إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

آية من آيات الله عز وجل يخوف بها عباده

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آية من آيات الله عز وجل يخوف بها عباده


    كسوف الشمس وخسوف القمر آية يخوف الله بها عباده ...

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين

    إن الآيات الدالة على كمال قدرة الله تعالى وحكمته ورحمته لا تعد ولا تحصى ومن أظهرها الشمس والقمر فعِظَمُ خلقها وانتظام سيرها وإمساكها في فلكها لا تقع على الأرض دليل ظاهر على كمال قدرة الله التي لا تعجزها شيء.
    وما جعل فيها من المصالح للعباد بمعرفة السنينَ والحسابِ واختلافِ الزروع والثمار وتقلب الفصول وغير ذلك دليل على كمال حكمته وعلى واسع رحمته سبحانه.
    إن القرآن الكريم مليئ بالحديث عن هاتين الآيتين العظيمتين فقرر سبحانه بأنهما مخلوقان لله ليسا خالقين ولا مدبرين ولا يملكان ضراً ولا نفعاً ولا حياة ولا موتا ولا نشوراً (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) الأنبياء:33
    وقرر أنهما آيتان تدلان على وحدانيته سبحانه فمن خلقهما هو المستحق للعبادة لا الشمس ولا القمر فقال تعالى
    ( وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) فصلت:37
    إن الشمس والقمر لا يُسجد لهما ولكنهما هما اللذان يسجدان لله ومن سجودهما له تصرفهما على حسب مشيئة الله وأمره لا تطلع إلا بإذنه ولا تغيب إلا بإذنه
    (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ)

    وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له حين غربت الشمس ( تدري أين تذهب ... قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى الشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم) متفق عليه.
    وامتن الله على عباده بأن جعلهما مسخرين لمصالح العباد فقال تعالى :

    ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ.وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) ابراهيم:34

    وقال تعالى (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) النحل:12

    فهذا أنت أيها المخلوق الضعيف يسخر الله لك ما في السموات وما في الأرض مما تعلم ومما لا تعلم من أجل أن تتم بها مصالحك ويستقيم أمر معاشك حتى تعبد الله وتقوم بالواجب الذي خلقت من أجله بفعل طاعته واجتناب معصيته ثم أبى أكثر الناس إلا كفورا والعياذ بالله..
    ثم إن مصير هاتين الآيتين العظيميتن أن الله يطفئ نورهما ويلفهما كما تلف العمامة ثم يوضعان في نار جهنم تبكيتاً وتعذيبا لمن كان يعبدهما
    فيقال لهم بلسان الحال أو لسان المقال: هذه آلهتكم التي كنتم تعبدونها أفغنت عنكم شيئاً ؟!
    في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (الشمس والقمر مكوران يوم القيامة).
    وفي رواية (في النار)
    وفي رواية (ليراهما من عبدهما) .
    وإن من آيات الله في الشمس والقمر أن يَذهب بنورهما في الدنيا ذهاباً مؤقتا حتى يري عبادته كمال قدرته التي قهر بها خلقه وحتى يعلموا أنهما مخلقان ضعيفان مدبران بأمر الله ، وحتى ينيبوا إلى ربهم ويخبتوا له ويتوبوا إليه من معاصيهم فإن كسوف الشمس والقمر آيتان يخوف الله بهما عباده ليتوبوا ولهذا كان أكمل الخلق علما بالله وأكملهم خشية له وأتمهم له عبودية صلوات الله وسلامه عليه لما حدث الكسوف في زمنه صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه ابنه إبراهيم وكان يوماً شديد الحر وبعد ارتفاع الشمس من الضحى فلما رأى كسوفها فزع وقام إلى المسجد يجر رداءه وأمر بأن ينادى إن الصلاة جامعة فاجتمع الناس وصلى بهم صلاة جهرية طويلة فكبر وقرأ الفاتحة وسورة طويلة نحو سورة البقرة حتى كان بعض أصحابه يخرون مغشياً عليهم من طول القيام والحر ثم ركع ركوعا طويلاً ثم رفع ثم قرأ الفاتحة ثم قرأ سورة طويلة دون الأولى ثم ركع ركوعا طويلا دون الأول ثم رفع ثم سجد سجدتين طويلتين ثم رفع ففعل كما فعل في الركعة الأولى.
    وفي صلاته هذه رآه أصحابه تقدم ومد يده كأنه يتناول شيئاً ثم رأوه راجعا وراءه كأنما يحاذر من شيء حتى رجعت الصفوف من خلفه
    وبعد أن أتم صلاته قام فوعظ الناس وخوفهم من غضب الله وقال ردا على من زعم أنها كسفتت لموت ابنه إبراهيم
    (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته)
    ثم أخبرهم بأنه رأى الجنة والنار وفتنة القبور وشيئاً من عذاب البرزخ في مقامه ذلك وأنه تقدم لما رأى الجنة ورأى فيها عنقوداً من عنب فأراد أن يتناوله ثم أعرض عن ذلك ولو ناولهم إياه لأكل منه الناس ما بقيت الدنيا وأنه لما رأى النار رجع وراءه وأنه لم ير منظرا قط أفظع منها
    ورأى فيها عمْراً الخزاعي الذي غير دين إبراهيم وصرف الناس إلى عبادة الأصنام
    وتسييب السوائب رآه وهو يجر أمعاءه في نار جهنم والعياذ بالله ورأى في النار الرجل الذي كان يسرق أمتعة الحجاج بعصاه ورأى امرأة تخمشها هرة في النار كانت قد حبستها في الدنيا فلم تطعمها ولم تطلقها حتى ماتت.
    ورأى أكثر سكان النار من النساء لأنهن يكثرن اللعن ويكفرن العشير .
    رأى فتنة القبور وأن الناس يُسألون ويمتحنون ويفتنون في قبورهم فتنة عظيمة كفتنة الدجال.
    ثم حذر أمته من الزنا خاصة لأنه إذا فشى وانتشر وظهر كان سبباً في نزول العقوبات العاجلة وخراب الدنيا فقال: يا أمة محمد إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا ألا هل بلغت ؟
    ثم أمر الناس إذا رأوا هذه الآية أن يفزعوا إلى الصلاة وإلى الدعاء وإلى التوبة وإلى الصدقة وإلى عتق الرقاب المملوكة لأن أسباب العقوبات قد انعقدت وأماراتِها قد ظهرت وهذا طريق الخلاص منها.
    فانظر إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكسوف وانظر إلى حالنا وحال كثير من الناس تجد الفرق العظيم والبون الشاسع .
    إن كسوف الشمس والقمر آيتان عظيمتان يخوف الله بهما عباده كما صرح بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في قوله في الحديث الصحيح (هذه الآيات التي يرسلها الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته ولكن يخوف الله بها عباده فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره ) متفق عليه.
    وإن معرفة السبب الطبيعي لهما أعني حجب القمر لضوء الشمس وحجب الأرض لنور القمر لا يعني أنهما ليسا بآيتين ولكن هذا الحجب الذي قدره الله بهذا السبب من وراءه من الحِكَمِ ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أنه تخويف من الله لعباده على ذنوبهم ومعاصيهم وأن عليهم أن يُعتبوا ربهم ويرضوه بتجديد التوبة والإنابة والرجوع وإليه وإقام الصلاة جماعات وفرادى والجماعة أفضل وأن يكثروا من الصدقة والدعاء حتى ينجلي ما بهم.
    ختاماً يجد التنبيه إلى أننا قد ابتلينا بعدد كبير من الكتاب والمتكلمين الذين يحاولون جاهدين إبطال أثر هذه الآيات في تخويف العباد فهاهم يصورونها على أنها حوادث طبيعية لا دخل لذنوب العباد فيها .
    السيول والغرق ليس لها من سبب إلا الفساد الإداري والعشوائية في البناء
    والزلازل ليس لها من سبب إلا الحركة الداخلية في جوف الأرض
    سبحان الله فمن الذي حرك الأرض فأهلكت وأجرى السيول فأغرقت وخسف بالشمس فأظلمت أليس الله ..
    أليس لو شاء لمنع ذلك فلم يقع؟.
    ومن الذي أخبر بأن هذه الكوارث والمصائب المقصود منها تخويف العباد حتى يتوبوا وينيبوا ويتعظوا ويعتبروا أليس رسول الله النبي الأمي ؟ أليس هو الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه.
    إن الكسوف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يقع إلا مرة واحدة في السنة الثامنة من الهجرة في اليوم الذي مات فيه ابنه إبراهيم ثم لم يقع حتى مات صلوات الله وسلامه عليه.. فانظروا وتأملوا كيف كثر وقوعه وحصوله في هذا الزمان وما ذلك إلا لكثرة الشرور والمعاصي..
    لا تغرنكم الحياة الدنيا إن الحياة الدنيا لو ساوت عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء أيها الأخوة فكروا، فكروا جدياً لماذا خلقتم فكروا جدياً أتؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة إن الآخرة خير وأبقى أقبلوا إلى الله أصلحوا أحوالكم أصلحوا أهليكم أصلحوا جيرانكم أصلحوا مجتمعكم أصلحوا كل ما أمرتم بإصلاحه حتى تؤدوا العبادة على حسب ما أراد الله منكم اللهم أعنا على ذكرك اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك أيا ذا الجلال والإكرام
    فعليك أخي المسلم بلزوم ما دلت عليه النصوص الشرعية في الكتاب والسنة وإياك والاغترار بما يخالفها من الآراء وإن زخرفت بالشبهات الخلابة والأساليب المعسولة فإن الله لم يقل إلا الحق وما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم من ربه إلا الحق ، فماذا بعد الحق إلا الضلال..
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها من النار وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد الأبرار صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار وسلم تسليماً كثيرا ...
    والله اعلم

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية


  • #2
    جزاك الله خيرا اخي صباحو
    اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
    http://www.rasoulallah.net/

    http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

    http://almhalhal.maktoobblog.com/



    تعليق


    • #3
      لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

      جزاك الله خيرا اخي صباحو وجعله في ميزان حسناتك
      مهما كان حجم المؤامره كبير

      سنبقى اقوى من كل الظروف



      sigpic

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا
        اللهم أنت ربي لا إله الا أنت
        خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت
        أعوذ بك من شر ما صنعت
        أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي
        فاغفر لي
        فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك صباحو لما تطرح من مواضيع

          تعليق


          • #6
            الله يعطيك العافيه اخي صباحو



            تعليق


            • #7
              الأخوة الافاضل

              أشكر مروركم الكريم وجزاكم الله خير الجزاء

              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك وجزاك خيرا

                تعليق


                • #9
                  اخي ابو صطيف كم اسعدني مرورك الطيب وأحسن الله إليك

                  تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                  قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                  "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                  وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                  تعليق

                  يعمل...
                  X