التيمم لكل صلاة


رقم الفتوى (6701)
موضوع الفتوى التيمم لكل صلاة
السؤال س: هل يجوز أن يصلي أكثر من فرض بتيمم واحد؟
الاجابـــة المشهور أن التيمم رافع مؤقت، أي يرتفع معه الحدث حتى يجد الماء فيتوضأ منه، فعلى هذا إذا لم يجد الماء صلى به أكثر من وقت؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الصعيد الطيب طهور أحدكم وإن لم يجد الماء عشر سنين، فإذا وجد الماء فليتق الله وليمس بشرته وقد ذهب أكثر العلماء إلى أن التيمم مبيح غير رافع، ولذلك أوجبوا أن يتيمم لكل صلاة، وأبطلوه بخروج الوقت؛ ولعل ذلك لسهولة استعمال التراب، ووجوده في كل مكان، ولقول الله تعالى: إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ الآية، ثم ذكر بعد ذلك التيمم، فخرج الوضوء لوجود أدلة تبيح أكثر من صلاة بوضوء واحد، ولم توجد تلك الأدلة في التيمم.


ولكن لأن الله ـ جل وعلا ـ أمرنا إذا قمنا إلى الصلاة أن نتوضأ، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ إلى أن قال: فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا وهذا الخطاب متوجه للمكلف في كل صلاة. كل صلاة إذا قام إليها، فإنه يتوضأ فإذا لم يجد ماء تيمم ودلت السنة على أنه إذا لم ينتقض الوضوء، فإنه يصلي الصلاة الثانية بوضوء الأولى، فخرج من دلالة الآية هذه الصورة يعني إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا إذا كان على طهارة فإنه لا يجب عليه التجديد. ولكن التيمم بقي على أصله بأنه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا ما وجدت ماء تغسل فتيمموا فالتيمم ليس مثل الوضوء في ذلك. وهذا القول كما ترى فيه وجاهة من حيث التعليم وإن كان التيمم ليس بمبيح للصلاة وإنما هو رافع للحدث.

لهذا نقول: الأولى هو أن يعمل بما دل عليه هذا الأثر وإن كان ضعيفا جدا في أنه -وهو قول جمهور أهل العلم ـ في أنه يبقى على دلالة الآية أنه إذا أتى وقت الصلاة، فتوضأ إذا لم تجد الوضوء فتيمم. وهذا أنت مخاطب به في كل صلاة لهذا نقول: الحديث دل على ما دل عليه ظاهر الآية؛ لهذا نقول: التيمم رافع للحدث، وأيضا المتيمم مخاطب بأن يتيمم لكل وقت صلاة لأجل دلالة الآية على ذلك.

أما حديث: "من السنة ألا يصلي الرجل بالتيمم إلا صلاة واحدة"
فقول ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: من السنة ألا يصلي الرجل بالتيمم إلا صلاة واحدة ثم يتيمم للصلاة الأخرى رواه الدارقطني بإسناد ضعيف جدا. بل هو منكر لتفرد الضعفاء به.

والله اعلم

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحه الله