إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة لوحة ... متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة لوحة ... متجدد




    قصة لوحة


    اللوحة الأكثر حزنًا




    نعم هذه هي اللوحة الأشد حزناً ، وهي تمثل الفتاة الإيطالية بياتريتشا قبل تنفيذ حكم قطع رأسها بيوم ، إنها تمثل البراءة مع الشعور بالظلم الشديد والقهر، إن لهذه اللوحة اعلاه قصة دامية ، وشديدة الحزن ، ونظرا لإرتباط القصة باللوحة فقد اعتبرت الأشد حزناً

    كانت بياتريتشا تنتمي إلى عائلة ارستقراطية مشهورة. كان والدها الكونت فرانشيسكو تشينشي احد نبلاء روما من أصحاب الحظوة والنفوذ. وقد عرف الرجل بعدوانيته ومزاجه العنيف وميوله الا أخلاقي.
    ونالت عائلته القسط الأكبر من تسلّطه وجبروته،وقد كان يسيء معاملة زوجته وأبنائه ، بل لقد وصل به الحال إلى انتهاك براءة بياتريتشا ابنته الصغرى من زواجه السابق ، لكنْ لأنه نبيل فقد كان لا يتعرض للمسائلة القانونية المرّة تلو الأخرى بسبب نفوذه وعلاقاته الواسعة ، وبالأخص علاقته بالبابا كليمنت.

    زوجته الثانية، واسمها لوكريتسيا، كانت تعرف الطبيعة المتوحّشة للرجل، وكانت تشفق على الفتاة كثيرا وتعاملها كابنتها بعد موت والدتها، لكن هذا لم يؤدّ إلا إلى اشتداد غضب الزوج عليهما ومعاملتهما بقسوة اكبر.
    وفي احد الأيّام قرر الكونت إبعاد زوجته وولديه وابنته إلى قلعة قديمة ومنعزلة كانت تملكها العائلة في ريف روما، وبعد انتقال الأربعة إلى القلعة وضعت بياتريتشا في غرفة مظلمة وحيل بينها وبين الاتصال بأحد، وأثناء مكوث فرانشيسكو في القلعة قرّرت الزوجة والابن الأكبر التخلّص منه فقاما بمساعدة بعض الخدم الذين كان يسيء معاملتهم بربطه ثم ضربه بمطرقة حتى الموت

    وبعد ذلك ألقوا بجثّته من أعلى القلعة كي يبدو الأمر وكأنه حادث عرضي ، وقد قُبض على الأربعة بعد ذلك وحُكم عليهم جميعا بالموت وبمصادرة جميع ممتلكاتهم ، ولم يستثن حكم الإعدام حتى بياتريتشا التي كانت مسجونة في غرفتها ولم تكن على علم بما حدث.

    إن أحد أبطال هذه المأساة كان البابا كليمنت الثامن الذي اشتهر بتصلته وقسوته وجشعه. وقد أمر بإخضاع الأربعة قبل قتلهم إلى شتّى أنواع التعذيب لقتلهم صديقه العزيز، مما لم تعرف مثل بشاعته من قبل ، وأوصى خاصّة بمضاعفة تعذيب الصغيرة بياتريتشا لأنها أصرّت على براءتها ووصفت الحكم بالظالم.
    كان الناس يعرفون خلفيات الجريمة وكانت مشاعرهم تغلي احتجاجا على قسوة الحكم كما اظهروا قدرا كبيرا من التعاطف مع المدانين، وقد أدّت احتجاجات الناس إلى تأجيل تنفيذ الحكم لعدّة أيّام لكن البابا رفض إظهار أيّ قدر من الرحمة تجاه الأربعة.

    وسرت في بعض الأوساط همهمات ضدّ البابا والقضاة الذين كانوا عازمين على قتل العائلة بأكملها ومصادرة ممتلكاتها الضخمة ، وقد تبرّع بعض المحامين المشهورين للدفاع عن بياتريتشا وعائلتها لكنّ البابا كان هو الخصم والحكم في الوقت نفسه ، ولم يسمح في البداية بأيّ دفاع، لكنه رضخ مُكْرهاً بعد تدخّل بعض العائلات النبيلة والمتنفّذة.

    كان الرسّام غويدو ريني معاصرا لتلك الأحداث ، وقد رأى بياتريتشا قبل يوم من إعدامها عندما ذهب إلى زنزانتها بصحبة محاميها ، وعندما أبدى رغبته في رسمها تمنّعت في البداية غير أنها وافقت على طلبه في نهاية الأمر.
    في اللوحة تبدو الفتاة وهي ترتدي غطاء رأس ابيض يكشف عن بعض خصلات شعرها الأحمر، الملامح بريئة تناسب عمرها الذي لم يكن يتجاوز السابعة عشرة ، والهدوء المرتسم على وجهها يخفي ألمها والمعاناة التي مرّت بها والعنف الذي مورس ضدّها.

    في صباح اليوم التالي كان على المحكومين أن يعبروا جسرا قديما تقع عند نهايته الساحة المخصّصة للإعدام بينما كانت أجراس الكنائس تدقّ والطبول تقرع ، كان يوما حزينا في حياة أهالي روما، عدا البابا ووكلاءه.
    بدأ الجلاد بقطع رأس لوكريتسيا، ثم تحوّل إلى الأخ الأكبر فضرب رأسه بالفأس ثم قطّعت أطرافه كي تعرض على الناس، إنفاذا لتعليمات البابا،اما بياتريتشا الصغيرة التي كانت تنتظر دورها كانت ترتدي ملابس بيضاء وكان وجهها شاحبا ويقال إنها كانت تبدو مثل ملاك.

    كانت تتوجّه بنظراتها إلى السماء وهي تتمتم: يا الله، انك تعلم أنني أموت بريئة” قبل أن يعاجلها الجلاد بضربة بالفأس ثم يلتقط رأسها ويلوّح به باتجاه الجماهير التي كانت تصرخ رعبا وهلعا.
    الوحيد الذي نجا من هذه المجزرة الدموية كان الابن الأصغر برناردينو، فقد خُفّف عنه الحكم، غير انه ألزم بأن يشهد قتل أقاربه واحدا واحدا ثم اُعيد إلى السجن ليقضي فيه عدّة سنوات قبل أن ينفى إلى توسكاني التي ظلّ فيها إلى أن توفّي ، في ما بعد بيعت ممتلكات العائلة المصادرة إلى بعض أقارب البابا بينما تكفّل الكرادلة بشراء الباقي بأثمان بخسة.
    بعد مرور سنوات على قتل بياتريتشا تحوّل قبرها إلى مزار يقصده الناس الذين أصبحوا ينظرون إليها كقدّيسة، ما دفع الرهبان إلى إزالة الشاهد وتدمير النقوش المحفورة على القبر لمحو كل اثر لصاحبته.
    وبعد أشهر من المجزرة التي ارتكبت بحقّ عائلة تشينشي رسم غويدو ريني لوحة يصوّر فيها احد الملائكة وهو يصارع الشيطان ويغلبه، وقد فهم الناس مغزى اللوحة عندما استعار الفنان ملامح وجه بياتريتشا ليعطيها للملاك، بينما أعطى الشيطان ملامح وجه البابا كليمنت الثامن.
    وطبقا لبعض الروايات، فإن احد الجلادَين اللذين نفّذا عملية الإعدام مات بعد ذلك بثلاثة عشر يوما تحت تأثير الكوابيس المزعجة والإحساس الشديد بالذنب. بينما تعرّض الثاني لطعنات سكّين حتى الموت على يد شخص مجهول في احد شوارع روما وذلك بعد شهر من حادثة الإعدام.

    بعد سنوات رسم الفنان اكيلي ليونارديني لوحة يصوّر فيها غويدو وهو يرسم بياتريتشا في غرفتها بالسجن ، وفي ما بعد، أصبحت بياتريتشا تشينشي رمزا للمقاومة ضد الارستقراطية وطغيان رجال الدين ، وقد راجت بعد ذلك أسطورة تقول إن بياتريتشا كانت تظهر فوق الجسر كلّ سنة في الليلة التي سبقت إعدامها وهي تحمل في يدها رأسها المقطوع.

    مأساة الفتاة وعائلتها أسهمت في انتشار هذه اللوحة على نطاق واسع وقد استنسخت ملايين المرّات وظهرت في الكثير من الكتب والروايات. كما أثارت مخيّلة الشاعر الانجليزي شيللي الذي رآها في احد قصور روما الأثرية فاستوقفته طويلا وألهمته كتابة إحدى قصائده المشهورة.
    وفي المائتي سنة الأخيرة كانت القصّة المأساوية لـ بياتريتشا تشينشي موضوعا لسلسلة من الأعمال الأدبية والفنية والموسيقية والسينمائية ، كما استلهمها كل من البرتو مورافيا وستندال والكسندر دوما في بعض أعمالهم.





  • #2
    قصة لوحة.



    لوحه الموناليزا

    لغز محير لم يحل حتى الان




    لوحه الموناليزا اشهر اللوحات والاعمال الفنيه فى العالم قام برسمها الفنان الشهير الإيطالى ليوناردو دافنشي الذي مات منذ حوالي خمسمائة عام ولكن اعماله حيه الى اليوم ومن اهمها الموناليزا وتعتبر هذه اللوحه مصدراً من أهم مصادر الإلهام للفنانين على اختلاف تخصصاتهم ويرجح الباحثون أن ليوناردو بدأ في هذه اللوحة عام 1500 واستغرقت منه حوالي أربع سنوات حتى إنتهت عام 1504، وأصبحت تلك المرأة المجهولة رمزاً أنثوياً خالصاً حاز إعجاب العالم وأشاعت ابتسامتها جدلاً واسعاً حتى أصبحت سراً غامضاً يسعى إلى تفسيره العلماء والباحثون.


    وقد قام احد الباحثين الإيطاليين (جيسيب بالانتى) بأنفق 25 عاماً من عمره فى البحث عن هوية هذه المرأة، وقام بنشر بحث أشارت إليه صحيفة الديلي تلجراف البريطانية يقول إن الصورة كانت لزوجة أحد أصدقاء والد ليوناردو دافنشي وكان يعمل تاجراً للحرير ويدعى سير فرانشيسكو ديل جيوكوندو وكان متزوجاً من ليزا جيراديني، ولهذا يرجع بعض الباحثين إطلاق اسم الجيوكاندا على اللوحة نسب إلى انتماء تلك السيدة إلى عائلة جيوكوندو.


    وقد فعلت لوحه الموناليزا مجالا كبيرا للجدل بين الاوساط ولغزا كبيرا محيرا منذ ظهورها نظراً للابتسامة الغامضة للمرأة، وإتجاه نظرة عينها التى يراها الناظر إليها من أي زاوية تنظر إليه، كما انها كانت مصدرللعديد من الاسئله التى لم يجاوب عنها احد حتى الان مثل لماذا جاءت اللوحة مخالفة للعرف السائد في لوحات ذلك العصر؟ فاللوحة غير موقعة، ولا مؤرخة، ولا تحمل أية معلومات عن موضوعها أو الشخص الذى تصوره كباقي لوحات عصرها، كل هذا فتح الباب للظنون تذهب حيث تشاء.

    ولكن أغرب دراسة جرت حول الموناليزا هي تلك التي قام بها مجموعة من علماء التشريح وتوصلوا فيها إلى أن الموناليزا كانت تعانى من آلام فى يدها أو شبهة شلل بها نظراً لوضع الجسم والذراع وحالة الإتكاء الذي ظهرت به في اللوحة.

    ظلت الموناليزا وستبقى محيرة وملهمة للفنانين فقد كتب عنها وحولها آلاف القصائد الشعرية وألفت أوبرا كاملة باسمها “أوبرا الموناليزا”.

    قصة الموناليزا





    اولا ما هى قصة الموناليزا تلك اللوحة التى رسمها العبقرى الإيطالى ليوناردو دافنشى (1452-1519) الذى مات منذ ما يقارب خمسمائة عام؛ ولا تزال لوحته حتى اليوم مصدراً من أهم وأخصب مصادر الإلهام للفنانين على اختلاف تخصصاتهم وتوجهاتهم…

    ويرجح الباحثون أن ليوناردو بدأ فى هذه اللوحة عام 1500 ولافتتانه بها استغرقت منه حوالى أربع سنوات حتى انتهت عام 1504، وأصبحت تلك المرأة الغامضة المجهولة التى تحتل ابتسامتها اللوحة رمزاً أنثوياً خالصاً حاز إعجاب العالم، وأشاعت ابتسامتها جدلاً واسعاً حتى أصبحت سراً غامضاً يسعى إلى تفسيره العلماء والباحثون

    حتى إن أحد الباحثين الإيطاليين (جيسيب بالانتى) أنفق 25 عاماً من عمره فى البحث عن هوية تلك المرأة، وخرج ببحث أشارت إليه صحيفة الديلى تلجراف البريطانية يقول إن الصورة كانت لزوجة أحد أصدقاء والد ليوناردو دافنشى وكان يعمل تاجراً للحرير ويدعى سير فرانشيسكو ديل جيوكوندو وكان متزوجاً من ليزا جيرادينى، ولهذا يرجع بعض الباحثين إطلاق اسم الجيوكاندا على اللوحة نسب إلى انتماء تلك السيدة إلى عائلة جيوكوندو


    وقد أثارت اللوحة الكثير من الجدل منذ ظهورها نظراً للابتسامة الغامضة للمرأة، واتجاه نظرة عينها التى يراها الناظر إليها من أى زاوية تنظر إليه، كما أثارت تلك الأسئلة التى لم تجد حتى الآن واظنها لن تجد الإجابة الشافية مثل: لماذا جاءت اللوحة مخالفة للعرف السائد فى لوحات ذلك العصر؟ فاللوحة غير موقعة، ولا مؤرخة، ولا تحمل أية معلومات عن موضوعها أو الشخص الذى تصوره كباقى لوحات عصرها؛ كل هذا فتح الباب للظنون تذهب حيث تشاء




    ومن النظريات الغريبة التى تناولت لوحة الموناليزا ما ذهب إليه البعض من أن هذه اللوحة لأمرأة شهيرة فى المجتمع الإيطالى آنذاك مثل إيزابيلا ديستى، أو سيليا جاليرانى،

    وذهب آخرون إلى أن تكون اللوحة لإحدى فتايات الليل؛ أراد دافنشى إظهار البرائة المختبئة بها
    فى حين ذهب البعض إلى افتراض أن هذه اللوحة لوالدة دافينشى أو لامرأة تشبهها نظراً لتعلق دافنشى بأمه وحرمانه منها صغيراً، وهو كما نعرف الابن غير الشرعى لموظف عام من فلورنسا من ابنة مزارع
    بينما أشارت إحدى النظريات الغريبة إلى أن اللوحة قد تكون صورة ساخرة رسمها دافينشى لنفسه نظرا لاحتمال تقارب ملامح المرأة فى اللوحة وملامح دافينشى نفسه والاعتقاد السائد بأنه كان من مثليى الجنس!!!!!
    وكانت أغرب دراسة جرت حول الموناليزا تلك التى قام بها مجموعة من علماء التشريح وتوصلوا فيها إلى أن الموناليزا كانت تعانى من آلام فى يدها أو شبهة شلل بها نظراً لوضع الجسم والذراع وحالة الاتكاء الذى ظهرت به فى اللوحة







    تعليق


    • #3



      قصة لوحة



      لوحة الممثل






      لوحة “الممثل” التي يُقدر ثمنها بأكثر من 130 مليون دولار، وتعتبر من اعمال بيكاسو النادرة في الفترة الوردية رسمها في 1904 ـ 1905.
      فذات يوم في كانون الثاني/يناير الماضي فقدت امرأة كانت تزور المتحف مع طلاب صفها من الراشدين، توازنها وسقطت على لوحة “الممثل”، واحدثت شرخا عموديا طوله 15 سنتمترا في قماشة اللوحة. وأمضى خبراء ترميم اللوحات ثلاثة أشهر على لوحة “الممثل” التي رسمت قبل 105 سنوات لإعادتها الى حالتها الأصلية. وهي الآن معلقة في متحف متروبولتيان استعدادا للمعرض لكنها محاطة بحماية استثنائية. وتقول الناقدة الفنية كارول فوغت في صحيفة نيويورك تايمز ان العين غير المدربَة لن تلحظ وجود فرق بين “الممثل” قبل ترميمها وبعده.


      رسم بيكاسو لوحة “الممثل” حين كان في الثالثة والعشرين من العمر ويتذكر غاري تينترو مدير قسم فنون القرن التاسع عشر والعصر الحديث والفن المعاصر في متحف متروبوليتان، كيف بدت اللوحة بعد الحادث مباشرة. وقال في مقابلة معه “رأينا الخيوط الخشنة الكبيرة التي بدت وكأنها بساط فظيع من الياف الجوت. وكان السؤال هو كيف نستطيع اصلاح بيضة مكسورة لتعود قطعة واحدة”. وسرعان ما تحولت ورشة التصليح الى ما يشبه ردهة طوارئ في مستشفى حيث يناقش الطبيب الأخصائي مع فريقه معالجة مريض تعرض الى حادث مريع. وقالت لوسي بيلولي خبيرة حفظ الأعمال الفنية في متحف متروبوليتان للفنون ان ما جرى كان “حادثا مروعا في حياة هذه المواد”. واوضحت ان هناك الآن الكثير من المواد التي يمكن الاختيار من بينها ولكن الطرق الأساسية التي استخدمَتها في ترميم “الممثل” طرق قديمة تعود الى عشرات السنين.


      كانت الخطوة الأولى تصوير اللوحة المشروخة ليكون هناك سجل بصري كامل عنها. ثم أُعيدت بعناية شديدة رقائق الألوان الزيتية السائبة حول الشرخ الى مكانها بسائل لاصق. وقالت بيلولي انها ما كانت تريد ان تفقد ذرة واحدة من الوان اللوحة. ولحماية حواف الشرخ استُخدمت قطع منتاهية الصغر من الورق وصمغ جلد الأرنب على وجه القماشة وظهرها فبدت اللوحة مضمدة وكأنها أخضعت لاسعافات اولية، بحسب تعبيرها.
      وقالت الخبيرة بيلولي ان خبراء الترميم كانوا في سباق مع الوقت لأن اقشمة اللوحات الفنية مثل البشر “لها ذاكرة”، بمعنى ان الجزء الممزق يتعين ان يُعاد بمنتهى الرفق واللطف الى حالته المسطحة وإلا فانه يجنح الى العودة الى التشويه الذي سببه الحادث.


      وما زاد عملية الترميم تعقيدا ان هناك لوحة على ظهر القماشة كان يتعين ان تؤخذ في الحسبان. ولسنوات طويلة كان قلة من الخبراء فقط يعرفون بوجود هذه اللوحة الثانية، والسجال يحتدم بينهم حول قصتها. هل كانت عملا نبذه بيكاسو أم انها لوحة “العذراء ذات الشعر الذهبي” المفقودة منذ رسمها بيكاسو عام 1901، كما يراهن كاتب سيرته جون ريتشاردسون؟ ومن بين الفرضيات التي ناقشها الباحثون فرضية هوبرت فون زونينبرغ، خبير الترميم السابق في متحف متروبوليتان، الذي يرى ان اللوحة الثانية ربما كانت ديكورا مسرحيا من صنع شخص آخر لأن القماشة سميكة وليس من النوع الخفيف الذي يفضله الرسامون عادة.
      تعود لوحة “الممثل” الى فترة من حياة بيكاسو كان فيها فقيرا يستخدم اي قماشة او مادة تقع يده عليها حتى إذا كانت مستعملة من قبل. ولعله حاول ازالة التكوين الأصلي بالرسم عليه ولكن الفحوص الشعاعية كشفت عن منظر طبيعي من الأحجار في بركة ماء متموج واسوار وشكل كبير ربما كان امرأة عارية رغم ان مدير الفنون في المتحف تينترو قال ان من المتعذر التوثق من ذلك.


      يقول خبراء ان ضربات الفرشاة وتوزيع الألوان لم تكن اسلوب بيكاسو بل تنسجم مع عمل الرسامين الرمزيين في برشلونة الذين يظهرون في رسوم كاريكاتيرية خرجت من بين يدي بيكاسو. ويقول تينترو ان اللوحة الموجودة على ظهر “الممثل” ربما كانت من عمل الرسام الرمزي ايسدري نونيل الذي كان له محترف في باريس ومعروف بأنه اعطى بيكاسو مواد للرسم في عام 1901.
      ايا يكن رسام اللوحة الثانية فان الفحوص الشعائية اظهرت ان المنظر الطبيعي رُسم افقيا وان بيكاسو قلب القماشة من اجل تنفيذ التكوين الشاقولي للوحة “الممثل”.








      تعليق


      • #4

        قصة لوحة

        الطفل الباكي





        من منــا لا يعرفها ؟؟ فـ هي مألوفة عندنا ..
        رسمة طفل يبكي ..وإرتبطت بـ قصة الطفل الباكي ..


        من رسمهــا ..ومنا من تأمل فيه مرات كثيرة ..
        وطبعا كلنــا تساءلنـــا ما سبب تلك الدموع المنبثرة من عينه ..
        بـ شكل يجعل كل من رءاها يتعاطـف مع دلك الطفل.. ويتمنى ان يمسح دموعه تلك ..لــــــــــــكن ..قليل منــا يعرف حقيقتـها ..وقصتها ..أو حتى صارحب الرسمة .
        .بــ دون إطالة أترككم مع نبدة عن قصة او قصص “الطفل الباكي “..


        اللوحة للفنان الإيطالي جيوفاني براغولين ..الذي عاش في فلورنسا
        ورسم سلسلة من اللوحات الفنية الجميلة لأطفال دامعي العيون تتراوح أعمارهم ما بين سن الثانية والثامنة.. تحت عنوان “الطفل الباكي”…
        وتعد هذه اللوحة أشهر لوحات المجموعة لوحات الطفل الباكي ..
        وتتضمن طفلا ذا عينين واسعتين يغرغران الدموع و تنساب من على وجنتيه.

        لوحة الطفل الباكي ..

        من الواضح أن هيئة الطفل تشعر الناظر بالحزن والشفقة وتلعب على وتر المشاعر الإنسانية بعمق.لكن لهذه اللوحة قصة أخرى غريبة بعض الشيء. ففي العام 1985 نشرت جريدة الصن البريطانية سلسلة من التحقيقات عن حوادث اندلاع نار غامضة كان البطل فيها هذه اللوحة بالذات !كانت اللوحة ذات شعبية كبيرة في بريطانيا حيث كانت تعلق في البيوت والمكاتب باعتبار مضمونها الإنساني العميق. لكن الصحف ربطت بين اللوحة وبين بعض حوادث الحريق التي شهدتها بعض المنازل والتهمت فيها النيران كل شئ عدا تلك اللوحة. وتواترت العديد من القصص التي تتحدث عن القوى الخارقة التي تتمتع بها اللوحة وعن الشؤم الذي تمثله، وكلما وقع حريق في مكان تشكل تلك اللوحة عنصرا فيه.. كلما أتت النيران على كل شئ واحالت المكان إلى رماد.

        وحده الطفل الباكي كان ينجو من الحريق في كل مرة ودون أن يمسه أذى.ولم تلبث الجريدة أن نظمت حملة عامة أحرقت فيها آلاف النسخ من هذه اللوحة، واستغل الناس الفرصة ليخلصوا بيوتهم من ذلك الضيف الصغير والخطير! لكن القصة لم تنته عند هذا الحد، فقد أصابت لعنة الطفل الباكي جريدة الصن نفسها، ليس بسبب حريق وانما بفعل الإضراب الواسع النطاق الذي قام به عمالها ومحرروها وانتهى بطريقة عنيفة، مما دفع أصحاب الجريدة إلى التفكير جديا في إغلاقها في نهاية الثمانينات .ومن يومها اصبح كل من يعتبر الطفل الياكي نذير شؤم وعلامة نحس عازفا عن شراء أي منظر لطفل حزين ذي عينين واسعتين !لكن ذلك كله لم يؤثر في الكثيرين ممن اعتادوا على رؤية اللوحة والإعجاب بفكرتها ومحتواها الإنساني..، وافضل دليل على ذلك أن اسم اللوحة The Crying Boy تحول إلى عنوان لموقع إليكتروني جميل يضم نسخا مكبرة من كافة أعمال براغولين التي رسمها تحت نفس العنوان .


        وقـِــــيـــل أيضــــا …

        أن فى عام 1988 دمر انفجار غامض منزل عائلة فى انجلترا.وعندما جاء رجال الإطفاء و فرزوا أماكن الحريق بالمنزل وجدوا صورة لصبى وجهه ملائكى ويوجد تعبير الحزن على وجهه ولكن وجدوا أن الصورة لم تتاذى من الحريق بالرغم من احتراق المنزل بأكمله.وايضا بعد هذا الحريق بزمن ليس بطويل حدث حريق آخر فى (برادفورد) ووجدت أيضا صورة الطفل الباكى سليمة بين الأنقاض التى يتصاعد منها الدخان.وقال رئيس فوج الإطفاء (يوركشاير) للصحف )ن هذه الصورة غريبة جدا ودائما توجد سليمة بالأماكن التى بها حرائق قد حدثت فى ظروف غامضة.وساله الصحفيون أن من الممكن أن تكون الصورة لها علاقة بالحرائق فرفض الرئيس التعليق

        .فى عام 1998 كانت توجد صورة فتاة تبكى عثر عليها سليمة فى منزل محترق فى (دبلن)فالبعض يتسائل هل الطفل الموجود في اللوحة كان شخصا حقيقيا؟من رسم هذه اللوحة ؟قال أنه رأى فتى أثناء تجوله وعلى وجهه الكثير من الحزن اكتشف بعد ذلك أن هذا الفتى هرب بعد رؤية والديه يموتون في الحريق.فبدا بعد ذلك برسم اللوحات التى بها الحزن ولكن بعد فترة من رسم هذه اللوحات مرسمه احترق فى ظروف غامضة واكتشف بعد ذلك أن من الممكن أن تكون هذه اللوحة مسببة للحرائق الغامضة و اعتبرت هذه اللوحة مجلبه للنحس.

        فى عام 1976 انفجرت سيارة فى برشلونة وكانت الضحية متفحمة يصعب التعرف عليها ولكن رخصة القيادة قد تفحمت جزئيا والجزء السليم كان مكتوب عليه اسم الضحية دون بونيلو وعمره 19 عاما واكتشف أنه قام برسم لوحة فتاة تبكى قبل ثمانى سنوات.



        فى
        يوم ما من ثلاثينيات القرن المنصرم كان الرسام الايطالي برونو أماديو يتجول في شوارع روما بحثا عن موضوع أو فكرة من اجل لوحته القادمة. فجأة وقعت عيناه على ولد صغير يجلس على ناصية أحد الأرصفة وعيناه تترقرقان بالدموع. كان يتيما وجائعا ورث الملابس شعر برونو بالحزن لحاله فقرر أن يصطحبه معه إلى مرسمه وهناك رسم له لوحة في غاية الروعة تفيض بالمشاعر أطلق عليها أسم لوحة الولد الباكي.

        ]]

        وما كاد برونو أن ينتهي من رسم لوحته الجديدة حتى شبت النار فجأة في مرسمه، والعجيب أن النار أتت على كل شيء داخل المرسم باستثناء اللوحة الجديدة التي نجت من الحريق بصورة غامضة ولم تمس بأدنى أذى. أما الولد الصغير فقد أصابه الذعر وفر من المرسم خلال الحريق. وقد بحث برونو عنه لاحقا وأراد معرفة مصيره .. وبالرغم من أنه لم يقع له على أثر إلا أنه أستطاع معرفة بعض الأمور عنه، فقد اخبره الناس بأن هذا الولد كان يعيش في سعادة ورفاهية مع والديه في منزل كبير، لكنه كان طفلا ملعونا، أي شيء تمسه يداه تشتعل فيه النار فجأة، وهكذا فقد تسبب في إشعال النار في منزله ومات والديه خلال الحريق.
        بمرور الوقت نسي برونو الصبي، لم يعد لديه أدنى وقت ليفكر فيه، فقد تحسنت أحواله كثيرا واشتهرت أعماله بفضل لوحة الولد الباكي التي بيعت منها ملايين النسخ وصارت بمثابة إيقونة للطفولة المعذبة تم تعليقها على ما لا يحصى عدده من الجدران حول العالم وصار الرسامون يقلدون فكرتها فظهرت لوحات جديدة لفتيات وأولاد بملامح باكية وحزينة.

        ويقال بأنه بعد عشرين عاما على فرار الولد من مرسم برونو وقعت حادثة مروعة في أحد شوارع مدينة روما حيث شبت النار فجأة في سيارة مسرعة ومات سائقها الشاب محترقا داخلها، ومن خلال الوثائق التي عثرت عليها الشرطة داخل السيارة تبين بأن الشاب المحترق هو نفسه ذلك الصبي الباكي الذي رسمه بورنو قبل عقدين من الزمان.

        لكن القصة لا تنتهي هنا .. وقد لا تنتهي أبدا .. فخلال العقود التالية وقعت حرائق غامضة في الكثير من المنازل التي علقت لوحة الولد الباكي على جدرانها، والعجيب أن القاسم المشترك بين جميع تلك الحرائق كان يتمثل في نجاة اللوحة من النار .. وبسبب تلك الحرائق الغامضة ذاعت واشتهرت قصة لعنة لوحة الولد الباكي، والتي تزعم بأن روح الولد الصغير قد حلت في اللوحة وان تلك الروح الملعونة مازالت تسبب الحرائق في المنازل كما كانت تفعل في حياتها.
        الكثير من الناس صدقوا قصة اللعنة وتخلوا على لوحاتهم، وقد تم حرق أكثر من 2500 لوحة خلال إحدى المناسبات التي رعتها جريدة الصن البريطانية في لندن. ويقال بأنه للتخلص من اللعنة يجب جلب لوحتين من نوع الولد الباكي، إحداهما لولد، والأخرى لبنت، ثم يتم جمع اللوحتين معا وتعلقان وتشنقان بالحبل!.






        التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2014-11-23, 09:24 PM.

        تعليق


        • #5



          قصة لوحة



          لوحة واحدة



          قد تكون القيمة الإبداعية لهذه اللوحة موضع تساؤل وجدل. غير أن من الواضح أنها تتّسم بجدّة موضوعها وطرافة تناولها. وقد انتشرت مؤخّرا على نطاق واسع عبر الانترنت على الرغم من أنها ُرسمت سنوات قليلة.
          صاحب فكرة اللوحة هو الرسّام الصيني داي دودو الذي أشرك معه في رسمها اثنين من زملائه لأن ضخامتها وكثرة الأشخاص والتفاصيل فيها كانت تتطلّب نوعا من الجهد الجماعي. ويبلغ طول اللوحة ستّة أمتار وعرضها ثلاثة. وهي تشبه في ضخامتها واتّساعها، إلى حدّ ما، لوحة رسّام عصر النهضة الايطالي باولو فيرونيزي بعنوان عُرس في قانا الجليل .
          وكانت الغاية أن تضمّ اللوحة مائة شخصية تاريخية من عصور وأمكنة مختلفة رأى الرسّامون الثلاثة أنها تمثل الشخصيّات الأهمّ في تاريخ العالم في ميادين الفكر والسياسة والحرب والفلسفة والفنّ والرياضة وغيرها.
          وقد استغرق رسمها حوالي السنة، واختار الرسّامون سور الصين العظيم ليكون المكان الذي يجتمع حوله هذا العدد الكبير من الشخصيات.

          في اللوحة تظهر الشخصيّات المائة في مشهد رتّبت تفاصيله بعناية. وقد كان في ذهن الفنانين الثلاثة أن يجمعوا كلّ هذه الشخصيات معا في هذا المكان كي يديروا نقاشا افتراضيا مع دانتي اليغييري شاعر القرن الرابع عشر الايطالي ومؤلف كتاب الكوميديا الإلهية.
          ويظهر دانتي واقفا في أعلى السور في الزاوية اليمنى من اللوحة، بينما يحيط به الرسّامون الثلاثة الذين يشرفون على الحشد المجتمع أسفل منهم.

          وفي خلفية اللوحة يظهر، بالإضافة إلى السور العظيم، صرحان آخران من أشهر صروح العالم القديم: أهرامات مصر وحجارة ستون هنج الأثرية البريطانية.
          دانتي يقوم هنا بدور المحاضر أو المعلّم. ويبدو انه اختير لهذه المهمّة لكونه مؤلّف الكوميديا الإلهية؛ الكتاب الذي يعتبره بعض النقاد أعظم عمل أدبي ألّف بالايطالية وواحدا من أهمّ التحف الأدبية العالمية. وهو عبارة عن مجموعة من القصص التي يحكي فيها دانتي عن رحلته المتخيّلة إلى عالم ما بعد الموت ويصف فيه على وجه الخصوص أهوال وعذاب الجحيم.
          أما شكل اللوحة وأسلوب بنائها وتوزيع الشخصيات فيها فمن المرجّح أن الرسّامين استوحوه من لوحة رافائيل المشهورة مدرسة أثينا التي صوّر فيها مجموعة من أهم علماء وفلاسفة العالم القديم وهم منخرطون في حلقة نقاش.
          لكنْ في هذه اللوحة لا يبدو أن ثمّة الكثير مما يربط الشخصيات بعضها ببعض.

          وقد يتساءل شخص، مثلا، عن العلاقة التي يمكن أن تربط سقراط بـ بيل غيتس، أو هتلر بـ بيتهوفن، أو ليوناردو دافنشي بـ ستالين اللذين يشاهدان وهما منهمكان في الحديث مع بعضهما.
          ومع ذلك لا تخلو اللوحة من بعض العناصر اللافتة والطريفة. فـ كوفي عنان يظهر وهو يعزف على آلة الفلوت، بينما نرى ليو تولستوي وهو مستغرق في العزف على الأكورديون، فيما بوش الابن ينظر عبر منظار مكبّر وخلفه مباشرة يقف أسامة بن لادن. ولم ينسَ الرسّامون أن يسجّلوا حضور النعجة المستنسخة دوللي التي تقف عند قدمي غاندي.

          والذي يدقّق في قائمة الشخصيّات المرسومة في اللوحة لا بدّ وأن يستغرب، مثلا، غياب أشخاص مثل المسيح وبوذا مقابل حضور أشخاص أقلّ شأنا مثل لاعب الكرة بيليه والمغنّي ايلفيس بريسلي والمخرج ستيفن سبيلبيرغ واعتبارهم من الشخصيات التاريخية.
          ثم هناك صورة خوان انطونيو سامارانش مسئول اللجنة الاولمبية العالمية سابقا والذي يبدو أن الرسّامين حشروه في اللوحة عنوةً، مجاملة له على تزكيته ترشيح الصين لاستضافة الاولمبياد الأخير على أراضيها. بعض النقاد قرءوا حضور دانتي في اللوحة وإعطائه دور المعلم قراءة مختلفة. فالمعروف أن الكوميديا الإلهية مكرّسة في جزء كبير منها للحديث عن صورة الجحيم والأهوال التي تنتظر العُصاة والخاطئين فيه. وكأنّ في هذا إشارة تخويف أو رؤية عن “جحيم ما” ينتظر شخصيات اللوحة أو بعضهم.


          ومن الملاحظ أيضا أن اللوحة تضمّ صورا لبعض الحيوانات والطيور التي رافقت الإنسان منذ فجر الخليقة، مثل الجمل والثور والنسر بالإضافة إلى صورة لكلب وخروف يقودهما شخص يُحتمل انه النبيّ نوح أو موسى.
          ولا بدّ أن يستوقف الناظر إلى اللوحة منظر الرجل الضخم ذي الملامح الصينية الذي يبدو مترنّحا فوق كرسيّه وكأنه يحاذر السقوط إلى الأرض. هذا الرجل بحسب ما يشير إليه اسمه هو “لي باي” الذي يعتبر أشهر شعراء الصين الكلاسيكيين والذي عاش في القرن الثامن الميلادي. وقد كان لي باي من أتباع الطاويّة وعُرف بأشعاره التي تمجّد الحرّية وبشغفه الكبير بالخمر وكثرة الأسفار.
          ولعلّ رسمه بهذه الطريقة الغريبة له علاقة بالكيفية التي مات بها. إذ يقال إنه غرق في مياه اليانغتسي بعد أن سقط من قاربه ليلا بينما كان يحاول، وهو سكران، الإمساك بالقمر المنعكسة صورته في مياه النهر.
          ومن الأشياء الأخرى التي تلفت الانتباه في اللوحة ذلك الصفّ الطويل من الأشخاص الذين يظهرون في أعلاها وهم يرتدون ثيابا بيضاء أشبه ما تكون بالأكفان بينما يأخذون طريقهم باتجاه الأهرامات التي قد تكون رمزا للموت أو الخلود.
          ترى هل هؤلاء هم الضحايا؟ قتلى الحروب والمآسي التي جلبها عظماء التاريخ من ساسة وقادة عسكريين؟
          أغلب الظنّ أنهم كذلك. ومما يرجّح هذا الاحتمال صورة المرأة التي تقف في نهاية الصفّ خلف بوش الابن مباشرة وإلى جوار بن لادن، والتي ترفع يديها إلى السماء بالتوسّل والشكوى. ومن الواضح أن الرسّامين استعاروا هذه اللقطة من صورة فوتوغرافية مشهورة للمصوّر الفرنسي هنري بريسون التقطها في أربعينات القرن الماضي لأقارب ضحايا إحدى المذابح الطائفية التي حدثت في مدينة سريناغار الهندية.


          وهناك احتمال أن يكون الدافع الأساسي من وراء رسم اللوحة هو محاولة الترويج للثقافة الصينية في العالم. فهناك اثنتان وعشرون شخصيّة صينية في اللوحة, ومعظمهم مجهولون تماما خارج الصين. وربّما لا يُعرف منهم سوى كونفوشيوس ولاو تسو وجنكيز خان وماوتسي تونغ وصن يات-سين ودينغ شياو بينغ.
          وما يعزّز هذا الاحتمال طغيان الكثير من جوانب الثقافة الصينية على اللوحة، مثل الطاولات التي غُطيت بخارطة الصين، وقطع الأثاث والنقوش والزخارف الصينية والأواني البرونزية والعتاد الحربي والآلات الموسيقية الصينية.
          هناك من يقول إن سرّ شعبية هذه اللوحة واهتمام الناس بها يعود إلى حقيقة أن الناس في هذا العصر الذي تهيمن عليه الميديا واسعة الانتشار مفتونون كثيرا بالشخصيات النجومية وميّالون إلى تمجيد المشاهير بل وحتى إحاطتهم بهالة من التبجيل والقداسة، يستوي في ذلك أكان الشخص المشهور سياسيا أو مغنيّا أو رياضيا أو رسّاما أو ممثّلا أو غير ذلك.





          تعليق


          • #6
            موضوع شيق ورائع يضاف الى مواضيعك القيمه .. مشكور اخى

            قال إبن القيم
            ( أغبي الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل)

            تعليق


            • #7
              لوحات جويا السوداء




              اللوحات السوداء هي مجموعة من أكثر اللوحات قتامة وكآبة في تاريخ الفن، رسمها جويا وهو في عزلة اختيارية بالقرب من نهاية حياته.
              وفرانسيسكو دي جويا (1746 – 1828) هو فنان أسباني، يعتبر آخر أساتذة المدرسة القديمة في الرسم، وأول المحدّثين أيضا، وقد كانت أعماله مصدر إلهام لكثير من فناني الأجيال التالية مثل بيكاسو ومانيه.

              وعندما اجتاحت القوات الفرنسية أسبانيا واحتلتها أثناء الحروب النابليونية، تأثر جويا كثيرا وانهمك في رسم مجموعة من اللوحات التي تعرف الآن بلوحات كوارث الحرب، وهي مجموعة من حوالي ثمانين لوحة تصور بشاعة الحرب وقسوتها.
              كان ذلك أثناء الحرب التي تعرف بحرب شبه الجزيرة Peninsular War، والتي استمرت من 1808 وحتى 1814، واشتعلت الحرب في الشوارع بين الغزاة وقوات المقاومة، وارتكب الغزاة العديد من المذابح الدموية، وصارت رائحة الموت تزكم الأنوف في كل مكان.
              رأى جويا أسبانيا الجميلة تتهاوى وتصير إلى خراب، وقد جعله هذا يميل إلى التشاؤم والسوداوية، وأصبح حزينا وكئيبا جدا.
              عام 1819، وفي سن الثانية والسبعين، انتقل جويا إلى منزل خارج مدريد لينعزل فيه وحيدا، وكان جويا قد أصبح أصم وعصبيا جدا، وقد زادت الحرب التي مرّت بها أسبانيا من حالته النفسية سوءا، حيث رأى فيها الخوف والذعر والقلق والأرق وصارت تنتابه نوبات من الهيستيريا. ووحيدا في المنزل مع مخاوفه وصممه، أبدع جويا أربع عشرة لوحة مفزعة أصبحت تعرف الآن باللوحات السوداء.



              ربما كانت أبرز هذه اللوحات هي زحل يلتهم ابنه Saturn Devouring His Son، والتي تصوّر الإله الروماني زحل وهو يلتهم ابنه على إثر نبوءة تقول أن أحد أبناءه سيهزمه. أبدع جويا في تصوير وحشية الحدث، وجعله على خلفية سوداء مقبضة. رأس ابن زحل وأطرافه مخلوعة والدم يغطى مكانها، بينما تبرز عينا زحل إلى الخارج وكأنه أصيب بالجنون، وأصابعه الصلبة تنغرز في لحم ابنه، ولا توجد حركة بجسم الولد مما يوحي بأنه قد مات بالفعل. وتشير هذه اللوحة إلى الاضطرابات الأهلية التي كانت تسود أسبانيا. كانت أسبانيا تأكل أبناءها كما فعل زحل.




              لوحة شهيرة أخرى هي لوحة سبت الساحرات Witches' Sabbath، وهي لوحة كئيبة تبدو كنذير شؤم، حيث يشير إلى الاعتقاد القديم بأن يوم السبت كانت تخصصه الساحرات للاجتماع معا بالشيطان الذي يظهر لهم على شكل جدي.




              ليست كل اللوحات السوداء تتميز بمحدودية الألوان كالمثالين السابقين، فهناك مثلا لوحة القتال بالهراوات Fight With Clubs، والتي تبيّن براعة جويا في مزج ظلال مختلفة من الأحمر والأزرق. وتظهر اللوحة رجلين يتعاركان بالهراوات في أحد السهول، ولا يبدو أن لأي منهما فرصة للفكاك من الآخر لأن قدمي كل منهما عالقة عميقا في الوحل. يبدو لي الرجلان رقيقي الحال وفي ملابس رثة، بينما المكان مقفر حولهما، فعلام هذا العراك المؤذي عديم الجدوى؟




              وهذه اللوحة بعنوان رجل أصم Deaf man، حيث تصور رجلا طاعنا في السن وهناك مخلوق قبيح يبدو كشيطان يصرخ في أذنه. وأغلب الظن أن هذه اللوحة تصور جويا نفسه الذي أصيب بالصمم ولم يعد يسمع شيئا. ولا يبدو على الرجل أنه سمع شيئا بالرغم من صراخ المخلوق الملاصق لأذنه.




              وفي لوحة رجل عجوز يأكل Old man eating، والتي رسمها لغرفة الطعام بمنزله، يعبر جويا في اللوحة عن وحدته وانعزاله، حتى أنه لا يجد من يتناول معه الطعام سوى هذا المخلوق ذو الجمجمة الخالية من العينين، والذي يشير إلى الموت الذي ينتظره.

              ترى أي عذاب وألم كان يشعر به جويا حتى تخرج لوحاته بهذا الشكل؟ ولأنه يحمل روح الفنان فقد خلد لنا عذابه هذا ليظل ممتدا وخالدا على مدى مئات السنين.

              أترككم الآن مع بعض اللوحات السوداء الأخرى.




              امرأتان




              أزموديا




              الأقدار




              رجال يقرءون


              تعليق


              • #8
                طـوف الميـدوســا
                للفنان الفرنسي ثيـودور جيـريكـو، 1819


                تعتبر هذه اللوحة إحدى أكثر لوحات العصر الرومانسي شهرة وتأثيرا. كما أنها تحتلّ مكانة مهمّة في تاريخ الفنّ الحديث.

                وقد استمدّ جيريكو موضوعها من حادثة مأساوية أثارت الكثير من الجدل في حينها.
                واللوحة تصوّر غرق السفينة الفرنسية "ميدوسا" وصراع ركّابها اليائس من اجل البقاء.
                كانت هذه السفينة قد أبحرت في العام 1816 باتجاه ساحل أفريقيا وعلى متنها حوالي 400 راكب. لكنها ما لبثت أن غرقت بسبب ضعف قيادة طاقمها وثقل وزنها. وفور إدراك الربّان لخطورة الوضع، بادر إلى الفرار والتماس النجاة لنفسه. أمّا الأغنياء وذوو الحظوة ممن كانوا على متن السفينة فقد مُكّنوا من الاستئثار بقوارب النجاة في حين تُرك الباقون كي يواجهوا مصيرهم المحتوم.

                وقد اضطرّ من تبقّوا في السفينة إلى صناعة طوف ربطت أطرافه بالحبال. غير أن ما حدث بعد ذلك كان كابوسا رهيبا دام أسبوعين من العواصف العاتية والصراع الدامي والجنون. إذ اضطرّ الركّاب، مدفوعين بغريزة حبّ البقاء، إلى قتل بعضهم البعض بوحشية، كما دفع الجوع بعضهم إلى أكل لحم من مات من رفاقهم.
                ولم ينجُ في نهاية الأمر سوى 15 رجلا توفي منهم خمسة بعد وقت قصير من انتشالهم.
                وقد اعتبرت الحادثة فضيحة مدوّية في وقتها. ورأى فيها البعض مثالا آخر على التمييز العنصري المتمثل في تخلّي المجتمع عن مسئوليته تجاه بعض الفئات لمجرّد أنها تنتمي إلى الطبقات الاجتماعية الدنيا والمحرومة.

                وعندما فكّر جيريكو في رسم اللوحة كان في ذهنه أن تكون رسالة سياسية واجتماعية قويّة تنتقد الظلم وتدين غياب العدالة وتحمّل المؤسّسة السياسية والنخب الفاسدة المسئولية الأخلاقية عمّا حدث.
                واختار الرسّام من دراما السفينة اللحظة التي رأى فيها الناجون سفينة الإنقاذ وهي تقترب منهم. واعتمد في التفاصيل على ما رواه شهود العيان عن الكارثة.
                ويقال انه قضى حوالي العام في التحضير لهذا العمل. فدرس لوحات كبار الرسّامين الذين صوّروا في أعمالهم حوادث غرق مماثلة، مثل ديلاكروا وتيرنر.

                كما ذهب إلى المستشفيات ليعاين ثلاجات الموتى ومناظر لمرضى يحتضرون وأطراف مبتورة. فعرف رائحة الموت عن قرب وحاول أن يعيش معه لحظة بلحظة، تماما كما عاشه ركّاب السفينة المنكوبة. كما قام بنصب طوف على الشاطئ كي يدرس اتجاهات الريح وتأثيرات المدّ والجزر.
                التفاصيل التي تجذب العين في اللوحة كثيرة. وهذا طبيعي نظرا لضخامتها واتّساع مساحتها.
                لكن ربّما كان أوّل ما يلفت الانتباه فيها منظر الرجل الأسمر ذو القوام الفارع، والذي يقف بمواجهة الأفق ملوّحا بالعلم في محاولة للفت اهتمام السفينة العابرة من بعيد.
                هذا الجزء من اللوحة يمثل ذروة فخامة المشهد وقوّته الدراميّة. ويظهر أن جيريكو حرص على تضمين لوحته صورة لرجل أفريقي، وهو أمر كان غير مألوف آنذاك، كي يجعله رمزا لوحدة آمال كل البشر على اختلاف ألوانهم وخلفياتهم.

                ثم هناك الرجل العجوز الذي يظهر إلى اليسار محتضنا جثة ولده الميّت. في اللوحة أيضا صور لموتى ومحتضرين وأفراد آخرين لا يشغلهم سوى أن يستمرّوا في مقاومة الأمواج على أمل أن تكتب لهم الحياة.
                من الأشياء اللافتة الأخرى في اللوحة مهارة الرسّام في تصوير مناظر التدافع والعراك على سطح السفينة أو ما تبقّى منها. وقد استفاد من لوحات مايكل انجيلو وروبنز التي تصوّر عنف الصراع الجسدي، لكي يضفي التعابير المناسبة من إحساس بالرعب والألم واليأس والتوتر على ملامح وهيئات الأشخاص.

                في اللوحات المماثلة التي تصوّر مظاهر الصراع مع الطبيعة، جرت العادة أن تُضمّن اللوحة رمزا مقدّسا تكون وظيفته حراسة الضحايا وإشعال جذوة الأمل في نفوس من بقوا على قيد الحياة. غير أن الرسّام فضّل على ما يبدو انتهاك التقاليد الفنية المتوارثة، واختار أن تخلو اللوحة من أيّ وجود لله أو حضور للملائكة أو القدّيسين أو ما شابه. ومن الأمور الأخرى التي لا بدّ وأن تلفت انتباه الناظر في اللوحة براعة جيريكو في تمثيل تأثيرات الضوء والظلّ في ثنايا وتفاصيل هذه الملحمة التي وجد فيها هؤلاء الأشخاص اليائسون أنفسهم واقعين تحت رحمة قوى الطبيعة الجامحة والمدمّرة.
                مع مرور السنوات، اكتسبت اللوحة قدرا كبيرا من الأصالة والواقعية. ويقال أن "طوف الميدوسا" من اللوحات القليلة والفخمة التي يجدر بكل زائر لباريس أن يشاهدها في الغرفة المخصّصة لها بمتحف اللوفر.

                الجدير بالذكر أن ثيودور جيريكو توفي بعد خمس سنوات من إتمامه اللوحة عن عمر لا يتجاوز الثانية والثلاثين.


                تعليق


                • #9


                  اللوحة المسكونة

                  في شهر فبراير من عام 2000 ظهرت لوحة فنية وبشكل مفاجئ تحمل عنوان (( لوحة مسكونة )) HAUNTED PAINTING في موقع خاص للمزادات العلنية للوحات التجارية EBAY وهو أشهر موقع للمزادات التي تدار عن طريق الانترنت ، وباطبع سيجذب مثل ذلك العنوان انتباه الكثيرين .

                  وما زالت اللوحة تلك المثيرة للجدل تطرح تساؤلات حتى الآن فيما إذا كانت مسكونة بأشباح أم لا ؟ .

                  ومما يدعو للدهشة أن تلك
                  اللوحة تولد ردود أفعال وإحساس بالريبة لدى كل مَن يرها .

                  بيل ستونهام هو الفنان الذي رسم
                  اللوحة وهي تحمل عنوان (( أيادي تقاومه )) وفي اللوحة نجد صبياً يجسد الفنان نفسه ودمية بشكل فتاة صغيرة بقربه ومن ورائهما نافدة زجاجية تظهر منها أيادى تحاول الإمساك به وهي قابعة في الظلام .

                  ذلك الظلام الذي يعبر عن الجانب الآخر من عالمنا والزجاج هو الفاصل بين العالم الواقع والخيال والدميه تمثل مرشدة الطفل لذلك العالم الآخر كما في تصور الفنان .

                  رسم بيل تلك لوحة سنة1972 ولم يعلم كيف انتهت لوحته إلى مكان مهمل كما يقول إعلان البائع في EBAY لكنه علم بالعرض والنقد الفني في جريدة انجلوس تايمز بعد سنة من عرض واحدة تلك اللوحة .

                  ( عندما تلقينا هذه
                  اللوحة ظننا أنها عمل فني جيد بالفعل ، كان قد عثر عليها أحد الأشخاص حيث التقطها من مكان مهمل خلف حانة قديمة ، وفي ذلك الوقت تعجبنا كيف يتم اهمال مثل تلك القطعة الفنية الرائعة بهذا الشكل ؟!. الآن لا نستغرب ذلك ) .

                  وفي صباح أحد الأيام زعمت ابنة أحد القائمين على تلك
                  اللوحة وكانت تبلغ 4 سنوات أن الأطفال في اللوحة كن يتقاتلون ودخلوا غرفتها في الليل لتشعرهم بريبة حيال الموضوع وقام والد الفتاة بتجهيز كاميرا خاصة ترصد الحركة ليلاً وبعد حوالي ثلاث ليالى ثم التقاط عدد من الصور اليا آخر صورتين معروضتين توضح دخول الطفل إلى اللوحة لذلك قرروا عدم ابقاء اللوحة بحوزتهم .

                  جاء هذا في اعلان للموقع خاص لبيع اللوحات .



                  وإلى الآن تنوعت حكايات حول
                  اللوحة بين ردود فعل الناس عند مشاهدتهم لتلك اللوحة فجاءت بعضها غريب ، مثل شعور بضيق أو غياب الوعي أو رؤية زوار غرباء ليلاً أو أطفال يصرخون من شدة الخوف عندما يشاهدون الصور وآخرون خائفين حتى من النظر إليها .

                  ربما يبدو هذا الأمر كأننا نقرأه في الصحف في باب صدق أو لا تصدق لكنه حدث بالفعل .









                  تعليق


                  • #10


                    طـوف الميـدوســا

                    للفنان الفرنسي ثيـودور جيـريكـو، 1819




                    تعتبر هذه اللوحة إحدى أكثر لوحات العصر الرومانسي شهرة وتأثيرا. كما أنها تحتلّ مكانة مهمّة في تاريخ الفنّ الحديث.
                    وقد استمدّ جيريكو موضوعها من حادثة مأساوية أثارت الكثير من الجدل في حينها.
                    واللوحة تصوّر غرق السفينة الفرنسية "ميدوسا" وصراع ركّابها اليائس من اجل البقاء.
                    كانت هذه السفينة قد أبحرت في العام 1816 باتجاه ساحل أفريقيا وعلى متنها حوالي 400 راكب. لكنها ما لبثت أن غرقت بسبب ضعف قيادة طاقمها وثقل وزنها. وفور إدراك الربّان لخطورة الوضع، بادر إلى الفرار والتماس النجاة لنفسه. أمّا الأغنياء وذوو الحظوة ممن كانوا على متن السفينة فقد مُكّنوا من الاستئثار بقوارب النجاة في حين تُرك الباقون كي يواجهوا مصيرهم المحتوم.
                    وقد اضطرّ من تبقّوا في السفينة إلى صناعة طوف ُربطت أطرافه بالحبال. غير أن ما حدث بعد ذلك كان كابوسا رهيبا دام أسبوعين من العواصف العاتية والصراع الدامي والجنون. إذ اضطرّ الركّاب، مدفوعين بغريزة حبّ البقاء، إلى قتل بعضهم البعض بوحشية، كما دفع الجوع بعضهم إلى أكل لحم من مات من رفاقهم.
                    ولم ينجُ في نهاية الأمر سوى 15 رجلا توفي منهم خمسة بعد وقت قصير من انتشالهم.
                    وقد اعتبرت الحادثة فضيحة مدوّية في وقتها. ورأى فيها البعض مثالا آخر على التمييز العنصري المتمثل في تخلّي المجتمع عن مسئوليته تجاه بعض الفئات لمجرّد أنها تنتمي إلى الطبقات الاجتماعية الدنيا والمحرومة.
                    وعندما فكّر جيريكو في رسم اللوحة كان في ذهنه أن تكون رسالة سياسية واجتماعية قويّة تنتقد الظلم وتدين غياب العدالة وتحمّل المؤسّسة السياسية والنخب الفاسدة المسئولية الأخلاقية عمّا حدث.
                    واختار الرسّام من دراما السفينة اللحظة التي رأى فيها الناجون سفينة الإنقاذ وهي تقترب منهم. واعتمد في التفاصيل على ما رواه شهود العيان عن الكارثة.
                    ويقال انه قضى حوالي العام في التحضير لهذا العمل. فدرس لوحات كبار الرسّامين الذين صوّروا في أعمالهم حوادث غرق مماثلة، مثل ديلاكروا وتيرنر.
                    كما ذهب إلى المستشفيات ليعاين ثلاجات الموتى ومناظر لمرضى يحتضرون وأطراف مبتورة. فعرف رائحة الموت عن قرب وحاول أن يعيش معه لحظة بلحظة، تماما كما عاشه ركّاب السفينة المنكوبة. كما قام بنصب طوف على الشاطئ كي يدرس اتجاهات الريح وتأثيرات المدّ والجزر.
                    التفاصيل التي تجذب العين في اللوحة كثيرة. وهذا طبيعي نظرا لضخامتها واتّساع مساحتها.
                    لكن ربّما كان أوّل ما يلفت الانتباه فيها منظر الرجل الأسمر ذو القوام الفارع، والذي يقف بمواجهة الأفق ملوّحا بالعلم في محاولة للفت اهتمام السفينة العابرة من بعيد.
                    هذا الجزء من اللوحة يمثل ذروة فخامة المشهد وقوّته الدراميّة. ويظهر أن جيريكو حرص على تضمين لوحته صورة لرجل أفريقي، وهو أمر كان غير مألوف آنذاك، كي يجعله رمزا لوحدة آمال كل البشر على اختلاف ألوانهم وخلفياتهم.
                    ثم هناك الرجل العجوز الذي يظهر إلى اليسار محتضنا جثة ولده الميّت. في اللوحة أيضا صور لموتى ومحتضرين وأفراد آخرين لا يشغلهم سوى أن يستمرّوا في مقاومة الأمواج على أمل أن تكتب لهم الحياة.
                    من الأشياء اللافتة الأخرى في اللوحة مهارة الرسّام في تصوير مناظر التدافع والعراك على سطح السفينة أو ما تبقّى منها. وقد استفاد من لوحات مايكل انجيلو وروبنز التي تصوّر عنف الصراع الجسدي، لكي يضفي التعابير المناسبة من إحساس بالرعب والألم واليأس والتوتر على ملامح وهيئات الأشخاص.
                    في اللوحات المماثلة التي تصوّر مظاهر الصراع مع الطبيعة، جرت العادة أن تُضمّن اللوحة رمزا مقدّسا تكون وظيفته حراسة الضحايا وإشعال جذوة الأمل في نفوس من بقوا على قيد الحياة. غير أن الرسّام فضّل على ما يبدو انتهاك التقاليد الفنية المتوارثة، واختار أن تخلو اللوحة من أيّ وجود لله أو حضور للملائكة أو القدّيسين أو ما شابه. ومن الأمور الأخرى التي لا بدّ وأن تلفت انتباه الناظر في اللوحة براعة جيريكو في تمثيل تأثيرات الضوء والظلّ في ثنايا وتفاصيل هذه الملحمة التي وجد فيها هؤلاء الأشخاص اليائسون أنفسهم واقعين تحت رحمة قوى الطبيعة الجامحة والمدمّرة.
                    مع مرور السنوات، اكتسبت اللوحة قدرا كبيرا من الأصالة والواقعية. ويقال أن "طوف الميدوسا" من اللوحات القليلة والفخمة التي يجدر بكل زائر لباريس أن يشاهدها في الغرفة المخصّصة لها بمتحف اللوفر.
                    الجدير بالذكر أن ثيودور جيريكو توفي بعد خمس سنوات من إتمامه اللوحة عن عمر لا يتجاوز الثانية والثلاثين.




                    تعليق

                    يعمل...
                    X