إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الانسان المصرى القديم

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الانسان المصرى القديم

    كانت الحضارة المصرية القديمة واحدة من الحضارات العظيمة الرائدة التي كانت تمتلك قيما ذات جذور ممتدة في
    عمق التاريخ ، وتقاليد متأصلة ؛ كانت في غالبها متحفظة .

    وعلى الرغم من تعاقب أنظمة الحكم السياسية المختلفة، وكل منها برجالاتها وسادتها؛ فإن الشعب المصري احتفظ بتكامله وعاداته وتقاليده. ومن أجل ذلك، فنحن مازلنا نشهد معظم خصائص هذه الروح متغلغلة ومتسيدة بشكل ملحوظ؛ في الكثير من جوانب الحياة اليومية والسلوكيات الاجتماعية. ويتبين هذا بوضوح خاصة في المجتمعات الريفية وبين العامة؛ إذا ما تغاضينا عن جوانب ظاهرية معينة من الحياة، مثل التغيرات التي تنشأ من الاحتكاك بالشعوب الأخرى: بين الحين والحين.

    وتعد ظاهرة التدين والاعتراف بعظمة وجلال الخالق، شائعة في المجتمع المصري للغاية. وتمارس الشعائر الدينية، بحكم التعود، داخل المنزل. وفي مصر القديمة، كانت هناك محاريب للصلاة والدعاء خاصة؛ توضع بها صور وتماثيل المعبودات. وفي العصر البيزنطي أيضا، كانت صور السيد المسيح والعذراء توجد في كل منزل. و خلال عهود حكم ولاة المسلمين، ازدانت المنازل عامة بآيات من القرآن الكريم؛ وقد كتبت بخطوط عربية متنوعة جميلة أنيقة. ولا يعني تمسك المصريين بمعتقداتهم الدينية، أنهم يعمدون إلى العبوس وتجنب الأوجه السارة في الحياة، وإنما على العكس من ذلك؛ فإنهم يقبلون على الحياة بفرح ومرح: وهو ما يتضح جليا في فكاهاتهم وأغانيهم وفنونهم الشعبية.

    ومن أهم خصائص المجتمع المصري، من فجر تاريخ حضارته، التكافل الاجتماعي بين الأفراد؛ والتكاتف معا في وجه الأخطار العامة، واتساع نطاق الحرص على الصالح العام. ولقد أدى هذا المفهوم إلى قيام نوع من الولاء للسلطات؛ لمواجهة الأخطار العامة. ويجتمع الأقارب وأفراد العائلة عامة (ويشد بعضهم أزر بعض) في أوقات المحن العصيبة والمصائب، وحالات الوفاة والمرض. ويعد الوقوف إلى جانب المصاب وعائلته، واجبا محتما لا يمكن تجنبه. والمصري مخلص ويستنكر الرذائل بأنواعها ويعتبر الأخلاق والفضائل هي المعايير الحقيقية لتقييم الناس.

    وتلعب الأعياد والمناسبات (والموالد) دورا مهما في الحياة. وكانت، في كل العصور، هناك أعياد جديدة تضاف؛ فيحتفي بها المصريون ويحتفلون. ففي العصور الفرعونية والبطلمية كان هناك عيد يحتفل به؛ لكل معبود: يحمل فيه الكهنة تمثال المعبود ويسيرون به في موكب مهيب يشارك فيه الجميع، ويؤدي فيه المهرجون والمغنون والراقصون فنونهم. كما كانت تقام، في هذه الأعياد، العروض المسرحية التي تصور أساطير معينة. وكان الأهالي، وليس الكهنة، هم الذين يحتفلون بأعياد المعبودات الطيبة الصديقة والودودة. والمعبود "بس" هو أحد تلك المعبودات؛ وفي يوم عيده كان العمل في بناء الأهرام يتوقف. وكان الأهالي يستعرضون في الشوارع، وهم يرتدون أقنعة "بس"؛ يتبعهم الراقصون وضاربو الدفوف. وكان أهالي المدينة يشاركون في الغناء من أسطح منازلهم؛ بينما كان الأطفال يعدون بجانب الراقصين، وهم يغنون ويصفقون بأيديهم. وكانت المدينة كلها تستمتع بالأعياد والمهرجانات. وكانت مناسبات رأس السنة وبدايات المواسم، أيضا، من الأعياد. وكان هناك عيد فيضان النيل (وفاء النيل، الآن)؛ إضافة إلى عيد الربيع و الذي يطلق عليه الآن "عيد شم النسيم". ولا يزال المصريون يحتفلون، لليوم، بهذين العيدي الأخيرين. وفي مازال المسيحيون يحتفلون بأعياد القديسين وعيد الغطاس وعيد الميلاد المجيد وعيد القيامة المجيد.

    وفي عهود حكم ولاة المسلمين، وخاصة منهم الفاطميين، أضاف الولاة بعض المواكب، للاشتراك مع الأهالي في احتفالات أعيادهم. وكان يسير آلاف الفرسان وصفوف من الجمال على رأس تلك المواكب؛ وكانت تحمل على ظهورها الهوادج المطرزة والمزدانة بالزهور؛ وكانت تعد الولائم. و ارتبطت أطباق وتقاليد معينة بالأعياد والمهرجانات المختلفة التي احتفل بها المصريون؛ ومن بينها عيد المولد النبوي الشريف، وغرة رجب، وغرة ومنتصف شعبان، والعاشر من محرم، ورأس السنة الهجرية، وغرة رمضان: إضافة إلى العيدين الرئيسيين للمسلمين؛ عيد الفطر وعيد الأضحى.

    وقد حظيت الحيوانات بأهمية كبيرة لدى قدماء المصريين. فخلافا للحضارات القديمة الأخرى التي كانت لها معبوداتها الشبيهة بالبشر، فإن معظم المعبودات في مصر القديمة كانت لها رءوس حيوانات. وكان من الممكن جدا أن يدفع فرد حياته ثمنا لقتل حيوان مقدس.
    وكما أن قدماء المصريين كانوا يعتقدون في الحياة الآخرة، فإنهم كانوا يعتقدون أيضا بأنهم سوف يستمتعون فيها بالكثير من الأنشطة التي كانوا يمارسونها في دنياهم. ولهذا، فإنهم أعدوا لآخرتهم، بأن زودوا مقابرهم بتماثيل للأصدقاء وأفراد العائلة؛ وبغير ذلك مما قد يحتاجونه من صحبة تساعدهم في الاستمتاع بوقتهم، في الحياة الآخرة.

    ولم يكن قدماء المصريين يعشقون الموت، وإنما هم كانوا يعشقون الحياة؛ فاستمتعوا بها إلى أقصى درجات الاستمتاع. وقد كانوا يعملون بجد واجتهاد، ولكنهم كانوا يوفرون من الوقت ما يكفي للاستمتاع بحياة الأسرة وعلى الأخص أطفالهم وصحبة الأصدقاء، وبالترفيه: من حفلات وصيد أسماك وقنص حيوانات وإبحار؛ وكل ذلك كان في غاية الأهمية، بالنسبة لقدماء المصريين.
    إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

  • #2
    العائلة

    كانت نظرة قدماء المصريين للزواج باعتباره رباطا مقدسا، فأعطوا حياة الأسرة قدرا عاليا من التقدير والاحترام. ويتبين هذا بوضوح في كثير من التماثيل والنصوص التي تصور الرجال والنساء في رابطة حميمية ودودة، واعتماد على بعضهم البعض؛ بالإضافة إلى التماثيل التي تصورالوالدين مع الأبناء.

    وكانت للزواج الملكي شعبية كبرى بين قدماء المصريين؛ لضمان التكافؤ الاجتماعي بين الزوجين، وتقوية الروابط الملكية. وكان من الممكن أيضا اختيار العروس من بين المعارف المقربين للعائلة. وكان سن الزواج للبنات حوالي 12 سنة. وكانت عائلتا العروسين، عادة، تتقاسمان تكاليف الزواج. فبينما كان العريس وعائلته يعطون مبلغا مناسبا من المال (كنوع من المهر) ويوفرون منزلا للإقامة؛ فإن عائلة العروس كانت توفر الأثاث والمنقولات. وكانت الاحتفالات والولائم تقام في المناسبة؛ حيث يجتمع أفراد العائلتين للاحتفال، كما كانت الهدايا تقدم للعروسين، من الأقارب والأصدقاء. وقد عرف المصريون هذه التقاليد عبر التاريخ.

    وكان أفراد العائلة يتقاسمون المهام والمسئوليات؛ فكان لكل منهم دور معين، لكي تسير الأمور في نعومة وسلاسة ويسر. وفي البيوت الصغيرة كانت الأم تتولى مسئولية كل ما يتعلق بشئون المنزل؛ من طهي ونظافة ورعاية للأطفال. وكانت البيوت الأكبر تحتفظ بخدم يؤدون الأعمال، وقابلات لمساعدة الأم.

    وكان قدماء المصريين يعتزون كثيرا بأطفالهم؛ ويعتبرونهم بركة ونعمة كبرى. وإذا حرم زوجان من الأبناء فإنهم كانوا يتوجهون إلى الربات والأرباب؛ طمعا في العون والمساعدة. وإذا فشل الزوجان، مع ذلك في الإنجاب؛ فإن التبني كان من بين الاختيارات المتاحة.

    ولقد اعتاد أطفال قدماء المصريين على اللعب بالدمى، وغيرها من لعب الأطفال، حتى يكبروا. وتعلم الصبية الصغار حرفة من آبائهم أو من حرفي ممارس خبير. واشتغلت الفتيات أيضا، وتلقين تدريباتهن بالمنزل على أيدي الأمهات. وكان الموسرون يبعثون بأبنائهم، بداية من سن السابعة، إلى المدارس؛ لتعلم الدين والكتابة والحساب. ومع غيبة الدليل على وجود مدارس للبنات، فإن بعضهن كن يتلقين تعليمهن بالمنازل؛ أساس في القراءة والكتابة، بينما أصبح البعض منهن طبيبات.

    وكانت للمرأة مكانة متميزة في الحياة العائلية والاجتماعية. وبينما كان من المتوقع من النساء تربية الأطفال والعناية بالواجبات المنزلية، كانت هناك بعض الأعمال المتاحة لهن. ولقد أدار بعض النساء المزارع والأعمال التجارية في غيبة أزواجهن أو أولادهن. كما كان النساء يوظفن في البلاط الملكي والمعابد؛ كلاعبي أكروبات وراقصات ومغنيات وعازفات. واستأجرت العائلات الموسرة خادمات (وصيفات) أو مربيات للمساعدة في أعمال المنزل وتربية الأطفال. وكان بإمكان النبيلات أن يصبحن كاهنات. ومن النساء من عملن كنادبات محترفات في المآتم، وصانعات للعطور. وكانت للنساء مواردهن الخاصة، مستقلات عن الأزواج؛ كما كان لهن حق التملك والتصرف مستقلات في الممتلكات الخاصة، بالبيع أو بالمنح أو بالوصية: وفق الرغبة. وقد كن، في ذات الوقت، مسئولات عن أفعالهن مسئولية كاملة أمام القانون. والمرأة التي كانت تدان، أمام القضاء، في جريمة عظمى؛ كانت تعاقب بالإعدام: لكن بعد أن تتأكد المحكمة بأنها ليست حاملا. فإن وجدت المرأة المحكوم عليها بالإعدام حاملا، فإن إعدامها كان يؤجل إلى ما بعد ولادتها لطفلها.
    وكانت هناك حاجة دائمة في مصر القديمة للقوى العاملة؛ إذ كان الاقتصاد بها يعتمد مثل اعتماد الحضارة نفسها – على الزراعة. وقد غرس ذلك في الإذهان أن كثرة أفراد الأسرة يضمن لها دخلا أعلى. وكانت ظروف البيئة المصرية (الاجتماعية)، في ضوء الوفرة الهائلة في الطعام؛ إلى جانب انخفاض تكاليفه، قد أعفت المصريين القدماء من النفقات الهائلة لإنجاب الأطفال (وتربيتهم). و لهذا فضل قدماء المصريين دائما مضاعفة نسلهم. وفي مقابل عنايتهم بأطفالهم، فإن الآباء كانوا يحظون بالطاعة والاحترام الكامل، من جانب أبنائهم وكان الاعتدال، في مصر القديمة من السمات البارزة في الحياة العائلية؛ بالنسبة لحقوق الرجال والنساء، والجدية والاحتشام والتواضع والترفيه والمتعة. وكانت الروابط العائلية متأصلة في أذهان وعقول الناس.
    إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

    تعليق


    • #3
      الملابس

      أجبر المناخ في مصر الأهالي، منذ عصور ما قبل التاريخ، على ارتداء الملابس الخفيفة المسامية الرقيقة المصنوعة من خيوط الكتان الذي كان الأكثر توفرا؛ بينما استخدم الصوف والقطن في عصور لاحقة. وتظهر اللوحات، التي ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات، الرجال وهم عراة؛ إلا من حزام حول الوسط، تتدلى منه قطعة قماش تغطي الخصر – أو نقبة بثنيات وشراشيب أو سميكة من مادة نباتية. وتعد لوحة نارمر (نعرمر – أو الملك مينا) أقدم سجل لملك يرتدي كلتية قصيرة، تسمى "الشنديت"؛ وقد تقاطع طرفاها وثنيا (زما) تحت حزام مربوط من الأمام. وتغير رداء الفرعون قليلا، مع الزمن. وكان غطاء الرأس عبارة عن قطعة من قماش الكتان التي تجمع عند الخلف. كما كان الفرعون يرتدي لحية مستعارة لتمييزه، وربطه بالأرباب الذين كان يعتقد بأن لهم لحى مستقيمة. وارتدى كبار المسئولين بالدولة القديمة، إلى جانب النقبة الحلي؛ مثل العقود والقلائد وارتدى الرجال المهمون شالا على الكتفين، بينما ارتدى كهنة "سم" وغيرهم ممن كانوا يؤدون مهام كهنوتية – جلد نمر كاملا؛ بما في ذلك الرأس والمخالب والذيل. وبحلول عصر الدولة الحديثة، ارتدى أولئك الذين يحتلون المناصب العليا سترة أطول تصل إلى الكاحلين. وهذه تثبت تحت الإبطين، وتمسك بشريط حول الرقبة. وارتدى آخرون من كبار المسئولين نقبة مضفرة، أو نقبة فوقها مئزر ونقبة مضفرة. وكانوا يرتدون أيضا عباءة قصيرة بدون أكمام، وصنادل مصنوعة من الجلد أو البردي أو سعف النخيل.

      وربما غطت أردية المرأة، في عصور ماقبل الأسرات، جسدها بالكامل. وكان رداء المرأة التقليدي في الدولة القديمة والدولة الوسطى هو عبارة عن سترة، تشبه ثوبا حابكا، تربط في الكتفين بشريطين وتثبت حافتها العليا فوق أو تحت الصدر. و في الطقس البارد كانت النساء الثريات يضعن ثيابا طويلة بأكمام طويلة؛ وتتدلى تلك الثياب في ثنايا. وارتدين خلال الاحتفالات شباكا من خرز خزف القيشاني عبر منتصف السترة. وبحلول الدولة الحديثة كانت أردية النساء من قطعتي قماش أو أكثر؛ عادة قماش أبيض و أحيانا بدرجات من الألوان الخفيفة. وبدأ النساء في ارتداء ملابس خارجية تماما فوق السترة، سواء كانت مستقيمة أو مضفرة؛ وقد كانت تثبت بدبوس في شكل زخرفي، فوق الصدر. ثم أضيفت عباءات فوق الكتف، بهدب معقودة إلى الأردية.

      وارتدى العامة ملابس بسيطة، وأما في حالة المراكبية وصائدي الأسماك وجامعي البردي؛ فإنهم لم يكونوا يرتدون (في عملهم) ملابس على الإطلاق: بينما ارتدت الخادمات فقط نقبة أو مريلة (مئزر). وارتدى الفلاحون وغيرهم من العمال مئزرا بسيطا؛ وإن ارتدوا نقبة عندما كانوا يحضرون إلى المدينة بمنتجاتهم، أو عندما كانوا يزورون الأقارب أو المعابد. وبحلول الدولة الوسطى أصبحت النقبة الرداء اليومي في عموم القطر؛ وأحيانا يعلوها قميص فضفاض، أو سترة.

      وتأثرت الثياب خلال العصر البطلمي بثياب الفاتحين؛ فارتدى الرجال و النساء ملابس صنعت من قطع كبيرة من القماش، تجعد بشكل معقد: في طيات أو ضفائر أو أكمام واسعة. وكانت قطعة القماش تثبت في مكانها باستخدام دبابيس. وتبنى المصريون ملابس إغريقية –رومانية، منها: الخيتون والهيماتيون (الشملة) والكلاميس.

      وفي العصر القبطي ارتدى الرجال و النساء سترة، هي عبارة ثوب مستطيل الشكل يشبه القميص، تربط بحزام. وهي مصنوعة من الصوف أو الكتان السادة؛ وتزخرف بشريط منفرد يمتد إلى مركز الثوب، أو بشريطين رأسيين على الكتفين يتدليان إلى الركبتين أو إلى أسفل الثوب. وكانت الأشرطة تنسج وتلون على نحو معقد. وكان القساوسة الأقباط يلبسون أردية فضفاضة تغطي الجسد بكامله؛ فوقها البطرشيل وهي صدرية من الكتان الأبيض مزينة بصور دينية على الصدر.
      واشتهرت مصر في عهود حكم ولاة المسلمين؛ بمنسوجاتها الجميلة. والملابس التي ارتداها الولاة أو كانت تحمل نقشا بأسمائهم؛ كانت تدل على سلطتهم. وعندما كان السلطان يتولى مقاليد الحكم في البلاد، كان يمنح رداءا مراسميا يعرف باسم "الكولاه". ولكي يكسب الخلفاء والسلاطين ود رعاياهم، فإنهم ابتدعوا تقليد توزيع الثياب على الأهالي؛ في المناسبات الخاصة.
      إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

      تعليق


      • #4
        المأكولات والمشروبات

        منحت التربة السوداء الغنية، المتراكمة خلال فترة الفيضان، المصريين ميزة زراعية؛ فكان باستطاعتهم زراعة محاصيل متنوعة من الغلال والخضروات، بوفر كبير. وأمد النهر المصريين بالأسماك والطيور البرية، بينما استأنسوا هم الدواب من أجل الحصول على لحومها. ولم يحظ العامة بمثل ما حظي به الموسرون من ألوان الطعام، ولكن كان لديهم ما يكفي من الغذاء. وكانت الوجبات في العادة مصحوبة بمشروب من الجعة، ولكن الأثرياء تناولوا النبيذ مع الطعام. وكثيرا ما كانت تقام الولائم، ومثل الطعام جانبا مهما في المهرجانات وغيرها من الاحتفالات. وكانت بعض الأطعمة تعد باستخدام فرن تغذيه النار من أسفله، بينما كانت بسطحه ثقوب وانخفاضات دائرية مختلفة السمك والحجم؛ مما سمح للطعام بأن يطهى عند درجات حرارة مختلفة.

        واعتبارا من عصر ما قبل الأسرات، فصاعدا، كان الخبز المصنوع من حبوب الغلال هو الطعام الأساسي للمصريين. وكان الطحين (الدقيق) يخلط بالخميرة والملح والتوابل والحليب؛ وأحيانا بالزبد والبيض. وكان الخليط يعجن باليدين، في أوعية ضخمة. وكان الخبز في النهاية يسوى مثل القرص المحمرة في مقلاة، ثم كان يوضع فيما بعد داخل قوالب بأشكال مختلفة؛ أو يشكل يدويا بالتبطيط: كملفوف دائري أو طويل، أو في هيئة أشكال للأغراض الاحتفالية. وكانت الأرغفة السميكة تجوف أحيانا وتملأ بالفول أو الخضروات. وكان الخبز المسطح يصنع بحواف لكي يحتوي على البيض أو غير ذلك من أنواع الحشو. كما كان الخبز يحلى أيضا بالعسل والتمر والفاكهة. وبخلاف الخبز، تناول قدماء المصريين في طعامهم الفول والحمص والعدس والبازلاء والخس المصري والكرات والثوم والبصل. وكانت التمور هي أكثر أنواع الفواكه شعبية، وكانت غالبا ما تجفف؛ لتناولها فيما بعد أو تخمر، لكي تصنع منها الخمور. وكان الرمان والتين والعنب من الفواكه الشائعة. ولقد أشير أيضا إلى البطيخ والبرقوق في نقوش مقابر الدولة الحديثة، وربما أدخل الخوخ إلى مصر في العصر البطلمي.

        وكثيرا ما كان الأثرياء يتناولون الطيور البرية؛ أما العامة فإنهم كانوا يتناولونها في المناسبات الخاصة. ولم يكن قدماء المصريين يتناولون أنواعا معينة من الأسماك النيلية؛ لارتباطها بالمعبودات. وكانت الأسماك عادة ما تملح وتجفف في الشمس أوتشوى أو تسلق. وكان أفراد الطبقة العليا يتناولون اللحوم، بينما كان الفقراء يذبحون شاة أو ماعزا – في المناسبات. وكان أهالي مصر السفلى يتناولون لحوم الخنزير أكثر من أهالي مصر العليا؛ بسبب ارتباط هذه الدابة برب الشر "ست". وكان قدماء المصريين يتناولون أيضا لحوم حيوانات القنص؛ مثل الأيل والظبي والوعل (التيس). وبدأ، في الأسرة التاسعة عشرة، ظهور مناظر تصور عملية تصنيع منتجات الألبان: من الحليب والجبن والزبد.

        واستخدم قدماء المصريين، في إعداد الطعام: الدهن من شحوم الدواب، والزيت من بذور النباتات؛ مثل السمسم والخروع والفجل. واستخدم قدماء المصريين ملح الطعام من واحة سيوة؛ بينما تجنبوا ملح البحر: لارتباطه برب الشر "ست". وأدخل الفلفل إلى مصر في العصر البطلمي؛ كما استخدمت الأعشاب والتوابل التي منها: الينسون والقرفة والكمون والشبت والشمر والحلبة والعترة والخردل والزعتر.
        إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

        تعليق


        • #5
          الرياضة والترفيه

          استمتع قدماء المصريين بألعاب البراعة والحظ، والتي كانت تحرك فيها قطع على لوحات بتصميم خاص. ومنها لعبة كانت تمارس منذ عصور ما قبل الأسرات إلى الدولة القديمة، تسمى "محن"، وفيها ستة أسود وست مجموعات من الكرات؛ وأخرى تسمى "كلاب الصيد وابن آوى" ويبدو أنها سباق بين فريق من خمسة كلاب صيد وآخر من خمسة حيوانات ابن آوى؛ حول نخلة. ولا يعرف إلا القليل عن تلك الألعاب.

          وكانت لعبة "سنت" من أكثر ألعاب التسلية شعبية؛ وهي التي سبقت لعبة "السيجة؛ أو الضاما"، وكانت تلعب على لوحة مقسمة إلى ثلاثة صفوف في عشرة مربعات. والهدف في اللعبة هو تحريك القطع حول مسار ثعباني (متعرج)؛ إلى النهاية. وكانت بعض المربعات المميزة بعلامات؛ تعلن الحظ الطيب أو السيئ للاعب. وكانت لعبة الزهر مفضلة في العصرين الروماني والبيزنطي؛ وحتى عهود ولاة المسلمين.

          وتصور مشاهد المقابر والمعابد، من جميع الفترات في مصر القديمة، الراقصات والعازفات. وكانت العروض الموسيقية ذات أهمية في عبادات الأرباب والملوك؛ واستخدم قدماء المصريين مجموعة متنوعة من الآلات الموسيقية: من بينها الطبلة والمزمار والقيثارة والدف والبوق. وكان الرقص يعتبر مهنة مشرفة بالنسبة للمرأة؛ وربما تطلب درجة عالية من الحسن و الأنفة واللياقة، من أجل أداء الحركات الرشيقة المصورة على مناظر المعابد. وكان الرقص يؤدى في الجنائز والمهرجانات والولائم؛ وغير ذلك من المناسبات في الحياة المصرية القديمة. وكانت للغناء أيضا شعبية كنوع من الترويح؛ وكوسيلة لإرضاء الأرباب، كما يدل على ذلك لقب "منشدة آمون" الذي لقبت به النساء في طبقة الصفوة. ولم يعثر إلا على القليل من أشعار الأغاني في مصر القديمة: باستثناء بعض نصوص لأغاني الحب من عصر الرعامسة؛ والتي عثر عليها في مقابر دير المدينة.

          واستمتعت الأسرة المالكة، و كبار المسئولين، في مصر القديمة، بحضور المنافسات الرياضية. وكانت الملاكمة والمصارعة والتحطيب، من أفضل لعب التنافس في تلك المناسبات. ونظم قدماء المصريين كذلك نوعا مبكرا من الألعاب الأوليمبية؛ فيها منافسات ألعاب الهوكي وكرة اليد والجمباز وألعاب القوى (الجري للمسافات الطويلة والقفز العالي) وحمل الأثقال وسباق الخيل والسباحة والتجديف والرماية (للقوس والرمح) وشد الحبل.

          وقام الأطفال بأداء ألعاب أقل تنظيما، منها: الاتزان (التوازن) والمصارعة وسباقات الجري واللعب بكرة مصنوعة من البردي. واستمتع الأطفال باقتناء لعب، صنعت في العادة بأشكال حيوانات وبشر.

          وأصبح المسرح، في العصر اليوناني-الروماني، نوعا شعبيا شائعا من أنواع الترفيه. ولقد عثر على أجزاء من مسرحيات في بقايا من أوراق البردي التي استخدمت في صناعة الكارتوناج لأغطية المومياوات. وبقيت للمنافسات الرياضية، خلال ذلك العصر، أهميتها؛ فأسس بطليموس الثاني مهرجانا يقام كل أربع سنوات تحت اسم "بطليميا": لمنافسة الأوليمبياد.
          إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

          تعليق


          • #6
            اهلا الوليد

            مرحبا اخى الكريم

            اسمحيلى ان اضيف بعضا من الادب الفروعنى القديم فى موضوعك هذا


            عرف المصريون القدماء الأدب ،حيث نجد لديهم القصص و الشعر و الحكم و الأمثال .كما نجد أيضا كتاب العقيدة، الذي يعتبر من أروع أشكال الأدب المصري القديم.


            1- القصص المصري:

            قصة بحار السفينة الغارقة:

            تتلخص هذه القصة أن سفينة تحطمت وكان الناجي الوحيد بحار ، وصل إلي جزيرة غناء يحرسها ثعبان رهيب يزيد طوله على 30 ذراعاً وذقنه طولها أكثر من ذراعين وجسده مكسو بالذهب وحاجباه من اللازورد الحر، ونشأت بين الاثنين صداقة ثم تنبأ الثعبان البحار بالنجاة وبالفعل تحققت النبوءة إذ أنقذت سفينة البحار، وعاد بها سالماً إلي مصر بعد رحلة عان فيها الأمرين ولاقى أهوالاً كثيرة.

            قصة سنوحي:

            كان سنوحي من أقرباء الملكة، تملكه الذعر بسبب لا نعرفه عندما مات ملك مصر المسن فترك مصر و توجه نحو صحراء سيناء وكاد يموت عطشاً ولكن وجدته قبيلة من البدو و عاش سنوحي مع هذه القبيلة،و تزوج سنوحي كبرى بنات رئيس القبيلة وبعد مغامرات عديدة في هذه المنطقة منها:أثناء إقامته في القبيلة تصدي سنوحي لأحد المعتزين بقوتهم من البدو، الذي كان مصدر رعب للقبيلة، وقتله. عندما تقدم بسنوحي السن واشتد حنينه إلي وطنه فكتب إلي فرعون مصر طالباً الإذن بالرجوع لوطنه الأم فأجابه الفرعون بالموافقة واستقبله الفرعون بالتكريم وأعطاه بيتاً وجعله مستشاراً له (وكان يأتيه الطعام من القصر). كما جهز له الفرعون هرما من الحجر و كل ما يحتاج له في الحياة الاخري.

            قصة الأخوين :

            تعتبر هذه القصة من أروع قصص الأدب المصري القديم ،حيث تدل علي خصوبة فكر و خيال المصري القديم .تبدأ القصة في حقل يمتلكه أخوان، الأخ الأكبر "إمبو"(انوبيس) ، والأصغر "باتا" ، انتهزت زوجة إمبو غياب إمبو فراودت باتا عن نفسها ، فلما فشلت نقلت إلى زوجها كذبا أن باتا راودها عن نفسها فاستعصمت، فغضب إمبو وتربص لأخيه خلف باب الزريبة ليقتله عند عودته ، ولكن أول بقرة دخلت إلى مربطها حذرت باتا من أخيه ، ففر باتا وأخوه على إثره مسلحا بحربة،لكن تدخل إله الشمس فجعل بينهما حاجزا من الماء يعج بالتماسيح..

            ورغم شعوره بالأمان قام باتا بخصي نفسه ليقتنع أخاه ببراءته وعاد أمبو إلى الدار ليذبح زوجته ، ويلقي بجثتها للكلاب ، أما باتا فقد أخطر أخاه أنه سيرحل إلى وادي الأرز(لبنان)، وأنه سيضع قلبه فوق زهرات شجرة الأرز، فلما وصل باتا إلى وادي الأرز شيد حصنا واتخذ لنفسه زوجة كانت أجمل من أي امرأة في الدنيا خلقت خصيصاً له إشفاقاً من الآلهة عليه. ولكن تأتي الأمواج بما لا تشتهي السفن حيث حملت مياه البحر خصلة من شعرها فوقعت في يد الفرعون، فلعبت رائحتها الذكية برأسه فأرسل حملة ليحضرها له.و عندما استقرت ببلاط الملك حرضته على قطع الزهرة التي تحمل قلب باتا فمات باتا. وعندما علم إمبو بوفاة أخيه عن طريق علامة سحرية اتفقا عليها، ذهب لوادي الأرز حيث وجد قلب أخيه وقد نما إلي ثمرة، وتمكن إمبو من إعادة أخيه للحياة وبعد بعث باتا حيا تشكل بشكل ثور وحمل أخاه إمبو على ظهره وعاد به إلي مصر.و أتفقا علي خطة ينتقمان بها. فتقرب إمبو إلي الفرعون حتى أصبح رفيقه أما باتا فأظهر نفسه لزوجته السابقة مرة واحدة فحرضت زوجها الملك على ذبح الثور ففعل ذلك، ولكن نقطتين من دم الثور وقعتا خارج القصر فنما منهما شجرتا لبخ واستمر فيهما باتا حياً و كنه أظهر نفسه لزوجته السابقة مرة أخرى فقطعت الشجرتين لتصنع منهما أثاثاً، و ععندماجاءت لتطمئن على سير العمل وقعت في حلقها شظية من الخشب ابتلعتها على الرغم منها، فحملت وولدت طفلاً لم يكن سوى باتا نفسه ،ولما كبر الطفل جعله الملك ولي عهده ثم بعد موته أصبح باتا فرعون مصر، أما من كانت يوماً زوجته فقد أهينت وربما قتلت و جعل أخوه الوفي خليفته.

            2- الشعر والأغاني:

            عرف المصريون القدماء الشعر و أتقنوه و كانت المقطوعات الشعرية من 3إلي 4 أسطر، تبدأ كل مقطوعة منها بنفس الكلمة حتى تنتهي القصيدة. و استخدم في الشعر الطباق والجناس والتلاعب بالألفاظ ولكن لم يوجد قافية.

            أما بالنسبة للموسيقى والغناء ، كانت الأغاني المصرية تتميز بدقة الوزن وكانت الموسيقى والغناء من الأشياء اللازمة للأعمال اليومية حيث كان الفلاحون يغنون أغاني جماعية بسيطة أثناء العمل كما كان للغناء دوراً مهما في الاحتفالات الدينية. وكانت الولائم تصحب بالغناء والرقص. و من أمثلة الأغانى:

            "الزهور ذات العبير العطر يرسلها بتاح وينميها حب وجمال موجود في كل فرد.

            كل هذا صنعه بتاح بيديه كي يفرح قلبه .

            والبرك مملوءة بماء جديد .

            والأرض تفيض بصحبته."

            وظهرت بعض الترانيم لتمجيد الملوك مثل ترانيم التي قيلت للملك سنوسرت الثالث من الأسرة 12:

            "كم هو عظيم الملك بالنسبة لمدينته

            فهو الملاذ الذي يلجأ إليه الخائف لحمايته من الأعداء

            فهو ظلها الوارف الرطب في أوقات الصيف

            كم هو عظيم .........الملك بالنسبة لمدينته

            فهو الركن الدافئ الجاف وقت الشتاء

            كم هو عظيم …….الملك بالنسبة لمدينته.

            فهو الجبل الذي يصد العاصفة عندما تغضب السماء. "

            ونشأت أيضاً الأغاني العاطفية كتغيير تلقائي بسيط ثم تطورت وظهرت عليها مظاهر الصنعة وتوقف دورها كوسيلة لتبادل العواطف وأصبحت تغني في الحفلات، مثل:

            "يا حبيبتي تعالي إلي في الحديقة.

            إن حبيبتي مثل كل زهرة تنفح عطرها.

            قارعة العود ممشوقة القوام مثل نخلة تتيه بشبابها.

            وفي كل خد من خديها وردة حمراء.

            حين أرقد في بيتي اليوم كله.

            في اليم لا ينقصني.

            يأتي الجيران ويذهبون.

            آه لو تأتي إلي حبيبتي."

            3- الحكم والأمثال:

            دون المصريون القدماء أدب الحكمة والأمثال على الحجارة والقطع المتناثرة من ألواح الاوستراكا وأوراق البردي. ولقد ترجم العلماء الكثير من أدب الحكمة وهو كاف لتفهم روح هذا الأدب الذي برع فيه المصري، مثل:

            - لا تقف بجانب القوي ضد الضعيف بل قف بجانب الضعيف ضد القوي .

            - العلم سلاح يحمله الإنسان ليحمي به نفسه والجهل ينتزع سلاح الإنسان فلا يجد ما يحمي به نفسه.

            - لا تطفئ الشر بالشر فالنار لا تطفئ النار.

            - لا تتكبر ولا تتبختر إذا أقبلت عليك الدنيا فتنسيك بيتك فالنعمة تزول إذا نسيت أنك لك فيها شركاء ارتبطت بهم حياتك .

            - يا بني الزواج هو رحلة العمر في بحر الحياة إن تلك الرحلة تحتاج إلي زاد حتى تنتقل بأمان إلي شاطئ نهر الحياة.

            - تحتاج إلي زاد من الثقة والصبر والتسامح تحتاج إلي زاد من قوة السواعد المشتركة التي تمسك المجدافين حتى يضربا صفحة الماء معاً فتحتفظ السفينة بتوازنها وتحنى لها العاصفة رأسها فتشرق الشمس بعدها فيساعد النسيم على أمان سير السفينة وهو يداعب شراعها ليكن ساعداً قوياً فلا تيأس ولا تترك المجداف حتى لا تسير السفينة على غير هدى .

            إنها رحلة العمر فليباركها الإله يا ولدي.

            - المرأة الجميلة ليست دائماً طيبة ولكن المرأة الطيبة دائماً جميلة.

            - الأم هبة الإله يضاعف لها العطاء وقد أعطتك كل حنانها فضاعف لها الغذاء فقد غذتك من عصارة جسدها واحملها في شيخوختها فقد حملتك في طفولتك ،أذكرها دائماً في صلاتك وفي دعائك للإله الأعظم فكلما تذكرتها تذكرتك وبذلك ترضى الإله فرضاه يأتي من رضاءها عنك.

            - المرأة الفاضلة هي المرأة العاملة التي يقتصر عملها على نشأة أطفالها ورعاية بيتها والمحافظة على كيان بنيانه.

            - امرأة بلا ثقافة كسفينة بغير مرشد تسير على غير هدى كما يسوقها الريح أو يجرفها التيار.

            - اجمل ما تحمله المرأة في صدرها قلب طاهر.

            - الحب هو عطاء بغير تفكير في الذات.

            - لا تشرب الخمر لتنسى فالخمر تذكر العقل بما يريد أن ينساه.

            - ولا تشرب الخمر لتتذكر فالخمر تنسي العقل ما يريد أن يتذكره.

            - الخمر صديق غادر لا تأتمنه على أسرارك لأنه يفضحك ويفشيها كلما جالسته.

            - إن الله قد عنى عناية حسنة برعيته فقد خلق السماوات والأرض طبق رغبته وخفف الظمأ بالماء وخلق لهم الهواء حتى تحي به أنوفهم وهم صوره التي خرجت من أعضاءه وهو يرتفع إلي السماء وخلق النبات والماشية والطيور والأسماك غذاء لهم وهو كذلك يعاقب فذبح أعداءه بسبب ما دبروه حينما عصوا أمره ويضع النور حسب رغبتهم كذلك يجعلهم ينامون ويسمع عندما يبكون وجعل لهم منفذاً من الكدر.

            - قال كاتب الحسابات الطيب :-

            لا تضر رجلاً بجرة قلم على بردية

            لأن ذلك يمقته الله

            ولا تؤدين شهادة كذباً

            ولا تسخرن من إنسان آخر بلسانك

            ولا تفرض ضريبة على شخص لا يملك شيئاً

            ولا تستغلن قلمك في الباطل

            وإذا وجدت فقيراً عليه دين كبير

            فقسمة ثلاثة أقسام

            وسامحه في اثنين وأبق واحداً

            وستجد ذلك سبيلاً للحياة

            وستضطجع بالليل وتنام نوماً عميقاً وستهدأ

            وفي اليوم التالي ستجد أن ما فعلته أخبار سارة على الألسنة

            وخير للإنسان مدح الناس وحبهم

            من الثراء في المخازن وخير للإنسان أكل الخبز مع قلب سعيد

            من الثراء مع الكدر.

            و فيما يلي نموذج من كتاب العقيدة الذي يعتبر ثمرة الفكر العقائدي المصري القديم.

            - يسأل الطالب الكاهن بقوله:

            إذا كان الإله الواحد رب الأرباب هو الذي خلق جميع الناس فلماذا اختلفت ألوانهم وتعددت طباعهم؟

            فيرد الكاهن : خلق الإله الناس من الطين الذي أمر بجمعه من أركان المعمورة الأربعة وهو الطين الأسود والأحمر والأصفر والأبيض وأمر بخلطه بمياه الكون الأربعة ماء المساء الطاهر وهي الأمطار وماء البحار المالحة وماء الأنهار الجارية على سطح الأرض وماء العيون و الآبار التي تخرج من باطن الأرض فحول الطين إلى صلصال شكل منه صور الناس.

            فمن ألوان الطين اختلفت ألوانهم ومن طبيعة المياه اختلفت طباعهم

            - ويسال أخر: لماذا خلق الإله الأرض على شكل البيضة؟

            فيجيب الكاهن: خلق الإله الحياة من الجماد …. فأخرج الفرخ من البيضة وخلق الأرض على شكل البيضة ونفخ فيها من أنفاسه فدبت فيها الحياة فأفرخت الكائنات.

            وخلق الكائنات جميعها من البويضات فأكبر الكائنات وأعظمها تخرج من أصغر البويضات.

            - يسأل الطالب الكاهن:

            أين هو الله؟ لماذا لا نراه وكيف نراه أو نسمع صوته؟

            فيجيب الكاهن بقوله:

            اغمض عينك وافتح عقلك ترى الله. فهو الموجود في كل ما هو موجود. موجود كلما في الكون من حياة أو جماد أن الزهرة الجميلة التي تخرج من الأرض القاحلة تقول لك أنا الله والفرخ الحي الذي يخرج من البيضة … يقول لك أنا الله إذا أردت أن تسمع صوت الله فأغلق أذنيك وافتح قلبك تسمع صوت الإله في صوت الوجود في همس النسيم صوت الرعد في تغريد الطيور وصوت الموسيقى لغة السماء.

            فصوت الإله هو الذي أنطق الكائنات والحياة فوهبها النطق والحركة.

            - يسأل الطالب الكاهن المعلم:

            لماذا يطلب منا الإله في كتاب النور أن نطلب العلم والمعرفة من يوم دخولنا الحياة إلى يوم خروجنا منها. فلماذا نتعب أنفسنا عندما نكبر في السن في مداومة الحصول على العلم المعرفة التي لا نستفيد منها عندما نفقد بالموت كل ما جمعناه من علم ومعرفة؟

            فيجيب الكاهن المعلم بقوله:

            علوم المعرفة مفاتيح أبواب الجنة. إن الحياة الأولى التي نحياها هي "حياة التجربة" والتمهيد لاستمرارها في عالم الخلود فما نتحصل عليه من علوم ومعارف لا تضيع وتنتهي بالموت فالموت أستمرر للحياة وليس نهاية لها. فالموت طريق البعث أو استمرار الحياة وانتقالها من عالم التجربة إلى عالم الخلود. بالموت نفقد كل ما هو مادي وبالبعث نحتفظ بكل ما هو روحي أو غذاء الروح الذي نحصل عليه من علوم ومعرفة مقدسة في عالم التجربة والحياة الأولى لتحملها معنا لننتفع بها وبثمارها والتي تحدد مكاننا ومكانتنا في عالم الخلود.

            فعلينا يا ولدي أن نكافح ونداوم على طلب العلم والمعرفة لأخر يوم في حياتنا حياة التجربة التي نعيشها اليوم فهي الثروة الوحيدة التي ستحتفظ بها أرواحنا ولن ينقص الموت منها شيئاً.

            - يسأل الطالب كاهن الحكمة:

            تقوم حكم العقيدة في كتاب النور (كتاب الموتى) التفكير في الخطيئة كالعمل بها فمن يفكر في الخطيئة كمن يرتكبها؟

            يجيب الكاهن وهو يرفع يده اليسرى ويقول أنها موجودة في الأصابع الخمس للنفس البشرية (الكا) فمن يفكر فيها يوقظها ومن يوقظها كمن يرتكبها … ومن يرتكبها يحاسب عليها والخطايا الخمس التي تعبر عنها الأصابع الخمس هي:

            الحسد والحقد والنميمة والغيرة ونية الشر فالتفكير في أي منها خطيئة يحاسب من يفكر فيها كمن يعمل بها بينما الكذب وشهادة الزور وما تنطق به غريزة السوء فيحاسبه عليها الإله عند النطق بها بعد التفكير فيها.

            (نعبر اليدان المرفوعتان فوق الرأس في عقيدة قدماء المصريين إلى "الكا" (النفس) فأصابع اليد اليمنى تشير إلى الحواس الخمس الظاهرة وأصابع اليد اليسرى تشير إلى الحواس الخمس الباطنة).

            - سؤال يوجهه الطالب إلى الكاهن الكاتب:

            إذا كان الإله قد خلق أوزوريس رب الخير ليسعد الناس ويرشدهم إلى طريق الجنة فلماذا خلق ست رب الشر ليفسد الناس ويقودهم إلى طريق النار؟

            فيعلو صوت الكاهن ويقول:

            إن حياة الإنسان على هذه الأرض حياة مؤقتة ما هي إلا فرصة للتجربة ومرحلة للامتحان تمهيداً للانتقال إلى الحياة في عالم الخلود لذا فقد بعث الإله بكل من أوزوريس وست معاً إلى أرض البشر ليحتل الخير الروح "با" ويملؤها بتعاليم السماء ويحتل الشر النفس "كا" ويملؤها بالفجور والعصيان. ويتصارع كل من الخير والشر في حياة التجربة ويزود الصراع الإنسان بأعمالة التي سيحملها معه لتوضع في ميزان محكمة الحساب والتي يحدد وزنها وطبيعتها مصيره ومكانه من الحياة في عالم الخلود.

            فلولا وجود الشر بجانب الخير لما كان هناك امتحان بعد ، ولا ميزان ولا حساب ولا بعث ولا خلود.

            - ويسأل أخر عن حكمة القضاء والقدر بقوله:

            إذا كان هناك قدر مكتوب يسير الإنسان بمقتضاه لماذا يحاسب الإنسان على أعمال كتب عليه عملها وهو مسير بمشيئة القدر الذي لا طاقة له على تغييره؟

            - فيرد الكاهن الكاتب بقوله:

            لقد صور كتاب السماء المعبود تحوت رسول الآلهة ورب المعرفة المقدسة. صوره وهو يقف أمام شجرة الحياة حاملاً بيمينه لوحة القدر وهي كتاب السماء ويحمل بيسراه الميزان رمز القضاء أو الحساب.

            يتقدم تحوت ليضع كتاب القدر ولوحته في الروح "البا" ليصبح الإنسان بواسطتها مسيراً نحو الخير الذي كتب له. ويضع تحوت الميزان أو القضاء في النفس "الكا" حتى يصبح الإنسان مخيراً في أفعاله وتقدير مصيره.

            بنهاية الحياة يفنى الجسد أما الروح فتصعد والنفس تحاسب: أي أن الروح تعود إلى السماء حاملة لوح القدر. أما النفس فتحمل قضاءها لتضعه في الميزان في محكمة الآخرة… محكمة الحساب.


            يسأل الصغير….. أين الله ؟

            فيرد عليه الكاهن بقوله: هل رأيت الريح أو الهواء؟ إنك لا تراهما ولكنك تحس بوجودهما… وترى تأثيرهما وأنك لا ترى الأريج ولكنك تعرف أنه موجود وتشم رائحته وانك لا ترى الصوت ولكنك تعرف أنه موجود وتسمع رنينه وانك لا ترى الحرارة والبرودة ولكنك تحس بهما ولا تراهما كذلك الله هو دائماً هنا ولكننا لا نراه.

            و نجد من هذا النموذج كم كان الفكر المصري ناضجا و كاملا و راقيا و لذلك نكون قد انتهينا من جزء الأدب و الذي يعتبر من النواحي التي تبين رقي الحضارة المصرية.

            تعليق


            • #7
              أخي عماد الدين...

              أضافة روعة روعة روعة...

              أيه دا يا باشا, أحنا ناطرين أكتر...
              إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

              تعليق


              • #8
                الوليــــــــــــــــــــد وعمادالديــــــــــــــــــــن
                ابدعتم اللة لايحرمنا من جديدكم وفقكم الله
                اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
                http://www.rasoulallah.net/

                http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

                http://almhalhal.maktoobblog.com/



                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة المهلهل مشاهدة المشاركة
                  الوليــــــــــــــــــــد وعمادالديــــــــــــــــــــن
                  ابدعتم اللة لايحرمنا من جديدكم وفقكم الله

                  مشكور أخوي المهلهل لمرورك العطر...
                  إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                  تعليق

                  يعمل...
                  X