إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحضارة الارامية

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحضارة الارامية

    بين يدي الكتاب:
    نُشر هذا العمل للمرة الأولى قبل اثني عشر عامًا وتحديدًا سنة 1994م، بدعم مشكور من المركز الثقافي البريطاني، الذي قدم لي منحة لمدة ثمانية أسابيع قضيتها في رحاب جامعة مانشستر، ومن مكتبة الملك فهد الوطنية ممثلة في أمينها العام -آنذاك- يحيى بن محمود بن جنيد. وبعد هذه السنين الطوال طلب مني المسؤولون في هذه المكتبة، التي تميزت طوال تاريخها المديد -بإذن الله- بدعم الباحثين والدارسين وتشجيعهم في بلادنا الغالية- النظر في إعادة طباعته نظرًا لنفاذ الكمية ولاستمرار الطلب عليه -وإن كان محدودًا- من طلاب العلم. وها أنا ذا أقدم للقراء المحبين للدراسات والأبحاث العلمية في مجال الكتابات العربية القديمة هذه النسخة، التي لا أستطيع القول إنها منقحة، لاختلافها كليًا في فصليها الأول والثاني. فقد عملتُ جاهدًا على تطويرهما بما يتناسب والحاجة للطبقة التي تستخدم هذا الكتاب، فهو يُدرس في جامعة الملك سعود، قسم الآثار، كلية السياحة والآثار، وقسمي الآثار بكلية الآداب بالجامعة الأردنية، والنقوش في كلية الأنثروبولوجيا والآثار بجامعة اليرموك الأردنية، إضافة إلى اعتماده مرجعًا علميًا في قسمي التاريخ واللغة العربية بجامعة حلب السورية. لهذا زدتُ في الجرعة التاريخية عن القبائل والدويلات الآرامية ودورها السياسي في المنطقة
    - آنذاك-. مع خلفية تاريخية مختصرة للهجات الآرامية المختلفة، ومدخل لأبرز ظاهرتين لغويتين للنقوش الآرامية القديمة، وهما: الاسم والفعل. وأجدُ من المناسب الإشارة إلى الدراسة المتميزة التي قام بإعدادها فاروق إسماعيل، قسم اللغة العربية، جامعة حلب عن قواعد النقوش الآرامية القديمة عام 1984م، والتي أعاد نشرها -مشكورًا- مرة أخرى عام 1997م.
    وبالنسبة للفصل الثالث، فبخلاف التصحيحات اللغوية والأخطاء الإملائية والفنية، وإضافة المراجع والدراسات الحديثة التي صدرت خلال الفترة من 1994- 2006م، باللغات المختلفة، فلم تكن هنا نقوش آرامية جديدة يمكننا إضافتها إلى هذه الدراسة، إذ إن العدد الذي اكتشف لاحقًا على يد البعثة الألمانية السعودية المشتركة، سيقوم الباحثون المشاركون بدراستها ونشرها خلال الأشهر القادمة. كما أن العدد القليل الذي عَثَر عليه عن طريق الصدفة بعض المواطنين المحليين وصلت إلى أيادي البعض من المختصين الذين أوضحوا لنا رغبتهم في دراستها ونشرها. لهذا لم أتمكن -مع الأسف الشديد- من إضافة هذه النقوش الجديدة إلى هذه الدراسة، رغم أنني رغبت بذلك بإلحاح شديد.
    وأخيرًا أودّ تقديم جزيل الشكر والتقدير للزملاء وكافة الذين لم يبخلوا علينا بنصائحهم، وأخص منهم بالشكر والتقدير الأخ محمود أحمد عيسى أستاذ الآثار القديمة، والأخ سامر بن أحمد سحلة، قسم الآثار، كلية السياحة والآثار، والأخت الفاضلة الدكتورة وداد الشبار؛ كما وأشكر كذلك القائمين على مكتبة الملك فهد الوطنية، وعلى رأسهم سعادة الأستاذ علي بن سليمان الصوينع، والعاملين في إدارة البحوث والنشر بالمكتبة على دعمهم وتشجيعهم وكرمهم غير المستغرب.
    أخيرًا، أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتي، وأن يجعله مفيدًا للقارئ الراغب في معرفة المزيد عن القبائل والدويلات والنقوش الآرامية المعروفة بالآرامية الدولية، إنه سميع مجيب الدعاء.







    الفصل الأول
    مدخل تاريخي
    - السوتو/ السوتي.
    - أخلامو.
    - الممالك الآرامية.
    أولاً: الممالك الآرامية في سوريا.
    ثانيًا: القبائل والممالك الآرامية في بلاد بابل (بلاد الرافدين).
    - العلاقات الآشورية الآرامية.


















    مدخل تاريخي
    الآراميون هم أحد الشعوب المعروفة اصطلاحًا بالساميين( )، الذين استوطنـوا الهـلال الخصيب (Olmstead, 1931, p.195; Bowman, 1948,
    p.67; Malamat, 1975, p.134)؛ واستنادًا إلى إشارات وردت في العهد القديم (Genesis 22: 24: 26)، عرفنا أنهم انحدروا من آرام بن سام بن نوح. وشأن العهد القديم في هذا الأمر شأن معظم المصادر القديمة، ومنها العربية (الموروث العربي)، التي تستند على قاعدة أن القبائل والمجموعات البشرية تنحدر من جد وحيد. ولعل المنتهجين لهذا المنهج والآخذين به يعتمدون -كما نرى- على الحقيقة الواردة في الكتب الدينية، ومنها القرآن الكريم، بأن البشر جميعًا يعودون إلى آدم وحواء عليهما السلام. وإن كان هذا الأمر حقيقيًا ومؤكدًا، إلا أنه ليس مسوغًا مقبولاً للقول بأن كل قبيلة قد انحدرت من جد وحيد. فالكثير من القبائل العربية -على سبيل المثال- القديمة منها والحديثة اكتسبت مسماها من حوادث وعوامل مختلفة مثل: القبائل الآرامية المعروفة باسمي السوتو؟ السوتي، والأخلامو، فالأُوَل عرفوا به لأنهم كانوا مجموعات بشرية يجمع بينهم الارتحال والعيش على الكلأ، والآخرون لتحالفهم ضد عدو مشترك أو لتحقيق غرض مشترك آخر. وهناك القبائل التي أخذت اسمها نتيجة لاشتهارها بمزاولة مهنة معينة أو براعتها في مجال من مجال الحيـاة مثـل: القبائـل النبطيـة، الذيـن اكتسبـوا -كما نرى- اسمهم هذا لتفوقهم على معاصريهم إقليميًا في طرق معينة لاستخراج الماء من باطن الأرض.
    هذا ما كان من شأن العهد القديم، لكن ماذا عن المصادر الكتابية القديمة المعاصرة للآراميين. والواقع أن هذه المصادر الكتابية جاء فيها العلم "ارام/ ارامو"، مرة علمًا لشخص وأخرى اسمًا لمكان. فلعل أقدم هذه الإشارات بالنسبة للأول وثيقةٌ تعود إلى فترة الملك السومري شوسن (2045- 2037 ق.م)، إضافة إلى وثائق أوجاريتية ونقوش من ماري، الأولى تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، والثانية تعود إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد.
    وبالنسبة لظهوره اسمًا لمكان فجاء في مصادر كتابية أكادية تعود إلى النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد (أبوعساف، 1988م، ص11)، وفي كتابات تعود إلى عصر النهضة السومرية، خلال فترة أسرة أور الثالثة (2111-
    2003 ق. م) (هبو، 2004م، ص341)، ولاحقًا في الكتابتين المصرية القديمة والآشورية (Malamat, 1975, pp.134- 7; Albright, 1975, pp.532- 3)، إضافة إلى ما ورد في العهد القديم (Genesis 22: 24: 26)، والقرآن الكريم (سورة الفجر: 7- 8). وسواء أكان العلم بدأ علمًا لشخص أو اسمًا لمكان، فإن معناه يعني "العلو والارتفاع"، الذي تسموا به لاحقًا، نظرًا لأنهم قطنوا المناطق العالية في الفرات الأعلى؛ وهو في تصورنا المعنى الأكثر قبولاً، والمؤكد من الأدلة الآثارية والتاريخية. وللباحث العراقي عبدالحق فضل، 1958م،
    ص ص180- 188، اقتراح -أظنه خاطئًا- فقد عدّ الاسم "ارام" على علاقة بالاسم "عرب"، مفترضًا أن الأكاديين استبدلوا حرف العين بحرف الألف (الهمزة)، لأن الرموز (العلامات) السومرية لم يكن من بينها رمز للعين. ولهذا عندما أراد هؤلاء الأكاديون كتابة "عرب"، كتبوها "ارام"، مضيفًا -لتأكيد وجهة نظره- أن غير العرب ينطقون كلمة عرب، ارب، مستبدلين حرف العين بالهمزة. ورأي عبدالحق فَضْل هذا، يعود إلى فترة الخمسينات والستينات حين كان البعد القومي العربي قويًا، فالجانب العلمي يعارض تمامًا هذا القول؛ فلفظة ع ر ب تتكون من ثلاثة حروف صحيحة هي: العين، والراء، والباء، التي لا أثر لها في كلمة ا ر م، وهي تتكون من الألف والراء والميم( )؛ لهذا فإننا لا نرى أي علاقة بين العلمين ع ر ب، و ا ر م، فهما اسمان لشعبين مختلفين.
    وقبل هذا الاسم "ارامو"، الذي تسموا به فيما يبدو بعد القرن الثاني عشر قبل الميلاد، عُرفوا بأسماء مختلفة، هي: السوتو/ السوتي، ثم اسم مركب هو: سوتو- أخلامو، ولاحقًا اختفى العلم سوتو، وحلَّ محله مرة أخرى العلم المركب "ارامو- أخلامو". واستمر هذا الاسم متداولاً في المصادر الكتابية المعاصرة لهم حتى أصبح واضحًا وجليًا خلال القرن العاشر قبل الميلاد، أن المسمى الذي أصبحوا يُعرفون به والأكثر تداولاً وذكرًا في النصوص المعاصرة لهم هو: "أرامو/ أرامي". لكن يجب التنبيه إلى أن هذا التسلسل الزمني لهذه المسميات لم يحل دون ظهورها مرات عدة مجتمعة (أو منفردة) في الفترة الواقعة فيما بين نهاية القرن الحادي عشر والثامن قبل الميلاد. ولعل أقدم هذه النصوص التي جاءت فيها هذه المسميات مجتمعة، هو نص الملك الآشوري "آشور بيل كالا" (1074-
    1057 ق.م)، وآخرها هو النص العائد أيضًا للملك الآشوري "سرجون الثاني" (722- 705 ق.م) (هبو، 2004م، ص355).
    السوتو/ السوتي:
    وهو يعني "الرُّحَّل" (Olmstead, 1931, pp.169- 81; Bowman, 1948,
    p.67; Krealing, 1966, p.14)، ونستدل من معنى الاسم أن هذه المجموعة البشرية جمعتهم صفة الارتحال والتنقل خصوصًا في الصحارى والمناطق المحيطة بالمدن المعمورة؛ لذلك أطلقت عليهم المصادر الكتابية المعاصرة لهم تلك الصفة، وهي الارتحال والتنقل.
    وقد ورد هذا الاسم في العديد من المصادر الكتابية، منها رسالة بعث بها ملك قاتن في سوريا المدعو (Akizze) إلى مصر، مفيدًا اعتزامه محاربة العدو بجيشه، مستعينًا بأخواته (يقصد حلفاءه)، ومرتزقته، وذكر في أولئك المرتزقة اسم: سوتو/ سوتي، الذين فيما يظهر كانت مشاركتهم بوعد حصولهم على مكافأة مجزية. وهناك رسالة أخرى -تفيد أيضًا بأن هذه القبائل (السوتو) كانت من القبائل الرحل-، دافع فيها تاجر من بلاد الرافدين عن تهمة الاختلاس والسرقة التي اتهمته السلطات بها آنذاك، بإلقائه اللوم على قبائل السوتو، الذين هاجموا قافلته، وسرقوا بضائعه. ويظهر أن هذه الممارسات هي التي دفعت الملك "كادانشمان - خربه" (كادشمان خربي) تطبيق بنود الاتفاقية المعقودة بين الكاشين والمصريين (انظر أدناه)، فشن حملته العسكرية على السوتو، في الصحراء السورية، حيث كانوا يقطنون. وقد أدت الحملة التي قتل فيها العديد من السوتو، إلى قيام هذا الملك ببناء حصونٍ، وترك حامية عسكرية للمحافظة على استقرار هذه المنطقة المعروفة آنذاك باسم "خي- خي" (إسماعيل، 1984م،
    ص2). وإضافة إلى الرسالتين والنقش التاريخي الأخير فقد جاء ذكر السوتو/ السوتي في رسائل تل العمارنة( ).
    وفي فترة لاحقة ظهر مسمى جديد استمر لفترة معينة من الزمن وهو الاسم المركب "سوتو- أخلامو". وقد ورد هذا الاسم في أحد نصوص الملك الآشوري "اريك- دن - ايلي" (1325/ 1317- 1311/1306 ق.م)، وفيه إشارة إلى محاربته لهم. وفيما يظهر أن الأخلامو هي عشائر أيضًا بدوية، فقد ورد في رسالتين بابليتين أنها قبائل بدوية غازية متسللة من الصحراء، تركت موطنها الأصلي لما سمعوه من نجاحات إخوانهم السوتو في الهلال الخصيب؛ وبسبب تحالف هذه العشائر فإن المصادر المعاصرة لم تستوعب إلا لاحقًا أنهم من عنصر عرقي واحد، فأطلقت عليهم فيما بعد "أخلامو" بدلاً من الاسم المركب "سوتو- أخلامو".
    أخلامو:
    ويعني "الحلفاء، الرفاق"( ) (Krealing, 1966, p.18; O'Callaghan, 1948, p.95)؛ ويمكن الاستدلال من طغيان الاسم "أخلامو"، أن هذه العشائر، التي قدمت بعد إخوانهم ورفاقهم السوتو، أصبحت لهم اليد العليا. إن صح تأريخ رسالة بلشوتو إلى أبيه( )، التي أعادها بعض المختصين إلى القرن السابع عشر قبل الميلاد، فإن وصول "الأخلامو" إلى المنطقة كان بعد قرون قليلة من استقرار "السوتو" في الهلال الخصيب.
    وقد استمر "الأخلامو" منفصلين عن "السوتو" حتى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، عندما تحالف الفريقان، فأصبحا يُعرفان بالاسم "سوتو -أخلامو". لكن كما ذكرنا سابقًا أن هذا المسمى لم يستمر إلا لفترة زمنية محدودة، فقد طغى الاسم "أخلامو" في المصادر الكتابية المعاصرة، مثل: رسالة الملك الحثي "ختوشيلي الثالث" التي وجهها إلى الملك البابلي الكاشي "كدشمان انليل الثاني"، يشكو فيها الخطر المتزايد، الذي شكله "الأخلامو" على تجارة بلاده ودخلها القومي؛ وكذلك رسائل تل العمارنة، تحديدًا الرسالة رقم 200، التي دلت بشكل واضح على أن غزوهم وظهورهم السياسي في سوريا كان خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
    أما المصادر الكتابية الآشورية فقد جاءت حبلى بالعديد من الإشارات إلى هذه القبائل؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر: هاهما الملكان الآشوريان "شلمناصر الأول" (1273- 1244ق.م) وخلفه "توكولتي نينورتا الأول" (1243-
    1207ق. م)، يذكران حروبهم ضد "الأخلامو" في جهات الخابور بالنسبة للأول، وفي جبال أخلامو القريبة من موقع ماري الهام، بالنسبة للثاني. وكان "آشور ريشي ابشي" (1132- 1115ق. م)، قد قال، في أحد نصوصه، إنه دمر جيش أخلامو.
    وفي الفترة اللاحقة ظهر الاسم المركب أخلامو- ارامو،(الأخلامو الآراميون)، لأول مرة إبان حكم الملك الآشوري "تجلات فليسر/ تجلت فلايسر الأول" (1114- 1076ق. م)، مشيرًا إلى قيامه في السنة الرابعة من حكمه، الذي استمر ثمانية وثلاثين عامًا، وتحديدًا سنة 1111ق. م بحملاته العسكرية ضد الأخلامو - الآراميين( ) وخلال القرن العاشر قبل الميلاد بدأ العنصر الأول "أخلامو" بالاختفاء لتحل محله الصفة "ارامو"، وهي كما ذكرنا أعلاه نتيجة لسكناهم- أي الأخلامو- في المناطق العليا من الفرات، فبدأت المصادر الكتابية آنذاك تسميهم بالآراميين.
    هذا مـا كـان بشـأن المسميـات المختلفـة التي عُرفـوا بهـا عبـر تاريخهـم الطويل بدءًا من بداية الألف الثالث حتى نهاية الألف الأول قبل الميلاد، حينما أصبحوا يسمون بالقبائل الآرامية، حتى انتشار المسيحية فعُرف الذين اعتنقوا المسيحية باسم السريان، في حين احتفظ الوثنيون منهم بمسماهم القديم "الآراميين"، نقول هذا ما كان بشأن المسمى، لكن ماذا عن موطنهم الأصلي، الذي هاجروا منه إلى الهلال الخصيب. وكعادة الدارسين والباحثين، فقد تعددت الآراء، لكنها لا تخرج في تصورنا عن أربعة اقتراحات، أو لنقل آراء (Mamalat, 1975, p.134; Albright, 1975, P.530)، وهي:
    1 - أن موطنهم الأصلي هو الصحراء العربية السورية.
    2 - أن موطنهم هو شمال الهلال الخصيب.
    3 - أن موطنهم، استنادًا إلى العهد القديم (Amos 9: 7) هو منطقة كير (Kir) بالقرب من عيلام.
    4 - أنهم قدموا من أعالي منطقة نجد من وسط شبه الجزيرة العربية.
    والواقع أن القول الأول قريب من الصحة، إذ إن دخولهم إلى الهلال الخصيب كان من حافة الصحراء السورية، لكنه جاء بعد وصولهم لهذه المنطقة من داخل شبه الجزيرة العربية؛ فاستقرارهم المؤقت في الصحراء السورية لأنهم وجدوها المنطقة الملائمة التي مكنتهم لاحقًا من الاستفادة اقتصاديًا وإنشاء دولهم وممالكهم الخاصة.
    أما القولان الثاني والثالث، فإن درجة استبعادهما واضحة وقوية؛ ففضلاً عن أن "كير" تقع في شرق بلاد الرافدين، وأن ما في حوزتنا من دلائل حضارية تشير إلى أنهم من الجنوب الغربي، فالواقع أن لا أدلة حضارية أو كتابية لدينا تسوغ لنا القول بأنهم من شرق بلاد الرافدين. ونحن نرجح قول كرلينج
    (Kraeling, 1966, p.13)، الذي أشار إلى أنهم من أعالي منطقة نجد، وذلك في أوائل الألف الثالث قبل الميلاد، منتهين في منتصفه في شمال شبه الجزيرة العربية وحافة الصحراء السورية، بادئين في التوغل التدريجي إلى بلاد الرافدين وأواسط سوريا، بشكل واضح، في الربع الأول من النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد. ولعل ما يدل على هذا الرأي ما أشار لـه العبودي، 1979م، ص ص82- 86، من تميز لهجة أهل القصيم، الواقعة في أعالي نجد بعدد من المميزات عن غيرها من لهجات المنطقة، والقريبة -أي هذه المميزات- من اللهجات الآرامية وتحديدًا السريانية مثل:
    1 - حذف الألف بعد الهاء، وهي ضمير المفرد المؤنث الغائب، ثم الوقوف على الهاء بالسكون، مثل أبوها اْبوَهَ، كتابها كتابه.
    2 - ضم ما قبل المفرد الغائب، مثل كتابه كتابُهْ، ماله مالُه، وذلك بضم الحرف التي قبل الهاء (الضمير).
    الممالك الآرامية:
    على الرغم من أن المصادر الكتابية كانت قد أشارت إلى الاسم "ارامي/ ارامو"، في حدود أوائل منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، وأن ظهورهم كمجموعات بشرية هدد المصالح المباشرة لعدد من الممالك والشعوب، كان في منتصف النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد حتى أنهم أصبحوا، في حدود 1700- 1300 ق.م، قوة ضاربة دفعت حكام بابل (الكاشيين) والمصريين إبان فترة حكم كادشمان خربي، وأمنحوتب الثاني، إلى الإشارة بشكل واضح إلى التزام الجانب الكاشي بالقضاء على كل ما من شأنه إزعاج القوات المصرية في سوريا، وتفعيلاً لهذه الاتفاقية أمر بتصفية السوتيين( ) -فإنهم لم ينجحوا في تأسيس ممالكهم ودويلاتهم إلا في بداية الألف الأول قبل الميلاد، بعدما نجحوا في الاستفادة من الظروف الدولية والأحداث السياسية الجسام، آنذاك، والمتمثلة في التالي:
    1 - ضعف الإمبراطورية الآشورية، نتيجة للأخطاء الاستراتيجية، التي ارتكبها تجلات فليسر الأول، فقد أدخل مملكته، خلال حكمه الذي استمر قرابة ثمانية وثلاثين عامًا (1114- 1076 ق.م)، في مغامرات عسكرية "غير محمودة العواقب"، أنهكت الاقتصاد الآشوري، وإضافة إلى هذه المغامرات العسكرية فقد كانت آشور تعاني شُحًا في المحاصيل الزراعية، بسبب قلة الأمطار، فدخلت هذه الإمبراطورية مرحلة الوهن والضعف، التي استمرت لفترة تزيد على القرن، وتحديدًا حتى منتصف القرن العاشر قبل الميلاد في حدود سنة 935 ق.م عندما بدأ العصر الآشوري الجديد.
    2 - سقوط الإمبراطورية الحثية على يد شعوب البحر، الذين اجتاحوا المنطقة حتى البحر الأبيض المتوسط.
    3 - دخول مصر مرحلة من الضعف والوهن تمامًا كما حدث لممالك بلاد الرافدين بعد "رمسيس" (رعمسيس الثالث، 1182- 1151 ق.م)، العائد -كما نرى- للاستبداد والتسلط السياسي، الذي بدأ في عهد "رعمسيس الثاني" (1290- 1224 ق.م)، فقد جعل ديدنه تخليد اسمه ضاربًا بالمصالح العليا للدولة عرض الحائط، فلم يكتف بالإكثار من بناء المعابد والقصور والمسلات والتماثيل الضخمة( )، منهكًا بذلك الاقتصاد القومي للإمبراطورية؛ بل قام بانتحال عدد من التماثيل والآثار المعمارية لنفسه عن طريق مسح أسماء منشئي هذه الآثار والتماثيل ونسبها لشخصه( )، ولهذا أدخلت هذه السياسة الرعناء مصر القديمة عصرًا من الضعف والوهن أدى إلى إنحلال مصر القديمة مرةً أخرى؛ فقد أصبحت بعدها عرضة للاحتلال والتبعية المباشرة أو غير المباشرة( ).
    وهكذا جاءت الأحداث السياسية لمصلحة القبائل الآرامية، فقد أدى ظهور الضعف والوهن في الإمبراطوريات العريقة، خصوصًا المصرية والآشورية وتضاؤل دورهما السياسي، إلى نشوء فراغ سياسي عَمِلَ الآراميون على ملئه، فكانت دويلاتهم وممالكهم، التي انتشرت في أرجاء واسعة من الهلال الخصيب. ولكثرة هذه الممالك التي حالت ظروف مختلفة دون اتحادها وانضوائها في كيان واحد، فقد لجأ المؤرخون إلى تقسيم هذه الممالك إلى قسمين رئيسين، هما:
    أولاً: الممالك الآرامية في سوريا:
    وهي الممالك التي صُنَّفت إلى ثلاث مجموعات رئيسة اعتمادًا على التوزيع الجغرافي لها داخل سوريا كما يلي:
    1 - ممالك الجزيرة الفراتية (الشمالية الشرقية): وقد ضمت هذه المنطقة عددًا من الإمارات والدويلات، هي: إمارات تيمانا، بيت بخياني، بيت عديني، بيت زماني، آرام النهرين، سوحو، إضافة إلى إمارات الفرات الأوسط.
    2 - ممالك سوريا الشمالية: وتشمل بيت آغوشي (أجوشي)، يأدي (شمأل)، ودويلات السهل الكيليكي (جرجم، قو، ملز، عمق).
    3 - ممالك سوريا الوسطى والجنوبية، وتشمل حماة، ولعش، وصوبا، ودمشق، ودويلات رحوب، ومعكا، وجشور.
    ثانيًا: القبائل والممالك الآرامية في بلاد بابل (بلاد الرافدين):
    وهي الممالك والقبائل الآرامية التي -كما يذكر إسماعيل، 1997م،
    ص34- يمكن تصنيفها على ضوء المصادر الكتابية إلى ثلاث قبائل رئيسة شكلت كل منها إمارات (بيوت) وهي:
    1 - الكلدنيون، (كلدو): وهي قبيلة استوطنت وسط بابل ومن إماراتها، بيت دَكُوري، بيت شالي، بيت أموكّاني، بيت بكيني.
    2 - الفقوديون (فقودو): استوطنت ضفاف نهر دجلة المتاخمة لمملكة عيلام، وقد شكلت إمارتين هما: إمارة جمبولو، وإمارة بلاد البحر الشمالية (مات تيامتيم).
    3 - الجوراسيميون (الجوراسيمّو): قبيلة صغيرة استقرت شمال مدينة أور وشمالها الغربي. كما جاء في النصوص القديمة إشارات إلى عدد من القبائل الصغيرة مثل: ربوع، أبودو، روعا، خلم، بلات،خيندارو، رأساني، ليتاو، راهيقو، هاكارانو، كرامايا، إيتوع، وإمارات صغيرة أخرى مثل: بيت شيلاتي.
    ومن نافلة القول صعوبة التوسع والحديث عن هذه الممالك الآرامية كافة، فإضافة إلى قلة، بل ندرة، المعلومات عن العديد منها، فليس هدفنا من هذه العجالة الحديث بشكل موسع عن الآراميين؛ لكننا نرى، ولو بعجالة، الحديث عن مملكتين تقعان جغرافيًا في سوريا وهما: شمأل، ودمشق، وعن الآراميين الذين استقروا في بلاد الرافدين ودورهم، الذي قاموا به فيها.
    سنبدأ بآراميي بلاد الرافدين، الذين تميزوا عن آراميي سوريا بوصولهم إلى دفة الحكم وإدارة الإمبراطورية. وقد كانت بداية ظهور كياناتهم السياسية في حدود الألف الأول قبل الميلاد في فترة الضعف والوهن الآشوري، الذي وجد فيه الآراميون فرصتهم لتكوين دويلاتهم، وذلك خلال حكم الملك الآشوري "آشور رابي الثاني" (1012- 972 ق.م)، الذي لم يتقبل على الإطلاق فكرة الاستقلال السياسي لهذه القبائل. ورغم المعارضة الآشورية، التي استمرت فترة زمنية طويلة، إلا أنه يمكننا من خلال ما بين أيدينا من معلومات تصنيف آراميي بلاد الرافدين أو تقسيمهم إلى قسمين أو صنفين رئيسيين:
    أولهما: الآراميون المسالمون، وهم القبائل التي استقرت في شمال بابل وفي آشور وهي: راهيقو، وهاكارانو، وكرامايا، وإيتوع، فقد آثرت السلم والهدوء والابتعاد عن طموحات وأحلام آراميي الجنوب السياسية، فعاشت مع السكان الأصليين. وهناك آراميون طغى عليهم أيضًا الجانب السلمي مع سعيهم إلى تكوين كياناتهم ودويلاتهم المستقلة، حيث نجحوا في هذا المسعى فكونوا كيانات سياسية هي أقرب إلى المشيخات، محتفظين بالولاء والتبعية للحاكم المركزي في العاصمة مثل القبائل فقودو (الفقوديون)، وجوراسيمّو (الجوراسيميون). فقد تمكنت القبيلة الأولى من تكوين إمارتي جمبولو الواقعة حاليًا بين مدينتي العمارة، والكوت، وإمارة بلاد البحر الشمالية (مات تيامتيم بالأكادية)؛ أما الثانية فكان مركزها مدينة أور.
    ثانيهما: الآراميون الأحرار، وهم القبائل التي لم تخف رغبتها في تكوين دويلاتهم السياسية الخاصة بهم فحسب، بل في الوصول إلى إدارة الإمبراطورية وحكمها، ولعل من مَثَّلَ هذا الفريق هم أبناء قبيلة كلدو (الكلدانيون)، فقد نجح أبناؤها في تكوين أربع دويلات (بيوت) جميعها جاءت في جنوب بابل، بمعنى آخر إقليم سومر. وهكذا؛ ففي حين فَضَّلَ آراميو الشمال الانزواء والهدوء فإن آراميي الجنوب (جنوب بابل)، أخذوا بنهج المعارضة المسلحة. والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا أخذ آراميو الجنوب هذا المنهج؟ ونحن نجد أن من أسباب شقهم عصا الطاعة ورغبتهم في السيطرة عاملين، هما:
    1 - البيئة المحيطة بهذه القبائل الآرامية، التي ساد فيها الإحباط والشعور المتواصل بالدونية، فمنذ تأسيس "سرجون الأكادي" (في الثلث الأخير من الألف الثالث قبل الميلاد) للإمبراطورية الأكادية، ونجاحه بضم سومر (جنوب بلاد الرافدين)، أصبح هذا الإقليم تابعًا لشمال الإمبراطورية (آشور)، ووسطها (أكاد، وبابل)، لفترة زمنية طويلة( ). وهكذا أصبح لهذين الإقليمين (الوسط والشمال) الهيمنة والسيطرة السياسية والثقافية، فلعل شعور أهل الجنوب بفقدانهم لمعتقداتهم الدينية والثقافية وشعورهم بالدونية كان يدفعهم، ويدفع كل من يستقر في هذا الجزء من العراق (الرافدين) إلى شق عصا الطاعة والثورة ضد المركز، والتاريخ بقديمه وحديثه مليء بمثل هذه الثورات والخروج عن بابل وآشور.
    2 - التدخل الخارجي الذي يدفع أهل الجنوب، ومنهم القبائل الآرامية، إلى الخروج عن العاصمة وشق عصا الطاعة، فالمنطقة قريبة من عيلام العدو اللدود لممالك وإمبراطوريات بلاد الرافدين، الذي لم يترك -أي التدخل الخارجي- فرصة إلا وشجع فيها قبائل المنطقة على الثورة، فدعم عيلام
    -آنذاك- واضح لحاكم بيت يَكيني المدعو "مردوك أبلا إدّينا"، لانتهاز فرصة انشغال العاصمة، إبان حكم سرجون الثاني (721- 705 ق.م)، بحروب وحملات عسكرية ضد الآراميين في سوريا، وقد نجح هذا الشيخ (الحاكم) في احتلال بابل عدة مرات، ورغم معاناته الويلات جراء تحريض عيلام لـه بالثورة وشق عصا الطاعة إلا أنه استمر في معارضته السياسية المقرونة بالعسكرية، المدعومة من عيلام حتى عام 694 ق.م خلال حكم "سنحريب ابن سرجون" (704- 681 ق.م)، الذي قرر الاستعانة بخبرة المُهجَّرين الفينيقيين البحرية، وأمرهم ببناء سفن لمطاردة "مردوك أبلا إدّينا" في مستنقعات الجنوب المائية، حيث كان يختبئ؛ لكن "مردوك أبلا إدّينا"، عندما أيقن بوقوعه في الأسر لما تميز به الفينيقيون من خبرة بحرية، اضطر إلى الالتجاء إلى عيلام، والاستقرار فيها. كما أن تدخل القبائل البدوية القاطنة في شمال شبه الجزيرة العربية، والصحراء السورية القريبة من سومر، كان عاملاً من عوامل الثورة والاحتجاج العسكري.
    وهكذا كان أسلوب المعارضة الآرامية الجنوبية، لكن آراميين آخرين انتهجوا خطًا آخر غير الأسلوب العسكري المباشر الذي انتهجه شيخ يكيني، "مردوك أبلا إدّينا"، فأخذوا في التقرب إلى مراكز القوى عن طريق الزواج، إضافة إلى استغلالهم الواضح للخلافات بين أعضاء الأسرة الحاكمة وأفرادها. وهكذا ساروا تدريجيًا حتى تمكن هذا الفريق الكلداني من الوصول إلى دفة الحكم في بابل وأسسوا الإمبراطورية الكلدانية على "يد نابو بول اوصر" (نابو بولصر)، بعد أربعمائة سنة من بدءهم تكوين دويلاتهم وبيوتهم السياسية، وتحديدًا سنة 626ق.م، واستمرت هذه المملكة تحكم الهلال الخصيب وغيره قرابة تسعين عامًا، إلى 539 ق.م.
    بالنسبة للاقتران والزواج، فكانت البداية من الملك الآشوري سنحريب، الذي اقترن بامرأة بابلية من أصل آرامي تدعى "فقيا النقية، الطاهرة"، أو كما يدعونها بالآشورية "زاكوتو"، فعملت، لمحبة زوجها لها -نظرًا كما يبدو لصغر سنها مقارنة بزوجاته الأخريات- على فرض ابنها "اسرحدون" لولاية العهد، رغم اعتراضات العائلة المالكة، خصوصًا أخواته، والبلاط الملكي، بحكم أن والدته آرامية الأصل. وكان من نتائج هذا الاختيار أن قام أخواه باغتيال والديهما سنحريب؛ لكن بقية الأسرة الحاكمة وحاشية البلاط، رغم معارضتهم لتقلد "اسرحدون" ولاية العهد، وجدوا في أسلوب الأخوين خروجًا عن المألوف، فنجح "اسرحدون" في تقلد الحكم، وكان من نتيجة وصوله إلى دفة القيادة أن أصبح للعنصر الآرامي نفوذُ واضحٌ في البلاط، جعل القبائل الآرامية -ولو مؤقتًا- تبتعد عن النفوذ العيلامي، بل وصل الأمر إلى تقلدهم للعديد من المناصب الهامة، أبرزها تعيين ذلك الآرامي من بيت يكيني، التي اشتهرت بمعارضتها العسكرية للمركز، حاكمًا على مقاطعة جمبولو، أكبر مقاطعات الجنوب (سومر).
    وبالنسبة لتدخلاتهم في الصراعات الداخلية وإن لم تسفر عما كانوا يأملون، فإنها كشفت للعاصمة قوتهم ومدى تأثيرهم في المجتمع الجنوبي، فقد دعموا "مردوك بل أو ساتي" في صراعه مع أخيه "مردوك زاكر شومي الأول"، ملك بابل (854- 819 ق.م)، وكذلك وقفوا مع ملك بابل "مردوك بلسّو إقبي" (818- 813 ق.م) ضد الملك الآشوري "شمشي أدد الخامس" (823-
    811 ق.م). وكما قلنا فرغم أن هذين التدخلين وغيرهما لم يحققا ما أراد الآراميون فمثلاً انتهى بهم الأمر في التدخل الأول إلى معاقبتهم من ملك آشور "شلمنصر الثالث" (858- 824 ق.م)، في حين فرض عليهم في التدخل الثاني دفع الجزية، لكنه أصبح واضحًا عند العاصمة مدى الدور القوي للقبائل الآرامية، الذي لا يمكن تجاهله أو إغفاله عند أصحاب القرار.
    ولنعد الآن للحديث عن الدولتين اللتين اخترنا الحديث عنهما، وهما مملكتا شمأل ودمشق( )، وذلك لأن "شمأل" تمثل مع بيت خالوفي، المثال الصارخ للتبعية السياسية لآشور، في حين أن "دمشق" تمثل القوة المحلية التي تسعى دومًا إلى الاستقلال الوطني، فالأولى مملكة أقامها الآراميون على أنقاض موقع يعود استيطانه إلى بداية الألف الثاني قبل الميلاد، لكن نفوذهم جاء بعد زوال الإمبراطورية الحثية وهيمنتها على المنطقة بما فيها موقع "شمأل" عاصمة هذه المملكة التي عُرفت باسم "يأدي"، وكان ظهورها السياسي في أواخر القرن العاشر قبل الميلاد على يد الملك المؤسس (جبار)، أما نهايتها فكانت بعد آخر ملوكها "برركب" (733/ 732- 720 ق.م)، وتحديدًا في عهد الملك الآشوري "سرجون الثاني". الذي قرر جعلها مقاطعة آشورية. وبين هذين الملكين جاء عدد من الملوك الذين حكموا هذه المملكة لا نعرف منهم إلا سبعة هم: بمه، حيّا، شئيل، كيلمّوا، قرل، فنموا الأول، فنمو الثاني (حفيد الأول). ومعلوماتنا التاريخية عن هذه المملكة جاءتنا من نقوش آرامية تعود لفترة حكم ملكين بينهما اثنان وثمانون عامًا، الأول "كيلمّوا"، الذي حكم من 840 إلى 815 ق.م، والثاني آخر ملوكها، الذي حكم من 733/ 732 إلى 720 ق.م، إضافة إلى المصادر الآشورية، لكن هذه النقوش على قلتها أوضحت للدارسين شيئًا من المعلومات الهامة عن علاقاتها الخارجية بالدول المحيطة بها، وعن أوضاعها الداخلية، فقد كان واضحًا من هذه المصادر التبعية الكاملة من ملوك هذه المملكة للإمبراطورية الآشورية. ولعل المكاسب الحضارية المختلفة، الداخلية أو الخارجية، لهذا الكيان السياسي كان يعود بالدرجة الأولى لهذه التبعية( ). التي تضمنت الولاء السياسي الواضح وتقديم التسهيلات للجيوش الآشورية، فها هو مثلاً "برركب" يذكر في أحد نقوشه أن والده ملك "شمأل" قد قُتل أثناء مشاركته الجيش الآشوري في حربه ضد مملكة "دمشق" الآرامية، ومن قبله الملك "كيلمّوا"، الذي طلب مساعدة ملك آشور "شلمناصر الثالث" في صراعه مع ملك الدانونيين، فحاصرهم حصارًا اقتصاديًا حتى دفعهم -كما يقول- إلى أن صاروا "يستبدلون الفتاةَ الشابة بشاة والرجلَ بثوب"( ). وبسبب هذه العلاقة الخاصة أصبحت "شمأل" من الدول الإقليمية التي تتحاشى الدول الأخرى مناوشتها. هذا ما كان بشأن التأثير الخارجي لهذه التبعية لكن ما تأثير هذه العلاقة داخليًا؟ إنَّ تأثيرها كان إيجابيًا بشكل واضح، إذ أدى إلى ازدهار اقتصادي واستقرار سياسي، والازدهار الاقتصادي تبين من مستوى المعيشة المرتفع، الذي أشار إليه "كيلمّوا" في نصه، بحيث أصبح الجميع في حالة اقتصادية جيدة، فهناك من ملك قطيعًا من الأغنام، وآخرون امتلكوا قطيعًا من البقر، وبعضهم ملك الفضة والذهب، بل حتى الفقير، الذي لم يجد ثوبًا من قبل، أصبح يلبس الثياب الناعمة( )، وهناك مظاهر واضحة للازدهار الاقتصادي في عهود بقية الملوك الذين شهدت فترتهم تطورًا معماريًا واضحًا. أما الاستقرار السياسي فيتضح من خلال استمرار سلالة العائلة المالكة ذاتها في الحكم منذ الملك الثالث في القرن التاسع قبل الميلاد حتى ضَمها إلى آشور أواخر القرن الثامن قبل الميلاد. ولعل تدخل الملك الآشوري "تجلات فليسر الثالث" (744- 727 ق.م)( )، لمساعدة العائلة المالكة، وإعادة تنصيب "فنمو الثاني" دليلٌ واضحٌ على الدعم الكبير الذي تتلقاه هذه المملكة من آشور. ومما يلفت الانتباه ما أشار إليه "كيلموا" إلى أن مجتمع دولته كان يتكون من فئتين رئيسيتين الأولى عرفهم باسم م ش ك ب م أي "المستقرون"، وهم فيما يبدو السكان الأصليون، الذين يشكل الجزء الأكبر منهم اللوفيون، و ع ر ر م أي "البدو، المتوحشون"( )، ومعظمهم من الآراميين. ويقول: "وأنني أخذت (أمسكتُ) بيد المشكبيم وأظهروا تعلقًا بي كتعلق اليتيم بالأم" (إسماعيل، 1997م، ص230؛ هبو، 2004م، ص379). ويمكننا تشبيه ما قام به "كيلمّوا" بما هو معروف في يومنا الحاضر بتوطين البادية، فقد سعى جاهدًا لتشجيع الآراميين على الاستقرار ومن ثم مزاولة الحرف المختلفة مثل الزراعة وغيرها؛ أو أن "شمأل" بهاتين الفئتين( ) تعادل في يومنا الحاضر ماليزيا في آسيا، والعراق في العالم العربي، وبلجيكا في أوروبا؛ حيث تتكون مثل هذه الدول من مجموعات عرقية مختلفة.
    أما الدولة الثانية "دمشق"، فيصعب تحديد تاريخ استيلاء الآراميين عليها، لكن إن أخذنا في الحسبان المعلومات الواردة في التوراة، والتي أشارت (سفر الملوك الأول 11: 22- 25) إلى فرار "رزون بن إليدع"، من مملكة صوبا (صوبه) الآرامية إلى دمشق( ). فنجح والمجموعة التي رافقته في اغتصاب الحكم فيها. وفيما يبدو أن رزون بن إليدع "كان قائدًا عسكريًا في مملكة صوبا (صوبه)، لكنه لسبب أو لآخر فضَّل ترك الخدمة عند ملكها "هدد عزر"، والذهاب إلى دمشق ربما اعتراضًا منه على الكيفية التي كانت تدار بها المعارك مع بني إسرائيل؛ فالتوراة تشير إلى انتصارات متتالية لسليمان عليه السلام في معاركه مع "هددعزر".
    هكذا كانت البداية السياسية في دمشق، فقد عمل "رزون بن إليدع"، وخليفته من بعده ابنه "حزيون" وحفيده "طب ريمون" على تقوية دمشق حتى أصبحت قوة مركزية لا يستهان بها. وقد تميزت هذه المملكة عن غيرها من الممالك الآرامية الأخرى باستقلاليتها ووقوفها الواضح ضد القوى الإقليمية المعاصرة لها مثل ممالك يهوذا وإسرائيل والسامرة. وكونها كانت شوكة لطموحات أقوى وأعتى القوى الدولية آنذاك، آشور، فقد لعبت دمشق وقادتها الدور القوي ضد آشور بحيث إن ملكها "برهدد الثاني" كان قائد التحالف الآرامي ضد آشور في معركة قرقر الشهيرة وهي قرقور اليوم على نهر العاصي جنوب جسر الشغور (هبو، 2004م، ص394)، التي جرت سنة 853ق.م. لكن ما آلت إليه الأحداث لاحقًا يصعب تفسيره، فقد قام المدعو "حزائيل" باغتيال "برهدد الثاني" وتولي الحكم في حدود سنة 843 ق.م؛ فهل كان "حزائيل" يقود مجموعة من المعارضين لتوجهات "برهدد" السياسية المعارضة لآشور والقوى الإقليمية الأخرى؟( ) أم أن "حزائيل" قرر مع مؤيديه اغتيال "برهدد الثاني" بعد تزايد الاحتجاج الشعبي ضده لكثرة حروبه التي غالبًا ما انتهت بالهزائم؟ في ظل المعلومات المتوفرة لدينا لا نستطيع تحديد الأسباب التي دفعت "حزائيل" إلى اغتيال الملك، سوى اعتقادنا بأنها حركة تصحيحية موجهة للملك نفسه "برهدد الثاني"، وليس إلى الفكر والتوجه القومي، الذي كان سائدًا، والمتمثل في الرفض الكلي للهيمنة الآشورية على الأوضاع. حزائيل لم يتأخر في مجابهة آشور، فقد قام بعد سنتين فقط من استيلائه على السلطة بمهاجمة القوات الآشورية قرب دمشق، وذلك في سنة 841 ق.م. كما أنه استمر في معاداته للعبرانيين حتى أنه فكر في احتلال القدس نفسها (إسماعيل، 1997م، ص31). على كل حال، ظل الوضع ذاته مع خلفاء "حزائيل" حتى جاء آخر ملوك دمشق "رّدْيّن"، الذي لم يختلف عن سابقيه بمحاربته للآشوريين ودخولـه في أحلاف إقليمية ضدها؛ إلا أن سعيه إلى تنصيب زعيم آرامي على مدينة القدس، كان الحجة التي على إثرها قرر تجلات فليسر (تجلات فلاسر) ضم دمشق نهائيًا إلى الإمبراطورية الآشورية في سنة 732 ق.م.
    العلاقات الآشورية الآرامية:
    كان للممالك الآرامية في القرون الثلاثة أو الأربعة (1100/ 1000- 700 ق.م) بعد ظهورها السياسي -علاقات مع معظم الممالك والشعوب المعاصرة في منطقة الهلال الخصيب، إن لم تكن كلها؛ بل إن بعض هذه الممالك كانت حليفة ومدعومة سياسيًا وعسكريًا من قوى خارجية مثل بيت بكيني المدعوم من عيلام للقيام بدور المشاكس والمناهض لآشور في جنوب العراق، ومملكة حماة فترة حكم ملكها "إيلو يوبيدي"، الذي قاد تحالفًا آراميًا في معركة قرقر الثانية ضد قوات "سرجون الثاني الآشوري". وهناك علاقات واضحة للممالك الآرامية الشمالية مع الحثيين، وتعامل اقتصادي مباشر، لكن علاقتهم مع آشور كان لها طابع خاص، ذلك لأن آشور خلال تلك الفترة الواقعة بين القرنين العاشر والسابع قبل الميلاد كانت القوة الدولية العظمى المهيمنة بطريق مباشر أو غير مباشر على الدول والممالك في الشرق الأدنى القديم؛ لذا رأينا أن نفرد لهذه العلاقات فقرة خاصة لعلنا نلقي الضوء على طبيعتها ونتائجها.
    ومن نافلة القول، إن هذه العلاقة وإن كانت في مجملها علاقات سلمية تخللها تبادل تجاري ومنافع اقتصادية وتحالف سياسي إلا أنه كانت هناك مناوشات وصراعات حربية على كل شيء تقريبًا، مثل: المواقع الاستراتيجية والمصالح الاقتصادية والسياسية. فعلى سبيل المثال لا الحصر جاءت علاقات آشور بالدويلات الواقعة على الحدود الغربية لسوريا، أي القريبة جدًا من بلاد الرافدين (بيت زماني، بيت بحياني، بلاد لافي)، مرتبطة ارتباطًا وثيقًا وصل إلى حد الهيمنة السياسية من آشور على هذه الممالك. ويجب علينا القول إن هيمنة قوى كبرى على دول صغرى ليس دائمًا أمرًا سيئًا، خصوصًا إذا كانت هذه الهيمنة قد جاءت عن رضىً وقبول واضح من هذه الدول الصغرى، فالأدلة الأثرية والحضارية دلت على أن الممالك الآرامية التي قبلت بهذه الهيمنة الآشورية وتعاطفت معها- احتفظت بتراثها الفني والمعماري الآرامي الواضح، كما أثبتته التنقيبات والدراسات الأثرية في تل حلف (جوزانا). وهذه الممالك، وغيرها التي لم تر ضيرًا في هذا النوع من العلاقات، وأساسه الموافقة والاستمرار بدفع الجزية لآشور، مع اعتراف السلطة ونفوذ الملك الآشوري واحترامها( )، كانت الأكثر استقرارًا سياسيًا والأكثر ازدهارًا اقتصاديًا.
    ولعل أبرز مثال على التبعية المباشرة لآشور هي مملكة "شمأل" التي استمر ملوكها الخمسة يدفعون الجزية المفروضة عليهم بكل رحابة صدر، واعتبار أنفسهم حلفاء رئيسيين لدولة آشور( ). فلم يتردد، على سبيل المثال، أحد ملوكها "بناموه"، في تقديم التسهيلات اللوجستية أو إرسال جنود مع الجيش الآشوري، بل كان يشارك بنفسه في هذه المعارك، حتى أنه فقد حياته في إحداها، فقام "تجلات فليسر الثالث" وتكريمًا له بنقل جثمانه إلى آشور. والمثال الآخر الذي تتضح فيه الهيمنة والتبعية كان من بيت خالوفي/ خالوبي، فقد التزم حكامها وقادتها بالسيادة لآشور، عدا الأحداث التي قام بها الأهالي المحليون حين ثاروا على أميرهم المعين آنذاك من الآشوريين "خاماني" -ربما- احتجاجًا على هذه التبعية الواضحة، وعينوا "أخي عبايا" أميرًا عليهم، ولكن "أشور ناصر بال"، أرسل فرقًا عسكرية لقمع هذا التمرد ومعاقبة من حرض عليه وقام به؛ ثم عين "عزي ايلو" أميرًا على بيت خالوفي.
    وكان من نتائج التبعية لآشور دعمها لمصالح هذه الممالك سواء السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية؛ فمثلاً أشرف "اداد نيراري الثالث" إشرافًا مباشرًا على المعاهدة التي وقعت بين "عثر سمكي" ملك بيت أجوشي، وهو حليف آشور، و"نكور" ملك حماة؛ وكان موضوعها تعيين الحدود بين مملكيتهما واقتسام مياه نهر العاصي. كما وقف "شلمناصر الثالث" مع "كيلمّوا" (840- 815 ق.م) ملك "شمأل" في حربه ضد ملوك الدويلات القريبة منه، وفي نزاعه مع ملك الدانونيين( ).
    وكما كان هناك ممالك آرامية طغى على تاريخها السياسي الارتباط الوثيق بالإمبراطورية الآشورية، فهناك ممالك آرامية اتخذت اتجاهًا معاكسًا، فلم تكن حجر عثرة أمام خطط آشور، بل كانت مصدر إزعاج مباشر وغير مباشر للإمبراطورية وحلفائها الآراميين. ولعل أشهرها مملكتا دمشق وحماة اللتان قادتا الحملتين المشهورتين باسم قرقر، الأولى كانت سنة 853 ق.م، والثانية وقعت في أواخر القرن الثامن قبل الميلاد. ونرى أن هناك عدة أسباب قد دفعت هذه الممالك إلى الوقوف في وجه آشور، ومنها:
    1 - إيمان هذه الممالك وقادتها بضرورة التمسك بالاستقلال الوطني وعدم الانضواء تحت الهيمنة الآشورية في سبيل الحفاظ على مكتسبات الشعب الآرامي الثقافية والحضارية، ويظهر أن مملكة دمشق وقادتها هم الذين قادوا هذا التوجه.
    2 - التدخلات الخارجية التي تدفع هذه الممالك وتحرضها على رفع راية العصيان والاستقلال الوطني والخروج عن الهيمنة الآشورية. ولعل هذا المثال واضح في توجهات مملكة حماة في سوريا، ومملكة بيت يكيني في بلاد الرافدين، القريبة من عيلام؛ فالأولى وقعت تحت التأثير والدفع المصري إلى الثورة والعصيان ضد آشور، وكان من نتيجة هذا الدفع المصري قيام حماة وملكها "ايلويوبيدي" بقيادة تحالف معركة قرقر الثانية. أما الثانية بيت يكيني فكان شيخها "مردوك ابلا إدّينا" يقوم بتنفيذ ما تراه عيلام بمناوشة آشور من وقت لآخر، وقد نجح مرات في احتلال بابل وحكمها، وإن كان لفترات زمنية قصيرة( ).
    3 - وينقسم في تصورنا إلى قسمين هما:
    أ - الاحتجاج والاعتراض الشعبي على الصلف الآشوري الذي أكثر من تدخلاته بالشؤون الداخلية لهذه الممالك، فرغم قبولهم المبدئي بالتبعية والسيادة لآشور، إلا أنهم كانوا يعترضون على تدخلاتها المباشرة وغير المباشرة، فعلى سبيل المثال، كانت بيت عديني بعيدة كليًا عن الصراعات والمناوشات الآشورية لمدة تزيد عن الثلاثين عامًا
    (890- 859 ق.م)، لكن "أشور ناصر بال" (833- 859 ق.م)، أصدر قرارًا بنقل قسم من سكان هذه المملكة إلى آشور ليقوموا ببناء قصره الجديد في نمرود (كالخو)، مما دفع حاكم هذه الدولة الآرامية آنذاك "أخوني" إلى التضحية والتخلي عن حلف مملكته الوثيق بآشور؛ ربما تحت الضغط الشعبي الداخلي، لشعوره بالمهانة والازدراء، أو ما لمسه الشعب من ردود فعل القبائل الآرامية الأخرى التي غلب عليها النقد اللاذع لهم ولحكامهم، فكان قرار "آشورناصر بال"، بابًا لنقد التوجهات السياسية لقادة بيت عديني. الإحساس بالمهانة وضياع الكرامة الوطنية هو الذي دفع أهالي بيت خالوفي أيضًا إلى الوقوف ضد الصلف الآشوري، عندما عينت آشور سنة 882 ق.م "خاماني" أميرًا عليهم؛ فقرر الأهالي، رغم تحالفهم الطويل مع آشور عزلـه وتعيين آخر مكانه.
    ب - الاحتجاج والاعتراض على الخنوع الكامل لأمير (ملك) الدولة الآرامية لآشور، فقد رأى آراميو "بيت زماني" عزل أميرهم (ملكهم) "امي بعلا" نظرًا لما لاحظوه عليه من ولاء غير طبيعي لآشور. لقد كان ديدن بعض الممالك الآرامية السعي إلى الاستقلال، إلا أن الآشوريين كان ردهم عنيفًا تجاه من رفع شعار الخروج عليهم، أو شق عصا الطاعة عليهم، أو رفض دفع الجزية، وكان الرد الآشوري تجاه ذلك يتخذ مظاهر عدة، منها:
    - التهجير الجماعي: كان رد فعل "ادد نيراري الثاني" (911-
    891 ق.م) ضد تمرد "نورهدد" ملك نصيبين الآرامية( ) بعد أسره نقله وأفراد قبيلته إلى مناطق قريبة من نينوى، إضافة إلى تهجير "تجلات فليسر الثالث" مائة وعشرين ألفًا من أفراد القبائل الآرامية بعد أن تجرأ "نابو أوكين" الآرامي على احتلال بابل، فنقلهم من مناطقهم القريبة من الخليج العربي إلى مناطق أخرى.
    - الأسر (السجن): لعل أبرز مثال لهذا الأمر هو أسر حاكم عديني "أخواني"، بعد مطاردة طويلة من "أشور ناصر بال"، وابنه "شلمناصر الثالث" (858- 824 ق.م)، فقد تمكن الأخير من نقله وأفراد من حاشيته مأسورًا إلى آشور، بعد أن وُجِدَ مختبئًا في قمة أحد الجبال. سنة 855 ق.م.
    - التدمير: رد فعل للآشوريين ضد العديد من الدويلات الآرامية، فقد نفذوه ضد بيت عديني التي تمردت بدعم من المصريين. وهو رد الفعل ذاته مع دمشق عندما دخلها "تجلات فليسر الثالث"
    (744- 727 ق.م)، سنة 732 ق.م، فدمرها وقسمها إلى أربع مقاطعات آشورية، إضافة إلى تدميره لإماراتي بيت شألي، وبيت شيلاني.
    - الإعدام: وأمثلته كثيرة لكننا سنكتفي بثلاثة منها مثل: إعدام "أشور ناصر بال" لجميع المتمردين من بيت خالوفي/ خالوبي؛ وصلبه لأمير حصن "سينايو"، المدعو "بورامانو". وأخيرًا إعدام "تجلات فلايسر (فليسر) الثالث" لآخر ملوك دمشق "ردين"، وإعدامه لعدد من أفراد قبيلة "فقدو" في بلاد الرافدين( ).
    وقبل أن نختم حديثنا المختصر عن هذا الشعب، الذي أدى دورًا ثقافيًا متميزًا، بحيث سادت لغته وقلمه العالم القديم بعد اختفاء ممالكه السياسية، نجد من الضروري تبيان عدد من الأمور الهامة، أولها أن هذه الدول (الممالك) عاشت الظروف ذاتها، التي مرت وتمر بها العديد من الدول (والممالك) عبر التاريخ قديمه وحديثه، فعلى سبيل المثال كانت بعض مسميات هذه الممالك تنسب إلى مؤسسها مثل: ممالك بيت آجوشي( ) وبيت عديني، وبيت بيخاني( )، والبعض الآخر يعود إلى مظاهر طبيعية مثل: حماة، التي اشتقت من ح م ت، وتعني في الأوجاريتية "التسوير، الإحاطة" (الحلو، 1999م،
    ص229)، وهكذا فهي تعني "المنطقة المحمية"؛ وكذلك دمشق، التي تعني "الديار المسقية" (الحلو، 1999م، ص257).
    الأمر الثاني: نظام الحكم الذي كان في مجمله وراثيًا داخل العائلة المالكة، مع استثناءات بسيطة، نحو الانقلاب، الذي قام به شخص مجهول الاسم ضد "فنموا الأول" ملك "شمأل"، فأدى إلى مقتل الملك وعدد كبير من أفراد أسرته المالكة، والانقلاب الذي قام به "حزائيل" ضد "برهدد الثاني" في دمشق، وآخر هذه الأمثلة الانقلاب الذي قاده "زكور الآرامي" وأدى إلى سقوط الأسرة الحاكمة الحثية، التي كانت تحكم حماة.
    وكما كان بين هذه الممالك اختلاف بيّن في تعاملها وعلاقاتها مع آشور، فقد ظهرت بينهم خلافات انتهى بعضها بالمواجهات العسكرية، مثل الحرب التي نشبت بين "زكور" ملك حماة والتحالف الآرامي بقيادة "برهدد بن حزائيل" ملك دمشق، اعتراضًا على قيام "زكور" بضم مملكة "لعش" الصغيرة إلى دولته؛ لكن البعض الآخر من الخلافات تكون نهايته سلمية وذلك بعقد اتفاقيات تضمن بنودها حلاً للمشاكل العالقة نحو: الاتفاقية التي عُقدت، بإشراف مباشر من ملك آشور "ادد نيراري الثالث"، بين مملكتي آجوشي وحماة، بخصوص الحدود وأقتسام مياه نهر العاصي.
    إن هذه المعاهدات المعروفة حتى الآن جاءت إما بين الممالك الآرامية ذاتها، أو بين الممالك الآرامية وقوى خارجية أخرى، أما المعاهدات الداخلية، فإضافة إلى المعاهدة المذكورة أعلاه، فهناك معاهدة "متيع إل" ملك آجوشي مع "برحابة" ملك "كتلك". أما المعاهدات الخارجية فهي ثلاث معاهدات أهمها معاهدة "متيع إل" ملك آجوشي مع ملك آشور "آشور نيراري الخامس" (754- 745 ق.م)، والثانية معاهدة "طب ريمون" ملك دمشق مع العبرانيين، وأخيرًا معاهدة "برهدد الثاني"، مع ملك السامرة "آخاب".
    وهكذا شهد الألف الثالث قبل الميلاد ظهور القبائل الآرامية (أخلامو، سوتي/ سوتو)، في حين شهد مطلع القرن العاشر ظهور ممالكهم وكياناتهم السياسية. أما القرن السابع قبل الميلاد فكان زمن انهيار تلك الكيانات السياسية.
    والملاحظ أن الآشوريين، الذين قضوا على الممالك الآرامية استخدموا أسلوبين في ذلك، أولهما: الاحتلال العسكري، ثانيهما: الضم، وهو الغالب الأعم وجعلها، مقاطعات آشورية، بغض النظر عن قوة العلاقة أو ضعفها؛ فمثلاً أصدر "سرجون الثاني" سنة 720 ق.م قرارًا باعتبار "شمأل" مقاطعة آشورية. أما مملكة آجوشي فقد أصدر قرار اعتبارها مقاطعة آشورية الملك "تجلات فليسر الثالث". وهكذا حدث مع بقية الممالك الأخرى.
    ورغم هذا التاريخ الطويل نسبيًا فمن الملاحظ أن الآراميين لم يتمكنوا من التوحد في كيان واحد يجعل منهم قوة سياسية لا يستهان بها في المنطقة، وقد يعود هذا الأمر إلى العاملين التاليين:
    الأول: عامل خارجي، ويتمثل في التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لهذه الممالك، ولم يقتصر هذا التدخل على الإمبراطورية الآشورية، بل تعداه إلى المصريين والعيلاميين، الذين عملوا على جعل الممالك الآرامية واجهتهم في سوريا ضد القوة العظمى -آنذاك- آشور؛ كما أن خطط آشور وأطماعها في سوريا لأهميتها الجغرافية الاستراتيجية والاقتصادية، جعلت آشور تنتهج المبدأ السياسي المعروف باسم "فرق تسد"، فقربت البعض صديقًا وحليفًا، وأبعدت البعض الآخر فخلقت عدوًا مشاكسًا.
    الثاني: عامل داخلي، ويتمثل في المفهوم الاجتماعي عند القبائل الآرامية في عدم تطور بنيتهم الاجتماعية القبلية، التي تحبذ الولاء للقبيلة وتنحو نحوها لا إلى الوطن؛ ورغم المحاولات الحثيثة، التي قام بها قادة هذه الممالك سعيًا للوحدة، مثل: "زكور الآرامي" ملك حماة الذي ضم "لعش" إلى مملكته؛ إلا أن تخوف الممالك الآرامية من توسعه على حسابهم ولمصالحهم الشخصية جعلهم يعملون جاهدين لوأد طموحاته، فأقاموا ضده حلفًا من ستة عشر ملكًا بقيادة ملك دمشق "برهدد بن حزائيل"، إضافة إلى محاولة "برهدد الثاني" (هدد عزر) توحيد الكيانات الآرامية السياسية في سوريا الداخلية،لكن الانقلاب العسكري الذي قام به "حزائيل" ضده، ووقوف مملكة السامرة ضد توجهاته أديا إلى واد الآمال والطموحات الوحدوية لهذا الدمشقي.
    وكما سعى بعض الملوك الآراميين إلى الوحدة، فقد عمل بعضهم جاهدًا على إحداث نقلة اجتماعية نوعية، ولعل أفضل مثال على ذلك خطط ملك شمال "كيلمّوا" لتوطين "ب ع ر ر م"، وهم الآراميون الرحل مربو الحيوانات، واستقرارهم في المدن، ومزاولة الزراعة مع الـ "م ش ك م"، وهم المزارعون في مملكته "شمأل".


















    خارطة توضح أبرز الممالك الآرامية



















    الفصل الثاني
    اللهجات الآرامية
    أولاً: الآرامية القديمة.
    ثانيًا: الآرامية الدولية.
    ثالثًا: اللهجات الآرامية.
    رابعًا: اللهجات الآرامية المعاصرة.
























    اللهجات الآرامية
    يُعد القلم الآرامي، الذي استخدمته القبائل الآرامية لكتابة لغتها، من أقدم اللغات القديمة وأوسعها انتشارًا؛ فأول نقوشها، وهو نقش تل حلف، يعود إلى بداية الألف الأول قبل الميلاد، في حين أنها ما زالت مستخدمة إلى يومنا الحاضر في قرى معلولا وجبعدين (جب عدّين)، وبجعة في سوريا، أو طور عابدين في العراق. ولهذا فإن عمر هذه الكتابة يزيد على ثلاثة آلاف سنة؛ ومع أننا نعلم من خلال الدراسات الأثرية والتاريخية أن بداية الكتابة السومرية تعود إلى أواخر الألف الرابع قبل الميلاد، وأن دلائل استخدامها ظل حتى بداية الألف الميلادي الأول، إلا أن الدراسات أثبتت أيضًا أن استخدام السومرية لغة وكتابة وصل، على الأقل من الناحية الرسمية، إلى أدنى مستوياته عند سيطرة البابليين على بلاد الرافدين، إن لم تكن قد اختفت تمامًا. بينما استمرت على نطاق ضيق ومتدن على المستوى الشعبي. وفي حين أن شهادة وفاة الكتابة السومرية قد صدرت فعليًا في السنة الخمسين ميلادية (50م)، فإن الآرامية ولهجاتها المختلفة ظلت منتشرة وذات أثر ظاهر على المستويين الرسمي والشعبي حتى يومنا الحاضر، وهذا الأمر يجعلنا نقول بدون تردد إنها اللغة الأطول عمرًا بين اللغات القديمة.
    ونظرًا لهذه الفترة الزمنية الطويلة، فقد مرت الكتابة الآرامية بمراحل عدة، لم يتفق الدارسون على تصنيفها، لكننا نرى، للظواهر اللغوية المختلفة، وللتطور الواضح في شكل الحرف الآرامي عبر العصور، ولماهية النصوص - تصنيفها إلى أربع مراحل، هي:
    1 - الآرامية القديمة. 2 - الآرامية الدولية.
    3 - اللهجات الآرامية. 4 - اللهجات الآرامية المعاصرة.
    أولاً: الآرامية القديمة:
    ونقصد بها النقوش التي تعود إلى القرنين الأولين من الألف الأول قبل الميلاد، وتحديدًا من أوائل القرن العاشر إلى أواخر القرن الثامن قبل الميلاد. وهذه النصوص تميزت بثلاثة أمور:
    1 - أنها النصوص الوحيدة التي كُتبت من الآراميين أنفسهم.
    2 - أن غالبية هذه النصوص تعود إلى حكام الممالك الآرامية القديمة.
    3 - اختلافها عن بقية لهجاتها التي تطورت عنها باستخدامها لفواصل تفصل الكلمات في بعض نصوصها؛ وهذه الفواصل جاءت على ثلاثة أشكال:
    الأول: خط عمودي صغير (ضربة أزميل)، كما في نصي برحدد الآرامي وحماة.
    الثاني: نقطتان عموديتان، كما في النقش الثالث لبرركب ملك شمأل.
    الثالث: نقطة واحدة تأتي في أعلى السطر، كما في النقش الأول لبرركب.
    وبطبيعة الحال هناك نصوص خلت تمامًا من هذه العلامات الفاصلة، مثل: نقوش السفيرة. وبالنسبة لكتابة النقوش الآرامية وقراءتها، وذلك بمختلف أقسامها، فهي تكتب وتقرأ من اليمين إلى اليسار. ومن نافلة القول إن نصوص هذه المرحلة وجدت مكانيًا في منطقة الهلال الخصيب، وتحديدًا في سوريًا.
    ثانيًا: الآرامية الدولية:
    وهي النقوش والكتابات التي يعود معظمها إلى ممالك وقوى سياسية وأفراد مجتمعات غير آرامية العرق. ونرى من خلال الظواهر ذاتها المذكورة أعلاه أنها تنقسم إلى قسمين:
    1 - الآرامية الدولية المبكرة:
    وهي نصوص القرنين السابع والسادس قبل الميلاد؛ حيث كانت البداية
    - فيما يبدو- على يد الآشوريين الذين استخدموها في مراسلاتهم ومخاطباتهم مثل: الرسالة المطوّلة المكتوبة على اللوح الفخاري، التي تعود إلى منتصف القرن السابع قبل الميلاد، أو الخبر الذي ورد في العهد القديم حول طلب مستقبلي أحد ضباط سنحريب، وكان يحمل رسالة إلى ملك يهوذا "حزقيا"، التحدث إليهم بالآرامية (سفر الملوك الثاني، الإصحاح 14: 17؛ سفر أشعيا، الإصحاح
    36: 2). ونرى هنا أن انتشارها في تلك الفترة في بلاد الرافدين يعود إلى سهولتها وبساطتها، إلى نجاح القبائل الآرامية في التغلغل في مختلف طبقات المجتمع الرافدي، وتحديدًا بعد سقوط آخر ممالكهم "دمشق" في القرن السابع قبل الميلاد، حتى أنهم تمكنوا عن طريق مصاهرتهم للكلدانيين (البابلية المتأخرة) اعتلاء مناصب إدارية وعسكرية رفيعة الشأن وتقلدها. وكان انتشارها الجغرافي أكثر من الآرامية القديمة، فقد عثر على نقوش في العديد من المواقع القديمة، لكنها لم تخرج عما يعرف -اصطلاحًا- بالشرق الأدنى القديم، فلم تتعدَّ إيران (فارس) من الشرق، ومصر من الغرب. أما لماذا اعتبرنا هذه النصوص العائدة للقرنين السابع والسادس قبل الميلاد آرامية دولية مبكرة؟ فلأن هذه النصوص احتوت على مظاهر لغوية من الآرامية المتأخرة مع احتفاظها بكمٍّ لا بأس به من الآرامية القديمة، بمعنى آخر كان هذا القسم المرحلة الانتقالية بين الآراميتين: القديمة والدولية الواسعة الانتشار.
    2 - الآرامية المبكرة المتأخرة:
    وهي الآرامية التي يحق لنا اعتبارها إنجليزية ذلك العصر في انتشارها بين شعوب وقبائل مختلفة؛ وكانت البداية في القرن الخامس قبل الميلاد عندما تبنت الإمبراطورية الأخمينية هذا القلم رسميًا، مرة أخرى لسهولتها وبساطتها، وكان ذلك في عهد الإمبراطور الأخميني داريوس الأول (522-486 ق. م). فتعاظم شأنها وازدادت أهميتها ومكانتها فأصبحت بحق لغة دولية تكتب بها الرسائل والوثائق ويتخاطب بها القادة العظماء. ولدور هذه الإمبراطورية في انتشار الآرامية، فقد أطلق البعض على نقوش هذه الفترة الواقعة بين القرنين الخامس والثالث قبل الميلاد اسم "الآرامية الإمبراطورية". تبني الإمبراطورية الأخمينية للآرامية أضاف انتشارًا جغرافيًا واسعًا، فتخطت حدود الشرق الأدنى القديم حتى وصلت إلى باكستان (تكسيلا)، وأفغانستان (قنداهار)، وأرمينيا وتركيا. ولم تكن الوثائق الرسمية والمخاطبات الشخصية وحدها التي كُتبت بالآرامية، بل تعدى ذلك أن ظهرت بعض أسفار العهد القديم مكتوبة بها، وأبرزها إصحاحات سفري عزرا (من 4: 8 حتى 6: 18)، ودانيال (من 2: 4 حتى
    7: 28)، إضافة إلى كلمات متناثرة في سفري التكوين (الإصحاح 31: 47)، وأرميا (10: 11). ولعل ما يميز كتابات هذا اللهجة احتواؤها على كثير من الكلمات المستعارة من اللغات الأكادية والمصرية والفارسية.
    وأخيرًا نشير إلى أنه -نظرًا لهذا الانتشار الواسع- فقد تنوعت مواد كتابة نقوش هذه المرحلة ومخطوطاتها، فقد شملت إضافة بطبيعة الحال إلى الحجر، أوراق البردي، والأواني والكسر الفخارية، والرقم الطينية، والأختام الأسطوانية.
    ثالثًا: اللهجات الآرامية:
    وهي الكتابات التي تطورت واشتقت حروفها من القلم الآرامي، ونعتقد بضرورة تقسيمها تاريخيًا وزمنيًا ولغويًا إلى قسمين رئيسين هما:
    1 - الكتابات التي تعود إلى منتصف القرن الثالث قبل الميلاد وحتى منتصف القرن السادس الميلادي.
    2 - الكتابات التي تعود بدايتها إلى عصر ظهور الإسلام حتى القرنين السادس والثامن عشر الميلاديين.
    وبالنسبة للقسم الأول، فنظرًا لتعدد لهجاته فقد قسمه المختصون حسب الموقع الجغرافي إلى قسمين رئيسين هما: اللهجات الآرامية الغربية، ومثلتها الكتابات النبطية، والتدمرية، واللهجتين الآرامية اليهودية الفلسطينية، والآرامية المسيحية الفلسطينية، وأخيرًا آرامية السامرة؛ واللهجات الآرامية الشرقية وهي: السريانية، وآرامية الحضر، والآرامية اليهودية البابلية والمندعية. أما القسم الثاني فهي اللهجات المذكورة في القسم الأول فيما عدا اللهجات النبطية والتدمرية والحضرية، فهي لهجات اختفت تمامًا بين القرنين الخامس - كالنبطية - والسادس -كالتدمرية- الميلاديين. وقد تأثرت هذه اللهجات باللغات المعاصرة لها بوضوح كالعربية والفارسية واليونانية وغيرها.
    رابعًا: اللهجات الآرامية المعاصرة:
    وهي اللهجات التي ما زالت مستخدمة، كما سبق ونوهنا أعلاه في سوريا والعراق، وتستعمل حاليًا في كثير من الكنائس المسيحية المنتشرة في أنحاء العالم، والملاحظ على هذه اللهجات تأثرها الواضح بالعربية والفارسية واللغات الأوروبية الأخرى.
    وبعد هذا التعريف المختصر للهجات الآرامية المختلفة، أرى من المفيد إعطاء نبذة مختصرة أيضًا عن أهم ظاهرتين لغويتين في الآرامية القديمة، وهما الاسم، والفعل، إضافة إلى أبجديتها الواقعة بين القرنين العاشر والثالث قبل الميلاد، وذلك على النحو التالي:
    الأبجدية:
    انتشرت النقوش والكتابات الآرامية القديمة في العديد من المواقع والأماكن في الشرق الأدنى القديم، مثل إيران وكذلك آسيا الصغرى مثل الهند، لكن انتشارها تركز واضحًا في سوريا، ولاحقًا - وبالذات في القرون الخامس والرابع والثالث قبل الميلاد- عُثر على نقوش آرامية القلم في شبه الجزيرة العربية، وتحديدًا في تيماء شمالي غرب المملكة العربية السعودية والخليج العربي، وهذه النقوش سواء التي عرفت في سوريا أو خارجها، تكتب وتقرأ من اليمين إلى اليسار.
    لكن من أين أخذ هؤلاء الآراميون الذين خلدهم التاريخ بسبب سهولة كتاباتهم وسلاستها، حرفهم أو أبجديتهم؟ نقول إنهم أخذوا أبجديتهم بعد إجراء تعديلات طفيفة عن الأبجدية الكنعانية الفينيقية، وقد تمثلت هذه التعديلات المحدودة في خمسة حروف هي: الباء، والدال، والهاء، والكاف، والقاف.
    تجدر الإشارة إلى أن شكل حرف الدال الآرامي جاء بالشكل الفينيقي نفسه في نقوش تل حلف والفخيرية الآرامية. أما عدد حروفها فكان اثنين وعشرين حرفًا، لكنها جاءت بتسع وعشرين صوتًا، فبعض هذه الحروف لـه صوتان، وهذه الحروف هي:
     الدال ، الذال د ، ذ
     الحاء ، الخاء ح ، خ
     الطاء ، الظاء ط ، ظ
     العين ، الغين ع ، غ
     الصاد ، الضاد ص ، ض
     السين ، الشين س ، ش
     التاء ، الثاء ت ، ث






    لوحة أشكال الأحرف























    الاسم:
    الاسم كلمة تدل على معنى مستقل، ليس الزمن جزءًا منه. وتنقسم الأسماء عامة إلى قسمين:
    1 - أسماء متصرفة تتعدد حالاتها وتتنوع صياغتها حسب العدد والجنس.
    2 - أسماء غير متصرفة تلازم حالة واحدة لا تتغير، ومنها الضمائر وأسماء الإشارة والاسم الموصول.
    الاسم المتصرف:
    وهو إما جامدٌ غير مشتق من الفعل، أو مشتقٌ من الفعل كاسم الفاعل واسم المفعول واسم المكان والمصدر. ومن المعلوم أن النقوش الآرامية لا تقدم لنا سوى الحروف الصامتة، لذا صار الاسم المشتق يختلط مع الفعل المشتق منه، ويصعب تمييزهما أحيانًا؛ فكلمة  ( ك ت ب) قد تكون كَتَبَ، أو كاتب، أو مكتوب ... إلخ؛ ولتحديد المراد ليس أمامنا سوى الاعتماد على السياق، وهذا بخلاف وجود العلامات الخاصة بالفعل نحو علامة المضارعة أو الضمائر المتصلة.
    1 - الاسم المتصرف الجامد:
    يُبنى الاسم، كما هو معلوم، على ثلاثة حروف، دون أن نعدم أسماء ثنائية الجذر أو رباعية؛ وهو على النحو التالي:
    أ - الأسماء الثنائية الجذر:
    وهذه جاءت بصيغتي التذكير والتأنيث، فمن صيغة التذكير جاءت الأسماء، إمَّا دالة على القرابة مثل:
     ، "أب"؛ ، "بن"؛   "أخ"، أو دالة على أعضاء الجسم مثل:
    ، "فم"، ، "يد"، أو هي أسماء حيوانات مثل: ، "شاة"؛ ، "سوسة، عثة"؛ ، "مُهر"، أو تدل على أعداد مثل: ، "واحد"؛ ، "ست".
    وأخيرًا تأتي أسماء متفرقة ثنائية الجذر مثل:
     ، "اسم" ، "صوت" ، "ماء"
    ، "مدينة"  ، "نار"  ، "تل" ، "سهم"
    أما ما جاء على صيغة التأنيث فمنها:
    ، "بنت" "أخت"
    "حّية"  "كلمة"
    ب - أسماء ثلاثية الجذور:
    وهي تشكل القسم الأكبر من الأسماء الواردة في النقوش الآرامية القديمة وهي على سبيل المثال لا الحصر:
    : "ملك" ؛ : "أثر"؛ : "نَصْب"؛ : "شتا"
    ومن هذه الأسماء وردت أسماء تنتهي بعلامة التأنيث مثل:
    : "بقرة" : "نمرة" : "دجاجة" : "مدينة"
    ج - أسماء رباعية الجذور:
    وهي قليلة مقارنة بالأسماء ذات الجذور الأخرى ومنها:
    : "عقرب" : "أرنب"
    تجدر بنا الإشارة إلى ظهور أسماء ثنائية الأصل غدت رباعية بالتكرار المقطعي مثل:
    : "عجلة، عربة" : "عظيم، كبير"
    2 - الاسم المتصرف المشتق:
    وهو الاسم المشتق من الفعل، وغدا اسمًا متصرفًا، يأتي في المفرد والجمع، مذكرًا ومؤنثًا، وصيغته هي:
    أ - اسم الفاعل:
    وهو يشتق من الفعل الثلاثي دون إضافة أية زوائد إليه، وإنما بإجراء تغيير في حركاته الداخلية، ولذلك يتفق من حيث الشكل الكتابي مع الفعل المشتق منه، مثل:
    : "عَبَدَ" أو "خادم"
    : "هَرَبَ، فرّ" أو "هارب، فار"
    : "كَتَبَ" أو "كاتب"
    وتُضاف إليه تاء التأنيث إذا كان الاسم مؤنثًا، مثل: : "خادمة"، ونون الجمع إذا كان جمعًا مذكرًا مطلقًا، مثل: "عبيد".
    ويشتق اسم الفاعل من الفعل المزيد بالهاء أو التضعيف بإبدال حرف المضارعة ميمًا مع مراعاة وزن الفعل مثل:
    : "مرضعات"
     : "رَضَعَ" جذر الفعل
     : زائدة للتعدية
     : علامة الجمع
    ب - اسم المفعول:
    هو الاسم الذي يدل على ما وقع عليه الفعل. ويصاغ من الفعل الثلاثي فقط، وذلك بإضافة ميم () في أوله؛ ومن شواهده
     : "مقتنٍ، ثروة" الجذر: 
    : "موعد" الجذر: 
    : "مُرْسل، ملاك، رسول" الجذر: 
    ج - اسم المكان:
    هو الاسم المشتق من الفعل ليدل على مكان حدوثه، يصاغ من الفعل الثلاثي بزيادة ميم () في أوله أيضًا، مثل:
    : "معسكر" الجذر: 
     : "مضجع" الجذر: 
    د - المصدر:
    1 - المصدر (المنكر) المطلق:
    ويكون غير مضاف، وغير مسبوق بحرف، يطابق غالبًا الأصل الثلاثي للفعل ويتقدم على فعله لزيادة توكيده، ويشبه في استعماله المفعول المطلق في اللغة العربية، ومن شواهده:
      : "رقًّا تسترقّهم"
      : "تسليمًا تسلّمهم"
    2 - المصدر المضاف:
    ويأتي مصاغًا من الفعل الثلاثي بثلاث حالات هي:
    1- مسبوقًا بحرفي الجر اللام ()، والباء ()، بزيادة ميمٍ () في أوله، مثل:
    "لقبول" : "لطرد" : "لسماع"
    2 - مسبوقًا باللام بدون زيادة الميم ()، مثل:
    :"لحماية" : "لكثرة"
    3 - بدون اللام () و الميم ()، مثل: : "محو"
    ويصاغ المصدر من الفعل المزيد بالهاء للتعدية بالمحفاظة على حرف الزيادة وإضافة تاء تأنيث في نهايته مثل:
    : "لمحو، لطمس" : "إماتة"
    الجنس:
    تميز النقوش الآرامية القديمة، غالبًا، بين الجنسين؛ مذكر ومؤنث، كما في اللغات السامية عامة. ومن المعلوم أن المذكر ليس لـه علامة، أمّا المؤنث، إن لم يكن مجازيًا، فعلامته التاء ()، أو الهاء () في آخره، مثل:
    : "الدمية، التمثال" : "كاهنة"
    أما إذا كان اسمًا مؤنثًا، فهو يأتي خاليًا من علامة التأنيث، مثل:
    : "الطريق" : "نفس، روح"
    : "شمس" : "نار"
    ومن المعلوم أن الأسماء الدالة على أعضاء الجسم المزدوجة مؤنثة في اللغات السامية الأخرى، وهي في الآرامية القديمة أيضًا مؤنثة.
    العدد:
    يقسم الاسم من حيث العدد إلى مفرد ومثنى وجمع. فالمفرد هو ما دلّ على واحد.
    والمثنى ظاهرة لغوية كانت معروفة في عدد من النقوش السامية القديمة، عدا اللغة العربية، وما وصلنا من شواهدها في الآرامية قليل، مثل:
    : "عيني"  : "ساقي"
    : "يدي" : "فخذي"
    أمّا الجمع، فهو الذي يدل على ثلاثة فأكثر.
    1 - الجمع المذكر:
    جاء الاسم الجمع المذكر على ثلاث حالات هي:
    حالة الإطلاق (المطلق)، وهو بزيادة نون () في آخره، مثل:
    : "عظماء" : "ملوك"
    حالة الإضافة، وهي بزيادة ياءٍ () في آخره، مثل:
    : "سادة" : "عبيد"
    ويلاحظ أن علامة جمع الاسم المضاف إلى ضمير الغائب الهاء () والواو ()، بدلاً من الياء () في آخره، مثل:
    : "أيامه" : "أناسه"
    - وأخيرًا حالة الاسم المعرف، وتكون بزيادة ياءٍ ()، قبل أداة التعريف الألف ()، مثل:
    -  :"الآلهة" : "السهام"
    2 - الجمع المؤنث:
    وهو مثل الجمع المذكر جاء على ثلاث حالات هي:
    أ- حالة الإطلاق (المطلق)، ويأتي بإضافة تاء التأنيث ()، مثل:
    : "نفوس، أرواح" : "ملكات"
    كما ورد مثالان لاسمين مؤنثين جاءا في حالة الجمع المطلق، ولكن باختلاف واضح عن بقية الأسماء المؤنثة، التي تأتي في حالة الجمع المطلق وهما:
    : "أنثى، امرأة" : "نساء"
    : "شاة" : "شياه"
    ب- حالة التعريف، (المعرف)، ويكون بإضافة أداة التعريف الألف ()، مثل: : "الاتفاقيات، المواثيق".
    ج- حالة الإضافة (المضاف)، وهو مثل حالة الإطلاق لا يختلف عن المفرد المؤنث، ولكننا نميزه في حالة الجمع المضاف من خلال سياق الجملة، مثل:  : "فعلات".
    3- جموع غير قياسية:
    ظهرت أسماء جمعت على غير قياس نحوي، وهي:
    : "أب" : " آبائي" أدغمت ياء الإضافة في ياء المتكلم.
    : "بيت"  : "بيوت".
    حالات الاسم:
    وللاسم في هذه النوعية من الكتابات ثلاث حالات هي:
    أ - حالة الإطلاق (التنكير):
    وهي حالة التجرد من الإضافة أو التعريف، وفيها يشكل الاسم وحدة معنوية.
    ب - حالة الإضافة (المضاف):
    وفيها يضاف الاسم إلى اسم آخر أو ضمير يشكل وحدة معنوية. يطرأ في هذه الحالة على الاسم بعض التغيرات، فعند إضافة الاسم الجمع المذكر تحذف النون () في نهايته، ويعوض عنها بحرف الياء ().
    ج - حالة التعريف:
    وفيها ينتهي الاسم بأداة التعريف الآرامية الألف () ويوضح الجدول التالي حالات الاسم وعلامات تأنيث وجمعه:
    الجنس مذكر مؤنث
    العدد مفرد جمع مفرد جمع
    حالة الإطلاق    
    حالة الإضافة    
    حالة التعريف    
    الصفة والموصوف:
    الصِّفة هي الاسم الدَّال على بعض أحوال الذات، مثل طويل، قصير، عاقل ... إلخ؛ والاسم الموصوف ما دلَّ على ذات الشيء وحقيقته، وهو موضوع لتحمل عليه الصفة. والصفة تتبع الموصوف تذكيرًا وتأنيثًا وإفرادًا وجمعًا وتعريفًا وتنكيرًا، مثل:
       "أنا رجل (إنسان) وضيع" مفرد مذكر
      "ملوك عظماء" جمع مذكر
      "كلمة سيئة" مفرد مؤنث
      "كلمات سيئة" جمع مؤنث
    اسم العدد:
    وهو لفظ تعدُّ به الأشياء، والذي ورد منها هو:
    : "واحد" ومؤنثه : "واحدة
    : "سبع" ومؤنثه : "سبعة"
    وهناك عددان أحدهما ورد بصيغة المؤنث وهو الرقم ستة هكذا: ؛ والآخر بصيغة المذكر هكذا:  أي "عشر".
    أمّا الأرقام الأخرى فهي:
    : "ثلاثون" : "مئة" : "ألف"
    ويمكن أن نضيف اسم الجزء العددي (الكسر)  ،أي "ربع". ويلحظ على الأعداد ما يلي:
    1 - العدد يسبق المعدود دائمًا. 2 - المعدود جمع دائمًا.
    3 - العدد قد يضاف إلى معدوده، مثل:
     : "مئة شاة"
    4 - وقد يوصف العدد بالمعدود، مثل:
     : "سبعة آخرون"
    الفعل:
    أولاً: صيغ الفعل:
    أ - باعتبار الزمان:
    يقسم صيغ الفعل في النقوش الآرامية القديمة باعتبار الزمان إلى ماض ومضارع وأمر.
    1 - الماضي:
    يدل على حدث مضى وانتهى، كما في العربية. وعلامته أن يخلو من علامات المضارعة في أوله، وأن يقبل ضمائر الرفع المتصلة في آخره، مثل:
    : فَعلَ، صَنَعَ، عمل" : صنعتُ، فعلتُ، عملتُ
    : فعلوا، صنعوا، عملوا" : "صنعني، فعلني"
    2 - المضارع:
    يشير إلى حدث لم ينته، يحتمل الحال والاستقبال كما في العربية، ويصاغ بزيادة حرف من حروف المضارعة التالية: الألف، التاء، الياء (،، ) في أوله مثل:
    : "أفعل، أصنع، أعمل"
     : " تفعل، تصنع، تعمل "
    : " يفعل، يصنع، يعمل "
    ومن علاماته أيضًا أن تظهر في آخره النون () في صيغ الجماعة (المخاطبين والغائبين والغائبات)، وذلك في حالة الرفع، مثل:
    : "تفعلون، تصنعون، تعملون "
    : "يفعلون، يصنعون، يعملون"
    : "يفعلن، يصنعن، يعملن"
    أما إذا جاء الفعل في حالة الجزم فتختفي فيه النون ()، وتظهر واو الجماعة () وذلك في صيغتي الجماعة المخاطبين والغائبين، مثل:
    : " تفعلوا، تصنعوا، تعملوا"
    : " يفعلوا، يصنعوا، يعملوا "
    ومن علاماته أن يقبل المتعدي منه ضمائر النصب المتصلة الواقعة في موقع المفعولية، مثل:
    : "أخلّصكَ" : "تؤذيني"
    3 - الأمر:
    يدل على طلب الفعل من المخاطب، ويصرف مع جميع ضمائر الخطاب (المخاطب، المخاطبة، المخاطبون، المخاطبات)، ويستنتج منها أن أمر المخاطب لا يختلف في الشكل الكتابي عن الفعل الماضي المجرد، والتمييز بينهما يعتمد على السياق، مثل:
    : "أصنع، أعمل، أفعل" : "اعملوا، اصنعوا، افعلوا".
    ب - باعتبار التعدي واللزوم:
    وينقسم الفعل باعتبار معناه إلى لازم ومتعد؛ فاللازم هو الفعل الذي يكتفي بفاعله ظاهرًا أو مستترًا ولا يحتاج إلى مفعول به. والمتعدي هو ما يتعدّى أثره فاعله، ويتجاوزه إلى المفعول به، فيحتاج إلى فاعل يفعله، ومفعول به يقع عليه، مثل:   "صنعوا خمرًا".
    ثانيًا: أوزان الفعل:
    يمكن من خلال المقارنة بين الأفعال التي ظهرت في النقوش الآرامية القديمة، واللغات السامية الأخرى تمييز أربعة أوزان رئيسة، وهي:
    1 - المجرد:
    وهو الفعل الذي تكون حروفه الثلاثة في الماضي أصلية، وفي الآرامية القديمة جاء فقط المجرد الثلاثي، ويقابل في العربية فَعَلَ.
    2 - المزيد:
    وهو الفعل الذي زيد على حروفه الأصلية بحرف أو أكثر وهو على النحو التالي:
    أ - المزيد بالتضعيف (أو المضعف):
    يقابل فَعَّلَ في العربية، وهو يفيد معاني التكثير والتكرار والتأكيد وغيرها.
    ب - المزيد بالهاء:
    يقابل في العربية أَفْعَلَ، ويكون بزيادة هاء () في أول الفعلين الماضي والمضارع؛ وكذلك المصدر، مثل: : "صناعة".
    ج - المزيد بالتاء:
    يقابل في العربية افتعَل، وتَفَعَّل، ويتم بإقحام تاءٍ ()، قبل فاء الفعل أو بعده، والملاحظ أن المزيد بالتاء اقتصر فقط على أفعال مضارعة تفيد المطاوعة، مثل: : " يُعمل، يُصنع، يُفعل" : " يتعمل".
    وتجدر الإشارة إلى ظهور فعل، اختلف الباحثون في تحديد أصله الثلاثي فأصبح مزيدًا بالهاء والتاء، أو بالهاء والتاء والنون، وهو: :"اشتهوا".
    وجذره إن كان مزيدًا بالهاء والتاء هو: . أمّا إن كان مزيدًا بالهاء والتاء والنون فإن جذره هو: .

    والجدول التالي يوضح الأوزان الآرامية القديمة:
    الوزن الآرامية القديمة العربية
    المجرد  فَعَل
    المزيد بالتضعيف  فَعّل
    المزيد بالهاء  أفْعَل
    المزيد بالتاء   افتعَل تَفَعَّل
    ثالثًا: تصريف الفعل:
    ونعني به التحولات التي تطرأ على الفعل بحسب فاعله (مفرد، مثنى، جمع)، (متكلم، مخاطب، غائب)، (مذكر، مؤنث)، وبحسب الزمن الذي وقع فيه الحدث (ماض، مضارع، أمر).
    ونرى قبل أن نأتي بالجدول الموضح لهذه التحولات الإشارة إلى أن الفعل يقسم من حيث قوة حروفه أو ضعفها إلى معتل، وهو ما كان أحد حروفه أو أكثر حرفًا لينًا أو ضعيفًا، وهي الحروف التالية: الياء ()، الواو ()، والنون
    ()، وصحيح، وهو الخالي من الأحرف اللينة (العلة).
    والآن نأتي للجدول الموضح لتحولات التصريفية، وللتسهيل والتوضيح سنتخذ الفعل : "صَنَع، عَمل، فَعل"، أساسًا لقواعد التصريف، وذلك نظرًا لعدم وجود فعل واحد معين في الآرامية القديمة.



    جدول يوضح تصريف الفعل في الآرامية
    الضمير الماضي المضارع المرفوع المضارع المجزوم الأمر
    الآرامية العربية الآرامية العربية الآرامية العربية الآرامية العربية
    أنا  صنعتُ  أصنع  أصنع - -
    أنتَ  صنعتَ  تصنعُ  تصنع  اصنع
    أنتِ  صنعتِ - - - - - -
    هو  صنعَ  يصنعُ  يصنع 
    هي  صنعتْ  تصنع  تصنع  
    نحن  صنعنا - - - - - -
    أنتم  صنعتم  تصنعون  تصنعوا  اصنعوا
    أنتن - - - - - - - -
    هم  صنعوا  يصنعون  يصنعوا - -
    هن  صنعْنَ  يصنعن  يصنعن - -
    الضمائر:
    الضمير في النقوش الآرامية القديمة يماثل الضمير في العربية، فهو ما يكنى به عن متكلم أو مخاطب أو غائب ويقوم مقامه. وهو على أنواع: ظاهر، أو مستتر، أو منفصل، أو متصل ... إلخ. فالضمير قد يكون مستترًا في الفعل، أي أنه يدل على الفاعل دون علامة ظاهرة خاصة، مثل:
     : "عمل معي"
    - ضمائر الرفع المنفصلة:
    لم يرد، حسب علمنا، سوى ستة ضمائر منفصلة هي:
     ، : "أنا" : "أنتَ"
    : "هو" : "هي"
    : "أنتم" : "هم"
    - ضمائر النصب المنفصلة:
    وهو ضمير واحد جاء في النقوش الآرامية القديمة، وهو  "إيا"، ورد على حالتين: الأولى: الحالة المجردة هكذا ؛ والأخرى المضافة إمّا إلى ياء المتكلم هكذا: ، أو هاء الغائب هكذا:  ، وهو يقابل في العربية المقطع "إيّا"، الذي يشكل مع كل ضمير من ضمائر النصب والجر المتصلة ضمير نصب منفصل (إيّاه، إيّاي، إياك) (انظر اسماعيل، 1982م، ص195).
    - الضمائر المتصلة:
    ضمائر النصب أو الجر المتصلة التي تحققت وجودها في الآرامية القديمة هي:
    : للمفرد المتكلم "ي" : للمفرد المخاطب "كَ"
     : للمفرد الغائب "هـَ" : للمفرد الغائبة "ها"
     : للمتكلمين "نا" : للمخاطبين "كم"
     : للغائبين "هم"  : للغائبات "هن"
    والملاحظ أن الضمير الخاص بالمفرد المتكلم، عندما يضاف إلى فعل تقحم نون بينه وبين الفعل تقابل نون الوقاية في العربية، مثل: : "أجلسني" (إسماعيل، 1984م، ص196).
    ومن الملاحظ أن ثمة ضمائر نصب أو جر متصلة تتصل بالاسم الموصول زي ()، وحرف الجر اللام () لتشكل معًا ما يشبه ضمير نصب منفصل ذي معنىً (إسماعيل، 1982م، ص198)، مثل:  "الذي يكون لي، إيّاي".
    الألف: `
    وهو عبارة عن خط عمودي يتخلله خطان يخرجان من النقطة ذاتها يشبهان إصبعين مفتوحان. وهذا الشكل المكون من خط عمودي، والخطان يشبه إلى حد بعيد قرنا ثور. ولاحقًا وتحديدًا خلال القرون الخمسة السابقة لميلاد المسيح تطور شكل هذا الحرف، فأصبح على هيئة خطين متعامدين أحدهما أفقي والآخر عمودي يخرج إلى اليمين منه خطًا أفقيًا صغير موازيًا للخط الأفقي الطويل.
    الباء: :
    كانت البداية ظهوره على شكل خط عمودي ينحني إلى اليمين ليكون خطًا أفقيًا مساويًا أحيانًا في طوله الخط العمودي وغالبًا أقصر منه. وفي الوقت ذاته ينحني الخط العمودي من أعلاه أيضًا إلى اليسار مكونًا في النهاية شكلاً مشابهًا لشكل نصف الدائرة، أو العصا المعقوفة؛ ولاحقًا حدث تغيرًا طفيفًا، فجاء في قمته على هيئة الكوب المفتوح.
    الجيم: :
    يأتي شكله في الغالب على هيئة خط عمودي مع انحناءة إلى اليسار مكونًا خطًا صغيرًا؛ وأحيانًا يمتد هذا الخط حتى يصل إلى منتصف الخط العمودي، وفي القرون التالية أمتد هذا الخط الأيسر حتى صار مساويًا في الطول للخط الأيمن، فصار بشكله هذا قريبًا جدًا من شكل رقم ثمانية (8) العربي.
    الدال: :
    ظهر على أشكال ثلاث رئيسة، الأول الشكل القريب من شكل المثلث (انظر اللوحة)، الذي عُرف في النقوش الفينيقية. أما الشكلان اللذان استعملا بكثرة، فقد كانا عبارة عن خط عمودي إلا أن اختلافًا واضحًا جاء في شكله العلوي، ففي حين جاء بشكل يشبه نصف الدائرة في النقوش الآرامية القديمة، فإنه ظهر مفتوحًا في النقوش، التي تعود إلى الفترة الواقعة بين القرنين الخامس وأواخر الرابع قبل الميلاد.
    الهاء: :
    جاء شكل هذا الحرف في النقوش المبكرة قريب إلى شكل المشط، أو المفتاح الخشبي، الذي كان يستخدم في القرن الماضي. أما الشكل الآخر فهو الشكل الذي استمر مستخدمًا في النقوش النبطية (انظر اللوحة).
    الواو: :
    كان في البداية يخرج من قمة الخط العمودي خط أفقي صغير ينحني الأعلى ليكون موازيًا للخط العمودي، ولاحقًا جاء الخط الأفقي الصغير دون انحناءة إلى الأعلى.
    الزاي:  :
    ظهر بشكلين مختلفين، أولهما على هيئة خطين أفقين صغيرين متوازيين، يربط بينهما خط عمودي طويل. ثانيها أن الخط الذي يصل بين الخطين الأفقيين الصغيرين جاء متصلاً بالنهاية اليمنى للخط الأفقي العلوي، وبالنهاية اليسرى للخط الأفقي السفلي.
    الحاء: :
    يتكون هذا الحرف من خطين عمودين متساويان في الطول يصل بينهما في الغالب ثلاثة خطوط أفقية متوازية. أما في القرون اللاحقة، فقد أُكتفي بخط وحيد جاء إما متعرجًا، أو مستقيمًا يصل بين قمتين هذين الخطين العمودين.
    الطاء: :
    في البدايات كان الحرف على شكل دائرة، بداخلها خطين متعامدين، وأحيانًا خطًا واحدًا؛ ثم تطور هذا الحرف حتى أصبح مشابهًا إلى حد بعيد بحرف الطاء في العربية الفصحى (انظر اللوحة).
    الياء: :
    هو أحد الحروف الآرامية الذي أحتفظ بشكله دون تغيير في النقوش الآرامية؛ ويشبه كثيرًا حرف الزاي الآرامي المتأخر، فيما عدا ظهور خط أفقي صغير يأتي في وسط الخط الذي يصل بين نهايتي طرفي الخطين الأفقيين.
    الكاف:  :
    فيما عدا شكل حرف الكاف الذي ورد في نقوش تل حلف والفخيرية وبرهدد (انظر اللوحة)، فإن الشكل الذي ظهر به هذا الحرف هو عبارة عن خط عمودي طويل يخرج إلى اليسار من قمته إما خطًا متعرجًا، أو في الغالب الأعم يكون على خطين صغيرين يخرجان من ذات النقطة لكن في اتجاهين متعاكسين.
    اللام: :
    عُرف في النقوش الآرامية على شكل خط عمودي طويل مع انحناءة واضحة إلى اليمين، إلا أن شكلاً آخر جاء جزءه الأسفل مشابهًا لشكل الخطاف ظهر خصوصًا في النقوش الآرامية السابقة لميلاد المسيح بثلاث، أو أربع قرون.
    الميم: :
    الشكل الأول عبارة عن خط عمودي يخرج إلى اليسار من قمته خط متعرج قصير؛ تطور لاحقًا بأن أضيف خط عمودي مائل قصير في وسط الخط المتعرج.
    النون:  :
    استمر هذا الشكل معروفًا في النقوش الآرامية القديمة منها، أو المتأخرة، وهو خط عمودي يميل قليلاً إلى اليمين مع خط أفقي قصير يخرج إلى اليسار منحنيًا هذا الخط القصير إلى الأعلى.
    السامخ:  :
    الشكل القديم عبارة عن ثلاثة خطوط أفقية قصيرة متوازنة جاء ملتصقًا بوسط الخط الأفقي الأسفل خطًا عموديًا؛ وفي الفترة اللاحقة اصبح شكله مشابهًا في جزئه العلوي بحرف الياء، وفي جزئه السفلي مطابقًا لحرف النون.
    العين: :
    الشكل الدائري الذي يأتي أحيانًا في وسطه نقطة، أو خطين متعامدين، عُرف في النقوش القديمة؛أما الشكل الآخر، والذي جاء مشابهًا إلى حد كبير الرقم سبعة (7) في العربية، فكان معروفًا في النقوش الآرامية العائدة لفترة من القرن الخامس إلى الثالث قبل الميلاد.
    الفاء: :
    ورد في هذه النقوش على شكل خط عمودي ينحني بشدة إلى اليمين، وفي أعلاه نصف دائرة مفتوحة من الأسفل؛ وهو يشبه إلى حد ما حرف الواو في العربية. وفي القرون التالية اختفت الانحنائة الشديدة هذه للخط العمودي، وأصبح ينحني من أسفله إلى اليسار.
    الصاد: :
    خط عمودي يخرج إلى اليمين من قمته خط متعرج قصير، فهو تمامًا يأتي بشكل مخالف لحرف الميم الآرامية.
    القاف:  :
    عُرف على شكل دائرة يقطعها خط عمودي يمتد قليلاً خارجها؛ وفي القرون اللاحقة أصبحت الدائرة نصف دائرة، وذلك بالاكتفاء بنصف الدائرة الأيمن، حيث اختفت تمامًا نصف الدائرة الأيسر.
    الراء: :
    يطابق في شكله شكل حرف الدال، انظر الدال أعلاه.
    الشين:  :
    جاء شكله مشابهًا لثلاثة أصابع، فهو خطوط ثلاثة تلتقي في النقطة ذاتها من الأسفل.
    التاء:  :
    هو عبارة عن خطين متعامدين، العمودي منهما يمتد مع انحناءة واضحة إلى اليسار. ولاحقًا جاء على شكل خطين عمودين ينحني الأيسر منهما قليلاً إلى اليسار؛ في حين ينحني الأيمن من قمته إلى اليمين ويمتد حتى يلتصق بالخط العمودي الأيسر.

















    الفصل الثالث
    نقوش تيماء الآرامية





























    تمهيد:
    عُثر في تيماء، هذه المدينة التاريخية الهامة، إذا استثنينا النقوش التي عثرت عليها البعثة الألمانية السعودية، على اثنين وثلاثين نقشًا، وذلك خلال مائة عام، إذ إن اكتشاف أول نقش يعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وتحديداً عام 1880م، على يد الرحالة الفرنسي هوبر، وهو النقش المعروف اصطلاحًا باسم: "نقش تيماء القديم" (انظر نق32)، الذي نشر بعد أربع سنوات من ذلك التاريخ في عام 1884م. أما آخر هذه النصوص، فقد عُثر عليه سنة 1984م في حفرية الموسم الثاني لموقع قصر الحمراء، ونشرت دراسة لـه بعد ست سنوات من ذلك التاريخ في 1990م (انظر نق33).
    والملفت للنظر أن هذه النقوش، فيما عدا النقشين رقمي 11، 33، لم تأت نتيجة لحفريات منظمة، بل جاءت نتيجة لجهود الرحالة، أمثال هوبر وداوتي وفلبي وغيرهم (النقوش 14، 24، 26، 27، 29، 30)، أو باحثين ودارسين مثل: جوسين وسافنياك وجام والثيم واشتيل (النقوش 15، 16، 17، 18، 20، 21، 31). أما بقية النصوص وعددها ثمانية عشر نقشًا فيعود فضل العثور عليها إلى المواطنين المحليين الذين قاموا -مشكورين- بتسليمها إلى إدارة الآثار والمتاحف، فرع تيماء، ولعل من المفيد الإشارة إلى ما خلصت لـه هذه الدراسة من ملاحظات عامة:
    1 - أطول نصوص هذه المجموعة من حيث عدد الأسطر هو النقش رقم 32، التي بلغت ثلاثة وعشرين سطرًا، وأقصرها النصان 23، 27 اللذين تضمنا كلمة واحدة فقط. أما بقية النصوص فجاء بعضها عبارة عن سطر واحد وهي سبعة نصوص (7، 17، 19، 22، 24، 28، 30)، وبعضها مكونًا من سطرين وهي النصوص: (2، 4أ، 4ب، 6، 10،
    16، 26، 31)، والبعض من ثلاثة سطور مثل النقوش (1، 5، 8؟، 15؟، 20، 21)، أو من أربعة سطور وهي النصوص: (3، 14، 25، 29)، أو خمسة سطور وهما النصان (13، 33). أما النصوص (9، 18، 11)، فالأول جاء من سبعة أسطر، والثاني من تسعة أسطر، أما الثالث فكان من عشرة أسطر.
    2 - أن معظم حروف هذه النقوش مقروء فيما عدا النقوش (7، 8، 9، 10، 15، 18، 20، 21، 26، 31، 32)، الذي اختفى منها، إما أجزاء من حروف مفرداتها، أو مفردات كاملة مثل النقوش (10، 15، 18، 20)، أو أسطر كاملة مثل النقوش (8، 21، 29، 31، 32).
    3 - أن معظم هذه النصوص مكتوبة من أشخاص ذكور أو لهم فيما عدا النصوص (2، 6، 20، 29، 30) التي تعود إلى نساء.
    4 - غالبية نصوص هذه المجموعة يرد فيها اسم صاحب النقش مع اسم أبيه، لكن بعضها تجاوز ذلك حتى وصل إلى ثلاثة أجيال وهي النصوص: (9،
    22، 29)، وهناك نص وحيد لم يأت به اسم صاحبه وهو النقش رقم
    (23).
    5 - جميع هذه النصوص كتبت لشخص واحد فقط أو تعود له فيما عدا النقش -إن صحت قراءتنا له- رقم (1)، الذي قد يعود لشخصين هما: أَحب، وفومو.
    6 - سبعة عشر نقشًا من هذه المجموعة يمكن عدها شواهد قبور، لأنها بدأت إما بالاسم ن ف س أي "قبر" (2، 3، 4أ، 4ب، 5، 10، 11، 12، 13، 17، 20، 21، 29، 30، 31)، أو بالاسم ق ب ر، "قَبْر"، كما جاء في النقشين: (6، 15)، وهناك سبعة نصوص هي: (1، 8، 9، 11،
    14، 18، 33)، تُعّد نصوصًا تقربية، فصاحبا النقش الأول قربا مذبحًا للإله صلم، والثاني تقرب فيه فصجو الطاهر إلى الإله صلم ببناء معبدٍ لـه، إضافة إلى إهداء كرسي (عرش) له، ولعل أطرفها تقرب تَيْم بن الهو
    (نق33) بحجر مكعب للإله د ر ع ا، الذي أنقذ حرام من مرض عضال ألم به. ويبدو أن النصين (7، 24) هما من نصوص الملكية، فالأول يشير إلى ملكيته لمنزل، والثاني يشير إلى ملكيته لقاعدة.
    7 - تعدد بدايات هذه المجموعة من النصوص التي كانت على النحو التالي:
    أ - نقوش بدأت بالاسم ن ف س "قبر"، وهي: (2، 3، 4أ، 4ب،
    5، 10، 11، 12، 13، 17، 20، 21، 29، 30، 31).
    ب - نقشان بدأا بالاسم ق ب ر "قبر"، هما: (6، 15).
    ج - نقوش بدأت باسم مفرد معرف، وهي: (1، 7، 8، 9، 14،
    18؟، 24؟).
    د - نقوش بدأت باسم علم، وهي: (16، 22، 23، 25، 26، 27، 28).
    هـ - نص وحيد، وهو النقش رقم (19)، بدايته جاءت برقم عددي.
    و - نص وحيد بدأ باسم موصول ز ي، "الذي"، وهو النقش رقم
    (33).
    8 - جميع النصوص جاءت مكتوبة، إما على واجهات جبلية مثل: (22،
    23، 25، 26، 27، 29)، أو جاءت مكتوبة على أحجار، فيما عدا النص رقم (19)، الذي -على رواية لفنجستون- جاء مكتوبًا على قطعة فخارية.
    9 - رافق غالبية هذه النقوش، خاصة المكتوبة على الأحجار، رسوم وزخارف، ففي حين كان الغالب على النقوش القبورية (شواهد القبور) رسم الوجه الصامت، فإن المسلتين (انظر نق11، 32) زينتا برسوم ورموز مقدسة مثل: القرص المجنح، الذي جاء في المسلتين، وبينما تميزت مسلة تيماء القديمة التي عُثر عليها سنة 1880م برسم لشخص ورسم لعجل، فإن مسلة تيماء 1979م جاء منحوتًا عليها رسم لنجمة وآخر لقمر كامل. أما المكعب الذي كُتب عليه النقش رقم (33)، فقد نحت عليه رسم لرأس الثور الشائع في الفن الديني بجنوب الجزيرة العربية، فهو يرمز لإله القمر (باخشوين، 2002م، ص598).
    10- ثلاثة من نقوش هذه المجموعة (3، 18، 32)، كانت مؤرخة؛ لكن اختفاء الأرقام، التي تلت الاسم المؤنث س ن ت، "سنة"، بسبب العوامل الجوية، حال دون قراءتنا الصحيحة لهذه الأرقام.
    11- قدمت لنا هذه المجموعة من النقوش ثلاثة وخمسين علمًا شخصيًا -حسب معلوماتنا- ترد للمرة الأولى في النقوش الآرامية. وقد تبين من دراستها أنها انقسمت من حيث دلالتها اللغوية إلى الأقسام التالية:
    أ - صيغة العلم البسيط: العديد من هذه الأعلام جاء بهذه الصيغة، لكن بأوزان مختلفة، فمنها ما جاء مثلاً على وزن فَعْل مثل الأعلام:
    ب ع ث و (نق4ب: 1)، ت ي م (نق13: 1)، ز ي د (نق2:13)، م م ص (نق29: 2)، ف ص ي (نق29: 1)، ع ل ن (نق 30). ومنها ما جاء على وزن فعلان مثل الأعلام: ش ج ع ن (نق5: 2)، ن ي م ن (نق6: 2، 22)، ا ر ش ن؟ (9: 3)، ز د ن (13: 4- 5)، ز ي د ن (نق18: 4)، ر م ل ن (نق23)، بينما جاء مثالان على الوزنين التاليين، فعلة، ن ع م هـ (نق26: 2)، ح ن هـ (نق31: 1)، وتفعل، ت ش ل ح (نق2: 1)، ت ج ر ن؟ (نق29: 3). كما ورد أيضاً مثالٌ واحدٌ في هذه المجموعة على الوزنين التاليـين أَفعـل، ا ح ب (نق1: 1)، وهفعـل هـ ع ل ي (نق11: 3: 10). ولدينا علمان قد يكونان على وزنين مختلفين،
    ب ع ث و (نق4ب: 1)، الذي قد يكون على وزن فَعل أو فَاعِل، والعلم الآخر ن ت م (نق16: 2)، الذي لا يستبعد أن يكون على وزن فَاعِل أو فَعّال.
    ب - الأعلام المركبة: وجاءت على صيغة الجملة الاسمية، أو الفعلية مثل: ع ب د ج ن "العبد المحمي، المستور" (نق5: 3)، ع ل ي م ن ن ت "مناة العالية"، العالي (بواسطة) "مناة" (نق6: 1)، ن ج ع ل هـ، "أراح الإله، لمس الإله" (نق9: 2)، ن هـ ا ل "منع إل" (نق9: 4)، ف ص ج و ط هـ ر و، "فصـج الطاهــــر" (نق11:
    2: 8 - 9)، ج ر م ا ل هـ ي "قـرر الإلـه (إلهي)" (نق13: 2-
    3)، م ح ر م ن ي "المنذور لمناة، المحرر (من) مناة" (نق16: 1)، س م ر ا ل، "حسن إل، حَمل إل" (نق21: 2)، ا د ن ش ي "اد زعيمي، قائدي" (نق21: 2)،ع ت ع ق ب، "عت حمى، حمى عت" (نق22)، م ع ن ا ل هـ ي "سهــل، ساعــد إلهــي" (نق
    26: 1)،ا ل ن ف ي و "إل العالي، المرتفع، إل الطارد، المانع" (نق 28)، ص ل م ش ز ب "صلم المحرر" (نق32: 9: 11: 21، 32ب:1).
    ج - الأعلام المختصرة: مثل ع ب د و، "خادم، عَبْد + (اسم الإله)" (نق28)، ت ي م و "خادم + (اسم الإله)" (نق33: 1)، ش ي
    ع ا "رفيق، تابع + (اسم الإله)" (نق3: 1). ولعلنا نشير إلى أن هذه الأعلام يمكن تفسيرها أيضًا على أساس أنها بسيطة.
    وقد تبين لنا من دراستنا لهذه الأعلام أن جميعها ذات اشتقاق عربي خالص، فيما عدا الأعلام ج ر م ن (نق3: 2)، و ج ر م ا ل هـ ي (نق13: 2-3)، و ا د ن ش ي (نق21: 2)، و ص ل م ش ز ب (نق 32: 9: 11: 21، 32 ب:1) فهي سامية الاشتقاق: الأولان في السريانية، والأخير فينيقي الاشتقاق، أو عبري. وهناك علم وحيد قد يكون مصري الاشتقاق وهو العلم: ف ط ر س ي (نق32: 9: 11: 21).
    12 - ورد في هذه المجموعة أسماء الآلهة ا ش ي م ا (نق11: 7، 32: 3:
    16)، و د ر ع ا (نق33:2)، و م ن و هـ (نق1: 2)، و ص ل م (نق14: 3)، و ص ل م ز ي د ب (نق11: 4: 6)، و ص ل م ز ي
    هـ ج م (نق32: 3-4: 11: 12: 17)، و ص ل م ز ي م ح ر م (نق32: 2: 16)، و ش ن ج ل ا (نق11: 6، 32: 2: 16). والواقع أن هذه الآلهة، التي وردت في النقوش التقدمية (التقريبية) لتدل على التدين والارتباط بالآلهة والمعبودات عند قبائل منطقة تيماء آنذاك.
    13- جاء في هذه المجموعة علمان لقبيلة هما: ح ط م هـ (نق1: 1-2)، و ل ح ي ن، وهو أيضًا علم لشعب (نق11: 3). وبالنسبة لأسماء الأماكن فقد ظهر فقط علمان هما: ا ر ح ب هـ؟ (نق11: 4)، و ت ي م ا (نق11: 1: 7، 18: 8؟، 32: 2: 3: 4: 11: 15 :17). وكذلك اسم شهر واحد هو شهر آب (نق3: 3).
    14- جاء في هذه المجموعة الرقمان "1" (نق19)، و"22" (نق32: 1)، وهما رقمان وردا من قبل في النقوش الآرامية.
    15- قدمت لنا هذه المجموعة من النقوش العديد من الألفاظ والمفردات والأحرف التي وصلت إلى ثمانين لفظة، منها ثلاثَ عشرَةَ لفظة تظهر
    -حسب معلوماتنا- للمرة الأولى في النقوش الآرامية الدولية، وهي:
    ط ب ن ت ا "المنزل، السكن" (نق9)، م ح ر م ت ا "المبخرة" (نق
    8: 1، 9: 1)، ق د ر "قدر" (نق19)، ص د ق و "وهبوا، أعطوا" (نق32: 11)، س و ت ا "المسلة" (نق32: 12)، د ق ل ن "نخلات، نخل" (نق32: 17: 19)، ش ي م ت ا "الملكية، الخاصة، خاصة" (نق32: 18)، ف ر ق "نَجى، سَلَم" (نق33: 3)، ت ب ر "مرض عضال" (نق33: 4)، ع ن "اعتَزل" (نق33: 4)، ر ك ن ي هـ "عشيرته، عائلته" (نق33: 4)، ر ب ن هـ "رفعــة، أغنــاه" (نق 33: 4)، ق ت ي ر "فقـر، ضيـق في العيش" (نق33: 5).
    النقش رقم (1):
    لفنجستون وآخرون، 1983م، نق1، اللوحة 93ب؛Aggoula, 1985, pp.65-6; Beyer, Livingston, 1987, pp.290- 1, pl.II; al- Theeb, 1993, 1, pl.I.













    النص:
    1 - ح ج ر ا د ي ق ر ب أ ح ب و ف و م و ب ن ي ح ط م
    2 - هـ ل م ن و هـ ا ل هـ ت ا ل هـ ت ا ل ح ي ي ن ف س هـ و
    3 - ن ف س ا خ ر ت هـ ل ع ل م
    1 - الحَجْر (المذبح)، الذي قَرَبَ أحب وفومو (من) بني حطمه
    2 - لمناة إلهة الإلهات، لحياة نفسه (نفسيهما) وروح
    3 - ذريته (ذريتهما) إلى الأبد (أبد الآبدين)
    جاء هذا النقش مكتوبًا على مذبح بطول 54سم، وعرض 27سم، وبسمك 2.25سم؛ في حين كان عمقه 15.5سم. وهذا المذبح محفوظ حاليًا في متحف مدينة تيماء المحلي، بعد ما عُثر عليه في إحدى مزارع المدينة. ولا تقدم لنا، مع الأسف الشديد، سجلات المتحف أي معلومات عن الطبيعة الأثرية والمعمارية للموقع، الذي عُثر فيه على هذا الحَجْر (المذبح)، وهو حاليًا مزرعة. إذ إن مضمون النص المكون من ثلاثة أسطر يدل على أنه نص تقربي، قام صاحباه -إن صحت قراءتنا- المدعوان: أِحْب وفومو بتقديمه لمعبد الإلهة المعروفة مناة تقربًا إليها، عنهما وعن ذريتهما إلى الأبد.
    ومما تجدر الإشارة إليه، والتي تُعطي في رأينا أهمية تاريخية واضحة للنص، هو أشكال حروفه البالغة تسعة وخمسين حرفًا، فقد ضمت حروفًا أقرب في شكلها إلى القلم النبطي وأخرى من القلم الآرامي، لكننا عددناهُ آراميًا لكون غالبية حروفه آرامية الشكل، فيما عدا خمسة حروف هي: الألف الذي جاء بشكله النبطي في آخر الكلمة وأولها، والياء، والطاء، والعين، والجيم. أما بقية الحروف فهي - كما قلنا- آرامية مثل: الدال، والراء، والباء، والميم، والتاء، والنون، والشين. أما حرفا الفاء والهاء، فالأول جاء آراميًا في كلمة ن ف س، الثانية، ونبطيًا في كلمـة ن ف س هـ، في حين أن الثاني وهو الهاء ظهـر بشكليـه المعروفين في الآرامية الدولية والنبطية.
    والواقع أن مزج كاتب هذا النص بين حروف القلمين الآرامي والنبطي يجعل تاريخ هذا النص يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، أي قبل اتجاه أبناء المنطقة كليًا إلى القلم النبطي في أوائل القرن الثاني قبل الميلاد. وأخيرًا علينا القول إن القراءة المعطاة أعلاه-نظرًا للأسلوب وحالته الجيدة - مؤكدة، فيما عدا الكلمة الخامسة في السطر الأول، والتي نرجح قراءتها هكذا: ف و م و، (انظر أدناه).
    ح ج ر ا: كان لفنجستون وآخرون، 1983م، ص65، قد شرحوا هذا الاسم بمعنى "حظيرة"؛ والمعلوم أنه جاء في عدد من الكتابات السامية حاملاً معانيَ مختلفـة، مثـل: النقـوش البونيـة Donner-Röllig, 1964, 81:4))، التي عُرف فيها بمعنى "جدار". أما في العهد القديم فإن ح ج و ر، حمل معنى "حزام، طوق"، (Brown and others,1906, p.292)، وفي النبطيــة جــاء ح ج ر قريبًا من هذا المعنى فقد فُسر بـ: "السياج، المنطقة (المكان المقدس)" (الذييب، 2000م، ص91)؛ في حين فُسر الاسمان ح ج ر، وح ج ي ر بمعنى "أعرج، كسيح" في السريانية (Costaz, 1963, p.96)، واللهجة الآرامية الفلسطينية اليهودية (Sokoloff, 1992, p.187)؛ ولعلنا نشير إلى أن لفظة ح ج ر، في السبئية تعنى "حماية، تعويذة" (بيستون وآخرون، 1982م، ص67). ونحن نرى أن المعنى المرجح والذي يتناسب مع سياق النص هو: "المذبح، الحَجْر"، المعروف بالمعنى الثاني في العربية الفصحى (ابن منظور، 1955-1956م، مج4، ص165؛ بن عباد، 1981م، مج3، ص ص120-121). وهو متبوع بالاسم الموصول للمفرد المذكر، الذي عُرف في العديد من الكتابات السامية الأخرى. للمزيد من المقارنات انظر (الذييب،2000م، ص69).
    ق ر ب: فعل ماض على وزن فَعَلَ، متصرف مع الغائب، ورد بصيغته هذه في نقوش آرامية أخرى (Cowley, 1923, 30: 28, 31: 27)، للمزيد من المترادفات انظر (الذييب،2000م، ص233). يلي ذلك أكثر أجزاء هذا النص غموضًا، وقد عددناه مكونًا من أربع كلمات، نقرأها هكذا: أ ح ب و ف و م و ب ن ي، بحيث يكون أ ح ب علم بسيط على وزن أَفْعَل من حَب، ويعني "الأحب، الأكثر محبة"؛ ومن المعلوم أن الجذر
    ح ب ب، قد جاء في عدد من الكتابات الساميـــة (Leslau, 1987, p.223; Hoftijzer, Jongeling, 1995, p.343-4).
    وقد ورد العلم بصيغته هذه في النقوش الثمودية (الذييب، 1999م، 190،191)، والصفوية (Winnett, 1957, 996, Clark, 1980, 217). أما العلم، المسبوق بحرف العطف الواو، الذي يأتي أحيانًا بمعنى "بَلْ" في الآرامية القديـمة (إسماعيـل، 1997م، ص 115)، والـذي قرأتـه أجـولا ( Aggoula, 1985, pp.65-6)، م و م و، فنرجح قراءته ف و م و، وهو علم يصعب كثيرًا تفسيره وشرحه. وآخر هذه الكلمات الأربع اسم الجمع المذكر المضاف ب ن ي، ويعني "أبناء، (من) بني"، المعروف في العديد من الكتابات السامية الأخرى. للمزيد انظر (الذييب، 2000م، ص ص6-45).
    ح ط م هـ: علـم بسيــط على وزن فعلــة، اشتقاقــه من ح ط م، وحَطَمَ أي "كَسَرَ"، وقد سُمي الرجل حُطَمة إما "لكثرة أكله" –كما يقول الرازي، 1988م، ص60- أو لأنه "يحطم ويهشم كل شيء" على تفسير النحوي، 1987م، ص72؛ في حين كان للسمعاني، 1988م، مج2، ص235، رأيٌ آخر، حين أعاده إلى حُطَمَة وهو بطن من جذام. والحُطَمَةُ من أسماء النار لأنها تحطم وتأكل كل شيء يلقى إليها (ابن منظور، 1955-
    1956م، مج13، ص ص137، 140؛ ابن دريد، بدون، مج2،
    ص172). حَطمَة وحُطَمَة، وردا في الموروث العربي علمين لقبيلتين عربيتين (البغدادي، 1980م، ص354؛ ابن دريد، 1991م،
    ص ص445-446)، وعلمين لشخصين (المغربي، 1980م، ص133؛ الأندلسي، 1983م، ص397؛ الكلبي، 1986م، ص589). وجاء العلم بصيغتين مختلفتين: الأولى ح ط م ت، في النقوش الصفوية
    (Winnett, 1957, 519)، والثانية ح ط م، في النقوش الثمودية (الذييب، 1999م، 188)،. ونرى الإشارة إلى أن هذا العلم ما زال متداولاً بيننا حتى الآن (معجم أسماء العرب، 1991م، مج1، ص433).
    السطر الثاني:
    م ن و هـ: هـي الإلهــة منـاةُ المذكـورة في القـرآن الكريم، )وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى) (سورة النجم الآيـة 20)، التي عبدتها القبائل العربية قبل الإسلام. وقد وُصفت مرة بأنها امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس (الناشف، 1972م،
    ص24). وكان مركز عبادتها الرئيس منطقة القُدَيْد الواقعة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة (الكلبي، 1924م، ص ص13-15). وهذه المعبودة، التي وُصفت بأنها إلهة للقدر والنصيب والموت (Cooke, 1903, p.219)، تشير هتون الفاسي، 1993م، ص244، إلى احتمال صلة اسمها بكلمة المنى أي "الحظوظ والأماني". أما العلي، 1981م، ص184، فقد كرر رأي الحموي، 1979م، مج5، ص204، بأن اشتقاقها من القوة أو القطع، أو المنية أي "الموت"؛ وللمزيد من المعلومات حول هذه المعبودة انظر (الناشف، 1972م، ص ص24-25؛ باخشوين، 1993م، ص ص84-86). يلي ذلك الاسم المفرد المؤنث المضاف ا ل هـ ت، أي "إلهة"، الذي عُرف بصيغته هذه في النقوش النبطية (الذييب،2000م، ص20)، والسبئية (بيستون، 1982م، ص5)؛ المتبوع أيضًا بالاسم المؤنث، لكنه هنا جاء في حالتي الجمع والتعريف، وهو يرد حسب معلوماتنا بصيغته هذه للمرة الأولى في النقوش الآرامية.
    ل ح ي ي: هو الاسـم المفـرد المذكـر المضاف، ونظرًا لأنه جاء مسبوقًا باللام فإننا نرجح أنه مصدر مضاف. ورد بصيغته هذه في النصوص الآرامية (الذييب، 2006م، ص ص97- 98)، وكذلك جاء في نقوش سامية أخــرى. للمزيــد مــن المترادفات والمقارنات انظــر (الذييب، 2000م،
    ص ص93- 95).
    ن ف س هـ: اسم مفرد مؤنث مضاف إلى ضمير المفـرد المذكـر الغائـب، الذي عُرف بصيغته هذه في النقوش الآرامية الدولية (Cowley, 1923, 13:18)، والنبطية (الذييب، 1998م، 190:2)، والتدمرية (Hillers, Cussini, 1996, p.396)؛ وللمزيـد مـن المقارنـات والمترادفـات انظر (الذييــب،
    2000م، ص ص173-174). وعلى الرغم من عدم ظهور المثنى بشكل مختلف عن المفرد في هذه النوعية من النقوش، - لكن إن صحت قراءتنا باعتبار أن الحَجْر (المذبح) قد قُربَ من المدعوين: أحب، وفومو- فإن تحليله يجب أن يكون: اسمًا مثنًى مؤنثًا مضافًا إلى ضمير المذكر المثنى للغائبين. والمعلوم أن الضمائر المتصلة الخاصة بالمثنى لم ترد في النقوش الآرامية والسامية الأخرى، فيما عـدا العربيــة والأوجاريتيــة (Moscati, 1964, p.106)؛ لذا نقرأها: "نفسيهما، روحيهما".
    السطر الثالث:
    ا خ ر ت هـ: مرة أخرى يحتمل هذا الاسم تحليلين، أولهما: اسم مفرد أو جمع مذكر مضاف إلى ضمير المفرد المذكر الغائب، يعني "ذريته، أحفاده، سلالته". ثانيهما: إن كان المذبح (الحَجْر) مقربًا من أحب، وفومو، فهو اسم مثنى مذكر مضاف إلى ضمير المثنى الغائبين، ويعني "أحفادهما، ذريتهما". وهو مسبوق بالاسم ن ف س، انظر أعلاه، ومتبوعًا بالاسم المفرد المذكر المطلق ع ل م، أي "نهائي، سرمدي، أبدي"، المعروف في النقوش السامية الأخرى فيما عدا الكتابات الأكادية، كما يذكر ليفينسون،Levinson, 1974, p.199، وللمزيـد مـن المترادفـات انظـر (الذييــب،
    2000م، ص ص197-198)؛ ونظرًا لأن الاسم مسبوق بالحرف اللام هكذا: ل ع ل م، فإنه يُعد اصطلاحًا يعني "أبد الآبدين، إلى الأبد، للأبد".
    النقش رقم (2):
    لفنجستون وآخرون، 1983م، نق2، اللوحة 94ب؛ Beyer, Livingstone, 1987, p.288; al- Theeb, 1993, 2, pl.I.












    النقش:
    1 - ن ف س ت ش ل ح ب ر 1 - قًبْر تشلح بنت
    2 - ت م ع ن ت ن 2 - معْنتن (معن تن)
    كُتبَ هذا النقش القصير، المكون من سطرين قصيرين، على شاهد قَبْر من النـوع المعـروف بالوجـه الصامـت (Silent Visage). وتبلـغ أطـوال الشاهد،
    125سم طولاً، و 28 سم عرضًا، وبسمك بلغ 10سم. ولو عدنا إلى الوجه الصامت فسنلاحظ أن خلوه من الفم والأذنين، وإغماض عينيه، تطرح تساؤلاً عن ما كان يهدف إليه الناحت من رسمه هذا الشكل. وقد يكون هذا الرسم لتأكيد انتقال روح صاحب الشاهد ونفسه، فهو لا يسمع ولا يتكلم وكذلك لا يرى ما يدور حوله. أو أن هذا الوجه الصامت ليس إلا للإله الذي تكمن مهمته في حماية القبور والحفاظ على حرمتها وقدسيتها. والواقع أن الرسم بهذه الهيئة (الخالية من الفم)، يشبه صورة الإلهة أتارجاتيس (Atargatis) (Patrich,1990, p.82; Zayadine,1991, p.48)، إحدى معبودات سوريا الشمالية، كان يطلق عليها في العصر الروماني إلهة سوريا. وهي -لمن لا يعرفها- تُعد معبودة الخصوبة والحياة الرغدة المنعمة، لذلك كانت السنبلة شعارًا لها (إدوارد، بدون،
    ص161)، كما قُدست من الأنباط، ومن أهالي مدينة الحضر (الفاسي،
    1993م، ص122). وإن صح ربط الوجه الصامت في مثالنا هذا بالمعبودة أتارجاتيس، فسيتبين لنا أمران: الأول: أن عبادتها تعود إلى القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد؛ فأشكال حروف هذا النص وأنماطه تعود إلى أواخر القرن الخامس أو أوائل القرن الرابع قبل الميلاد (Gibson, 1982, p.188). الثاني: أن من مهام هذه المعبودة، إضافة إلى مهامها الأخرى، حماية القبور.
    ن ف س: اسم مفرد مؤنث مضاف، يعني هنا "قَبْر"؛ ورد بهذا المعنى في النقوش الفينيقية (Tomback, 1978, pp.219-20)، والنبطية (الذييب، 2000م، ص ص172-173)، واللحيانية (JSL384)؛ في حين جاء بصيغة ن ف س ت، في النقوش الصفوية (Winnett, Harding, 1978, 244). أما في الأوجاريتية (Gordon, 1965, p.446)، فقد ورد بمعنى "مسلة، نصب".
    ت ش ل ح: قـراءة لفنجستون وآخرون،1983م، نق1:2، انظر أيضًا Beyer, Livingstone, 1978,2, p.288 -لحرفه الثاني طاءً، لا يمكن قبولها؛ فالأرجح قراءته شينًا. وهو-أي ت ش ل ح- علم بسيط على وزن تفعل يعني "المرسلة"، وذلك إن كان اشتقاقه من الجذر السامي ش ل ح أي "أرسل"، الذي ورد في النقوش الآرامية القديمة (Brauner, 1974, p.594; Fitzmyer, Harrington, 1978, 298: 20)، والفينيقية (Tomback, 1978, p.317)، والأوجاريتية (Gordon, 1965, p.490)؛ وفي الكتابات السريانية (Smith,1967, p.578, Costaz, 1963, p.369)، والعهــــد القديـــم
    (Jastrow, 1903, p.1580, Brown and others, 1906, p.1018)، وللنقوش السامية الأخرى انظر (Hoftijzer, Jongeling, 1995, pp.1136- 8). في حين اعتبر ابن منظور، 1955-1956م، مج2، ص500، الشُلْح وهو السيوف الحداد، كلمة غير عربية وعدَّها نبطية الأصل.
    وقد جاء بصيغة ش ل ح، في النقوش الفينيقية (Benz, 1972, p.317)، وبصيغتي ش ل ح، وش ل ح ي، في العهد القديم (Brown and others, 1906, p.1019; Holladay, 1988, p.372). ويمكننا مقارنته بالعلم شَلاح، الذي ما زال متداولاً بيننا حتى اليوم (معجم أسماء العرب، 1991م، مج1،
    ص940).
    م ع ن ت ن: جاء مسبوقًا بالاسم المفرد المؤنث المضاف، ب ر ت، أي "بنت"، للمقارنات انظر (الذييب، 2000م، ص ص48-50). ونرى أن شرح هذا العلم لا يخرج عن الاحتمالين التاليين: أولهما: عَدّه علمًا من جملة اسمية، عنصره الأول (م ع ن) وهو المعبود، الذي عبدته القبائل العربية قبل الإسـلام (Stark, 1971, p.96). أما عنصره الثاني فهو الجذر السامي
    ن ت ن أي "أعطى، منح"، في الآرامية الدولية (Res 1795 A: 2)؛ للمزيد من المقارنات والمترادفات انظر (الذييب، 2000م، ص178). وهكذا فالنون الثانية أدغمت في النون الأولى، ويعني "(الإله) م ع ن أعطى، منح"، أو "المانح، المُعطي (هو الإله) م ع ن". ثانيهما: اعتباره علمًا مركبًا من حرف الجر م ع، أي "مع"، للمقارنات انظر (الذييب،2000م، ص2000)، والجذر ن ت ن، ويعني "مع المانح، المُعطي"، ولا يخفى أن المقصود بالمانح هو الإله. وهذه النوعية من الأعلام المسبوقة بحرف الجر وردت مرات عدة في عدد من النقوش السامية الأخرى مثل العلم
    ب ج د ي، الذي ظهر في الثمودية (الذييب، 1999م، 59)، للمزيد من المقارنات عن هذه النوعية من الأعلام انظر (al-Said, 1995, p.208).
    النقش رقم (3):
    لفنجستون وآخرون، 1983م، نق3، اللوحة 94ب؛ Aggoula, 1985, p.68; Beyer, Livingston, 1987, 3, pp.288- 9; al- Theeb, 1993, 3, pl.II.










    النص:
    1 - ن ف س ش ي ع 1 - قَبْر شيعا
    2 - ا ب ر ج ر م ن 2 - بن جرم
    3 - ب ي (ر خ) أب ز ي 3 - بشهر آب
    4 - س ن ت 4 - سنت . . . .
    كُتب هذا النقش المكون من أربعة أسطر على شاهد قبر، مرة أخرى، من النوع المعروف بالوجه الصامت. وجاء الشاهد بطول 55سم، وبعرض 30سم، وبسمك بلغ 20سم. وفي حين كان نحت الوجه في الثلث العلوي منه، فإن النص كُتب بعد أن فُصل بينهما بخط أفقي، أسفل الوجه الصامت. وتكمن أهميته في أنه النص الثاني في هذا المجموعة (انظر نق18) المؤرخ.
    ش ي ع ا: وهو إما أن يكون علمًا بسيطًا اشتقاقه من شيع في العربية الفصحى؛ وفي هذه الحالة فهو يعني "التابع"، باعتبار أن الألف عوضًا عن الفتحة أو علامة التعريف الآرامية (بعلبكي، 1981م، ص178). الاحتمال الآخر، الذي لا نستبعده، عَدهُ علمًا مختصرًا، فالألف هنا هي علامة الاختصار، وهكذا فالاسم يعني "تابع، رفيق + (اسم الإله)". وقد ظهر في عدد من النقوش بصيغ مشابهة، فعلى سبيل المثال ورد بصيغة ش ي ع، في اللحيانية (Harding, 1971, p.374)، والصفوية (Winnett, 1957, 310, 312). بينمــا عُرف في الحضرميــة بصيغـة ش ي ع ن (Harding, 1971, p.364)، وبصيغــة ش ي ع ا ل هـ، في النبطيــــة (الذييــب، 1995م، 26:2، 46:1)؛ ولعل من المفيد الإشارة إلى الخطأ الذي وقع فيه نجف
    (Negev, 1991, p.63)، عندمــا فســر العنصــر الأول فيــه بمعنى"العرافة، العفريتة، الشيطانة"؛ فالمعنى الصحيح هو: "تابع، رفيق إلهي(الإله)". ويمكن مقارنته بالعلم، الذي ورد في الموروث العربي بصيغة شيع الله (الزبيدي، 1306هـ، مج5، ص405). وكان الفيروزآباذي، 1938م، مج3، ص48، قد ذكر أن الشَيْعَة هي شجرة تحرسها النحل وعسلها طيب صاف، وأضاف الزبيدي، 1306هـ، مج5، ص405، أن لها قضبان فيها عقد ونور أحمر.
    ج ر م ن: لعل أفضل شرح لهذا العلم عده جملة فعلية (مكون من فعل، إضافة إلى اسم إله)، يعني "(اسم الإله) قرر"؛ فهو مشتق من الجذر السرياني
    ج ر م، أي "قرر" (Smith, 1967, p.78; Costaz, 1963, p.54). وقد يرى البعض أنه علم بسيط على وزن فعلان من جرم، للمعاني المتعددة لهذا الجذر انظر (ابن منظور، 1955-1956م، مج12، ص ص90- 95). لذا فهو قد يعني "القاطع، الحران ..." إلخ، ولمعانٍ أخرى انظر أيضًا (ابن دريد، 1991م، ص ص190-191).
    وحسـب علمنـا لـم يـرد هـذا العلـم بصيغتـه هـذه إلا في النقـوش الصفويـــة (Harding, 1971, p.160)، لكنه عُرف بعدة صيغ مشابهة مثل: ج ر م، و ج ر م و، فالأول جــاء في النقــوش الثموديــة ( الذييب، 1421هـ،
    ص120)، واللحيانية (JSL 279)، والسبئية (Harding, 1971, p.159)، والمعينيــة (al-Said, 1995, p.81). أمــا الثاني فــورد في النقــوش النبطيــة (الذييب، 1998م، 169؛ الذييب، 2002م، 62)، والسريانية
    (al- Jadir, 1983, p.368)؛ في حين عُرف بصيغة ا ج ر م، في القتبانية
    (Hayajneh, 1998, p.67). وهو يماثل العلم جَرْم، الذي ظهر في الموروث العربي (الأندلسي، 1983م، ص ص451-452؛ الحسين، 1980م، ص98). هذا ما كان بشأن استعماله علمًا لشخص، أما ظهوره علمًا
    لقبيلة فكان -حسب معلوماتنا- في العهد القديم بصيغة ج ر م ي،
    (Brown and others, 1906, p.175; Holladay, 1988, p.64)، وكذلك عند العرب حيث إن جَرْم، وجارِم بطنان عربيان (ابن منظور، 1955-1956م، مج12، ص95).
    السطر الثالث:
    الحرفان الأولان من الكلمة الأولى، وهي من أربعة أحرف، يقرآن بسهولة على التوالي باءً وياءً. أما الحرفان الأخيران، فقد اختفيا تمامًا بسبب العوامل الجوية، ونحن نتفق كليًا مع أجولا، التي قدرت الحرفين المختفيين بالراء والخاء، لتقرأ هكذا: ب ي ر خ، أي " بشهر"، فالباء هو حرف الجر، و ي ر خ، هو الاسم المفرد المذكر المضاف، الذي يعني "شهر"، المعروف بصيغته هذه في النقوش الآرامية القديمة (الذييب، 2006م، ص129)، والآرامية الدولية
    (Cowley, 1923, 2:1; Kraeling, 1953, 3:1)، وكذلك في العديد من النقوش السامية الأخرى. للمزيد من المترادفات انظر (الذييب، 2000م، ص ص121-122).
    يلي ذلك اسم الشهر، الذي نقرأه بسهولة أ ب. وقد عُرف بصيغته هذه في الكتابات السريانية (Costaz, 1963, p.1; Healey, 1980, p.76)، والتدمرية
    (Hillers, Cussini, 1966, p.333)، واللهجــة الآراميــة الفلسطينيــة اليهودية
    (Sokoloff, 1992, p.32)؛ في حين ورد بصيغة أ ب و، في الأكادية (الراوي، بدون، مج2، ص322)؛ والمعلوم أن شهر آب هو شهر أغسطس. المتبوع باسم الموصول ز ي، أي "الذي"، الذييب، 2000م، ص69؛ الذييب، 2006م، ص).
    السطر الرابع:
    نستطيع قراءة الكلمة الأولى بسهولة س ن ت، أي "سنة"، وهي -كما هو معلوم- الاسم المفرد المؤنث المضاف، ومن الأسماء السامية المشتركة. أما العلامات والأشكال التي -في تصورنا الشخصي- تصعب قراءتها باطمئنان، فقد اقترحت أجولا (Aggoula, 1985, pp.68-9)، قراءتها هكذا: سنة 150، وذلك حسب التقويم المستخدم في بصرى، الذي كان مستخدمًا في الوثائق السريانية خلال القرنين الخامس والسادس الميلاديين (Hatch, 1946, pp.18- 20)؛ لكننا
    لا نتفق كليًا مع تقديرها هذا، فبكل بساطة نستطيع التأكيد، من خلال حروفه، أنه يعود تاريخيًا للفترة الواقعة بين أواخر القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد. أما لفنجستون وآخرون، فكانوا أكثر منطقية في اقتراحهم حين قدروا هذا الجزء المطموس بالسنة "16"، من حكم داريوس الثاني (Darius II)، الذي حكم فيما بين الأعوام 424-404 ق.م.
    إن معرفتنا بالتقويم المستخدم من الآراميين ضعيفة، لكننا في ظل المعلومات المتوفرة لدينا، من خلال النقوش المؤرخة، نستطيع القول إنهم تعاملوا مع نظامين للتأريخ: أولهما: التأريخ حسب سنوات حكم أحد ملوك الإمبراطوريات المعاصرة لهم (الآشورية، المصرية القديمة، الأخمينية). ثانيهما: التأريخ بسنوات الملك الآرامي المحلي مثل نقشي زنجيرلي، وبرركب. ولعلَّ من المفيد الإشارة إلى أن العرب استخدموا أساليب مختلفة للتأريخ نحو التأريخ بالأحداث الجسام من الكوارث الطبيعية أو الأحداث السياسية. وقد استخدم العرب أيضًا التقويمين السلوقي والحميري. للمزيد عن هذا الموضوع انظر (علي، 1982م، ص ص3-54).
    النقش رقم (4أ):
    لفنجستون وآخرون، 1983م، 4، اللوحة 94ج؛ Beyer, Livingstone, 1987, p.290; al- Theeb, 1993, 4A, pl.II.










    النص:
    1 - ن ف س ج ر م ن ب ر م 1 - قَبْر جرمان بن
    2 - ت م ن ن ج د ا 2 - متمان الموظف
    كُتب بأسلوب واضح، على هذا الحجر الصغير، الذي تعرض للتحطيم والتكسير من جوانبه الأربعة، نقشان آراميان صغيران (4أ، 4ب). والحالة السيئة للحجر تجعلنا نرجح قول لفنجستون وآخرون، 1983م، ص108، باحتمال أنه من الأحجار التي استخدمت للتدريب على الكتابة، ولعل ما يرجح ذلك التعاكس في كتابة النقشين، وقد فُصل بينهما بخط أفقي. أما أطواله فهي 23سم طولاً، و 28سم عرضًا، في حين كان السمك "7" سنتمترات.
    السطر الأول:
    الكلمة الأولى، تقرأ بسهولة ن ف س، (انظر نق2). يلي ذلك اسم كاتب النص، ج ر م ن (انظر نق3: 2)؛ ونلفت الانتباه إلى أن حرف الجيم جاء مرسومًا بشكل غير مألوف في هذه النوعية من الكتابات، فالجيم في الغالب يأتي عبارة عن خطين متباعدين ينطلقان من نقطة واحدة إلى الأعلى ليكونا شكلاً يشبه إلى حد كبير الرقم العددي "7" في العربية الحالية. بينما ظهر في مثالنا هذا انحراف الخط الأيمن حتى التقى بالخط الأيسر ليكون شكله مشابهًا لحرف الميم في القلم السرياني (Healey, 1980, p.7).
    السطر الثاني:
    رغم أن الحرف الأول في هذا الاسم، الذي جاء منقوشًا في السطر الأول، ظهر بأسلوب غير مألوف، إلا أننا نرجح قراءته ميمًا. وإن صح هذا فالعلم يقرأ: م ت م ن، ونحن نقترح شرحين لا نرجح أحدهما على الآخر:
    الأول: عَدّهُ عَلَمًا اشتق من تَيْمَن، أو تَمَن، وهما عند ابن منظور، 1955-1956م، مج13، ص74، علمان لمكانين، الثاني منهما يقع في بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.

    الثاني: أن اشتقاقه من الجذر ت م م، لمعانيه في العربية انظر (ابن منظور، 1955-1956م، مج12، ص67؛ الزبيدي،1306هـ، مج8، ص312). وقد ورد الجذر في العديد من الكتابات السامية الأخرى مثل: الأوجاريتية
    (Gordon, 1965, p.498)، والفينيقيــة (Tomback, 1978, p.342)، والسريانية (Smith, 1967, p.614; Costaz, 1963, 393)، والحبشيــة
    (Leslau, 1987, p.576)، وأخيرًا في العهد القديم (Jastrow, 1903, p.1678; Brown and others, p.1070). وجاء هذا العلم بصيغ مشابهة مثل: م ت م في النقــوش الفينيقــة (Benz,1972, p.143)، والأوجاريتية
    (Gordon, 1965, p.440)، والصفوية (Harding, 1971, p.526). تمِيم، ومُتمم علمان وردا في الموروث العربي (الأندلسي،1983م، ص224؛ الكلبي، 1986م، ص214)، وما زالا متداولين حتى يومنا الحاضر (عدي، طلاس، 1985م، ص197).
    أما الكلمة الأخيرة فنجد أن لفنجستون وآخرون، 1983م، ص108( )، قد جانبوا الصواب عندما عدوا الكلمة الأخيرة من ثلاثة أحرف هي: ج د ا (أو ج ر ا)، معتبرين أن النون الأولى هي النون الأخيرة في العلم الثاني (م ت م ن ن). الأمر الذي لا يمكننا قبولـه، فهذه الكلمة نقرأها بسهولة، نظرًا للتشابه في شكلي حرفي الراء والدال في الآرامية، إما ن ج ر ا، أو ن ج د ا؛ الأول هو الاسم المفرد المذكر المعرف، يعني "النجار"، الذي ورد بصيغته هذه في الكتابات الآرامية الدولية (Cowley, 1923, 63:9)، والأوجاريتية (Gordon, 1965, p.441)، والفينيقية (Tomback, 1978, p.210)، والسبئية (بيستون، 1982م، ص93)، والسريانية (Smith, 1967, p.328; Costaz, 1963, p.197). يجدر بنا الإشارة إلى أن ن ج ر جاء في الكلاسيكية الأثيوبية (Leslau, 1987, p.396)، والعهد القديم (Brown and others, 1906, p.628) بمعنيين مختلفين، ففي الأول يعني الفعل "كَلَمَ، أخْبَرَ، قَالَ"، ويعني في الثاني "سَكَبَ، صَب، جرى، سالَ". أما الثاني (ن ج د ا) فهو، الاسم المفرد المذكر المعرف، ويعني "الموظف"،
    (Hoftijzer, Jongeling, 1995, p.714)، وورد بصيغة ن ج ي د أي "قائد، زعيم" في العهد القديم (Jastrow, 1963, p.874; Brown and others, 1906, p.617; Holladay, 1988, p.226)، وبصيغة ن ج و د ا أي "مرشد، موجه" في السريانية (Smith, 1967, p.327; Costaz, 1963, p.196). ولعل من المفيد الإشارة إلى أن رجل نَجْد ونَجِد ونَجيد تعني في العربية "شجاع، ماض شديد البأس"، (ابن منظور،1955-1956م، مج3، ص417؛ الزبيدي، 1306هـ، مج2، ص509). الاسم ن ج د ي، ورد في النقوش السبئية بمعنى "الأرض المرتفعة" (Biella, 1982, p.291)، وبمعنى "رحال، تاجر، حاج"، في الأثيوبية الكلاسيكية (Leslau, 1987, p.391).
    النقش رقم (4ب):
    لفنجستون وآخرون، 1983م، 6؛ Beyer, Livingston, 1987, 6, pl. 16, p 295; al- Theeb, 1993, 4B, pl.II.













    النص:
    1 - ن ف س ب ع ث و ب ر ت ي قَبْر باعِث بن تَيم
    2 - م و
    كُتب هذا النقش القصير أسفل النقش السابق (نق4أ)، ولكن بشكل مقلوب. وبالرغم من أن حروفه كُتبت بأسلوب سيئ، إلا أن قراءتها شبه مؤكدة، فيما عدا العلم الأخير ت ي م و، وعلى وجه الخصوص حرفه الثاني (انظر أدناه). الكلمة الأولى ن ف س أي "قَبْر" (انظر نق2)، تلاها اسم صاحب النقش، المؤلف من أربعة حروف قرأها بيير ولفنجستون خطًأ ن س ك( )، فقد أهملا لسبب غير دقيق قراءة الحرف الثاني، وهو برأينا حرف العين، المتبوع بحرفي التاء/ الثاء (Gibson, 1982, p.188, Column, no:1), والواو (Gibson, 1982, p.188, Column, no:1; Cooke, 1903, pl. XIII, Column, no: 7). وهكذا يقرأ بوضوح ب ع ث و/ ب ع ت و. وهو علم بسيط على وزن فاعل مـن بَعث أي "عديم النوم" (ابن منظور، 1955-1956م، مج2، ص117؛ الزبيدي، 1306هـ، مج1، ص602)؛ وفيما يبدو أن والديه أطلقا عليه هذا الاسم بسبب معاناتهما، إما من قلة نومه، أو من كثرة أمراضه، التي جعلتهما وإياه قليلي الراحة( ). وهذا العلم بصيغته هذه عُرف في النقوش النبطية
    (Cantineau, 1978, p.73; Negev, 1991, p.17)؛ فيما ورد بصيغة ب ع ث م في النقوش السبئية (Tairan, 1992, pp.85-6)، وبصيغة ب ع ث في الثمودية (الذييب، 1421هـ، 141). والعلم يماثل الأعلام باعث، وبَعيث، والبَعث المعروفة في الموروث العربي (الأندلسي، 1983م، ص400؛ الكلبي،
    1986م، ص62؛ الهمداني، 1987م، ص166؛ ابن دريد، 1991م،
    ص241)، وبعضها ما زال مستخدمًا إلى يومنا الحاضر (الخزرجي، 1988م، ص150؛ الصباغ، 1989م، ص ص93-94).
    يلي ذلك العلم الثاني، المسبوق باسم البنوة ب ر، وقراءة حرفه الثاني كما أشرنا أعلاه غير مؤكدة، لكننا نرجح أنه ياءٌ خصوصًا إذا أخذنا بعين الاعتبار الحرفين السابق له واللاحق، واللذين نقرأهما بسهولة على التوالي: تاء، وميمًا. أما الحرف الأخير فنقرأه بخلاف قراءة لفنجستون وآخرون التي كانت نونًا: واوًا. وهكذا فالعلم يقرأ ت ي م و، وقد عُرف بصيغته هذه في النقوش النبطية (الذييب، 1995م، ص133؛ المعيقل، الذييب، 1996م، ص250؛ الذييب، 2002م، ص217؛ الذييب، 2005م، ص139)، والتدمرية
    (Stark, 1971, pp.68, lls)؛ في حين جاء بصيغة مشابهة وهي ت ي م م في النقوش الحضرمية (Harding, 1971, p.141)، والسبئية (Tairan, 1992, p.89). وهو علم مختصر يعني "خادم، عَبْد + اسم إله"، ويماثل العلم تَيم المعروف في الموروث العربي (الأندلسي، 1983م، ص174؛ القلقشندي، 1984م،
    ص16؛ الكلبي، 1986م، ص161؛ ابن دريد، 1991م، ص128).
    النقش رقم (5):
    al- Theeb, 1993, 5, pl.III.












    النص:
    1 - ن ف س 1 - قَبر
    2 - ش ج ع ن 2 - شجاع
    3 - ب ر ع ب د ج ن 3 - بن عَبْد جن
    كُتب هذا النقش الجنائزي القصير على شاهد طوله 94سم، وعرضه
    28سم، وسمكه 12سم. وجاء في أعلى الشاهد -مرة أخرى- وجه صامت مطابق تمامًا للوجه الصامت في الشاهد رقم (3)، والملاحظ أن الحواجب هنا كانت عبارة عن خطوط مستقيمة. وقد عَثر على هذا الشاهد أحد المواطنين المحليين ثم قام بتسليمه لفرع إدارة الآثار والمتاحف في تيماء. وتكمن أهميته في أمرين هما:
    الأول: أنه أحد النصوص الآرامية العائدة إلى أوائل القرن الرابع قبل الميلاد، إذا أخذنا في الحسبان أشكال حروفه.
    الثاني: احتواؤه على أعلام تظهر للمرة الأولى في النقوش الآرامية.
    وأخيرًا نقول إن أسلوب كتابته الجيدة يجعلنا لا نتردد في تأكيد القراءة المعطاة أعلاه.
    ش ج ع ن: علم بسيط على وزن فعلان من ش ج ع، يعني "المقدام، الشجاع، رابط الجأش". وقد ظهر بصيغة ش ج ع في النقوش الثمودية (الذييــب، 1421هـ، 23)، والصفويــة (Winnett, Harding, 1978,
    565)، وبصيغــة ش ج ع و في النبطيــة (Cantineau, 1978, p.149; Negev, 1991, p.62)، والتدمرية (Stark, 1971, p.113). أما النقوش اللحيانية فجاء فيها بصيغة ش ج ع هـ (Jaussen, Savignac, 1909-14, 350: 2). والمعلوم أن العلم ما زال معروفًا حتى يومنا الحاضر بصيغة شُجَاع (الخزرجي، 1988م، ص380؛ معجم أسماء العرب، 1991م، مج1، ص903؛ عدي طلاس، 1985م، ص175).
    ع ب د ج ن: علم مركب نرى أنه من جملة فعلية، عنصره الأول ع ب د، "الخادم، العَبد"، واشتقاق عنصره الثاني من الجذر السامي ج ن ن، الذي يعني "ستر، حمى، غطى"، المعروف في الكتابات الفينيقية (Tomback, 1974, p.67)، والعهد القديم (Jastrow, 1903, p.260; Brown and others, 1906, p.170; Holladay, 1988, p.63)، والسريانية (Smith, 1967, p.73; Costaz, 1963, p.50)، وكذلك في العربية الفصحى (ابن منظور، 1955-1956م، مج13، ص92)( ). وهكذا فالعلم يعني "عَبد، خادم محمي، مستور"، وهو بمثابة دعاء لـه من والديه بأن تنعم عليه الآلهة بالستر والحماية. والعلم ع ب د ج ن جاء بصيغته هذه في النقوش الصفوية (Winnett, Harding, 1978, 2352; Hazim, 1986, p.82)، ويمكن مقارنته بالعلم الذي ورد بصيغة ع ب د ج ن و ن، في النبطية (الذييب، 2002م، 229: 2).
    النقش رقم (6):
    al- Theeb, 1993, 6, pl.IV.











    النص:
    1 - ق ب ر ع ل ي م ن ن ت 1 - قَبر علي مناة
    2 - ب ر ت ت ي م ن 2 - بنت تيمان


    جاء شاهد القبر بطول 95سم، وعرض وصل إلى 34سم؛ بينما بلغ سمكه 13سم، وظهر عليه نحت لوجه صامت، اختلف عن الوجوه الصامتة الأخرى بأن حواجبه على شكل خطوط مائلة؛ وبالنسبة للنقش، فنظرًا لوضوح حروفه، فإن قراءته المعطاة أعلاه مؤكدة.
    ق ب ر: اسم مفرد مذكر مضاف، يعني قَبْر". وقد عُرف في النقوش الآرامية القديمة (الذييب، 2006م، ص244)، والنبطية (الذييب، 1998م،
    152)، ويمكن اعتباره ساميًا مشتركًا. للمزيد من المقارنات انظر (الذييب،
    2000م، ص ص223-224).
    ع ل ي م ن ن ت: نرى أنه علم مركب من جملة اسمية عنصره الأول ع ل ي أي "علا، ارتفع"، المعروف في العديد من الكتابات السامية الأخرى، مثل: الفينيقية (Tomback, 1974, p.244)، والسبئية (بيستون، 1982م،
    ص ص15-16)، والأوجاريتية (Gordon, 1965, p. 456)، والسريانية
    (Costaz, 1967, p.253)؛ فيما ورد بصيغة ع ل هـ في كتابات العهد القديم (Brown and others, 1906, p.860). أما عنصره الثاني، فهو صيغة أخرى للمعبود مناة (انظر نق1). لهذا فالعلم يعني "م ن ن ت (مناة) عالية"، أو "عالية، مرتفعة (بواسطة مناة)". ولعلنا نشير هنا -على سبيل المثال لا الحصر- إلى أن العنصر الأول ع ل ي، ورد بصيغ مختلفة
    في العديد من الكتابات السامية مثل: ع ل ي إ ل في النقوش المعينية
    (al- Said, 1995, p.139)، و ع م ع ل ي في القتبانية (Hayajneh, 1998, p.201)، والسبئية (Tairan, 1992, p.166).
    ت ي م ن: علم مسبوق باسم البنوة المؤنث ب ر ت، "بنت"، وهو -كما نرى- علم بسيط على وزن فعلان من ت ي م (انظر (نق 4ب)، والنون هنا لتأكيد العبودية. لكننا نقترح أيضًا أن اشتقاقه من تيَّم أي "المتيم، المُحب" (ابن منظور، 1955-1956م، مج12، ص75)، وفي هذه الحال، فهو يعني "الناذر، المحب (للإله)". على كل حال، العلم بصيغته هذه جاء استنادًا إلى هاردنج في النقوش السبئية (Harding, 1971, p.141). ولعلنا نقارنه بالعلمين اللذين وردا بصيغتي ت ي م ن ي في النقوش النبطية (الذييــب، 1995م، 8)، و ت ي م ي في النقــوش المعينيــة (al- Said, 1995, p.192).
    النقش رقم (7):
    al- Theeb, 1993, 7, pl.V.









    النص:
    ط ب ن ت (أ) ز (ي) … البيت (المنزل)، الذي …
    حجر مربع بطول وعرض بلغ 48سم؛ في حين كان سمكه 18سم، جاء على حافته نقش صغير لا يمكن قراءته بشكل دقيق نظرًا لاختفاء بعض حروفه نتيجة للتغيرات الطبيعية، التي أثرت عليه بشكل واضح. المهم أن هذا الحجر المربع وجده أحد المواطنين المحليين في منطقة تيماء الصناعية، حيث دأب المواطنون أثناء تشييدهم مبانيهم الخاصة العثور على نقوش ومعثورات أثرية، يهرع البعض منهم إلى تسليمها لإدارة الآثار والمتاحف، فيما يفضل البعض الآخر -وهم الغالبية- الاحتفاظ بها إما خوفًا من الإجراءات الرسمية المتبعة، أو لمجرد الاقتناء.
    ونحن نقترح قراءة حرفه الأول طاءً -رغم شكله غير المألوف- المتبوع بحروف ثلاثة هي على التوالي: باء، ونون، وتاء؛ أما الحرف المطموس فإننا نقدره بحرف الألف، لتقرأ هذه الكلمة ط ب ن ت ا، وعلى الرغم من احتمال اعتباره علمًا الشخص، فإننا لا نستبعد عَدّه اسمًا مفردًا مؤنثًا معرفًا، يعني: "المنزل، البيت"، عند مقارنته باللفظة العربية الطَّبَن، أي "المنزل، المسكن" (ابن منظور، 1955-1956م، مج13، ص263). وإن صح هذا التفسير،فإن هذا الاسم يظهر -حسب معلوماتنا- للمرة الأولى لا في النقوش الآرامية فقط، بل والسامية الأخرى. ومما يرجح إلى حد بعيد هذا التفسير وضوح الحرف الأول من الكلمة الثانية، وهو حرف الزاي المتبوع تقديرًا بحرف الياء، لتقرأ هكذا ز ي، اسم موصول، أي "الذي، التي" حسب سياق الجملة.
    النقش رقم (8):
    al- Theeb, 1993, 8, pl.V.











    النص:
    1 - م ح ر ن ا د ي 1 - المبخرة التي
    2 - ق ر ب م ر أ ي 2 - قدم (قرب) سيدي؟
    3 - ……………. 3 - …………….
    كُتب هذا النقش على مبخرة غير مزينة أو مزخرفة، وهي من الحجر الرملي. وبالنسبة للسطرين القصيرين فيمكننا من خلال أشكال حروفهما عده من النقوش العائدة إلى القرن الرابع قبل الميلاد، بل إننا نستطيع أن نذهب أبعد من ذلك بالتأكيد على أن صاحبه لم يكمل كتابة نصه، فقد اكتفى لسبب أو لآخر بهذين السطرين، ولعل أهميته تكمن في لفظة م ح ر ن، التي تظهر -حسب معلوماتنا- للمرة الأولى في هذه النوعية من النقوش.
    م ح ر ن ا: تقرأ لتطابق شكلي حرفي الراء والدال في الآرامية م ح د ن ا. ونحن نرجح القراءة الأولى، م ح ر ن ا، التي تعود إلى المبخرة نفسها، فكلمة حارون تعني في العربية المكان الذي يخرج منه لهب. وما زالت بعض القبائل العربية في منطقة عسير جنوب المملكة العربية السعودية تسمي المكان الذي يخرج منه اللهب "حرن"؛ لذا فلا نستبعد أن م ح ر ن ا، هو الاسم المفرد المؤنث المعروف، ويعني "المبخرة"، وهو على وزن مفعل من حرن. المتبوع بالاسم الموصول د ي،"التي"، المعلوم أن الآراميين في عصرهم القديم استخدموا فقط الاسم ز ي، لكن الأمر تطور في الآرامية الإمبراطورية (الدولية)، خلال القرن الخامس قبل الميلاد فظهر الاسم د ي.
    م ر أ ي: جاء مسبوقًا بالفعل الماضي ق ر ب، "قَرَبَ، قَدَم" (انظر نق1: 1)، ونحن نرى أن م ر أ ي يحتمل التفسيرين التاليين:
    الأول: عَده علمًا مختصرًا يعني "سيد، رجل + اسم الإله"، ولا يستبعد أن يكون أيضًا علمًا بسيطًا يعني "السيد، الرجل". وقد ورد بصيغته هذه في النقوش النبطية (Negev, 1991, p.41)، والمعينية (al- Said, 1995, p.235). ولعل أقرب صيغة وردت في النقوش اللحيانية (Harding, 1971, p.537), والثمودية (King, 1990, p.546; Shatnawi, 2002, p.739)، والصفوية
    (Littmann, 1943, 338, 340)، هي صيغة العلم م ر ا ل هـ.
    الثاني: عَدّه اسمًا مفردًا مذكرًا مضافًا إلى ضمير المتكلم المفرد، ويعني "سيـدي"، الذي عُرف بصيغته هذه في النقوش الآرامية (إسماعيل، 1982م،
    ص31: 17)، والآرامية الدولية (Cowley, 1923, 16: 8)، والنبطية (الذييب، 2000م، ص163)، وللمزيد من المقارنات انظر (الذييب، 2006م، ص ص174-175؛ الذييب، 2000م، ص ص161-163).
    النقش رقم (9):
    al- Theeb, 1993, 9, pl.VI.











    النص:
    1 - م ح ر ن ا د ي 1 - المبخرة التي
    2 - ق ب ر ن ج ع ل هـ 2 - قَرَبَ نجع الإله
    3 - ب ر أ ر ش ن 3 - بن أرشان
    4 - بْ رْ ن هـ ا ل 4 - بن ن هـ إ ل
    5 - … أ ل ح ي ي 5 - … أ لحياة
    6 - (ن ج ع ل) هـ و ن ف س 6 - نجع الإله وروح
    7 - (أ خ ر ت هـ) 7 - ذريته
    قدم لنا صاحب هذه المبخرة المنحوتة من الحجر الرملي نقشًا آرامياً من سبعة أسطر، وهي واضحة ومقروءة بشكل جيد، فيما عدا الأجزاء الأولى للأسطر الرابع والخامس والسادس، إضافة إلى الاختفاء الكلي لحروف السطر السابع. ويتبين لنا من خلال أشكال حروفه إمكانية تأريخه بالقرن الرابع قبل الميلاد، إضافة إلى أن الأعلام الثلاثة الواردة فيه جميعها تأتي -حسب معلوماتنا- للمرة الأولى في الآرامية.
    ن ج ع ل هـ: علم مركب من جملة فعلية، عنصره الأول من الجذر السامي ن ج ع، الذي عُرف في العديد من النقوش السامية بمعانٍ مختلفة، فمثلاً في الآرامية القديمة يعني "أزال، محى" الذييب، 2006م، ص181)، وفي كتابات العهد القديم يعني "لمس" (Brown and others, 1906, p.619)، وجاء بمعنيين هما "استراح، استقر" في السريانية (Costaz, 1963, p.197). في حين حمل عدة معانٍ في النقوش الصفوية هي "حزن على، تشوق إلى، انجع" (الذييب، 1991م، 1)، وللمزيد من المقارنات انظر (الذييب، 2003م، ص ص55- 57). أمــا عنصــره الثاني ل هـ، فهـو اختصار للاسم إ ل هـ. وهكذا فهو يعني "أراح الإله"، "لمس الإله"، "الملموس (بواسطة) الإله". ولم يرد -حسب معلوماتنا- إلا بصيغة مشابهة هي ن ج ع في النقوش الصفوية (CIS 5142; Harding, 1971, p.582).
    ا ر ش ن: وهو من الأعلام، التي تحتمل عدة تفسيرات مثل:
    1 - اعتباره علمًا بسيطًا على وزن فعلان من الجذر الفينيقي ا ر ش، أي "رَغِبَ، طَلَبَ، سَأَلَ" (Tomback, 1974, p.33)، الذي عُرف أيضًا في النقوش الأوجاريتية (Gordon, 1965, p.215)، لذا فهو يعني "الراغب، الطالب".
    2 - عدّه علمًا يحتوي على عنصر من عناصر الإله، نظرًا لأن أ ر ش معبودة فينيقية (Cooke, 1903, p.129; Benz, 1972, p.276).
    3 - اعتباره علمًا بسيطًا على وزن فعلان، اشتقاقه من أ ر ش العربية، أي "الرجل"، حسب رأي ركمانز (Ryckmans, 1934-5, p.47)، وأيده في هذا هاردنج (Harding, 1971, p.37).
    4 - عدّه علمًا بسيطًا، اشتقاقه من أرَّشْت بين القوم تأرشًا إذا حرشت بينهم، أو أن يكون من أرش الجراحة ديتها، حسب شرح ابن دريد، 1991م،
    ص 335، للعلم المشابه إراشة، انظر أيضًا (الزبيدي، 1306هـ، مج4، ص379؛ الرازي، 1988م، ص206؛ ابن منظور، 1955-1956م، مج6، ص263).
    المهم أن هذا العلم عُرف بصيغ مختلفة في النقوش السامية الأخرى، فمثلاً جاء بصيغة ا ر ش في النقوش الصفوية (حراحشة، 2001م، 300)، والثمودية (إسكوبي، 1999م، 49)، والمعينية (al- Said, 1995, p.56). أما في النقوش الأوجاريتيــة (Gordon, 1965, p.366)، والنبطيــة (Cantineau, 1978, p.67; Negev, 1991, p.14)، فجاء بصيغة أ ر ش و.
    ويمكن لنا معادلته بالعلم أراش، الذي ورد في الموروث العربي (الأندلسي، 1983م، ص38)، وهو كذلك في الأعلام التي ما زالت معروفة إلى يومنا الحاضر (الخزرجي، 1988م، ص77).
    ن هـ ا ل: جاء مسبوقًا بحرفين يصعب قراءتهما غير اسم البنوة ب ر، وهو علم من جملة فعلية، يعني "نهى إل، حمى إل"، ويمكن مقارنته بالعلم
    ن هـ ل الـذي ورد في النقوش الثمودية (Shatnawi, 2002, p.748). ولدينا احتمال آخر لا نميل إليه، وهو عده علمًا بسيطًا على وزن فعال من ن هـ ل "شَرِب، نَهل" (الجوهري، 1979م، مج5، ص1837؛ ابن منظور، 1955- 1956م، مج2، ص ص680-681)، والفعل ورد أيضًا في كتابــات العهــد القديـم بمعنى "بحـث عــن الماء" (Jastrow, 1903, p.881; Brown and others, 1906, pp.624-5).
    أما في النقوش السبئية فقد ظهر كاسم بصيغة م ن هـ ل، أي "منهل، مكان الماء" (Biella, 1982, p.295). وإن كان هذا التفسير مقبولاً، فإن الملاحظة الجديرة بالانتباه هو حرف الألف الذي ربما يدل في هذه الحالة على الصائت الطويل (ā) (Matey Lections)، الذي استخدمه الآراميون صائتًا مركبًا (Naveh, 1987, pp.89- 183).
    ل ح ي ي: هي الكلمة الوحيدة المقروءة في هذا السطر، وتعني "لحياة" (انظر نق1: 2)، في حين كانت الكلمة الأولى مطموسة تمامًا فيما عدا آخر حروفها، الذي نقرأه ألفًا.
    السطر السادس:
    فيما عدا الحرف الأخير للكلمة الأولى، والمقروء هاءً، فإن بقية حروفها اختفت بسبب العوامل الطبيعية. ونحن نرجح أن هذه الكلمة المختفية حروفها فيما عدا الهاء، إما أن تكون اسمًا مفردًا أو علمًا لشخص، نظرًا لأنها مسبوقة بالمصدر ل ح ي ي، "لحياة". فإن كان علمًا لشخص، فمن المفترض أن يكون أحد الأعلام الواردة في هذا النص، ولأن الهاء مقروءة بشكل جيد، فالعلم هو ن ج ع ل هـ (انظر أعلاه)؛ لكن إن ارتأى البعض عده اسمًا مفردًا، فحسب الكتابة الآرامية، فإن ل ح ح ي تكون متبوعة بالاسم المفرد المؤنث ن ف س، ومع الهاء تقرأ: ن ف س هـ، "روحه، نفسه" (انظر نق1: 2).
    وبعد أن اقترحنا هذا الحل للكلمة الأولى يبقى لدينا تحديد القراءة الصحيحة للحرف الثاني وهو "النون" السابق للاسم المفرد المضاف ن ف س "روح، نفس"، فرغم أن شكله بكل وضوح شكل حرف النون، إلا أننا نرى أن الكاتب أراد كتابة حرف العطف الواو، كما يدل على ذلك سياق السطر، لكنه كتب حرف النون، والمعلوم أن هناك تشابهًا في شكلهما. لذا فإن القراءة المرجحة للسطرين الخامس والسادس هي على النحو التالي:
    1 - ل ح ي ي ن ج ع ل هـ و ن ف س لحياة نجع الإله وروح
    2 - ل ح ي ي ن ف س هـ و ن ف س لحياة روحه وروح
    السطر السابع:
    حروف هذا السطر مختفية تمامًا، ربما للعوامل الجوية والطبيعية، لكن تقدير حروفه في متناول اليد، فاستنادًا إلى القراءة المعطاة للأسطر السابقة لهذا السطر، وحسب المنهج اللغوي الآرامي، فإن هذه الكلمة ليست إلا: ز ر ع هـ أو ا خ ر ت هـ، وكلتاهما مستخدمتان في الآرامية وتعنيان "ذريته، أحفاده".
    النقش رقم (10):
    al- Theeb, 1993, 10, pl.VI.











    النص:
    1 - ن ف س ع م ر ن ب ر 1 - قبر عمران
    2 - ... إ ل 2 - ... إل
    هذا الحجر غير المتناسق، الذي جاء بطول 33سم وعرض 44سم من الأعلى، وبطول 40سم وعرض 12سم من الأسفل- تعرض للتخريب المتعمد، مما أثر على النص الآرامي المكون من سطرين باهتين وسيئين. لذلك فقراءتنا المعطاة أعلاه قابلة للنقاش.
    ع م ر ن: علم بسيط اشتقاقه على وزن فعلان من ع م ر، رغم أن عدي وطلاس، 1985م، ص236، ومحرري معجم أسماء العرب، 1991م، مج2، ص1218، قد اعتبروه خطًأ عبري الاشتقاق، وهو يعني "الزيادة في العمر، الحياة". والعلم ورد بصيغتـه هـذه في النقــوش الفينيقيــة (Benz, 1972, pp.173, 380)، والسبئية (Harding, 1971, p.438)، والصفوية (الذييــب، 2003م، 46؛ Clark, 1982, 264, 634)، والثموديــة (أسكوبي، 1999م، 73؛ الذييب، 1999م، 174). أما في كتابات العهد القديم فورد بصيغة عِمْرام (Brown and others, 1906, p.771; Jastrow, 1903, p.1091; Holladay, 1988, p.277). عمران علم عُرف في الموروث العربي (ابن دريد، 1991م، ص536؛ الهمداني، 1987م، ص173؛ الأندلسي، 1983م، ص139)، وهو من الأعلام التي ما زالت متداولة إلى يومنا الحاضر (الخزرجي، 1988م، ص468).
    النقش رقم (11):
    أبودرك، 1406هـ، ص ص62- 65؛ لفنجستون وآخرون، 1983م،
    ص ص89- 92Cross, 1986, pp.387-94; Aggoula, 1985, pp.66- 8; Beyer, Livingstone, 1987, pp.286-7; Dalley, 1986, pp.85-101; al- Theeb, 1993, 11, pl.VII.












    النص:
    1 - ……………… ت ت ي م ا
    2 - (هـ) ق ي م ف ص ج و ط هـ ر و ب ر
    3 - (م) ل ك ز (ي) ل ح ي ن هـ ع ل ي ب ي (ت)
    4 - (ص) ل م ز ي د ب و ا ر ح ب هـ و
    5 - (هـ) ق ي م ك ر س أ ا ز ن هـ ق د م
    6 - ص ل م ز ي د ب ل م يْ ت ب ش ن ج ل (أ)
    7 - و أ ش ي م ا ا ل هـ ي ت ي م (أ)
    8 - ل ح ي ي ن ف س ف ص ج و
    9 - ط هـ ر و و ز ر ع هـ م ر أ …
    10- (و) لْ حْ ي ي ن ف س هـ ز (ي) (هـ ع ل ي)
    1 - ……………… في (مدينة) تيماء
    2 - أَقَام فصجو الطاهر بن
    3 - مَلك لحيان هعلي بيت
    4 - صلم ذو دبَّا وارحبه، و
    5 - أقَامَ هذا الكرسي أمام
    6 - صلم ذو دبا مثل قاعدة شنجلا
    7 - واشيما إلهي تيماء
    8 - لحياة روح (نفس) فصجو
    9 - الطاهر وذريته م ر أ ..
    10- ولحياة نفسه (روحه) وهو هعلي (ولحياة الروح، (النفس)، التي لهعلي)
    عُثر على هذه المسلة خلال حفرية تولاها فريق آثاري وطني من الإدارة العامة للآثار والمتاحف، التابعة لوزارة المعارف آنذاك، وقد نُشرت أولى الصور الفوتوغرافية لهذه المسلة في العام التالي لاكتشافها (أطلال 3، 1979م، لوحـة 9أ، 9ب). لكن المسلة تعرضت لبعض الأضرار التي أثرت على قراءة بعض الحروف في الأسطر: 4، 6، 7، 8، 9، 10. ويهمنا في هذه المسلة النقش الآرامي الذي تكمن أهميته في عدد من الأمور لعل أهمها أن النص -وأيضًا المسلة- يعود من خلال أشكال حروفه إلى القرن السادس قبل الميلاد، وهكذا فهو معاصر لنقش تيماء القديم (انظر نق32). الأمر الثاني، إن صحت قراءتنا لسطريه الثاني والثالث، باعتبار "هعلي" ملكًا للحيان، فيمكننا الاستدلال إلى التالي:
    1 - قوة العلاقات والروابط التجارية والسياسية ومتانتها بين مملكتي لحيان وتيماء حتى أن فصجو الطاهر اللحياني أقام معبدًا لإله تيماء المحلي (صلم).
    2 - سيطرة لحيان السياسية والتجارية وهيمنتها الواضحة على تيماء، سواء أكانت هذه السيطرة مباشرة أو غير مباشرة.
    3 - تبعية تيماء السياسية لمملكة لحيان، فلا يستبعد أن تيماء كانت من أواخر منتصف القرن السادس قبل الميلاد إحدى المناطق التابعة لمملكة لحيان، التي -أي لحيان- استغلت إلى حد بعيد الفراغ السياسي الذي خلفه نبونيد الكلداني، بعد مغادرته لعاصمته تيماء وعودته إلى بابل (للأسباب التي دفعت نبونيد إلى اتخاذ تيماء عاصمة لـه لمدة تصل إلى عشر سنوات، انظر السعيد، 2000م، ص ص10- 24). كما استفاد اللحيانيون من سقوط الإمبراطورية الكلدانية على يد الفرس الأخمينيين، وتغير القوى السياسية في المنطقة، فوظفوا هذه التطورات لصالحهم، فوضعت مملكة لحيان يدها على درة المدن في الشمال ألا وهي تيماء.
    4 - أن فصجو الطاهر -والحال هذه- كان واليًا وحاكمًا معينًا من والده على منطقة تيماء؛ أو أنه كان في زيارة تفقدية أثمرت عن تبرعه بتشييد معبد للإله المحلي (صلم)( ).
    السطر الأول:
    جاءت بداية هذا السطر مطموسة تمامًا، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال تحديد طبيعة الحروف وماهيتها. فالكلمة الوحيدة التي يمكن قراءتها بسهولة والمسبوقة بحرف التاء، هي ت ي م ا، وهي مدينة تيماء الواقعة -كما لا يخفى على الجميع- في المنطقة الشمالية من المملكة العربية السعودية حاليًا. وهي تعني
    -لغةً- "الفلاة الواسعة التي لا ماء بها" (الحموي، 1986م، مج2، ص67؛ محمدين، 1992م، ص105)، ولعلنا نشير هنا إلى أننا لا نرجح رأي كنوف
    (Knauf, 1992, p.346)، ومفاده أن ت ي م ا على وزن تفعل من ي م ي السريانية أو و م ي القتبانية( ).
    وبالنسبة للجزء المطموس في بداية هذا السطر فقد تعددت آراء الدارسين، وذلك على النحو التالي:
    1 - اقترحــت الباحثــة أجـولا (Aggoula, 1985, p.66) قراءة هذا السطر مع تقديرها للجزء المطموس هكذا:
    (ب م د ي ن) ت ت ي م ا، أي "في مدينة تيماء".
    2 - رأى الألماني بيير والإنجليزي لفنجستون (Beyer, Livingston, 1987, p.286) قراءة هذا السطر بما في ذلك المقدر على النحو التالي:
    (س ن ت ... ب ي ر) ت ت ي م ا، أي "(في) سنة ... بمدينة تيماء".
    3 - وَجـد الإنجليـزي كـروس (Cross, 1986, p.390) أن القـراءة المثلى لهـذا السطر بعد تقدير الجزء المطموس هكذا:
    (ن ص ب ا ز ي ش هـ ر و ف ح) ت ت ي م ا، أي "النصب الذي أقامه شهر حاكم تيماء".
    ونحن نستبعد هذه المحاولات الثلاث، التي هدفت إلى تقدير الأحرف أو الكلمات المطموسة، فمثلاً كانت الحروف المقدرة من أجولا خمسة حروف، وكروس قدرها باثني عشر حرفًا، في حين كان تقدير بيير ولفنجستون أكثر من خمسة وأقل من اثني عشر، فالمكان المطموس -كما نعتقد- يجب ألا تزيد حروفه عن التسعة حتى يمكن القبول به، وهكذا فالخمسة الحروف قليلة والاثنا عشر كثيرة لا يتسع المكان المطموس لها.
    السطر الثاني:
    الضرر الذي أصاب الجزء الأيمن من المسلة أضاع الحرف الأول من الكلمة الأولى، إلا أن التقدير المناسب لـه هو الهاء، لتقرأ الكلمـة هكذا: هـ ق ي م، وهو فعل ماض متعدٍّ على وزن هفعل (أفَعَل)، متصرف مع المفرد المذكر الغائب، ويعني "أقام"، اشتقاقه من الجذر السامي ق و م، المعروف في النقوش السامية الأخرى، فيما عدا النقوش الثمودية والصفوية، للمزيد من المقارنات انظر (الذييب، 2000م، ص ص227- 228). عُرف بصيغته هذه في النقوش النبطيــة (CIS 161: 1,349: 2)، في حين ورد بصيغــة مشابهـة هي هـ ق م هـ هـ أي "أقامه" في القتبانية (Ricks, 1989, p.144).
    ف ص ج و ط هـ ر و: رغـم أن الحـرف الخامـس قـرئ مـن دارسي هــذا النقش حرف "ش"، ولكن انحناء ساقه الأيمن حتى اتصل بساقه (خطه) الأيسر، يجعلنا، بدون تردد، نستبعد قراءته شينًا، ويقرأ طاءً (لهذا الشكل انظر Cooke, 1903, pl. XIII; Gibson, 1982, p.188). العلم ف ص ج و ط هـ ر و، الذي يتألف من عنصرين يحتمل تفسيرين هما:
    الأول: عدّ عنصره الأول ف ص ج و علمًا لإله، أما اشتقاق عنصره الثاني فهو من ط هـ ر، وفي العربية الاسم طَاهر (ابن منظور، 1955- 1956م، مج4، ص504)، المعادل للاسم ط هـ و ر، المعروف في كتابـات العهـد القديـم (Jastrow, 1903, p.520; Holladay, 1988, pp.221-2).
    الثاني: اعتباره علمًا مكونًا من علمين شخصين، وذلك للتمييز بين شخصين يحملان العلم ف ص ج و، وهو - أي التسمي بعلم مركب من علمين شخصيين- معـروف عنـد القبائـل اللحيانيـة (انظـر بهـذا الخصـوص Cross, 1984, p.390).
    ولعلنا نشير هنا إلى أن ف ص ج و ورد بصيغته هذه عَلَمًا لشخص في النقــوش التدمريــة (Stark, 1971, p.109). بينمــا عُـرف عنصــره الثاني علمًا لشخص بصيغة ط هـ ر ت في النقوش الثمودية (Harding, 1971, p.389).
    السطر الثالث:
    تقدير الحرف الأول، الذي فُقِدَ نتيجة لتحطم الجانب الأيمن من المسلة-كما ذكرنا-، لم يكن أمرًا صعبًا أو محل اختلاف بين الدارسين، إذ إن وضوح حرفي اللام والكاف جعل الجميع يقدر الحرف المفقود بالميم، لتقرأ الكلمة كالتالي:
    م ل ك، لكن الاختلاف جاء في تفسيرها مع الكلمتين اللاحقتين المقروءتين بسهولـة على التوالي ل ح ي ن، و هـ ع ل ي، المسبوقتين بحـرف يقرأ بكل وضوح زايًا. ونجد من باب التبسيط تلخيص هذا الاختلاف في النقاط التالية:
    1 - اعتبر سيجال، وهو أول من درس هذا النص وقرأه (أبودرك، 1406هـ، ص64)، الكلمة الأولى من أربعة حروف، معتبرًا حرف الزاي، الذي قرأهُ خطًأ ياءً، الحرف الأخير للكلمة الأولى، ليقرأها هكذا: م ل ك ي، علمًا لشخص. أما الكلمة الثانية ل ح ي ن، فإضافة إلى عدم استبعاده احتمال أنه صيغة "لحيان" في الآرامية، فقد رجح مقارنة ل ح ي ن، بالاسم ل ح ن أي "خـادم المعبد"، الوارد في آراميـة الفيلــة (Kraeling, 1953, 10:1; Hoftijzer, Jongeling, 1995, p.573). وبالنسبة للكلمة الثالثة، فهي برأيه الفعل الماضي هـ ع ل ي، أي "أعلا، رفع"، وهكذا قرأ سيجال السطر:
    (م) ل ك ي ل ح ي ن هـ ع ل ي ب ي (ت)
    ملكي خادم (المعبد) ضحى في معبد
    2 - أخذ لفنجستون وآخرون، 1983م، ص89، باقتراح سيجال، لكنهم اختلفوا معه في تفسير الكلمة الثانية ل ح ي ن، فاعتبروها تعني "لحياة"، وقرأوا السطر هكذا:
    (م) ل ك ي ل ح ي ن هـ ع ل ي ب ي (ت)
    ملكي للحياة وقدم (قربانًا) في المعبد
    3 - عندما درسته أجولا (Aggoula, 1985, p.66)، وهي المتمكنة في دراستها للنقوش الحضرية، قرأت هذا السطر على النحو التالي:
    (م) ل ك ي ل ح ي ن هـ ع ل ي ب ي (ت)
    مَلْك لحيان العلا معبد
    ويتبين من قراءتها أنها رأت أن ل ح ي ن، تعني "لحيان" المملكة التي عُرفت في العلا، في حين اعتبرت هـ ع ل ي اسم مدينة العلا، والهاء أداة التعريف في اللحيانية.
    4 - في دراسة للباحث كروس (Cross, 1986, pp.391-2)، أشار فيها إلى قراءته لهذا السطر على النحو التالي:
    (م) ل ك زْ ل ح ي ن هـ ع ل ي ب ي (ت)
    مَلْك لحيان رفع (عَلا) معبد
    وهكذا اتفق كروس مع سيجال (انظر الفقرة 1)، في عَدّ ه ع ل ي فعلاً ماضيًا، لكنه اختلف معه في شرح الكلمتين الأولى والثانية، فالأولى ل ح ي ن، هي برأيه صيغة دولة لحيان. ونحن لا نتفق مع قول كروس بأن حرف الياء قد طمس نتيجة لفعل فاعل (as aresulf of erasure)، إذ لا يوجد أصلاً مكان يتسع لحرف الياء، فالأمر بكل بساطة أن الكاتب -وهو أمر مشهور في العديد من النصوص- قد نسي إضافة حرف الياء المكمل للاسم الموصول ز ي.
    على كل حال، القول بأن هـ ع ل ي فعلٌ ماضٍ على وزن هفعل، مُسْتَبْعَد، في ظل إشكالية قراءة السطر الأول غير الدقيقة. أما اعتبار لفنجسون
    ل ح ي ن، بمعنى "لحياة"، فهو مخالف للقواعد الآرامية، فلو كان المقصود هو الاسم الجمع ح ي ي، لما أضاف النون، فالنون تدل على الإطلاق لا الإضافة. وبالنسبة لمن رجح قراءة هـ ع ل ي، اسم مدينة العلا، فهو اقتراح يصعب علينا القبول به، إذْ لماذا استخدم كاتب النص الآرامي أداة التعريف الهاء، رغم أن الألف هي أداة التعريف في الآرامية ولهجاتهـا الأخـرى، انظـر أيضًا (Knauf, 1990, p.211). لهذا فإننا نرجح القراءة التالية لهذا السطر:
    (م) ل ك ز (ي) ل ح ي ن هـ ع ل ي ب ي (ت)
    مَلْك لحيان هعلي معبد
    وإن صحت هذه القراءة فإن م ل ك هو الاسم المفرد المذكر المضاف، ويعني "ملك"، وهو سامي مشترك ورد في النقوش السامية، فيما عدا -حسب علمنا- النقوش الثمودية، للمزيد من المقارنات انظر (الذييب، 2000م،
    ص ص155- 157؛ الذييب، 2006م، ص ص169- 171). ل ح ي ن، هي المملكة المعروفة التي اتخذت من العلا (دادان قديمًا) قاعدة لها منذ قيامها إلى زوالها على يد الأنباط في النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد (السعيد، 1420هـ، ص2). وقد امتد تأثيرها الحضاري، استنادًا إلى انتشار نقوشها، من تبوك شمالاً حتى العلا جنوبًا. وإن كنا نعرف على وجه التقريب النهاية السياسية لهذه الدولة، فإن نشأتها غير معروفة على وجه الدقة (للمزيد عن هذا الموضوع، انظر الفاسي،ص ص23- 24). لكننا نستطيع القول، ونحن مطمئنون، إن هذا النص يدل على أن هذه المملكة كانت معروفة خلال أوائل القرن السادس قبل الميلاد، إن لم يكن قَبل ذلك. يلي ذلك هـ ع ل ي، الذي نتفـق مع بيير ولفنجسون بأنه علم لشخـص (Beyer, Livingston, 1987, p.287).
    والعلــم جــاء بصيغتــه هــذه في النقــوش النبطيــة (Milik, 1976, p.150; Negev, 1991, p.22). أما اشتقاقه فهو من الجذر ع ل ي أي "ارتفع، علا"؛ لذا فهو علم بسيط على وزن أفعل، يعني "الأقوى، الأعلى، المرتفع". ومن المعلوم ظهور عدد من الأعلام في النقوش السامية تبدأ بالهاء مثل: هـ ا م ن كما في الآرامية القديمة (Maraqten, 1988, p.153)، و هـ م ر ا في الفنيقية (Benz, 1972, p.303)، و هـ ف ص ي في القتبانية (Hayajneh, 1998, p.256)، و هـ س ل م في المعينية (al- Said, 1995, p.171)، و هـ ع ل ل في السبئية
    (Harding, 1971, p.618). وقد جاء هذا العلم بصيغ مختلفة لكن بدون الهاء، مثل: صيغة ع ل ي كما في الثمودية (الذييب، 1999م، 25، 84؛ الذييب، 1421هـ، 183)، والنبطيـــة (Negev, 1991, p.51)، والصفويــة (علولــو، 1996م، 87؛ حراحشة، 2001م، 28)، والعبرية (Noth, 1928, p.146)، واللحيانية (JSL 124, 219)، والتدمرية (Stark, 1971, p.105). في حين عُرف بصيغة ع ل ت في النقوش الحضرية (Abbadi, 1983, p.151)، وبصيغة ع ل ب ل في السريانية (al- Jadir, 1983, p.398).
    ب ي ت: وهي القراءة المتفق عليها من الجميع، فقد أدى الضرر في جانب المسلة الأيسر إلى فقدان الحرف الأخير، وهو اسم مفرد مضاف، يعني "معبد"، جاء بصيغته هذه في النقوش الآرامية القديمة (Dupont- Sommer, 1958, 16: 3; Brauner, 1974, p.93)، وكذلك الآرامية الدولية (Cowley, 1923, 13: 11)، والنبطية (الذييب، 1998م، 226: 9). وعُرف الاسم في النقوش السامية الأخرى، للمزيد من المترادفات انظر (الذييب،
    2000م، ص ص40- 42؛ الذييب، 2006م، ص ص43- 47).
    السطر الرابع:
    أدى تحطم الجانب الأيمن لهذه المسلة إلى فقدان الحرف الأول من هذه الكلمة، ولأن الحرفين التاليين لهذا الجزء المحطم يقرأان بسهولة لامًا وميمًا، فإن الجميع قدره بحرف الصاد. لذا تقرأ هكذا الكلمة ص ل م. وهو معبود تيماء الأكثر تقديسًا من أهالي تيماء المحليين، وهو من المعبودات التي اشترك في عبادته مع أهل تيماء القبائل الثمودية والشعب النبطي (الروسان، 1987م، ص ص173- 174). ولا نستبعد اشتقاقه من ص ل م و الأكادية، التي تعني "السواد، الظلام". لذا فهو إله الليل والظلام، لكن البعض يرجح أنه إلهٌ للزراعة، أو إلهٌ شمسيٌ كان يمثل في بلاد الرافدين حامي النجوم وراعيها (Dalley, 1985, pp.27- 34; Dalley, 1986, pp.85- 101).
    يلي ذلك كلمة مكونة من حرفين، مسبوقة بالاسم الموصول ز ي، تقرأ إما د ب، أو ر ب، لتطابق شكلي حرفي الدال والراء في الآرامية، القراءة الثانية أخذ بها سيجال وفسرها بمعنى "عظيم، كبير" (أبودرك، 1406هـ، ص63)، ونحن نرجح القراءة الأخرى د ب، باعتباره عَلَمًا لمكان، يماثل دَبَّا وهو مكان يقع جنوب البصرة (ياقوت، 1986م، مج2، ص426؛ الأندلسي، 1983م، مج1 + 2، ص539)؛ وهو بالمناسبة يطلق على موقع من قرى الحرث جهة جيزان في المملكة العربية السعودية (الجاسر، بدون، ص564).
    وبالنسبة للكلمة الأخيرة في هذا السطر المكونة من خمسة أحرف فقد اختلف الدارسون في قراءتها وتفسيرها، وذلك على النحو التالي:
    1 - اعتبر سيجال خطأً أن ما يلي اسم المكان د ب، عبارة عن كلمتين، قرأ الأولى ك أ د هـ أو ك أ ر هـ، وفسر الأولى بمعنى "ابن سبيل". أما الكلمة الثانية، التي قدر بعض حروفها، فقرأها ب ح ك ع ن أي "فيها الآن" (أبودرك، 1406هـ، ص ص63- 64)، ومن الواضح أن اقتراح سيجال يصعب الأخذ به، على الأقل فالمكان لا يتسع للتسعة الحروف المقترحة.
    2 - أما قراءة لفنجستون وآخرون، 1983م، ص89، التي كانت: م ي ت ب هـ، فهي غير مقبولة لاستحالة قراءة الحرف الأول ميمًا، وللسبب نفسـه فإننـا نعتبـر قـراءة أجولا (Aggoula, 1985, p.66) لهــذه الحــروف هكــذا: م د ح ب هـ خاطئة. كمـا كـرر بيير ولفنجستــون (Beyer, Livingston, 1987, pp.286- 7)، الخطأ ذاته بقراءتهما للحرف الأول ميمًا، فقرأا الكلمة هكذا: م ر ح ب هـ. ونحن نتفق كليًا مع كروس
    (Cross, 1986, p.390)، الذي قرأها أ ر ح ب هـ. وهذه الكلمة مرتبطة في المعنى بالكلمة السابقة، اسم المكان د ب، كما أنها مسبوقة بحرف العطف الواو، لهذا نقترح أن معناها يحتمل أحد هذين التفسيرين:
    الأول:عده اسمًا مذكرًا مضافًا إلى الضمير المفرد الغائب المذكر، ويعني "مساحته، سعته"، واشتقاقه من ر ح ب (ابن منظور، 1955- 1956م، مج1، ص413)، الذي جاء أيضًا في كتابات العهد القديم (Brown and others, 1906, p.932). ولعل المقصود هو "أماكن عبادته"، لذا قد يقرأ هذا الجزء هكذا:
    (ص) ل م ز ي د ب و ا ر ح ب هـ، أي "صلم ذو دَبَّا وأماكن عبادته"
    الثاني: اعتباره، نظرًا إلى أنه مسبوق بحرف العطف الواو، اسم مكان، رغم عدم ظهور اسم مكان بهذا الاسم في شمال شبه الجزيرة العربية. ويمكن
    مقارنته باسم المكان أ ر ح ب، الذي ورد في النقوش العربية الجنوبية
    (al- Scheiba, 1982, p.37)، وكــذا بأرحــب وهــو مخــلاف في اليمــن
    سمي -كما يقول ياقوت، 1986م، مج1، ص144- باسم قبيلة كبيرة من همدان.
    السطر الخامس:
    ك ر س أ ا: اسم مفرد مذكر معرف، يعني "الكرسي، العرش" عُرف بصيغته هذه في الآرامية الدولية (Cowley, 1923, Ahiq: 133)، في حين عُرف بصيغة ك ر س أ في الآرامية القديمة (Brauner, 1972, p.291)، للمزيد من المترادفات انظر (الذييب، 2006م، ص ص143- 144). ولا نستبعد احتمال أن يكون المقصود بالكرسي أو العرش في هذا النص المكعبَ الذي عُثر عليه متصلاً بالمسلة (بودن وآخرون، 1980م، لوحة 69).
    ز ن هـ: اسم إشارة للقريب، يعني "هذا"، عُرف بصيغته هذه في الآرامية القديمة (إسماعيل، 1984م، ص72)، والآرامية الدولية (Donner, Röllig, 1964, 225: 3: 7)، والنبطيــة (الذييــب، 2000م، ص75). وحسب معلوماتنا لم يستخدم اسم الإشارة ز ن هـ للمؤنث في النقوش الآرامية القديمة، فقد استخدموا للمؤنث الأدوات: ز ا، ز ت، ز ا ت "هذه" (إسماعيل، 1984م، ص199)؛ في حين استخدمها الأنباط للمؤنث والمذكر المفردين.
    ق د م: ظرف يفيد الظرفية المكانية والزمانية، عُرف في الآرامية القديمة (Biran, Naveh, 1993, p.87: 4)، والآرامية الدولية (Cowley, 1923, 6: 14; Kraeling, 1953, 8: 2)، والنبطية (الذييب، 1992م، 2: 2). وهو شائع في الكتابات السامية، فيما عدا الصفوية والثمودية، للمزيد من المترادفات انظر (الذييب، 2000م، ص ص226- 227؛ الذييب، 2006م،
    ص245).
    الأسطر من السادس إلى التاسع:
    ل م ي ت ب: الحرف الثالث يقرأ ياءً، إذ يظهر أن الكاتب نسي أن يضيف الخط الأفقي الصغير الذي يميز الياء عن حرف الزاي. وهو -أي م ي ت ب- اسم مفرد مذكر مضاف، يعني "قاعدة، العرش". وقد عُرف بصيغ مختلفة في عدد من النصوص السامية، للمزيد انظر (الذييب، 2000م، ص152؛ الذييب، 2006م، ص164).
    ش ن ج ل ا: اسم معبودة عُرفت عند البابليين بصيغة ش ج ل، ويعتقد البعض أنها إله القمر (Gibson, 1982, p.150).
    أ ش ي م ا: معبودة عُرفت في سوريا القديمة، وتحديداً في حماة خلال القرن الثامن قبل الميلاد.
    ز ر ع هـ: اســم مفـرد مذكـر مضـاف إلى ضمير المفـرد المذكـر الغائب، يعني "ذريته، نسله"، عُرف بصيغته هذه في النقوش الآرامية القديمة (إسماعيل، 1984م، ص31: 8)، والآرامية الدولية (Cowley, 1923, Ahiq: 85)، والحضرية (Aggoula, 1991, 23: 3)، واللهجة الآرامية الفلسطينية اليهودية (Sokoloff, 1992, p.182). أما في الفينيقية فعُرف بصيغة ز ر ع و (Donner, Röllig, 1964, 10: 15).
    يلي ذلك ثلاثة حروف تقرأ بسهولة م ر أ، وهي إما الأحرف الثلاثة الأولى للعلم الذي فقدت بقية حروفه، أو أنه -وهو ما نتحفظ عليه-
    الاسم المفرد المذكر المعرف ويعني "السيد"، لهذا القول انظر (أبودرك، 1406هـ، ص66؛ لفنجستــون وآخرون، 1983م، ص109؛Beyer, Livingstone, 1987, p.287).
    السطر العاشر:
    الكلمة الوحيدة المقروءة في هذا السطر بشكل واضح هي ن ف س هـ، الاسم المفرد المؤنث المضاف إلى الضمير المذكر "نفسه، روحه". أما بداية السطر ونهايته فليس هناك من الأحرف ما يمكن قراءته باطمئنان، اقترح قراءة، الكلمة الأولى أو لنقل تقديرها، ل ح ي ي أي "لحياة" (Cross, 1986, p.390). ثم يأتي اسم الموصـول بعـد الاسـم ن ف س هـ، والهاء اعتبرها كروس -خطأً- أداة التعريف، التي تستخدم في التوراة الآرامية. هذا ما كان لبداية السطر، أما نهايته فنظرًا لأن المكان لا يتسع -كما نعتقد- إلا لأربعة حروف، فإننا نقدره العلم هـ ع ل ي.
    النقش رقم (12):
    لفنجستون وآخرون، 1983م، 4، اللوحة رقم 94ج؛ Beyer, Livingstone, 1987, 4, pl.14.



















    النص:
    1 - ن ف س ت ي م 3 - قَبْر تَيْم
    2 - ب ر ز ي د 4 - بن زَيْد
    شاهد قبر طولـه 72سم، وعرضه 26سم، بسمك 15سم، عليه نحت للوجه الصامت، ونص قصير مكون من سطرين.
    ت ي م: علم بسيط على وزن فَعَل، يعني "الخادم، العبد" (انظر نق 4ب: 1- 2). وقد وَجَد هذا العلم بصيغته هذه في النقوش النبطية (الذييب،
    1998م، 256؛ Negev, 1991, p.67)، والمعينية (al- Said, 1995, pp.76-7)، والسبئية (Res 4763: 2)، والثمودية (Shatnawi, 2002, p.662)، والصفوية (CIS 2577).
    ز ي د: عُرف بصيغته هذه في النقوش النبطية (الذييب، 1998م، 49)، والمعينية (al- Said, 1995, p.115) واللحيانية (JSL, 220)، والصفوية
    (Littmann, 1943, 136)، والقتبانية (Hayajneh, 1998, p.158)، والثمودية (Harding, 1952, 222). في حين عُرف بصيغة ز ي د ل ت في السريانية (al- Jadir, 1983, p.373). ولعل أرجح تفسير لهذا العلم عده مختصرًا، يعني "زيادة (من + اسم الإله)"؟؛ وهو يعادل العلم المعروف في الموروث العربي، زَِيْد، (ابن دريد، 1991م، ص36؛ الهمداني،
    1987م، ص66)، وهو مشتق من زَاَدَ (ابن منظور، 1955- 1956م، مج2، ص ص198- 200). زياد ويزيد عَلَمان مشابهان ما زالا مستخدمَيْن إلى يومنا الحاضر (معجم أسماء العرب، 1991م، مج1،
    ص749، مج2، ص1893).
    النقش رقم (13):
    لفنجستون وآخرون، 1983م، 5، اللوحة رقم 95أ؛ Beyer, Livingstone, 1987, 5, pl.15.





    النص:
    1 - ن ف س 1 - قَبْر
    2 - ج ر م ا 2، 3 - جَرِْم الله (جَرْم الإله)
    3 - ل هـ ي 4 - بن
    4 - ب ر ز 5 - زَيْدان
    5 - د ن
    كتب هذا النقش القصير على شاهد قبر مستطيل الشكل بطول 48سم، وعرض 18سم. ويبدأ بالعلم المقروء بسهولة ج ر م ا ل هـ ي، وهو علم مركب على صيغة الجملة الفعلية من الفعل السرياني ج ر م (انظر نق 3: 2)، ولفظة أ ل هـ ي، يعني "قرر الإله (إلهي)". والعلم بصيغته هذه عُرف فقط في النقوش النبطية (Cantineau, 1978, p.79; al- Khraysheh, 1986, Negev, 199l, 20). ج ر م ل هـ صيغة مشابهة عُرفت في النقوش المعينية (al- Said, 1995. p.81) واللحيانية (أبو الحسن، 1997م، 183)، والصفوية (علولو، 1996م، 380؛ Hazim, 1986, p.23)، والثمودية (Shatnawi, 2002,
    p.666)، المتبوع بالعلم ز د ن، الذي يظهر -حسب معلوماتنا- للمرة الأولى، ليس فقط في النقوش الآرامية، بل النقوش السامية الأخرى، للعلم (انظر
    نق12، نق 18).
    النقش رقم (14):
    Doughty, 1924, p.291; Nőldeke, 1884, p.813; p.813; Euting, 1914, p.115; Halévy, 1884, p.7; Renan, 1885, pp.42- 3; CIS 114, Cooke, 1903, 70; Driver, 1938, pp.188-9; Donner, Rőllig, 1964, 229.






    النص:
    1 - (م) ي ت ب ا ز ي ق (ر) 1 - القاعدة (العرش) التي قُرَبَ
    2 - (ب) م ع ن ن ب ر ع م 2 - معنان بن عمران
    3 - (ر) ن ل ص ل م ا ل هـ 3 - لصلم الإله
    4 - ا ل ح ي ي ن ف س هـ 4 - لحياة روحه (نفسه)
    يُعد هذا النقش -في تصورنا- من النقوش الهامة لسببين، أولهما: أن التأثير الكلداني، كما يرى كوك (Cooke, 1903, p.199)، في أسلوب كتابة أحرفه واضحٌ من حيث تساوي أحجام حروفه، مما قد يدل على تأثر كاتبه بالمنهج الكلداني. ومن المعلوم متانة العلاقة العرقية وقوتها بين القبائل الكلدانية والآرامية، فقد ثبت تغلغل الآراميين في أجهزة الدولة الكلدانية العليا، وكان من نتائج هذه الهيمنة الآرامية على الوظائف العليا في الدولة والقصور الإمبراطورية التقلص الواضح للغة والكتابة الكلدانية وكتابتها، فحلت الآرامية محلها بعد منافسة. ثانيهما: تشابه أشكال بعض حروفه مثل حرف القاف مع شكل القاف في النبطية؛ وهو ما يوحي بأن هذا النص يعود إلى ما قبل الفترة الانتقالية بين الآرامية الدولية والنبطية، وتحديدًا فيما بين أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الثالث قبل الميلاد. وأخيرًا نجد من الضروري الإشارة إلى أن العلمين الواردين في هذا النص يدلان على أن كاتبه أو صاحبه ينتسب إلى إحدى القبائل العربية التي سكنت تيماء والمناطق المحيطة بها مثل القبائل الثمودية والنبطية.
    م ع ن ن: علم بسيط، اعتبره مرقطن (Maraqten, 1988, p.180) مشتقًا من عَوْن، أي "مساعدة، معونة"، (الرازي، 1988م، ص194؛ ابن منظور، 1955- 1956م، مج13، ص298). لهذا فسر مرقطن العلم المركب م ع ن ا ل هـ ي بمعنى "ساعد إلهي"، (انظر نق 16: 1). ونحن نرجح أنه علم بسيط على وزن فعلان من م ع ن، ومَعْن هو اليسر والسهولة. وقد ورد بصيغته هذه في النقوش الثمودية (Harding, 1971, p.557)، والصفوية (Winnett, Harding, 1978, 3175; Clark, 1982, 654). ويمكن لنا مقارنته بالعلم م ع ن و، الذي جاء في النبطية (الذييب،
    1998م، ص368؛ الذييب، 2002م، 30 :2، 62)، وبالعلمين م ع ن، و م ع ن م، المعروفين في القتبانية (Hayajneh, 1998, p.238). وهو يعادل العلم مَعْن، الذي ظهر في الموروث العربي (الكلبي، 1986م،
    ص159؛ القلقشندي، 1984م، ص162؛ الأصمعي، 1980م،
    ص95)؛ وهو ما زال معروفًا بين العرب حتى يومنا الحاضر (الخزرجي، 1998م، ص ص574- 575؛ معجم أسماء العرب، 1991م، مج2، ص1641؛ عدي، طلاس، 1985م، ص315).
    النقش رقم (15):
    Jamme, 1970, p.133; Degen, 1974, 9, p.91.





    النص:
    1 - ق ب ر قَبْر ...............
    2 - ...............
    3 - ...............
    عُثر على هذه الكسرة الحجرية الكلسية ذات اللون الأبيض المائل إلى السمرة( ) في خرائب تقع إلى الغـرب مــن تيمــاء (Jamme, 1970. p.133). وقد كُتب على وجهيها نقشان مختلفان الأول بالقلم الآرامي، والثاني بالقلم المسند الجنوبي( ). الأحرف الأولى في السطر الأول نتفق مع ستاركي بقراءتها ق ب ر، قُبْر (انظر نق 1:6) . أما الأحرف الأخيرة سواء في هذا السطر أو السطرين الآخرين الثاني والثالث، فيصعب كثيرًا التفكير بقراءتها، فالمتبقي منها ليس إلا خطوط تحتمل تقديرات عدة، ولهذا فإن محاولات ستاركي قراءتها أو تقديرها مجازفة لا فائدة منها، فقد قرأ الخطوط في السطر الثاني حرفَ العين، بينما اعتبر الخطوط في السطر الثالث حرفي النون والواو.
    النقش رقم (16):
    Branden, 1956, 290, p.61, XII; Solé, 1967, pp.14-5; Jamme, 1970, pp.133-5; Degen, 1974, 12.




    النص:
    1 - م ح ر م ن ي 1 - محرم مناة
    2 - ب ر ن ت م 2 - بن نَاتِم (نَتَام)
    كُتب هذا النقش القصير على شاهد قَبْر طولـه من اليمين 56سم،
    و 50سم من اليسار، بعرض 27سم، وسمك 9سم. ويعود فضل اكتشافه إلى البحاثة الإنجليزي المسلم جون (عبدالله) فلبي أثناء زيارته لمنطقة تيماء عام 1952م، وهي رحلته المشهورة التي تمكن خلالها من استنساخ ألف ومئتي نقشٍ من النقوش الثمودية (Branden, 1956, p.v). وكان البلجيكي فان دن براندن الذي درس النصوص الألف والمائتين قد اعتبر نقشنا القصير هذا ثمودي القلم( ). بعد إحدى عشرة سنة قامت سولي، عندما حصلت على صورة فوتوغرافية للشاهد، بدراسته على أساس أنه نقش عبري القلم (Solé, 1967, pp.14-6)، وقرأته كالتالي: م ط ن م ن ي هـ و ن ت ن.
    وبالرغم من الاختلاف الواضح بين رسمي فلبي وجام لهذا النقش، فإننا نأخذ برسم الأخير.
    م ح ر م ن ي. يُقرأ أيضًا، لتطابق شكل حرفي الراء والدال، م ح د م ن ي؛ ويفترض، لأن هذا العلم مكتوبٌ على شاهد قبر، أن يكون مسبوقًا إما بالاسم ق ب ر أو الاسم ن ف س، إلا أن الكاتب لسبب أو لآخر أغفل كتابة أيٍّ منهما.
    وهو علم مركب من صيغة الجملة الاسمية، وليس كما اقترح ستاركي الذي عده علمًا مختصرًا، فالأسماء المختصرة تكون من عنصر واحد ينتهي بإحدى علامات الاختصار: الياء، أو الواو، أو الألف (Huffmon, 1965, pp.130- 40). عنصره الأول م ح ر، اشتق من المحرر أي "النذيرية". وقد كان بنو إسرائيل إذا ولد لأحدهم مولود حرره للمعبد، أي "نذره في خدمة المعبد" (ابن منظور، 1955- 1956م، مج4، ص181) مصداقًا لقولـه تعالى: إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (آل عمران:35) والمقصود أن امرأة عمران [ أم مريم عليها السلام ] قد وهبت ما في بطنها للخدمة في معبد الله سبحانه وتعالى. أو أنه يعني "مناة المحررة" أو "المحرر، المعتق من الربة مناة".
    وحسب علمنا يظهر العلم بصيغته هذه للمرة الأولى، لكنه ورد بصيغ مختلفة مشابهة مثل: ح ر م ل، "منع (الإله) إيل"، المعروف في الثمودية (الذييب، 1999م، 5)، وبصيغة ح ر م ا ل في الصفوية (Hazim, 1986, p.27)، والمعينية (al- Said, 1995, p.87)، وللمزيد من المترادفات انظر (الذييب، 1998م، ص ص130، 159).
    ن ت م: علم مسبوق باسم البنوة ب ر، "بن"، قارنه ستاركي (Jamme, 1970, p.135) بالعلم الذي قال إنه جاء في النقوش العربية القديمة( ). وهكذا إن قرأنا هذا العلم ن ث م، فهو يماثل عَلَمًا مشابهًا ورد بصيغة ن ث
    في النقوش الصفوية (CIS 1419)، أعاده هاردنج(Harding, 1970, p.581)، إلى نَثَّ وهو "نشر الحديث"، ويقول ابن منظور، 1955-
    1956م، مج2، ص194: "إن النَّث هو نشر الحديث، الذي كتمه أحق من نشره".
    إلا أننا نرى أن هذا العلم البسيط هو على وزن فاعل أو فعّال من ن ت م، والنتم هو "الانتقام والانفجار والقبح والسب" (ابن منظور، 1955- 1956م، مج12، ص ص567- 568).
    النقش رقم (17):
    Jamme, 1970, p.135, pl.37; Degen, 1974, 10, pl, p.92.




    عبارة عن أجزاء من ثلاثة حروف، جاءت مكتوبة على شاهد قبر من الحجر الرملي، رسمت أعلاه لوحة للوجه الصامت. ومع هذا الغموض إلا أن ستاركي (Jamme, 1970, p.135)، لسبب لا نستطيع التكهن به، تجرأ وقرأ هذه الأجزاء من الحروف مع تقدير الكلمة الأولى على النحو التالي:
    1 - (ن ف) سْ ح ر
    2 - ش ح ر أو ش ح د
    لكننا نؤكد أن هذه القراءات المقترحة من ستاركي مبنية - مع الأسف الشديد- على التخمين، فيما عدا الحرف الأخير فهو راءٌ دالٌ.
    النقش رقم (18):
    Stiehl, 1968, pp.74-5; Segal, 1969, pp.170- 3; Teixidor, 1971, pp.372, - 3; Altheim, Stiehl, 1973, p.243; Degen, 1974, 5.






    النص:
    1 - (ن ص ب ا د ي ق ر ب) 1 - المسلة التي قَرَبَ
    2 - ن م .. ... (ب) 2 - ن م ... ... بن
    3 - رْ م ر أ (ل هـ ي ب ر) أو ( ب م ر ا ن ..) 3 - م ر الله (مر الإله) بن أو (ب سيدنا)
    4 - ز ي د ن ل (ش ن ج ل أ) 4 - زيدان لشنجلا
    5 - ا ل هـ ت ا ل (ح ي) 5 - الإلهة ولحياة
    6 - ي ن ف س (هـ و ن ف) 6 - روحه (نفسه) وروح
    7 - س ا خ (ر ت هـ) 7 - ذريته
    8 - ل ع ل م ب (ي ر خ ..) 8 - إلى أبد الأبدين، في شهر ...
    9 - ب س ن ت 9 - سنة ..
    نجح الألمانيان ألتهايم واشتيـل في نشر نص آرامي كان من المفترض
    أن الرحالة الألماني أويتنج قد ذكر بأنه جُلب من بئر هداج (Euting, 1914, p.162)؛ ومن المعلوم أن ظاهرة إلقاء الأشياء المختلفة في الآبار ما زالت معروفةً إلى يومنا الحاضر، لعل من الأمثلة القريبة ما كشفت عنه أعمال تنظيف وترميم بئر زمزم من أدوات ومخلفات تُعّد بالمئات ألقاها الحجاج على مر العصور. أما إلقاء المسلات والأحجار الضخمة فهدفها واضح، وهو تخريب البئر سعيًا لمنع الانتفاع بها، كما حدث في البئر الرئيس في سوق الفاو، فقد استخرج منها عدد لا بأس به من الأحجار والصخور الضخمة. وبعد عام واحد من نشر الثيم واشتيل لهذا النص، نشر سيجال دراسته بعد أن قدم لـه برايتون صورة فوتوغرافية التقطها للمسلة (الحجر) أثناء مرافقته للبريطانيين هاردنج وبار في مسحهما لمنطقة شمال المملكة العربية السعودية (Parr and other, 1971, pp.23- 62).
    ومن الغريب أن الحجر قد أعيد استخدامه - مع الأسف الشديد- بعد أن حُطم الجانب الأيسر منه تمامًا، مما أدى إلى ضياع كلي لكلمات الجانب الأيسر من واجهة هذا الحجر. وأيام التقاط برايتون صورة فوتوغرافية للحجر، كان مبنيًا على واجهة باب أحد منازل تيماء، وقد أضيف إليه شعار المملكة العربية السعودية: السيفان والنخلة؛ ونحت الشعار السعودي أدى إلى فقداننا السطر الأول. ومن الواضح أن هذا النص النذري كان مكونًا من تسعة أسطر، وذلك رغم أن بقية الحجر كان مجهزًا للكتابة؛ ويتبين من خلال أشكال حروفه إمكان تأريخه فيما بين أواخر القرن الخامس وأوائل القرن الرابع قبل الميلاد.
    السطر الأول:
    أدى نحت الشعار الخاص بالمملكة العربية السعودية إلى الطمس الكلي لكلمات السطر الأول؛ وعلى الرغم من أن منهجنا في دراسة وتحليل النصوص التي طمست بعض أسطرها أو كلماتها هو ابتعادنا عن التخمين، الذي غالبًا ما يوقع أصحاب هذا المنهج في تفسيرات وتحليلات بعيدة كليًا عن واقع النص ومضمونه، أو حتى واقع المجتمع آنذاك. لكننا نقترح - مع تقيدنا بأن حروف هذا السطر لا تزيد عن تسعة أحرف، علمًا أن النقوش التي عُثر عليها في تيماء لم تتبع منهجًا واحدًا في تحديد أحرف كل سطر، فغالبية سطور هذه المجموعة كان بين السبعة والأَحَدَ عشر حرفًا- أن السطر الأول كان مكونًا من ثلاث كلمات هي ن ص ب ا ز ي ق ر ب، أي "المسلة التي قَرَب".
    السطر الثاني:
    لا يتضح سوى الحرفين الأولين فيه، وهما النون والميم على التوالي. إلا أننا لا نفهم القراءتين المقترحتين من ألثيم واشتيل، فقد قرأا في دراستهما الأولى بدايته هكذا: و ع م ر أ (Altheim, Stiehl, 1968, p.74)، وفي دراستهما الثانية التي كانت بعد خمس سنوات من الدراسة الأولى (Altheim, Stiehl, 1973, p.243)، اعتبرا هذا السطر مكونًا من سبعة أحرف: أربعة واضحة قرأناها على التوالي: س، م، و، ص، وقدرا الثلاثة الأخرى باللام، والشين، والزاي، لتكون قراءتهما هي: س م و ص ل ش ز، أي "أقام صلم شزب". وهاتان القراءتان تدلان على عدم معرفتهما، لا نقول الجيدة، بل حتى الأولية لأشكال الحروف الآرامية. ولعلنا نشير هنا إلى قراءة سيجال لهذه الأحرف والتي كانت: س م ر (د، ب) ص ( أ ) (Segal, 1969. p.170).
    السطر الثالث:
    يحتمل هذا السطر قراءتين مختلفتين هما:
    الأولى: أن نعتبر الحرف الأول وهو الباء، حرفً الراء، مع تقديرنا لحرف الباء في السطر الثاني، لنقرأها ب ر، أي "بن"، متبوعًا بالأحرف الثلاثة الأولى من العلم وهي: الميم والراء والألف، على أن نقدر بقية حروف العلم بلفظة ل هـ ي، ليقرأ: م ر ا ل هـ ي.
    الثاني: اعتبار حرف الباء الحرف الأخير من اسم العلم المفقود في السطر الثاني، ونقدر حرف النون -كما اقترح سيجال- بعد حرف الألف، لتقرأ الكلمة
    م ر ا ن ا أي "سيدنا"، وهو الاسم المفرد المذكر مع نون المتكلم، للمزيد من المقارنات انظر (الذييب، 2006م، ص175).
    السطر الرابع:
    الكلمة الأولى تقرأ بوضوح ز ي د ن، وهو علم بسيط على وزن فَعْلان، مثنى زَيْد (انظر نق 13: 4- 5)، ورد بصيغته هذه في النقوش السبئية (Jamme, 1966, 1021c:1)، والمعينية (al- Said, 1995, p.116)، والعلم ما زال متداولاً بيننا حتى الآن (معجم أسماء العرب، 1991م، مج1، ص752)، ثم يأتي حرف اللام. أما بقية الحروف فضاعت بعد أن قُسِمَتْ واجهة المسلة إلى جزئين، ونظرًا لأن الكلمة الأولى في السطر الخامس هي ا ل هـ ت ا، فمن المفترض أن يكون الضائع هو اسم إحدى المعبودات التي عُرفت في تيماء: ش ن ج ل ا،
    ا ش ي م ا، م ن و ت و (م ن و هـ).
    السطر الخامس:
    عدم وضوح الحرف الأول بشكل مرض لا يمنع من أن القراءة الصحيحة لهـذه الكلمـة هـي ا ل هـ ت ا "الإلهـة، المعبـودة" (نق 1: 2). ومـرة أخـرى نستطيع تقدير بقية حروف هذا السطر، آخذين بعين الاعتبار حرف الياء في أول السطر السادس، الذي من الواضح أن لا علاقة لـه بالاسم المؤنث ن ف س "روح" (انظر نق 1: 2)، وهكذا فهذه الكلمة نقرأها ل ح ي ي، "لحياة"( ).
    السطر السابع:
    الحرف الأول في هذا السطر هو حرف السين، الحرف الأخير من الكلمة المطموسة في السطر السادس، جاء متبوعًا بحرف الألف والحاء، وهكذا يمكن تقدير هذه الكلمة التي اختفت بقية حروفها: ا خ ر ت هـ( )، أي "ذريته" (انظر نق 1: 3).
    السطران الثامن والتاسع:
    اقتراح ألثيم واشتيل تقدير الكلمة الأخيرة بـ: ت ي م ا، يجعله المثال الوحيد -حسب علمنا- الذي يأتي فيه اسم علم لمكان بعد الاصطلاح ل ع ل م؛ لهذا نميل إلى تقدير الكلمة المطموسة بالاسم المفرد المذكر ي ر خ، أي "شهر"، خصوصًا أنها متبوعة مباشرة في السطر التاسع بالاسم المفرد المؤنث س ن ت، أي "سنة"؛ كما هو معروف في النقوش الآرامية، على سبيل المثال انظر
    نق 3: 3-3.

    النقش رقم (19):
    لفنجستون وآخرون، 1983م، 7، اللوحة رقم 88؛Beyer, Livingstone, 1987, p.292, pl. III.




    كتب على هذه القطعة أو لنقل الكسرة الفخارية سبعة حروف، أولها كان على شكل خط عمودي صغير، قرأه لفنجستون لامًا باعتباره لام الملكية؛ لكن أسلوب كتابة النقش القصير تجعلنا نتردد كثيرًا في قبول هذه القراءة.
    ولتبسيط قراءة هذه الحروف السبعة سنبدأ بقراءة الحرفين الأولين اللذين جاءا بعد الخط العمودي الصغير، فهما يقرأان حاءً وميمًا، ثم يأتي شكل يقرأ إمّا دالاً أو راءً، متبوع بحرف القاف، يليه شكل يقرأ دالاً أو راءً، أو باءً، وآخر هذه الحروف قد يقرأ دالاً أو راءًا. وهكذا تقرأ هذه العلامات: خ م ر ق د ر أو خ م د ق ر د أو خ م د ق د ر ... إلخ. وقد اجتهد الدارسون في تفسير هذه الحروف نلخصها على النحو التالي:
    1 - اقترح لفنجستون قراءتين، الأولى: عدّه نقشًا يتكون من علم، هو: خ م ر ق، مسبوق بلام الملكية، ومتبوعًا باسم البنوة ب ر، ليقرأ هكذا: ل خ م ر ق ب ر (لفنجستون وآخرون، 1983م، ص88). لكن صعوبة تفسير الاسم أضعفت هذا الاقتراح. الثانية: قراءته لهذه الحروف على النحو التالي: خ م ر ق د ر أي "خمر قدر". وقد عارض كنوف بشدة هذه القـراءة (Knauf, 1990, p.207)، مبـررًا اعتراضـه هـذا بعـدم ذكـر الرقـم العددي بعد كلمة ق د ر، والغريب أن كنوف الذي أراد أن يمرر اقتراحه (انظر أدناه)، تجاهل - بعنادٍ- أن النص قد يكون ناقصًا.
    2 - اقترح كنوف (Knauf, 1990, p.207) قراءة الخط العمودي على أنه الرقم العددي "1"، أما الكلمتان فقد قرأهما خ م ر ق د ر، أي "1 خمر قيدار"، معتبرًا ق د ر علمًا لقبيلة قيدار، التي عاصرت زمنيًا الأنباط، واشتهرت ببسالة رجالها وقوتهم؛ كما أن عددًا من ملوك الإمبراطورية الآشورية قد هاجمها، أمثال آشوربانيبال، وبختنصر الكلداني. ويتبين لنا من خلال المصادر الآشورية التي تحدثت عنهم أن موطنهم كان يقع بين الجنوب الشرقي لدمشق ومنطقة تدمر، للمزيد من المعلومات انظر (عباس، أبوطالب، 1991م، ص ص24-26؛ علي، 1978م، مج1، ص ص438- 439). لكننا لا نتفق كليًا مع تفسيرات كنوف لهذا النص القصير ، فقد اعتبره بمثابة وصل استلام على قيام قبيلة قيدار بتسليم هذه الجرة من الخمر إلى تيماء المدينة أو لأحد معبوداتها، إمّا كضريبة أو هدية، فلكي نصل إلى استنتاج تاريخي هام كهذا يجب أن نعتمد فيه على دليل كتابي واضح لا لبس فيه ولا يكتنفه الغموض. لهذا ليس من المنهج العلمي السليم الاستناد إلى نقش يحتمل عدة قراءات، إضافة إلى أنه نقش ناقص، فنخرج بنتائج تاريخية، نحو القول إن قبيلة قيدار تدفع الجزية أو الضريبة لتيماء.
    خ م ر: اسم مفرد مذكر مضاف، يعني "خَمْر"، ورد بصيغته هذه في النقوش الفينيقيــة (Tomback, 1978, p.107) والأوجاريتيــة (Gordon, 1965, p.402)، والتدمريــــة (Hillers, Cussini, 1996, p.365)، والحضريـــة
    (Hoftijzer, Jongeling, 1995, p.384)، وكذلك في الكتابات السريانية
    (Costaz,1963, p.108)، وكتابـات العهد القديم (Brown and others, 1906, p.330)، واللهجتين الآراميتين: الفلسطينية اليهودية (Sokoloff, 1992, p.207)، والمسيحية (Fitzmyer, Harrington, 1978, 60:1).
    ق د ر: اسم مفرد مذكر مطلق؟ ورد إضافة إلى النقوش الآرامية في اللهجة الآراميــة الفلسطينيــة (Sokoloff, 1992, p.476)، والكتابــات السريانيــة
    (Costaz,1963, p.310). وهكذا نرجح قراءته على النحو التالي: خ م ر ق د ر، أي "قِدر خَمْر".
    النقش رقم (20):
    Altheim, Stiehl, 1970, p.141, pl.5, 6; Degen, 1974, 7, pp.88- 9, pl. 89, vot: VIII.





    النص:
    1 - ن ف س .. م 1 - قَبْر ... م
    2 - ... ب ر ت 2 - ... بنت
    3 - ... د ي 3 - ... الذي
    4 - (هـ ق ي م) 4 - أقام
    جاء هذا النقش السيئ مكتوبًا على حجر جيري، ويظهر أنه قد تعرض إمّا للتخريب المتعمد، أو أن العوامل الجوية المتغيرة أثرت عليه. ويتبين لنا من خلال أشكال حروفه مثل: الفاء والتاء وغيرهما، أنه أحد النصوص التي تعود إلى أواخر القرن الخامس وأوائل القرن الرابع قبل الميلاد؛ وهذا يعني معاصرته للنقوش الآرامية الأخرى ذات الوجه الصامت. والملاحظ أن الناحت لهذا الشاهد لم يتم نحت العين اليسرى في الوجه الصامت، كما في الوجوه الصامتة الأخرى. وقد يكون لاستعجال أقارب المتوفاة الحصول على الشاهد دور في عدم إتمام نحت الوجه كاملاً.
    الأحرف التالية للاسم المفرد المؤنث ن ف س، قَبْر (انظر نق 2: 1)، مطموسة كليًا، فيما عدا الحرف الأخير في هذا السطر الذي يقرأ ميمًا؛ ونعتقد أن محاولة ديجن (Degen, 1974, p.89) تقدير الجزء المطموس بحرف الراء أو الدال غير مجدية، لأن الفراغ يحتمل أكثر من حرف، إضافة إلى أن الخطوط العمودية والأفقية الظاهرة تجعل من محاولات التقدير غير مجدية.
    أما السطر الثاني فبدايته مطموسة، ورغم ذلك فإن ديجن اعتبر هذا الجزء متضمنًا ثلاثة حروف قرأها هكذا: ل، م، أو د، ر، أو ن أو ب. وبالنسبة لحرف اللام فنحن، رغم تفحصنا الدقيق للصورة الفوتوغرافية، لم نتبينه؛ أما الحروف التالية فيتبين لنا من تعدد القراءات التي اقترحها ديجن أن محاولات التقدير هذه غير مجدية. وجاء بعد هذا الجزء المطموس الاسم المفـرد المؤنـث
    ب ر ت، "بنت"( ).
    الكلمة الوحيدة المقروءة في السطر الثالث هي الاسم الموصول د ي، "الذي". ولهذا فإننا نقدر الكلمة الأولى في السطر الرابع بالفعل هـ ق ي م، أي "أنشأ، أقام" (انظر الذييب، 2006م، ص246).
    النقش رقم (21):
    Altheim, Stieh, 1970, p.141, vot. 7+8, pp.761- 2; Degen, 1974, 8, pl., p.90.





    النص:
    1 - ن ف س (س) م ر ا 1 - قَبْر سمر إل
    2 - ل ب ر ا ر ن ش ي 2 - بن ارنشي
    3 - ... ... ... 3 - ... ... ...
    كُتب هذا النقش السيئ على حجر جيري، استخدم شاهد قبر؛ وعلى الرغم من أن الشاهد (الحجر) لم يقطع بشكل مناسب، وأن جزءًا من سطحه المخصص للكتابة لم يهيأْ بالشكل المطلوب، إلا أن الوجه الصامت قد نحت بأسلوب راقٍ وعالٍ ودقيق يدل على المقدرة الفنية التي كان الفنان التيمائي يتمتع بها، آنذاك. ويظهر لنا أن النقش يتكون من أربعة أسطر، لم نتمكن من قراءة سوى السطرين الأول والثاني. ومن خلال أشكال حروفه مثل: الألف والباء والراء واللام يظهر معاصرته للنقوش الأخرى ذات الوجه الصامت.
    الجزء الأول من السطر الأول غير واضح، لكن مع التمحيص والتدقيق يتبين لنا بقايا ثلاثة حروف هي: النون، والفاء، والسين، لتقرأ ن ف س، أي "قَبْر" (انظر نق 2: 1). يلي هذه الكلمة بقايا أو أجزاء من حرف غير واضح نقرأه إمّا ألفًا أو سينًا، كما اقترح ديجن (Degen, 1974, p.90)، متبوعٍ بحروف ثلاثة تقرأ بسهولة على التوالي: ميمًا، وراء، ثم حرف الألف؛ ونظرًا لأن الحرف الأول في السطر الثاني متبوعٌ باسم البنوة ب ر، فمن الواضح أن هذا الحرف يتبع العلم الأول، الذي نقرأه هكذا: أ م ر ا ل، أو ش م ر إ ل، أو س م ر ا ل.
    بالنسبة للقراءة الأولى فقد عُرف بصيغته هذه في النقوش الثمودية
    (Shatnawi, 2002, p.651)، والصفوية (Hazim, 1986, p.9)، والنبطية
    (Cantineau, 1978, p.64; Negev, 1991, p.13)، والأوجاريتية (Gröndahl, 1967, p.99). بينمــا جــاء بصيغــة ا م ر هـ م و في النقــوش السبئيــة المبكــرة
    (Tairan, 1992, pp.76- 7)، وبصيغة أ م ر ي في النقوش التدمرية (Stark, 1971, p.69)، وبصيغــة ا م ر ب ع ل في نقــوش مــاري (Huffmon, 1965, p.168). وهو علم مركب على صيغة الجملة الاسمية، عنصره الأول من الجذر السامي ا م ر "قال، أمر". لهذا فالعلم يعني "(الإله) إيل أمر".
    أما القراءة الثانية فهي أيضًا علم مركب على صيغة الجملة الاسمية، عنصره الأول هو الفعل ش م ر، أي "حمى، راقب، حرس"، الذي جاء في الفينيقيـــة (Tomback, 1978, p.325)، والسريانيــة (Smith, 1967, p.585). وهكذا فهو يعني "(الإله) إيل حمى، حرس"، أو "المحمي، المحروس (من) إيل" ويمكن مقارنته بالعلم ش م ر ب ع ل، الذي ظهر في النقوش الفينيقية (Benz, 1972, p.421)، وكذلك بالأعــلام البسيطــة، التي عُرفــت في عدد من النقوش الساميــة الأخــرى مثل: صيغة ش م ر ت، الـذي جــاء في المعينيــة (Hayajneh, 1978, p.172) ، والصفوية (Winnett, Harding, 1978, 3734a)، وبصيغة ش م ر في اللحيانيــة (Harding, 1971, p.307). وبصيغــة س م ر ت في السبئيــة
    (Harding, 1971, p.328)، والقتبانية (Hayajneh, 1998, p.163). وأفضل تفسير له اعتباره عَلَمًا مركبًا على صيغة الجملة الاسمية، عنصره الأول مشتق من س م ر (ابن منظور، 1955- 1956م، مج2، ص ص376- 380)، ويعني "حَسّنَهُ إيل"، والمقصود أن الإله إيل جعله دائمًا بشوشًا حسن الخلق أو جعله وسيمًا مثل وسامة ضوء القمر.

    وكما واجهنا صعوبة في تحديد القراءة المرجحة للعلم الأول، فإننا أيضًا نواجه المشكلة ذاتها في قراءة هذا العلم، فقد يقرأ: ا د ن ش ي أو ا د ن س ي أو ا ب ن س ي ... إلخ. وبالنسبة للقراءة الأولى التي اقترحها ديجن (Degen, 1974, p.90)، فإن أرجح تفسير له عده عَلَمًا مركبًا من جملة اسمية، عنصره الأول نقارنــه بالاســم أ د في الأموريــة الــذي يعني "أب" (Huffmon, 1965,
    p.156)( )، وعنصره الثاني نقارنه بالاسم ن ش( )، الذي يعني "زعيم، قائد"، كمــا في الفينيقيــة (Tomback, 1978, p.223)، وكذلك في كتابات العهد القديم (Brown and others,1906, pp.953- 4). وهكـذا فهــو يعني "الأب الزعيم، القائد". إلا أنه لا يمكننا إهمال إمكان قراءة الحرف الثاني باءً، فهو عبارة عن خط عمودي ينحني إلى اليمين مكوّنًا خطًا أفقيًا صغيرًا، وهذا الوصف ينطبق على حرف الباء في الآرامية، ويعني "الأب الزعيم، القائد"، وهناك العديد من الأعلام السامية التي كان عنصرها الأول أ ب، للمزيد من المقارنات انظر (الذييب، 1998م، ص326؛ الذييب، 1999م، ص213).
    النقش رقم (22):
    Jaussen, Savignac, 1909- 14, 336, pl.CXIX; Degen, 1974, 11, pl., p.92.


    النص:
    ت ي م ن ع ت ع ق ب ب ر ي حْ نْ تَيْمان بن عت عقاب بن يحن؟
    يُعتبر الفرنسيان جوسين وسافيناك أول من لفت النظر لهذا النقش القصير، فقد عداه -خطأً- نقشًا نبطي القلم. وتكمن أهميته - في تصورنا- بأشكال حروفه، التي تدل على أنه يعود إلى الفترة الانتقالية بين الآرامية الدولية والنبطية، وهي الفترة الزمنية الواقعة بين نهاية القرن الرابع قبل الميلاد وبداية القرن الثالث قبل الميلاد؛ وإن صح استنساخ الفرنسيين، فيتبين لنا التالي:
    1 - أن بعض حروفه آرامية قديمة/ دولية وهي: التاء، والياء، والميم، الواردة في العلم ت ي م ن.
    2 - أن حرف العين، الذي جاء مرتين، عُرف في النقوش النبطية دون النقوش الآرامية القديمة/ الدولية.
    3 - أن بعض حروفه جاءت في النقوش النبطية والآرامية القديمة/ الدولية وهي: التاء في ع ت، والقاف في ع ق ب، والباء، والراء في ب ر، لهذه الحروف انظر (Euting,1885, p.23; Gibson, 1982, pp.187-8).
    بالنسبة للعلم الأول انظر (نق 6: 2)، متبوعًا بالعلم الثاني، المقروء بسهولة ع ت ع ق ب، والملاحظ - وهي ظاهرة معروفة في بعض النقوش السامية مثل الثمودية، لكنها نادرة أو قليلة الظهور في الآرامية- أن الكاتب نسي كتابة اسم البنوة ب ر. والعلم يحتمل عدّه تفسيرات، هي:
    الأول: اعتباره عَلَمًا مركبًا على صيغة الجملة الاسمية/ الفعلية، يعني "ع ت حمى"، "حمى ع ت"، وهـو مـا اقترحـه ستـارك (Stark, 1971, p.108)، وأخذ به العبادي (Abbadi, 1983, p.85)، ومرقطن (Maraqten, 1988, p.201)، وذلك باعتبار ع ت، الربة الفينيقية ع ن ت إلهة الحرب والخصب المعروفة في القرن الثامن قبل الميلاد (Maraqten, 1988, p.57)، وأن عنصره الثاني هو الفعل السامي ع ق ب أي "حمى"، الذي ورد بهذا المعنى في العهد القديم (Brown and others,1906, p.1084).
    الثاني: عده أيضًا عَلَمًا مركبًا من جملة اسمية، يعني "سيف، سلاح ع ت"، إن أخذنا بمعنى العقاب في العربية وهو "العلم الضخم، الراية، السيف"، لهذا التفسير انظر (Degen, 1974, p.92).
    الثالث: وهو -إن أخذنا بالحسبان أن ع ق ب في السريانية يعني "تابع" (Smith, 1967, p.424)- ورد بالمعنى نفســه لكـن بصيغـة ع ق ب ت في النقــوش السبئية (بيستون وآخرون، 1982م، ص18)، فلا يستبعد أن معنى هذا العلم المركب على صيغة الجملة الاسمية هو "تابع لِ ع ت" "تابع (للربة) عت".
    يلي ذلك العلم الثالث، المسبوق هذه المرة باسم البنوة ب ر، وهو يتكون من ثلاثة أحرف نقترح قراءتها: إما ي ح ن، ي خ ن أو ي ت ن أو ي ث ن، والقـراءة الثانيــة رجحهـا الفرنسيـان جوسين وسافينـاك (Jaussen, Savignac, 1909-14, II, p.222).
    النقش رقم (23):
    Jaussen, Savignac, 1909- 14, I, p.158; II, p.223, No: 342, pl.CXIX; Degen, 1974, 13, pl., p.93.



    النص:
    ر م ل ن أو د م ل ن رَملان (دَملان)
    استنساخ الفرنسيين جوسين وسافيناك لهذا النقش القصير المكون من كلمة واحد يدفعنا إلى قراءته إما ر م ل ن أو د م ل ن، وذلك لتطابق شكلي حرفي الدال والراء في الآرامية.
    ر م ل ن: وهو علم بسيط على وزن فعلان، كما يقول ابن منظور، 1955- 1956م، مج11، ص228، من الرمل، عندما شرح العلم المؤنث رَمْلَة، وهي واحدة الرمل أو قطعة منه، وأخذ برأيه هذا الفيروزآبادي، 1987م، ص1302، والشمري، 1410هـ، ص228، وجوسين وسافيناك
    (Jaussen, Savignac, 1909-14, II, p.223).
    ولعل اشتقاقه أيضًا من الرَّمل وهو "المطر الضعيف"، حيت يقال: عام أرمل، أي "قليل المطر والنفع والخير"، أو من الرمل، وهي الهرولة إذا أسرع الشخص في مشيته وهز منكبيه، (ابن منظور، 1955- 1956م، مج11،
    ص298)، وللمزيد انظر (الذييب، 1999م، ص179). لهذا فهو قد يعني "المطر"، والمقصود به حلول الخير والبركة، أو سمي بذلك بسبب طبيعة مشيته أو هزه لمنكبيه عند بكائه فسماه والداه بالرملان.
    والعلم ورد بصيغة ر م ل في النقوش الثمودية (الذييب، 1999م، 189، 191) والصفوية (علولو، 1996م، 244؛ Clark, 1980, 1022)، والنبطية
    (Negev, 199l, 60). وهــو يعـادل العلــم رَمْلة المعـروف في الموروث العربي (الأندلسي، 1983م، ص42).
    د م ل ن: علم بسيط على وزن فعلان، اشتقاقه من د م ل، ودَمَل بين القوم يَدْمُل دَمْلاً أي "أصلح"، ودَمَل الأرض يُدْمُلها أي "أصلحها" (ابن منظور، 1955- 1956م، مج11، ص250)؛ لذا فهو يعني "المصلح". وعُرف بصيغته هذه في النقوش الثمودية (الذييب، 1999م، 160)، والصفوية
    (Winnett, Harding, 1978, 1204; Clark, 1982, 1107). ويمكن مقارنته بالأعـــــــلام: د م ل ا، د م ل إ ل، د م ل ي هـ و، التـي جــــاءت في الكتابات العبرية (Fowler, 1988, pp.126, 165).
    النقش رقم (24):
    Doughty, 1884, pl.III; CIS 117; Jaussen, Savignac, 1909- 14, pl.XXVII; Degen, 1974, 15.


    النص:
    م ي ت ب (ا) د ي ر م ن ت ن ب ر ... القاعدة (العرش) لرم نتن بن ...
    م ي ت ب د ي ر م ن ت ن ب ر ... قاعدة (عرش) رم نتن بن
    وَجَد الرحالة الإنجليزي المشهور داوتي هذا النقش القصير أثناء زيارته للمنطقة أواخر القرن الثامن عشر الميلادي. والقراءة المعطاة أعلاه، والتي نفضلها، هي قراءة محرري الكوربس (CIS 117). في حين كانت قراءة الفرنسيين جوسين وسافنيناك، غير المبررة، هكذا: م ت ي ب ر، وأهملا لسبب غير واضح قراءة بقية حروفه. أما ديجن، الذي وافق على قراءة محرري الكوربس، فقد أشار إلى عدم موافقة النص للقواعد الآرامية، فالمفترض - منهجيًا - أن يضيف الكاتب فعلاً بعد الاسم الموصول د ي، ويظهر لنا عدم وجود خطأ قواعدي، فالأداة د ي تعني هنا لام الملكية، تمامًا كما في النبطية (الذييب، 1998م، 191: 1) التي يرد فيها الاسم الموصول د ي بمعنى "ل".
    مثل: ا ل هـ ت ر ي ج و خ ي ا د ي هذان اللحدان
    ح و ش ب و ب ر ن ف ي و ... لحوشب بن نفيو
    الكلمة الأولى م ي ت ب هي الاسم المفرد المضاف "قاعدة، عرش"، (انظر نق 11: 6). المتبوع بالعلم ر م ن ت ن، وهو علم مركب على صيغة الجملة الفعلية أو الاسمية، يعني "(الإله) رم أعطى (وَهَبَ)"، أو "أعطى، وَهب (الإله رم)"
    (Degen, 1974, p.95).
    النقش رقم (25):
    Jaussen, Savignac, 1909- 14, pl.XXVII, IX; Res 1139; Degen, 1974, 16.



    النص:
    1 - ب ر د ج ن بْ ر 1 - بردجن بن
    2 - 2 -
    3 - .. م ت ا ل هـْ ي 3 - .. م ت إلهي
    4 - لْ م ر ف ر ر لْ ت ل 4 -
    القراءة المعطاة أعلاه غير مؤكدة، فاستنساخ الفرنسيين جوسين وسافيناك لم يكن موفقًا، ويظهر لنا أن السطر الرابع قد كُتب كيفما اتفق؛ مما يجعلنا نرجح أنه من النصوص التدريبية التي يكتبها الراغبون في التدريب على الكتابة.
    النقش رقم (26):
    Euting, 1885, pp.13- 14; Euting, 1914, p.247; Jaussen, Savignac, 1909- 14, 268, pl.CXV; CIS 118; Degen, 1974, 10, pl., p.95.




    النص:
    م ع ن ا ل هـ ي مَعْن الإله (مَعْن الله)
    (ب ر) ن ع م هـ بن نعمه
    يعود فضل اكتشاف هذا النقش القصير إلى الرحالة الألماني أويتنج عندما قام بزيارته للمنطقة في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي؛ ويتبين لنا من خلال أشكال حروفه أنه يعود زمنيًا إلى القرن الرابع قبل الميلاد.
    م ع ن ا ل هـ ي: علم مركب على صيغة الجملة الاسمية يعني إما "م ع ن (هو) إلهي"، إذ اعتبرنا م ع ن اسم الإله، لهذا انظر (Stark, 1971, p.65; Abbadi, 1983, p.124)، أو أن نعتبر عنصره الأول م ع ن من مَعْن، وهو في العربية "اليسر، السهولة". وفي هذه الحالة يعني "إلهي سَهَل، يسّر"، والمقصود إما أن يكون دعاء للإله بتيسير عملية الوضع وتسهيلها، أو تيسير حياته المديدة وتسهيلها( ). والعلم بصيغته هذه وَرَدَ في النبطية (الذييب، 1998م، ص56؛ الذييب، 2002م، ص214؛ الذييب، 2005م، 41: 2)، والثمودية (Shatnawi, 2002, p.743)؛ في حين جاء بصيغتــي م ع ن ا ل (حراحشـــة، 2001م، 643)، و م ع ن ل هـ (Hazim, 1986, p.116) في الصفوية. أما في السبئية فعُرف بصيغة م ع ن ل ت (Harding, 1971, p.557).
    ن ع م هـ: هذه الكلمة تحتمل أحد المعنيين التاليين:
    1 - إن أخذنا في الحسبان أن الهاء الملحقة هي أداة التعريف، المعروفة في التوراة الآرامية (Cross, 1986, p.390)، فهي صفة مفردة معرفة، تعني "السعيد، الراضي، الوسيم، الصالح"، خصوصًا أن مقارنتنا للاسم ن ع م، جاء في الأوجاريتية بمعنى "جمال فتنة، صلاح، طيبة" (Gordon, 1965, p.445)، وكذلـك في كتابـات العهـد القديـم بمعنى "سعيـد، حسـن" (Brown and others, 1906, p.653). الجذر ن ع م جاء في العديد من النقوش السامية مثل السبئيــة (بيستون وآخرون، 1982م، ص90)، والقتبانيــة (Ricks, 1989, p.10)، واللهجة الآرامية الفلسطينية اليهودية (Sokoloff, 1992, p.154) وأيضًا كتابات العهد القديم (Brown and others,1906, p.653). وهكذا فالنص يقرأ:
    م ع ن ا ل هـ ي ن ع م هـ مَعَن الإله الصالح
    2 - اعتباره -بكل بساطة- عَلَمًا بسيطًا على وزن فعلة، اشتقاقه من النَّعْيم، وهو خلاف البؤس، وكله الخفض والدعة والمال (ابن منظور، 1955-
    1956م، مج12، ص579)؛ بخلاف تفسير بنز، الذي عده اسم إله استُخْدِم اسمَ علم (Benz, 1972, p.362). والعلم بصيغته هذه جاء إضافة إلى الآراميـة في النقـوش النبطيـة (Negev, 1991, p.45)، في حـين ورد بصيغــة ن ع م ت في الفينيقيــة (Benz, 1972, p.362)، والقتبانيــــة
    (Hayajneh, 1998, p.250)، والصفويــة (علولـــو، 1996م، 181)، والحضريــة (Harding, 1971, p.595). بينمـا عُرف بصيغــة ا ن ع م في التدمريــة (Stark, 1971, p.75)، والمعينيــة (al- Said, 1995, p.66)، وبصيغة ن ع م في كتابات العهــد القديــم (Brown and others,1906, p.693)، والثمودية (Shatnawi, 2002, p.746)، والعبرية (Noth, 1928, p.166). وهو يعادل العلم نعمة المعروف في الموروث العربي (الهمداني، 1987م، ص175).
    النقش رقم (27):
    Doughty, 1884, pl. XVII; CIS 119; Degen, 1974, 18.



    النص:
    م أ ن مأن
    نقش صغير من ثلاثة حروف آرامية، إضافة إلى ثلاثة رموز هي أقرب، في تصورنا، إلى أن تكون حروفًا ثمودية، نقرأها، بشيء من التحفظ، م أْ نْ، وإن صحت قراءتنا هذه فهي تدل على أن كاتب هذا النص م أ ن، من القبائل الثمودية التي قطنت منطقة تيماء خلال احتلالها من البابليين الكلدان، واتخاذهم لتيمـاء عاصمـة لنبونيد. وهـو علـم بسيـط من أ ن ن (Harding, 1971, p.78)؛ يمكن مقارنته بالعلم أ ن، الذي عُرف في الصفوية (Winnett, Harding, 1978, 1897).
    النقش رقم (28):
    Euting, 1885, 44, p.13; CIS 121; Jaussen, Savignac, 1909- 14, 7 pl.CXXI and XCIV; Euting, 1914, p.241; Degen, 1974, 19.


    النص:
    ا ل ن ف ي و ب ر ع ب د و إل نفي بن عَبْد
    اعتبر الفرنسيان جوسين وسافيناك -خطأً- هذا النقش القصير، الذي عَثر عليــه الألماني أوتينج- نقشًا عبـري القلـم (Jaussen, Savignac, 1909- 14,
    p.644).
    ا ل ن ف ي و: علم مركب على صيغة الجملة الاسمية يعني "ال العالي، المرتفــع" (Maraqten, 1988, p.129)، أو أن نعتبــر عنصــره الثاني، إمّا
    -كما اقترح جوسين وسافيناك عند شرحهما للعلم ن ف ي و، جاء من النفي وهو "الإبعاد من البلاد" (Jaussen, Savignac, 1909- 14, I, 7 p.143)، أو أن اشتقاق هذا العنصر من النّفيان، وهو السحاب ينفي أول شيء رَشّا أو بَرَدًا (ابن منظور، 1955- 1956م، مج15، 337؛ الزبيدي، 1306هـ، مج10، ص374)، وهكذا فهو يعني "إل الطارد" والمقصود الطارد، المبعد لكل شر وخطر (السعيد، 1420هـ، ص16)، أو "إيل المُنزل".
    والعلم بصيغته هذه -حسب علمنا- يأتي للمرة الأولى في النقوش السامية. ولكن عنصره الثاني ورد عَلَمًا في عـدد مـن النصـوص الساميـة الأخرى، فمثلاً ورد بصيغة ن ف ي و في النبطية (الذييب، 1998م، 190: 20، 191: 2)، وبصيغــة ن ف ي في المعينيـــة (al-Said, 1995, p.169)، واللحيانية (أبوالحسن، 1997م، 54: 1، 56: 1)، للمزيد من المقارنات انظر (الذييب، 1998م، ص176).
    ع ب د و: علم بسيط، أو مختصر، يعني "خادم، عَبْد" أو "خادم، عَبْد + اسم الإله"؛ عُرف بصيغته هذه في النقوش النبطية (الذييب، 1995م،
    ص131؛ المعيقــل، الذييـب، 1996م، ص249)، والتدمرية (Stark, 1971, p.102)، والحضرية (Abbadi, 1983, p.105)، والأوجاريتية
    (Gröndahl, 1967, p.105)، والسريانية (Costaz,1963, p.415). بينما جاء بصيغة ع ب د في النقوش المعينيــة (al- Said, 1995, p.132)، والثمودية (الذييب، 1999م، 181؛ الذييب، 1421هـ، ص121)، والصفويــة (علولو، 1996م، ص167؛ حراحشة، 2001م، 17؛ الذييب، 2003م، ص152)، وبصيغة ع ب د م في القتبانية
    (Hayajneh, 1998, p.186).
    النقش رقم (29):
    Doughty, 1884, pl. XXVIII; Euling, 1885, pp.8- 10; Doughty, 1924, p.296; CIS 116; Degen, 1974, 4.





    النص:
    1 - ن ف س فْ صْ ي 1 - قَبْر فصي
    2 - بْ ر تْ مْ م ص 2 - بنت ممص
    3 - ب ر ت ج ر ن 3 - بن تجرن (أو بنت جرن)
    4 - ... ... ... 4 - ... ... ...
    حالة النقش السيئة والرديئة تجعل من القراءة المعطاة أعلاه قابلة للنقاش، والغريب -كما يظهر من تقرير ونيت وريد- أن هذا الشاهد ما زال موجودًا في مكانه، الذي أشار إليه الرحالة داوتي، وتحديدًا غرب تيماء (Winnett, Reed, 1970, p.28)؛ أما جروهمان، المعروف بدراساته في الكتابات الإسلامية، فقد أشار إلى أن هذا الشاهد (نقلاً عن ديجن Degen, 1974, p.82) منقولٌ في الأصل من معبد "صلم"، الواقع على قمة جبل "غنيم".
    السطر الأول:
    نرجح قراءة العلم هكذا: ف ص ي، بدلاً من قراءة ديجن ف ت ي، وهو علم بسيط، اشتقاقه من الجذر ف ص ي، أي "حَرَر، خَلَص"، المعروف في السريانية (Costaz, 1963, p.283)، وكتابات العهد القديم (Brown and others,1906, p.822; Holladay, 1988, p.295)، الذي جاء فيها بمعنى "فَتَح"، واتفق المعنى في العربية مع معناه في السريانية، حيث إن فَصَى "خَلَص وفَصَل الشيء بالشيء" (الزبيدي،1306هـ، مج4، ص281). وقد أخذ بهذا القول عدد من الدارسين على سبيل المثال انظر (Cantineau, 1978, p.157; Harding, 1971, p.134; al- Said, 1995, p.58)، وللمزيد من المقارنات انظر (الذييب، 1998م، ص ص204- 205، 214). وقد جاء بصيغته هذه في النقوش الثمودية (King, 1990, p.535)، والتدمرية (Stark, 1971, p.109).
    السطر الثاني:
    يبدأ هذا السطر بما اعتبرناه اسم البنوة للمفرد المؤنث ب ر ت "بنت"، المتبوع بالعلم الذي نقرأهُ م م ص، عوضًا عن قراءة ديجن، التي لا نفضلها وهي: ب ر م ب ت؛ ولعل أقرب علمين مشابهين هما: العلم م ص، الذي عُرف في النقوش الصفوية (Harding, 1971, p.548)، و ي م ص، الذي ورد في النقوش الحضريـة (Res 5047).

    السطر الثالث:
    إن اعتبرنا الكلمة الأولى اسم البنوة المذكر ب ر، فإننا نقترح أن الحرف التالي، أو لنقل بقاياه - رغم أن محرري الكوربس قد قرؤوه ياءً، وأيدهم ديجن
    (Degen, 1974, p.82)- قد كُتب خطأً، أو أن نقدره بحرف التاء، فنقرأ الكلمة الأولى ب ر ت، "بنت"، المتبوع بالعلم الذي نقرأهُ ن ج ر، علمًا بأن قراءة ديجن كانت: (ي) ت (ن) د ن. السطر الرابع حروفه مفقودة تمامًا.
    النقش رقم (30):
    Nöldeke, 1884, p.819; CIS 115; Donner, Röllig, 1964, 230.


    النص:
    ن ف س ع ل ن ب ر ت ش ب ع ن قَبْر علن بنت سبعان
    كُتب هذا النقش القصير على وصلة حجرية بأسلوب جيد، وهو ينم عن تمكن كاتبه من القلم الآرامي، ولهذا فالقراءة المعطاة أعلاه للنص مؤكدة. ومن خلال أشكال حروفه فهو مثل النقوش الأخرى يعود إلى أواخر القرن الخامس وأوائل القرن الرابع قبل الميلاد.
    ع ل ن: علم بسيط، اشتقاقه من عَلَنَ، العلان، والمُعالنة والإعلان "المجاهرة" (ابن منظور، 1955- 1956م، مج13، ص228)، وهو ما أخذ به هاردنج (Harding, 1971, p.432)، وتبعته كنج (King, 1990, p.529)، لهذا فهو يعني "الواضحة، البينة". وقد جاء بصيغته هذه في النقوش اللحيانية والمعينية (al- Said, 1995, p.139)، والثمودية (King, 1990, p.529)، والصفوية (Littmann, 1943, 1144). أما النبطية فورد فيها بصيغة فيها ع ل ن و (الذييب، 2005م، 55: 1).
    س ب ع ن: يقرأ كذلك ش ب ع ن، وقد عُرف الثاني بصيغته هذه في النقوش المعينية (al- Said, 1995, p.122)، والصفوية (Winnett, Harding, 1978, 1853)، واللحيانية (أبوالحسن، 1997م، 158، 161). ونحن نميل إلى القراءة الأولى، واعتباره علمًا بسيطًا على وزن فعلان من س ب ع ، يعني "الأسد" (Donner, Röllig, 1964, p.281)، أو "التام، العظيم الطويل، من قولهم السُّباعي" (ابن منظور، 1955- 1956م، مج8،
    ص147). والعلم ورد بصيغة س ب ع في النقوش الثمودية (الذييب، 1421هـ، 23؛ الذييب، 2000م أ، 43: 2)، والصفوية (الخريشة، 2002م، 385؛ Clark, 1982, 986)، والسبئيــــــــة (Tairan, 1992, pp.129-30)، والنبطية (Negev, 1991, p.62). في حين جاء بصيغة س ب ع ا في التدمرية (Stark, 1971, p.113)، والحضرية (Abbadi, 1983, p.166). وللمزيد من المترادفات والمقارنات انظر (الذييب، 1999م،
    ص38).
    النقش رقم (31):
    Altheim, Stiehl, 1968, p.75, pl.28: Degen, 1974, 6.




    النص:
    1 - ن ف (س) ح ن هـ ز ي 1 - قَبْر حنة الذي
    2 - ...... ...... ......
    نظرًا للاختلاف الواضح في أشكال حروف هذين السطرين، فإننا نستطيع القول بعدم وجود علاقة بينهما، فالأمر -كما نرى- لا يخرج عن أحد هذين الرأيين:
    1 - أن خلافًا نشب بين الكاتب (النحات)، وأقرباء "حنة"، وذلك بسبب الخطأ الكتابي الذي وقع فيه الكاتب، حيث كتب الكلمة الأولى ن ف، متبوعة مباشرة باسم المتوفاة، وكان من المفترض أن يكتب الكلمة كاملة هكذا:
    ن ف س. ولهذا الخطأ وما نشب عنه من خلاف صرف أقرباء حنة النظر عن شراء الشاهد؛ وعندما لم تتم الصفقة تُرك الشاهد مرميًا في ساحة الورشة، فقام أحدهم، وقد يكون أحد أولاد الكاتب أو أحفاده، بكتابة حروف السطر الثاني من باب التمرين، إلا أنه لقلة خبرته وعدم تمكنه من الكتابة على الحجر بالشكل الصحيح جاءت حروفه سيئة وغير واضحة.
    2 - أن نفترض أن الكاتب بعدما تبين لـه عدم كتابة السين في كلمة ن ف س، قرر -إما بقرار منه أو نزولاً عند رغبة وطلب أقرباء "حنة"- تغيير الشاهد، فاستُعمل الشاهد لاحقًا، من أولاده أو أحفاده للكتابة عليه. على كل حال، قرأ ديجن (Degen, 1974, p.88) حروف هذا السطر على النحو التالي: ب ر ر ش هـ، أي "بن رشه"، وهي قراءة يصعب علينا تأكيدها أو حتى ترجيحها. وهكذا فالنقش يبدأ بالاسم المفرد ن ف س، "قَبْر" (انظر نق 2: 1)( )، متبوعًا باسم صاحب الشاهد ونقرأهُ ح ن هـ أو ح ن ح، والأولى هي الأرجح، وقد عُرف بصيغته هذه في النقوش النبطية
    (Negev, 1991, p.30)، في حين ورد بصيغة مشابهة هي ح ن ت في النقوش المعينية (al- Said, 1992, p.212). وهو علم بسيط على وزن فعلة من ح ن ن، يعني "رقة القلب"، والعلم ورد في الموروث العربي (الشمري، 1410هـ، ص194)، وما زال معروفًا إلى يومنا الحاضر (معجم أسماء العرب، مج1، ص472)، يلي ذلك الاسم الموصول ز ي "الذي"( ).
    النقش رقم (32):
    Nöldeke, 1884, pp.813- 19; Halévy, 1885, pp.2- 7: Halévy, 1886, pp.111- 3; CIS 113; Res 1816; Cooke, 1903, 70; Koopmans, 1962, 45 Donner, Röllig, 1964, 228; Gibson, 1982, 30; Aggoula, 1985, pp.61- 5.











    النص:
    أ -
    1 - 6 . . . . ب س ن ت 22 . . .
    2 - (.. ب ت ي م)ا ص ل م (ز ي م ح ر م و ش ن ج ل أ
    3 - ( و ا ش ي )م أ ا ل هـ ي ت ي مْ أ ل ص ل م ز ي
    4 - (هـ ج م ل هـ ن) سْ مْ هـ ب ي و م ا ز ي (ب ت ي) م أ
    5 - ز ي
    6 - -
    7 - -
    8 - . . . . أ ل هـْ نْ س و ت ا ز ا
    9 - ز يْ (هـ ق ي) مْ ص ل م ش ز ب ب ر ف ط ر س ي
    10 - (ب ب ي ت ص) ل مْ ز ي هـ ج م ل هـ ن ا ل هـ ي
    11 - ت ي م أ ص (د ق)و ل ص ل م ش ز ب ب ر ف ط ر س ي
    12 - و ل ز ر ع هـ ب ب ي ت ص ل م ز ي هـ ج م و ج بْ ر
    13 - ز ي ي خ ب ل س و ت ا ز ا ا ل هـ ي ت ي م أ
    14 - ي ن س ح و هـ ي و ز ر ع هـ و س م هـ م ن أ ن ف ي
    15 - ت ي م أ و هـ أ ز ا ص د ق ت ا ز ي ي (هـ ب ن)
    16 - ص ل م ز ي م ح ر م و ش ن ج ل أ و ا ش ي م أ
    17 - ا ل هـ ي ت ي م أ ل ص ل م ز يْ هـ ج م ا (و)
    18 - م ن ح ق ل ا د ق ل ن 16 و م ن ش ي م ت ا
    19 - ز ي م ل ك ا د ق ل ن 5 ك ل د ق ل ن
    20 - 21 (هـ ا) س ن هـ ب س ن هـ و ا ل هـ ن و ا ن س
    21 - ل ا ي هـ ن ( ف ق ن) ص ل م ش ز ب ب ر ف ط ر س ي
    22 - م ن ب يْ ت ا ز ن هـ و ل ز ر ع هـ و س م هـ
    23 - ك م رْ يْ ا بْ (ب) ي ت ا ز نْ هـ لْ عْ لْ (م ا)
    ب - ص ل م ش ز ب
    ك م ر ا
    أ -
    1 - . . . . بسنة 22 . . . .
    2 - في تيماء لصلم ذو محرم وشنجلا
    3 - وأشيما آلهة تيماء لصلم ذو
    4 - هجم، لذلك سموه (عينوه) في هذا اليوم في تيماء
    5 - الذي
    6 -
    7 -
    8 - أ لذلك هذه المسلة
    9 - التي صلم شزب بن فطرسي أقام
    10 - بمعبد صلم ذو هجم، ولهذا فآلهة
    11 - تيماء وهبوا لصلم شزب بن فطرسي
    12 - ولذريته معبد صلم ذو هجم. وأي إنسان
    13 - يتلف هذه المسلة فآلهة تيماء
    14 - يطردونه وذريته وأحفاده من (على) وجه (مدينة)
    15 - تيماء. وهذه هي الصدقات (الهبات) التي وَهَبَهُن (يَهبّهن)
    16 - صلم ذو محرم وشنجلا وأشيما
    17 - آلهة تيماء لصلم ذو هجم فمن
    18 - الحقل نخلات 16، ومن ملكية
    19 - الملك نخلات 5؛ وكل النخلات
    20 - 21 سنويًا (سنة بسنه)، وآلهة أو إنس (إنسان) (ولا الألهة والإنس)
    21 - لا يخرجون صلم شزب من فطرسي
    22 - من هذا المعبد أو أولاده واحفاده
    23 - الكهنة في المعبد هذا إلى أبد الآبدين
    ب - صلم شزب
    الكاهن
    يعتبر الرحالة هوبر أول من أشار إلى هذه المسلة من الرحالة الأجانب، وذلك في زيارته للمنطقة عام 1878م؛ وفي زيارته الثانية، التي كانت بعد خمس سنوات من الأولى، في سنة 1883م، كان عازمًا على اقتناء المسلة ونقلها إلى وطنه الأم فرنسا، وقد تحقق لـه ذلك، بعد شرائها من مالك بئر هداج، الذي استخرجها من البئر مقابل مبلغ مالي رأهُ صاحب البئر كافيًا للتخلص منها وبيعها. ويهمنا، في هذه المسلة حاليًا، النقش الذي كُتب عليها والمكون من ثلاثة وعشرين سطرًا جميعها مقروءة بشكل جيد فيما عدا الأسطر من الخامس إلى الثامن، التي أضاعتها العوامل الطبيعية. ويتلخص موضوع هذا النقش في موافقة كهنة معابد الآلهة الأخرى على تعيين (تنصيب) الكاهن صلم شزب كاهنًا على معبد الإله صلم ذو هجم؛ إضافة إلى اتفاقهم على تقديم هبة سنوية عبارة عن ثمار واحد وعشرين نخلة إذا أضفنا إليها ثمار النخلات الخمس الخاصة بالملك. وقد يكون هدف هذه الهبة مساعدة المعبد على النهوض بواجباته والتزاماته الدينية والدنيوية تجاه أتباعه، إمّا لأن ظروفًا سيئة مرت بها حقول هذا المعبد، نحو تعرضها لحريق أو ما شابه، أو فساد وسوء إدارة من كهنة المعبد السابقين، مما أدى إلى إفلاسه، فاضطر كهنة المعابد الأخرى لا إلى الالتزام بالهبة هذه سنويًا فحسب، بل وتعيين صلم شزب كاهنًا على المعبد، بعد سحب شرعية الكاهن السابق.
    ومما يثير الاهتمام هو تعدد الآلهة ومعابدها، مثل: أشيما، وشنجلا، وصلم ذو محرم في مدينة تيماء، وهو -في تصورنا- يشير إلى طبيعة مجتمع تيماء المختلط، وأهميتها الاقتصادية آنذاك. وهذا يذكرنا بمجتمعات ممالك إبلا، وأوجاريت في بلاد الشام، حيث تختلط الأجناس وتتعامل بعضها مع بعض، يجمعهم عامل مشترك، وهو الفائدة الاقتصادية، فنحن نجد أن تيماء كانت خلال هذا القرن عاصمة لنبونيد الملك الكلداني، وأن أفراد مجتمعها ما بين الكلداني، والبابلي، والآشوري، والثمودي، والنبطي، ومن شعوب سوريا القديمة، بل وحتى المصري، إذا أخذنا في الحسبان العلم فطرسي.
    وأرغب الإشارة إلى أمرين وردا في هذا النص هما:
    الأول: أن الكهانة لمعبد هذا الإله "صلم ذو هجم" أصبحت حقًا شرعيًا لصلم شزب وأولاده ومن ثم أحفاده، بمعنى أن هذه الكهنوتية أصبحت وراثية.
    الثاني: أن النص أشار بكل وضوح إلى أنه ليس من حق الآلهة والناس، لأي سبب كان، سحب الكهنوتية سواء من صلم شزب نفسه أو حتى ذريته وأحفاده، وقد يكون الأمر مقبولاً بعدم شرعية طرده من الكهانة من قبل الناس، لكن لماذا أضيفت الآلهة أيضًا؟ فهل يدل هذا على ضعف الارتباط الديني؟!
    الأسطر من الأول إلى الثامن:
    بداية هذا النص المتمثلة في أسطره الثمانية الأولى، إما مطموسة تمامًا كما في الأسطر من الخامس إلى الثامن، أو مضمحلة كما في عدد من كلمات الأسطر من الأول إلى الرابع، مما حدا بدارسيه إلى تقدير هذه الكلمات أو الحروف المضمحلة.
    س م هـ هو الاسم المفرد المذكر المضاف إلى ضمير المفرد المذكر، يعني "اسمه"، عُرف بصيغته هذه في النقوش الآرامية القديمة (إسماعيل، 1984م،
    ص31: 12)، والآراميــة الدوليــة (Kraeling, 1953, 8: 3) والنبطيــة (الذييب، 2000م، ص256)، والتدمرية (CIS 3993: 1). واللهجة الآرامية الفلسطينية (Fitzmyer, Harrington, 1978, A22:10)؛ وهو سامي مشترك، للمزيد انظر (الذييب، 2000م، ص ص255- 256؛ الذييب، 2006م، ص ص393- 395)؛ تلاه أيضًا الاسم المفرد المذكر المعرف، المسبوق بحرف الجر الباء، ي و م ا، "اليوم"، الذي عُرف بصيغته هـذه في النقــوش الآراميــة الدوليــة (Driver, 1957, 6: 5)، والنبطية (الذييب، 1998م، 228: 4)، واللهجة الآرامية الفلسطينية (Fitzmyer, Harrington, 1978, 40: 2: 13)؛ وهــو سامــي مشترك. للمزيــد
    انظــر (الذييب، 2000م، ص ص113- 115؛ الذييب، 2006م،
    ص ص193- 195).
    الأسطر من التاسع إلى الثاني عشر:
    بعض كلمات هذه الأسطر، نظرًا لاختفاء حروفها بسبب العوامل المختلفة، قدرت مثل: الفعل هـ ق ي م، أي "أقام" (انظر نق 11: 2) في السطر التاسع، والاسم المفرد المذكر ب ي ت، "معبد" (انظر نق 11: 2)، في السطر العاشر، وتقدير حرفي الدال والقاف، في الفعل ص د ق و، في السطر الحادي عشر.
    ص ل م ش ز ب: علم مركب على صيغة الجملة الاسمية، عنصره الأول، الإلهة ص ل م (انظر نق 11: 4). أما عنصره الثاني ش ز ب، فربما يكون من الفعل الذي جاء في كتابات العهد القديم بصيغة ش ي ز ب أي "ينقذ، يحــرر" (Brown and others,1906, p.1110)، وبصيغة ش و ز ب في السريانية بمعنى "نجى، خلص" (Costaz, 1963, p.362). وهكذا فهو يعني "صلم حرر، خلص" أو "المنقذ، المحرر، أنقذه، حرره (الإله) صلم". ش ز ب ا علم ورد في النقوش الصفوية (Harding, 1971, p.348).
    ف ط ر س ي: علم مصري الأصل، شاع كثيرًا في العصر المتأخر، لاسيما في عصر الأسرة الثلاثين، ويعني "هبة، عطية أوزيريس"، وهي معبود قديم (و س ي ر) (السعيد، 2001م، ص129؛ Cooke, 1903, p.197). ونلفت الانتباه إلى أن محمد عيسى، أستاذ الآثار المصرية يرى أنه قد يكون تصحيفًا "لباتارسي" ويعني "المنتمي إلى الأرض الجنوبية".
    ص ل م ز ي هـ ج م: والمقصود الإله صلم المعبود في منطقة (معبد) هجم، وعلى الرغم من عدم وجود دليل كتابي يشير إلى "هجم" عَلَمًا لمكان، فإننا لا نستبعد أنه يقع ضمن حدود منطقة تيماء.
    ل هـ ن: اصطلاح مكون من حرف الجر اللام، وأداة الشرط هـ ن، "إذا، إن"، وهو - أي الاصطلاح. يعني "لذلك، لهذا، لذا، من أجل ذلك"، (إسماعيل، 1984م، ص117).
    ص د ق و: نتفق مع تفسير كوك Cooke, 1903, p.197، الذي اعتبره فعلاً ماضيًا متصرفًا مع جمع الغائبين، العائد إلى الآلهة والكهنة، الذين باركوا تعيين صلم شزب كاهنًا لمعبد الإله صلم ذو هجم. والمعلوم أن الجذر
    ص د ق، عُرف بمعانٍ مختلفة في النقوش السامية الأخرى، فقد جاء بمعنى "صَدَق، عَدَل" في العهد القديم (Brown and others,1906, p.841)، والإثيوبيـة الكلاسيكيـة (Leslau, 1987, p.548)، والسريانية (Meclean, 1895, p.262)، للمزيــد مـــن المقارنـــات انظــــر (الذييـــب، 2000م،
    ص ص215- 217؛ الذييب، 2006م، ص ص239- 241).
    ج ب ر: اسم مفرد مذكر مضاف، يعني "رجل، إنسان"، عُرف بصيغته هذه في الآراميـة القديمـة (Donner, Röllig, 1964, 224: 1f)، والآراميــة الدوليـة (Kraeling, 1953, 3: 3: 19)، والنبطية (Naveh, 1979, p.112: 8)، للمزيد من المقارنات والمترادفات انظر (الذييب، 2000م، ص60؛ الذييب، 2006م، ص57).
    السطر الثالث عشر:
    ي خ ب ل: فعل مضارع متصرف مع جمع الغائبين، يعني "يخرب، يتلف"، من الجذر السامي ح ب ل، الذي عُرف في الآرامية الدولية (Cowley, 1923, 31: 14)، واللهجــة الآراميــة الفلسطينيــة اليهودية (Sokoloff, 1992,
    p.185)، والسريانيـــة (Costaz, 1963, p.94)، والثموديــة (الذييــب،
    1999م، 181)، والصفوية (Littmann, 1943, 360).
    س و ت ا: اسم مفرد مؤنث معرف، "المسلة"، وهي كما يرى جبسون (Gibson, 1982, p.151)، كلمة مستعارة من (Asúmatu) الأكادية. ولعل من المفيد الإشــارة إلى أن س و ت في الفينيقيــة يعني "ثــوب، كســاء" (Tomback, 1978, p.226).
    السطر الرابع عشر:
    ي ن س ح و هـ ي: فعل مضارع متصرف مسند إلى الجمع الذكور مع ضمير المفرد المذكر، يعني "يطردونه"، والجذر ن س ح، وَرَدَ في اللهجة الآرامية الفلسطينية اليهودية (Sokoloff, 1992, p.353). وقد جاء بصيغة ي ن س ح في الآرامية الدولية (Cowley, 1923, Ahiq 156).
    ا ن ف ي: اسم مفرد أو مثنى مذكر مضاف يعني "وجه، سطح"، "وجهي، سطحي" (الذييب، 2006م، ص ص27- 28).
    السطر الخامس عشر:
    ص د ق ت ا: اسم مفرد مؤنث معرف "الهبة، الصدقة"، عرفت بهذه الصيغة في الآرامية الدولية (Cowley, 1923, 71: 28)، وجاءت في النبطية بصيغة
    ص د ق ت، أي "وصية، صدقة!" (الذييب، 2000م، ص217).
    ي هـ ب ن: وهو إما فعل مضارع متصرف مع نون النسوة، يعني "يهبن، وهبن"، إذ يبدو أن آلهة تيماء شنجلا واشيما وصلم ذو محرم، هي معبودات؛ أو هو فعل مضارع متصرف مع الجمع، يعني "يهبنهن".
    السطر السادس عشر:
    ص ل م ز ي م ح ر م: والمقصود صلم صاحب معبد محرم، أو المعبود في منطقة محرم، التي تقع في مكان ما من تيماء. المحرم اسم قرية -كما يذكر الجاسر، بدون، مج3، ص1498- كما أن م ح ر م علم لمكان ورد في النقوش السبئية (al- Scheiba, 1982, p.129).
    السطر السابع عشر:
    ح ق ل ا: اسم مفرد معرف، يعني "الحقل"، عُرف في الكتابات الإثيوبية الكلاسيكية (Leslau, 1987, p.239)، والسريانية (Costaz,1963,
    p.114)، والقتبانية (Ricks, 1979, p.65)، والسبئية (بيستون وآخرون، 1982م، ص69)، واللهجة الآراميـة الفلسطينيـة اليهوديــة (Sokoloff, 1992, p.213)، والآرامية الدولية (CIS 24, 27: 1).
    د ق ل ن: اسم جمع مطلق يعني "نخل، نخلات"، ورد بصيغة الجمع (د ق ل ي ن) في اللهجة الآرامية الفلسطينية اليهودية (Sokoloff, 1992, p.154)، وبصيغة د ق ل في السريانية (Costaz,1963, p.69)، وفي الموروث العربي الدَّقَّل هو -كما أشار ابن منظور، 1955- 1956م، مج11، ص246- ضَرْب من النخل، وهو من الخِصاب، لكنه أيضًا أشار إلى رداءته.
    ش ي م ت ا: على الرغم من تعدد الآراء حول معنى هذه الكلمة (Hoftijzer, Jongeling, 1995, p.1129)، فإننا سنأخذ بتفسير جبسون (Gibson, 1982, p.151)، الـذي عدهـا مستعـارة مـن الأكاديــة، وتعني "خاصية، ملكية".
    السطر الحادي والعشرون:
    ي هـ ن ف ق ن: فعل مضارع متعد، يعني "يخرجون، من الجذر ن ف ق، "أخرج، أطلع"، المعروف في الآرامية الدولية (Cowley, 1923, 31: 4)، للمزيد انظر (الذييب، 2000م، ص ص170- 172؛ الذييب،
    2006م، ص ص187- 188).
    السطر الثالث والعشرون:
    ك م ر ي ا: اسم جمع مذكر معرف، ورد بصيغته هذه في الكتابـات الآراميـة الدوليــة (Cowley, 1923, 30: 5)، والتدمريـة (Hillers, Cussini, 1996, p.372).
    النقش رقم (33):
    أبو درك وآخرون، 1985م، اللوحة رقم 68ب؛ Beyer, Livingstone, 1990, pp.1- 2.











    النص:
    1 - ز ي ق ر ب ت ي م و ب ر ا ل هـ و
    2 - ل د ر ع ا ل ح ي ي ن ف س هـ
    3 - و ن ف س ح ر م ز ي ف ر ق م ن ت
    4 - ب ر و ع ن ر ك ن ي هـ (و) ر ب ن هـ ز ي
    5 - ق ت ي ر
    1 - (هذا) الذي قَربَ تَيْم بن إله
    2 - لدرعا لحياة روحه (نفسه)
    3 - وروح حرام، الذي نجى من
    4 - مرض عضال، اعتزال (بسبب المرض) عشيرته (أهله)، وأغناه بعد
    5 - فقر (ضيق من العيش)
    عُثر على هذا الحجر (المكعب) أثناء حفرية الموسم الثاني في موقع قصر الحمراء (أبودرك وآخرون، 1985م، ص ص55- 67). ويهمنا من هذا المكعب النقش الآرامي، المكون من خمسة أسطر؛ قراءة سطريه الأول والثاني وتفسيرها جيدة، أما أسطره الثلاثة الأخيرة فإن قراءة حروفها مقبولة، لكن تفسيرها غير مؤكد، إما بسبب تداخل الحروف أو العكس تباعدها: فأسلوب كتابة النص يدل على عدم تمكن كاتبه من الخط الآرامي؛ ولهذا فإننا نرى أن النص يعود إلى أحد أفراد القبائل العربية، وتحديدًا الثمودية، فالأعلام الواردة فيه معروفة في النقوش الثمودية، كما أن أسلوب كتابته، مثل استخدام الأفعال المسبوقة بحرف العطف الواو، هو الأسلوب ذاته المستخدم في الثمودية؛ لهذا فإننا سننطلق من تفسيرنا لمفردات هذا النقش على هذا الأساس.
    بالنسبــة للعلـم ا ل هـ و، فقد ورد بصيغة ا ل هـ، في النقوش النبطية
    (Cantineau, 1987, p.63; Negev, 1991, p.12)، والتدمرية (Stark, 1971, p.68)، والثمودية (الذييب، 2000م أ، 24)، والصفوية (Oxtoby, 1968, p.134). بينما جاء بصيغة ا ل هـ ا ل في اللحيانية (JSL, 109).
    السطر الثاني: بدأ بكلمة د ر ع ا التي قارنها بيير ولفنجستون بكلمة د ر ع، المعروفــة في العهــد القديــم بمعنى "صــورة القـــوة الإلهيـــة" (Beyer, Livingstone, 1990, 4, p.2). ولا نستبعــد أن يكــون اسمًا لمعبــود، أو معبودة، غير واسع الانتشار في شبه الجزيرة العربية، ومن خلال سياق النص يعتبر إلهًا للشفاء، (الطب)، عند هذه القبائل العربية. المتبوع بالاسمــين ل ح ي ي، "لحيـــــاة" (انظر نق1: 2)، و ن ف س هـ أي "روحه، نفسه" (انظر نق1: 2).
    السطر الثالث:
    قرأ بيير ولفنجستون الأحرف الستة الأولى، ن ف س هـ و م، وهي قراءة لا نحبذها؛ فالقراءة التي نرجحها اعتبارهما كلمتين تقرأان ن ف س، أي "روح، نفس"، و ح ر م، وهو علم لشخص ورد بصيغته هذه في النقوش الثمودية (الذييب، 1999م، 21، 175)، والمعينية (al- Said, 1995, p.86)، واللحيانية (أبوالحسن، 1997م، 47: 6، 164: 3)، والصفوية (Littmann, 1943, 836)، والنبطيــة (الذييب، 1998م، 186)، وللمزيد من المترادفات انظر (الذييب، 1998م، ص159؛ الذييب، 1999م، ص42). يلي العلم، الفعل الماضي، المسبوق باسم الموصول ز ي، ف ر ق، ويعني "نجى، أنقذ، خلص" (الذييب، 2000م، ص210)، ثم يأتي حرف الجر م ن، وهو سامي مشترك، للمزيد انظر (الذييب، 2000م، ص ص157- 158).
    السطر الرابع:
    ن ب ر: اسم مفرد مذكر مضاف، "مرض عضال"، عند مقارنته بالنبرة وهو الورم في الجسد، ويقال نبر الجرح أي ارتفع وورم (ابن منظور، 1955- 1956م، مج4، ص189).
    ع ن: المسبوق بحرف العطف الواو، من ع ن ن، وهو الاعتزال (ابن منظور، 1955- 1956م، مج13، ص ص290- 296)، وهو فعـل مـاض يعنـي "اعتـزل، اختفـى، تـوارى عـن".
    ر ك ن ي هـ: اسم مفرد مذكر مضاف إلى ضمير المفرد المذكر الغائب، يعني "عشيرته، عائلته، محبوه"، وذلك عند مقارنته بالرُّكْن، وهو قوم الرجل وعشيرته (ابن منظور، 1955- 1956م، مج13، ص185).
    ر ب ن هـ: فعل ماض متصرف مع المفرد المذكر الغائب "أغناه، رفعه"، وهو تطور دلالي للجذر ر ب ن، الذي جاء منه ربان، مربون، أي "المرتفع، القائد".
    السطر الخامس:
    الكلمة الوحيدة التي نقرأها باحتراز هي ق ت ي ر، وهو اسم مفرد مطلق أي "فقر، ضيق في العيش"، من ق ت ر، أي "افتقر" (ابن منظور، 1955- 1956م، مج5، ص ص70- 71)( ).











































    الكشافات



    المصادر والمراجع









    in der Alten Welt, Berlin: Walter de Gruyter, pp.72-85.

    ................., (1970) Geschichte Mittelasiens im Altertum, Berlin: Walter de Gruyter.
    ................., (1973) Christentum am Roten Meer, Band II
    Barton, G., (1934) Semitic and Hamrtic Origins, Social and Religious, London: Oxford University Press.
    Bennett,, W., (1911) The Moabite Stone, Edinburgh: T. T. Clark.
    Benz, F., (1972) Personal Names in the Phoenician and Punic Inscriptions, Rome : Biblical Institute Press.
    Beyer, K., (1986) The Aramaic Language, Translated by J. Healey, Göttingen: Vandenhoeck Ruprecht.
    ................., Livingstone, A., (1987) "Die neuesten aramäischen Inschriften aus Taima", ZDMG 137, pp.285-96.
    ................., (1990) "Eine neue reichsaramäisch Inschriften aus Taima", ZDMG 140, pp.1-2.
    Biella, J., (1982) Dictionary of Old South Arabic: Sabaean Dialect, Harvard: Harvard Semitic Studies.
    Bowman, R., (1948) "Arameans, Aramaic and the Bible" JNES 7, pp.65- 90.
    Branden, van den., (1950) Les inscriptions thamoudéennes, Louvain- Heverie: Bibliothéque du Muséon 25.
    ................., (1956A) Les textes thamoudéens de Philby, vol: 1, inscriptions du nord, Louvain: Bibliothéque du Muséon, no: 41.
    ................., (1956B) Les textes thamoudéens de Philby, vol: 2, inscriptions du sud, Louvain: Bibliothéque du Muséon, no: 40.
    ................., (1962) Les inscription dédanites, Beyrouth: L'Université Libanais.
    Brauner, R., (1974) A Comparative Lexicon of Old Aramaic, Dropsie University, Ph.D thesis
    Biran, A., Naveh, J., (1993) "An Aramaic Stele Fragment from Tel Dan", IEJ 43, pp.81-98.
    Brockelmann, Chr., (1963) "Short Note: Sefire I A 29-30", Vetus Testamentum Quarterly 13, pp.225-28.
    Brockelmann, C., (1908) Grundriss der Vergleichenden Grammatik der semitischen Sprachen. I. Laut und Formenlehre, Berlin: Reuter und Reichard.
    ................., (1913) Grundriss der Vergleichenden Grammatik der semitischen Sprachen. II. Laut und Formenlehre, Berlin: Reuter und Reichard.
    Brown, F., Driver, S., Briggs, C.,(1906) A Hebrew and English Lexicon of the Old Testament, with an Appendix Containing the Biblical Aramaic, Oxford: Clarendon Press.
    Cantineau, J.,(1978) Le Nabatéen, Paris: Librairie Ernest Leroux (2 vols).

    Caskel, W., (1954) Lihyan und Lihyanisch: Arabeitsgmeinschaft für Forschung des Landes Nordrhein- Westfalen, Geistes -wissenschaften, Heft 4,
    Köln : Westdeutscher Verlag.
    Clark, V., (1980) A Study of New Safaitic Inscriptions from Jordan, Ph. D thesis, University of Melbourne, (Australia).
    Cook, S., (1889) A Glossary of the Aramaic Inscriptions, Cambridge: University Press.
    Cooke, G.,(1903) A Text-book of North Semitic Inscriptions, Oxford: Oxford University Press.
    Corpus Inscriptionum Semiticarum, (1889) ParsII.Tomus I. Inscriptiones Aramaicas Continens, Paris.
    Corpus Inscriptionum Semiticarum, (1907) Pars II, Tomus 2. Inscriptiones Aramaicas Continens, Paris.
    Costaz, L., (1963) Dictionaire Syrique - Français, Syriac - English Dictionary, قاموس ـ سرياني ـ عربي , Beirut: Imprimerie Catholique.
    Cowley, A.,(1923) Aramaic Papyri of the Fifth Century B.C., Oxford: Clarendon Press.
    Cross, F.,(1986) "A New Aramaic Stele from Tayma", CBQ 48, pp.387- 94.
    Dalley, S.,(1985) "Stelae from Taima and the God Slm (Salmu)", PSAS 15, pp.27-34.
    ................., (1986) "The God Salmu and the Winged Disk", Iraq 48, pp.85-101.
    Dammron, A., (1961) Grammaire de L'Araméen Biblique, Strasbourg: Editions P.H. Heitz.
    Davis, C., (1979) The Aramean Influence upon Ancient Israel to 732 B.C, Michigan: The Faculty of the Southern Baptist Theological Seminary Ph. D thesis.
    Degen, R., (1969) Altaramäische Grammatik der Inschriften des 10. – 8. Jh.v. Chr, Wiesbaden: Deutche Morgenländische Gesellschaft
    ................., (1974) "Die aramäisches Inschriften aus Taimā und Umgebung", NESE 2, pp.78-98.
    Delaporte, L., (1925) Mesopotamia the Bablylonian and Assyrian Civilization, London: Kegan Paul Trench Trubner.
    Dijkstra, K., (1995) Life and Loyalty: A Study in the Socio-Religious Culture of Syria and Mesopotamia in the Graeco - Roman Period Based on Epigraphical Evidence, Leiden: E.J. Brill.
    Donner, H., Röllig, W., (1962-1964) Kanaanäische und aramäische Inschriften, Wiesbaden: Otto Harrassowitz.
    Doughty, C., (1884) Documents Épigraphiques Recueillis dans le Nord de L’ Arabie, Paris: Imprimerie Nationale.
    ................., (1924) Traveles in Arabia Deserta, London: The medici Society Limited.
    Drijevers, J., (1972) Old Syriac (Edessen) Inscriptions, Leiden: E. J. Brill.
    ................., Healey, J., (1999) The Old Syriac Inscriptions of Edessa and Osrhoene: Texts Translations and Commentary, Leiden : Brill.
    Driver, G., (1938) "Old and New Semitic Texts", PEQ, pp.188-92.
    ................., (1957) Aramaic Documents of the Fifth Century BC, Oxford: Clarendon Press.
    Drower, E. S., Macuch, R., (1963)
    A Mandaic Dictionary, Oxford : Oxford University Press.
    Dupont-Sommer, A., (1947) "Une inscriptions araméenne inédite de l' Ouâdi Hammamat", Revue d'Assyriologie et d' Archéologie Orientale 41, pp.105-10.
    ................., (1947-8) "Une inscription nouvelle de roi Kilamou", RHR 133, pp.19-33.
    ................., (1957)
    "Une Stéle aramēenne d'un Prétre de BaCal Trouvēe en Egypte', Syria 34, pp.79-87.
    ................., (1958) Les inscriptions araméenne de Sfiré, (stéles I et II), Paris:
    L' Acadēmie des Inscriptions et Belles- Lettres, Tome 15.
    Ebelind, E., (1941) Das Aramäisch- Mittelperische Glossar Frahang- 1- Pahavik im Lichte der assyriologischen Forschung, Leipzig: Otto Harrassowitz.
    Euting, J., (1885) Nabatäische Inschriften aus Arabien, Berlin: Herausgegeben mit Unterstützumg der Königlich Preussischen Akademie der Wissenschaften.
    Fales, F., (1986) Aramaic Epigraphs on Clay Tablets of the Neo - Assyrian Period, Roma: Studi Semitici. Nouva Serie 2.
    Fensham, F. C., (1963) "The Wild Ass in the Aramean Treaty Between Bar- Gaدayah and Maticel", JNES 22, pp.185- 6.

    Fitzmyer, J., (l967) The Aramaic Inscriptions of Sefiré, Rome: Biblica et Orientalia.
    ................., Harrington, D., (1978) A Manual of Palestinian Aramaic Texts, Rome: Biblical Institute Press.
    Florence, K., (1983) A Comparative Lexicon of Three Modern Aramaic Dialects, Georgetown University, Ph.D thesis.
    Fowler, J., (1988) Theophoric Personal Names in Ancient Hebrew: A Comparative Study, Sheffield: Sheffield Academic Press.
    Frankfort, H., (1954) The Art and Architecture of the Ancient Orient, London: The Shenval Press.
    Gadd, C., (1958) "The Harran Inscription of Nabonidus", AS 8, pp. 36-91.
    Gelb, I., (1957) Glossary of Old Akkadian, Chicago: The University of Chicago Press.
    ................., Landsberger, A., Oppenheim, L., (1964 ) The Assyrian Dictionary, Chicago: the Oriental Institute of the University of Chicago.
    Gibson, J.,(1971-1982) Textbook of Syrian Semitic Inscriptions, Oxford: Oxford University Press, (3 vols).
    Gordon, C.,(1965) Ugaritic Textbook, Rome: Analecta Orientalia Pontifical Biblical Institute, 38.
    Gröndahl, F., (1967) Die Personennamen der Texte aus Ugarit, Rome: Päpstliches Bibelinstitut Studia Pohl.
    Gruenthaner, M., (1949) "The Last King of Babylon", CBQ, 11, pp.406-027.
    Halévy, J., (1884) "Decauvertes Epigraphique en Arabie", REJ, 9, pp.1-20.
    ................., (1986) "Encore un Motsur L’ Inscription de Teima", REJ, 12, pp.111- 3.
    Harding, G., (1952) Some Thamudic Inscriptions from the Hashimite Kingdom of Jordan, Leiden: E-J. Brill.
    ................., (1971) An Index and Conordance of Pre- Islamic Arabian Names and Inscriptions, Toronto: Near and Middle East.
    Hatch, W., (1946) An Album of Dated Syriac Manuscripts, Boston: The American Academy of Art and Sciences.
    Hayajneh, H., (1998) Die Personennamen in den qatabānischen Inschriften, Hildesheim: Georg Olms Verlag.
    Hazim, R., (1986) Die Safaitischen Theophoren Namen im Rahmen der Gemeinsemitischen Namengebung, Marbure Lahn.
    Healey, J., (1980) First Studies in Syriac, Birmingham. University Semitics Study Aids: 6.
    ................., (1993) The Nabataean Tomb Inscriptions of Madaدin salih, Oxford: Oxford University Press.
    Hillers, D., Cussini, E., (1996) Palmyrene Aramaic Texts; Balfimore and London: The Johns Hopkins University Press.
    Hoftijzer, J., Jongeling, K., (1995) Dictionary of the North - West Semitic Inscriptions, Leiden: E. J. Brill.
    Holladay, W., (1988) A Concise Hebrew and Aramaic Lexicon of the Old Testament, Based Upon the Lexical Work of L. Koehler, W. Baumgartner, Leiden; E. J. Brill.
    Huffmon, H., (1965) Amorit Personal Names in the Mari Texts: A Structural and Lexical Study, Baltimore: The Johns Hopkins Press.
    Ibrahim, J., (No Date) Pre-Islamic Settlement in Jazirah, Iraq: Ministry of Culture and Information, State Organization of Antiquities and Heritage.
    Jackson, K., (1982) The Ammonite Language of the Age., Chico/California: Schools Press
    Al- Jadir, A., (1983) A Comparative Study of the Script Language and Proper Names of the Old Syriac Inscriptions, Wales University, Unpublished Ph. D,thesis.
    Jamme, A., (1966)
    Sabaean and Hasaean Inscriptions from Saudi Arabia, Rome: Studi Semitic: 23.
    ................., (1970) "The Pre- Islamic Inscriptions of the Riyadh Museum", OA 9, pp.115-39.
    Jastrow, M., (1903) A Dictionary of the Targumim, the Talmud Babli and Yerushalmi and the Midrashic Literature, London: Judiaca Press.

    Jaussen, A., Savignac, R., (1909- 1914) Mission archéologique en Arabie, Paris: La Societé des Fouilles Archéologiques, (2 vols).
    Johns, A., (1987) A Short Grammar of Biblical Aramaic, Michigan: Andrews University Monographs: 1.
    Kaufman, S., (1974) The Akkadian Influences on Aramaic, Chicago/London: The Oriental Institute of the University of Chicago.
    Khraysheh, F., (1986) Die Personennamen in den Nabatäischen Inschriften des Corpus Inscriptionum Semiticarum, Marburg/Irbid.
    King, G., (1990) Early North Arabian Thamudic: A preliminary description based on a new corpus of inscriptions from the Hisma desert of southern Jordan and published material, Unpublished Ph. D thesis, School of Oriental and African Studies.
    Klugkist, A., (l982) Midden-Aramese Schriften in Syrië, Mesopotamië, Perzië en Aangrenzende Gebieden: Rijksuniversiteit et Groningen.
    Knauf, E., (1990) "The Persian Adminstration in Arabia", Proceeding of the Groningen 1986, Achaemenid History Warkshop; ed by H. Weardenburg and Kuhrt; Leiden: Nederlands Instituut Voor Het Nabije Oosten.
    ................., (1992) "Tema", The Anchor Bible Dictionary, ed. By D. Freedmann, New York: Doubleday.
    Koehlar, L., Baumgartner, W., (1953) Lexicon Veteris Testament Libros, Leiden: J. E. Brill.

    Koopmans, J., ( l962) Aramäische Chrestomathie: Ausgewählte Texte (Inschriften, Ostraka und Papyri) Leiden: Nederlands Institut Voor het Nabijeoosten.
    Kornfeld, W., (l978) Onomastica Aramäica aus Ägypten, Wien: österreichischen Akademie der Wissenschaften.
    Kraeling, E., (l953) The Brooklyn Museum Aramaic Papyri (New Documents of the Fifth Century BC from the Jewish Colony at Elephantine), New Haven: The Brooklyn Museum.
    ................., (1966) Aram and Israel, New York: Columbia University Oriental Studies No: 13.
    Lambdin, Th., (1978) Introduction to Classical Ethiopic (Gecez), Harvard: Harvard Semitic Studies, no: 24.
    Layton, S., (1988)
    "Old Aramaic Inscription", BA 353, pp.172-89.
    Leander, P., Bauer, H., (1929) Grammatik des Biblisch-Aramäischen, Halle: Drück von C. Schulze.
    Lemaire, A., Durand, J., (1984) Les inscriptions araméennes de Sfiré et L' assyrie de Shamshi- ilu, Paris: L' Ecole Pratique des Hautes Etudes.
    Leslau, W., (1987) Comparative Dictionary of Gecez (Classical Ethiopic): with an index of the Semitic Roots, Wiesbaden: Otto-Harrassowitz.
    Levinson, H., (l974) The Nabataean Aramaic Inscriptions, New York: The University of New York, Ph.D thesis.
    Lewis, N., (1989)
    The Documents from the Bar Kokhba Period in the Cave of Letters, Greek Papyri, The Aramaic and Nabataean Signatures and Subscriptions by: Y. Yadin and J. Greenfield, Jerusalem: The Hebrew University of Jerusalem.
    Lidzbarski, M., (1898) Handbuch der nordsemitischen Epigraphik nebst ausgewählten Inschriften, Band I-II, Weimar: Verlag von Emil Felber.
    ................., (1902) Ephemeris für semitische Epigraphik, Band I Giessen.
    ................., (1915) Ephemeris für semitische Epigraphik, Band III Giessen.
    Lipinski, E., (1975) Studies in Aramaic Inscriptions and Onomastics, Louven: Louven University Press.
    Littmann, E., (l904) Semitic Inscriptions, New York: Publications of an American Archaological Expedition to Syria in l899-1900 .
    ....................., (l943) Safaitic Inscriptions, Leiden: Publication of Princeton University Archaeological Expeditions to Syria in 1904-1905 and 1909.
    Malamat, A., (1975)
    "The Aramaeans" In: Peoples of Old Testament Times, pp.134-55.
    Maraqten, M., (1988) Die Semitischen Personennamen in den alt- und reichsaramäischen Inschriften aus Vorderasien, Hildesheim: Georg Olms Verlag.
    ................., (1996) "The Aramaic Pantheon of Tayma", AAE 7, pp.17-31.

    ................., (2002)
    "Newley discovered Sabaic Inscriptions from Mahram Bilqis, near Márib", PSAS 32, pp.209-16.
    Meclean, A., (1890) A Dictionary of the Dialects of Vernacular Syriac, as Spoken by the Eastern Syrians of Kurdistan North West Persia and the plain of Mosul, Oxford: The Clarendon Press.
    Millard, A., (l983) "Assyrians and Arameans", Iraq 45, pp.101-8.
    Moscati, S., (l957) Ancient Semitic Civilizations, Lonodon: Elek Book.
    ................., (l959) "The Aramaeans Ahlamu", JSS 4, pp.303-7.
    ................., (l964) An Introduction to the Comparative Grammar of the Semitic Languages, Wiesbaden: Otto Harrassowitz.
    Müller- Kessler, ch., (1991)
    Grammatik des Christlich- Palästinisch- Aramäischen, Teil 1, Schriftlehre, Lautlehre, Formenlehre, Hildesheim: Georg Olms.
    Muraoka, T., (1983-4)
    "The Tell- Fekherye Bilingual Inscription and Early Aramaic", Abr-Nahrain 22, pp.79-117.
    Naveh, J., (l987) Early History of the Alphabet, an Introduction to West Semitic Epigraphy and Palaeograph, Jerusalem: The Magnes Press, The Hebrew University.
    Negev, A., (l991) Personal Names in the Nabatean Realm, Jerusalem: The Hebrew University, Qedem 32.

    Nöldeke, T., (l884) "Altaramaeisch Inschriften aus Teima", In: Sitzungsberichte der K. Akademie der Wissenschaften zu Berlin.
    ................., (1904) Compendious Syriac Grammar, London: Williams and Norgate.
    Noth, Th., (1982) Die israelitischen Personennamen in Rahmen der gemeinsemitischen Namengebung, Stuttgart: Kohlhammer.
    O’ Callaghan, R., (1948) Aram Naharaim, Rome: Analecta Orientalia 26, Pontificium Institutum Biblicum.
    Olmstead, A., (1931) History of Palestine and Syria, New York: Charles Scribner’s Sons.
    Oxtoby, W., (1968) Some Inscriptions of the Safaitic Bedouin, New Haven: American Oriental Series 50.
    Parr, P., Harding, G.,Dayton, J., (l971) "Preliminary Survey in NW Arabia, l968", BIA 8-9 pp.103-242.
    ................., (l972) "Preliminary Survey in NW Arabia l968", BIA 10 pp.23-6l.
    Patrich, J., (l990) The Formation of Nabatean Art, Leiden: E. J. Brill.
    Pitard, W., (1987) Ancient Damascus, A Historical Study of the Syrian City State from Earliest Times until its Fall to the Assyrians in 732 B.C, Indian: Eisenbrans.
    Potts, D., (1991) "Tayma and the Assyrian Empire", AAE 2, pp.10- 23.
    Res = Répertoire d' épigraphie Sémitique.
    Renan, E., (1885) "Les Inscriptions Araméennes de Teima", RAAO,11, pp.42-3.
    Ricks, S., (1989) Lexicon of Inscriptional Qatabanian, Roma: Editrice Pontificio Istituto Biblico.
    Robinson, Th., (1978) Paradigmas and Exercises in Syriac Grammar, Oxford: Clarendon Press.
    Rosenthal, F., (l983) A Grammar of Biblical Aramaic, Wiesbaden: Otto Harrassowitz Orientalium.
    Ryckmans, G., (1934-5) Les Noms Propres Sud-Sémitique, Louvain: Bibliotheque du Muséon 2.
    Sader, H., (1987) Les États Araméens de Syrie depuis leur fondation jusqu’ a leur transformation en provinces Assyriennes, Beirut.
    Al- Said, S., (1995) Die Personennamen in den minäischen Inschriften, Wiesbaden: Harrassowitz Verlag.
    ................., (1994) Die Verben rtkl und Scab und ihr Bedeutung in den minäischen Inschriften", Arabia Felix., FSW. W. Müller, Wiesbaden, pp. 260-6.
    Sasson, V., (1985) "The Aramaic Text of the Tell Fakhriyah Assyrian- Aramaic Bilingual Inscription", ZAW 97, pp.86-103.
    Al- Scheiba, A., (1987) Die Ortsnamen in den altsudarabischen Inschriften, mit dem Versuch ihrer identifizierung und Lokalisierung, Murburg.
    Shatnawi, M., (2002) Die Personennamen in den tamudischen Inscriften: Eine Iexikalisch- grammatische Analyse in Rahmen der gemeinsemitischen Namengebung. in Ugarit- Forschungen Band: 34.
    Segal, J., (1969) "Miscellaneous Fragments in Aramaic", Iraq 31, pp. 170-4.
    Smith, J., (1967) A Compendious Syriac Dictionary, Founden upon the Thesaurus Syriacus, Oxford: The Clarendon Press.
    Soden, W.von., (1959-1981) Akkadisches Handwörterbuch, Band I-III, Wiesbaden.
    ................., (1969) Grundriss der akkadischen Grammatik., Roma: Analecta Orientalia, Pontificium Institutum Biblicum.
    Sokoloff, M., (1992) A Dictionary of Jewish Palestinian Aramaic of the Byzantine Period, Ramat Gam: Bar Ilan University Press.
    Solé. J., (1967) "Miscelanea Punico- Hispana IV", Sefard 27, pp.12- 33.
    Stark, J., (1971) Personal Names in Palmyrene Inscriptions, Oxford : The Clarendon Press.
    Stevenson, W., (1924) Grammar of Palestinian Jewish Aramaic, Oxford: Clarendon Press.
    Tairan, S., (1992) Die Personennamen in den altsabäischen Inschriften, Hildesheim: Georg Olms Verlag.
    Tallqvist, K., (1914) Assyrian Personal Names, Helsingfors: Acta Societatis Scientiarum Fennicae 43/1.
    Teixidor, J., (1967) "Bulletin dدepiqraphie sémitique", Syria 44, pp.163-95.
    ................., (1971) "Bulletin dدepiqraphie sémitique", Syria 48, pp.453-93.
    ................., (1973) "Bulletin dدepigraphie sémitique", Syria 50, pp.401-41.
    ................., (1974) "Bulletin dدepigraphie sémitique", Syria 51, pp.299-339.
    ................., (1976) "Bulletin dدepiqraphie sémitique", Syria 53, pp.305-341.
    ................., (1977) "Bulletin dدepiqraphie sémitique", Syria 54, pp.251-75.
    ................., (1989) "A Propos d' une inscription araméenne de Failaka", L' Arabie Preislannigue et son environnement Historigue et Culturel, ed. by T. Fahd, pp.169-171.
    ................., (1992) "Une inscription araméenne Provenant de L'Émirat de Sharjah (Emirats Arabes Unis)", Académie des Inscriptions, Belles- Lettres, pp.695-707.
    al - Theeb, S., (1990) "A new Minaean Inscription from North Arabia", AAE 1, pp. 20 -3.
    ................., (1993) Aramaic and Nabataean Inscriptions from North - West Saudi Arabia, Riyadh: King Fahd National Library Publications.
    ................., (1994) "Two Dated Nabataean Inscriptions from al- Jawf," JSS 39, pp.33-40.
    ................., (1996) "New Safaitic Inscriptions from the North of Saudi Arabia," AAE 7, pp.32-7.

    ................., (1997) "New Nabataean Inscriptions From Qyal, al- Jauf: Saudi Arabia", Journal of the Faculty of Archaeology, vol: VII, pp.125-145.
    Thompson, H.; Zayadine, F., (1973) "The Tell Siran Inscriptions", BASOR 212, pp.5-22.
    Tomback, R., (1978) A Comparative Semitic Lexicon of the Phoenician and Punic Languages, New York: Scholars Press for the Society of Biblical Literature.
    Vattioni, F., (1981) Le Iscrizioni di Hatra, Supplement n: 28 agli Annali Vol : 41, Napoli: Istituto Orientale di Napoli.
    Veenhof, K., (1963) "An Aramaic Curse with a Sumero- Akkadian Prototype", BiOr 20, pp.142-5.
    Vida, G., (1943) "Some Notes on the Stele of Ben-Hadad", BASOR 90, pp.30-5.
    Weingreen, J., (l985) A Practical Grammar for Classical Hebrew, Oxford: Clarendon Press.
    Winnett, F., (1947) "The Doughters of Allah", The Moslim Words 30, pp.113-30.
    Winnett, F., (1957) Safaitic Inscriptions from Jordan, Toronto: University of Toronto Press.
    ................., Reed, W (l970) Ancient Records from North Arabia, Toronto: University of Toronto Press.
    ................., Harding, G., (1978) Inscriptions from Fifty Safaitic Cairns, Toronto: University of Toronto Press.
    Yadin, Y., Greenfield, J., (1989) The Documents from the Bar Kokhba Period in the Cave of Letters, Jerusalem: Israel Exploiations Society.
    ................., Naveh, J., (1989) The Aramaic and Hebrew Ostraca and Jar Inscriptions, Jerusalem: The Hebrew University of Jerusalem.
    Yamauchi, E., (1967) Mandaic Inscantation Texts, New Haven: American Oriental Society.
    Zayadine, F., (1991) "Scutpture in Ancient Jordon", The Art of Jordon, ed. By: P. Bienkowski, London: Nationl Museums and Galleries on Mereseyside.

  • #2
    شو رايك في هذا الملف

    http://www.gulfup.com/dldbsl04956.doc.html

    http://www.gulfup.com/dldbsl04956.doc.html

    اتمني ان تشاهده لانك تحكي شي يناغض حديثك
    ادعوا لي بالشهادة في سبيل الله

    تعليق


    • #3
      ‏ تقع تيماء في المملكة العربية السعودية على مسافة مائة كيلو متر شمال شرقي مدائن صالح، وهي مركز آخر من مراكز الحضارة العربية القديمة لوقوعها هي الأخرى على الطريق التجاري بين بابل ومصر ومكة والشام.‏ ‏ وقد جاء ذكرها في نقش تيقلاث بلاسر الثالث الملك الآشوري (سبعمائة وأربعة وأربعين - سبعمائة وسبعة وعشرين قبل الميلاد).‏ ‏ ومن آثارها اليوم سور المدينة القديمة الذي يمتد لأكثر من أربعة كيلو مترات، وبئر الهداج (انظر الصورة) التي عثر بها على مسلة تيماء الشهيرة المكتوبة بالخط الأرامي والعربي القديم والمحفوظة حالياً بمتحف اللوفر بباريس. ‏
      ادعوا لي بالشهادة في سبيل الله

      تعليق


      • #4
        الاستاذ // نادر


        هل انت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


        سليمان بن عبدالرحمن بن محمد الذييب



        أستاذ الكتابات العربية القديمة



        جامعة الملك سعود



        كلية السياحة والآثار - قسم الآثار



        ======================================

        هل تعرف

        او

        هل لك معرفة ب



        عبدالعزيز بن سعود الغزي







        التعديل الأخير تم بواسطة مستكشف; الساعة 2008-12-08, 06:21 AM.
        ادعوا لي بالشهادة في سبيل الله

        تعليق


        • #5
          اكتشاف أساسات قصر "الحمراء" في تيماء
          في جولة للأمين العام للهيئة العليا للسياحة والآثار السعودية الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، شرح كبير الباحثين الألمان أورلاندو المنتمي للبعثة الأثرية السعودية الألمانية المشتركة للتنقيب عن آثار تيماء إحدى مدن منطقة تبوك، آخر منجزات فريق البحث في التنقيب عن أساسات قصر "الحمراء" الواقع غرب تيماء، والذي تم اكتشافه سنة 1979 على يد فريق من وكالة الآثار، وعثر فيه على معبد يعود تاريخه إلى فترة تشييد القصر فيما بين القرنين السادس والخامس قبل الميلاد.
          وأوردت جريدة "الوطن" السعودية أن فريق البحث العلمي أشار إلى عدد من الأعمدة التي كان يقوم عليها القصر وتم التوصل إليها.
          وشملت جولة الأمير سلطان والأمير فيصل تفقد قصر "الرمان القريب" من بئر هداج التاريخية، وتحدث الأمير سلطان بن سلمان عن ضرورة إكمال ترميم القصر التاريخي وتأهيله ليكون معلما سياحيا ضمن معالم المنطقة الزاخرة بالآثار فتيماء تاريخيا تعتبر من أهم وأشهر محطات القوافل التجارية في شمال الجزيرة العربية في الحضارات القديمة واتخذها نابونيد أحد ملوك مملكة بابل عاصمة له، بعد أن هاجر من بابل وأقام في تيماء وشرع في تحصين المدينة وتشييد أسوارها وبنى بها قصرا يشبه قصره في بابل وهو قصر الحمراء.
          وعثرت البعثة على منحوتات وقطع أثرية غاية في الأهمية، توضح قيمة تيماء كإحدى المدن الحضارية القديمة في الجزء الشمالي الغربي وتعتبر من أقدم المستوطنات الحضارية التي قامت في شمال شبه الجزيرة العربية وفيها الكثير من المعالم الأثرية ومن أشهرها بئر هداج التي تعد من أشهر الآبار في الجزيرة العربية وأغزرها مياها ويبلغ قطرها 50 قدما وعمقها 40 قدما، وترجع تسميتها إلى هدد معبود المطر والقمر والحب لدى الساميين ( الآراميين ) الذين استوطنوا تيماء في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد.
          إضافة إلى السور المبني من الحجارة الذي يحيط بالمدينة من ثلاث جهات، ويبلغ طوله 12 كيلومتراً، ويحيط السور بقصر الحمراء.
          كما تضم المنطقة قصر "الرضم" ويرجع تاريخه إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وعثر فيه على نقوش آرامية وخربشات بخط البادية ونقوش إسلامية بالخط الكوفي، أما قصر "الأبلق" الواقع جنوب غرب تيماء وهو ينسب إلى السمؤال بن حيا بن عاديا.
          وتتميز المنطقة أيضا بوجود "رجوم صعصع" وهي مدافن قديمة تنتمي لحضارة تيماء القديمة.
          ادعوا لي بالشهادة في سبيل الله

          تعليق

          يعمل...
          X