إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المؤلفات في الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة


  • الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة


    حديث قدسي




    قَالَ التِّرْمِذِيُّ فِي « كِتَابِ صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالرَّقَائِقِ وَالْوَرَعِ »(2466) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ زَائِدَةَ بْنِ نَشِيطٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ؛ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي امْلأْ صَدْرَكَ غِنَىً ، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ ، وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلأْتُ صَدْرَكَ شُغْلاً ، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ » .


    تخريج الحديث



    رواه الترمذي و ابن ماجة والإمام أحمد في مسنده وغيرهم ، وقال الترمذي حسن غريب .
    الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - لصفحة أو الرقم: 3331 خلاصة حكم المحدث:صحيح

    
    الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - لصفحة أو الرقم: 2466 خلاصة حكم المحدث: صحيح




    معاني المفردات

    تفرغ لعبادتي : تفرغ من مهماتك وأشغالك الدنيوية لطاعتي والتقرب إلي بأنواع القرب .
    أملأ صدرك : أي قلبك .



    عز العبودية



    عبادة الله هي المهمة العظيمة التي من أجلها خُلق الخلق ، وهي بمفهومها الشامل لا تقتصر على أداء الشعائر التعبدية - من صلاة وصيام وحج وذكر وغير ذلك - فحسب ، ولكنها تمتد لتنظم حياة الإنسان كلها بشتى جوانبها وأنشطتها بحيث لا يخرج شيء منها عن دائرة التعبد لله رب العالمين ، وتمتد كذلك لتشمل جميع ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة :{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(الأنعام 162) .

    ولا يبلغ الإنسان ذروة الكمال البشري في العزّة والشرف والحرية حتى يحقق هذه الغاية ، وقد وصل إلى هذا الكمال أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام ، وفي مقدمتهم نبيّنا محمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - ، الذي خاطبه ربُّه جل وعلا في أعلى مقاماته - مقامِ تلقي الوحي ومقامِ الإسراء - بوصف العبودية ، باعتبارها أرقى وأعظم وأشرف منزلة يرقى إليها الإنسان ، فقال سبحانه :{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا }(الكهف 1)

    وقال في مقام آخر : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً}( الاسراء 1) ، وكلما ازداد العبد تحقيقاً لهذه العبودية كلما ازداد كماله وعلت درجته .

    وكل من تعلّق قلبه بمخلوق وأحبَّه ، وعلق عليه نفعه وضرَّه فقد وقع في ربقة الرقّ والعبودية له ، شاء أم أبى ، إذ الرقّ والعبودية في الحقيقة ، هو رقُّ القلب وعبوديته ، ولهذا يُقال: " العبد حرٌّ ما قنع والحرُّ عبدٌ ما طمع " ، وكلّما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه في قضاء حاجاته ، كلما قويت عبوديته وحريته عمَّا سواه .
    كما قيل : " احتج إلى من شئت تكن أسيره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره ، وأحسن إلى من شئت تكن أميره " .



    حقيقة الغنى

    ولهذا فإن حقيقة الغنى إنما هي في القلب ، وهي القناعة التي يقذفها الله في قلوب من شاء من عباده ، فيرضون معها بما قسم الله ، ولا يتطلعون إلى مطامع الدنيا أو يلهثون وراءها لهث الحريص عليها المستكثر منها .



    وقد بين ذلك عليه الصلاة والسلام بقوله : ( ليس الغنى عن كثرة العرَض ، ولكن الغنى غنى النفس ) كما في البخاري .
    الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - لصفحة أو الرقم: 2373 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    وقال لأبي ذر : (أترى أن كثرة المال هو الغنى ؟! إنما الغنى غنى القلب ، والفقر فقر القلب ، من كان الغنى في قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا ، ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا ، وإنما يضر نفسه شحها ) رواه ابن حبان .
    الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - لصفحة أو الرقم: 2138 خلاصة حكم المحدث: صحيح



    وكم من غني عنده ما يكفيه وأهله عشرات السنين ، ومع ذلك لا يزال حريصاً على الدنيا ، يخاطر بدينه وصحته ، ويضحي بوقته وجهده ، وكم من فقير يرى أنه أغنى الناس ، مع أنه قد لا يجد قوت غده ، فالقضية إذاً متعلقة بالقلوب وليست بما في الأيدي .



    يقول عمر رضي الله عنه : " إن الطمع فقر ، وإن اليأس غنى ، وإن الإنسان إذا أيس من الشيء استغنى عنه " .
    وسئل أبو حازم فقيل له : ما مالُك ؟ قال : لي مالان لا أخشى معهما الفقر : الثقة بالله ، واليأس مما في أيدي الناس " ، وقيل لبعض الحكماء : ما الغنى ؟ قال : " قلة تمَنِّيك ، ورضاك بما يكفيك " ، وقد أحسن من قال : ومن ينفق الساعات في جمع ماله مخافة فقر فالذي فعل الفقر بين همَّيْن



    وهذا الحديث العظيم يضع للعبد علاجاً عظيماً للهموم والغموم التي يتعرض لها في حياته الدنيا ، هذا العلاج هو الاشتغال بما خلق له وهو عبادة الله عز وجل ، والاهتمام بأمر الآخرة ، فإن العبد إذا شغله همُّ الآخرة أزاح الله عن قلبه هموم الدنيا وغمومها ، وخفف عنه أكدارها وأنكادها ، فيصفو القلب ويتجرد من كل الأشغال والصوارف ، يقول - صلى الله عليه وسلم - : ( من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله سائر همومه ، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك ) رواه ابن ماجة وغيره بسند حسن .
    الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - لصفحة أو الرقم: 209خلاصة حكم المحدث: حسن
    


    وفي حديث الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) صححه الألباني .
    الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - لصفحة أو الرقم: 2465خلاصة حكم المحدث: صحيح

    


    قال الإمام ابن القيم رحمه الله : " إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها ، وحمَل عنه كلّ ما أهمّه ، وفرّغ قلبه لمحبته ، ولسانه لذكره ، وجوارحه لطاعته ، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه ..... " .

    فعلى العبد أن يقنع بما قسم الله له ، وأن يثق بوعد الله وحسن تدبيره له ، وألا يكون شديد الاضطراب والخوف مما يستقبل ، فالمستقبل بيد الله ، وأن ينظر إلى من هو دونه في أمور الدنيا ، وليستعن على ذلك بقصر الأمل واليقين بأن الرزق الذي قُدِّر له لا بد وأن يأتيه وإن لم يشتد حرصه ، فليست شدة الحرص هي السبب لوصول الأرزاق .






    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة


      حديث قدسي



      عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:

      قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ:

      (مَنْ عَادَى لِي وَلِيَّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ. وَمَا تَقَرَّبَ إِلِيَّ عَبْدِيْ بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلِيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ. ولايَزَالُ عَبْدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِيْ يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِيْ يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِيْ بِهَا. وَلَئِنْ سَأَلَنِيْ لأُعطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِيْ لأُعِيْذَنَّهُ) رواه البخاري
      الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 6502خلاصة حكم المحدث:[صحيح]

      





      الشرح



      هذا حديث قدسيّ كالذي سبقه، وقد تكلمنا على ذلك.

      قوله: "مَنْ عَادَى لِي وَليَّاً" أي اتخذه عدواً له، ووليُّ الله عزّ وجل بيَّنه الله عزّ وجل في القرآن، فقال: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) [يونس:62-63].

      قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- من كان مؤمناً تقياً كان لله وليَّاً أخذه من الآية: (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) [يونس:63]

      "فَقَدْ" هذا جواب الشرط "آذَنْتُهُ ِبالحَرْبِ" أي أعلنت عليه الحرب، وذلك لمعاداته أولياء الله.

      "وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِيْ بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلِيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ" ولكن الفرائض تختلف كما سنبين إن شاء الله في الفوائد، إنما جنس الفرائض أحب إلى الله من جنس النوافل.

      "وَلاَ يَزَالُ عَبْدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ" لايزال:هذا من أفعال الاستمرار،أي أنه يستمر يتقرب إلى الله تعالى بالنوافل حتى يحبه الله عزّ وجل،و (حتى) هذه للغاية، فيكون من أحباب الله .

      "فَإِذَا أَحْبَبتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِيْ يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِيْ يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِيْ بِهَا"

      قوله: "كُنْتُ سَمْعَهُ" من المعلوم أن الحديث ليس على ظاهره، لأن سمع المخلوق حادث ومخلوق وبائن عن الله عزّ وجل، فما معناه إذن؟

      قيل: معناه أن الإنسان إذا كان وليّاً لله عزّ وجل وتذكر ولاية الله حفظ سمعه، فيكون سمعه تابعاً لما يرضي الله عزّ وجل.

      وكذلك يقال في بصره، وفي: يده، وفي: رجله.

      وقيل: المعنى أن الله يسدده في سمعه وبصره ويده ورجله، ويكون المعنى: أن يُوفّق هذا الإنسان فيما يسمع ويبصر ويمشي ويبطش. وهذا أقرب، أن المراد: تسديد الله تعالى العبد في هذه الجوارح.

      وقوله: "وَلَئِنْ سَأَلَنِيْ لأَعْطيَنَّهُ" هذه الجملة تضمنت شرطاً وقسماً، السابق فيهما القسم، ولهذا جاء الجواب للقسم دون الشرط، فقال: لأَعْطِيَنَّهُ .

      وقد قال ابن مالك - رحمه الله- :

      واحذفْ لدى اجتماع شرط وقسم جوابَ ما أخّرت فهو ملتزم

      يعني إذا اجتمع شرط وقسم فاحذف جواب المتأخر، ويكون الجواب للمتقدم، فهنا الجواب للمتقدم الذي هو القسم لأنه أتى مقروناً باللام.

      "وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي" أي طلب مني أن أعيذه فأكون ملجأ له "لأعِيذَنَّهُ" فذكر السؤال الذي به حصول المطلوب، والاستعاذة التي بها النجاة من المرهوب، وأخبر أنه سبحانه وتعالى يعطي هذا المتقرب إليه بالنوافل ماسأل، ويعيذه مما استعاذ.



      من فوائد هذا الحديث:



      .1-أن معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب، لقوله: "فَقَدْ آذَنتُهُ بِالحَرْبِ" وهذه عقوبة خاصة على عمل خاص، فيكون هذا العمل من كبائر الذنوب.

      .2-إثبات أولياء الله عزّ وجل، ولا يمكن إنكار هذا لأنه ثابت في القرآن والسنة، ولكن الشأن كل الشأن تحقيق المناط، بمعنى: من هو الولي؟ هل تحصل الولاية بالدعوى أو تحصل بهيئة اللباس؟ أو بهيئة البدن؟

      الجواب: لا، فالولاية بينها الله عزّ وجل بقوله: (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) [يونس:63] فمن كان مؤمناً تقياً كان لله ولياً.

      واعلم أن ولاية الله عزّ وجل نوعان: عامة وخاصة.

      فالعامة: ولايته على الخلق كلهم تدبيراً وقياماً بشؤونهم، وهذا عام لكل أحد، للمؤمن والكافر، والبر والفاجر، ومنه قوله تعالى: ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ*ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ) [الأنعام:61-62].

      وولاية خاصة: وهي ولاية الله عزّ وجل للمتقين، قال الله عزّ وجل: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)(البقرة: الآية257) فهذه ولاية خاصة وقال الله عزّ وجل: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) [يونس:62-63].

      فإن قال قائل: هل في ثبوت ولاية الله تعالى لشخص أن يكون واسطة بينك وبين الله في الدعاء لك وقضاء حوائجك وما أشبه ذلك؟

      فالجواب: لا، فالله تعالى ليس بينه وبين عباده واسطة، وأما ا لجاهلون المغرورون فيقولون: هؤلاء أولياء الله وهم واسطة بيننا وبين الله. فيتوسلون بهم إلى الله أولاً ثم يدعونهم من دون الله ثانياً.

      .3-إثبات الحرابة لله عزّ وجل، لقوله: "آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ" وقد ذكر الله تعالى ذلك في الربا أيضاً فقال: (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)(البقرة: الآية279) ، وذكر ذلك أيضاً في عقوبة قطاع الطريق: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْض)(المائدة: الآية33)

      .4-إثبات محبة الله وأنها تتفاضل، لقوله: "وَمَاتَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِيْ بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْته عَلَيْهِ".

      .5-أن الأعمال الصالحة تقرب إلى الله عزّ وجل، والإنسان يشعر هذا بنفسه إذا قام بعبادة الله على الوجه الأكمل من الإخلاص والمتابعة وحضور القلب أحس بأنه قَرُبَ من الله عزّ وجل. وهذا لايدركه إلا الموفقون، وإلا فما أكثر الذين يصلون ويتصدقون ويصومون، ولكن كثيراً منهم لايشعر بقربه من الله، وشعور العبد بقربه من الله لاشك أنه سيؤثر في سيره ومنهجه.

      .6-أن أوامر الله عزّ وجل قسمان: فريضة، ونافلة. والنافلة: الزائد عن الفريضة، ووجه هذا التقسيم قوله: "وَمَا تَقَرَّبَ إِلِيَّ عَبْدِيْ بِشَيءٍ أَحَبَّ إِليَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ. ولايَزَالُ عَبْدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ".

      .7- تفاضل الأعمال من حيث الجنس كما تتفاضل من حيث النوع. فمن حيث الجنس: الفرائض أحب إلى الله من النوافل. ومن حيث النوع:الصلاة أحب إلى الله مما دونها من الفرائض، ولهذا سأل ابن مسعود رضي الله عنه رسول الله : أي الأعمال - أو العمل - أحب إلى الله؟ فقال: "الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا"

      الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 527 خلاصة حكم المحدث:[صحيح]

      فالأعمال تتفاضل في أجناسها، وتتفاضل أجناسها في أنواعها، بل وتتفاضل أنواعها في أفرادها. فكم من رجلين صليا صلاة واحدة واختلفت مرتبتهما ومنزلتهما عند الله كما بين المشرق والمغرب.

      .8-الحثّ على كثرة النوافل، لقوله تعالى في الحديث القدسي: "وَلاَيَزَالُ عَبدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ".

      .9-أن كثرة النوافل سبب لمحبة الله عزّ وجل، لأن: (حتى) للغاية، فإذا أكثرت من النوافل فأبشر بمحبة الله لك.

      ولكن اعلم أن هذا الجزاء والمثوبة على الأعمال إنماهو على الأعمال التي جاءت علىوفق الشرع، فما كل صلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وما كل نافلة تقرّب إلى الله عزّ وجل،أقول هذا لاتيئيساً ولكن حثّاً على إتقان العبادة وإكمال العبادة، حتى ينال العبد الثواب المرتب عليها في الدنيا والآخرة.

      ولذلك كثير من الناس يصلّون الصلوات الخمس والنوافل ولايحس أن قلبه نفر من المنكر، أو نفر من الفحشاء، هو باقٍ على طبيعته. لماذا هل هو لنقص الآلة، أو لنقص العامل؟

      الجواب: لنقص العامل.

      .10-أن الله تعالى إذا أحب عبداً سدده في سمعه وبصره ويده ورجله، أي في كل حواسه بحيث لايسمع إلا ما يرضي الله عزّ وجل، وإذا سمع انتفع، وكذلك أيضاً لايطلق بصره إلا فيما يرضي الله وإذا أبصر انتفع، كذلك في يده: لايبطش بيده إلا فيما يرضي الله، وإذا بطش فيما يرضي الله انتفع، وكذلك يقال في الرِّجل.

      .11-أن الله تعالى إذا أحب عبداً أجاب مسألته وأعطاه ما يسأل وأعاذه مما يكره، فيحصل له المطلوب ويزول عنه المرهوب.

      يحصل له المطلوب في قوله: "وَلَئِنْ سَأَلَنِيْ لأُعْطِيَنَّهُ" ويزول المرهوب في قوله: "وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنَي لأُعِيذَنَّهُ".

      فإن قال قائل: هل هذا على إطلاقه، أي أنه إذا سأل الإنسان أي شيء أجيب مادام متصفاً بهذه الأوصاف؟

      فالجواب: لا، لأن النصوص يقيد بعضها بعضاً، فإذا دعا بإثم، أو قطيعة رحم، أو ظلماً لإنسان فإنه لايستجاب له، حتى وإن كان يكثر من النوافل، حتى وإن بلغ هذه المرتبة العظيمة وهي: محبة الله له فإنه إذا دعا بإثم، أو قطيعة رحم، أو ظلم فإنه لايستجاب له، لأن الله عزّ وجل أعدل من أن يجيب مثل هذا.

      .12- كرامة الأولياء على الله تعالى حيث كان الذي يعاديهم قد آذنه الله بالحرب.

      .13- أن معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب، لأن الله تعالى جعل ذلك إذناً بالحرب.


      والله أعلم.



      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة


        حديث قدسي

        قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:
        "يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتعالى لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَاباً: لَوْ كَانَتْ لَكَ الدنْيَا وَمَا فِيهَا، أَكُنْتَ مُفْتَدِياً بِهَا ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ: أَنْ لا تُشْرِكَ وَلا أُدْخِلَكَ النَارَ، فَأَبَيْتَ إلا الشِّرْكَ." رواه مسلم


        الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 3334 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


        شرح الحديث

        قَالَ الإمَامُ النووي في شرح صحيح مسلم ( مُختَصَرَاً ):
        المراد بـ ( أردت منك ) طلبت منك وأمرتك، لأنه يستحيل عند أهل الحق أن يريد الله تعالى شيئا فلا يقع، ومذهب أهل الحق أن الله تعالى مريد لجميع الكائنات، خيرها وشرها، ومنها الإيمان والكفر، فهو سبحانه وتعالى مريد لإيمان المؤمن ومريد لكفر الكافر.

        وأما قوله ( فَيُقَالُ لَهُ كذبت ) فالظاهر أن معناه أن يُقَالَ له: لو رددناك إلى الدنيا وكانت لك كلها أكنت تفتدي بها ؟
        فيقول: نعم، فَيُقَالُ لَهُ: كذبت، فلقد سُئِلْتَ أيسر من ذلك فأبيت، ويكون هذا من معنى قوله تعالى: ولو رُدُّوا لعادوا لما نُهُوا عنه ولا بد من هذا التأويل ليجمع بينه وبين قوله تعالى: ولو أن للذين ظلموا مَا في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة أي لو كان لهم يوم القيامة مَا في الأرض جميعا ومثله معه وأمكنهم الإفتداء لافتدوا.

        قَالَ الإمَامُ ابن قيم الجوزية في شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل:
        القضاء في كتاب الله نوعان:
        كَوني قَدَري، كقوله تعالى: " فلما قضينا عليه الموت " وقوله: " وقضى بينهم بالحق ".
        وشرعي ديني، كقوله: " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " أي أمر وشرع، ولو كان قضاءاً كونياً لما عُبِدَ غير الله.

        والحكم أيضاً نوعان:
        فالكوني كقوله: " قل رب احكم بالحق " أي افعل ما تنصر به عبادك وتخذل به أعدائك.
        والديني كقوله: " ذلكم حكم الله يحكم بينكم " وقوله: " إن الله يحكم ما يريد ".
        وقد يَرِد بالمعنيين معاً، كقوله: " ولا يشرك في حكمه أحدا " فهذا يتناول حكمه الكوني وحكمه الشرعي.

        والإرادة أيضاً نوعان:
        فالكونية كقوله تعالى: " فعَّال لما يريد " وقوله: " وإذا أردنا أن نهلك قرية " وقوله: " إن كان الله يريد أن يغويكم " وقوله: " ونريد أن نَمُنَّ على الذين استُضعِفُوا في الأرض ".
        والدينية كقوله: " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " وقوله: " والله يريد أن يتوب عليكم " فلو كانت هذه الإرادة كونية لما حصل العسر لأحدٍ منا، ولو وقعت التوبة من جميع المُكَلَّفين.

        وبهذا التفصيل يزول الإشتباه في مسألة الأمر والإرادة، هل هما متلازمان أم لا ؟
        فقالت القدرية: الأمر يستلزم الإرادة، واحتجوا بحجج لا تندفع.
        وقالت المثبتة: الأمر لا يستلزم الإرادة، واحتجوا بحجج لا تندفع.

        والصواب أن الأمر يستلزم الإرادة الدينية، ولا يستلزم الإرادة الكونية، فإنه لا يأمر إلا بما يريده شرعاً وديناً، وقد يأمر بما لا يريده كوناً وقدراً، كإيمان مَنْ أمره ولم يُوَفِّقْه للإيمان مراد له ديناً لا كوناً، وكذلك أمره خليله بذبح إبنه ولم يُرِدْه كوناً وقدراً، وأمر رسوله بخمسين صلاة، ولم يُرِدْ ذلك كوناً وقدراً. وبين هذين الأمرين وأمر مَنْ لم يؤمن بالإيمان فَرقٌ؛ فإنه سبحانه لم يحب من إبراهيم ذبح ولده، وإنما أحبَّ منه عزمه على الإمتثال وأن يُوَطِّن نفسه عليه، وكذلك أمره محمداً صلَّى الله عليه وسلَّم ليلة الإسراء بخمسين صلاة، وأما أمر مَنْ عَلِمَ أنه لا يؤمن بالإيمان فإنه سبحانه يحب من عباده أن يؤمنوا به وبرسله، ولكن اقتضت حكمته أن أعان بعضهم على فعل ما أمره ووفَّقه له، وخذل بعضهم فلم يُعِنْه ولم يُوَفِّقه فلم تحصُل مصلحة الأمر منهم وحصُلَت من الأمر بالذبح.


        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق



        • الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة


          حديث قدسي



          قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:
          "
          لَمَّا خَلَقَ الله آدَمَ وَنَفَخَ فيهِ الرُوْحَ عَطَس، فَقَالَ: الْحَمْدُ لله، فَحَمِدَ الله بإِذْنِهِ، فَقَالَ لَهُ رَبُهُ: رَحِمُكَ الله يَا آدَمُ، اذْهَبْ إِلى أولئك المَلاَئِكَةِ ، إِلى مَلإٍ مِنْهُمْ جُلُوسٍ ، فَقُلِ: السَّلام عَلَيْكُمْ، قَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلام وَرَحْمَةُ الله، ثُمَ رَجَعَ إلى رَبِهِ فقالَ: إنَّ هَذِهِ تَحِيَتُكَ وَتَحِيَةُ بَنِيكَ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ الله لَهُ وَيَدَاهُ مَقْبُوضَتَانِ: اخْتَرْ أَيَهُمَا شِئْتَ، قَالَ: اخْتَرْتُ يَمِينَ رَبِي، وكِلْتَا يَدَيْ رَبِي يَمِينٌ مُبَارَكَةٌ، ثُمَ بَسَطَهَا فإِذَا فِيها آدَمُ وذُرِيَتُهُ، فَقَال: أيْ رَب مَا هَؤُلاَءِ ؟ قَالَ: هَؤُلاَءِ ذُرِيَتُكَ، فَإِذَا كُلُ إنْسَانٍ مَكْتُوبٌ عُمْرُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا فِيهم رَجُلٌ أَضْوَؤُهُم، أوْ مِنْ أضْوَئِهِم، قَالَ: يا رَب مَنْ هَذَا ؟ قَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ، وَقَدْ كَتَبْتُ لَهُ عُمْرَ أَرْبَعينَ سَنَةً، قَالَ: يا رَب زِدْهُ في عُمْرِهِ، قَالَ: ذَاكَ الَذِي كَتَبْتُ لَهُ، قَالَ: أيْ رَب فَإِنِي قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِنْ عُمْرِي سِتِينَ سَنَةً، قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ، قَالَ: ثُمَ أُسْكِنَ الجَنَّة مَا شَاءَ الله، ثُم أُهْبِطَ مِنْهَا، فَكَانَ آدَمُ يَعُدُ لِنَفْسِهِ، قَالَ: فَأَتَاهُ مَلَكُ المَوْتِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: قَدْ عَجِلْتَ، قَدْ كُتِبَ لِي أَلفُ سَنَةٍ، قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَكَ جَعَلْتَ لابْنِكَ دَاوُدَ سِتِينَ سَنَةً، فَجَحَدَ فَجَحَدَتْ ذُرِيَتُهُ، وَنَسِيَ فَنَسِيَتْ ذُرِيَتُه، قَالَ: فَمِنْ يَوْمَئِذٍ أُمِرَ بالكِتَابِ والشُهُودِ ."رواه الحاكم والترمذي وقَالَ الألباني: صحيح
          الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - لصفحة أو الرقم: 3368 خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح




          شرح الحديث

          قَالَ المباركفوري في تحفةالأحوذي:
          ‏قوله: (عَطَسَ) ‏من باب نصر وضرب ( فَقَالَ الْحَمْدُ لله ) ‏أي فأراد أن يقولالحمد لله ( فَحَمِدَالله بإِذْنِهِ ) ‏أي بأمره وحكمه أو بقضائه وقدره أو بتيسيرهوتوفيقه.
          وقوله ( إِلى مَلإٍ مِنْهُمْ) ‏يحتمل أن يكون بدلاً فيكون من كلام الله تعالى،ويحتمل أن يكون حالاً فيكون من كلام رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّم بياناًلكلام الله تعالى وهو إلى الحال أقرب منه إلى البدل، يعني قَالَ الله تعالى: أولئكمشيراً به إلى ملإ منهم ‏ (جُلُوسٍ) بالجر صفة ملأ أي جالسين أو ذوي جلوس (فَقُلِ: السَّلام عَلَيْكُمْ ) .


          (قَالُوا وَعَلَيْكَ السَّلام وَرَحْمَةُ الله ) ‏هذا اختصار والتقدير
          فقل السَّلام عليكم فذهب آدم إليهم ( فقَالَ السَّلام عليكم فقَالَ) وعليك السَّلامورحمة الله ( قَالَ ) أي الرب سبحانه ( إنَّهَذِهِ ) ‏أي الكلمات المذكورة ( وَتَحِيَةُ بَنِيكَ ) ‏فيهتغليب أي ذريتك ( بَيْنَهُمْ ) ‏أي فيما بينهم عند ملاقاتهم فهذه سنة قديمة (وَيَدَاهُمَقْبُوضَتَانِ) ‏الجملة حال والضمير لله.

          وعن قوله (اخْتَرْ أَيَهُمَا) ‏أي من اليدينوفي المشكاة أيتهما وهو الظاهر (وكِلْتَا يَدَيْ رَبِي يَمِينٌ) ‏من كلام آدم أو من كلام النبيصَلَّى الله عليه وَسَلَّم وقوله: (مُبَارَكَةٌ) ‏صفة كاشفة (ثُمَ بَسَطَهَا) ‏أي فتح الربسبحانه وتعالى يمينه (فإِذَا فِيها) ‏أي موجود (آدَمُوذُرِيَتُهُ) ..



          ‏قَالَ الطيبي: يقول النبيصَلَّى الله عليه وَسَلَّم يعني رأى آدم مثاله ومثال بنيه في عالم الغيب (هَؤُلاَءِ ذُرِيَتُكَ) ‏الظاهر من كونهم في اليمين اختصاصهم بالصالحين من أصحاب اليمين والمقربينويدل عليه أيضاً قوله: فإذا كل إنسان الخ .
          (فَإِذَا فِيهمرَجُلٌأَضْوَؤُهُم) ‏فيه دلالةعلى أن لكلهم ضياء لكنه يختلف فيهم بحسب نور إيمانهم (أوْ مِنْ أضْوَئِهِم) ‏الظاهر أنه شكمن الراوي.

          وعن قوله (مَنْ هَذَا) ‏قَالَ الطيبي ذكر أوَّلاً مَا هؤلاء لأنهمَا عرف مَا رآه ثم لما قيل له هم ذريتك فعرفهم فقَالَ من هذا (وَقَدْ كَتَبْتُ لَهُ عُمْرَ أَرْبَعينَ سَنَةً) ‏قَالَ الطيبي: قوله عمر أربعين مفعول كتبت ومؤدي المكتوب لأن المكتوبعمره أربعون سنة ونصب أربعين على المصدر على تأويل كتبت له أن يعمر أربعين سنة (يا رَبزِدْهُ في عُمْرِهِ) ‏أي من عندك وفضلك.

          وعن قوله (: ذَاكَ الَذِي كَتَبْتُ لَهُ)‏ففي بعض النسخ بصيغة المجهول، وفي بعض النسخ: كتبت بصيغة المتكلم المعلوم، قَالَالطيبي: ذاك الذي مبتدأ وخبر معرفتان فيفيد الحصر أي لا مزيد على ذلك ولا نقصان(قَالَ) ‏يعني آدم (أيْ رَب) ‏أي يا رب (فَإِنِي) ‏أي إذا أبيت من عندك فإني (قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِنْ عُمْرِي) ‏أي من جملة مدة عمري وسنيه (سِتِينَ سَنَةً) ‏أي تكملة للمائة، والظاهر أنالمراد بهذا الخبر الدعاء والاستدعاء من ربه أن يجعله سبحانه كذلك فإِنَّ أحداً لميقدر على هذا الجعل، وقوله قد جعلت له من عمري ستين سنة هنا يخالف مَا وقع في روايةأبي هريرة في تفسير سورة الأعراف بلفظ: زده من عمري أربعين سنة وقد تقدم وجه الجمعهناك (قَالَ أَنْتَ وَذَاكَ) ‏قَالَ القاري: يحتمل البراءة ويحتمل الإجابة.

          وقَالَالطيبي: هو نحو قولهم كل رجل وضيعته أي أنت مع مطلوبك مقرونان.

          (ثُمَ أُسْكِنَ) ‏بصيغة المجهول من الإسكان (ثم أُهْبِطَ) ‏أي أُنْزِلَ (مِنْهَا) ‏أي منالجَنَّة (يَعُدُ لِنَفْسِهِ) ‏أي يقدر له ويراعي أوقات أجله سنة فسنة (فَأَتَاهُ مَلَكُ المَوْتِ)‏أي امتحاناً بعد تمام تسعمائة وأربعين سنة (قَدْعَجِلْتَ) ‏بكسر الجيم أي استعجلت وجئتقبل أوانه (فَجَحَدَ) ‏أي أنكر آدم (فَجَحَدَتْ ذُرِيَتُهُ) ‏أي بناء على أن الولد من سر أبيه(وَنَسِيَفَنَسِيَتْ ذُرِيَتُه) ‏لأن الولد من طينة أبيه، والظاهر أن معناه أن آدم نسي هذهالقضية فجحد فيكون اعتذاراً له إذ يَبْعُد منه عليه السَّلام أن ينكر مع التذكر(قَالَ) ‏أي النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّم (أُمِرَ) ‏بصيغة المجهول أي أمر الناسأو الغائب (بالكِتَابِوالشُهُودِ) ‏أي بكتابة القضايا والشهودفيها
          ..

          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق





          • الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة


            حديث قدسي


            بسم الله الرحمن الرحيم
            وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
            عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: "يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ". أخرجه مسلم


            الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - لصفحة أو الرقم: 2577 خلاصة حكم المحدث: صحيح



            شرح الحديث :



            هذه أحد الأحاديث القدسية العظيمة ، التي يرويها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة جل وعلا
            لقد بدأ الحديث بإرساء قواعد العدل في النفوس ، وتحريم الظلم والعدوان ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) ، وحقيقة الظلم : وضع الشيء في غير موضعه ، وهذا مناف لكمال الله تعالى وعدله ، فلذلك نزّه الله تعالى نفسه عن الظلم فقال : { وما أنا بظلام للعبيد } ( ق : 29 ) ، وقال أيضا : { وما الله يريد ظلما للعباد } ( غافر : 31 ) .
            ولئن كان الله تعالى قد حرّم الظلم على نفسه ، فقد حرّمه على عباده ، وحذّرهم أن يقعوا فيه ؛ وما ذلك إلا لعواقبه الوخيمة على الأمم ، وآثاره المدمرة على المجتمعات ، وما ظهر الظلم بين قوم إلا كان سببا في هلاكهم ، وتعجيل العقوبة عليهم ، كما قال سبحانه في كتابه العزيز : { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد } ( هود : 102 ) ، ومن ثمّ كانت دعوة المظلوم عظيمة الشأن عند الله ، فإن أبواب السماء تفتح لها ، ويرفعها الله فوق الغمام يوم القيامة ، بل إنه سبحانه وتعالى يقول لها ( وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ) كما صح بذلك الحديث .
            ثم انتقل الحديث إلى بيان مظاهر افتقار الخلق إلى ربهم وحاجتهم إليه ، وذلك في قوله : ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أُطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ) ، فبيّن أن الخليقة كلها ليس بيدها من الأمر شيء ، ولا تملك لنفسها و لا لغيرها حولا ولا قوة ، سواءٌ أكان ذلك في أمور معاشها أم معادها ، وقد خاطبنا القرآن بمثل رائع يجسّد هذه


            الحقيقة ، حيث قال : { يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب } ( الحج : 73 ) أي : إذا أخذ الذباب شيئا من طعامهم ثم طار ، وحاولوا بكل عدتهم وعتادهم أن يخلصوا هذا الطعام منه ما استطاعوا أبدا ، فإذا كان الخلق بمثل هذا الضعف والافتقار ، لزمهم أن يعتمدوا على الله في أمور دنياهم وآخرتهم ، وأن يفتقروا إليه في أمر معاشهم ومعادهم .
            وليس افتقار العباد إلى ربهم مقصورا على الطعام والكساء ونحوهما ، بل يشمل الافتقار إلى هداية الله جل وعلا ، ولهذا يدعو المسلم في كل ركعة بـ : { اهدنا الصراط المستقيم } ( الفاتحة : 6 ) .
            ثم بيّن الله تعالى بعد ذلك حقيقة ابن آدم المجبولة على الخطأ ، فقال : ( يا عبادي إنكم تخطئون بالليلِ والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ) ، إنه توضيح للضعف البشري ، والقصور الذي يعتري الإنسان بين الحين والآخر ، فيقارف الذنب تارة ، ويندم تارة أخرى ، وهذه الحقيقة قد أشير إليها في أحاديث أخرى ، منها : ما رواه الإمام ابن ماجة بسند حسن ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون ) ، فإذا كان الأمر كذلك فإن على الإنسان المسلم أن يتعهّد نفسه بالتوبة ، فيقلع عن ذنبه ، ويستغفر من معصيته ، ويندم على ما فرّط في جنب الله ، ثم يوظّف هذا الندم الذي يصيبه بأن يعزم على عدم تكرار هذا الذنب ، فإذا قُدّر عليه الوقوع في الذنب مرة أخرى ، جدد التوبة والعهد ولم ييأس ، ثقةً منه بأن له ربا يغفر الذنب ويقبل التوبة من عباده المخطئين .



            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

            تعليق




            • الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة


              حديث قدسي



              قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:

              "
              بَيْنَمَا أَيُوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَاناً خَرَّعَلَيْهِ رِجْلُ جَرَادٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَحْثِي فِي ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُهُ: يَا أَيُوبُ، أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَا تَرَى ؟! قَالَ: بَلَى يَارَب، وَلَكِنْ لا غِنَى لِي عَنْ بَرَكَتِكَ."

              رواه البخاري وهذا لفظه، وروىنحوه أحمد والنسائي.
              الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3391 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


              شرح الحديث

              قَالَ الإمَامُ ابن حجر في فتح الباري:

              ‏قوله: (خَرَّعَلَيْهِ) ‏أي سقط عليه، وقوله: (رِجْلُ جَرَادٍ) ‏أي جماعة جراد، والجراد اسم جمع واحده جرادة كتمر وتمرة، وحكى ابن سيده أنه يقَالُ للذكر جراد وللأنثى جرادة.

              وقوله: (يَحْثِي) ‏بالمثلثة أي يأخذ بيديه جميعا.

              وقوله: (فِي ثَوْبِهِ) ‏في حديث ابن عباس عند ابن أبي حاتم " فجعل أيوب ينشر طرف ثوبه فيأخذ الجراد فيجعله فيه فكلما امتلأت ناحية نشر ناحية".

              وقوله: (فَنَادَاهُ رَبُهُ) ‏يحتمل أن يكون بواسطة أو بإلهام، ويحتمل أن يكون بغير واسطة.

              وقوله: (قَالَ بَلَى) ‏أي أغنيتني.

              وقوله: (ولَكِنْ لا غِنَى لِي) ‏بالقصر بغير تنوين وخبر لا قوله لي أو قوله عن بركتك.

              وفي الحديث جواز الحرص على الاستكثار من الحلال في حق من وثق من نفسه بالشكر عليه، وفيه تسمية المال الذي يكون من هذه الجهة بركة، وفيه فضل الغني الشاكر.
              والله اعلم

              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

              تعليق

              يعمل...
              X