إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دور الأسرة المسلمة التربوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دور الأسرة المسلمة التربوي



    دور الأسرة المسلمة التربوي

    الأسرة هي نواة المجتمع ووحدته البنائية، فيها يشب الطفل ويترعرع، وتتشكل اتجاهاته وآراؤه ويتم البناء الأساسي لشخصيته.
    فالبيت المسلم هو المجتمع الصغير الذي تنشأ فيه روابط الأبوة والبنوة والقيم والأخلاق والألفة والمودة، والاستقرار النفسي والعاطفي، وكلها معان مستمدة من دين الإسلام، قال الله تعالى:

    {
    ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}[الروم:21].

    لذا أولى الإسلام عناية كبيرة لتكوين البيت المسلم، فحض على اختيار ذات الدين والخلق، ومعاملتها بالمعروف، مع جعل القوامة بيد الرجل ليعم الأمن والاستقرار أرجاء البيت، كما أكد الإسلام على دور الأسرة المحوري في عملية التربية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه".
    يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "مما يحتاج إليه الطفل غاية الاحتياج العناية بأمر خُلقه، فإنه ينشأ على ما عوده المربي في صغره، ولهذا نجد الناس منحرفة أخلاقهم، وذلك من قبل التربية التي نشأوا عليها"، ويقول الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله:
    "الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل نقش، ومائل إلى كل ما يمال إليه، فإن عُودالخير وعلمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب، وإن عُود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليهوالولي له، وقد قال تعالى:

    {يا أيها الذين آمنواقوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة}".

    ولكن كيف تتوفر العناية اللازمة للطفل إذا هجرت الأم البيت، وكان الأب في عمله معظم الوقت؟
    إن الأبناء أمانة في أعناق آبائهم فهل رعوا هذه الأمانة حق رعايتها؟ ألا فليتق الله أناس ضيعوا هذه الرعية التى سوف يسألون عنه، فعن ابن عمر -رضي الله عنه-: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "كلكم راع وكلكم مسؤولعن رعيته، فالرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيته، والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته، والولد راع في مالأبيه وهو مسؤول عن رعيته، فكلكم راع ومسؤول عن رعيته"،
    وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    "إن الله سائل كل راع عن ما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته" .
    إن الأبناء يتمثلون بالآباء ويحملون عاداتهم السلوكية، فإذا كان الأب مدخنا مثلا فإن انتقال هذه الظاهرة إلى الطفل أمر وارد، وقديما قيل:
    وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
    إن من المواقف التي لا زلت أذكره، وأقف أمامها متأمل، أني زرت أحد الأصدقاء في بيته منذ مدة، وكان بصحبتي أحد الإخوة المدخنين -سامحه الله- فما كاد الجمع يلتئم حتى أخرج هذا الأخ سيجارته وأشعلها -كعادة المدخنين في عدم مراعاة شعور غيرهم- فإذابطفل لا يتجاوز عمره ثلاث سنين يهمس في أذن أبيه، سائلاً باستغراب: لماذا يحرق نفسه؟

    لقد تربى هذا الطفل في بيت يعمر الأيمان أرجاءه، ولا يعرف التدخين إليه سبيل، فارتسمت في ذهنه صورة مؤداها أن الدخان والنار يعنيان الحريق، فأسقط هذه الصورة الذهنية -محقًا-على أول مدخن رآه !!.

    ولكي يبقى للأسرة دورها التربوي الفعال فيجب ألا تشرك في هذه المهمة النبيلة أطرافا أخرى غير مأمونة التأثير كوسائل الإعلام، ذلك أن كثيرا من الأسر أسلمت مهمة التربية للفضائيات والخادمات لأسباب عديدة منها : اشتغال الأب والأم معا خارج البيت، والأمية التربوية التي تعاني منها أسر كثيرة، والتأثر بالنمط الغربي فيبناء الاسرة مما نتج عنه اتساع الهوة بين الأبناء والآباء، والتفكك الأسري الذي يجعل مهمة التربية مقصورة على أحد الأبوين دون الآخر.

    المصدر:الإسلام اليوم.

  • #2




    أن الإسلام أولى اهتماماً هائلاً بالأسرة وأولاها من العناية والرعاية ما يكفل لها أن تنتج ثمارها المرجوة، لاسيما أن الأسرة نواة المجتمع، والمجتمعات تتكون منها الأمة، فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع.

    وأول إشارة على ذلك أن الله تعالى خلق آدم عليه السلام وكوّن له أسرة إذ خلق له حواء وبزواجه منها تكونت أول أسرة على الأرض، فقال ربنا جل شأنه:يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً.
    فلما كان للأسرة من شأن وخطر، ومكانة وأثر، فإن الإسلام الحنيف ركز على حسن تكوين الأسرة تكويناً يضمن لها الاستقرار والأمن والدعة.


    كما هو معروف فإن الأسرة تنشأ بالزواج، تم تتسع بوجود النسل، فقال الله سبحانه وتعالى:والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لتكوين الأسرة فيقول: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء". ولذلك فإن الإسلام نظم عقد النكاح تنظيماً دقيقاً يكفل الهدف المنشود من الأسرة، كما وضع قواعد وثيقة تسير عليها الأسرة بعد تكونها.

    وبلغ من حرص الإسلام الحنيف على حسن تكوين الأسرة أن بيّن للمسلم ـ رجلاً وامرأة ـ المعيار الصحيح في اختيار الشريك وهو معيار الدين، لكن في عصرنا الحاضر نرى أفكاراً مستوردة من بيئات لا تدين بما ندين، تنادي بأن يكون المعيار الأوحد في الاختيار هو ما أسموه بالحب، وهو عندهم أمر قائم على العاطفة فحسب، ومن المعلوم أن العاطفة لها جذوة إذا انطفأت فقد انتهى ذلك الحب.
    ولذلك فإن الأسرة أصبحت ـ في المجتمعات غير الإسلامية ـ مقوضة الدعائم، مهددة بالانهيار لأقل بادرة، أما الإسلام الذي حرص أن يكون بناء الأسرة بناء شامخاً، يصمد لأعتى العواصف فإنه جعل معيار الاختيار منطقياً، فقد أهاب بالرجل أن يتخير المرأة المتدينة وذلك لحِكَم عالية، أولها أن التدين يضمن نقاء الأسرة وطهرها، ويجعل الزوج مطمئناً على عرضه وماله وبيته، كما أنها ستلقن أبناءها من تدينها وصلاحها فيشب أبناؤها متمسكين بالدين، حريصين عليه.

    -حقوق الزوجة على زوجها:

    ومن أهم حقوق المرأة المهر لقوله جل جلاله:وآتوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلةً، ويرى أهل العلم أن المهر شرط في النكاح، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة وهبت له نفسها فسكت فقال أحد الحاضرين إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها يا رسول الله، فقال له: وما تعطيها؟، قال: ليس لي إلا قميصي، فلما لم يقبل منه قال له: التمس شيئاً ولو خاتماً من حديد فلما لم يجد قال له: أعندك شيء من القرآن؟، قال: نعم، وسمى له بعض السور فزوجه على ذلك، وأوضحت بعض الروايات أنه قال له: فحفظها ما تحفظ وفي رواية للبخاري " أمكناكها بما معك من القرآن".

    ومن أبرز حقوق الزوجة بل لعله أهمها النفقة، فيقول الله عز وجل:الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ. وأهل العلم يقسمون النفقة إلى قسمين: نفقة تمكين، ونفقة تمليك، فالأولى أن يقدر الزوج لزوجته النفقة التي تكفيها بالمعروف، والثاني أن يملكها إياها نقداً أو طعاماً أو أنواعا، وقالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم قرر نفقة التمكين في غزوة الفتح، عندما جاءته هند بنت عتبة زوج أبي سفيان فقالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بني، فهل عليّ من حرج إذا أخذت من ماله بغير علمه؟، فقال: خذي من مال أبي سفيان ما يكفيك وولدك بالمعروف.

    -الذمة المالية للزوجة:

    ل
    عل ما استقرت عليه المذاهب الأربعة أن الزوجة مادامت راشدة فلها ذمة مالية كاملة وجوبا وأداء، وهي مستقلة تماماً عن ذمة الزوج، فلها أن تتصرف في ملكها بكل أنواع التصرف كيفما تشاء بمقابل وبغير مقابل، بغير أذن سابق، أو رضا لاحق.
    والحق أن القول بأن المرأة لا تحسن التصرف في المال، قول لا يصادقه الواقع، فكم من النساء، في القديم وفي الحديث على السواء كن تاجرات ماهرات أولهن السيدة خديجة رضي الله عنها، وكم منهن مدبرات لبيوتهن على وجه اقتصادي لا يستطيعه الرجل.

    -عمل الزوجة:

    من القضايا التي شغلت ومازالت تشغل الأذهان نزول المرأة المتزوجة إلى ميدان العمل، فأما منع النساء عن العمل بوجه عام فهو أمر يخالف المعقول والمنقول، يخالف المعقول لأن هناك أعمالا ربما لا تصلح فيها إلا المرأة، كطب النساء حتى لا تلقى النسوة المريضات حرجاً من الاكتشاف بين يدي طبيب رجل، لكن يمكن القول أن الرسالة الأولى للمرأة هي تربية أبنائها، وهي ليست أمراً هيناً فأطفال اليوم هم رجال الغد ونساؤه، وتربيتهم في سني طفولتهم من أهم الركائز التي ترتكز عليها الأمة فيما بعد.

    الخلافات الأسرية:

    ثم ينتقل المؤلف إلى مناقشة القواعد الإسلامية لانتظام الأسرة بعد تكوينها، ويشير إلى أنه على الرغم من حسن تكوين الأسرة، إلا أنه قد يجد من الحوادث والأقدار ما يهدد مستقبلها، فالأسرة تتكون من بشر، واحتكاك الإنسان بالآخر قد يتولد عنه ـ أحيانا ـ خلاف في الآراء، وتباين في النظر، وربما لا يستطيع الزوجان أو أحدهما استيعاب ذلك، ومن هنا تتفاقم الأمور، حتى تصل إلى خصومات ومشاحنات لو ترك أمرها لفسدت مسيرة الأسرة.
    ومن هنا نجد أن الإسلام الحنيف قد حرص كل الحرص على أن يضع من القواعد الدقيقة والضوابط الوثيقة التي تكفل حل ما يعتور سير الأسرة من مشكلات بالطريقة التي تحقق مصلحة الأسرة ومصلحة المجتمع، فجعل للزوج حق في تأديب زوجته إذا ما هي خرجت عن التزاماتها التي يحملها إياها عقد الزواج وعالج هذا الحق علاجا طيباً، فإذا لم يصلح ذلك في رأب الصدع أنشأ محاولة الإصلاح بين الزوجين المختلفين عن طريق حَكَمين، ثم تناول انحلال الزواج بالطلاق.

    تعليق

    يعمل...
    X