إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مسافرون عبر الزمن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسافرون عبر الزمن

    مسافرون عبر الزمن

    يقول علما الفيزياء مثل البرت آينستاين, و ستيفن هوكينغ ان السفر عبر الزمن أمر ممكن و قابل للحدوث, لكن المشكلة هي أن العلم لم يتمكن من تحقيقه. لكن هل ستستطيع الطبيعة ذلك؟

    في الطريق إلى الماضي


    أنهى السيد إلسي وشريكه رجل الأعمال تشارلي غدائهما في مطعم يقع في بلدة صغيرة من آبفيل جنوب غرب لويزيانا, ثم انطلقا بالسيارة عند الساعة الواحدة و النصف متجهين شمالاً على طول الطريق السريع 167 الى مدينة لافاييت التي تبعد حوالي 15 ميلا حيث مركز النفط, بينما ظلا منهمكين في مناقشة أمور العمل.



    كان ذلك في العشرين من أكتوبر عام 1969. كانت السماء زرقاء صافية, و الجو بارداً بشكل لطيف, و بالطبع مْثًل ذلك للرجلين كل الشروط المناسبة ليقوما بإنزال نوافذ السيارة أثناء القيادة لوجهتهما المنشودة. انطلقت السيارة على الطريق السريع من دون أية عراقيل لخلوه تماماً من الحركة المرورية, حتى لاحظا على مسافة قريبة الى حد ما سيارة قديمة من نوع (فولكس فاجن) تسير إمامهما ببطء. و عندما اقتربا أكثر من هذه السيارة تحول حديثهما من مجال العمل إلى تلك السيارة القديمة التي لاحظا أنها على الرغم من كونها قديمة جداً إلا انها كانت في حالة جيدة, بطريقة أثارت إعجاب كلا الرجلين.

    قررا ان يتجاوزا السيارة لأنها كانت بطيئة, ولكن عند الاقتراب أكثر رأى تشارلي ان يخفف السرعة ليتأملا السيارة و حالتها الممتازة, فشاهدا لوحة السيارة ذات اللون الذهبي المشرق مطبوع عليها بشكل واضح العام 1940. كان ذلك أمر مثير للاستغراب, بالإضافة الى انه يعتبر أمرا خارقا للقانون, إلا في حالة أن صاحب السيارة قد استصدر ترخيصا يمنحه صلاحية التجول بلوحة قديمة من أجل المسيرات الاحتفالية و الاستعراضات الوطنية.
    قام تشارلي بتجاوز السيارة لتصبح على اليمين من سيارتهما, فلاحظ السيد إلسي الذي كان يجلس في مقعد الراكب ان امرأة شابة تقود تلك السيارة القديمة وكانت ترتدي ما بدا له انه ملابس قديمة من طراز الأربعينات, فقد كانت تلبس معطفا من الفرو و تعتمر قبعة ذات ريشة طويلة ملونة, وهذا لباس لم يكن الناس عام 1969 معتادين رؤيته على النساء.
    على المقعد المجاور لها كان يجلس صبي صغير، أو ربما فتاة صغيرة, فقد كان جنس الطفل صعب التحديد لأنه كان يرتدى معطفا ثقيلا جدا وقبعة. كانت نوافذ سيارتها مغلقة, و هذا ما حير إلسي, بالرغم من أن درجة الحرارة كانت منخفضة و الجو كان بارداً , لكنه كان لطيفاً و كنزه خفيفة ستكون كافية.




    تحول انتباه الرجلين إلى تعابير الخوف والهلع التي كانت ترتسم على وجهها, و سمح خلو الطريق من أي حركة للمرور في كلا الاتجاهين لتشارلي ان يقترب ببطء ليصبحا بمحاذاتها, فتمكنا من رؤيتها و هي تنظر برعب جيئةً و ذهابا كما لو كانت تائهة أو في حاجة للمساعدة بشكل عاجل و بدا أنها على وشك البكاء و الدموع ستطفر من عينيها في أية لحظة.



    سألها إلسي الذي كان أقرب إليها و هو يصرخ بصوت عالٍ ما اذا كانت في حاجة للمساعدة, فأومأت له بنعم, وهي تنظر بحيرة الى سيارتهما و كأنها تراها لأول مرة. فأشار لها بأن تتوقف على جانب الطريق, و أضطر الى إعادة ذلك عدة مرات و هو يشير بيديه و يحاول ان يتكلم بالكلمات على شفتيه لان نوافذ سيارتها كانت مغلقة مما جعل من الصعب عليها ان تسمعه. ثم شاهداها وهي تقوم بإيقاف سيارتها على جانب الطريق فتجاوزاها لكي يوقفا سيارتهما أمامها بشكل آمن.
    وصلا إلى رأس الطريق و أوقفا سيارتهما, و عندما التفتا إلى الخلف, لم تكن السيارة القديمة هناك فأثار ذلك دهشة كلا الرجلين لأنهما شاهدا المرأة تقف بسيارتها أمامهما, ثم إنهم كانوا جميعاً على طريق سريع حيث لا طرق جانبية و لا مكان على طول الطريق يمكن به إخفاء سيارة. لقد اختفت السيارة براكبيها بكل بساطة.
    عاد تشارلي و إلسي إلى سيارتهما و هما ينظران إلى الطريق الخالية في حيرة من أمرهما, و كان من الجلي بالنسبة لهما أن البحث عن هذه السيارة ليس امرأ ممكنا. خلال ذلك توقف رجل كان يقود سيارته خلف المرأة, فركض صوبهما و سأل مستغرباً ما الذي حدث للسيارة التي كانت تسير أمامه. و أخبرهما أنه كان يقود سيارته متجهاً شمالاً على الطريق 167 عندما رأى على مسافة معينة سيارة جديدة تتجاوز ببطء سيارة قديمة, ثم رأى السيارة الجديدة تتوقف على رأس الطريق و كذلك توقفت السيارة القديمة, و للحظات حجبت الرؤية عن السيارة الجديدة ثم اختفت فجأة فلم يعد هناك الا السيارة الجديدة التي كانت السيارة القديمة تحجب الرؤية عنها.

    كان الرجل يائساً ليجد تفسيراً منطقياً لما رآه, فأفترض ان هناك حادثاً وقع للمرأة. بعد ان تناقش الرجال الثلاثة حول ما رآه كل منهم, مشط الرجال المنطقة لمدة ساعة, ثم أصر الرجل الثالث و الذي كان من خارج الولاية ان يتم إبلاغ الشرطة بما حدث, قائلاً بأنه يشعر بأن هذه قضية شخص مفقود كانوا هم شهوداً عليها, فرفض تشارلي و إلسي ذلك لأنه ليس لديهم أية فكرة إلى أين ذهبت المرأة و الطفل الذي كان معها.
    قرر الرجل أخيراً انه من دون مساعدتهما لن يقوم لوحده بإبلاغ الشرطة عما رآه, خوفاً ان يتم التشكيك بصحته العقلية. و تبادل مع تشارلي و إلسي أرقام هواتفهم و عناوينهم, و ظل على اتصال معهم لمدة طويلة, و يتحدثون خلال اتصالاتهم عن تلك الحادثة, و هو يؤكد لهم أنه واثق مما رآه.
    ماذا لو كانت تلك المرأة من الماضي و جاءت للحاضر, و هي الآن سيدة مسنة؟ و ماذا لو انه في ذلك اليوم كانت هي من تقود سيارتها بدلا من تشارلي و إلسي خلف السيارة القديمة, فهل كانت هذه السيدة المسنة ستقابل نفسها؟. ماذا لو أنها جاءت من الماضي إلى المستقبل و لم ترجع إلى ماضيها. سوف تحتار صحف ذلك الزمان حول امرأة اختفت مع طفلها في يوم بارد من شهر أكتوبر؟ و يستمر البحث عنها بينما هي و طفلها يسافران عبر الزمن جيئة وذهابا إلى الأبد.

    شاهدا غارة جوية من المستقبل

    في عام 1932, تم تكليف الصحافي بيرنارد هوتون و المصور جوكيم برانديت للقيام بتحقيق صحفي عن بناء السفن و تصليحها في مدينة هامبورغ في ألمانيا. ذهبا بالسيارة الى هناك, و قاما بإجراء مقابلات مع بعض المدراء التنفيذيين و بعض العمال, ثم انهيا مهمتهما في وقت متأخر من ظهيرة ذلك اليوم.






    بينما كانا يهمان بالمغادرة, سمعا أصوات لا لبس فيها لمحركات طائرات تعمل بدون طيار, فلما نظرا إلى أعلى وجدا أن سماء المدينة كانت مغطاة بالطائرات الحربية. ثم سمعا مدفعيات المدينة المضادة للطائرات تقوم بإطلاق النار في الوقت الذي بدأت فيه القنابل تنفجر من حولهم.



    بعد لحظات قصيرة تلت ذلك، تحولت المنطقة الى جحيم يستعر حينما كانت خزانات الوقود تتعرض للقصف. وكانت مستودعات منطقة الأحواض تنهار بفعل تعرضها لمواد شديدة الانفجار, و رافعات أحواض السفن تتحول إلى قطع من الخردة.
    أدرك هوتون وبرانديت أن ذلك لم يكن تدريبا عسكرياً. فأسرعا إلى السيارة بينما كانت المدفعيات تقصف الطائرات المعادية التي كانت ترسل القنابل من السماء. أثناء خروجهما من البوابة, سأل هوتون الحارس إذا كان هناك شيء يمكنهما القيام به من اجل المساعدة, لكنه طلب منهما ان يغادرا المنطقة حالاً.



    قام برانديت بالتقاط الصور خلال كامل الغارة الجوية, و بعد أن قام بإظهارها, لم يكن فيها شيئاً غير عادي. أظهرت الصور أحواض السفن كما هي عندما وصلا هناك صباحا, لم يكن فيها أية أدلة على حدوث أمطار من القنابل المتفجرة قامت أية طائرات معادية بإلقائها لتدمر المنطقة, كما شهدا ذلك.
    قام المحرر في الصحيفة بدراسة الصور التي التقطها برانديت لكنه كان متعجباً من إصراره هو وهوتون أنهما شهدا غارة جوية والتقطا لها الصور, رفض قبول قصتهما و شك بأنهما قبل عودتهما الى المكتب توقفا في إحدى الحانات وتناولا مشروباً, مما جعلهما يتخيلان الغارة.
    غادر هوتون إلى لندن قبيل بداية الحرب العالمية الثانية و استقر هناك. و في أحد الأيام من عام 1943 كان يطالع الصحف, فرأى خبراً في إحداها يتحدث عن غارة ناجحة قام بها سرب طائرات يعود للقوات الملكية الجوية البريطانية على حوض السفن في هامبورغ, فشعر برعشة تسري في أوصاله عند رؤيته للصور. كانت مشاهد الدمار مطابقة تماما لتلك التي رآها هو و برانديت خلال زيارتهما لحوض السفن في ربيع 1932.
    لم يكن هناك إلا اختلاف واحد فقط وهو أن هوتون و برانديت شهدا الحادث قبل وقوعه بإحدى عشرة عاما.
    البيت الأبيض

    وصلت سيارة الفورد بيك أب التي كانت تقل كارل و مايك و غوردون الى مرعى للماشية بالقرب من مدينة بونكان في ولاية أوكلاهوما في أوائل خريف 1971 و توقفت أمام البوابة, كان الرجال الثلاثة يعملون لدى شركة تختص بتوزيع علف الماشية قامت بإرسالهم إلى تلك المنطقة النائية لجلب حاوية أعلاف من هناك. لكن ما رأوه هناك جعلهم يلتزمون الصمت لمدة 41 عاما
    كانت البوابة عبارة عن أسلاك شائكة فقط دون أقفال, فتحوها ثم دخلوا إلى الملكية الخاصة التي كانت مغطاة بالأعشاب النامية بفعل الإهمال وتقادم الزمن بحيث أنها كانت تصل إلى غطاء الشاحنة و تتجاوزه, و رغم ذلك قاد الرجال شاحنتهم خلال تلك الأعشاب الطويلة إلى أن وصلوا إلى خزانٍ موضوع بالقرب من حظيرة مطلية باللون الأحمر و ترجلوا من الشاحنة ليقوموا بحمل الخزان. لكن لم يتمكنوا من حمله إلى الشاحنة لأنه كان نصف ممتلئ فقرروا أن يغادروا المكان و يعلموا رئيسهم بذلك.



    عندما قادوا شاحنتهم ليخرجوا من المكان, استداروا من حول الحظيرة فوجدوا على التل أمامهم منزلاً أبيضاً كبيراً مكوناً من طابقين, و لم تكن أنواره مضاءة.
    عاد الثلاثة إلى شركة الأعلاف و أخبروا رئيسهم عدم تمكنهم من حمل الخزان, ثم أخبرهم رئيسهم لاحقاً في تلك الليلة انه قام بإفراغ الخزان وأنهم يمكنهم العودة لإحضاره في الغد. بالفعل عادوا إلى ذلك المكان في الليلة التالية, و يقول كارل" أننا قررنا أن نحضر بنادقنا و أن نتحقق من المنزل الأبيض القديم عندما نصل إلى هناك"
    قادوا خلال الملكية الخاصة متخذين ذات الطريق الذي سلكوه بالأمس, و من ثم قاموا بتحميل الخزان, بعد ان انتهوا من ذلك قادوا شاحنتهم ملتفين حول الحظيرة . لكن ما شاهدوه انطبع في ذاكرتهم سنين طويلة.
    يقول كارل" صعدنا التل, لكن لم يكن ذلك المنزل الذي رأيناه في الليلة الفائتة هناك, ليس هناك أية علامات على هدمه و لا يوجد اثر لقواعده, لا يوجد شيء على الإطلاق, ما شهدنا ووجوده جميعا الليلة الماضية لم يعد موجوداً, لقد تحدثنا مع بعضنا على مر السنوات, لكن لم يتمكن أحد منا ان يقدم تفسيراً لما رأيناه).
    أربع سنوات إلى المستقبل

    كان الشاب جيك خارج منزل والديه الواقع في بحيرة أوزاركس في ولاية ميزوري عند العاشرة مساءً, يقف متكئا على شاحنته, و ينظر الى أضواء الشفق القطبي التي تلون السماء في الثامن والعشرين من شهر مايو عام 2004, و هو لا يعلم أن حياته على وشك أن تتغير الى الأبد.
    سطع نور ابيض في السماء امتلأ به كامل الأفق الشمالي , لم يكن ابداً مثل الأنوار الحمراء و الخضراء للشفق القطبي التي كان جيك يطالعها, ولم يتشكل مثلما تفعل. كان ذلك النور يتحرك مثل ضوء آلة النسخ, إذ مر شريط من البريق الساطع من فوق رأس جيك متجهاً من الغرب إلى الشرق ثم اختفى. عندما رأى جيك ذلك اعتقد أنه يجب ان يدخل الى المنزل ليكون آمناً, و لكن عندما هم بذلك أدرك أنه لا يستطيع, فقد نما خدر في ذراعيه وساقيه, و أغمي عليه بعد ذلك.



    ظل مغمى عليه ما يقارب الساعة وعندما أفاق من إغماءته شعر انه مشوش الذهن ومخدرا تقريبا, و كان عاجزاً عن إدراك الوقت. دخل جيك الى المنزل و استغرقه الأمر معظم الليل ليخبر والديَه بما حدث. و كان مقتنعا أن هناك خطأ بالتقويم و ظل طوال الوقت يقنعهما بذلك و يصر على أن السنة لابد أن تكون بعد العام 2008.


    يقول جيك "وحتى يومنا هذا، تذكر والدتي أجزاء من هذه الحادثة، ويرجع ذلك أساسا في وجهة نظرها الى نقطة واحدة و هي انني تساءلت:" هل الرئيس رجل أسود؟ ".
    الرجل الغريب




    خرج كيل من متجر تابع لإحدى محطات الوقود و لما هم بفتح باب سيارته الشيفرولي من طراز1999 و التي أوقفها بجانب المتجر, فإذا برجل ضخم جداً رأسه بحجم ثمرة البطيخ يخاطبه فجأة, صاح بكيل متسائلا "أي عام هذا؟". كان الرجل يقف في بقعة مر بها كيل قبل ثواني معدودة من مغادرته للمتجر, لكنه لم يلحظ انه كان موجوداً هناك, كان يرتدي بذلة رجل أعمال سوداء مصنوعة من نسيج ألياف خام و يقول كيل إنها من طراز الأقمشة التي كان تيدي روزفلت يلبسها. فصاح الرجل مرة أخرى " أي عام هذا؟", كان الرجل في الثلاثين أو الأربعين من عمره , طويلاً أبيضا حليق الذقن, بدا طبيعيا لكنه كان يسأل سؤالاً غريباً, فأجابه كيل إننا في العام 2003, لكن وجهه التوى في غضب, وصرخ بحدة: أي عام هذا؟, فأجابه كيل (مرة أخرى, انه العام 2003), لكنه أعاد السؤال مرة أخرى, فأجابه كيل : لقد أخبرتك انه العام 2003. أشاح كيل بنظره عن الرجل بينما كان يركب سيارته, و عندما أصبح بالداخل نظر الى الرجل ليتفحصه مرة أخرى لكنه قد اختفى.


    لقد اختفى الرجل من امام محطة الوقود خلال ثانيتين استغرقتا كيل ليصعد الى سيارته, نظر كيل الى داخل المتجر وهو المكان الوحيد الذي ربما يكون الرجل قد ذهب اليه في هذه الثواني المعدودة لكنه لم يكن هناك. لقد اختفى ببساطة.

    يتبع


  • #2




    مسافرون عبر الزمن

    السفر عبر الزمن هو احد المواضيع التي دار حولها الجدل و مازال, فالكثير من العلماء يؤمن بإمكانية حدوث ذلك لكن العقل البشري لم يصل بعد إلى التقنية التي تمكنه من القيام بالتجول خلال الزمن جيئة وذهابا آناً في الماضي و آناً في المستقبل.ويعتبر البعض قصة أصحاب الكهف إنما هي عبارة عن أشخاص سافروا عبر الزمن حيث استيقظوا بعد ثلاثمائة سنة ليجدوا أنفسهم في زمن آخر و الأقوام الذين كانوا معهم رحلوا و رحل بعدهم أقوام أخرى وكانت الديانة التي لجئوا للكهف من اجلها قد انتشرت. و كانت رواية هربرت ويلز (آلة الزمن) احد أهم الأعمال الروائية التي تصور الفكرة تصويرا دقيقا حيث يسافر بطل الرواية إلى المستقبل ليرى التطورات التي ستحدث نتيجة للحاضر وان كانت الرواية ذات فكرة فلسفية إلا أنها تناولت السفر عبر الزمن كموضوع قابل للحدوث.
    ويقول العلماء إن السفر إلى المستقبل ممكن أن يحدث في شكل نوم عميق أو البقاء متجمدا لمدة 100 سنة ثم الاستيقاظ في قرن آخر, لكن السفر إلى الماضي يحدث في شكل واحد و هو الانطلاق بسرعة تفوق سرعة الضوء, فلو انطلق احدهم يلف العالم مئة مرة بسرعة الضوء فهو سيعود إلى نقطة الانطلاق قبل أن يبدأ!
    هل رأى المستقبل ؟


    في عام 1935 تعرض الطيار فيكتور غودارد من سلاح الجو البريطاني إلى تجربة مروعة, فبينما كان يقود طائرته من أدنبرة في اسكتلندا عائدا إلى قاعدته في اندوفر في انجلترا, قرر أن يحلق بطائرته من فوق مطار مهجور في دريم لا يبعد كثيرا عن أدنبرة, كان المطار مليء بأوراق الأشجار و كانت الأبقار ترعى فيما كان سابقا مكانا لوقوف الطائرات. فجأة واجه غودارد عاصفة مصحوبة بغيوم صفراء وبنية اللون فقد معها السيطرة على طائرته , وبدأ تنحدر في دوامة نحو الأرض لكن غودارد بالكاد استطاع تفادي الاصطدام بالأرض فلاحظ انه يتجه بطائرته رغما عن إرادته إلى مطار دريم المهجور وعندما اقترب منه اختفت العاصفة فجأة كما أتت و إذا به يحلق في جو صافي وشمس ساطعة لكن مطار دريم المهجور لم يعد مهجورا فقد كانت هناك أربع طائرات مصطفة في المطار ثلاث منها كانت من نوع ذات السطحين مصبوغة بلون اصفر غير مألوف, والرابعة كانت أحادية السطح والتي لم يكن سلاح الجو البريطاني يملكها في عام 1935و هي سنة وقوع الحادثة, وكان هناك ميكانيكيون يعملون في المطار و يرتدون زي عمل أزرق اللون و هو ما اعتقده غودارد غريبا جدا فالميكانيكيون في سلاح الجو البريطاني يرتدون زي بني اللون عادة, والأغرب من ذلك إن أي من الميكانيكيين الذين يعملون في المطار لم يلاحظ تحليقه فوقهم أبدا, فجأة هبت نفس العاصفة لكنه استطاع أن يتفاداها و أن يذهب إلى إندوفر .



    الأمر الغامض في هذا هو أن سلاح الجو البريطاني قام في عام 1939 بتغيير لون طائراته إلى اللون الأصفر و ضم إلى طاقمها الطائرة أحادية السطح و قام بتغيير زي الميكانيكيين إلى اللون الأزرق . فهل طار غودارد أربعة سنوات إلى المستقبل حيث رأى ما الذي سيحدث في عام 1939 ثم عاد إلى عام 1935 ؟ .
    الساعة السويسرية في الضريح الصيني

    في عام 2008 قام علماء آثار صينيين بنبش ضريح مغلق عمره أربع مائة سنة يعود إلى عائلة مينغ الملكية التي حكمت من عام 1368 إلى 1644 , و عندما قاموا بإزالة التراب عن الكفن الموجود بالضريح سقطت منه قطعة حجر صغيره على الأرض لكنها أحدثت صوتا يشبه صوت المعدن لفت انتباه الحاضرين, عندما التقطوها و جدوا أنها كانت عبارة عن خاتم صغير فقاموا بإزالة بقايا التراب العالق به و فحصوه بدقة فبدأ شكل الخاتم يتضح أكثر انه كان ساعة صغيرة من ماركة الساعات السويسرية و كانت عقاربها تشير إلى العاشرة وست دقائق.


    كان عمر هذه الساعة 100 سنة و العلماء متأكدون أنهم أول من دخل إلى هذا القبر منذ أن وضعت به الجنائز أي من 400 سنة, علما أنه في الوقت الذي حكمت فيه عائلة مينغ الصين لم تكن الساعات بكافة أشكالها قد ظهرت بعد, و كان هناك صحفيان يرافقان العلماء الصينيين و وثقا هذا الكشف في فيلم مما يدعم مصداقية هذه القصة.
    رودولف فينتز

    في عام 1950 ظهر رجل غريب في ساحة تايم سكوير في نيويورك, و كان يرتدي بذلة ممزقة من العصر الفيكتوري و يضع سالفين على جانبي وجهه من الطراز القديم, يبدوا متفاجأ و مذهولا و استغرب الناس الذين كانوا هناك من شكله, يسير من غير هدى فظهرت سيارة مسرعة و اصطدمت به و مات من فوره .


    أثناء وجوده في المشرحة وجدت الشرطة انه كان يحمل قطعة معدنية لزجاجة بيرة قيمتها خمسة سنتات و عليها اسم لصالون ليس معروف و لا أحد من قدماء السكان من كبار السن يعرف عن وجوده شيئا, كذلك كان يحمل عملة نقدية بقيمة 70 دولارا تعود للقرن التاسع عشر, فاتورة رعاية حصان و تنظيف عربة من احد الإسطبلات في جادة ليكستنغون, حيث لم يتم العثور على أي إسطبل في تلك الجادة ولم يكن له ذكر في جميع سجلات العناوين أيضا, و عثروا معه على بطاقة عمل عليها اسم ادولف فينتز و عنوان سكنه في الجادة الخامسة في نيويورك, و رسالة مرسلة إليه في عنوانه في الجادة الخامسة بتاريخ يونيو 1876.
    تدخل المحقق هبرت رايم من قسم الأشخاص المفقودين من شرطة نيويورك ليتأكد من هوية الرجل من خلال المعلومات التي تم العثور عليها, فذهب إلى العنوان المذكور على بطاقة الأعمال و كذلك على مغلف الرسالة لكنه وجد في المكان شركة لا يعرف صاحبها أي شي عنه. كذلك لم يظهر اسمه في أي من دفاتر العناوين, و لم يكن له سجل بصمات و لم يجد قيام أي احد بالإبلاغ عنه انه مفقود.

    لم يستسلم المحقق لذلك بل أكمل بحثه عن أي شيء يقوده لمعلومات عن الرجل الغريب, فوجد في احد دفاتر العناوين الخاص بسنه 1939 ذكر لشخص اسمه رودولف فينتز جونيور ففرح بذلك و ذهب إلى العنوان المذكور و تحدث مع سكان العمارة فأخبروه بأنه رجل في الستين من عمره و كان يعمل في مكان قريب من سكنه و بعد تقاعده عام 1940 ذهب إلى مكان لا يعلمون عنه.
    ذهب المحقق للبنك ليستعلم عنه فاخبروه انه مات قبل خمسة أعوام لكن أرملته مازالت حيه و تعيش في فلوريدا, عندما قام بالاتصال بها أخبرته بان والد زوجها كان بالفعل يسكن حيث ذُكر على بطاقة العمل التي وجدت مع مقتنيات الرجل و أخبرتهم أنه عندما كان في التاسعة والعشرين من عمره ذهب يتنزه سيرا على الأقدام و لم يعد للمنزل أبدا و كان ذلك في عام 1876. قيل أن هذه القصة محض خيال ابتدع أحداثها وشخوصها احد كتاب القصة القصيرة في احد المجلات, لكن احد الباحثين في أرشيف الأخبار في برلين وجد خبر في ابريل من عام 1951 عن القصة يرويها كما هي مذكورة اليوم و ذلك قبل أن يقوم كاتب القصص الخيالية بكتابة قصته بخمسة أشهر بالضبط, بالإضافة إلى ذلك أفاد عدد من الباحثين عثورهم على أدلة عن أدولف فينتز و كذلك عن اختفاءه بعمر 29 عام 1876 .
    مسافر لا بلد له

    في ابريل عام 1954 في مطار هانيدا الدولي في طوكيو توقفت إحدى الطائرات القادمة من إحدى الدول الأوروبية و أنزلت جميع ركابها, كان من بين الركاب رجل قوقازي القسمات في منتصف العمر يرتدي ملابسه بأناقة, أخبر موظفي الجمارك بأن هذه زيارته الثالثة هذه السنة إلى اليابان , وكانت لغته الأساسية الفرنسية لكنه كان يتحدث عدة لغات أخرى مثل اليابانية وعندما سألوه عن بلده الأصلي الذي جاء منه أخبرهم أنه ينحدر من بلد يدعى تورد Taured) ), استغربوا من ذلك و أخبروه أنه لا يوجد هناك أي بلد يدعى (Taured).


    أصر على ذلك و أخرج لهم جواز سفره الذي بالفعل كان قد تم إصداره من دولة تدعى تورد التي ليست موجودة على وجه الأرض, وكان جواز السفر يحمل أختام التأشيرات التي أكدت أقواله بأنه قد حضر لليابان قبل ذلك و ذهابه إلى عدة دول أوروبية أخرى.
    طلب منه المسئولون أن يقوم بتحديد بلده على الخريطة فوضع أصبعه على إمارة أندورا وهي دولة صغيرة جدا تقع جنوب غرب أوروبا, أصبح الرجل أكثر حيرة و غضبا حيث انه لم يسمع أبدا بإمارة اندورا و استغرب من عدم وجود بلده على الخريطة و هي القائمة منذ ما يقارب الألف سنة .


    وجد مسئولو الجمارك بحوزته عدة عملات نقدية من عدة دول أوروبية مختلفة, بعد ذلك قاموا بأخذه إلى أحد الفنادق المحلية و وضعه في إحدى الغرف يرافقه شخصين لحراسته حتى يتم التوصل إلى حل لهذا الأمر الغامض
    تم التحقق من الشركة التي ادعى انه يعمل لصالحها لكن المسئولين في الشركة أوضحوا بشكل قاطع أنهم لا يعرفون من هو و لم يسمعوا به من قبل. كذلك أفاد الفندق الذي أخبرهم بأنه قام بحجز غرفة فيه بأنه لا يعرف عنه أي شيء, كذلك تم التحقق من الشركة اليابانية التي ادعى انه قادم لانجاز بعض الأعمال معها إلا أن الشركة اليابانية كذلك نفت معرفتها به بتاتا, كل ذلك بالرغم من امتلاكه لعدد غزير من الوثائق التي تدعم إدعائه.



    عندما تم فتح غرفة الفندق التي تم وضع الرجل فيها كانت المفاجأة, فالرجل لم يكن موجودأ برغم وجود الحارسين على الباب طوال الوقت و على الرغم من كون الغرفة تقع في طابق مرتفع و نافذتها لا تحوي شرفه يمكن الهروب منها, ليس ذلك فقط بل أن حقيبته و جواز سفره و جميع وثائقه التي تم حجزها في غرفة الأمن في المطار اختفت كذلك..

    من هو هذا الرجل؟ وأين ذهب أو كيف ذهب؟ و بالأحرى من أين أتى؟ لا احد يدري,, بعد ذلك لم يُرى مجددا و لم يتم حل هذا اللغز الغامض.

    يتبع

    تعليق


    • #3
      لمزيد من المعلومات

      http://www.qudamaa.com/vb/showthread...ferrerid=13529

      تعليق


      • #4



        تجربة مليئة بالغموض والإثارة




        عندما كنا صغاراً شاهدنا كثيراً من المسلسلات الكرتونية التي تدور حول آلة الزمن.. ولطالما أبهرتنا تلك الآلة بقدرتها على نقل الأشخاص إلى الماضي والمستقبل.. ليعيشوا في زمن ثاني ويستكشفوا كثيراً من أسراره وخباياه... وكم تمنينا ركوب آلة الزمن والخوض في مغامرة نسافر بها عبر الزمن إلى المجهول.. لنعرف ما يخبئه لنا المستقبل.. أو ما لم نجربه في الماضي... وكبرنا فأصبحنا نرى السفر عبر الزمن في أفلام الخيال العلمي.. وبقي بالنسبة لنا من المغامرات الشيقة التي نتمنى تجربتها... ليأتي العلم ويكشف الكثير من غموض هذه التجربة.. ويطلعنا على تفاصيل كثيرة فيها...


        ما هو السفر عبر الزمن؟

        قبل أن نتحدث عن السفر عبر الزمن علينا بداية تعريف الوقت، وحسب ما اتفق عليه العلماء الوقت هو المسافة الزمنية التي تفصل بين الأحداث المتعاقبة التي تشغل حيزاً على الخط الزمني فتحتل نقطة ما منه. ومن هنا يمكننا القول أن الوقت لا نهاية له ولا بداية، فهو شيء غير محدود بالزمان، ولا بالمكان أيضاً.. من هذا المنطلق خرج العلماء بالعديد من النظريات التي تقول بإمكانية السفر عبر الزمن، لكن ما اتفقوا عليه حتى الآن هو إمكانية السفر إلى المستقبل.. ولم يجدوا بعد إثباتات علمية على قدرة الشخص بأن يسافر عائداً إلى الماضي.

        بالتعريف يمكن القول أن السفر عبر الزمن هو الانتقال بين نقاط مختلفة من الحيّز الزماني للوجود، بطريقة مشابهة كثيراً للتحرك بين نقاط مختلفة في الفضاء. ويمكن السفر عبر الزمن للوصول إلى نقطة معينة في الماضي أو المستقبل دون الحاجة لاستخدام آلة الزمن أو التقنيات والأجهزة التي عرضتها أفلام الخيال العلمي، سيكون المسافر بحاجة فقط لطاقته الداخلية وإرادته القوية، وحسبما أثبتت نظريات الفيزياء فإن السفر يتم باستخدام عدة طرق، وبسرعة أكبر من سرعة الضوء.





        عُرف السفر عبر الزمن لأول مرة من قبل (كورت غودل) الذي أشار إلى هذه التجربة في كتاب تحدث فيه عن (الزمان والمكان) وذكر وجود أبعاد كثيرة للزمان والمكان غير التي نراها ونعيشها، ويمكن التنقل بين تلك الأبعاد عبر الثقوب السوداء والسلاسل الكونية. ولعدة قرون بقيت فكرة السفر عبر الزمن تجول في أذهان كثير من العلماء، حتى جاء آينشتاين بنظرية (النسبية الخاصة) والتي تحدث بها صراحة عن إمكانية السفر عبر الزمن واضعاً الأساس النظري لتلك التجربة، فتلك النظرية أحدثت ثورة في عالم الفيزياء من خلال تغييرها لكثير من المفاهيم والمصطلحات الأساسية، وكان آينشتاين أول من قال بأن الوقت متغير متحرك وليس ثابت كما يعتقد الكثيرون، كما ربط بين الزمان والمكان بمصطلح (الزمكان) فجعلهما شيئاً واحداً بعد أن كانا منفصلين وقال بأن الزمن هو البعد الرابع بالإضافة لأبعاد المكان الثلاثة.




        ومن العلماء الذين أثاروا ضجة بأفكارهم حول تجربة السفر عبر الزمن جاء العالم (ستيفن هوكنغ) الذي مشى على خُطا آينشتاين نفسها معتمداً نفس نظرياته التي تقول بأن لا شيء ثابت في الكون، وإنما كل ما حولنا يتحرك بطريقة ما، ومن يعثر على الثقوب والشقوق الكونية سيتمكن من الانتقال إلى أبعاد زمكانية مختلفة، كما أن من يستطيع صنع سفينة فضائية تسير بسرعة الضوء سيُعد سفره بها سفراً إلى المستقبل، وذلك كون اليوم الواحد على هذه السفينة يعادل سنة كاملة من سنوات الأرض.

        ما حاول العلماء جميعاً التركيز عليه في فكرة السفر عبر الزمن هو أننا جميعاً مسافرون عبر الزمن، وبشكل لا إرادي، ففي كل لحظة تمر نحن نسير على الخط الزمني لتصبح الثواني السابقة ماضي والآتية مستقبل، وإذا فكرنا منطقياً في الأمر نجد أنه حتى مجرد الجلوس على المكتب دون فعل أي شيء هو سفر عبر الزمن، فالوقت يمضي ونحن نتحرك ضمن خط زمني.


        هل يمكن حقاً السفر عبر الزمن؟

        منذ سنوات استهجن البعض فكرة أن يكون لدى الإنسان قدرة على الطيران، أو السفر إلى الأفلاك والنجوم، أو محادثة الأموات.. وكلها أمور أثبتها العلم وأكدتها تجارب شخصية لكثيرين.. وهذا بالضبط ما حدث في فكرة السفر عبر الزمن، حيث واجهت معارضات كثيرة في البداية، وتساؤلات حول المصير المجهول لذلك المسافر، وهل سيكون بإمكانه تغيير الماضي أو المستقبل؟.. فمثلاً القاتل الذي يسافر بالزمن ليعود إلى وقت الجريمة.. هل سيكون بمقدوره تغيير تفاصيل الحادثة بأكملها؟.. والإجابة ببساطة أنه سيكون مجرد مشاهد فقط، وسيتابع الأحداث دون أن يمتلك القدرة على تغيير أي منها وإنما سيتمكن فقط من متابعة الأحداث وتسجيل الملاحظات، وبذلك لن يتمكن من إحداث أي فرق أو تعديل في الماضي أو الحاضر أو المستقبل.

        ذكرت الكثير من الروايات والقصص تجربة السفر عبر الزمن، من خلال أبطالها الذين عاشوا تقريباً نفس الحادثة، حيث ينام الشخص ليستيقظ ويجد نفسه قد سافر إلى الماضي والمستقبل فيعيش أحداثاً غريبة ومثيرة. وأغلب القصص التي كُتبت كانت حول السفر إلى المستقبل، كون العلماء أكدوا إمكانيته وذكروا الكثير من التفاصيل حوله، أما الماضي فقد كان أكثر غموضاً لذا لا نجد قصصاً كثيرة حوله كما المستقبل.


        نظريات السفر عبر الزمن


        عديد من النظريات وضعها العلماء تدور جميعها حول تجربة السفر عبر الزمن واحتمالية القيام بها، والملفت أن تلك النظريات جميعها ذكرت محاور واحدة تقريباً:

        1- مفهوم الوقت:
        ليتمكن العلماء من شرح تجربة السفر عبر الزمن والاستفاضة بتفاصيلها، كانوا مطالبين بداية كما ذكرنا بوضع تعريف محدد للوقت، وقد كان عالم الفلك (كارل ساغان) على حق عندما ذكر بأن الكثيرين يعتقدون أنه من السهل تعريف للوقت، لكنه بالحقيقة شيء صعب التعريف، شيء لا يمكن لمسه أو الإحساس به، لكن يمكن فقط رؤية آثاره. والأدلة التي تم العثور عليها تثبت تماماً أننا جميعاً نتحرك عبر الزمن، الأشجار تنمو، الشمس تشرق وتغرب، الطقس يتغير بين فصول أربعة. وعند سؤال أحدهم عن الوقت، فإنه ينظر مباشرة إلى ساعته ليعطيك التوقيت بالساعات والدقائق والثواني، فهذا ما تعلمناه جميعاً، الوقت هو الساعات والدقائق والثواني، الأيام، الأسابيع، الشهور، والسنوات. لكن قليل منا يعرف أن الوقت ليس محدوداً بمدة زمنية معينة، وإنما هو البُعد الرابع للكون، وبذلك فإن الوقت لا يمكن أن يوجد دون الكون، ولا الكون يستطيع التواجد دون الوقت، وتلك العلاقة تسمى علمياً (الزمكان) والتي تعني الارتباط الوثيق بين الزمان والمكان.


        2- الثقوب السوداء:
        في وقت تحدث الكثيرون عن آلة الزمن ودورها في تجربة السفر عبر الزمن، جاءت العديد من النظريات العلمية لتؤكد أن هذه التجربة ليست بحاجة لآلة الزمن، وإنما يمكن القيام بها بالاستفادة من ظواهر طبيعية كثيرة تحدث حولنا فتنقلنا بسرعة خيالية من نقطة زمنية لأخرى، ومن تلك الظواهر (الثقوب السوداء والسلاسل الكونية). النجوم عندما تنتهي حياتها تنفجر تحت ضغط وزنها وتنهار مُشكلّة الثقوب السوداء، تلك الثقوب تحتوي حقول جاذبية عالية تمكنها من امتصاص أي شيء يتصل معها، وبالتالي يمكن من خلالها العبور إلى الفضاء والسفر عبر الزمن. وتلك الثقوب تختلف في شكلها، فبعضها يكون مخروطي والبعض الآخر على شكل نفق طويل، كما نجد منها الثقوب الدوارة.


        3- السلاسل الكونية:
        تُعد أيضاً واحدة من الظواهر الطبيعية التي أشار إليها العلماء وتمكننا من السفر عبر الزمن نحو الماضي أو المستقبل ثم العودة إلى الحاضر، وكان أول من أشار إلى فكرة السلاسل الكونية هو الفيزيائي (ريتشارد غوت) الذي ذكرها عام 1991، وقال بأنها مجموعة من الأجسام تحيط بالكون بأكمله، تشكلت في الفضاء الخارجي في وقت مبكر جداً تحت ضغط شديد وهي رقيقة جداً وتولّد كماً هائلاً من الجاذبية، وبالتالي تجذب إليها كل ما يقترب منها. ويمكن للكائنات التي تعتمد على السلاسل الكونية أن تسافر عبر الزمن بسرعة خيالية.



        التقنيات المستخدمة في السفر عبر الزمن





        ظهرت الكثير من النظريات والأبحاث التي تشرح تقنيات السفر عبر الزمن، ومن أكثر التقنيات التي اشتهرت في تجربة السفر عبر الزمن هي (BST) أو (تكنولوجيا سليت الفارغة)، وهي تشرح لنا خطوط الزمن المختلفة والتي يمكن اختيار أحدها للسفر في أي وقت..

        1- خط الزمن البيضاوي: وهو معروف أيضاً بأنه خط التوقيت العالمي، ويكون بيضاوي الشكل لأنه بلا نهاية ولا بداية، يستخدم هذا الخط للسفر بين النجوم، وهو يمكن أي شخص من السفر لآلاف السنين وفي أي وقت.

        2- خط الزمن المتناوب: هذا الخط محدود بمائة عام فقط، وهو يعني أنه يمكننا السفر إلى فترة زمنية أقصاها مائة عام في الماضي أو المستقبل.

        3- خط الزمن الأفقي: وهو الأكثر شيوعاً، ويعبر عن الاستمرارية الطبيعية للوقت، من خلاله يمكن السفر لحدود سنة واحدة فقط، ويسمى هذا الأسلوب (الانزلاق).

        4- خط الزمن الخيطي: وهو محدد بشهر واحد فقط، أي أنه يمكن السفر في أي وقت لمدة أقصاها شهر نحو المستقبل أو العودة إلى الماضي.

        5- خط الزمن المباشر: هذا الخط محدد بمدة 24 ساعة فقط، ومن خلاله يمكن السفر في أي وقت إلى الماضي أو المستقبل لمدة أقصاها 24 ساعة.


        هل يمكننا السفر بدون آلة الزمن؟

        أثبتت التجارب أنه يمكن لأي شخص أن يسافر عبر الزمن، وكما ذكرنا حتى الآن يمكن السفر إلى المستقبل فقط.. الأمر فقط بحاجة لتدريب وتمرين وصبر.. إضافة لضرورة الثقة بالنفس وبقدرتها على فعل الكثير من الأمور التي نعتقدها صعبة، لكنها في الحقيقة أسهل مما نتوقع.. ويجب هنا التنويه لأن المسافر قد يشعر بنفس الاضطرابات التي تواجهه عند السفر بالطائرة، من الغثيان والإعياء والدوار، لذا يجب قبل القيام بتجربة السفر عبر الزمن الإكثار قدر الإمكان من السوائل والابتعاد عن المشروبات الكحولية والكافيين لآثارها الضارة..

        1- اجلس مسترخياً أو تمدد في مكان مريح ولا يحتوي على أشياء تشتت انتباهك، ويفضل أن يكون مكانك قبالة حائط أبيض اللون.

        2- أغلق عينيك وتخيل جسدك المادي واقفاً أمامك مواجهاً لساعة بنفس شكلها الذي اعتدت على رؤيتها فيه.. يدك باتجاه الساعة وأمامك عقارب الساعات والدقائق والثواني تسير بتتابعها الطبيعي.

        3- مجرد أن شعرت بأنك حقاً تمسك بتلك الساعة، استشعر بطاقتك الداخلية تصلك بعقارب الساعة واجعل كل تركيزك على ذلك الخط الذي يصلك بالساعة.





        4- قم بتعيير الساعة على الوقت الذي تختاره أنت، ويكون أمامك 24 ساعة فقط.. حيث يمكنك العودة إلى الماضي أو السفر إلى المستقبل خلال تلك الـ24 ساعة.

        5- بمجرد أن قمت بتعيير الساعة ابدأ بتحسس جسدك المادي وهو يتحرك ويسير في خط مباشر ليعبر دائرة الساعة ويعود بك أو يسافر بك إلى الوقت الذي حددته.

        6- عند وصولك إلى الفترة الزمنية التي اخترتها سيبدأ جسدك المادي بالتحرك بشكل طبيعي وبحرية كاملة لفعل ما تشاء، وهنا قد تشعر ببعض الوخز والاهتزازات في جسدك، وليس عليك أن تقلق منها أبداً.

        7- عندما تكون مستعداً للعودة إلى الحاضر، كل ما عليك فعله هو الالتفات إلى الساعة وإعادة عقاربها إلى الوقت الذي كانت عليه وعبور دائرة الساعة من جديد.

        من الجدير بالذكر طبعاً أنه يمكننا السفر لأكثر من 24 ساعة، لكن البعض قد يشعر بالخوف من الفكرة لذا ينصح العلماء بتمرين الساعة واختيار وقت خلال 24 ساعة، ويُفضل البدء بالسفر إلى المستقبل كونه يُعد مثبتاً علمياً بالعديد من الأدلة إمكانية تحقيقه أكبر من العودة إلى الماضي، بعد ذلك يصبح بالإمكان السفر من خلال تخيّل كوة في الحائط المواجه بدلاً عن الساعة، ومن خلال تلك الكوة يمكنك السفر حيث تشاء نحو الماضي والمستقبل.

        ويبقى السفر عبر الزمن من التجارب المميزة والمثيرة التي تستحق خوض غمارها واستكشاف أسرارها الكثيرة، تجربة يحبها كل التواقين للدخول في مغامرات غامضة وغريبة..



        تعليق


        • #5



          علماء الفيزياء في مختلف أنحاء العالم ينتظرون بحماس البدء في المصادم الكبير هادرون بكلفة 4.65 بليون £، -- LHC أقوى ساحق أو محطم للذرات على الإطلاق -- والذى من المفترض أن يلقي ضوءا جديدا على الجزيئات والقوى التى تتجاذبها و تعمل في الكون و تعيد الأوضاع إلى ذلك التاريخ قرب الانفجار الكبير وبدأ الخلق.
          البروفيسور ايرينا Aref'eva والدكتور ايغور Volovich ،علماء فيزيائيون و رياضيات في المعهد الرياضيات Steklov في موسكو يعتقدون أن التجربة الواسعة في سيرن ، والمركز الاوروبي لفيزياء الجسيمات بالقرب من جنيف في سويسرا ، قد تتحول إلى أول آلة للزمن في العالم ، هكذا يقول تقرير New Scientist.
          ويمكن لاول مرة في بداية الصيف أن يسهم في توفير معلما وذلك أن السفر إلى الماضي هو ممكن فقط -- إذا كان من الممكن على الإطلاق -- في وقت يعود إلى نقطة إنشاء آلة الزمن الأولى. وهذا يعني أن 2008 يمكن أن تصبح "السنة صفر" للسفر عبر الزمن ، هكذا يقولون.



          ولد السفر عبر الزمن عندما إستخدم زميل ألبرت آينشتاين ، كورت غودل ، إستخدم نظرية اينشتاين النسبية لإظهار أن السفر إلى الماضي ممكن.

          الطاقة المظلمة -- هى قوة غامضة مضادة للجاذبية والتي يعتقد أنها تتغلغل في الكون -- ويمكن ، كما يقولون ، أن تكون مجرد ما هو مطلوب للحفاظ على مدخل الثقب wormhole مفتوحا ، على الأقل وفقا لعينة واحدة من الأفكار حول طبيعتها ، حيث يطلق عليها الطاقة الشبح.
          إذا مزجت تلك الجسيمات المتصادمة مع الطاقة الشبحية لإنشاء ذلك الثقب في جنيف هذا العام ،فإنه يمكن لحضارة متقدمة العثور علي ذلك الحدث في كتب تاريخهم ، وتحدد لحظة حدوثه ، كى يتم الاستفادة من التكنولوجيا لتؤدوا لنا زيارة.
          "والدليل على المراقبة لا يزال يسمح للطاقة الشبح" ، كما يقول روبرت كالدويل ، عالم الفيزياء في كلية دارتموث في هانوفر ، نيوهامبشاير. "أما بالنسبة لتكهنات وAref'eva Volovich بأن المصادم LHC سوف ينشىء بعضا من آلات الزمن --! "

          أحد كبار العلماء الذين يعتقدون أن السفر عبر الزمن قد يكون من الممكن ، البروفيسور ديفيد دويتش من جامعة أكسفورد ،إستطرد قائلا : "انها مضاربة في الحالات المتطرفة ، ولكنها ليست غريبة الأطوار ولأسباب مختلفة لا أعتقد أن الآلية التى يقترحونها ستعمل (أي تقدم. مسارا للرسائل من المستقبل) حتى لو على مضارباتهم صحيحة ".

          الدكتور بريان كوكس من جامعة مانشستر يضيف : "إن طاقات المليارات من الأشعة الكونية التي تصل إلى الغلاف الجوي للأرض على مدار خمسة مليارات من السنين تتجاوز بكثير تلك التي سوف تخلق في المصادم ، وهكذا بنفس ذلك المنطق , فإن المسافرين عبر الزمن ينبغى أن يكونوا هنا بالفعل. وإذا كانت تلك الثقوب ستظهر فأنا شخصيا سوف آكل القبعة التي أعطيت لي لعيد ميلادي أولا قبل أن أتلقاها. "
          ومنذ أن كشف النقاب عن هذه الفكرة في عام 1949 ، يقول علماء الفيزياء البارزين ذوى أفكار ضد السفر عبر الزمن أنه يقوض الأفكار بين السبب والنتيجة لخلق المفارقات : المسافر عبر الزمن قد يعود الى الماضى لقتل جده بحيث أنه لن تتم ولادته أبدا في المقام الأول.
          ولكن ، وبعد ستون عاما ، لم يزال هناك أي سبب جوهري يمكن المسافرين عبر الزمن من وضع المؤرخون جانبا.
          لكن الروس يقولون أنه عندما تتركز طاقات المصادم في جسيمات ذرية فرعية -- واحد على تريليون من حجم البعوضة -- فإنها يمكن أن تفعل أشياء غريبة في نسيج الكون ، الذي هو مزيج من الفضاء والوقت الذي دعاه العلماء الزمكان spacetime.
          بينما جاذبية الأرض تنتج تشوهات لطيف الزمكان فإنه يمكن لطاقة المصادم من تشويه الكثير من الزمن بحيث أنه يدور في حلقات مرة أخرى حول نفسه . وتعرف هذه حلقات لعلماء الفيزياء باسم "timelike منحنيات مغلقة" وأنها يجب ، نظريا على الأقل ، للسماح لنا to revisit some past moment.
          مخطط واحد ينسجم مع المنصوص عليه في 1988 ، عندما أظهر البروفيسور كيب ثورن وزملاؤه في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا ، أن الثقوب ، أو الأنفاق من خلال الزمكان ، ستسمح بالسفر عبر الزمن ، وهو مخطط لقى شعبية من قبل كارل ساجان في روايته الاتصال التى حولها إلى معالجة سينمائية --.
          يقول الأستاذ الدكتور Volovich Aref'eva نعتقد أن المصادم يمكن أن يخلق الثقوب و بذلك يسمح بشكل من أشكال السفر عبر الزمن. "لقد أدركنا أن timelike وهى منحنيات مغلقة وكذلك الثقوب يمكن أيضا أن تكون نتيجة اصطدام الجزيئات ،"
          لا يزال هناك الكثير من العقبات أمثال الدكتور هو ، ولكن. ليس أقلها هو حقيقة أن هذه الثقوب صغيرة ، لذلك فإن جزيئات دون حجم الذرة فقط صغيرة بما يكفي للسفر من خلالها.


          تعليق

          يعمل...
          X