إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا تكن أعجـز الناس فـتـترك سلاحك

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا تكن أعجـز الناس فـتـترك سلاحك

    شـــــأن الــــدعـــــاء


    فـضـلــــــــــــــــــه


    آدابــــــــــــــــــه


    أوقاتــــــــــــــه


    أحــوالــــــــه


    أماكنـــــــه


    موانعــــه


    كتبـه

    عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم


    إهـــداء


    و


    نـــداء



    إلى كلّ ملهوف ، وإلى كلّ مكروب ومحزون ، أوسجين أوطريد ، وإلى كلّ مظلوم كبده حـرّى ، وإلى كلّ طريح الفراش حبيس المرض ، أو مَنْ له غائب ينتظر قدومه ، وإلى كلّ امرأة غاب عنها زوجها ، أو اتّسعت هوّة الخلاف بينه وبينها ، وإلىكلّ مَنْ تزوّج ولم يُوفّق ، وإلى كل عَزَبٍ يبحث عن زوجة ، وإلى كل فتاة طالت أيمتها ، وإلى مَنْ رُزِقَ الزوجة وحُرِمَ الولد ، وإلى كلّ أب أو أم يَهمّهم صلاح أولادهم ، أو يُقلقهم فسادهم ، وإلى كلّ ذي حاجة لم تُقضَ له ، وإلى مَنْ أُغلِقَتْ بوجهه الأبواب ، وإلى ذوي الفقر والمَسْكَنَة ، وإلى مَنْ رَكِبَته الديون فتراكمتْ ، وإلى كلّ سائل ، وإلى كل مُبتلى بمسّ أو سحر ، وإلى كل من أصيب بِشواظٍ من عين حاسد ‍! وإلى من ضاقت عليه السُّـبُل وضاقت عليه نفسه ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت فأصبح ينظر إلى الدنيا من ثقب إبرة ولا يرى أمامه سوى إزهاق روحه وقتل نفسه ...

    إليكم جميعاً :

    ألم يأن لكم جميعاً أن تَمُدّوا أيديكم إلى مالك الملك ، وإلى مَنْ بيده ملكوت كلّ شيء ، وهو يُجير ولا يُجار عليه ؟

    ألم تتذكّروا فضل الدعـاء ؟

    ألم تعلموا أنه سلاح المؤمن ؟

    فـإلى مـتى الـتّـواني ؟

    وإلى متى البخل على أنفسكم ؟

    وإلى متى العجـز والكسل ؟

    إن ما بينكم وبين السماء السابعة سوى مسافة دعوة مظلوم .

    وما بينكم وبين باب ذي المنن سوى قَـرْعِـهِ وإدامـة ذلك .

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية


  • #2

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله العلي الأعلى ، الذي يعلم السر وأخفى .

    الحمد لله الجواد الكريم ، أمـر عباده بالدعـاء ووعدهم بالإجابة فضلا مِنْه ومِنّة وتكرمـا .

    أشهد أني ربي حيي كريم ، وأنه عظيم حليم .

    وأنه أهل الثناء والمجد ، لا نحصي ثناء عليه بل هو كما أثنى على نفسه .

    وأُصلّي وأُسلّم على من بعثه ربه بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، وعلى آله وأصحابه الأخيار الأبرار ما تعاقب الليل والنهار .

    أما بعد :

    فإن الدعاء عباده بل هو العبادة كما سيأتي في حديث النعمان بن بشير – رضي الله عنه – .

    ولما كان كذلك ورأيت أن بعض الناس يتدافعون أحياناً على أبواب الناس ويزدحمون عليها ، غافلين أو متغافلين عن باب ذي الجلال والإكرام ، منصرفين عن باب الجواد الكريم سبحانه ، لما رأيت ذلك أحبب أن أكتب في هذا الموضوع أوضّح فيه ما كان خافيا عليّ في يوم من الأيام ، فقد عَرَضَتْ للعبد الفقير حاجة ، فكان من توفيق الله – جل جلاله – أن وقفت على ما رواه الإمام أحمد وغيره من حديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :" مَنْ نَزَلَتْ به فاقة فأنزلها بالناس لم تُسَدّ فاقته ، ومَنْ نَزَلَتْ به فاقة فأنزلها بالله ، فيوشك الله له برزق عاجل ، أو آجل "

    حديث صحيح : المسند (1/442) والترمذي (4/563) فالحمد لله أولاً وآخراً .

    وما رأيته من لجوء كثير من الناس إلى الأسباب المادية ، وإلى الخلق - دون قرع باب مسبب الأسباب ، ومن بيده قلوب العباد ، وإليه المعاد - مما دفعني للبحث في هذا الموضوع والكتابة فيه . رجاء أن أنتفع به أولاً ، وينتفع به غيري ثانياً .

    وحسبي أن أغرف مما صحّ من دواوين السُّنّة وبطون كتب السلف ، مما وشّيْتُ به هذه الرسالة وحلّيتُ به عرائس القول .

    وحسبي أني أنتقي من أطايب القول ، وأنظمه عقداً في سلك الترقيم ! مـما قـد يخفى على بعض الناس إن لم يكن على كثير ممن يُريد الدعاء .

    ولي في صنيعي هذا قدوة وأسوة في أئمة الإسلام ، وإن كنت في جنبهم كبقلٍ في أصول نخـل طوال ، لكن التّشبّه بالكرام فلاح .



    وبدا لي أن أكتب من خلال النقاط التالية :

    1 - تعريف الدعاء وأنواعه

    2 - الأمر بالدعاء والحث عليه .

    3 - فضل الدعـاء .

    4 - كيف يكون الدعاء مستجاباً ؟

    5 - أدعية مأثورة ودعوات مستجابة .

    6 - موانـع الدعـاء .

    7 - نماذج من دعوات الصالحين المُستَجابَة .



    وسوف التزم في هذه الرسالة بالاقتصار على ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ففي الصحيح غُنية وكفاية ، وسوف أقوم بتخريج الأحاديث تخريجا متوسطا ، وأُقدِّم بين يدي التخريج بالحكم على الحديث صحة أو حُسنا ، وأما ما يكون من أحـاديث الصحيحين أو أحدهما فسوف أكتفي فيه بمجرد العزو بالجزء والصفحة ورقم الحديث ما أمكن ، إذ أحاديث الصحيح قد جاوزت القنطرة ، وتلقتها الأمة بالقبول ، واعتنيت بتخريج أحـاديث الصحيحين فالمرفوع منها أذكر الكتاب والباب والجزء والصفحـة ، إلا أني أغفلت الأبواب في التخريج من صحيح مسلم ؛ لأن التبويب من صنيع الشُّرّاح وليس من صنيع الإمام مسلم – رحمه الله – .

    وإذا كان الحديث في الصحيحين أو في أحدهما فإني أكتفي بالعزو إليهما دون غيرهما ، إلا لزيادة فائدة .

    كما سيلحظ القارئ الكريم في بعض الصفحـات أو من خلال بعض النقاط أني أسـرد فيها الآيات والأحاديث دون تعليق أو بيان مُكتفياً بوضع العنوان ، وعذري في ذلك وضوح الفكرة ، مع بيان النصّ بياناً جلـيّـاً لما أردت الاستدلال عليه .



    وأتوجّـه بجزيل شكري وعرفاني وتقديري لمشايخي وإخواني الذين راجعـوا هذه الرسالة ، فأتحفوني بمقترحاتهم ، وأمدّوني بملحوظاتهم ، فالله أسأل أن يُعلي درجتهم ، وأن يرفع ذِكرهم ، وأن يُثقِّل بذلك موازينهم .

    وأسأله سبحانه وتعالى " سلوك سبيل الرشاد ، والعِصمة من أحوال أهل الزيغ والعناد ، والدوام على جميع أنواع الخير في ازدياد ، والتوفيق في الأقوال والأفعال للصواب ، والجري على آثار ذوي البصائر والألباب ، وأن يفعل ذلك بوالدينا ومشايخنا وجميع من نُحبّه ويُحبنا ، وسائر المسلمين إنه الواسع الوهاب ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه مَتاب " العلامتين من مقدمة الإمام النووي لكتابه المجموع شرح المهذب (1/29) .

    وهذا جُهد الـمُـقـلّ ، فما كان فيه من سداد وتوفيق فهو مِنّـة من الله وحده ، وما كان فيه من عيب فذاك مني والله ورسوله مِنه بريئان .

    وأشكر كل من أهدى إليّ عيوبي .

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #3
      أولاً : تعريف الدعـاء

      الدعاء هو النداء والطلب
      ومنه قوله سبحانه : ( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء ) [البقرة : 171]
      قال في المصباح المنير : دعوتُ الله أدعوه دعاء . ابتهلت إليه بالسؤال ، ورغبت فيما عنده من الخير ، ودعوت زيداً : ناديته ، وطلبت إقباله .
      وقال الزمخشري : دعـو : دعوت فلاناً وبِفلان : ناديته وصِحت به
      وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – : الدعـاء هو إظهـار غـاية التذلل والافتقار الى الله والاستكانة له سيأتي بتمامه بمشيئة الله . انظر – غير مأمور – ( ص 12 ) من هذا الكتاب.
      ويُفرّق العلماء بين الدعاء والأمر والالتماس .
      فالأمر : طلب من الأعلى إلى الأدنى .
      والدعاء : - عكسه – طلب من الأدنى إلى الأعلى .
      والالتماس : طلب بين مُتساويين مما قيّدته مِنْ فوائد دروس شيخنا الفاضل الشيخ العلامة عبد الكريم الخضير – حفظه الله – عند قول أبي قتادة – رضي الله عنه – للنبي صلى الله عليه وسلم – في صاحب الدَّين – : صَـلِّ عليه . قال : فهذا التماس من أبي قتادة – رضي الله عنه – .
      .
      وإنما أوردت الفروق هنا لأن من الناس من يُشكل عليه قول الداعي – مثلاً – : اللهم أدخلني برحمتك التي وسعت كل شيء . فيظن أن هذا من جنس الأمر ، وليس كذلك .

      أنواعـه :

      باعتبار هيئة الداعي :
      أن يرفع يديه حذو منكبيه ، أو يمـدّ يديه مَـدّاً ، أو يُشير بأصبع واحدة .
      قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : المسألـة أن ترفع يديك حـذو منكبيك أو نحوهما ، والاستغفار أن تشير بأصبع واحدة ، والابتهال أن تمدّ يديك جميعا -حديث صحيح : رواه أبو داود مرفوعا وموقوفاً (2/79) ح 1489 – 1491 ، ورواه الحافظ الضياء في المختارة موقوفاً . وهو في صحيح الجامع برقم 6694 .
      وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا خَطَب يُشير بأصبعه المسبِّحـة .
      روى مسلم عن عمارة بن رؤيبة – رضي الله عنه – أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه فقال : قـبّـح الله هاتين اليدين ! لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا ، وأشار بإصبعه المسبحة .

      باعتبار لفظ الدعاء :
      توحيد وثناء ، ومسألة عفو ورحمة ، وسؤال عافية ونحوها .
      قال ابن منظور – رحمه الله – :
      قال الله تعالى : ( وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) قال أبو إسحاق : يقول : ادعوا من استدعيتم طاعته ورجوتم معونته في الإتيان بسورة مثله ، وقال الفراء : وادعوا شهداءكم من دون الله يقول آلهتكم . يقول استغيثوا بهم ، وهو كقولك للرجل : إذا لقيت العدو خاليا فادع المسلمين ، ومعناه استغث بالمسلمين ، فالدعاء ههنا بمعنى الاستغاثة ، وقد يكون الدعاء عبادة إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ) وقوله بعد ذلك : ( فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ ) يقول ادعوهم في النوازل التي تنـزل بكم إن كانوا آلهة كما تقولون يجيبوا دعاءكم ، فإن دعوتموهم فلم يجيبوكم فأنتم كاذبون أنهم آلهة ، وقال أبو إسحاق في قوله عز وجل : ( أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) معنى الدعاء على ثلاثة أوجه :
      فَضَرْبٌ منها توحيده والثناء عليه كقولك : يا الله لا إله إلا أنت ، وكقولك : ربنا لك الحمد . إذا قلته فقد دعوته بقولك ربنا ثم أتيت بالثناء والتوحيد ومثله قوله عز وجل وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) فهذا ضرب من الدعاء .


      والضرب الثاني مسألة الله العفو والرحمة وما يقرب منه كقولك : اللهم اغفر لنا .


      والضرب الثالث مسألة الحظ من الدنيا كقولك : اللهم ارزقني مالا وولدا .
      وإنما سمي هذا جميعه دعاء لأن الإنسان يصدر في هذه الأشياء بقوله يا الله ، يا رب ، يا رحمن ، فلذلك سمي دعاء . اهـ .






      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #4
        ويُقسّم بعض العلماء الدعاء إلى :


        1 - دعاء عبادة .
        2 – دعاء مسألة .
        فالأول مثاله الصوم والصلاة وسائر العبادات ، فإذا صلى أو صام فقد دعا ربه بلسان حاله أن يغفر له ، وأن يُجيره من عذابه ، وأن يُعطيه من نوالِه .
        ومَنْ صَرَف شيئا من هذا النوع لغير الله فقد أشرك بالله ، وشِركه يُعدّ شركاً أكبر .
        والثاني منه ما هو عبادة ، وهو موضوع هذا الكتاب ، وهذا لا يجوز صرفه إلا لله ، فَمَن صَرَفه لغير الله فقد أشرك .
        ومنه ما هو ليس من جنس العبادة ، ومنه قوله – عليه الصلاة والسلام – : مَنْ دعـاكـم فأجيبوه رواه البخاري ح. وهذا مما يقدر عليه المخلوق ، وفيما يقدر عليه ..القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ العثيمين ( 1 / 120 ، 121 ) .

        والدعاءُ إنما يكون رغبةً ورهبةً خوفاً ورجاءً .
        رغبة بما عند الله – جل جلاله – من الثواب العاجل والنعيم المقيم ، ورهبة مما أعدّه لأعدائِه من العذاب المقيم والنَّكال والجحيم .
        وقد أثنى الله على أنبيائه فقال : ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) [ الأنبياء : 90 ] .
        وقال – عز وجل – آمِـراً عباده المؤمنين بذلك : ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) [ الأعراف : 55 ، 56 ]


        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #5
          ثانياً : الأمر بالدعاء والحث عليه

          أمر الله سبحانه بالدعاء ووعد بالإجابة ، فقال جلّ شأنه : ( وَقَالَرَبُّكُمُادْعُونِيأَسْتَجِبْلَكُمْإِنَّالَّذِينَيَسْتَكْبِرُونَعَنْعِبَادَتِيسَيَدْخُلُونَجَهَنَّمَدَاخِرِينَ ) [ غافر : 60 ]
          فسمى اللهُ عز وجل الدعاء : عبادة ، كما في الآية السابقة ، وكذلك سـمّاه رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في حديث النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :إن الدعاء هو العبادة» ثم قرأ :( وَقَالَرَبُّكُمُادْعُونِيأَسْتَجِبْلَكُمْإِنَّالَّذِينَيَسْتَكْبِرُونَعَنْعِبَادَتِيسَيَدْخُلُونَجَهَنَّمَدَاخِرِينَ ) [ غافر : 60 ] حديث صحيح: رواه أحمد (4/267) وأبو داود (2/76) والترمذي (5/211) وابن ماجه وصححه الألباني في الموضع السابق من صحيح الأدب المفرد ..
          قال شيخُ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : الدعـاءُ من أعظـم الدِّيـن مجموع الفتاوى ( 22/475 ).
          وقال ابن منظور – رحمه الله – :
          في أسماء الله : المجيب ، وهو الذي يُقابل الدعاء والسؤال بالعطاء والقبول سبحانه وتعالى .
          وأمَـر الله – عز وجل – بالدعاء والإخلاص فيه ، فقال سبحانه : ( قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ) [ الأعراف :29 ] إذ الدعاء حال الإخلاص أبلغُ في حصول المقصود ، وأقرب إلى انكسـار القلب ، وصدقِ اللجؤ إلى الله سبحانه وتعالى . لذا كانت دعـوة المضطر مستجابَـة : ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) [ النمل :62 ] .
          وفي المسند وغيره عن أبي هريرة قـال : قال رسـول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : دعوة المظلوم مستجابة ، وإن كان فاجرا ، ففجوره على نفسه - قال المنذري في الترغيب ( 3/130 ) : رواه أحمد بإسناد حسن . وقال الهيثمي في المجمع ( 10/151) : رواه أحمد والبزار بنحوه وإسناده حسن . وقال الحافظ في الفتح ( 3/422 ) : إسناده حسن .


          ألم تر حال المشركين في الجاهلية الأولى كيف يتخلّون عن آلهتهم ويَدْعُون الله مخلصين له الدين وذلك إذا ركبوا في الفلك ، واضطربت بـهم الأمواج ، كما في قوله تعالى : ( حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) [يونس : 22 ] .
          والمشركون ما كانوا يفزعون لآلهتهم عند الشدائد ، بل كانوا يلجئون إلى الله ، إذ النفوس جُبلت على الالتجاء لله وحده عند حصول المكروه ؛ إلا ما يكون من بعض مشركي زماننا ! فإن ملجأهم ومفزعهم (السيّد) أو (القطب) ، فأبو جهل أفقهُ من هؤلاء !!
          تأمّل قول الله تبارك وتعالى : ( وَإِذَاغَشِيَهُممَّوْجٌكَالظُّلَلِدَعَوُااللَّهَمُخْلِصِينَلَهُالدِّينَ ) [ لقمان : 32 ] .
          قال ابن القيم – رحمه الله – : التوحيد مَفْزَعُ أعدائه وأوليائه ؛ فأما أعداؤه فينجيهم من كُرب الدنيا وشدائدها فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ) [العنكبوت : 65 ] ، وأما أولياؤه فينجيهم به من كربات الدنيا والآخرة وشدائدها ، ولذلك فزع إليه يونس فنجّـاه الله من تلك الظلمات ، وفزع إليه أتباع الرسل فَنَجَوا بِهِ مما عُذِّبَ به المشركون في الدنيا ، وما أُعِدّ لهم في الآخرة ، ولما فزع إليه فرعون عند معاينة الهلاك وإدراك الغرق له لم ينفعـه ؛ لأن الإيمان عند المعاينة لا يُقبل . هذه سنة الله في عباده . فما دُفِعَتْ شدائد الدنيا بمثل التوحيد .


          ولما ذُكِرَ الصيامَ وأحكامه في التنـزيل العزيز ناسب المقـام أن يُذكر بعده شأن الدعاء ، إذ الصيام يقترن بالقيام فهما صنوان ، والقيام يتضمن الدعاء ، قال ربنا سبحانه : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) [ البقرة : 186] .
          وجاء في سبب نـزول هذه الآية أن الصحابة رضي الله عنهم قالوا : يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه ، أم بعيد فنناديه ؟ فأنـزل الله هذه الآية .
          وتمعّن في هذه الآية حيث لم تُجعل الإجابة فيها للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فقد ورد قبلها آيـات وبعدها آيات سُئل فيها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أسئلة جاءته الإجابة مُصدّرة ـ ( قل ) : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ) [ البقرة :189] (سْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ ) الآية [ البقرة : 215] ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاس وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ِ) الآية [ البقرة : 219] ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ ) الآية [ البقرة : 220 ]
          وغيرها من الآيات ، أما هذه الآية فصُدِّرت بـ ( فَإِنِّيقَرِيبٌ ) .
          وما ذلك إلا لأن الدعاءَ عبادةٌ محضة لا يجـوز صرفها لغير الله ، وحتى لا يُتوهّم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم واسطة بين الخلق والخالق في ذات العبادة ، فجاء الجواب بالتأكيد ( فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) ولم يقل سبحانه وتعالى : فقل ، أي يا محمد . والله أعلم .

          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #6


            ثالثاً : فضل الدعاء



            الدعاء فضله عظيم ، وشأنه جسيم

            فبالإضافة إلى أنه عبادة مأمور بها ، مُثاب فاعلها إلا أنه :

            1 - يُستدفعُ بِـهِ البلاء ، ويُـردُّ بِـهِ القضاء

            قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : لاَ يَرُدّ القَضَاءَ إِلاّ الدّعَاءُ ، وَلاَ يَزِيدُ في العُمُرِ إِلاّ البِرّ .
            رواه أحمد (5/280) وابن ماجه (1/35 ، 4/369)

            وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : الدعاء ينفع مما نـزل ومما لم ينـزل ، فعليكم عباد الله بالدعاء .رواه ابن عمر : الترمذي ( 5/552 ) والحاكم ( 1/670 ) وله شاهد ثان من حديث عائشة.

            2 - كَـرامـة الدعاء على الله دِلالة على فضله

            قال – عليه الصلاة والسلام – : لَيْسَ شَيْءٌ أَكْـرَمَ على اللّهِ سُبْحَانَهُ مِِـنَ الدّعَاءِ رواه أحمد في المسند ( 2/362 ) والبخاري في الأدب المفرد ( 265 صحيح الأدب ).

            3 - وبالدعاء تستمطر الرحمات ، وتُستدفع النقمات

            ولذا كان الناس إذا قحطوا خرجوا للمصلى ، وسألوا الله جل وعلا ، وتضرعوا إليه فيسألونه بصدق وإخـلاص وحسنِ لجـاءة إليه ، فيستجيبَ دعائهم ، ( وَهُوَالَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُوَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ) [ الشورى : 28 ] .
            وفي الصحيحين من حديث أنسِ بنِ مالكٍ أَنّ رجُلاً دخلَ المسجدَ يومَ جُمعةٍ من بابٍ كان نحوَ بابِ دارِ القضاءِ - ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قائمٌ يخطبُ - فاستقبلَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قائماً ، ثم قال : يا رسولَ اللهِ . هلَكَتِ الأموالُ ، وانقطَعَتِ السبلُ ، فادعُ اللهُ يُغيثُنا فرفعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدَيهِ ، ثم قال : اللّهمّ أغثْنا . اللّهمّ أغثْنا اللّهمّ أغثنا . قال أَنسٌ : ولا واللهِ ما نرَى في السماءِ من سحابٍ ولا قَزَعـةً ، وما بَينَنا وبينَ سَلعٍ من بيتِ ولا دارٍ . قال : فطلَعَتْ من ورائهِ سحابةٌ مثلُ التّرسِ ، فلمّا توسّطَتِ السماءِ انتَشَرتْ ثم أمطرَتْ ، فلا واللهِ ما رأينا الشمسَ سبتاً ، ثمّ دَخلَ رجلٌ من ذلكَ البابِ في الجُمعةِ المُقبلة.رواه ابن حبان ( 3/151 إحسان ) . وهو حديث حسن وفي رواية للبخاري ( ستّـاً ) . وانظر – غير مأمور – فتح الباري ( 2/585 )

            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

            تعليق


            • #7
              ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قائمٌ يَخطب – فاستقبلَهُ قائماً فقال :يا رسولَ اللهِ هَلكَتِ الأموالُ ، وانقطَعتِ السبُلُ ، فادعُ اللهَ يُمسِكها عنا ! قال فرفعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يديهِ ثم قال : اللّهمّ حَوالَينا ولا علينا . اللّهمّ عَلَى الآكامِ والظرابِ وبُطونِ الأوديةِ ومَنابتِ الشجر . قال : فأَقلعَتْ ، وَخرجْنا نمشي في الشمسِ - رواه البخاري في كتاب الاستسقاء.



              3 - وبالدعاء يُستخرج مكنون عبودية الدعاء والتضرع لله سبحانه والذلّ بين يديه

              عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : من لم يَدْعُ اللهَ غضب اللهُ عليه .

              وما ذلك إلا لأن العبد مفتقر إلى الله في جميع أحوالـه ، فمن ترك الدعـاء فقد استغنى عن الله بلسان حاله ، وهذا موجبٌ لغضب الله عليه .

              اللهُ يغضبُ إن تركتَ سؤالَه وبُنيّ آدمَ حينَ يُسـألُ يغضبُ

              ولذا كانت عائشة – رضي الله عنها – تقول : سلوا الله التيسير في كل شيء ، حتى الشسع في النعل ، فإنه إن لم يُيسره الله لم يتيسر - رواه أبو يعلى في المسند ( 8/44 ).



              قال بكر بن عبد الله المزنى : ينـزل بالعبد الأمر فيدعو الله فيُصرف عنه ، فيأتيه الشيطـان فيضعف شكره يقول : إن الأمر كان أيسر مما تذهب إليه .



              قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : قال بعض السلف : يا ابن آدم . لقد بُورِك لك في حاجة أكْثَرْتَ فيها مِنْ قَرْعِ باب سيِّدك .

              وقال بعض الشيوخ : إنه ليكون لي إلى الله حاجة فأدعوه ، فيفْتَح لي من لذيذ معرفته وحلاوة مناجاته ما لا أحبّ معه أن يُعجّل قضـاء حاجتي خشية أن تنصرف نفسي عن ذلك ؛ لأن النفس لا تـريد إلا حظّهـا فـإذا قُـضْيَ انْصَرَفَتْ ..مجموع الفتاوى (10/333) .

              قال ابن القيم – رحمه الله – :

              فإذا كان كلُّ خيرٍ أصله التوفيق ، وهو بيـد الله لا بِيَـدِ العبـد ، فمفتاحه الدعاء والافتقار وصِدقِ اللجأ والرغبة والرهبة إليه ، فمتى أَعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح لـه … وما أُتي من أُتي

              ، إلا من قِبل إضاعةِ الشكر وإهمالِ الافتقار والدعاء ، ولا ظَفِرَ من ظَفِر – بمشيئة الله وعونه – إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء .



              وقال أيضا :

              ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبّد لـه ، ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه ، إنما العجب من مالك يتحبّب إلى مملوكـه بصنوف إنعامـه ويتودد إليه بأنواع إحسانه ، مع غناه عنه

              كفى بك عزّاً أنك له عبد وكفى بك فخراً أنه لك رب .



              وقال ابن رجب – رحمه الله – : واعلم أن سؤالَ اللهِ تعالى دون خلقه هو المتعيّن ؛ لأن السؤال فيه إظهار الذل من السائل والمسكنة والحاجة والافتقار ، وفيه الاعتراف بقـدرة المسؤول على دفـع هذا الضرر ، ونيـلِ المطلوب ، وجلـبِ المنافع ، ودرء المضارّ ، ولا يصلح الذل والافتقار إلا الله وحده ، لأنه حقيقة العبادة .



              وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – : الدعـاء هو إظهـار غـاية التذلل والافتقار الى الله والاستكانة له ، وما شُرِعَتْ العبادات الا للخضوع للباري وإظهار الافتقار اليه .





              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

              تعليق


              • #8

                رابعاً : كيف يكون الدعاء مستجاباً ؟



                ثمّـة أمور وآداب وأحوال ليست واجبة كلّها ، فمنها ما هو واجب ، ومنها ما هو مسنون مستحبّ ، ومنها ما هو واجب التّرك .

                فإذا تأدّب العبد بآداب الدعاء كان ذلك أحرى وأدعى للإجابة .

                ومن آداب الدعاء :



                1 - الإخلاص لله تبارك وتعالى



                قال الله – عز وجل – وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) [الأعراف:29]

                وقال – جل جلاله – هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [غافر:65]

                قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله – فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) أي موحدين له مُقِرِّين بأنه لا إله إلا هو .

                وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – : وقد دلّـت الآية المذكـورة أن الإجـابة مشترطـة بالإخـلاص .

                والإخلاص في اللغة ترك الرياء في الطاعة .

                وعرفاً تخليص القلب من كل شوب يكدر صفاءه ، وكل ما يتصور أن يشوب غيره .

                فيستلزم الإخلاص في الدعاء تعلّق القلب بالله والافتقار إليه ، واستشعار أنه لا غنى لـه طرفة عين عن مولاه .

                وسيأتي لاحقا – إن شاء الله – أن الدعاء لا يُستجاب من قلب غافلٍ لاهٍ ، وأن على الداعي أن يعزم المسألة .



                قال ابن القيم – رحمه الله – : لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار ، والضب والحوت ، فإذا حدّثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقْبِلْ على الطمع أولاً فأذبحه بسكين اليأس ، وأقْبِل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة ، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص ، فإن قلت وما الذي يسهل علي ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح قلت أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقينا أنه ليس من شيء يطمع فيه الا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه وأما ازهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ويضر ذمة ويشين الا الله وحده .



                2 - رفع اليدين.


                روى مسلم من حديث أنس – رضي الله عنه – قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يرفعُ يديه في الدعاء ، حتى يُرى بياضُ إبطيه ورواه البخاري . كتاب الاستسقاء . باب رفع الإمام يده في الاستسقاء .

                وهذا يدلّ على شدة رفع اليدين في الدعاء .

                وفي حديث أبي موسى قال : ثم رفعَ يدَيهِ فقال : اللهمّ اغفرْ لعُبَيدٍ أبي عامر ، ورأيتُ بياضَ إبطيْه .

                وعن مَالِكِ بنِ يَسَارٍ السّكُونِيّ ثُمّ الْعَوْفِيّ أَنّ رَسُـولَ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : إذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ ببُطِونِ أكُـفِّـكُمْ ، وَلاَ تَسْأَلُـوهُ بِظُهُورِهَـا .

                وفي حديث أنس وقصة دخول الأعرابي قال : فرفعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدَيهِ ثم قال : اللّهمّ أغثْنا . اللّهمّ أغثْنا . اللهمّ أغثـنا .

                وفي صحيح مسلم من حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم : ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) [ إبراهيم : 36 ] ، وقال عيسى عليه السلام : ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَالْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [ المائدة : 118 ] ، فرفع يديه وقال : اللهم أمتي أمتي ، وبكى ، فقال الله – عز وجل – : يا جبريل اذهب إلى محمد – وربك أعلم – فَسَلْـهُ ما يبكيك ؟ فأتاه جبريل – عليه الصلاة والسلام – فسأله ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما قال - وهو أعلم - ، فقال الله : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءُك .

                قال الإمام النووي – رحمه الله – : هذا الحديث مشتمل على أنواع من الفوائد منها استحباب رفع اليدين في الدعاء ... المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج (3/438) .



                وعن أَبي هُرَيْرَةَ قال : أقْبَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فَدَخَلَ مَكّةَ ، فأَقْبَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى الْحَجَرِ فَاسْتَلَمَهُ ثُمّ طَافَ بالْبَيْتِ ، ثُمّ أَتَى الصّفَا فَعَلاَهُ حَيْثُ يَنْظُرُ إلَى الْبَيْتِ فَرَفَعَ يَدَيْـهِ فَجَعَلَ يَذْكُرُ الله – عز وجل – مَا شَاءَ أنْ يَذْكُرَهُ وَيَدْعُوهُ حديث صحيح : رواه أحمد ( 2/538 ) .



                وتقدّم حديث عمر رضي الله عنه - في صفةِ دعائه صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم بدر - وفيه : فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم الْقِبْلَةَ ثُمّ مَدّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبّهِ : اللّهُمّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَني ، اللّهُمّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي اللّهُمّ إنْ تَهْلِكْ هَـَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ لاَ تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ ، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبّهِ مَادّاً يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حتى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ ..حديث حسن رواه الإمام أحمد ( 5/438 ) والترمذي ( 5/556 ) وحسّنه.

                ولرفع اليدين فائدة عظيمة ، حيث يستحي ربُّك أن يردّهما صفرا . فقد ثبت من حديث سلمان – رضي الله عنه – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : إِنّ رَبّكُمْ تَبَارَكَ وتعَالى حَيِيّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدّهُما صِفْراً خائبتين ..رواه وابن حبان ( 3/160 ) ، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (11/143) : سنده جيد .



                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                تعليق


                • #9

                  3 ـ الوُضوء لمن أراد الدعاء




                  الوضوء لمن أراد الدعاء مُستحب ، وهو من آداب الدعاء .

                  فعن أبي موسى – رضي الله عنه – قال : لما فَرَغَ النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حُنين بَعثَ أبا عامر على جيشِ إلى أوطاس فلقيَ دُرَيدَ بن الصّمّة ، فقُتِلَ دُرَيدٌ ، وهَزَمَ اللّهُ أصحـابه . قال أبو موسى : وَبَعثني مَعَ أبي عامر ، فرُميَ أبو عامرٍ في ركبتِهِ ، رَمَاه جُشَميّ بسهمٍ فأثبَتَهُ في رُكبتِهِ ، فانتهيتُ إليهِ فقلتُ : يا عـمّ مَن رماكَ ؟ فأشارَ إلى أبي موسى ، فقال : ذاك قاتلي الذي رماني ، فَقَصَدتُ له فلحِقته ، فلما رآني وَلّى ، فاتّبَعْـتُه ، وجعلت أقولُ له : ألا تَستحي ! ألا تثبت فكفّ ، فاختَلفنا ضربتَين بالسيف فقتلتُهُ ، ثم قلتُ لأبي عامر : قَتَل اللّهُ صاحبَك . قال : فانزع هذا السهمَ فنـزَعتُه فنـزا منهُ الماء قال : يا ابنَ أخي أقرئ النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم السلامَ ، وقُلْ لـه : استغفِـرْ لي . واستَخلَفني أبو عامِرٍ على الناس ، فمكثَ يسيراً ثم مـات ، فرجَعتُ فدخلت على النبيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم في بيتِهِ على سريرِ مُرمَلٍ وعليه فِراشٌ قد أثّرَ رِمالُ السريرِ في ظهرِهِ وَجَنبَيه ، فأخبرتُهُ بخبرِنا وخبرِ أبي عامر . وقلت لـه : قال : قُل لـه يستغفرْ لي ، فدَعا بماءٍ فتوضّأَ ، ثم رفعَ يدَيهِ ثم قال : اللهمّ اغفرْ لعُبَيدٍ أبي عامر ، ورأيتُ بياضَ إبطيْه ثمّ قال : اللهمّ اجعَلْهُ يومَ القيامةِ فوق كثيرٍ من خلقِكَ من الناس ، فقلتُ : وَلِي فاستغفرْ فقال : اللهمّ اغفر لعبدِ اللّهِ بن قَيس ذَنْبَه وأدخلْه يومَ القيامة مُدخَلاً كريماً .

                  قال أبو بُردَةَ : إحداهما لأبي عامرٍ ، والأُخرى لأبي موسى .



                  4 - استقبال القبلة




                  عن جابرِ بنِ عبدِ اللّهِ – رضي الله عنه – في صفة حجة الوداع – قال : ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات ، وجعل جبل المشـاة بين يديه ، واستقبل القبلـة ، فلم يزل واقفـا حتى غربت الشمس ... قال : ثُمّ ركـبَ القصواء حتّى وقفَ على المَشعرِ الحرامِ واستقبلَ القبلةَ فدعـا اللّهَ وكبّرَهُ وهلّلَهُ ووحّدَهُ ، فلم يـزل واقفاً حتى أسفـر جـداً .

                  وهذا في أعظم مواطن الدعـاء ، في عرفة وعند المشعر الحرام .

                  وعن عبّادِ بنِ تميم عن عمّهِ قال : رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم خَـرجَ يَستسقي قال : فحوّلَ إِلى الناسِ ظهرَهُ واستَقبلَ القِبلةَ يدعو .

                  وفي صفة دعاء النبيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم بدر : فَاسْتَقْبَلَ نَبِيّ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم الْقِبْلَةَ ثُمّ مَدّ يَدَيْهِ .



                  5 ـ البدء بالثناء على الله ، ثم الصلاةِ على النبيّ صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء




                  عن عبدِ الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : كُنْتُ أُصَلّي والنبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبُو بكرٍ وعُمَرُ معه ، فلما جَلَسْتُ بَدَأْتُ بالثناءِ على الله ، ثم الصّلاةِ على النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ثم دَعوْتُ لنَفْسِي ، فقال النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : سَلْ تُعْطَـهْ . سَلْ تُعْطَـهْ . رواه الترمذي ( 2/488 ) وقال : حسنٌ صحيحٌ


                  وعن فَضَالَةَ بنَ عُبَيْدٍ صَاحِب رَسُولِ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : سَمِعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رَجُلاً يَدْعُو في صَلاَتِهِ لَمْ يُمَجّدِ الله وَلَمْ يُصَلّ عَلَى النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : عَجِلَ هَذَا . ثُمّ دَعَاهُ فَقَالَ - لَهُ أوْ لِغَيْرِهِ - : إذا صَلّى أَحْدُكُمْ فَلْيبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبّهِ وَالثّنَاءِ عَلَيْهِ ، ثُمّ يُصَلّي عَلَى النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، ثُمّ يَدْعُو بَعْـدُ بِمَـا شـاء رواه أحمد (6/18 ) وأبو داود ( 2/77 ) والترمذي ( 5/517 ) .




                  6 ـ التضرع والإخبات لله جل وعلا ، والانكسار بين يديه



                  قصّ الله تبارك وتعالى خـبر أيوب – عليه الصلاة والسلام – فقال : ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَالضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَابِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَاوَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ) [الأنبياء:83-84] .


                  وقد سُئل ابنِ عباسٍ عن استسقاءِ رسولِ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : إن رسولَ صلى الله عليه وعلى آله وسلم خَرَجَ مُتَبَذّلاً مُتَوَاضِعـاً مُتَضَرّعـاً ، حتى أَتَى المُصَلّى ، فلم يَخْطُبْ خُطْبَتكم هذِهِ ، ولكن لم يـزَل في الدعاءِ والتَضَرّعِ والتكبيرِ ، وصلّى ركعَتْينِ كما كانَ يصَلّي في العيدِ رواه أحمد (1/355 ) وأبو داود (1/302 ) والترمذي (2/445 ) وقال :حسنٌ صحيحٌ .


                  ومِن هُنا اختلف خروجه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لصلاة الاستستقاء عن خروجه لصلاة العيد ؛ لأن المقام – في الاستسقاء – مقام تذلل لا مقام تجمّل ، ومقام الدعاء في عرفـة مقام تخشّع وتذلل ، بينما يوم العيد يوم فرح وتجمّل .



                  ويدخل في التذلّل : فعل بعض السلف عند خروجهم للاستسقـاء ، فقد كان بعضهم يـحثو التراب على رأسـه ، ويخرج متخشِّعـاً .

                  أو يضع التراب على رأسه عند الدعاء تخشعا وتذللاً .

                  فعن عقبة بن عامر – رضي الله عنه – قال : لما طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر ، فبلغ ذلك عمر ، فَوَضَعَ التراب على رأسه وجعل يقول : ما يعبأ الله بعمر بعد هذا . فنـزل جبريل من الغد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله تعالى يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر .رواه أبي داود (2/285) والنسائي (6/213) وابن ماجه (1/650) عن عمر – رضي الله عنه – .










                  تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                  قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                  "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                  وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                  تعليق


                  • #10

                    7 ـ الاعتراف بالذنب




                    الاعتراف بالذّنب أقرب إلى العفو ، ومن تأمل كتاب الله وجد إجابة دعـوات بعض الأنبياء قُرِنت بالاعتراف بالذنب .

                    فهذا أبو البشر – عليه الصلاة والسلام – وزوجه يعترفان

                    ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِر لَنَا وَتَرْحَمْنَالَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) [ الأعراف : 23 ]

                    ويأتي الجواب

                    ( ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ) [ طه : 122 ]

                    وذاك نبي الله داود الذي استغفر( رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ )

                    قال الله جل جلاله فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ ) وزيادة ( وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ) .

                    وذاك ابنه سليمان الذي تاب وأناب

                    ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ )

                    فوهب له ربُّـه ملكا عظيما ، وسخّر له الريح ، والجن ، والطير .

                    وذاك القوي الأمين قال بعد أن قتل نفساً قَال:
                    ( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) [ القصص : 16]

                    ودعوة ذي النون إذْ دَعَـا وَهُوَ في بَطْنِ الحُوتِ تضمنت الإقرار والاعتراف ، قال سبحانه :
                    ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاّ إِلَهَ إِلاّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )
                    والجواب فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ) وزيادة ( وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ )

                    وهذه عادة الله في أوليائه

                    ( وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ) [ الأنبياء 87 ، 88 ]

                    فنجاه مولاه سبحانه ، وصارت دعوته نبراساً للمؤمنين .

                    فعن سَعْد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – قال : قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : دَعْوَةُ ذِي النّونِ - إذْ دَعَا وَهُوَ في بَطْنِ الحُوتِ - : لا إلَهَ إلاّ أنْتَ سُبْحَانَكَ إنّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ ، فَإِنّهُ لَمْ يَدْعُ بـها رَجُلٌ مُسْلِمٌ في شَيْءٍ قَطّ إلاّ اسْتَجَابَ الله لَـهُ .حديث صحيح : رواه أحمد ( 1/170 ) والترمذي ( 5/529 )

                    ونادِ إذا سجدتَّ له اعترافـاً بمـا ناداه ذا النون بن متّى



                    تأمل في مناجاةَ النبيِّ عليه الصلاة والسلام ، وهو يُناجي ربّه في دُجى الليل الساكن .

                    فقد كان من دعائه عليه الصلاة والسلام إذا قام يتهجّد من الليل أن يقول – بعد أن يُثني على الله عز وجلّ بما هو أهلُه – :

                    اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما أسرفت ، وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم وأنت المؤخر . لا إله إلا أنت .

                    ثم تأملوا هذا الدعاء من أدعيته عليه الصلاة والسلام ، وهو يقول :

                    اللهم اغفر لي جدي وهزلي ، وخطئي وعمدي ، وكل ذلك عندي .

                    وكان صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده :

                    اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه ، دِقَّـه وجِلَّه ، وأولَه وآخرَه ، وعلانيتَه وسرَّه

                    وفي هذا الدعاء الاعتراف بالذنب ، مع أنه – عليه الصلاة والسلام – قد غُفِر له ما تقدّم مِن ذَنبه وما تأخّـر .

                    وقد تقدّم تعليمه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبي بكر دعاءً يدعوا به في صلاته ، وفيه هذا المعنى .

                    قال سبحانه وبحمده : ( وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) [ آل عمران : 15 - 16]

                    فهذا توسّـلٌ بالعمل الصالح وهو الإيمان بالله ، واعتراف بالذنب ، وختمـه بالدعاء بالنجاة من عذاب النار .

                    وكما قيل : سكب العبرات يُقيل العثرات .

                    فـ :

                    يا من عدى ثم اعتدى ثم اقترف ثم ارعـوى ثم انتهى ثم اعترف

                    أبشـر بقـول الله في آياتـه :

                    ( إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ )



                    8 - اليقينِ بالإجابة مع حضور القلبِ



                    القلب هو ملِك الأعضاء ، ولا بُـد من حضوره عند سؤال ملِك الملوك سبحانه وتعالى .

                    وإذا لم يحضر القلب كان الدعاء نوع من العبث .

                    فعن أبي هُرَيْرة – رضي الله عنه – قال : قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : اُدْعُوا الله وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بالإجَابَـةِ ، وَاعْلَمُـوا أَنّ الله لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ .حديث حسن : رواه والترمذي ( 5/517 ) والطبراني في الأوسـط ( 5/211 )

                    وبذلك يتبين لك عبث بعض الناس الذين يرفعون أيديهم وقلوبـهم لاهية ، فيرفع أحدُهم يديه ويلتفت يميناً وشمالاً ، ولا يَـعِـي ما يقول ، وبعضهم اتخذ رفع يديه بعد النافلة وقبل الفريضة عادة ، حتى يرفع بعضهم يديه ولا يقول شيئاً !

                    قال ابن مسعود – رضي الله عنه – : لا يسمعُ اللهُ من مسمِّع ، ولا مـراءٍ ، ولا لاعِـبٍ ، إلا داعٍ دعـا يُثبت من قلبه .

                    أي يسمعُ الله دعـاءه .

                    قال مالك بن الحارث : كان ربيع يأتي علقمة . قال : فأتاه ولم يكن ثمة ، فجاء رجل فقال : ألا تعجبون من الناس وكثرة دعائهم وقلة إجابتهم ؟ فقال ربيع : تدرون لم ذاك ؟ إن الله لا يقبل إلا الناخلة من الدعاء ، والذي لا إله غيره لا يسمع الله من مُسمِّع ولا مرائي ولا لاعب ولا داع إلا داعٍ دعا بتثبت من قلبه .

                    قال يحيى بن معاذ : من جَمَعَ الله عليه قلبَه في الدعاء لم يردّه .

                    قال ابن القيم معلّقاً على قوله : إذا اجتمع عليه قلبُه ، وصدقت ضرورتُـه وفاقتُه ، وقوي رجاؤه ، فلا يكادُ يُردُّ دعاؤه .



                    9 ـ ختم الدعاء بما يناسب الحال




                    وذلك كأن تدعو الله – عز وجل – أن يرزقك رزقـاً حسنا فتَخْتِم دعـائك بنحو قولك : يا رزاق يا ذا القوة المتين .

                    وعند طلب المغفرة تختم الدعاء بنحو : ياغافر الذنب ، أو ياغفّار أو يا غفور يا رحيم ، وهكذا

                    ولذا كان من دعائه صلى الله عليه وعلى آله وسلم : اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسـررت وما أعلنت ، وما أنت أعلم به مني . أنت المقـدِّم وأنت المؤخِّـر ، وأنت على كل شيء قدير .

                    ولما سأل أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسولَ اللّه علمني دُعاءً أَدعو به في صلاتي قال : قل : اللهمّ إني ظلمتُ نفسي ظلماً كثيراً ، ولا يَغفـرُ الذّنوبَ إلا أنتَ فاغفِرْ لي مغفرةً من عندَك وارحمني إنكَ أنتَ الغفور الرّحيم رواه البخاري ( 1/203 ) ومسلم ( 4/2078 ) ..

                    وعلّم رسولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عائشة – رضي الله عنها – دعـاءً تدعو به إن هي وافقت ليلة القدْر أو عَلِمَتْها ، فقال : قُولِي : اللّهُمّ إِنّكَ عَفُوّ كريم تُحِبُ العَفْـوَ فاعْـفُ عَـنّـي .

                    فهذا كله من ختم الدعاء بما يُناسبه من أسماء الله الحسنى .





                    10 ـ الإكْثارِ من الدّعَاءَ في الرّخَاءِ


                    مَـنْ عَـرَف الله في الـرخـاء عَـرَفَـه في الشِّـدّة .

                    عن أَبي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قـال : قال رسُـولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : مَنْ سَـرّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللهُ لَهُ عِنْدَ الشّدَائِدِ والكُرَبِ ، فَلْيُكْثِـرِ الدّعَاءَ في الرّخَـاءِ حديث حسن : رواه الترمذي ( 5/462 ) .

                    قال أبو الدرداء : مَنْ يُكثر الدعاء في الرخاء يُستجاب لـه عند البلاء ، ومن يُكثر قَرْع الباب يُفتح لـه.



                    وقال ابن رجب : وفي الجملة ، فَمَنْ عَامَلَ الله بالتقوى والطاعـة في حال رخـائه ، عَامَلَهُ الله باللطف والإعانة في حال شدّتِه .



                    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                    تعليق


                    • #11



                      11 ـ تكرار الدعاء والإلحاح على الله



                      مَن يُكثر قَرْع الباب يُفتح لـه ، كما قال أبو الدرداء – رضي الله عنه – .

                      ومَن ألـحّ على الله في الدعاء فإن الله لا يَردّ مَن سأله ، ولا يقطع مَن رجـاه ، ولا يخيب مَن أمّـلـه .

                      وجاء في صفة دعائه صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم بدر أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ، ثُمّ مَدّ يَدَيْهِ ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبّـهِ : اللّهُمّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، اللّهُـمّ آتِ مَـا وَعَدْتَنِي اللّهُمّ إنْ تَهْـلِكْ هَـَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ لاَ تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ . فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبّهِ مَادّاً يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ، حَتّىَ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءهُ ، فَأَلْقَاهُ عَلَىَ مَنْكِبَيْهِ ، ثُمّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ وَقَالَ : يَا نَبِيّ اللّهِ كَذَاكَ مُنَاشَدَتَكَ رَبّكَ ، فَإنّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ ، فَأَنْـزَلَ اللّهُ:
                      ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُـمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُـم بِأَلْـفٍمِّـنَ الْمَلآئِكَـةِ مُـرْدِفِينَ )[الأنفال:9] .

                      وقد اشتمل هذا الحديث على عدة آداب من آداب الدعاء :

                      أولها : استقبالُ القبلة .

                      ثانيها : رفع اليدين [ مادّاً يديه ].

                      ثالثها : [ التضرّع ] هتافُـه بربه .

                      رابعها : الإلحاح [ فما زال يهتف بربه ] .

                      خامسها : حضورُ قلبِه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، حتى عندما سقط رداؤه لم يشعر به ، بل ردّه عليه أبو بكر – رضي الله عنه – .



                      هذا وهو المؤيد بالوحي المأمور بغـزو القوم : " أغزهم نُغْـزِكَ ، وأنفـق فَسَنُنْفـق عليك ، وابعث جيشاً نبعث خمسة مثله ، وقاتِل بمن أطاعك من عصاك ".

                      ومع ذلك لم يعتمد علىذلك ، وإنما ألـحّ على الله وكرر الدعاء وهتف بربِّـه .



                      12- عزم المسألة ، وعدم التردد




                      بمعنى أن يسأل الداعي ربَّه وهو جـادٌ في سؤاله ، يسأله مسألة المسكين ، ويبتهل إليه ابتهال المذنب الذليل ؛ ولا يسأله مسألة من يُجرِّب ، وكأنه يمتحن ربّه .

                      قال البيهقي – في فصول في الدعـاء – : ومنها أن يكون دعـاؤه سؤالا بالحقيقة لا اختباراً لربه جل ثناؤه … ومنها أن يَعزم المسألة .

                      وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أَنّ رَسُولَ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت . اللهم ارحمني إن شئت ليعزم في الدعاء ، فإن الله صانعُ ما شاء لا مُكره له . حديث حسن : رواه البيهقي في شعب الإيمان (1/419 ، 6/11) وحسّنه الألباني في صحيح الجامع ( برقم 3064 )

                      وفي رواية لمسلم : إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلاَ يَقُلِ : اللّهُمّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ، وَلَـَكِنْ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ ، وَلْيُعَظّمِ الرّغْبَةَ ، فَإنّ اللّهَ لاَ يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ .

                      وعن أنس – رضي الله عنه – مرفوعاً : إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء ، ولا يقل اللهم إن شئت فأعطني ، فإن الله لا مستكره له .

                      ويُخطئ بعض الناس عندما يقرِن الدعاءَ بالمشيئة ، فيقول مثلاً : جزاك الله خيراً إن شاء الله ، وما أشبه ذلك ، وهذا خطأ .

                      وذلك لأن من دعـا وقَرَنَ دعائه بالمشيئة فهو بين أمرين :

                      * إما أن يكون الداعي غير محتاج لما سأل .

                      § وإما أن يكون المسؤول غير مقتدر على تلبية السؤال ، فيخشى أن يُوقعه في الحرج ، فيقول : أعطني كذا إن شئت .

                      * وكل من الأمرين مُنْتَـفٍ في حق الله تبارك وتعالى .

                      قال علماؤنا : قوله : " فليعزم المسألـة " دليل على أنه ينبغي للمؤمن أن يجتهد في الدعاء ، ويكون على رجاء من الإجابة ، ولا يقنط من رحمة الله ؛ لأنه يدعو كريما.







                      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                      تعليق


                      • #12


                        13 - الإكْثارِ من ذِكرِ الله تبارك وتعالى




                        مَـنْ ذَكَـرَ الله ذَكَـره الله ، إذ الجزاء من جنس العمل .

                        ومَـنْ أكثر من ذِكر الله كان قريبا من الله مُحبّـاً له ، إذ أن من أحبّ شيئا أكثر مِن ذِكره ، ومَن أحبّـه الله أكرمه .

                        فعن أَبي هُرَيْرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ثلاثة لا يَـردُّ الله دعاءَ هم : الذاكر الله كثيراً ، والمظلوم ، والإمام المقسط. حديث حسن : رواه البيهقي في شعب الإيمان (1/419 ، 6/11) وحسّنه الألباني في صحيح الجامع ( برقم 3064 )



                        وذِكر الله مِن أحب الأعمال إلى الله – عز وجل –

                        قال – عليه الصلاة والسلام – : ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى . قال : ذكر الله تعالى .. حديثٌ صحيح : رواه أحمد (5/195) والترمذي (5/459) وابن ماجه (2/1245) . .

                        فإذا كان ذكر الله لـه هذه المنـزلة فهو من أفضل النوافل ، وقد قال – عليه الصلاة والسلام – : وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه .

                        فإذا أحبّ الله عبداً استجاب دعاءه ، وأعطاه مسألته .



                        14 ـ ختم الدعاء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم




                        فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كثيرة عظيمة النفع ، وقد قَرَن الله اسم نبيِّـه باسمه في مواضع عديدة ، كالشهادتين ، وفي الأذان ، وعلى المنابر ، فلقد رفع الله لـه ذِكْرَه صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

                        ومن فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رفع الدعاء إلى السماوات العُلى

                        فعن علي – رضي الله عنه – قال : كلُّ دعاءٍ محجوبٌ حتى يُصَلَّى على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

                        فيفتتح الدعاء بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ، ويُختتم بالصلاة عليه .

                        وأما صفة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنها كما علمها أصحابه عندما سألوه قائلين : يا رسول الله كيف نُصلِّي عليك ؟ فقال : قولوا اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .



                        15 - عدم الاعتداء في الدعاء



                        لأن الاعتداء في الدعـاء نوعٌ من العبث لا يليق بالعبادة ، ويتنافى مع آداب الدعاء .

                        ويدخل تحت الاعتداء :



                        أ- دعاء اللهِ سبحانه بغير الأسماء الثابتة في الكتاب والسُّنة

                        قال سبحانه وتعالى( وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْيَعْمَلُونَ ) [ الأعراف : 180 ] .

                        قال الشوكاني : والإلحادُ في أسمائه سبحانه يكون على ثلاثة أوجُـه :

                        1 - إما بالتغيير ؛ كما فعله المشركون ، فإنـهم أخذوا اسم اللات من الله ، والعُـزّى من العزيز ، ومناة من المنان .

                        2 - أو بالزيادة عليها ؛ بأن يخترعوا أسماء من عندِهم لم يأذنِ الله بـها .

                        3 - أو بالنقصان منها ؛ بأن يدعوه ببعضها دون بعض .

                        وعـدّ الحافظ في الفتح من الاعتداء :

                        4 - تسميته بما لم يرد في الكتاب أو السنة الصحيحة.



                        ب - تكلّف السجـع في الدعاء

                        السَّجْـع هو تركيب الكلام بحيث تكون أواخره على نسق واحد .

                        وإذا قصد الداعي السجع انشغل قلبه بتركيب الكلام وانصرف عن الدعاء .

                        وقد أنكر النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم على حَمَل بْن النّابِغَةِ الْهُذَلِيّ عندما قال : يَا رَسُـولَ اللّهِ كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لاَ شَرِبَ وَلاَ أَكَلَ وَلاَ نَطَقَ وَلاَ اسْتَهَلّ ؟ فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلّ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : إِنّمَا هَذَا مِنْ إخْوَانِ الْكُهّانِ . مِنْ أَجْلِ سَجْعِهِ الّذِي سَجَـعَ .

                        فإذا كان هذا في كلام عابر فكيف إذا كان في الدعاء الذي هو العبادة ؟‍


                        وأخرج البخاري عنِ ابن عباسٍ – رضي الله عنهما – أنه قال : فانظر السجعَ من الدعـاء فاجتنِبْه ، فإِني عهدتُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم . وأصحابَـهُ لا يفعلون إلا ذلك . يعني لا يفعلون إلا ذلك الاجتِناب ، أي أنهم يجتنبون السجع في الدعاء .

                        وأخرج الإمام أحمد عن عائشة – رضي الله عنها – أنـها قالت لابن أبي السائب : واجتنب السجع في الدعاء ، فإني عهدت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه يكرهون ذلك

                        وفي رواية ابن أبي شيبة قالت : اجتنب السجع في الدعاء ، فإني عهدت رسـول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابـه وهم لا يفعلون ذلك .

                        قال شيخ الإسلام ابن تيميّة : وأما من دعا الله مخلصاً لـه الدين بدعاء جائز سمعه الله وأجاب دعاءه سواء كان معربا أو ملحونا ، والكلام المذكور لا أصل لـه ، بل ينبغي للداعي إذا لم تكن عادته الأعراب أن لا يتكلف الإِعراب ، قال بعض السلف : إذا جاء الإعراب ذهب الخشوع وهذا كما يَكره تكلف السجع في الدعاء ، فإذا وقع بغير تكلف فلا بأس به ، فإن أصل الدعاء من القلب ، واللسان تابع للقلب ، ومن جعل همّته في الدعاء تقويم لسانه أضعف تَوَجّه قلبه ، ولهذا يدعو المضطر بقلبه دعـاء يُفتح عليه لا يَحضره قبل ذلك ، وهذا أمر يجده كل مؤمن في قلبه



                        جـ - رفعُ الصوتِ بالدعاء والمبالغةِ في ذلك

                        المسلم إذا توجّـه في الدعاء فإنه يدعو سميعاً بصيرا قريباً مُجيبا .

                        أخرج الشيخان عن أبي موسى الأشعريّ – رضي الله عنه – قال : كنُا معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكنّا إِذا أشرَفْنا على وادٍ هلّلْنا وكبّرنا ، وارتفعَت أصواتُنا ، فقال النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : يا أيّهـا الناسُ ، ارْبَعوا على أنفُسكم ، فإنكم لا تَـدْعونَ أصـمَّ ولا غائباً ، إنهُ معكم إنهُ سميعُ قَريب ، تَبارَكَ اسمـهُ ، وتَعالى جَـدُّه .. رواه البخاري . كتاب الجهاد والسير . باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير (4/16).

                        وفي رواية لمسلم قال : والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم .

                        قال النووي في المنهاج : فيه الندب إلى خفض الصوت بالذكر إذا لم تدع حاجة إلى رفعه ، فإنه إذا خفضه كان أبلغ في توقيره وتعظيمه ، فإن دعت حاجة إلى الرَّفْعِ رَفَع المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج هو المشهور بشرح النووي على صحيح مسلم . .

                        وقال ابن حجر في الفتح : اربعوا : أي ارفقوا ، ولا تُجهدوا أنفسكم .قال الطبري : فيه كراهة رفع الصوت بالدعـاء والذكـر ، وبه قال عامـة السلف من الصحابـة والتابعين .

                        وروى ابن أبي شيبة عن مجاهد أنه سمع رجلا يرفع صوته بالدعاء فرماه بالحصى .

                        وروى أيضا أن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : أيها الناس إنكم لا تَدعُون أصما ولا غائبا يعني في رفع الصوت بالدعاء .

                        وروى أيضا عن الحسن قال : كانوا يجتهدون في الدعاء ، ولا يُسْمَع إلا همسا .

                        وعن عبد الله بن نسيب قال : صليت إلى جنب سعيد بن المسيب المغرب ، فلما جلست في الركعة الآخرة رفعت صوتي بالدعاء فانتهرني ، فلمـا انصرفت قلت لـه : ما كرهت مني ؟ قال : ظننتَ أن الله ليس بقريب منا ؟ .

                        وكان السلف يكرهون أن يسمع الرجل جليسه شيئا من الدعـاء .

                        قال ابن مفلح : يُكره رفـع الصوت بالدعـاء مطلقـاً . قال المروذي : سمعت أبا عبد الله يقول : ينبغي أن يُسرَّ دعائه لقوله تعالى( وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَتُخَافِتْ بِهَا ) [الإسراء:110] قال في المستوعب : يُكره رفع الصوت بالدعاء ، وينبغي أن يُخفي ذلك لأن الله تعالى قال( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ) [الأعراف:55] فَأَمَـرَ بذلك .

                        وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : والسُّـنّة في الدّعاء كلِّه المخافـتة ، إلا أن يكون هناك سبب يُشرع له الجهر .

                        قال الكمال ابن الهمام : ما تعارفه الناس في هذه الأزمان من التمطيط والمبالغـة في الصياح والاشتغال بتحريرات النغم إظهاراً للصناعة النغمية لا إقامة للعبودية ، فإنه لا يقتضي الإجابة بل هو من مقتضيات الردّ ، وهذا معلوم إن كان قصده إعجاب الناس به فكأنه قال : أعجبوا من حسن صوتي وتحريري ، ولا أرى أن تحرير النغم في الدعاء - كما يفعله القراء في هذا الزمان - يصدر ممن يفهم معنى الدعاء والسؤال ، وما ذاك إلا نوع لعب ، فإنه لو قدر في الشاهد سائل حاجة من ملك أدّى سؤاله وطلبه بتحرير النغم فيه من الخفض والرفع والتطريب والترجيع كالتغنّي نسب البتة إلى قصد السخرية واللعب ، إذ مقـام طلب الحاجـة التضرع لا التّـغني ، فاستبان أن ذاك مـن مقتضيات الخيبة والحرمان.



                        د - ذكر التفاصيل في الدعاء

                        سمع سعد بن أبي وقاص ابناً لـه يُصلي فكـأن يقول في دعـائه : اللهم إني أسألك الجنة ، وأسألك من نعيمها ، وبـهجتها ، ومن كذا ، ومن كذا ، ومن كذا ومن كذا ، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالـها ، ومن كذا ، ومن كذا . قال : فسكت عنه سعد ، فلما صلى قال لـه سعد : تعوّذت من شر عظيم ، وسألت نعيماً عظيماً – أو قال : طويلاً ، شعبة شك – قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء ، وقرأ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًاوَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) [ الأعراف : 55 ] قال شعبة : لا أدري قوله( ادْعُواْ رَبَّكُمْتَضَرُّعًا وَخُفْيَة ) هذا من قول سعد أو قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم . وقال لـه سعد : قل : اللهم أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.

                        وعن عَبْد اللّهِ بْن مُغَفّلٍ أنه سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ : اللّهُمّ إِنّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنّةِ إِذَا دَخَلْتُهَـا ، فَقَالَ : أَيْ بُنَيّ سَلِ اللّهَ الْجَنّةَ ، وَعُـذْ بِهِ مِنَ النّارِ ، فَإِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يَقُول : سَيَكُونُ قوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدّعَاءِ .

                        وما ذلك إلا لعلم الصحابة رضي الله عنهم بحرص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على جوامع الدعاء ، والبعدِ عن التكلّف . وقد ربّـاهم النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ذلك

                        قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الدعاء ليس كلّه جائزاً ، بل فيه عدوان محرم ، والمشروع لا عدوان فيه ، وأن العدوان يكون تارة في كثرة الألفاظ ، وتارة في المعاني .



                        وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يَسْتَحِبّ الْجَوَامِعَ مِنَ الدّعَاءِ ، وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِك .

                        لأن ما سـوى ذلك يدخل في التكلف ، وهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد أُمِـر أن يقول( وَمَا أَنَا مِنَالْمُتَكَلِّفِينَ ) [ ص : 86 ] .

                        والتعدِّي في الدعاء يُفوّتُ المقصود من جوامع الدعاء . قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أَيّهَا النّاسُ اتّقُوا اللّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطّلَبِ ، فَإِنّ نَفْساً لَنْ تَمُـوتَ حَتّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا ، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا ، فَاتّقُوا اللّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطّلَبِ . خُذُوا مَا حَلّ ، وَدَعُوا مَا حَـرُمَ ... حديث صحيح : رواه من حديث جابر بن عبد الله : الطبراني في الأوسط ( 3/268 ) .

                        ومعنى أجمِلوا في الطلب : اعتدلوا ولا تُفرِطوا فيه .

                        إذا عُلِمت هذه الآداب ، فللدعاء أماكن وأوقات وأحوال هي مظانّ إجابة الدعاء .

                        يتبع باذن الله


                        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                        تعليق


                        • #13

                          16 ـ اختيار الأوقات والأماكن والأحوال التي هي مضانّ الإجابة




                          ثمـة أوقات وأحوال وأماكن يكون الدعاء فيها أقرب وأحرى للإجابة .



                          أما الأوقات فمنها :



                          أولاً : بين الأذان والإقامة

                          عندما يكون العبد في انتظار الصلاة فهو في صلاة ، وهو في قُربة وطاعة .

                          عن أَنَس – رضي الله عنه – قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : لا يُـرَدّ الدّعَاء بَيْنَ اْلأذَانِ والإِقَامَة ..حديثٌ صحيح رواه أحمد ( 3/119 ) وأبو داود ( 1/144 ).

                          ولفظه عند الترمذي . قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : الدّعَاءُ لاَ يُـرَدّ بَيْنَ الأَذَانِ والإقَامَـة . قالُوا فَمَاذَا نَقُولُ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : سَلُوا الله العَافِيَةَ في الدّنْيَـا وَالآخِرَة

                          قال ابن عمر : كُنّا نُحَدَّث أن أبواب السماء تُفْتَح عند كل أذان - رواه البخاري.

                          وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يُصلِّي قبل الظهر أربعـاً ، ويقول : إنـها ساعـة تفتح فيها أبواب السماء ، فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح.



                          ثانياً : آخر ساعة من يوم الجمعة

                          عن أبي هريرةَ – رضي الله عنه – قال : قال أبو القاسم صلى الله عليه وعلى آله وسلم : في يوم الجمعة ساعةٌ لا يُوافِقها مسلمٌ ، وهو قائمٌ يُصلي يسألُ اللّهَ خيراً إلاّ أعطاه إيّاه . وقال بيده يقللها يزهدها .

                          وفي حديث عبد الله بن سلاَم – رضي الله عنه – قال : قلت - ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جالس - : إنا لنَجِدُ في كتاب الله تعالى في يوم الجمعة ساعةٌ لا يوافقها عبد مؤمن يُصلي يسأل الله بـها شيئا إلا قضى الله له حاجته . قال عبد الله : فأشار إليّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أو بعضُ ساعة . فقلت : صدقت ، أو بعض ساعة . قلت : أي ساعة هي ؟ قال : آخر ساعات النهار . قلت : إنـها ليست ساعة صلاة . قال : بلى ، إن العبد إذا صلى ، ثم جلس لم يجلسه إلا الصلاة ، فهو في صلاة .

                          وقد أشكل هذا على أبي هريرة حول هذه الساعة ، وكيف يكون العبد في صلاة ، وهي ساعة نُهي عن الصلاة فيها ؟

                          فقد حـدَّثَ أبو هريرة – رضي الله عنه – أنه لَقي عبد الله بن سلام – رضي الله عنه – فحدّثه عن مجلس جَلَسَه مع كعب الأحبار ، وأنـهما تذاكرا فيه ساعة الجمعة ، فقال عبد الله بن سلام : قد علمت أية ساعة هي . قال أبو هريرة : فقلت لـه : فأخبرني بـها . فقال عبد الله بن سلام : هي آخر ساعة من يوم الجمعة . فقلت : كيف هي آخر ساعة من يوم الجمعة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : لا يصادفها عبد مسلم وهو يُصَلِّي . وتلك الساعة لا يُصَلَّى فيها ؟ فقال عبد الله بن سلام : ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : مَـنْ جلس مجلسا ينتظر الصلاة ، فهو في صلاة حتى يُصلي ؟ قال : فقلت : بلى . قال : هو ذاك .



                          ثالثاً : عند صعود الخطيب المنبر يوم الجمعة حتى تُقضى الصلاة

                          وقع الخلاف حول ساعة الجمعة ، وما ذلك إلا لخفائها ، وإخفاؤها لأجل الاجتهاد وطلبها والحرص عليها ، كما أُخفيت ليلة القدر .

                          عن أبي بُرْدَةَ بنِ أبي مُوسَى الأشعري قال : قال لِي عَبْدُ الله ابنُ عُمر : أسَمِعْتَ أبَاكَ يُحَدّثُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شَأْنِ الْجُمُعَةَ – يَعْني السّاعَةَ – ؟ قال : قُلْتُ : نَعَمْ سَمِعْتُـهُ يقولُ : سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقولُ : هِيَ مَا بَيْنَ أنْ يَجْلِسَ الإمامُ إلَى أنْ تُقْضَى الصّلاَةُ . قالَ أبُو دَاوُدَ : يَعْني عَلى المِنْبَرِ رواه مسلم . كتاب الجمعة ( 2/584 ) .



                          وللعلماء كلام حول هذا الحديث ، ولا يمنع أن تكون الساعة قد قُسِمتْ بين هذين الوقتين ، وفضل الله واسع لا حصر له . والله أعلم .

                          ولكن ينبغي التّنبُّه إلى أنه لا يُشتغل بالدعاء حال الخُطبة ، ولا تُرفعُ الأيدي إلا في الاستسقاء ، أي إذا دعا الإمام يوم الجمعة لطلب سُقيا المطر .



                          رابعاً : جوف الليل الآخر وأدبار الصلوات المكتوبة

                          عندما تهدأ العيون ، وتغـار النجوم ، ويتلذذ أُناس بالنوم على الفُرُش ، فإن أُناساً من المؤمنين يُناجون من لا تأخذه سِنة ولا نوم ، فيستجيب لهم .

                          فعن أبي أمامة قال : حدثني عَمْرُو بنُ عَبسَةَ أَنّهُ سَمِعَ النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقُولُ : أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرّبّ مِنَ العَبْدِ في جَوْفِ اللّيْلِ الآخِرِ ، فإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمّنْ يَذْكُرُ الله في تِلْكَ السّاعَةِ فَكُنْ .

                          وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قـال : ينـزل ربُّنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيبَ له ، ومن يسألُني فأعطيَه ، ومن يستغفرني فأغفرَ له .

                          وفي صحيح مسلم من حديث عن جابر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه ، وذلك كل ليلة .


                          وكَانَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يَقُولُ إِذَا قَامَ إِلَى الصّلاَةِ مِنْ جَوْفِ اللّيْلِ : اللّهُمّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ومَنْ فيهنّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيّامُ السّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبّ السّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنّ ، أَنْتَ الْحَقّ ، وَوَعْدُكَ الْحَقّ ، وَقَوْلُكَ الْحَقّ ، وَلِقَاؤُكَ حَقّ ، وَالْجَنّةُ حَقّ ، وَالنّارُ حَقّ ، والنَّبيُّون حقٌّ ، ومحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم حقٌّ ، وَالسّاعَةُ حَقّ . اللّهُمّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكّلْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدّمْتُ وما أَخّرْتُ ، وما أَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ . أَنْتَ المُقَدِّم وأنت المؤخِّر ، لاَ إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ ... متفق عليه وفي رواية لهما : ( قيّمُ ) بدل ( قيام ) . وتقدم تخريجه ( ص 26 ) ..

                          فيُثني على الله – عز وجل – بما هو أهله ثم يدعوه .

                          وذلك لما يَعْلَم – عليه الصلاة والسلام – من فضل الدعاء في جوف الليل ، ولِمَا سيأتي من أن الدعاء عند الاستيقاظ مستجابٌ لمن بات متطهراً .

                          وخرج المحاملي وغيره من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : قال الله تعالى : من ذا الذي دعاني فلم أجبه ، وسألني فلم أعطه ، واستغفرني فلم أغفر له ، وأنا أرحـم الراحمين .

                          عَن أبي أُمَامَةَ قال : قِيلَ لرَسُولَ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أَيّ الدّعَاءِ أسْمَعُ ؟ قال : جَوْف اللّيْلِ الآخِرُ ، وَدُبُرَ الصّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ - رواه الترمذي ( 5/526 ) و قال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

                          وَدُبُرَ الصّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ : أي قبل السلام كما ثبتت بذلك الأحاديث .

                          ففي حديث عبد الله بن مسعود - وذكـر صفـة التشهد - قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به . وفي رواية : ثم ليتخيّر من المسألة ما شاء أو ما أحب . أي قبل السلام .









                          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                          تعليق


                          • #14


                            خامساً : يومُ عـرفـة
                            في ذلك الموقف العظيم يُباهي رب العزة سبحانه ملائكته بعباده الذين أتوه شُعثاً غُبراً .

                            قال – عليه الصلاة والسلام – : إن الله عز وجل يُباهي ملائكته عشية عرفـة بأهل عرفـة ، فيقول : انظروا إلى عبادي ، أتوني شُعثاً غبراً . حديث صحيح : رواه الإمام أحمد من حديث عبد الله عمرو بن العاص (2/224)
                            وعَنْ عَمْرِو بنِ شُعْيبٍ عَن أبِيهِ عَن جَدّهِ أنّ النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : خَيْرُ الدّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أنا والنّبِيّونَ مِنْ قَبْلِي : لاَ إلَهَ إلاّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كلّ شَيْءٍ قَديرٌ حديث حسن بمجموع طُرقه : رواه الترمذي ( 5/572 ) ..

                            سادساً : ليلة القدر
                            عَن عَائِشَةَ قالَتْ قُلْتُ : يا رَسُولَ الله أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أيّ لَيْلَةٍ لَيْلَة القَدْرِ مَا أقُـولُ فِيهَا ؟ قال : قُولِي : اللّهُمّ إِنّكَ عَفُوّ كريم تُحِبُ العَفْوَ فاعْـفُ عَنّي .
                            فأرشدها إلى الدعاء ، ودلّها عليه في تلك الليلة المباركة .
                            ولذا قالت عائشة – رضي الله عنها – : لو علمت أي ليلة ليلة القدر ، لكان أكثر دعائي فيها أنْ أسأل العفو والعافية ... رواه النسائي في الكبرى (6/218) . .


                            سابعاً : عند الصف في سبيل الله ، وعند الأذان
                            عندما تلتحم الصفوف ، وتبلغ القلوب الحناجر ، ويذكر المحـبّ حبيبه ، يذكر المؤمن ربّـه ويدعوه ويتضرعّ إليه .
                            قال ابن القيم – رحمه الله – : من أحب شيئا أكثر من ذكره بقلبه ولسانه ، ولهذا أمر الله سبحانه عباده بذكره على جميع الأحوال وأمرهم بذكره أخوف ما يكونون فقال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْوَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ )[الأنفال:45] والمُحِبُّون يفتخرون بذكرهم أحبابهم وقت المخاوف وملاقاة الأعداء كما قال قائلهم :
                            ولقد ذكرتك والرماح كأنها أشطان بئر في لَبان الأدهم
                            فوددت تقبيل السيوف لأنها بَرَقَتْ كبارق ثغرك المتبسِّم
                            وفي بعض الآثار الإلهية : إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو ملاقٍ قِـرنه . فعلامة المحبة الصادقة ذكر المحبوب عند الرغب والرهب .
                            فإذا كان الأمر كذلك فإن الداعي وقت التحام الصفوف أقرب ما يكون إلى الإجابة .
                            روى الإمام مالك عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السّاعِدِيّ أَنهُ قَال : سَاعَتَانِ تُفْتَحُ لَهُمَا أَبْوَابُ السّمَاءِ ، وَقَلّ دَاعٍ تُرَدّ عَلَيْهِ دَعْوَتُهُ : حَضْرَةُ النّدَاءِ لِلصّلاةِ ، وَالصّفُّ فِي سَبِيلِ اللّهِ .
                            وعنه – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ثنتان لا تُردان ، أو قلما تُردّان : الدعاء عند النداء وعند البأس ؛ حين يلحم بعضهم بعضا .. حديث صحيح : رواه أبو داود (3/21) والدارمي (1/293).
                            وقد تقدم أن الدعاء عند الأذان لا يُردّ ، وفي الإعادة إفادة .

                            ثامناً : عند نـزول الغيث
                            عن سهل بن سعد – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ثنتان ما تردّان – أو قلّما تردّان – : الدعاء عند النداء ، وتحت المطر . حسّنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع برقم ( 3079 ).


                            تاسعاً : أوقات متفرقة
                            عن جـابر بن عبد الله أن النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعـا في مسجد الفتح ثلاثاً : يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ، ويوم الأربعاء ، فاستجيب لـه يوم الأربعاء بين الصلاتين ، فعُرف البِشر في وجهه . قال جابر : فلم ينـزل بي أمر مهم غليظ إلا توخّيت تلك الساعـة ، فأدعـو فيها فأعـرف الإجـابة حديث حسن : . رواه أحمد ( 3/332 ) والبخاري في الأدب المفرد ( ص 262 صحيح الأدب ) وهو حديث حسن كما قال الألباني .

                            وقد يتهيأ للعبد أكثر من فرصة لإجابة الدعاء ، كأن يكون مسافراً عصر الجمعة ، فيجتمع حال السفر مع ساعة الإجابة آخر النهار ، وقد يدعوا بين الأذان والإقامة وهو ساجد يصلي فيجتمع حال السجود مع هذا الوقت الذي هو مظنة إجابة الدعوة .
                            وقد تجتمع ثلاثُ فُرص ، كالمسافر عصر الجمعة ويدعوا لأخيه بظهر الغيب وهكذا .

                            [ وأما الأماكن الفاضلة التي يستجاب فيها الدعاء فمنها ]

                            الملتَزَم وهو بجـوار الحجر الأسود ، وسمي كذلك لأن الناس يلتزمونه بصدورهـم وأيديهم ، وهو ما بين الحجر الأسود إلى باب الكعبة .
                            وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يُلزِق صدره ووجهـه بالمُـلتَـزَم. حسّنه الألباني في صحيح الجامع برقم ( 5012 ) .
                            وقال ابن عباس – رضي الله عنهما – : المـلـتَـزم ما بين الركن والباب . رواه مالك في الموطأ ( 1/424 )
                            وعنه – رضي الله عنه – أنه كان يَلْـزَمُ ما بين الركن والباب ، وكان يقول : ما بين الركن والباب يدعى المُـلْـتَـزَم ، لا يَـلْـزَم ما بينهما أحد يسأل الله شيئا إلا أعطـاه إياه .. رواه عبد الرزاق ( 5/76 ) و ابن أبي شيبة ( 3/236 ).
                            وعن مجاهد أنه قال :كانوا يَلْـتَـزِمُون ما بين الركـن والباب ويَدْعُون .. رواه البيهقي في الكبرى ( 5/164 ).
                            وقال محمد بن عبد الرحمن العبدي : رأيت عكرمة بن خالد ، وأبا جعفر وعكرمـة مولى ابن عباس ، يلتزمون ما بين الركن وباب الكعبة .. رواه ابن أبي شيبة ( 3/236 ) . .
                            وعن معمر أنه قال : رأيت أيوب يُلصق بالبيت صدره ويديه .
                            وعنه عن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان يلصق بالبيت صدره ويده وبطنه .
                            وأما التعلق بأستار الكعبة من غير تمسح أو طلب تبرّك فلا حرج فيه ، وكان التعلّق معروفـاً ، وهو يدلّ على اللجوء والاستعاذة بالله .
                            وقد روى البخاري ومسلم عن أنس – رضي الله عنه – أنه قال : دخل رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم عام الفتح وعلى رأسه المغفر ، فلما نزعه جاء رجل فقال : إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة ! فقال : اقتلوه . رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير. باب قتل الأسير وقتل الصبر (4/28) ، ومسلم .كتاب الحج (2/989)
                            وذلك أنه قتل رجلاً من الأنصار ثم ارتد ولحق بالمشركين
                            وقال – عليه الصلاة والسلام – في أربعـة نفـر : اقتلوهم وأن وجدتموهـم متعلقين بأستار الكعبة .. رواه النسائي (7/105) والضياء في المختارة (3/248) والحاكم (2/62) وابن أبي شيبة (7/404) والدراقطني (3/59) وابن عبد البر (6/176)
                            مما يدلّ على أن التّعلّق بأستار الكعبة له أصل ، وكان معروفاً ، ولم يُنكره النبي صلى الله عليه على آله وسلم .
                            إلا أنه لا يُتعلّق بأستار الكعبة تبركـاً .
                            قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : ولما كانت الكعبة بيت الله الذي يُدعى ويُذكـر عنده ، فإنه سبحانه يستجار به هناك ، وقد يُستمسك بأستار الكعبة .. مجموع الفتاوى (15/227) .

                            ومن الأماكن أيضا :
                            المسجد الحرام على وجه الخصوص ، ومكة على وجه العموم .
                            مكة – شرّفها الله وحرسها – هي البلد الأمين ، وفيها بيت الله ، ولذا تُضاعف الحسنات في الحرم وتعظم السيئات فيه .
                            وكانت قريش تُعظِّم البيت والدعاء عنده .
                            ولذا لما صلّى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند البيت ، وأبو جهل وأصحاب لـه جلوس إذ قال بعضهم لبعض : أيكم يـجـيء بِسَلَى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد ؟ فانبعث أشقى القوم فجاء به فنظر حتى إذا سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه على ظهره بين كتفيه . قال ابن مسعود : وأنا أنظر لا أغني شيئا لو كانت لي مَنَعَة . قال : فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع رأسه ، حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره فرفع رأسه ثم قال : اللهم عليك بقريش – ثلاث مرات – فشقّ عليهم إذ دعا عليهم . قال : وكانوا يَرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة . ثم سمّى : اللهم عليك بأبي جهل وعليك بعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط – وعد السابع فلم نحفظه – قال ابن مسعود : فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عد رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعى في القليب قليب بدر .
                            قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – : وفي الحديث تعظيم الدعـاء بمكـة عند الكفار ، وما ازدادت عند المسلمين إلاّ تعظيماً ، وفيه معرفة الكفار بِصِدْقِـه صلى الله عليه وسلم لخوفهم من دعائه ، ولكن حملهم الحسد على ترك الانقياد له .

                            وأما بقية المساجد فللأحاديث الواردة في فضل الدعاء بين الأذان والإقامة ، والغالب في حال المسلم أنه يكون في المسجد في هذا الوقت .
                            والذي يظهر أن الوقت والمكان اجتمعا في الدعاء بين الأذان والإقامة . والله أعلم .

                            ومن الأماكن التي يُستجاب فيها الدعاء : الصفا والمروة حـال السّعي .
                            فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما فرغ من طوافه أتى الصفا فَعَلا عليه حتى نظر إلى البيت ، ورفع يديه فجعل يحمد الله ويدعو بما شاء أن يدعو . رواه مسلم كتاب الجهاد والسير ( 3/1406 ) ..
                            وكان عمر – رضي الله عنه – إذا صعد الصفا استقبل البيت ، ثم كبر ثلاثا ، ثم قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له . له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، يرفع بـها صوته ، ثم يدعو قليلا ، ثم يفعل ذلك على المروة حتى يفعل ذلك سبع مرات .
                            قال ابن عبد البر : وفيه - أي حديث جابر- أن الصفـا والمروة موضع دعـاء تُـرجى فيه الإجـابة .
                            بالإضافة إلى عرفـة فإنـها من المواطن التي يستجاب فيها الدعـاء ، فهي جمعت بين الزمان والمكان .
                            وكذلك عند المشعر الحرام بعد صلاة الفجر ليلة عيد الأضحى لمن كان حاجاً ، كما مـرّ في حديث جابرِ بنِ عبدِ اللّهِ – رضي الله عنهما –قال : ثُمّ ركبَ القصواءَ حتّى وقفَ على المَشعرِ الحرامِ ، واستقبلَ القبلةَ ، فدعا اللّهَ ، وكبّرَهُ ، وهلّلَهُ ، ووحّدَهُ ، حتى أسفر جـداً .
                            وبعد رمي الجمرات عـدا جمرة العقبة ، كما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفعله ، فقد كان يقوم بعد الجمـرة الصغرى والوسطى قيامـاً طويلاً فيدعـو ، كما حكـاه عنه ابن عمـر – رضي الله عنهما – رواه البخاري في كتاب الحج . باب من رمى جمرة العقبة ، ولم يقف ... ( 2/623 ) . .








                            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                            تعليق


                            • #15

                              [ وأما الأحوال التي يُستجاب فيها الدعاء فمنها ]




                              1 ـ دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب

                              عن صفوان بن عبد الله بن صفوان قال : قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء في منـزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء ، فقالت : أتريد الحج العام ؟ فقلت : نعم . قالت : فادع الله لنا بخير ، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقول : دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة ، عند رأسه ملكٌ موكَّل كلما دعا لأخيه بخير ، قال الملك الموكل به : آمين ولك بمثل .قال : فخرجت إلى السوق ، فلقيـت أبا الدرداء فقال لي مثل ذلك يرويه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم - رواه مسلم كتاب الذِّكر والدعاء والتوبة والاستغفار ( 4/2094 ) . .

                              وهل رأيت أفضل من أن يؤمِّن على دعائك من لم يعص الله طرفة عين – أي الملَك – فأنت المستفيد على كل حال ، يوكّل بك ملك كلما دعوت لأخيك قال : آمين ولك بمثل .

                              وفي هذا الحديث إشارة إلى طلب الدعاء من الآخرين ، وأنه كان معروفاً خلافاً لمن كرهه

                              2 ـ حال السفر

                              3 ـ دعوة الوالد لولده ، وعلى ولده

                              4 ـ دعوة المظلوم

                              وهـذه الثلاث جمعها حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أَنّ النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ثَلاَثُ دَعَـوَاتٍ مُسْتَجَـابَـاتٍ لاَ شَـكّ فِيهـنّ : دَعْـوَةُ الْوَالِـدِ على ولـده ، وَدَعْـوَةُ المُسَافِـرِ وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ حديث صحيح : رواه أحمد ( 2/517 ) وأبو داود ( 2/89 ) والترمذي ( 4/314 ) وابن حبان ( 6/416 إحسان ) . .

                              وفي حديث عقبة بن عامـر الجهني – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ثلاثة تُستجاب دعوتـهم : المسافر والوالد والمظلوم .

                              وعند ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قال : قالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ثَلاَثُ دَعَـوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنّ لاَ شَكّ فِيهِنّ : دَعْوَةُ الْمَظْلُـومِ ، وَدَعْـوَةُ الْمُسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ - حديث حسن : رواه أحمد ( 4/154 ) وابن خزيمة ( 4/113 ) .

                              فعُلِم بذلك أن دعوة الوالد مستجابة سواءً كانت على ولده أو لِوَلَدِهِ .

                              وقد نُهينا أن ندعو على أولادنا خشية أن تُوافِق تلك الدعوة ساعة إجـابة ، فيُستجاب دعاء الوالد أو الوالدة على الولد ( الذكر والأنثى ) .

                              أخرج مسلم في صحيحه عن جَابِرِ بنِ عَبْدِ الله – رضي الله عنه – قال: قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُـمْ ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ ، لا تُوَافِقُوا مِنَ الله سَاعَةً يُسأل فيها عَطَاءٌ فَيَسْجِيب لَكُمْ .

                              ولما بَعَثَ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معاذاً إلى اليمن حذّره دعوة المظلوم فقال : واتّقِ دَعوةَ المظلومِ ، فإِنه ليس بينَهُ وبينَ اللّهِ حِجابٌ .



                              وفي حديث أَبي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قال : قال رسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثَلاَثَةٌ لا تُـرَدّ دَعْوَتُهُـمْ - وذكر منهم - : وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ يَرْفَعُهَا الله فَوْقَ الغَمَام ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السّمَاءِ ، ويَقُولُ الرّبّ وعِزّتِي لأنُصُرَنّك وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ . حديث صحيح : رواه أحمد ( 2/445 ) والترمذي ( 4/672) . .

                              وحذّر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من دعوة المظلوم ، وأخبر عن سرعة صعودها ، مما يُشعر بسرعة استجابتها .

                              فقال – عليه الصلاة والسلام – : اتقوا دعوة المظلوم ؛ فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرار .. رواه ابن ماجه ( 2/349 ) وابن خزيمة ( 3/199 ) وابن حبان ( 3/158 إحسان ) .


                              وقال أبو الدرداء – رضي الله عنه – : إعمل لله كأنك تراه ، واعدد نفسك مع الموتى ، وإياك ودعوات المظلوم ؛ فإنهن يصعدن إلى الله عز وجل كأنهن شرارات نار .. رواه البيهقي في شعب الإيمان (7/382) .

                              كما حذّر من دعوة المظلوم وإن كان كافراً فقال : اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً ؛ فإنه ليس دونـها حجاب .

                              وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا سافر يتعوذ من : وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب ، والحَـوْرِ بعد الكون ، ودعوة المظلوم ، وسوء المنظر في الأهل والمال .. رواه مسلم من حديث عبد اله بن سرجس . كتاب الحج ( 2/979 ).

                              ودعوة المظلوم تسري في جوف الليل ، فينام الظالم والمظلوم لم يَـنم ، يرفع يديه ويستنـزل عقوبة الله على من ظَلَمَه .

                              قال ابنٌ ليحيى البرمكي - وهم في السجن والقيود - : يا أبتِ بعد الأمر والنهي والنعمة صرنا إلى هذا الحال ؟! فقال : يا بنى دعوة مظلوم سَرَتْ بليل ونحن عنها غافلون ولم يغفل الله عنها ، ثم أنشأ يقول :

                              رب قوم قد غَدَوا في نعمةٍ زمناً والدهرُ ريانُ غَدَق

                              سَكَتَ الدهرُ زمانا عنهمُ ثم أبكاهم دما حين نَطَق



                              5 ـ حـال الاضطرار

                              قال سبحانه أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) [ النمل : 62 ]

                              وذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق قصة رجل لـه بَغْلٌ يُكريه من دمشق إلى بلد الزبداني ، ويَحمل عليه الناس .قال : فركب معي ذات مرة رجل ، فمررنا على بعض الطريق على طريق مسلوكة ، فقال لي : خذ في هذه فإنها أقرب . فقلت : لا خبرة لي فيها . فقال : بل هي أقرب ، فسلكناها فانتهينا إلى مكان وعـر ، وواد عميق ، وفيه قتلى ، فقال لي : أمسك رأس البغل حتى أنزل فنـزل وتشمّر وجمع عليه ثيابه وسل سكيناً معه ، وقصدني ، ففرت من بين يديه وتبعني ، فناشدته الله ، وقلت : خذ البغل بما عليه ، فقال : هو لي ، وإنما أريد قتلك ! فخوّفته الله والعقوبة ، فلم يقبل فاستسلمت بين يديه ، وقلت : إن رأيت أن تتركني حتى أصلي ركعتين ، فقال : عجِّل ، فقمت أصلي فارتج عليّ القرآن فلم يحضرني منه حرف واحد ، فبقيت واقفاً متحيراً ، وهو يقول : هيه ‍! افرغ ، فأجرى الله على لساني قوله تعالى( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) [ النمل : 62 ] فإذا أنا بفارس قد أقبل من فمِ الوادي وبيده حربة ، فرمى بها الرجل فما أخطأت فؤاده ، فَخَرّ صريعاً ، فتعلقت بالفارس ، وقلت : بالله من أنت ؟ فقال : أنا رسول الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء .

                              وإنما تحصلُ إجابةُ دعوةِ المضطر لأنه يُخلِص في تلك الحال – حـال الاضطرار – ولـوكان مشركا .



                              6 ـ الصّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ

                              حين يُفطر الصائم يفرح بإكمال صيام يوم ، وبتمام طاعته لِربِّـه .

                              قال عَبْد اللّهِ بْن أَبِي مُلَيْكَةَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : إِنّ لِلصّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُـرَدّ ..حديث حسن : رواه ابن ماجه (2/350).

                              قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ إِذَا أَفْطَـرَ : اللّهُمّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الّتِي وَسِعَتْ كُلّ شَيْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِي ..

                              وفي حديث أَبي هُرَيْرَةَ - المتقدِّم - قالَ : قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ثَلاَثَةٌ لا تُرَدّ دَعْوَتُهُمْ : - وذكر منهم - الصّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ سنن ابن ماجـه (2/350)

                              قال نافع : قال ابن عمر : كان يُقال إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره ، إما أن يُعجل له في دنياه ، أو يُدّخر له في آخرته . قال : فكان ابن عمر – رضي الله عنهما – يقول عند إفطاره : يا واسع المغفرة اغفر لي - رواه البيهقي في شعب الإيمان ( 3/407 ) ..



                              7 ـ حـال السجود

                              عندما يخرّ المصلِّي ساجداً فإنه يضع أشرف مكان فيه وأعلاه على الأرض ، خاضعاً ذليلاً بين يدي مولاه ، فيكون أقرب ما يكون إلى ربِّـه تبارك وتعالى .

                              قال رسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أَلاَ وَإِنّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعـاً أَوْ سَاجِداً ، وأمّـا الرّكُوعُ فَعَظّمُوا فِيهِ الرّبّ عَزّ وَجَلّ ، وأمّـا السّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدّعَـاءِ ، فَقَمِـنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ .. رواه مسلم . كتاب الصلاة ( 1/348 ) .



                              وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدّعَاءَ رواه مسلم . الموضع السابق ( 1/3508 ) .

                              ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول في سجوده : اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه ، دِقَّهُ وجِلَّهُ ، وأولَه وآخرَه ، وعلانيتَه وسرَّه - رواه مسلم . الموضع السابق نفسه.

                              قال مسروق : ما من حال أحرى أن يستجاب لعبدٍ فيه إلا أن يكون في سبيل الله ، من أن يكون عافـراً وجهه ساجـداً رواه ابن أبي شيبة ( 2/159 ) .



                              8 ـ حال البيتوتة على طهارة

                              لا يُحافظ على الوضوء إلا مؤمن ، ومَن بـات طاهراً فقد اقتدى بسيد الأنام عليه الصلاة والسلام .

                              عن عُبادةُ بنُ الصامِتِ – رضي الله عنه – عنِ النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : مَن تَعـارّ منَ الليلِ فقال : لا إلهَ إلا اللّهُ وحدَهُ لا شريكَ لـه ، لـه المُلكُ ، وله الحمدُ ، وهوَ على كلّ شيءٍ قدير . الحمدُ للّهِ ، وسبحان الله ، ولا إلهَ إلا اللّهُ واللّهُ أكبرُ ، ولا حولَ ولا قوّةَ إلاّ باللّهِ ثم قال : اللهـمّ اغفِرْ لي ، أو دَعـا استُجيبَ له فإِنْ توضّـأَ قبلَـتْ صلاتُه .. رواه البخاري . كتاب التهجد . باب فضل من تعار من الليل فَصَلّى ( 2/49 ) .

                              وعَن أَبي أُمَامَةَ البَاهلِيّ – رضي الله عنه – قال : سَمِعْتُ رسولِ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقُولُ : مَنْ أَوَى إِلى فِرَاشِهِ طَاهراً يَذْكُرُ الله حَتّى يُدْرِكَهُ النّعَاسُ ، لَمْ يَنْقَلِبْ سَاعَةً مِنَ اللّيْلِ يَسْألُ الله شَيْئاً مِنْ خَيْرِ الدّنْيَا والآخِرَةِ إلاّ أَعْطاهُ الله إيّاهُ .. رواه الترمذي ( 5/540 ) وقال : حسن غريب .

                              وفي هذا الحديث قيدٌ مهم ، وهو البيات على طهارة تامة من الحدث الأصغر والأكبر .

                              وعن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبيتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِراً فَيَتَعَـارّ مِنَ الّليْلِ ، فَيَسْأَلُ الله خَيْراً مِنَ الدّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلاّ أَعْطَـاهُ إِيّـاهُ .. رواه أحمد ( 5/234 ) أبو داود ( 4/310 ) والنسائي في الكبرى ( 6/201 ) .

                              قال ثَابِتٌ الْبُنَانِيّ: قدِمَ عَلَيْنَا أَبُو ظَبِيةَ ، فحدّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ عن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ عن النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم . قال ثَابِتٌ : قال فلاَنٌ : لقَدْ جَهَدْتُ أَنْ أَقُولَهَا حِينَ أَنْبَعِثُ ، فَمَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا .. رواه أبو داود ( 4/310 ) .

                              فاسْـألِ الله العونَ والتوفيق في كلِّ أمورِك .





                              9 ـ عند ختم القرآن :

                              لكلّ عامل أُجرة عند خِتام عمله ، وقارئ القرآن لـه أُجرة مُعجّلة في الدنيا ، وهي دعوة مستجابة عند ختم القرآن ، مع ما يدّخر الله له يوم القيامة .

                              ولذا كان أنس إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته فدعا لهم - رواه عنه الدارمي ( 2/560 ) وابن أبي شيبة ( 6/128 ).

                              وجـاء عنه أنه إذا أشفى على ختم القرآن بالليل بقى منه شيئا حتى يصبح ، فيجمع أهله فيختمه معهم .

                              قال قتادة :كان رجل يقرأ في مسجد المدينة وكان ابن عباس قد وضع عليه الرَّصَد فإذا كان يوم ختمه قام فتحول إليه .

                              وكان عبدالله بن المبارك يعجبه إذا ختم القرآن أن يكون دعاؤه في السجود .

                              وكان إذا ختم القرآن أكثر دعاءه للمؤمنين والمؤمنات رواه البيهقي في شعب الإيمان ( 2/374، 411 )

                              والاجتماع من أجل الدعاء عند ختم القرآن كان معروفاً عند السلف ، فقد جاء عن الحكم قال :كان مجاهد وعبدة بن أبي لبابة وناس يعرضون المصاحف ، فلما كان اليوم الذي أرادوا أن يختموا أرسلوا إليّ وإلى سلمة بن كهيل فقالوا : إنا كُـنّـا نعرض المصاحف فأردنا أن نختم اليوم ، فأحببنا أن تشهدونا . إنه كان يقال : إذا خُتم القرآن نزلت الرحمة عند خاتمته .

                              وروى الحكم عن مجاهد قال : بَعَثَ إليّ قال : إنما دعوناك إنا أردنا أن نختم القرآن ، وإنه بلغنا أن الدعاء يستجاب عند ختم القرآن . قال : فدعوا بدعوات

                              قال القرطبي : ويستحب له إذا ختم القرآن أن يجمع أهله ..



                              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                              تعليق

                              يعمل...
                              X