إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بيتر هوركوس ...Peter Hurkos

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31


    يحكى بيتر عن هذه الواقعة فيقول " كنت هادئا للغاية.، كنت أضع كفى على كتفه عندما أوجه إليه أسئلتى.. وكان هو الآخر هادئا للغاية" رفع اوبرين بصره إلى بيتر قائلا " كنت في انتظارك " فقال بيتر " أعلم هذا"، ثم نظر بيتر إلى المحققين وهو يقول " هل يمكن أن ألقى نظرة على ملفه؟ ". سلموه الملف. مد بيتر يده داخل الملف، وأخذ يخرج منه صور ضحايا السفاح ببطء واحدة بعد الأخرى، وهو يهزها فى وجه أوبرين قائلا" لقد أتيت فعلاً شنيعاً للغاية "... أجاب أوبرين " نعم.. لا بد أنني فعلت أشياء سيئة جداً.. سيئة جداً.. "، تم استطرد و قد ظهرت عليه معالم الإعياء " لكنى لا أذكرها".. قال بيتر " تذكر.. ألا تذكر كيف كنت تبيع الأحذية للنساء.. لقد كنت لا تطيق أن ترى سيدة وقد ضمت ساقاً إلى ساق.. أتذكر كيف كنت عندئذ تصاب بنوبة هياج، و تشعر برغبة فى القتل . أليس هذا ضد إرادة الله ". لم يجب أوبرين، فاستطرد بيتر" أنت تعلم أنه لا جدوى من الإنكار, فلقد حصلنا على مفكرتك.. "


    هنا، قام أحد رجال مكتب النائب العام باظهار المفكرة وهو يقول لأوبرين" هل هذا خط يدك؟ " أجاب اوبرين بصوت يحمل فى طياته الفكاك من عبء ثقيل" نعم.. هذا هو خط يدي.. ". ومع هذا أثار الكثير مما في هذه المفكرة اندهاش وحيرة أوبرين، وإن كان قد عاد وأكد أن الملاحظات بخط يده. لكن كلما وصل الأمر إلى الاعتراف بجرائم القتل التي قام بها، كان يقفز إلى حالة من فقدان الذاكرة وعدما كانت تعرض عليه صور الضحايا و بعض فقرات من مذكراته كان يقول "نعم لابد أنني فعلت شيئأ سيئا للغاية" ثم كان يعود ليقول " لا أستطيع أن أتذكر.. "

    لكنه عاد وتذكر أنه أمضى ليلة مع واحدة من الضحايا تدعى ماري سوليفان، لكنه صمم على أن زميلة لماري وصديقة ثالثة شاركتاهما الحجرة. قال إن زميلة مارى " كانت متعبة وذهبت لتنام.. " قال هذا، لكن ما أن وصل الحديث إلى التفاصيل، التي قادت إلى أنه بقى منفرداً بمارى، حتى حل به اضطراب وخوف شديدان.

    عند أول دخول الحملة عليه، سأله الطبيب المرافق " لمذا تنام على معدن السرير دون حشية " فسأله أوبرين بذهول " كيف عرفت هذا؟ "، ثم تأوه بطريقة نسائية وهو يقول " نعم، لقد فـعلت شيئأ سيئأ.. كنت أفكر في أنني يجب أن أبقى بحجرتي لم أكن أرغب فى الخروج منها لم أكن أحب أن أعود إلى ذلك المكان الآخر.."

    عندما انتهت التحقيقات الرسمية مع أوبرين.. استطاع أن يهرب من مواجهة مصيره كسفاح بأن طلب هو شخصياً أن يقيم في مستشفى الأمراض العقلية للعلاج

    فبعدما انتهت الأيام العشرة التي كان على أوبرين أن يمضيها في المستشفى بأمر النائب العام، أوصى الأطباء ببقائه 35 يوما أخرى تحت الملاحظة. وعندما انتهت هذه الفترة، تطوع اوبرين بأن طلب البقاء بمستشفى الأمراض العقلية، قائلا إنه يحتاج إلى بعض الراحة صحة قال إنه لا يرغب في البقاء مع أسرته أو مع أصدقائه " بالرغم من أن أحداً لم يعرف له اسرة أو أصدقاء ".لم يكن يطلب سوى أن يبقى في المشتشفى.
    وما زال هناك، حتي يومنا هذا .

    المشتبهان في حجرة واحدة

    انتهى عمل بيتر هوركوس في هذه القضية، فغادر بوستونطائرا الى نيويورك، وهو ما زال يؤكد أنه قد وضع يده على سفاح بوستون الحقيقى
    حتى عندما قبضت الشرطة على المدعو دي سالفو، واعترف بارتكابه الجرائم المنسوبة إلى السفاح، قال بيتر " أعلم تماما أن دي سالفو ليس هو القاتل المنشود".


    سألته الكاتب نورما بروننج هل حدث أن قابلت دي سالفو أجاب " لا..لم يحدث أبدا لقد التقطوه بعد شهر من إنتهاء القضية.. لقد كان يزامل أوبرين في حجرته بمستشفى الأمراض العقلية" سألت نورما باندهاش شديد، وكانت تسمع هذا لأول مرة " كان ماذا؟!.!" قال " نعم.. لقد كانا يقيمان فى نفس الحجرة الامراض العقلية وهذه هي الطريقة التي عرف بها دي سالفو كل التفاصيل من ضمنها اعترافه بارتكاب الجرائم.. ".

    لكن يبقى هذا السؤال..

    لماذا يسعى أحدهم للاعتراف بهذه الجرائم الوحشية البشعة؟.

    نفس التساؤل الذي قمنا به في القضية المعروفة باسم جريمة جاكسون، والتى ذكرنا تفاصيل عمل بيتر هوركوس فيها.

    إذا اعتمدنا على أقوال دي سالفو نفسه، فهو قد اعترف في واحد من تصريحاته أن استمتع بالدعاية التي توفرت له عندما اعترف بانه السفاح. ومع هذا، فإنه عندما حوكم دي سالفو كان ذلك لتهم أخرى ثابتة عليه، وليس على الجرائم المنسوبة إلى سفاح بوستون، الأمر الذى سنتعرض له فيما بعد. ولكن من المفيد الآن أن نذكر واقعة تكشف الصراعات الدفينة التى أحاطت بهذه القضية، والتى كانت تعرض صراعا سياسيا بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطى، لا تمت لجرائم السفاح بصلة ما.



    القبض على هوركوس

    في الثالثة والنصف من مساء الثامن من فبراير وبعد 72 ساعة من مغادرة بيتر هوركوس لبوستون القى القبض عليه بعد أن تم إيقاظه من النوم ، بحجرته في الفندق الذى يقيم فيه بنيويورك . وجهت إليه تهمة ادعاء شخصية أحد رجال المباحث الفيدراليةقفز الخبر إلى مانشيتات الصحف على اتساع الولايات المتحدة الآمريكية . وكان من الواضح آن هذه المؤامرة الصغيرة لا تستهدف بيتر هوركوس نفسه بقدر ما كانت موجهة إلى النائب العام الذي قرر اشتراك بيتر هوركوس في حل غوامض هذه القضية


    اعتمد الاتهام الملفق على واقعة جرت قبل هذا التاريخ بشهرين عندما كان بيتر يتزودد بوقود سيارته في ضاحية من ضواحي ميلواكى بالضبط في العاشر من ديسمبر 1963 . أنكر بيتر التهمة بشدة وقال إن الأمر كله لا يخرج عن كونه سوء تفاهم نتيجة لنطقه الإنجليزي المشوب بلكنة هولندية قوية .

    لقد بلغ وقع هذا الاتهام مداه عند بوتوملى



    وسوشنيك




    من مكتب النائب العام . لقد فهما بوضوح أن حركة القبض على بيتر في ذلك الوقت بالذات هي حركة انقضاض من جانب شرطة بوستون على النائب العام الذي قبل استدعاء بيتر للمشاركة في القضية أو هي مؤامرة صغيرة من بعض الجهات السياسية .

    قال البعض إن رجال الحزب الديمقراطي المحليين قد رسموا هذه

    الخطة للنيل من النائب العام بروك الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري وقبل معركة إعادة انتخابه . كما قال البعض إن أسره كينيدي هي التي وراء ذلك كله رغبة فى وضع أحد أعوانهم في منصب حاكم ولاية ماساتشوستس في القريب . ولما كان سيصعب عيم إزاحة النائب العام الزنجي ادوارد بروك



    بكل شعبيته بعد أن يصل رجلهم إلى منصب حاكم الولاية فقد رتبوا هذه المؤامرة حتى يتخلصوا من النائب العام الجمهوري قبل ذلك .




    لقد حفلت الصحف طوال هذه الفترة بالاتهامات والاتهامات المضادة .

    ومن بين ما نشر تساؤل من جانب بوتوملي حول السبب في أن رجال المباحث الفيدرالية لم يخطروه بنية القبض على هوركوس . وتساءل عن السبب في أن يتم القبض عليه في هذا الوقت بالذات قال "عندما اعتزمنا الاتصال ببيتر هوركوس ، اقتضى منا الأمر ما لا يزيد عن ساعتين لنجده في منزل أحد الممثلين بكاليفورنيا .. ومع هذا فقد استغرق بحث رجال المباحث الفيدرالية عنه حوالى شهرين .. "

    وقد نشرت الصحف أن الخطة الموضوعة كانت تقضي في أول الأمر بالقبض على بيتر وهو في مكتب النائب العام ، حتى يبدو الحدث مسرحيأ ، وأكثر تأثيرا .. لكن أصحاب هذه الخطة ، عادوا وتراجعوا عن هذا ، باعتباره تجاوزأ للحدود .


    يتبع

    تعليق


    • #32
      اسعد الله صباحك اخي الفاضل وتحياتي لك
      اننا في انتظار المزيد عن هذه القصص الممتعة
      بارك الله فيك وتحياتي لك

      " و لسوف يعطيك ربك فترضى "

      تعليق


      • #33

        صديقى العزيز ابيان

        اهدى اليك باقى قصة الاسطورة بيتر راجيا ان تنال اعجابك

        السبب.. أنا مع الشرطة ..

        بيتر هوركوس عومل معاملة رقيقة. لم توضع القيود الحديدية في يديه ، وجرى نقله فى سيارة خاصة وليس فى ‏سيارة الشرطة . كما عرضوا عليه تقديم كل ما يرغب فيه من طعام طوال الساعات التسع التى قضاها مقبوضأ عليه ، وقبل الإفراج عنه .

        ‏لكن ما هى حقيقة هذه القصة الي قام عليها هذا الاتهام ؟
        القصة باختصار أن بيتر هوركوس في ذلك اليوم ، مر بسيارته على إحدى محطات البنرين للتزود بوقود لسيارته. وكان ذلك في أعقاب طلاقه ، وقد حمل في حقيبة سيارته الكبيرة كل متعلقاته الشخصية. أجهزة التسجيل واللوحات الفنية والمسدسات . فقد كانت هواية بيتر هي جمع اللوحات الفنية والمسدسات .

        ‏عندما ملأ عامل محطة البنزين سيارة بيتر بالوقود ، وأراد بيتر أن يدفع الحساب ، فاكتشف أن محفظته داخل احدى الحقائب في حقيبة السيارة . توجه إلى حقيبة السيارة ، وعامل المحطة يتبعه ، فتحها وتناول منها محفظة نقوده ليدفع المطلوب منه . هنا .. وقعت عين عامل المحطة على المسدسات العديدة المبعثرة في أنحاء الحقيبة فقال متسائلا باندهاش وشيئ من السخرية ( هاي . . ما الذي تنوي أن تفعله ؟ . . هل تنوي أن تسرق مصرفأ !! . . )

        أراد بيتر أن يخمد شكوك العامل ، فقال له " ‏لا تخف . . أنا أعمل مع الشرطة . . " وكان في ذلك الوقت يتعاون بالفعل مع الشرطة في كشف بعض الجرائم . فسألة العامل "
        . . هل لديك شارة الشرطة ؟!"
        على سبيل المزاح تناول بيتر حقيبة من داخل حقيبة السيارة كان قد وضع فيها جميع شارات الشرطة التي كان قد حصل عليها من جهات الشرطة في مختلف المدن والدول التي تعاون معها ، وكان اسمه محفورأ على كل شارة منها .

        ‏لكن هذه الحركة أثارت دهشة العامل فسأله " ما كل هذه الشارات هل أنت من المباحث الفيدرالية ؟
        " فقال بيتر ضاحكأ " ‏
        لا .. بل قل ما هو أكبر من المباحث الفيدرالية " . . وكان بيتر يشير بذلك إلى تعاونه مع شرطة العديد من الدول ، وليس المباحث الفيدرالية فقط ..


        مضى بيتر مندفعأ بسيارته . وما زالت الشكوك تتصاعد في نفس عامل محطة البنزين ، مما دفعه للابلاغ عما حدث . الأمر الذي أحسنت المباحث الفيدرالية استغلاله .
        اجتياز المحنة ..
        ورغم أن هذه الواقعة قد انتهت إلى لا شيئ ، فقد أثرت تأثيرأ سيئا على حياة بيتر وعلى أوضاعه الادبية والمادية والصحية . فما أن شاع خبر القبض عليه حتى تخلى عنه كل أصدقائه في هوليود . وصرف النظر عن الفيلم الذي كانت هوليود تنوي انتاجه عن قصة حياة هوركوس . والذي كان من المفترض أن يلعب بطولته جلين فورد.وقد زاد الطين بلة ما حدث بعد ذلك من اعتراف دي سالفو بأنه السفاح ، الأمر الذي شكك الناس في مقدرته ، و عن هذه الفترة يقول " لم أكن في حالة طيبة .. كنت مثل الحطام المتهدم .. لقد مضت عدة شهور قبل أن أستطيع اجتياز تلك المحنة .. " .
        ‏ومع هذا ، فقد أجمع كل من تناولوا هذه القضية بالتحليل والدراسة ، من رجال الشرطة والأطباء النفسيين ، أجمعوا على أن دي سالفو ليس هو سفاح بوستون . لقد كان الاتهام محصورأ بين دي سالفو وأوبرين ، وكان كل منهما مريضأ بعقله . والمعروف أن دي سالفو أمضى معظم حياته بين السجون والمستشفيات العقلية . وكان له تاريخ طويل في اغتصاب النساء . ولكنه لم يكن بأي حال من الأحوال منحرفأ جنسيأ أو مصابأ بالشذوذ الجنسي ، كما كان الحال مع أوبرين . وهذا هو الفرق الأساسي بين دي سالفو وبين السفاح . فالثابت أن السفاح لم يكن يتصل بضحاياه جنسيا ، بل كان كارها للنساء وليس مجنونا بعشقهن كما كان دى سالفو . كان السفاح - من واقع ما حدث لضحاياه - يستمد متعته الجنسية بالاعتداء على ضحاياه مستخدمأ أشياء . كالزجاجات وعصي المكانس ! ..

        على كل حال ، فقد حوكم دي سالفو على جرائم السرقة تحت تهديد السلاح ، واغتصاب النساء ، أو ارتكاب أفعال منافية للأخلاق العامة ، لكنه لم يحاكم على جرائم سفاح بوستون رغم اعترافه .. وهكذا أغلق ملف القضية .

        السفاح وجهاز كشف الكذب ..

        لكن عجائب هذه القضية لم تتوقف . في 16 ‏فبراير 1968 ‏، أو بعد إغلاق ملف القضية بأربع سنوات ، نشرت صحف بوستون أن النائب العام الجديد اليوت ريتشاردسون قد أنشأ مكتبأ خاصأ لإعادة التحقيق فيما عرف باسم قضية سفاح بوستون نتيجة للحصول على معلومات جديدة ، تتصل بالمتهم دي سالفو . والأعجب أنه في أبريل من نفس العام أعلن مكتب النائب العام أن ملفات قضية سفاح بوستون قد أغلقت إلى الأبد ، نتيجة لعدم قدرة الأطباء النفسيين على الوصول إلى قرار حول ما إذا كانت حالة دى سالفو العقلية تسمح بإجراء ‏التحقيق معه ، وخاصة باستخدام جهاز كشف الكذب ..


        تتساءل الكاتبة نورما بروننج قائلة " الذي يحتاج إلى إجابة حاسمة ، هل كان من قبيل الصدفة المحضة أن تغلق ملفات القضية بهذا الشكل المفاجئ ، في نفس الوقت بالضبط ، الذى دارت فيه كاميرات التصوير السينمائي لتسجيل أول لقطات من فيلم سفاح بوستون !! .. إنه من الصعب على أقطاب صناعة السينما أن يسمحوا بالتشكيك في كون دي سالفو هو السفاح ، مع الميزانية الضخمة التي رصدت للفيلم و التي تجاوزت عشره ملايين دولار .. " . لقد بني الفيلم على الكتاب الصادر عن قضية سفاح بوستون ، والذى تضمن أن دي سالفو هو السفاح ..


        هل كانت هذه القضية سببا في إحجام بيتر هوركوس عن المساهمة فى كشف غوامض الجرائم مرة أخرى ؟ .. هل اقتنع بأن العناء الذي يلاقيه في عمله هذا ، دون أن يتقاضى أجرا عليه ، مبرر قوي للاقلاع ‏عن التدخل لحل غوامض الجرائم مرة أخرى ؟ ..

        تعليق


        • #34
          جميل ..
          ننتظر المزيد
          { وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ }



          تعليق


          • #35
            اسعد الله مسائك اخي الكريم
            شكرا اخي الدكتور محمد عامر على هذه الهدية الممتعة والمشوقة
            تحياتي الخالصة لك وامدك الله بالصحة والعافية وجميعنا حتى نستمتع معك ونستفيد منك
            لا حرمنا الله من كتاباتك وعباراتك واسلوبك الهوليوودي في الاثارة والتشويق
            تحياتي اخي

            " و لسوف يعطيك ربك فترضى "

            تعليق


            • #36


              اخى ابيان

              اشكر لك مرورك الكريم انت والاميرال العزيز واهديكم مغامرة جديدة لبيتر ارجوا ان تنال اعجابكم



              لغز
              ملك الحرير


              افي عيد الفصح عام 1967 أختفى الثري الأمريكي جيم تومسون " الذى أطلق عليه لقب ملك الحرير التايلاندي " .. اختفى فجأة من بانجوك دون أن يترك خلفه أثرا ..كان الاختفاء غامضا وقد بدأ داخل غابات ماليزيا .. والأثر الوحيد الذي تركه جيم تومسون من خلفه هو قدرأ واسعأ من التساؤل في جميع أنحاء العالم . وبعد الاختفاء بسنة ، ظهر تحقيق في مجلة نيويورك تايمز يحمل هذا العنوان (هل ما زال جيم تومسون حيا ، وبعافية ، في آسيا ؟؟) ..

              كتب الموضوع وليم دارين المدرس بجامعة بانجوك . وقال في موضوعه إن الغموض كان مطبقأ على حادث اختفاء جيم تومسون حتى بدأ بيتر هوركوس جهوده لحل ذلك اللغز .. وان بيتر يؤكد وجود تومسون على قيد الحياة ، بعد اختطافه وأخذه كرهينة في كمبوديا !! ...
              لكن لنبدأ القصة من أولها .
              عمل جيم تومسون كمهندس معماري في مدينة ولمنجتون بولاية ديلاور . سافر إلى تايلاند لأول مرة خلال الحرب وهو برتبة عقيد في الجيش . وكان يتبع مكتب الخدمات الاستراتيجية " أو . اس . اس " الذي كان نواة جهاز المخابرات المركزية الأمريكية . وقد يسرت وظيفته فيما بعد الحرب أن ينتقل على امتداد الجبهة التايلاندية، حيث انتهز هذه الفرصة ليرضي هوايته و راح يجمع عينات ونماذج الحرير السيامي التي تبهر الأبصار ، والتي كانت صناعتها آيلة إلى الانقراض.
              لقد ملكت مشاعره تلك القطعة القديمة المتهرئة من النسيج، فراح يجمعها من كل مكان وفي ذهنه أنها تصلح كهدايا قيمة للأصدقاء بدأ اهتمامه بها فنيا خالصا ، لكنه بعد قليل تحمس لاحياء ذلك الفن القديم الآخذ في الانقراض ، وما لبث أن وجد نفسه غارقا في تجارة النسيج على المستوى العالمي على مدى السنين ، تحول جيم تومسون إلى شيء أشبه بالأسطورة في جنوب شرق آسيا ، وحقق ثروة كبيرة من تجارته في الحرير التايلاندى أو كما يطلق عليه حرير التاى . وقد أصبح يعيش في منزلة الأنيق في بانجوك ، ذلك المنزل الذي أصبح من معالم المدينة التي يسعى الناس إلى مشاهدتها ،بحدائقه المنسقة الجميلة ، وبمجموعته من التحف الأثرية الآسيوية النادرة . كما اكتسب تومسون شهرة عريضة كمضيف مثالى لقاثمة متنوعة من اشخصيات، ومشاهير العالم الذين يزورون المنطقة ، بالإضافة إلى كبار الرسميين التايلانديين .. وقد تناثرت الشائعات حول استمرار اتصاله بمخابرات الجيش الأمريكي . هذه الشائعات التي قويت أكثر من أي وقت مضى بعد اختفائه .

              كانت دوائر أصدقائه تمتد وتتسع لتشمل الشخصيات من مختلف الاهتمامات والحرف . وفي عطلة عيد الفصح عام 1967 ، قدم

              جيم تومسون مع صديقته كونى مانجسكاو ، صاحبة الأعمال

              التايلاندية إلى سنغافورة لينزلا كضيفين على دكتور لينج وزوجته ،

              الذين كانا يملكان كوخا
              صيفيا في مرتفعات كاميرون جنوب ماليزيا كان المشهد حول البيت من أجمل المشاهد ، وقد أطق دكتور لينج على كوخه هذا اسما رومانسيا هو "كوخ ضوء القمر" .. وكان الكوخ يستوي فوق أعلى منطقة في هذه المرتفعات .. من كوخ ضوء القمر هذا ، اختفى جيم تومسون بطريقة غامضة ، بعد ظهر أحد عيد الفصح فى 26 مارس 1967

              كان تومسون ينوي السفر إلى سنغافورة صباح اليوم التالى لاجراء سلسلة من الاتصالات التجارية ، وكان يسعى إلى تمضية عطلة أسبوع هادئة ومريحة بين أصدقائه . وفي صباح يوم الأحد قام الجميع برحلة في المنطقة ، وعند عودتهم إلى البيت قرر الجميع أخذ قسط من الراحة والنوم ، بينما قال تومسون إنه سيبقى في الشرفة ليأخذ حمام شمس وفي حوالى الساعة الثالثة والنصف سمع دكتور لينج وقع خطوات بالشرفة ، فقال لزوجته إن تومسون لا بد أنه قرر أن يمضي في جولة حول الكوخ .

              فهل كان وقع الأقدام الذي سمعه صاحب البيت لفرد واحد ؟ الشيء الثابت ، أن هذه الجولة التي قام بها تومسون كانت آخر جولاته ! ..

              وعندما لم يعد تومسون مع حلول الليل ، اسرع دكتور لينج بإخطار السلطات ، التى بدأت على الفور بحثها وتنقيبها . وبدأ التساؤل :

              هل يا ترى ضل طريقه داخل الغابة ؟


              بدا هذا الاحتمال بعيدا ، خاصة بالنسبة لواحد كتومسون الذي كان خبيرا فى اختراق الأدغال ، منذ أيام عمله في الجيش ، وقد عرف عنه إحساس قوي بالاتجاهات .

              لقد عثروا عى علبة سجائره في الشرفة .. ألا يعني هذا أنه كان ينوى العودة إليها بعد زمن قصير ؟ .. ام انه يترك علبة السجائر متعمدأ ، لما عرف عنه من رغبة في الامتناع عن التدخين؟ .. هل يا ترى أصابه الإعياء فجأة وهو وسط الغابة فلم يقو على العودة إلى كوخ ضوء القمر ؟ لكن الشواهد كلها تؤكد أنه كان يبدو في صحة جيدة خلال عطلة نهاية الأسبوع ، مما يدفع إلى التخلى عن مثل هذا الفرض .
              أثارت قضية اختفاء جيم تومسون ، ملك الحرير التايلاندي ، أكبر حملة بحث وتنقيب في تاريخ المنطقة . واستمر بحث السلطات الرسمية لمدة عشرة أيام ، واشترك في هذا البحث الرسمي أكثر من ثلثمائة شخص. وظهر خبر الاختفاء في عناوين عريضة بمعظم صحف العالم ، ومع هذا لم يتمخض ذلك كله عن شيء ولو مؤشر بسيط يقود إلى أول خيط من خيوط البحث ، ويلقي ولو ضوءا خافتا على غموض ذلك الحدث وكان هذا في حد ذاته سببا في المزيد من الاهتمام بالحدث


              منافس البوموس

              من المعروف أن "البوموس" أو الأطباء السحرة في جنوب شرق آسيا ، ما زالوا يحتلون مكانة مرموقة ، كما ان الممارسات الشعبية التقليدية ما زالت تحظى باحترام كبير بين الناس . وعندما شارك البوموس في هذا البحث ، طرحوا مجموعة من النظريات فى تفسير سر اختفاء جيم تومسون وفي تحديد مصيره . قال احد هؤلاء السحرة انه موجود في تجويف بجذع شجرة ضخمة ! وقال آخر إن مغنية كاباريه شقراء قد سجنته فى كوخ صغير . . لكن ما ان أوشك شهر ابريل أن ينقضي حتى بدأ البوموس أو الأطباء السحرة يواجهون منافسة قاسية من مشاركة بيتر هوركوس !
              كان قد جرى التعاقد مع بيتر هوركوس على أساس المساعدة في تحديد المكان الذي يختفي فيه جيم تومسون . وقد اجرى التعاقد وتكفل بالنفقات السيد جيمس دوجلاس من شيكاغو ، وزوج اخت المختفي جيم تومسون

              تحكي نورما بروننج كيف وصل إلى سمعها لأول مرة خبر اشتراك بيتر هوركوس في هذه القضية فتقول "كان لقائي الثاني مع بيتر هوركوس في هوليود ، بعد ان انقطعت الصلة بيننا لعدة سنوات ، وكان ذك في حفل ضم مشاهير أهل الفن . تحدث بيتر معي حول آخر ارتباطاته فقال إنه سيسافر قريبأ إلى آسيا للعمل على كشف غوامض قضية اختفاء جيم تومسون . في ذلك الوقت كنت حقيقة لا آخذ اقواله مأخذ الجد .. كان الحفل ناجحا وصاخبأ وكنا جميعأ نستمتع به ، فتمنيت له رحلة طيبة ، وانا أرشف من كأس الفودكا ، وأقول لنفسي .. من بحق السماء ذلك الساذج الذي يستأجر رجلأ هولنديأ يزعم تمتعه بقدرات عقلية خارقة ، للبحث عن الملك ، ملك الحرير التايلاندي الضائع فى بانجكوك ؟ . . لم أكن أدري ساعتها أنني بعد ذلك بسنوات سأجد نفسي غارقة في إعداد مادة كتاب عن حياة بيتر هوركوس ، ونشاطه ، وأعماله الخارقة ، التي كان لابد أن تتضمن جهده المتميز فى حل ألغاز قضية جيم تومسون
              . ..


              وتستطرد السيدة نورما قائلة " وأنا الان أنظر إلى الأمر كصدفة غريبة ، ذلك أنني قبل أن أسمع عن بيتر هوركوس ، كنت قد عرفت جيم تومسون شخصيا ، وكان وقتها بطلا لواحدة من أكثر مغامرات الجاسوسية أخذا للأنفاس . . لقد انتقلت بذاكرتى إلى صيف عام 1955 ، عندما زرت بانجوك للمرة الأولى مع زوجي ، والتقينا هناك بملك الحرير جيم تومسون ، كان رجلا طويل القامة ، اصطبغ جلده بصبغة استوائية ، مما جعل له منظر الكاوبوى الامريكي".

              ياترى ماهى قصة جيم تومسون ملك الحرير؟
              وماذا كانت بداياته ؟
              والى اين تنتهى ؟



              التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2012-12-06, 08:20 PM.

              تعليق


              • #37
                رحلة السامبان ..
                تصف نورما بداية نشاط جيم تومسون فتقول ( في كل صباح ، وحوالى الثامنة ، كان يتقافز فوق الدرج المفكك المهتز الهابط إلى القناة حتى يصل إلى قارب سامبان)
                Sampan Boot

                وهو قارب صغير بشراع من القش على الطريقة الصينية ، وبهذا القارب كان جيم يمضي في القناة الموحلة بأطراف المدينة ، ليختفي في متاهة من العشش السيامية التي تتكوم على شاطئ النهر .. لم يكن بإمكان أحد أن يخمن أنه من ذلك المكان الكئيب ، تخرج أجمل قطع النسيج النادرة المبهرة ، ذات السمعة العالمية الواسعة ، والذي كان يباع في ذلك الحين بعشرين دولارا للياردة .. حرير تايلاند الذي أصبح يتسابق إلى دفع أعلى سعر له عارضات الأزياء في أمريكا ، وممثلات برودواي وهوليود ، وشخصيات المجتمع الراقي وكل من يطيق أن يدفع ثمنه المرتفع .. ).

                ( فمنذ أن عرضت مسرحية ( أنا والملك )
                The King and I 1956

                شاع فى برودواي استعمال الحرير السيامي لعدة سنوات .. وكان المسؤول عن هذا الشيوع والانتشار ، رجلأ أمريكيأ أعزب يعيش فى بانجوك .. الضابط السابق في الجيش الأمريكي والذي كان حينذاك لا يعرف الفرق بين دودة القز والبالون المطاط . عندما قابلنا جيم تومسون كانت تجارته حتى ذلك الوقت تدو رائجة ، لكنها كانت مجرد البداية . أمضينا معه بعض الوقت في متجره ، وفي بيته الفاخر ، واصطحبنا معه في جولاته الصباحية على النساجين )..


                ((في ذلك الوقت لم تكن في بانجوك مصانع للنسيج . كانت النساء السياميات ينسجن الحرير على أنوال صغيرة في بيوتهن . وفي القرية التي تكومت عششها على شاطىء القناة ، والتى كان يتجمع فيها الحرفيون العاملون في النسيج الحريري . لم يكن بها في بداية الأمر سوى نولين للنسيج . وعندما زرنا هذه القرية عام 1955 كان بها أكثر من مائتي نول ، بالاضافة إلى المئات الأخرى التي لا يمكن حصرها فى المقاطعات المختلفة لتايلاند . وفي بانجوك كان هناك أكثر من عشرة محلات لبيع الحرير التايلاندي ، تزود أربع شركات للتوزيع في أمريكا بالحرير الفخم الملون .. ومع هذا ، كانت هذه التجارة في طفولتها الأولى ) .

                مفاجأة فى مجلة فوج !

                بعد انتهاء الحرب كان تومسون ينوي العودة إلى أمريكا ، ليواصل عمله كمهندس معمارى فى نيويورك . وعندما كان يتأهب لرحلة العودة إلى بلده ، اقترح عليه صديق حميم أن يأخذ معه مجموعة هداياه من النسيج السيامي ليعرضها على محرري مجلة فوج الباريسية والمتخصصة في الازياء .
                Fog Magazine
                لم تكن الأزياء النسائية من المسائل التي تشغل بال تومسون ، ولكن إرضاء لذلك الصديق ، قام بالمهمة متوجها إلى مكاتب مجلة فوج . هناك . . فوجئ بصيحات الاعجاب المتصاعدة ، وبعشرات الأسئلة المتلاحقة التي تدفقت عليه .. كيف نحصل على مثل هذا النسيج ؟ .. ما هي الكميات التي يمكن أن نحصل عليها ؟ .. ما هو أقصى معدل إنتاج في السنة ؟
                بعدها ، وجد تومسون نفسه غارقا في تجارة الحرير ، دون أن يكون لديه متر واحد من الحرير !!


                عاد ثانية الى بانجوك ، وبدأ يحصر عدد النساجين الموجودين . فى ذلك الوقت ، عام 1948 ، كان أهل سيام يصنعون هذا النسيج لاحتياجاتهم الشخصية فقط . وكان اقناعهم بإنتاج النسيج على أساس تجاري أمرا شاقا . مرت سنتان لم بحقق فيهما تومسون أي أرباح أو نتائج مادية ، بل خسر ما كان معه .. لكنه تعلم الكثير في هاتين السنتين . .
                تعلم كل شي عن سداة النسيج ولحمته . . عن الصباغة ، عن دودة القز التي كان يتم توالدها في منطقة بشمال سيام . لقد أصبح باختصار خبيرا في كل ما يتصل بالحرير التايلاندي . إلى حد أن حكومة بورما تعاقدت معه لمدة عام كمستشار في شؤون الصباغة للنساجين في بورما ، في محاولة لرفع معدل صادرات بورما من الحرير ..


                كان تومسون يمضي يوميا في جولاته على النساجين ، محاولا حثهم على مواصلة الإنتاج ، ذلك أنهم ما كانوا يقتربون من أنوالهم إلا إذا لم يجدوا ما هو أمتع لهم من ذلك .. وكان هذا هو السر في ارتفاع سعر الحرير التايلاندي . كان تومسون يساعدهم ، يمدهم بالألوان والصبغات ، ثم يلتقط ما انتهوا من نسجه ، طالبا منهم المزيد.
                أما فترة ما بعد الظهر ، فقد كان تومسون يقضيها في متجره بشارع سورونجز ، مستقبلا زبائنه ، أو عاقدا الاجتماعات مع حائكة الملكة ، ليساعدها في تصميم الرداء الملكي الجديد . وفي أثناء ذلك كان يلتقط كل ما يمر عليه من معلومات عن الموضة ، حتى يستطيع أن يواجه استفسارات ومطالب السياح من زبائنه ، والذين بدأوا يعرفون طريقهم إلى متجره.
                وفي عام 1955، لم يكن تومسون قد أصبح بعد في عداد الأثرياء ، لكن ما لبثت الشركة التي أسسها أن أصبحت تتعامل فيما يزيد على مليون ونصف مليون دولار سنويا ، كما أن 150 شركة أخرى للنسيج بدأت عملها في تايلاند . وبهذا أصبح الحرير من أهم صادرات تايلاند . وفي عام 1967 كان تومسون قد حقق ثروة هائلة ، وسمعة عالمية واسعة باعتباره ملك الحرير التايلاندي ، فكيف ولماذا اختفى هكذا ، دون أن يترك خلفه أي أثر ؟؟ ..


                سوكارنو نام هنا !!

                كانت شقيقة تومسون Katherine Thompson Wood تتعلق بقشة أمل واهية ، عندما ألحت على زوجها أن يتصل ببيتر هوركوس . وفي 14 ابريل1967 وصل إلى بيتر خطاب من زوج أخت تومسون يطلب فيه المشاركة في البحث عن الرجل المفقود ، ويتضمن العرض المالي المطروح ، بالإضافة إلى بعض المعلومات الضرورية . وخطابات التوصية المطلوبة إلى رجال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بانجوك لتسهيل مهمته فى البحث عن الرجل المفقود .
                متسلحا بهذه الخطابات ، وبأشرطة التسجيل ، و آلات التصوير ، سافر بيتر مع مساعدته وسكرتيرته ستيفانى Stephany Farb في 19إبريل 1976 إلى بانجوك . وكما فعل صديقه جيم كرين معه أثناء عمله في قضية سفاح بوستون ، قامت ستيفاني بتسجيل كل ما فعله أو قاله في هذه القضية.
                عندما وصل بيتر إلى بيت تومسون في بانجوك ، تجول في أنحائه حتى وصل إلى الحجرة التي ينام فيها الضيوف ، فقال ( أرى أن سوكارنو نام هنا .. والجنرال بلاك أيضا ثم استطرد بعد لحظة (كان تومسون يلعب بالنار ، يرتبط في بعض الأحيان بأشخاص غير لائقين .. لا أعتقد أنه يدرك كم هو محبوب جدأ .. ) .


                في 24 ابريل ، وصل بيتر وستيفاني إلى كوخ ضوء القمر ، وهنا أيضا أخذ بيتر يتجول في المكان ، ثم راح يدور حول الكوخ حاملا في يده صورة فوتوغرافية لتومسون.. بعد ذلك أشار إلى مقعد بالشرفة وهو يقول ((هذا هو المقعد الذى جلس عليه تومسون اخر مرة ) . جلس بيتر على المقعد لبعض الوقت ، وأخذ يتحسسه وهو يتمتم ( نعم هذا هو المقعد ) . ثم قام بجولة أخرى حول الكوخ ، وعاد الى الشرفة وجلس وهو ما زال يمسك بصورة تومسون في إحدى يديه ، وممسكا ببعض الخرائط في يده الأخرى . ثم غرق في حالة من التركيز والتفكير العميق.

                وفجأة .. بدأت الكلمات تتدفق من بين شفتيه (آه .. بريبي .. تومسون .. بريبي ، بريدي .. أربعة عشر شخصا قبضوا عليه .. بريب أو بيي .. إنه ليس في هذه الغابة .. أريد أن أتبع الطريق الذي سلكوه عندما وضعوا يدهم .. كان يجلس هنا بالضبط .. على هذا المقعد .. لم يكن يوجد أحد معه بالشرفة .. كان الجميع فى الدور العلوي .. كما أن أحدا لم يكن بحجرة المعيشة المجاورة للشرفة .. كان يجلس منفردا أربعة عشر شخصا .. وسيارة كسيارات الجيش . مثل اللوري .. نعم أرى اللورى .. من هنا سار مع شخص .. صديق له .. اسمه بيبي أو بريدي .. الأمر لا يتصل بعصابات .. لقد سار أكثر من نصف ميل مع بيبي هذا أو بريبي . . كان اللو ري في الطريق ينتظر .. أربعة عشر رجلا .. شخص واحد هو الذي استدرج تومسون وكان على معرفة سابقة به .. ثم سارا معا على امتداد هذا الطريق حتى اللورى .. الان ياتي دور المورفين .. إنه يرقد في اللورى .. الان يتحرك اللورى مبتعدا .. ) .

                الخاطف رئيس الوزراء !!

                عندما وصل بيتر إلى هذا ، أخذ استراحة ، وبعد أن تناول قدحا من القهوة ، عاد إلى التركيز في محاولة لاستقراء ما حدث .. وكان ملخص ما قاله هو أن ذلك الشخص بيبي أو بريبي أو بريدي صافح تومسون ثم سارا معا يهبطان الطريق .. ثم نهض بيتر وراح يقتفي اثار تومسون بينما تبعه الجميع فى صمت يشوبه التوتر و الاثارة . توقف فجاة فى بقعة معينة وهو يقول (( وقفا هنا . . ثم حمله إلى هنا .. وخلف هذا المنحنى كان اللوري ينتظر . ))
                انتقل بيتر إلى الجانب الاخر من الطريق ، وجلس على الأرض ليرسم على التراب الطريق ألذي "رأى" اللوري يسلكه ، وهو يقول (( لقد سلك اللوري الطريق الطويل للهبوط من الجبل بدلا من أن يسلك الطريق القصير .. وذلك لخلوه من الناس . لا أدري بالضبط هل خدروه بالمورفين ، أم أنهم وضعوا شيئا على وجهه أفقده الوعي سريعا .. )) كما قال بيتر إن الرجل الذي استدرج تومسون كان فى حوالى الثانية والسبعين من عمره ..


                وبعد استراحة ثانية ، قال بيتر ((كمبوديا .. هو هناك .. أراه في كمبوديا ، لم تختطفه عصابة .. بل إن الأمر يتصل بالسياسة .. لقد نقلوه من اللوري إلى الطائرة ، طارت إلى كمبوديا . . إنه ما زال على قيد الحياة )) .. !!
                أثارت أقوال بيتر ضجة سياسية ، فقد تبين أن جيم تومسون كان له صديق يدعى بريدي ، واحد من أصدقائه السياسيين القدماء . اسمه بالكامل بريدي فانا مايونج
                Pridi Banomyong

                ، تولى أكثر من مرة رئاسة وزراء تايلاند .. وكان بريدي هذا قد شارك فى الانقلاب الذى أطاح بالملكية ، وقد بدأت صلة تومسون به ، عندما كان تومسون يعمل في مكتب الخدمات الاستراتيجية بالجيش.

                من سيام إلى هوليود

                أراد بيتر أن يسافر إلى كمبوديا لمواصلة البحث عن تومسون . في
                أول الأمر ، بدأ الاعداد لسفره إلى كمبوديا كسائح ، فلم يكن من الممكن أن يصطحبه أحد من المسؤولين الأمريكيين ، ذلك لتوتر العلاقات بين كمبوديا وأمريكا . لكن هذا السفر لم يتم ، وجرى تبادل البرقيات بين بانجوك وواشنطن . . ثم توقف هذا كله فجأة لسبب لم يجر الافصاح عنه حتى اليوم . وهكذا اضطر بيتر إلى العودة إلى أمريكا . ولعل آخر ما نشر هو ما ظهر في احدى الصحف من أن جيم تومسون ما زال حيا ، وقد شوهد في مكان ما بآسيا ، وان لم تحدد الجريدة ذلك المكان .
                و لكن حاليا يعتبر جيم تومسون ميتا بسبب طول فترة اختفائه.


                وقد رأى بعض القريبين من القضية ، أن خطف تومسون جرى كحلقة من مؤامرة شيوعية لوقف قصف أمريكا لفيتنام الشمالية بالقنابل . وأن الخطف تم للضغط على تايلاند التي لتومسون نفوذ فيها ، حتى لا تسمح للطائرات الأمريكية بالإقلاع من تايلاند لقصف فيتنام الشمالية بالقنابل. لكن مغامرات بيتر هوركوس لم تقتصر على جرائم السفاحين ، والبحث عن المختطفين في أدغال تايلاند ، ففي هوليود مدينة السينما كانت له أكثر من قصة .

                فما الذى فعلة بيتر هوركوس فى هوليود؟

                هذا ما سنعرفة فى الاجزاء القادمة باذن الله

                تعليق

                يعمل...
                X