إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معاً .. لمكافحة الإلحاد ... anti - atheism

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة


  • ولما كان الملاحدةُ من أعظمِ الناسِ جهلاً، وأكثرِ الناسِ في الاضطرابِ عقلاً، كان من تمامِ ذلك: أن حججَهم - كلَّها - التي يستندون إليها لتقريرِ ساقطِ كلامِهم، وفاسدِ مرامِهم ,من أضعفِ الحججِ وأدناها، بحيث لا تقفُ أمامَ وجهِ الحقِّ وسلطانِه، بل غايتُها السقوطُ والاضمحلالُ، بعونِ الملكِ المتعالِ.

    فإن جئنا لمسألةِ الأمورِ الغيبية:

    نجدُ أن اللهَ تعالى قد فصّلَ بعضاً منها في كتابه، وذكرَ شيئاً منها نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم، فقد جمع اللهُ تعالى في القرآن الكريمِ مع وجازةِ كلِمِه، وإحكامِ نَظمِه، وقواعدِ عِلمِه، وتناسُبِ آياتِه، والتئامِ كلماتِه: أضعافَ ما في الكتب السابقةِ من الحِكمِ والمواعظِ والآياتِ، وذكر بعضَ المغيّباتِ مع أنه معجزةٌ واحدةٌ تحتوي على أُلوفِ المعجزات، وفيه من المغيّباتِ ما أخبر تعالى بوقوعِه فوقع كما أخبر، وفيه من المغيّباتِ ما استأثرَ اللهُ تعالى بعلمِه، فلا يَطَّلعُ عليه أحدٌ من خلقِه، فسبحان الله العلي القدير.

    فمما هو غيبٌ عنا:

    حقيقةُ كيفية ذات اللهِ تعالى وصفاتِه، فنحن نعلمُها من حيث ما أخبرنا به سبحانه وتعالى كإخبارِه عن نفسِه تعالى أنه عليمٌ حكيمٌ خبير، متكلم، سميعٌ بصير، استوى على عرشِه بعد خلْقِ السمواتِ والأرضِ كما أخبرَ جل وعلا، فهذا كلُّه نؤمنُ به كما جاء ونفهمُه من حيث المحكمِ، وهو إخبارُه عن ذلك بكلامٍ عربيٍّ مفهومٍ لا شيَةَ فيه،

    ونؤمن بمتشابِهِه: وهو إستئثارُه تعالى بحقيقةِ وكُنْهِ هذه الصفاتِ، فالرحمةُ من المخلوق ليست هي الرحمةُ من الخالقِ جلَّ وعلا، وإن كان المعنى مفهوماً من جهة لفظ "الرحمة"، ولكن علم كيفيةِ ذلك مما اختص اللهُ تعالى به ومما استأثر بعلمه,

    وهكذا في سائرِ الصفات، فبَايَنَ الخالقُ المخلوقَ في صفاتِه، فكان هذا من الغيبِ المجهولِ الذي عَلِمنا ذِكرَه وخبرَه بالخبر الصادقِ عنه، وهو ما جاء في مُحكمِ كتابِه جلَّ وعلا أو في سنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، فآمنا بمحكمِه وكففنا الكلامَ عن متشابِهه، فهذا غايةُ التمامِ في دين الإسلام.

    -يُتبع-
    لاحول ولاقوة إلا بالله

    تعليق



    • إذا جئنا لما ذكره الله تعالى عن بعض مخلوقاتِه كالملائكةِ والجن: وجدنا أن ما نعرفُه عنهم هو بالخبر الصادقِ مما لا سبيلَ لتكذيبِه: لأن الملحدَ المكذِّبَ لذلك لم يوردْ حجةً عقليةً صحيحةً في نفسِها لإبطالِ ذلك، وهيهات هيهات له أن يأتيَ بشيءٍ من ذلك ولو استظهر بالملاحدةِ أجمعينَ، وربما اتّكأ على شقاشقَ ومخارقَ هلاميةٍ سرعان ما تذوبُ إذا ما قابلت صواعقَ الحقِّ المرسلةِ، فتذيبُها وتصيّرُها هباءً منثوراً بحمدٍ من الله وفضل.

      فإن كان ما جاء عن الملائكة لا نعرفُه إلا ما بما عرَّفنا به الخبرُ الصادقُ من الكتاب والسنة: كان الخفيُّ عنّا غيبًا بالنسبة لنا، لا نعرفُ شيئًا منه إلا بالحد المذكور لنا، فلا نتمحَّلُ بأقيسةٍ باطلة، أو استنباطاتٍ عاطلة، ليس عليها نورٌ وهدىً من كلام ربِّ البريةِ أو من السنةِ النبوية.

      وهكذا بالنسبة للروحِ التي في أجسامِنا:
      وهي من أدقِّ وأقربِ الأشياءِ للنفس البشرية، بل إن بعض الملاحدةِ قد يتجوّزُ ويؤمنُ بالروح في قرارة نفسِه - وربما صرّح بذلك - وإن كان لم يدركْ حقيقتَها، وهنا المحكُّ الحقيقيُّ بين أنصار الحقِّ وأنصار الباطل: فإن كان الملحدُ لم يدركْ شيئًا من خصائص الروحِ بالأمور التجريبية، فكيف يُقنعُ نفسَه بصحةِ هذه الطريقة - وفسادُها من أظهرِ الأمورِ وأوضحِها لذي عينين - ؟!

      وإذا انتقلنا من الحديث عن المخلوقات إلى خالقِها عز وجل:

      فبماذا يُنكر الملحدُ وجودَه تعالى؟ رغم أن الكون كلَّه - من أولِه لآخرِه - يشهدُ بوجود خالقٍ واجبِ الوجودِ لذاتِه، تنتهي عندَه الخلائقُ، ونقيض ذلك محالٌ عقلًا, وقد استندَ بعضُ الملاحدةِ إلى شبهةٍ مُؤداها تعطيلُ وجودِ الله تعالى، وهو أن التسلسلَ اللانهائيَّ ممكنٌ عقلاً، فلو فرضنا هذا التسلسلَ لأدّى بنا إلى عدم وجودِ خالقٍ أو موجودٍ واجبِ الوجود لذاتِه.

      والجوابُ عن ذلك أن يقال:
      إن التسلسلَ اللانهائيَّ المطلقَ الذي يتحدثُ عنه هؤلاءِ الملاحدة - لو مثّلنا له بالأرقام مثلاً -: بحيث تكون بدايةُ السلسلةِ غيرُ موجودة: محالٌ عقلاً، فهو وهمٌ يتوهمُه الواهم، لأن الشيءَ مترتبٌ على ما قبلَه وما قبلَه مترتبٌ على ما قبلَه...الخ فإن استمرّ التسلسل إلى ما لا نهاية، فهذا يعني أن أولَ السلسلةِ التي ترتبت عليها الأرقام - مثلا - غيرُ موجود، وهذا يُبطل وجودَ السلسلةِ أصلاً في أجزائها، ولمّا كنا نعاينُ أجزاءَ السلسلةِ في الحقيقة وجبَ المصيرُ إلى قَطْعِ التسلسلِ اللانهائيِّ والانتهاءِ بموجودٍ واجب الوجود لذاتِه، ينقطعُ عندَه التسلسلُ ليكون إسنادُ السلسلة إلى موجودٍ لا إلى معدوم.

      وليس معنى عدمُ قدرتِنا على الوصولِ إلى أولِ السلسلة: عدمُ وجودِها ! فهذا لا يقوله عاقل، ففرقٌ بين الوصولِ لبدايةِ السلسلة وبين وجود بدايةِ السلسلة، فالأولُ لا يمكنُ بالنسبة لنا، والثاني ممكن.

      ثم إن العقلَ الصحيحَ يشهدُ أن ما من شيءٍ إلا وله مُحدِث: فهذه السيارةُ هل ظهرت فجأةً دون سابقِ إحداثٍ من محدِث؟ أم أحدثَها مُحدث؟ وهل الأكلُ الذي تأكلُه في المطاعمِ والطاولةُ والكرسيُّ الذي تجلسُ عليه..الخ كلُّ هذا حدثَ دون مُحدث ؟ فإن قلت: لا ! وجب المصيرُ إلى هذا في الإنسان أيضًا وفي كلِّ مخلوق.

      فتمامُ الأمر: وجودُ مُحدِثٍ لهذه الأشياءِ، ولا يمكن القولُ بأن هذا كلُّه نشأ من عدمٍ لوحدِه لأنك أصلا لا تُقرُّ بأن السيارةَ نشأت لوحدِها من عدمٍ، بل تُقرّ بأن الإنسان قام بصناعتِها وتشكيلِها، فإما أن يكون الجميعُ من بابٍ واحدٍ، وإلا لزم التناقض !

      -يُتبع-
      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق



      • بقي الكلامُ على مسألة الخوض فيما لا يُعلمُ إلا بطريق الوحي الإلهي:

        فهذه المسألةُ واضحةٌ في دين الإسلام، وقد أوضحها العلماءُ الثقاتُ في مصنفاتِهم كثيراً جدا، فلا يجوز الخوضُ فيما لا يُعلمُ إلا بطريقِ الوحي الإلهي قولاً واحداً عندهم، لأن هذا من التقوُّلِ على الله تعالى، ولمّا كان عِلمُنا محدوداً، وتفكيرُنا وعقولُنا محددةً بحدودٍ لا يمكنُ ألبتةَ تجاوزَها: كان الخوضُ في مثل هذه المسائل ممنوعٌ شرعاً، فهذه أمورٌ توقيفيةٌ لا تنبني على رأي فلانٍ أو اجتهادِ علان.

        أما عند الملاحدة:

        فلا شرعَ ولا نقلَ يحكمُهم، صُمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون، ولهذا أتَوا بالغرائبِ والعجائب، فخاضوا فيما لا تُعلمُ حقيقتُه إلا بالخبرِ الصادق، وسوى ذلك ظنونٌ وهذيان، بل هي من وساوسِ الشيطان، ولو أنهم وقفوا عند ما يُتقنونَه من علوم، وتركوا هذا المجالَ لأهل العلم بالشرعِ الحنيف - كما ترك أهلُ المهنِ الطبَّ لأهلِه فلم نسمعْ عن نجّارٍ يُجري عملياتٍ جراحيةٍ مثلاً! - لكان أجدى لهم من هذا الخوضِ الباطل، ولكن كما قيل: مَن تكلم في غير فَنِّه أتى بالعجائب !

        ----------
        والله أعلم
        المصدر
        لاحول ولاقوة إلا بالله

        تعليق



        • دوائر الإلحاد


          الدنيا ميدان فسيح جعلها الله مجالاً لعباده وموطنًا للابتلاء والاختبار، وظرفًا للصراع بين الحق والباطل، وجعل لها بنين ذوي حظوة يجدون نعيمها ويحصدون ثمارها دون أن يتسلط عليهم رقيب، وقد يكونون من أنصار الباطل أو الحق، ولله في كل حكمة.

          لكنه لم يجعل نعيم الآخرة إلا لأهل الحق، وهذا ما اتفقت عليه الأديان السماوية، وحتى الكثير من الأديان الوضعية.

          ومع سعة ميادين الدنيا إلا أن هنالك أناسًا حصروا أنفسهم في دائرة ضيقة منها، وحجَّروا كل واسع على أنفسهم وهم دائبون في تحجيره على الخلق، فتركوا سعة الدنيا وما بيَّنه الله عز وجل لخلقه بواسطة رسله؛ ليحصروا أنفسهم في دائرة الإلحاد الضيقة، فتركوا سعة الدنيا إلى ضيق الإلحاد.

          ولو قُدِّر لك أن تطلع عليهم داخل دائرتهم الضيقة، لوجدتهم أوزاعًا كل فرقة منهم تحصر نفسها في دائرة أضيق، وهذا جزاء من اعترض على ربه أن يبقى صدره ضيقًا حرجًا أبدًا، وله معيشة ضنكًا، ويُحشر يوم القيامة أعمى بصرًا كما كان في هذه الدنيا أعمى بصيرة.

          وحين أتناقش مع أمثال هؤلاء أكتشف أن كل فئة منهم منزعها في الإلحاد وسبب تطاولها على الدين يختلف عن الأخرى، يتبين هذا من ردودهم وحججهم في الطعن على الدين، ووجدت أن دوائر إلحادهم أربع، وهي أسباب مروقهم من الدين وتوجههم إلى الإلحاد، وكانت كالتالي:

          1- الشبهة.
          2- الشهوة.
          3- رد فعل على بيئة متدينة.
          4- رد فعل على مآسي ومصائب العالم.

          -يُتبع-

          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق



          • تابع - دوائر الإلحاد


            فأمّا أصحاب دائرة الشبهة:

            فهم حين تحاورهم أو تقرأ في نتاجهم تجد أنهم عجزوا عن التفريق بين المشتبهات، وكذلك بين ما يرونه متناقضًا مع أنه لا تناقض لمن أوتي نظرًا سديدًا؛ فهم ذوي عقول أحادية النظرة عند بحثهم، ويصعب عليهم الصبر على جمع أطراف البحث؛ حتى يتبين لهم الحق، فيقطعون بنتائج كبرى، وهم لم يستكملوا شروط بحثهم، وكثير منهم تراهم يعترضون على بعض الآيات مع وجود آيات أخرى تحل إشكالاتهم الفكرية، كما أن هنالك أحاديث نبوية تفسر ما أشكل عليهم، لكنهم يعرضون عنها بسبب أنهم أصدروا أحكامهم قبل استكمال مصادر البحث ومواطن الاستدلال.


            وأمّا أصحاب دائرة الشهوة :

            فهم أولئك الشهوانيين الذين لا يهمهم دين ولا آخرة، بقدر ما يهمهم الاستمتاع بشهواتهم كيفما اتفق ودون تعكير من رقيب دنيوي أو حسيب ديني؛ يبحثون عن الشهوة وفي سبيل إشاعتها وتسهيل الحصول عليها، يهدمون كل سور في طريقهم إليها، ولو كان الدين والإيمان، وأكثر ما يؤذي هؤلاء الحديث عن الأخلاق والآداب وإذا وصف إنسان بحسن خلق أو تدين، رأيت ردود فعلهم كلها طعن وتسفيه له، وهم كما قال ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه: ودت الزانية لو يزنين النساء جميعًا.


            الدائرة الثالثة أصحاب ردة الفعل ضدّ البيئة المتدينة:

            وهم في الغالب نشؤوا في بيئة تحرص على الدين، ولكنها تفقد فنون التربية فتجبر أبنائها ولا تقنعهم، وتتشدد في الالتزام بالمظاهر الدينية أكثر من حرصها على أعمال القلوب ومراقبة الله ومراتب الإحسان، وهي كما يقال مجتمعات أبوية ومتسلطة لا تقبل الخطأ من أبنائها، وتحملهم فوق طاقتهم، فتجد الناشئ في مثل هذه المجتمعات يتحين متى يشب عن الطوق ويستغني عنها؛ لينفلت منها ويعود ذامًّا لها وناقمًا عليها، ويصبح هذا دوره الأكبر في الحياة، ولا يحاول أن يراجع أخطاءها ويصلح أساليبها التربوية وسلوكها الاجتماعي لضعفه أولاً، ثم لامتلاء قلبه بمشاعر الانتقام وسيطرتها على رُوحه حتى استقرت في عقله الباطن، وأصبحت البوصلة التي توجه سلوكه.

            -يُتبع-

            لاحول ولاقوة إلا بالله

            تعليق


            • تابع - دوائر الإلحاد


              الدائرة الرابعة هم المصابون بالقلق الوجودي :
              الذي يتراوح ما بين الاكتئاب والقلق، اكتئاب من هذه الدنيا لعجزهم عن إصلاح ما يرونه من ظلم واعتداء على مستوى العالم؛ وقلق بسبب المستقبل المظلم الذي تسير إليه المجتمعات.

              وأكبر مشكلاتهم وقوعهم في شرك وجوب العدالة الاجتماعية في هذه الدنيا، فهم يريدون رد الظلم عن أنفسهم وعن الآخرين، فيعجزون ثم يرون فُشوَّ الظلم والاعتداء في العالم، فتدور حياتهم على النقمة من الدنيا وما فيها، ويبدؤون في الشك في الحكمة من الحياة وسبب الخلق؛ حتى تسيطر عليهم الشكوك مع ضَعف فَهمهم لحقيقة الدنيا، وعجزهم عن استيعاب الإيمان باليوم الآخر، ثم تجدهم يحاكمون كل ما يرونه إلى عقولهم القاصرة ومفاهيمهم الصغيرة وضَعفهم الإنساني.

              وحين يعيش أحد هؤلاء اللادينين والملاحدة الجُدد من النشء الجديد أسيرًا لإحدى هذه الدوائر، فإنه مع افتقاد مَن يوجه سلوكه، ويصحح مفاهيمه، ربما تحوَّل إلى ملحد كامل الإلحاد، وإن كان يستتر بإلحاده إلا أن مظاهر سلوكه تفضَحه، وهنا يأتي دور الأب الحاني والمربي المشفق الذي يجب عليه أن يعرف لأي دائرة ينتمي سلوك هذا الشاب، ويبدأ في تصحيح البيئة المحيطة به قبل أن يناقشه، ويبني جسورًا من المودة قبل أن يجادله، وهذا من المنهج النبوي في دعوة الناس أن يبدأ برفق لينتهي إلى خير.

              وأفضل ما يحتاجه الشباب في هذه المرحلة من التقلبات الفكرية هي أن يجدوا من يفهم خصائص نموهم، ومعنى ما يمرون به من أزمة تكوين الهوية وصراعات الذات، لا سيما مع قوة الموجة الإعلامية اللادينية التي تهيئ الشباب لديانة العصر الجديد الذي يتوافق مع أنظمة الرأسمالية الحريصة على أن يكون الناس مستهلكين لا مفكرين، وأتباعًا لا أحرارًا.

              وكلما استطعنا أن نبرز قدوات صالحة لأبنائنا من مجتمعاتنا المحلية، كلما حافظنا عليهم بشكل أكبر، أما واقع الحال الآن الذي تفرضه عليهم وسائل الإعلام من قدوات شاذة أو ضعيفة، فإن هذا يهدم أكثر مما يبني.

              ويجب على أنظمة التعليم المحلية أن تعتني بإصلاح التعليم بما يتوافق مع طبيعة النشء وحاجاتهم؛ ليشبعها بطريقة صحيحة ومتزنة؛ لأن ما يحدث الآن في مؤسساتنا التعليمية يناقض فطرة الناس وأبسط مثال على ذلك قضية حاجة النشء للحركة والنشاط فيما تجبرهم المؤسسات التعليمية على الجلوس المتواصل لمدة ست ساعات يوميًّا والأمثلة كثيرة.

              كما أن الأسرة المتدينة والمجتمع المتدين يجب أن يحرص على إفشاء روح المودة والمحبة بين أبنائه، ويتجنب كل أسباب الظلم؛ حتى لا تحدث ردات فعل ضد الدين بسبب سلوك الأسرة أو مؤسسات المجتمع.

              لاحول ولاقوة إلا بالله

              تعليق



              • وأذكرك أخي القارئ بأن الإلحاد لا يحدث في فترة وجيزة، بل هو كالمرض يسري في الروح، ويستغرق مدة قبل أن يسيطر عليها وأكثر من يتعرضون لفيروسه يسلمون منه بإذن الله، ولو بعد حين، لكننا مع ذلك لا بد أن نتعامل معه كما نتعامل مع أي مرض،

                ويجب أن نضع له خطة على ثلاث مستويات:

                1-المستوى الأول:
                التثقيف ونشر مبادئ الوقاية منه؛ حتى لا يصاب به أبناؤنا.

                2-المستوى الثاني:
                لمن أصيب بفيروسه لا بد من تكثيف الحوار والمناقشة بالمنطق وحل الإشكالات الذهنية لدى من تعرضوا له.

                3-المستوى الثالث:
                كبار الملاحدة واللادينين من دعاته يجب أن يُقطَع شرُّهم عن النشء الجديد ومعاملتهم كما يعامل العضو الفاسد في الجسم الذي يقرر الأطباء وجوب استئصاله قبل أن يتسبب في هلاك الجسد.

                وكل ذلك يجب أن يبنى على خطة خلقية تعتني بالقيم وتُتمم مكارم الأخلاق، وترعى صالحها؛ لأن الخلق خير ما يعيش به الناس، وأسوأ ما في الإلحاد واللادينية هو افتقاد الأخلاق، تعرف هذا في كلامهم وسلوكهم، ولا يتورعون عن قول شيء أو فعله إلا بسبب الخوف، وليس الخُلق ما خلا بعض فلاسفتهم الذين يعرفون قيمة الأخلاق وأهميتها للتعايش، وإن كانوا لا يؤمنون بها.

                وخلاصة أمر ملاحدة العرب واللادينيين مجرد الطعن والشك، فلا هم قدَّموا شيئًا للحياة، ولم يسلم الناس من أذاهم، فاعتبروا يا أُولي الأبصار.

                ولعل أخطر ما في الإلحاد والرجوع عنه أن ينتقل بهم إلى ديانة العصر الجديد، والعكس صحيح، وهي في واقع الأمر فرع من فروع الإلحاد، وقد كنت كتبت من قبل مقالاً نُشِر بعنوان: هل سمعت بديانة العصر الجديد؟
                وآخر بعنوان: احذروا ديانة العصر الجديد.

                وإني لآمُل أن نتعامل مع الخطر القادم كما تعاملنا مع ظاهرة الإرهاب، وما ديننا وأخلاقنا بأهون علينا من أموالنا وأنفسنا، والله الموفق لكل خير.

                والله أعلم
                -----------------
                المصدر


                لاحول ولاقوة إلا بالله

                تعليق



                • الملحد.. ومشاعر الحياة والموت والعلاقات الإنسانية!


                  إن مِن أعجب نفسيات البشر نفسية المُلحد أو اللاأدري!.. ذلك أنه الوحيد من بين البشر الذي قد خلع نفسه مِن لباس الفطرة الإيماني السابغ!.. وانسلخ بعقله مِن حقيقة وجود إلهٍ لهذا الكون!.. وهي التي لا يُنكرها حتى المشركون أنفسهم!!.. يقول الله تعالى عنهم: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) ... الزمر 38 .

                  وعلى هذا نجد أن المشرك نفسه أحسن حالا من الملحد الذي أنكر وجود الله!!.. فالمؤمن أو المشرك على الأقل تجد أنفسهم مسوغًا لفعل الخير!.. وتجد أنفسهم مُبررا للتضحيات في الدنيا!.. بل وتنتظر أنفسهم المكافأة على ذلك كله بعد الموت!.. أما في النوازل والمصائب فتجد أنفسهم في الإيمان بإلهٍ عونًا على الصبر على المكاره!.. وعونًا على الابتعاد عن اليأس أو الانتحار!..

                  وهكذا تتضح المعادلة الظالمة التي رضي فيها الملحد أو اللا أدرياني لنفسه بنصيب المغبون !!..
                  إذ بالله عليكم لو كانت نسبة وجود إلهٍ من عدمه هي النصف للنصف جدلا؛ أفلا يكون من المنطق المادي النفعي البحت أن يعيش الإنسان مؤمنا سعيدا - نفسيا وحياتيا بشرع الله - بدلا من أن يعيش تائها حائرا لا لذة له في خير ولا صبر له على شر؟!!!..

                  لن أخوض الآن في الدلائل المادية والعقلية على وجود الله تعالى والتي لا يُنكرها إلا كل مَن سفه نفسه وعقله!.. ولكني سأكتفي بالإشارة إلى قيمة مشاعر الموت والحياة فقط .. و إلى العلاقات الإنسانية العامة عند الملحد أو اللاأدري!!..

                  فأسألك - بينك وبين نفسك وربك- وبالله عليك..

                  هل تفكرت يوما في ميلاد طفل جديد لك؟!.. سواء كان ابنك أو ابن أختك أو ابن أخيك إلخ؟!!..

                  بماذا تفسر مشاعرك ساعتها؟!..
                  والتي قد تصل أحيانا عند عددٍ من الناس -ويا للعجب- إلى البكاء مِن الفرح !
                  أو حتى البكاء تعاطفا مع الموقف وخصوصا عند النساء؟!!..

                  بماذا تفسر هذا الشعور بالفرحة الغامرة ساعتها؟!.. ومَن في رأيك الذي فطر البشر على ذلك؟!..
                  هل هي الصدفة أو التطور مثلا يعطياننا بذلك حافزا على حب البقاء؟!!..

                  وبفرض أن ذلك كذلك؛ هل للصدفة أو التطور عقلٌ لزرع هذه المشاعر فينا أصلا؟

                  -يُتبع-
                  لاحول ولاقوة إلا بالله

                  تعليق


                  • أيضا.. مَن الذي جَبَلَ الأب والأم على الحنو الفطري على وليدهما والتضحية من أجله مهما كانت الظروف؟!

                    ألم يكن مِن الأحرى ونحن نتاج صدفة بلا مشاعر كما يؤمن الملحد أو اللاأدري ألا نفرح كهذا الفرح؟!..

                    وألا نهتم بأولادنا -لدرجة تصل للموت من أجلهم- كهذا الاهتمام؟!.. اللهم إنه الله الذي فطر وغرس فأحسن الخلق والتدبير!..

                    ثم أسألك عن الموت.. بالله عليك هل تفكرت يوما في موتك؟ أو في موت إنسان عزيز عليك؟
                    ماذا دار بعقلك وقلبك ساعتها؟!..
                    بل هل حضرت يوما وفاة إنسان عزيز عليك بالفعل؟!!..
                    هل حضرت غُسله وتكفينه ودفنه؟!...
                    هل تفكرت في قيمة هذه الحياة التي تعيشها أنت الآن ماذا تعني بأكملها في مقابل لحظة النهاية والموت هذه ؟!..

                    بل هل يجوز في عقلك وتفكيرك أن يموت الإنسان العاقل العاطفي الاجتماعي هكذا في لحظة!..

                    وكأنه صرصور صغير قد داسته إحدى الأقدام فضاع كل ما كان يملك ويُفكر ويضحك ويأمل ويتمنى ويُحب إلى الأبد؟!!!..

                    بل هل تفكرت يوما في احتمالية أن يكون هناك بالفعل إلهٌ وقيامةٌ وحساب؟!..
                    هل فكرت ساعتها ماذا سيكون موقفك؟!!.. خصوصا وأنه لا عودة !..ولا رجوع !..
                    فالدنيا دار عمل، والآخرة دار حساب ؟!

                    بل ولماذا تستمر في الحياة أصلا وتتحمل آلامها المادية والمعنوية وتناضل وتكافح وتعمل و و و.. إذا كان مصيرك في النهاية حتما هو الموت أيها الكائن الصُدَفي؟!..

                    أليس من العقل أن تخطو خطوة النهاية الحتمية تلك من الآن بدلا من طول هذا العناء؟!!!

                    وإلى هنا نأتي للسؤال الثالث والأخير أيها الكائن وليد الصدفة والعائد إلى العدم ! ألا وهو: ما هو تفسيرك لخوفك الشديد من الموت إذاً ؟!

                    بل وما تفسيرك لتعلقك بالحياة وبمَن تحب مِن زوجتك وأولادك وآباءك وأصدقاءك ومعارفك؟!

                    أليس مِن الأولى بك أيها الكائن الصُدفي أن لا يعنيك كل هذا أصلا في شيءٍ ماديّ؟!... بل ما تفسيرك للعواطف التي تجيش في قلبك أحيانا فتُترجمها عيناك إلى دموع ؟!!
                    لماذا تبكي؟!.. وعلى ماذا تبكي ؟!!.. وكيف تبكي ؟!!

                    هل قامت تلك الصدفة والطبيعة بغرس ذلك فيك أيها البشري؟!... وفي أي جين وراثي ذلك؟!.. بل وما معيار الضحك والبكاء عندك ؟!!
                    خصوصا وأن الطفل الوليد يعرفهما حتى قبل أن يعي ما حوله!.. وحتى قبل أن يدرك بعينيه ما يراه !!

                    فسبحان الله الواحد الباريء الخالق!!.. المُذكِّر لعباده بهذه القدرة الفريدة منه قائلا: (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ) النجم 42 - 43 !

                    فاللهم لا تحرمنا من نعمة التفكر فيك.. ومن نعمة الإيمان بك.. ومِن نعمة البكاء بين يديك.
                    واهد للحق كل ضال يبحث عنه بإذنك..آمين

                    والله أعلم
                    -----------------
                    مقدمة مجلة منتدى التوحيد -عدد13
                    لاحول ولاقوة إلا بالله

                    تعليق



                    • التحولات الفكرية


                      بين الحِين والآخَر نسمع عن شابٍّ تحوَّل إلى الإلحاد، وآخَر اعتنق ديانةً أخرى، وشابٍّ تحول ليُصبح داعية لدين الإسلام القويم... جميع هذه التحولات باتت تلاحق مسامعنا بين الحين والآخر، وربما تكون حقيقة أو لعبًا إعلاميًّا، ولكن دعونا نناقش الموضوع بجدية من ناحية الفكر والمنطق.

                      إنَّ جميع مَن تحوَّلوا - سواء تحوَّلوا إلى ديانة أخرى أو معتقد أو فكر خاطئ - هم في الأساس استمعوا إلى آرائهم الشخصية التي لا تُصيب حقيقة الدين ولا العقل، ولم يناقشوا فيها أهل العلم ليأخذوا عنهم ويقتدوا بهم، ليصبح مجرد شخص عادي جدًّا أخَذ بآراء نفسه ليُدمِّر ويهدم مجتمعًا كاملاً برأي مِن تصرُّفاته وأفكاره، وتجده - حتى عند مناقشته فيما يعتقد - يُعيد ويكرِّر محتوى أفكاره نفسه.

                      إنه ليس مِن الدِّين ولا مِن المنطق أن يأخذ الإنسان برأيه الشخصي في أمور ليس له خبرة أو عِلم فيها، حتى وإن كانت أمورًا خاصَّة به، فربما يضرُّ نفسَه، أو يُدمِّر مُستقبله، ويكون ضررًا حتى على أسرته، في وقتٍ تتوفَّر فيه جميع الوسائل ليَصل لأهل العلم والدين ويسألهم عما أَشكَل عليه، فليس الإنسان كاملاً في عقله أو أفعاله، فربما تحتاج إلى استِشارةِ مَن هو أعلم منك في بعض أمور حياتك؛ لتُصرِّف أمورك وتكتسب مِن خبرتِه في الحياة.

                      يُصبح الإنسان جاهلاً حينما يتصرَّف عن غير عِلْم، ويُصبح أجهل حينما ينصح الناس بالاقتداء به ويجمع الأصوات والحشود، وربما الأموال؛ ليؤيد ما يقوله، وليُروِّج له إعلاميًّا ومحليًّا ودوليًّا، والأعظم مِن هذا أن يتناسى أنَّ جميع أفكاره التي روَّج لها سيَستمع لها أهل بيتِه، وربما يكون سبب هلاكهم! ويبدأ بنسج قصة يَعتقد أنها ستكون حديث العصور القادمة، وأعجوبة الزمان، مُتجاهلاً كل القيم والمبادئ الأخلاقيَّة التي ربّانا عليها دينُنا الكريم، فَيُهدِر ماله ووقته وشبابه فيما يضرُّ ولا ينفع، وحينما يهرم لا يُذكر له أي قصه يستفاد منها.

                      لقد بات دور التربية من الأبوين أمرًا مهمًّا لحماية أبنائهم من هذا الخطر الذي يؤثِّر على أفكارهم ويُهدِّد مُستقبَلَهم، وربما يضلُّهم عن الطريق الصحيح؛ لتتجنَّب الأسرة والمُجتمَع المحيط بهم هذه العقبات والأخطار، ويكونوا بعيدين عنها.

                      المصدر


                      لاحول ولاقوة إلا بالله

                      تعليق



                      • إشكالية العقل ... في الإلحـاد

                        ما هو العقل وما هي قدراته؟


                        في عام 1931 وبالاعتمادِ على ما يسمى Godel numbering ، برهنَ Kurt Godel أن أدواتِ أي فرعٍ من فروع الرياضيات عاجزةٌ عن بَرهنة كلِّ ما يحتويه الفرعُ نفسُه.

                        آينشتاين برفقه صديقه كودِل
                        اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	01.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	31.5 كيلوبايت 
الهوية:	744038
                        وحتى تستطيعَ برهنةَ كل ما يحتويه المجال (أ) لا بُد أنتخرجَ منه إلى مجال أوسع )(ب) في سبيل امتلاكِك أدواتٍ جديدةٍ منها تبدأُ البرهنة.
                        لكن عند قيامك بذلك تخلقُ لنفسك -أنت فقط- أسئلةً أكبرَ في المجالالجديد ، وإن أردت معالجتَها فعليك أن تخرجَ إلى مجالٍ ثالثٍ أكبرَ، وهكذا إلى ما لا نهاية.

                        لذا ما أثبته كودِل Godel يُسمى أيضاً بــ theorem Incompleteness إشارةً إلى أن الكثيرَ من الحقائقِ التي يعرفُها الإنسانُ هي غيرُ مكتملةِ البرهنة، ومع ذلك يستطيعُ العقلُ أن يصلَ إليها.
                        وهذا أكبرُ دليلٍ على أن العقل هو ظاهرةٌ تتجاوزُ المادةَ التي إن كلفناها بالبحث عن حقائقَ فليس لديها وسيلةٌ ماديةٌ للوصول إلى حقائقَ لم تكتملْ برهنتُها بعد. وكأنك تريد الوصولَ إلى النتيجة باستعمال برمجةٍ آليةٍ غيرِ مكتملة.

                        واستُعملَ القانونُ السابقُ أيضاً كدليلٍ على أن الحاسوبَ المثاليَّ حتى إن استطاع محاكاةََ النشاطِ الدماغي .. فيستحيلُ أن يحاكيَ كلَّ جوانبِ الذكاءِ البشريِّ

                        لأن العقلَ يستطيعُ القفزَ إلى مجالٍ معرفيٍّ أوسعَ واكتشافَ قواعدَ أعمَّ، وهذا مستحيلٌ من الناحية البرمجية.

                        إنَّ قدرةَ الإنسانِ على الوصول إلى قواعدَ منطقيةٍ تتجاوزُ التطبيقاتِ الماديةِ هي من الأدلةِ على أن الجسدَ وحدَه عاجزٌ عن التفكير. فلو كان العقلُ مجردَ مادةٍ فلن تخرجَ ما تُمثلُه تفاعلاتُه من قوانينَ عن التطبيقاتِ المادية، لكن رغم ذلك نرى أن الإنسانَ يمكنه أن يكتشفَ قوانينَ متعلقةً بفضاءاتٍ أكبرَ من الفضاءِ المادي،

                        مثالٌ على ذلك : حسابُ المسافاتِ بين نقطتين في الفضاء الإقليدي :
                        اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	ب02.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	9.3 كيلوبايت 
الهوية:	744039

                        حيث n تمثلُ عدد أبعادِ الكون. عندما 3 = n يمكنُ أن يُقالَ أنه استنباطٌ من الطبيعةِ وأن الخصائصَ الفيزيائيةَ للكون تمثلتْ في الدماغ الماديِّ وساعدت الإنسانِ على التوصل لتلك القاعدة.

                        وحتى لو سلمنا له بهذا القول الذي يثيرُ إشكالاتٍ عديدةٍ أخرى تأتي في حينها إن شاء الله، يبقى السؤالُ الأهمُّ :
                        كيف استطاع الإنسانُ تعميمَ القاعدةِ بتعميمِه لعددِ أبعادِ الكون من 3 إلى n ؟
                        هذه النقلةُ التي تبدو لنا سهلةً إلى درجة البداهةِ لن تستطيعَ المادةُ القيامَ بها.

                        اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	ب03.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	49.0 كيلوبايت 
الهوية:	744040
                        وإذا اختزلنا التفكيرَ في النشاط الماديِّ فإنه لن يُمثلَ إلا خصائصَ وقوانينَ يستحيلُ أن تتجاوزَ التطبيقاتِ المادية.

                        فإن قيل "أن الحاسوبَ مادةٌ ومع ذلك يحوي تلك المعلومات"، فهذا لأن الإنسانَ وَضع فيه شفراتٍ ترمزُ إلى خواصَّ وقواعدَ لا تحتاجُها مادةُ الحاسوب. كذلك الكونُ ليس بحاجةٍ إلى أن يحتوي قانونًا يحكمُ المسافاتِ بين نقاطٍ تنتمي إلى فضاءٍ أكبرَ منه.

                        ولا يعني هذا أن جسدَ الإنسانِ لا علاقةَ له بالتفكير، فاللهُ لم يخلقْه عبثاً ومن الطبيعي أن يكون للدماغِ دَورٌ كما أن عضلة القلبِ أيضاً لها دَورٌ مهمٌّ في حِفظِ الذاكرةِ كما جاء في بحثٍ أخيرٍ من جامعة كاليفورنيا يفيدُ أن مرضى القلب Heart failure مُعَرضين أربعةَ مراتٍ أكثرَ إلى فُقدانِ الذاكرةِ مقارنةً بغيرِهم.
                        وأن نصفَ المرضى يعانون من مشاكلَ في الذاكرة والتعلمِ والتخطيط, خصوصا مرضِ Ischaemic cardiomyopathy المتعلقِ بعضلة القلب والذي له تأثيرٌ كبيرٌ على الذاكرة.

                        - يُتبع -

                        لاحول ولاقوة إلا بالله

                        تعليق



                        • إشكاليةُ الإدراك والفهم

                          في بداية الثمانينياتِ من القرن الماضي احتدمَ الجدلُ حول ظاهرةِ الفهم، هل تأتي بعد معالجةِ المعلومةِ أم هي عينُ المعالجة؟ القولُ الثاني تبنّاهُ فريقٌ يَدَّعي أن الحاسوبَ ليس فقط أداةً لدراسةِ جانبٍ من سلوك العقل، بل إن الحاسوبَ المُبرمَجَ بمثاليةٍ بالغةٍ يمكن أن يقالَ عنه أنه يفهم. وكردٍّ على هذا الادعاءِ ظهر في تلك الفترةِ (مثلٌ جدليٌ ) معروفٌ باسمِ:
                          الغرفةِ الصينية The Chinese room argument

                          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	ب04.png 
مشاهدات:	1 
الحجم:	291.7 كيلوبايت 
الهوية:	744041

                          يقول صاحبُ هذا المثل John Searle أُستاذ فلسفةِ اللغةِ والعقل:
                          أن بالإمكانِ تقليدُ كلِّ تفاصيلِ عملِ العقلِ دون أن يتحققَ للمُقلدِ أيُّ فهمٍ لنتيجة ما يفعل. وذلك بأن تحبسَ شخصًا في غرفةٍ مغلقةٍ وتعطي كتابًا فيه تعاليمٌ تُشكِّلُ البرنامجَ الرقميَّ الذي يعالجُ الحروفَ الصينيةَ تمامًا كأيِّ برنامجٍ من برامج الذكاءِ الصناعي الذي يُستعمل في الروبوت للتفاعل لغوياً مع الإنسان، مع وجودِ فارقٍ مهمٍّ وهو استعمالُ عقلِ الإنسانِ "كأداةٍ للمعالجة" بدلَ الحاسوب. تُعطى لذلك الشخصِ ورقةً فيها الحروف الصينيةُ ويُطلب منه أن يطبقَ البرنامجَ الرقميَّ على ما جاء في الورقة ويكتبَ النتيجةَ ثم يعيدُها إليهم.

                          بهذه الطريقةِ يمكنُه أن يتحاورَ مع شخصٍ صينيٍّ خارجَ الغرفةِ دون أن يفهمَ كلمةً واحدةً ولا حتى حرفًا واحدًا من اللغة الصينيةِ رغم أن عقلَه هو الذي قام بالمعالجة الفعليةِ للمعلومات.

                          ولأنه ضربَ الملاحدةَ في مقتل وأبطلَ اختزالهم لظاهرة الفهم في المعالجة المادية للمعلومة، تعَرضَ هذا المثلُ لعدة انتقاداتٍ من أهمِّها:

                          أن ذلك الكتابَ ليس جزءاً من عقلِ الرجل ..
                          فرُدّ على الاعتراضِ أنه في حال حِفظِه للرموز الرقميةِ والمعادلاتِ الموجودةِ في ذلك الكتابِ سيصبحُ جزءاً منه، وسيستمرُ في اتباع a نفسِ التعاليمِ وإعادةِ الأجوبةِ السليمةِ باللغةِ الصينيةِ دون أن يفهم لغويًّا كلمةً واحدة.

                          الاعتراضُ الثاني: يقول 1990 dale jaquette المثلُ يَفترضُ أن تَعَلُّمَ الرجلِ كيفيةَ استعمالِ الكتابِ لن يجعلَه يفهمُ اللغةَ الصينية .
                          الرد: تعلُّمُ الرجلِ اللغةَ الصينيةَ من خلالِ هذه العمليةِ يحتاجُ إلى رغبةٍ وإلى وقتٍ ليفكَّ الرموزَ التي يحفظُها، والمثلُ لا يريدُ إثباتَ استحالةِ ذلك بل يكفيه عملُ الرجلِ لمدة يومٍ واحدٍ فقط حتى يُثبتَ أنه قام بالنشاطِ الدماغيِّ الكافي ليردَّ بطريقةٍ سليمةٍ دون أن يتحقق له الفهم.

                          الاعتراضُ الثالث، يقول 1988 james moor الإشكالُ يكمن في قدراتِ الرجل على معالجةِ عددٍ كبيرٍ من__ الحساباتِ علاوةً على الآثارِ النفسيةِ التي يمكنُ أن تؤثرَ في فَهمه .
                          الرد: يمكنُ بكل بساطةٍ تكليفُ الرجلِ بمهامٍّ أقلَّ وتزويدُه برنامجاً قصيراً سهلاًَ لم يكن متوفراً قبل عشرين سنة من زمن هذا الاعتراض.

                          الاعتراضُ الرابع هناك بعضُ الأسئلةِ التي لن يستطيعَ الرجلُ التعاملَ معها كالسؤالِ عن الساعة .
                          الرد: عجْزُ الرجلِ عن التعاملِ مع بعضِ الأسئلةِ لا يُبررُ عدم فهمِه للأسئلةِ التي استطاع فعلاً التعاملَ معها.

                          الاعتراضُ الخامس: يقول 1989 R.J.Nelson الغرفةُ الصينيةُ لا تستطيعُ التعاملَ مع كل القدراتِ الفكريةِ للإنسان، ومتى استطاعت تصبحُ قادرةً على الفهم .
                          الرد: وكأنه يقولُ متى استطعنا جَعْلَ الغرفة تفهمُ فإنها ستفهم!

                          الاعتراضُ السادس، يقول 1986 Jonathan Cohen يمكنُ أن نختارَ بعضَ الأسئلةِ المبسطةِ التي يسهلُ فكُّ شفرتِها مثل تكرارِ أسئلةٍ من نوعيةِ 1 + 1 = 2 .
                          الرد: نعم هذا ممكنٌ لكنه إن فُهِمَ فليس فقط بسبب ما قام به من معالجةٍ طبقا للكتابِ بل بسببِ رغبتِه بَذلَ مجهودٍ إضافيٍّ لفكِّ الشفرة. لكنه يستطيعُ إعادةَ الأجوبةِ السليمةِ دون القيامِ بذلك الجهدِ الإضافي، وهذا يكفي لإثباتِ أن المعالجةَ الكافيةَ للردِّ السليمِ لا تكفي للفهم.

                          بعبارةٍ أخرى المثلُ يثبت أن المعالجةَ الدماغيةَ للمعلومةِ ليست هي عينُ الفهم!

                          -يُتبع-
                          لاحول ولاقوة إلا بالله

                          تعليق




                          • الكون ... في خدمة إدراكنا

                            يمكنُ أن نعكس المثلَ السابقَ بأن نحاولَ إفهامَ طفلٍ صينيٍّ تعاليمَ ذلك البرنامجِ المعقد، بالطبعِ لن يفهمَ حتى وإن تُرجِمَ الكتابُ إلى لغتِه ما دام ذكاؤه لم يصلْ إلى المستوى المطلوب. وهنا تأتي المفارقة:

                            1- الطفلُ ليس لديه أيةُ فكرةٍ كيف يعالجُ عقلُه الكلامَ الصيني .. لكنه يفهمُ نتيجةَ تلك المعالجة.

                            2- أما الرجلُ الأجنبيُّ فقد فهم كيفيةَ معالجةِ عقلِه للكلامِ الصيني .. لكنه لا يفهمُ نتيجةَ تلك المعالجة.


                            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	ب05.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	15.6 كيلوبايت 
الهوية:	744055

                            إذا كان الإدراكُ والفهمُ هما من الظواهرِ الماديةِ البحتة، إذاً يحقُّ لنا القولُ أن بين الفهمِ و الحقائقِ هناك جدارٌ من النشاطِ الدماغيِّ الذي لا نفهمُ قوانينَه المعقدةَ هو نفسُه الذي يقدمُ للإدراك نتيجةً مختصرةً ومفهومة.

                            مثلاً :
                            الطفلُ العربيُّ الذي يتكلمُ اللغةَ بالسليقةِ ولا يدري ما هو الإعرابُ، هو طفلٌ يُتقن عقلُه قواعدَ اللغةِ العربيةِ كاملةً دون أن تصلَ تلك المعارفُ إلى إدراكه. بل حتى ما ندركُه من بَرهنةٍ منطقيةٍ لا تشكلُ إلا جزءاً بسيطًا من الاستدلالِ الحقيقيِّ الذي قام به العقلُ بالفعل وهذا يُثبته Godel's Theorem .

                            بل حتى الجملةُ البديهية ( 1 أصغر من 2 ) هي بالنسبة لإدراكِنا تُعتبرُ محطةً "لا عمل" ما دامت لا تحتاجُ إلى دليل، لكن خَلفَ ستارِ الإدراكِ تم بالفعل نشاطٌ عقليٌّ معقد.

                            مثالٌ آخر :
                            أنت تدركُ جيداً ما معنى أن تضعَ يدَك على رأسك ويمكنُك أن تُغمض عينيك وتقومَ بتلك العمليةِ بكل أريحية، لكن إذا طُلب منك وصْفَ الحساباتِ والقوانينِ التي بها نفذ عقلُك أوامرَك فالجوابُ المتوقعُ أنه لا فكرةَ لديك. والأمرُ يشملُ بالطبعِ ما يقومُ به العقلُ من إدارةٍ لأعضاءِ الجسد وخلاياه دون استشارتِنا أو حتى إخبارِنا.

                            ما سبق هو دليلٌ على أن ما يدركُه الإنسانُ من عملِ العقلِ يمثلُ قطرةً في بحرِ مقارنةٍ بما يقومُ به حقا.

                            فالأُمر يشبهُ جيشًا من كبارِ المتخصصينَ في كل المجالاتِ وبكل أجهزتِهم كُلِّفوا خدمة طفل!، يُلخصوا له ما يحتاجُه من معلوماتٍ بأبسطِ الصَِّيغ حتى يستطيعَ فهمُها ثم ينتظروا أوامرَه -غَيرَ الناضجةٍ في أغلبِ الأحيان- لينفذوها.

                            هذا النظامُ الذي يخدمُنا والذي يدلُّ أن وراءَه قصدٌ يستحيلُ أن يَظهرَ بفِعلِ الانتخابِ غيرِ المُوجه بمنطقِ البقاءِ للأصلح !!!

                            -يُتبع-
                            لاحول ولاقوة إلا بالله

                            تعليق




                            • الفريق يفهم ... أفراده لا يفهمون !

                              يقول Marvin Minsky في كتابه The Society of Mind الصفحة 308 :

                              ( أن عملَ العقلِ هو مجموعةٌ من النشاطاتِ المحليةِ على مستوى شبكاتٍ صغيرةٍ متفرقةٍ عبر الشبكةِ العصبيةِ ككل. كلُّ نشاطٍ جزئيٍّ يلعبُ دَورَ عميلٍ لا يستطيعُ أن "يفكر" في حد ذاتِه، لكن مجموعَ العملاءِ عند تآلفِهم يظهرُ الذكاءُ الحقيقي) .

                              اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	ب6ن.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	32.1 كيلوبايت 
الهوية:	744060

                              والسؤال الذي يطرحُ نفسَه:

                              1- هل مجموعُ نشاطِ العملاءِ هو الذي أظهر الذكاءَ والفهم؟
                              2- أم أن هناك قوةً أدارت المجموعةَ بحيث يُنسبُ ذكاءُ عملِها إلى مديرِها وليس لأفرادِها؟

                              القولُ الأول يمكن دحضُه بالمثل السابق ( الغرفة الصينية ) حيث تحققَ ذلك التآلفُ في دماغ الرجلِ دون أن يتحققَ له الفهم.

                              والقولُ أن الأمرَ يشبهُ حالةَ أفرادٍ ضعفاءَ لكن مجموعَ قدراتِهم كبيرة.. هو قولٌ مغلوطٌ لأن الذكاء ليس قيمةً تخضعُ للجمع والطرح.

                              (عشرون طفلاً يستطيعون -مجتمعين- دفعَ ما يستطيعُه الرجلُ البالغُ القوي) لكن (أطفالَ العالمِ مجتمعين لا يستطيعون حلَّ معادلةٍ رياضيةٍ يحلُّها الأستاذُ الجامعي).

                              وكذلك مجموعُ العملاءِ كما سماهم Marvin لا يتمتعون بالذكاءِ، والمفترضُ أن لا يظهرَ الذكاءُ دون وجودِ مديرٍ يحددُ هدفَ النشاط، ويُنسقُ بين أفرادِ تلك المجموعة.

                              فإذا كانت الخليةُ العصبيةُ نفسُها مكونةً من أجزاء، فمن الذي يحددُ لها مهامَّ كلِّ جزءٍ بما يتوافقُ مع الهدف الكليِّ للجهازِ العصبي.

                              اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	ب7.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	25.2 كيلوبايت 
الهوية:	744061

                              الأمرُ لا يختلفُ كثيراً عن التنسيقِ بين عددٍ كبيرٍ من برامج الحاسوبِ الصغيرةِ دون وجودِ برنامجٍ أعمَّ من خلالِه يتمُّ تسييرُ فريقِ العمل.. وقبل ذلك لا بُد "للبرنامج المدير" أن يحددَ الهدفَ الكليَّ المرادَ إنجازُه قبل تكليفِ كل طرفٍ بمهامِّه الجزئية. عاملُ تحديد الهدفِ أو القصدِ هو أمرٌ جوهريٌّ حتى من المنظورِ الماديِّ البحت، فالذكاءُ لا معنى له إلا بتحققِ .marr's three levels of analysis

                              1- المستوى الأول بكل بساطةٍ هو تحديد الهدف.
                              2- المستوى الثاني: كل ما يتعلقُ بالمعالجة . Representation and algorithm
                              3- المستوى الثالث: يَكمُن في الجهاز أو الوسيلة التي تُستعملُ في تنفيذ المعالجة على أرض الواقع.

                              إذاً لا يوجدْ مفهومٌ للذكاء إلا بوجود قوةٍ قادرةٍ على تحديد الهدف مسبقا، مثلاً إذا طُلب منك في الامتحان حلَّ مسألةٍ فأنت تفهم الطلبَ وتحددُ الهدفَ في أول دقيقةٍ لكن ربما تحتاجُ إلى ساعة لإتمام المهمة وربما تفشل.

                              وهنا يأتي السؤال:
                              ما هي الجهةُ التي تدُير وتحددُ الهدفَ الكليَّ لعملِ كلِّ نشاطٍ جزئيٍّ في الدماغ؟ إذا كان المديرُ عبارةً عن نشاطٍ ماديٍّ آخر..

                              فيمكن إذاً إعادةُ السؤالِ مرةً أخرى:
                              ما الذي يديرُ مكوناتِ المديرِ ذاتِه؟
                              وتكرارُ نفسِ الطرحِ الجدليِّ إلى ما لا نهايةَ لن يوصلَك إلى جواب، بل سيوصلُك إلى أصغرِ جزيءٍ في المادة الذي لا يمكن أن ننسبَ له الذكاءَ والقدرةَ على إدارة فريقٍ من الجزيئاتِ بعد تحديدِه هدفَ عملِ الفريقِ مسبقاً.
                              -يُتبع-

                              لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق



                              • كيف ظهرت ظاهرة الذكاء في الكون ؟

                                قبل ظهورِ ذكاءِ الكائناتِ الحيةِ في كوننِا، إن كان هناك هدفٌ في الكون الماديِّ فهو لا يخرجُ عن الهدف الفيزيائي، وبغض النظرِ عن مفهومِ "القصد" في الإلحادِ فإن القصدَ الفيزيائيَّ لا يرقى إلى قدرةِ الكائنِ الذكيِّ على تحديدِ الهدفِ مسبقا، وهذا دليلٌ على استحالةِ ظهورِ الذكاءِ صدفةً بفعلِ الطفراتِ الداروينية.

                                حتى إن سلمنا جدلاً ببداهةِ وجودِ القوانينِ الفيزيائية، فإن تَصادفَها بما يحققُ ظهورَ الحياة ليس أمراً حتمياً. كذلك تصادفُ الظواهرِ البيولوجيةِ بما يحققُ ظهورَ الذكاءِ ليس حتميا.

                                ولتخفيفِ وقْعِ الدعوى العريضةِ التي تبناها التطوريون لجأوا إلى استعمالِ مصطلحِ "الطفرات" وأهمُّ ما يميزُها أنها غيرُ موجهةٍ بل هي الصدفةُ البحتةُ التي لم يكن لها هدفٌ مسبقٌ سعت إليه.. ومع ذلك يدعي الملحدُ أن الظاهرةَ غيرَ المُوجَّهَة ( تتحولُ إلى ) ظاهرةٍ موجَّهَةٍ ومُوَجِّهةً من تلقاءِ نفسِها .

                                فكيف إذاً لتطورٍ غيرِ مُوجَّهٍ أن يُنتجَ كائناً قادراً على تحديد الأهدافِ وإصدارِ التوجيهات؟

                                اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	ب8.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	57.9 كيلوبايت 
الهوية:	744062

                                حسب الرسمِ السابقِ يمكن تمثيلُ ظاهرةِ الذكاءِ على أنها مجموعةٌ من الظواهر الفيزيائيةِ حيث لا معنى للقصد المسبقِ ما دام كلُّ حدثٍ هو نتيجةٌ لظروفِه الآنيةِ التي وُجد فيها.

                                وهنا تأتي المفارقة المستحيلة:
                                ظاهرةُ الذكاءِ التي لها قصدٌ يسبقُ الفعل = مجموعة ظواهرَ فيزيائيةً قصدُها لا يسبق فعلَها .

                                وحتى لا يدعي معاندٌ أن نيةَ الإنسان المسبقةِ ما هي إلا وهمٌ.. أُذكره أنه في أولِ دقيقةٍ ينوي حلَّ المسألةِ في الامتحان، أما نتيجةُ نيته فتأتي بعد وقتٍ طويل.
                                -يُتبع-
                                لاحول ولاقوة إلا بالله

                                تعليق

                                يعمل...
                                X