسيحية منذ القرن الثالث، قبل الامبراطورية الرومانية. ومنذ زمن طويل كان عدد كبير من سكان المدينة من اليهود، الامر الذي يمكن ان يوضح اسباب وصول المسيحية اليها. حسب العهد القديم، التقى ملك اسرائيل بملكة سبأ، التي يفترض انها كانت تقع في اليمن الحالية. الاسطورة الاثيوبية تقول ان الملكة اصبحت حامل بنتيجة اللقاء، وإن هذا الطفل ، مينيليك الاول، هو مؤسس العائلة المالكة الاثيوبية. فيما بعد، عندما قام منيليك بزيارة والده، كانت اسرائيل على شفا الانهيار، ولذلك فقد فضل العديد من اليهود مرافقة منيليك الى مملكته. حسب الاسطورة، حدث ذلك عام 1000 قبل الميلاد.

    بالتأكيد توجد توضيحات اخرى، ولكن عمليا لااحد يعلم من اين اتى اليهود الاثيوبييين الاوائل. من ناحية الشكل لايختلفون على الاطلاق عن السكان المحليين، إذ انهم بنفسهم سكان محليين، ولكن دينهم ذو مضمون يهودي واضح. بسبب المجاعة والتمييز هاجر عدد كبير منهم الى اسرائيل في القرن الماضي.

    في القرن الثاني عشر، وعندما اراد الملك لاليبيلا بناء اورشليم الجديدة، كان معزولا تماما عن بقية العالم المسيحي. الامبراطورية الرومامنية تمزقت في القرن الخامس، وانقطع اتصال اثيوبيا ببقية العالم المسيحي، لتختفي من ذاكرة الاوروبيين. الثقافة الاثيوبية المسيحية وكنائسها تطورت بمعزل عن بقية العالم المسيحي. بسبب ان اثيوبيا كانت محاطة بالاعداء من جميع اطرافها فضلت الانعزال والانقطاع من اجل عدم اثارة انتباه الاخرين واطماعهم اليها، لتظهر ثقافة مسيحية خاصة و مميزة.

    في القرن الثالث اصبحت المسيحية الديانة الرسمية للملكة الاثيوبية، في عهد الملك إيذانا Ezana, والكنيسة تملك بطرياركها الخاص، وعدد اتباعها اليوم حوالي اربعين مليون. على الرغم من ان الكنيسة الاثيوبية ارثوذوكسية، الا انها تختلف ببضعة نقاط عن الكنيسة الارثوذوكسية العالمية. الصلاة لازالت حتى اليوم تجري باللغة السامية كيز geez, وهي لغة ميتة من عصر مملكة اكسوم.

    مدينة لاليبيلا يأتي اليها الحجاج من كل انحاء اثيوبيا، حيث تجري بها احتفالات دينية سنوية. احدى الكنائس مخصصة فقط لكبار رجال الدين ولايدخلها احد غيرهم، وهي الكنيسة التي يدعون انهم يحتفظون فيها بعهد الرب اليهودي. الكنيسة الاثيوبية تدعي انها تملك محمل صحف موسى اليهودي، او " محمل العهد"، حيث جاء به اليهود عندما انتقلوا الى اثيوبيا.

    اثيوبيا تملك مدينة مقدسة اخرى تدعي اكسوم، وهي من بقايا المملكة التاريخية القديمة. في هذه المدينة توجد اقلية مسلمة كبيرة، ومنذ فترة طويلة وهم يحاولون الحصول على سماح لهم ببناء مسجد في المدينة. رجال الدين الاثيوبيين يشيرون بفخر الى انهم وافقوا بكل رحابة صدر على طلب اخوتهم المسلمين بشرط واحد: ان يسمح لهم ببناء كاتدرائية في مكة.

    عندما جاء اليها الاوروبيين الاوائل بالسيف في اليد اليمنى وبالانجيل باليسرى، اكتشفوا مندهشين انهم يقفون امام ثقافة مسيحية اقدم من ثقافتهم. الاسقف البرتغالي Francisco Alvarez, يكتب مندهشا عام 1521 " لااستطيع الاستمرار بوصف كنائسهم، إذ لو استمريت بكتابة المزيد من التفاصيل والوصف لن يصدقني احد عندما اعود الى وطني".



    سبحان الله قل ربي زدني علماً



    [fot1]
    سندباد
    [/fot1]

  • #2
    السلام عليكم
    موضوع جميل وشيق جدا
    عندي حكايه اخرى لسبب بناء تلك المباني
    في الصخر , القصه كما سمعتها تقول
    انه في البلاط الملكي جرت مؤامره على الملك و تم
    سقيه السم للتخلص منه , و اثناء نزعه و صراعه
    رأى انه يدخل الجنه , و لذلك عندما شفي من السم
    طلب ان يتم بناء مباني كتلك التي رأها في الجنه
    اثناء نزاعه المرضي , فخرجت تلك المباني و التي
    حسب زعمهم تشبه مباني الجنه .
    و الله اعلم

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خير



      تعليق


      • #4


        أخي المقصود ،،

        تعليق

        يعمل...
        X