إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف يُصنع السحر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف يُصنع السحر



    كيف يُصنع السحر




    ويُشار إليها أيضًا بعملية إلقاء السحر وهي عبارة عن صيغة مكتوبة أو محكية ، الغاية منها خلق تغيير ما أو سلسلة أحداث يرغبها الساحر في الهدف . يعود تاريخ الإعتقاد ( بصناعة السحر ) واستخدامه إلى الزمن الأول ، لقد شكّلت هذه العملية عنصر جوهري للعديد من الممارسات السحرية والدينية المختلفة – الحديث هنا بشكل عام – تختلف أساليب هذه العملية حسب الثقافة والحضارة ، لكن في النهاية جميعها تشترك بعامل واحد يجمعها وهو النشاط الشعائري ( أي تتشكل قوة السحر خلال ممارسة طقوس معيّنة ) .
    هناك تشابه كبير بين صناعة السحر والصلاة ، حيث يمثّل كلاهما وسائل للتّضرع لكائن غيبي مقدّس ، قد يكون إله أو غيره ( كالجن مثلاً ) وذلك للحصول منه على الغاية المنشودة ، والتّضرع في حالة السحر هي عبارة عن استحضار كائن روحي بشكل شعائري في شيئ ما أو مكان ما أو هدف ما أو وضع ما . وهذه العملية تتطلب :

    (١) تصوّر ” الهدف المنشود ”

    (٢) ” التعبير ” عن التّوق إلى تحقيق الهدف المنشود ، وأخيرًا

    (٣) حركات أو وضعيات شعائرية للجسم ، مثل انحناء الرأس ، تكتيف اليدين أو تشابكهما ، أو إغماض العينين … أو الرقص أو الغناء أو قرع الطبول … إلى آخره .
    وهناك أيضًا علاقة وثيقة بين صناعة السحر والوسائل العصرية المختلفة التي بدأنا نسمع عنها هذه الأيام والتي تهدف إلى تسخير الطاقات العقلية الكامنة مثل ” التّخيّل الخلاّق” و ” التفكير الإيجابي ” أو ” التصور الإيجابي ” وما اصبح شائعًا حديثًا والمعروف بـ ” قوة الجذب ” إن هذه الوسائل الحديثة تشبه الطريقة المُتّبعة عادة خلال صناعة السحر ( لكن بصيغة مختلفة ) وجميعها تهدف لغاية واحدة هي تقوية رسوخ الصورة الذهنية بحيث تصبح وكأن الفرد يعيشها فعلاً . يكرر الشخص نيته في تحقيق هدف معين ويربطها بعملية ” طرح الإرادة ” وغالبًا ما يفعل ذلك خلال التّضرّع لكائن غيبي أو كيان مقدّس طالبًا مساعدته .
    هناك أنواع عديدة من السحر بعضها ذو طبيعة خيّرة بينما البعض الآخر مؤذي وشرير . معروف عنه أن تأثيره فعّال على الإنسان والحيوان والنبات . أما الغايات التي يُصنع من أجلها فهي غير محدودة ، بما فيها غايات علاجية ، شؤون الحب ، النجاح في الحياة ، المال ، الخصوبة ، طول العمر ، الحماية ضد الكوارث أو الأمراض أو سوء الحظ أو النوايا الشريرة . كما يصنع السحر من أجل طرد الأرواح بأنواعها ، النصر في الحرب ، أو التفوق على الخصم ، والتحكم بالمناخ ، وإنجاز اعمال خارقة . عندما يُلقى السحر على الأعداء غالبًا مايجلب لهم الدمار أو المرض ، الوهن ، فقدان الممتلكات ، الفشل ، وحتى الموت.
    يمكن للشخص أن يصنع السحر لنفسه أو يصنعه للآخرين . السحر الإيجابي معروف بشكل عام بإسم ( البركة ) اما السحر السلبي فهو معروف بإسم ( اللعنة ) أو ( النحس ) ، في معظم الثقافات حول العالم يقوم السحرة المشعوذين والأطباء الشاميين وغيرهم من الأشخاص الموهوبين روحيًا أو المنخرطين في هذا المجال بشكل عام ،بصناعة السحر على انواعه ، حيث هناك المؤذي منه وهناك المفيد . يُصنع السحر لتلبية رغبات الفرد أو مجموعة من الأفراد . فيمكن صناعة السحر من قبل شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص .

    صناعة السحر هي عملية ذهنية/إيحائية تتطلب وجود ساحر ،مشعوذ ،أو طبيب شاماني ، أو حتى شخص عادي …أو غيره ،ليؤدي الإجراءات اللازمة بطريقة شعائرية .غالبًا ما تمثل الإجراءات اللازمة تلاوة تعاويذ ( أو كلمات معينة ) أو تكرار اللفظ بكلمات سحرية خلال التركيز على الهدف وتصّور الغاية من السحر الموجه إليه . والشعائر التي تُمارس هي عبارة عن تصرفات يقوم بها الساحر خلال التعزيم ( الذي يشمل التلاوة والتركيز على الهدف وتصور الغاية من السحر ) ، وتتراوح هذه التصرفات بين الرقص أو هز الرأس أو غيرها من حركات ، أو الجلوس بوضعية العبادة ( التّضرع ) أو التمثيل بدمية تمثل الهدف أو كتابة طلسم او استخدام ادوات سحرية مثل الخشخاش أو الطبلة أو غيرها …. إن الغاية الأساسية من الطقوس التي يصنع خلالها السحر هي الرفع من مستوى الطاقة الروحية المتشكلة في موقع إجراء الطقوس ، هذه الطاقة الروحية المتولدة من الساحر أصلاً تتألف من عدة روافد : الرافد الأول يأتي من الطاقة المتشكلة نتيجة التّصور ، الرافد الثاني يأتي من الطاقة المتشكلة نتيجة التعزيم ، الرافد الثالث يأتي من الطاقة المتشكلة نتيجة التضرع لكائن غيبي أو كيان مقدّس ( وهو عبارة عن مجسم فكري مبرمج لتحقيق الغاية من السحر وهذه وسيلة مجدية لعملية ” طرح الإرادة ” ) هذه الروافد تجتمع لتشكل الطاقة السحرية .

    في الحقيقة ان مجرد تلاوة كلمات تلقائية نابعة من القلب يكفي لإنتاج هذا الرافد من الطاقة . فالكلمات المحكية خلال صناعة السحر ليست مهمة بقدر أهمية النّية المتشكلة بقلب الساحر . وهذا ايضا لايستطيع لوحده صناعة السحر الا اذا اجتمع مع روافد اخرى خلال الطقس السحري . حيث عندما تجتمع كافة الروافد ( المذكورة سابقًا ) يكتمل المناخ المناسب تلقائيًا ، فتزداد كثافة التركيز على الهدف والارادة المرغوبة من السحر . وتصوّر النتيجة مسبقًا وكأنها حصلت فعلاً ( وهذه مهمة جدًا ) وعندما تصبح قوة الطاقة المتشكلة خلال الطقس السحري في ذروتها يتم اطلاقها وتوجيهها نحو الهدف .جميع الممارسات السحرية التي يتبعها المشعوذون وحتي الدجالون او غيرهم تعتمد أساسًا على فتات منقوصة لمنهج علمي قديم انحدر إلينا من العصور الغابرة ، وبشكل عام هو مؤلف بصيغته الكاملة من عدة علوم مختلفة لها علاقة بالفلك والكيمياء والروحانيات وبالإضافة إلى منهج تدريبي خاص ومميز للتحكم بالطاقات الكامنة في الإنسان ، ويُشار إليها بشكل عام بالعلوم الخفية.
    هناك الكثير من اللغط والارباك السائد بخصوص السحر والعلوم الخفية ومكوناتها وما يدخل في ممارستها ، وهذا يعود للأفكار الخاطئة الشائعة عن هذه العلوم حيث ارتبطت بشكل وثيق بكل ما هو ” شيطاني ” ” سحر أسود ” والممارسات الطقسية الفظيعة والمشينة ، المعنى الحقيقي ” للعلوم الخفية ” هو ما يُقصد به الإشارة إلى ( معرفة سرية ) أي انها محجوبة والذي يحجب الشيئ لابد من أن يضلل الحقائق المتعلقة به لجعله صعب المنال.
    جميع الذين تعمّقوا في دراسة هذه العلوم او مارسوه يعلمون جيدًا بأنه يمثل واقعًا روحيًا عميقًا يتجاوز هذا العالم الدنيوي وعلومه المادية. كافة المحافل السرية النافذة مثل ( الماسونية ) وفروعها مثل المحفل الهرمزي للفجر الذهبي تمارس ما يمكن تسميته طقوسًا سحرية. لكنها تستند على علوم تجاوزية متطورة تناقلتها المحافل السرية عبر العصور ، وهي أيضًا انحدرت من مصدر عظيم وهائل ، ومن الواضح بأنه لم يُستخدم في تلك الفترات الغابرة لغايات شريرة كما يحصل اليوم في هذه المحافل السرية المختلفة .
    اذا يمكننا استنتاج فكرة جوهرية من كل ماسبق وتتلخص بأن ( العلوم السحرية ) – بصيغتها الصافية – تعتبر نوع من المنهج العلمي الخاص الذي يمكّن الشخص من استنهاض قدرة كامنة لديه ، بحيث يستطيع عبرها أن ( يُحدث تغييرًا ما في الأشياء أو الأشخاص أو الطبيعة .. وبشكل متوافق مع إرادته ) … لكن في الحقيقة ، ومن ناحية أخرى ، نلاحظ وجود أشخاص عاديون يستطيعون إحداث تغييرًا ما في الأشياء أو الأشخاص أو الطبيعة وبشكل متوافق مع إرادتهم دون حاجة الخوض في متاهات التعاليم السحرية ولا حتى المناهج الفلسفية الشرقية المذكورة سابقًا ، سبق وذكرنا ان السحر لا يولد بالفطرة كما مُعظم تلك القدرات الخارقة ، بل هو علم قائم بذاته ويمكن ان يتقنه أي فرد من خلال التدريب وفق منهج محدد وممارسة محددة ، والأمر هنا يختلف تمامًا ، وهذا يوفّر لنا دليلاً مهمًا يجعلنا نتخذ توجه مختلف تمامًا خلال بحثنا عن جوهر طبيعتنا الحقيقية ككائنات بشرية .

يعمل...
X