إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا سليمان القانوني ؟ ولماذا الحريم ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا سليمان القانوني ؟ ولماذا الحريم ؟

    لماذا سليمان القانوني ؟ ولماذا الحريم ؟


    مشهد من التاريخ يختصر القصة كلها
    في سنة 1923م وهي سنة سقوط الخلافة العثمانية التي كانت آخر خلافة إسلامية، قررت أوربا النصرانية أن تقيم حفل انتصارها المبين على الإسلام والخلافة بطريقة جديدة وموجعة، حيث عقدت مسابقة لاختيار ملكة جمال أوربا في عاصمة الخلافة (أنقرة)، وكان من ضمن المتسابقات فتاة تركية وذلك لأوَّل مرة في تاريخ البلاد، وتقدمت الفتاة التركية واسمها "كريمان خالص" ممثلة لتركيا العلمانية، وقد استعرضت مفاتنها بلباس البحر على خشبة المسرح..!

    وعندها قال رئيس لجنة التحكيم في المسابقة وقتها كلمات تقطر بالتشفي والشماتة، وتكشف عن كمّ الكراهية الدينية المتجذرة في نفوس الأوربيين تجاه دولة الخلافة العثمانية، إذ قال معلقًا:
    "أيها السادة، أعضاء اللجنة، إن أوربا كلها تحتفل اليوم بانتصار النصرانية، لقد انتهى الإسلام الذي ظل يسيطر على العالم منذ 1400م، إنّ (كريمان خالص) ملكة جمال تركيا تمثل أمامنا المرأة المسلمة، ها هي (كريمان خالص) حفيدة المرأة المسلمة المحافظة تخرج الآن أمامنا (بالمايوه)، ولا بد لنا من الاعتراف أن هذه الفتاة هي تاج انتصارنا. ذات يوم من أيام التاريخ انزعج السلطان العثماني سليمان القانوني من فن الرقص الذي ظهر في فرنسا، عندما جاورت الدولة العثمانية حدود فرنسا، فتدخل لإيقافه؛ خشية أن يسري في بلاده. ها هي حفيدة السلطان المسلم تقف بيننا، ولا ترتدي غير (المايوه)، وتطلب منا أن نُعجب بها، ونحن نعلن لها بالتالي: إننا أُعجبنا بها، مع كل تمنياتنا بأن يكون مستقبل الفتيات المسلمات يسير حسب ما نريد، فلتُرفع الأقداح تكريمًا لانتصار أوربا".
    التاريخ الإسلامي تعرض عبر مراحله لحملات عاتية من التشويه والتزييف لأهداف سياسية أو مذهبية، ولكن في كل مراحله كان التشويه والتحريف يتم بأيدي تنتسب للإسلام بصورة من الصور، إلا التاريخ العثماني فقد نال هذا التاريخ حظه الأوفر من التشويه على يد الأوربيين الذين يحملون قدرًا مهولاً من الحقد والعداء للدولة العثمانية التي أذاقت أوربا والأوربيين طعم الهزيمة والذل والانكسار لقرون؛ مما جعل الأوربيون يجتهدون أيما اجتهاد من أجل تشويه تاريخ الدولة العثمانية العلية، وسجلوا عن العثمانيين كل سلبية، وجالت بها أقلامهم، وحلقت بها أفكارهم، وتجاهلوا كل إيجابية، ونظروا إلى تاريخ العثمانيين بعين البغض التي تبدي المساوي.
    التاريخ العثماني كتبه الأوربيون أو من افتتن بهم وسار على منهجهم؛ لذلك نادرًا ما نجد كتابًا تاريخيًّا يتناول الدولة العثمانية بإنصاف وحيادية، فصورة الدولة العثمانية في المراجع الأوربية والعربية -على حد السواء- صورة نمطية شديدة السلبية تتجاهل كل فضيلة وتبرز كل نقيصة، فهي في نظر الكثيرين دولة احتلال للعرب وإبادة ودموية وسلب ونهب، كرّست التخلف والجهل، ونهبت خيرات البلاد، وفي نظر الأوربيين دولة إرهاب وغزو وإغارة وطغيان، دولة تسترق الأطفال وتغتصب النساء وتحتل البلاد وتنهب الخيرات.
    فالذاكرة الأوربية لم تنس يومًا، ما قام به العثمانيون في القارة الأوربية، لم ينس الأوربيون أبدًا فتح القسطنطينيةعاصمة العالم النصراني وقتها سنة 857هـ على يد محمد الفاتح وتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، في أكبر إشارة على ظفر الإسلام على النصرانية، وكيف أن العثمانيين قد وسّعوا رقعة الأراضي الإسلامية لتشمل معظم يوغسلافيا والمجر وبولندا ونصف روسيا وبلغاريا ومقدونيا ورومانيا واليونان، وامتدت ولاياتها عبر ثلاث قارات.
    الذاكرة الأوربية لم تنس كيف وقف العثمانيون في وجه الصليبيين على مختلف الجهات، فقد هاجموا شرق أوربا لتخفيف الضغط الواقع على مسلمي الأندلس، وواجهوا البرتغاليين في جنوب الخليج العربي، وواجهوا الأسبان في شمال إفريقيا وسواحل البحر المتوسط، وواجهوا الروس القياصرة في وسط آسيا، وواجهوا البرتغاليين في شرق إفريقيا، ولم يستطع الأوربيون احتلال المنطقة الإسلامية إلا قُبيل سقوط الدولة العثمانية، في حين أن البلاد التي لم تخضع للدولة العثمانية مثل الهند وإندونيسيا وماليزيا وقعت مبكرًا بيد الاحتلال الأوربي، وعانت منه لما بعد الحرب العالمية الثانية.
    ولم ينس الأوربيون أن العثمانيين قد قاموا بنشر الإسلام في العديد من أجزاء أوربا، وأن مسلمي أوربا عامة وشرقها خاصة يدين بالفضل للدولة العثمانية في دخول الإسلام، حتى أصبح للمسلمين جاليات كبرى في أوربا، كانت مجهولة لكثير من المسلمين حتى وقعت مجازر البوسنة والهرسك في أواسط التسعينيات.
    الذاكرة الأوربية متخمة بالكثير من المشاهد المؤلمة والمهينة والتي كان العثمانيون سببًا مباشرًا فيها، فالأوربيون لم ينسوا معارك كوسوفو الأولى والثانية وموهاكس وحصار فيينا وبلجراد ونيكوبولس وفارنا والقسطنطينية وغيرها كثير. كما لم ينس الأوربيون كيف أن العثمانيين قد أخذوا الأطفال اليتامى من البلاد المفتوحة في أوربا، وربُّوهم تربية إسلامية خالصة، وشكلوا بهم نواة الجيش العثماني الشهير بـ"الإنكشارية"، والذي ظل مصدر قوة وفخر للعثمانيين لفترة طويلة.
    الأوربيون -ومن سار على دربهم من العلمانيين والمفتونين في بلادنا- كانوا وما زالوا يحقدون على الدولة العثمانية ويكرهونها بشدة، ورغم كل ما جرى للدولة العثمانية والأتراك على يد الأوربيين إلا أنهم ما زالوا يعتبرون العثمانيين المسلمين الخصم التاريخي اللدود الذي لا تنمحي عداوته ولا تفنى كراهيته؛ لذلك فهم لا يدخرون وسعًا في قطع الطريق على أي فكرة أو مشروع للحديث عن أمجاد الدولة العثمانية وتذكير الناس بمآثرها.
    من هذه الزاوية، ولكل هذه الأسباب كان المسلسل التركي الشهير (حريم السلطان)، الذي تولى سيرة أعظم سلطان عثماني ظهر في أوائل الحقبة المعاصرة وهو السلطان (سليمان القانوني)، الذي يعتبر عصره هو ذروة النفوذ والاتساع والقوة في الدولة العثمانية، فقد كانت الدولة في أقصى اتساعها الجغرافي ونفوذها السياسي وتقدمها العلمي واستقرارها الاجتماعي وثباتها المؤسسي وثرائها الاقتصادي وتفوقها العسكري وذكائها الدبلوماسي، حتى إن الأوربيين قد أطلقوا على سليمان لقب "الفخم"، وهو السلطان العثماني الوحيد الذي قهر الإمبراطور شارلكان عاهل الإمبراطورية الرومانية الشهيرة، وحاصر عاصمته فيينا وكاد أن يفتحها.
    منتجو ومؤلفو ومخرجو هذا المسلسل -وبالمناسبة مؤلفة المسلسل قد توفيت بالسرطان منذ فترة وجيزة- أرادوا تقديم الدولة العثمانية على أسوأ مثال وبأسوأ صورة، بصورة الدولة التي ينغمس سلطانها ووزراؤه وقادة دولته في الخمر والنساء والحريم، وهي نفس الصورة المترسخة في العقلية الأوربية عن المسلم عامة والمسلم العثماني خاصة، صورة الرجل الذي لا يفكر إلا في شهوته وملذاته، صورة السلطان العثماني في العقلية والثقافة الأوربية ليس له هدف سوى الجلوس مع الحريم والتنقل بين أفخاذ الجواري والاستماع لنميمة هذه وتلك، على الرغم من أن السلطان سليمان القانوني ظل في جهاد مستمر على عدة جبهات لأكثر من ثلاثين سنة، ولم يعرف الراحة إلا في أواخر أيامه بعد أن تقدمت به السن.
    بضاعة أوربا اليوم ترد إليها عبر هذه الأفلام والمسلسلات التي ينتجها العلمانيون والكارهون لتاريخ الأمة المجيد، مسلسلات وأفلام تشوِّه التاريخ وتطمس الأمجاد وتبرز السلبيات وتضخم الأخطاء وتجافي الحقائق، وترسِّخ في عقول الناشئة هذه الصورة السيئة والمعيبة عن التاريخ الإسلامي في أزهى عصوره، بصورة سينمائية باهرة تخلب الألباب وتجذب الأنظار.
    أوربا اليوم تصفي حساباتها مع الإسلام والمسلمين، وتحاول الأخذ بثأرها، ليس من الدولة العثمانية كما يظن الكثيرون، ولكن من الإسلام نفسه وتاريخه العظيم.

    المصدر: موقع مفكرة الإسلام.

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية


  • #2
    عهد سليمان القانوني


    الخليفة سليمان الأول أو سليمان القانوني (926- 974هـ)
    بلغت الدولة في عهده أقصى اتساع لها حتى أصبحت أقوى دولة في العالم في ذلك الوقت، واشتهر بسليمان القانوني، لأنه وضع نظمًا داخلية في كافة فروع الحكومة، فأدخل بعض تغييرات في نظام العلماء والمدرسين الذي وضعه محمد الفاتح، وجعل أكبر الوظائف العليا وظيفة المفتي، وأدخل التنظيمات على جيش الإنكشارية، وكانت كلها في ضوء الشريعة الإسلامية، ولم تكن مستمدة من القوانين الوضعية كما قد يتبادر إلى الأذهان.

    أعمال العثمانيين في الأمصار الإسلامية
    تمرد حكام الشام:
    ما إن وصل خبر موت السلطان سليم الأول إلى جانبرد الغزالي إلا وأعلن تمرده، وعرض على حاكم مصر أن يحذو حذوه فخدعه حاكم مصر بإبداء الموافقة، وفي نفس الوقت كان يطلع الخليفة سليمان على كل ما يرمى إليه حاكم الشام، وبدأ حاكم الشام في تنفيذ تمرده بمحاصرة حلب، ولكن بمجرد وصول الجيوش العثمانية إلى حلب، ولَّى حاكم الشام الأدبار ثم تحصن بدمشق وواجه الجيوش العثمانية فهزم، وحاول أن يفر متنكرًا فسلمه أحد أعوانه للعثمانيين فقتلوه.

    في بلاد فارس (الدولة الصفوية):
    في عام 941هـ دخل العثمانيون تبريز للمرة الثانية، ومنها اتجهوا إلى بغداد فضمت إلى أملاك الدولة العثمانية، وفي عام 954هـ طلب أخو الشاه الصفوي مساعدة السلطان ضد أخيه، فدخل العثمانيون تبريز للمرة الثالثة.


    في بلاد العرب:



    احتدم الخطر الإسبانيوالبرتغالي الصليبي على المسلمين، فبعدما استولوا على آخر معاقل المسلمين في بلاد الأندلس، وعاهدوا المسلمين على أن يكفلوا لهم الحرية الدينية وممارسة الشعائر، لكنهم سرعان ما أخلفوا العهود ونقضوا المواثيق، فأخذت محاولات التنصير الضارية تنهمر على المسلمين في الأندلس، مستعملين في ذلك كل الوسائل من إبادة وتشريد وهتك للأعراض واستعباد، وغيرها من الوسائل التي يعجز القلم عن وصفها، فهام المسلمون في الأندلس على وجوههم، منهم من لحقته الإبادة، ومنهم من ذاب في المجتمع النصراني، ومنهم من استطاع أن يفر بدينه ليهاجر للأمصار الإسلامية.
    ولم يكتف الأسبان والبرتغاليون بالأندلس، فبعد أن استتب لهم الأمر فيها اتجه الأسبان نحو الأمصار الإسلامية الأخرى ليعيدوا المأساة فيها، واحتلوا بعض المراكز في شمال إفريقيا مثل طرابلس والجزائر وبنزرت ووهران وغيرها.
    فأرادت الدولة العثمانية تحرير شمال إفريقيا من الأسبان، ثم الاتجاه للأندلس ولم شمل المسلمين.
    البحّارة خير الدين وأخوه عروج:
    وفي عهد السلطان سليم الأول ظهر أحد البحارة الذين لهم صفحات لامعة في التاريخ الإسلامي، وهو البحار خير الدين الذي كان قرصانًا نصرانيًّا في جزر بحر إيجه ثم اعتنق الإسلام هو وأخوه عروج، ونذرا نفسيهما لخدمة الإسلام، وكانا ينتقمان من القراصنة النصارى الذين كانوا يعترضون السفن المسلمة ويسترقون ركابها وينهبونها، فكانا بالمثل يعترضان سفن النصارى ويبيعان ركابها عبيدًا، ثم في عهد السلطان سليم الأول أرسلا إليه إحدى السفن التي أسروها، فقبلها منهما فأعلنا طاعتهما وخدمتهما للعثمانيين.

    ضم الجزائر:
    وانطلقا يطهران شواطئ إفريقيا من الصليبيين، فحرر عروج مدينة الجزائر ومدينة تلمسان وكان ذلك في عهد السلطان سليم الأول، فعين خير الدين واليًا على الجزائر، وبالتالي ضمت الجزائر إلى الدولة العثمانية.

    ضم طرابلس الغرب (ليبيا):
    أرسل السكان المسلمون إلى الخليفة يستغيثونه بعد احتلال الأسبان لطرابلس, فأرسل إليهم قوة بحرية صغيرة عام 926هـ بقيادة مراد أغا ولكنه فشل في تحريرها, فأرسل الخليفة الأسطول العثماني بقيادة طورغول بك فحرر المدينة من الأسبان وطردهم شر طردة, وواصل تحرير المدن الإسلامية من وطأتهم فحرر بنزرت ووهران وغزا ميورقة (إحدى جزر البليار جنوب شرقي أسبانيا) وكورسيكا، وبذلك غدت طرابلس الغرب (ليبيا) ولاية عثمانية.

    في تونس:
    دعا الخليفة سليمان البحار خير الدين وأمره بالاستعداد لغزو تونس وتحريرها من ملكها الحفصي، الذي اشتهر بميله إلى شارلكان الملك النصراني شديد العداوة للإسلام, فأعد خير الدين العدة وبنى أسطولاً كبيرًا لهذا الغرض، وسار من مضيق الدردنيل قاصدًا تونس، وفي طريقه أغار على مالطة وجنوبي إيطاليا للتمويه، ولكي لا يعرف مقصده الأساسي ثم وصل تونس، وبمنتهى السهولة سيطر عليها وعزل السلطان حسن الحفصي، ووضع مكانه أخاه، فاشتاط شارلكان ملك إسبانيا وإيطاليا والنمسا وغيرها من بلاد أوربا، وصمم على استعادة نفوذه في تونس وإعادة ملكها العميل المخلص له، فقاد شارلكان بنفسه الجيوش، وتمكن من دخول تونس وترك الحرية لجنوده في النهب والقتل وهتك الأعراض وهدم المساجد والسبي والاستعباد، وأعاد السلطان حسن الحفصي للحكم بعد أن أجبره على التنازل له عن مدن بنزرت وعنابة وغيرها، واضطر خير الدين إلى الانسحاب من تونس.

    في الجزيرة العربية والهند:
    كما ذكرنا من قبل الخطر الذي بدأ يظهر من قِبَل البرتغاليين واحتلالهم لبعض المواقع في جنوب شبه الجزيرة العربية ومواصلة الزحف لنبش قبر الرسول ، هذا بالإضافة إلى خطرهم على بلاد الهند التي كانت في ذلك الوقت تحت سلطان المغول المسلمين.

    أمر الخليفة سليمان بتجهيز أسطول للسيطرة على الجزيرة العربية وتطهيرها من البرتغاليين, فتمكن العثمانيون من ضم اليمن وعدن ومسقط ومحاصرة جزيرة هرمز، وبالتالي أغلقوا الأبواب في وجه البرتغاليين وأهدافهم الدنيئة، وفي نفس الوقت استنجد المغول المسلمون بالسلطان سليمان من البرتغاليين الذين احتلوا بعض سواحل الهند، فأرسل إليهم أسطولاً تمكن من تحرير بعض القلاع من البرتغاليين، ولكن الأسطول العثماني هزم في معركة ديو البحرية، فاضطر إلى الانسحاب وخاصة بعدما حاول الأعداء إثارة الفتن وإشاعة أن العثمانيين يريدون ضم الهند.
    الجهاد في أوربا
    البحار خير الدين والانتقام لمسلمي الأندلس:
    عندما سمع البحار خير الدين وأخوه عروج بما حدث للمسلمين قاما لنجدة إخوانهم في الأندلس، وكانت سفنهم تتجه إلى شواطئ الأندلس لتحمل المسلمين الفارين بدينهم من محاولات الإبادة والتنصير الإسبانية إلى الأمصار الإسلامية، وفي نفس الوقت أراد أن ينتقم لمسلمي الأندلس من نصارى أوربا بصفة عامة ونصارى إسبانيا بصفة خاصة، والذين اشتركوا جميعًا وباركوا إبادة المسلمين في الأندلس.

    فأغار على الكثير من شواطئ إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وزج في سفنه بالكثير من أهالي هذه البلاد تمهيدًا لبيعهم عبيدًا في الأمصار الإسلامية، ليعلمهم أن المسلمين بقدر سماحتهم وعفوهم، فهم قادرون على الانتقام لإخوانهم، وكان قد صب تركيزه على إسبانيا بعد أن عقدت معاهدة بين العثمانيين وفرنسا.
    وانتصر خير الدين بعد انسحابه من تونس على أسطول شارلكان في عام 944هـ، وحاول فتح جزيرة كريت ولكنه فشل في فتحها.
    فتح جزيرة رودس:
    استغل الخليفة انشغال أوربا بالحروب كحروب شارلكان ملك النمسا مع ملك فرنسا فرانسوا وأيضًا الخلاف المذهبي بين الكاثوليك والبروتستانت واتجه لفتح جزيرة رودس، وتمكن بالفعل من فتحها عام 929هـ، وفر فرسان القديس يوحنا من رودس إلى جزيرة مالطة، التي أهداها لهم شارلكان ملك النمسا.

    تحويل القرم إلى ولاية عثمانية:
    وقع الخلاف بين التتر المسلمين الذين يحكمون القرم، والتي تعترف بسيادة الدولة العثمانية، فتدخلت الدولة العثمانية وجعلتها ولاية عثمانية عام 939هـ.

    تحويل الأفلاق إلى ولاية عثمانية:
    قرر السلطان سليمان أن يجعل ولاية الأفلاق ولاية عثمانية، فدخلها عام 931هـ ودخل عاصمتها بخارست، ولكن الأعيان فيها ثاروا بمساعدة أمير ترانسلفانيا، وعينوا أميرًا جديدًا فوافق الخليفة في مقابل زيادة الجزية.

    تحالف العثمانيين مع فرنسا:
    اشتد خطر شارلكان ملك النمسا على فرنسا، وخاصة بعدما أحاط بها من جميع الجهات، فقد ضم إليه إسبانيا وأجزاء كبيرة من إيطاليا وهولندا وألمانيا، فاقترح ملك فرنسا على الخليفة سليمان القانوني أن يهاجم شرق مملكة شارلكان، في حين يهاجم ملك فرنسا من الغرب، فاقتنع الخليفة بالفكرة.

    فتح بلغراد:
    أرسل الخليفة إلى ملك المجر يأمره بدفع الجزية، فقتل الملك رسول الخليفة، فجهز الخليفة جيشًا قاده بنفسه وسار ففتح بلغراد عام 927هـ بعد أن كانت أكبر مانع للعثمانيين لدخول بلاد المجر.

    فتح بلاد المجر:
    سار الخليفة بنفسه ومعه جيش قوامه 100.000 جندي و300 مدفع و800 سفينة في نهر الدانوب جنوب بلاد المجر، جاعلاً بلغراد قاعدته الحربية ففتح عدة قلاع في أثناء مسيرته واستطاع أن يفتح عاصمتها بودا في عام 932هـ بعد أن هزم ملك المجر وفرسانه والتقى بأعيان البلاد، اتفق معهم على تعيين جان زابولي ملك ترانسلفانيا ملكًا على المجر.

    الحرب مع النمسا ومحاصرة ويانة (فيينا)
    ادعى أخو الملك شارلكان فرديناند سلطته على المجر واستطاع أن يحتل عاصمتها بودا، فاستنجد ملكها جان زابولي بالخليفة، فانقضت الجيوش العثمانية على بودا التي فر منها فرديناند فتبعته الجيوش المظفرة وحاصرت عاصمة النمسا ويانه (فيينا)، وأحدثت ثغرًا في أسوارها إلا أن الذخيرة نفدت منهم وأقبل فصل الشتاء فرجع الخليفة إلى بلاده.

    وفي عام 938هـ حاول ملك النمسا احتلال بودا ولكنه لم يستطع، فسار إليه الخليفة في العام الثاني، ولكنه رجع عندما علم باستعدادات شارلكان.
    فرنسا تنقض الحلف مع العثمانيين
    ثار الرأي العام في أوربا على تحالف فرنسا النصرانية مع الدولة العثمانية المسلمة ضد شارلكان ومملكته النصرانية، فما كان من فرانسوا ملك فرنسا إلا أن عقد هدنة مع ملك النمسا، ونقض التحالف مع العثمانيين، فاستغلت النمسا الفرصة وأعادت الكرة في الحروب مع العثمانيين ولكنها انهزمت عام 943هـ.

    تحريض أمير البغدان على العثمانيين
    قام أخوا الملك شارلكان بتحريض أمير البغدان على الدولة العثمانية، فأعلن تمرده فتمكن منه العثمانيون وعينوا أخاه أصطفان أميرًا للبغدان، وعززوا الحامية العثمانية فيها.

    مواصلة الحروب مع النمسا
    اقتنع زابولي ملك المجر بفكرة فرديناند في اقتسام المجر, وإلغاء الحماية العثمانية عليها، وأرسل فرديناند صورة من الاتفاق السري بينهما للخليفة ليعلمه بعدم ولاء زابولي له، وقبل أن يعاقب الخليفة الملك زابولي كان الموت أسرع إلى زابولي عام 946هـ، فاستغل فرديناند الفرصة ليحتل المجر فاحتل مدينة بست (على الضفة الأخرى لنهر الدانوب والمواجهة لمدينة بودا، واللتان اندمجتا معًا لتكونا العاصمة الحالية للمجر بوادبست)، فانقض عليهم الجيش العثماني عام 947هـ ففر النمساويون. وبهذا أصبحت المجر ولاية عثمانية، ورضيت أرملة زابولي بذلك حتى يكبر ابنها الذي ما زال طفلاً، وأخيرًا عقدت معاهدة بين العثمانيين والنمسا لمدة خمس سنوات تدفع بموجبها النمسا جزية سنوية مقابل ما بقي تحت يديها من المجر.

    السيطرة على ترانسلفانيا
    واستمر الأوربيون النصارى في نقض العهود فتنازلت إيزابيلا أرملة زابولي عن ترانسلفانيا لفرديناند، وبذلك نقض العهد بين العثمانيين والنمسا، فأسرعت الدولة العثمانية بالسيطرة على ترانسلفانيا عام 957هـ.

    عقد الاتفاقيات مع فرنسا
    أرادت الدولة العثمانية استمالة أحد الأطراف الصليبية إليها حتى تفرق وحدتهم ضدها، فعقدت مع فرنسا اتفاقية في عام 942هـ، ولكنها شملت الكثير من الامتيازات لفرنسا التي سببت مشاكل كثيرة للعثمانيين حتى سقطت الخلافة، خاصة وأن الكثير ممن خلفوا الخليفة سليمان قد تبعوه في منح الامتيازات التي جعلت للأجانب دولة داخل الدولة العثمانية، وجعلت القنصل يحكم بقوانين بلاده في الدولة العثمانية في كل ما يتعلق بالرعايا الفرنسيين, ومن أمثالها: ألا تسمع الدعاوى المدنية للسكان المسلمين ضد تجار ورعايا فرنسا, ولا يحق لجباة الخراج إقامة دعاوى عليهم, وأن يكون مكان دعواهم عند الصدر الأعظم لا عند أي محكمة كباقي الشعب، وإذا خرج فرنسي من الدولة العثمانية وعليه ديون فلا يسأله أحد عنها, وتكون في طي النسيان، وغيرها من الامتيازات التي جعلت لهم نفوذًا كبيرًا في أنحاء الدولة، بمرور الزمن حتى أصبحوا يعيشون في أرض يباح لهم فيها فعل كل ما يريدون من استحلال للمنكرات والفجور، ولا يستطيع أحد أن يكلمهم، بل قيل إن سجونهم التي كانت تدار بواسطة بلادهم في الدولة العثمانية كانت عبارة عن قصور، بها ما لذ وطاب من الجواري والخمور وغيرها.

    ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أخذت كل دولة أجنبية تطالب بامتيازات لها في الدولة العثمانية كلما قوي أمرها، كما سنعلم في الصفحات الآتية؛ ليزداد الخناق على الدولة العثمانية من الداخل, إضافةً إلى الخناق المفروض عليها من الخارج والمتمثل في الحروب.
    الأفعى روكسلان ويهود الدونمة
    أسر التتر المسلمون في القرم في إحدى غاراتهم على الروس فتاة بالغة الجمال تدعى روكسلان، فأهدوها إلى الخليفة الذي اتخذها زوجة له، وقيل إنها كانت يهودية روسية، فعكفت على التدخل في شئون الحكم، فطلبت من الخليفة أن يسمح لليهود الذين طردوا من الأندلس مع المسلمين بالاستيطان في أرجاء الدولة العثمانية، والذين يطلق عليهم يهود الدونمة، والذين لم يحفظوا الجميل للعثمانيين بعد أن رفضهم العالم وضاقت بهم الأرض بما رحبت، فلم يجدوا إلا الدولة العثمانية تفتح لهم أحضانها، وتظلهم بظلها، وسيكون لهم دور رئيسي فيما بعد في سقوط الخلافة العثمانية، كما سنعلم في الأحداث التالية.

    وتوسطت أيضًا لدى الخليفة ليمنع التتر في القرم من محاربة الروس، برغم أن الروس في ذلك الوقت كانوا قد سيطروا على أكثر بلاد التتر، وارتكبوا فيها أبشع الجرائم التي تدل على حربهم الصريحة للإسلام.
    ولم تكتف روكسلان بذلك، بل اجتهدت لتولي ابنها من السلطان سليمان -والذي سمِّي بسليم- الخلافة بعد أبيه برغم وجود أخيه الأكبر مصطفى القائد العظيم الذي حظي بحب الجيش والشعب له، فقامت بعمل دسيسة نفذها الصدر الأعظم رستم باشا (المعيّن) بواسطتها وهو في نفس الوقت (زوج ابنتها من السلطان)، فحرّض رستم باشا الخليفة ضد ابنه، وكتب إليه يحذره أن ابنه مصطفى يريد عزله وتنصيب نفسه على السلطنة فخرج إليه الخليفة، وكان مصطفى يحارب الدولة الصفوية فاستدعاه أبوه إلى خيمته، فما إن جاء ابنه حتى انقض عليه بعض الخدم فخنقوه، ولم تكتف الأفعى بقتل مصطفى فأرسلت من يقتل ابنه الرضيع.
    ثم توفي الخليفة سليمان عام 974هـ، وتولى بعده: الخليفة سليم الثاني.

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #3
      من الافتراء والتزييف


      تشويه التاريخ الإسلامي أدى إلى حد تربية عاطفة البغض والكراهية، والنفور والازدراء عند كل من درس التاريخ الإسلامي بهذه الصورة الشوهاء.
      واليوم نكشف زيف بعض هذه الافتراءات، التي أورثت دراستها عاطفة من الكراهية للأتراك والخلافة العثمانية، حتى صار من البدهيات والمسلمات التي تبنى عليها الأحكام، وتقام عليها النظريات: تعصب العثمانيين وغلظتهم.
      صار ذلك أمرًا مسلَّمًا، غير قابلٍ للنقاش، حتى إنك تجد الذين يعدُّون أسباب ضعف الدولة العثمانية وانهيارها، وتكالب الدول الأوربية عليها، تجدهم يعدّون تعصب العثمانيين وغلظتهم أهم هذه الأسباب.
      والواقع عكس ذلك تمامًا، فقد كانت الدولة العثمانية أكثر تسامحًا مع المسيحيين من مذاهب المسيحيين بعضهم مع بعض، ولا أستطيع أن أثبت لك ذلك بأقوال مؤرخين من الأتراك، أو من العرب، أو من أي مسلم، ولكني أقدم لك شهادة مؤرخين وباحثين أوربيين، هم بالطبيعة متحاملون على الأتراك، ولكن الحقيقة بلغت من الوضوح حدًّا لم يستطع إنكاره.
      فها هو البحَّاثة الأوربي الشهير (توماس أرنولد) يتحدث عمَّا لاقاه الأرثوذكس من طائفة الكاثوليك، ويوازن بين ما يلقاه المسيحيون من الأتراك وما يلقاه المسيحيون بعضهم من بعض، فيقول: "إن المعاملة التي أظهرها الأباطرة العثمانيون للرعايا المسيحيين -على الأقل بعد أن غزوا بلاد اليونان بقرنين- لتدل على (تسامحٍ) لم يكن مثله حتى ذلك الوقت معروفًا في سائر أوربا. وإن أصحاب Calvin في المجر وترانسلفانيا، وأصحاب مذهب التوحيد Unitarians من المسيحيين الذين كانوا في ترانسلفانيا، طالما آثروا (الخضوع) للأتراك على الوقوع في أيدي أسرة هابسبورج المتعصبة.
      ونظر البروتستانت في سيلزيا إلى تركيا بعيون الرغبة، وتمنوا بسرورٍ أن يشتروا الحرية الدينية بالخضوع (للحكم الإسلامي).
      وحدث أن هرب اليهود الأسبانيون المضطهدون في جموع هائلة فلم يلجئوا إلاَّ إلى (تركيا)، في نهاية القرن الخامس عشر. كذلك نرى القوازق Cossaks الذين ينتمون إلى فرقة المؤمنين القدماء Old Believers الذين اضطهدتهم كنيسة الدولة الروسية، قد وجدوا من (التسامح) في ممالك السلطان ما أنكره عليهم إخوانهم في المسيحية".
      ثم يشير إلى ما تتمتع به الكنائس التي تقع تحت حكم السلطان العثماني من (حرية)، وما تلقاه من رعاية، وما يجده بطارقتها من حماية، فيضرب (مقاريوس) بطريرك كنيسة أنطاكيا -وهي تحت نفوذ العثمانيين- مثلاً يحسده الآخرون على ما ينعم به، ويتمنون أن ينالوا حظه، فيقول: "وربما كان لمقاريوس بَطريق أنطاكية في القرن السابع عشر أن يهنِّئ نفسه حين رأى أعمال القسوة الفظيعة التي أوقعها البولنديون من الكاثوليك Catholic poles على روسي الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية".
      قال مقاريوس: "إننا جميعًا قد ذرفنا دمعًا غزيرًا على آلاف الشهداء الذين قتلوا في هذه الأعوام الأربعين أو الخمسين على يد أولئك الأشقياء الزنادقة أعداء الدين، وربما كان عدد القتلى سبعين ألفًا أو ثمانين ألفًا. فيا أيها الخونة! يا مردة الرجس! يا أيتها القلوب المتحجرة! ماذا صنع الراهبات والنساء؟ وما ذنب هؤلاء الفتيات والصبية والأطفال الصغار حتى تقتلوهم؟... ولماذا أسميهم البولنديين الملعونين؟ لأنهم أظهروا أنفسهم أشد انحطاطًا وأكثر شراسة من عُبَّاد الأصنام المفسدين، وذلك بما أظهروه من قسوة في معاملة (المسيحيين)، وهم يظنون بذلك أنهم يمحون اسم الأرثوذكس".

      وبعد أن يلعن البولنديين الكاثوليك، كفاء ما كان من فظائعهم وقسوتهم، يدعو للدولة العثمانية بدوام البقاء، فيقول: "أدام الله بقاء دولة الترك خالدة إلى الأبد... فهم يأخذون ما فرضوه من جزية، ولا شأن لهم بالأديان، سواء أكان رعاياهم مسيحيين أم ناصريين، يهودًا أم سامرة. أما هؤلاء البولنديون الملاعين فلم يقنعوا بأخذ الضرائب والعشور من إخوان المسيح، بالرغم من أنهم يقومون بخدمتهم عن طيب خاطر، بل وضعوهم تحت سلطة (اليهود) الظالمين أعداء المسيح الذين لم يسمحوا لهم حتى بأن يبنوا الكنائس، ولا بأن يتركوا لهم قسسًا يعرفون أسرار دينهم. حتى إيطاليا كان فيها قوم يتطلعون بشوق عظيم إلى الترك؛ لعلهم يحظون كما حظي رعاياهم من قبل بالحرية والتسامح اللذين يئسوا من التمتع بهما في ظل أية حكومة مسيحية".

      وهذا كلام بيِّنٌ ناطقٌ بـ سماحة الأتراك مع الأديان المخالفة، بل إن (توماس أرنولد) حكى عن شهود عيان كيف كان المسيحيون يدخلون طوعًا في الإسلام، ويتمتعون بمنزلة ومكانة ونفوذ في دولة الخلافة العثمانية.
      فهل تُرى هذا الكلام يفيد في تغيير النظر إلى العثمانيين؟! أم أن (سلطان العاطفة) يحول دون الفهم أو تفتُّح القلب والعقل؟!
      أملي كبير في الشباب، أما شيوخنا الذين تخطوا مرحلة التكوين، فهيهات هيهات! فالأستاذ الجامعي الأكاديمي الذي يتحدث عن فظاعة الأتراك، وأنهم لم يكتفوا باستعمار الدول العربية، بل استعمروا أوربا أيضًا أسوأ استعمار.
      فهل من يقول مثل هذا بقادرٍ على أن يتغير؟!

      د. عبد العظيم الديب
      المصدر: موقع إسلام ويب.

      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #4
        خطورة تشويه التاريخ الإسلامي


        الأمم لا يمكن أن تنهض بغير تاريخ، أو أن تقوم بغير ذاكرة؛ والتاريخ الإسلامي أشد خطورة في حياة المسلمين من التاريخ في حياة أية أمة.. وتشويهه، وطمسه، وتمزيقه بالنسبة للمسلمين أسوأ وأفظع منه بالنسبة لأية أمة أخرى.
        ذلك أن التاريخ الإسلامي هو الإسلام مطبقًا، منفَّذًا على أرض الواقع، منزلاً على حياة الناس اليومية، فهو في حقيقة الأمر حركة الأمة -التي رباها محمد - بالإسلام، وحركة الإسلام بالأمة.
        فالإسلام الذي هو رسالة الله الخاتمة له نوعان من الوجود: فمن حيث هو رسالة السماء إلى الأرض موجود في الوحيين (القرآن الكريم والسنة المطهرة)، فما بين دفّتي المصحف الشريف، وما تحويه دواوين السُّنَّة الصحيحة هو الوجود الأول للرسالة الأخيرة من السماء إلى الأرض، رسالة الله إلى خلقه.
        والوجود الآخر للإسلام هو استجابة أهل الأرض لرسالة السماء، أو استجابة خلق الله لرسالة الله. فهذه الاستجابة هي التي تمثَّلت في إيمان المؤمنين بصدق رسول الله ، وطاعتهم له {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80]، وإجابتهم إياه، والتزامهم بما أمر ونهى، حتى صارت الرسالة واقعًا عمليًّا تطبيقيًّا، صُنع على عين رسول الله ، ثم حمله من بعده صحبه الأكرمون الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، ذلك الجيل المثالي -كما سماه العلامة محب الدين الخطيب- الذي اختصه الله سبحانه بشرف الصحبة، وأمدهم بخصائص اختصهم بها، حيث هيأتهم الأقدار لإبلاغ هذه الرسالة الخاتمة، وأعدتهم لحفظها.
        عنهم جاءنا القرآن الكريم متواترًا، ومنهم وصلتنا السنة الشريفة المطهرة، وفيهم تجلَّى الإسلام مجتمعًا ودولة، سياسة واقتصادًا، ومضى بعدهم التابعون لهم بإحسان على نفس المنهج، وتتابعت الأجيال جيلاً بعد جيل.
        فتاريخ الإسلام -أو التاريخ الإسلامي- هو حركة الأمة الإسلامية، وحركة الإسلام بالأمة، كما قلنا آنفًا، فهو الإسلام مطبقًا.
        ومن هنا كان تشويه التاريخ الإسلامي معناه القضاء على النموذج، والمثال الذي يمكن أن يقدِّمه الدعاة.. النموذج الذي تتطلع إليه الأجيال لتهتدي به، ولتنسج على منواله.
        فلو كان التاريخ الإسلامي قد انحرف منذ انتهاء عهد عمر ، ووقع في متاهات الاستبداد ومستنقع الفساد، فلأي شيء ندعو الناس؟ ندعوهم لشريعة لا يطبقها البشر! أليس قد عجز عن الالتزام بها الصحابة؟ فما إن (قُتل) عمر -الذي كان مهيبًا مخوفًا- حتى انسلخوا من الإسلام، ورجعوا إلى الجاهلية، لا إلى عصبيتها فقط، بل إلى ظلمها وتجبرها، وكبريائها، وإلى قيانها وغنائها، وخمرها وانحلالها.
        وقد صار هذا التاريخ بهذه الصورة الشوهاء سدًّا في وجه الدعوة والدعاة، فحين ينادي الدعاة (الإسلام هو الحل)، يسألهم العلمانيون والشيوعيون والرأسماليون: أيُّ إسلامٍ تريدون؟ إسلام عثمان وبني أمية، ويزيد والحجاج... إسلام العباسيين هارون الرشيد ومسرور السيَّاف، والخمر والنساء، وأبي نواس؟ أم إسلام المماليك والمجازر اليومية، والخَوْزقة والتوسيط، أم إسلام الأتراك، والظلم الغاشم، والظلام الجاهل...؟
        ولقد رتب المعاندون على هذا أمرًا أخطر وهو "إن دين الله الأقوم ينبغي أن يظل صلة بين العبد وربه، بغير قسْرٍ منكم (الدعاة والإسلاميين) ولا إجبار. ألا تخشون أن تضعوا قرآن الله بين يدي طغاة يستغلونه كما فعل الخلفاء طوال ألف وأربعمائة عام؟ وإذا كان الله يقول لنبيه عليه الصلاة والسلام: {عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} [الرعد: 40]. فمن سمح لكم -يا سادة- أن تبلغوا وما أنتم بمبلغين، أو تحاسبوا وما أنتم بمحاسبين". انتهى بنصه من مقال بجريدة الأهرام في 12/4/1987م لرئيس اتحاد الكتاب العرب الأستاذ ثروت أباظة (غفر الله لنا وله).
        إن الدعاة إلى الرأسمالية، وإلى الشيوعية، وإلى الليبرالية، يجدون مثالاً ونموذجًا مُعجبًا ناجحًا موجودًا بين الناس يقدمونه دليلاً على صحة ما يدعون إليه، ولكن الإسلاميين وحدهم هم الذين يدعون إلى منهجٍ غير صالح للتطبيق، لا لعيب في المنهج -حاشا لله- بل هو أقوم المناهج، وأعظم الشرائع، سبحان من أنزله! ولكن العيب في البشر، فهم أعجز من أن يطبقوا هذا الشرع المثالي.
        وهذا كلام بالغ الخطورة، فالله I -أحكم الحاكمين- أجلُّ وأعظم من أن يرسل رسالة لعباده يعجزون عن إجابتها، وشريعة لا يطيقون الالتزام بها، {أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14].
        ولو تتبعت المناظرات التي جرت بين عتاة العلمانيين وغلاتهم مع كبار الدعاة والعلماء، وجدتهم يعتمدون وقائع التاريخ المكذوبة وصورته المشوَّهة.
        ويؤكد خطورة التاريخ الإسلامي بصورة أوضح، ما جاء في تلك الخطة المشهورة التي وضعتها لجنة من خبراء التربية، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، ورجال الأمن؛ للقضاء على العمل الإسلامي، فكان من الوسائل الوقائية ما يأتي:
        1- "إعادة النظر في مناهج تدريس التاريخ الإسلامي، بحيث يكون التركيز على مفاسد الخلافة الإسلامية، وخاصة العثمانية، وعلى تقدُّم الغرب بمجرد إقصائه للدين.
        2- تشويه الآباء الروحيين والقياديين للحركة الإسلامية". اهـ بنصه، وهو غني عن كل تعليق.
        ومن المعلوم المقرر أن المبادئ والنظم والتشريعات لا تمتحن الامتحان الصادق، ولا تثبت صحتها إلا بالتطبيق، فكم من عقول كبيرة أعجبت بالشيوعية وانبهرت بها! ولم تدرك خللها وعورها، ولكن عند التطبيق ظهر عجزها وفسادها.
        وحاشا الإسلام -وهو منهاج رب العالمين- أن يفشل في التطبيق، ولكنها القراءة الخاطئة المزيفة لتاريخ الإسلام.
        ومن هنا جاءت دعوة العلامة الشيخ محب الدين الخطيب إلى تصحيح تاريخ الإسلام، وهو -رحمه الله- من القلة القليلة من علمائنا الذين تنبهوا لهذا الأمر، ونبهوا إليه.
        قال رحمه الله: "... وشباب الإسلام اليوم معذور إذا لم يحسن التأسِّي بالجيل المثالي في الإسلام؛ لأن أخبار أولئك الأخيار قد طرأ عليها من التحريف، والبتر، والزيادة، وسوء التأويل من قلوب شحنت بالغلِّ على المؤمنين الأولين، فأنكرت عليهم نعمة الإيمان.
        وقد أصبح من الفرض على كل من يستطيع تصحيح تاريخ صدر الإسلام أن يعتبر ذلك من أفضل العبادات، وأن يبادر له، ويجتهد فيه ما استطاع؛ لكي يكون أمام شباب المسلمين مثالٌ صالح من سلفهم يقتدون به، ويجددون عهده، ويصلحون سيرتهم بصلاح سيرته.
        وهذه المعاني تحتاج إلى دراسات علمية عميقة؛ ليتبين لنا سر الله في تكوين هذا الجيل على يد حامل أكمل رسالات الله ". اهـ.
        وإلى أن يتم هذا العمل الكبير، نسأل الله سبحانه أن يعين أمتنا على ما نزل بها.
        د. عبد العظيم الديب
        المصدر: موقع إسلام ويب.

        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة صباحو مشاهدة المشاركة

          خطورة تشويه التاريخ الإسلامي



          ولو تتبعت المناظرات التي جرت بين عتاة العلمانيين وغلاتهم مع كبار الدعاة والعلماء، وجدتهم يعتمدون وقائع التاريخ المكذوبة وصورته المشوَّهة.
          ويؤكد خطورة التاريخ الإسلامي بصورة أوضح، ما جاء في تلك الخطة المشهورة التي وضعتها لجنة من خبراء التربية، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، ورجال الأمن؛ للقضاء على العمل الإسلامي، فكان من الوسائل الوقائية ما يأتي:
          1- "إعادة النظر في مناهج تدريس التاريخ الإسلامي، بحيث يكون التركيز على مفاسد الخلافة الإسلامية، وخاصة العثمانية، وعلى تقدُّم الغرب بمجرد إقصائه للدين.
          2- تشويه الآباء الروحيين والقياديين للحركة الإسلامية". اهـ بنصه، وهو غني عن كل تعليق.

          هذه الشرذمة من العلمانيين المنافقين احفاد ابن سلول أعداء دين الله ببغاوات الأسياد الغربيين هم من جر كل هذه الويلات التي تعاني منها الامة الاسلامية قديما وحديثا.
          من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

          تعليق

          يعمل...
          X