إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حقوق الأبناء في الشريعة الإسلامية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حقوق الأبناء في الشريعة الإسلامية

    نحاول في هذه الصفحة أن نستعرض العديد من واجبات العباد تجاه خالقهم، وكذلك حقوق العباد تجاه بعضهم البعض، سواء كانوا ذوي قربى أو غرباء، لأن الشريعة الإسلامية لم تفرط في تبيان أي شيء يتعلق بأمر الدنيا والآخرة، وقد تناولنا في عدد سابق حقوق الآباء على الأبناء، ونتابع في هذا العدد تناول حقوق الأبناء على الآباء، فقد اهتم الإسلام بحقوق الأبناء ذكوراً وإناثاً، لأن الأبناء ثمرة الحياة الزوجية وأملها المرتجى، وذكرها الممتد وعطرها الفواح، ولبنات المجتمع، والثروة التي تعتمد عليها الأمم في بناء نهضتها، وشرع الإسلام لهم من الحقوق ما يجعل حياتهم حياة سوية، فنمى فيهم قدراتهم ومواهبهم وتكفل سعادتهم، التي تصونهم من الفساد والانحراف.

    السؤال:
    ما هي حقوق الأبناء في الشريعة الإسلامية؟

    جواب الهيئة الشرعية:

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين، وبعد:
    أول حقوق الأبناء على الآباء هي ثبوت نسبهم من والديهم، حيث جعل الإسلام نشوء النسب بسبب الاتصال المشروع بين الرجل والمرأة عن طريق الزواج أو ملك اليمين، وأبطل ما سوى ذلك مما كان عليه أهل الجاهلية من إلحاق الولد، ونهى الآباء عن إنكار نسب أولادهم، وتوعدهم بالعقاب الشديد على ذلك؛ حفاظا على شرف الأم وحماية للنسب، قال صلى الله عليه وسلم: (أيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه، احتجب الله تعالى عنه، وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين يوم القيامة) رواه أبو داود.
    كما نهي الأبناء عن انتسابهم إلى غير آبائهم، لما في ذلك من عقوق، فقال صلى الله عيه وسلم: (من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه؛ فالجنة عليه حرام) رواه البخاري ومسلم.

    الآذان في إذن المولود

    يسن الآذان بصوت خفيف في إذن المولود اليمنى لما روي عن أبي رافع رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في إذن الحسين بن علي حين ولدته فاطمة).

    حُسن اختيار الاسم

    يسن تسمية المولود باسم حسن، ابتداء من يوم ولادته إلى اليوم السابع لحديث الرسول صلي الله عليه وسلم: (ولد لي الليلة غلام فسميته باسم إبراهيم عليه السلام) رواه مسلم، ولحديث انس رضي الله عنه قال: (ولد لأبي طلحة غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه فسماه عبد الله) ويستحب أن يكون الاسم حسنا لقول صلى الله عليه وسلم: (إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم فأحسنوا أسمائكم) وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارس وهمام وأقبحها حرب، وقد غيّر الرسول صلى الله عليه وسلم بعض أسماء الصحابة القبيحة إلى أسماء حسنة، فغير اسم عاصية إلى جميلة، وحرب سماه سلما، وشعب الضلالة، سماه شعب الهدى وغير ذلك.

    إرضاع المولود

    الرضاع حق الطفل على أمه لقول تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) البقرة:233، فالرضاع واجب على الأم سواء كانت العصمة الزوجية قائمة أم انفصلت بالطلاق وانتهاء العدة، وقد حددت الآية الكريمة تمام الرضاعة حولين كاملين، فالله تعالى يعلم أن هذه الفترة هي المثلى حتى ينمو الطفل صحياً ونفسياً نموا سليما، حيث أن لبن المرضع يؤثر في جسم الطفل وفي أخلاقه وفي سجاياه، ولذلك يحتاط في اختيار المرضعة في حال غياب الأم أو انقطاع حليبها، ويتجنب استرضاع المريضة وفاسدة الأخلاق والآداب.

    النفقة

    الأصل في أن نفقة الإنسان تجب في كل الأحوال على الأبناء، صغيرا كان أو كبيرا، ولأن النفقة إنما تجب للحاجة، ومن كان له مال لا يكون محتاجا، فإذا كان الولد لا مال له فان نفقته واجبة على والده، حتى يشتد عوده ويستطيع أن يعول نفسه، ونفقة البنت حتى زواجها، ولا يجوز أن يهتم الأب بالولد ويهمل الأنثى، لان في ذلك إثما عظيما، والإنفاق على البنات أكثر ثوابا من الإنفاق على الأولاد، لحديث الرسول صلي الله عليه: (من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها) رواه مسلم.
    وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: دخلت عليّ امرأة ومعها ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها، ولم تأكل منها شيئا، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا، فأخبرته، فقال: (من ابتلى من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا يوم القيامة) رواه البخاري.

    العقيقة

    يتم ذبح شاة عن المولودة الأنثى وشاتين عن الذكر لحديث (إن الرسول صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين كبشا كبشا) وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أمرهم أن يعق عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة) رواه الترمذي، وأحكام العقيقة تشبه أحكام الأضحية.

    حلق شعر الوليد

    يستحب حلق شعر المولود يوم السابع والتصدق بوزنه فضة أو ذهبا، لحديث: (كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى) رواه احمد.

    التربية والتعليم

    التربية الحسنة للأولاد واجبة على الآباء والأمهات، وتكون التربية حسنة إذا وافقت أوامر الدين وتوجيهاته، وهي أمانة في عنق الآباء والأمهات، فإن قصروا فيها ووقع الأولاد في المعاصي وانحرفوا عن طريق الله، فإنهم يعذبون على ذلك يوم القيامة، فعلى الآباء والأمهات أن يعرفوا أبناءهم بربهم وبنبيهم وبكتاب الله وباليوم الآخر وما فيه، ورسل الله وكتبه ليؤمنوا بذلك، وعلى الآباء زرع وتقديس وتعظيم شعائر الله تعالى وكل ما جاء به الدين من عبادات وأخلاق ومعاملات للحديث: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع) رواه أبو داود، وفي هذا الحديث تربية الحس الديني، والحس الجنسي والحس الخلقي؛ لتكون التربية بمفهومها الكامل وفي سن مبكر قبل سن التكليف.

    الرحمة بالأولاد والتلطف معهم

    لكي ينشأ الأولاد نشأة سوية خالية من العقد ومن الكبت والضغط، وحتى يشعر الطفل بالاستقرار والراحة النفسية والسعادة القلبية، وهم بين آبائهم وأمهاتهم، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن أو الحسين بن علي وعنده الأقرع بن حابس، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم قط، فنظر إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم قال: (من لا يرحم لا يُرحم) رواه البخاري.
    وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تقبلون الصبيان وما نقبلهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك) رواه البخاري ومسلم.

    العدل والتسوية بين الأولاد

    ينبغي للوالد أن يسوي بين أولاده في الهبة ويهب لكل واحد منهم مثل الآخر، ولا يفضل ويسوي على الراجح بين الذكر والأنثى، ولحديث النعمان بن بشير، قال: إن أباه أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني نحلت ابني هذا غلاما كان لي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكل ولدك نحلته مثل هذا؟ فقال لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(اتقوا الله واعدلوا في أولادكم) وفي رواية قال: (فلا تشهدني في هذا فاني لا أشهد على جور) وفي رواية: (فأشهد على هذا غيري).
    والسبب أن الأب في حاجة إلى برّهم جميعا، وان المفاضلة نوع من الجور الذي يسبب البغضاء بين الأولاد كما يسبب قطيعة الرحم وعقوق الأب.

    الحضانة

    والمراد بها القيام بتربية الصغير ورعاية شؤونه وتدبير طعامه وشرابه وملبسه ونومه وتنظيفه في سن معينة ممن له حق تربيته وحفظه شرعا.
    والحضانة رتبها الشارع لمن هو أصلح وانفع للصغير، ومن يكون أكثر شفقة ورفقا به فالأم أرفق من الأب وقربات الأم أولى من قربات الأب، وأحق الناس بالحضانة الأم، ثم أم الأم، ثم الأب ثم أم الأب، والخالة أولى من العمة.

    الولاية

    المقصود بالولاية، القيام على حفظ وتأديب وتعليم الطفل حتى يبلغ الحلم رشيدا لأنه لا يحسن التصرف ولا يدرك المصالح، وواجب الولي أن يتولى تثقيفه وتوجيهه إلى وسائل الكسب وتأهيله للحياة تأهيلا يناسب عصره، وإن كانت بنتا فيجب على الولي أن يحميها ويصون شرفها وكرامتها وعرضها ويؤهلها للحياة الزوجية، ويجب أن يكون الولي صاحب قدرة على التربية والأمانة والخلق الحسن حتى لا يضيع الصغير.
    http://www.ghoraba.net/upp/00/7_1249870506.jpg

  • #2
    الله يجزاك خير يابو ناصر



    تعليق

    يعمل...
    X