إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مملكة ماري - سوريا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مملكة ماري - سوريا

    بنيت مدينة ماري على بعد 2 كم من نهرالفرات نحو عام 2900 ق.م وفق مخطط عمراني متطور ودقيق، فيه منشآت مائية وملاحيةكمرافق للمدينة الجديدة. وهذ بذلك لم تكن قرية تحول وتمددت حتى صارت مدينة، بل هيوفق الشرح السابق الذي يمدنا به علماء الآثار بنت لتكون مدينة خطط لها قبل البدءوتم تنفيذ ما كان قد تم التخطيط له. ويعتقد الباحثون أن إنشاء ماري كان عن طريقسلطة ما سياسية أو اجتماعية كان لها موقع دعم على نهر الفرات هجر بعد بناءها أو دمرلسبب ما، أو ربما كان سبب بناء ها هو دمار الأولى وعلى ما يبدو فقد كان الهدف منوراء بناء بناء المدينة هو مراقبة الطريق التجاري الذي يتبع مسلك الفرات. وربماكانت مدينة تقع قرب أو على تل الرمادي قد أشرفت على البناء. ويعتقد أن الخارطةالجغرافية المتغير للمنطقة آنذات حفزت نشوء كثير من المدن الجديدة، من جانب بلادالرافدين ومن ناحية بلاد الشام ، فكانت ماري ضرورة كواصلة بين الطرفين فهي تتوسطالمسافة بينهما، مخطط المدينة الاصلي كان على شكل دائرة قطرها 19 كم، مدت نحوهاقناة مائية من النهر تؤمن الماء وتسهل وصول السفن. وكانت محاطة بسور من كافة جهاتهاعدا جهة النهر. وكان المخطط الأصلي للمدينة على شكل دائرة كاملة تخترقها قناةمتفرعة عن الفرات تؤمن جر المياه إلى المدينة وتسهل وصول السفن إلى المرفأ . حيثنلاحظ أنه تم بناء السور ، ثم شيدت الأبنية داخله ، وكان التوسع العمراني يتجه منالمركز إلى السور . مع ملاحظة أن السور يحيط بكافة جهات المدينة عدا الجهة التي علىالفرات . ويزيد قطر المدينة على 19 كم . وكان د. بشار خليف (باحث سوري) قد كشفللمرة الأولى عن وثائق مملكة ماري الواقعة على الفرات بعد 74 عاماً من العثور عليهاوترجمتها ودراستها من قبل الجامعات الأوروبية. وللمرة الأولى يطلع الجمهور السوريوالعربي على تفاصيل حياة هذه المملكة التي أنشئت في منطقة الفرات الأوسط (شرقسوريا) في الألف الثالث قبل الميلاد. وتحدث صاحب كتاب مملكة ماري د. بشار خليف فيمحاضرة له في دمشق عن المعطيات العامة التي أدت إلى نشوء أو إنشاء مملكة ماري علىالفرات الأوسط، وركّز على أن مدينة ماري عُمّرت وأُنشئت وفق مخطط مسبق وذلك نحو 2900 قبل الميلاد. واستغرب المحاضر ألا يتم الاهتمام بهذه المملكة التي اكتشفت فيالعام 1933 ميلادي، بحيث لا نجد مرجعاً يتحدث عنها رغم مرور عشرات السنين، ولاسيماالمؤلفات التي تنطق بالعربية وبعقل سوري أو عربي. ومن الوثائق اللافتة لمملكة ماريرسالة من حاكم المدينة إلى ابنه يستخدم فيها مثلاً شعبياً عربياً لا يزال دارجاًحتى اليوم وهو كما ورد في الوثيقة التي تعود إلى أكثر من أربعة آلاف عام «الكلبة منعَجَلَتها ولدت جراءً عمياناً». وتحدث د. خليف عن بيوت ماري المصنوعة من اللبنوالتي تشبه البيت الدمشقي، أما عن طبيعة الحياة الاجتماعية الاقتصادية في ماري،فأشار إلى وجود جمعيات ونقابات، فهناك غرفة تجارة ماري واسمها «كاروم» من جذر «كار» ويعني مهنة . كما كان هناك فرق موسيقية. إلى جانب ذلك، قدمت وثائق ماري معلومات عنوجود جمعيات للفقراء والمساكين كان يُطلق عليها اسم «الموشكينوم» بمعنى المساكين. وفي مجال الحرف الصناعية أظهرت وثائق ماري وجود 11 نوعاً من الزيوت، وهناك مستودعاتللثلج. كما أن هناك في ماري 10 أنواع من العطور، ويشير المؤرخ الفرنسي جان بوتيروإلى أنه في وثائقه تبين له أنه في ورشات ماري كان يصنع نحو600 لتر من العطورشهرياً. كما دلت الوثائق على وجود 26 نوعاً من الحلي والمجوهرات، و 31 نوعاً منأواني الشرب، و 21 نوعاً من الألبسة الداخلية، كما استخدمت الستائر والبطانياتوأغطية الأسرّة. وعن نهاية مملكة ماري أشار الدكتور خليف إلى أن موت ملك أشور شمشيأدد فسح المجال للفاعلية العمورية في بابل عبر حمورابي من أن تتبلور وتضم إليهاآشور ثم بلاد بعل يموت في بلاد الشام ومن ثم القضاء على مملكة ماري في العام 1760قبل الميلاد بعد نحو 1140 سنة من الحضارة الروحية والمادية. فصل من الكتاب "مملكةماري وفق أحدث المكتشفات الأثرية2900 -1760ق.م" للدكتور:بشار خليف لعل الخوض فيتاريخ مملكة ماري على الفرات الأوسط والتي امتدت فعاليتها التاريخية الحضارية لمايزيد على الألف عام / من حوالي 3000-1760ق.م / ، تدفعنا إلى البحث في العواملوالمعايير التي أدت إلى اعتبار الألف الثالث قبل الميلاد ،مفصلا أساسيا في حركةتطور الاجتماع البشري في المشرق العربي آنذاك. ولعل هذا التطور لم يكن ليحصل إلاعبر استناده على مجمل حركة التطور التي شهدها مجتمع المشرق منذ نقطة انعطافهالأساسية التي تكمن في ابتكار الزراعة في الألف التاسع قبل الميلاد. فمن عالمالزراعة ومفرزاته أصبحنا أمام معادلات حضارية جديدة أدت فيما أدته إلى توالد منجزاتساهمت في تفعيل الحياة الإنسانية في كافة أوجهها الاقتصادية _التجارية الاجتماعية _الاعتقادية والحرفية والفنية. وعلى هذا نستطيع فهم مقولة الباحث جاك كوفان من أنالمعنى التقليدي لنشوء الزراعة يرتكز في معياره الحاسم على إنتاج المعيشة وأنه بهذاالإنتاج ،إنما بدأ في الواقع صعود المقدرة البشرية التي ليست حداثتنا سوى ثمرة لهاالجدير ذكره هنا هو أن ابتكار الزراعة لأول مرة في التاريخ البشري ، تم في المشرقالعربي وتحديدا من المنطقة الممتدة من الفرات الأوسط مرورا بحوضة دمشق وحتى واديالأردن. ولتبيان أهمية هذا المنجز على صعيد الحياة الإنسانية فلا بد أن نحدد الآفاقالتي فتحها هذا الابتكار: فأولا :إن الاستقرار الذي وفرته الحياة الزراعية أدى إلىإحساس المجتمعات القديمة بالسلام والطمأنينة ما أدى إلى ازدياد أعداد أفرادها وتوسعمواقعها إلى مستوطنات زراعية أخذت تكبر باطراد مع الزمن مؤدية إلى منجز نشوء المدنالأولى وهو ما تمّ في المشرق في النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد. ثانيا: إن ما وفرته الحياة الزراعية من منتج ومردود دفع إلى التبادل التجاري النشط وتطورعالم التجارة ما أدى إلي ازدهار المواقع وغناها وهذا يستتبع توسعها وزيادة فاعليتهاالاجتماعية والاقتصادية.أدى هذا المنجز وفق مقولة " الحاجة أم الاختراع " إلىاستنباط وسائل أولية للعدّ تسهل من التبادل التجاري والسلعي ما اعتبر بداية لعلمالحساب والعدّ . ومن ثم سوف تتوالى المظاهر التطورية لهذا الأمر وصولا إلى بداياتالكتابة، المتجلية في الكتابات التصويرية وذلك في النصف الثاني من الألف الرابع قبلالميلاد. رابعا: لا بد أن يؤدي ابتكار الزراعة إلى تطور تقنيات الصناعات الحرفيةوالفخارية بما سيساهم في تطور الفنون في مناحيها المجتمعية والفردية . وان تراكمالخبرات التقنية عبر العصور هو الذي أدى إلى الدخول في عالم استثمار المعادن بدءامن النحاس فالبرونز ثم الحديد مرورا بالقصدير والفضة والذهب. خامسا: إن نشوءالزراعات المروية جعل المجتمعات تنظم وسائل الري وجرّها عبر السواقي أو السدود أوالأقنية ، ما اقتضى انبثاق سلطات مجتمعية تنظم هذه الأعمال وما أدى ذلك إلى نشوءالسلطة في المجتمعات القديمة عابرة من السلطة المعبدية إلى السلطة الزمنية التيأكّدت انفصالها عن سلطة المعبد مع نشوء مدن الدول في الألف الثالث قبل الميلاد. يقول الباحث بوهارد برينتس :"إن التطور الذي أدى إلى الثورة العمرانية ونشوء المدنالأولى /في نهاية الألف الرابع قبل الميلاد / لم يكن ليحصل إلا نتيجة لظهور الزراعةوتطورها وتقسيم العمل في الحرفة والزراعة وظهور التجارة .وان النمو الكبير لمردودالعمل / حيث أنه في الزراعة ، ازداد الإنتاج خمسة أضعاف عما كان عليه في مرحلةالصيد / أدى إلى زيادة سريعة في عدد السكان ، ما أدى إلى ظهور المدن الكبرى وبروزأشكال جديدة في حياة المجتمع" إذن نصل من كل هذا إلى أن ثمة تواصلية في المنجزالحضاري للمشرق العربي القديم، ولعل التوالد الحضاري للمنجز هو الذي أدى إلى سلسلةواحدة من الإبداعات الحضارية.. فالزراعة أدت إلى الاقتصاد الحضاري والزراعة أدت إلىتعميق وتنظيم وانتظام العلاقات الاجتماعية ، وهي التي ساهمت في الازدهار والغنىالذي أدى إلى أوجه النشاط الاقتصادي التجاري ، ما أوصل تلك المستوطنات إلى الاتساعوالكثافة السكانية وبالتالي نشوء المدن الأولى . وهو الذي أدى إلى بزوغ عالمالرياضيات في نواتها البسيطة ثم نشوء الكتابات التصويرية وتطورها إلى الكتاباتالأبجدية فيما بعد. ولا بأس من رصد أوجه الحياة في الشرق العربي للفترة الممتدة بينمنتصف الألف الرابع قبل الميلاد، لتحديد المعايير والقواعد الأساسية التي أدت إلىنشوء المدن الأولى في المشرق العربي. المشرق العربي بين ظهور الزراعة ونشوء المدنالأولى: الألف التاسع ق.م _ 3500ق.م: مع الألف الثامن قبل الميلاد نلاحظ أن الزراعةشملت معظم مواقع المجتمع المشرقي العربي، بالإضافة إلى تطور تدجين الحيوان. وقدلوحظ أن النمط المعماري للمساكن قد أخذ بعدا جديدا عبر التصاق المساكن ببعضهاالبعض،ما يعطي انطباعا بمعالم الاستقرار الدائم،وهذا ما يستتبع تعميق أواصر اللحمةالاجتماعية وترسخ التقاليد المجتمعية بحيث أن عالم الزراعة خلق إيقاعا مجتمعيا تبعالإيقاع الطبيعة والفصول، وهذا ما انعكس في الذهنية المجتمعية وما تبدى من نشوءالأساطير الشفوية الخصبية وعوالمها الاعتقادية. ولعل التطور المتبدي في أوجه النشاطالزراعي، والتعاون الاجتماعي المنبثق عنه أدى إلى تطورات في استخدام وسائل الريالصناعي عبر الأقنية والسدود والسواقي، وهذا سوف يؤدي إلى نشوء الزراعات المرويةكالكتان مثلا ، وهذا نجده قد تغفّل في حدود 6500ق.م. وفي هذه الفترة أصبحنا أمامتطور معماري صحي ، تجلى في إنشاء أقنية للتصريف داخل المنازل. وهنا لا بد أن نشيرإلى موقع بقرص في سورية والعائد إلى /6500-6000ق.م / أبان عن نشوء أول قرية منتظمةبشكل مبكر ، حيث أنشئت وفق مخطط معماري مسبق. أما في الفترة الممتدة بين 6000-3500ق.م ، فان موقع الكرم في البادية السورية، قدّم دليلا على ممارسة الزراعةالمروية عبر جرّ المياه من الينابيع أو الأنهار /الفرات/. ولعل الاستقرار الذيأمنته حياة الزراعة أدى إلى ابتكارات و تقنيات جديدة في كافة المجالات فقد كشف موقعسامراء العائد لحوالي 5300ق.م عن استخدام سكان هذا الموقع للقوالب الخشبية / وذلكللمرة الأولى في التاريخ / لتكييف اللبن في تشييد جدران المنازل . وتنبغي الإشارةإلى أن مواقع المجتمع المشرقي استخدمت المعادن ولا سيما النحاس منذ الألف الخامسقبل الميلاد . ومع حوالي 4500 ق.م سوف نجد مواقع الجنوب الرافدي وتبعا لاشراطاتالبيئة الطميية والمستنقعية تعمد إلى تكييف الوسط الطبيعي بما يلائم احتياجاتها فقدقام سكان هذه المواقع بمكافحة ملوحة التربة ، وتجفيف المستنقعات ومارسوا الزراعةالمروية بإتقان ، ولعل استخدامهم لتقنيات الري الصناعي حتّمت نشوء سلطة مجتمعيةوبنى اجتماعية متطورة وهذا ما أدى إلى تأسيس أولي للقاعدة المادية الاجتماعية لنشوءالمدن الأولى مع نهاية الألف الرابع فبل الميلاد . وعلى هذا يقول برنيتيس: إنالفترة الممتدة بين نهاية الألف الرابع قبل الميلاد وبداية الألف الثالث قبلالميلاد ، تلعب دورا خاصا في تاريخ البشرية ، ففي هذه المرحلة قامت سلطة الدولةالتي هي نتاج حركة المجتمع وتطوره. المشرق العربي في منتصف الألف الرابع قبلالميلاد 3500 ق . م: مع حلول منتصف الألف الرابع ، أصبحنا أمام محددات عدة أدت فيماأدته إلى نشوء المدن الأولى. فالتطور الاجتماعي _الاقتصادي _التجاري _ الذهني شكّلرافعة حضارية مستمرة منذ نشوء الزراعة حتى هذا العصر. فكان طبيعيا أن نصبح أماممجتمعات مركبة ذات علاقات حياتية معقدة فرضت وجود سلطات سياسية ولو في طورهاالابتدائي بالإضافة إلى بدايات التواجد المؤسساتي للفاعليات التجارية والاقتصاديةوالحرفية. وكل هذا يندغم بشكل متجانس مع تضخم العمران والتمدن حيث بتنا في مواقعهذه الفترة نعثر على معابد ضخمة . ولعل مواقع الجناح الشرقي للمشرق العربي تؤكد ماذكرناه آنفا ، فمن موقع مدينة أوروك إلى أريد ومرورا بتبة غورا أما مواقع الجناحالغربي فنجد تل براك في الجزيرة السورية العليا ومواقع مدن حبوبة الكبيرة الجنوبيةوعارودة وتل قناص. وتشير الأبحاث الأثرية والتاريخية إلى تشابه النمط المعماريلمعابد تلك المواقع فيما بينها. ويبدو وأن الخط الحضاري للمشرق العربي آنذاك تطورمتزامنا بين المواقع الرافدية والمواقع الشامية وهذا ما يوثق في بواكير نشوءالكتابة في نهاية الألف الرابع قبل الميلاد. وبالاتجاه نحو الربع الأخير من هذهالألفية نجد ظهور الأختام الاسطوانية التي ابتكرت نتيجة الحاجة لها في التبادلالتجاري والسلعي لكافة أوجه الحياة التجارية الزراعية والحرفية والحيوانية. حيثبتنا في هذه الفترة أمام أختام اسطوانية تخّتم البضائع وتحمل أسماء أصحابها. الجديرذكره هنا ، هو أن مدينة حبوبة الكبيرة الجنوبية أنشئت على الفرات وفق مخطط مسبقودقيق. وقد أحيطت بسور طوله 600 متر وعرضه ثلاثة أمتار. إن صفة المخطط المسبقللإنشاء والسور الواقي للمدينة سنجدها مكررة في نشوء مدينة ماري مع مطلع الألف
    http://www.ghoraba.net/upp/00/7_1249870506.jpg

  • #2
    مشكور اخي ابو ناصر

    حضارة ماري رائعة وضخمة جدا جدا

    وللآن لم يتم الكشف عنها كاملة
    ادعوا لي بالشهادة في سبيل الله

    تعليق


    • #3
      و تلك الأيام نداولها بين الناس

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خير اخي ابو ناصر



        تعليق

        يعمل...
        X