إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المملكة الخفية التي تحكم العالم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المملكة الخفية التي تحكم العالم

    الجزء(1)


    المملكة الخفية التي تحكم العالم



    الماسونية و الصهيونية و غيرها من كلمات كنت أسمعها منذ نعومة أظفاري و لم أستوعب معناها الحقيقي. و مر بي الزمان و زاد سماعي لهذه الكلمات و عن المملكة الخفية التي تحكم العالم و كلما زاد شكي زادت رغبتي لمعرفة الحقيقة. فهل هناك فعلاً مملكة خفية تحكم العالم؟نحن نعيش في عالم ديمقراطي حتى لو إستثنينا منه البلدان الإسلامية التي لا تعيش بالديمقراطية (و ليس ذلك وليد الصدفة) و لكن باقي العالم يعيش الديمقراطية فكيف نكون تحت ظل مملكة ما؟ و هل فعلاً هذه المملكة تعمل في الخفاء و كيف تعمل و نحن في عصر الإنترنت و الفضائيات؟ كل هذه أسئلة تكلم عنها الكثير من الناس و المؤرخون و آخرون تكلموا عن “نظرية المؤامرة” و لكن لم يتبلور هذا في قلوب معظم المستمعين. فلمثقفي العالم نظرية المؤامرة هي للضعفاء فالمثقفين يظنون أنهم يعلموا كل شيء فهم قارئون مطّلعون باحثون فكيف يصدقون في نظرية المؤامرة.


    فما هي الحقيقة؟
    هل الحقيقة أمام أعيننا و نحن لا نراها؟
    هل نحن مغيبون أم نحن نعلم كل شيء يحدث من حولنا؟
    هل الشعوب المتقدمة أمثال الشعب الياباني أو الأمريكي أو الأوروبي و غيرهم يعلمون ما يحدث في هذا العالم أم أيضاً هم مغيبي كباقي الشعوب الإسلامية؟
    هلم معاً نتعرف إن كانت كل هذه الأسئلة لها إجابات أو هي فقط من نسيج الخيال و من بارانويا نظرية المؤامرة.
    و لنبدأ بالتعريف لبعض للمصطلحات :

    الماسونية:
    المعنى الحرفي هو “البناؤون الأحرار” و هي عبارة عن منظمة عالمية يتشارك أفرادها عقائد وأفكار واحدة فيما يخص الأخلاق و الإيمان بما وراء الطبيعة (الميتافيزيقيا) وتفسير الكون والحياة والإيمان بخالق إلهي. تتصف هذه المنظمة بالسرية والغموض وبالذات في شعائرها في بدايات تأسيسها مما جعلها محط كثير من الأخبار، لذلك يتهم البعض الماسونية بأنها “من محاربي الفكر الديني” و”ناشري الفكر العلماني”. و أول تسمية لجماعة الماسونية هي “القوة الخفية” و قد غيروا هذا الإسم بعد مشاكل عدة سنذكرها في حلقات قادمة. اخذت الماسونية تتلون تحت مسميات مختلفة ” النورانيون -الروتارى – الليونز – الاتحاد والترقى – شهود يهوه – البهائية و غيرها من الأسماء ” وما الى ذلك من منظمات سرية وعلنية تلتقى حول هدف التحكم في العالم بأسره.

    الصهيونية:
    هي حركة سياسية يهودية،ظهرت في وسط وشرق أوروبا في أواخرالقرن التاسع عشر اشتق اسمها من “صهيون” وهو الجبل الواقع فى الجنوب الغربى من القدس القديمة . ودعت الحركة اليهود للعودة إلى ارض الآباء والأجداد ورفض اندماج اليهود في المجتمعات الاخرى و انشاء دولة منشودة في فلسطين والتي كانت من ضمن بلاد الخلافة العثمانية وقد ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بشخصية اليهودي النمساوي المجري “تيودور هرتزل” الذي يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الحديث الذي تقوم على آرائه الحركة الصهيونية في العالم. وأول من استخدم مصطلح الصهيونية هو “ناثان برنباوم” الفيلسوف اليهودي النمساوي عام 1890. وقد عقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة بازل في سويسرا في 29 أغسطس 1898 ليتم تطبيق الصهيونية بشكل عملي لإرساخ دولة يهيودية في فلسطين فعملت على تسهيل الهجرة اليهودية ودعم المشاريع الاقتصادية اليهودية.

    العلاقة بين الماسونية و الصهيونية؟
    بعد قراءات عدة أستطيع أن أجزم أن الصهيونية و الماسونية ما هم الإ جناحين لنفس الطائر. فإني أعتقد أن الماسونية هي الداعمة و المؤسسة للصهويونية لما سوف نرى في الحلقات القادمة و أن رؤساء الماسونية الحالية ما هم الإ أحفاد أوائل مؤسسي الصهيوينية. و تلقتي مصالح و أهداف الماسونية و الصيوينية منذ نهاية القرن التاسع عشر و عملا معاً لتحقيق نفس الهدف ألا و هو السيطرة على العالم من الأرض المقدسة كما سنفرد في حلقات قادمة.تهدف الماسونية الى القضاء على الاديان المخالفة لليهودية اولا تمهيدا لتسلط اليهود على العالم ,فهى بذلك تعتبر السلاح التنفيذىالثانى بعد الصهيونية الذى تستخدمه اليهود فى تحقيق مخططاتهم مع فارق مهم ان الصهيونية تستثمر جهود اليهود, والماسونية تستثمر جهود غير اليهود لتحقيق اهداف اليهود. والجدير بالذكر ان الماسونية اختارت اللون الازرق السماوى لونا رسميا لها و بالمصادفة هو نفس اللون الذى فرضته اليهودية العالمية على علم الامم المتحدة وهو نفس لون العلم الاسرائيلى. و جديراً بالذكر فالصدف سوف نراها كثيراً في قصص الماسونية و الصهيونية و السؤال هنا هل أصلاً يوجد شيئاً إسمه الصدفة؟


    يتيع

  • #2




    الجزء (2)

    قد يتصور البعض أن ما يُقال أو يُكتب عن الماسونية أو الصهيونية أنه من الخيال أو من مزايدات الكُتّاب و لكن للأسف سنجد حقائق مذهلة و أحداث غريبة على أرض الواقع تثبت غير ذلك و أن أمر هؤلاء البشر أقوى و أشد خطورة من توقعاتنا لدرجة أن من سيعرف حقيقة هؤلاء البشر سيبدأ في الشك في كل شيء من عِظم مكرهم و دهائهم. و لنأخذ الأمر من بدايته.
    و أول الغرائب أن نجد في معظم الكتب على الساحة التي تتحدث عن الماسونية أن الكاتب يذكر صعوبة كبيرة في العثور على مراجع كافية عن الماسونية في المكتبات و أن الكتابة عن الماسونية تأخذ الكثير من الوقت في البحث و التنقيب حتى يصل إلى معلومات حول هذه المملكة الخفية.
    بداية الماسونية:
    لا يستطيع أحد أن يجزم بالتحديد متى بدأت الماسونية و لكن هناك العديد من النظريات حول منشأها. يرى بعض الباحثين أنها بدأت من سابع جيل من أولاد آدم و لآخرين أمثال جون شو أستاذ التاريخ بجامعة غولدن سميث بلندن بان هناك مزاعم تُرجع منشأ الماسونية إلى قديم الزمان بداية من أحفاد الأنبياء كأحفاد نوح و إدريس عليهما السلام. و آخرون ربطوا بداية الماسونية بالنمرود أو بالسامري أو ببناء هيكل سليمان أو بناء الأهرامات.و يوجد بعض من المؤرخين يتكلمون عن إحتمالية ربط الماسونية بقصة موسى السامري بناء على قول الله تعالى ” قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ ” (سورة طه, الآية 97) بما في الآية من قول لا مساس وقد إختلف فيها المفسرون و راح بعضهم إنه لا يستطيع أحد أن يضر السامري لأن له موعد في المستقبل معروف لن يخلفه. و أيضاً الشبة اللفظي بين العم “سام” و ال”سام”ري و قدرته لرؤية الملائكة و أنه هو الدجال المنتظر و المؤسس لهذه المملكة الخفية. و إن كنت لا أميل لهذا القول و لكنه أيضاً وجهة نظرت أحببت أن أعرضها عليكم. و في هذه الحلقات سوف أسرد لكم النظريات التي تذكر نشأة الماسونية بعد الميلاد و ليس قبله بسبب صعوبة تفسير بدايات هذه الحركة من قبل الميلاد و ما تبعها من أساطير بعيدة كل البعد عن ديننا الحنيف.
    وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن المؤسس الأول للماسونية هو “هيردوس أجريبا” سنة 43-55م عندما اجتمع الملك ومستشاريه “أحيرام أبنود”، و”مؤاب لافي” وتآمروا فيما بينهم على المسيح الذي أخذ يبشر بزوال الهيكل (بحيث لا يبقى فيه حجر على حجر إلا ينقض) وأنشأوا جمعية سرية باسم “القوة الخفية” مهمتها التخلص من المسيح وأتباعه. و هذا يجعل بداية الماسونية بداية يهودية رومانية فرعونية مشتركة للقضاء على الدين.و يحاول البعض الآخر ربط بدايات الماسونية بالحملات الصليبية و آخرون يقولون بأن الماسونية منذ عهد هيردوس تطورت إلى أن وصلت إلى عهد الحملات الصليبية الأولى بالأخص بمن كانوا يعرفون بفرسان المعبد أو فرسان الهيكل التي كانت عبارة عن قوة عسكرية على أساس ديني شاركت في الحروب الصليبية ثم بدا لهم طقوس يهودية وثنية و فرعونية. و يرى الآخرون أن السامري هو من أسس لعلم “الكابالا” الذي هو أساس هذه القوة الخفية “الماسونية” و قد توارثها تلاميذه حتى تطورها عن طريق فرسان المعبد في عهد الحملة الصليبية الأولى كما سنذكر الآن.
    و بدأت حقبة فرسان المعبد عندما قام اسحاق الأعمى رجل الدين اليهودي في القرن الحادي عشر بترجمة نصوص سحرية من العبرية الى الفرنسية وقعت في يد الفارس الفرنسي “هيودي باين” وثمانية من الفرسان فأصبحوا تسعة نبلاء فرنسيين مارسوا طقوسها في تسخير الجان والشياطين و تعلموا السحر الأسود لتحقيق أغراضهم ومطالبهم وكانت النتيجة باهرة فقرروا أن يعرفوا باقي أسرار تلك العلوم السحرية اليهودية المسماه بالكابالا و التي لا يعرفها الإ كهنة اليهود في القدس و قرروا الذهاب الى المنبع بفلسطين. و هنا يأتي معرفة سبب تأثر الماسونية باليهودية بل أكثر فإن تعاليم الماسونية كثيراً منها يهيوودية الأصل.و في ذلك الوقت كانت المناداة بالحروب الصليبية على الشرق الذي يحكمه الخلافة الإسلامية، فقرر النبلاء التسعة تأسيس حركة فرسان بحجة حماية الحجاج المسيحيين الى القدس وأخذ موافقة البابا على أن حركة الفرسان هذه تابعة للكنيسة وغير خاضعة للضرائب و كانت حركة “فرسان المعبد” أو “فرسان الهيكل”. و هنا كانت بداية ظهور القوة الخفية أثناء الحملات الصليبية نشأت في زمن حكم “بلدوين الأول” لمملكة القدس و هو أول حاكم حكم للقدس بعد حوالي 400 سنة من فتحها على يد أبي عبيدة بن الجراح في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنهما و كان ذلك سنة 1099م. و أرجو أن تذكروا اسم “بلدوين الأول” جيداً لما سوف نراه في الحلقات القادمة عن رؤساء الماسونية في عالمنا المعاصر.
    وحين سمع بلدوين بهذه الجمعية منحهم داراً قريبة مما عرف عندهم بمكان (هيكل سليمان) أو (معبد سليمان) ولهذا عرفوا “بفرسان المعبد”. و إستغل فرسان المعبد وجودهم بفلسطبن و تعلموا الكبالا التي هي من شروطها ممارسة الرذيلة و الشذوذ الجنسي و قتل البشر إلي جانب الموافقة التامة على فكر اليهود و تعمل لحكم العالم من الأرض المقدسة بعاصمة تمتد من النيل إلى الفرات ثم إعادة بناء الهيكل حتي يأتي المخلص الذي سيحكم العالم تحت راية واحدةمن أرض الميعاد و يرمز اليه بالعين الواحدة من قديم الزمان إلى يومنا هذا.و إعتنق فرسان المعبد هذه القوة الخفية و أقسموا لها بالولاء و للعمل لتحقيق أهدافهم الشيطانية. وفي نفس تلك الفترة ظهرت نشاطات مريبة لجمعية شبيهة وحليفة لجمعية فرسان المعبد، وهم “الإسماعيلة” و هم من أسوأ و أشد فئات الرافدة (الشيعة) إنحرافاً و خطورة. و كانوا يزعمون الإسلام و طبعاً لا يلتزمون بالشريعة الإسلامية، ولا يتورعون عن ارتكاب المحارم من خمر و أكل لحم الخنزير، ولا يصومون رمضان. وقد وضع الإسماعيلية أسساً ومبادئ لجمعيتهم السرية تلك، على نظام دقيق للغاية، فقد رتبوا أصول الدعوة السرية ترتيباً محكماً على أساس استعداد الناس. فللعامة تعاليم وللخاصة تعاليم أخرى، ولخاصة الخاصة تعاليم سرية لا يعلمه إلإ الخاصة، ولا يعلم أسرار الجمعية إلا رؤساؤها وزعماؤها، ولا يصل الفرد منهم إلى مرتبة الزعامة إلا إذا اجتاز امتحاناً قياسياً، وأقسم بأغلظ الأيمان على الوفاء للجمعية والكتمان الشديد. و هذه هي المبادئ التي أخذها فرسان المعبد و “القوة الخفية” إلي يومنا هذا كأساس لتنظيم مراتب الماسونية. و من هنا نرى مدى تأثير اليهودية و بمعنى أحرى مبادئ الصهيونية التي فقط ظهرت في القرن الثامن عشر. و أيضاً تأثير الوثنية و الشعوذة على هذه الطقوس و المعتقدات الماسونية و بداية بحثهم عن التحكم بالعالم كله من الأرض المقدسة.
    ومالبث أن انتزع فرسان المعبد نفوذاً سياسياً كبيراً، وكوّنوا أعظم قوى مالية في العصور الوسطى و كانوا عصب الاقتصاد في أوروبا بعد أن أوحى لهم اليهود بفكرة إنشاء البنوك المصرفية و تحكموا إقتصادياً في كثير من البلدان و هذا كان من أهم إستراطجيات هذه القوة الخفية. فقد بدأوا بداية دينية أو هكذا أوحوا للعالم ثم ما لبثوا أن استخدموا السمعة والاستثناءات بطريقة أهلتهم مع الوقت ليصبحوا تنظيماً ظلامياً متحكم في الإقتصاد و له أهدافاً شيطانية ضد الأخلاق و ضد الدين، مؤججاً مشاعر الكراهية والخوف في قلوب المجتمع المسيحي. وبدؤوا يمارسون سراً طقوساً وشعائر تعكس هذه التعاليم الظلامية ممتزجة من اليهودية و الوثنية و الفرعونية. و لسنوات عدة إختلط إسم فرسان المعبد بكثير من المصائب الكيرى و الوقيعة بين الناس و المشاكل التي حدثت في هذه الحقبة و زاد سخط القساوسة و البابا في الفاتيكان عليهم يوم بعد يوم حتى أعلن البابا أن هؤلاء طائفة منحرفة يستخدموا الهرطقة و السحر و الشعوذة في إضلال الناس و الإضرار بهم.
    و في بداية القرن الرابع عشر في سنة 1307م تمت محاكمة فرسان المعبد وقام ملك فرنسا فيليب بملاحقتهم و محاولة قتلهم جميعاً و كانت المجزرة و قُتل المئات و شرد الآلاف و حرق زعيمهم بأمر من بابا الفاتيكان كلمنت الخامس للقضاء على “القوة الخقية”. فما حدث بعد ذلك هل إستسلم فرسان المعبد أم بدأوا رحلة أخرى في الظلام كي يتحكموا في العالم إنتظاراً لإلهم المنتظر الذي سيحكم العالم تحت راية واحدة و يُرمز اليه بالعين الواحدة. فما حدث بعد ذلك
    ما هي هذه العين الواحدة هو ما سوف نراه في الحلقات القادمة.

    يتبع


    تعليق


    • #3
      الجزء(3)





      فرسان المعبد

      قصة فرسان المعبد طويلة و مليئة بالتفاصيل و أعتمد في هذا السرد على محاولة إختصار شديدة للأحداث المهمة التي تُعطي لنا شكل لبدايات هذه القوة الخفية و كيف خططوا و كيف غيروا إستراتيجياتهم حتى زاد نفوذهم حتى يومنا هذا. تعلم فرسان المعبد الكابالا و آمنوا بها و أقسموا بالولاء لتعاليم كهنة اليهود و إستقروا بالأرض المقدسة و أخذوا في إتباع مساراً مختلفاً تماماً عن الهدف الذين قالوا أنهم أسسوا التنظيم من أجله. كانت مسئولياتهم هي مساعدة الحروب الصليبية و سلامة الحجاج المسيحيين وحماية الأراضي المقدسة إلا أنهم وضعوا كل مهامهم الأصلية جانباً وبدؤوا يتصرفون فيما يتفق مع أهداف الكابالا “القوة الخفية”.
      و بتوجيهات و بتعاليم كهنة اليهود و في أعوامهم الأولى أسس فرسان المعبد 53 مركزاً رئيسياً في مناطق مختلفة في الأرض المقدسة و في أوروبا خاصة فرنسا في عهد الملكين فليب التاني و الثالث. كما أنهم بنوا أسطولهم الخاص من التابعين وأسسوا علاقات خاصة في كل الإتجاهات سواء مع الصفوة من الشعوب أو بعض القساوسة في البلدان أو حتى في الكنيسة الرئيسية في الفاتيكان و حولوا منطقة البحر المتوسط إلى مركز امتيازات تجارية لمصالحهم فقط. و أصبح لفرسان المعبد قوة عسكرية و إقتصادية ضخمة حتى يقال أن ريعهم السنوي من حصن عكا فقط يقدر بخمسين ألف باوند من الفضة و يُعتبر هذا المبلغ أكثر من عوائد ملك من ملوك أوربا في ذلك الوقت. و في نفس الوقت لعبوا دوراً هاماً في إشعال الفتن بين بعض البلدان أو الفئات لمصالحهم الشخصية مثل دورهم في الحرب بين الآنجو والآراغون التي دعموا فيها ملك إنجلترا في حربه ضد ملك اسكتلندا و بعد ذلك فعلوا العكس و دعموا ملك أسكتلندا في محاربة إنجلترا كما سنرى بعد قليل.

      و بدأت الشكوك تحوم حول هذه القوة الخفية و المكائد الذين يفعلونها بين الشعوب و إستغلال نفوذهم لمصالحهم الشخصية حتى أن البابا غريغوري التاسع قام بإنذار رئيس التنظيم و كانوا يسمونه “السيد الأعظم” إنذاراً شديد اللهجة كي يعود لدورهم الأساسي في مساعدة الحروب الصليبية. و لكن فرسان المعبد إستمروا فيما يفعلونه وحاولوا إبقاء الحال على ما هو عليه فإنهم يوماً بعد يوم كانوا يزيدون في نفوذهم و يكثروا في العدد و العُدة. و أستغل فرسان المعبد علاقاتهم في الكنيسة بكثير من القساوسة حتى إن البابا لم يستطع فعل شيء أمام هذه الموجة المعترضة من القساوسة و النخبة في أوروبا. بل ووصل الأمر أن تمكن الفرسان من تقوية علاقتهم بالبابا بونيفيس الثامن نفسه الذي كان أقوى من حكام أوروبا في هذا الوقت.
      و إستمر هذا الحال حتى ضعفت المملكة الصليبية في الأرض المقدسة و إسترجع المسلمون القدس و إضطر فرسان المعبد إلي الرجوع إلي أوروبا حتى عهد ملك فرنسا فليب الرابع الذي كان على علم بكل طقوس و مكائد فرسان المعبد و أنهم كانوا يتحكمون في إقتصاد فرنسا و بعض الدول الأوروبية الأخري إلى جانب قوتهم العسكرية المتزايدة. و إستغل الملك فليب الرابع هزيمة الصليبين في الأرض المقدسة و السخط الشعبي على الكنيسة و عزل البابا بونيفيس الثامن و تعيّن مكانه البابا كليمنت الخامس الذي أصدر حُكم بملاحقة فرسان المعبد و بقتل و حرق كثير منهم و مصادرة جميع أموالهم.

      و إستمر فيليب الرابع في ملاحقة الفرسان حتى نجح في قتل أكثر من 600 فارس و قتل السيد الأعظم قائد الفرسان ” جاك دو مولاي” في 1314م. و الغريب أن فيليب الرابع قد مات في نفس السنة في رحلة صيد (بالطبع مصادفتاً). و يُذكر أيضاً أن فيليب الرابع طرد كل يهود فرنسا إلى خارج البلاد سنة 1306 قبل عام واحد من بدايات محاكمات فرسان المعبد و لا أعرف إن كان فيليب الرابع ربط الفئتين و ما يفعلونه ببعضهم البعض أم أنه فقط كان يقضي على كل شرور مملكته.
      في هذا الوقت كان فرسان المعبد قد وصل عددهم إلي حوالي 20,000 شخص في كل بلدان أوروبا و لكن لم يعلم البابا و لا فيليب الرابع بأن فرسان المعبد قد وصلوا إلي هذا العدد. فقد ظن البابا و فليب الرابع خطئاً أنه قضى عليهم بعد قتل أكثرهم و أعطى صكوك الغفران لمن إعترفوا بمزاولة الطقوس السرية و الهرطقة و عدم إيمانهم بالمسيح بل و بالبصق على الصليب أثناء شعائر إنضمامهم للمنظمة. و حقيقة الأمر أن ما حدث لم يقضي على القوة الخفية و لكن جعلهم أكثر خبثاً، وسرية، وظلامية، وأكثر تنظيماً، وخطورة و أصبحوا يحيكون مكائدهم في الخفاء و يعملون في السر من خلال تنظيمات جديدة و من ضمن هذه التنظيمات كانت النقابات العمالية و التي جاء منها أسماء كثيرة مثل الروزكروشيين في ألمانيا والماسونية في إنجلترا.

      و في سنوات قليلة بعد هذه المذبحة إستغل فرسان المعبد نفوذهم و علاقتهم في باقي دول أوروبا خاصة البرتغال (في المنطقة التي كان يحكمها الصليبيون) و تقربوا جداً إلى ملك البرتغال و ساعدوه كثيراً في توطيد ملكه حتى أصبحوا النخبة المقربة منه و أصبح يُطلق عليهم “تنظيم المسيح” و أصبحوا بذلك قوة عسكرية تابعة للملك و ليس للكنيسة سلطان عليها. و تقلد فرسان المعبد معظم المناصب الرئيسية في البرتغال و أصبحوا بعد فترة هم من يحكمونها من وراء الستار. و إستخدم الفرسان هذا التنظيم لنشر ديانتهم و معتقادتهم و لكن في سرية منقطعة النظير فقد إستوعبوا الدرس جيداً. و زاع سيط هذا التنظيم الجديد حتى أنه طالب البابا جون السابع هذا التنظيم لمساعدته في ترسيخ كلمة الكنيسة مرة أخرى في أوروبا (بالقوة طبعاً) و أمرهم بالإنتشار في جميع دول أوروبا بما فيها فرنسا نفسها. و أصبح فرسان المعبد القوة العسكرية التجارية العظمى في أوربا. فقد تمكنوا من تعزيز ثروتهم وتنميتها من خلال المضاربة في أسواق المال بالبضائع التي تأتي من البلاد التابعة لهم، ومن تجارة العبيد، والقرصنة و العسكرية المفوضة من الكنيسة و كله تحت غطاء قانوني ممول من الكنيسة و بعض ملوك أوروبا.و بدأ فرسان المعبد في السيطرة على دول أوروبا خاصة إسكتلدا.
      و كان لأسكتلندا شأن خاص فقد كانت أكبر مقر لهم في أوروبا بعد طردهم من فرنسا. قد كان الملك “بروس” الذي خلف “وليام والس” في محاولات إستقلال إسكتلندا. فبعد أن ناضل وليام والاس كثيراً في محاوالات استقلال أسكتلندا و بعد أن تآمر عليه الكنيسة و النخبة الأسكتلندية الموالية لإنجلترا و تم إعدامه ورث الحكم روبرت دا بروس. و قد كان بروس رافضاً للكنيسة مما جعله يفتح بلاده على مصرعيها لفرسان لمعبد و أعطى لهم الحرية الكاملة داخل بلاده. و رد الفرسان الجميل لبروس و ساعدوه في إستقلال أسكتلندا و تقلدوا المراكز الكبيرة هناك أيضًا و إنصهروا تماماً مع الملك بروس حتى أنهم بعد فترة أصبح فرسان المعبد بالفعل ملوك أسكتلندا دون أن يحكموها.

      و في نفس الوقت إستمر الفرسان في الإنصهار مع النقابات العمالية و إنضموا اليها و أغروا من يعملون بها بالمال و أشياء أخرى حتى وصلوا إلي أعلى المناصب و بدأوا في إصدار القوانين التي تحدد طريقة و كمية و سعر العمل في جميع المجالات فبمعنى آخر سيطروا على كل شيء في أوروبا بل و بدأ نفوذهم يذهب إلى بلاد أخرى في جنوب شرق آسيا و غيرها من البلاد. و أختار فرسان المعبد نقابة الحرفين كشعار لهم في المرحلة المستقبلية و ذلك لأنها أكثر النقابات ممكن أن تُعبر عن أهدافهم. فحسب معتقدات الكابالا الغامضة والألغاز التي تزخر بها الحضارة المصرية القديمة والروحانيات اليهودية والـفيثاغورثية و إعتقادهم التام أن هذه الرموز والرسومات الهندسية والأشكال والأرقام و الأوثان لها قوة خارقة في السيطرة على الظواهر الطبيعية. حتى أن فرسان المعبد يعتقدون أن هذه الصيغ قد وظفها السيد الأعظم “حيرام” و باقي البنائين في بناء هيكل سليمان. و لذلك استخدم فرسان المعبد أشكالاً هندسية وصيَغاً رقمية ورموزاً غريبة في القصور التي بنوها و هم يعتقدون أن عدداً من القوى الظلامية ستساعدهم في مخططاتهم لسيادة العالم. هذه الأمور مجتمعة كانت تدفعهم نحو نقابات البنائين (البنائون الأحرار = فري ميسونز).

      و من هنا أصبح فرسان المعبد هم الماسونين و بدأوا نشر الماسونية من أسكتلندا إلى إنجلترا فكان هذا أساس إمبراطوريتهم التي امتدت من أفريقيا إلى الهند والصين وحتى ماليزيا، ومن جزر الكناري حتى البرازيل وتحت إمرة المكتشفين من فرسان المعبد مثل فاسكو ديغاما و غيرهم بل و من خلال إنجلترا و البرتغال سيطروا أيضاً على البلاد المكتشفة حديثاً مثل أمريكا الشمالية و غيرها. فهل إستمر هذا طويلاً و هل عملت هذه القوة الخفية لإتمام عقيدتهم الأولى بحكم العالم من الأرض المقدسة. و ما معنى هذه الرموز و أين نحن من هؤلاء البشر الماكرين فإن مكرهم لتزول منه الجبال.

      يتبع

      تعليق


      • #4
        الجزء(4)


        بعد محاولة الكنيسة و الملك فيليب الرابع القضاء على فرسان المعبد في 1314م ظن الجميع أن هذه القوة الخفية قد إختفت من على أرض الواقع. و في حقيقة الأمر أن هذه المذبحة أفادت فرسان المعبد أكبر إفادة حيث أنها جعلتهم أكثر دهائاً و أكثر سرية و تخطيطاً من ذي قبل و قرروا أن يسيطروا على أوروبا سيطرة تامة تحت غطاء قانوني جديد. و إستمرت محاولات الفرسان و لمدة 300 سنة في السيطرة على أوروبا عن طريق السيطرة على قوتها الإقتصادية و السياسية و العسكرية تحت غطاء قانوني لا يبعث الريبة في نفوس الآخرين. و نجح فرسان المعبد في التحكم في اقتصاد أوروبا من خلال بعض المراكز الحساسة في النقابات العمالية خاصة نقابة البنائين و من خلال “تنظيم المسيح” العسكري تحكم فرسان المعبد في القوة العسكرية لأوروبا و من ثَم القوة السياسية. و أيضاً ساهم هذا الجناح العسكري للماسونية عن طريق النهب و السرقة و قطع طريق القوافل و إرهاب التجار في توطيد سلطة الفرسان في أوروبا و إنعاش خزائنهم دائماً لاستعمالها في استغلال البشر. و بهذا أصبحوا يحكمون أهم دول أوروبا من وراء الستار و إستمروا على هذا الحال حتى بداية القرن السابع عشر و تحديداً 1603 و أي أحداث قبل هذا العام اعتبره المؤرخون عهد الماسونية القديمة.

        بعد 1603 بدأ عهد الماسونية الحديثة مع بداية حكم الملك جيمس الأول للدول البريطانية. الملك جيمس الأول كان ملك إسكتلندا فقط و لكن القصة تبدأ من من قبلها ب300 سنة عندما ساعد فرسان المعبد روبرت د بروس في هزيمة الملك إدوارد الثاني ملك إنجلترا و كان جيش الإنجليز أربع أضعاف جيش الأسكتلندين مع فرسان المعبد و من هنا وثق الملك بروس في فرسان المعبد أشد ثقة و قربهم منه و توصدوا المناصب السياسية العليا في إسكتلندا حتى أصبح لهم الكلمة الأولى و الأخيرة هناك. و في نفس الوقت كانت إنجلترا من البلاد الأوروبية التي شهدت صعوبة لفرسان المعبد في إختراقها حتى كانت سنة 1603م عندما ماتت الملكة العذراء إليزبيث الأولى ملكة إنجلترا و أيرلندا. و عندها و بحكم النسب الملكي تولى حُكم إنجلترا و إسكتلندا و أيرلندا وويلز الملك جيمس الأول ملك إسكتلندا. و كانت الأقدار التي أتت للفرسان على طبق من فضة. فهم يتحكمون في ملك إسكتلندا تماماً و أصبحت الآن إنجلترا و إيرلندا أيضاً بين أيديهم في يوم و ليلة.
        وبذلك توسع الفرسان في إنجلترا أيضاً و كان انتشارهم الفعلي للعالم كله من هناك. و أيضاً ذكرنا من قبل كيف تحكم هؤلاء الفرسان في باقي دول أوروبا و حُكموها من وراء الستار و بذلك دانت أوروبا كلها للماسونية حتى وصلنا لأواخر القرن الثامن عشر. و للاختصار لن أمر كثيراً على أحداث هذه ال300 سنة التي لم تختلف كثيراً عن ما سبق ذكره. فقدد استمر الماسونيين “فرسان المعبد سابقا” في توطيد حُكمهم لأوروبا ساعين جادين إلى حكم العالم كله بداية من هناك. تدريجياً تحول الماسونيين من القوى الأرستقراطية في البلاد إلى حكام البلاد الفعليين و انضم إليهم أول دماء ملكية سنة 1717م عندما إنضم اليهم الأمير فريدريك أمير ويلز ثم عدة أمراء من أمراء و نبلاء إنجلترا و اعتنقوا الماسونية إلى أن أصبحوا من يحكم بريطانيا العظمى هم الماسونيين أنفسهم.
        و لا ننسى أن في هذا الوقت كان لفرسان المعبد عدة منظمات حقوقية و نقابية و عسكرية بأسماء و وجهات مختلفة و كلها تعمل لنفس الهدف و بنفس طريقة التخطيط السري و الرشاوى و المكائد و استغلال المال و النفوذ و كانت بعض أسماء هذه المنظمات هي النقابات العمالية و خاصة البناؤون (الماسونيون) و فرسان ملطا ( جزء من الهوسبتالين سابقاً) و الروزوكروشين في المانيا و نوادي و منظمات حقوقية كثيرة انتشرت في جميع دول أوروبا و من ثم العالم كله لاستقطاب النُخب في هذه المنظمات التابعة للماسونية. في هذا الأثناء كما ذكرنا من قبل انتهى عصر فرسان المعبد و بدأ عصر الماسونية الذين أصبحوا يملكون المال و العدد و القوة و السلطة للتفكير بأنهم يستطيعون حُكم العالم أجمع. كيف يحكمون العالم و هناك الدولة العثمانية القوية التي مازالت تحكم جزء كبير من العالم و ماذا فعلوا كي يتغلبوا على ذلك سنراه في الحلقات القادمة.
        و على الجانب الآخر لم يكن اهتمام الماسونيون فقط بأوروبا فقد حكموا أوروبا من وراء الستار لأكثر من مائتي عام و لكنهم لم يستطيعوا حكم العالم في هذه الآونة و جعل العالم تحت حكومة واحدة. فكان لابد من التفكير في شيء آخر خاصة أنه عانى الماسونيين (فرسان المعبد سابقاً) الكثير و عملوا عمل دئوب لأكثر من 700 سنة و لم يحققوا أهدافهم ففكروا أنهم بحاجة إلى شيء جديد, فكروا في أن تكون لهم أرض جديدة أرضاً بلا قوانين كي يزرعوا فيها ما يريدون من مبادئ و مفاهيم و حريات ضد الأديان, أرض خصبة يتحكموا في بدايتها و معيشتها. فكان لهم ما أرادوا و أكثر في أرض أمريكية الشمالية المكتشفة حديثاً. فبعد أن إكتشف كريستوفر كولومبس لأامريكا سنة 1492م عاش الأوروبيون مع الهنود الحمر في هذه الأرض في تآلف في بعض الأماكن و في صرعات في أماكن أخرى و لكن بلا منهجية تُذكر و بدون حكومة موحدة بدون قوانين تجمع الكل. ففكر الماسونين في أول حملة إستيطان في الأراضي الأمريكية سنة 1587م و نجحوا في إرسال كثير من أتباعهم إلى هذه القارة الجديدة و بدأت حقبة غالية و كبيرة في عهد الماسونية الحديثة.
        توغل الماسونيون في اقتصاد و سياسة أمريكا و كانوا كالأفاعي ومكروا مكراً كباراُ حتى يصلوا إلي حُكم هذا البلد الجديد في حكومة واحدة. و حكموا أمريكا من مئات السنوات و مازالوا يحكمونها حتى الآن و لا يعلم أحد. أستطيع أن أجُزم أن أكثر من 99% من أهل الأرض لا يعلمون من يحكمهم. فمعظم من حكم أمريكا بداية من جورج واشنطن و مروراً ببوش الأب و الابن و روزفلت و أيزينهاور و لينكولن و نهايتاً بأوباما و حتى من كان مرشح للرياسة ضدهم سواء آل جور اليهودي أو ماكين أو تشيني كلهم أقارب من نفس الأإنساب و كلهم من أصحاب الدم الملكي أحفاد ملوك الحمالات الصليبية كالملك بولدوين الأول أول حكام القدس من الصليبين أو الملك روبرت د بروس ملك أسكتلندا أو ملوك أوروبا السابقين الذين دانوا أو ساعدوا الماسونية. و الجدير بالذكر أن تقريباً كل رؤساء أمريكا هم أقارب للملكة إليزيبث ملكة إنجلترا و الأميرة ديانا أميرة ويلز و ملك أسبانيا و ملك الدنمارك و تشرشيل و تقريباً كل حكام أوروبا من هذه الدماء الملكية. فمن يحكم العالم الآن؟ إنها مملكة تتحكم في كل شئ و نحن نيام لا ندري عن أي شئ مما يحدث حولنا.و حتى و بعد ما أن أُذيعت هذه الفضيحة الكبرى التي تدل أن أمريكا مملكة و ليست ديمقراطية ما زال أكثر من 99% من أهل الأرض لا يعلمون شيئاً. فهل هذا صدفة, هل هذا كله وليد الحظ. ماذا فعل الماسونيين في أمريكا و العالم كله حتى يُصبح الأمر هكذا؟ هذا ما سنراه سوياُ في الحلقات القادمة.
        و للحديث بقية

        تعليق


        • #5
          الجزء(5)



          يحكم الماسونيون معظم بلاد أوروبا من أكثر من 400 عام و في خلال هذه الأعوام حاول بعض الملوك و الأباطرة الوقوف ضد هذا الطوفان السري المنظم و لكن كلها بائت بالفشل و كان آخرها في روسيا في أواخر القرن التاسع عشر و انتهت بالقضاء على كل المعارضين إما بالاغتيال أو النفي مما يدل على مدى النفوذ الذي وصلت اليه هذه المنظمة السرية حتى إن نفوذهم كان أقوى من الملوك و الأباطرة الذين يحكمون البلاد. و في نفس الوقت خطط الماسونيون للسيطرة على أمريكا حتى تمكنوا تماماً من السيطرة عليها و أصبح جورج واشنطن أحد زعماء الماسونية أول رئيس للوليات المتحدة الأمريكية. و بذلك أصبح العالم ما بين الخلافة العثمانية و الماسونية و أصبحت الخطوة القادمة للماسونيين واضحة وضوح الشمس.

          و قبل الانطلاق في الكلام عن ما فعله الماسونيون مع الخلافة العثمانية و ماسونية هذا العصر أود أن أذكر حدث صغير في غاية الأهمية ساهم في تعزيز دفة الماسونية للسيطرة التامة على العالم. و هذا الحدث قام به وايزهاويت المسيحي الألماني الذي ألحد والتحق بالماسونية و هو من أوضع الخطة الحديثة للسيطرة على العالم. فقد أنشأ وايزهاويت أول محفل ماسوني لكل ماسوني العالم سنة 1776م و أُطلق عليه الحفل الماسوني النوراني نسبة إلى الشيطان الذي يقدسونه. و في هذا المؤتمر قرروا استقطاب نخب عالمية بعينها في كل العالم لضمهم للماسونية حتى تُحكم قبضتهم على العالم. و استطاع الماسونيون من سنة 1776 لأكثر من 150 سنة استقطاب نخب العالم و مؤسسيي الحركات العالمية الأوائل التي غيرت مجرى التاريخ حتى يتحول العالم القديم إلى عالم جديد بمفاهيم علمانية مثل ما نحن فيه الآن. و جديراً بالذكر أن سنة 1776 هي السنة المكتوبة على الدولار الأمريكي و هي السنة كان فيها المحفل النوراني للماسونية و ليس سنة نشأة الدولار الأمريكي التي هي سنة 1793م و إلى جانب وجود كثير من الرموز الماسونية التي سوف نتطرق لها عند تكملة الحديث عن الولايات المتحدة الأمريكية و هذا إن دل يدل على حكمهم لأمريكا و امتلاكهم التام لاقتصدها و إعلامها.و بعد المحفل النوراني بدأت الماسونية منعطف جديد من السيطرة على العالم. فتقريباً كل الحركات العالمية التي غيرت مجرى التاريخ كانت بدايتها الماسونية. فعلى سبيل المثال و ليس الحصر من ضمن أسماء المنضمين للماسونية “ميرابو” أحد قادة الثورة الفرنسية و “مازيني” الإيطالي و هو من خلف “وايزهاويت” و الجنرال الأمريكي “البريت مايك” و هو من أوضع الخطة الكاملة في أمريكا حتى يستثمر مجهود الماسونية بحُكم أمريكا حتى حكمها الرجل الماسوني “جورج واشنطون” و الذي وضع الخطوط العريضة لحُكم أمريكا لمئات السنين و حتى يومنا هذا. و أيضاً ممن انضموا للماسونية “ليوم بلوم” و هو يُعتبر من أول من تجرأ على كسر حياء البشرية بما فيه من مغالطات حينئذ و هو من أول من كتب الكتب و نادى بالثقافة الإباحية في العالم و “كودير لوس” اليهودي الذي كان له دور في عمليات إجرامية كبيرة و “لاف أريدج” و هو ممن كرس لفكرة الإلحاد في أوروبا و أنه لابد من إعلان الحرب على الإله و “كارل ماركس” مؤسس الاشتراكية و ماتسيني جوزيبي الإيطالي و جان جاك روسو و فولتير الفرنسيين و جرجي زيدان و الخديوي إسماعيل و توجو مزراحي في مصر و أنجلز الروسي و كثير آخرين.

          فالماسونية أصبحت شبكة عنكبوتية في كل العالم يعملون في الخفاء و يتحكمون في اقتصاد و سياسة و إعلام أوروبا و أمريكا. و الآن نرى سيطرتهم التامة على رؤساء مجلس إدارات البنوك العالمية و شركات الصرافة و رؤساء مجالس إدارة البنك الفيدرالي الأمريكي و الإعلام بقيادتهم لكثير من الشبكات العالمية كالسي إن إن و السي بي سي و فوكس نيوز و ديزني و مترو جولدنماير بل وهوليود بأسرها و السياسة الأمريكية و الأوروبية و العربية بل و العالمية في الأمم المتحدة و مجلس الأمن و اليونسكو و اليونيسيف و الصليب الأحمر في سرية غير مسبوقة.
          و بعد 1776م لم يسيطر فقط على أوروبا و أمريكا بل بدأوا في التخطيط لاختراق البلدان الإسلامية. و بدأ هذا السرطان من الانتشار في الأراضي الإسلامية لإسقاط الخلافة العثمانية العظيمة. و وُضعت الخطة لحُكم لشرق الأوسط فقد كانوا يحكمون بالفعل أوروبا و أمريكا. و في أعوام قلائل أستطاع الماسونيون استدراج أكثر من الفي رجل من النخب السياسية و الإعلامية و الفنية و الاقتصادية في البلاد الإسلامية و كان لهم أول محفل ماسوني في البلاد الإسلامية و أسموه محفل الشرق الأوسط و كان هذا الاسم ليس متداول حينئذ.

          و لكي يسيطروا على الشرق الأوسط الذي يختلف عن أوروبا و أمريكا بالدين الإسلامي و عقيدة هذه الشعوب فكان يبحثون عن طفرة تطور ما يفعلونه إلى حُكم فعلي للشرق الأوسط كما أسموه. و رأوا مرادهم و حلمهم عند ظهور الصهيونية العالمية على يد تيودور هرتزل الذي يعد الداعية الأول لهذه الفكرة. و هذه الحركة تهدف إلى توحيد اليهود و تجميعهم من الشتات إلي الأرض المقدسة. و من هنا جاء اهتمام الماسونيون بالصهيونية فبدأوا بدعم تيودور هرتزل أشد ما يكون من دعم و بدأوا باستخدام أموالهم و آلياتهم السياسية و الإعلامية و جعلوهم في خدمة أهداف هرتزل. و بدأوا في مساندة غير مسبوقة للصهيونية حتى مؤتمر بازل 1889 عندما عرض بعض السياسيين المشاركين في المؤتمر أنجولا أو الأرجنتين أو فلسطين على هرتزل للم شتات اليهود و بدأوا في محاولة ثني هرتزل عن فلسطين لأنها أرض تحت الحكم العثماني. في البداية رفض هرتزل ثم وافق و عرض هذا الأمر على باقي اليهود في المؤتمر و من هنا أتى الرفض الشديد من باقي اليهود المؤيدين الصهيونية و كان بالطبع يتخللهم الماسونيين الذين يدينون باليهودية في الأوراق الرسمية.فهل يا ترى استمر هرتزل زعيم الصهيونية أم أنه كان فقط أداة مثل غيره لتسخير أهداف الماسونية التي لم تهدأ طيلة ألف عام حتى يسيطروا سيطرة تامة على العالم من الأرض المقدسة؟.


          تعليق


          • #6
            موضوع شيق ورائع كما عودتنا اخى الحبيب
            فى النهايه
            الله غالب

            قال إبن القيم
            ( أغبي الناس من ضل في اخر سفره وقد قارب المنزل)

            تعليق


            • #7
              قبل ان اقرأ الموضوع .. أخي الفاضل

              الحمدلله على سلامتك .. طالت غيبتك واشتقت لمواضيعك
              جزاك الله الخير
              [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
              نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
              أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
              Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
              اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
              مدارك Perceptions

              تعليق


              • #8
                مشكور على هذا الموضوع ......

                تعليق

                يعمل...
                X