إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تاريخ مصر الفرعونى

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    الجزء (52)








    تمثال لرمسيس الثاني وهو يمسك بصولجان الحرب

    وقد مرت منه جموع بني إسرائيل وبقرهم وماشيتهم وفيها من الثيران ما هو أثقل من المركبات ولم تغص أرجلهم في القاع، ولم يجد بدّاً من الانتظار حتى ينتهي جنوده من تخليص مركبته من الوحل، ونظر ولم يصدق عينيه، ما هذا ؟ إنها موجة هائلة من المياه قادمة نحوه، يا للهول، لقد بدأ البحر ينطبق، والمياه قادمة تجاهه هادرة مزمجرة، وبحركة لا شعورية رفع يده اليسرى الممسكة بدرعه يتقي بها موجة المياه المتدفقة نحوه وكانت لطمة المياه من الشدة وقبضة يده من القوة بحيث حدث تقلص في عضلات ذراعه الأيسر وثبتت ذراعه ويده على هذا الوضع – ولما غشيته المياه وفارقته الحياة ظلت يده على هذا الوضع !




    مومياء مرنبتاح واليدان متقاطعتين ومستريحتان على الصدر

    ولا بأس من أن نتوقف قليلاً لنذكر التغيرات التي تحدث في الجثة – أي جثة – بعد الوفاة، ومن المعروف طبعاً أن العضلات هي التي تسبب الحركة في الكائن الحي، والعضلة تتكون من خلايا عضلية، والخلية العضلية تتكون من خيوط عضلية وهي نوعان خيوط سميكة وخيوط رفيعة مرتبة في تبادل على طول العضلة وعند الرغبة في تحريك مفصل ما يصدر أمر من المخ يسري في العصب ويصل إلى العضلة المسؤولة عن حركة المفصل، والتيار الكهربي الصادر من المخ ينتج عنه تفاعلات كيميائية متعددة في موضع الاتصال العصبي العضلي تنتهي بأن تنشط خميرة خاصة تسبب تكسّر بروتين معين هو A. T. P. فيعطي الطاقة اللازمة للحركة فتنزلق الخيوط العضلية السميكة متداخلة بين الخيوط العضلية الرفيع فيقصر طول الخلية العضلية أي يحدث انقباض العضلة وتحدث الحركة المطلوبة.



    زهرة البنفسج: تعامد الشمس علي وجه رمسيس الثاني


    بعد الوفاة تحدث في الجسد المراحل التالية:
    1- بعدما تغادر الروح الجسد تقف كلية أي إشارات صادرة من المخ وترتخي جميع عضلات الجسم وهذا يسمى الارتخاء الأولي.
    2- بعد ساعتين يبدأ انقباض لعضلات الجسم كلها وهذا يسمّى مرحلة التيبس الرمّي Rigor Mortis ويحدث التيبس في ترتيب بدءاً بالرأس وانتهاء بالقدم، فتيبّس عضلات الوجه والرقبة ثم الصدر فالذراعين ثم الفخذين وأخيراً عضلات الساقين، ويستمر التيبس الرمي لمدة 12 ساعة تقريباً ويصعب إحداث أي تغيير في وذع الأعضاء أثناءه ولذلك يقوم من حضروا الوفاة بقفل جفون العينين أثناء الارتخاء الأولي حتى لا تظل العينان مفتوحتين فيما بعد.
    3- بعد ذلك تبدأ البروتينات المكونة للعضلات في التحلل وترتخي العضلات ثانية وهذا يسمى الارتخاء الثانوي ويبدأ أيضاً من الرأس إلى القدم.



    4- ثم يعقب ذلك المرحلة الأخيرة وهي التعفُّن.

    هذه هي المراحل التي يمر بها الجسد في حالة الوفاة العادية، أما في حالات الوفيات غير الطبيعية – ولنأخذ كمثال حالات الانتحار، والشخص الذي يقدم على الانتحار يكون في حالة توتر عصبي شديد يبلغ أقصاه في اللحظة التي يزهق فيها روحه ويحدث انقباض في الحال في عضلات الجسم كلها وذلك يسمى التوتر الرمّي Cadaveric Spasm ( بدلاً من الارتخاء الأولي ) ويعقبه التيبّس الرمي وتظل العضلات منقبضة، وكثيراً ما يجد الأطباء الشرعيون يد المنتحر قابضة على المسدس المصوب إلى الرأس ولا يمكن تخليص المسدس إلا بعد أن يحدث الارتخاء الثانوي كذلك قد يجدون يد القتيل وقد قبضت على قطعة من ملابس القاتل أو خصلة من شعره ويكون هذا أول الخيط الذي يتبعه المحققون لتحديد شخصية القاتل فيقبض عليه وينال جزاءه كذلك في حالات الغرق يحدث توتر رمي في اللحظات الأخيرة وكثيراً ما توجد أيدي الغرقى قابضة على قطعة صغيرة من الخشب أو حفنة من طين القاع.



    مومياء رمسيس الثاني ملفوفة بلفائف الكتان قبل نزعها( المتحف المصري)

    وذلك ما حصل لرمسيس الثاني في لحظة الغرق، إذ بلغ به التوتر العصبي الشديد أقصاه فحدث التوتر الرمّي وتيبّست يده اليسرى على الوضع التي كانت فيه ممسكة بالدرع تتقي به المياه، ولعل لطمة المياه كانت من الشدة بحيث أفلتت الدرع من قبضة يده ولكن اليد ظلت في هذا الوضع وحدث التوتر الرمي وأعقبه التيبّس الرمي، وكان المفروض أن يحدث الارتخاء الثانوي بعد 12 أو 20 ساعة، ولعله حدث في كل أجزاء الجسم إلا في اليد اليسرى فقد بقيت عضلاتها في الانقباض الذي كانت عليه لحظة الغرق ولاحظ المحنطون ذلك وكلما وضعوا الذراع إلى جانبه أو ضموها إلى صدره عادت لترتفع ثانية إلى هذا الوضع وتم التحنيط ودهنت الجثة بالزيوت والرتنجات والمراهم وتسرب بعضها إلى العضلات والمفاصل وأصبحت العضلات مثل المطاط واحتفظت المفاصل بنعومتها، وكلما أعادوا اليد إلى الصدر ارتفعت ثانية فأحكموا ربطها إلى الصدر باللفائف التي كانت تلف بها الجثة وظلت مربوطة إلى صدره، ومرت قرون وقرون وأكثر من ثلاثة آلاف عام، ولما عثر على الجثة في خبيئة الدير البحري ونقلت إلى متحف بولاق وقام خبير الآثار عام 1902 بفك الأربطة قفزت اليد إلى الوضع الذي تيبست عليه لحظة الغرق وهي ممسكة الدرع ليحمي الفرعون نفسه من لطمة موجة المياه القادمة نحوه !

    يوم الزينة يكشف رمسيس الثاني فرعون موسى




    نحن الآن أمام ظاهرة فريدة لا يوجد مثلها في مومياوات الفراعين الآخرين، ولم يتمكن أحد من علماء الآثار تفسيرها ولا يستطيع الطب الشرعي أن يفسر لماذا لم يحدث الارتخاء الثانوي في هذه اليد بالذات، وكيف احتفظت العضلات بخاصة الانقباض أو اكتسبت خاصية مطاطية في هذه اليد بالذات، وكيف احتفظت العضلات أو اكتسبت خاصية مطاطية بحيث تعيد اليد إلى هذا الوضع بعد ما يزيد عن ثلاثة آلاف سنة، إن قطعة من المطاط الحقيقي لو ظلت مشدودة لمائة عام فمن المؤكد أنها ستفقد خاصيتها المطاطية ولن تعود إلى الانكماش ثانية، فما بالنا بعضلة مفروض ألا تنقبض إلا بأمر صادر من المخ، وحدث بها توتر رمى أعقبه تيبس رمى، ثم لا يحدث – كما هو مفروض – ارتخاء ثانوي وتظل الخيوط السمكية والرفيعة محتفظة بترتيبها وخاصيتها لعدة آلاف من السنين، وما إن يتم فك لفائف الكتان عن اليد حتى تنزلق الخيوط السمكية بين الخيوط الرفيعة فيقصر طول العضلة وترتفع اليد أليس هذا خرقاً لكل ما هو معروف من نواميس الطبيعة ؟ وتعريف المعجزة أنها خرق لنواميس الطبيعة، ولا يكون أمامنا إلا التسليم بأن اليد اليسرى لرمسيس الثاني هي الآية و(من خلفك ) هم الأجيال منذ بداية هذا القرن وتحديداً منذ عام 1902 عندما اتخذت يد رمسيس الثاني هذا الوضع بعد فك اللفائف عنها، وإن كان كثر من الناس قد غفلوا عن مغزاها إلى أن تم لفت النظر إليها.



    رمسيس الثاني يهزم الحيثيين، ويرى ملك حلب مقلوباً
    ( مشار إلهي بعلامة X )
    ويحاول رجاله تفريغ ما ابتلعه من ماء.


    {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ } [يونس: 92].
    بقيت كلمة.. هي قوله تعالى:
    {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } [غافر: 46].
    وجميع المفسرين يرون أن هذا العرض يكون في البرزخ بالإضافة إلى أشد العذاب الذي سيدخله آل فرعون يوم القيامة فيكون العرض على النار غدواً وعشياً نوعاً من عذاب القبر، وفي حديث صخرة بن جويرة عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الكافر إذا مات عرضت روحه على النار بالغداة والعشي ثم تلا: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا } وإن المؤمن إذا مات عرض روحه على الجنة بالغداة والعشي ) تفسير القرطبي جـ 15 ص 319).
    نقطة أخيرة قبل أن نترك موضوع رمسيس الثاني فقد اقترح البعض تحليل مومياء رمسيس الثاني وتقدير نسبة الملح في الأنسجة للحصول على دليل على غرقه في ماء البحر المعروف بملوحته، ولكن ما سبق أن ذكرناه في مراحل التحنيط أن الجثة – بعد إفراغها من الأحشاء – تملأ بملح النطرون المركز يجعل مثل هذا التحليل غير مجدي.



    مدينة أبو سمبل السياحية أصغر مدينة مصرية وأكثرها شهرة، أعلنت حالة الطوارئ، حيث تستقبل المدينة ـ التى لايزيد تعداد
    سكانها على ‏1500‏ نسمة أكثر من ‏6‏ آلاف سائح وذلك من مختلف الجنسيات يتوافدون ابتداء من صباح أمس لمشاهدة أغرب ظاهرة فلكية في العالم وهي ظاهرة تعامد أشعة الشمس فجر يوم‏22‏ أكتوبر من كل عام داخل المعبد الكبير للملك رمسيس الثاني بأبو سمبل‏,‏ حيث تخترق أشعة بهو المعبد لتصل داخل قدس الاقداس بالمعبد وتضيء وجه تمثال الملك رمسيس الثاني لمدة‏20‏ دقيقة‏.‏

    وتتكرر هذه الظاهرة مرة ثانية يوم‏22‏ فبراير من كل عام أما السياح الذين سيحضرون تعامد الشمس فستكون في انتظارهم مفاجآت عديدة
    المحافظ مصطفي السيد سيهدي أي سائح أو سائحة يتصادف عيد ميلادهم أو عيد زواجهم في شهر اكتوبر طاقية نوبية للرجال وشالا نوبيا ملونا للسيدات وشهادة علي ورق البردي‏.‏

    ووافق الفنان فاروق حسني وزير الثقافة رئيس المجلس الاعلي للآثار علي وضع شاشات ضخمة خارج المعبد لتنقل الحدث للسياح من داخل المعبد لتفادي تكدس الزوار داخل المعبد وهناك أكثر من‏22‏ قناة فضائية ومحطة تليفزيونية سوف تنقل الحدث الفلكي العبقري لحظة بلحظة علي الهواء مباشرة عبر الاقمار الصناعية‏



    رمسيس الثاني مودعا ميدانه الشهير

    جاء القرار بنقل تمثال رمسيس الثاني بحسب خبراء الآثار المصريين لإنقاذه من التلوث البيئي الناجم عن حركة القطارات والسيارات التي تبعث عوادمها بالقرب منه إضافة إلى فقدان التمثال لقيمته الجمالية بسبب عبور عدد من الجسور بارتفاعات أعلى منه مما يحجبه عن الرؤية.
    بعد جدل كبير حول قرار نقل تمثال الملك رمسيس الثاني من موقعه المعروف بوسط عاصمة مصر القاهرة ، شهد الملايين حول العالم عبر شاشات التليفزيون المصري الحدث التاريخي الهام لنقل تمثال الملك الذي أبرم أقدم معاهدة سلام في التاريخ إلى مقره الدائم بالمتحف الكبير لأكثر من 10 ساعات متواصلة .
    وقد أجبرت أوضاع تمثال الملك رمسيس الثاني الذي حكم مصر لمدة 68 عاما مسؤولي الاثار على اعادة النظر اكثر من مرة في مسالة نقل تمثال هذا الفرعون القديم الذي يبلغ طوله 11 مترا ووزنه 80 طنا ككتلة واحدة ، وكان التمثال عندما تم نصبه قد ثبت على قاعدة من الاسمنت وغرست في داخله قضبان من الحديد لتصل بين أجزائه التي عثر عليها محطمة في عام 1883 بالقرب من ممفيس (ميت رهينة), العاصمة الفرعونية التاريخية ، ونقل إلى القاهرة عام 1954 حيث أراد الرئيس المصري جمال عبد الناصر استخدام رمسيس كرمز للجذور المصرية.

    وخلال مؤتمر صحفي أعلن وزير الثقافة المصري فاروق حسني أن عملية النقل تتكلف 6 ملايين جنيه ، وأن التمثال يقطع مسافة 20 كيلو مترا بمتوسط 5 كيلو مترات كل ساعة .
    الدكتور أحمد حسين كان صاحب نظرية نقل التمثال واقفا ، وقد وقف التمثال بين قاطرتين لكل منهما ‏8‏ محاور أمامية وخلفية‏ 16‏ محورا وتقف علي‏128‏ إطارا من الكاوتش‏.‏
    خبراء مصريون قاموا باجراء دراسات إدارية لبيان الشروخ الموجودة داخل التمثال حيث ان تمثال رمسيس قد تم نقله عام 1954 الى موقعه بباب الحديد بميدان رمسيس بعد فكه الي قطع عديدة تم ترقيعها بالموقع.

    وقال زاهي حواس رئيس الهيئة العامة للآقار انه قد تم عمل دراسات لكيفية عملية نقل التمثال علي المستويين الافقي والمحوري ولكن نقل التمثال بالطريقة المحورية قد اثبتت نجاحها حيث ان هذه الطريقة تجعل التمثال محملا علي مركز ثقله..
    وقامت بنقل التمثال قاطرة عملاقة تجرها كاسحتان ، إضافة إلى أخرى احتياطية بجانب اوناش وسيارات إسعاف تحسبا لأية طواريء يمكن أن تنجم عن عملية النقل، بعد أن تم وضع التمثال في قميص حديدي يحيط بجسمه ، ويصل طول القاطرة التي تجره إلى 52 مترا ، وفي هذا الحين قررت شركة المقاولون العرب وهي الشركة المنفذة لنقل التمثال توفير قرابة 500 عامل للمساهمة في عملية النقل وسط إجراءات أمنية شديدة بمحافظتي القاهرة والجيزة.

    معارضون لنقل التمثال

    فجر الكاتب عبد الحليم نور الدين الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار

    مفاجأة عن وجود شبهة إسرائيلية في نقل تمثال رمسيس الثاني من مكانه في قلب العاصمة ، وأوضح نور الدين أن السبب الرئيسي وراء نقل التمثال من مكانه هو رغبة إسرائيل في إخفاء هذا التمثال بمتحف مغلق بدلا من وجوده في مكان مفتوح بقلب العاصمة وذلك لان التمثال لفرعون مصر اضطهدهم وكان سبب خروجهم من مصر مطرودين وان اليابان التي تمول مشروع المتحف المصري الجديد اشترطت نقل التمثال لإتمام تمويل المتحف في إطار تنسيق وصفقة غير معلنة بينها وبين إسرائيل.

    ونقلت جريدة الحقيقة الدولية الأردنية عن الدكتور احمد عطية أستاذ ترميم الآثار بجامعة القاهرة قوله إن المكان الجديد الذي ترغب الحكومة في نقل التمثال إليه خطير للغاية بحيث أن رياح الخماسين ستفعل به كما فعلت بابي الهول والأهرامات خاصة وانه سيظل في العراء لسنوات حتى يكتمل بناء المتحف.

    وأضاف عطية أن مكان رمسيس الحالي أكثر أمنا من منطقة الجيزة التي ستكون اشد تلوثا مقارنة بميدان رمسيس , وأضاف أن الإعلام الإسرائيلي يهتم الآن وبصورة لافتة للنظر بعملية نقل التمثال ويضعها في مقدمة جميع البرامج السياحية المقدمة للأفواج الإسرائيلية.
    من ناحيته صرح الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للآثار الدكتور زاهي حواس أنه لاصحة للانباء التى تواردت بشأن أن يكون لاسرائيل أو غيرها علاقة بنقل تمثال رمسيس الثاني.
    مؤكدا أنه سيتم وضع التمثال داخل "أكبر متحف للآثار في العالم" ، كما سينقل مركب الشمس من موقعها الحالي بجوار الهرم الأكبر والمسلة الفرعونية الموجودة بالكورنيش بالجزيرة بوسط القاهرة إلى المتحف المصري الكبير".ويشير أصحاب هذا الرأي أن إسرائيل توقعت ألا تنجح عملية النقل وبالتالي قد يتحطم التمثال قبل أن ينجز المتحف بعد 7 سنوات.

    رحلة لعالم رمسيس الثاني

    رمسيس الثاني هو ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشر إحدى الأسر الفرعونية والتى خلفت تراثاً رائعاً فى العمارة وفى الأدب وفى المعارك الحربية , واستطاع ملوكها استعادة هيبة الدولة المصرية وإرجاع ممتلكاتها فى أسيا والتى فقدتها أثناء فترة حكم الملك أمنحتب الرابع (إخناتون) الذى انشغل بدعوته إلى الإله الواحد (أتون) عن شئون الحكم والسياسة وحماية ممتلكات مصر فى الخارج ,







    صور لرأس رمسيس الثاني

    و كان اول ملوك هذه الأسرة رجل يسمى رعمسيس تولى العديد من المناصب القيادية والوزارية فى عصر الملك (حور-محب) أخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة ، ولأنه لم يكن لهذا الملك نسلاً من الرجال يضمن للبلد بعد وفاته الأمن والإستقرار اختار وزريه رعمسيس ليكون خلفاً له على عرش مصر لأن أسرته تتميز بالنسل الوفير من الرجال , صدق توقع حور محب وامتد حكم أسرة هذا الرجل الذى أصبح أول ملوك الأسرة التاسعة عشرة لعقدين من الزمان دون مشاكل وقلاقل







    صورة لجمجمة الفرعون بالاشعة السينية

    وكان رمسيس الأول هو مؤسس الأسرة التاسعة عشر -من 1295 حتى 1186 قبل الميلاد- وحكم ما بين عامي 1295 و1294 قبل الميلاد لمدة عام واحد ثم تلاه ابنه سيتي الأول , ثم خلفه فى الحكم أحد أبنائه وهو رمسيس الثانى الذى لقبه القدماء بابن آلهة الشمس , وحكم مصر لمدة 66 سنة من 1279 ق.م. حتى 1212 ق.م. (أو 1290 ق.م. - 1224 ق.م.) , وهناك كتابات تذكر مدة حكمه ب67 سنة , وكان قد صعد إلى سدة الحكم وهو في أوائل العشرينات من العمر, وظُن من قبل أنه عاش حتى أصبح عمره 99 عاماً.



    ورمسيس الثانى : ابن سيتي الأول والملكة تويا , وأشهر زوجاته كانت نفرتاري من بين زوجاته الأخريات إيزيس نوفرت و ماعت حور نفرو رع ، والأميرة حاتّي , وقد بلغ عدد أبنائه نحو 90 ابنة وابن , كان منهم: بنتاناث و مريت أمن (أميرات وزوجات والدهن)، ستناخت و الفرعون مرنپتاح (الذي خلفه) والأمير خائموست .



    وقد ارتبطت برمسيس الثانى ظاهرة تعامد الشمس مرتين فى العام التى يأتى إليها الآلاف لمشاهدتها ,والتى تتمثل فى اضاءة وجه رمسيس الثانى وتمثال الآلهة رع حور شقيقة رع اله الشمس المصرى القديم وتمثال امون اله طيبة، فى حين يبقى التمثال الرابع للاله بتاح مظلما , بمنطقة ابو سمبل /جنوب مصر/, مرتين فى العام، الاولى فى 22 فبراير والثانية فى 22 اكتوبر , وساد الإعتقاد على مدى عقود أنها مرتبطة بذكرى مولد رمسيس أو تتويجه للعرش يومى 22 فبراير و22 أكتوبر , حتى ظهر أن هذه الظاهرة التى ابتكرها المصريون القدماء فى هذين اليومين ترتبط ببداية فصلى الصيف والشتاء من كل عام .



    صور لجثة فرعون مصر رمسيس الثاني في المتحف المصري

    قاد رمسيس الثاني عدة حملات شمالاً إلى بلاد الشام , وفي معركة قادش الثانية في العام الرابع من حكمه (1274 ق.م.)، قامت القوات المصرية تحت قيادته بالإشتباك مع قوات مُواتالّيس، ملك الحيثيين , على مر السنين التالية لم يتمكن أي من الطرفين هزيمة الطرف الآخر, وفي العام الحادي والعشرين من حكمه (1258 ق.م.)، ابرم رمسيس الثاني معاهدة مع حاتّوسيليس الثالث، وهي أقدم معاهدة سلام في التاريخ , وكان الهدف منها هو تحقيق السلام في المنطقة، وتزوج من ابنة ملكهم , وقاد رمسيس أيضاً عدة حملات جنوب الشلال الأول إلى بلاد النوبة .



    رمسيس الثاني وقد وضع نفسه بين الإله " آمون" والإلهة " موت " في ثالوث آلهة.

    ونقشت المعركة الشهيرة " قادش " على جدران معبده أبو سمبل حيث رسومات له تصوره كأنه المنتصر في معركة كادش مع الحثيين ، مع أن كلا الطرفين ادعى النصر في هذه المعركة , وكان رمسيس الثانى قد بنى ابو سمبل الصغير و خصصه لاحب زوجاته اليه نفرتارى , وشيد الكثير من الآثار، من أهمها بجانب أبو سمبل معبد الرامسيوم، والإنشاءات الضخمة في معبدي الكرنك والأقصر.



    تماثيل الآلهة الأربعة في قدس الأقداس في معبد أبي سمبل الكبير وقد سقط عليها ضوء الشمس من خلال حجرات المعبد (الآلهة هم : بتاح ـ آمون ـ رمسيس الثاني ـ رع حوارختي ) لاحظ أن رمسيس الثاني وقد وضع نفسه بين الآلهة.

    دفن رمسيس في وادي الملوك، في المقبرة kv7، إلا أن مومياءه نُقلت إلى خزانة المومياوات في الدير البحري، حيث اكتُشفت عام 1881 ونقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة بعد خمس سنوات، حيث مازالت محفوظة, وكان يبلغ ارتفاع قامته - وفقا لبعض الكتابات - 170 سم، مما يجعله طويل القامة بمقاييس زمنه.


    رمسيس الثاني .. هل هو "فرعون" ؟

    هذه الموميات تأخذنا إلى النقطة التى لازال يدور حولها الجدال حتى اليوم التى أثارتها بعض الكتابات التأريخية بأن رمسيس الثانى هو فرعون موسى أو فرعون خروج اليهود من مصر على أنه إذا كان قد اعتلى العرش عام 1279 ق.م.، كما يعتقد معظم علماء المصريات، فإن ذلك كان يوم 31 مايو 1279 ق.م. بناءاً على التاريخ المصري لإعتلائه العرش الشهر الثالث من فصل شمو يوم 27.
    وكان قد أعلن أنه سيتم فحص مومياء رمسيس الثانى بالأشعة لمعرفة أسباب وفاته أسوة بما قام به الفريق المصرى أخيرا بفحص مومياء الملك توت عنخ أمون لمعرفة أسباب وفاته التى أثارت جدلا بين العلماء , وكان ضمن أهداف فحص مومياء رمسيس الثانى التوصل إلى معرفة شخصية صاحب المومياء وإذا كان هو فرعون الخروج أم لا , وقد توصل الفرنسيون عندما قاموا بفحص موميائه فى الثمانينات إلى أنه ليس فرعون الخروج لعدم وجود آثار للغرق فى المومياء.
    وكان الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار زاهى حواس قد أعلن أنه بالإستدلال بالنص القرآنى فإن وصف فرعون إنطبقت على شخص واحد فقط فى الوقت الذى ذكر فيه أنبياء آخرون باسمائهم مثل إبراهيم وموسى ويوسف فضلا عن ان وصف الفرعون ظهر فى الأسرة الثامنة عشرة التى عاش فيها رمسيس الثانى وحكم خلالها 67 عاما وهى مدة جديرة بأن تقع فيها أحداثا مثل التى وقعت فى عهد فرعون الخروج.
    هذا وفى دراسة بعنوان " تاريخ بنى إسرائيل وأحوالهم فى جزيرة العرب " نشرت لشيخ الأزهر سيد طنطاوى ، قال في سياقها : " ولما تمكن أحمس من الانتصار على الهكسوس وطردهم من مصر وأسس الأسرة الثامنة عشرة، فى القرن السادس عشر بدأت المخاوف تراود بنى إسرائيل ولما قامت الأسرة التاسعة عشر التى من بين ملوكها رمسيس الثانى بدأ المصريون يجاهرون بعداوتهم لبنى إسرائيل وأخذوا يسومونهم سوء العذاب لأنهم كانوا مغرورين وكانوا يسلبون أموال المصريين بطريقة خبيثة كما أنهم تواطئوا مع الهكسوس ضد أبناء الأمة.
    وفى جزء آخر استكمل :" خرج بنو إسرائيل من مصر بقيادة موسى عليه السلام فى عهد منفتاح بن رمسيس الثانى سنة ق.م " ، وقد اتهمت بعض الأفلام الامريكية بناة الاهرام بتسخير اليهود فى بنائها مشيرة لرمسيس الثانى , ومن أبرز هذه النماذج الفيلم الروائى الطويل "الوصايا العشر" الذى أخرجه لاول مرة عام 1923 المخرج الامريكى الشهير سيسل دى ميل "1881 - 1959" ثم أعاد تقديمه عام 1956 واعتبر رمسيس الثانى فرعون الخروج ، كما صور المخرج الامريكى ستيفن سبيلبرج فى فيلمه الكارتونى "أمير من مصر" عام 1999 خروج اليهود من مصر نهاية الصراع بين النبى موسى ورمسيس الثانى الذى حكم البلاد 76 عاما "1304 - 1237 قبل الميلاد".
    فى حين يرجع علماء الاثار بناء الاهرام الى الدولة القديمة وتحديدا الى الاسرة الفرعونية الرابعة "حوالى 2613 - 2494 قبل الميلاد" ومن ملوكها خوفو وجدف رع وخفرع ومنكاورع. أما رمسيس الثانى الذى ينتمى الى الدولة الفرعونية الحديثة فيعد ثالث ملوك الاسرة التاسعة عشرة "1320 - 1200 قبل الميلاد".
    وأقدم من زعم أن رمسيس الثاني هو الفرعون الذي طالبه موسى بإخراج اليهود كان يوسيبيوس القيصاري (275 - 339 م). والزعم يعتقد بخطأه لعدة أسباب أولها أن رمسيس الثاني لم يغرق في البحر، ولا آثار للموت غرقاً على موميائه.
    على الرغم من الآثار المفصلة جداً لكل جوانب وسني حكم رمسيس الثاني، فليس هناك أي أدلة مكتوبة أو (حفريات) أثرية تشير إلى (أو تتوافق مع) الأوبئة التي عوقبت بها مصر في عهد خروج اليهود.
    وأحد الكتب التى تحدثت عن هذا من الناحية التاريخية كتاب " النبي موسى وآخرأيام تل العمارنة " لسيد القمنى , كان خلاصة جهـد استمر عشر سنوات أو يزيد، وبدأ العمل فيه عام 1987 وتوقف أكثر من مرة، يناقض هذا الكتاب فكرة أن يكون رمسيس الثانى فرعون موسى ويشير لأن أحد المؤرخين رأى بحساباته أن الاسرائيليين كانوا موجودين فى مصر زمن رعمسيس الثانى، ووجد نصاً من زمن رمسيس الثانى يتحدث عن العابيرو الذين ينقلون الأحجار لبناء " معبد الشمس الذى توجهت إليه عناية شمس البلاد رمسيس الثانى"، وأنه ببساطة قام السيد المؤرخ بترجمة العابيرو إلى (الإسرائيليين) رغم أن الخلاف حول من هم العابيرو؟ وهل هم العبريين؟ بل وهل العبريين هم فعلا بنى إسرائيل؟ وهى مشاكل لم تحل بعد وتتضارب بشأنها مدارس المؤرخين شتى.
    في النهاية كيف يكون حال الميدان الشهير بعد أن ودع تمثاله الأثري وبأي الأسماء نعرفه بعد الآن ؟؟ وهل كان قرار نقله للمتحف الكبير حكيما بالفعل ؟؟ أسئلة محيرة تبحث عن إجابة.

    يتبع





    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2012-11-05, 03:39 PM.

    تعليق


    • #62
      الجزء (53)


      مرنبتاح ( بان رع حوتب اير ماعت )
      (1224-1214 ق.م)





      تمثال لمرنبتاح بالمتحف المصري

      مرنبتاح هو رابع ملوك الأسرة التاسعة عشر وهو ابن الملك رمسيس الثاني من زوجته الثانية إيزيس نوفرت وترتيبه الرابع عشر بين أبناء رمسيس إذ كل إخوته الأكبر منه قد ماتوا في حياة والدهم.
      وقد استمرت مدة حكم مرنبتاح حوالي عشر سنوات من عام 1213 ق.م إلى عام 1203 ق.م

      قام مرنبتاح بعدة حملات عسكرية خلال فترة حكمه، ففى العام الخامس من حكمه قام بحملة على الليبيين لمساعدتهم شعوب البحر على غزو مصر من الغرب وانتصر عليهم.
      كان مرنبتاح متقدما في السن عندما تولى الحكم فكان في حوالي الستين أو السبعين، وقد قام بنقل العاصمة من برعمسيس عاصمة مصر في عهد أبيه إلى ممفيس حيث شيد قصر ملكى بجوار معبد بتاح وتم اكتشاف ذلك القصر في عام 1915 م بواسطة بعثة متحف جامعة بنسلفانيا الأمريكية.


      آثاره

      حصل مرنبتاح على معظم الأحجار التي يحتاج إليها لمنشآته بالسطو على أحجار الأبنية الأخرى، وقد استخدم ظهر نصب حجرى أقامه أمنحتب الثالث في تسجيل نبأ إحدى الأزمات الكبرى التي حدثت له في مدة حكمه، فقد كانت شعوب جزر شرق وشمال شرق البحر المتوسط التي طردت من ديارها في زمن حرب طروادة تركب البحر باحثة عن السطو أو مكان تستقر فيه، وصد مرنبتاح محاولتهم لغزو شمال شرق الدلتا في السنة الخامسة من حكمه



      لوحة مرنبتاح



      اكتشفت هذه اللوحة عام 1896 على يد عالم المصريات الأنجليزى فليندرز بيتراي في معبد مرنبتاح الجنائزى وتعد الأولى من نوعها في التاريخ المصري القديم حيث كانت المرة الأولى التي تذكر فيها كلمة (إسرائيل) لفظيا، سجل فيها الملك مرنبتاح انتصاراته على أرض كنعان واسرئيل واكمل انتصارات ابيه الملك رمسيس الثانى، اللوحة في الأصل كانت للملك أمنحتب الثالث ولكن لأسباب غير معروفة أستخدمها الملك مرنبتاح لتسجيل انتصاراته، أشهر عبارة في هذه اللوحة هي "اسرئيل ضائعة ,وبذرتها لا تنمو", اللوحة الآن معروضة بالمتحف المصري







      "اسرئيل ضائعة ,وبذرتها لا تنمو" مكتوبة على اللوحة باللغة الهيروغليفية


      مقبرته

      دفن مرنبتاح في مقبرته بوادى الملوك وهي المقبرة رقم 8 بوادي الملوك ،وقد نقش على الممر المنحدر بمسافة 80 متر داخل المقبرة حتى حجرة الدفن نصوص من كتاب البوابات.
      واكتشفت مومياؤه في خبيئة بمقبرة أمنحوتب الثاني مع ثمانية عشر مومياء أخرى عام 1898 م بواسطة فيكنور لوريت مما يدل على انها نقلت إليها، ومن فحص مومياؤه تبين انه كان يعانى من التهاب المفاصل وتصلب الشرايين في أواخر ايامه وقد توفى وفاة طبيعية، وطول المومياء 1.71 متر ويتبيت من مومياؤه انه كان أصلع الرأس إلا من بضع شعيرات قليلة، وملامحه قريبة من أبيه رمسيس ولكن قياسات جمجته مشابهة لجمجمة جده سيتي الأول.






      تابوت حجرى لمرنبتاح بمقبرته بوادى الملوك







      تمثال لمرنبتاح بالأقصر







      تمثال لمرنبتاح على شكل أبو الهول بمتحف اللوفر



      معبد مرنبتاح





      هذا المعبد خلف معبد الملك امنحوتب الثالث مباشرة،وهو مدمر تماما . ويعتبر هذا المعبد متحف مكشوف له سحره يستطيع فيه المرء ان يتبع التخطيط الاصلى للمعبد . يختلف هذا المعبد عن المعابد الجنائزية الأخرى،ليس فى عمارته وانما فى نحته،ولكن الملك مرنبتاح قام دون استحياء بأخذ قطع كثيرة من من معبد الملك امنحوتب الثالث المجاور ونقش اسمه عليها.اما عن تخطيط المعبد فهو مثل باقى المعابد الجنائزية يتكون من طريق الوادى ثم صرح اول ، ثم فناء مكشوف ثم صرح ثانى ثم صالة اعمدة اولى ثم صالة اعمدة ثانية ثم قدس اقداس بجانب الحجرات الجانبية.



      الصرح الاول لا يتبقى منه إلا طبقات قليلة ونقش وجه الصرح من الخارج بمناظر للملك مرنبتاح والاله امون. اما عن الفناء الاول فكان يوجد على يمين وشمال الداخل صفة من الاعمدة على شكل زهرة البردى،كان يوجد تماثيل للملك مرنبتاح فى هذا الفناء على الجانب الشمالى.اما عن صالة الاعمدة الصغرى تتكون من اثنى عشر عمودا والثانية ثمانية اعمدة ثم يلى ذلك قدس الاقداس كما يوجد العديد من الحجرات الجانبية المبنية من الطوب اللبن.وترجع اهمية هذا المعبد الى اللوحة الشهيرة التىاكتشفت بداخله عام 1896 على يد عالم المصريات الأنجليزى فليندرز بيتراي ، وتعد الأولى من نوعها في التاريخ المصري القديم حيث كانت المرة الأولى التي تذكر فيها كلمة (اسرئيل) لفظيا، سجل فيها الملك مرنبتاح انتصاراته على أرض كنعان واسرئيل واكمل انتصارات ابيه الملك رمسيس الثانى، اللوحة في الأصل كانت للملك أمنحتب الثالث ولكن لأسباب غير معروفة أستخدمها الملك مرنبتاح لتسجيل انتصاراته، أشهر عبارة في هذه اللوحة هي "اسرئيل ضائعة ، وبذرتها لا تنمو"، اللوحة الآن معروضة بالمتحف المصري.



      أسم الفرعون : مرن بتاح ( با ان رع ) ( مري آمون ) . ( حتسب حر ماعت )
      حكم حوالى عشر سنوات

      الفرعون مرن بتاح رابع فرعون من فراعنة الأسرة 19 التى حكمت مصر فى عصر الدولة الحديثة , الفرعون هو الإبن الثالث عشر للملك رمسيس الثاني من زوجته، إيزيس نوفرت. ومن أهم أعماله : - .
      *** هاجمت بعض شعوب البحر مصر فى العام الخامس من حكمه , فقاد الفرعون مرن بتاح جيش مصر وألحق بهم الهزيمة
      *** قام الفرعون مرن بتاح بإرسال حملات عسكرية إلى الشام ، وليبيا والنوبة.
      *** أمر الفرعون مرن بتاح بتشيد مرن بتاح معبدا بطيبة ، وآخر بجبل السلسلة ، بالإضافة إلى إنشاءات أخرى في هليوبوليس وهرموبوليس وممفيس.





      تمثال نصفي للفرعون مرن بتاح


      تمثال نصفي للفرعون مرن بتاح ( أعلى الصفحة )
      يصور هذا التمثال من الجرانيت الرمادي اللون، مرن بتاح رجلا في منتصف العمر، في أسلوب مثالي، يرتدي غطاء الرأس النمس، الذي يعلوه الكوبرا الملكية، وقد نقش اسمه على كتفيه.
      وهذا التمثال النصفي يظهر الجسد القوي، والوجه الصارم، مع بعض الملامح الهادئة.
      وقد كان هذا التمثال يوما ملونا، إذ اصطبغت القلنسوة بلون أصفر، والعينان باللونين الأبيض والأسود.
      وعثر على ذلك التمثال في معبده الجنزي في طيبة.
      الأبعاد العرض ٥٨ سم الارتفاع ٩٠ سم


      تمثال بدون رأس للملك مرنبتاح




      تمثال بلا رأس للملك مرنبتاح، رابع ملوك الأسرة التاسعة عشرة. يقف الملك على الطريقة التقليدية مقدماً ساقه اليسرى وممسكاً فى يديه باشياء اسطوانية. وهو يضع لحية مستعارة ويلبس على صدره القلادة الكبيرة المسماة أوسخ.

      وأسفل القلادة هناك محابس لقطعة من الحلى تغطى الجزء الأمامى من الصدر يعلوها قرص الشمس. وامام الساق اليمنى نقش اثنان من خراطيشه وألقابه التى تصفه بأنه سيد الأرضين.

      ويرتدى مرنبتاح نقبة ذات ثنيات بحزام عريض مزين بخرطوشه الملكى. ووفقاً للنص المنقوش على التمثال فإنه يؤرخ للعام الثانى من حكم مرنبتاح.




      عمود مصري نقش عليه رسم لمرنبتاح وهو أمام بتاح


      مومياء مرنبتاح



      الملك / مرنبتاح

      دفنت مومياء مرنبتاح فى المقبرة رقم 8 بوادى الملوك ثم نقلت لاحقاً إلى مقبرة أمنحتب الثانى حيث اكتشفت. وقد وجد أن جلد المومياء أصبح ذا لون أفتح من المعتاد، وذلك يرجع أساساً لاستخدام كثير من الملح فى عملية التحنيط.

      وهذا اللون الفاتح أدى بعض العلماء للإعتقاد فى أن مرنبتاح هو نفسه فرعون الخروج المذكور فى العهد القديم والذى غرق فى البحر الأحمر، إلا أن لا شئ فى هذه المومياء يدعم هذا الرأى.

      ويبدو أن الفرعون كان يعانى من مشاكل فى أسنانه وكسر فى عظام الفخذ. وفى أثناء بحثهم عن الذهب داخل الجثمان، شرخ لصوص المقابر القدماء عظمة الترقوة اليمنى وجرحوا الكتف الأيسر ربما باستخدام سكين أو بلطة لعمل ثقب فى الجسم.



      لوحه مرنبتاح
      وتتحدث اللوحه عن انتصارات مرنبتاح على الليبيين
      كان مرن بتاح، الابن الثالث عشر لرمسيس الثاني، وخليفته على العرش، قد أعاد استعمال هذا اللوح الجرانيتي الأشهب، والذي أقامه في الأصل الملك أمنحتب الثالث، في معبده الجنزي على الضفة الغربية من طيبة.
      قد قسمت قمة هذا اللوح الذي يعلوه قرص الشمس المجنح، بين خراطيش مرن بتاح، إلى قسمين، حيث يتجلى الملك مرن بتاح في كل منهما، بين يدي آمون، ومن خلفه أعضاء من ثالوث طيبة، خونسو عن اليمين، وموت عن الشمال.
      ومن تحت المنظر ترنيمة تتألف من ثمانية وعشرين سطرا في تخليد انتصار مرن بتاح على الليبيين، في عام حكمه الخامس.
      غير أن مرن بتاح في الفقرة الأخيرة من الترنيمة، يذكر لفيفا من الأجناس التي أخضعها، حيث نقش في منتصف السطر السابع والعشرين من النص، اسم إسرائيل بالهيروغليفية.
      وجدير بالذكر، أن طريقة كتابة اسم إسرائيل هنا، إنما تدل على أنهم يومئذ لم يتجاوزوا كونهم قبائل، وليس لهم كيان الدولة.
      وقد أوحى ورود هذه الكلمة لبعض العلماء، أن هذا الملك هو فرعون خروج بني إسرائيل من مصر، وإن لم يتوفر على ذلك دليل كاف
















      يتبع



      تعليق


      • #63
        جزء (54)


        مرنبتاح فرعون الخروج
        رواية مصرية تثير جدلا



        تبدو رواية ( مرنبتاح فرعون الخروج) كأنها خارجة من صفحات بعض الكتب المقدسة في تناولها جانبا من تاريخ جماعة بني اسرائيل في مصر القديمة حتى ان مؤلفها المصري سيد نجم يقول في سطرها الاخير "لقد غرق الفرعون مرنبتاح" وهو ما يرفضه أثريون مصريون.


        تبدأ الرواية باستعراض احتفالات شعبية ابتهاجا بولادة مرنبتاح الابن الثالث عشر لرمسيس الثاني في مدينة طيبة الاقصر حاليا الواقعة على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة ثم انتصاراته العسكرية بعد توليه قيادة الجيش في عهد أبيه وكيف صار ملكا في سن الستين.




        ويذهب المؤلف الى أن البدو أو الرعاة الذين كانوا يعيشون في شمال شرقي مصر وهم قبائل بني اسرائيل وهم "خونة ولا يحبون المصريين" تعاونوا مع "الاعداء الغزاة" من شعوب البحر وغيرهم ممن كانوا يهددون الحدود الشمالية للبلاد.

        لكنه في الفصل الاخير يقول على لسان أحد الحرس "ليس على الارض اله غير فرعون مصر". ثم يسرد المؤلف محاورات نبي الله موسى وأخيه هارون مع مرنبتاح الذي يتبع اليهود في خروجهم من مصر الى أن يغرق في البحر.




        وتوضح الرواية أن كلمة اسرائيل في اللغة الهيروغليفية تعني "قبائل لا بلاد لهم.. وليست الاسم المعروف حاليا."




        وتقع الرواية في 95 صفحة متوسطة القطع ونشرت ضمن (سلسلة تاريخ مصر) التي تصدر في صورة روايات للناشئة عن مؤسسة دار الهلال بالقاهرة.

        وسبق أن تناول المخرج الاميركي سيسيل دي ميل في فيلمه ( الوصايا العشر) عام 1956 ما اعتبره تسخيرا لليهود في بناء الاهرام والمعابد المصرية الى أن تمكنوا من الخروج في عهد رمسيس الثاني الذي غرق في البحر كما قال فيلم (الوصايا العشر) وفيلم الرسوم المتحركة (أمير من مصر) الذي أخرجه الاميركي ستيفن سبيلبرج عام 1999 .

        وقال رئيس تحرير سلسلة تاريخ مصر محمد الشافعي ان هناك عشر نظريات تجيب عمن يكون الفرعون الذي شهد عصره خروج اليهود من مصر مضيفا أن ثماني نظريات منها لا تتفق مع المنطق أو التاريخ لكنه استند الى آيات من القرآن ليرجح أن هناك نظريتين تذهبان الى أن فرعون الخروج اما أن يكون رمسيس الثاني واما أن يكون ابنه مرنبتاح.







        وأضاف في مقدمة عنوانها (أكذوبة الخروج) أن "كثيرا من العلماء يؤكدون بأن رمسيس الثاني هو فرعون الميلاد والخروج أيضا... معظم الادلة تميل الى كون رمسيس الثاني هو فرعون الخروج" حيث عاش رمسيس أكثر من 90 عاما وتولى عرش البلاد 67 عاما ( تقريبا بين عامي 1304 و1237 قبل الميلاد) خلال حكم الاسرة التاسعة عشرة (نحو 1320-1200 قبل الميلاد).




        هو عمود من الجرانيت والحجر الرملي تم اكتشافهفي الثمانيـات من القرن العشرين ويرجع التاريخ إلى الملك مرنبـتاح كما توجد الخراطيش عليه وكذلك ألقاب الملك ويعتقد بعض العلماء أن مناظر هذا العمود تمثل خروج بنى إسرائيل من مصر وهو عمود تذكاري أقامه الملك مرنبتاح في رحاب معابد مدينة أون لتخليد ذكـراه في هذه المدينة المقدسة ويوجد شرق عرب الحصـن ويعتقد العلـماء من خلال النص التاريخي انه يصف إنتصـار القبائـل الليبيـة في السنة الخامســة من تولى هذا الملـك .
        إن وضع عمود مرنبتـاح يعتبر عمـود نصر أقيم منفرد أمـام مدخل خاص بمعبـد رع أتوم وربما أن الجدران المفقودة تميز احد الجدران المزدوجة ومن خلال أعمال الحفائر اكتشـف قطع من رصيف المدخـل الرئيسي للعمود والمصنوع من الحجر الجيري والمصنوع من قطع مختلفة من الأحجار المتنوعة والذي لا يزال محفوظا حتى الآن



        هل مرمبتاح فرعون خروج سيدنا موسى





        أحاطت بشخصية فرعون مصر الذى عاصره (موسى) - عليه السلام - الكثير من الغموض، وأصبحت هذه الشخصية مجالاً كبيرًا للجدل لمعرفة هويته، نظرًا لعدم تحديد اسمه سواء فى نصوص القرآن الكريم والذى وردت فيه قصة (موسى) - عليه السلام - فى العديد من المرات ولم يذكر سوى "فرعون" وهو لقب كان ينعت به ملوك مصر. وكذلك لم يذكر اسم الفرعون فى التوارة أو أى من المصادر الأخرى ولم يذكر فى التوارة سوى اسم مدينة "بر رعمسيس" عاصمة ذلك الفرعون، وهى المدينة التى بناها الملك "رمسيس الثانى" فى شرق الدلتا شمال مصر، وهذا مما أوحى للكثير، وخاصة اليهود بأن فرعون (موسى) - عليه السلام - هو "رمسيس الثانى" ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشر-






        الدولة الحديثة حوالى 1261-1223 ق.م. وهو ما أكد عليه الجميع بأنه هو الذى خرج فى عهده الإسرائيليين مع (موسى) - عليه السلام - من مصر وغرق فى البحر. لكن من هو - فعلاً - فرعون مصر الذى خرج فى عهده الإسرائيليين؟ وهل هو الذى رَبى (موسى) - عليه السلام - فى قصره، كما ورد فى القرآن الكريم أم هو فرعون آخر؟ فى هذا البحث نستطيع تحديد من هو فرعون (موسى) عليه السلام اعتمادًا على ما ورد بالقرآن الكريم وما يفرضه المنطق والمعقول وكذلك ما ورد فى المصادر الأخرى.









        تعليق


        • #64
          جزء (55)


          أولاً: الفرعون الذى ربى موسى فى قصره

          طبقًا لما ورد فى قصة (موسى) - عليه السلام - فى القرآن الكريم والذى لم يحذف أو يتغير منه مما أنزله الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - منذ أربعة عشر قرنًا من الزمان، وطبقًا لتسلسل الأحداث فى تلك القصة ومقارنته بما ورد عن سيرة ملوك مصر فى تلك الفترة نجد الآتى:

          أن (موسى) - عليه السلام - كان ابنًا لأحد الإسرائيليين المقيمين فى مصر، يدعى (عمران) وكان قوم عمران الأوائل قد دخلوا مصر أواخر الدولة الوسطى ومع دخول الهكسوس مصر حوالى 1675 ق.م حيث تعرضوا لضعوط سياسية واقتصادية دفعت بهم إلى دخول مصر مع العديد من القبائل الآسيوية والتى شهدت انهزام الجيوش المصرية أمام الآسيويين ووجود الاضطرابات الداخلية فى البلاد، مما مكن العديد منهم دخول مصر والاستقرار بها وخاصة فى منطقة شرق الدلتا وكان لأشراف (يوسف بن يعقوب) عليهما السلام خزائن مصر الشمالية أثناء حكم أحد الآسياويين أشير إليه فى القرآن الكريم بعزيز مصر، وهو الذى أرسل فى طلب أسرته المجىء إلى مصر ومن بعدهم الإسرائيليين. وقد مكثت هذه القبائل فى مصر بعد تحريرها من الحكام الأجانب وطردهم من مصر فى شرق الدلتا من حوالى 1575 ق.م وحتى خرجوهم من مصر أواسط الأسرة التاسعة عشر حوالى 1204 ق.م أى ما يقرب من 461 عامًا ونظرًا لعدم امتلاكهم أراضٍ أو أملاك فقد اضطروا للانضمام إلى عمال المشاريع الخاصة بالدولة المصرية كأجراء ليتمكنوا من الحياة فى مصر وكان لانفتاح مصر على العالم شرقًا وغربًا ولكثرة الحروب فى خلال تلك الفترة ومع التبادل التجارى بين مصر وجيرانها كانت البلاد تعجّ بالعديد من الأجناس والآلاف من الآسياويين والليبيين والنوبيين وكان هذا شيئًا طبيعيًا فى مصر والمجتمع المصرى. وسارت الأمور طبيعية حتى اعتلاء الملك رمسيس الثانى عرش مصر حوالى 1291 ق.م، وأثناء حكمه الذى استمر زهاء 67 عامًا حيث أوعز إليه بعض اتباعه من الكهنة المصريين أن من هؤلاء الإسرائيليين سيخرج للقضاء على عرشه وملكه؛ فأوصى بالتخلص من كل مولود ذكر يولد لهم، ثم اقترح عليه البعض بقتل الذكور عامًا وإيقاف القتل عامًا وكان العام الذى ولد فيه (هارون) - عليه السلام - هو العام الذى ليس فيه القتل وكان العام التالى الذى ولد فيه (موسى) - عليه السلام - هو عام القتل لأبناء الإسرائيليين فخافت عليه أمه وأعدت له صندوقًا من الخشب والقت به فى النهر حيث رماه تيار الماء قرب القصر الملكى للملك رمسيس

          وكان فرعون مصر فى تلك الفترة هو الملك رمسيس الثانى وقد حدثت تلك القصة بعد حوالى 30 عامًا من توليه ملك مصر عندما كان فى سن الخمسين حيث مات فى حوالى التسعين من العمر.

          وكان الملك رمسيس الثانى طبقًا للوثائق المصرية له من الأولاد 162 ولدًا وبنت ومن الزوجات 103 زوجات، وحين أخذ تيار مياه النهر الصندوق الذى وضعت فيه أم موسى ابنها إلى الشاطئ بالقرب من القصر الملكى بمدينة "بر رعمسيس" التى أنشائها الملك كمصيف له، بعيدًا عن طيبة الحارة فى مصر العليا بالصعيد، شهدت إحدى زوجات الملك الصندوق وبه الطفل الذى أنزل الله محبته فى قلبها فأحبته، وتعلقت به ولكن لتحتفظ به فى القصر كان لابد من استئذان الملك، فطلبت مقابلة الملك واستئذنته بالاحتفاظ بالطفل، لكنه سألها إن كان للأحد الإسرائيليين، فنفت حيث خشيت من قتله وحين سألها عن اسمه، فأجابت بالنفى، ثم سألها أين عثرتى عليه؟ فأجابت فى ماء النيل، فأسماه (موسا) وهو فى اللغة المصرية القديمة (ابن الماء)، لكنه شك فى أن يكون لأحد الإسرائيليين وأراد أن يختبره فطلب بإحضار جمر ومجوهرات وعرضها أمام الطفل فأوحى الله إلى الطفل للأمساك بالجمر ووضعه فى فمه. حينئذٍ أذن الملك رمسيس لها بالاحتفاظ به لعله يؤنس أمومتها المحرومة.
          وتربى موسى ونما فى القصر الملكى للملك رمسيس وكان لتربيته فى مصر وبالذات فى القصر الملكى، لابد أن يخضع لتقاليد التربية للاولاد بالقصور الملكية من وضعه تحت برنامج تعلم القراءة والكتابة والحساب بعد فطمه من أمه التى كانت تخفى عليهم فى القصر معرفتها به، وعندما شبَّ بدأ يطبق عليه سلك الجندية وإدخاله الجيش المصرى مع الأمراء لينال التربية العسكرية والخروج للتدربيات فى الصحراء المصرية مع أبناء الملك مما اكسبه العلم والفتوة والرجولة كاحدى أفراد النبلاء بالقصر الملكى.




          وعندما كبر وأصبح فى حوالى الثلاثين من العمر، كان الملك رمسيس فى حوالى الثمانين من العمر. وحدث ذات يوم أن تعارك أحد الإسرائيليين مع أحد المصريين فى شوارع المدينة "بر رعمسيس" فى مرور موسى - عليه السلام - وكان هذا الإسرائيلى يعلم شخصية موسى فاستنجد بموسى فانضم إليه موسى لينصره على المصرى، فوكزه بيده فمات، وهنا ظهر سر موسى من أنه من الإسرائيليين، فنصحه أحدهم بالهرب من مصر فى أسرع وقت لانكشاف أمره وهرب موسى إلى شرق مصر، متخفيًا وعبر سيناء إلى أرض فلسطين التى كانت تحت السيطرة المصرية وهناك تعرف فى مدينة "مدين" على رجلاً زوجه احدى ابنتيه وتفاصيل هذه القصة سردها القرآن الكريم فى كثير من الصور، وعاش هناك ما يقرب من اثنتى عشر سنة وكون أسرة له.






          وعندما سمع موسى بموت ملك مصر رمسيس الثانى حوالى 1223 ق.م واعتلاء ابنه (مرنبتاح) الحكم خلفا لأبيه وهو الابن الثالث عشر للملك رمسيس من (105) أولاد والذى تربى مع موسى بالقصر الملكى وعاش معه طفولته وشبابه. اعتقد موسى – عليه السلام – أن أمر العودة إلى مصر أصبح سهلاً بعد موت الملك رمسيس الذى حدثت فى عهده جريمة قتل المصرى وبعد انقضاء ما يقرب من اثنى عشرة سنة قد يكون الناس فى مصر قد نسوا الجريمة، ومع احتراقه وشوقه لرؤية أهله فى مصر، وظن أن الملك الجديد (مرنبتاح) سيسامحه على خطئه ويغفر له، ليرى أهله فى مصر مرة أحرى .







          هذا يعنى أن رمسيس الثانى حين مات كان موسى - عليه السلام - فى فلسطين مات وهو فى الثالثة والتسعين من عمره وكان فى آخر عامين من عمره مريضًا راقدًا فى فراشه، ولن يستطيع القيام بطقوس (عيد الحب – سد) بأبى سمبل عند معبده وكان لا يعى شيئًا فى دنياه لمرضه وعجزه إلى أن مات.







          ثانيًا: فرعون موسى الذى غرق فى البحر:

          حين أعد موسى - عليه السلام - نفسه وأسرته للعودة إلى مصر وأثناء عبوره سيناء تلقى من الله رسالته وكتاب التوراه وأرسله الله نبيًا لبنى إسرائيل ورسول من الله لملك مصر (مرنبتاح) وللمصريين ليخبرهم بأن الله الواحد الأحد هو رب العالمين ونفى المعبودات العديدة التى يقومون بالتعبد اليها من دون الله.


          وعند دخوله مصر توجه إلى القصر الملكى، كما أمره الله مستعينًا بأخيه الكبير هارون - عليه السلام - ليبلغ ملك مصر مرنبتاح ما أمره الله وقد قام موسى عليه السلام بإبلاغه رسالته من ربه لملك مصر الذى استهان و استهزأ بما أبلغه به موسى - عليه السلام-، وكان بقاعة العرش وإلى جوار الملك الكاهن الأكبر لمعبود مصر (آمون) وهو ما ورد فى القران الكريم بـ(هامان) فى عدة مواضع، هو اللقب المصرى (حم أمن) بمعنى كاهن آمون وهو كان لقب يعطى للكاهن الأكبر لهذا المعبود والذى كان له معابد الكرنك وكان ملوك مصر يغدقون عليه العطاءات وكان يعتبر دولة داخل الدولة وله استقلاليتة وله – أيضًا - جنوده لحماية المعبد وهذا ما يفسر ما جاء فى القران (وجنودهم) أى الجيش الملكى للفرعون و مصر وجنود المعبد. وقد طلب الملك مستهزئًا موسى - عليه السلام - أن يبنى هامان صرح لعله يطلع إلى إله موسى لاعتياد المصريين القدماء بناء الأبنية العالية من أهرمات ومعابد عظيمة يستخدمونها فى التطلع إلى السماء حيث برع المصريين فى علوم الفلك

          رفض فرعون وقومه – إلا امرأته - الرسالة واتهموا النبى الكريم – عليه السلام – بالسحر. وعندما طلب منه الملك مرنبتاح أن يريه ما يثبت صدقه أخرج موسى عليه السلام يده وكانت بيضاء كالثلج ورمى بعصاه فإذا هى حية تسعى، كما ورد فى القران الكريم، إلا أن الملك مرنبتاح لم يؤمن بما جاء به موسى - عليه السلام - وطلب جمع أمهر السحرة لمواجهة موسى عليه السلام والذى أستطاع التغلب عليهم مما دفعهم إلى الايمان به وبما جاء به من رب العالمين وأمر الملك مرنبتاح بقتلهم جميعًا، مما دفع موسى إلى الدعاء على فرعون مصر و قومه . وأعد موسى - عليه السلام - وبنى اسرائيل بعد اخبارهم برسالة الله لهم للإيمان به للخروج من مصر سرًا هربًا من بطش الملك مرنبتاح الذى علم بأمر خروج موسى وقومه شرقًا إلى فلسطين، فأعد جيشه وحاول اللحاق بهم للقضاء عليهم، وكان من عادة الملوك الفراعنة قبل ذهابهم إلى القتال أن يأمر بكتابة نص يكتب على الحجر يسجل فيه انتصاراته الباهرة على الأعداء لوضعه فى المعابد، ثم يخرج للقتال وعند عودته تكون اللوحة الحجرية قد تم اعدادها ولكن كان لقصر فترة خروج الفرعون لحدود مصر والعوده سريعًا مما لا يتيح للكاتب الوقت اللازم للانتهاء منها، مما اضطره إلى أستخدام لوحة من عهد الملك آمون حتب الثالث حوالى (1221-1378 ق.م)
          واستخدم ظهر هذه اللوحة ليسجل فى عُجالة النص المكتوب الذى جاء بخطه فيه غير متقن الذى كتب على عجل، نظرًا لضيق الوقت، ولقد أتى فيه: "ولقد قضيت على بنى إسرائيل ولم تعد لهم بذرة"، وهى اللوحة المعروفة باسم لوحة إسرائيل بالمتحف المصرى بالقاهرة، وهو ما يثبت بما جاء فيها أن الملك مرنبتاح هو فرعون الخروج حيث أنه الوحيد من دون الملوك الفراعنة لمصر الذى سجل وذكر اسم الإسرائيليين ولم يرد ذكرهم لا أيام أبيه رمسيس الثانى ولا بعده.







          وكان لموت الملك فى البحر بعد ملاحقاته لموسى - عليه السلام - وقومه وغرقه وانتشاله من البحر غريقًا ربما بعد يومين من الغرق وتم نقله للقصر الملكى لتحنيطه كعادة المصريين القدماء ولتبخر مياه البحر من الجسد تبلورت الأملاح على مسام الجلد مما منع الجلد معه امتصاص موادالتحنيط وهو ما اصاب المومياء الخاصة بالملك باللون الأبيض دون عن كل مومياوات الملوك المصريين القدماء أو مومياوات الأفراد، حيث يتم العثور على المومياوات إما بلون أسود أو بنى قاتم اوغامق بسبب مواد التحنيط وهو ما يثبت بلا شك أنه فرعون مصرالذى خرج فى عهده موسى - عليه السلام -. وقد نجّا الله سبحانه وتعالى بدن الملك، كما جاء فى القران الكريم (واليوم ننجك ببدنك لتكون لمن خلفك أيه) والنجاة هنا بالبدن، أى بالجسد دون الروح لانتشاله من البحرغريقًا ليراه كل شعبه الذى كان الكهنة يوهمونه بأنه الملك الإله ابن الآلهة الذى إن مات لا يموت كإنسان، لكنه يصعد إلى السماء ليلحق بموكب الآلهة فى السماء والملقب كذلك (بابن الشمس)، فهاهوالآن جثة هامدة، مثل: أى إنسان عادى وليس إلهًا وبذلك يكون آيه وعبرة من بعده من ملوك مصر .







          ومن هنا يمكننا أن نجزم أن موسى - عليه السلام - قد عاصر اثنين من فراعنة مصر الأول هو الملك رمسيس الثانى الذى التقطته إحدى زوجاته وعاش ما يقرب من الثلاثين عام داخل القصر الملكى بمدينة (بررعمسيس) شرق الدلتا والثانى هو الملك مرنبتاح ابن رمسيس الثانى الذى تربى مع موسى - عليه السلام - فى نفس القصر والذى كان يكبره بحوالى عشرة أو خمسة عشر عام وكان معًا فى القصر، حيث ورد على لسانه لموسى - عليه السلام - "ألم نربك فينا وليدًا". وكان خروج بنى إسرائيل وموت الملك مرنبتاح فرعون الخروج عام 1214ق.م.


          تعليق


          • #65
            جزء (56)

            لوحة مرنبتاح
            إنشودة النصر أو (لوحة اسرائيل)



            لوحة مكتوبة باللغة الهيروغليفية وترجمتها
            لقد سحق إسرائيل ولم يبق لهم بذر "
            نعم أخوانى هذا هو الأثر الفرعونى الوحيد الموجود بمصر ويذكر اسم اسرائيل

            ما هي لوحة الاسطورة
            هي لوحة مثل الالاف من الالواح الصخرية التي تزخر صحرائنا الشاسعة بها لوحة منقوشة بازميل فنان مصري قديم و عليها نقش لنص اقل ما يقال عنه انه تحفة ادبية لوحة كانت فريدة منذ اكتشافها بمعرفة عالم الاثار الفرنسي سير فرناند بتري عام 1896 في خرائب معبد مرنبتاح بطيبة ( الاقصر ) و هي محفوظة في التحف المصري تحت رقم 34025




            لوحة قام الملك امنحتب الثالث احد ملوك الاسرة الثامنة عشرة بنصبها في معبده الجنائزي في البر الغربي في طيبة و سجل علي وجهها الامامي نصا عن انجازاته المعمارية التي قام بها في فترة حكمه (1395-1363 ق-م ) و بعد ما يقرب من المائة و خمسون عاما تقريبا قام الملك مرنبتاح احد فراعين الاسرة التاسعة عشر بسلب هذه اللوحة ( لا اقصده هو شخصيا بالطبع ) و نقلها الي معبده الجنائزي الذي شيده الي الشمال من معبد امنحتب الثالث في البر الغربي من طيبة و قام بتسجيل نصا اخر علي ظهرها كان السبب في اثارة الجدل و الخلاف عن من هو فرعون موسي ففي السطر السادس و العشرون و السابع و العشرون وردت عبارة واحد كانت اغرب من الخيال عبارة ترجمها معظم علماء الاثار الغربيين و تبعهم في ذلك العديد من علمائنا المصريين بالتالي ( و اسرائيل خربت و ليس لها بذر )و اذا قمنا بمراجعة كل الجداريات و النقوش و البرديات و الحفريات التي تم اكتشافها حتي الان لن نجد ذكر لكلمة بني اسرائيل في التاريخ المصري الفرعوني كافة خلال الاسر الثلاثين

            نعم انها لوحة فريدة فعلي وجهيها الاثنين نصا لفرعونين مختلفين من اسرتين مختلفتين متتابعتين سجل كل منهما عل احد وجهيها انجازاته و ان كنا لا ندري ما هو السبب الحقيقي وراء استيلاء مرنبتاح علي هذه اللوحة من معبد امنحتب الثالث ؟ ربما يرجع ذلك الي ان الامكانيات المادية في عهده كانت محدودة ( ليس تخمين و لكنها قرينة تاريخية ثابتة ) و الدليل علي ذلك انه سلب احجارا متعددة من معبد امنحتب الثالث لتكملة معبده الجنائزي و مما ساعد علي عملية نقل هذه اللوحة الي معبده هو قربه من معبد امنحتب الثالث و يبدو ايضا ان امكانيات النحت قد قلت كثيرا في عهده و في عهد سيتي الثاني و رمسيس الثالث.
            و نلاحظ ايضا ان مرنبتاح لم يحاول ان يمحوا و يطمس النص الخاص بامنحتب الثالث مما يدل علي ان هذه اللوحة كانت قائمة في مكان ظاهر في معبده الجنائزي و لم تكن ملصقة الي جدار او حائط في المعبد و الا لاثر ذلك علي سلامة نص امنحتب الثالث الذي عثر عليه في حالة جيدة و مما يدل علي انها كانت مقامة في مكان ظاهر حتي يتمكن من يدخل معبده الجنزي من ان يقرا النصين معا و ربما يقارن ايضا بين ما حققه امنحتب الثالث من انجازات معمارية و بين ما حققه مرنبتاح من فتوحات عسكرية
            و الان ناتي لترجمة عبارة اسرائيل سحقت و لم يعد لها بذور و التي تقرا حرفيا بالهيروغليفية ( يسيرارو فكت بن برت اف )
            y sy ri3 rw هكذا تنطق الكلمة ( يسيرارو) او( يزيرارو ) و طبقا لاراء بعض العلماء في اللغة فان (يسيرارو ) يمكن ان تقرا ( يسيرالو ) و منهم من يقرا التسمية (يسيرا <ئي>لو) = (يسرا (ئي) لو) = ( اسرائيل ) ومما تجحدر الاشاره له ان الابجديه الهيروغليفية لا تحتوي علامات الف الوصل و ياء المد ( حركة الكسر الطويلة )



            و لقد قرا جوتيه هذا الاسم (isrealou) و لكن من الافضل قراءة و كتابة هذا الاسم كما جاء في النص المصري دون اي تحريف او تعديل ال (يسيرارو ) اي يزريل و المقصود قبائل يزريل
            اما كلمة (فكت) = (fk3) فتعني يحطم او يشرد
            اما كلمة (برت)=(prt) فهي تعبر هنا عن البذرة الضرورية للانبات و يؤكد العلامة المصري د/ عبدالحميد زايد في كتابه مصر الخالدة ان كلمة برت هنا بمعني حبوب و لا تعني نسل لان المخصص الذي كتبت به كلمة حبوب هو عبارة عن حب من القمح ينتهي بثلاثة خطوط هي التي يكتب بها الجمع في اللغة المصرية القديمة
            و بذلك تكون ترجمة العبارة (( و قبائل يزريل سحقت ( شردت ) و لم يعد لها بذور (حبوب ) ))


            هذه هى الترجمة الدقيقة
            لأن ياخوانى اليهود لم يعرفوا معنى كلمة الدولة
            اليهود لم يكونوا دولة فى العالم القديم
            لقد كانوا جماعات قبائلية يعيشون على خيرات الشعوب
            يتنقلون كالابراص ويعيشون فى كل دولة على لونها
            لم يستطيعوا بناء حضارة لان كل شعوب الارض كرهتهم
            وهذه اللوحة تثبت ايضا انهم لا يمتلكوا اى ملك فى فلسطين
            او فى اى مكان



            لوحة الملك مرنبتاح؟ الأول هذه ترجمة من الهيروغليفية الى العربية

            مرنبتاح حتب هل هو أمنوفات أم أمنفثـس ؟
            يعتقد الكثيرون أن أمنوفات ( أمنحتب مرن بتاح ) الوارد أسمه كخلف لرعمسيس الثاني في قائمة الأسرة التاسعة عشر لمانيتون هو مرن بتاح حتب صاحب اللوحة الشهيرة بلوحة إسرائيل ألا أن حقيقة الأمر أن أمنوفات ( أمنحتب مرن بتاح ) خلف رعمسيس الثاني في قائمـة مانيتون المشار إليها هـو أمنحتب الرابـع ( إخناتون ).
            هذه الحقيقة أمكن إثباتها في ضوء الحقيقة التي تكشفت لنا وهي أن قوائم الأسرات 18 , 19 , 20 هي سجل بأسماء مقابر وادى الملوك.
            وبتحقيق ذلك بمقابلة قوائم مانيتون بسجلات مقابر وادى الملوك تبين صحة نظريتنا وتبين لنا أن أمنوفات خلف رعمسيس الثاني في قوائم مانيتون هو أمنحتب مرنبتاح صاحب المقبرة رقم 8 بوادى الملوك وأن أمنحتب مرنبتاح هو إخناتون.
            وأبرز برهان علي أن أمنحتب مرنبتاح هو اخناتون أن المنقبون عثروا بمعبد أمنحتب الثاني علي بعد أربعة أمتار من قاعدة لوحته المقامة أمام المعبد علي بقايا جدار سميك من اللبن وعلي مصراع جميل لباب من الحجر الجيرى عليه خرطوش باسم أمنحتب مرنبتاح ( اخناتون ) وبعد فترة عثر المنقبون علي المصراع الثاني من الباب المشار إليه .

            وهذان المصراعين هما اللذان أشار إليهم بيعنخي في لوحته الشهيرة بأنه عندما حضر إلي بيت رع ( الهرم الأكبر ) دخل المعبد بعد أن كسر مزلاجه ورفع مصراعيه وصعد السلم إلي النافذة العظيمة ليشاهد رع في بيت بن بن ثم بعد أن أنهى زيارته أوصد المصراعين ووضع عليهم الطين وختمهم بختمه وأصدر أمره للكهنة بعدم السماح لأى أحد أن يدخله.
            أما برهاننا الحاسم علي أن أمنوفات هو أمنحتب الرابع ( اخناتون ) هو قول سليم حسن أن لدينا معلومات يكتنفها الغموض عندما تحدث مانيتون عن الملك أوسارسيف. إذ نعلم أنه عندما قص قصة الحركة الدينية التي قام بها أمنحتب الرابع ( اخناتون ) نجد أنه قلبها ووضعها في عهد مرنبتاج ابن رعمسيس الثاني وهو الذى يدعوه مانيتون باسم أمنوفات ( أمنحتب مرنبتاح ) صاحب المقبرة رقم 8 بوادى الملوك.

            وبداهة أن أمنوفات ( أمنحتب مرنبتاح ) هو بالفعل أمنحتب الرابع ( اخناتون ) كما ذكر مانيتون وفي عهده اقتحم الهكسوس البلاد فولي أوسارسيف ( بيعنخي ملك نباتا ) الأدبار نحو النوبة مدة ثلاثة عشر سنة انقض بعدها علي البلاد من أعالي ووات منتحلا اسم رعمسيس الثالث في جيوش غطت الوديان فهزم الهكسوس وطاردهم حتي زاهي الواقعة علي مصب الفرع الكانوبي للنيل ثم عبر خلفهم البحر ليهزمهم في عقر دارهم.
            أما مرنبتاح صاحب لوحة إسرائيل فيسمي مرن بتاح حتب حر ماعت وهو نوبي من نسل بيعنخي عاصر سليمان الحكيم وصاهره ونقل عنه وأقام له هرما بسقارة الجنوبية باسم جد كارع أسيسى الشهير باسم بتاح حتب الذى أشتهر بالحكمة والعلم وأقام له مقبرتين في وادى الملوك باسم أمنمؤبت الذى أشتهر أيضا بالحكمة والعلم واقتبس عن سليمان سفر الأمثال.

            الفرعون أمنمؤبت ( مرن بتاح حتب)
            وللفرعون أمنمؤبت مقبرتين بوادى الملوك تحت رقم 10 , 48 لهذا ورد اسمه مكررا مرتين في قائمة مانيتون التاسعة عشر.
            المرة الأولي باسم أمنفثـس والثانية باسم أمنمنيـس وقد عثر بالمقبرة الأخيرة علي جثة شوابتي لهذا الملك مازالت بموضعها.
            وقد وحد ألن جاردنر كل من أمنفثس وأمنمنيس في شخص واحد باسم أمنمسة .

            يتبع

            تعليق


            • #66
              رائع وممتاز
              موضوع به ابداع واضح
              جزاك الله عنا خيرا
              بارك الله فيك وجعل علمك في ميزان حسناتك
              [CENTER]
              [/CENTER]
              [CENTER][SIZE=5]
              [SIGPIC][/SIGPIC]
              [/SIZE][/CENTER]

              تعليق


              • #67

                الاخت سالى
                سمعت بانك راغبة فى العلم وخصوصا الفرعونى
                انت الان فى المكان المناسب حيث يوجد تحت يدك فى هذا الموضوع تاريخ مصر الفرعونية من البداية وسيستكمل حتى الفتح الاسلامى لمصر باذن الله
                اسعدنى مرورك

                تعليق


                • #68
                  جزء (57)











                  ويعتقد الكثيرون أيضا أن مرنبتاح حتب صاحب اللوحة الشهيرة بلوحة إسرائيل هو الفرعون الذى تم خروج بني إسرائيل من مصر في عهده وذلك منذ العثور علي اسم إسرائيل في لوحة انتصاراته الموجودة حاليا بالمتحف المصرى.
                  ورغم أن هذا المعتقد يفتقر إلي المنطق السليم وإلي السند التاريخي الذى يثبته ذلك أن تحقيق موضوع الخروج يثبت أنه تم في العام 1491 قبل الميلاد في عهد ثاني ملوك الأسرة الجديدة وفقا لرواية سفر الخروج وفي مدة حكم تحوتمس وفقا لرواية المؤرخ اليهودى يوسيفوس.
                  والواقع أن الفرعون " تحوتمس " الذى أشار إليه المؤرخ يوسيفوس كفرعون الخروج هو ذاته الملقب باسم أمنحتب الثاني الذى تم الخروج في عهده وفقا لنص لوحة الكرنك التي سجلت خروج ستمائة وثلاثة آلاف عبراني بالإضافة إلي متاعهم وكل بهائمهم ومواشيهم وهو ما يتفق مع رواية سفر الخروج التي أحصت خروج نحو ستمائة ألف عبراني من مصر بالإضافة إلي متاعهم وأعداد وفيرة من أغنامهم ومواشيهـــم ( الخروج 12 : 37 ).
                  مما تقدم يتضح أن الخروج لم يتم في عهد مرنبتاح وإنما تم في عهد تحوتمس ثاني ملوك الأسرة الثامنة عشر المصرية الملقب باسم أمنحتب الثاني.






                  لوحة إسرائيل لمرنبتاح حتب حر ماعت
                  هذه اللوحة لمرنبتاح حتب عثر عليها في الفناء الأول بمعبده الجنازى بالقرنة وهي تعرض الآن بالمتحف المصرى تحت رقم العرض 599 واللوحة تسجل حدث صعود مرنبتاح علي أرض إسرائيل واستيلائه علي مدينة جازر وإحراقها بالنار وإبادة الكنعانيين ( ينوعام ) الساكنين فيها.
                  والواقع كما يقول مورييه أن هذه اللوحة تثبت أن الخروج كان سابقا علي عصر مرنبتاح الذى عند صعوده علي أرض كنعان وجد شعب إسرائيل مستقرا بها .
                  بل أن ذكر اسم إسرائيل في لوحة مرنبتاح التي سجل فيها صعوده علي جنوب إسرائيل يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن صعوده كان قبل انقسام مملكة إسرائيل إلي مملكتي يهوذا في الجنوب وإسرائيل في الشمال ذلك أن مدينة جازر التي استولي عليها مرنبتاح وأحرقها بالنار وأباد الكنعانيين الساكنين فيها كانت تقع داخل حدود مملكة يهوذا.
                  فلو أن صعود مرنبتاح علي أرض إسرائيل كان بعد انقسامها إلي مملكتي يهوذا وإسرائيل لذكر صعوده علي مملكة يهوذا كما فعل شيشق من بعد.



                  والسؤال المنطقي الذى يفرض نفسه علي مائدة البحث هو " إذا كان مرنبتاح هو أول فرعون يصعد علي أرض إسرائيل منذ حدث الخروج من مصر ويستولي علي مدينة جازر الكنعانية الواقعة جنوب إسرائيل ويحرقها بالنار ويبيد جميع الكنعانيين الساكنين فيها فهل لم يرد ذكر هذا الحدث الجلل في تاريخ بني إسرائيل في الكتاب المقدس؟ ".
                  الواقع أن هذا لا يمكن أن يحدث دون أن يرد ذكره في الكتاب المقدس تفصيلا وهو ما قد تحقق بالفعل إذا أشار الكتاب المقدس إلي هذا الحدث الجلل في الفصل التاسع من سفر الملوك الأول بالقول :
                  " صـعد فرعـون ملك مصر وأخذ جـازر وأحرقها بالنار وقتل الكنعانيين الساكنين في المدينة وأعطاها مهرا لابنتـه امـرأة سـليمان " ( الملوك الأول 9 : 16 ).
                  وهذا النص يكاد يتفق حرفيا مع نص لوحة مرنبتاح في الفقرة التي جاء فيها ذكر إسرائيل والتي ترجمت بما نصه:
                  " خضعت التحنو .. كنعان قد استلبت في قسوة ، عسقلان تم الاستيلاء عليها ، وجـازر قد أخـذت وينوعـام أصبحوا كأن لم يكونـوا وشعب إسرائيل عدم البذر وأصبحت خارو ( سوريا ) أرملة لمصر وكل الأراضى قد وجدت السلم .. بواسـطة ( با إن رع مرى آمون ) ابن رع ( مرنبتاح حتب حر ماعت ) " .






                  والترجمة تتفق فى مجملها مع نص الكتاب المقدس إلا أنها تحتاج إلى تنقيح فى ضوء المعطيات الجديدة لتصير بالنص التالى :
                  " خضعت التحنو ( أدوم ) .. كنعان قد استلبت في قسوة، عسقلان تم الاستيلاء عليها، وجـازر قد أخـذت ( أحرقت ) وينوعـام ( الكنعانيين ) أصبحوا كأن لم يكونـوا ( أبيدوا ) وبني إســـرائيل أعطوا البذر وأصبحت خارو ( شالوميت ) ابنة مصر وكل الأراضى قد وجدت ( أهديت ) لسليمان .. بواسـطة ( با إن رع مرى آمون ) ابن رع ( مرنبتاح حتب حر ماعت )".
                  والواقع أن توافق نص سفر الملوك الأول مع نصوص لوحة مرنبتاح يثبت بمـا لا يدع مجالا للشك أن مرنبتاح هو الفرعون المعاصر لسليمان.
                  فسفر الملوك الأول يسجل لأول مرة في تاريخ بني إسرائيل أن فرعون ملك مصر صعد علي جنوب إسرائيل وأستولي علي جازر وأحرقها بالنار وأباد الكنعانيين الساكنين فيها.
                  وقد أيدت لوحة مرنبتاح هذا الحدث وبينت أن مرنبتاح هو الفرعون الذى صعد علي جنوب إسرائيل وأخذ جازر وأحرقها بالنار وأباد الكنعانيين الساكنين فيها فصاروا كأن لم يكونوا.
                  هذا الحدث أثبته مرنبتاح في غير موضع بالآثار المصرية حيث عثر علي أثر لمرنبتاح في عمدا لقب فيه نفسه باسم قاهر جازر, وأظهرت التوراة أن الفرعـون الذى صعد على إسرائيل وقهر جـازر أعطاها مهرا لابنتـه امـرأة سـليمان " ( الملوك الأول 9 : 16 ).
                  والمحقق تاريخيا أن زواج سليمان من ابنة فرعون كان نحو سنة 1013 قبل الميلاد.


                  تعليق


                  • #69
                    جزء (58)







                    مرنبتاح حتب وهدد الأدومي

                    والملاحظة الجديرة بالذكر في لوحة مرنبتاح الشهيرة هو أن تلك اللوحة تكاد تكون تسجيلا حرفيا لما ورد في الفصل الحادى عشر من سفر الملوك الأول الذى جاء به ما موجزه :
                    " أنه لما كان داود في أدوم أقام ستة أشهر مع جيشه حتي أفنوا كل ذكر في أدوم وحدث أن هدد هرب هو ورجال أدوميون من عبيد أبيه واتوا معه إلي مصر وكان هدد غلاما صغيرا فقاموا من مديان وأتوا إلي فاران ومن فاران أتوا إلي مصر إلي فرعون ملك مصر فأعطاه بيت وعين له طعاما وأعطاه أرضا وزوجه أخت امرأته أخت تحفنيس الملكة "( الملوك الأول 11 : 15 – 19 ).
                    وقد وردت تفصيلات هذه الأحداث في لوحة إسرائيل لمرنبتاح وفيما يلي فقرات مما جاء بها :
                    بلاد التمحو ( الأدوميين ) كسرت .. والوجل العظيم في قلوبهم .. وأقدامهم لم تقو علي الوقوف فولوا هاربين .. وقلب المسرعين منهم قد أعياه المشى وفكوا قرب مائهم وألقوا بها علي الأرض وحقائبهم قد مزقت وألقي بها.
                    وقد استطاع ماراى بن ديد ( هدد الأدومي ) .. أن يفر تحت جنح الليل وحيدا بغير ريشـة فوق رأسـه وقدماه حافيتان .. ووجـوه إخوته متوحشـــة للبطـش بـه ( يقصد بذلك الإسرائيليين بني يعقوب أخو عيسو أبو الأدوميون ).


                    وقد وردت تفصيلات هذه الأحداث أيضا علي جدران الكرنك وجاء فيها ما نصه:
                    " أن مجيء الأدوميون إلي مصر لم يكن سعيا وراء النهب بل رغبة في الاستقرار في وطن جديد لقد جاء ماراى بن ديد ( هدد الأدومي ) ورجاله إلي مصر بحثا عن الطعام والمأوى.
                    إنهم قضوا اليوم يجوبون في الأرض ويحاربون ليملأوا بطونهم كل يوم. إنهم جاءوا إلي مصر سعيا وراء الطعام الذى يسدون به أفواههم. لقد شقوا طريقهم في واحة الفرافرة ( فاران ) وكانت ست ساعات من القتال ( إشارة إلي الستة أشهر التي قضاها داود في أدوم ) كافية لهزيمة العدو واستطاع التعس ماراى أن ينجو من الأسر بالهرب تحت جنح الظلام .. ".
                    هذه النصوص كما نرى تتحدث عن هرب هدد هو ورجال أدوميون من عبيد أبيه من وجه داود الذى أقام مع جيشه ستة أشهر في أدوم حتي أفني كل ذكر في أدوم وأتوا معه إلي مصر تحت جنح الظلام.





                    مرنبتاح حتب يمنح الهاربين من وجه داود أرضا بمصر
                    ومن الآثار التي تبرهن علي أن مرنبتاح كان معاصرا لداود وأنه أعطي الأدوميون الهاربين من وجه داود أرضا ليقيموا فيها تلك البردية المحفوظة بالمتحف البريطاني والمعروفة بورقة أنسطاسي السادسة وتتضمن رسالة من كاتب الملك مرنبتاح جاء فيها مايلي :
                    " أن بعض من بدو أدوم قد سمح لهم علي حسب التعليمات التي لديه أن يجتازوا قلعة مرنبتاح في إقليم سكوت في وادى طميلات ليتاح لهم رعي ماشيتهم بالقرب من بلدة بيثوم في ضياع الفرعون العظيم ".
                    وقد كتبت هذه الرسالة في السنة الثامنة من حكم الفرعون مرنبتاح .



                    مرنبتاح حتب ليس ابنا لرعمسيس الثاني
                    المحقق لدينا وفقا للكتاب المقدس أن مرنبتاح حتب كان نوبيا ولم يكن ابنا لرعمسيس الثاني بل ولا ينتمي لأسرة الرعامسة الحيثيين مطلقا بل كان من نسل الملك بيعنخي ملك نباتا الملقب مينا.
                    فالمحقق وفقا للكتاب المقدس والآثار أن الكوشيين حكموا مصر منذ زمن أكثر قدما من زمن مرنبتاح المعاصر لسليمان الحكيم.
                    فمرنبتاح الذى تزوج سليمان من ابنته كان كوشيا من نسل بيعنخي وقد تحقق الأصل الكوشى للفرعون مرنبتاح فيما قررته ابنته شولميث في سفر نشيد الأنشاد الذى لسليمان بقولها ما نصه :
                    أنا سـوداء وجميلـة يا بنـات أورشـليم كخيـام قيدار كشـقق سـليمان لا تنظرن إلي لكوني سوداء لأن الشمس قد لوحتني .. ماذا ترون في شـولميت ( نشيد الأنشاد 1 : 6 ) ( نشيد الأنشاد 7 : 13 ).
                    ومن البراهين الدالة أيضا علي الأصل الكوشى لمرنبتاح إضافة إلي ما تقدم هو أن الجيش والشرطة في عصر مرنبتاح كانوا من الكوشيين وفقا لما جاء بلوحة مرنبتاح الشهيرة بما نصه :
                    أن معاقل الحصون أصبحت هادئة ولا يوقظ حراسها إلا الشمس وجنود المازوى يرقدون بلا حركة.
                    وقد علق سليم حسن علي ذلك بقوله أن المازوى قبيلة نوبية يشتغل رجالها جنودا وشرطة عند المصريين .
                    إلا أن المحقق لدينا أن جيوش بيعنخي كانت تتكون من قبائل المازوى التي صار الجيش والشرطة في مصر يتشكلون منها باعتبارها قوات احتلال .



                    ومما يبرهن علي أن أمنوفـات الوارد اسمه في قائمة مانيتون كخلف لرعمسيس الثاني ليس هو مرنبتاح حتب صاحب لوحة إسـرائيل هو أنه بالرجوع إلي قوائم مانيتون تبين أن أمنوفـات هو الاسم اليوناني الذى أطلقه مانيتون علي أمنحتب مرنبتاح صاحب المقبرة رقم 8 بوادى الملوك وهذه المقبرة كما تبين لنا تخص الفرعـون أمنحتب الرابع ( إخناتون ) وذلك بعد أن تثبت لنا أن قوائم الأسرات 18 , 19 , 20 لمانيتون إن هي إلا سجل بأسماء مقابر الملوك الموجودة في وادى الملوك .
                    وقد خلط المؤرخين بين أمنوفات ( أمنحتب مرنبتاح ) ومرنبتاح حتب حر ماعت صاحب اللوحة الشهيرة بلوحة إسرائيل الذى ذكره مانيتون في القائمة التاسعة عشر باسم امنفثس ( أمنمؤبت ) أما أمنوفات فهو من ألقاب إخناتون أو الملكة تي التي دفنت باسم بسوسنس في تابوت أثبت الفحص أنه كان يحمل لقبها أمنحتب مرنبتاح قبل تغييره إلي بسوسنس.
                    ويقول ألن جاردنر هناك بردية أدبية ربما كتبت في عهد مرنبتاح حتب يستعرض كاتبها معلوماته التي يزهو بها والتي تدل علي أن الكاتب كانت له دراية وثيقة بفلسطين وسورية التي اعتاد السفر إليها :





                    وفحوى البردية رد الكاتب حورى علي الكاتب أمنمؤبت يستعرض فيها معلوماته عن جغرافية سوريا الشمالية .
                    وفي تصورى أن حورى هو اللقب الثاني للفرعون أمنمؤبت.
                    وقد اشتهر أمنمؤبت بالحكيم وجاء في مقدمة تعاليمه ما نصه " أنه الثاوى حقا في تاور بطينة ( العرابة المدفونة ) والمغفور له في آبي وصاحب القبر الهرمي الشكل في غربي سـنوت .. أمنمـؤبت بن كا نخت المبرأ في تاور ( تعاليم أمنمؤبت ب 2 : 7 - 12 ) .
                    وبالفعل هناك مقبرة لأمنمؤبت في أبيدوس بالعرابة تحمل لقبه كا نخت أو كنكنيس كما يسميه مانيتون باعتباره ثالث ملوك القائمة الأولي.
                    وأيضا هناك هرم جنوب سقارة لهذا الحكيم أمنمؤبت تحت مسمي جد كارع أسيسي الشهير بالحكيم بتاح حتب.
                    والمحقق أن أمنمؤبت اقتبس معظم تعاليمه من سفر الأمثال الذى لسليمان المعاصر له وهذا برهان آخر علي أن أمنمؤبت هو ذاته مرنبتاح المعاصر لسليمان الحكيم ملك إسرائيل.






                    أين دفن مرنبتاح حتب ؟
                    يقول المؤرخ ميخائيل شاروبيم أن " بتاح حتب " بن " جد كارع أسيسي " الذى اشتهر بالحكمة والعلم دفن بجانب مقبرة " تي " .
                    والواقع أن بتاح حتب الملقب باسم جد كارع أسيسي الذى ورد اسمه في قائمة ما يسمي بملوك الأسرة الخامسة هو نفسه أمنمؤبت الذى ذكره مانيتون في قائمته الحادية والعشرين باسم أمنوفثيس الملقب في المصرية " وسي ماع رع ستب أن آمون أمنمؤبت مر آمون " والذى اشتهر أيضا بالعلوم والحكمة وهو الذى وجد مدفونا إلي جوار الملكة تي الملقبة بسوسنس بمقبرة تانيس.
                    وهذا برهان علي أن الحكيم بتاح حتب من القائمة الخامسة هو ذاته الحكيم أمنمؤبت من القائمة الحادية والعشرين.
                    والفرعون بسـوسـنس كما يقول المؤرخ القبطي يوحنا النيقيوسي هو أموزيس ( أحمس ) الذى عاصر خروج بني إسرائيل من مصر.




                    مقبرة أمنمؤبت ( مرن بتاح حتب ) وبسوسنس ( أحمس )

                    ومعلوم أن أموزيس لقب علم لأسرة التحامسة وهو من ألقاب حتشبسوت التي ذكرها مانيتون في قوائمه باسم أمسس ( أحمس ) وهو لقب من ألقاب الملكة تي التي ملكت علي مصر في أعقاب خروج العبرانيين منها وهي التي ذكر المؤرخون إن بتاح حتب الملقب جد كارع أسيسي من ملوك ما يسمي بالأسرة الخامسة دفن بجوارها.
                    ومعلوم أن الذى دفن بجوار الملكة بسوسنس ( تي ) الملقبة أحمس هو الفرعون أمنمؤبت الحكيم.
                    ولهذا الفرعون مقبرة في أبيدوس باسم كنكنيس ( كانخت ) ومن المحتمل أن يكون هو أيضا صاحب مقبرة الفرعون جد بأبيدوس الذى ذكره مانيتون باسم ونفيس.
                    مما تقدم يتضح أن قائمة ما يسمي بملوك الأسرة الحادية والعشرين هي في الواقع قائمة دفن لبعض مشاهير ملوك مصر وأن ما يسمي بقوائم الأسرات لا تعدو أن تكون قوائم تسجيلية للمقابر والأهرام بمصر كما أسلفنا.






                    والواقع أن إدراك حقيقة أن أمنمؤبت هو ذاته بتاح حتب يهدم مقولة اعتماد أمنمؤبت الحكيم من الأسرة الحادية والعشرين علي حكمة بتاح حتب من الأسرة الخامسة في تأليف تعاليمه التي وضعها في ثلاثين فصلا. كما يهدم مقولة أن هذه التعاليم كانت مصدرا أخذ منه سليمان أمثاله, ويثبت علي العكس أن أمنمؤبت الذى هو بتاح حتب تأثر بحكمة سليمان ونقل عنه وهذا برهان آخر يثبت أن الفرعون مرنبتاح الذى حمل ألقاب أمنمؤبت وبتاح حتب هو الفرعون المعاصر لسليمان . والفرعون أمنمؤبت هو الفرعون الوحيد بين ملوك النوبة بعد بيعنخي الذى أقام له أهراما بمصر.


                    مرنبتاح فرعون الخروج.. رواية مصرية تثير جدلا






                    تبدو رواية /مرنبتاح فرعون الخروج/ كأنها خارجة من صفحات بعض الكتب المقدسة في تناولها جانبا من تاريخ جماعة بني اسرائيل في مصر القديمة حتى ان مؤلفها المصري سيد نجم يقول في سطرها الاخير "لقد غرق الفرعون مرنبتاح" وهو ما يرفضه أثريون مصريون.





                    تبدأ الرواية باستعراض احتفالات شعبية ابتهاجا بولادة مرنبتاح الابن الثالث عشر لرمسيس الثاني في مدينة طيبة الاقصر حاليا الواقعة على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة ثم انتصاراته العسكرية بعد توليه قيادة الجيش في عهد أبيه وكيف صار ملكا في سن الستين.
                    ويذهب المؤلف الى أن البدو أو الرعاة الذين كانوا يعيشون في شمال شرقي مصر وهم قبائل بني اسرائيل وهم "خونة ولا يحبون المصريين" تعاونوا مع "الاعداء الغزاة" من شعوب البحر وغيرهم ممن كانوا يهددون الحدود الشمالية للبلاد.
                    لكنه في الفصل الاخير يقول على لسان أحد الحرس "ليس على الارض اله غير فرعون مصر". ثم يسرد المؤلف محاورات نبي الله موسى وأخيه هارون مع مرنبتاح الذي يتبع اليهود في خروجهم من مصر الى أن
                    يغرق في البحر.





                    وتوضح الرواية أن كلمة اسرائيل في اللغة الهيروغليفية تعني "قبائل لا بلاد لهم.. وليست الاسم المعروف حاليا".
                    وتقع الرواية في 95 صفحة متوسطة القطع ونشرت ضمن /سلسلة تاريخ مصر/ التي تصدر في صورة روايات للناشئة عن مؤسسة دار الهلال بالقاهرة.
                    وسبق أن تناول المخرج الامريكي سيسيل دي ميل في فيلمه /الوصايا العشر/ عام 1956 ما اعتبره تسخيرا لليهود في بناء الاهرام والمعابد المصرية الى أن تمكنوا من الخروج في عهد رمسيس الثاني الذي غرق في البحر كما قال فيلم /الوصايا العشر/ وفيلم الرسوم المتحركة /أمير من مصر/ الذي أخرجه الامريكي ستيفن سبيلبرج عام 1999 .






                    وقال رئيس تحرير سلسلة تاريخ مصر محمد الشافعي ان هناك عشر نظريات تجيب عمن يكون الفرعون الذي شهد عصره خروج اليهود من مصر مضيفا أن ثماني نظريات منها لا تتفق مع المنطق أو التاريخ لكنه استند الى ايات من القران ليرجح أن هناك نظريتين تذهبان الى أن فرعون الخروج اما أن يكون رمسيس الثاني واما أن يكون ابنه مرنبتاح.
                    وأضاف في مقدمة عنوانها /أكذوبة الخروج/ أن "كثيرا من العلماء يؤكدون بأن رمسيس الثاني هو فرعون الميلاد والخروج أيضا... معظم الادلة تميل الى كون رمسيس الثاني هو فرعون الخروج" حيث عاش رمسيس
                    أكثر من 90 عاما وتولى عرش البلاد 67 عاما /تقريبا بين عامي 1304 و1237 قبل الميلاد/ خلال حكم الاسرة التاسعة عشرة /نحو 1320-1200 قبل الميلاد/.
                    ورمسيس واحد من كبار البنائين في مصر القديمة وهو أبرز ملوك عصر الامبراطورية المصرية /نحو 1567-1085 قبل الميلاد/ التي تأسست كحكم وطني بعد طرد الغزاة الهكسوس على يد سقنن رع تاعا الثاني وابنيه كامس وأحمس قائد حرب التحرير ومؤسس الاسرة الثامنة عشرة.





                    أما مرنبتاح الابن الثالث عشر لرمسيس الثاني وخليفته على العرش فحكم مصر 13 عاما /نحو 1236-1223 قبل الميلاد/.
                    ويخلو التاريخ والاثار المصريان من أي ذكر لليهود باستثناء لوحة مرنبتاح المشهورة بلوحة الانتصار وهي موجودة بالمتحف المصري بالقاهرة وعثر عليها في مدينة طيبة الاقصر حاليا التي كانت عاصمة للبلاد انذاك وتسجل معاركه مع أعدائه ومنهم شعب اسرائيل الذي كان مجرد قبائل لا يضمهم كيان دولة.
                    وتسجل اللوحة أنه "خضعت التحنو /أدوم/.. كنعان قد استلبت في قسوة. عسقلان تم الاستيلاء عليها وجازر قد أخذت /أحرقت/ وينوعام /الكنعانيون/ أصبحوا كأن لم يكونوا... وأصبحت خارو /سوريا/ أرملة لمصر... قضى على اسرائيل ولم يبق لها بذرة".
                    وتعد لوحة مرنبتاح الاثر المصري الوحيد الذي ذكر به شعب اسرائيل لاول واخر مرة. ويرجح باحثون أن لوحة مرنبتاح كتبت في العام الخامس أو الثامن لحكمه وهذا ينفي غرقه لو كان فرعون الخروج.




                    لكن أستاذ الاثار بجامعة الاسكندرية عبد المنعم عبد الحليم سيد ينبه الى أن "لوحة مرنبتاح تسجل أنه حارب اليهود في فلسطين" بما يعني أن الخروج حدث في عهد ملك اخر لم يحدد اسمه العهد القديم أو القران.
                    ويقول في ضيق "ليس معقولا أن يتبع ملك مصر شعبا منبوذا. كانوا رجسا في نظر المصريين وليس لهم تأثير لانهم لم يكونوا قوة عسكرية فكيف يهتم الملك بمطاردتهم بنفسه" مرجحا أن يكون ذلك على يد أحد قادة الجيش المصري.






                    ويقول أستاذ الاثار بجامعة القاهرة عبد الحليم نور الدين ان مثل هذه الاعمال من كتب أو روايات يجرؤ أصحابها على القول ان فرعون الخروج هو رمسيس أو مرنبتاح "كلام فارغ فلم تسجل الكتب السماوية اسم الملك الذي عاصر الخروج".
                    ويرى أن هناك فهما خاطئا في بعض البديهيات ومنها كلمتا "الفرعون" و"الفرعونية" وأن كلمة فرعون كانت تعني القصر ثم أصبحت لقبا ثانويا يشير الى الملك الذي كان له لقبان أساسيان هما "ابن الشمس" و"ملك مصر العليا والسفلى".





                    يتبع

                    تعليق


                    • #70
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمدعامر مشاهدة المشاركة

                      الاخت سالى
                      سمعت بانك راغبة فى العلم وخصوصا الفرعونى
                      انت الان فى المكان المناسب حيث يوجد تحت يدك فى هذا الموضوع تاريخ مصر الفرعونية من البداية وسيستكمل حتى الفتح الاسلامى لمصر باذن الله
                      اسعدنى مرورك
                      نعم اود ان اتعلم من الاساتذه وسيادتك منهم التاريخ الفرعوني
                      وفعلا الموضوع قمه في الروعه
                      اللهم يكتب لك بكل حرف فيه حسنه
                      تعجز الكلمات عن الشكر

                      [CENTER]
                      [/CENTER]
                      [CENTER][SIZE=5]
                      [SIGPIC][/SIGPIC]
                      [/SIZE][/CENTER]

                      تعليق


                      • #71
                        جزء (59)

                        سيتى الثانى
                        ( أوسر خبرو رع ستب ان رع )
                        (1214-1204 ق.م)



                        الملك / سيتي الثاني




                        من مقبرة سيتي الثاني في وادي الملوك في الاقصر



                        سـِتي الثاني Seti II كان خامس حاكم في الأسرة المصرية التاسعة عشر وحكم من 1203 ق.م. - 1197 ق.م.. اسمه الملكي كان, اوسر خپرو رع ستپ إن رع, وتعني "قوية هي تجليات رع, مصطفى رع
                        الزوجات توسرت, Tiaa
                        توفي 1197 ق.م.
                        دفن KV15[1]


                        من مقبرة سيتي الثاني في وادي الملوك في الاقصر kings-valley



                        الابن الاول لمرنبتاح، ستي مرنبتاح يتولى بعد اربعة سنوات من الغموض نتيجة لصراع فرعين من العائلة الحاكمة. ليس لدينا الكثير من المعلومات عن هذه الفترة بالذات ولكن نجح ستي الثاني في استرجاع عرشه وهكم لمدة ستة سنوات لم ينجح في استرجاع هيمنة و سلطة الفرعون مثل جده. عان من الانشقاق الداخلي في حين ان ممالك الشرق الاوسط في تقدم مستمر

                        من مقبرة سيتي الثاني في وادي الملوك في الاقصر kings-valley



                        يبدأ المعبد بالمرور من الصرح الأول الذى يرجع إلى الملك نختبو ( الأسرة 30 )
                        ومنه إلى الفناء الكبير ويوجد على يمين الداخل ثالث مقاصير لثالوث طيبة من عهد سيتى الثانى،
                        وعلى اليسار يرى معبد رمسيس الثالث .
                        يلى ذلك بقايا الصرح الثانى ومنه إلى صالة الأعمدة الكبرى التى تحتوى على134 عموداً
                        التى تتوطها تتميز بارتفاعها عن باقى الأعمدة ويفضى بنا المكان إلى بقايا الصرح الثالث

                        قرط من الذهب من مقبرة سيتى الثانى




                        حلية أذن للملك سيتي الثاني
                        حلية أذن للملك سيتي الثاني عثر عليها في عام 1908؛ مع قطع أخرى تخص الملك وزوجته الملكة "تاوسرت"، بمخبأ في وادي الملوك.


                        وتتكون الحلية من قطعة مسطحة في المنتصف، بشكل شبه منحرف، تتدلى منها سبع قلادات في شكل فصوص ثمرة القرنبيط. وفي نهاية الأنبوب العلوي المجوف للقرط، والتي جعلت لتثبيت باروكة للشعر، يوجد تويج مقعر من ثماني بتلات في جانب وزر في الجانب الآخر.

                        وحفرت أسماء الميلاد والعرش للملك على القطعة المسطحة. وعرف استخدام الأقراط وغيرها من الحلي، لزيادة جمال وحسن كِلا الجنسين؛ منذ عصر الدولة الحديثة.




                        لثالوث طيبة من عهد سيتى الثانى، وعلى اليسار يرى معبد رمسيس الثالث .

                        بوادي الملوك، عثر عليها مع قطع أخرى للملك سيتى الثاني وزوجته "تاوسرت".





                        زوج أساور للملك سيتى الثاني

                        زوج أساور فضة من مقبرة لمجهول بوادي الملوك عثر عليها مع قطع أخرى للملك سيتى الثاني وزوجته ""تاوسرت"". ومن المرجح أن تلك المقبرة كانت تستخدم كمخبأ للصوص الذين نهبوا مقبرة الزوجين وربما قبض عليهما ولم يعودا إلى المقبرة. ويتكون كل سوار من جزئين يجمعان بمفصل وقفل. الجزء الرئيسي منقوش بمشهد يصور الملكة وهي تقدم للفرعون زهرية وزهرة، بينما يجلس الملك على العرش وقدماه على هيئة مخلبي أسد ويمسك بكأس في يده اليسرى وحفنة من ورق الشجر في يده اليمنى. وكانت الفضة تسمى في مصر القديمة ""معدن أبيض"" وكانت مهمة وتعد نوعاً من الذهب.



                        كان سيتى الثانى الذى حكم مصر منذ عام ١٢٠٠ إلى عام ١١٩٤ قبل الميلاد مثاليا حالما. لم يكن من العسكر المقاتلين مثل رمسيس الأول أو الثانى أو حورمحب أو تحتمس الثالث، وقد وصل إلى الحكم نتيجة للخلاف المستحكم بين كبار العسكر والذى وقف فيه معظمهم إلى جانب غريمه أمنمسو، وهو ابن واحدة من بنات رمسيس الثانى، وقد تولى أمنمسو الحكم بالفعل بعد رحيل مرنبتاح رغم أن مرنبتاح كان قد اختار سيتى الثانى ليخلفه بعد وفاته لكن العسكر انقسموا على أنفسهم بعد ثلاث سنوات من حكمه مما مكن سيتى الثانى من الجلوس على عرش مصر.

                        بدأ سيتى الثانى حكمه بالتركيز على بناء المعابد بدلا من الحملات العسكرية. كان يتمثل دائما مدونة تأسيس معبد الآله أتوم الذى أقامه سنوسرت الأول فى هليوبوليس حوالى عام ١٩٦٠ قبل الميلاد والتى تقول كلماتها المنقوشة على وجهى قطعة من الجلد: خالد هو ذاك الشىء الحسن الذى صنعته، فالملك المعروف بإنشاءاته لا يموت أبدا.



                        ورغم أن المعبد الذى شيده سنوسرت لآتوم لم يعد موجودا الآن إلا أن أبنية سيتى الثانى التى استلهمها من ذلك المعبد مازالت صامدة فى الكرنك وفى الرامسيوم وغيرهما.

                        على أن قادة الجيش ظلوا يناصبون سيتى الثانى العداء، فكان أن اتخذ قرارا حاسما بالتخلص من العسكر الذين كانوا يسيطرون على مقاليد الأمور ويقررون من الذى يتولى الحكم، حيث حصلوا على مزايا كبيرة وعلى أموال طائلة خلال حكم الفراعنة السابقين فسحب سيتى الثانى منهم امتيازاتهم، وصادر أملاكهم، وحظر عليهم التدخل فى شؤون الحكم، إلى أن قضى تماما على نفوذهم.
                        وقد أدى ذلك إلى تذمر قادة الجيش الذين شكلوا وفدا وذهبوا إلى قصر فرعون يحاولون إثناءه عن قراراته، لكنه كان صلبا فى موقفه حيث قال لهم: «الجيش وجد فقط للقتال وليس لحكم البلاد، حين تحتاجكم البلاد للدفاع عن أراضيها سنخطركم بذلك. أما فى وقت السلم فلا شأن لكم بالحكم الذى هو من حق فرعون وحده ابن رع رب الشمس وإله الآلهة فى السماء.
                        قال قائد الجيش: «اترك لنا أملاكنا ولن نتدخل فى حكم البلاد». فرد فرعون: «تلك الأملاك سلبت من الأملاك العامة. مالكم أنتم بالأملاك؟» فرد القائد: «لم نسلب أحدا شيئا.لقد منحها لنا ملوك البلاد»، فجاء رد فرعون: «قد كانت رشوة خطيرة تستوجب المحاكمة للراشى والمرشو معا، لكنى أعدتها للأملاك العامة وجنبتكم حكم العدالة، فاذهبوا الآن ولا تعودوا للجدل فى هذا الموضوع». وخرج العسكر من قصر فرعون وقد ازدادوا غضبا، لكنهم كانوا بلا حول ولا قوة.
                        كان الجيش المصرى فى ذلك الوقت مليئا بالأغراب من المرتزقة اليونانيين أو الفينيقيين أو من العبيد الذين كان الجيش وسيلتهم للانعتاق، لذلك فإن تقليص قوة الجيش كان بالنسبة لسيتى وسيلة للحد من الاعتماد على الأجانب الذين أصبحوا يتمتعون بنفوذ وبمزايا رفعتهم فوق باقى أفراد الشعب.



                        كان لسيتى الثانى ابن لم يتجاوز الثانية عشرة من العمر هو سبتاح الذى كان يعده كى يخلفه على العرش. كان سيتى دائم التحدث لابنه عن حضارة مصر العظيمة وعن المجد الذى ارتبط بتاريخها على مر العصور، وفى أحد الأيام سأل سبتاح والده وهما عائدان من رحلة صيد صحراوية فى العربة الملكية التى كانت تجرها ستة خيول: «لماذا يا والدى لا تريد أن يكون لمصر جيش؟» فقال له والده ما أدهشه: «لقد صنعت مصر حضارتها العظيمة بدون جيش. لم يكن لخوفو العظيم جيش، ولا لخفرع ولا لمنقرع ولا لسائر ملوك الدولة القديمة التى تركت لنا أعظم الآثار». فسأله سبتاح: «إذن كيف كانوا يقومون بغزواتهم؟» فشرح له فرعون أنهم كانوا يعبئون جيشا كلما كان له احتياج، سواء للحملات العسكرية، أو لبناء هرم فرعون، أو للعمل فى المحاجر لإخراج الحجارة اللازمة لتشييد المعابد، أما بقية الوقت فالناس جميعا يفلحون الأرض ويتكسبون منها كمواطنين عاديين وليس كعسكر فى جيش نظامى لا عمل لهم فى الحياة إلا القتال، لذلك فقد كان الجيش حين تتم تعبئته يكون كل أفراده من المصريين أبناء هذا الوطن الذين يدافعون عن أرضهم وعن زرعهم وليسوا مرتزقة كما تراهم اليوم».
                        وتوقف ركب فرعون للراحة فى بقعة ظليلة بالقرب من أبيدوس فى طريق عودتهم من الصحراء، فأخذ سيتى الأول ولده إلى معبد ونى الجنائزى وقرأ له ما تم تدوينه على جدرانه قبل أكثر من ألف سنة فى وصف إحدى الحملات العسكرية فى أرض كنعان والتى قام بها جيش مكون من «عشرات الآلاف من المجندين» الذين تم جمعهم خصيصا لهذا الغرض، حيث لم يكن فى الدولة القديمة جيش نظامى.
                        لم يكن سبتاح يعلم فى ذلك الوقت أن والده لن يستمر فى الحكم إلا ست سنوات فقط وأنه سيتولى الحكم بعده أقرب مما كان يتصور، لكنه كان يتحدث وكأنه يتخيل ما يمكن أن يواجه البلاد من أزمات حقيقية، فسأل والده: «ماذا لو تعرضت مصر فجأة لغزو خارجى؟» فرد فرعون: «فى هذه الحالة فقط سندعو إلى تعبئة الجيش». لم يقتنع سبتاح تماما بما قاله والده. فسأله: «وما الضرر فى أن يكون العسكر جاهزين من الآن؟» رد عليه والده: «الضرر كبير يا ولدى. غدا سأحدثك عنه وأروى لك ما فعله العسكر بالبلاد».
                        لكن فى اليوم التالى مباشرة حدث ما سأل عنه سبتاح والده، فقد قام الآشوريون بقيادة مليكهم سينخرب بالهجوم على مصر فى غزوة مفاجئة لم يكن ينتظرها أحد، وكما قال سيتى لابنه دعا إلى تعبئة الجيش للتصدى لقوات الآشوريين قبل أن تصل إلى حدود البلاد، لكن قادة العسكر قدموا مصالحهم الشخصية على مصالح البلاد ورفضوا التعبئة.
                        رع كبير الكهنة إلى فرعون على رأس وفد من كهنة معبد الكرنك برسالة مؤداها أن يرضخ فرعون لمطالب العسكر إنقاذا للبلاد وللعرش أيضا. لكن سيتى الثانى قال لهم: «عجيب حقا أمركم. إن تاريخ بلادنا يؤكد أن الحكام كانوا طوال آلاف السنين من طبقة الكهنة مثلكم أو من الكتاب المدنيين إلى أن صار عسكر الجيش فراعنة لأول مرة فى الأسرة الثامنة عشرة، فهل إذا أردت اليوم إصلاح هذا الوضع كنتم أنتم الذين تحاولون إثنائى عن ذلك؟»
                        قال كبير الكهنة: «مولاى فرعون العظيم، إن ما يتعرض للخطر اليوم هو أمن البلاد ذاته ونحن على استعداد للتغاضى عن حقنا المغتصب من أجل المصلحة الوطنية». فقال فرعون: «وهل أنتم مستعدون أيضا لأن يهان فرعون البلاد ويهزم أمام العسكر؟ كيف يتحقق انتصارنا على الغزاة إذا انهزم رأس البلاد ورضخ للعسكر؟ لقد اتخذت قرارى بإبعاد الجيش عن السياسة ولن أحيد عنه. واتخذت قرارى بالحد من امتيازات العسكر غير الطبيعية ولن أحيد عنه. أما إذا كان الجيش يرفض الآن تنفيذ أوامر فرعون بالدفاع عن تراب الوطن فتلك خيانة عظمى يحاكمون عليها الآن قبل أن يحاكمهم التاريخ».

                        نظر الكهنة إلى بعضهم البعض ولم يردوا. بعد لحظة صمت قال كبير الكهنة: «صدقت يا ملك الملوك، ولكن كيف سنصد الغزاة الأشوريين بلا جيش؟» فرد فرعون: «سأحارب بالشعب» وانفض الاجتماع دون أن يفهم الكهنة ما قصده سيتى الثانى.
                        فى اليوم التالى مباشرة نزل سيتى الثانى وولده سبتاح وأعوانه من رجال القصر إلى ساحات المدينة يتحدثون إلى الناس عن التهديد الذى تتعرض له البلاد على يد الآشوريين وعن عصيان الجيش. قال فرعون: «المعارك هى التى تظهر معادن الرجال، ونحن الآن نواجه معركتين الأولى لحماية البلاد من هؤلاء الذين يريدون اغتصابها من الخارج والثانية لحمايتها من أولئك الذين يريدون اغتصابها فى الداخل. إن علينا أن نخلص البلاد من الاثنين معا لتبقى مصر عظيمة مجيدة، حرة أبية، كما كانت دائما».
                        ونظر فرعون إلى الجماهير وقال: «فى هذه المعركة أنتم سلاح البلاد الوحيد وهو سلاح جد خطير» . فهتف الرجال باسمه ورددت النساء الأهازيج، فقال فرعون: «هذا ليس وقت الهتاف والغناء. هو وقت العمل الجاد من أجل النصر، فأرونى ما أنتم فاعلون». فتقدم الشباب
                        بصدورهم العارية التى لفحتها أشعة الشمس يقولون: «نحن جيش مصر إلى أن يزول الخطر!».
                        وتمكن فرعون ورجاله خلال بضعة أيام من جمع آلاف المتطوعين الذين صرف لهم السلاح والعتاد وبدأ تدريبهم استعدادا لصد الغزاة.

                        فى ذلك اليوم عاد فرعون إلى قصره هنىء البال وقال لسبتاح: «سترى الآن ما سيفعله الناس» فسأله سبتاح «لكن ينقصهم الوقت الكافى للتدريب» فرد والده: «قلة التدريب ستعوضها قوة العزيمة. لقد وصلتنى أنباء مؤكدة بأن قوات سينخرب وصلت إلى حدود سيناء وأن أعدادها لا تزيد على الخمسة آلاف بينما عندنا حتى الآن ستة آلاف متطوع، هم لديهم التدريب لكنهم يحاربون طمعا فيما ليس لهم، بينما رجالنا قد يعوزهم التدريب لكنهم يحاربون من أجل حماية وطنهم ودفاعا عما هو لهم، لذلك فسيجدون الوسيلة للانتصار على هؤلاء الغزاة».

                        «كيف؟» سأل سيبتاح. قال سيتى: «لا أعرف». قال سبتاح: «إنى خائف يا والدى»، فرد والده: «لا تخف يا بنى فالحاكم الذى تكون قاعدة قوته هى تأييد الشعب يكون أقوى من ذلك الذى يعتمد على قوة السلاح».
                        وفى الأيام التالية ازداد تأييد الناس لمليكهم والتف الناس حوله. وفى مدينة اللاهون القديمة الواقعة جهة الحافة الشرقية للفيوم اكتشف عالم المصريات البريطانى الشهير فلندرز بترى مجموعة من البرديات ما بين عامى ١٨٨٩ و١٨٩٠ صارت تعرف باسم برديات اللاهون وقد شاهدت إحداها فى متحف بترى فى جامعة يونفرستى كولدج بلندن، وكانت نقوشها الهيروغليفية تحكى قصة تأييد الشعب لحاكمهم فتقول فى أسلوب شعرى جميل:

                        هو وحده يساوى الملايين والآخرون صغار.
                        هو القاعة الرطبة حيث يستطيع المرء أن ينام نهارا.
                        من يلجأ إليه لا يمكن ملاحقته.
                        إنه الملاذ الذى ينقذ المذعور من أعدائه.
                        إنه ظل الربيع الظليل والحمام البارد صيفا.
                        إنه المكان الدافئ الجاف فى الشتاء.
                        وهو السور الواقى من الريح
                        حين يهب الإعصار فى السماء.


                        ومع بداية تدريب المتطوعين بدأت أعدادهم تتزايد فكانوا يقومون بتنظيم أنفسهم إلى عدة فرق بعضهم مهاجم والآخر مدافع، وحددوا مواقع تمركزهم على الحدود وداخل البلاد، وحين وصل الآشوريون إلى الحدود الشرقية للبلاد وجدوا آلاف المقاتلين فى انتظارهم فتوقفوا فى أماكنهم وقال قائدهم: « سنبيت الليل هنا نتدبر الأمر إلى أن تصلنا إمدادات جديدة من بر الشام».

                        أما داخل الحدود فقد تجمع الناس حول المقاتلين المتطوعين وأحضروا لهم الطعام والشراب وظلوا يحيطونهم بالرعاية والتأييد. ثم بدأوا ينفذون خطة عبقرية لم يكن يتصورها أحد، فقد أخذوا يصيدون كل الفئران التى طالتها أيديهم ووضعوها فى الأقفاص الفارغة التى أحضروا فيها الطعام للمتطوعين.
                        فى اليوم التالى وصلت قوات جديدة للآشوريين وقال قائد القوات إنهم سيبدأون هجومهم على مصر صباح اليوم التالى، وحين حل الليل أطلق الناس الفئران الجائعة من أقفاصها على خيام الآشوريين وهم نيام فدخلت الفئران فى الظلام إلى الخيام وقرضت بأسنانها أوتار أقواسهم المصنوعة من أمعاء الحيوانات فلم تعد صالحة لإطلاق السهام، كما قرضوا المقابض الجلدية للدروع فلم تعد القوات قادرة على الإمساك بها أو تثبيتها فى زنودها.
                        وفى الصباح حين فوجئت القوات الآشورية بما حدث أصيبت بهلع، وقال قائدهم: «إنهم سحرة فرعون!» وما هى إلا دقائق وكانت قوات الشعب المصرى تبدأ بالهجوم وتقبض على الأسرى الآشوريين بالمئات وهم بلا حول ولا قوة فكانوا يقدمونهم لسيتى الثانى رمزا لولاء الشعب للفرعون الذى آمن بهم فنصروه وانتصروا لأنفسهم.
                        وقد كان ونى هو أول من نظم نشيد انتصار فى التاريخ، وكانت تلك هى كلماته:

                        انتصر الجيش على الأعداء
                        جيش الشعب المقدام
                        الذى قضى على الأعداء
                        الآتين من وراء الرمال
                        طحنهم تحت الأقدام.
                        انتصر الجيش على الأعداء
                        المتربصين ببلاد الخير والنماء
                        جيش الشعب المقدام
                        الذى أسر جنودهم
                        بعشرات الآلاف
                        بفضل بركات آلهة السماء.



                        الأختام والنقوش للملوك (سيتى الأول)، و(رمسيس الثانى)، و(سيتى الثانى).

                        يتبع







                        تعليق


                        • #72
                          جزء (60)




                          أمون مس
                          ( مغتصب للعرش إبان سيتى الثانى )



                          أوشابتى آمون-مس يمثل هذا الأوشابتى آمون-مس الكاتب الملكى والمشرف على الماشية ..

                          يمثل هذا الأوشابتى آمون-مس الكاتب الملكى والمشرف على الماشية. وتغطى لفائف المومياء الأوشابتى تماماً ما عدا يديه التى تمسك بالفؤوس التى سوف يستخدمها فى أعماله فى العالم الآخر. ويضع آمون-مس فوق رأسه شعراً مستعاراً طويلاً ينتهى فى خصلتبن، كما يلبس قلادة عريضة، فى حين تتقاطع ذراعاه فوق صدره.
                          أما باقى التمثال تحت مستوى الذراعين فيغطيه نص صغير من الفصل السادس من كتاب الموتى مكتوباً من اليمين إلى اليسار.
                          ويقول النص: يا أيها الأوشابتى، إذا نادى على أحد للقيام بأى أعمال من تلك التى تعمل فى الجبانة أو لزرع الحقول أو لرى أرض وادى النهر أو لنقل الرمال من الشرق للغرب فقل ها أنا ذا، إذا نادى أحد على إسمى.
                          الابعاد 19.5سم


                          أوشابتى لبتاح مس



                          تمثال صغير جذاب من القاشاني، يمثل شوابتي أمون مس، وكان وزيرا وحاكما وكبير كهان آمون في طيبة. القاشانى عبارة عن مادة طينية لامعة ومزينة بألوان عديدة. أما الشوابتى فهو تمثال على شكل مومياء، توضع فى المقبرة لتحل محل المتوفى فى إنجاز الأعمال اليدوية المكلف بها فى العالم الآخر.
                          غير أن قبر هذا النبيل، وإن كان في طيبة، فقد عثر على هذا التمثال الصغير في أبيدوس. ولذلك فقد يعد نذرا وضعه أمون مس، أو واحد من أسرته، في رحاب أوزوريس، كي يشارك في القرابين المقدمة إلى ذلك المعبود. ويظهر هذا التمثال، أمون مس، في شكل مومياء، حيث يلتف حول جسده رداء ضيق وذراعاه مكتوفتان فوق صدره. ويلف العقاب جناحيه حوله، ويزين صدره عقد عريض، بينما يغطي رأسه قماش مخطط باللونين الأصفر والبنفسجي.

                          أما عن الكتابة الهيروغليفية التي تغطي جسده، فهي منتقاة من الفصل السادس من كتاب الموتى، والمعروف باسم صيغة الشوابتي. الابعاد /العرض 6سم ,الارتفاع 20سم


                          معبد مدينة هابو



                          وأشرف على عملية البناء أمين خزانة معبد آمون (آمون مس).
                          يعتبر معبد مدينة هابو أكثر المعابد إبهارا في غرب طيبة. وبني في بداية حكم رمسيس الثالث كمعبد جنائزي تذكاري. وأشرف على عملية البناء أمين خزانة معبد آمون (آمون مس). الأسرة 19 وسجل على جدرانه وصروحه مناظر تمثل حروبه مع شعوب البحر المتوسط ومناظر دينية وأخرى تمثل الألعاب الرياضية وثالثة تمثل الصيد البرى ... إلخ ومما يجدر ملاحظته قصر الملك رمسيس الثالث وبقايا معبد جنائزى يرجع للأسرة 18 وأخر يرجع للأسرة 25 ويحيط بكل هذه المجموعة سور عالى من الطوب
                          ويشير النصف الأول للتسمية المعاصرة للمعبد، إلى المدينة المسيحية التي بنيت بداخل حوائط المعبد. ويرجح البعض أن كلمة هابو، تشير إلى أمنحتب ابن حابو، وزير أمنحتب الثالث.

                          كما يعتقد البعض أن هذه التسمية ترجع للآب، أو الكاهن المسيحي، الذي كان يقيم في هذه البقعة بعد ذلك.



                          والقاعة الأخيرة من المعبد خصصت لقوائم القرابين والأدعية والصلوات



                          قاعة الأساطين الرئيسية



                          القصر الملكى



                          منظر جوى للرمسـيوم (1997)


                          معبد الرمسيوم

                          شيده الملك " رمسيس الثانى" من ملوك الأسرة 19 ومسجل على جدرانه معركة قادش ومناظر دينية مختلفة تمثل علاقة الملك بالآلهة والإلهات

                          وقد أطلق عليه قدماء المصريين عليه "قصر ملايين السنين" لـ"أوسر- ماعت - رع - ستب - ان - رع" ويوجد بالبر الغربي بالأقصر فى حدود دائرة أملاك "آمون", وقد أطلق عليه "جون-فرانســـوا شامبوليون" اسم معبد الرمســيوم.

                          يقع الرمسيوم بين معبد "أمنحتب الثاني" في الشمال و معبد "تحتمس الرابع" في الجنوب والمساحة التي بنى عليها تغطي حوالي خمسة هيكتارات.(الهكتار عشرة آلاف متر مربّع)

                          وكان المعبد محاطا بسور مزدوج من الطوب اللبن، الداخلي منه يحيط بالمعبد نفسه وملحقاته من الطوب اللبن التي تخدم الحياة اليومية، ثم السور الخارجي الذي يحدد مساحة المعبد. وكان بين السورين ممشى عريض تحيطه تماثيل أبو الهول فى جوانبه الثلاثة - الشمالي والغربي والجنوبي - وقد عثر على بقايا من بعض هذه التماثيل لآمون مس
                          وكان هذا الممشى مخصصا لأستقبال المواكب ومرورها في الأعياد والمناسبات الدينية



                          خريطة توضح موقع المعبد







                          وأشرف على عملية البناء (آمون مس).



                          خزانة معبد آمون (آمون مس).




                          خرطوش رع مر مس امون



                          المقبرة الخاصة "شاشانق" الثالث والرابع داخل حرم معبد "آمون مس"



                          صورة من منطاد فوق مدينة القرنة والتي تضم أكثر من 500 مقبرة فرعونية

                          ( آمون مسس ( من ماعت رع ) ( ستب ان رع آمون مسس
                          ( مون بتاح سبتاح ( أخ ان رع ) ( ستب ان رع مون بتاح سبتاح
                          سيتي الثاني ( ستي مرن بتاح) ( وسر خبرو رع ) 1214 – 1204 ق. م سيتي الثاني
                          رمسيس سبتاح سيبتاح 1204 – 1198 ق. م
                          آمون مس ( مغتصب للعرش أبان عهد سيتى الثانى)
                          تاوسرت (ملكة) 1198 – 1196 ق. م


                          سي بتاح



                          مومياء سي بتاح ويظهر شكل القدم وهو دليل على وجود شلل الاطفال في مصر القديمة


                          تا وسرت
                          (سات رع، حنوت تا - مرى)

                          وليس هنا من مجال لمعرفة مدى أحقية الملوك السالف ذكرهم فى العرش، أو ترتيبهم حسب أسبقية كل منهم فى الحكم، ولكن المهم هو مركز الملكة "تا وسرت" وصلتها بهؤلاء الملوك.
                          فقرب نهاية حكم الأسرة التاسعة عشرة، تولت زمام الأمور فى البلاد الملكة "تاوسرت"، والتى حكمت لسنوات قليلة، ثم أصاب الوهن الأسرة، وتدهورت الأوضاع، ونجح فى ظل هذا الظلام الدامس واحد من الأشخاص من أصل سورى (ويدعى "إرسو") فى الإمساك بزمام الأمور فى البلاد، إلى أن تمكن شخص يدعى "ست - نخت" من الاستيلاء على الحكم، لتنتهى الأسرة التاسعة عشرة بكل أمجادها، ولتبدأ أسرة جديدة، هى الأسرة العشرون.
                          وقد اختلف الباحثون فى شخصية هذه الملكة، وما إذا كانت مجرد زوجة لأحد هؤلاء الملوك، أم أنها تمكنت لفترة ما من الاستيلاء على العرش بالحق الشرعى أو بالاغتصاب.فيرى "جاردنر" أنها آخر ملكة تحكم فى الأسرة التاسعة عشرة، ويحدد مدة حكمها بثمانى سنوات (فى الفترة ما بين 1202-1194 ق.م). أما "يوليوس الأفريقى" و"يوسيبيوس" فقد ذكر كلاهما اسمها (Thuōris)، وقد أشارا إليه باعتباره اسماً لملك، كما عدّاه آخر ملوك هذه الأسرة، وذكرا أن مدة حكمه استمرت سبع سنوات.و ناقش "ليففر" مشكلة هذه الملكة، فذكر أن اسمها كان يكتب وحده أحيانا، أو مع كل من اسمى "مرنـﭙتاح ساﭙتاح" و"سيتى الثانى" فى أحيان أخرى؛ وكان ذلك سبب ما أُثير حول هذه الملكة من خلاف، ولم يعتبرها ملكة حاكمة.ويرجح بعض العلماء أن "تا وسرت" كانت زوجة للملك "مرنـﭙتاح ساﭘتاح" اعتماداً على أن مقبرتها (رقم 14) فى "وادى الملوك" كانت تحوى خراطيش واضحة لهذا الملك. وكانت الملكة تحمل ألقاب: (زوجة الملك، سيدة الأرضين، سيدة الجنوب والشمال".
                          ويرى "نجيب ميخائيل" أن "تا وسرت" تزوجت "سيتى الثانى" بعد موت زوجها الأول "مرنـﭙتاح ساﭙتاح"، واعتمد فى رأيه على سوار من الفضة كان ضمن مجموعة من الحلى الخاصة بها، وقد صُورت الملكة عليه واقفةً وهى تصب النبيذ للملك "سيتى الثانى" فى كأسه، وكان لقبها: (زوجة الملك العظمى)؛ ثم بعد وفاة هذا الملك قامت بالاستيلاء على السلطة فى البلاد. وعلى أية حال، فسواء أكانت "تا وسرت" زوجة لمرنـﭙتاح ثم "سيتى الثانى"، أم كانت زوجة للأول فقط، أو الثانى فقط؛ فإنه ليس من العسير قبول الفكرة القائلة بأن هذه الملكة قد وصلت إلى العرش بطريقة ما.ومما يؤيد ذلك أن ودائع الأساس التى أتت من واحد من ست معابد جنائزية فى "الأقصر"، كان من بينها كتلة من الحجر نُقش عليها خرطوشان، أحدهما مسبوق بلقب: (ملك مصر العليا والسفلى)، أوسيد الأرضين)، وكان يتضمن اسم "سات رع، مريت آمون"، والآخر مسبوق بلقب: (ابن الشمس)، أو: (سيد التيجان أو الإشراق)؛ وكان يتضمن الاسم "تا وسرت – ستـﭙـت إن موت". ويؤيد ذلك أيضاً نص على قطعة من اللخاف بالمتحف المصرى (كتالوج عام رقم 25293)، ويبدأ النص بـ (السنة الثامنة من حكم الملكة تا وسرت).

                          فإذا صح أن الملكة "تا وسرت" قد وصلت إلى عرش البلاد، فإنها بذلك تعتبر آخر الملكات الحاكمات حتى نهاية الدولة الحديثة.
                          بلدة (قنتيـــر)هى قرية صغيرة تقع على بعد حوالى 10 كم إلى الشمال من "فاقوس"، وحوالى 48 كم عن الزقازيق، وتتصل بالحافة الشمالية لمدينة "أواريس".وتقوم على أطلال المدينة التى أنشأها ملوك الأسرة التاسعة عشرة (وخصوصاً الملك "رعمسيس الثانى")، وهى مدينة "بررعمسُّو"، لتكون مقراً للحكم فى شرق الدلتا، ولتنطلق منها الجيوش المصرية المتجهة إلى الشرق، نظراً لقربها قياساً بمدينة "طيبة".وقد كشفت الحفائر التى جرت فى المنطقة عن أطلال لقصور ملكية، ومساكن واسطبلات للخيول، وثكنات عسكرية، ومصانع للسلاح، وحصون. وتحمل بعض الآثار اسم الملك "سيتى الأول".



                          للملكة "تا-وسرت". من قرية "ميت رهينة" (كوم القلعة).



                          تـاوسـرت.. آخر الملكات الحاكمات

                          بعد موت الملك "مرنـﭙتاح" آخر الملوك الأقوياء في الأسرة التاسعة عشرة، عمت البلاد فوضى شاملة، واجتاحتها موجة من الاضطرابات التي تخللتها كثير من المؤامرات بغية الوصول إلى عرش البلاد، ويكاد الغموض يحيط بنهاية هذه الأسرة تمامًا. وفي هذه الأثناء، ظهر على مسرح الأحداث كثير من الأسماء التي تتنافس على العرش، مثل "ساﭘتاح"، و"آمون مس"، و"سيتي الثاني"؛ والملكة "تاوسرت".
                          ويُرَجِّح بعض العلماء أن "تاوسرت" كانت زوجة للملك "مرنـبتاح سابتاح" اعتمادًا على أن مقبرتها (رقم 14) في "وادي الملوك" كانت تحوي خراطيش واضحة لهذا الملك، وكانت الملكة تحمل ألقاب زوجة الملك، سيدة الأرضين، سيدة الجنوب والشمال، فإذا صحَّ أن الملكة "تاوسرت" قد وصلت إلى عرش البلاد، فإنها بذلك تعتبر آخر الملكات الحاكمات حتى نهاية الدولة الحديثة.

                          تاوسرت"آخر ملكات هذه الأسرة لقب (سيدة الأرضيين).
                          فى نهاية حكم هذا الملك وبعده بدأ عهد من الفوضى يعم البلاد .. وكان كل واحد من الأمراء يحاول الوصول إلى عرش مصر ولكن خلال هذه الفترة ظهرت الملكة تاوسرت ولم يصل جمهور المؤرخين الى تحديد كيفية جلوسها على عرش البلاد وهل اغتصبته من ملك ضعيف .. أم أنها كانت سليلة أحد الملوك فنصبت ملكة شرعية على البلاد ..


                          غاية الأمر أنها كانت ختام هذه الاسرة وانها حكمت مصر مدة بلغت ثمانية أعوام فى القرن انى غاية الأمر أنها كانت ختام هذه الاسرة وانها حكمت مصر مدة بلغت ثمانية أعوام فى القرن الثانى عشر قبل الميلاد واستدل المؤرخون على مدة حكمها بقطعة من الأوستراكا مكتوب عليها نص يبدأ بجملة تقول السنه الثامنه من حكم تاوسرت
                          لم يذكر التاريخ ملكات أخريات خلال العصر الفرعونى







                          كيف تمت أعمال الترميم؟ وكيف تبدو صورتها الآن للزائرين؟
                          في البداية يقول وزير الثقافة‏:‏ إن مقبرة الملك رمسيس الرابع الذي حكم ما بين عامي‏1172‏ و‏1166‏ قبل الميلاد‏,‏ تعد واحدة من المقابر الأربع عشرة التي زارها الرحالة بوكوك وسجل أبعادها عام‏1737‏ ق‏.‏م‏.‏
                          كما أن العالم الفرنسي شامبليون كان قد اتخذها مقرا له أثناء زيارته للأقصر إبان الحملة الفرنسية علي مصر كذلك فإن المقبرة تحتوي علي كتابات قبطية ترجع للقرن السابع الميلادي‏,‏ وتدل علي استخدامها للإقامة أيضا في العصر القبطي‏,‏ مشيرا إلي أنها تتألف من عدة ممرات متعاقبة ثم غرفة دفن ودهليز خلفي‏,‏ ويبلغ طول المقبرة نحو‏70‏ مترا ويتقدمها درج منحدر يفضي إلي المدخل الذي نحتت عليه خراطيش الملك ثم قرص الشمس المشرقة ثم الشمس وهي في كامل قوتها‏,‏ ثم الشمس وهي غاربة بينما يوجد علي جانبيها إيزيس ونفتيس يتعبدان‏.‏
                          وتضم المقبرة تابوتا ضخما من جرانيت أسوان بارتفاع ثلاثة أمتار‏,‏ ويجمل ممرات المقبرة منظر للملك رمسيس الرابع أمام حور أختي ثم صلوات رع وأربع وأربعون صورة لأشكال الإله الشمس وكتاب الكهوف‏,‏ ثم نص الفصل‏125‏ من كتاب الموتي المعروف باسم الاعترافات الإنكارية وفيه يقر الملك بعدم اقترافه الذنوب‏.‏
                          أما غرفة الدفن فتجملها مناظر ونصوص الساعات الأولي والثانية والثالثة والرابعة من كتاب البوابات‏,‏ وعلي السقف رسوم فلكية حيث يوجد منظران للإلهة نوت ربة السماء ثم شروق الشمس وغروبها‏,‏ بينما يوجد خلف الحجرة دهليز تنفتح فيه ثلاث حجرات جانبية تزينها مناظر كتاب الأغوار‏,‏ وتحتوي المقبرة علي مناظر وكتابات قبطية وأسماء الرحالة الذين زاروا وادي الملوك خلال القرن الماضي‏.‏
                          أما مقبرة سيتي الثاني ـ والكلام لوزير الثقافة ـ الذي حكم مصر في نهاية الأسرة الـ‏19‏ ما بين عامي‏1210‏ و‏1204‏ قبل الميلاد وتعد من أجمل المقابر‏,‏ وكان قد زارها العالم الأثري هيوارد كارتر مكتشف كنوز توت عنخ آمون وقام بتنطيفها عام‏1903‏ واستخدمها كمعمل لترميم آثار الملك المكتشف قبل نقل كنوزه إلي المتحف المصري‏.‏
                          وقد نحتت علي جوانب مدخل المقبرة نقوش بالحفر البارز تمثل الإلهة ماعت وهي راكعة علي زهور البردي والزنبق‏,‏ بينما زين الممر الأول بالمقبرة بنشيد الشمس والصلوات للإله رع‏,‏ أما الممران الثاني والثالث فلم ينته العمل في نفس مناظرها وهي مناظر من كتاب أمي ـ دوات أي ما هو موجود في العالم الآخر‏,‏ ولعل أهم ما يلفت الانتباه أن البئر الخاصة بالدفن لم تحفر كما هو معتاد في مقابر الأسرة الـ‏19,‏ مما يدل علي أن الملك كان قد مات قبل استكمال المقبرة‏.‏


                          المقبرة الثالثة
                          أما مقبرة الملك أمنحوتب الثاني الذي حكم مصر في الفترة من‏1450‏ إلي‏1425‏ ق‏.‏م‏,‏ وكان مغرما بالرماية والفروسية‏,‏ فتتكون من درج يؤدي إلي دهليز منحدر في الصخر ينتهي ببئر بأسفلها حجرة لتضليل اللصوص ثم حجرة بها عمودان مربعان بالجهة اليسري‏,‏ منها سلم يؤدي إلي دهليز منحدر يفضي إلي حجرة الدفن التي تحتوي علي ستة أعمدة مربعة وجزء منخفض يحوي التابوت المصنوع من الحجر الرملي المتبلور وجدران الحجرة مغطاة بمناظر ونصوص من كتاب ما هو موجود في العالم الآخر‏.‏
                          وحول المقبرة الرابعة مقبرة تاوسرت وست نخت يقول فاروق حسني وزير الثقافة‏:‏ إن هذه المقبرة أعدت للملكة تاوسرت التي انفردت بالحكم عام‏1189‏ ق‏.‏م‏,‏ لذلك نقرت مقبرتها بوادي الملوك وتزوجت من الملك سيتي الثاني فاكتسبت شرعية الحكم بزواجه منها‏,‏ وبعد وفاته تزوجت من خليفته سبتاح‏.‏
                          وتعد المقبرة من كبري مقابر وادي الملوك‏,‏ إذ يبلغ طولها‏113‏ مترا وتتكون من عدة ممرات متعاقبة وغرفتين للدفن‏.‏
                          وأوضح الدكتور جاب الله علي جاب الله الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار أن مقبرة المدعو روي الكاتب الملكي والمشرف علي ضياع حور محب وزوجته‏(‏ بنت تاوي‏)‏ وشهرتها‏(‏ توي‏)‏ وتتكون من فناء أمامي وقاعة بها بئر للدفن‏,‏ وهي تمتاز بمناظرها الجميلة وألوانها الزاهية‏.‏
                          أما مقبرة شوروي التي تعد ثانية المقابر التي ستفتتح للزيارة لأول مرة بعد مقبرة روي فهي لرئيس حاملي المواقد للإله آمون من عصر الرعامسة‏,‏ وقد اتخذت المقبرة الأسلوب المعماري العام لمقابر الأشراف‏,‏ وهي علي شكل حرف‏(T)‏ وتتكون من فناء أمامي فمدخل يؤدي إلي صالة طولية فصالة عرضية ثم كوة‏,‏ وعلي الصالة الأولي رسمت اسكتشات لصاحب المقبرة وزوجته يتعبدان لآلهة مختلفة‏.‏



                          يتبع

                          تعليق


                          • #73
                            جزء (61)



                            الأسرة العشرون ( الرعامسة )

                            1196-1070 ق.م.


                            عصر الإنتقال الثالث حوالى 1070-712 ق.م.



                            الأسرة العشرون هي حكام معروفون في تاريخ مصر.
                            الأسر الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرون من حكام مصر الفرعونية كثيراً ما يجمعون تحت مسمى الدولة الحديثة. الأسرة العشرون أسسها ست ناختي إلا أن أهم ملوكها كان رمسيس الثالث الذي اقتدى برمسيس الثاني في حكمه.
                            نجد أنه فى عهد بعض الرعامسة كانت الأوشابتي توضع فى آنية فخارية برأس ابن آوى كرمز للمعبود أنوبيس رب التحنيط ، وفى العصور المتأخرة نجد انها كانت توضع فى صندوق زخرف سطحه بالنقوش والتعاويذ الدينية .



                            عصر الاضمحلال الأخـير
                            من 1085 ق. م إلي 332 ق. م


                            كان الرعامسة التسعة الأخيرين ملوك ضعاف تسببوا في سقوط الأسرة العشرين وبداية عصر الاضمحلال الأخير من الأسرة الحادية والعشرين إلي الأسرة الحادية والثلاثين التي انتهت بغزو الاسكندر المقدوني لمصر .. وخلال هذا العصر انفصلت عن الإمبراطورية معسكراتها في الشمال وفي الجنوب وطمع فيها جيرانها الليبيون فحكموها بعض الوقت ثم آل إلي أسرات نوبية ، وطمع فيها الفرس فاحتلوها وأخيراً وقعت مصر في أيدي الأسكندر.

                            تعكس النصوص المصرية مدى قسوة ودكتاتورية المغتصب السوري للعرش والذي يدعى " إرسو " والذي اغتصب العرش في أواخر الأسرة التاسعة عشرة ثم ظهر فجأة منقذ يسمى "ست نخت " وكان مسناً في ذلك الوقت وربما اعتمد على رد فعل شعبي أو أنه نال التأييد من كهنة آمون فعزل إرسو وتولى عرش البلاد كلها
                            وأسس بذلك الأسرة العشرين ومن أهم ملوكها:
                            ست نخت ـ رمسيس الثالث ـ رمسيس الرابع ثم خلفه سبعة ملوك يحملون اسم رمسيس حتى رمسيس الحادي عشر.




                            بعض البقايا الخشبية من صناديق الاوشابتي من عهد الرعامسة – مجموعة بتري

                            وقد استمر ست نخت في الحكم عامين أو ثلاثة أعوام فقط وكان ابنه رمسيس الثالث هو المنفذ لجميع الإصلاحات الإدارية في البلاد وحكم رمسيس الثالث اثنين وثلاثين عاماً واستطاع أن يدفع بجيشه عن مصر أخطاراً جسيمة وقد تشابكت السياسة الداخلية مع السياسة الخارجية فقد اشتدت في عهده أخطار شعوب البحر التي ارتبطت بهجرات وتحركات جديدة بحثاً عن مناطق نفوذ لها في الشرق فبعد أن قضوا على دولة الحيثيين وغيرها من دول آسيا واستوواعى قبرص وشمال سوريا ووصلوا بعد ذلك إلى حدود مصر من ناحية الغرب أوشكت أن تطبق على مصر كفكي الكماشة من غربها وشمالها الشرقي واشتدت هجرات جماعات شعوب البحر وتعددت غزوات الليبيين فقام رمسيس بحملته الأولى ونجح في الحد من تقدم تلك القبائل أو الجماعات التي جاءت من ليبيا ومن هناك بدأوا يهددون منف ولكن استطاع رمسيس الثالث أن يهزمهم في معركة كبيرة على حدود الدلتا الغربية .




                            الخريطة مرسومة على ورق البردي يرجع تاريخها إلى عصر الرعامسة


                            ملوك الأسرة العشرون

                            ست نخت 1196-1194 ق.م) .
                            رمسيس الثالث (أوسر ماعت رع - مرى أمون )

                            (1194-1163 ق.م) .
                            رمسيس الرابع (1163-1156 ق.م) .

                            رمسيس الخامس (1156-1151 ق.م) .
                            رمسيس السادس (1151-1143 ق.م) .
                            رمسيس السابع (1143-1136 ق.م) .
                            رمسيس الثامن (1136-1131 ق.م) .
                            رمسيس التاسع (1131-1112 ق.م) .
                            رمسيس العاشر (1112-1100 ق.م) .
                            رمسيس الحادى عشر (1110-1070 ق.م) .



                            أوسر خاو رع
                            ست اپن رع أو ست ناختي

                            بالهيروغليفية

                            الاسم الملكي


                            الاسم الأصلي


                            مؤسس الأسرة العشرون من الدولة الحديثة بمصر الفرعونية. حكم مصر للفترة 1186ق.م - 1183ق.م

                            وهو والد رمسيس الثالث . كان يعتقد أنه حكم لمدة سنتين بناء على معلومات مسلة إلِفنتاين، إلا أن سنة حكمه الثالثة توثقت بمخطوط جبل سيناء رقم 271 (انظر ص. 201-202 من كتاب فون بكراث ، تقويم زمني لمصر الفرعونية (بالألمانية)، عام 1997).


                            كان ست نخت أول ملوك الأسرة العشرين وقد عثر له على مقبرتين منفصلتين، فعندما أمر ببداية العمل في مقبرة ابنه رمسيس الثالث أولا، أدت أعمال الحفر إلى اختراق مقبرة أخرى ومن ثم أمر ست نخت بوقف العمل في تلك المقبرة وقام باغتصاب مقبرة لنفسه وهي المقبرة مقبرة 14 الخاصة بالملكة توسرت أخر ملكات الأسرة التاسعة عشر وأمر بإتمام العمل بها وإنشاء حجرة ثانية للدفن لتصبح المقبرة بذلك واحدة من أكبر المقابر الملكية بوادي الملوك والممتدة على مساحة تفوق 150 متر.


                            رمسيس الثالث
                            الاسم الملكي
                            وسر-معت-رع-مري-إمن ويعني: القوي بماعت، محبوب آمون
                            رمسيس الثالث
                            بالهيروغليفية



                            الاسم الأصلي
                            رع-مس-س-هيكاع-إوُنو ويعني: حمله رع، حاكم أون





                            التماثيل الأوزيرية لرمسيس الثالث في معبده بمدينة هابو
                            رمسيس الثالث أشهر حاكم في الأسرة العشرين. حكم مصر للفترة 1183 ق.م. - 1152 ق.م.. عرفه الإغريق باسم: رامپسينيتوس. اقتدى بوالده رمسيس الثاني في الشروع في مشاريع إنشائية ضخمة

                            رمسيس الثالث له اسمان رئيسيان، يظهران إلى اليسار، ويكتبان بالعربية كالتالي: وسر-معت-رع-مري-إمن، رع-مس-س-هيكاع-إوُنو. ويعني "القوي بماعت ورع، محبوب آمون، حمله رع، حاكم أون". وكان اخر الملوك العظماء في عهد الملوك الرعامسة



                            معركة زاهى
                            في عهده تجددت أخطار شعوب البحر المتوسط الذين هاجموا مصر ولكن رمسيس الثالث استطاع هزيمة قواتهم البرية عند مدينة رفح وانتصر على سفنهم الكبيرة عند مصب النيل الغربي وبهذا استطاع أن يبعد خطرا لا يقل أهمية عن الهكسوس,


                            معركة دلتا
                            طمع الليبيون في عهده في الاستيلاء على مصر لكن رمسيس الثالث هزمهم بالقرب من وادى النطرون.
                            تولى رمسيس الثالث الحكم بعد رحيل والده ست ناختي الأسرة العشرون. قوبل خبر تنصيبه بفرحة عارمة من طرف عامة الشعب ابتهاجا لتوحيد البلد من جديد. أنجبت له زوجته إيزيس عدة أولاد تولى ثلاثة منهم الحكم وهم رمسيس الرابع و رمسيس الخامس و رمسيس السادس. أغدق رمسيس الثالث الهدايا الثمينة وزعها على كل معابد البلاد وأمر باحصاء شامل لها ولكل آلهة البلاد فتسترجع أسر الكهنة نفوذها وهيبتها



                            كان رمسيس الثالث الوريث والأبن الروحي لرمسيس الثاني. تقمص دور حامي البلاد ويعتبر القائدا العسكري الذي لا يهزم فقد أعد جيشه لمواجهة شعوب البحر التي أقتربت من حدود الدولة. نظم رمسيس الثالث صفوف جيشه وقام ببناء السفن الحربية واضعا لها علو مداخل نهر النيل. دامت مواجهاته على الحدود 11 سنة كاملة لم يعرف فيها طعم الهزيمة سوى لفترات قصيرة كاحتفاله بعودة جيشه محمل بالغنائم أو لإعادت رص الصفوف والتحضيروالتخطيط للهجمات المقبله. كما قام بحربين على الحدود الغربية ضد التحالف بليبيا و قاد وحدت أخرى بالشمال أستعملت فيها السفن الحربية لتصبح أول معركة بحرية كبرى في تاريخ المعارك البحرية وعلى الأرض واجه تحالف لشعوب البحر. أنتصارات رمسيس الثالث كانت باهرة وساحقة حافظت على كيان الدولة.

                            وفي السنة 12 لحكمه قام بحملة في آسيا في محاولة للمحافظة على مستعمرات دولته في سوريا. وبعودت السلم عرفت المملكة نجاحات وأزدهار الماضي التجارة لتنتعش من جديد و يرسل الفرعون بعثة إلى بونت. قام ببناء مقبرته في وادي الملوك (المقبرة عدد 11) لكن يبقى القصر الذي شيده قصر المليون سنة أعظم إنجازات الملك بمدينة حابو. البوابات نقش عليها ترانيم تخلد انتصارات الفرعون وعظمته ومصر. وفي الداخل وعلى الجدران رسم مشاهد من الاحتفال بعيد إلاه الخصوبة مين. في معابد الكرنك شيد معبد من الجرانيت الاصفر مخصص لسفن ثالوث مدينة طيبة ومعبدا مخصص لآلهة نوت والآلهة خنوسو، كما أمر ببناء معبد خنوسو الذي بدأت أشغال البناء في عهده. في السنة 29 من حكمه بدأت المشاكل الإقتصادية في الظهور وكنتيجة لهذه المشاكل أضرب العمال في دير المدينة لأول مرة. رغم ان طوال فترة حكمه حافظ رمسيس الثالث على وحدة الدولة وحمايتها الا ان نهاية فترة حكمه عرفت المؤامرات والدسائس. فتكون تكتل وتواطأت زوجته وإبنه عليه وحاولوا عزل الملك ليتولى إبنه الحكم وقد شاركهم في ذلك كباررجال الدول ومشرف الأموال وأمين مال الملكي وبعض المستكتنين ومراقبين وحتى النساء شاركو في هذه المؤامرة. لقد أستعملت طقوس و تماثيل من الشمع لتنويم الحراس ليسمح للمتآمرين من خارج القصر للدخول فكان من بينهم قائدا نوبيا للرمات وجينرال للجيش الذين أعدوا القوات للانقلاب و هيؤا الشعب لذلك. لكن وعلى إثر خيانة كشف النقاب عن هذا التكتل وفشلت عملية الانقلاب لينتهي بأعدام المتورطين. مات رمسيس الثالث بعد القضاء على الفتنة بقليل ويكون بذلك آخر عمل يقوم به.



                            معبد رمسيس الثالث

                            أقامه رمسيس الثالث لإيواء السفن المقدسة ويعتبر هذا المعبد نموذجاً للمعبد المصرى الكامل.
                            فهو يبدأ بصرح عظيم يزينه تمثالان للملك من الخارج ،
                            ويليه من الداخل الفناء المكشوف الذى تحده البوائك شرقاً وغرباً.
                            ويبدو الملك على الأعمدة فى هيئة أوزوريس ،
                            والجدران مزخرفة بالنقوش التى تمثل الملك فى أوضاع مختلفة أمام الإله آمون ،
                            ثم يلى ذلك دهليز به صفان من الأعمدة .
                            الأول منها يتكون من أعمدة تلتصق بها تماثيل أوزيرية على نمط تماثيل الفناء ،
                            والصف الثانى يتكون من أربعة أعمدة على هيئة نبات البردى.
                            ويقودنا هذا الدهليز إلى بهو الأعمدة الذى يؤدى بدوره إلى المقاصير الثلاث الخاصة بإيواء السفن المقدسة لثالوث طيبة ، وإلى جوارها يوجد عدد من الغرف كانت تستعمل للعبادة .




                            يتبع

                            تعليق


                            • #74
                              جزء (62)

                              السيره الذاتيه
                              رمسيس الثالث -
                              - 1187-1156 ق.



                              المـلك رمسيـس الثـالـث المؤسس الحقيقي للأسرة العشرين





                              يمثل هذا التمثال آخر فرعون قوى فى الدولة الحديثة، وهو رمسيس الثالث، الذى استطاع بنجاح أن يصد هجمتين على مصر، إحداهما من ناحية ليبيا والأخرى هى هجمة شعوب البحر القادمة من منطقة شمال شرق البحر المتوسط.
                              وقد تلقب رمسيس الثالث بنفس اسم رمسيس الثانى اوسر-ماعت-رع كما يظهر فى الخرطوش المنقوش على حزام الملك وعلى كتفيه. ونرى الملك هنا جالساً على العرش وقد ارتدى غطاء الشعر المسمى نمس كما وضع لحيةً طقسية.

                              وكان رمسيس الثالث قد أقام هذه التمثال أمام الصرح الأول لمعبد الأقصر والذى كان بناه رمسيس الثانى.


                              مسلة الملك رمسيس الثالث




                              يسجل النص المنقوش على هذه المسلة أو العمود ألقاب الملك رمسيس الثالث. ومن المعروف أنه منذ عصر الأسرة الرابعة، كان كل ملك يتخذ لنفسه خمسة أسماء.

                              أول اسم كان يعطى له عند ميلاده، أما الأسماء الأربعة الأخرى فكانت نعوتا تعطى له عند اعتلائه العرش.
                              لمدة ألف سنة قد تم الحضارة المصرية البارزة ، في الواقع ، مصر تمتعت بمكانة في جميع أنحاء العالم يعرف لا يعلى عليه. وبحلول الوقت من رعمسيس الثالث ، (يمين) ومع ذلك ، كان العالم يمر اضطرابات كبيرة.
                              جلبت تلك الفترة الطويلة من الاستقرار في الشرق الأوسط حول من تحتمس
                              الثالث ورمسيس استمرار المعاهدات الثاني مع الحثيين كان على وشك أن تنتهي. وكانت هذه المرة من حروب طروادة وسقوط Mycenae. وقت كانت فيه ضعف الإمبراطوريات القديمة من قبل الحكام بالرضا ومواسم الحصاد الفاشلة.



                              تخليد لجندي مصري يقتل واحدا من جنود الفلستين ضمن جيوش رمسيس الثالث




                              هابو ومسجلة على معبد الكرنك الفرعوني لتصوير هزيمة الفلستين امام رمسيس الثالث


                              و هذا ما يؤكد استمرار انتماء بلاد الشام الى مصر فى عهد رمسيس الثالث



                              و شهد عصر رمسيس الثالث تجدد هجمات شعوب البحر الذين ازعجوا العالم على مصر و تمكن رمسيس الثالث من هزيمتهم ثم عمل على كسر شوكة هذه الجماعة الى الابد فسمح لبعضهم و هم من يعرف بالبلست بالاقامة فى ارض فلسطين كمواطنين مسالمين و ربما كنوع من تحديد الاقامة



                              و توطين البلست فى ارض فلسطين رغم انه ساهم فى تفتيت كيان هذا التحالف و لكن اعتقد ان هذا كان من اخطاء رمسيس الثالث فلا اتوقع ان يكون هؤلاء القوم موالين لمصر باى حال من الاحوال








                              بالاضافة الى سماح رمسيس الثالث للمهاجرين المسالمين للاقامة فى مصر فاتوا على اختلاف دياناتهم و تقاليدهم الى مصر و تدفقوا اليها بغزارة و اصبح مصطلح الاجانب و المدافعين عن حقوق الاجانب من المصطلحات المتداولة فى مصر بعد هذا العصر مما افقد مصر وحدة شعبها و تجانسه المعروف عنها منذ الاف السنين

                              يتم تسجيل ذلك في أطول تعرف ورق البردي ، وهاريس العظمى ورق البردي ، أن الكثير من الناس في جميع أنحاء المنطقة وأصبحوا بلا مأوى. 'تآمر الدول الأجنبية على جزر متناثرة ، وكانت معركة الشعب من خلال جميع في وقت واحد والأرض لا يمكن أن تقف أمام أسلحتهم.' وكانت هذه الحركة العظيمة من الناس المسلحة بشكل جيد ويائسة. المعروفة باسم شعوب البحر ، فإنها طمس الامبراطورية الحثية ولفترة من الوقت مصر مهددة بالانقراض أيضا.
                              ولكن مصر ليست على وشك التخلي عن وتغرق في النسيان ، وليس على أي حال حتى الان. لا يزال هناك واحدة أكثر من لحظة مجد لهذه القديمة معظم القدماء.

                              خلال السنوات القليلة الأولى من حكمه ، رمسيس الثالث الموحدة لعمل والده ، Setnakhte ، عن طريق جعل وحدة وطنية في البلاد. ولذلك ، في سنته الخامسة عندما هاجم الليبيين ، الذي أعد بشكل جيد مصر. كان عليه 27 عاما منذ مرنبتاح صدت هجومهم الماضي ، مرة أخرى الآن ، جيش منظم وفعال المصري هزم بسهولة.
                              ولكن هذا لا شيء بالمقارنة مع الثاني وتهديد أكبر بكثير ، والذي جاء بعد ثلاث سنوات. وكانت شعوب البحر على هذه الخطوة. كان لديهم ، حتى الآن ، مقفرا الكثير من الحضارات نهاية العصر البرونزي وكانوا على استعداد لاتخاذ خطوة على مصر. وكان حشد واسعة في مسيرة الجنوب مع أسطول ضخم في البحر دعم التقدم على الأرض.



                              لمواجهة هذا تصرف رمسيس التهديد بسرعة. وقال انه انشأ خط دفاعي في جنوب فلسطين والاستيلاء كل سفينة متاحة لتأمين مصب النيل. وأرسلت برقيات إلى وظائف الحدود مع أوامر إلى الوقوف بحزم حتى يمكن رفع الجيش الرئيسية في العمل.
                              وكان صدام ، وعندما جاء النجاح الكامل للمصريين. شعوب البحر ، على الأرض ، وهزموا وغيوم ولكن البحرية المستمر نحو دلتا النيل الشرقية. وكان هدفهم الآن ، لهزيمة القوة البحرية المصرية وإدخال حتى النهر. ورغم أن المصريين سمعة باعتبارها البحارة الفقراء قاتلوا مع إصرار تلك دفاع عن منازلهم. وكان رمسيس اصطف مع شواطئ صفوف الرماة الذين حافظوا على استمرار بالتسجيل ابلا من السهام في سفن العدو عندما حاولت الهبوط. ثم هاجمت القوات البحرية المصرية باستخدام خطاطيف تصارع لنقل في سفن العدو. في اليد وحشية على يد القتال الذي أعقب ذلك وهزم تماما شعوب البحر.



                              تم تقسيم السلطة للشعوب البحر في دلتا النيل ، لكن بعض الفلسطينيين الكتاب المقدس ، واستقروا في فلسطين. مع استثناء واحد من أكثر الصراعات مع الليبيين ، وكانت بقية عهد رمسيس الثالث الطويل السلمية. وانتعشت تجارة الاتصالات مع الأرض القانون ، والنظام بونت وأعادت جميع أنحاء البلاد. كان هناك برنامج رئيسي لزراعة الأشجار وبناء ، وأفضل مثال على ذلك هو في معبد هابو سهم مدينة.
                              وكان لرمسيس الثالث زوجات مبدأ اثنين بالإضافة إلى عدد من زوجات طفيفة
                              وانها واحدة من هذه الزوجات طفيفة ، تي ، الذي كان سببا في تدمير بلده. انها دبرت مؤامرة لقتله بهدف وضع ابنها ، Pentaweret الأمير ، على العرش. أثارت هي والأحزاب ولها حتى التمرد واستخدام الصور الشمع السحر والسم وأسلحتهم. فشلت المؤامرة وألقي القبض على الخونة ولكن ليس قبل اصيب بجروح قاتلة رعمسيس. وجلس مسؤولون أربعة عشر في الحكم وجميع المتهمين ، باستثناء واحد ، وجد مذنبا وحكم عليهم الانتحار. توفي رمسيس قبل استكمال المحاكمة.



                              وفاة رمسيس الثالث ويمثل نهاية حقبة. وكان قد حكم لمدة 31 عاما وكان آخر الفراعنة كبيرة.

                              مصر بدأت الآن تعاني من مشاكل اقتصادية وغير قادر على استغلال ثورة العصر
                              وتميز الفرعون رمسيس الثالث بأنه أمر ببناء أجزاء ضخمة في
                              معابد طيبة والكرنك، وبر رمسس، هليوبوليس، ممفيس، هرموبوليس، أبيدوس، النوبة
                              وسوريا. القصر الذي شيده قصر المليون سنة أعظم إنجازات الملك بمدينة حابو. البوابات
                              نقش عليها ترانيم تخلد انتصارات الفرعون وعظمته ومصر. وفي الداخل وعلى الجدران رسم
                              مشاهد من الاحتفال بعيد إلاه الخصوبة مين. في معابد الكرنك شيد معبد من الجرانيت
                              الاصفر مخصص لسفن ثالوث مدينة طيبة ومعبدا مخصص لآلهة نوت والآلهة خنوسو، كما أمر
                              ببناء معبد خنوسو الذي بدأت أشغال البناء في عهده

                              أول إضراب فى التاريخ :فى السنة 29 من حكمه قام عمال دير
                              المدينة بأول إضراب في تاريخ مصر في عهده، نظرا لتأخير رواتبهم لمدة شهرين.



                              التماثيل التى أمر رمسيس الثالث
                              في معبده بمدينة هابو والتى أشتهرت بأسم التماثيل الأوزرية
                              أغدق رمسيس الثالث الهدايا الثمينة وزعها على كل معابد البلاد
                              وأمر باحصاء شامل لها ولكل آلهة البلاد وإسترجع الكهنة نفوذهم وهيبتهم

                              قام ببناء مقبرته في وادي الملوك
                              (المقبرة عدد 11) . سي السنة 29 من حكمه بدأت المشاكل الإقتصادية في الضهور وكنتيجة
                              لهذه المشاكل أضرب العمال في دير المدينة لأول مرة

                              وقد مات الفرعون رمسيس الثالث مقتولاً نتيجة مؤامرة قام بها
                              نساء القصر بمساعدة بعض الحاشية .



                              ويرمز حضور الإلهين (حورس رب الشمال وست رب الجنوب)
                              لشرعية تتويج الملك ومساندة الألهة لحكمه شعب مصر.

                              تمثال جماعي لرمسيس الثالث مع حورس و ست
                              تمثال جماعي للملك رمسيس الثالث مع الإله حورسوالإله ست. والتماثيل الثلاثة في وضع الوقوف، وهي جميعا في نفس الارتفاع تقريبا. ويقف تمثال الملك بين التمثالين الآخرين اللذين صورا من الجانب.

                              ويرتدي رمسيس الثالث التاج الأبيض لمصر العليا بالصل على الجبهة، وصدرية بعدة صفوف، والكلتية الملكية "الشنديت" بحزام طويل يتدلى إلى أسفلها. ويمسك الملك بالعنخ، علامة الحياة، في يده اليمنى ولفافة السلطة في يده اليسرى. ويقف بساقه اليسرى إلى الأمام.

                              وتمثالا الإلهين حورس وست في نفس الوضع، بالساق اليسرى إلى الأمام؛ وكل منهما يمسك بالعنخ ويرتدي الصدرية المصرية وكلتية "الشنديت". وقد وضع كل إله إحدى يديه على تاج الملك: وهذا يجسد مشهد تتويج الملك رمسيس الثالث.

                              ويرمز حضور الإلهين (حورس رب الشمال وست رب الجنوب) لشرعية تتويج الملك ومساندة الأرباب لحكمه.
                              كان رمسيس الثالث آخر حكام مصر الأقوياء. وقد اعتبر هذا الملك رمسيس الثاني أباه الروحي واتبع خطاه. وقد قاده مصيره إلى عرش مصر، في لحظة حاسمة، عندما وجد نفسه مضطرا لحماية البلاد، من الغزو الأجنبي والقوى الصاعدة في الشرق الأدنى القديم، والذين كانوا ينوون الاستيطان في أرض الدلتا الخصبة.
                              حارب هذا الملك في البداية الليبيين، في السنة الخامسة من حكمه، ثم حارب السوريين وشعوب البحر في السنة الثامنة من حكمه، ثم حارب الليبيين مرة أخرى في سنة حكمه الحادية عشرة.
                              وكان أهم إنجاز لهذا الملك، هو قيادة جيشه للنصر على تحالف شعوب البحر من جزر بحر إيجة، وانتصاره على الليبيين عند شواطئ مصر الشمالية.
                              وقد تم تسجيل المشاهد الكاملة لهذه المعركة البحرية، على الجدران الشمالية لمعبد مدينة هابو بطيبة.
                              وشهدت فترة حكم هذا الملك، بعض المشاكل الداخلية الخاصة بدفع أجور عمال دير المدينة، والتي تأخرت شهرين، مما دفعهم للقيام بأول إضراب عرفناه.
                              وانتهت حياة رمسيس الثالث بمؤامرة، فقد حرضت إحدى زوجاته الثانويات على قتله، وذلك لتضمن العرش لابنها.
                              شيد هذا الملك معبدا جنائزيا بمدينة هابو في طيبة، ومعبدا تذكاريا صغيرا في الكرنك للثالوث الطيبي.
                              وتعرض التماثيل الهامة لرمسيس الثالث في المتحف المصري، مثل الملك حامل اللواء، وتمثال الملك بين حورس وست، في حفل تتويج ثلاثي.

                              كان رمسيس الثالث قد اتخذ العدة لحماية النيل



                              مؤامرة اغتيال في قصر فرعون!
                              انطلق الفرعون في عربته الحربية ذات العجلات يقودها بنفسه, ومن حوله جنوده المصريون مشاة وخيّالة ورجال حاشية, بينما زئير النفير يدوي معلنا عن بدء هجوم فرعون وجنوده في الطريق إلى المعركة. في الوقت نفسه راح الرماة الرابضون فوق أسوار القلاع يقذفون سهامهم ونشاشيبهم على العدو الهارب.
                              كان رمسيس الثالث قد اتخذ العدة لحماية النيل من المغيرين الذين أرادوا غزو مصر برا وبحرا. فأما القادمون برا, فقد قضى عليهم زرافات ووحدانا. وأما الذين قدموا من البحر فإن اللهيب الملهب كان ينتظرهم عند مصبات النهر الخالد. وأحاط بهم سياج من الحراب والسهام والنبال والنشاشيب لينتهي بهم الأمر إلى محاولة الفرار إلى الشاطئ ليحاصروا ويطرحوا أرضا على الجسور ليصبحوا قتلى مكدّسين أكواما عن بكرة أبيهم. ولم يتخلف عن الغزاة ويرفض دخول المعركة إلا الفلسطينيون الذين استوطنوا الإقليم الساحلي الممتد بين غزة وجبل الكرمل, هؤلاء الذين سمي باسمهم الإقليم الذي سكنوه ليبقى كذلك إلى الأبد. ويسجل رمسيس الثالث أخبار تلك المعركة مع الغزاة من أقوام البحر والقادمين من الشمال على جدران معبده في مدينة حابو بطيبة.
                              أما الغزاة الذين استطاعوا الهرب فقد تركوا وراءهم نساءهم وأطفالهم ورفض الفرعون أن يمسّهم بسوء. بل ولم يجد ما يمنعه من أن يضم إحدى هؤلاء النساء إلى حريمه, لترتفع بعد ذلك لتصبح إحدى زوجاته الثانويات بعد أن أطلق عليها اسما مصريا سوريا هو (تي مرن إست) ولتكون من بعد إحدى الزوجات المنافسات للزوجة الملكية الأولى (إست أماسرت) أم ولي العهد الأثير لدى أبيه برغم الكثيرين من أولاده وبنيه الذين أنجبهم من زوجات أخريات ومن حريم ضمهم إلى القصر بعد أسرهن خلال معاركه الكثيرة. ولعل رمسيس كان يؤثر بالفعل أقرب الأبناء إلى قلبه حتى أنه سمّاه رمسيس لتكون له ولاية العهد ويصبح هو (رمسيس الرابع), واهتم الفرعون بتعليم ولده الأثير ورعايته حتى يجعل منه واحدا من الفراعين الرعامسة الذين يتحدث عنهم التاريخ.




                              وبني في بداية حكم رمسيس الثالث كمعبد جنائزي تذكاري.

                              كان الفرعون رمسيس الثالث - بعد سميه رمسيس الثاني العظيم - من أصلح الفراعنة حكما وأعدلهم سيرة وأحرصهم على رفاهية مصر وأشدّهم غيرة على أمنها وأكثرهم استعدادا لبذل نفسه في سبيلها بعد أن تولى عرش مصر حوالي عام 1167 قبل ميلاد المسيح. كان ملكا جديرا بالاحترام هيأت له الأيام أن يكون بطلا مغمورا, ولكن محاربا فذّاً. وكانت البلاد قد تعرضت في ذلك الوقت لكثير من حملات الغزو وجيوش العدوان من الطامعين من كثير من الأجناس: فمنهم من أقبل عليها غازيا من البحر. ومنهم من جاءها من الغرب, ومنهم من وفد عليها من الشرق والشمال.
                              في مواجهة كل هذه الحملات وقف رمسيس كالطود الشامخ يضرب عن يمين وشمال لينزل بالأعداء أشد أنواع الخسران. وخرج من كل هذه الانتصارات رافعا رأس مصر دون أن يصيبه جرح واحد...!
                              ولكن الذي حدث بعد ذلك أن جاءه الجرح الرهيب من داخل قصره, وكان المتآمر هو الزوجة الثانوية (تي مرن إست)...!


                              مؤامرة في القصر





                              يقول التاريخ من خلال وثائق البردى وما جاء في (ورقة هاريس) المكتشفة أخيرا, إن تولية رمسيس الثالث ولاية العهد لولده الأثير كان كفيلا بأن يحفظ سائر نسائه منه ويوغر صدورهن عليه. من هنا تآمرت الزوجة الثانوية الحاقدة (تي) - وهي غير الملكة تي زوجة أمنحتب الثالث وأم الملك أخناتون - وكان هدفها من المؤامرة القضاء على حياة الملك المسن لتولي مكانه على العرش ابنها (بنتاؤور).
                              وجدت (تي) ضالتها لتنفيذ المؤامرة في اثنين من أقرب المقربين إلى فرعون هما (بايبك آمون) كبير الأمناء و(مسد سورع) ساقي الملك. وأسرَت هي إلى ولدها بنتاؤور بما عزمت عليه بينما راحت تغري عددا من رجال الحاشية للانضمام إلى المتآمرين الرئيسيين تجاوز عددهم عشرة من موظفي الحريم يشغلون وظائف متنوعة منهم أربعة سقاة ملكيين ومشرف على الخزانة يدعى (باب رع) وضابط مرمى الملك النوبي هو (بنموسي) الذي انضم إلى المؤامرة بتأثير أخت له في الحريم الملكي. واستطاعت (تي) أن تستقطب إلى المتآمرين (بيبس) قائد الجيش وثلاثة كتبة ملكيين يشغلون وظائف منوعة. ولأن معظم هؤلاء المشاركين في المؤامرة هم في خدمة الفرعون الشخصية, فإن المؤامرة كانت غاية في الخطورة. واستطاع المتآمرون أن يضمّوا إليهم ستاً من نساء ضباط بوابة قصر الحريم لضمان توصيل المراسلات داخل القصر. أما خارج القصر فكان للمتآمرين أقرباء مشتركون في المؤامرة. وقد أرسلت أخت المتآمر (بنموسي) إليه خطابا ليحض الأهالي على عصيان فرعون بالإضافة إلى أن كل الرسائل التي خرجت من الحريم ترمي إلى هذا الغرض والعمل على إثارة الفتنة والقيام بثورة لقلب النظام وتولية بنتاؤور ملكا على عرش أبيه.



                              التنفيذ والعقاب


                              مع بدء تنفيذ المؤامرة اعتدى المتآمرون على فرعون فأصابوه إصابة كادت تقضي عليه. وكاد يقدر لهم النجاح والقيام بالانقلاب. ولسبب غير معروف انكشف التدبير وانفضحت المؤامرة في آخر لحظة واتضحت الأدلة الدامغة على خيانة المتآمرين. وقبض على الجميع بمن فيهم من ثبت علمهم بالمؤامرة دون أن يبلغوا عنها. وعزلت المجموعة المتآمرة من الوظائف التي كانوا يشغلونها تمهيدا للمحاكمة.
                              وحين كان الملك المصاب على فراش الموت, أصدر أمرا بتشكيل محكمة خاصة لمحاكمتهم على جريمة عقوبتها الإعدام. ومنح قضاة هذه المحكمة الخاصة سلطات واسعة في المحاكمة وتوقيع العقاب وتنفيذه. ونص الملك في أمر التشكيل على أن كل من يعترف بخيانته ويحكم عليه بالإعدام أن يترك لنفسه فيوقع بها العقاب بالانتحار. وفي قراره الملكي حض رمسيس الثالث القضاة على تحري الحق والحرص على العدل حتى لا يؤخذ بريء ظلما بعقوبة لا استدراك فيها. فقد كان مقدّرا أن أيامه لن تطول وكأنه كان يريد أن يلقى الموت مرتاح الضمير قائلا للقضاة:


                              (إنني أتحدث إليكم بالحق الأكيد فيما يتعلق بكل الذي حدث والذين أحدثوه. فلتقع تبعة كل ما عملوا على رءوسهم, وذلك في ظل الحماية والأمن إلى الأبد, حينما أكون بين الصديقين من الملوك في حضرة آمون رع ملك الآلهة وفي حضرة أوزوريس سيد الأبدية).


                              وعلى ضوء هذا التوجيه الذي أمر به رمسيس الثالث وفي ظل حكم ولده الأحق بالعرش رمسيس الرابع جرت المحاكمات, كانت المحاكمة الأولى لأبرز المذنبين المتآمرين وبينهم كبير الأمناء وناظر القصر السابق وساقي الملك النديم السابق وثالثهم ناظر جناح الحريم ورابعهم كاتب محفوظات بين حريم الملك. أما بقيتهم فخمسة من مفتشي الجناح السابقين: أما العاشر فهو من سمع الأحاديث التي كانت تدور وأخفاها ومن بعده ستة من السقاة والندماء في بيت الحريم ثم ست نساء من زوجات رجال حرس الحريم اشتركن مع الرجال في التدبير للمؤامرة وإثارة القلاقل. وقد اعترف كل هؤلاء بأنهم مذنبون وحكم عليهم بالإعدام وترك لهم أمر الانتحار في قاعة المحاكمة.
                              وفي المحاكمة الثانية كان على رأس المذنبين بنتاؤور ابن تي الذي حكت له أمه تفاصيل المؤامرة لتنصيبه على عرش الفرعون بالإضافة إلى أحد قادة الجيش وتسعة من كتاب القصر في دار الكتب المقدسة. ومع اعترافهم بأنهم مذنبون تركوا بمفردهم في قاعة المحكمة, فانتحروا بأنفسهم قبل أن توقع عليهم عقوبة.
                              أما المحاكمة الثالثة فشملت أشخاصا نفذت فيهم العقوبات بجرح أنوفهم وقطع آذانهم وذلك بسبب امتهانهم منصب العدالة الذي أسند إليهم بالسماح للنساء بالدخول إلى مساكنهم والسكر معهم لاجتذابهم إلى المؤامرة مقابل رشاوى من كل نوع.
                              وهكذا جرت المحاكمات وتنفيذ العقوبات, وكان اللافت للنظر أن (تي مرن إست) زوجة الملك وأم بنتاؤور لم تحاكم, بينما هي رأس الأفعى في مؤامرة اغتيال رمسيس الثالث, فلا يدري أحد كيف اختفت, وهل قتلت أم هربت إلى قومها الذين أخرجوا من مصر في (رحلة الخروج) التي طاردهم خلالها الملك رمسيس الثاني وولده فرعون مرنبتاح. ولكن المصريين الذين يؤمنون بكتاب الموتى ومحاكمة الآخرة, فقد كانوا يدركون أن المرأة المذنبة ستقف دون أدنى شك أمام القاضي الأكبر أوزوريس يوم الحساب لتلقى جزاء ما اقترفت من اغتيال الفرعون رمسيس الثالث الذي كتب له أن يدخل إلى جنة الأموات الصالحين يوم البعث ليتمتع بالسعادة الخالدة إلى الأبد.



                              تمثال لرمسيس الثالث، يصوره كاهناً




                              رمسيس الثالث، آخر الملوك العظام في الدولة الحديثة. فقد اتبع خطوات رمسيس الثاني في مجالات كثيرة في حياته، بما فيها البناء.
                              كما هزم الليبيين في غرب الدلتا. وفي العام الثامن من حكمه، احتلت شعوب البحر شمال البلاد. وقد نجح رمسيس الثالث في هزيمتهم في معركة بحرية، سجلت على حوائط معبده الجنزى المسمى بمدينة هابو في طيبة.

                              وقام رمسيس الثالث ببنايات ضخمة في طيبة والكرنك، وبر رمسس، هليوبوليس، ممفيس، هرموبوليس، أبيدوس، النوبة وسوريا. وقد قام عمال دير المدينة بأول إضراب في تاريخ مصر في عهده، نظرا لتأخير رواتبهم لمدة شهرين. وفي النهاية قتل الملك إثر مؤامرة قام بها الحريم الملكي بمساعدة بعض الحاشية.
                              كان رمسيس الثالث ابنا وخليفة للملك ست نخت، مؤسس الأسرة العشرين.
                              ويصوره هذا التمثال كاهنا أعلى، قابضا على لواء مرتفع، يحلي طرفه الأعلى رأس كبش، رمزا للرب آمون رع.
                              وتصوير الفرعون كاهنا أعلى، يتيح له، ولو على سبيل الرمز، المشاركة في شعائر المعابد كافة، الأمر الذي قد ضمنه بطريقة سحرية عن طريق نقش مناظره، ووضع تماثيله الحجرية في المعابد.



                              يتبع


                              تعليق


                              • #75
                                تاريخ مصر الفرعونى
                                (63)

                                كتلة عليها أدعية لرمسيس الثالث



                                كتلة عليها نصوص أدعية لرمسيس الثالث، موجهة إلى الأرباب: رع حوراختي وأوزيريس وإيزيس وتحوت.

                                والكتلة مزينة بنقش يحمل تعويذة القربان المعروفة حوتب-دي-نيسو؛ التي كانت تستخدم على نطاق واسع خلال عصر الدولة القديمة، وتواصل استخدامها في العصور اللاحقة.

                                ويقدم الملك جميع القرابين الجنائزية من خلال أرباب بعينها؛ مثل أوزيريس وإيزيس وسرقت



                                المصرى القديم
                                عرف الإعتصام والمظاهرات..

                                ربما كانت فكرة الإحتفال بعيد للعمال نشات منذ فترة بعيدة, والتي عملت بها بلدان شتي بعد ذلك , إلا أن العامل المصري عرف حقوقه وطالب بها منذ عهد الفراعنة, حيث عرف العمال بمصر القديمة الإعتراض والإعتصام والمظاهرات للمطالبة بحقوقهم.


                                أول مظاهرة فى تاريخ مصر



                                كانت أول مظاهرة في تاريخ العمال في مصر القديمة في قرية دير المدينة، الواقعة الآن غرب مدينة الأقصر، حيث عرف عمال مصر القديمة المظاهرات العمالية والفنية في عهد تشييد وتزيين المقابر.
                                وكانت أسباب ودوافع تلك المظاهرات لم تتغير حتي عصرنا الحالي، وإن كان الذي تغير هو أسلوب التظاهر والتعبير عن الغضب، وذلك وفقاً لما خلصت إليها دراسة الباحث الأثري أحمد صالح، التي أثبتت أن المظاهرات والاعتراضات سمة ارتبطت بالعامل المصري منذ قرون.




                                كان سكان دير المدينة من أمهر حرفيي وعمال مصر في أزهي عصورها, فقد كان يقطن بها الحجارين وقاطعي الأحجار بالإضافة إلي مصممي المقابر وأمهر الرسامين في العالم القديم, وكانوا ينقسمون إلي مجموعتي " أهل اليمين " و " أهل اليسار " وربما كان انقسامهم عائد الي طريقة عملهم في المقابر الملكية التي كانوا يعملون بها حيث يقسم العمل الي مجموعتين إحداهما تعمل يمين المقبرة والأخرى علي اليسار.

                                مظاهرات عمال دير المدينة


                                في الشهر السادس من عام 29 من حكم رمسيس الثالث, تظاهر العمال علي نقاط حراسة المقبرة ومن أمام أعين الحراس الموجودون وإعتصموا خلف معبد الملك تحتمس الثالث
                                حاول مسئولو إدارة جبانة طيبة الغربية إقناع العمال المتظاهرين و إدخالهم داخل المعبد لمناقشة مطالبهم ولكن العمال المتظاهرين رفضوا.

                                في اليوم التالي دار العمال المتظاهرين حول السور المحيط بمعبد الرامسيوم ووصلوا الي السور الجنوبي, وجاء لهم الكاتب بنتاورت لكي يسكتهم وأعطاهم خمس وخمسين كعكة, إلا أن العمال جاءوا إلي معبد الرامسيوم ثانية وإعتصموا بعد جدالهم مع كهنة المعبد.
                                واستمر العمال المتظاهرون يعرضون مطالبهم في توفير المأكل والمشرب والملبس وطالبوا بعرضها علي فرعون مصر رمسيس الثالث او وزيره" تو", إلي أن طلب رئيس الشرطة منتومس من العمال المتظاهرين التجمع من أجل قيادتهم للإعتصام في معبد سيتي الأول بالقرنة.





                                حمل المشاعل
                                بعدها قررت الإدارة صرف نصف زكيبة قمح لكل واحد من العمال المتظاهرين كما أعطت لهم خمسين إناء بيرة, ولكن هذا لم يفي بحاجة العمال فلجئوا الي طريقة جديدة وهي المظاهرة والاعتصام في الليل باستخدام أسلوب جديد تعبيرا عن التظاهر والإحتجاج وهو حمل المشاعل.
                                وبعد محاولة رئيس الشرطة الجديد نب سمن مقابلة الوزير " تو" أثناء مروره بالأقصر من أجل عرض مطالب العمال المتظاهرين عليه, غير أنه لم يستطع سوي إيجاد حل مؤقت وهو صرف نصف اجر من المتأخر وطلب من الكاتب حوري توزيعه عليهم, قام العمال المتظاهرون بالاعتصام بمعبد الملك مرنبتاح.

                                مطالب العمال

                                وقد تركزت مطالب العمال في صرف الأجور المتأخرة, محاربة الفساد الذي تفشي بين رؤسائهم, إيصال صوتهم الي فرعون مصر ووزيره.




                                وتضمنت وسائلهم في التعبير عن مطالبهم في التجمع والتظاهر في أماكن العمل (المقبرة) والأماكن الدينية في أوقات النهار, الإضراب والتوقف عن العمل, الاعتصام نهارا بالإقامة في أماكن العمل او المعابد والاعتصام ليلا بالمبيت في الأماكن المذكورة او حمل المشاعل كوسيلة للتعبير عن الاحتجاج, عرض المطالب في إفادة مكتوبة او شفاهة.

                                نظام عمل المصري القديم

                                كان الشهر مقسماً إلي ثلاثة أسابيع كل أسبوع حوالي عشرة أيام وقامت الحكومة بتشغيل العمال ثمانية أيام في كل أسبوع و منحتهم راحة يومين مما يعني أن الراحات الأسبوعية في الشهر هي ستة أيام, وأثناء العمل كان العمال يتجمعون في معسكرات وبجوار منطقة العمل أي بجوار المعبد او المقبرة المراد تشييدها ولا يسمح لهم بالاتصال بذويهم إلا بعد إنتهاء أيام العمل للحفاظ علي سرية المبني الذين يقومون بتشييده.

                                الترتيب الوظيفي

                                وكان للعمال كبير هو المسئول عن كل مجموعة سواء في المقبرة أو المدينة, وكان يعينه الوزير ويقوم بتوزيع العمل علي العمال ويشرف علي توزيع الحصص التموينية " الأجور " ويساعده في عمله "نائب كبير العمال" ثم يأتي في المرتبة الثالثة " كاتب المقبرة " الذي كان يسجل العمل المنفذ في المقبرة الملكية ويسجل المتغيبين عن العمل ويوزع مواد و أدوات البناء من المستودعات الملكية.



                                مرتبات عمال دير المدينة

                                كان يحصل عمال دير المدينة علي أجورهم علي هيئة "حصص تموينية", وكان الأجر الأساسي للعامل يضم حصة تموينية شهرية بها القمح لعمل دقيق الخبز, وكان العامل يحصل علي اجر شهري يبلغ خمس زكائب ونصف من القمح شهريا والتي تعني أن نصيبه اليومي حوالي 10.6 كيلوجرام يوميا والشعير لتصنيع البيرة وسمك وخضراوات وماء وحطب للنار و آواني فخارية.

                                وكان هناك ما يسمي بـ "الأجر المتغير" أو الحافز نتيجة جهد زائد للعاملين وضم هذا الأجر المتغير البلح والكعك والبيرة الجاهزة, كما انه كانت هناك مكافئات وعلاوات لتشجيع العمل وتضم زيت السمسم وكتل ملح النطرون واللحم.



                                لم يكونو عبيداً
                                وقد عثر على مساكن وجبانات للعمال بجوار أهرامات الجيزه, أكدت أن العمال الذين بنوا أهرامات الجيزة لم يكونوا عبيداً أو يعملون بالسخرة، وكان غذائهم الرئيسى يعتمد على الخبز ومشروب الجعه (خبزمصنوع من الشعير يتم وضعه في الماء أو اللبن حتى يتخمر ويحتوى هذا المشروب على نسبه طبيعيه من المضادات الحيويه) ,بينما تذكر الاكتشافات الحديثة أن عدد العمال كان في حدود 20 ألف عامل فقط وأن غذائهم كان من اللحوم والأبقار التي يتم ذبحها يوميا.



                                وكانت مقابر العمال الأولى قد اكتشفت عام 1990, وقد أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار د. زاهي حواس أن من أهم مقابر العمال مقبرة لشخص يدعى (ايدو)، وهي عبارة عن بناء مستطيل الشكل به العديد من آبار الدفن التي كسيت من الحجر الجيري المحلي الموجود بالهضبة، كما كسيت جدران المقابر من الخارج بطبقة من الطوب التي طُليت باللون البيض، بالإضافة إلى وجود كوات تواجه كل وحدة منها بئرا للدفن لتسهيل دخول وخروج الروح من المتوفى القابع في هذه البئر حسب معتقدات قدماء المصريين.





                                كما أكد حواس أن عدد العمال الذين اشتركوا في بناء الهرم الأكبر بالذات لا يزيد عن 10 آلاف عامل.

                                رسم لعازف على آلة الهارب منقول عن أحد اللوحات الحائطية بمقبرة "رمسيس الثالث"




                                الممر الهابط لمقبرة الملك رمسيس الثالث (رقم 11) فى وادى الملوك



                                رمسيس الثالث وتحمل القاعة الجديدة رقم "52" بالطابق العلوي بالمتحف.



                                مومياء الملك رمسيس الثالث.المتحف المصري.




                                منظر جانبي لمومياء الملك رمسيس الثالث.المتحف المصري



                                مومياء الملك "رمسيس الثالث"


                                مومياء الملك رمسيس الثالث وتوقّع نائب الرئيس للآثار والمتاحف وجود خراطيش

                                كان أكبر هموم الملك "رمسيس الثالث" هو الاحتفاظ لمصر بممتلكاتها الخارجية،





                                مدينة هابو (معبد رمسيس الثالث)
                                معبد الملك "رمسيس الثالث" (1198 - 1166 ق.م) فى "هابو"، وتجلس على بابه "سخمت" إلهة الحرب، ومُسجل على جدرانه انتصاراته الحربية.
                                تقع مدينة "هابو" على بعد كيلومتر واحد إلى الجنوب من "
                                الرمسيوم". واسم "مدينة هابو" الذى يُطلق على هذا الموقع يقصد به المدينة المسيحية التى كانت مستقرة خلف أسوار المعبد، والتى انتقلت إلى "إسنا" مع الفتح العربى. وعموماً فإن مدينة "هابو" يُقصد بها مجموعة من المعابد كان يحيط بها سور كبير من الطوب اللبن لا تزال بعض آثاره باقية إلى الآن .. وهناك بوابة عظمى ذات طبقات ثلاث وعلى طراز القلاع السورية التى رآها الملك "رمسيس الثالث" ثانى ملوك الأسرة العشرين حوالى سنة 1200 قبل الميلاد هناك أثناء حروبه فى آسيا. وهى تتكون من برجين عظيمين لا مثيل لهما بمصر، يتوسطها المدخل ويمتد على جانبيها ذلك السور العظيم الذى يحيط بالمنطقة المقدسة، أما واجهة هذين البرجين فقد زينت بنقوش تمثل انتصارات الملك على أعدائه، كما تمثله فى حضرة بعض الآلهة.

                                لقطتان من معبد "رمسيس الثالث" فى مدينة "هابو" بالبر الغربى بالأقصر، وفى اللقطة الثانية تظهر بوضوح تفاصيل انتصارات الملك "رمسيس الثالث" بالحفر الغائر على جدران الصرح الأول
                                ويلى ذلك فناء متسع له صحن مكشوف يوجد بالنصف الأيمن منه صف من الأعمدة الأوزيرية المربعة، بينما يوجد بالنصف الأيسر صف من الأعمدة المستديرة ذات تيجان على هيئة أوانى الزهور. وهذه الأعمدة تكوّن واجهة القصر الملكى الذى يقع جنوبى المعبد. ويصل بينه وبين هذا الفناء ثلاثة أبواب وشرفة، كان الملك يطل منها لمشاهدة الاحتفالات الدينية التى كانت تقام فى أرض هذا الفناء.

                                الفناء الثانى لمعبد "رمسيس الثالث" - مدينة "هابو".
                                وتوجد رسوم على كل من الجدار الأيسر والأيمن فى هذا الفناء، ونلاحظ الاحتفالات بعيد "بتاح سكر". بعد ذلك الفناء يوجد أكثر من بهو، ويلى هذه الأبهاء المحراب. وقد تهدمت معظم هذه الأبهاء، ولم يبق منها ما يستحق الذكر غير بقايا بهو الأعمدة الذى كان سقفه مرفوعاً على ثمانية أعمدة، وكذلك قاعة الأعمدة التى تهدمت فى العصر المسيحى. وإن كان لا يزال بها بعض الأبواب عن اليمين وعن اليسار، وكلها عامرة بنقوش ملونة تستلفت الأنظار.





                                معبد "رمسيس الثالث" من الخارج.
                                إذا نظرنا إلى الواجهة الجنوبية من الفناء الذى كنا نتحدث عنه، سوف نجد معبداً جميلاً أقامه "رمسيس الثالث" لإيواء السفن المقدسة ويعتبر هذا المعبد نموذجاً للمعبد المصرى الكامل. فهو يبدأ بصرح عظيم يزينه تمثالان رائعان للملك من الخارج. ويليه من الداخل الفناء المكشوف الذى تحده البوائك (جمع باكية) شرقاً وغرباً. ويبدو الملك على الأعمدة فى هيئة "أوزوريس"، والجدران مزخرفة بالنقوش التى تمثل الملك فى أوضاع مختلفة أمام "الإله آمون"، ثم يلى ذلك دهليز به صفان من الأعمدة .. الأول منها يتكون من أعمدة تلتصق بها تماثيل "أوزيرية" على نمط تماثيل الفناء، والصف الثانى يتكون من أربعة أعمدة على هيئة نبات البردى. ويقودنا هذا الدهليز إلى بهو الأعمدة الذى يؤدى بدوره إلى المقاصير الثلاث الخاصة بإيواء السفن المقدسة لثالوث "طيبة". وإلى جوارها توجد عدة غرف مظلمة كانت مستعملة لحاجيات العبادة.

                                تمثال رمسيس الثالث بالاقصر.

                                معبد الاقصر ليلا






                                يتبع




                                تعليق

                                يعمل...
                                X