إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أديان و أساطير الهند

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أديان و أساطير الهند



    بحث ...

    أديان و أساطير الهند

    عند الكتاية عن أديان غير الأديان الإبراهيمية الثلاثة فسيظهر اسم قوي على الساحة ألا و هو الهند و ما تتضمنه من تنوع في الأديان و اللغات
    الهند بلاد الأسرار و الأساطير , مجتمع شعوب و طبقات , بل مجتمع يحتوى عدة مجتمعات , و تتعدد قية اللغات و الاجناس والقوميات والاديان فالحديث عن الهند طويل
    وذو شجون ....

    التعريف بالهند ( يشمل باكستان وبنجلاديش )

    جغرافية الهند :

    تبلغ مساحة الهند 1221072 ميلا مربعا أو ما يعادل مساحة دول أوربا مجتمعة باستثناء روسيا ، والهند ذات موقع مهم على خريطة العالم فهي شبه جزيرة أو ما يشبه مثلث غير منتظم الأضلاع قاعدته الى أعلى و رأسه الى الأسفل و قاعدته هي سلسلة جبال الهملايا
    و رأسه رأس كوماري ( Cape Comarian ) و ضلعا المثلث في الشرق و الغرب يدور حولهما البحر أما قاعدة المثلث في الشمال فتحيط بها سلسلة جبال الهملايا و جبال سليمان و يحتضنها نهران عظيمان أحدهما نهر الأندوس ( السند ) ينبع من جبال الهملايا و يصب في خليج العرب بعد ان يتصل بأنهار البنجاب ( الأنهار الخمسة ) و الآخر نهر كلكتا أو نهر الغانج و هو ينبع أيضا من الهملايا و يصب في خليج البنغال بعد أن يتصل بنهر براهما بوترا المقدس .

    و من نهر الأندوس ( السند ) اشتُق اسم الهند و ظهرت كلمة اند و هند و معناها الأرض التي تقع فيما وراء الأندوس و سمي سكان هذه البلاد : الهنود أو الهندوس

    و حضارة الهند قديمة جدا و قد أنتجت فلاسفة و علماء عظاما حتى قبل أن يولد سقراط و انتشرت في الهند معاهد العلم و أوجدت المباني الضخمة في عهد كانت فيه الجزر البريطانية تعيش في بربرية و فوضى

    و عن الهند يقول G.H.Rylands : في الهند الحديثة يتقابل وجها لوجه الشرق في عصور بدائيته مع الغرب في عصور حضاراته و تطوره و من مظاهر ذلك الطائرات النفاثة التي تشق الجو لتقيم شبكة مواصلات بين مدن الهند بعضها و البعض الآخر في حين لا تزال المواصلات داخل المدن عبارة عن ( الركشة ) و هي مركب ذي ثلاث عجلات يركبه شخص أو شخصان و يدفعه شخص آخر ....

    لمحة عن سكان الهند :

    الهند مركز من مراكز الحضارة القديمة في العلم و هي في هذا تضارع مصر و الصين و آشور و بابل و لكن حضارة الهند قد سبقت العهد الآري و ظلت غير معروفة حتى أظهرت الإكتشافات الحديثة مدى الرقي الذي عرفته الهند في الشؤون المعمارية و الزراعية و الإجنماعية و الإقتصادية قبل الميلاد بحوالي ثلاثة آلاف عام أي قبل الغزو الآري بحوالي ألف و خمسمائة سنة .

    طيبعة الهند الجغرافية جعلت من وصول الغرباء اليها صعبا جدا و لكن كان هناك معبرين كان كل منهما منفذا سلكته أجناس مختلفة من البشر حيث تكون سكان الهند أحد هذين المعبرين في شرقي جبال الهملايا عند وادي نهر برهما بوترا و يسمى بالباب الشرقي و الثاني غربي هذه الجبال و يسمى الباب الغربي و من هذين البابين اقتحمت الهند عدة مرات أجناس مختلفة و لهذا أصبح سكن الهند - كما يوق فوستاف لوبون - - ذوي أمثلة متباينة و فيهم شعوبا بيضاء بياض الأوربيين و شعوب سوداء وسود مثل الأفارقة و تجد بين هؤلاء و هؤلاء ألوان و ألوان .......

    هناك جماعتين رئيسيتين : الأولى يغلب عليها الدم التوراني نسبة الى التورانيين و هم الشعوب الصفراء التي دخلت من الباب الشرقي و الثانية يغلب عليها الدم الهندي و هم السكان الأصليون
    من الباب الغربي فقد اقتحم الآريون بلاد الهند وارتبط بهم تاريخ الهند القديم و ما زال هناك اختلاف بين الباحثين بأن الآريون هم شعب أوربي الأصل أو آسيوي الأصل و قد زحفت أفواج ضخمة من هذا الجنس في أزمنة غير واضحة نحو ايران متجهة الى الهند ....

    و بالتقاء الآريين و التورانيين مع السكان الأصليين بدأت الطبقات في الهند وأصبحت ذات أهمية كبرى في تاريخ هذه البلاد فمن الآريين كانت طبقة رجال الدين ( البراهمة ) و طبقة المحاربين أما من التورانيين تكونت طبقة التجار و الصناع ....

    و قد أوجد الآريون طبقة الخدم و العبيد وهم سكان الهند الأصليون و بقيت شريحة من السكان الأصليين لم تصلهم الحضارة و ظلوا طريدي المجتمع أو منبوذين ........
    اللغات في الهند

    كانت اللغات في الهند أشد اختلافا و تنوعا من اختلاف السكان ، والحياة القبلية في الهند هي من أهم اسباب انتشار و تنوع اللغات فتكاد تكون كل قبيلة تختلف بلغتها عن قبيلة أخرى و قد وصل تعداد اللغات في الهند الى 240 لغة و 300 لهجة مختلفة بالإضافة الى الفارسية التي كانت لغة رسمية للقصور و المجتمعات الراقية و البهلوية و هي لغة المجوس ....

    و هناك لغة أخرى تكونت في القرن الخامس للميلاد و هي اللغة الهندوستانية و أصلها آري دخلت عليها كلمات كثيرة من الفارسية و الهندية و التركية و تسمى الآن اللغة الأوردية نسبة الى الآورد و هو معسكر اذ كانت لغة معسكرات المغول أولا و انتشرت هذه اللغة بين المسلمين و غير المسلمين و شجعها الملوك و السلاطين و أصبحت لغة رسمية الى جانب اللغة الإنكليزية و لما تم تقسيم الهند اعتبرت هذه اللغة لغة اسلامية في كثير من الولايات الهندية فاحتضنتها الباكستان أما في الهند فقد عانت الأوردية صورا من لاإضطهاد و لكن اعترف بها من قبل بعض الولايات مثل بومباي و اندرو و مدراسش و الذين كانوا يهاجمون اللغة الأوردية جماعة يقال لهم ( التانديت نهرو )

    و هذا الإختلاف مهد للغة الإنجليزية لتكون لغة عامة بجوار اللغات المحلية و هذا ما تم لاحقا في أيامنا هذه .......

    و قد أقر الدستور الهندي في أيامنا هذه ثلاث عشرة لغة في مختلف الولايات و كل منها لغة حية و لها أدب و أدباء و كتّاب .

    كانت هذه مقدمة لابد منها للدخول الى عالم الأديان في الهند ونتابع .......







  • #2



    الآلهة في الهند



    يرى مجموعة من علماء مقارنة الأديان أن الغريزة الدينية مشتركة بين كل كل الأجناس البشرية و أن الإهتمام بالمعنى الإلهي و بما فوق الطبيعة هو أحدى التزعات العالمية الخالدة للإنسانية و هناك عوامل تقوي هذه الغريزة من أهمها اختلاف قوى الطبيعة و مواجهة الإنسان لهذه القوى وجها لوجه و احساسه بالضعف اتجاهها ......

    و الهند حقل واسع لتطبيق هذه المبادئ فقد نشطت قوى الطبيعة و واجهها الإنسان الهندي وجها لوجه و أحس بالضعف اتجاهها فأصبح متدينا بطبيعته و يشغف بالروحانيات و يسعى دائبا الى معرفة الإله و يتخذ من الزهد وسيلة ليتخلص من دنيا المادة و ينتظم في دنيا الروح ......

    فمن الصعب أن تجد هنوسيا لا يعبد عددا من الآلهة فالعالم عنده زاخر بها حتى أنه يصلي للنمر الذي يفترس أنعامه و لجسر الحديد الذي يصنعه الأوربي و للأوربي نفسه عند الحاجة لذلك .......

    لقد عرف الهنود القدماء عبادة الحيوانات و بخاصة البقرة كما عرفوا عبادة قوى الطبيعة و عرفوا كذلك عبادة العضو التناسلي الذكري معتقدين أنه سبب الخلق و كان هذا الإله يسمى عندهم (Linga) و هي اشتقاق من الكلمة الإنكليزية Link أي صلة و رابط و في العصور الآرية اندمج هذا الإله في الإله الذي تكون منه الثالوث الهندي ......

    و عبدة الهنود للحيونات نشأت عن الفكر الطوطمي أو عن اعتقادهم بأن الله يتجلى في بعض الأحياء فيحل فيها - فيُحتمل حلوله في هذا الإنسان أو ذاك - أو لأنهم آمنوا بالتناسخ فجاز عندهم أم يكون الحيوان جدّا قديما أو صديقا عائدا الى الحياة .........

    و كان للبقرة قدسية خاصة من بين الحيوانات لذلك سأخصها بالذكر في هذا البحث ثم سأتكلم عن آلهة الهنود من الظواهر الطبيعية

    عبادة البقرة

    حظيت البقرة في الهند بأسمى مكانة و هي من المعبودات الهندية التي لم تضعف قداستها مع مرور الزمن ففي الأدب المنسوب للمهاتما غاندي تفسير لما حظيت به البقرة قديما و حديثا من نفوذ ديني .

    في مجلة تصدر في بومباي اسمها ( Bhavan's Journal ) العدد نوفمبر 1963 نقتبس ما يلي عن عبادة البقرة

    نشيد نشرته المجلة في صفحة مستقلة كُتب داخل رسم تخطيطي لبقرة و الترجمة الى العربية كما يلي :

    صــــــــلاة الى البقرة
    أيتها البقرة المقدسة , لك التمجيد و الدعاء , في كل مظهر تظهرين به , انثى تدرين الحليب في الفجر و عند الغسق
    أو عجلا صغيرا , أو ثورا كبيرا , فلنُعد لك مكانا واسعا نظيفا يليق بك , و ماء نقيا تشربينه , لعلك تنعمين بيننا بالسعادة .






    و هناك أسطورة تُروى كمحادثة تم اقتباسها من مجلة ( Sumani Sinanda ) و هي محادثة بين ملك و خنزير كما يلي :

    ذهب الخنزير يوما الى ملك و هو يصلي أما البقرة و يعلن لها أنها معبودُه الأوحد
    قال الخنزير للملك : أيها الملك متى ستعبدني ؟
    فثار الملك و نهر الخنزير قائلا : أخرج و إلا قتلتك
    بكى الخنزير و انتحب و قال : نعم أنا أعرف أنك تحب فقط لحمي فأنا أموت لأقدم لك ما تحب و مع هذا فإنك تعبد البقرة و لا تعبدني
    فأجاب الملك : انك أحمق أيها الخنزير انني آخذ لحمك بعد موتك أي بعد أم تكون في حال لا تستطيع أن تمنح و لا أن تمنع و سرعان ما ينتهي لحمك , أما البقرة فإنها تقدم لي طعامي طائعة و هي حية و كذلك تستمر في في تقديمه يوما بعد يوم بلا نهاية
    انها رمز للإثيثار و لذلك أنا أعبدها .

    و قد قال المهاتما غاندي في مقالة له بعنوان ( أمي البقرة ) في نفس المجلة ما يلي :

    " إن حماية البقرة التي فرضتها الهندوسية هي هدية الهند الى العالم و هي احساس برباط الأخوة بين الإنسان و الحيوان و الفكر الهندي يعتقد أن البقرة أم الإنسان و هي كذلك في الحقيقة , إن البقرة خير رفيق للمواطن الهندي و هي خير حماية للهند "

    " عندما أرى البقرة لا أحسبني أرى حيوانا لأني أعبد البقرة و سأدافع عن عبادتها أمام العالم أجمع ......."

    " و أمي البقرة تفضل أمي الحقيقية من عدة أوجه فالأم الحقيقة ترضعنا لمدة عام أو عامين و تتطلب منا خدمات طول العمر نظير هذا و لكن أمنا البقرة تمنحنا اللبن دائما و لا تتطلب منا شيئا مقابل ذلك سوى الطعام العادي , و عندما تمرض الأم الحقيقة تكلفنا نفقات باهظة و لكن أمنا البقرة لا تخسرنا شيئا ذي بال و عندما تموت أمنا الحقيقة تتكلف جنازتها مبالغ طائلة و عندما تموت أمنا البقرة تعود علينا بالنفع كما كانت تفعل و هي حية لأننا ننتفع بكل جزء من جسمها حتى العظام و الجلد و القرون "

    الآلهة من الظواهر الطبيعية

    و من آلهة الآريين التي وردت في كتبهم المقدسة مجموعة من الظواهر الطبيعية مثل :

    وارونا : إله السماء

    إندرا : إله الرعد الذي يسبب الأمطار

    الشمس : و كانت تُعبد في خمسة أشكال فتُعبد لذاتها باسم ( سورية ) و تُعبد كمصدر انتعاش باسم ( ساوتري ) و تُعبد اتأثيرها في نمو الأعشاب و الحشائش باسم ( بوشان ) و تُعبد كبنت للسماء باسم ( مترا ) و أخيرا باسم ( وشنو ) أي النائب عن الشمس ثم استقل وشنو فعُبد لذاته .

    أغني : إله النار

    أوشا : إله الصبح

    رودرا : إله العواصف

    بارجانيا : إله المطر و المياه و الأنهار

    وايو , واتو : إلها الرياح .........

    و يُعلق كتاب Hindusim على كثرة الآلهة بقوله : ان هذه الديانة توزع الآله حسب المناطق و حسب الأعمال التي تناط بهذه الآله فلكل منطقة إله و لكل عمل أو ظاهرة إله .......

    المراجع
    محي الدين الألواني : الأدب الهندي المعاصر
    أحمد الشلبي : أديان الهند الكبرى


    تعليق


    • #3

      كانت هذه المقدمة مدخلا للتعرف على بعض آلهة و طواطم الهند ثم نتطرق الى الفكر الديني الهندي ممثلا في الديانات الثلاث الرئيسية : الهندوسية _ الجينية _ البوذية والتى سبق عرضها على الرابط

      http://www.qudamaa.com/vb/showthread...ferrerid=13529

      دراسة مقارنة بين أديان الهند


      إن أديان الهند تسير في فلك واحد، وإن الهندوسية هي الدين الأم، وتشعب منها الأديان الأخرى، ثم تعود إليها غالبا في صورة أو أخرى، وهكذا تلتقي أديان الهند في الاعتقاد بالكارما، وإن اختلفت هذه الأديان في تفسيرها، وتلتقي تبعا لذلك في القول بالتناسخ، وفي محاولة التخلص من تكرار المولد بقتل الرغبات والحرمان، وأديان الهند تتجه للتشاؤم، وتسعى كلها إلى الانطلاق أو النجاة، وليست مدلولات هذه بعيدة الاختلاف.

      ويصف wells الارتباط بين أفكار بوذا وبين سواها من الأفكار الهندية بقوله: (إن جوتما لم يكن له أي علم ولا بصيرة بالتاريخ، ولم يكن لديه شعور واضح عن مغامرة الحياة الفسيحة الكثيرة الجوانب في انطلاقها في أرجاء الزمان والفضاء، كان ذهنه محصورا في دائرة فكرات عصره وقومه، وقد جمدت عقولهم حول فكرات التكرار الدائم المتواصل.
      وأبرز ألوان الخلاف بين أديان الهند يتضح في مسألة الطبقات، فقد قررتها الهندوسية ووضعت حدودا حاسمة تفصل كلا منها عن الأخرى، ولم تقل بها الجينية ولا البوذية، ولكن أيا منهما لم تستطع أن تتخلص من النظام الطبقي في الحياة العملية.

      ومن أوجه الخلاف كذلك مسألة الألوهية، ففي الهندوسية مجموعة كبيرة من الآلهة، وأنكرت الجينية الإله، ورفضت البوذية الحديث عنه، ولكن هذه الهوة لم يطل عمرها، فسرعان ما أله الجينيون مهاووا والبوذيون بوذا واختلطت التماثيل والآلهة، إذ وجد الجينيون والبوذيون أن الدليل على عدم الإله أصعب من التدليل على وجوده، ومما يتصل بالإله ما تقوله الجينية من عدم الاعتراف بوحدة الوجود، ومن أنها ترى أن كل روح وحدة مستقلة خالدة، وليس مصيرها أن تندمج في روح عام، بل ستبقى مستقلة خالدة، وهي بذلك تخالف الهندوسية.

      ولا تعترف البوذية بسلطان الكهنة ولا بقانون الويدا وتختلف البوذية عن الجينية في أن الأولى تسعى لإنقاذ المجموع والثانية لإنقاذ الفرد .

      تعليق


      • #4




        لمحة تاريخية عن الديانات الهندية:

        بلاد الهند تعجُّ بكثير من المعتقدات الباطلة، ولا يعرف حتى اليوم ديانات الهند التي سبقت الديانة الفيدية، ولم تكن البوذية هي الديانة التي كانت في الطليعة، بل سبقتها ديانات مختلفة، ولا يعرف منها إلا ما كان في العصر الفيدي الذي قامت ديانته على الكتب الفيدية، وهي الديانة البرهمية.

        وكلمة (فيدا) من اللغة السنسكريتية، ومعناها القانون، أو العلم، أو المعرفة.
        وللفيدا كتب أربعة هي: أناجيل البراهمة، والرأي في حقيقتها مختلف متى وضعت ؟ ومتى وجدت ؟
        ومما قيل في ذلك: أن كتاب (الفيدا) أقدم من التوراة بآلاف السنين، وأنه يتألف من أربعة أسفار هي:
        1- الريجا فيدا.
        2- الساما فيدا.
        3- الباجورا فيدا.
        4- الأثارا فيدا.

        وكان الغربيون يسمون دياناتهم بالهندوكية، وقد ذاعت هذه التسمية حتى تقبلها أهل الديانة أنفسهم، وإن كانوا فيما بينهم يستعملون لفظ (دراما) التي تعني (نهج الحياة، والتفكير والحياة).
        وكانت تسمَّى قديماً بالبرهمية نسبة إلى (براهما)، التي يزعمون أنها الروح العليا الخالدة للكون، ويذهبون إلى أن براهما كان بدء الخليقة، وأنه وجد من بيضة ذهبية كانت طافية على الماء من العماء منذ البدء، فهو وجد قبل الخلق، وحددوا له عمراً زعموا أنه مائة سنة من سِنِيِّه ، وكل نهار من أيام تلك السنين يقدر بـ (4,320,000,000) سنة من سنواتنا الشمسية المعروفة، وفي نهاية كل نهار ينتهي عالم من العالمين، فيستريح الإله ليلة، لينشئ عالماً آخر جديداً.
        وهم بذلك حددوا له بداية ونهاية، ونفوا عنه صفة القِدَمِ؛ لأن هناك ما هو أقدم، وهو البيضة الذهبية التي خرج منها، كما نفوا صفة الآخِر؛ لأنه سينتهي بعد عمره الطويل.

        ومن المراحل المعروفة عندهم مرحلة (اليوبا نيشاد) وهي مكونة من كلمتين:
        (يوبا) بمعنى: (قريباً)، و(شاد) بمعنى: (يجلس).
        وأطلق في الأصل على من يجلس قريباً من المُعلِّم أو الحكيم يتلقَّى منه، والمتلقِّي هو المريد.
        وتشتمل كتب هذه المرحلة على تأملات غامضة، وظلَّت تعتبر أسراراً لحلقات الطبقات العليا.
        ولعله يبدو من ذلك أفكار النسك الأعجمي الذي انتقل إلى الإسلام باسم التصوف.
        والبوذية تعدُّ امتداداً طبيعيًّا للهندوسية البرهمية، وسمِّيت الهندوسية بذلك - كما سماها الغربيون- نسبة إلى بلادهم الهند، وتسمَّى بالبرهمية نسبة إلى براهما - كما مرَّ- وهو الذي جدَّد الديانة الهندوسية في القرن الثامن قبل الميلاد، فَأُطْلِقَ على الديانة اسم البرهمية.

        وموجز القول أن في الهند دياناتٍ أخرى صغيرةً، وفيها من الآلهة والأرباب ما يعدُّ بالملايين، وفيها ديانات العالم الصحيحة والباطلة، وكل من تسوِّل له نفسه اختراع مذهب أو دين جديد يجد له في الهند أتباعاً وعباداً، ولكن الديانة الغالبة هي الهندوسية البرهمية .

        تعليق


        • #5





          تتشابه الأديان الشرقية في عدد من الخصائص التي تجمعها مع الديانات العالمية الأخرى، إلا أنها تتجاذبها نزعتان مختلفتان تمام الاختلاف، فيما يتعلق بالإله، وهاتان النزعتان هما نزعتا الوحدانية وتعدد الآلهة.
          فقلما نجد دولة من الدول أو شعباً من شعوب الديانات الشرقية، لا تتمثل إلهاً لكل قوى الطبيعة النافعة والضارة، يستنصرونه في الشدائد، ويلجؤون إليه في الملمات، ويتضرعون إليه؛ ليبارك لهم في ذرياتهم وأموالهم، ولم يصل هؤلاء إلى عبادة هذه الظواهر دفعة واحدة، وإنما مروا بمراحل انتهت بهم إلى عبادتها، ولقد كثرت الآلهة عندهم، لاسيما عند الهندوس، كثرة كبيرة، وكانوا يسمون إلههم بكل اسم حسن، ويصفونه بكل صفة كاملة، ويخاطبونه باسم (رب الأرباب) أو (إله الآلهة) توقيراً وتعظيماً وإجلالاً.

          وفي القرن التاسع قبل الميلاد، استطاع بعض كهنة تلك الدول اختصار الآلهة، فقد جمعوا الآلهة في إله واحد، وقالوا: إنه هو الذي أخرج العالم من ذاته.
          ثم ظهرت حركات عقلية آمنت بالتناسخ، وظهرت حركات أخرى آمنت بالإله أساساً لفلسفة الدين، وعندما فتح محمود الغزنوي الهند، وأخضعها للحكم الإسلامي، قدَّم أروع الأمثلة على سماحة الدين الإسلامي، عندما ترك الحرية للهنود فيما يعبدون، وانتشر الإسلام في الهند، ومنها انتقل إلى دول شرقية أخرى تركت لها حرية العبادة كذلك، ولكن الناس كانت تجد في عقيدة التوحيد ملاذها، فاندفعت إليها عن حب ورضا.

          ومن أهم أهداف هذه الموسوعة، وضع يد القارئ على كثير من الحقائق المتعلقة بالأديان الشرقية، وقد يمكن القول: إن كثيراً من هذه الديانات ربما بدأت كديانات توحيد سماوية؛ إعمالاً لقوله تعالى: وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ [ فاطر:24]. ولكن التحريف لحق هذه الأديان، كما لحق غيرها، ودليل ذلك أن فكرة التوحيد كان لها وجود بشكل أو بآخر في هذه الديانات، كما أن بعض كتب هذه الأديان انطوت على إشارات إلى نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومبعثه، ولذا فإن هذه الموسوعة عندما تشير إلى حقائق هذه الأديان في الوقت الحاضر، فإنها لا تنفي عن أصل نشأتها إمكانية أن تكون ديانات توحيد قبل أن يلحقها التحريف، وتتطرق إليها الوثنية.
          وأيًّا ما كان الأمر، فقد عالجت هذه الموسوعة أهم الأديان الشرقية المعاصرة، كما هي، لا كما كانت، وهي:

          (1) الصابئة المندائيون:
          وتعدُّ من أقدم الديانات التي تعتقد بأن الخالق واحد، وهي بهذا الوصف تعتبر من الديانات السماوية ويعتبر أتباعها أتباع دين كتابي.

          (2) الهندوسية:
          وتسمَّى أيضاً البرهمية، وهي ديانة وثنية يعتنقها معظم أهل الهند، وليس في الهندوسية دعوة إلى التوحيد، بل إنهم يقولون بأن لكل طبيعة نافعة أو ضارة إلها يعبد، ثم قالوا بوجود آلهة ثلاثة، من عبد أحدها فقد عبدها جميعاً وهي براهما وفشنو وسيفا.

          (3) الشنتوية:
          وهي ديانة ظهرت في اليابان منذ وقت طويل، وقد بدأت بعبادة الأرواح ثم قوى الطبيعة ثم عبادة الإمبراطور مؤخراً، حيث يعتبرونه من نسل الآلهة.

          (4)الطاوية:
          وهي إحدى أكبر الديانات الصينية القديمة التي تستلزم العودة إلى الحياة الطبيعية مع ضرورة الإيمان بوحدة الوجود؛ إذ الخالق والمخلوق شيء واحد.

          (5) الجينية:
          وهي ديانة منشقة عن الهندوسية، وتدعو إلى التحرر من كل قيود الحياة، والعيش بعيداً عن الشعور بالقيم، كالعيب والإثم والخير والشر.

          (6) الكونفوشيوسية:
          وهي ديانة أهل الصين، وتدعو إلى إحياء الطقوس والعادات والتقاليد الدينية التي ورثها الصينيون عن أجدادهم، مع إضافة بعض آراء الحكيم كونفوشيوس إليها، وهي تقوم على عبادة الإله الأعظم وعبادة أرواح الآباء والأجداد، وتقديس الملائكة.

          (7) البوذية:
          وهي الديانة التي ظهرت في الهند بعد البراهمية (الهندوسية) في القرن الخامس قبل الميلاد، وهي تدعو إلى التصوف والخشونة، ونبذ الترف والمناداة بالتسامح، ويعتقد البوذيون أن بوذا هو ابن الإله عندهم، وأنه مخلِّص البشرية من مآسيها.

          (8) السيخية:
          وهي ديانة السيخ الذين هم جماعة دينية هندية، تدعو إلى دين جديد، تزعم فيه شيئاً من الديانتين الإسلامية والهندوسية تحت شعار (لا هندوس ولا مسلمين).

          (9) المهاريشية:
          وهي نحلة هندوسية دهرية ملحدة، انتقلت إلى أمريكا وأوروبا داعية إلى طقوس كهنوتية بغية تحصيل السعادة الروحية.

          تعليق

          يعمل...
          X