إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المراحل التي مرت بها المسكوكات الاسلامية عبر العصور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المراحل التي مرت بها المسكوكات الاسلامية عبر العصور

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    طرق التبادل قديماً

    لم يعرف الإنسان القديم المسكوكات في حياته اليومية، إذ كانت جميع المواد مباحة له ضمن حدود إمكانياته البدنية، فكان يعيش على صيد الحيوانات ويقطف الثمار من الأشجار بدون ثمن، ويتخذ من الكهوف ملجأً له، ولكن بعد الزحف الجليدي الأخير الذي بدأ بحدود 25000 سنة وانتهى قبل 12000 سنة من الآن، حيث غطت الثلوج معظم المناطق الجبلية، اضطر الإنسان إلى ترك كهوفه واللجوء إلى ضفاف الأنهار للسكنى، فبدأ تجمع المستوطنات على تلك البقاع، وكانت بداية نشوء المجتمعات الأولى، ومنها نشأت حاجة الإنسان لأخيه الإنسان، فتَوَفُّر مادة معينة عند شخص دفعه لمبادلة بعضها بشيء آخر هو بحاجة إليه، ومن هنا بدأت عمليات المبادلة بالسلع.
    ولكن بعض الصعوبات رافقت هذه العملية، منها عدم إمكانية اقتسام بعض المواد كالحيوانات بأنواعها، ولنضرب مثالاً على ذلك، فكمية الشعير المراد إبدالها ببقرة لا تعادل قيمة البقرة التي لا يمكن قطع جزء منها، هذه الصعوبات وغيرها دفعت الإنسان إلى اتخاذ سلعة وسيطة ملائمة، وقد تنوعت هذه السلعة حسب توفرها في مكان ما، فاستعمل المحار كسلعة وسيطة للتبادل في بلاد الصين، كما استخدمت الثيران في اليونان، وقُدِّرَتْ بعض الأسلحة على أنها تساوي تسعة ثيران وبعضها يساوي مئة ثور، كما قدرت الجارية بأربعة ثيران، هذا وقد استخدمت مواد أخرى مختلفة للتبادل كالشاي والرز والخيول وحتى العبيد.
    قد اتخذ الشعير ومعدن الفضة سلعة وسيطة في بلاد الرافدين قديماً، وقد أوردت الشرائع والقوانين العديد من الأمثلة على ذلك, ومنها شريعة " أورنمو " الملك السومري مؤسس سلالة أور الثالثة ( 2111- 2003 ق.م )، ففي المادة السادسة من هذه الشريعة نقرأ:
    "إذا طلق رجل زوجته الأصلية عليه أن يدفع لها منا من الفضة".
    أما الشريعة الرافدية الثانية وهي شريعة لبت عشتار خامس ملوك سلالة ايسن ( 2017- 1794 ق.م )، فقد تضمنت ذكر الفضة والشعير كسلعة وسيطة، وقد وردت النصوص التالية في بعض المواد:

    "إذا قطع رجل شجرة من بستان رجل آخر، فعليه أن يدفع غرامة مقدارها نصف منا من الفضة".
    ومن شرائع بلاد الرافدين القديمة الأخرى قانون إيشنونا الذي عُثر عليه في موقع تل حرمل قرب بغداد سنة 1945 م، ففي المادة الأولى منه نقرأ:
    "6 منا من الصوف سعرها شيقل واحد من الفضة".
    وبالنسبة لشريعة حمو رابي الشهيرة ( 1792- 1750 ق.م )، وهو سادس ملوك السلالة البابلية الأولى ( 1894- 1594 ق.م )، فقد ورد فيها استخدام الفضة والحبوب سلعة للتبادل، ففي المادة ط نقرأ ما يلي:
    "إذا حصل رجل على قرض فضة، وليس لديه فضة وقت دفعها، ولكن عنده حبوب، فعلى التاجر (أي المقرض) أن يأخذها حبوباً مقابل الفائض وبالسعر الذي حدده الملك.
    هكذا كانت الحياة الاقتصادية في العالم القديم عموماً، غير أن الصعوبات التي رافقت السلعة الوسيطة في قابليتها للتلف وسعة المكان الذي تحتاجه لحفظها والتكاليف اللازمة لإدامة حياتها ( في حالة الحيوانات والعبيد ) وصعوبة نقلها مع تجار المواد الثمينة والصغيرة الحجم كالمعادن
    والأحجار الكريمة والعطور، كل هذه الصعوبات دفعت الإنسان إلى التفكير بإيجاد سلعة وسيطة تنتفي عندها كل الصعوبات السالفة الذكر، فكانت المعادن الثمينة وعلى رأسها الذهب والفضة السلعة الوسيطة المناسبة التي تتوفر فيها كل الإمكانيات لأداء دورها في التبادل التجاري الذي أخذ يتسع ويزداد حجماً بتطور المجتمعات البشرية، فالمعدن الثمين غير قابل للتلف بسهولة، وحجمه صغير مما يسهل عملية حفظه ونقله، وأخيراً فهو قابل للتجزئة دون أن يتعرض للتلف، حيث يمكن تجميع القطع الصغيرة المتجمعة لدى أي بائع لصهرها وصبها لتعود إلى الشكل المطلوب.
    وبفصل تطور علم الرياضيات ومعرفة أنواع الأوزان، وتحديد تلك الأوزان بدقة ومراقبتها من قبل السلطات الرسمية، فقد تطورت التجارة والمعاملات المالية في العالم القديم تطوراً كبيرا، حيث غدت من الأسس المتينة التي يعتمدها البناء الاقتصادي للدولة والمجتمع.
    ولكن المعادن الثمينة لا تضبط فقط بموازينها وإنما بنوعها ومقدار نقائها، ويبدو أنهم قد تنبهوا قديماً إلى هذه الناحية المهمة في المعادن المعتمدة كسلعة وسيطة، وقد استخدمت المعادن بأشكال متعددة، لكنها كانت بأوزان معلومة وثابتة.
    sigpic
    https://www.facebook.com/aborakkan

  • #2
    بدايات العمل بالمسكوكات

    ينسب اختراع المسكوكات تاريخياً إلى الليديين سكان المناطق الساحلية في آسيا الصغرى، حيث كانت مدنهم موطناً للتجارة وملتقى التجار، لذلك تجمعت المعادن الثمينة في هذه المدن، ويعد ملكهم آرديس ( 652- 625 ق.م ) أول من سك مسكوكات معروفة في التاريخ، وكانت تلك المسكوكات مصنوعة من خليط معدَنَي الذهب والفضة، ونقش عليها صورة أسد مفتوح الفم.



    وتطورت صناعة المسكوكات الليدية خلال حكم ملوكهم الذين أعقبوا آرديس ومنهم الياتس ( 615- 560 ق.م ) الذي نقش اسمه عليها. وتطورت صناعة المسكوكات أكثر على يد ملكهم كروزوس الذي سك مسكوكات ذهبية خالصة وفضية خالصة.

    وقد تكون فكرة اختراع المسكوكات عند الليديين تطويراً لممارسات سكان الرافدين وخاصة الآشوريين الذين كانوا يستخدمون أقراصاً دائرية ذات أوزان معلومة، وقد كان ذلك خلال القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد.
    وانتقلت صناعة المسكوكات من الليديين إلى بقية الأقاليم، ولكنها أخذت تحمل صوراً أو علامات مختلفة ومتميزة مما ساعد الباحثين على دراستها واعتمادها كوثائق مهمة في دراسة المراحل التاريخية المختلفة.
    ففي بلاد إيران القديمة انتقلت إليها صناعة المسكوكات من الليديين بعد خسارتهم في حرب ملكهم كرويسس مع كورش الثاني في بلاد الأناضول سنة 546 ق.م، وسلب أموال الليديين ونقلها إلى دولتهم.
    sigpic
    https://www.facebook.com/aborakkan

    تعليق


    • #3
      خطوات صناعة المسكوكات

      يُصنع قالبان منفصلان أحدهما لوجه المسكوكة والثاني لظهرها، وتنقش عليها الرموز والكتابات فيما بعد بوضع معكوس على القالب، وتكون الصور والرموز والكتابات بوضع غائر حتى تبرز على المسكوكة فيما بعد. ويثبت أحد هذين القالبين على سندان، بينما يثبت القالب الآخر على آلة تشبه إلى حد ما الآلة التي تختم بها الطوابع في دوائر البريد اليوم، وتوضع قطعة المعدن المراد عملها مسكوكة بين هذين القالبين وهي في حالة معينة من الليونة بالتسخين ويُطرق على القالب العلوي بالمطرقة، فتظهر المسكوكة وهي تحمل النقش بالوضع الصحيح.







      ونطلق تسمية ( الوجه ) على أحد جانبي المسكوكة وخاصة تلك التي تحمل صورة الملك البيزنطي في المسكوكات الذهبية، وعلى الجانب الذي يحمل صورة الملك الساساني في المسكوكات الفضية، وشهادة التوحيد في المسكوكات العربية الإسلامية، على أساس أن هذا الجانب هو وجه المسكوكة، ولكن في الحقيقة ليس ضرورياً أن تكون هذه الأشياء في الوجه، وقد عرفنا ذلك نتيجة حدوث بعض الأخطاء على المسكوكات. وعلى الرغم من أن المسكوكات في العصور القديمة والإسلامية كانت تخضع لرقابة شديدة من الدولة، فقد كان يخرج من دور السك قليل من المسكوكات وهي تحمل أخطاء فنية، فلو فرضنا أن قالب الوجه كان يثبت دائماً في السندان، فإن الظهر يكون في هذه الحالة في القالب العلوي، ولكن في بعض الأحيان تلتصق قطعة المعدن بالقالب العلوي دون أن يشعر بها عامل السك ويطرقها فوق قطعة جديدة، فالقطعة الأخيرة تكون قد حملت وجهين لقالب السندان أحدهما بصورة صحيحة والثاني بشكل مقلوب، من هذا الخطأ يمكننا أن نميز أي الوجهين كان في السندان وأيهما كان في القالب العلوي، وتفيدنا مثل هذه المسكوكات في دراسة الناحية التقنية والفنية لصناعة المسكوكات.

      ولمعرفة شكل القالب الذي سكت فيه المسكوكات يمكننا تمييز شكله من اتجاه الكتابات إلى الأعلى على الوجهين، فلو فرضنا أن قالب الوجه مثبت بالسندان فإن الاتجاه يكون دائماً نحو الأعلى، أما الظهر فيكون في القالب الذي يحمله العامل بيده وله حرية الحركة، فإذا كان قالب السندان مربع الشكل فاتجاه نصوص الظهر يتحدد بأربعة أنماط، وذلك حسب طريقة مسك العامل للقالب.
      أما إذا كان قالب السندان دائرياً، فإن حرية الحركة للقالب العلوي تكون في أكثر من أربعة اتجاهات وربما تكون ثمانية أو أكثر.
      ولكون هذه الظاهرة اختفت عندما أصبح قالب السك آلياً فأصبح قالب الوجه يثبت في الأسفل وقالب الظهر في الأعلى، ثم تطورت صناعة المسكوكات وأصبح يضم أكثر من قالب واحد.
      أما المسكوكات الحديثة فتسك بآلات خاصة وينعدم فيها الخطأ، ورب سائل يسأل عن كيفية رسم صورة الأشخاص أو المشاهد المتعددة وعن كيفية نقشها بصورة مضبوطة على المسكوكات الحديثة، إن هذه الصور ترسم على قرص بحجم كبير أول الأمر ويضبط فيها الفنان النسب الدقيقة ثم يثبت هذا القرص الكبير على آلة، ويوضع بجانبها قطعة معدنية دائرية بحجم المسكوكة المراد سكها، وبواسطة آلات خاصة ينقل النقش من الحجم الكبير إلى الحجم الصغير، مع المحافظة على قياسات النسب بتفصيلاتها من رسوم وكتابات، بعد ذلك يؤخذ قالب في حجم المسكوكة يكون كقالب جاهز للسك، وعلى آلة أخرى توضع صفيحة بسمك معين لتقطيعها بحجم المسكوكة، بعدها تقوم آلة أخرى بالضغط على قطعة المعدن لطبع النقش عليها من الوجهين، بعد ذلك توضع بقدور كبيرة يضاف إليها مواد خاصة لجليها وتنظيفها لتخرج ولها لمعان وبريق.
      sigpic
      https://www.facebook.com/aborakkan

      تعليق


      • #4
        النقود البيزنطية

        تم تداول المسكوكات البيزنطية في المناطق الغربية الخاضعة لسيطرة البيزنطيين أو الموالية لها، وقد كان العرب الغساسنة الذين جاؤوا إلى سهل حوران في سورية بعد تصدع سد مأرب في اليمن القديمة، كانوا يتبعون الدولة البيزنطية في معظم قبائلهم، وقد استعملوا الدينار البيزنطي الذي كان عبارة عن قطعة ذهبية مستديرة الشكل نقشت عليها صورة الملك البيزنطي الذي كانت تسك بوقته، وعلى الوجه الآخر الشعارات المسيحية كالصليب وعصا المطرانية.

        النقود البيزنطية

        تم تداول المسكوكات البيزنطية في المناطق الغربية الخاضعة لسيطرة البيزنطيين أو الموالية لها، وقد كان العرب الغساسنة الذين جاؤوا إلى سهل حوران في سورية بعد تصدع سد مأرب في اليمن القديمة، كانوا يتبعون الدولة البيزنطية في معظم قبائلهم، وقد استعملوا الدينار البيزنطي الذي كان عبارة عن قطعة ذهبية مستديرة الشكل نقشت عليها صورة الملك البيزنطي الذي كانت تسك بوقته، وعلى الوجه الآخر الشعارات المسيحية كالصليب وعصا المطرانية.





        نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
        sigpic
        https://www.facebook.com/aborakkan

        تعليق


        • #5
          النقود السلوقية

          تم سك هذه النقود خلال القرن الثالث قبل الميلاد، وقد تميزت النقود السلوقية بما يلي:


          الوجه: رأس الملك السلوقي فيليب متجه نحو اليمين.
          الظهر: الإله زوس وهو جالس على كرسي ويمسك بيده اليسرى صولجاناً طويلاً يصل إلى الأرض، وتقف آلهة النصر ( نايكا ) على يده اليمنى واضعة إكليل النصر وعلى يسارها نصوص كتابية.
          sigpic
          https://www.facebook.com/aborakkan

          تعليق


          • #6
            نقود دولة الحضر

            تقع دولة الحضر في منطقة الجزيرة، حوالي 120 كم جنوب غرب الموصل، وتعد الحضر أول مملكة عربية مستقلة عن كلا السلطتين الفارسية والبيزنطية، ودليلنا على ذلك من أسماء ملوكهم، ومن خلال مزج العناصر الزخرفية والمعمارية ن كلا الدولتين الفارسية والبيزنطية ولو كانت إحدى الدولتين مهيمنة على الحضر لظهر تأثيرها فقط. وقد عاشت دولة الحضر بين القرنين الثاني قبل الميلاد والقرن الثاني الميلادي وازدهرت هذه الدولة لموقعها التجاري ولكونها مدينة دينية.
            وقد سكت فيها نقود نحاسية يمكن تقسيمها إلى نوعين هما :
            1 – النوع الأول كبير الحجم ويتضمن :
            الوجه: رأس الإله شمش تحيط به هالة من الأشعة بوضع جانبي متجه نحو اليمين، وعلى جانبه كتابة آرامية نصها ( حطرادي شمش ) وتعني " الحضر مدينة الإله شمش ".
            الظهر: يبدو طير النسر ناشراً جناحيه على حرفين ( SC ) لكنها بوضع معكوس، وقد جاءت النقود الحضرية مغايرة للرومانية التي حملت الحرفين ( SC ) وهي اختصار (Sentus Consultum ) وتعني " بموافقة مجلس الشيوخ ".

            ويبدو أن النقود الحضرية قد استخدمت القالب بشكل معكوس، وربما كان القصد منها تمييز النقود الحضرية عن غيرها.
            2 – النوع الثاني من النقود الحضرية كانت صغيرة الحجم، وتتضمن ما يلي:
            الوجه: رأس الإله شمش تحيط به هالة من الأشعة بوضع جانبي.
            الظهر: يبدو طير النسر ناشراً جناحيه على غصن ذي أوراق.
            sigpic
            https://www.facebook.com/aborakkan

            تعليق


            • #7
              نقود دولة الأنباط

              قامت هذه الدولة في القرن السادس قبل الميلاد في المنطقة الواقعة اليوم في الأردن،وكان التنقل والترحال الطبع السائد بين قبائل الأنباط، وبدأ استقرارهم في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد واشتغلوا بالزراعة والتجارة وكانت عاصمتهم البتراء ذات موقع هام. ويعتبر الملك الحارث الثالث ( 87 – 62 ق.م ) مؤسس دولة الأنباط، وهو من أشهر ملوكهم، فقد هزم هذا الملك جيش اليهود عدة مرات وحاصر أورشليم وقد أصبح حاكماً لدمشق سنة 85 ق.م.
              وقد سك الحارث الثالث مسكوكات نبطية على طراز مسكوكات البطالمة (اليونان)، حيث نقش على مسكوكاته رأس رجل بوضع جانبي متجه لليمين ( يحتمل أن يكون هو الحارث نفسه )، أما الجانب الآخر للمسكوكة فإنها تحمل صورة امرأة، ونقش الحارث اسمه ولقبه بحروف يونانية.
              وقد سك الملك النبطي عبادة الثاني مسكوكات فضية نقش عليها صورة لرأس رجل وعلى الوجه الآخر صورة لطائر النسر، وعليها كتابة نبطية نصها: "الملك عبادة ملك الأنباط" وتاريخ السنة الثانية من حكمه، وتطورت النقود النبطية منذ حكم الملك عبيدة الثالث ( 28 – 9 ق.م )، حيث حملت المسكوكات النبطية صورة الملك والملكة.
              ويبدو أن الأنباط كانوا قد تزوجوا من شقيقاتهم مقلدين بذلك عادات الفراعنة والبطالمة، وقد ظهر على مسكوكات الملك النبطي مالكو الثاني ( 40 – 70 م ) وهو ابن الحارث الرابع عبارة: "شقيقة الملك".
              وقد أصبحت بلاد الأنباط تحت السيطرة الرومانية خلال حكم الملك النبطي رابيل الثاني ( 71 – 106 م ) ابن مالكو الثاني الذي يعد آخر ملوك الأنباط.
              بعد ذلك ضعفت دولة الأنباط بتحول طرق التجارة التي كانت تمر بعاصمتهم البتراء التي كانت تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب.
              sigpic
              https://www.facebook.com/aborakkan

              تعليق


              • #8
                النقود التدمرية

                عندما كانت البتراء عاصمة الأنباط في دور الاضمحلال كانت مدينة تدمر توطد مركزها التجاري، لا سيما أن موقعها المهم أضفى عليها المزيد من الأهمية وجعل لها دوراً بين مدن العالم القديم، وقد ساعدها موقعها الجغرافي على أن تستقل عن كلا السلطتين الفرثية والرومانية. وبذلك فقد كانت محط أنظار الطامعين، ورغم مقاومتها للاحتفاظ بسيادتها غير أنها اضطرت أخيراً إلى الاعتراف بسيادة السلطة الرومانية عليها، وذلك بين سنتي ( 17 – 19 م ) في عهد الملك طيبريوس.
                وفيما بعد جاء حكم القائد أذينة 262 م الذي مُنح لقب " زعيم الشرق " مكافأة له على ولائه للملك الروماني جالينوس، وفي سنة 266 م تم اغتيال أذينة أثناء حضوره أحد الاحتفالات في مدينة حمص، وخلفته زوجته زنوبيا التي حكمت باسم ابنها القاصر وهب اللات، وقد توسعت رقعة الدولة التدمرية في عهدها وشملت سورية وجزءاً من آسيا الصغرى وشمال جزيرة العرب.
                لقد سكت زنوبيا ملكة تدمر المسكوكات سنة 270 م وهي تحمل صورة شخصين أحدهما ابنها وهب اللات والآخر الامبراطور الروماني أورليان (270 – 275 م )، وفي السنة التالية 271 م سكت مسكوكات فضية تحمل فقط صورة ابنها وهب اللات، كما سكت مسكوكات فضية نقشت عليها صورتها بوضع نصفي وكتبت اسمها بالحروف اليونانية، وعلى الوجه الآخر نقشت صورة ابنها وهب اللات واسمه ولقبه، حيث كان لقبه "ملك الملوك".
                وقد أغضبت هذه المسكوكات الملك الروماني أورليان، وشعر بخطورتها عليه، لذلك جهز جيشاً لمحاربة تدمر وملكتها زنوبيا، ولم تتلق تدمر أي مساعدة بعد أن خذلها الفرس، وقد قاومت الجيوش التدمرية الغزاة بالحجارة والنبال وكرات النار، ورفضت الملكة زنوبيا شروط الاستسلام التي عرضها أورليان، إلى أن وقعت أسيرة بيد الرومان حتى وفاتها.

                sigpic
                https://www.facebook.com/aborakkan

                تعليق


                • #9
                  النقود المعينية

                  لقد قامت مملكة معين في الجزيرة العربية، في بلاد اليمن حالياً، ومن آثارها يمكن الاستدلال على أنها ظهرت حوالي القرن الرابع قبل الميلاد. لقد تعامل المعينيون بالمقايضة في أول الأمر، ثم عرفوا المسكوكات وسكوها في مدنهم، وتميزت مسكوكاتهم بوجود صورة للملك جالساً على عرشه وشعره يتدلى على شكل ضفائر وهو حليق اللحية، وقد أمسك بيده اليمنى شيئاً يشبه الطير وباليسرى عصا طويلة،وهناك نصوص مكتوبة بالخط المسند تذكر اسم الملك ( اب يثع ) وهو الملك المعيني الخامس، وكان حكمه في حدود سنة 343 ق.م.
                  من هذه المسكوكة يمكننا القول إنها كانت قد سكت على طراز مسكوكات الاسكندر الأكبر، ولكنها امتازت بنصوصها ذات الخط المسند، ويبدو أن درهم الملك ( اب يثع ) قد سك سكاً متقناً، وحروفه واضحة مما يؤكد أنه لم يكن الأول وربما سبقته مسكوكات أخرى.
                  وقد تداول العرب قبل الإسلام المسكوكات الساسانية، وأطلقوا عليها تسمية المسكوكات الكسروية نسبة إلى كسرى، وتداول الناس هذه المسكوكات بعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس
                  sigpic
                  https://www.facebook.com/aborakkan

                  تعليق


                  • #10
                    النقود في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم

                    عندما ظهر الإسلام في الجزيرة العربية، لم تكن للمسلمين مسكوكات خاصة بهم، وذلك لانشغال الرسول الكريم وأصحابه بتوطيد أركان الدين الإسلامي ومقاومة المشركين، لذلك أقر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المسكوكات البيزنطية والساسانية التي كانت متداولة قبل الإسلام، ولتنظيم جباية أموال الزكاة أقر الرسول صلى الله عليه وسلم قبول المسكوكات غير العربية، على الرغم من أنها تحمل شعارات وصور تتعارض مع روح الإسلام وتعاليمه. وقد كانت المسكوكات الفضية المتداولة في صدر الإسلام على نوعين، السود الوافية ( البغلية ) والطبرية العتق، وكانت الأولى تزن ثمانية دوانق والثانية أربعة دوانق، مما أوجد مشكلة في دفع الزكاة، ثم اتفق الفقهاء فيما بينهم على أن ينزل من وزن السود الوافية دانقان وتضاف على وزن دراهم الطبرية ليصبح كلا النوعين من الدراهم ستة دوانق. كما قسم الرسول الدنانير البيزنطية التي أرسلها إليه قيصر الروم بين أصحابه.
                    مما سبق نجد أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أقر تداول الدنانير الذهبية البيزنطية والمسكوكات الفضية الساسانية بعد أن غير في أوزان الأخيرة.
                    وقد كانت الدنانير المتداولة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم عبارة عن قطعة مستديرة من الذهب، نقش على الوجه صورة هرقل وحده ( أو مع ولديه هرقليوناس وقسطنطين ) وقد قبض كل منهم على صليب طويل وتوج رأس الصليب بصليب آخر، أما الوجه الآخر للدينار فقد حمل نقش الصليب قائماً على مدرجات أربعة تحيط بها عبارات الأدعية ونصوص تذكر مكان السك بالحروف اللاتينية.
                    أما الدراهم التي كانت متداولة أيام الفتح الإسلامي فقد كانت من النقود الساسانية الفضية التي حملت على أحد الوجهين صورة نصفية بوضع جانبي للملك الساساني الحاكم وعلى رأسه التاج ونصوص مكتوبة باللغة الفهلوية تذكر اسم الملك وأدعية، أما الوجه الآخر فقد حمل دكة النار المجوسية ويقف على جانبيها حارسان مدججان بالسلاح ونصوص بالفهلوية تذكر مكان السك، وقد توزعت على طوق المسكوكة رسومات لهلال ونجمة على الجهات الأربع.

                    أما الفلوس النحاسية البيزنطية فقد حملت على الوجه صورة للإمبراطور البيزنطي الحاكم، وعلى الظهر الحرفM الذي يرمز لقيمة الفلس، وقد أقر الرسول هذه الفلوس، وأضاف عليها الخليفة عمر بن الخطاب اسمه بالحروف العربية وذلك سنة 17 للهجرة .



                    درهم فارسي




                    دينار بيزنطي لهرقل واولاده
                    sigpic
                    https://www.facebook.com/aborakkan

                    تعليق


                    • #11
                      النقود في عصر الخلفاء الراشدين

                      بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلال خلافة أبي بكر رضي الله عنه التي دامت سنتين وثلاثة أشهر استمر تداول المسكوكات الأجنبية، وقد كان السبب في ذلك هو انشغال الخليفة أبي بكر رضي الله عنه بإخماد الفتن وتوطيد أركان الدولة الإسلامية. وفي أيام حكم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه
                      وعلى الرغم من توسع رقعة الدولة الإسلامية، فقد استمرت المسكوكات الأجنبية ( الدنانير البيزنطية والدراهم الساسانية ) في التداول، إلا أ ن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحدث بعض التغييرات على المسكوكات التي كانت تسك في المدن الإسلامية، ففي سنة 18 ﻫ أضاف عبارات بالخط العربي على المسكوكات الفضية الساسانية مثل " بسم الله " و " جيد " لتمييز المسكوكات الإسلامية عن غيرها، وقد اغتيل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد أبي لؤلؤة فيروز الفارسي سنة 23 ﻫ .
                      وقد خلفه عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي توسعت رقعة العالم الإسلامي في بداية خلافته، ففتحت تونس وكرمان وسجستان وغيرها، وتميزت مسكوكاته بزيادة العبارات العربية على المسكوكات الفضية التي كانت تضرب على الطراز الساساني،ومن العبارات العربية التي نقشها الخليفة عثمان رضي الله عنه على النقود عبارة " بسم الله – ربي " و " بسم الله – الملك " و " الله " و " بركة"، وقد قتل رضي الله عنه سنة 35 ﻫ.
                      واستمرت المسكوكات الإسلامية التي سكت في خلافة الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه على ما كانت عليه أيام من سبقه من الخلفاء، وزاد على تلك العبارات لقب جديد هو " ولي الله " على بعض النقود الفضية.
                      وتعتبر فترة الخلفاء الراشدين منذ زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب فترة مهمة في تاريخ المسكوكات العربية الإسلامية، حيث إن وجود كلمات أو جمل عربية على النقود المضروبة على الطراز الساساني له دلالة هامة في الاستقلال السياسي والاقتصادي عن الدولة الساسانية التي كانت مهيمنة على بعض الأقاليم العربية قبل الإسلام.



                      درهم ساساني عربي
                      sigpic
                      https://www.facebook.com/aborakkan

                      تعليق


                      • #12
                        العصر الأموي .. وتعريب النقود

                        في سنة 41 ﻫ /661م قامت الدولة الأموية، وكان معاوية بن أبي سفيان أول خلفائها ( 41 – 60 ﻫ / 661 – 679 م )، وقد أولى المسكوكات أهمية كبيرة باعتبارها رمز القوة والسلطة، وقد سك الخليفة الأموي معاوية نوعين من المسكوكات. النوع الأول كان على نمط مسكوكات الخلفاء الراشدين أي أنها كانت على نمط المسكوكات الساسانية مضافاً إليها كلمات وعبارات بالعربية، وقد زاد الخليفة الأموي معاوية على مسكوكاته الفضية عبارة " بسم الله – ربي " و " الحمد لله – بركة ".
                        أما النوع الثاني من مسكوكات معاوية الفضية فكان على الطراز الساساني، وكتبت عليها بالحروف الفهلوية " معاوية أمير أورشنكان " بمعنى معاوية أمير المؤمنين، وقد سكت في السنة الأولى من حكمه41 ﻫ / 661 م ونصوص هذه المسكوكة الفضية كالتالي :
                        ?الوجه: صورة نصفية للملك الساساني متجه بوجهه نحو اليمين وهو يلبس التاج المجنح، نُقش الاسم على الفراغ الأيمن من رأس الملك الساساني بالفهلوية ونصها " معاوية أمير أورشنكان " ، وعلى الجانب الأيسر لرأس الملك الساساني عبارات الدعاء بالفهلوية ونصها " أفزوت غدة " بمعنى دامت المملكة نامية، وعلى طوق المسكوكة نقشت البسملة بالخط العربي " بسم الله " وتوزعت النجمة والهلال على الجهات الأربعة للمسكوكة.
                        ?الظهر: أما الجانب الآخر لهذه المسكوكة، ففي الوسط معبد النار يقف إلى جانبيه الحارسان المدججان بالسلاح، وكتبت مدينة الضرب "داربجرد" في الفراغ الأيمن من معبد النار، أما الجانب الأيسر فكتب فيه سنة الضرب 41 هـ بالإضافة لأشكال موزعة للهلال والنجمة.
                        وقد كانت دمشق عاصمة الخلافة الأموية ومقر الخليفة، واستمر السك فيها على هذه الطريقة حتى خلافة عبد الملك بن مروان، وقد كانت مدن أخرى غير دمشق تسك فيها الدراهم، ومنها في العراق التي سك أميرها مصعب بن الزبير والي العراق من قبل أخيه عبد الله بن الزبير أمير الحجاز بين سنتي ( 61 – 73 ﻫ / 680 – 692 م )دنانير ودراهم بأمر من أخيه عبد الله، حيث كان الأخوان قد أعلنا انفصالهما عن الدولة الأموية، وقد سك عبد الله بن الزبير المسكوكات الفضية وعليها لقب أمير المؤمنين.
                        وعندما تولى الخلافة الأموية عبد الملك بن مروان سنة ( 65 – 86 ﻫ / 684 – 705 م ) نجح في توحيد الدولة العربية الإسلامية التي كانت مجزأة، بعدها تمركزت الخلافة والسلطة بيد عبد الملك، فكان عصره عصر توحيد الأمة، بالإضافة إلى انتشار اللغة العربية في بلاد فارس ومصر والشام في جميع مجالات الدولة كالدواوين والأمور المالية، ولإتمام هذه السياسة كان لابد من تعريب السكة الإسلامية تعريباً كاملاً وتخليصها من التبعية الأجنبية، كالفارسية بالنسبة للدراهم والبيزنطية بالنسبة للدنانير، وقد أراد الخليفة عبد الملك بن مروان إتماما استقلاله الكامل فسار بهذا المجال منذ سنة 73 ﻫ بالنسبة للدراهم و 74ﻫ بالنسبة للدنانير.
                        لقد بدأ عبد الملك بمحاولات تعريبه منذ سنة 74 ﻫ / 693 م ووصلت هذه المحاولات إلى ذروتها سنة 77 ﻫ / 696 م بتعريب الدينار تعريباً كاملاً.
                        .ففي سنة 74 ﻫ / 693 م أبدل الخليفة عبد الملك وضع الحرفين i.b الموجودان على ظهر الدينار البيزنطي إلى b.i، يعتقد بعض المختصين أن هذين الحرفين يرمزان للرقم 12 وحين أبدلهم أصبح الرقم 21، ومهما يكن من تفسيرات حول ما يعنيه هذان الحرفان، إلا أن الغاية من إبدال وضعهم كان لمجرد تمييز الدنانير الإسلامية عن البيزنطية.

                        .وشمل التغيير الثاني شكل الصليب الموجود على جانب الظهر، فحذف الجزء الأعلى منه ليصبح على شكل حرف t تحيط به عبارات التوحيد بالخط العربي.
                        .وفي سنة 76 ﻫ / 695 م سك الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان دنانير نقش عليها صورته بدلاً من صورة الإمبراطور البيزنطي هرقل، وكتبت عليها البسملة وتاريخ الضرب بالعربية، ولكنه أبقى على الشارات المسيحية، حيث يظهر الخليفة عبد الملك واقفاً وبيده السيف الذي هو دليل الإمامة ورمز الجهاد في سبيل الله وعلى رأسه كوفية تتدلى على كتفيه وله لحية طويلة، وتحيط به الكتابة العربية التالية: " بسم الله لا إله إلا الله وحده محمد رسول الله".

                        .وكانت الخطوة الأخيرة لتعريب الدنانير هي تخليصها من كافة الشارات والتأثيرات الأجنبية، وذلك عندما سكت سنة 77 ﻫ / 696 م بنصوص عربية خالصة وبدون أي صورة للخليفة عبد الملك أو الإمبراطور البيزنطي هرقل.
                        ونصوص الدينار العربي الإسلامي المضروب سنة 77 ﻫ كما يلي :
                        لا إله إلا
                        مركز الوجه: الله وحده
                        لا شريك له
                        الطوق: محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق
                        ليظهره على الدين كله . الله أحد الله

                        مركز الظهر: الصمد لم يلد
                        ولم يولد
                        الطوق: بسم الله ضرب هذا الدينر في سنة سبع وسبعين


                        ويزن هذا الدينار العربي الإسلامي مثقالاً واحداً.
                        ونلاحظ من نصوص هذا الدينار بأنها لم تحمل اسم مدينة الضرب، على أساس أنها كانت تسك بالعاصمة ومكان إقامة الخليفة وبإشرافه المباشر عليها، وقد كانت هذه القاعدة متبعة حتى مع الدنانير البيزنطية قبل الإسلام، لكن ما هي الأسباب التي دعت الخليفة عبد الملك بن مروان لاتخاذ هذه الخطوة، أي تعريب المسكوكات الإسلامية وتخليصها من التبعية الأجنبية.
                        لقد ذكرت المصادر التاريخية أن سببها يعود إلى اعتراض ملك الروم جستنيان الثاني على أوراق البردي التي كانت تصل بيزنطة من مصر وهي تحمل عبارات التوحيد بدلاً من عقيدة الإيمان المسيحية " باسم الأب والابن وروح القدس" مما أغضب جستنيان وهدد بكتابة عبارات تسيء للمسلمين على الدنانير البيزنطية، مما دفع بالخليفة عبد الملك بن مروان إلى استشارة الفقهاء وأهل الرأي بذلك، فأشاروا عليه بسك مسكوكات عربية وترك دنانيرهم، ويذكر أن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أشار على الخليفة عبد الملك بقوله:"يا أمير المؤمنين إن العلماء من أهل الكتاب الأول يذكرون أنهم يجدون في كتبهم أن أطول الخلفاء عمراً من قدس الله تعالى في درهمه.
                        ويرى البعض الآخر من المؤرخين أن السبب الذي أدى إلى تعريب المسكوكات هو نقض المعاهدة التي كانت معقودة بين الخليفة عبد الملك وملك الروم جستنيان الثاني سنة 67 ﻫ / 686 م التي يدفع بموجبها الخليفة الإسلامي ولمدة عشر سنوات مبلغاً من المال قدره ألف دينار ذهبي إتاوة أسبوعية، ولكن هذه الاتفاقية نقضت سنة 73 ﻫ / 690 م .
                        ومهما كانت الدوافع المارة الذكر فإن السبب الحقيقي الذي دفع الملك عبد الملك لتعريب السكة هو إتمام استقلال الدولة العربية الإسلامية.
                        sigpic
                        https://www.facebook.com/aborakkan

                        تعليق


                        • #13
                          النقود الأموية في المغرب العربي

                          عند الفتح الإسلامي لمناطق المغرب العربي ومنها شمال إفريقية، أقر قادة الأمويين التعامل بالمسكوكات الجرجيرية من دنانير وفلوس، وقبلوها في الجزية. وقد استطاع حسان بن النعمان قائد الجيش الأموي في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان من حصار قرطاجنة عاصمة الروم ودخلها قسراً، وأبقى دواوينها تعمل للعرب .



                          دينار صليدي كتب على وجهيه لاتيني وفي وسطه نجمة

                          صليدي عربي، على وجه نجمة ولاتيني وعلى الاخر محمد رسول الله وضرب في الاندلس 98 هجرية



                          وقد خلفه على حكم إفريقية القائد موسى بن نصير سنة 85 ﻫ / 704 م، وقد استمرت المسكوكات على وضعها أول الأمر، غير أن موسى بن نصير بدأ بخطوات التغيير للمسكوكات، وأهم هذه الخطوات:
                          1-حذف الخط الأفقي الصغير القاطع للصليب، بحيث أصبح مجرد عمود منصوب، وبذلك فقد الرمز المسيحي المقصود به في الأصل.
                          2-استبدال العبارات اللاتينية التي كانت تشير إلى اسم القيصر وألقابه بعبارات إسلامية تعلن وحدانية الخالق وتمجيده، فقد نقش بالخط اللاتيني على وجه الدينار "لا إله إلا الله وحده لا شريك له"، وعلى الظهر "بسم الله الرحمن الرحيم ضرب هذا الدينار بإفريقية".
                          3-ابتدأ موسى بضرب هذه الدنانير سنة 85 ﻫ / 704 م وهي السنة الأولى لولايته على إفريقية.
                          4-وضع موسى على مسكوكاته تاريخاً مشابهاً لما كان عند الرومان والبيزنطيين، الذين كانوا يستعملون تاريخاً اصطلاحياً يتجدد كل خمس عشرة سنة ويسمى بالعقد "indiction" فيذكر السنة الأولى أو الثانية من العقد الفلاني، وقد يرسمون حروفاً ( IND ) اختصار كلمة عقد، ويضعون بعد هذا الاختصار رقماً من واحد وحتى خمسة عشر، وهذه الطريقة اتبعها موسى بن نصير أولاً، ولكنه تحول عنها عندما ذكر التاريخ الهجري فيما بعد.
                          5-وقد سك موسى دنانير ومسكوكات نحاسية حذف منها صورة قيصر الروم، ولكنه أبقى على بعض الشارات المسيحية.
                          6-حذف النصوص اللاتينية من الوسط، وكتب العبارات باللغة العربية وهي "لا إله إلا الله" على جانب، و"محمد رسول الله" على الجانب الآخر،وأبقى على الكتابات اللاتينية في الطوق ومنها "ضرب هذا الدينار بإفريقية سنة خمس وتسعين".
                          7-في سنة مئة للهجرة سك الوالي اسماعيل بن أبي المهاجر الذي خلف موسى بن نصير دنانير عربية خالصة من أي تبعية، وذلك بمدينة القيروان.
                          وقد استخدم الأمراء العرب في إفريقية الصنج، وهي عبارة عن قطعة مدورة بقدر الدرهم، وينقش عليها كتابة تذكر وزنها وهو الوزن الشرعي للدينار أو الدرهم.
                          وقد استعمل هذا الصنج البيزنطيين قبل الإسلام، وأول من استعمل الصنوج في إفريقية هو الأمير الأموي عبد الله بن الحجاب (116 – 123 ﻫ / 734 – 740 م)، وكذلك استخدمها الأمير حنظلة بن صفوان ونقش عليها "مما أمر به حنظلة بن صفوان .. مثقال درهم واحد".
                          وعموماً فنصوص الدنانير العربية في شمال إفريقية والأندلس كانت كما يلي:

                          لا إله
                          مركز الوجه: إلا الله
                          وحده
                          الطوق : محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق
                          بسم الله
                          مركز الظهر: الرحمن
                          الرحيم
                          الطوق : ضرب هذا الدينار سنة

                          أما نصوص الدراهم العربية المضروبة بالأندلس، ومنها درهم مضروب سنة 106 ﻫ، ونصوصه هي:

                          لا إله إلا
                          مركز الوجه: الله وحده
                          لا شريك له
                          الطوق : بسم الله ضرب هذا الدرهم
                          بالأندلس سنة خمس ومئة
                          الله أحد الله
                          مركز الظهر: الصمد لم يلد و
                          لم يولد ولم يكن
                          له كفواً أحد
                          الطوق : محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين
                          الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون


                          وقد استمر الطراز الأموي للمسكوكات في الأندلس حتى بعد سقوط الدولة الأموية في الشام سنة 132 ﻫ / 749 م.
                          sigpic
                          https://www.facebook.com/aborakkan

                          تعليق


                          • #14
                            النقود العباسية في المشرق

                            لقد سك قادة الدعوة العباسية الدراهم منذ سنة 127 ﻫ / 745 م، علماً بأن الدعوة العباسية لم تعلن رسمياً إلا في 25 رمضان سنة 129 ﻫ / 747 م، وذلك عندما سقطت عدة مدن تحت سيطرتهم مثل مرو وهرات وبلخ. لقد تميزت دراهم الدعوة العباسية بإضافة طوق جديد حول مركز الوجه، نقشت فيه الآية الكريمة " قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة والقربى"، وقد كان الدرهم الأول المعروف من هذا النوع من الدراهم كان قد سك في جي سنة 127 ﻫ، وقد سكت مثل هذه الدراهم في العديد من المدن منها جي، الري، رامهرمز، الكوفة، ماهي...وغيرها.
                            وقد كانت الغاية الرئيسية من تلك الدراهم هي استقطاب الأنصار حول الدعوة العباسية، وقد ساهمت فعلاً بالقضاء على الحكم الأموي في سنة 132 ﻫ / 749 م، وفي هذه السنة ظهر أول دينار عباسي في نصوصه، وقد كانت مغايرة لنصوص الدينار الأموي، حيث أبدلت سورة التوحيد "الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد" بالعبارة الجديدة "محمد رسول الله"، لكن الدينار العباسي لم يحمل اسم مدينة الضرب كالدينار الأموي، كما أن وزنه كان مثقالاً واحداً وهو الوزن الشرعي، أي ما يعادل 25/4 غرام.
                            بانتصار العباسيين على الأمويين نقلت العاصمة من دمشق إلى بغداد، وقد فكر قادة العباسيين بهذا الموضوع حتى قبل انتصارهم، وقد ذكر المؤرخ أبو زكريا الأزدي بأن المنصور كان قد أشار على أخيه السفاح وهما في طريقهما إلى الكوفة بأنه لو قُدِّر لهم النجاح فإنهم سينقلون مركز حكمهم وأتباعهم وأنصارهم إلى العراق.
                            لم تحمل الدنانير العباسية الأولى اسم مدينة الضرب أو اسم خليفة أو اسم أي شخص آخر، وبذلك تكون مشابهة لما كانت عليه الدنانير الشامية عدا استبدال سورة التوحيد كما ذكرنا سابقاً، واستمر هذا الطراز من الدنانير في خلافة السفاح ( 132 – 136 ﻫ ) وأبي جعفر المنصور (136 – 158 ﻫ )، وكذلك في خلافة ابنه المهدي ( 158 – 169 ﻫ )، وكذلك الحال بالنسبة للخليفة العباسي الرابع الهادي بن المهدي (169 – 170 ﻫ )، وقد سك الخليفة هارون الرشيد ( 170 – 193 ﻫ)فيما بعد دنانير نقش عليها اسمه ولقبه "أمير المؤمنين" ونصوصها كالتالي :
                            لا إله إلا
                            مركز الوجه: الله وحده
                            لا شريك له
                            الطوق: محمد رسول الله أرسله

                            بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله
                            محمد رسول الله
                            مركز الظهر: مما أمر به عبد الله
                            هرون أمير المؤمنين
                            الطوق: بسم الله ضرب هذا الدينر في سنة سبعين ومئة


                            وكذلك نقش الرشيد اسمه ولقبه على الدراهم الفضية أيضاً، التي كانت تحمل من قبل اسم الخليفة المهدي منذ سنة 158 ﮪ.

                            ولقد ورد في المصادر التاريخية أن يحيى البرمكي كان يشرف على تربية الرشيد، لذلك احتل يحيى البرمكي حظوة كبيرة عنده أول الأمر، وأولاد الفضل وجعفر كانا أقرب المقربين للرشيد، حتى أنه تنازل لجعفر بحق ضرب اسمه على النقود في الفترة ( 176 – 186 ﻫ ) وهي الفترة التي كان بها جعفر البرمكي وزيراً للرشيد ومشرفاً على دور السك.
                            هذا وقد ظهرت أسماء أخرى أيضاً على الدنانير العباسية قبل جعفر سنة 170 ﻫ، مثل "علي"، "موسى"، "عمر"، "داود" ...، ويعتقد الباحثون أن هذه النقود قد سكت بمصر لأنها أسماء أمراء مصر في تلك الفترة، وهناك آراء أخرى تنفي هذا الاعتقاد وتؤكد أنها مسكوكة في العراق مركز الخلافة العباسية.
                            أما دنانير الخليفة الأمين ( 193 – 198 ﻫ ) فقد حملت اسم "العباس"، وهو العباس بن الفضل بن الربيع المشرف على دور الضرب، كما حملت الدنانير اسمه ولقبه "الخليفة الأمين" بين عامي ( 195 – 197 ﻫ ).
                            وبالنسبة لدنانير المأمون ( 198 – 218 ﻫ ) فقد حملت لقب وزيره الفضل بن سهل "ذو الرياستين"، ويبدو بأن المأمون قد سمح بسك الدنانير في الأقاليم بعد أن كانت مقتصرة على العاصمة بغداد.
                            وقد ظهر لأول مرة اسم "مدينة السلام" وهي بغداد أسفل نصوص مركز الوجه سنة 198 ﻫ، كما ظهرت دنانير أخرى نقشعليها "بالمغرب" والمقصود بها القيروان والأندلس، أو "بالمشرق" والمقصود بها المدن الشرقية للعالم الإسلامي، مثل مرو، أو "بمصر".
                            واستمرت الدنانير العباسية تحمل أسماء الخلفاء المتعاقبين، حيث أصبح من مستلزمات الخلافة تثبيت اسم الخليفة على الدنانير إضافة إلى ألقابه وكناه وكنى ولاة العهد والأمراء، حتى أن ديناراً سك بمدينة السلام سنة 334 ﻫ ضم 62 كلمة على وجهيه، وحدث ذلك بعد سيطرة العنصر الأجنبي من بويهيين وسلاجقة على الخلافة العباسية.


                            دينار عباسي سنة 195هـ الخليفة الأمين

                            دينار عباسي ضرب حران سنة 236هـ المتوكل على الله

                            دينار عباسي سنة 186هـ الخليفة هارون الرشيد
                            sigpic
                            https://www.facebook.com/aborakkan

                            تعليق


                            • #15
                              النقود في الأندلس

                              إن جميع المناطق التي حكمها العرب المسلمون في أسبانيا والبرتغال كانت مشمولة بكلمة "الأندلس"، وقد وجه القائد موسى بن نصير عامل الأمويين على إفريقية مولى له يدعى طريف في حملة عسكرية سيطرت على جزيرة سميت فيما بعد باسمه "طريف"، ثم أكمل القائد طارق بن زياد فتح بلدان الأندلس مثل قرطبة وطليطلة واشبيلية وذلك سنة 93 ﻫ. وتولى الأندلس الحر بن عبد الرحمن الثقفي سنة 97 ﻫ، وقد حملت المسكوكات العربية في عهده اسم "الأندلس" لأول مرة سنة 98 ﻫ، وكان لولاة إفريقية حرية التصرف في إصدار المسكوكات بطراز خاص، حتى أصبحت مسكوكات الأندلس لها شخصية مستقلة عن مسكوكات المشرق.

                              وقد كانت الأندلس تتداول المسكوكات البيزنطية ( الدنانير ) ذات النصوص اللاتينية والشارات المسيحية، واستمرت على هذا النمط حتى تم تعريبها في العاصمة قرطبة سنة 102 ﻫ / 720 م، وقد عربت الدراهم سنة 104 ﻫ، والفلوس سنة 108 ﻫ.
                              وقد توالى عدد من الولاة على الأندلس ما بين سنة ( 92 – 132 ﻫ)، ثم تلتها فترة الإمارة ( 138 – 300 ﻫ )، بعدها أصبحت الأندلس مركزاً للخلافة التي أعلنها عبد الرحمن الناصر ( 300 – 350 ﻫ )، ثم قامت دول الطوائف بعد سقوط الخلافة ( 350 – 488 ﻫ )، ثم جاء حكم المرابطين ( 488 – 540 ﻫ )، ودولة الموحدين ( 524 – 624 ﻫ )، ثم دولة غرناطة التي أسسها بنو الأحمر ( 624 – 898 ﻫ )، وبسقوط غرناطة سنة 898 ﻫ / 1492 م زال الحكم العربي الإسلامي من الأندلس.
                              ومن نصوص المسكوكات العربية المضروبة بالأندلس:

                              الوجه : بسم الله
                              الرحمن
                              الرحيم
                              الطوق : ضرب هذا الدينر بالأندلس سنة اثنتين ومية
                              لا إله
                              الظهر : إلا الله
                              وحده
                              الطوق : محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق





                              دينار للموحدين
                              sigpic
                              https://www.facebook.com/aborakkan

                              تعليق

                              يعمل...
                              X