إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معاً .. لمكافحة الإلحاد ... anti - atheism

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة


  • تابع - شكالية العقل ... في الإلحـاد

    حتى الخطأُ يستحيل أن يظهر في عالم مادي

    خيرُ دليلٍ على الفرقِ بين القصدِ والتنفيذِ أن الإنسانَ في أغلبِ الأحيانِ يفشلُ في تحقيق رغباتِه، في المقابل إن جاز القولُ أن للمادة قصدٌ، فهو قصدٌ آنيٌّ يعكسُ الحدثَ المتحققَ نفسَه، ولذلك لا معنى لأي خطإٍ ماديٍّ ما دام لا يوجدُ مجالٌ لأيةِ مقارنةٍ بين القصد والتنفيذ. فدماغُ الإنسانِ بما فيه من نشاطٍ عصبيٍّ لا يخطئُ ماديا بل يتبعُ كلَّ القوانينِ الفيزيائيةِ الصحيحةِ ولا يتمردْ على سننِها .. ومع ذلك يمكنُ أن يصدرَ من الإنسانِ الخطأ.

    وهذا دليلٌ قاطعٌ على أن المسئولَ عن الخطإِ وأيضاً المرجع الذي به حكمنا على خطئه ليس تفاعلاتٍ ولا قوانينَ مادية.

    فإن ادعى الملحدُ أن ما يحتكمُ إليه الإنسانُ من قيمٍ وأخلاق "ما هي إلا قوانينٌ وضعيةٌ نتجت عن حالاتٍ نفسيةٍ وعاداتٍ وتقاليد".

    نجيبُه:
    لكنك لا تؤمنُ أنها حالةً نفسيةً للروح بل هي حالةٌ ماديةٌ لا يمكنُها أن تُخَطِّئ حالةً ماديةً أخرى، فحتى تناطحُ الذراتِ هو تصرفٌ لا خطأ فيه ما دام موافقًا للقوانين الفيزيائيةِ الصحيحة.

    من أكثر القواعد المنطقيةِ بداهةً أن )عطف الصحيحِ على الصحيح لا يُنتجُ إلا صحيحاً(. وبما أن تصرفَ كلِّ ذرةٍ هو تصرفٌ صحيحٌ فاتحادُ سلوكِ كلِّ ذراتِ الكونِ لا يمكنُه أن يُنتجَ خطأً واحداً. ولذلك إذا ظهرتْ في الكون مفاهيمُ للخطإِ فهذا يعني أن المسئولَ عنها يستحيلُ أن يكون مادة. والأمرُ لا يقتصرُ على الأخلاقياتِ والقيمِ فقط، بل حتى الخطأُ المنطقيُّ الذي يمكنُ أن يسقطَ فيه العقلُ يستحيلُ أن يكون سببُه آليةً ماديةً بحتةً لا تعرف الخطأَ الفيزيائي.

    فإن قيل ما بالُ القوانينِ الأخرى؟
    الجواب:
    في عالمِ الإلحاد، كلُّ القوانينِ لبِناتُها الأصليةُ لا بد أن تتكون من قوانينَ فيزيائية.

    إذاً متى تعثرت أخلاقيا أو حتى منطقياً فاعلم أن خطأك هذا هو دليلٌ حيٌّ على بطلانِ الفكر الإلحادي، واعلم أنك ما تمتعتَ بالقدرة على مخالفةِ بعضِ القوانينِ إلا لغاياتٍ من أهمِّها التكليف.

    -يُتبع-

    لاحول ولاقوة إلا بالله

    تعليق



    • الذاكرةُ ... و إشكاليةُ التشفير

      عقلُ الإنسانِ يتمتعُ بثلاثة أنواعٍ معروفةٍ من الذاكرةِ أهمها بالنسبة للتفكير هي (الذاكرةُ العاملة) Working memory والتي تحتوي على المعلوماتِ التي يحتاجُها الإنسانُ عند حلِّه لمعادلةٍ مثلاً..
      لكن هذه الذاكرةُ لا يمكنها أن تحتفظَ بكمٍّ كبيرٍ من المعلومات في نفس الوقت، لذلك يحتاجُ الباحثُ إلى تقسيم عملِه العقليِّ إلى أجزاء، بحيث يتعاملُ كلُّ جزءٍ مع كمٍّ من المعلوماتِ يتوافقُ وقدراتِ (الذاكرةِ العاملة). ثم يسجلُ الباحثُ نتيجةَ كلِّ مرحلةِ قبل أن ينتقلَ إلى المرحلةِ الأخرى و كأنه يستعملُ القلمَ ليتعلمَ ما لم يكن يعلم.

      أما في كونٍ ماديٍّ ليس له مدبِّر، ذاكرةُ المادةِ لا تخرجُ عما تتمتعُ به من صفاتٍ ذاتية. فما حاجةُ الذرةِ الصغيرةِ أو النجمِ البعيدِ إلى شفراتٍ في شكل مِدادٍ على ورقٍ في كتابٍ يحتوي على معلوماتٍ فيزيائية؟ وما حاجةُ ذلك المدادُ إلى ما يرمزُ إليه من معانٍ؟
      فلا خصائصَ النجمِ تحتاجُ إلى المدادِ وشكلِه المرسومِ على الورق، ولا الرسمُ في حاجةٍ إلى غيره.

      إذاً هي حاجةٌ بشريةٌ، لكن إذا نظرنا إلى جسدِ الإنسانِ على أنه مجموعةٌ من الذراتِ والجزيئاتِ الأوليةِ فحينَها لن تخرجَ حاجةُ ذلك الجسدِ عن حاجةِ مجموعِ الجزيئاتِ المكونةِ له. وبما أن الجزيء لا حاجةَ له إلى ذاكرة تحفظُ ما ليس من خصائصِه، إذاً لا حاجةَ لمجموعةِ الجزيئاتِ المكونةِ للجسدِ إلى ذاكرة تحفظُ ما ليس من خصائصِها. (النتيجة 1)

      فإن قيل بل الجسدُ بحاجة إلى تذكُّر خصائصِ غيرِه حتى يتمكنَ ككائنٍ حيٍّ من الأكلِ والشربِ والحفاظِ على حياتِه. هذا صحيحٌ لكن حتى يستطيعَ القيامَ بذلك لا بُد من امتلاكِه قوةً غيرَ ماديةٍ تعطيه أكثرَ مما أعطته له المادةُ في (النتيجة 1)..

      حتى من منظورِ الانتخابِ الطبيعي فإن الطفراتِ لا تُكسِب المادةَ خواصَّ من خارج الكونِ بل هي نتيجةُ تآلفِ خواصَّ ماديةً كانت موجودةً من قبلُ وهي التي تسببت في ظهورِ تلك الطفرات.
      وإذا كانت الخواصُّ القديمةُ لا تحتاجُ إلى ذاكرةٍ فمهما ألَّفت بينها فلن تحصلَ تلقائياً على خاصيةٍ تحتاجُ إلى ذاكرة.. لا بد من إضافةِ خاصيةٍ جديدةٍ تفي بمتطلبات هدفٍ جديدٍ اسمُه "الحياة".

      إنَّ ذاكرةَ الإنسانِ يمكنُها أن تخزنَ وتعالجَ المعلوماتِ المتعلقةِ بخصائصِ موادٍّ وظواهرَ أخرى دون الحاجةِ إلى إخضاعِ مادةِ المخ لتلك الظواهر.
      فالدماغُ لم يخضعْ أبدا لدرجة حرارةِ باطنِ الشمسِ ولا حتى سطحِها، بل كلُّ ما وصله هو بعضُ الأشعةِ التي اخترقت عينَه. ومع ذلك يستطيعُ العقلُ استنتاجَ خاصيةٍ لم تصلْه مادياً.
      ربما يبدو الأمرُ روتينيا للبعض لكن تلك البداهةُ تتبخرُ بمجرد طرحِ السؤالِ حول القانونِ الذي به نستنتجُ ونحللُ خواصًّا لا نخضعُ لها. إذا ظهرت في الدماغ قدرةٌ على الاستنتاجِ السليم، فلا بد أن تتبعَ قانوناً سليما ظهر هو نفسُه في الدماغ.

      لكن في عالمٍ غيرِ مُوَجّهٍ وحسب (النتيجة 1) لا وجود لقانونٍ في محيطٍ لم تتسببْ صفاتُه في إظهارِه.

      إذاً كلُّ "قانون استنتاج" ظهر في الدماغ بسبب الطفراتِ غيرِ الموجهة.. لا يمكنُه أن يُمثلَ إلا خواصَّ الدماغِ التي تسببت في ظهورِه، وبالتالي لا يمكنُ أن يصل بنا الدماغُ إلى خواصَّ غريبةً عنه.

      كيف يستطيعُ العقلُ أن يتجاوزَ العائقَ الماديَّ في (النتيجة 1) ؟ بدلَ أن ينقلَ الشمسَ كما هي إلى دماغِه ليخضعَ لخواصِّها.. نقلَ فقط شفراتٍ تشيرُ إلى تلك الخواص، وهذا يعني ضرورةَ وجودِ أداةِ ترجمةٍ تُحولُ الواقعَ الخارجيَّ إلى لغة شفراتٍ بغض النظر عن هيئتِها.

      وهذا يثيرُ إشكاليةً أكبرَ ويطرحُ السؤالَ عن تصادفِ الحاجات التالية:

      1- ظهورُ لغةٍ -لا تحتاجها المادة - تُترجمُ الواقعَ إلى شفرات.
      2- ظهورُ برنامجِ معالجةٍ للمعلومات متوافقٍ مع لغة التشفير.
      3- ظهورُ أداةٍ ماديةٍ مصممةٍ بما يتناسبُ وحاجاتِ برنامج المعالجة.

      يستحيلُ أن تتم ظاهرةُ التفكيرِ دون ظهورِ تلك العواملِ الثلاثة في نفس الوقت، فإذا أَلغيت عاملاً واحدا ينهارُ البنيان كله.

      -يُتبع-

      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق



      • ما حاجةُ المادةِ إلى ذكاء؟

        كما سبق ذكرُه فإن كان للمادة "حاجة" فهي لن تخرجَ عن خواصِّها الذاتيةِ وخواصِّ محيطِها، هذا لأن جزيئاتِ المادةِ ليس لها إدراكٌ ورغباتٌ حتى تطمحَ إلى خواصَّ وأحداثٍ أخرى غيرَ التي تخضعُ لها بالفعل.

        ومن كان هذا حالُه فهو لا يحتاجُ إلى تدوينِ واقعِه أو الواقعِ مِن حولِه.. فالضوءُ مثلاً لا يحتاجُ إلى تسجيل طاقتِه أو سرعتِه وذلك بابتكار لغةِ تشفيرٍ تحول الواقعَ إلى رسوماتٍ غريبةٍ نسميها نحن "الأرقام".

        وبما أنها حاجةٌ غيرُ ضروريةٍ إذاً لا يمكنُها أن تظهرَ في الطفراتِ ما دامت الطفراتُ نفسها تصادفُ أحداثاً فرضها الواقعُ بالضرورة.

        هذا لأن تآلفَ الضروراتِ يستحيلُ أن يُنتجَ ما هو غيرُ ضروري، هذه قاعدةٌ رياضيةٌ لا جدال حولَها.

        وطبعاً من عادةِ الملحدِ تركُ القواعدِ المبرهنةِ والبحثُ عن أمثلةٍ مخادعة، فيقولُ مثلاً: "بفعلِ الأمواجِ، يمكن أن يظهرَ صدفةً رسمٌ أو قصرٌ رملي، فتظهرُ معه الحاجةُ إلى ظروفٍ تحفظُه".
        فأين هي المغالطةُ في هذا المثل؟
        تلك الحاجةُ التي ظهرتْ هي من اقتراحِ الإنسان وليس حاجةً نابعةً من القصر الرمليِّ نفسِه.

        كذلك إذا ظهرتْ في الكون ظاهرةٌ بحاجةٍ إلى إدراكٍ وذاكرةٍ وذكاءٍ فتلك إذاً حاجةُ مخلوق أرادها مدبرٌ للكونِ بالضرورةِ حيث إرادته لا تحكمُها الطفرات.

        وافتراضُ نقيضِ ذلك يعني مخالفةُ القاعدةِ المنطقيةِ السابقة.
        والله أعلم .
        إنتهى .
        من مقال بعنوان إشكالية العقل في الإلحاد - بقلم الأستاذ /عبدالواحـد .. مجلة منتدى التوحيد /العدد الرابع


        لاحول ولاقوة إلا بالله

        تعليق


        • مشاء الله تبارك الله عليك ياابا سلطان داءما تتحفنا بما تطمءن له القلوب جعله الله في ميزان حسناتك .وغفر الله لك ولوالديك ولمن علمك ولمن كان سببا في نشر ما تجود به علينا من بحوتات في ديننا الاسلام.فجزاك الله خيرا =ولك مني ندر= الا وهو دعوة صالحة عن ظهر غيب.

          تعليق


          • المشاركة الأصلية بواسطة المجبر مشاهدة المشاركة
            مشاء الله تبارك الله عليك ياابا سلطان داءما تتحفنا بما تطمءن له القلوب جعله الله في ميزان حسناتك .وغفر الله لك ولوالديك ولمن علمك ولمن كان سببا في نشر ما تجود به علينا من بحوتات في ديننا الاسلام.فجزاك الله خيرا =ولك مني ندر= الا وهو دعوة صالحة عن ظهر غيب.

            اللهم آمين ويتقبل منك أخي العزيز المجبر ويغفر لك ولوالديك ويجزاك خير على هذه الروح الجميلة والدعوات الطيبة
            كلنا بحاجة إلي دعوة صالحة بظهر الغيب أسأل الله أن يتقبل دعواتك الطيبة ويجعلك من المقبولين عنده.
            لاحول ولاقوة إلا بالله

            تعليق



            • عبادة الشيطان والإلحاد .. وجهان لعملة واحدة !







              فريدريك نيتشه [1844-1900]:

              الممهد لهذا المذهب الشيطانى هو فريدريك نيتشه .. والذى قضى أيامه الأخيرة فى مصحة للأمراض العقلية .. يقول نيتشه: [أتعرف ما هى أعظم مخاطرك؟ .. إنها فى الشفقة] أهـ .

              ويقول أيضاً: [أشعر أن على أن أغسل يدى كلما سلمت على إنسان متدين] أهـ .



              لقب البعض نيتشه بفيلسوف القوة .. لأنه دعى الإنسان إلى أن يتحلى بالقوة دائماً .. لأن الضعفاء لا يستحقون الحياة .. ويقصد بهذه القوة .. الغريزة الحيوانية البهيمية .. وأن يعيش الإنسان كحيوان بلا مشاعر وبلا قلب .. وألا ينظر للعالم إلا من واقع فلسفتى الوضعية والنفعية .. ولذلك لن تجد من بين الفلاسفة الملحدين أحداً .. يستشهد به ملحدى عصرنا بقدر ما يستشهدون بأقوال وعبارات هذا الرجل .. فقد كان تأثيره كبيراً فى نشوء الفلسفات الإلحادية الساقطة كالشيوعية .. من حيث إدعاءه لمبدأ الكفر بالدين وتأليه الإنسان .. وفى الوجودية .. من حيث إدعاءه لفكرة أن وجود الإنسان هو البداية والنهاية .. وفى المادية .. من حيث إدعاءه بأن العالم الحقيقى هو المادى فقط .. ثم جاء بعده بقليل أليستر كراولى والذى دعى صراحة إلى إعتبار الإنسان حيوان بيولوجى .. ذو أيديولوجية وضعية ..

              أليستر كراولى [1875- 1947]:

              ولد كراولى من عائلة بيروقراطيّة فى إنجلترا .. وتخرّج من جامعة كامبريدج .. إهتمّ فى البدء بالظواهر والعبادات الغريبة .. ودافع عن الإثارة والشهوات الجنسيّة فى كتبه ومحاضراته .. أنشأ علاقة جنسيّة شاذة مع (ألان بينيت) الذى أنغمس فيما بعد بأعمال السحر ..
              أعلن كراولى أنه يتمنى أن يصبح قدّيس الشيطان .. وأن يُعرف بالوحش الكبير أو الرجل الشرّير .. وقضى كراولى عمره يسافر من بلد إلى آخر يبحث عن لذّاته الجسديّة مع النساء والرجال .. ويدعو إلى الوحشيّة والشيطانيّة .. وقد سافر إلى صحراء الجزائر للقاء روح الشيطان هناك .. وفى آخر حياته أصبح كراولى يؤمن بأنه مصّاص دماء وراح يحقن جسمه بالهيرويين حتى وُجد فى النهاية ميتاً بين زجاجات الخمر وحقن المخدّرات ..

              قانون كراولى .. [أفعل ما تريد]:


              1 ــ يحق للإنسان أن يبتدع قانونه الخاص .. أن يعيش بالطريقة التي يريدها .. أن يعمل كما يريد .. أن يلهو كما يريد .. أن يموت فى الوقت وبالطريقة التى يريد .

              2 ــ يحق للإنسان أن يأكل ما يريد .. لذلك شجّع جماعته على أكل البراز .. وأن يشرب ما يريد .. فيشربون الدم والبول .. و أن يسكن أينما يريد .. حيث يسكنون الخرائب .

              3 ــ يحق للإنسان أن يفكر كما يريد .. أن يتكلم كما يريد .

              4 ــ يحق للإنسان أن يحب كما يريد .. فيقول .. خذ حاجتك من الجنس كما تريد .. ومتى وأين ومع من تريد .

              5 ــ يحق للإنسان أن يقتل أولئك الذين يقفون عائقاً أمام تحقيق هذه الرغبات .



              أنطون لافى [1930-1997]:

              ثم جاء أنطون لافى اليهودى ليؤسس بشكل رسمى كنيسة الشيطان فى سان فرانسيسكو عام 1969 م ..





              عبدة الشيطان لا يؤمنون بالله ولا بالآخرة ولا بالجزاء ولا بالجنة ولا بالنار ولا حتى بالشيطان نفسه ..

              ولذلك يقول لافى فى كتابه (الشيطان يريدك):
              [الحياة هى الملذات والشهوات .. والموت هو الذى سيحرمنا منها .. لذا أغتنم هذه الفرصة الآن للإستمتاع بهذه الحياة .. فلا حياة بعدها ولا جنه ولا نار .. فالعذاب والنعيم هنا] أهـ .




              ويقول بيتر جليمور الكاهن الأعظم بكنيسة الشيطان: [الشيطان هو رمز الإنسان الذى يعيش بإستكبار .. وبشهوانية حيوانية .. وبإستعلاء] أهـ ..
              [بيتر جليمور .. كتاب عبادة الشيطان .. الديانة المخيفة]


              ولهؤلاء الملاحدة وصاياهم المناقضة للوصايا الدينية تماماً :


              1- أطلق العنان لأهوائك وأنغمس فى اللذة .. وأتبع الشيطان فهو لن يأمرك إلا بما يؤكد ذاتك ويجعل وجودك وجوداً حيوياً .

              2- الشيطان يمثل الحكمة والحيوية غير المشوهة .. والتى لا خداع فيها للنفس .. ولا أفكار فيها زائفة سرابية الهدف .. فأفكار الشيطان محسوسة ملموسة ومشاهدة .. ولها مذاق .. وتفعل فى النفس والجسم فعل الترياق .. والعمل بها فيه الشفاء لكل أمراض النفس والوقاية منها .

              3- لا ينبغى أن تتورط فى الحب .. فالحب ضعف وتخاذل وتهافت .. فأزهق الحب فى نفسك لتكون كاملاً .. وليظهر انك لست في حاجة لأحد وأن سعادتك من ذاتك لا يعطيها لك أحد .. وليس لأحد أن يمن بها عليك .. وفى الحب يكون التفريط فى حقوقك فلا تحب .. وأنتزع حقوقك من الآخرين .

              4- من يضربك على خدك فأضربه بجميع يديك على جسمه كله .

              5- لا تحب جارك وإنما عامله كأحد الناس العاديين .


              وكما قلنا من قبل .. بل والمثير للضحك .. بل وللسخرية فى الحقيقة .. أن هؤلاء الملاحدة يؤمنون بالشيطان كرمز فقط .. وعلى أنه مثل أعلى فى البهيمية والحيوانية .. بالرغم من إنكارهم الفعلى لوجوده .. وهذه هى قمة الغواية والمكر الشيطانى ..


              يقول فيكسن:
              [عبادة الشيطان هى دين إلحادى .. لا شىء يجيب عليه للآخرين أكثر من مجرد عواقب أفعالنا .. عبدة الشيطان لا يؤمنون بوجود الله أو الملائكة أو الجنة أو النار أو الشيطان أو الأرواح الشريرة أو الأرواح الطيبة أو الجن أو العفاريت .. عبادة الشيطان مذهب إلحادى .. فنحن نعبد أنفسنا .. عبادة الشيطان مذهب مادى .. عبادة الشيطان هى اللادينية] أهـ ..
              [فيكسن كرابترى .. وصف لعبادة الشيطان]



              ويقول أيضاً:
              [كل الناس والحيوانات يشتركون فى المصدر الأصلى فى بيولوجيتهم الأساسية .. فعبادة الشيطان هى أن تؤمن أن البشر ليسوا سوى حيوانات راقية .. لا يوجد ما يميزهم سوى أنهم محظوظون بالتطور والبقاء] أهـ .
              [فيكسن كرابترى .. وصف لعبادة الشيطان]



              بل أن رولد كريستيانسن يؤكد على أن عبادة الشيطان هى صورة أخرى للداروينية:
              [تعتبر عبادة الشيطان الصورة الإجتماعية للداروينية التى تسعى من أجل إستعلاء الأقوى ليسيطر على الضعيف .. لآن هذا هو الطريق للإرتقاء بالإنسانية ككائنات بيولوجية ترعى دورها كرأس للتطور الطبيعى والإجتماعى] أهـ .
              [رولد كريستيانسن .. دراسة عبادة الشيطان]


              ---------------------

              والله أعلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

              المصدر بإيجاز بسيط
              لاحول ولاقوة إلا بالله

              تعليق



              • تذرّع الملاحدة بالدّين وأنه سبب كل مشاكلهم دون غيره




                محاولة الملاحدة إلصاق أي سلوك يتعرضون له بالدين فقط هي محاولة متعسفة وغير واقعية ولا منطقية ومغرضة ومستغلة للموقف استغلال سيء غير اخلاقي ،

                وبالتالي هي غير علمية، لان الناس لا يؤثر فيهم الدين فقط ..



                أكثر الملاحدة يتعسف أفكارا غير واقعية لكي يجعل المتهم هو الدين ويبرئ اتباع الدين من تبعاته، كي تكون النتيجة أنهم هم ضحايا الدين وليس الدين ضحيتهم،

                وهكذا نعرف مَن عدوهم الحقيقي ونعرف ممَ تأذوا أكثر : هل من اتباع الدين أم من الدين ..




                هذه لعبة استغلال مكشوفة منذ قيام العلمانية في اوروبا وتهجُّمها وإلصاق أي مشكلة بالدين، لكن لا تُلصَق أي مشكلة بالعلمانية !

                وهذا تناقض عجيب .. فالاستعمار والحروب العالمية مثلا لا تـُلصق بالعلمانية مع أنها من مفرزاتها، لأن العلمانية هي الجاهلية، والقومية بِنتٌ للتفاخر بالقبائل. ومثلها المصالح الاقتصادية.




                حروب العرب العلمانيين قبل الاسلام كانت تدور حول هذين الامرين :

                المرعى والكلأ (اقتصاد) أو التعصب القبلي (قومية) ، وهذا ما قامت عليه الحروب العالمية الحديثة : الاقتصاد والقومية ..




                الناس تؤثر فيهم التعصبات الفئوية والقبلية والعادات والتقاليد اكثر من الدين، وتؤثر فيهم الغيرة والمصالح والحسد، والتعصبات والتحزبات، وكل هذه ليست من الدين ، بل جاء ليحاربها .. و هذه الاخيرة تجعلهم يستغلون الدين إذا ناسب ، أو قد يستغلون غيره، كالوطنية او القومية او الحرية والعدالة او الامن الخ من الذرائع ، حتى العلمانية ..


                الملحد يقدم لنا تصور طوباوي (يتجاهل الواقع) أنه إذا زال الدين زالت الشرور ولن يؤذيه أحد حينها، وسوف يُفكَّك السلاح ويُباع حديداُ لتسليح المباني إذا ألحدت البشرية ..

                وهذا ما يُسمى بجنة الالحاد الموعودة الوهمية ، لأنه دين ، فلازمٌ أن يكون له جنة ونار.

                لو كان الامر كذلك لاتجه البشر كلهم الى الالحاد - لكن الحقيقة هي العكس تماما !!


                اذا كان الدين يقدم موانع و مكابح عن الشرور او بعضها، فالالحاد يقدم الطريق مفتوحا (هاي واي) إلى الشر !

                فلا يوجد محرّم واحد في الالحاد ولا عيب ولا مبدأ ، إلا ما تختاره بنفسك تبعا لمصالحك.

                حتى وطء الام والبنت ، والنفاق والكذب، حتى قتل كل البشر وأخذ ما عندهم، تبعا لقانون البقاء للاقوى والمصالح الخاصة !

                ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ) هذه الآية تنطبق على الملحد .

                والله أعلم -
                المصدر

                لاحول ولاقوة إلا بالله

                تعليق




                • انتقائية العلم وانتقائية العلماء في الفكر الالحادي


                  الفكر الإلحادي يحاول أن يحصر ويؤطر الأسئلة المطروحة عليه في إطار وحدود العلم ،

                  فمثلا لا يحبذ أسئلة من قبيل : من خلق الارض ؟

                  بينما يؤكد ويفضل على طرح أسئلة مثل : كيف تشكلت الارض وكيف تتحرك ، وما هي حسابات حركتها ..



                  كذلك من صور الانتقائية في الفكر الملحد :

                  انتقائية العلماء الذين يريد أن يجعلهم ضمن روافد الفكر الالحادي، بحيث يكسب هذا الفكر زخماً علميا أكثر ، والعالِم لديه هو الملحد أولا ، أو ما يفيد الملحد والإلحاد من فِكر ذلك العالِم .

                  النوع الأول من مثل داروين وفرويد ودوركايم - والنوع الآخر من مثل ديكارت وسبينوزا وهيجل ،

                  حيث يُنتَقَى منهم ما يخدم الفكرة الالحادية فقط ، ويتم حذف الباقي وتجاهله

                  فديكارت أخذوا منه مذهب الشك فقط ، وحذفوا مذهبه في أن المعرفة تبدأ من الله أولاً ،

                  وهيجل أخذوا منه الديالكتيك التاريخي ، وتركوا البقية من أفكاره وفلسفته .

                  هذه الانتقائية تكشف مذهبية الالحاد ، وتثبت أنه دين مستقل لا يستطيع أن يعتمد على العلم كله ولا العلماء كلهم كما يدّعي .



                  كذلك انتقائية التناول ، فهُم ينتقدون الدين من خلال الأخلاق ، ولا يبنون فكرهم على الأخلاق ولا يريدون ان يُنقَد من خلال الاخلاق ، لأنه يهمّش الأخلاق ولا

                  يريد أن يجعلها ثابتا يتقيد بها
                  . لكن عندما ينتقد غيره، يشهر سيف الاخلاق على موضوع النقد عليه ؟!!

                  المصدر


                  لاحول ولاقوة إلا بالله

                  تعليق



                  • الإلحاد مراوغة الفلسفة


                    الالحاد ليس فلسفة و لكنه مراوغة الفلسفة .

                    الفكر الملحد مثل لاعب الكرة الذي يتحاور مع اللاعبين يمينا و يسارا لكي يوصل كرته الى الهدف الذي يرغب تحقيقه .

                    و الهوى ليس له فلسفة ، و من هنا صعوبة التحاور مع الملحدين لانهم لا تحكمهم ثوابت : لا في المنطق ولا في العلم ولا في الاخلاق ولا في الدين ، إنها تمرّد على كل شيء إلا الرغبة !!!

                    مثل ذلك اللاعب لا تستطيع أن ترسم له خطاً مستقيما سيفعله كل لاعب مثله ..


                    فمرّة يكبرون من شأن المنطق ومرة يخرجونه على الهامش .

                    و مرة يكبرون من شأن العلم و مرة يظهرونه بمظهر الذي لا يعرف شيئا والخالي من المسلمات ..

                    و مرة يحتقرون إنسانية الانسان ، و يتهمونها بالوقوف في وجه العلم ، ثم ياتون مرة أخرى ليتباكون على العبيد بروح إنسانية تنزف رقة و حنانا !

                    ما دام هذا في تصورهم ينتقص من الاسلام .. أي ليس لهم خط ثابت .

                    إما انسانية أو لا انسانية ، إما علم ثابت أو لا علم ، إما منطق ملزم أو لا منطق ، هذا ما يجب أن يكون ..

                    أما التلاعب بينها حسب الرغبة ، فهذا أمر ممجوج ولا يقيم فلسفة تحمي نفسها من النقد ..


                    ( إن ربي على صراط مستقيم ) ، و الالحاد ليس على صراط مستقيم ، فكل شيء مسموح ، وكل شيء مباح ، المهم أن تصل الكرة الى المرمى ، والغاية تبرر الوسيلة حسب الفكرة البرجماتية .

                    لا يصلح أن يكون الالحاد ثمرة لتقدم البشرية بل هو انتكاس .

                    فالفوضى في كل شيء ليست نظاما ولا تطورا ، بل تحللا للأنظمة , و الالحاد فلسفة الرغائب والتلاعب في كل ما يقف في طريقه .

                    أي فوضى عقائدية وفكرية ومنطقية وعلمية و أخلاقية ..
                    لأول مرة يكون للتناقض فلسفة .

                    المصدر
                    لاحول ولاقوة إلا بالله

                    تعليق



                    • فردوس بيكون المفقود


                      (1)



                      في ليلة عنوانها الصمت، وريحها نسمات بعبق الماضي..

                      يجلس مارسيل على نافذة قرب تغريد الموج، ومغازلة البحر لنظرات البشر، تمر نسمة من عبير الهواء لتلامس جسده، فلا يتذكر إلا مادة الجلد تتفاعل مع مادة الأوكسجين، تطبع معناها على صفحات الدماغ الفارغ، فتنتج فكراً.. (كما ينتج الكبد الصفراء!).

                      على جانب آخر من نفس الشاطئ..
                      يجلس جوزيف يحاكي همس البحر و أشواق الليل، تلك النسمة التي تمر على جسده تترجم إلى لغات عديدة، شعراً مرةً و نثراً أخرى.. و كان جوزيف يتعامل مع اللغة على أننا نفكر داخلها[1]؛ فهي البحر حين تصفه، وهي الليل عندما تشكو أرقه، وهي الحزن وقتما تبكي دمعه..

                      [من هنا بدأت القصة عندما اختلفت زوايا الرؤية]

                      كانت تالين تتألق جمالاً وطفولة وهي في العشرين، وكان جوزيف يكتبها مع البحر والمطر، فهي حبيبته الصغيرة وضياء عينيه، وكان لا يرد لها طلبا، ويرسمها كلمات كلما خلدت للنوم، بسهوتها الطفولية، التي تحاكي لغة الملائكة، فيكتب ما قسم له القدر من جمالها، ويغفو على خصلات شعرها ليستيقظ على سحر نطقها.
                      أما مارسيل فهو صعب المزاج، قليل الصبر، هائج الخاطر، ومعترك الشهوة، ينظر إلى الخلق نظرة المعمل والتجريب، وقد لمح تالين لحظات قليلة، حيث يسكن قرب منزلها، فكانت فكرة الفريسة والبقاء للأصلح بالإضافة إلى روح ميكافيلي تُشعل فكره، ويهرب من هذه الأفكار نحو بقايا الضمير الذي ينضب في ذاك المعمل المعتم.



                      (2)

                      تستيقظ أطلنطس..
                      وقد اكتنفها الضباب، وتردت الرؤية بين تزاحم ضباب الصباح، تقرأ الأمل على وجوه المارة مع نوع من القلق، جوزيف ينادي تالين، لا إجابة، الثانية والثالثة.. ساوره القلق، رفع الصوت ولا مجيب، يبحث في غرفتها، السرير خاوٍ والنافذة تتلاعب بها رياح الصيف الخفيفة، الجدران كعادتها صماء، والجو كله يزيد القلق في النفس، ارتعد جوزيف.. وتكاثفت أنفاسه متراكمة، حتى بالكاد ينالها، تالين، تالين، تالين..!
                      يهرع إلى الحي و أزقته: يصرخ، ينادي، يناجي، و لا تكاد تفهم ما يقول.

                      يقابله صديقه ديفيد: ما بك يا رجل تصيح كالمجنون!

                      تالين يا ديفيد فقدتها صباحا، ولم أجد لها أثرًا، ولم تخبرني أنها تنوي الخروج.

                      علّها يا صديقي ذهبت تجلب بعض طعام الإفطار، هلم نبحث من جديد.

                      تشارك أغلب سكان الحي البحث.. ولكن البحث عاد كصدى صرخة في بئرٍ سحيق.

                      صباح يوم الجمعة.. جميع الأجهزة الأمنية في المنطقة تبحث عن طفولة الحي، عن البسمة التي قطفت من بستانه.. العجوز أنطون يتمتم كعادته فيما يفهم ولا يفهم.. بائع الأزهار سالين يراقب المارة وكأنه مخبر، والجو قريب إلى النفس الإنسانية وقت تغرب شمسها وتكتسي ثوب السحاب.
                      يسمع الضابط أنطون العجوز يقول: لماذا كانت الزهرة تمشي مع ذاك الطبيعي الكريه؟!
                      وعاد الضابط أدراجه وقال: من هو الطبيعي أيها العجوز؟ ومن هي زهرة؟

                      ويتمتم العجوز: يا لهذا الضابط الأبله، ففمه منتفخ عند السؤال، تشعر وكأنه سيأكلك عند قذف الكلمات.
                      أعاد الضابط السؤال، فقال العجوز: سل بائع الكير (الزهر) فهو يعرفه.

                      نظر الضابط إلى سالين فتفرس فيه خيفة، فتحرك نحوه في مناورة لقراءة نفسه، فما كان من الغبي إلا أن حاول الهرب!


                      (3)

                      الضابط: من هو الطبيعي الذي كان يقول عنه ذلك العجوز؟
                      إنه صديقي بيكون.

                      أيها الأحمق أتسخر مني؟ قل وإلا جعلتك لا تعرف تقاسيم وجهك.
                      يا سيدي إنه صديقي مارسيل، وشهرته "بيكون" لحبه للتجريب والعلم الطبيعي.
                      وما علاقته بتالين؟!
                      لا أدري.
                      صفعة قوية كادت أن تسقط أسنان هذا البائع التعيس.
                      كل ما أعلمه سيدي أنه اتفق معها أن يجهزوا لعيد ميلاد جوزيف، فتخرج معه ليلاً ليشتروا بعض الزينة، فيجدها عندما يستيقظ، ويدخلُ السرورُ قلبَه، وقد بِعْتُهم بعضَ الأزهار البارحة، وبعدها لا أعلم شيئا، ولو قتلتني لن تخرج مني معلومة أخرى لأن هذا مبلغ علمي. على غير المعتاد.. تداهم وحدة مكافحة الجرائم بيت مارسيل، فتجده يجلس بهدوء، وجهه أقرب إلى لوح من الخشب، أنفه قصير وعيناه جاحظتان كناية عن الأرق.

                      أين تالين؟
                      وما يدريني سيدي الضابط.
                      قال سالين: إن آخر ظهور لها معك.
                      -وكان الحادث مضى عليه عشرة أيام -

                      نعم كان بعدها بيوم عيد ميلاد جوزيف، واستشارتني، ونصحتها بالزهور وبعض الحلوى معها القليل من الزخرفة، ثم لم أرها!
                      اسمح لنا بالتفتيش.
                      تفضل سيدي المحقق.

                      بعد البحث المضني.. مع عدم العثور على شيء وقبل الرحيل، لاحظ رجل التحقيق منضدة سجائر وكتابًا له غلاف غريب، فاقترب منهما واشتمهما، فإذا فيهما رائحة البشر!
                      ما هذا؟
                      ارتبك مارسيل، وقال: ما ترى.
                      فأخذهما رجل البحث، وأمر بحجز مارسيل.
                      وبعد الفحص.. تبين أنها مصنوعة من جلد تالين!!
                      فأيّ جريمة هذه؟!


                      المحكمة

                      (الفصل الأخير)


                      أمام القضاء محامي الدفاع أبيقوري ميكافيلي يُسمى إيجور، وأما الادعاء فكان للكسير جوزيف.

                      سيد جوزيف، تفضل.
                      جوزيف: سيدي القاضي "إن الشر إنساني و إنساني جدًا"[2]، وإلا ما توصيف هذه الحالة من الاغتصاب الفعلي لفتاة بعمر الزهور واغتصاب كل معاني الإنسانية بتحويلها إلى مادة استعمالية بمنضدة سجائر وجلد كتاب، أية معرفة هذه التي تغلف بجلد البشر.
                      جوزيف مكملاً: سيدي القاضي "الإنسان يعترف بالشر، وبالتالي يعترف بوجود حرية اختيار الشر ومسؤوليته عنه"[3].
                      القاضي: أخرج سيد جوزيف من الخطب البيانية وادخل صلب الموضوع مباشرة.
                      جوزيف: سيدي القاضي حجتي إنسانية أخلاقية، لابد من هذه الخطب!

                      القاعة صامتة.. وكأن حكم الأخلاق اكتسحها.

                      القاضي: تفضل سيد إيجور.
                      إيجور: إن القانون الأول في أطلنطس -العلمية التجريبية - كما قررها الحكماء أنه:لا معنى إلا للتجريب،
                      و القانون الثاني: أن الكلام عن الأخلاق والما وراء لا معنى له، كما قررت الوضعية المنطقية،
                      أما الثالث: أن البقاء للأصلح،
                      و الرابع: أن الميكافيلية هي الحلم الأخلاقي الأعلى،
                      و الأخير: أن الحياة والسعادة هي اللذة.
                      وبناء عليه سيد إيجور؟
                      حسنا سيدي القاضي لنأخذ فعل موكلي حسب هذه القوانين الكلية:
                      موكلي استخدم الدهاء المصلحي الميكافيلي في استدرج المادة الأنثوية ليجلبها لمنزله، ثم أقام مذهب اللذة باغتصابها على نية حفظ النوع والبقاء للأصلح!

                      ضجة من أنصار الأخلاق.. فيسكتهم القاضي بمطرقة سندانه.

                      أكمل سيد إيجور.
                      بعد تمرد هذه المادة دفعها موكلي فارتطم رأسها بالحائط ونزلت جثة هامدة، وكما هو متعارف عليه أن أسطوانة الدفن والطقوس الميتافيزيقية هي أمور غير علمية تجريبية، فقرر موكلي تحويل هذه المادة المنزوعة القداسة إلى منضدة سجائر وغلافًا لكتاب معرفي، ليؤكد أنه لا صوتَ إلا صوت التجريب واللذة والمصلحة.
                      حل ارتباك إنساني في القاعة.. أخرسه صوت القاضي: هل عندك ما تضيفه سيد إيجور.
                      إيجور: لا.
                      وأنت سيد جوزيف.
                      جوزيف: يا سيدي، أستنجد بك، حَكِّمْ الضميرَ والمعاني الإنسانية النبيلة، لا تكونوا يا سادتي من أتباع منهج "كل شيء مباح"[4].

                      [تم تداول القضية، وخرج القاضي لينطق بالحكم].

                      القاضي: حسب قوانين أطلنطس وإرشادات الحكماء، تقرر تبرئة المتهم، وتكريمه بجائزة المدنية كأفضل مُطبق للمذهب الوضعي التجريبي!!.. رفعت الجلسة.
                      في الليل.. يتسلل جوزيف إلى غرفة القاضي، وبعد أن قتل حراس منزله يوقظه، فينهض القاضي مفزوعًا.
                      ما بك يا بني، لماذا هذه النظرات؟!
                      لا شيء سيدي القاضي، فقط أريد تطبيق المنهج الوضعي عليك.
                      يا بني أستطيع قلب الحكم و تغييره، فهذا من المصلحة، وهي ضمن قوانين الحكماء. اصمت.. اصمت سيدي القاضي!
                      يا بني أستنجدك الضمير!
                      جوزيف وهو يمرر السكين على نحره يردد : ( لا وجود لحكم الضمير في أطلنطس ) !!!
                      إنتهى .


                      ينشر بالتعاون مع مجلة "براهين" العدد الثالث

                      www.braheen.com


                      [1] John Russon, “Emotional subjects: Mood & Articulation in Hegel's philosophy of mind”, International Philosophical Quarterly Vol. 49, No. 1, Issue 193 (March 2009).

                      [2] مصطفى عارف، “هرمنيوطيقيا الفعل الإنساني : الإنسان الإرادة و اللاعصمة”، مجلة تبيّن للدراسات الفكرية و الثقافية - العدد الثامن - ربيع 2014.

                      [3] الناصر عمارة، “المرض : مقاربة إتيقية هرمنيوطيقية”، مجلة تبيّن للدراسات الفكرية و الثقافية - العدد الثامن - ربيع 2014.

                      [4] دوستويفسكي، “الإخوة كارمازوف”، ترجمة سامي الدروبي، مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم.



                      المصدر
                      لاحول ولاقوة إلا بالله

                      تعليق



                      • الهيومانية( الإنسانية ) كبديل عن الدين


                        هل يمكن أن تحل الهيومانية Humanism بديلا عن الدين ؟


                        هل يمكن أن يحيا الجنس البشري بلا دين ؟


                        هل يمكن التأسيس للقيمة والمعرفة والغاية والأخلاق في غياب الإله ؟



                        لقد عاش الجنس البشري آلاف السنين تحت تأثير الدين،و استطاع الدين أن يوفر جميع أوجه الحياة الأخلاقية والقانونية والعقائدية وحتى اللغة، ومن ثَم فمن حقنا أن نتساءل عما إذا كان من الممكن إنتاج جيل ملحد إلحادًا كاملا؟

                        لكي تنجح هذه المحاولة لابد من التنشئة في عزلة تامة عن كل دين وعن كل فن وعن كل دراما للوجود الإنساني، وإلغاء كل ما يمكن أن يَستحضر النشء أمامه من رؤيا لعالم آخر، وبالتالي إلغاء جميع الأعمال الفنية التي تُصور صراع الإنسان في العالم وتطلعه لعالم أفضل،
                        لأن كل هذه الأمور ستؤدي إلى شعور الإنسان بالإغتراب في هذا العالم، وهو شعور ميتافيزيقي روحاني بحت.

                        في الواقع هذا أمر صعب في الوقت الراهن، لأن الملحدين يعيشون في ظلال الدين، ويمكنناأن نزعم أن كل أخلاق الملحد هي مجرد تأثر بالدين ومبادئه الأخلاقية الأساسية ، بطريقة صامتة غير محسوسة ، و لكنها ثابتة ، فقد تربى الملحد في ظلال الدين عشرات السنين، وهو في نقده للدين يتأثر بأخلاق من ينتقدهم، إن جوهر الإنسان في أخلاقياته وليس في طبيعته المادية هذه حقيقة ثابتة. إن أخلاق الملحد هي عطية الدين ، هكذا علينا أن نزعم إلى أن ينشأ مجتمع إلحادي كامل.

                        لكن بعيدًا عن زعمنا ، سنحاول أن نتصور تصورًا إبستمولوجيًا (معرفيًا ) مجرد صورة مبسطة للقيمة والأخلاق ، من منظور مادي إلحادي مُجرد، بناءًا على رؤية الملحدين أنفسهم.

                        أثبت فلاديميير لينين -مؤسس الدولة البلشفية الملحدة- أن الأخلاق خدعة ميتافيزيقية ،

                        وقرَّر فريدريك إنجلز–أبو النظرية الماركسية– في كتابه "أصل العائلة والدولة والملكية الخاصة" أن النظام الأُسري نظام برجوازي، وأن شيوع النساء و إلغاء منظومة الزواج هو الحل الأقرب لروح الإلحاد المادي.

                        لكن لماذا لا نكون أكثر تفاؤلا وأكثر تنزلا، ونفترض أنه تم التأسيس للمجتمع الإلحادي الكامل بناءًا على أخلاق مثالية! أخلاق كاملة كالتي نادى بها الدين، أخلاق أصلية واضحة وراسخة في الذهن البشري!

                        لكن في هذه اللحظة على دعاة الإلحاد أن يطلبوا من الناس مزيدًا من المثالية والتضحية ، ربما أكثر مما طلب أي نبي من قومه بإسم الدين ،
                        فليس ثَمة إغراءات ماورائية ، وليس ثمة تطلع أُخروي يبرر التضحية والالتزام بالمُثُل العليا ، التي هي جوهر القضية الأخلاقية !

                        وكما يقول المفكر الإنجليزي جون لوك: إذا كان كُل أمل الإنسان قاصرًا على هذا العالم، وإذا كنا نستمتع بالحيـاة هنا في هذه الدنيـا فحسب ، فليس غريبًا ولا مجافيًا للمنطق أن نبحث عن السعادة ،ولو على حساب الآباء و الأبنـاء ".

                        إنها معضلة وأي معضلة، لكن سنتنزل مرةً أُخرى و نتصور أنه تم التأسيس للمجتمع الإلحادي الكامل ، ونتصور أن هؤلاء الملحدين قرروا التضحية وتبنّي نموذج أخلاقي، إمعانًا في تحدي مجتمع المؤمنين، وقرروا أن يتركوا الشر والظلم، وقرروا أن يلتزموا بالأخلاق المثالية ،

                        هناستظهر المعضلة التي بلا حل :
                        فداخل العالم الإلحادي لا يوجد معنى مادي للشر أو الظلم , فالشر أو الظلم هو وضع الشيء في غير محله ، ومحل الأحداث في عالم الإلحاد المادي ، هو نفس المحل الذي تحدده القوانين الفيزيائية ، وبما أنه لا توجد ذرة تخالف تلك القوانين

                        إذن كل حدث في الكون المادي قد وُضع في محله المادي ، ولذلك المفترض ألا يوجد في المجتمع الإلحادي ولا في الكون المادي ظلم أوشر.

                        فالإنسان مُستوعب تماما في الطبيعة ، قوانين الطبيعة هي قوانينه ، تسري عليه الحتمية المادية الفيزيائية بمنتهى الأداتية المعرفية ، فلا يمكن الاستقلال برؤية متجاوزة أو مغايرة لما تفرضه المادة ، وإلا لاعتبرنا أن للإنسان أصل آخر ومقدمة أُخرى ولانهار الإلحاد.

                        أيضًا العقل مادة مُتلقية طبيعية لا تتجاوز هذا الإطار ، والحالة النفسية الحاكمة في النموذج الإلحادي هي حالةً نفسيةً للمادة وليس للروح ، وبالتالي لايمكنُها أن تُخَطِّئ حالةً ماديةً أخرى, فحتى تناطحُ الذراتِ هو تصرفٌ لاخطأ فيه ما دام موافقًا للقوانين الفيزيائيةِ الصحيحة.و طبقًا لهذه الرؤية الإلحادية المادية الحتمية فإنه في المرحلة التالية سيتنازل الإنسان عن مركزيته

                        فالإنسان من منظور مادي إلحادي ليس هو المركز ،بل المركز هو الطبيعة المادية وقوانينها وحتمياتها، وبالتالي سيحل محل مركزية الإنسان مركزية الطبيعة باعتبارها المُطلق الأول، وهذا يعني انهيار المشروع الهيوماني (مشروع الإيمان بالإنسان)،

                        وبذا يُصفَّى الإنسان على حد تعبير الدكتور عبد الوهاب المسيري لحساب الطبيعة، وسيتم استيعابه تمامًا ويسقط في هيمنة المادية الحتمية، ويصبح أي حديث عن الإنسان أو قيمه أو مركزيته هو حديث ملوث ميتافيزيقيًا ، ويتحول الإنسان إلى حيوان مادي مجرد ، ويعود للصراع الدارويني الذي دخل به التاريخ ، وفي هذا الإطار المادي التجريدي يصبح الحديث عن الهيومانية لغوًا فارغًا ، وتتحول الشعارات إلى سخافة لا معنى لها، فما معنى حماية المعاقين أو المرضى الوراثيين أو تقديم يد العون لهم؟

                        إن محاولة من هذا القبيل تأتي ضد الانتخاب الطبيعي والبقاء للأصلح ، وإذا كانت الرؤية الداروينية هي الرؤية الصحيحة ، وكانت حتمياتها هي الأصل الثابت ، فلن يستوعب الإنسان أصلاً فكرة حماية المعاق أو تقديم يد العون للضعفاء ، بل إن تعقيم المعاقين –أي منعهم من الإنجاب- هو الحل الدارويني الأمثل والأوحد.

                        أيضًا في الإطار المادي الحتمي الإلحادي - كيف تتم المناداة بمفهوم الإنسانية الهيومانية، في عالم يحكمه البقاء للأصلح؟

                        بل إن أية محاولة لمعاندة هذا الإطار المادي هي محاولة فاشلة ، لأنها تأتي ضد التطور ، وضد قوانين الحتمية المادية التي تسري على الوجود.

                        يقول الدارويني جيمس هِلْ James J.Hill: "إن الثروات تُحدَد تبعاً لقانون البقاء للأقوى".(1)

                        و يقول تايل Tille: "من الخطأ الشديد مجرد محاولة منع الفقر أو الإفلاس أو مساعدة الضعفاء أو محدودي الإنتاج..، مجرد مساعدة هؤلاء خطأ جوهري في النظرية الدروينية، لأنه يتعارض أساسا مع الانتخاب الطبيعي natural selection، وهو جوهر الداروينية."(2)

                        وطبقا لــ: هربرت سبنسرHerbert Spencer فإن: "فكرة وسائل الوقاية الصحية وتدخل الدولة في الحماية الصحية لمواطنيها وتلقيحهم تعارض أبسط بديهيات الانتخاب الطبيعي، وكذلك مساندة الضعفاء أو محاولة حماية المرضى والحرص على بقائهم!". (3)

                        هذه هي الصورة التي يتيحها الإلحاد المادي ، إنها المعادلة المستحيلة..

                        يستحيل أن يتم التأسيس للأخلاق داخل المنظومة المادية ، لا يوجد داخل العالم المادي الهيوماني مايُفرح الإنسان أو يسليه، أو يؤسس لقيَّمه، أو يؤسس لمبادئه، أو يؤسس لأخلاقياته،يستحيل أن يوجد داخل المنظومة المادية ما يجعل الإنسان إنسانًا.


                        -يُتبع -
                        لاحول ولاقوة إلا بالله

                        تعليق



                        • فالأخلاق والقيمة تمثلان ثغرة في النظام الطبيعي، فالأخلاق ثغرة معرفية كبرى في النسق الكوني ، و لذا لا يمكن إخضاعها لقوانين الطبيعة و حتميات ماركس التاريخية، أو حتميات داروين العضوية أو حتميات دوركايم الاجتماعية ،

                          هذا الاختلاف بين الأخلاق والطبيعة يُعبِّر عن نفسه في الاختلاف بين المؤشِّر في العلوم الطبيعية والمؤشِّر في العلوم الإنسانية.

                          الأخلاق تسير عكس الطبيعة أو بمعنى أدق لا علاقة لها بالطبيعة ، فالأخلاق ثغرة في الزمان ، فهي نتاج خلق وليس تطور ! والله خلقها كاملة لأن الله لا ينتج ولا يشيد ،و إنما يخلق ، وهذا يؤكد أصالة ظهور الإنسان.

                          الأخلاق (عقليا )غير مربحة، بل ضارة، بل هي أكبر عبئ على صاحبها، وقد تساءل ماندفيل Bernard Mandeville أستاذ علم الأخلاق الإنجليزي: ما أهمية الأخلاق لتقدم المجتمع والتطور الحضاري؟ و أجاب ببساطة: لا شيء بل لعلها تكون ضارة.

                          ولذا فالأخلاق لم تتم البرهنة عليها عقليًا إلى الآن ، والأخلاق والدين هما أقدم الأفكار الإنسانية تُرًا ، وقد ظهرا سويًا مع الإنسان كل هذا يؤكد أصالةالظهور الإنساني وغائية الأخلاق التي يحملها، إنها اللحظة التي صنعت عصرًا جديدًا.

                          إن الإنسان يتحرك في الحياة وهو يعلم يقينًا أنه ليس مُفصّل على طراز داروين ، ولذا يرفض باستمرار إلحاح العلم المتزايد على أن الجنس الأبيض أفضل من الأسود، أو أن إبادة المعاقين والضعفاء خيرٌ للجنس البشري، أو أن الإنسان حيوان مادي، وهذا يؤكد أن الإنسان لا يستطيع أن يرفض التكليف الإلهي بداخله، وأن الإلحاد لا يصلح لتحليل ظاهرة الوجود الإنساني!

                          و تأتي النزعة الهيومانية الإنسانية الجديدة كتوكيد عجيب على هذا الأمر ،
                          فهي تستقي مباديء غير مادية وغير علمية، تؤسس بها لمفاهيم مستقلة عن الوجود المادي،
                          وتؤكد بها أن الإلحاد يرفض أن يكون إلحادًا، وأن الملحد في قمة إلحاده يترفع عن المادية الحتمية، ولذا لنا أن نتساءل:
                          - إذا كان الله غير موجود كما تزعمون، فلماذا التمحك في ظلاله؟
                          - لماذا محاولة التأسيس لفلسفة هيومانية ملوثة ميتافيزيقيًا ؟
                          - إذا كان الإنسان ابن المادة ومن المادة وإلى المادة، فلماذا الحديث عن سموه أو قيمته أو مركزيته؟

                          إن الهيومانية هي توكيد متزايد على أن الإلحاد لا يصلح لتحليل ظاهرة الوجود الإنساني، وأن الإلحاد شيء والإنسان الروح والجسد شيء آخر تمامًا.

                          قد حاول كهنة المادية الإلحادية الغربية - بعيدًا عن هذه الرؤى الميتافيزيقية - تحليل ظاهرة الوجود الإنساني ،
                          فوجدوا أن الإنسان لا يعدوا كونه كائن طفيلي لا يوجد ما يُميزه ، ولذا فقد ظهرت دعوات تعميمية تُنادي بإلغاء التفرقة بين البشر والحيوانات والحشرات ، بل و النبات ، ومحاكمة كل من يتعرض للفيروسات أو دودة الأرض ، لأنه بيولوجيًا لا فرق بين الإنسان ودودة الأرض ، فكلاهما على نفس الدرجة من التطور النوعي.


                          يقول كريستوفر مانيز Christopher manes: "لا يوجد مستند لرؤية البشر ككائن أرقي من غيره".(4)

                          وفي سويسرا ظهرت قوانين عدم إذلال النباتات.(5)

                          ويقول بيتر سنجر الأستاذ بجامعة برينستون: "حياة رضيع ليست أغلى داروينيًا من حياة شبمانزي أو خنزير".(6)

                          ويقول الدارويني الأمريكي جيمس لي James lee: "يجب تقليل عدد البشر قدر الإمكان، يجب إيقاف الزواج وقتل الرُضع"،
                          وقد اتخذ هذا الدارويني وسائل حقيقية لقتل البشر باعتبارهم طاعون وحيوان طفيلي فاسد،
                          وفي سبتمبر 2010 قُتل جيمس لي حين اتجه إلى موقع قناة ديسكفوري وأخذ ثلاث رهائن، وكان معه بعض القنابل، إلا أن الشرطة لم تمهله وأردته قتيلاً، قبل أن يُنفذ مخططه الدارويني.(7)

                          يقول فرانسيس فوكوياما في كتابه الأشهر نهـاية التاريخ:
                          (( حقوق الانسان لها مشكلة فلسفية عميقة إذ لابد أولاً أن نفهم الإنسان قبل أن نبحث في حقوقه ، نفهم طبيعة الإنسان ، فالعلوم الطبيعية الحديثة تشير إلى أنه ليس ثمة فارق بين الانسان والطبيعة ، وعندما نوسع في المساواة التي تنكر وجود أي اختلافات بين البشر ، فيمكن أن يشمل ذلك إنكار وجود اختلافات هامة بين الانسان والقردة العليا ، وتنشأ عن ذلك أسئلة لا حصر لها، إذ كيف يكون قتل البشر غير مشروع ، في حين قتل هذه الحيوانات ليس كذلك ، وسنصل حتمًا في مرحلة ما إلى السؤال التالي: و لماذا لا تتمتع الطفيليات المعوية والفيروسات بحقوق مساوية لحقوق
                          الإنسان؟
                          إن عدم اهتمام الناس بهذه المساواة يوضح أنهم لا يزالون يؤمنون بمفهوم ماعن تفوق قدر الانسان،
                          وحتى حماة الطبيعة وحماة الحيوانات ، هم فقط يدافعون عن الحيوانات لأنهم يحبون بقائها معنا، ومجرد إفنائها لا سبيل لتعويضه مع ضياع فوائد ربما تُكتشف منها مستقبلاً ، فحتى حماة الحيوانات هم للإفادة منها وليس من أجلها ، وهذا عكس حقوق الحيوان ،
                          إن مفهوم التوسع في المساواة أدى إلى حيرتنا الراهنة ، إننا لو كنا نؤمن حقًا أن الانسان مجرد كائن في سلسلة حيوانية يخضع لقوانين الطبيعة ، ليست له قيم متجاوزة ، هنا كان لابد أن تتساوى الكائنات جميعًا في الحقوق ، وسيتعرض ساعتها المفهوم المساواتي للبشر للهجوم من أعلى ومن أسفل ، ولا يسمح لنا هذا المأزق الفكري الذي أوقعتنا فيه النسبية الحديثة بأن نرد على هذا الهجوم أو ذاك ،و بالتالي لا يسمح لنا بالدفاع عن الحقوق المساواتية –فإما طبقية متوحشة ، أومساواتية مستحيلة )) .(8)

                          - يُتبع-
                          لاحول ولاقوة إلا بالله

                          تعليق



                          • إنه تحليل مدهش وحقيقي للمأزق الهيوماني ، فإن فرانسيس فوكوياما يرى أن المساواة مستحيلة داخل المجتمع المادي، حيث يتحول الإنسان داخل هذا النموذج إلى كائن قانع بسعادته، غير قادر على الإحساس بالخجل، عاجز عن الارتقاء فوق مستوى احتياجاته، وبالتالي فإن الإنسان لم يعد إنسانًا.(9)

                            أليس الإنسان الكامل في هذه الصيغة هو كائن فج جدير بالإحتقار ( و الكلام لفرانسيس فوكوياما )، كائن عاطل عن الإجتهاد والطموح، وهنا تضيع ملحمة الوجود الانساني ودراماالحياة الانسانية.. لقد مات الانسان في النموذج المادي. (10)

                            بل إن فرانسيس فوكوياما يصف الملحد في هذه المرحلة بالكلب ، يقول فوكوياما إنه : داخل ذلك العالم سيصبح الناس حيوانات من جديد،كما كانوا قبل المعركة الدامية التي بدأ بها التاريخ، إن الكلب يقنع بالنوم في ضوء الشمس طوال اليوم شرط أن يُطعموه ، وذلك لأنه راضٍ بما هو عليه، ولن يقلقه أن غيره من الكلاب حالها أفضل من حاله ، أو أن مستقبله ككلب قد جُمد أو أن كلابًا في بقعة نائية من العالم تصادف المذلة والهوان. (11)

                            ويتنبأ فوكوياما في صفحة274 من كتابه أن حياة مجتمع مادي إلحادي هيوماني كامل هي حياة بلا فنون ولا أدب ولا دراما ولا كفاءة ، وقليلون سيتصدرون للخدمة العامة و ستكون الحِرف مبتذلة وغير متطورة ، وفي مرحلة ما سيكون هذا المجتمع عاجزًا عن الدفاع عن نفسه في وجه الحضارات الأُخرى حيث الحضارات الأخرى أصحابها على استعداد لهجر الراحة والأمن ، ويخاطرون بحياتهم من أجل القيمة.

                            و إذا كانت الهيومانية تسعى للتأسيس لفلسفتها في إطار العلم بعيدًا عن الدين ، فماذا لو أثبت العلم أن العِرق الأبيض أفضل بيولوجيًامن الأسود؟ وأنهم في مرتبة أعلى في سلم التطور ، هل سيتم الفصل العنصري بين البيض والسود داخل المجتمع الإلحادي الهيوماني؟
                            أم ستتم معاندة العلم والبيولوجيا ، و معاندة الانتخاب الطبيعي ، وإقرار المساواة بين البيض والسود ،
                            وساعتها ستكون أكبر خيانة للتطور وأكبر ضربة للماديين ؟

                            هذه هي الرؤية الإلحادية الهيومانية للإنسان بصورتها الحقيقية ، فالإلحاد حرَّر أتباعه من أية أعباء أخلاقية

                            وإذا لم يتم تبني هذه الرؤية في المنظومة الهيومانية، فهذا يعني انهيار الأساس الذي بُنيت عليه الهيومانية، وبالتالي استقاء عناصر غير مادية من خارج المنظومة الهيومانية، سيكون اعترافًا بعدم صلاحيتها كمنظومة فكرية مستقلة لتفسير المغزى الوجودي!

                            إن الأمر الذي لا يجب أن نغفله هنا؛ هو أن الحروب العالمية كانت دائما نتاج المجتمعات الأرستقراطية الملحدة، والإلحاد هو الذي زوّد الإمبريالية الغربية بإطار نظري لإبادة الملايين باسم العرقية المادية والبيولوجية الداروينية، ولن تتجاوز الهيومانية هذه الرؤية مهما تظاهرت بخلاف ذلك
                            وعلى الهيومانية أن تتبنى بمنتهى الهدوء اليد الخفية عن آدم سميث، والمنفعة عن بنتام، ووسائل الإنتاج عند ماركس، والجنس عند فرويد، وإرادة القوة عند نيتشه، وقانون البقاء عند داروين، والطفرة الحيوية عند برجسون، والروح المطلقة عند هيجل، وإلا فالهيومانية ستُعتبر تمرد على المادية الحتمية.(14)

                            هذا هو الإلحاد الهيوماني عند التطبيق ، وهذا هو أصل معركته وشعارها ودثارها ،
                            وفي هذا السبيل قامت حربان عالميتان أُبيد فيهما قرابة 120 مليون نسمة، وكانت حروبًا من الدموية بحيث أرجعت كلاً من المنتصر والمهزوم ثلث قرن إلى الوراء، فالحربان العالميتان اللتان أبادتا حوالي 5% من سكان العالم كانتا نزاع إلحادي- إلحادي، وقام الفلاسفة بوضع مبولة في وسط باريس بدلا من تمثال الجندي المجهول كنايةً عن نهاية الحضارة.

                            و قد اعتبر الليبرالي الشهير -رئيس الولايات المتحدة السابق- جون كوينسي آدمز John Quincy Adams أن حرب البيض ضد الهنود الحمر هو قانون الطبيعة، ولهذا القانون تطبيقاته الواسعة جدا."(15)

                            فاستئصال طبقة كاملة من الناس، وتفريغ قارتين كاملتين من البشر-تفريغ الأمريكتين من الهنود الحمر- ما كان ليحدث لولا الرؤية المادية للوجود الإنساني، وقد اعتبر الليبراليون الأوائل أن إبادة الهنود الحمر نوع من الدفاع الشرعي، ونتيجةً لذلك: تقلّص عدد الهنود الحمر من 10 مليون إلى 200 ألف نسمة خلال سنوات قليلة،
                            ولذا يقول سيمون بوليفار Simón Bolívar محرر أمريكا اللاتينية: "يبدو أن الولايات المتحدة تسعى لتعذيب وتقييد القارة باسم الحرية".(16)

                            و ليست إبادة الملايين في أرخبيل الكولاج The Gulag Archipelago، على يد الملحد لينين والملحد ستالين، إلا من خلال مبرّر إلحادي شيوعي، وليست إبادة 22% من سكان كمبوديا إلا بمبرر إلحادي على يد بول بوت pol pot، وليست إقامة الحرب العالمية الثانية كلها إلا بمبرر قومي مادي عِرقي ألماني على يد أدولف هتلر، وليست الثورة الثقافية في الصين التي راح ضحيتها 22 مليون نسمة إلا بمبرر إلحاد ماوي Mao Zedong، فالحرب في الإلحاد غاية في ذاتها، والمكاسب المادية وتفريغ القارات من البشر، وتطهير الأعراق ليست كلها إلا إفرازات داروينية مادية، ورؤى عِرقية طبيعية، وهذه الرؤى هي التصور المستقبلي للهيومانية حال التطبيق.

                            يقول ريتشارد فيكارت Richard Weikart: "لقد نجحت الداروينية أو تأويلاتها الطبيعية، في قلب ميزان الأخلاق رأسا على عقب، ووفرت الأساس العلمي لهتلر وأتباعه لإقناع أنفسهم ومن تعاون معهم، بأن أبشع الجرائم العالمية كانت بالحقيقة فضيلة أخلاقية مشكورة."(17)

                            لكن الإنسان له روح خاصة مستقلة عن جميع المخلوقات؛ فهو ليس مُفصّلاً على طراز داروين، ولم يوجد من أجل الصراع، إنما وُجد لعبادة الله من إقامة الحق أيـا كان مَن اتبع الحق سواء كان أبيض أو أسود، أما العقل الإلحادي المادي الهيوماني فقد قام بتفكيك البـشر بصـرامة بالغة ليس فيها موطنٌ للمشاعر الإنسانيّة، والقِيَم الروحيّة.

                            إن البحث عن السعادة على الأرض من منظور إلحادي هو شكل من أشكال الغرور الإنساني، وهو يعني القول بمركزية الإنسان ، وأن له مكانًا خاصًا في الكون،و بداهة لا يمكن القول بوجود غائية إنسانية مستقلة عن الغائية الطبيعية أوالمادية. ولا يأتي الإيمان بمركزية الإنسان وقيمته وسموه إلا بالإيمان بمُطلق أعلىيتجاوز المادة، فالمساواة بين البشر هي مسألة دينيةبحتة، فإذا لم يكن اللهم وجودًا، فالناس بجلاء وبلا أمل غير متساوين، وتأسيسًا على الدين فقط يستطيع الضعفاء المطالبة بالمساواة.

                            و لذا يقول الدكتور المسيري رحمه الله: إن الإله هو التركيب اللانهائي المفارق لحدود المُعطى النهائي، هو النقطة التي يتطلع إليها الانسان ويحقق التجاوز من خلالها، ومن ثًم بغيابه يتحول العالم إلى مادة طبيعية صماء ، خاضعة لقوانين الحركة والصيرورة التي يمكن حصرهاو إحاطتها والتحكم فيها، وينضوي الإنسان تحت نفس النمط ، إذ بغياب الإله يتحول الإنسان إلى كم مادي يمكن أدلجته وقولبته في إطار مجموعة من المعادلات الرياضية الميتة، وفي هذه اللحظة تموت الروح ويتبعها موت الإنسان،
                            فالإيمـان بالإنسان وقيمته ومركزيته وسموه هو إيمـان يتجـاوز حركة المادةو ديناميكيتهـا، فعندما يُقرر الإنسان أن ينسى الإله في هذه اللحظة بالذات يكون قد نسي نفسه ( نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ) [سورة الحشر: 19].

                            - يُتبع-
                            لاحول ولاقوة إلا بالله

                            تعليق




                            • فالإنسان كائن أقدامه مغروسة في الوحل وعيونه شاخصة للنجوم.

                              كائن ميتافيزيقي يسأل أسئلة نهائية عن معنى الكون.

                              أقصى مُتعة لن تكفي إنسانا يعلم أنه وُلد ليموت.

                              بدون وجود إله تفقد كل الكائنات حدودها وحيزها، وتنشأ إشكاليات في النظام المعرفي والأخلاقي ، وتفقد الأشياء حدودها وهويتها ويَصعُب التمييز بينهما،

                              كما تَختفي التفرقة بين الخير والشر، و تختفي الإرادة والمقدرة على التجاوز وتسود الواحدية والحتمية،

                              وقد اختصر رئيس التشيك فاكيلاف هافل هذه الإشكالية الكبرى فقال عبارته الرائعة:
                              "حينما أعلنت الإنسانية أنها حاكم العالم الأعلى ، في هذه اللحظة نفسها ، بدأ العالم يفقد بُعده الإنساني "

                              فالفلسفة الهيومانية ضحّت أول ما ضحت بالإنسان.

                              ومنذ اللحظة التي هبط فيها الإنسان من السماء منذ المقدمة السماوية ل ايستطيع الإنسان أن يختار أن يكون حيوان بريء أو يكون إنسان مُخير، لم يكن بإمكانه أن يختار بين أن يكون حيوانأ و إنسان، إنما اختياره الوحيد أن يكون إنسان أو لا إنسان

                              {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} ٧٢ سورة الأحزاب

                              فالإنسان هو المركز والطبيعة هي الهامش.

                              هذا هو الإنسان، وهذه هي طبيعته الحقيقية، وعلى الهيومانية أن تتقبله في هذا الإطار، وأن تستمد قيم معرفية متجاوزة، وأن تتجاهل الرؤية المادية الإلحادية الداروينية كتحليل لظاهرة وجوده،

                              وهذا يعني أنها لن تصبح هيومانية وإنما دينًا جديدًا، وفي هذه اللحظة تفقد أهم سماتها وخصائصها، وينهار المشروع الهيوماني ككل.


                              1- Albro Martin, "James J Hill & Opening of Northwest", Minnesota Historical Society Press (May 1, 1991) pp 414- 15.
                              2- Williams, Raymond. "Social Darwinism. In Herbert Spencer's Critical Assessment", John Offer 2000.
                              3- Social Status, p.414-415.
                              4- Manes, C., Author of Green Rage (1991), quoted in The War on Humans by the Discovery Institute, 18 February 2014: see www.youtube.com/watch?v=RWcEYYj_-rg , 38 seconds, accessed 25 March 2014.
                              5- Meg Hamill, "Switzerland Places Ban on the Humiliation of Plants", Planetsave, accessed 1 May 2014.
                              6- John-Henry Westen, "Princeton Professor Singer: And I repeat, I would kill Disabled Infants", Sep 12, 2006 lifesitenews, accessed 1 May 2014.
                              7- Lauren Effron and Russell Goldman, "Environmental Militant Killed by Police at Discovery Channel Headquarters", Sept. 1, 2010 abcnews. accessed 1 May 2014.
                              8- فرانسيس فوكوياما، نهـاية التاريخ وخاتم البشر، ترجمة حسين أحمد أمين، الطبعة الأولى 1993م، مركز الأهرام للترجمة والنشر، ص259، والكلام له بالحرف إلا ما بين (- -).
                              9 - المصدر السابق ص 17.
                              10 - المصدر السابق ص18 إلا ما بين ( ).
                              11 - المصدر السابق ص 271.
                              12- Gould, The Mismeasure of Man, p.105
                              13- Charles Darwin, "The Autobiography of Charles Darwin 1809-1882", New York pp. 232-233.
                              14 - العلمانية الجزئية العلمانية الشاملة د. عبد الوهاب المسيري، دار الشروق 2002، المجلد الأول ص240.
                              15- Robert Remini, "John Quincy Adams (The American Presidents Series)", Times Books 2002
                              16 - ناعوم تشومسكي، الأيديولوجية والاقتصاد، ص 6.
                              17- Richard Weikart, "From Darwin to Hitler", Palgrave Macmillan 2006, p.215.


                              للدكتور / هيثم طلعت - مركز براهين لدراسة الإلحاد ومعالجة النوازل العقدية
                              الهيومانية كبديل عن الدين
                              باختصار بسيط
                              والله أعلم .


                              لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق



                              • السلام عليكم

                                لسهولة القراءة والتصفح تم عمل فهرس بسيط لعناوين المقالات والبحوث الواردة بالموضوع

                                و تحت كل عنوان رابط المشاركات الخاصة به

                                ( لقراءة مقال : اضغط على رقم المشاركة تحته وانتظر استكمال تحميل الصفحة )

                                والله الموفق






                                تعريفات و مفاهيم

                                2
                                3

                                نشأة الإلحاد

                                6
                                7

                                أسباب الإلحاد - في العالم العربي

                                10
                                11
                                12
                                13
                                14
                                15

                                سُبل العلاج
                                :
                                16

                                العِلم بين الإيمان والإلحاد

                                17
                                18
                                20
                                22
                                23
                                24

                                قراءة في مبررات وحجج الملاحدة :
                                29
                                30
                                31
                                32
                                33
                                34
                                35

                                الإلحاد العاطفي
                                36
                                37
                                38
                                40

                                شبهات الملاحدة – و الردود عليها

                                تمهيد :
                                41

                                أساليب الملاحدة في الحوار

                                42
                                43
                                44
                                46

                                المغالطات الجدلية التي يتعمدها الملاحدة

                                48
                                49
                                50
                                51
                                52
                                53
                                54
                                56

                                خاتمة حول المنهج الذي يجب اتباعه المغالطات

                                57

                                تصنيف شبهات الملاحدة

                                59

                                نصائح عامة

                                60

                                شبهات الملاحدة والردود عليها:

                                الشُبهة الأولى : لا يوجد إله , أو إحتمال وجوده ضعيف جداً
                                61
                                62

                                الشُبهة الثانية :
                                الطبيعة خالقة للكون .

                                63
                                64

                                الشُبهة الثالثة:
                                الصُدفة أوجدت الكون .

                                65
                                66

                                الشُبهة الرابعة :
                                لماذا خلق الله الشرور وهو الرحيم العادل .

                                67
                                68
                                69
                                70
                                71

                                الشُبهة الخامسة :
                                يقول الملحد: لا أؤمن إلا بمعطيات العلم التجريبي

                                72
                                73
                                74

                                الشُبهة السادسة :
                                أزلية الكون والمادة

                                75

                                الشُبهة السابعة :قوانين الكون أنشأت الكون
                                76

                                الشُبهة الثامنة:
                                هل الخالق خاضع للزمن ؟

                                77

                                الشُبهة التاسعة:
                                الملحد وسؤاله الخاطيء - من خلق الله ؟

                                78

                                الشُبهة العاشرة :
                                قول الملحد : الله -سبحانه وتعالى - لايستحق العبادة

                                79
                                80

                                الشُبهة الحادية عشرة :
                                وجود الله فرضية - كفرضية الوحش الاسباجيتي

                                81

                                الشُبهة الثانية عشرة :
                                إدّعاء نسبية الأخلاق

                                82

                                الإجرام الفكري لزعماء و قادة الإلحاد
                                !

                                86
                                87
                                88

                                عدائية الإلحاد الجديد
                                89

                                أذرعة الهجوم الإلحادي الجديد

                                90

                                الترويج لـلإحاد
                                91

                                ريتشارد دوكينز ، ما الذي دهاك ؟!

                                92

                                الردود على كُتب وفرضيات ومقالات (
                                زعماء
                                ) الإلحاد

                                كتاب وهم الإله – ريتشارد دوكينز
                                93
                                94
                                95
                                96
                                97
                                98
                                99
                                100
                                101
                                102
                                103

                                رد آخر

                                104
                                105
                                106
                                107

                                من الكتب الهامّة في دحض كتاب " وهم الإله" لريتشارد دوكينز
                                110

                                كهنة المعاطف البيضاء - علماء الكوانتم
                                113

                                السينما و
                                اللاوعي: لخطاب الشعبي للإلحاد

                                114
                                115
                                116
                                117
                                118
                                119
                                120
                                121
                                122

                                وثائقي : الكافرون The Unbelievers
                                123


                                رؤوس الإلحاد - و الوجه الآخر للعِلم
                                ستيفن هوكينج ليونارد ملودينو
                                126
                                127

                                لورانس كراوس

                                128

                                ستيفن هوكينج والإله

                                129

                                الاكتشافات العلمية : إله الفجوات أم فجوات جديدة داخل الصدفة والالحاد !
                                130

                                أكوان متوازية أم أوثان معرفية !!

                                131


                                إذا كان الإلحاد قرين الإنسانية :
                                لماذا وقعت أبشع الجرائم بعد أن ترك الناس الدين؟

                                132


                                "دراسة تاريخية حول أسباب الحروب في العالم"
                                133
                                134

                                قبسات في نقد الإلحاد -
                                للدكتور هيثم سرور :

                                135

                                الرائيلية أو دين الـــ UFO ..
                                قمة الهيافة الإلحادية !!

                                136
                                137

                                زعيم الإلحاد ريتشارد دوكينز - والكائنات الفضائية

                                138

                                أكذوبة الكائنات الفضائية والأطباق الطائرة !

                                139
                                140
                                141
                                142

                                الإلحاد و الفلسفات اللادينية: تعريفات

                                143

                                لا يخرج الإلحاد كما يخرج البترول بمفرده - بل يخرج معه غاز طبيعي ومواد أخرى !

                                144

                                الفِطرة من جديد

                                145

                                هل الإلحــاد نتيجــة أم سبب ؟

                                158

                                مشكلة الملحد ليست في عدم المعرفة - بل في الإنكار والجحود

                                160

                                من أقوى الردود على الملحدين بشأن القضية الفلسفية للشرور

                                161

                                تسجيلات دورة مقاومة الإلحاد - للدكتور هشام عزمي
                                162

                                حوار الإيمان والإلحاد - مع
                                الدكتور هشام عزمي

                                163

                                قائمة ببعض الكتب في مكافحة الإلحاد - و بيان أدلة وجود الله سبحانه ( سيتم قريباً تحديث الروابط بإذن الله )
                                164

                                الغيب بين الإسلام والإلحاد .. نظرة موجزة
                                165
                                166
                                167
                                168

                                دوائر الإلحاد

                                169
                                170
                                171
                                172

                                الملحد.. ومشاعر الحياة والموت والعلاقات الإنسانية!
                                173
                                174

                                التحولات الفكرية

                                175

                                إشكالية العقل ... في ا لإلحـاد

                                ما هو العقل وما هي قدراته؟
                                176

                                إشكاليةُ الإدراك والفهم

                                177

                                الكون ... في خدمة إدراكنا

                                178

                                الفريق يفهم ... أفراده لا يفهمون !

                                179

                                كيف ظهرت ظاهرة الذكاء في الكون ؟

                                180

                                حتى الخطأُ يستحيل أن يظهر في عالم مادي

                                181

                                الذاكرةُ ... و إشكاليةُ التشفير

                                182

                                ما حاجةُ المادةِ إلى ذكاء؟

                                183

                                عبادة الشيطان والإلحاد .. وجهان لعملة واحدة
                                !

                                186

                                تذرّع الملاحدة بالدّين وأنه سبب كل مشاكلهم دون غيره
                                187

                                انتقائية العلم وانتقائية العلماء في الفكر الالحادي
                                188

                                الإلحاد مراوغة الفلسفة
                                189

                                فردوس بيكون المفقود
                                190

                                الهيومانية( الإنسانية ) كبديل عن الدين
                                191



                                لاحول ولاقوة إلا بالله

                                تعليق

                                يعمل...
                                X