بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تجارة الجواهر الفضائية ! في مقال الاسبوع الماضي، أشرت إلي السيل المنهمر للنيازك علي الأرض.. بأحجامها المختلفة ومخاطر الكبير منها علي البشر.. وفي موضوع اليوم سأستكمل الوجه الآخر لهذه النيازك المتمثل في ظهور سوق شرعية وسوداء لبيعها، بأسعار أغلي من الذهب.
وهناك قائمة متداولة بين التجار والمشترين لهذه النيازك، تعبر عن غرابة هذه التجارة.. الجرام الواحد لنيزك يتكون من الصخور، ثمنه 8 دولارات وجرام النيزك الحديدي 18 دولارا والنيازك التي مصدرها المريخ سعر الجرام ما بين 12 إلي 14 ألف دولار.. ونيزك من القمر سعره 88 ألف دولار للجرام.
فاذا عرفنا ان ثمن الجرام من الذهب الخام في حدود عشرة دولارات، تبرز الفروق الهائلة لثمن السلعتين.
***
ومع انتشار هذه التجارة، وجنون امتلاك الأثرياء لها مهما ارتفعت أسعارها ظهر اللصوص والمزيفون.. أشهر سرقة حدثت منذ سنوات، تمثلت في السطو علي قطعة من صخور القمر التي حملها رواد أول هبوط علي القمر عام 1969، وتزن كيلوجراما.. وظل البحث عنها سنوات، حتي عثر عليها رجال المباحث الفيدرالية في مزاد، وعرفوا ان اللص باعها بألف دولار.. علما بأن ثمنها في سوق النيازك النادرة، يبلغ 68 مليون دولار.
***
ومن متحف كبير في استونيا، سرق نيزك يزن 3 كيلوجرامات، لم تفلح جميع الجهود في استعادته.. رغم ان ثمنه يقدر بأكثر من 500 مليون دولار.
ومع ارتفاع أسعار هذه الجواهر الفضائية، تزايدت اعداد الهواة والمحترفين في البحث عنها في جميع مناطق العالم، خصوصا حول القطب الجنوبي، حيث يزداد سقوط هذه الأجسام الفضائية، وفيها تم العثور علي النيزك المريخي ، الذي أثار ضجة عالمية حول وجود آثار لبكتريا متحجرة تشير الي وجود حياة بدائية في الماضي البعيد لكوكب المريخ .. اختلف العلماء حولها، ولم يسفر الجدل عن رأي حاسم حول ما يحمله هذا النيزك من دلالات.
***
والباحثون عن هذه النيازك، يجدون دائما التجار بأموالهم المغرية.. بعد عرض ما يصل اليهم علي معامل كيمائية متخصصة، لتحليل مكونات كل نيزك ، والتأكد من مصدره الفضائي، وهل هو نيزك عادي من الصخور أو الحديد، أو من المريخ أو القمر، والفرق في السعر كبير جدا.. اذ يصل سعر الجرام الواحد لنيزك من المريخ، 14 ألف دولار.. فاذا افترضنا ان وزنه 500 جرام أو أكثر، نستطيع تصور ثمنه في المزادات التي تقام لهذه النيازك، وتنافس مزادات أجمل قطع الماس أو الزمرد أو الياقوت.. فضلا عن تراجع الذهب عن منافستها.
***
وتسلل الي سوق هذه التجارة المزيفون.. فكما يجري تزييف النقود، ظهر المحترفون في هذه السلع.. وتمكن الفحص الكيمائي الدقيق، من كشف عشرات من القطع المزيفة، التي عرضت باعتبارها نيازك ثمينة، وتبين انها مصنوعة من خلطة صخور ومعادن أرضية.
ولأن جميع النيازك في المتاحف المختلفة، تحمل خصائص نوعها وتاريخ العثور عليها، فقد أصبح سعيد الحظ من يعثر علي نيزك لحظة سقوطه.. حيث يتميز بمعرفة تاريخ سقوطه علي الأرض بدقة، وبالتالي يرتفع ثمنه كثيرا.. فالاقبال عليه لا يقتصر علي هواة امتلاكها، بل يمتد إلي المتاحف العالمية أيضا.. فمعظم النيازك التي عثروا عليها وسط الثلوج أو الرمال أو الجبال والأتربة في بعض مناطق العالم.. يصعب معرفة تاريخ هبوطها علي الأرض بدقة تامة.
***
ويقدر الخبراء أن في كل عام يسقط علي الأرض مليون نيزك، 70 % منها تسقط في المحيطات والبحار وتختفي الي الأبد.. ونسبة كبيرة تسقط في الغابات والصحاري والمناطق غير المأهولة، ويصعب العثور عليها .. وتبقي من هذه الكمية عشرات الآلاف، تسقط في مناطق المدن أو في جليد القطبين خصوصا الجنوبي، وظهر المتخصصون في البحث عنها.. ومع تطور أدوات البحث ارتفع عدد النيازك التي يتم العثور عليها من عدة آلاف طوال عشرات السنين الي 17 ألفا خلال السنوات الثلاث الماضية.
ويسهم الحظ بدور مهم في العثور عليها فمنذ سنوات قليلة عثر باحث فرنسي علي نيزك في الصحراء الليبية، يزن 513 جراما، وصل ثمنه إلي 35 مليون دولار .. بسبب ندرة المعادن في تكوينه واكتسابه ألوانا جميلة.
عثر السيد حسين الربابعة من سكان محافظة الطفيلة، على حجر نيزكي نادر جدا يصل عمره إلى حوالي 65 مليون عام ، أي منذ عهد الديناصورات التي عاشت على الأرض خلال تلك العصور.وخلال العام الماضي ، وعندما كان الربابعة يقوم بإجراء حفريات لبيته في مدينة الطفيلة ، وتحديدا بالقرب من جامعة الطفيلة التطبيقية ، وجد حجرا اسود اللون ونادر الوجود وغريب الشكل ، محفوظا داخل صخرة وعلى عمق بسيط ووزنه اكبر من حجمه ، وله لمعان عجيب وكأنه مجموعة مناشير ضوئية داخل بعضها البعض ، وهو كروي الشكل واصغر من طابة التنس ويعكس الضوء ولا يمتصه ، وتوجد على قمتها عقدة أفاد أهل الاختصاص بأنها كانت للأعلى أثناء سقوطها. ونظرا لغرابة الحجر الأسود ، فقد قام أهل الاختصاص المعنيون بهذا النوع من الحجارة النادرة ، في المختبرات العلمية في الجامعة الأردنية وجامعة اليرموك والجامعات الخاصة ، بفحصه مخبريا وأكدوا انه حجر نيزكي فضائي وليس من عناصر الأرض أو القمر أو كوكب المريخ المتعارف عليها ، ومكوناته الخارجية عبارة عن معادن ليست موجودة على الأرض ، كما أن شكل الحجر كروي ، ويعتقد انه سقط قبل 65 مليون عام في "بحر التيتام" الذي كان يغطي المنطقة العربية ومن ضمنها الأردن خلال ذلك العصر من عمر الأرض ، ويصل وزنه إلى حوالي 32,5 غرام ، وقطره 24,5 مليمتر ، ولا زال الحجر النيزكي محافظا على شكله وخصائصه رغم مرور هذه المدة الزمنية الطويلة جدا ، ولو انه سقط على اليابسة لأصبح عبارة عن ذرات ولفقد معظم خصائصه.كما إن النيازك التي تسقط على الأرض نادرة جدا ، والغريب أن معظم هذه النيازك تتكون من الصخور ، ونادرا ما تتكون من المعادن المختلفة مثل الحديد والنيكل ، وبما أن هذا النيزك مكون من معادن مختلفة وخاصة الحديد ، فانه يكون بمثابة عينة خام من المادة التي تشكلت منها المجموعة الشمسية ، ودراسته ستزودنا بمعلومات قيمة جدا عن الشمس والكواكب السيارة وربما النجوم.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تجارة الجواهر الفضائية ! في مقال الاسبوع الماضي، أشرت إلي السيل المنهمر للنيازك علي الأرض.. بأحجامها المختلفة ومخاطر الكبير منها علي البشر.. وفي موضوع اليوم سأستكمل الوجه الآخر لهذه النيازك المتمثل في ظهور سوق شرعية وسوداء لبيعها، بأسعار أغلي من الذهب.
وهناك قائمة متداولة بين التجار والمشترين لهذه النيازك، تعبر عن غرابة هذه التجارة.. الجرام الواحد لنيزك يتكون من الصخور، ثمنه 8 دولارات وجرام النيزك الحديدي 18 دولارا والنيازك التي مصدرها المريخ سعر الجرام ما بين 12 إلي 14 ألف دولار.. ونيزك من القمر سعره 88 ألف دولار للجرام.
فاذا عرفنا ان ثمن الجرام من الذهب الخام في حدود عشرة دولارات، تبرز الفروق الهائلة لثمن السلعتين.
***
ومع انتشار هذه التجارة، وجنون امتلاك الأثرياء لها مهما ارتفعت أسعارها ظهر اللصوص والمزيفون.. أشهر سرقة حدثت منذ سنوات، تمثلت في السطو علي قطعة من صخور القمر التي حملها رواد أول هبوط علي القمر عام 1969، وتزن كيلوجراما.. وظل البحث عنها سنوات، حتي عثر عليها رجال المباحث الفيدرالية في مزاد، وعرفوا ان اللص باعها بألف دولار.. علما بأن ثمنها في سوق النيازك النادرة، يبلغ 68 مليون دولار.
***
ومن متحف كبير في استونيا، سرق نيزك يزن 3 كيلوجرامات، لم تفلح جميع الجهود في استعادته.. رغم ان ثمنه يقدر بأكثر من 500 مليون دولار.
ومع ارتفاع أسعار هذه الجواهر الفضائية، تزايدت اعداد الهواة والمحترفين في البحث عنها في جميع مناطق العالم، خصوصا حول القطب الجنوبي، حيث يزداد سقوط هذه الأجسام الفضائية، وفيها تم العثور علي النيزك المريخي ، الذي أثار ضجة عالمية حول وجود آثار لبكتريا متحجرة تشير الي وجود حياة بدائية في الماضي البعيد لكوكب المريخ .. اختلف العلماء حولها، ولم يسفر الجدل عن رأي حاسم حول ما يحمله هذا النيزك من دلالات.
***
والباحثون عن هذه النيازك، يجدون دائما التجار بأموالهم المغرية.. بعد عرض ما يصل اليهم علي معامل كيمائية متخصصة، لتحليل مكونات كل نيزك ، والتأكد من مصدره الفضائي، وهل هو نيزك عادي من الصخور أو الحديد، أو من المريخ أو القمر، والفرق في السعر كبير جدا.. اذ يصل سعر الجرام الواحد لنيزك من المريخ، 14 ألف دولار.. فاذا افترضنا ان وزنه 500 جرام أو أكثر، نستطيع تصور ثمنه في المزادات التي تقام لهذه النيازك، وتنافس مزادات أجمل قطع الماس أو الزمرد أو الياقوت.. فضلا عن تراجع الذهب عن منافستها.
***
وتسلل الي سوق هذه التجارة المزيفون.. فكما يجري تزييف النقود، ظهر المحترفون في هذه السلع.. وتمكن الفحص الكيمائي الدقيق، من كشف عشرات من القطع المزيفة، التي عرضت باعتبارها نيازك ثمينة، وتبين انها مصنوعة من خلطة صخور ومعادن أرضية.
ولأن جميع النيازك في المتاحف المختلفة، تحمل خصائص نوعها وتاريخ العثور عليها، فقد أصبح سعيد الحظ من يعثر علي نيزك لحظة سقوطه.. حيث يتميز بمعرفة تاريخ سقوطه علي الأرض بدقة، وبالتالي يرتفع ثمنه كثيرا.. فالاقبال عليه لا يقتصر علي هواة امتلاكها، بل يمتد إلي المتاحف العالمية أيضا.. فمعظم النيازك التي عثروا عليها وسط الثلوج أو الرمال أو الجبال والأتربة في بعض مناطق العالم.. يصعب معرفة تاريخ هبوطها علي الأرض بدقة تامة.
***
ويقدر الخبراء أن في كل عام يسقط علي الأرض مليون نيزك، 70 % منها تسقط في المحيطات والبحار وتختفي الي الأبد.. ونسبة كبيرة تسقط في الغابات والصحاري والمناطق غير المأهولة، ويصعب العثور عليها .. وتبقي من هذه الكمية عشرات الآلاف، تسقط في مناطق المدن أو في جليد القطبين خصوصا الجنوبي، وظهر المتخصصون في البحث عنها.. ومع تطور أدوات البحث ارتفع عدد النيازك التي يتم العثور عليها من عدة آلاف طوال عشرات السنين الي 17 ألفا خلال السنوات الثلاث الماضية.
ويسهم الحظ بدور مهم في العثور عليها فمنذ سنوات قليلة عثر باحث فرنسي علي نيزك في الصحراء الليبية، يزن 513 جراما، وصل ثمنه إلي 35 مليون دولار .. بسبب ندرة المعادن في تكوينه واكتسابه ألوانا جميلة.
عثر السيد حسين الربابعة من سكان محافظة الطفيلة، على حجر نيزكي نادر جدا يصل عمره إلى حوالي 65 مليون عام ، أي منذ عهد الديناصورات التي عاشت على الأرض خلال تلك العصور.وخلال العام الماضي ، وعندما كان الربابعة يقوم بإجراء حفريات لبيته في مدينة الطفيلة ، وتحديدا بالقرب من جامعة الطفيلة التطبيقية ، وجد حجرا اسود اللون ونادر الوجود وغريب الشكل ، محفوظا داخل صخرة وعلى عمق بسيط ووزنه اكبر من حجمه ، وله لمعان عجيب وكأنه مجموعة مناشير ضوئية داخل بعضها البعض ، وهو كروي الشكل واصغر من طابة التنس ويعكس الضوء ولا يمتصه ، وتوجد على قمتها عقدة أفاد أهل الاختصاص بأنها كانت للأعلى أثناء سقوطها. ونظرا لغرابة الحجر الأسود ، فقد قام أهل الاختصاص المعنيون بهذا النوع من الحجارة النادرة ، في المختبرات العلمية في الجامعة الأردنية وجامعة اليرموك والجامعات الخاصة ، بفحصه مخبريا وأكدوا انه حجر نيزكي فضائي وليس من عناصر الأرض أو القمر أو كوكب المريخ المتعارف عليها ، ومكوناته الخارجية عبارة عن معادن ليست موجودة على الأرض ، كما أن شكل الحجر كروي ، ويعتقد انه سقط قبل 65 مليون عام في "بحر التيتام" الذي كان يغطي المنطقة العربية ومن ضمنها الأردن خلال ذلك العصر من عمر الأرض ، ويصل وزنه إلى حوالي 32,5 غرام ، وقطره 24,5 مليمتر ، ولا زال الحجر النيزكي محافظا على شكله وخصائصه رغم مرور هذه المدة الزمنية الطويلة جدا ، ولو انه سقط على اليابسة لأصبح عبارة عن ذرات ولفقد معظم خصائصه.كما إن النيازك التي تسقط على الأرض نادرة جدا ، والغريب أن معظم هذه النيازك تتكون من الصخور ، ونادرا ما تتكون من المعادن المختلفة مثل الحديد والنيكل ، وبما أن هذا النيزك مكون من معادن مختلفة وخاصة الحديد ، فانه يكون بمثابة عينة خام من المادة التي تشكلت منها المجموعة الشمسية ، ودراسته ستزودنا بمعلومات قيمة جدا عن الشمس والكواكب السيارة وربما النجوم.
تعليق