إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تاريخ الاقباط فى مصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تاريخ الاقباط فى مصر



    تاريخ الاقباط فى مصر

    هيرودوت لاحظ ان المصريين يتمسكوا بتقاليدهم ولا يستوردون تقاليد من خارج مصر ، يقول :تاريخ مصر الاقباط فى مصر هو مرحله مهمه من مراحل تاريخها بدأت فى القرن الأول الميلادى ، لكن رغم ذلك فجذور الثقافه القبطيه تمتد لعصور مصر الفرعونيه.
    اللغه القبطيه التى مازالت تستخدم حتى اليوم فى طقوس الكنيسه القبطيه المصريه هى أخر مرحله من مراحل تطور اللغه المصريه القديمه التى كان المصريين يكتبوا و بيقروا بها من 5000 سنه ، و استمر المصريين فى اسخدام لغتهم القبطيه لعدة قرون بعد دخول العرب مصر ، وحتى اليوم كلمات كتيره من اللغه القبطيه تستخدم والفلاح المصرى مسيحى أو مسلم يستعمل التقويم القبطى فى تنظيم زراعة أرضه.

    ويظهر ذلك بوضوح تأثير التراث المصرى القديم فى الفن و الأدب القبطى. و تاريخ اقباط مصر بمفهومه الاثنولوجى (العنصرى) و مفهومه الثيولوجى (الدينى) هو تاريخ مصر الذى مر على كل المصريين من بداية تاريخ مصر وحتى اليوم ، لكن لان الاقباط بالمفهوم الدينى مرل عليهم احداث تاريخيه خاصه بهم فلهم تاريخهم الخاص ،



    حقا هو تاريخ مصر لكن انعكاساته عليهم كانت مختلفه عن انعكاساته على بقية المصريين. فى الواقع تاريخ مصر هو تاريخ الأقباط حيث انهم عاصروا كل العصور و المراحل التاريخيه اللى سادت على أرض مصر من ايام الفراعنه حتى البوم .

    كلمة " قبطى " معناها " مصرى " و فى الأصل ماكان لها دلاله دينيه ، و هى لفظ مشتق من الكلمه اليونانيه " ايجيبتوس Aigyptus ". اليونانيين كانوا يشيروا بهذة الكلمه لمصر و النيل سواء.

    وهناك عدة نظريات بخصوص اصل هذة الكلمه اليونانيه .

    الاقباط ليسوا ساميين و لا حاميين لكن عنصر ميديترينيانى ( بحر متوسطى ) دخلوا منطقة وادى النيل فى العصور القديمه و استقروا فيها ، و بنوا الحضاره المصريه الفريده من نوعها و اللى لاحظ هيرودوت انها تختلف بالكامل عن أى حضاره اخرى و ان عاداتها و تقاليدها مخالفه لعادات و تقاليد أى بلد اخر ، يقول هيرودوت :

    "ليس فقط الجو المصرىليس لة مثيل فى اى بلد ، و لا سلوك النيل يختلف عن سلوك الانهار فى الاماكن الاخرى ، المصريين انفسهم فى عاداتهم و تقاليدهم يتصرفوا بطريقه معاكسه لبقية البشر ".

    كلمة " قبطى " اللى فى الأصل معناها مصرى اصبح لها مفهوم دينى بعد ما ألفاظ " قبط " و " أقباط " اصبح يشار بهم للمسيحيين المصريين ، ارتبط تاريخ مصر القبطى بالتاريخ الدينى للمسيحيه فى مصر ، مع ان تاريخ الأقباط هو تاريخ حضارى فى المقام الأول و لبس تاريخ دينى و ان كان الدين بطبيعة الحال عنصر مهم من عناصر الثقافه و بالذات فى ثقافة المصريين اللذين وصفهم هيرودوت بإنهم متدينيين لأقصى الحدود.

    ربما من سؤ حظ المرحله التاريخيه القبطيه انها وجدت فى فترة احتلال اجنبى لمصر ، لكن الاحتلال الاجنبى رغم ان كان له اثر سلبى على التطور الحضارى فى مصر استطاعت الثقافه القبطيه ان تستمر و تتعايش معه بدرجه كبيره من الإستقلاليه رغم الضغوط الفظيعه التى مورست عليها.


    تراث مصر القبطيه تناولته ثلاث مدارس رئيسيه هى
    المدرسه
    البروتيستانتيه التى تناولته بشغف كبير لكن بطريقه منقوصه ،
    و المدرسه الرومانيه التى بطبيعة الحال كانت معاديه بسبب الخلافات المذهبيه ،
    و المدرسه الحديثه التى تتكون من باحثببن مصريين مع علماء غربيين محايديين فى تناولهم للمصادر القبطيه الأصليه .

    ويمكن ان تضاف مدرسه رابعه تتكون من باحثين مصريين اقباط وهم بالرغم من اهميتهم و الجهد الذى بذلوة فى التنقيب فى المصادر القبطيه القديمه و استخراج معلومات تاريخيه مهمه لكن بسبب حماستهم الدينيه و اندماجهم الكنسى غلب على كتاباتهم الاسلوب الدينى وليس
    التأريخى العلمى الموضوعى و اختلطت فى كتابتهم الحقايق التاريخيه بالتراث الاسطورى.




    الأقباط فى العصر الرومانى


    البطالمه حكموا مصر من الاسكندريه من زمن الامبراطور بطليموس الاول وحتى الملكة كليوباترا السابعه قلدوا الفراعنة والمصريين وراعوا العادات و التقاليد و الثقافه المصريه و يفرضوا ديانه أو لغه عليهم حاولوا يولفوا ما بين العقائد المصريه واليونانيه لكى يرضوا المصريين و اليونانيين ، فتأقلم المصريين و البطالمه على هذا الوضع وظل قائما حتى سنة 30 قبل الميلاد عندما غزا الرومان مصر و قضوا على الدوله البطلميه و احتلوا مصر و حولوها من مملكه مستقله لولايه رومانيه يحكمها نائب عن الامبراطور الرومانى مهمته جمع اكبر قدر من الضرائب لملئ خزنة الامبراطوريه فى روما ، و نقل غلة مصر بالمراكب لملئ بطن روما و ملحقاتها ، و تطبيق القوانين و الشرائع الرومانيه على المصريين.

    فى هذة الايام سكان مصر كانوا يتكونوا من ثلاث طوائف رئيسيه هم المصريين
    واليونانيين و اليهود. بطبيعة الحال عدد اليونانيين و اليهود بالنسبه لعدد المصريين كان صغير جداً لكن رغم ذلك الرومان اعطوهم مزايا كتيره لم يعطوها للمصريين و عملوا محاكم زى المحاكم المختلطه تضيع فيها حقوق المصريين فى المنازعات القانونيه مع اليونانيين و اليهود. رغم ذلك ، الرومان مثل اليونانيين لم يتدخلوا فى لغة المصريين و ديانتهم.



    الحكم الرومانى لمصر بشكله اللاتينى و البيزنطى استمر 670 سنه و انتهى بالفتح العربى لمصر سنة 640.
    فى الفتره الرومانيه دخلت المسيحيه مصر فى نصف القرن الأول الميلادى على يد مار مرقس (كاروز مصر )المصريين فى عصور الدوله البطلميه و الرومانيه قبل دخول المسيحيه مصر التفوا حول معابدهم و كهنتهم واصبحت المعابد المصريه فى الصعيد و الدلتا بعد عن اسكندريه هى ملجأهم للمحافظه على هويتهم القوميه.
    الا سكندرية عاصمة مصر فى هذة العصورعاشت معزوله عن مصر و كان من يسافر منها للدلتا يقول انه مسافر مصر.
    القوميه كانت دائماً عبر كل تاريخ مصر هى الكلمه السحريه للمصريين و على عكس قوميات كتيره ذابت و اختفت بفعل الزمن أو بسبب الاحتلال الأجنبى ، القوميه المصريه عاشت فى مصر آلاف السنين رغم طول الزمن و رغم كل الاحتلالات الأجنبيه.


    " المصريين يتمسكوا بتقاليدهم المحليه و عمرهم ما استوردوا اى تقاليد من الخارج .
    يتبع

    التعديل الأخير تم بواسطة صباحو; الساعة 2012-09-16, 10:09 AM.

  • #2
    تسلم استاذ محمد عامر على موضوعك الرائع بصراحه جميل جدا طرحك
    بورك فيك يا اخى

    قال إبن القيم
    ( أغبي الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل)

    تعليق


    • #3


      اخى العزيز رشاد
      اشكرك على مرورك الذى شرفنى واتمنى دوام الزيارات
      اهدى اليك باقى الموضوع


      القوميه القبطيه و التاريخ الاجتماعى

      مشكله من المشاكل التى يواجها الباحثين التاريخيين هى مشكلة الحصول على مادة التاريخ الإجتماعى للشعوب. المؤرخين القدام الذين عاصروا الأحداث كان اهتمامهم عادة منصب على الانجازات السياسيه و العسكريه للحكام و القواد فقط دون الاهتمام بباقى الشعب .
      وهذة حاله عامه وليست مقتصره على تاريخ مصر فقط ، و لان تاريخ مصر القبطيه وجد فى فترتين من فترات احتلال مصر مما ىيصعب عملية البحث و التنقيب فيه ويجعلة يظهر على انه تاريخ دينى لمسيحيين مصر مش تاريخ حضارى لأقباط مصر.
      المؤرخين الأقباط و عادة كانوا رجال دين و متحمسين للمسيحيه ساهموا من جهتهم بقدر كبير فى التشويش على تاريخ اقباط مصر و تصويرهم لتاريخ الأقباط على انه تاريخ الكنيسه القبطيه و باباواتها مع خلط و مبالغات دينيه كبيره.
      تاريخ مصر القبطيه اكبر بكثير من مجرد تاريخ البطاركة و اضطهاد الرهبان المصريين و استشهاد قسسه
      و قديسين على ايد المحتلين.
      من حهة اخرى المؤرخين المصريين المسلمين بصفه عامه اندمجوا فى تاريخ مصر الإسلامى و غضوا نظرهم عن تاريخ مصر قبل سنة 640. تاريخ مصر القبطيه هو تاريخ الحضاره المصريه فى المرحله المسيحيه التى تسمى القبطيه.
      الأوروبيين اللذين اكتشفوا للمصريين تاريخهم الفرعونى كانوا هم من اكتشفوا للمصريين تاريخهم القبطى. بعد اكتشاف المخطوطات القبطيه الغنوسيه المعروفه ببرديات نجع حمادى سنة 1930 بدأ الأروبيين فى النصف التانى من القرن العشرين يهتموا بالتراث القبطى و ظهرت فى الجامعات الاوروبيه اقسام للدراسات القبطيه (
      قبطولوجيا ). صحيح كان قبلها اهتمام محدود بين الاقباط بالتراث القبطى لكن هذا الإهتمام ظل محصورا فى الزوايا الكنسيه و الاهتمام بوجه عام كانت دوافعه دينيه اكتر من علميه تاريخيه.

      برديات نجع حمادى اظهرت ان المسيحيه فى العصر الذى كتبت فيه البرديات كانت متوغله فى مصر حيث ان المكان الذى عثر فيه على البرديات كان فى أقصى الصعيد وليس فى الاسكندريه أو منطقة الدلتا.

      فى الفتره التى ى سبقت الى دخول المسيحيه مصر ، القوميه المصريه كانت ملتفه حوالين المعابد و الكهنه فى الصعيد و الدلتا. فى المناطق دى كان بيعيش المصريين ، عامة المصريين الفلاحين و الصنايعيه و الحرفيين. ولاد البلد دول عاشوا زى اجدادهم فى عصور الفراعنه بعيد عن التطورات الثقافيه فى اسكندريه و بقية المدن اليونانيه و الرومانيه. كانوا بيتكلموا مصرى و الخط اللى كانوا بيكتبوا بيه كان الخط الديموطيقى
      و معبوداتهم كانت الألهه المصريه. فى النص الاول من القرن الأول الميلادى حصل فى مصر حدث مهم هو دخول المسيحيه مصر و اعتناق اعداد من المصريين ليها. تقليدياً بيتنسب دخول المسيحيه مصر لمار مرقس الانجيلى لكن فى الواقع المسيحيه وصلت مصر قبل وصول مار مرقس مصر. المسيحيه وقت دخولها مصر ماكانتش ديانة الدوله الرومانيه الحاكمه. المستعمرين الرومان قبل دخول المسيحيه ما كانوش بيتدخلوا فى ديانة المصريين و كانوا بيكتفوا ساعات بمجرد السخريه منها مابينهم و مابين بعض مش اكتر من كده على أساس إنهم كانوا بيعتبروا ديانتهم زى عرقهم و ثقافتهم متفوقه على الكل و على اساس انهم اعتبروا تقديس المصريين للحيوانات حاجه غريبه ، لكن فى العلن قدام المصريين الرومان كانوا بيظهروا احترامهم للديانه المصريه. الرومان ما كانش بيهمهم غير انهم يجمعوا الضرايب من المصريين ، المصريين يبنوا و يعمروا و يزرعوا و يحصدوا مثل ما عملوا على مر تاريخ حضارتهم ، و الرومان يعبوا خزائنهم بالضرايب التى يجمعونها منهم ، و مادام المصريين كانوا بيحترموا الامبراطور الرومانى و بيقدسوه كإلاه فلم يكن عند الرومان مانع ان المصريين يعبدوا اى حاجه جنبه براحتهم زى ما هما عايزين. لكن المسيحيه لما دخلت مصر جابت فى مصر إلاه جديد اسقط الالهه المصريه القديمه و معاها تقديس الامبراطور الرومانى و دى كانت مشكله للرومان و بها بدأ عصر اضطهاد أقباط مصر. بطبيعة الحال المسيحيه ما دخلتش مصر و أمن بها المصريين فى يوم واحد و لا بدأ الإضطهاد طوالى. عملية انتشار المسيحيه فى مصر لغاية ما بقت الديانه السايده خدت حوالى تلت قرون. الديانه المصريه اللى عاشت قرون فى مصر وكانت مركز رئيسى للقوميه المصريه اتحولت فى اخر ايامها لمجرد ديانه طقوسيه و مجموعة رموز مالهاش معنى و انحدرت لمستوى السحر و التعاويذ و التمايم و بقت ديانه ممسوخه ، و فوق كده اتحول فيها ملوك و قرايب و أصحاب ملوك أجانب يونانيين و رومان لألهه ، و اسامى الالهه المصريه العتيقه بقت محرفه و بقت فيها اسامى يونانيه و اتضافت الهه اجنبيه للبانتيون المصرى ، و فوق كده الكهنه المصريين انتشرت بينهم طايفه من المنافقين اللى بينافقوا الحكام الاجانب و بيسمحوا لهم بالتأليه و نقش اساميهم على جدران المعابد بالهدوم الفرعونيه. بالشكل ده الديانه المصريه ما بقتش بتعبر قوى عن القوميه المصريه زى ما كانت فى العصور الفرعونيه قبل غزو الفرس لمصر ، و فى الظروف دى دخلت المسيحيه مصر و اتقبلت فى الطبقات الكادحه و الفقيره العايشه فى قاع المجتمع تحت الرومان و اليونانيين و اليهود و المصريين المتأغرقين ، و اللى حول الرومان افرادها لمجرد ادوات لإنتاج القمح و تخزينه فى صومعة الغلال فى اسكندريه عشان تتشحن فى صبحية كل يوم لملى بطن روما و اسيادها . كان طبيعى ان الطبقات المصريه الكادحه اللى كانت بتدور لها على مخرج انها تتقبل المسيحيه اللى وعدت الغلابه اللى حايؤمنوا بيها بإن حايكون ليهم ملكوت السما بعد ما ضاع منهم ملكوت الأرض. المسيحيه كمان كان فيها كذا عنصر بيلائموا العقليه المصريه أياميها و فيهم شبه من عناصر موجوده اصلاً فى الديانه المصريه زى الثالوث المصرى المقدس ( اوزوريس و ايزيس و حورس ) و الثالوث البطلمى ( سيرابيس ) ، و الأم ايزيس و الإبن حورس ، و الروح با و كا ، و الصليب رمز الحياه الأبديه ( عنخ ) ، و البعث . منظر العدرا مريم و ابنها الطفل يسوع فى المراحل الاولى للفن القبطى كان شبه صورة ايزيس و هى بترضع طفلها حورس ، التماثل ده فضل صوره ثابته فى الايقونات القبطيه . فوق كل ده المسيحيه كانت وسيله للمصريين لمناوئة الحكم الأجنبى ، حكم الامبراطور الرومانى المتأله.
      التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2012-09-30, 04:46 AM.

      تعليق


      • #4

        تاريخ الاقباط فى مصر
        انتشار المسيحيه فى مصر




        فى بدايات العصر المسيحى ، الأقباط بالمعنى الاثنولوجى لم يكن كلهم مسيحيين و لا كان كل المسيحيين اقباط.

        المصريين أو الأقباط انقسموا لطائفتين ، طائفة المسيحيين و طائفة اتباع الدين المصرى التقليدى اللذين ظلوا على دينهم ، و مع مرور الوقت زادت اعداد المسيحيين الاقباط ونقص اعداد أتباع الدين المصرى التقليدى ، وكان ذلك بسبب الاقتناع بالدين الجديد لكن كان ايضا بسبب ضغوط من الأقباط الذين اعتنقوا المسيحبه.
        ظلت المسيحيه تنتشر فى مصر و تنتشر حتى وصلت اقصى الصعيد الذى كان دائماً بؤرة القوميه المصريه ،
        ومع حلول القرن الثانى الميلادى اصبح هناك خليط دينى فى مصر :
        الديانه المصريه ،
        الديانه اليونانيه ،
        الديانه الرومانيه الرسميه ،
        الديانه الموسويه ،
        و الديانه المسيحيه الجديده.

        ومع اواخر القرن الثانى الميلادى اصبحت مراكز عبادات الديانه المصريه القديمه جزر وسط بحر مسيحى. فى هذة الفتره ظهر انجيل للمصريين و تأسست كنيسة فى الاسكندريه برياسة أسقف مصرى اسمه ديمتريوس (189 - 231)
        و بعدها تأسست ايضا فى الاسكندريه مدرسة اللاهوت ( الديدسقليه ) فى مواجهة جامعة البطالمه و المدارس الموسويه التى عاشت بفضل الفيلسوف فيلون السكندرى.

        أشرف على مدرسة اللاهوت الديسدسقليه مصريين شربوا من منابع الثقافه الهيلينستيه مثل بنطائيوس الذى تحول للمسيحيه و اكليماندس الذى درس الشعر والفلسفه الهيلينيه.

        فى سنة 202 فى عهد الامبراطور سبتيميوس ساويرس بدإت أول موجات الإضطهاد ضد اقباط مصر فاغلقت مدرسة اللاهوت لفتره وعندما فتحت مرة اخرى اشرف عليها مفكرين مسيحيين كبار مثل اوريجانوس الحكيم تلميذ اكليماندس و ظلت مدرسة اللاهوت مفتوحه حتى اوائل القرن الرابع عندما بدا عهد الإضطهادات الكبرى المعروف بعصر الشهداء والذى استشهد فيه بطريرك الأقباط بطرس الأول (300-311)المعروف بـ " خاتم الشهداء ".

        بداية من القرن الثالث انتشرت المسيحيه فى مصر بشكل واسع خاصة فى الصعيد الأعلى و الصعيد الأوسط ( الفيوم و البهنسا ) ، وفتحت كنائس على راسها مطارنه ياخدوا اوامرهم من رئيسهم فى الاسكندريه ، و كل ما زاد اضطهاد الرومان كل ما زاد التفاف المصريين حول دينهم الجديد و استمرت مقاومة الاقباط بعد اضطهادات ساويرس فى بداية القرن الثالث الذى نكل فيه بالأقباط تنكيل رهيب ،
        و اضطهادات كاركلا فى 211 الذى اصدر قوانين بصلب الاقباط المعارضين و رميهم للوحش المفترسه وذبح اعداد كبيره من أقباط الاسكندريه ،
        و اضطهادات مكسيمينوس سنة 235 التى عذب فيها أعداد من الأقباط حتى الموت و اضطر فى عهده البطريرك ياروكلاس للهرب من الاسكندريه ،
        و اضطهادات دكيوس التى بدأت بمرسوم سنة 250
        وعذب و استشهد فيها الالاف و انتشر الحزن و الفزع فى انحاء مصر

        ، و اضطهادات ديوقليسيانوس سنة 303 و فاليريوس وغيرهم ،
        و استشهاد اعداد كبيره من الاقباط ، عذبوا وحبسوا و استعبدوا فى معتقلات المحاجر فى سيناء و البحر الاحمر ، وظل الرومان يضطهدوا الأقباط و الأقباط متمسكين بالمسيحيه.

        فى التاريخ القبطى عرفت فترة اضطهاد الامبراطور ديوقليسيانوس للأقباط بـ " عصر الشهداء " و تاريخ جلوسة على عرش روما فى 29 اغسطس 284م اصبح بدايه للتقويم القبطى الذى استخدمت فيه الشهور التى كان يستخدمها المصريين فى عصر الاسرات و هى الشهور التى حتى اليوم يستخدمها الفلاحين المصريين أقباط و مسلمين لحساب المواسم الزراعيه.

        يقول احد المؤرخين : " وهذا يبين الشعور الوطنى الدفين فى دم المصريين كلهم مسلمين و مسيحيين حتى اليوم ".

        عصر الشهداء الذى دام عشر سنوات متواصله من الترويع و التنكيل و القتل راح ضحيته اعداد ضخمه من الأقباط قيل 840.000 ، و قيل ان عدد الأقباط فى نهاية هذا العصر نقص بنسبة كبيرة . وطبعا من الصعب تقبل هذة الارقام التى تقولها الكنيسه المصريه عن عدد الشهداء ، لكن ً بغض النظر عن ان هذة الأرقام محتمل انها مبالغ فيها على عادة مؤرخين زمان فهى على أى حال توضح حجم الاضطهاد و المعاناه التى عاشها الأقباط.

        الموضوع لم يكن مجرد تمسك بدين جديد لكن كان تمسك بالقوميه المصريه فى مواجهة المحتلين ، وظل الوضع على ماهو علية حتى سنة 313 عندما اصدر الامبراطور قسطنطين الاول مرسوم ميلانو الذى سمح بحرية العبادات فى انحاء الامبراطوريه الرومانيه.

        فى بداية القرن الرابع كان يوجد حوالى اربعين مدينه مصريه فيها اساقفه ، والاسكندريه وحدها كان بها 100 اسقف. عدد المسيحيين فى مصر وصل لحوالى مليون.

        يتبع
        التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2012-10-09, 07:39 AM.

        تعليق


        • #5
          اللغه القبطية

          لا يعرف بالظبط متى ولدت اللغه القبطيه و المحتمل ان التحول لها اخد وقت طويل و بطريقه متدرجه. لكن المؤكد ان اللغه القبطيه سبقت المسيحيه ، فأول نص قبطى معروف كتب قبل ميلاد المسيح بقرن و نصف .
          اللغه القبطيه هى رابع و أخر صيغه للغه المصريه القديمه بعد الهيروغليفية ( صيغة الكتابات المقدسه على المعابد و ورق البردى ) ، و الديموطيقية ( صيغه ابسط و اقل رسميه من الهيروغليفية ) ، و الديموطيقية ( صيغه شعبيه صورها ابسط من الهيروغليفية
          و الهيراطيقية ).


          التبشير بالمسيحيه بدأ فى المدن الكبرى و كان باللغه اليونانية لان اغلب المصريين عاشوا فى اقاليم مصر والاسكندرية لم يكن لغتهم اليونانية لغة الدوله الرسميه و إن كانوا يضطروا لستخدامها فى معاملاتهم مع الدوله الرومانيه الحاكمه سواء فى دواوينها أو فى محاكمها عادة عن طريق كتبه عموميين لإن غالبيتهم كانوا اميين ، فلما انتشرت المسيحيه خارج المدن كان لابد مواعظها تكون بلغة عامة المصريين التى يتكلمون بها ويهموها من آلاف السنين ، و بعد الانتشار حتم استخدام الحروف اليونانيه فى كتابة النصوص المسيحيه باللغه المصريه.

          كتابة اللغه المصريه بالحروف اليونانيه لم يكن جديدا فى مصر و كان موجود قبل اعتناق المصريين للمسيحيه ، لكن اعتناقهم للمسيحيه كان سبب رئيسى لإنتشار كتابة اللغه المصريه بالحروف اليونانيه وهذا لإن الخط الديموطيقى كان معقد و ليس بة حروف الحركه اللازمه لقراءة الاسماء و الصلوات بطريقه صحيحة


          رجال الدين المسيحى الجديد جاهدوا لنشر الكتاب المقدس و التعاليم الكنسيه لاحظوا ان اسهل طريقة هو ترجمتها للمصرية مع استخدام الحروف اليونانيه وهكذا امكن ان تقرا ، وهذة كانت بداية اللغه القبطيه و هى لغة قدماء المصريين المختلطه بألفاظ و مصطلحات يونانيه و كنسيه ، ولكن لوجود مخارج حروف مصريه لبس لها مثيل فى اليونانية اضيف الى اليونانيه سبع حروف ديموطيقيه. من المرجح ان مع نهاية القرن التانى و بدايات القرن التالت كل الاناجيل فى مصر اصبحت مكتوبه بلغة قبطية.

          هذة كانت بداية اللغه القبطيه و فى نفس الوقت كانت بداية ضياع القدره على قراءة اللغه المصريه القديمه و بالتالى ضاع تاريخ مصر الفرعونى من المصريين حتى تمكن شامبوليون من فك شفرة الحروف المصريه القديمه.
          اللغه القبطيه تعكس اللهجات القديمه فى مصر و تتميز بثلاث لهجات هى البحيريه فى الوجه البحرى ، و الصعيديه فى الصعيد ، و الفيوميه ، و الاخمينيه ، و البشموريه ، و يضاف لهجات مختلطه و متفرعه. اللغه المستخدمه فى الطقوس الكنسيه المصريه هى اللهجه البحيريه التى من المحتمل انها اقدم اللهجات القبطيه .

          استخدام اللغه القبطيه كان سلاح ذو حدين من ناحيه عزلت اللغه القبطيه اللغه اليونانيه لصالح اللغه المصريه و القوميه المصريه لكن لإنها استخدمت الحروف اليونانيه جعلت اللغه المصريه المكتوبه على المعابد و فى البرديات الفرعونيه لاتقرأ.


          فى هذا الزمن كان المصريين منهمكين فى عصرهم ويدافعون عن القوميه المصريه فى ظل احتلال اجنبى عن تاريخ مصر القديم.
          يحكى
          ابن تغرى ان احمد بن طولون الذى استقل بمصر اخذ علما من الأقباط المعمرين و سألهم عن موضوع بناء الاهرامات و الكتابات الموجوده عليها و على المعابد و سأل لما لا يوجد من بستطيغ قرأتها فاجابوا بان الحكماء اللذين كتبوها انتهوا ، و بسبب الاحتلالات اختفت الكتابه بالحروف ( الهيروغليفية) و حل محلها الكتابه بالحروف الرومى ( اليونانية) فضاعت كتابة اجدادهم . ليس فقط عدم القدره على قراءة اللغه المصريه القديمه ضاعت لكن ضاعت ايضامعانى كلمات مصريه قديمه ، فى هذا السياق يقول المسعودى انه سأل جماعه من أقباط مصر فى الصعيد عن معنى اسم " فرعون " فماعرفوا معناه لا هم و لا " أهل الخبره " ولم يجد معنى لها فى لغتهم (القبطية ) .



          اللغه القبطبة لا تعتبر الان من اللغات الحية ولكنها تسنخدم فقط فى الكنائس المصريه و رغم انة توجد معلومات بانها تستخدم فى قرى مصريه فى الصعيد كلغة حوار يومى بين الناس
          ورغم انة توجد محاولات لإحيائها فى مراكز ثقافيه و دينيه فى مصر.

          لكن اللغه القبطية موجوده فى اللغه المصريه الحديثه ( العاميه ) التى يتكلمها المصريين اليوم . اللغه المصريه الحديثه ( العاميه ) مليئة بكلمات و تراكيب لا يفهمها غير أهل مصر مع انها تكتب بالحروف العربية ، و من حهة اخرى اللغه المصريه الحديثه ( العاميه ) تحكمها نفس الاجروميه اللى كانت تحكم لغة قدماء المصريين
          .

          اللغه المصريه الحديثه هى اللغه القوميه لأهل مصر فى العصر الحديث مثل ما كانت القبطية تعبير عن القوميه المصريه فى العصر القديم و بالرغم من محاولات تهميشها ثقافياً يزيد استخدامها فى الكتابه مع مرور الوقت






          هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 780x630 الابعاد 183KB.



          هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 780x556 الابعاد 144KB.



          هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 780x634 الابعاد 156KB.



          هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 780x596 الابعاد 134KB.


          هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 780x572 الابعاد 147KB.


          هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 780x582 الابعاد 139KB.



          هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 780x603 الابعاد 156KB.


          هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 780x563 الابعاد 146KB.



          هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 780x583 الابعاد 156KB.


          هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 780x586 الابعاد 143KB.



          هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 780x561 الابعاد 146KB.



          هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 780x568 الابعاد 138KB.



          هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 780x574 الابعاد 119KB.


          هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 780x602 الابعاد 155KB.













          التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2012-10-19, 12:36 PM.

          تعليق

          يعمل...
          X