إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اسأله وفتاوى في الدين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    قولنا لأهل الكتاب: إخواننا.

    السؤال:

    ما حكم قول البعض عند الحديث عن اليهود والنصارى: " إخواننا " وهل يجوز أن نقولها ونعني إخواننا في الإنسانية؟ وهل في قوله تعالى: ﴿وإلى عاد أخاهم هوداً﴾ دليل على مشروعية ذلك القول؟



    الجواب:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأخوة في الأصل معنى يثبت للمشارك لك في الولادة. وقد جرى استعمالها في كل مشارك لغيره في القبيلة أو الصنعة أو الدين أو المعاملة أو المودة أوغيرها من المعاني والمناسبات. ولما كانت الأخوة في الدين أقوى هذه الوشائج والصلات جعلها الله تعالى محصورة في المؤمنين دون غيرهم فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (الحجرات: 10). قال الشافعي رحمه الله في الأم 6/40: "جعل الأخوة بين المؤمنين وقطع ذلك بين المؤمنين والكافرين". وهذه الأخوة لا تثبت إلا لأهل الإيمان قال الله تعالى: ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ (التوبة: 11). قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة ص73: "فعلق الأخوة في الدين على التوبة من الشرك وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والمعلق بالشرط ينعدم عند عدمه فمن لم يفعل ذلك فليس بأخ في الدين ومن ليس بأخ في الدين فهو كافر". وما جاء من إضافة الأخوة لغير المسلم كما في قوله تعالى: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً)، وقوله تعالى: (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً)، وقوله تعالى: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً) وما أشبه ذلك فهي إما أخوة نسب أو سبب، وقد وردت في مساق الخبر لا لإنشاء حكم بخلاف الأخوة الإيمانية فقد رتب الله تعالى ورسوله عليها أحكاماً وحقوقاً كما في قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات: 10)، وكما جاء فيما رواه البخاري(6591) ومسلم(2568) من طريق عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته. وما أشبه ذلك من النصوص.

    فالذي أرى أنه لا يجوز إطلاق الأخوة في حق الكفار لأن الله تعالى قطع ذلك بين المؤمنين والكافرين. ولأن في هذا الإطلاق تلبيساً يفضي إلى اختلال الأحكام واختلاط الحقوق وإضعاف أخوة الإيمان. أما إذا قيد إطلاق الأخوة بالنسب أو السبب وظهر ذلك بما لا اشتباه فيه كما جاء في الآيات فإنه لا بأس بإطلاقها حينئذ لتبينها و تميزها عن أخوة الدين وما تستوجبه من حقوق وواجبات. ومثل هذا في الحكم ما لو كان المقصود مجرد النداء كما يستعمله البعض، وعلى كل حال الواجب الاحتياط في مواطن الاشتباه. أما إطلاق أخوة اليهود والنصارى وغيرهم استناداً إلى الأخوة الإنسانية فهذا مما لا يرتاب عالم بالشرع ومدرك لمآلات الأقوال أنه لا يجوز، فإن الشرع الحنيف لم يقم لهذه الوشيجة والصلة اعتباراً خاصاً مع كونها قائمة وقت التشريع بل كان خطابه العام للمسلمين والكفار يقول: ياأيها الناس أو يا بني آدم. كما أنه مهما فتش الإنسان في دواوين الإسلام وكتبه على اختلاف الفنون وتنوعها من تفسير وحديث وفقه وغيره فلا إخاله يظفر بكلمة واحدة عن أحد من علماء الملة وأئمة الدين يستأنس بها في تجويز إطلاق الأخوة على الكفار استناداً إلى الأخوة الإنسانية. وإن مما يدل على تحريم إطلاق تسمية الكفار إخواناً للمسلمين أنه يفضي إلى التسوية بين من فرق الله بينهم في مثل قوله تعالى: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ﴾ (صّ: 28)، وقوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ (الجاثية: 21). وإن مما يوكد تحريم إطلاق تسمية الكفار إخواناً للمسلمين أن دعاة الإفساد والشر جعلوا الدعوة إلى الأخوة الإنسانية وسيلة وسلماً إلى تهوين شأن الكفر، وقبول أهله وموادتهم وموالاتهم، كما أنهم اتخذوها أداة لترويج كثير من الأفكار المنحرفة والمشاريع المشبوهة؛ ومن القواعد المتفق عليها أن ما كان وسيلة إلى محرم فهو محرم، فكيف والكل محرم؟ وفي الختام يجدر التنبيه إلى أن قطع الأخوة بين المؤمنين والكافرين لا يترتب عليه إهدار حقوق المعصومين الكفار ولا يسوغ انتهاكها، فحقوقهم محفوظة وحرماتهم مصونة ما دامت لهم عصمة الإسلام بالذمة أو العهد أو الأمان، والله أعلم.




    تعليق


    • #17
      سماع أصوات المعذبين في قبورهم

      السؤال:

      هل ما كتب في بعض الصحف وتكلم به بعض الناس من أن هناك تسجيل صوتياً لأناس تحت الأرض يصيحون فهل يمكن أن تكون هذه أصوات أناس يعذبون في قبورهم وهل هناك ما يدل على أنه لا يمكن سماع تلك الأصوات وبارك الله فيكم.



      الجواب:

      بسم الله الرحمن الرحيم

      سماع صوت المعذبين في قبورهم أمر ممكن، وليس هناك ما يمنعه من الأدلة. وأما ما رواه البخاري (1374) من طريق قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقول الناس . فيقال له : لا دريت ولا تليت. ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليها غير الثقلين)) فهذا نفي لسماع صوت خاص وليس لكل أصوات المعذبين في قبورهم، بل جاءت في صحيح مسلم (2867) من طريق أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خمسة وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع منه. ثم أقبل علينا بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر ... الحديث)) فالنبي صلى الله عليه وسلم سمع أصوات المعذبين، وهذا يدل على أن السماع من حيث الأصل ممكن لولا المحذور الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية إمكان سماع أصوات المعذبين في قبورهم، بل أثبت حصول ذلك. قال رحمه الله في مجموع الفتاوى (5/536) : " وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم" هذا من حيث المسألة ذاتها. أما قصة الباحثين الروس فلا أجزم بأن تلك الأصوات لمعذبين فقد تكون كذلك وقد تكون أصوات لأشياء أخرى داخل الأرض، والله تعالى أعلم .




      تعليق


      • #18
        العين و الحسد

        السؤال:

        إذا أصاب رجل آخر بعين ، فكان سبباً في وفاته، فهل يقتص من العائن ؟ وما الحكم كذلك إذا أصاب آلة فتعطلت أو دابة فماتت ، هل يغرم أو يضمن هذه الأمور التي أصابها ؟ وبارك الله فيكم.



        الجواب:

        بسم الله الرحمن الرحيم

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        أما بعد ..

        فإجابة عن سؤالك نقول :

        ذكر جماعة من أهل العلم أن العائن إذا تحقق أنه أصاب شيئا يعينه فأدى ذلك إلى تلفه فإنه يضمنه ، ذكر ذلك جماعة من فقهاء المالكية ، حتى قالوا: إنه إذا قتل بعينه فعليه القصاص أو الدية ، و منع ذلك الشافعية فقالوا: لا يقتل العائن ، و لا دية و لا كفارة عليه ؛ لأن القتل بالعين أمر غير منضبط ، ثم إنه ليس من العائن فعل يوجب الضمان ؛ إذ غاية ما في الأمر حسد.

        و ما ذكره الشافعية أقرب إلى الصواب ، لا سيما فيما يتعلق بالقصاص ، و الله أعلم.




        تعليق


        • #19
          الأسماء و الصفات

          السؤال:

          لماذا ظهر اسم الله "الصمد" مرة واحدة في القران ؟ وكيف للمسلم أن يتحلى بمثل هذه الصفة ؟ و جزاكم الله خيرا.



          الجواب

          بسم الله الرحمن الرحيم

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          أما بعد

          فإجابة عن سؤالك نقول



          ج1/ ليس هناك حكمة ظاهرة ، و لكن هناك من أسماء الله تعالى ما لم يذكر إلا مرة واحدة كالصمد و الأحد.

          ج2/ الواجب في أسماء الله تعالى إثباتها ، و الإقرار بما تضمنته من المعاني ، و التعبد لله تعالى بها ، و ذلك بدعائه و ذكره بها ، كما قال الله تعالى (و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها) و أما اتصاف المخلوق بها فليس صالحا في جميع الأسماء ؛ فإن من الأسماء ما لا يجوز أن يتشبه به الإنسان ، كالمتكبر و الإله و نحو ذلك ، ففي صحيح مسلم(2620) وسنن أبي داود (4090) ـ و اللفظ لأبي داود ـ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:قال الله عز وجل (( الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار)).

          و ما جاء في بعض الآثار من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(( تخلقوا بأخلاق الله)) فلا يصح و لا يثبت عنه صلى الله عليه وسلم.

          و أسماء الله تعالى و صفاته منها ما يحمد العبد على الاتصاف بها ، كالعلم و الرحمة والحكمة ، و منها ما يذم عليه كالإلهية و نحوها،كما أن العبد يكمل بصفات ينزه الله عنها ، فكمال العبد المخلوق في العبودية والافتقار و الحاجة و الذل لله رب العالمين ،والله تعالى منزه عن هذا كله ، فهو الحميد الكبير المتعال ، و لذلك يجب الحذر من بعض الإطلاقات التي توقع الإنسان في ضلال اعتقادي أو عملي.






          تعليق


          • #20
            وصف الله عز وجل بالجمال وتسميته به

            السؤال:

            هل يوصف الله بالجمال ويسمى به ؟

            الجواب:

            بسم الله الرحمن الرحيم

            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

            أما بعد ...

            فإجابة عن سؤالك نقول: نعم يوصف الله تعالى بالجمال كما جاء في صحيح مسلم (91) من طريق إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الله جميل يحب الجمال )) وهو من أسمائه الحسنى جل وعلا ، جاء ذكره في الحديث المتضمن ذكر أسماء الله الحسنى ، وهو حديث اتفق العلماء على أنه لا يثبت رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد عده ابن القيم في أسماء الله تعالى فقال في نونيته :

            وهو الجميل على الحقيقة كيف لاوجمال سائر هذه الأكـوان

            من بعض آثار الجميل فربهـا أولى وأجدر عند ذي العرفان

            فجماله بالذات والأوصاف والأفعال والأسمـاء بالبرهـان .




            تعليق


            • #21
              قول:"اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه"

              السؤال:

              ما الحكم الشرعي في هذه العبارة (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ) ؟ أرجو الإفادة ، نفع الله بعلمكم المسلمين .



              الجواب:

              بسم الله الرحمن الرحيم

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              أما بعد ..

              فإجابة عن سؤالك نقول :

              هذا الدعاء ليس له أصل في دعاء النبي صلى الله عليه و سلم ولا دعاء الصحابة رضي الله عنهم ، ولا أهل العلم ، وهو يتضمن عدة محاذير:

              الأول: فيه ما يشعر باستغناء الداعي وعدم ثقته بقدرة الله على كل شيء ؛ حيث إنه تعاظم أن يسأل الله دفع ما يخشى ، فسأل التخفيف فيه ، وقد جاء في صحيح البخاري (3639) ومسلم (2679) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره له)) وفي مسلم ((ليعزم في الدعاء فإن الله صانع ما شاء لا مكره له)) فالواجب أن يسأل العبد الله ما يؤمله من دفع السوء وحصول الخير جازماً في سؤاله ، ففي بعض روايات مسلم من الحديث السابق قال صلى الله عليه وسلم : ((ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه)).

              الثاني: دعاء الله تعالى برد ما يكره المرء من سوء القضاء جاءت به السنة ففي البخاري (6347) من حديث سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : ((كان يتعوذ بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء )) والمراد بسوء القضاء سوء المقضي ، وهو ما يكرهه الإنسان في نفسه أو ماله أو أهله أو ولده أو خاتمته أو معاده .

              الثالث: أن هذا الدعاء يشعر أن الدعاء لا يرد القضاء وهو خلاف ما دلت عليه السنة ، ففي جامع الترمذي (2139) من حديث أبي عثمان النهدي عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يرد القضاء إلا الدعاء))

              ولذلك نرى أن هذه الصيغة تتضمن ما ينبغي للمسلم أن يتجنبه ليحصل مقصوده.






              تعليق


              • #22
                الإصرار على الصغائر

                السؤال:

                فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة ؟



                الجواب:

                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد..

                فإجابة عن سؤالك نقول:

                لأهل العلم في الإصرار على الصغيرة هل يُصَيِّرها كبيرة ؟ قولان:

                الأول: أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة، و به قال ابن عباس رضي الله عنهما، وروي عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم، وهو قول أكثر أهل العلم.

                الثاني: أن الإصرار على الصغيرة لا يصيرها كبيرة.

                وقد احتج أصحاب كل قول بحجج تعضد ما ذهبوا إليه، وأبرز ما احتج به أصحاب القول الأول، ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قاللا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار) وقد روي مرفوعا من وجوه ضعفها ابن رجب وغيره من المحدثين.

                وأما أصحاب القول الثاني، فاحتجوا بالنصوص المفرقة بين الكبائر و الصغائر، كقوله تعالى إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً)(النساء:31)، وكقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم (223) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:" الصلوات الخمس، و الجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".

                والذي يظهر لي أن القول الثاني ـ وهو أن الصغيرة لا تصير كبيرة بتكرارها، و المداومة عليها، سواء أكان التكرار لصغيرة بعينها، أو لجنس الصغائر ـ أقرب للصواب، وأما ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره، فمحمول على أن الإصرار هو استدامة غير الآبه بحدود الله تعالى، ولا المبالي بحرماته، ولا المعظم لأمره ونهيه، وهذا لا ريب أنه من كبائر ذنوب القلوب، وأما الاستدامة لغلبة الشهوة ونحو ذلك، مع خوف العقوبة، ووجل المؤاخذة، فليس كبيرة، والله أعلم.






                تعليق


                • #23
                  مُتَعَلَّقُ الإرادة الشرعية

                  السؤال:

                  فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، من المعلوم أن الله سبحانه وتعالى يوصف بالإرادة, وإرادته تنقسم إلى قسمين: إرادة كونية وإرادة شرعية, فهل الإرادة الشرعية تتعلق بالمكلفين فقط؟



                  الجواب:

                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد ..

                  فإجابة عن سؤالك نقول :

                  هذا اللفظ فيه إجمال، فإن كنت تقصد الإثابة والمعاقبة فصحيح، وأما إن كنت تقصد تناول الحكم الشرعي، فالحكم الشرعي يتناول المكلفين وغيرهم، ومما يدل على ذلك ما رواه أحمد (6650) و أبوداود (495) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمر وبن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع)) وهذا يدل على تعلق الإرادة الشرعية بفعل غير المكلف، والذي أنصح به تجنب الإطلاقات في مثل هذه الألفاظ المجملة، والله تعالى أعلم.






                  تعليق


                  • #24
                    . الذبح لغير الله تعالى

                    السؤال:

                    فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نذرت ذبيحة في مزار لأحد الأولياء، فهل يجوز أن أذبحها في البيت أو يجب ذبحها عند مقام هذا الولي ؟ وجزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.



                    الجواب:

                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد..

                    فإجابة عن سؤالك نقول:

                    قال الله تعالى: ) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ( (الكوثر:2) وقال تعالى: ) قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ _ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ( (الأنعام:162_163) (نسكي) أي: ذبحي، وروى مسلم في صحيحه (1978) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لعن الله من ذبح لغير الله )) ومن هذا يتبين أن الذبح لغير الله شرك وكفر لا يجوز، فاتق الله ولا تذبح إلا لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض . واعلم أن هؤلاء الأموات من الأولياء وغيرهم، لا يملكون لك نفعاً ولا ضراً، فهم أحوج ما يكونون إلى عمل صالح ينتفعون به، قال تعالى: ) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً ((الاسراء:56).






                    تعليق


                    • #25
                      التعبيد في الأسماء بما لم يثبت تسمي الله تعالى به

                      السؤال:

                      فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل الستار من أسماء الله تعالى ؟

                      وهل اسم عبد الستار يصح وجائز؟



                      الجواب:

                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

                      فإجابة عن سؤالك نقول:

                      الستار لم يصح أنه من أسماء الله تعالى، فلم يرد لا في القرآن، ولا في السنة الصحيحة، وأما التسمية بعبد الستار فهذه المسألة تبنى على أمرين:

                      الأول: هل تصح تسمية الله تعالى بما لم يرد تسميته به في الكتاب والسنة، مما صح معناه لغة وعقلا وشرعا ؟ وفي هذا لأهل العلم قولان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (9/300_301): (والناس متنازعون هل يسمى الله بما صح معناه في اللغة والعقل والشرع، وإن لم يرد بإطلاقه نص ولا إجماع، أم لا يطلق إلا ما أطلق نص أو إجماع؟ على قولين مشهورين، وعامة النظار يطلقون مالا نص في إطلاقه ولا إجماع، كلفظ القديم والذات ونحو ذلك، ومن الناس من يفصل بين الأسماء التي يدعى بها، وبين ما يخبر به عنه للحاجة، فهو سبحانه إنما يدعى بالأسماء الحسنى) اهـ.

                      والأصل ألا يسمى الله تعالى على وجه الإطلاق إلا بما سمى به نفسه، ويلتحق بهذا ما كان في معنى ما سمى الله به نفسه، وإن لم يرد لفظه، سواء قيل: إنه على وجه الاسم أو على وجه الخبر.

                      الأمر الثاني: أن العلماء اتفقوا على استحسان الأسماء المضافة لله تعالى، واتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله، والأسماء كعبد الستار أو عبد الناصر أو عبد العال، هي مما أضيف لله تعالى إما على وجه الخبر، أو على الاسم أو الوصف، فهي داخلة فيما اتفقوا عليه من استحسان الأسماء المضافة لله تعالى في الجملة، ولا تدخل بالاتفاق فيما عُبِّدَ لغير الله، كعبد العزى، وعبد الكعبة، وعبد الرسول.

                      وبناء على ما تقدم فإن الأقرب جواز مثل هذه الأسماء، وأنه لا حرج فيها؛ لأنه لا يقصد في التعبيد بها إلا الله تعالى، قال شيخنا ابن عثيمين: (الصحيح أن ما دل من الأسماء بإطلاق على الله تعالى جاز التعبيد به...ولا يلزم تغييره) اهـ، إلا أن الأولى بالأب المسلم أن يختار لأبنائه من الأسماء أحسنها، وقد جاء في صحيح مسلم (2132) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن))، فليسم بهذين الاسمين، أو ما شابههما من أسماء الله تعالى الثابتة في القرآن أو السنة.






                      تعليق


                      • #26
                        الوساوس

                        السؤال:

                        فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هناك أشياء تجول في نفسي عن الدين ربما تخرج من الملة، فأستغفر الله وأتشهد، ولكن عندما أتذكر ذلك أخشى ألا أكون مسلما! علما أني أصلي فروضي جميعها، فماذا أفعل ؟



                        الجواب:

                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد

                        فإجابة عن سؤالك نقول:

                        الوساوس من أعظم الوسائل التي يستعملها الشيطان للصد عن سبيل الله؛ فإن العبد إذا توجه إلى الله تعالى بقلبه جاءه الشيطان بأنواع الوساوس، وألوان الخواطر؛ ليقطع عليه طريقه إلى الله تعالى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الفتاوى الكبرى (2/224) : " والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو غيره، لابد له من ذلك، فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر، ويلازم ما هو عليه من الذكر أو الصلاة، ولا يضجر؛ فإنه بملازمة ذلك ينصرف عنه الشيطان {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}[النساء:76] وكلما أراد العبد توجها إلى الله تعالى بقلبه جاء من الوساوس أمور أخرى؛ فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد السير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق"اهـ.

                        فأوصيك بالاستعاذة بالله تعالى واللجوء إليه أن يصرف عنك كيد الشيطان، واعلم أن مدافعتك لهذه الوساوس، وما تجده من ضيق بسببها من صريح الإيمان وصفته، ففي صحيح مسلم (133) من طريق إبراهيم عن علقمة عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة فقال: (تلك محض الإيمان)، وفيه أيضاً (132) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به! قال: (وقد وجدتموه؟!) قالوا: نعم، قال: (ذلك صريح الإيمان).

                        وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن علاج ذلك بقطع الوساوس، وقول: آمنت بالله ورسله، ففي صحيح مسلم (134) من طريق هشام عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق السماء؟ من خلق الأرض؟ فيقول: الله، حتى يقال: هذا خَلَََقَ اللهُ الخلقَ، فمن خلق الله؟! فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل: آمنت بالله) وفي رواية : (آمنت بالله ورسوله )، حفظ الله علينا إيماننا، ووقانا شر أنفسنا والشيطان .






                        تعليق


                        • #27
                          هل الفقر والغنى، أو الابتلاء والمعافاة، أو الهداية، دليل على محبة الله للعبد؟

                          السؤال:

                          فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الموضوع الآتي نشر في أحد المنتديات، وأثار خلافا بين القراء، فنأمل منكم إبداء رأيكم فيه، وجزاكم الله خيرا.

                          (إن أعطاك الله الدين والهدى, فاعلم أن الله يحبك.

                          وإن أعطاك الله المشقّات والمصاعب والمشاكل فاعلم أن الله يحبك، و يريد سماع صوتك في الدعاء.

                          وإن أعطاك الله القليل، فاعلم أن الله يحبك، وأنه سيعطيك الأكثر في الآخرة.

                          وإن أعطاك الله الرضا، فاعلم أن الله يحبك وأنه أعطاك أجمل نعمة.

                          وإن أعطاك الله الصبر، فاعلم أن الله يحبك، وأنك من الفائزين.

                          وإن أعطاك الله الإخلاص، فاعلم أن الله يحبك، فكن مخلصا له.

                          وإن أعطاك الله النعم، فاعلم أن الله يحبك وينتظر منك الحمد والشكر.

                          وإن أعطاك الله الحزن، فاعلم أن الله يحبك، وأنه يخـتبر إيمانك.

                          وإن أعطاك الله المال، فاعلم أن الله يحبك، فلا تبخل على الفقير.

                          وإن أعطاك الله الفقر، فاعلم أن الله يحبك، وأعطاك ما هو أغلى من المال.

                          وإن أعطاك الله لسانا وقلبا فاعلم أن الله يحبك، فاستخدمهما في الخير والإخلاص.

                          وإن أعطاك الله الصلاة والصوم والقرآن والقيام، فاعلم أن الله يحبك، فلا تكن مهملاً، واعمل بذلك.

                          وإن أعطاك الله الإسلام فاعلم أن الله يحبك، فكيف لا تحبه؟!

                          إن الله أعطاك كثيرا, فكيف لا تعطه حبك ؟! الله يحب عباده ولا ينساهم.

                          سبحان الله، لا تكن أعمى، وأوجد حبّ الله في قلبك).





                          الجواب:

                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد

                          فإجابة عن سؤالك نقول:

                          إطلاق مثل هذه العبارات يحتاج لدليل خاص، وهذا ما قد تفتقر إليه بعض الأمور السابقة، ولكن في العموم فإن التوفيق للهداية والعمل للصالح، هو من دلائل محبة الله تعالى للعبد، ويمكن أن يستدل لذلك بقول الله جل وعلا: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيم[[المائدة:54]، فإن الله تعالى ذكر بعد محبته لهم جملة من الأعمال الصالحة التي وفقهم إليها، ويشهد لذلك أيضا أن الله تعالى علق محبته بجملة من الأعمال الصالحة، فقال سبحانه: ]إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين[ [البقرة:222]، وقال: ]وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين[[آل عمران:134]، وقال: ]إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِين[ [التوبة:4]، وقال: ]وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين[ [آل عمران:146]، وقال: ]إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين[ [آل عمران:159]، فتوفيق الله تعالى للعبد لما يحبه من دلائل محبته له.

                          وأما ما يتصل بسعة الدنيا وضيقها، فإنه ليس دليلا على محبة الله تعالى، ولا على نفيها، وقد نفى الله ذلك في كتابه فقال: ]فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَن * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَن[ [الفجر:15_16] ثم قال سبحانه: ]كَلاَّّ[ [الفجر:17] أي: ليس الأمر كما ظننتم وزعمتم؛ لا في هذا ولا في ذاك، فالله يعطي المال من يحب ومن لا يحب، ويضيق على من يحب ومن لا يحب، وإنما المحبوب من أطاع الله تعالى في العسر واليسر، وفي الغنى والفقر، ولكن المؤمن إذا ابتلي فصبر على البلاء، فإن ذلك من دلائل محبة الله تعالى له، كما قال: ]وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين[، ومن الصبر الذي يحب الله أهله، الصبر على البلاء، وهذا المعنى هو المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري (5645) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يُصِبْ منه)، ويشهد له ما أخرجه الترمذي (2396) عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)، فالمحبة مرتبة على البلاء الذي يعقبه صبر، وليس على مجرد الابتلاء، ولهذا قال الله تعالى: ]وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين [[البقرة:155]، فالبشرى لمن صبر، وليس لمن ابتلي فقط.

                          وأما أن الله تعالى يبتلي عبده ليسمع دعاءه، فليس بصحيح، بل العبد مأمور بالدعاء في حال يسره وفي حال عسره، في المنشط والمكره، فالدعاء مطلوب مطلقا، وليس في حال البلاء فقط، والله أعلم.






                          تعليق


                          • #28
                            حكم الصيام في أعياد المشركين مخالفة لهم

                            السؤال:

                            فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل يشرع الصيام في أعياد النصارى مخالفة لهم، كصيام يوم (شم النسيم) ونحو ذلك؟



                            الجواب:

                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد

                            فإجابة على سؤالك نقول:

                            الذي يظهر أن هذا غير مشروع، فلا يندبُ الناسُ للصيام، بل يكفي في مخالفة المشركين في هذا أن لا يعظم هذا اليوم، ولا يخص بمزيد عناية عن سائر الأيام، وما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الأحد والسبت مخالفة لليهود والنصارى، كما في مسند أحمد وغيره من حديث أم سلمة رضي الله عنها، فإنه ضعيف، فهو من رواية عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، وفي حديثه بعض الضعف، كما ذكره ابن القيم في زاد المعاد (2/74).






                            تعليق


                            • #29
                              تسمية الدعاء (رسالة إلى الله)

                              السؤال:

                              فضيلة الشيخ، السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته، هل يجوز أن يكتب الإنسان أدعية ويسميها (رسائل إلى الله)؟



                              الجواب:

                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد

                              فإجابة عن سؤالك نقول:

                              لفظ (الرسالة) قد يوحي بالبعد والغيبة، والله تعالى قال: )وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ((البقرة:186) وقال سبحانه حكاية عن نبيه صالح عليه الصلاة والسلام أنه قال: )إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيب((هود:61)، وفي البخاري (2770) ومسلم (4873) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا؛إنه معكم، إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده)، فتستبدل هذا اللفظ بغيره.






                              تعليق


                              • #30
                                ضابط ما يجب تعلمه عينا وحكم التقليد في مسائل الاعتقاد

                                السؤال:

                                فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما ضابط العلم الذي يجب تعلمه على كل أحد ؟ وهل صحيح أنه لا يصح التقليد في مسائل الاعتقاد ؟



                                الجواب:

                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد

                                فإجابة عن سؤالك نقول:

                                ج1/ ضابط العلم العيني هو ما لا يقوم دين المرء إلا به، سواء في العقائد، أو في الأعمال، أو في الأقوال، فما لا يستقيم دينك إلا به يجب عليك أن تتعلمه، مما يتعلق بعلوم الاعتقاد، أو مما يتعلق بالعمل، أو مما يتعلق بالقول.

                                ج2/ يذكر كثير من علماء الأصول أنه لا تقليد في مسائل الاعتقاد، و في هذا الإطلاق نظر، فإن مسائل الاعتقاد كغيرها من مسائل العلم، لا يكلف الإنسان فيها إلا ما يستطيع، فإن كان يمكنه حصول العلم من غير تقليد فهذا هو المطلوب، وإلا فإنه يسعه التقليد.




                                تعليق

                                يعمل...
                                X