إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الديجافو خلل بالذاكرة أم ذكريات حقيقية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الديجافو خلل بالذاكرة أم ذكريات حقيقية



    الديجافو خلل بالذاكرة أم ذكريات حقيقية
    Déjà vu



    ديجاڤو تعني "شوهد من قبل"، وهي الحالة التي يشعر بها الفرد بأنه رأى أو عاش الموقف الحاضر من قبل . يلازم هذه الظاهرة شعور بالمعرفة المسبقة وشعور بـ"الرهبة" و"الغرابة" أو ما سماه فرويد بـ"الأمر الخارق للطبيعة





    التجربة تُخيل لنا بأننا عشناها ، أو زارتنا في أحلامنا. الغريب أننا نشعر بأن الموقف حقيقيا ووقع في الماضي والآن يُعاد. ويقسمها علماء النفس إلى ثلاثة أنواع

    "تم رؤيته سابقاً"
    "تم الشعور به سابقاً" (شم ، سمع ، لمس ، بصر)
    "تم زيارته سابقاً (أماكن)

    النظرية الأولى :

    أن الديجاڤو يسببها خلل بالذاكرة ؛ حينما تعطي معلومات خاطئة للمخ ؛ بأننا عشنا هذا الموقف من قبل ، لكننا لا نستطيع تذكر تفاصيل الموقف (أين, متى, كيف). ويظل من المستحيل استرجاع تفاصيل الحالة الأولى ، وهذا عادة ما يكون بسبب تشابك في الأعصاب المسؤولة عن الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى. الأحداث تتخزن في الذاكرة قبل أن تذهب إلى قسم الوعي في المخ البشري وتعالج هناك. الدماغ يختزن الذكريات في منطقة عروية في وسطه تسمى الحصين hippocampus




    هناك دراسة جديدة تقترح أن هناك جزء صغير في المخ يسمى التلفيف المسنن
    dentate gyrus
    وهو مسؤول عن الذكريات المتسلسلة , ويسمح لنا بالتمييز بين الاحداث والمواقف المتشابهة
    لكنها كلها تبقى نظريات لا يمكن التأكد منها ، حيث لا يمكن دراستها بالمختبرات ، لأنها تحدث فجأة ، وعشوائياً ، لكن المؤكد أنها تبدأ بالحدوث من عمر الثماني سنوات.





    النظرية الثانية:
    بما أننا نصادف مفترقات وطرق (وهديناه النجدين) ، وتلك الطرق تؤدي إلى طرق ، وهكذا ، (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) ، (الإمام المبين) أشبه بكمبيوتر عملاق مخزنة فيه كل شاردة وواردة ، ففيه كل الإحتمالات ، مثلا فيه إحتمال أنك ستتجاوز شخص بسيارتك ، فيضايقك فيتسبب بحادث لك ، وفي (الإمام المبين) نسخة أخرى من الحدث ، وفي هذه النسخة أنت تصبر فلا تتجاوز الشخص ولا يصيبك الحادث ، ما أن تختار طريق حتى ينمحي الإحتمال الآخر من (الإمام المبين) ، وكذلك ينمحي من حياة المشاركين في الحدث.




    وكذلك الصدقة والدعاء ، حيث يغيران المكتوب في الإمام المبين ، (لا يرد القضاء إلا الدعاء) ،( لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء) ، (الصدقة والبلاء يتصارعان)
    و (الإمام المبين) غير (اللوح المحفوظ) ، حيث الأحداث غير متغيرة في اللوح المحفوظ ، والتي لابد أن تحدث




    بعض الباحثين يقترحون أن الديجاڤو ، تحدث عندما يكون هناك إحتمال كامل ينمحي ، بكامل أحداثه وشخصياته ، ربما أنت إخترت طريقا ، أو كنت مشاركا في حدث ثم إختار شخص طريقا آخر ، فانمحى الحدث ، فتأتي شذرات منه في لمحات الديجاڤو.





    النظرية الثالثة:
    ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ، فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )
    فالله حين ( يتوفى الأنفس حين موتها ) يجمع بين أرواح الأحياء (النائمون) وأرواح الأموات -يومياً- فيتحادثون ويتعارفون (يأتي من ذلك الإجتماع رموز بالأحلام) ،ثم يمسك الله الأرواح التي ماتت ، ويرسل الأخرى إلى أجسادها .
    فالديچاڤو تمثل مشاهد رأيتها في تلك الإجتماعات






    النظرية الرابعة :

    وردت (أفلا تتذكرون) مرتين في القرآن ، بينما وردت (أفلا تذكّرون) سبع مرات.
    لكن ماذا نتذكر؟

    بالحقيقة هناك حدث عظيم حصل فعلاً لنا جميعاً ، عندما:

    (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ : أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ، قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا)

    هذا الحدث الذي لا نذكره ، سيكون حجة علينا جميعاً يوم القيامة ، وقد أخبرنا الله كل شيء ، وحذرنا مما سيحدث ، وأن ستكون هناك فتن ، صعوبات ، عراقيل ، تعترض طريقنا ، وقد قبلنا وشهدنا.

    وهذه الديجافو ما هي إلا شذرات تجيب على السؤال: (أفلا تذكّرون)







    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2014-12-04, 01:45 AM.

  • #2


    ظاهرة الديجافو وعالم الأحلام:


    أن ما نمر به من أحداث نشعر وكأنها مكررة أو صورة اخرى من موقف مضى ما هو إلا نسخة لحلم قد حلمناه ولكننا نسيناه ولم نتذكره .. وحين يحدث نفس الموقف في حياتنا العملية نتذكر أننا مررنا بنفس هذا الموقف أو المشهد من قبل.

    فنحن يوميا مهما كنا نحلم بكل ما يدور في اليوم الآخر لكن بطبع الإنسان ينسى كل ما يحدث فنتذكر ما يمكن تذكره ، كما يؤكد بعض العلماء انه يحدث أحيانا أثناء النوم أن يمر الإنسان بمراحل شفافة للوعي وللروح ولاستقبال الرسائل الكونية أي انه يرى أجزاء من حياته أو مستقبله ( رؤيا) كما يحدث في الرؤية الصادقة .

    فالنوم هو مفارقة الروح للجسد مفارقة جزئية ، وعندما تفارق الروح الجسد فهي تلتقي مع أرواح أخرى ربما يكون اصحابها على قيد الحياة أو ربما مضى وقت طويل على وفاتهم .. ومن هنا يأتي تفسير منطقي آخر لظاهرة استحضار الماضي واستقراء المستقبل.

    وعندما تلتقي هذه الأرواح في عالم يسمى البرزخ وهنا يحدث بين الأرواح ما لا تدركه عقولنا.. ولا نستطيع تذكر أي شيء منه في حال استيقاظنا ولكن ربما يحدث بالصدفة أن نسمع قولا أو نشاهد مشهدا يخيل إلينا أننا رأيناه من قبل وتتفق الرؤى نفسها لدى أكثر من واحد من المشتركين في نفس المشهد أو الموقف ، وقد ذكر انه ( ذات يوم في خلافة عمر رضي الله عنه
    كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يسرد حلما قد حلمه على أصحابه يقول علي رضي الله عنه وهذا في حلمه انه كان في صلاة الفجر وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إماما فعندما وصل علي المسجد ورأى أن رسول صلى الله عليه وسلم هو الإمام استغرب جدا لأنه يعلم انه قد توفاه الله ويقول علي رضي الله عنه في الحلم طبعا ما لبثت أن تنتهي الصلاة حتى اذهب إلى رسول الله واسلم عليه وأعانقه وحين انتهت الصلاة ذهب إليه وسلم عليه وعانقه وجلس معه حتى بزغت الشمس ثم خرج من المسجد وإذ بعجوز على باب المسجد أعطته صحنا من التمر وقالت له اطعم رسول الله فدخل علي رضي الله عنه إلى المسجد واطعم رسول الله
    فاخذ الرسول صلى الله عليه وسلم حبه ووضع حبه في فم علي رضي الله عنه
    فيقول علي لم أأكل أطيب من هذا التمر في حياتي وكأنه من طعام الجنة
    فقال علي رضي الله عنه زدني يا رسول الله
    فاستيقظ علي رضي الله عنه من النوم ثم ذهب إلى المسجد وصلى بهم عمر رضي الله عنه إماما وبعد أن أنهى الصلاة خرج علي رضي الله عنه من المسجد وإذ بعجوز على باب المسجد أعطته صحنا من التمر وقالت له اطعم أمير المؤمنين فتعجب على جدا
    فأخذ الصحن واطعم أمير المؤمنين واخذ عمر حبه من التمر ووضعها في فم علي يقول علي رضي الله عنه أنها نفس مذاق حبة التمر التي كانت في الحلم فقال له زدني يا أمير المؤمنين فقال له عمر رضي الله عنه لو زادك رسول الله لزدناك )

    ويوجد العديد من المواقف التي من ضمنها رؤية إنسان في المنام لشخص يجلس معه ويخاطبه في حين انه ميت من عشرين عام.. وقدم إليه في المنام ليحذره من أمر هام أو يوصيه وصية ، أو يطلب منه تكفير خطيئة أو ذنب وهذه حدثت كثيرا ، وهو يؤكد مبدأ الاتصال بين العوالم فالنفس تنفصل عن الجسد في حالة النوم وتموت موتت صغرى . ( وفي القصص المروية عن اتصال الارواح في الرؤى تستطيع قراءة كتاب الروح لأبن قيم الجوزية رحمه الله )

    ظاهرة الديجافو وعالم الروح:

    يرى بعض العلماء أن الإنسان كان قبل أن يخلق في عالم يسمى عالم الذر أو عالم الأرواح ، وفي هذا العالم جرت له العديد من الأحداث و الوقائع والمشابهة والمطابقة لما يحدث له على الأرض ، حتى تكون بعض الأحداث مماثلة إلى درجة التطابق .
    ويرى البعض أن الحياة الدنيا ماهي إلا نسخة لتلك الحياة وهي كرة أخرى أعطيت للإنسان ليمارس فيها مفهوم التقرب إلى الله والعبادة مرة أخرى .

    لذلك فعندما نمر بحدث أو واقعة ما ونشعر أننا قد مررنا بها قبل ذلك فهذه عملية تذكر للحياة التي عشناها في عالم الروح ، ويرى البعض أن الإنسان تعرض عليه مسيرة حياته قبل أن يخلق عند الله ثم تنفخ فيه الروح في بطن أمه ومن ثم قد يتكرر مشهد الديجافو من العقل الباطن أو من الذاكرة القديمة الأولى.

    تعليق


    • #3


      لعل البحث الذى نشر فى كل من مجلة «ساينس» وكذلك فى مجلة «ساينتفيك أمريكان»، والذى أجراه فريق من العلماء الأمريكيين بقيادة د.«سوسومو تونيجاوا»، أستاذ علم بيولوجيا الأعصاب فى معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، والحاصل على جائزة نوبل فى الطب عام ١٩٨٧، بالتعاون مع جامعة «بريستول» بإنجلترا يضع يده على التفسير العلمى لهذه الظاهرة التى يطلق عليها اسم «ديجافو» Dejavu والمكان المسؤول عن حدوثها فى المخ، وعدم مسؤولية الأرواح ونظرية تناسخها عن مثل هذه الظاهرة.


      ١- التركيز واكتساب المعلومة، حيث يتم استقبال المعلومات عن طريق الحواس (السمع البصر التذوق الشم اللمس)، ويتم الاحتفاظ بها (لمدة لا تزيد على خمس ثوان) فيما يسمى بالذاكرة العابرة Episodic memory، لذا فلابد من نقلها إلى مستودع أو مخزن آخر للذاكرة.

      ٢- يتم ترتيب المعلومات واختزانها فى الملف أو المكان الصحيح فى المخ، وذلك عن طريق الذاكرة قصيرة المدى Short term memory التى تستقبل المعلومات من الحواس الناقلة لها فى المرحلة السابقة حتى تحدث عملية ذهنية واعية، وفى هذه الذاكرة تتم معالجة المعلومات وفهرستها، فإما أن تحذف من الذاكرة قصيرة الأجل، أو أنها ترسل إلى الذاكرة طويلة المدى، وعادة عندما لا يتم نقل المعلومات إلى الذاكرة طويلة الأجل خلال خمس عشرة ثانية فإن المعلومات تنسى وتتلاشى.

      ٣- الاختزان فى الذاكرة طويلة المدىLong Term Memory وهى الذاكرة التى يتم تخزين المعلومات فيها على المدى البعيد، لذا فلابد من تنمية وتطوير هذه الذاكرة وتدريبها على اختزان واسترجاع المعلومات بشكل سريع وقوى فى الوقت المناسب.

      ونعود مرة أخرى إلى التفسير العلمى لهذه الظاهرة التى بدأنا بها المقال، فالقصة تبدأ فى منطقة يطلقون عليها اسم «قرن آمون» Hippocempus فى المخ، وهو الجزء المسؤول عن الذاكرة أو مركز الذاكرة فى المخ، حيث تحتوى هذا المركز على خلايا وموصلات عصبية لديها القدرة على رسم خريطة مخية للأماكن والأشخاص والخبرات الحياتية، التى يمر بها الإنسان وتختزن فى الأنواع الثلاثة التى سبق ذكرها: ذاكرة عابرة، وذاكرة مؤقتة، وذاكرة دائمة، حسب أهميتها بالنسبة للإنسان، ويتم استدعاؤها عند الحاجة إليها، والذى يحدث فى حالة «ديجافو» Dejavu .

      كما توصل د. «تونيجاوا» فى بحثه - إلى أن هناك خللاً ما يحدث فى قدرة مركز الذاكرة فى المخ على فهرسة المعلومات الجديدة، وبناء على هذا الخلل فإنه يعاملها على أنها معلومات وخبرات قديمة، نتيجة لوجود بعض التشابه بينها وبين بعض الأشياء المختزنة فى الذاكرة العابرة Episodic memory، التى لا يعيرها الإنسان اهتماماً فى مرحلة الاستدعاء، فتبدو هذه الأشياء التى يراها أو يسمعها الإنسان لأول مرة - وكأنها قد مرت به من قبل - بنفس التفاصيل والأحداث، لأنها دخلت على شىء مشابه فى منطقة الذاكرة العابرة دون أن يدرى الإنسان ما هو هذا الشىء بالتحديد.

      وقد تمكن فريق البحث من خلال التجربة على الفئران من تحديد منطقة فى تلافيف مركز الذاكرة اسمها Dentate Gyrus، هى بالفعل المسؤولة عن هذا التصنيف، وتحديد مدى الاختلاف بين ما يراه الإنسان الآن، والخبرات الحياتية السابقة، حتى لا تخدع الذاكرة العابرة وتعتبره من ضمن الذكريات التى مرت بالإنسان من قبل.
      وتكمن أهمية هذا الاكتشاف فى أن معرفة هذه المنطقة واكتشاف وظيفتها على المستويات العصبية والجزيئية والكيميائية، سوف يمكِّن العلماء من تصنيع دواء لكى يعمل على هذه المنطقة حتى يستعيد الإنسان قدرته على استعادة الذاكرة، والتفريق بين ما هو جديد وما هو مختزن كجزء من الذاكرة، وربما يصبح هذا من بين الوسائل المهمة لعلاج مرض «الزهايمر»، وغيره من أمراض ضعف الذاكرة والنسيان.

      ويأتى فى مقابل ظاهرة «ديجا فو»، التى يعتقد خلالها الإنسان أنه يتذكر أشياء لم يمر بها من قبل، فأحيانا يقابل المرء شخصا ما يتذكر جيداً أنه يعرفه، ووجهه مألوف لديه، لكنه لا يتذكر على الإطلاق اسمه، أو أين قابله من قبل، ويصبح أكثر حرجاً عندما يتحدث إليه هذا الشخص على أنه يعرفه، وربما يحكى عن ذكريات مشتركة جمعتهما سوياً، وتنتهى المقابلة دون أن يعرف المرء من الذى قابله، لأنه بالطبع خجل أن يسأله عن اسمه بعد كل هذه الحميمية التى قابله بها.

      وهذه الأعراض وغيرها لضعف الذاكرة والنسيان، تصيب الكثير من الناس هذه الأيام، بغض النظر عن عمرهم أو جنسهم، ما قد يصيبهم بالكثير من الإحباط والضيق.

      ولضعف الذاكرة أسباب كثيرة بعضها قابل للعلاج، لأنه يأتى كعرض ثانوى لمرض آخر مثل الاكتئاب، ونقص هرمون الغدة الدرقية، ونقص هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث عند السيدات، ونقص بعض أنواع الفيتامينات المهمة للخلايا العصبية، والتوتر والضغط العصبى الزائد، وهناك أسباب أخرى لضعف الذاكرة، يكون علاجها صعباً إلى حد ما، ويهدف فقط إلى إيقاف التدهور، وفقد الخلايا العصبية فى المنطقة المسؤولة عن الذاكرة فى المخ مثل مرض «الزهايمر» أو خرف الشيخوخة، وبعض حالات السكتة الدماغية، أو جلطات المخ، وبعض حالات العدوى المزمنة التى تصيب الجهاز العصبى، وتسبب تلف الخلايا العصبية، وغيرها.


      تعليق


      • #4



        شعور لا يدوم طويلاً .. إنما هو فقط يومض بقوة مرة واحدة ويتلاشى في جزءٍ من الثانية.. مخلفاً وراءه سحباً من الإبهام والغموض تعيقك عن اللحاق به لفهمه بشكل أفضل وأعمق ..وبانقشاع تلك السحب يكون هو قد اختفى وتكون أنت قد نسيت الأمر برمته !
        لعل أغلبنا قد مر بتلك التجربة أو هذه الظاهرة.. والجميع يتساءل عن كيفية وسبب حدث هذا الأمر .. هذه الحيرة أيضاً كانت تلازم علماء النفس والطبيعة والفلاسفة الذين انشغلوا كثيراً للإجابة على سبب وكيفية حدوث هذه الظاهرة، الذين أطلقوا عليها ظاهرة الـ (ديجافو)
        الديجافو هي الإحساس بالألفة مع شيء يُفترض أنه ليس كذلك، مثال: تسافر لمكان لأول مرة في حياتك وتدخل مطعم مع أصدقائك وتجلسون إلى الطاولة وتتناولون عشائكم بينما تتناقشون في موضوعٍ ما وفجأة دون مقدمات ينتابك الشعور بأنك قد مررت بهذه اللحظة (بكل ما فيها) من قبل.. نفس المكان، نفس العشاء، نفس الموضوع، نفس الأوجه المحيطة بك .. كل شيء، كأنه حدث من قبل .. ولكن أين ؟ متى ؟ لا تتذكر ! وليس هذا فقط .. بل إنك قد تتذكر ما سيحصل في الثواني القادمة (كأن يسقط شيء أو يمر شخص ما أو أي شيء) وفعلاً يحدث !

        فرضيات لتفسير الظاهرة …. :
        المحللون النفسيون يرون في الديجافو تعبيراً عن رغبة قوية لتكرار تجربة ماضية، أما الأطباء فيفسرونها على أنها حدوث عدم مطابقة ( mismatching ) في الدماغ يتسبب في جعل الدماغ يخلط بين الإحساس بالحاضر والماضي ، أما علماء ما وراء الطبيعة فهم يعتقدون أن الديجافو يتعلق بخبرة حياتية ماضية عشناها قبل قدومنا إلى الدنيا في ذواتنا الحالية!و تلك ظاهرة أخرى تعرف ب ” تجربة ما قبل الولادة BBE” (اختصاراً لكلمة Before Birth Experience )وعلى الرغم من التقدم العلمي على جميع الأصعدة الطبية إلا أن الغموض لا زال يكتنف ظاهرة ديجافوو رغم الفرضيات والتخمينات التي حاولت تعليلها إلا أنّ أياً منها لا يمكن البت به بشكل قاطع والمثير أكثر أنّ هناك ظاهرة معاكسة للديجافو ! إنها ما يسمى بال Jamais Vu وهي الإحساس بأن (المألوف) غريب وجديد وكأنه يُصادف لأول مرة! وأيضاً لا يدوم هذا الإحساس إلا لجزء من الثانية .كأن تجلس مع أحد أصدقائك أو أفراد عائلتك ولوهلة تشعر وكأنك لم تره من قبل! كأنه شخص غريب !

        البحث العلمي
        التفسير العلمي الأكثر دقة لهذه الظاهرة ربما يرجع إلى شذوذ الذاكرة حينما تعطي مشاعر خاطئة تقول للمخ بأننا عشنا هذا الموقف من قبل لكننا لا نستطيع تذكر تفاصيل الموقف “السابق” (أين, متى, كيف). عندما يمر الوقت, الشخص يستطيع استرجاع بعض التفاصيل المشوّشة في الحادثة الجديدة ولكن من المستحيل استرجاع تفاصيل الحالة الأولى (والتي كانت في بالهم عندما كانوا في الحادثة الجديدة!) وهذا عادة ما يكون بسبب تشابك في الأعصاب المسؤولة عن الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى. الأحداث تتخزن في الذاكرة قبل أن تذهب إلى قسم الوعي في المخ البشري وتعالج هناك.

        هناك أيضا تفسير علمي آخر لظاهرة (دَيْچاڤو) وهذا التفسير يتعلق بحاسة النظر. النظرية تقول بأن إحدى العينان تسجل الحادثة أسرع قليلاً عن العين الأخرى, فبعد لحظات قصيرة عندما تقع الحادثة, يُخيل لنا بأننا رأينا هذا الموقف من قبل! لكن من عيوب هذه النظرية أنها لا تقدم تفسير لتداخل الحواس الأخرى في الحادثة, كالسمع واللمس (كأن نشعر بأن أحداً من قبل ضرب يدنا اليسرى). وأيضا من عيوب هذه النظرية بأن الــ(دَيْچاڤو) حدث عند أُناس لا يرون إلا بعين واحدة (أعور). على كل حال هذه الظاهرة يمكن تفسيرها بشكل عام بقول أن هناك عدم توافق زمني في تسجيل الأحداث في نصفي الدماغ الأيمن والأيسر.

        فرضية مراكز الذاكرة في الدماغ
        تفسر هذه الظاهرة علمياً على أن المخ عبارة عن مناطق وكل منطقة مسؤولة عن وظيفة مثال: الرؤية تكون في مؤخرة الرأس، السمع على الجوانب وهكذا.وما يحدث أنك عندما ترى شيئا يترجمه الجزء الخاص بالرؤية Visual Center وهذه هي وظيفته ترجمة الإشارات إلى صورة فقط أما فهم هذه الصورة واستيعابها أو تذكرها إذا كانت مألوفة يكون في جزء آخر يسمى Cognitive Center في هذه الظاهرة يحدث في بعض الأحيان تأخر بين العمليتين وتمر برهة من الوقت تدخل فيها الصورة إلى مركز الذاكرة قبل ال Cognitive Center .. ثم تذهب الصورة إليه لاحقا فيظن المخ أنه رآها من قبل.
        وتحليل آخر يرجع هذا الأمر إلى أن تواجدك في هذا المكان أو الموقف يترجم الأحداث إلى إشارات في الأعصاب، فترسل الأعصاب هذه الإشارات إلى مركز الذاكرة القصيرة
        (Short Memory) ليتم حفظها هناك وتكون هذه العملية سريعة جداً أقل من جزء من الثانية.. ولكن يحدث في بعض الأحيان أن ترسل الأعصاب نفس الإشارات إلى مركز الذاكرة الطويلة (long memory) بالخطأ.. فنشعر بان هذا الموقف قد مرنا بنا من قبل!! وللعلم مركز الذاكرة الطويلة هي المكان الذي يحفظ فيه أحداث قديمه يمكن استرجاعها مع الزمن .

        فرضية نصفي الكرة المخية
        جميعنا يعلم أن الدماغ مكون من فصين أي جزئين .. أحد هذه الأجزاء متقدم قليلا أي بارز قليلا عن الآخر .. وعند إستقبال الدماغ لأي إشارة أو صورة .. يستقبلها الفصين معا .. لكن في بعض الأحيان.. يستقبل ذلك الجزء البارز أو المتقدم قبل الأخر بثواني بسيطة جدا.. ثم ترسل للجزء الأخر الذي به يتم الاستيعاب الكامل لكل ما نستقبله من صور وأصوات وإشارات ضوئية وغيرها.. فعندما يستوعب المرء المكان أو الصورة التي أمامه .. يشعر أنه قد رآها سابقا.. ولكن الصحيح .. أنه .. قد خزنها في الذاكرة القصيرة قبل أن يتم استيعابها كاملا.. كل هذا يتم في ثواني معدودة..

        اضطرابات نفسية
        بعض العلماء حاول إيجاد رابط بين ظاهرة (دي جافو) وبين بعض الأمراض النفسية كانفصام الشخصية والقلق ولكنهم فشلوا. ليس هناك أي علاقة بين هذه الظاهرة وبين هذه الأمراض. العلاقة الأقوى وُجِدَت بين (دي جافو) و مرض صرع الفص الصدغي في المخ. وهذه العلاقة قادت بعض العلماء للتأكيد بأن هذه الظاهرة هي نتاج لخلل في عملية تفريغ الشحنات الكهربائية في المخ. الكثير من الناس يشعر ب”رعشة” سريعة في بعض الحالات (قبيل النوم بلحظات), وهذه الرعشة يرجّح بأنها تحدث أثناء الـ(دي جافو) مما تسبب شعور خاطئ في الذاكرة. الذين يشعرون بهذه الرعشات على الدوام, يعانون من تكرار حالة (دي جافو) ولكن أغلبها يكون صوتي, حيث يُخيّل له بأنه سمع هذا الصوت من قبل.

        تأثير بعض الأدوية
        بعض الأدوية ترفع نسبة حدوث الـ(دي جافو). في عام ٢٠٠٢, تمكن عالمان من دراسة رجل ظهرت عليه علامات الـ(دي جافو) عندما تناول دواء الـ (أمانتادين) و (فَنيلبروبانولامين) لعلاج أعراض انفلونزا حلّت به. في الحقيقة, هذا الرجل أحبّ هذا الشعور وأكمل الدراسة وبدأ يزور طبيبه النفسي لتسجيل ما يشعر به. هذان العالمان وصلا لنظرية بأن الـ (ديجافو) هو نتيجة تأثير المعدلات العالية من مادة الـ(دوبامين)أحد الموصلات العصبيى للمخ على بعض الخلايا في الفص الصدغي للمخ.

        تفسيرات تعتمد على الذاكرة
        الشبه بين المقدمات التي تحفّز ظاهرة الـ(ديجافو) وبين تلك التي تحفّز بعض الذكريات في المخ هي تفسير آخر. أي أن بعض المشاعر الحالية تجلب لنا تفاصيل حوادث سابقة في الماضي فهنا تحدث ظاهرة الـ(ديجافو). هذا التفسير يتيح للعلماء تطوير العديد من الأبحاث التي من شأنها أن تخلق حالات (دي جافو) حسب الطلب لدراستها تحت ظروف علمية. بعض العلماء يعتقد بأن الـ(دي جافو) تتعلق بوظيفة الإدراك المألوف في الذاكرة. وأيضا هناك تفسير آخر يقول بأن الـ(دي جافو) ما هي إلا نتيجة معلومات قد تعلمناها من قبل ولكن نسيناها والآن استطعنا استرجاعها فيُخيّل لنا بأننا نعيش الموقف مرتين(المخ البشري لا يمسح أي معلومة سجلها وإن نسيناها).


        تعليق

        يعمل...
        X