إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سياسة العلماء في الدنيا ضعيفة في الغالب

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سياسة العلماء في الدنيا ضعيفة في الغالب

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    الغالب على أهل العلم والدعوة والحسبة ضعفهم في سياسة الدنيا، وقلة خبرتهم في الحكم وما والاه؛ لأنهم صرفوا أذهانهم إلى التحصيل، ووجهوا فهمهم إلى العلم، ومن عانى شيئاً أوتي حكمته، وقل أن تجد عالماً ملماً بشئون الدين والدنيا خاصة ما يتعلق بشئون الحكم؛ لأن الحكم يحتاج إلى المراس والدربة أكثر من النقل، فلذا تجد الحاكم في الغالب وإن قل علمه بالدين أكثر حنكة ودربة وأشد تجربة ومراناً في الحكم من العالم؛ لأنه لابس الأحداث، وعاش الوقائع، وتدرب مع الأيام، كما قال معاوية : لا حكيم إلا ذو تجربة.
    وذكر الماوردي في أدب الدنيا والدين : أن الرشيد قال للأصمعي : نحن أعقل منك، وأنت أعلم منا.
    وهذا كلام صحيح مليح، فتجد عند الحكام في الغالب من تقدير الأمور، ومعرفة العواقب والدهاء والخبرة بالحكم والناس ما لا تجده عند كثير من العلماء، مع علمهم وفضلهم وتقواهم.
    وقد ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه ولايات لغزارة عقولهم، وجودة أفكارهم، وحسن نظرهم، كـخالد بن الوليد ، و عمرو بن العاص ، و أبي سفيان ، وترك غيرهم؛ لأن العلم والفضل شيء، والحنكة والدراية والذكاء بأمور الدنيا شيء آخر.
    وقد ألمح ابن خلدون إلى ذلك في مقدمته في فصل: أن الدعوة الدينية من غير عصبية لا تتم، وأورد كلاماً مفاده قلة خبرة بعض أهل الحسبة في معرفة أمور الدول، والتبصر بالأمور، كاغترارهم بالدهماء، وانخداعهم بكثرة الغوغاء، وإقحامهم أنفسهم في المخاطر جهلاً بالعواقب، وهذا رأي سديد من ابن خلدون ، ومن تصفح التاريخ وجد مصداق ذلك. حتى أن عمر -رضي الله عنه- لما عزل زياد بن أبيه عن الولاية قال: خشيت أن أحمل فضل عقله على الناس؛ لأن فرط الذكاء والدهاء، وغزارة الحنكة ربما أضرت بالرعية التي تحتاج إلى شيء من الغفلة عن الزلة، والتغابي عن العثرة، كما قال أبو تمام :


    حتى إنك تجد عند مروان بن الحكم وابنه عبد الملك ، و معاوية ، وابنه يزيد ، و زياد بن أبيه ، وابنه عبيد الله من الدهاء والاحتيال واقتناص الفرص، وتدبير شئون الملك ما لا تجده عند كثير من صالحي الصحابة والتابعين وعلمائهم: ((قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ)).
    والسياسة الدنيوية لها مراسم لا يقوم بها إلا من تقلبت به الحياة، وصارع الوقائع، وتعرض للنكبات، وتجرع الغصص كما قال أبو الطيب :






  • #2
    اللهم وفق جميع ولاة أمورنا لما تحبه و ترضاه

    تعليق

    يعمل...
    X