إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تاريخنا المزوّر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    بنسبه لي كنت استغرب
    من مزاعم المؤرخين يحين يخبروننا ان الانسان في بدايه الخلق يعيش في ظلام او ك حياه البهائم بلا انظمه او قوانين
    في حين ان الله تعالى اخبررنا انه علم ادم عليه السلام الأسماء كلها
    ؟؟

    النقطه الثانيه
    "هذا يذكرني بكلام داروين عن حقيقة " البقاء للأنسب " ؟. ليس من الضرورة لأن نكون خبراء محترفين حتى نكتشف حقيقة أنه عندما يتعلّق الأمر بالإنسانية نجد أن الذي يبقى هو ليس الأنسب !. إذا نظرت إلى الواقع بنظرة إنسانية أصيلة ، تجد أن الذي يبقى هو الأكثر رغبة في القتل ، المدجّج بالسلاح و المحترف بفنون القتل و الدمار ، القاسي الذي يخلو من أي رادع أخلاقي يكبح وحشيته الشريرة . "
    فعلا واكبر مثلا اليهود يسعون في الأرض فساد

    وبوركت جهودك

    نقطه ثانيه

    تعليق


    • #32



      إنّ المؤرّخين، على غرار النّاس العاديّين، يقعون أحياناً في استخدام لغة البلاغة، ويتحدّثون عن حدثٍ ما بوصفه (حتميّاً)، في حين أن كلّ ما يقصدونه هو أنّ تضافر العنصر الذي يدفع المرء إلى توقّع ذلك الحدث كان قويّاً للغاية.

      يرى ابن خلدون أنّ الحضارات تتعاقب عليها أطوار ثلاثة : هي طور البداوة، وطور التحضّر، وطور التدهور. ففي طور البداوة تجمع النّاس رابطة العصبيّة على ما هو ضروريّ، ثمّ تطلب الغلبة على القبائل الأخرى حتّى تستتبعها وتلتحم بها. ولا تظفر الجماعة باللإنتصار والسيادة إلاّ إذا اعتمدت على مبدأ دينيّ أو سياسيّ، حيث تتشكّل الدولة، بعد أنّ تمّ لها فتح الأمصار وأصبحت تنعم ببحبوحةٍ وعيشٍ كريم. على أنّ تقدّم الحضارات يتوقّف على ثلاثة أشياء، هي مزايا الأرض ومزايا الحكومة، ومزايا السكّان. بعد ذلك يأتي طور التدهور حيث يرى ابن خلدون أنّ عوامل تحضُّر الدولة هي ذاتها عوامل تدهورها. وأوّل هذه العوامل هي العصبيّة، ومحاولة الملك التفرُّد بالحكم والتخلّي عن أبناء قبيلته، وبالتالي الإستعانة بالموالي. والعامل الحاسم في تدهور الدولة هو الترف الذي يفسّره ابن خلدون بأسبابٍ اقتصاديّة وأخلاقيّة ونفسيّة.

      إنّ التقدّم في التاريخ – وعلى عكس التطوّر في الطبيعة – يستند إلى تناول الموارد المكتسَبة. وتشمل هذه الموارد الممتلكات المادّيّة وكذلك القدرة على التحكّم بالبيئة وتحويلها واستخدامها. وبالفعل فإنّ هذين العنصرين مترابطان بشدّة ويؤثّر الواحد منهما في الآخر. إنّ كارل ماركس ينظر إلى العمل الإنسانيّ بوصفه أساس الصرح الإجتماعيّ بأسره، وتبدو هذه الصيغة مقبولة إذا ما أُعطيت كلمة (العِلم) معنىً واسعاً بما فيه الكفاية.إذ أنّ مجرّد مراكمة الموارد لن تجدي إلاّ إذا ترافقت ليس مع تزايد المعرفة والخبرة الفنّيّة والإجتماعيّة فحسب، بل ومع تزايد الحكّم ببيئة الإنسان بالمعنى الأوسع.

      ولا يجوز أن يبدأ التاريخ من مرحلة معينة دون أخرى أو أبراز فكرة محددة على حساب أخرى. إنّ الأفكار والوقائع تجري في نسق معيّن، فكلّ واقعة مرتبطة بأخرى، وأخريات.و تتضمّن الوقائع علاقات، والملاحظة توجّه إلى كلّ من الوقائع، وعلاقتها بالوقائع الأخرى في آنٍ واحد.و على هذا فلا ينبغي أن يتعدّى كون المؤرّخ أكثر من جامع للأخبار، وإنّما يكون كمحقّق وباحث ومجرّب أيضاُ.

      إن التوق إلى تعليل التاريخ عميق الجذور إلى حدّ أنّنا مُعرَّضون، إذا لم نمتلك وجهة نظر بناءه في الماضي، للإنزلاق إلى أحد أمرين : الغيبيّة أو الشكّيّة.


      أهواء المؤرّخين

      ينطلق المؤرخين من مقدّمات واحدة ولكنّهم يصلون إلى غاياتٍ مختلة، وكلٌّ منهم يفترض أن الغاية التي بلغها هي الصحيحة المنشودة. فالإقتناع يمكن نعتبره نتيجة يعتقد صاحبها أنّها صحيحة عن إحساسٍ شخصيّ، إمّا لأسباب عاطفيّة أو ذهنيّة، قد يضمرها أو يعلنها، ممّا يجعل كلّ اختصام حالة قائمة بذاتها، تتوقّف على طبيعة الموقف والتفسير أو التأويل أو السياسة التي تكمن وراء القضيّة. وهذا على خلاف ما في المسائل الرياضيّة، فلا يمكن أن يكون هناك اختصام في النتيجة لأنّ المقدّمات محدّدة، وقواعد الإستدلال ثابتة، فيكون الجواب محتوماً. ولهذا لا يقوم خلاف بشأن المسائل الرياضيّة. فالفرق بين الأمرين هو مسألة تحديد عناصر القضيّة المختلف عليها، فهي لا توضع في الغالب وضعاً محدّداً دقيقاً، كمثل أن يقوم فريقين بقياس ارتفاع قمّة جبل بأجهزة المساحة، فقد يحدث بينهما اتّفاقٌ كامل، أو يقع بينهما اختلافٌ هيّن. أمّا إذا كان الإختلاف كبيراً في النتيجتين، فيكون أحد الفريقين قد أخطأ في الملاحظة أو الحساب، ومتى صُحّح الخطأ عاد الإتّفاق بينهما. ذلك أن مسألة القياس هذه خارجة عن نطاق الإختصام، لأنّها تقاس بوسائل متّفق عليها، فنحن هنا لسنا بصدد نظريّة أو تأويل، بل بصدد واقع لا خلاف عليه. ولو أنّ جميع ما يتعلّق بالإهتمام البشريّ كان من هذا القبيل، لاختفت الخصومات وأصبحت أنواع الإقتناع واحدة، لحصول الإقتناع دائماً على أشياء واحدة.

      إنّ اختلاف المقاصد والعقبات التي تحول دون توافقها وتجانسها من أهمّ موانع الإتّفاق على نتائج واحدة. والحقيقة أنّ الإختلاف في تأويل عناصر القضيّة الفكريّة أخطر بكثير من الإختلاف على العناصر نفسها. فقد يتّفق الناس على العناصر من حيث هي، ولكن تأويلهم لكلّ منها هو سبب الإختلاف الذي لا يرجى معه اتّفاق. فالتأويل هو الذي يدخل العنصر الذاتيّ في القضيّة. لأنّ لكلٍّ من المتخاصمين هدفه الخاص من القضيّة ومقصده الشخصيّ. فليس الهدف بين المتخاصمين على الدوام واضحاً مثل قياس ارتفاع جبل. وليست أدوات الحكم دائماً ممّا يركن إليه كأجهزة المساحة.

      إنّ التحليل والتركيب يتمّ بهما تجزئة المواقف أو المفهومات، ثمّ إعادة إنشائها في صيغة جديدة، وهذا ما يتمثّل في الإتجاه العلمي في التاريخ، حيث يقوم المؤرّخ بباستخدام أدوات التفكير ويستعين بالملاحظة والذاكرة والمخيّلة، وفي هذه العمليّات جميعاً لا بدّ من خيوطٍ رابطة، يسمّيها علماء النفس عمليّة التداعي أو الترابط. ولا توجد قواعد ثابتة للتداعي السديد، الذي نقوم بالإستناد على نتائجه بالحكم على المعطيات.

      والحكم هوعبارة عن تمييز تضاف له قيمة معنويّة، مثل الصواب والخطأ، والجودة والخسّة.و لكن كثيراً ما يقوم النّاس بالحكم بأحكامٍ متباينةٍ على ذات الأشياء، وهذا مرجعه الدوافع التي توجّهنا لإطلاق الأحكام انطلاقاً من ذواتنا، وليس ارتكازاً على ماهيّة الشيء أو الموقف أو الفعل الذي نقوم بالحكم عليه. الأفعال الإنسانيّة علّتها ليس في نفسها بل لها دوافع. وهذه الكلمة الغامضة تدلّ في وقتٍ واحد على الحافز الذي يحفّز على إنجاز فعل وعلى الإمتثال الواعي الذي لدينا عن الفعل في لحظة إنجازه. ولا نستطيع أن نتخيّل دوافع إلاّ في ذهن إنسان على شكل امتثالات ٍ باطنة غامضة، مماثلة لتلك التي لدينا عن أحوالنا الداخليّة الخاصّة، ولا نستطيع أن نعبّر عنها إلاّ بكلمات، في العادة مجازيّة.
      وتلك هي الوقائع النفسيّة التي تٌسمّى باللغة العامّة العواطف والأفكار.

      وفي الوثائق نستشفّ ثلاثة أنواع من الدوافع:

      1- دوافع وتصوّرات المؤلّفين الذين عبّروا عنها.
      2- الدوافع والأفكار التي نسبها المؤلّفون إلى معاصريهم الذين عاينوا أفعالهم .
      3- دوافع يمكن أن نفترضها لأفعالٍ واردة في الوثائق ونتمثلها نحن لأنفسنا على غرار أفعالنا.

      في القضايا التاريخيّة كثيراً ما نصل إلى نتائج غير دقيقة إمّا عن إهمال أو قصور في كفايتنا الفكريّة.

      وعين الحبّ عن الأخطاء عمياء بالمزايا والمحاسن حديدة البصر. أمّا عين السخط والكراهيّة فعمياء عن المحاسن، حديدةٌ في الكشف عن العيوب والمثالب. ونحن حريّون أن نعزو صفاتٍ ومزايا مستحبّة إلى ذوات الجمال وربّات الحسن، وهنّ عاطلاتٌ من ذلك. ومن العسير علينا أيضاً أن نتبيّن مزايا حقيقيّة موجودة فعلاً في ذوات القبح.

      فالعلاقات الإنسانيّة عاطفيّة إلى درجة كبيرة. ولهذا تكون الأحكام الخاصّة بهذه العلاقات ميداناً خصيباً بنشاط الأهواءو لكن مرادنا أن نعامل المشكلات العامّة بأسلوبٍ عقليّ منزّه عن الأهواء، وما يحدث عادةُ على الرغم من صدق نيّتنا في العدل أنّّنا نمزج المنطق بالهوى أو المعتقدات السابقة التي تٌسمّى بالسبقيّات. وفي النهاية نجد سنداً سليماً بعض الشيء لنتائج أحكامنا، يسانده خليطٌ متباينٌ من الميول العاطفيّة التي تجنح بنا إلى القبول بتلك النتائج.

      إنّ من أسباب الهوى في التفكير التاريخيّ أننا نفكّر جميعاً، على حسب ما يتراءى لنا، والأهواء تتشرّب بها عقولنا. كما نتشرّب بالمعتقدات العامّة عن طريق الإيحاء والتقليد لمن نجعلهم قدوة لنا في سلوكنا واعتقاداتنا،و بتأثير الآراء والعواطف التي نتعرّض لها. فتفكيرنا متأثّر بصورة معقّدة وخفيّة بمشاعرنا الشخصيّة والإجتماعيّة. والآراء والعواطف تنتقل بالعدوى. والهوى يسري بسهولة ومن العسير اقتلاعه ما دامت العواطف غالبة على العقل كما هي الحال غالباُ.

      ما أردت قوله في هذا الفصل أنّ الأهواء - فيما يخصّ كتابة التاريخ - إذا ما تلاشت في فترة من الفترات لا تلبث أن تنشأ في مكانها أهواءٌ جديدة. فنحن أفراداُ وجماعاتٍ، معرّضون للهوى، بتأثير عواطفنا. وهذا الهوى تختلف درجة شدّته وتشويهه لعدالتنا وموضوعيّة نظرتنا إلى الأمور. وقد يصل تأثيره إلى حدّ المرض لدى المصابين بالبرانويا وما إلى ذلك من الأمراض العقليّة التي يتصوّر امصابون بها أنّ الواقع مشكّل على غرار أوهامهم وتصوّراتهم.

      ومع ذلك فالإصابات الخفيفة بهذا الشأن مألوفة لدى المؤرّخين بل حتّى بين رجال العلم حين يتعصّبون لفروضهم ونظريّاتهم مدفوعين برغباتهم وتصوّ!راتهم على حساب الموضوعيّة فيبيتون أقلّ موضوعيّة ممّا يبدون في الظاهر.

      إن معظم المؤرّخين حين يقعوا في هذا الخطأ يكونوا مخدوعين. إذ يبدأون نسيج الحقيقة بلحمة من الواقع وسداةٍ منه. ولكن بينما هم يمدّون الخيوط في عمليّة النسيج يتدخّل خيطٌ من رغباتهم أو ذاتيّتهم من حيث لا يدرون. فإذا بالنسيج يأخذ اتجاهاً ولوناً خاصّاً يميل لإعتقادهم الشخصيّ، لا للموضوعيّة الخالصة.فالمؤرّخ الذي يستخدم خياله في تأويل الوقائع وإتمامها، يهديه إيمانه أكثر ممّا يهديه حبّ استطلاعه، وخياله في تأويل الوقائع ليس محايداً، فغرضه ليس تحقيق الفروض تحقيقاً نزيهاً بل غرضه إثباتها جهد الإثبات.

      وقد دفع أمر انزلاق المؤرّخين كما غيرهم من الأناس والعقول العاديّة، الدكتور (ديفيد جوردان) إلى تسجيل اتجاهات هذا النوع من التفكير الذي يصدر عن عقولٍ ذات مخيّلة خصبة ومنطق محدود، وأطلق على ذلك التفكير اسم (البلاهة العُليا أو الراقية).

      تعليق


      • #33

        حقيقة تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية المزيف


        إذا ألقينا نظرة على التاريخ الذي تدعي به حكومات الولايات المتحدة الأمريكية، والذي لا يتردّدون في الإعلان عنه وإدخاله في المناهج المدرسية ويعلّمون التلاميذ كيف كان أجدادهم الأبطال يحاربون الهنود المتوحشين! ويجب أن لا ننسى الدور الذي لعبته الأفلام الهوليودية في ترسيخ تلك الأكاذيب في عقول الشعوب، نكتشف حينها ذلك المستوى من الانحطاط الأخلاقي والتجرّد من الإنسانية الذي يمكن أن يصل إليه الإنسان في عملية تزويره للتاريخ...



        يدعي التاريخ الأمريكي بأن الأوروبيين الأوائل قد خاضوا مئات من الحروب ضد الهنود. لكنها في الحقيقة لم تكن سوى مجازر دموية لا أخلاقية ارتكبها الأوروبي القوى المدجج بأسلحة فتاكة ضدّ شعب مضياف مسالم شبه أعزل يكره الحروب. لا زالت كتب التاريخ الأمريكية تزخر بالمئات من الدروس التي تتحدّث عن حروب ضارية بين الأوروبيين والهنود. أوّلها كانت حرب البيكوت عام 1637م، ثم حرب الناراغانست بين عامي 1643م ـ 1645م، ثم الحروب التي اندلعت بين المستعمرين الفرنسيين والمستعمرين الإنكليز، والتي راح ضحيتها المئات من القبائل (مئات الآلاف من الهنود) التي صادف وجودها في وسط مناطق الصراع، ثم حرب الأوتاوا، وحرب النوسكارورا، وحرب الناتشيز، وحرب الألغونكوان، وحرب الأوروكويز، حرب الشيروكي، والشكتاو، و الكريك، والشاوني، معركة تيبتكانو، حرب البلاك هوك، حروب السامينولي، حروب الشوشون والأوتي والأباشي والنافاجو، ثم معارك الأراباهو والشايني والسيوكس، ومعركة ليتل بيغ هورن، وأخر المعارك كانت ضد شعب النيزبيرس في عام1870م، والمعركة الشهيرة التي أخضعت آخر الثورات الهندية بقيادة جورانيمو في العام 1880م، وختمت هذه الحروب بمجزرة ووندد ني في داكوتا الجنوبية عام 1890م.

        جميع هذه الحروب اتخذت أسماء القبائل الهندية التي قام الأوروبيون بسحقها بعد التعامل معها بالمكر والخديعة والمفاوضات قبل الانقضاض عليها غدراً ومن ثم ارتكاب أبشع المجازر بحق شعوبها.
        يوصف التاريخ الأمريكي تلك الحروب بطريقة تجعلنا نعتقد بأن المستعمرين البيض هم شعوب مسالمة جاؤا بسلام ولم يعتدوا على أحد إلا إذا تم الاعتداء عليهم. فيضطرّون حينها للردّ، لكن بشجاعة لا مثيل لها ونبل أخلاقي منقطع النظير. أما الهنود، فهم مجموعة من القبائل البدائية لا حضارة لها، شعب من الكفار لا دين لهم، متوحّشون يقتلون الأطفال والنساء، لا يأبهون بالقيم الأخلاقية التي طالما نادى بها البيض.
        لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو

        إذا كان الحال كذلك، كيف نفسّر إبادة عشرات الملايين من الهنود؟ كيف تم دفع شعوب بكاملها ملأت يوماً كافة أرجاء القارة الأمريكية الشمالية، إلى حد الانقراض التام؟!
        إن جميع تلك الحروب المذكورة لم تكن سوى مجازر هدفها هو إبادة منظّمة للشعوب الهندية على يد الأوروبيين.

        والوثائق التاريخية تؤكّد ذلك.

        يصف لنا الكابتن جون أندرهيل، القائد الإنكليزي الذي شارك في الحرب التي أدّت إلى إبادة شعب البيكوت عام 1637م، إحدى معاركها التي انتصر فيها الإنكليز الأبطال على الهنود الأشرار. و قتل في هذه المجزرة 400 من الرجال والشيوخ والأطفال والنساء. ولم ينجُ منها سوى خمسة هنود. وقد برّر فعلته الشنيعة هذه بأنه دائماً يستلهم أفعاله من الكتاب المقدّس الذي ورد فيه ما يحلّل قتل الكفار وأطفالهم ونسائهم وشيوخهم وكل ما يخصّهم.. يقول البطل أندرهيل:


        .. بينما كنا نقترب من مخيّمهم، راح الجنود ينبشون قبورهم ويمثّلون بمحتوياتها... وقاموا بإحراق محاصيلهم.... وراحوا يطلقون النار على الحيوانات الأليفة التي جاءت في طريقهم.. وكل من جاء لمفاوضتنا من قبلهم كان يتعرّض لنيران الجنود... قمنا بإشعال الحريق حول مخيّمهم المحصّن.... وانتظرنا لفترة من الوقت حتى تمكنت النيران من التسرّب إلى داخل المخيّم.... ورحنا نسمع صراخ الأطفال والنساء من بين الذين راحت تأكلهم النيران... مما أنذرنا بأن الوقت قد حان لخروج رجالهم تجاهنا لمواجهة الموت المحتّم... فراحوا يهجمون علينا من داخل النيران بشجاعة يستحقون الاعتراف بها حتى من أعدائهم... وراح رجالنا يستقبلونهم مجموعات مجموعات، ثلاثين وعشرين من الهنود بالوقت نفسه....
        لكنهم لم يجدوا في انتظارهم سوى سيوفنا ونيران البنادق... وليس هناك فرصة للهروب..... أما مشهد جثث الأطفال والنساء المترامية هنا وهناك، فقد جعلت الكثير من الجنود يستسلمون للبكاء، خاصة هؤلاء الصغار في السنّ الذين لم يخوضوا الحروب من قبل... لكن الذي حصل هو الصواب.. وفي هذه المناسبات القتالية أستلهم دائماً كلمة الله الواردة في الكتاب المقدّس... فأتذكّر حروب الملك داوود على الكفار، وكيف كان يسحق الأعداء الذين يستحقون البطش دون رحمة.. دواؤهم هو السيف و ليس السلام... إنهم يستحقون أبشع ميتة يمكن أن يموتها الإنسان الكافر... وقد ورد في الكتاب ما يشير بوضوح إلى أنه يجب على النساء والأطفال وذويهم الكفار أن يهلكوا و يفنوا تماما على يد المؤمنين... يجب أن لا نتجادل حول ما نفعله أو نرتكبه في الحروب.. إننا بكل بساطة نقوم بتنفيذ كلمة الله الذي طالما ساندنا في خطواتنا وإنجازاتنا المختلفة..!



        تعليق


        • #34



          مثالٌ آخر على الحروب المذكورة في التاريخ الأمريكي المجيد نذكر تلك التي شنّتها الحكومة الأمريكية على شعب النيزبيرس الذي كانت قبائله تقطن في ما يعرف بأوراغون حالياً. فرضت الحكومة على هذه القبائل بأن تنزح عن أراضيها الخصبة إلى محميات خاصة للهنود أقامتها الحكومة في أراضي صحراوية غير صالحة حتى لعيش الأفاعي. لكن هذا الطلب رفض من قبل الشعب الذي كان يتزعّمه أحد أعظم الشخصيات الهندية هو أنموتوياهلات الملقب بشيف جوزيف. كان هذا الرجل الحكيم راجح العقل، واسع الأفق وميّال للسلام أكثر منه للحرب. لكن الضغوط الكبيرة التي أنزلتها الحكومة على شعبه المسكين جعلته يفضّل النزوح شمالاً تجاه الأراضي الكندية بدلاً من الانتقال إلى محمية وضيعة في الصحراء. لكن ما أن وصل قرب الحدود الكندية (مونتانا حالياً) حتى انقضّت على قوافله المهاجرة جحافل من الجيوش الأمريكية بقيادة الجنرال البطل أوليفر هاوارد! ففرض عليهم القتال! و دامت المعارك الشرسة أياماً عديدة إلى أن انتهت باستسلام الزعيم الهندي العجوز حفاظاً على سلامة من تبقّى من شعبه الذي تعرّض لعملية إبادة وحشية شاملة. يقول في كلمته الشهيرة التي أعلن فيها عن استسلامه:
          لقد تعبت من القتال... جميع زعماء شعبي قد ماتوا... جميع الشيوخ الحكماء قد ماتوا.. والذي يقود المحاربين الشباب قد مات.. إن الجو بارد جداً، وليس لدينا ما نكتسيه كي نتقي البرد القارص... الأطفال الصغار يتساقطون من البرد ويموتون.. أما الذين بقوا على قيد الحياة، فقد هربوا إلى التلال المجاورة ليختبؤا بين الأحراش، ليس لديهم طعام ولا كساء.. لا أحد يعلم أين هم الآن... ربما ماتوا من البرد.. أريد أن تمنحوني وقت حتى أبحث عن أطفالي.. ربما أجدهم بين الأموات.. اسمعوني يا أسيادي. أنا تعبت. إن قلبي حزين ومريض. ومنذ هذه اللحظة، من حيث موقع الشمس الآن، سوف لن أقاتل أبداً..

          في العام 1890م ختمت الحكومة الأمريكية حروبها ضد الهنود بمجزرة (ووندد ني) التي ارتكبتها في داكوتا الجنوبية. وروى أحد الهنود الناجين من تلك المجزرة عن بعض من تفاصيلها للسيد "جيمس مكريغور"، المشرف على أحوال و شؤون الهنود الحمر. فقال:
          ... ها أنت تشاهد حالتي.. أنا مريض وجرحي بالغ الخطورة... فالجنود كادوا أن يقتلوني.. أنا لم أؤذي أي أبيض في حياتي.. كانت هذه المجزرة خطأ كبير تجاه شعبي وزعيم قبيلتي. لم ينوي زعيمنا مقاتلة الجنود. كان يضع دائماً علم أبيض أمام المخيّم تعبيراً عن ميله للسلام والتفاوض.. لقد غدر بنا الجنود... قاموا بتجريدنا من السلاح بعد أن خدعوا زعيمنا.. راحوا يتوغلون بين الأهالي يفتشون النساء والأطفال بحثاً عن السلاح أو أي آلة حادة تستخدم كسلاح.. وبعد أن كدّسوا الأسلحة بعيداً عن تناول الهنود، أصدر قائدهم أمراً بإطلاق النار علينا وعلى نسائنا وأطفالنا!.. راحوا يلاحقونا و يصيدونا كما يصيدون البوفالو!.. كيف يمكن لهؤلاء الجنود أن يقتلوا الأطفال؟.. لا بدّ من أنهم سييؤن.. فالهنود لا يستطيعون قتل الأطفال البيض. لا يمكنهم فعل ذلك أبداً....

          في أوائل القرن التاسع عشر حضر مبشّر مسيحي إلى بوفالو كريك، نيويورك، قادماً من بوسطن وجمع زعماء قبائل "السينيكا" الذين سكنوا تلك المنطقة في حينها، ليقول لهم أنه ينوي تحويلهم إلى الديانة المسيحية... وأنه سيعلّمهم كيف يعبدون الروح العظيم، ولا ينوي تجريدهم من أرضهم أو مالهم أو ممتلكاتهم. ولا يوجد سوى ديانة واحدة أصيلة في هذا العالم، وإن من لا يعتنقها سوف يتجرّد من السعادة وسيعيش في الظلمة والخطيئة طوال عمره، وغيرها من كلمات تبشيرية ساحرة.. وبعد انتهاء هذا المبشّر من خطابه الطويل، طلب من الزعماء الهنود الحاضرين في الاجتماع أن يعطوه جواب على اقتراحه. واتفق الزعماء على أن يتحدّث باسمهم الزعيم الهندي المخضرم "ساغويواثا" الملقّب بـ"ريد جاكيت". وقد قام الكاتب الأمريكي "سامويل غودريش" بتوثيق هذا الخطاب ونشره فيما بعد ضمن كتاب يحمل عنوان: " شخصيات هندية شهيرة ". وقد وصف الكاتب هذا الزعيم الهندي النبيل بدقة كبيرة منذ أن وقف ببطء منتصب القامة ملقياً وشاحه التقليدي على ذراعه كالسيناتور الروماني، وكيف ألقى خطابه الشهير بفصاحة لا تخلو من النبل وعزة النفس، وهذا ذكّر البيض الذين حضروا الاجتماع بما فقدوه من الشيم الأخلاقية الأصيلة التي طالما تميّز بها الهنود الحمر، إلى أن انتهى من كلامه و مضى في سبيله.

          تعليق


          • #35



            قال الزعيم الهندي رداً على كلام المبشّر

            ...صديقي و أخي. إنها إرادة الروح العظيم بأن نجتمع هنا اليوم.. إنه الآمر الناهي بكل شيء.. وقد أعطانا يوماً جميلاً لاجتماعنا.. أزال حجابه عن عين الشمس فسطعت من فوقنا وفتحت عيوننا فأصبحنا نرى بوضوح.. وعملت آذاننا دون توقّف.. مما جعلنا نسمع بانتباه كل كلمة قلتها لنا.. كل هذا هو من فضل الروح العظيم وله الشكر والحمد..
            أخي.. لقد أقيم هذا الاجتماع من أجلك.. وقد حضرنا في هذا الوقت بناءاً على طلبك.. وقد استمعنا بانتباه لما قلته.. وطلبت منا أن نعبّر عن أفكارنا بحريّة.. هذا يجلب السرور لقلوبنا.. فإنه يشجعنا على الوقوف أمامك باستقامة والتعبير عن ما يجول في نفوسنا من أفكار.. الجميع هنا استمع إلى ما قلته، والجميع قرّر واتفق على إعطائك الجواب عن طريق وسيط واحد..
            أخي.. قلت أنك تريد جواباً على ما اقترحته قبل مغادرة هذا المكان.. إنه من حقك الحصول على جواب.. فأنت بعيد جداً عن منزلك ونحن لا نريد أن نؤخّرك.. لكن يجب علينا أولاً العودة قليلاً إلى الماضي.. وسأروي لك ما رواه لنا آبائنا وأجدادنا، بالإضافة إلى ما سمعناه من الرجل الأبيض..
            أخي.. اسمع جيداً ما سأقوله.. كان هناك وقت ملك فيه أجدادنا هذه الأرض.. وامتدّت مقاعدهم من شروق الشمس إلى غروبها.. فالروح العظيم جعل هذه الأرض للهنود.. وخلق البوفالو والغزلان والحيوانات الأخرى لطعامنا.. وخلق الدب والقندس لنجعل من جلدها كساءً.. وقام بنشرها في جميع أصقاع البلاد، وعلّمنا كيف نصطادها.. وسخّر الأرض لتنتج الذرة فصنعنا الخبز.. كل هذه الخيرات، خلقها من أجل أولاده الهنود لأنه يحبّهم.. وإذا حصلت خلافات بين الهنود حول أراضي الصيد، كانت تسوّى مباشرة، دون سفك الدماء.. لكن مرّ يوماً ملعوناً على الهنود.. عندما قطع أجدادك المياه العظيمة (المحيط).. ووصلوا إلى شواطئنا.. كان عددهم قليل، لكنهم وجدوا أصدقاء، وليس أعداء.. قالوا لنا أنهم هربوا من بلادهم خوفاً من رجال أشرار.. و جاؤا إلى هنا كي يتمتعوا بممارسة ديانتهم بحرية.. وطلبوا منا مقعد صغير من الأرض.. فأشفقنا عليهم، و قمنا بتلبية طلبهم.. وعاشوا بيننا بسلام.. وقدمنا لهم اللحوم والحبوب.. لكنهم أعطونا مقابلها السمّ!. لقد اكتشف الرجل الأبيض بلادنا.. فأرسلوا أنباء إلى بلادهم.. وجاء المزيد من البيض.. لكننا لم نهتم لهذه المسألة وأخذناهم كأصدقاء.. وقالوا لنا أنهم يعتبروننا أخوة.. وقد صدّقناهم وأعطيناهم المزيد من الأرض.. لكن أعدادهم ازدادت كثيراً.. وطلبوا المزيد من الأرض.. وقد أرادوا بلادنا كلها!. لكن عيوننا تفتحت، وأصبحنا مضطربي البال.. ووقعت حروب كثيرة.. فأبيد الكثير من الهنود..
            أخي.. كانت مقاعدنا في يوم من الأيام كبيرة، ومقاعدكم كانت صغيرة.. لكنكم أصبحتم الآن شعب عظيم العدد والقدرة.. أما نحن، فمن الصعب علينا إيجاد مقعداً نمدّ فيه بساطنا.. لقد أخذتم بلادنا.. لكنكم غير مكتفين بذلك.. وتريدون الآن فرض ديانتكم علينا..
            أخي.. تابع في الاستماع.. تقول أنك ستعلّمنا كيف نعبد الروح العظيم وفق الطريقة التي يريدها هو.. وإذا لم نعبده وفق المذهب الذي تسلكونه سوف لن نكون سعداء إلى الأبد.. تقول أنك على صواب و نحن تائهون في عالم الخطيئة.... من الذي يضمن صحّة هذا الكلام؟... وقد فهمنا أن ديانتكم مكتوبة في كتاب.. فإذا قُدر لهذه الديانة أن تنتشر بيننا، لماذا لم نستلهمها مباشرة من الروح العظيم؟.. لماذا لم يعطها لأجدادنا وأسلافنا الأوائل حتى نتفهّمها جيداً ونستوعبها بطريقة صحيحة؟.. إن كلّ ما نعرفه عن هذه الديانة هو ما تقوله لنا.. كيف لنا أن نصدّق كلامك في الوقت الذي نتعرّض فيه دائماً للمكر والخديعة على يد الرجل الأبيض؟..
            أخي.. تقول إنه هناك طريقة وحيدة لعبادة الروح العظيم وخدمته.. إذا كان هناك حقاً ديانة واحدة، لماذا أنتم البيض تتجادلون دائماً حولها وتختلفون؟ لماذا لا تتفقون على سلوك واحد طالما أن التعليمات مكتوبة في هذا الكتاب؟..
            أخي.. نحن لا نفهم هذه الأشياء.. قيل لنا أنكم توارثتم هذا الدين من أجدادكم وانحدر من الأب إلى الابن إلى أن وصل إليكم.. لكن نحن أيضاً لدينا دين.. وقد توارثناه من أجدادنا.. هذه هي طريقتنا في العبادة.. إنه يعلّمنا كيف نحمد الخالق على ما نجنيه من خيرات.. ويعلّمنا كيف نحب بعضنا البعض.. وكيف نتّحد.. نحن لا نتجادل ولا نختلف حول ديننا..
            أخي.. إن الروح العظيم قد خلقنا جميعاً.. لكنه جعل أولاده البيض والهنود يختلفون في أشياء كثيرة.. فقد أعطانا لون بشرة مختلف.. وعادات مختلفة.. وأعطاكم الفنون.. خاصة تلك التي تتعلّق بالحروب.. فهو لم يفتح أعيننا لهذه الأشياء.. وبما أنه جعلنا نختلف بأمور كثيرة، لماذا لا نتفق على أنه أعطانا ديانة مختلفة لكنها مناسبة لطريقة عيشنا وفهمنا للحياة ؟ إن الروح العظيم لا يخطئ أبداً.. وهو يعرف ما يناسب أولاده.. ونحن مكتفون بما أعطانا..
            أخي.. نحن لم نشأ تدمير ديانتكم.. أو نجرّدكم منها.. إننا فقط نريد أن نمارس ديانتنا..
            أخي.. قلت أنك لم تأتِ إلى هنا لتأخذ أرضنا أو مالنا.. بل أتيت لترشدنا إلى طريق الصواب.. لكن أحب أن أقول لك بأنني قد حضرت إحدى اجتماعاتكم العبادية.. ورأيت الراهب حين كان يدور على المصلّين و يجمع منهم المال.. أنا لا أعرف إلى أين يذهب هذا المال أو لماذا تجمعوه.. لكن دعونا نفترض أنه يذهب إلى الكاهن الأعلى.. وإذا بنينا هذا على طريقة تفكيرك، نستنتج بأنك تريد بعض من مالنا..
            أخي.. قيل لنا أنك تقوم بالتبشير بين البيض الذين يسكنون في الجوار.. هؤلاء الناس هم جيراننا ونحن نعرف سلوكهم جيداً.. سوف ننتظر لفترة من الوقت ونرى ما هو تأثير تعاليمك التبشيرية عليهم.. وإذا اكتشفنا أن لها نتائج إيجابية على سلوكهم، وتجعلهم صادقين في تعاملهم مع الهنود وتردعهم عن الغش والخداع الذي طالما عانيناه منهم، سوف نعيد النظر فيما قلته..
            أخي.. لقد سمعت جوابنا على اقتراحك.. وهذا كل ما عندنا لنقوله حالياً.. وبما أننا سوف نفترق، سنتقدّم لمصافحتك باليد ونتمنى أن يحميك الروح العظيم في رحلتك، والعودة إلى ديارك وذويك بأمان..

            تعرّض بعدها الزعيم ريد جاكيت لتهم كثيرة تنعته بالهرطقة والشعوذة والخروج عن السلوكيات الدينية الأصيلة
            واتُخذت بحقه الإجراءات المناسبة...!

            تعليق


            • #36



              إذا نظرنا إلى التاريخ الذي تتناوله الشعوب المختلفة ، نلاحظ أن كل أمّة تنظر إلى التاريخ من الزاوية المناسبة لها ، و هذا طبعاً هو أمر طبيعي إذا قمنا بالنظر إليه من الناحية الاستراتيجية . فمن أجل إرساء الوحدة الوطنية و غيرها من أفكار تعمل على دغدغة مشاعر الشعوب ، تعمل المؤسسات الثقافية على إيجاد أبطال تاريخيين منسوبين لهذه الأمة و شاركوا في صنع أمجاده ا الغابرة !.


              ففي جمهورية أوزبكستان مثلاً ، يعتبر تيمورلانك بطل قومي حقق لشعبه الأمجاد و جلب له الخيرات من كل جهة و صوب !.. و من لا يعرف تيمورلانك ؟!.
              أنا لا أعلم ماذا يقولون للطلاب و كيف يسردون لهم عن تلك المجازر التي قام بتنفيذها ضد الشعوب الأخرى ؟ فمدينة أصفهان لوحدها ، ذبح 70.000 من السكان ! و في مدينة دلهي في الهند ، سفح 100.000 من الهندوس !. كان يأمر جيشه ببناء هرم كبير من الجماجم بعد كل مذبحة !.




              أما إذا نظرنا إلى أبطال أوروبا التاريخيين ، و الطريقة التي يصفون بها هذه الشخصيات المثيرة للجدل ، نجد أنفسنا أمام أكبر عملية تزوير للتاريخ ! خاصة في عصر الاكتشافات !
              أوّل ما يلفت انتباهنا هو اعتبار كريستوفر كولومبس أنه مكتشف العالم الجديد ، و لازالوا يحتفلون بهذه المناسبة حتى اليوم ! و تجاهلوا تماماً الشعوب المحلية التي ازدهرت يوماً في تلك البلاد ! هذه الشعوب المسكينة تعتبر اكتشاف كولومبس أكبر لعنة ضربت القارة الجديدة !. قام الأوروبيون بذبح مئات الملايين من السكان الأصليين و دمروا كل ما له صلة بثقافاتهم و حضاراتهم الراقية ! و حوّلوهم إلى عبيد بين ليلة و ضحاها ! و بقوا على هذه الحال إلى أوائل القرن العشرين





              أما " شاكا " ، زعيم قبائل الزولو في جنوب أفريقيا ، هذا الرجل يعتبر رمز العظمة و الجبروت . سببت حملاته التوسّعية و حروبه على القبائل الأخرى إلى مقتل أكثر من مليوني إنسان و عشرات الملايين من الدواجن و الماشية !. هذا رقم غير قليل في زمن الرمح و الخنجر ! مع العلم أن جيشه كان يزحف على الأعداء مشياً على الأقدام دون ركوب الجياد !..
              و عند سماعه يوماً نبأ وفاة والدته ، و كان حينها بعيداً عن الوطن ، أصيب بنوبة اختلال عقلي ( كريزة ) فراح يسفح يميناً و شمالاً برجاله و كل من جاء بطريقه ! و عندما زالت نوبته كان قد قتل 7000 فرد من الزولو !. و لمدّة سنة كاملة ، عاش شعبه هذا الحزن الكبير الذي أصابه ، فمنع زراعة المحاصيل ، و إنتاج الحليب ( الغذاء الرئيسي لشعب الزولو ) و كل امرأة حملت جنين في بطنها قتلت مع زوجها في الحال ! ذبح الآلاف من الأبقار الحلوبة ! ذلك من أجل أن تشعر العجول الصغيرة بصعوبة فقدان الأم !. هذا الرجل يعتبر من أحد الأبطال الفذّة في تاريخ أفريقيا !.



              أما إذا نظرنا إلى أبطال أوروبا التاريخيين ، و الطريقة التي يصفون بها هذه الشخصيات المثيرة للجدل ، نجد أنفسنا أمام أكبر عملية تزوير للتاريخ ! خاصة في عصر الاكتشافات !
              أوّل ما يلفت انتباهنا هو اعتبار كريستوفر كولومبس أنه مكتشف العالم الجديد ، و لازالوا يحتفلون بهذه المناسبة حتى اليوم ! و تجاهلوا تماماً الشعوب المحلية التي ازدهرت يوماً في تلك البلاد ! هذه الشعوب المسكينة تعتبر اكتشاف كولومبس أكبر لعنة ضربت القارة الجديدة !. قام الأوروبيون بذبح مئات الملايين من السكان الأصليين و دمروا كل ما له صلة بثقافاتهم و حضاراتهم الراقية ! و حوّلوهم إلى عبيد بين ليلة و ضحاها ! و بقوا على هذه الحال إلى أوائل القرن العشرين

              تعليق


              • #37


                نأخذ مثلاً من المدعوون الابطال الأوروبيين:

                القائد الأسباني العظيم هيرناندو كورتيز ، دخل إلى بلاد الأزتك ( المكسيك حالياً ) و استقبله ملك البلاد " مونيزوما " استقبال النبلاء ، و أمر شعبه بأن يحسنون ضيافة الجنود و تلبية كل طلباتهم .





                لكن القائد الأسباني النبيل قام باستغلال هذه المعاملة المسالمة و بعد أن توغّل جيشه بين السكان ، بطريقة سلمية ، أصدر الأمر المفاجئ و راحت آلة القتل تعمل بهؤلاء المساكين . قام بإبادة طبقة النبلاء و المثقفين و القيادات العسكرية إبادة تامة ، و أخذ الملك رهينة كي يبادله بالكنوز و الأموال المخبّئة ، أما باقي الشعب المصدوم ، ففرض عليهم نظام استعبادي دام قرون من الزمن .... لازالت تماثيل كورتيز تعانق السماء في ساحات المكسيك !.بلاد الأزتك !.



                أما القائد العظيم فرانسيسكو بيزارو ، هذا الرجل الذي لم يتعلّم القراءة و الكتابة ، شاءت الأقدار بأن تجعله أحد أكبر قادة الجيوش الأسبانية في أمريكا الجنوبية !.






                عند وصوله إلى سواحل ما تسمى البيرو حالياً ، حيث ازدهرت حضارة الإنكا ، علم ملك البلاد ( أتاهوالبا ) بنبأ وصولهم ، فأوعز لجيوشه بأن يسمحوا لهم بالدخول إلى المناطق الداخلية حيث كان مقيماً هناك ، و ذهب هذا الملك المضياف مع بضعة آلاف من طبقة النبلاء و القادة لاستقبال الضيف القادم من وراء البحار ، مع العلم أن الهنود كانوا مجرّدين من السلاح . لكن البطل النبيل بيزارو قام يذبحهم جميعاً ! تاركاً الملك فقط على قيد الحياة من أجل إطلاعه على مخابئ الكنوز و الأموال ! و بعد استسلام جيوش الملك الذي أخذ رهينة ، و كان عددهم هائلاً مما جعله من المستحيل أخذهم كأسرى ، أمر القائد العظيم بيزارو جنوده بأن يقتلوهم جميعاً ! فراح الجنود الأسبان المتوحّشين يتفننون بقتلهم إلى أن تعبوا من ذلك ( بسبب كثرة العدد ) ! فصدر أمر من القائد السموح بأن يطلق سراح الذين لازالوا على قيد الحياة ، و قد تم ذلك بالفعل ، لكن بعد أن قاموا بتقطيع أيديهم !.. لقد قطعت أيدي أكثر من أربعين ألف من الهنود ! ثم أطلق سراحهم و عادوا على عائلاتهم بهذا الحال المزري !.
                هكذا كان فرانسيسكو بيزارو صانع أمجاد أسبانيا العظمى !..









                تعليق

                يعمل...
                X