إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معاً .. لمكافحة الإلحاد ... anti - atheism

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة


  • تابع - الرد على ريتشارد دوكنز "وهم الإله"



    عندما بدأت في قراءة كتاب "وهم الإله" للمؤلف ريتشارد دوكينز، كنت أتوقع أن أواجه أسباب جديدة طرحت لجعل قضية الالحاد العالمية قضية أقوى،
    لكن في الحقيقة فقد خاب أملي. ما قرأته كان مجرد أدلة وحجج قديمة أكل عليها الدهر وشرب وغير متماسكة جعلتني أدرك أن دوكينز لا يعلم في الفلسفة شيئا.
    في ضوء ذلك أعتقد أنه سيكون من المفيد الرد على أهم حججه على النحو التالي:

    1. الرد على ما جعله داوكينز دليله الرئيسي.
    2. الرد على ما يعتبره الفلاسفة أهم أدلته.


    الرد على ما جعله داوكينز دليله الرئيسي

    وردا على ما يعتبره داوكينز دليله الرئيسي وهذا على صفحات كتابه 157 - 158 فيلخص ما يسميه هو " الدليل الرئيسي لكتابي":

    1. من أكبر التحديات التي تواجه الفكر البشري هي تفسير قضية التصميم المعقدة وغير المحتملة في بدء الكون.
    2. السبب الطبيعي هو أن ننسب ظهور التصميم للتصميم في حد ذاته.
    3. هذا السبب يعتبر خطأ، لأن فرضية المصمم ما إن تطرح مشكلة أكبر ألا وهي السؤال: من الذي صمم المصمم؟
    4. التفسير الأفضل والأقوى هو نظرية التطور الداروينية عن طريق الانتقاء الطبيعي، لكن لا نملك تفسيرا في الفيزياء يعادلها.
    5. لا ينبغي لنا أن نفقد الأمل في التوصل الى تفسير أفضل في الفيزياء، تفسير لا تقل قوته عن الداروينية في لعلم الأحياء.
    إذن الله في الغالب لا وجود له.


    ملاحظة:
    قبل أن أذهب إلى أفكار داوكينز الرئيسية، أود أن مناقشة استنتاجه التالي " إذن الله في الغالب لا وجود له "
    وهنا أريد أن أسأل كيف أمكن له أن يستنتج أن الله غير موجود من البيانات المذكورة أعلاه؟ يبدو لي بأنه يقفز إلى استنتاجات بدون دليل وهذا يبين هشاشة حججه.
    يبدو لي أن الوهم الوحيد هو قناعة داوكينز أن حججه في رفض وجود الله قوية.

    لو تمكنا من استخلاص أي شيء من أدلة داوكينز سيكون المعنى في أننا لا ينبغي أن نستنتج أن الله موجود على أساس تصميم الكون.
    حتى ولو كان ذلك صحيحا فهذا لا يعني أن الله غير موجود، ونحن نعتقد أن في وجود الله من حجج كثيرة أخرى والتي تشمل:
    - الدليل من الأخلاق
    - معجزة القرآن الكريم
    - الدليل الكوني
    - دليل التجربة الشخصية
    - دليل الوعي

    إذا قبلنا جميع مقولات داوكينز فإن الأمر لن يكون كافيا لرفض فكرة أن الله موجود، وبالتأكيد فهي لا تعطي أدلة مقنعة أو إيجابية للإلحاد.
    ومع ذلك فإن العديد من المقولات ليست صحيحة. دعونا نأخذ مقولاته والرد عليها واحدة تلو الأخرى.

    المقولة 1: من أكبر التحديات التي تواجه الفكر البشري هي تفسير قضية التصميم المعقدة وغير المحتملة في بدء الكون.

    أنا أعتقد أن أكبر تحدي بالنسبة لدوكينز هو نفي وجود الله بل في الواقع التحدي الأكبر هو أن يثبت صحة فرضه للإلحاد. بالنسبة لشخص فطن ويفكر بعمق في الأشياء، أعتقد أن أبسط وأفضل وأقوى تفسير على الاطلاق هو وجود مصمم خارق. والنقطة التالية سأثبت لماذا من المنطقي أن يوجد الله لكي يصمم الكون.

    المقولة 2: السبب الطبيعي هو أن ننسب ظهور التصميم للتصميم في حد ذاته.

    هذه ليست أسباب طبيعية ولكن نتيجة منطقية مستخلصة من برهان "النظم" أي دقة الكون وهي من الشروط الأولية للكون.
    اسمحوا لي أن أبدأ من خلال تقديم أفكار أساسية لهذه الحجة:

    - دقة الكون تسمح بوجود الحياة وهذا راجع إما إلى الضرورة المادية أو العشوائية أو التصميم.
    - دقة الكون لا ترجع إلى الضرورة المادية ولا العشوائية.
    - إذن فإن ذلك يرجع إلى التصميم.


    توضيح الفرضية الأولى:
    وجود كون يسمح بالحياة للإنسان يرجع إلى شروط لابد وأنها قد جُعلت دقيقة وتم ضبطها لدرجة تصعب على بعض الأفهام. ولنأخذ الأمثلة التالية بعين الاعتبار:

    • قوة الجاذبية والقوة النووية الضعيفة: يقول الفيزيائي ب.س.و. ديفيس بأن أي تغيير طفيف في قوة الجاذبية أو من القوة النووية الضعيفة من شأنه أن يمنع كونا يسمح بوجودنا. ديفيس يبرهن بأن هذا التغيير طفيف ودقيق جدا كدقة جزء واحد في 10 قوة 100. (أي 1 وعلى يمينه مئة صفر)

    • حجم فضاء الطور للأكوان الممكنة: روجر بينروز من جامعة أكسفورد يوضح أن الخالق لابد أن يكون لديه حجم صغير جدا من " فضاء الطور للأكوان الممكنة" لخلق كون يشابه كوننا.
    هذا علم تقني وعملي جدا ولكن ينبغي لنا أن نطرح هذا السؤال: ما هو مقدار هذا الحجم؟ يقول بينروز أن الحجم هو 1/10 قوة X (يعني أس مجهول) أي 10 قوة 123.

    إذن فالدقة المطلوبة لصنع كون يشابه كوننا هو أكبر بكثير من الدقة التي تتطلب للضغط على بروتون واحد إذا كان الكون عبارة عن لوحة رمي السهام !

    في ضوء ما سبق، لا يوجد سوى ثلاث تفسيرات محتملة لدقة الكون و"النظم" المذكورة أعلاه:
    - الضرورة المادية
    - العشوائية
    - التصميم

    لماذا لا يمكن أن يكون ضرورة مادية؟
    هذا الخيار غير عقلاني فليس هناك أي سبب مادي يفسر لماذا هذه الثوابت والكميات لديها هذه القيم بعينها. كما يقول ب.س.و. ديفيس:
    " حتى لو كانت قوانين الفيزياء فريدة من نوعها فهذا لا يعني أن الكون المادي بذاته هو فريد من نوعه ... لا بد وأن الظروف الأولية الكونية قد عززت وزادت من قوانين الفيزياء ... لا يوجد شيء في الأفكار الحالية في الوقت الحاضر فيما يخص 'قوانين الظروف الأولية" تشير إلى أن توافقها مع قوانين الفيزياء قد يعني ضمنيا التفرد.
    على العكس من ذلك ... على ما يبدو أن الكون المادي ليس من الضروري أن يكون على ما هو عليه الآن، فقد كان يمكن أن يكون على خلاف هذا الشكل".

    وبالإضافة إلى ذلك، إذا تبنى أي شخص نظرة أن دقة الكون التي تسمح بحياة الإنسان ترجع إلى الضرورة المادية، فهذا يعني أنه من المستحيل أن يكون الكون غير صالح للحياة ! لكن علماء الفيزياء يؤكدون أن الكون الذي نعيش فيه ليس بالضرورة أن يكون على الطريقة التي هو عليها الآن، وكان يمكن أن توجد هناك أكوان أخرى كثيرة لا تسمح بالحياة البشرية.

    لماذا لا يمكن أن يكون عشوائيا؟
    بعض الناس الذين لا يدركون استحالة أن يأتي الكون بالصدفة إلى حيز الوجود ويقولون: "يمكن أن يكون قد أتى بالصدفة!"
    وبالرغم من ذلك هل يمكن لهم أن يفسروا لنا كيف وجدوا فيلا ينام في المرآب ليلا؟ أو يفسروا لنا كيف وجدوا طائرة من نوع 747 متوقفة في حديقة منزلهم؟
    حتى بعد ظهور استحالة وجهة نظرهم فالبعض ما يزالون يتمسكون بالنظرية القائلة بأن الكون يمكن له أن يوجد نتيجة للصدفة.
    وردا على هذا أود أن أقول بأن الأمر لا يقتصر فقط على الصدفة بل يوجد هناك شيء يقوله المنظرون مثل وليام دمبسكي وهو ما يدعى "الاحتمال المحدد أو المقيد".

    الاحتمال المحدد هو الاحتمال الذي يتوافق مع نموذج مستقل. لتوضيح هذا أضرب مثالا: تخيل أن وضعنا قردا في غرفة لمدة أربع وعشرين ساعة لكي يكتب على الكمبيوتر الخاص بك. وعند دخولك للغرفة في الصباح وجدته قد كتب مقطوعة شعرية (سوناتا) شكسبير "كن أو لا تكن".
    القرد قد كتب بأعجوبة جزءا من مسرحية شكسبير! ألم تكن تتوقع أنه سيكتب كلمات عشوائية مثل "بيت" "سيارة" "تفاحة" رغم أنها غير محتملة ... ولكن في هذه الحالة لم نجده قد كتب كلمات إنجليزية فحسب، لكن المشكل أننا وجدناه قد كتب مقطوعة شعرية متطابقة مع قواعد اللغة الإنجليزية!

    وقبول هذه ليس سوى نتيجة للصدفة العمياء فهذا الأمر غير عقلاني بل ومخالف للتفكير الصحيح، ولا يمكن لأي شخص أن يدعي صدق هذا الرأي.

    لتمثيل هذا على أرض الواقع ، حسب علماء الرياضيات البريطانيون في كل لحظة ممكنة احتمال كتابة القرد على الكمبيوتر، فوجدوا أن الأمر سيستغرق 28 مليار سنة لإنتاج المقطوعة الشعرية "كن أو لا تكن" لشكسبير!! لذلك قبول فرضية الصدفة والعشوائية هو بمثابة رفض وجود الكون الخاصة بنا أصلا.

    بما أن القولان الأول والثاني صحيحان، يترتب على ذلك وجود تصميم خارق وهذا هو التفسير الأكثر منطقية لدقة الكون الذي يسمح للحياة البشرية عليه.

    المقولة 3: هذا السبب يعتبر خطأ، لأن فرضية المصمم ما إن تطرح مشكلة أكبر ألا وهي السؤال: من الذي صمم المصمم؟

    هذه المقولة التي تعتبر مخالفة لحجة التصميم خاطئة لسببين رئيسيين هما:
    أولا: أي شخص لديه فهم أساسي لمبادئ فلسفة العلوم يدرك أن في الاستدلال على أفضل تفسير خطأ، لأن أفضل تفسير لا يحتاج إلى تفسير وأن اعتراض دوكنز في غير محله! المثال التالي سيوضح هذه الفكرة. تخيل 500 سنة من الآن، وجاء مجموعة من علماء الآثار وبدؤوا بالحفر في متنزه (هايد بارك) في لندن لكي يعثروا على أجزاء وقطع من سيارة وحافلة.
    عند ذلك نتقبل استنتاجهم في أن هذه الاكتشافات لم تكن نتيجة أي عملية بيولوجية ولكن كانت لحضارة من الحضارات. لكن إذا اعترض بعض المتشككين وقالوا بأننا لا ينبغي لنا أن نستنتج هذه الاستنتاجات، لأننا لا نعرف شيئا عن هذه الحضارة وكيف كانوا يعيشون فيها ومن الذي خلقهم، فهل هذا الاعتراض يعني أن استنتاجات علماء الآثار غير صحيح؟ بالطبع لا !

    ثانيا:
    إذا أخذنا اعتراض دوكنز هذا على محمل الجد فقد هدمنا أسس العلم والفلسفة نفسها. إذا كان علينا أن نفسر الافتراضات الأساسية للعلوم على سبيل المثال أن العالم الخارجي موجود، في نظركم ما هو مستوانا اليوم في التقدم العلمي ؟
    وبالإضافة إلى ذلك إذا كان علينا أن نطبق هذا النوع من الأسئلة على كل محاولة لتفسير التفسير، فإننا سننتهي إلى سلسلة لانهائية من التفسيرات. وهذه السلسلة اللانهائية ستهدم كل الأهداف العلمية في المقام الأول التي من شأنها أن تقدم تفسيرا !

    ملاحظة حول رفض الخوارق:

    دوكنز كذلك يرفض مصمما خارقا لأنه يعتقد بأن الأمر يفتقر لقوة تفسيرية كما قال سابقا، وبعبارة أخرى، لم يتم إحراز أي تقدم بشرح دقة الكون. هو يقدم هذا الاعتراض لأنه يشعر أن المصمم الخارق هو مجرد معقد مثله مثل التصميم. لكن اعتراض داوكينز يطرح إشكالا لأنه يفترض أن المصمم الخارق معقد بقدر تعقيد الكون. لكن هذ المصمم الخارق (الله عز وجل) هو من أبسط المفاهيم التي يفهمها الجميع.

    وهذا الرأي هو ما يقوله العديد من الفلاسفة بما في ذلك الملحد الشهير الذي تحول إلى مؤمن الأستاذ أنتوني فلو.

    افتراض دوكنز الآخر هو أن الله مكون من أجزاء كثيرة، ولكن في الحقيقة الله تعالى غير مادي ومتعال وواحد أحد. لمجرد أن الله يمكن أن يفعل أشياء معقدة لا يجعله معقدا، يبدو لي أن دوكنز يخلط بين القدرة والطبيعة.
    وبعبارة أخرى، لمجرد أن الله يمكن أن يفعل أشياء معقدة مثل خلق الكون لا يجعله منه معقدا بالضرورة. وبالتالي فإنه من المعقول أن الله هو أبسط و أفضل تفسير.

    المقولة 4: التفسير الأفضل والأقوى هو نظرية التطور الداروينية عن طريق الانتقاء الطبيعي، لكن لا نملك تفسيرا في الفيزياء يعادلها.

    هذه الأطروحة غير صحيحة بتاتا للأسباب التالية:

    1. التطور لم يصبح دليلا حتى
    2. التطور مستند على احتمالات لا تحصى
    3. التطور أمر مستحيل لأننا لم نمضي ما يكفي من الوقت على الأرض حتى الآن


    اسمحوا لي أن نتوسع في هذه النقاط:

    1. التطور لم يصبح دليلا حتى:

    فيما يتعلق بوجود الله فالتطور ليس دليلا حتى لكي ينقض وجوده بل هو بعيد مليارات السنين عن ذلك. دليل النظم ودقة الكون المذكورة أعلاه يشير إلى الظروف الأولية للكون والثوابت العديدة التي تسبق أي عملية تطورية تاريخيا ، ببساطة التطور ليس له دليل يدعمه.

    2. التطور مستند على احتمالات لا تحصى:

    الاحتمالات التي تعترض على تشكل الجينوم البشري بعشوائية لا تعد ولا تحصى. إن احتمال تجميع الجينوم هو ما بين 4 قوة -180 إلى 4 قوة -110000
    و 4 قوة -360 إلى 4 قوة -110000. هذه الأرقام ترفض احتمالية وجود الأنواع مثل الانسان العاقل (هوموسايبين).

    وإذا كان على أي شخص أن يقبل التطور عن طريق الصدفة، فيتوجب عليه الايمان بوجود معجزات وهذه الأرقام مرتفعة جدا جدا !
    ولذلك في هذه الحالة التطور نفسه يثبت وجود الله!

    3. التطور أمر مستحيل لأننا لم نمضي ما يكفي من الوقت على الأرض حتى الآن:

    وفقا للعالمين ج. د. بارو و ف.د. تيبلر، فإن احتمالات تشكل مورثة أو جينة واحدة هي ما بين 4 قوة -180 إلى 4 قوة -360. والاستنتاجات ببساطة تقول بأنه لم يكن هناك ما يكفي من الوقت منذ تشكيل الأرض لكي تتشكل عدد من مجموعات قاعدة نوكليوتيدية التي يمكن أن تقارن ولو من بعيد إلى هذه الأرقام !
    لاحول ولاقوة إلا بالله

    تعليق



    • المقولة 5: لا ينبغي لنا أن نفقد الأمل في التوصل الى تفسير أفضل في الفيزياء، تفسير لا تقل قوته عن الداروينية في لعلم الأحياء
      .

      دوكنز أساسا يقول بأننا نملك تفسيرا طبيعيا للتصميم الظاهر في الأنواع وأننا لا نملك تفسيرا مماثلا للفيزياء، إذن علينا أن ننتظر. أليس هذا ما يسمى بالإيمان الأعمى؟
      هذه الأطروحة تدعي استعمال العلم (النزعة العلمية
      ) كوسيلة وحيدة لإثبات الحقائق أو الاستنتاجات السليمة. لماذا يريد منا أن ننتظر الحصول على تفسير طبيعي؟
      تبني داوكينز لهذا وادعاؤه استعمال العلم كطريقة وحيدة لإثبات الوقائع ليست صحيحا للأسباب التالية
      :

      النزعة العلمية: هي التي ترى أنه ينبغي لنا أن نصدق ما يمكن اثباته علميا فقط وهو هزيمة للذات. النزعة العلمية تدعي أن أي اقتراح أو قول غير صحيح إلا إذا أثبت علميا. ومع ذلك فإن الأطروحة السابقة غير مثبتة علميا. لذلك فطبقا لهذا الادعاء، الادعاء في حد ذاته غير صحيح وبالتالي النزعة العلمية تهدم نفسها بنفسها.

      النزعة العلمية: لا يمكن لها أن تثبت الحقائق اللازمة مثل الرياضيات والمنطق. على سبيل المثال: "إذا كانت (ع) تعني (س) و فإن (س)
      تعني
      " و "3 + 3 = 6" فهذه حقائق لازمة ضرورية وليست مجرد تعميمات تجريبية. في الحقيقة النزعة العلمية تتطلب هذه الحقائق اللازمة،
      ولكن لا يمكن اثباتها، وأية محاولة للقيام بذلك ستكون بمثابة من يجادل في حلقة مفرغة
      .

      النزعة العلمية: هذه النزعة تقتصر في نطاق فقط لأنه لا يمكن معالجة الوقائع السياسية أو الأخلاقية. النزعة العلمية لا يمكن لها أن توفر سوى "الرفاهية والهناء" فيما يخص الأخلاق كمعيار للحقائق الأخلاقية. وعلى كل حال فإن المغتصبين والكذابين واللصوص جميعا يعشون في "رفاهية وهناء " بسبب أفعالهم،
      وبالتالي فإن المشهد الأخلاقي، حسب تعريف العلم، مليء بالناس الخيرين والأشرار ومن وجهة النظر هذه فإن الأخلاق ليس له معنى
      .

      نستخلص مما سبق :
      أن حجة دوكنز الأساسية والمركزية قد فشلت وأخطأت وبذلك أحرجت المجتمع العلمي، والفيلسوف الملحد مايكل روز يصرح قائلا: "خلافا للملحدين الجدد، أود تبنى دراسة على محمل الجد. كنت قد كتبت سابقا بأن كتاب دوكنز (وهم الله) جعلني أخجل من كوني ملحدا وأنا أعني ما قلته. في محاولة لفهم كيفية أن الله قد لا يحتاج إلى أي سبب، مطالبة فالمسيحيون يقولون بأن الله موجود بالضرورة. بذلت جهدي لمحاولة فهم ما يعنيه ذلك.

      داوكينز والشركة جاهلون بخصوص هذه المطالبات ويحتقرون أولئك الذين يحاولون حتى فهمها ناهيك عن تصديقهم. وهكذا مثل الطلاب الجامعيين في السنة الأولى يمكن أن يذهب ويصرخ في جميع الأنحاء بصوت عال، "من الذي خلق الله؟" كما لو أنه قد قام باكتشاف عظيم في الفلسفة
      ".

      الرد على ما يعتبره الفلاسفة أهم أدلته:

      يقول المحاضر في جامعة ييل والفيلسوف غ.هـ. غرانسل بأن أقوى دليل لدوكنز موجود في الصفحة 55:

      "إن الكون بوجود مشرف خارق ومبدع سيكون مختلفا جدا عن الكون الذي لا يوجد فيه ذلك". ويمكن تلخيص حجة داوكينز على النحو التالي:

      1. الكون الذي خلقه الله سيكون مختلفا عن ذلك الذي أوجدته الطبيعة
      2.
      الكون الذي نعيش فيه يناسبه أن يكون قد تم إنشاؤه من قبل الطبيعة
      3.
      ولذلك فإن الكون الذي نعيش من المحتمل أنه تم إنشاؤه من قبل الطبيعة.

      أنا أرى أن حجة داوكينز بعيدة كل البعد عن الحقيقة، وهذا يرجع إلى أن الكون الذي نعيش فيه يجعل الأمر أكثر منطقية في أن الله هو من أوجده وذلك للأسباب التالية:

      1. الكون منظم وجاهز للتحليل العقلاني:

      لو لم يكن الله موجودا لما كان الكون منظما بهذا النظام، ولما كان مضبطا بهذه الدقة التي تسمح للحياة البشرية عليه. يقول الأستاذ روجر بنروز:
      "هناك منطق أكيد فيما أود قوله إن الكون له هدف ولم يأتي من قبيل الصدفة
      ... ولا أعتقد أن هذه طريقة مفيدة في النظر للكون".

      وبالإضافة إلى ذلك، فإن حقيقة تمكننا من مراقبة وأداء التحليل العقلي على النماذج التي ندركها في هذا الكون تجعل من الأمر أكثر منطقية بوجود الله، لأنه الكون الذي لو صنع من قبل الطبيعة سيكون كما يتوقع أكثر فوضوية. هذا لا يعني أن الكون من دون إله لا يمكن أن يكون منظما، إلا أنه على الأرجح أن الله قد خلق كونا منظما وبما أن الكون الذي نعيش فيه هو يجعل من المنطقي أن يوجد الله الذي يعني وجوده تناسبا مع كوننا.

      2. الكون به كائنات واعية وعاقلة
      الكون الذي يحتوي على الوعي والإدراك يجعل من المنطقي وجود الله أما الكون الذي من دون إله سيكون مختلفا جدا عن هذا الذي نعيش فيه. وللتوضيح، البشر يمرون بتجارب طوال وقت،
      هذه المقالة التي تقرأها الآن تعتبر تجربة وحتى حديثك عن تجربتك تعتبر تجربة أيضا.
      لكن الحقيقة المطلقة التي ندركها من أي تجربة هي تلك التجربة التي يمر عليها الشخص بنفسه ويجربها. عندما ندرك أن هناك شخصا ما وهو "أنا" أو "لي" أو "ملكي" سنواجه سرا غامضا.
      الفيلسوف روي ابراهام فارجيس كتب:
      "على عكس ديكارت" أنا موجود إذن أنا أفكر" ... من هو
      "أنا "؟ "أين" هو؟ كيف وصل الأمر إلى أن تكون؟ فالذات ليست مجرد شيئا ماديا ".

      الذات ليست شيئا ماديا إذا هي ليست محتواة في أي خلية أو بنية حيوية (بيولوجية). الحقيقة البديهية التي لا يجادل فيها أي أحد هي أننا جميعا مدركون وواعون،
      ولكننا لا نستطيع أن نفسر أو نشرح هذا الادراك والوعي
      . الشيء الوحيد الذي نحن متأكدون منه هو أنه لا يمكن تفسير النفس والذات بيولوجيا أو كيميائيا.

      السبب الرئيسي في ذلك هو أن العلم لم يكتشف الذات بل العكس من ذلك، إذا حاول العلم تفسير حقيقة الذات والنفس سيكون بمثابة الدوران في حلقة مفرغة!

      حتى العلماء يدركون هذا،

      و الفيزيائي جيرالد شرويدر يشير إلى أنه ليس هناك أي فرق حقيقي بين حفنة رمل ودماغ أينشتاين. انتهى أمر مؤيدي التفسير المادي للذات إلى فوضى لأنهم يريدون إجابات على أسئلة أكبر مثل "كيف يمكن لأجزاء معينة من المادة أن تشكل فجأة شكلا جديدا لا يماثل هذه المادة؟".
      إذا كانت الذات لا يمكن أن تفسر ماديا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: "كيف تكونت؟".
      إن تاريخ الكون يثبت أن الوعي أو الذات قد نشأ فوريا وأن اللغة قد ظهرت بدون أي سلف تطوري إذن فمن أين جاءت؟ لقد فشل حتى الملحدون الجدد في تفسير طبيعة الذات ومصدرها، لأنه لا يوجد أي تفسير مادي متماسك بما فيه الكفاية ليكون مقنعا.

      حتى ريتشارد دوكينز يعترف تقريبا بالهزيمة فيما يتعلق بالذات والوعي، ويقول
      : "نحن لا نعرف نحن لا نفهم ذلك ".

      أفضل تفسير لطبيعة ومصدر هذه النفس هو أنها قد جاءت من مصدر مفكر مدرك وواعي. هذه الذات، التي هي كيان ذو قدرة على التفكير والتجربة والخبرة، كيف لها أن تظهر نفسها وتأتي؟ لا يمكن لها أن تأتي من مادة لا واعية وغير قادرة على التفكير والتأمل. ببساطة المادة لا تستطيع إنتاج المفاهيم والتصورات، لذلك نستنتج أن الذات لا يمكن أن يكون لها أساس مادي ولكن يجب أن تأتي من مصدر حي يتجاوز هذا العالم المادي،
      وأفضل تفسير لهذا هو الله
      . ليست هناك أي إجابة أخرى تعطي تفسيرا كافيا ومقنعا لهذه الظاهرة.

      3. الكون يحتوي على أخلاق موضوعية:
      جميعنا يؤمن بأن قتل 6 ملايين من اليهود خلال الحرب العالمية الثانية كانت خطئا من الناحية الأخلاقية، لم تكن خطئا أخلاقيا فحسب بل نعتقد بأنه خطئ أخلاقي من ناحية موضوعية.
      ما أعنيه بكلمة "موضوعية" هو أنه مثلا: لو تمكن النازيون من اجتياح أوروبا بنجاح وتمكنوا من غسل أدمغة كل الناس لكي يصدقوا بأن تنفيذ الإبادات الجماعية أمر عادي، فإن الأمر سيبقى دائما خطئا أخلاقيا من ناحية موضوعية بغض النظر عن التجربة الإنسانية.
      بما أن كوننا يحتوي على أخلاق موضوعية فإنه من المنطقي أن يكون الله موجودا، لأن الله مطلوب وجوده كأساس منطقي في موضوعية الأخلاق. فمن دون الله الأخلاق شخصية وغير موضوعية ، وذلك لأن الله هو المفهوم الأساسي الوحيد الذي يتجاوز ويسمو على الذات الشخصية الإنسانية. وبالتالي فإن الكون بأخلاق موضوعية لا معنى له بدون الله. في ضوء ذلك يمكن للمسلم أو المؤمن أن يقول
      :

      1. إذا كان الله غير موجود، فإن القيم الأخلاقية الموضوعية لا وجود لها
      2. القيم الأخلاقية الموضوعية موجودة في الكون
      3. إذن الله موجود. وسنشرح هذا الاستنتاج.

      السؤال حول موضوعية الخير والشر، أو بمعنى آخر الأخلاق الموضوعية، قد ناقشه العديد من فلاسفة الأخلاق. وقد خلص العديد منهم إلى عدم وجود الأخلاق الموضوعية بدون الله،
      على سبيل المثال:
      يقول ج.ل. مكي في كتابه "الأخلاق
      " بأن القيم الأخلاقية الموضوعية غير موجودة.
      ويقول الفيلسوف ذو النزعة الانسانية بول كورتز: "السؤال المركزي بخصوص المبادئ الأخلاقية والقيمية يتعلق بهذا الأساس الأنطولوجي (المهتم بوجود الله)، لو لم تكن مستمدة من الله ولا من أي أساس خارق يتجاوز واقعنا، فهل هي عابرة وسريعة الزوال؟
      "

      بول كورتز محق في هذا، فالله هو المفهوم الأساسي الوحيد الذي يتجاوز ويتعالى عن الذات الشخصية الإنسانية، وذلك من دون الله لا يوجد أي أساس منطقي للأخلاق الموضوعية. لتفسير هذا فلنناقش الأسس الفكرية البديلة للأخلاق،
      لأنه بغياب الله لا يوجد سوى أساسين بديلين
      :

      - الضغط الاجتماعي
      - التطور

      الضغوط الاجتماعية والتطور الدارويني لا يوفران أي أساس موضوعي للفضيلة والأخلاق

      لأنها كما يدعيان بأن أخلاقنا تعتمد على التغييرات: البيولوجية والاجتماعية.
      ولذلك فإن الأخلاق لا تكون ملزمة وصحيحة بغض النظر عن من يؤمن بذلك. لذلك فمن دون الله ليس هناك أي أساس موضوعي للفضيلة والأخلاق
      .
      والله كمفهوم ليس شخصيا أو ذاتيا، لذلك فوجود الله كأساس للأخلاق يجعلها ملزمة وموضوعية، وذلك لأن الله يتعدى ذاتية الإنسان.

      عالم الأخلاق البارز ريتشارد تايلور يستنتج استنتاجا منطقيا في قوله: " الكتاب المعاصرون في الأخلاق، الذين يتناقشون حول الالتزامات الأخلاقية وما هو صحيح وما هو خطأ دون أي إشارة للدين، هم في الواقع ينسجون أنسجة فكرية في فراغ، والتي تظهر للعيان بأنها نقاشات من دون معنى
      ".

      بما أن الكون يحوي أخلاق موضوعية، ووجود الله ضروري كأساس فكري للأخلاق الموضوعية ، فإن الكون الذي نعيش فيه يجعل من المنطقي أن يوجد الله.

      ملاحظة سريعة حول "الشرور" الدينية

      وقبل أن أختم أود تسليط الضوء على الرد على ادعاءات دوكنز الأخرى حول مفهوم الله والحياة الدينية. يبدو بأن دوكنز ينسب كل الأشياء السلبية والشريرة إلى الدين،

      لكن هناك أدلة قوية تثبت بأن هذه الأمور ليست خاصة بالدين نفسه، ولكن المفهوم المشترك المسيطر هو الإنسانية.

      ويلخصها كيث وورد، أستاذ الكرسي الملكي السابق في اللاهوت بجامعة أكسفورد، حيث يقول: " من الصعب جدا التفكير في أي نشاط بشري منظم قد يبدو مفسدا ... والملخص هو أن فساد المتدينين وفساد اللامتدينين قد يحصل على حد سواء. ليس هناك أي نظام سحري أو أي معتقد ولا حتى الديمقراطية الليبرالية قد تضمن لنا أن تمنع ذلك الفساد
      ".

      لتوضيح هذا اسمحوا لي أن استخدم بعض الأكذوبات القديمة التي تقول " الأديان هي سبب الحرب والصراع" وأبين لكم بأن الحروب والصراعات لا تقتصر على الأديان.

      ففي التاريخ القصير للعلمانية نرى بأنها ارتكبت المجازر التالية باسم اللادينية وهذه الأيديولوجيات (المذاهب الفكرية) الشيوعية والقومية والداروينية الاجتماعية
      :

      • 70.000.000 أثناء حكم الرئيس ماو
      • 20.000.000 في عهد ستالين
      • 2.000.000 بسبب بول بوت
      • 700.000 من العراقيين الأبرياء في الاحتلال الحالي
      • 500.000 طفل عراقي جراء العقوبات في 10 سنوات

      لذلك يمكن أن نرى بشكل واضح أعلاه بأن الحرب والصراع ليست حكرا على الدين،

      بل هي ظاهرة إنسانية سببها الإنسان وليست خاصة بالدين.

      كما يقول البروفسور ستيفن كارتر في كتابه الأدب: "إن المقولة التي تزعم بأن الحروب قد تم خوضها باسم الله هي مقولة ليست في محلها وغير متناسقة.
      كما أشار إلى ذلك العالم اللاهوتي وينك والتر بقوله بأنه قد مات أناس في القرن العشرين باسم حروب العلمانية أكثر من أولئك الذين ماتوا في القرون الخمسين الماضية مجتمعة
      ... لا توجد حرب دينية في التاريخ ألحقت ضررا، ولا حتى تلك الحروب الدينية في التاريخ مجموعة معا، بقدر حروب هذا القرن باسم القومية والايديولوجية ".

      الخاتمة
      حاولت في هذه المقالة أن أرد على الكتاب الأكثر مبيعا لريتشارد دوكينز "وهم الإله" من خلال الرد على أدلته الأساسية والأدلة التي يعتبرها الفلاسفة أقوى أدلة لديه.
      ومع ذلك فإن الأفكار مهما كانت صادقة فإنها نادرا ما تقنع الآخرين،

      وارتأيت بأنه سيكون من الأفضل أن أقول بقول الله تعالى - القرآن الكريم - وأن يكون هو القول الفصل ببلاغة رائعة وأسلوب راق يقول الله تعالى
      :

      {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.

      HAMZA TZORTZIS
      رابط المقال الأصلي

      المصدر
      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • بارك الله بك وبمجهودك ما شاء الله عليك اخي الفاضل

        كل الاحترام لك

        [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
        نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
        أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
        Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
        اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
        مدارك Perceptions

        تعليق


        • آمين يارب - جزاكِ الله خير أختي الفاضلة
          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق



          • من الكُتب التي أراها هامّة في دحض كتاب " وهم الإله " لريتشارد دوكينز :


            كتاب " البراهين العقلية على وحدانية الرب ووجوه كماله "
            حجم الملف 2.07 MB

            لتحميل الكتاب من هنا

            أو من هنا

            --------------------------------------------------------

            كتاب " الأدلّة على وجود الخالق "
            حجم الملف 2.83 MB

            لتحميل الكتاب من هنا


            أو من هنا

            --------------------------------------------------------

            كتاب " وهم الإلحــــــــــاد "
            حجم الملف 1.28 MB

            لتحميل الكتاب من
            هنا


            أو من هنا



            --------------------------------------------------------

            كتاب
            " للكون إله "
            حجم الملف 12.92 MB

            لتحميل الكتاب من هنا

            أو من هنا

            --------------------------------------------------------
            و الله الموفق



            لاحول ولاقوة إلا بالله

            تعليق


            • السلام عليكم اخي المحترم

              لدي كتاب أيضا جيد جدا يتحدث عن رحلة حياة ملحد مخضرم بعد 48 سنة من الإلحاد اقر في اخر مؤلف له بأنه يعترف بوجود إله منظم للكون

              إسم هذا الملحد أنتوني فلو .. وهو من كبار مترأسي النظام الإلحادي العالمي .. وهو السبب في زيادة عدد ملحدين أوروبا تحديدا .. عاش حياته منذ ان كان عمره 12 عاما حتى اصبح عمره 82 عاما وهو ملحد .. وفي آخر سنة له اعترف بوجود إله حيث كان هذا بمثابة صدمة شديدة على اتباعه .. وبعد بحثه الطويل جدا لمدة 48 سنة في اسباب كونه ملحد .. قام بتأليف كتابه الاخير والذي أقر فيه انه من المستحيل ان يوجد كون بنظام شديد التعقيد بهذه الطريقة دون ان يكون هناك مُنظّم لهذا الكون . عظيم وجبار ومتمكّن ..!

              وكان هذه الكلمات له في اخر مؤتمر إلحادي عقد في اوروبا اصاب جماهيره بالصدمة والإزدراء حوله .. وبدأو يتحدثون عنه بكثرة وانتشر صيته واشتهر في العالم تقريبا من الشرق للغرب .. !

              وله كتاب رائع جدا اسمه " رحلة عقل " ترجم للعربية لكاتب اسمه عمرو شريف وتم إصداره لعام 2014 وهو كتاب متجدد طبعا على مدار سنين بعد ايمان انتوني فلو بوجود إله




              المؤلف:

              د عمرو شريف


              عن المؤلف اضغط هنا


              الحجم: 9 ميجا

              تحميل الكتاب:

              تحميل الكتاب:



              Rehlat.AqL.pdf


              الباسوورد:
              رحلة عقل

              قراءة أونلاين:
              رحلة عقل - د عمرو شريف

              تورنت:
              Rehlat.AqL_archive.torrent

              [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
              نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
              أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
              Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
              اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
              مدارك Perceptions

              تعليق


              • وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                مرحباً باختنا الفاضلة - و جزاكِ الله خيراً

                فعلاً اختي الفاضلة غالب هؤلاء يُقرّون بوجود إله للكون ولو ضمنياً

                بل حتى زعيم هذه الحملة
                ريتشارد دوكينز ( يحتمل) وجود إله بنسبة ضيئلة جدا
                ويسعى جاهداً لـ(
                تعقيد وإبعاد) كل مايدعو للإيمان به

                سعيد بتواجدك و دعمك الطيب وفقك الله.
                لاحول ولاقوة إلا بالله

                تعليق



                • كهنة المعاطف البيضاء - علماء
                  الكوانتم

                  كهنة الإلحاد الجديد

                  ظل ألبرت أينشتاين يحلم بنظرية كل شيء Reasonable Theory ، تلك النظرية التي لا يتجاوز طولها البوصة الواحدة، والتي تصف كل شيء في كوننا، والتي تجمع النسبية بالكم، وقضى أينشتاين الأربعين عاماً الأخيرة من عمره محاولاً تحقيق هذا الحلم، ومات دون تحقيق شيء.

                  وبعد عقودٍ من وفاته جاء كهنة المعاطف البيضاء- علماء الكوانطا/الكوانتم
                  وقالوا نريد أن نعرف عقل الله حين خلق هذا الكون، فتوصلوا إلى نظرية الأوتار الفائقة وظنوا فيها الحلم الذي يجمع بين النسبية والكم فظلت معادلاتهم تزداد حتى صارت اليوم بلايين بلايين المعادلات الممكنة رياضياً وكلها بنفس الدرجة من القوة، وكان نتيجة هذا الزخم العبثي في المعادلات أن افترضوا المستحيل العقلي- اللانهائية- وطلبوا منا أن نُصدقهم ونحن مغمضين، وافترضوا المستحيل الإمبريقي التجريبي - الأكوان المتعددة- وطلبوا منا أن نُصدقهم، وافترضوا المستحيل الأنطولوجي المادي - الأبعاد الأحد عشر - وطلبوا منا أن نصدقهم، وتحولت الفيزياء على أيدي هؤلاء الكهنة إلى فيزياء ما بعد الحداثة،

                  وصارت مكتظة ومحشوة بالتجرديات الرياضية التي لا علاقة لها بالواقع الأنطولوجي الذي نحياه، وصارت الفيزياء الآن في أزمة على يد الكهنة الجدد كما يعرف المختصون.

                  وبعيداً عن كون هؤلاء يفترضون علينا رؤية للكون مبنية على تجريداتهم الرياضية، وبعيداً عن كون هؤلاء ابتعدوا كثيراً عن نظرية البوصة الواحدة التي كان يحلم بها أينشتاين، وبعيداً عن كون هؤلاء فشلوا رسمياً في تحقيق أي تقدم يُذكر في النظرية الموحدة ، بعيداً عن كل هذا فما نطلبه منهم بهدوء أن يقبعوا في معاملهم ولا يُعطوا رؤية كليه للقضايا الوجودية الكبرى من واقع نظرتهم القاصرة وفشلهم البحثي ، ولا أدري بأي وجه يُشككون في معطياتنا أو في البديهيات العقلية بنتائج فشلهم التجريدي في المعادلات الرياضية، صراحةً هذه أُسميها بجاحة الطالب الخايب .

                  دعونا نبدأ القصة من أولها ..

                  من الحقائق التي لابد أن تستقر في الذهن أنه ليس كل ما تُجيزه الرياضيات تجريدياً، يُجيزه الواقع أنطولوجياً أو مادياً !!!
                  عندما يقول كهنة المعاطف البيضاء أننا نستطيع أن نخترق الزمن عبر الثقب الدودي wormhole في نسيج الزمكان !
                  فهذا يعني أن الزمكان الذي هو تداخل الزمان والمكان شيء له وجود مادي نستطيع أن نلمسه وأن نخترقه!
                  هل يوجد في عالمنا المادي شيء يدعى تداخل الزمان مع المكان ؟؟
                  هل للزمكان وجود أنطولوجي مادي، أم هو مجرد وجود إبستمولوجي معرفي تجريدي في معادلات النسبية العامة ؟
                  هل يوجد في الواقع المادي أو التجريبي أو الحِسي أو العقلي شيء يُسمى نسيج الزمكان ؟؟
                  هل البُعد الزماني الرابع هو وجود مادي حقيقي أم مجرد وجود افتراضي لتبسيط هندسة الجاذبية في معادلات النسبية العامة عند أينشتاين ؟
                  لا وجود مادي للزمان ولا يتداخل أنطولوجياً مع المكان، ولا يوجد شيء في الواقع المادي الأنطولوجي يسمى زمكان !
                  الزمان هو إحساس افتراضي بالوقت ينقسم عقلياً إلى ماضي وحاضر ومستقبل!

                  إذن :
                  عندما يخرج عليك أحد كهنة الكوانتم ويطلب منك أن تعبر معه الثقب الدودي، فاعلم أنه مهرج يتلاعب ببديهياتك العقلية ببعض الإفتراضات الجدلية، أو التبسيطات الرياضية،

                  فاليقين لا يندفع بالظن، والظن القوي لا يندفع بالظن الضعيف، والظن الضعيف لا يندفع بالشك، والشك لا يندفع بالإفتراض الرياضي المعادلاتي
                  ،

                  فعندما يطلب منك أحد هؤلاء الملاحدة الجدد أن تتخلي عن اليقين في مقابل افتراض رياضي فبطن الأرض للعقل خيرٌ من ظهرها!
                  و لا شيء أسهل من ضرب بعض الرموز الرياضية للتعبير عن أي شيء ثم اختراع معادلة لقياسه.

                  وأُكرر مرةً أخرى ليس كل ما تُجيزه الرياضيات تجريدياً يُجيزه الواقع أنطولوجياً أو مادياً؛ بل إن الرياضيات أحياناً تُخالف الواقع مخالفة صريحة
                  فمثلاً في عالمنا الواقعي المادي لا وجود للقطب المغناطيسي،
                  لكن من أجل تكميم الشحنة أثبت بول ديراك Paul Dirac أنه يجب أن يكون هناك قطب مغناطيسي،
                  فوجود القطب المغناطيسي المنفرد mono pole ضروري جداً لتكميم الشحنة، حتى تصِّح المعادلة الرياضية،
                  فالقطب المغناطيسي المنفرد موجود في العالَم الرياضي إلزاماً لكن لا وجود له في العالم الأنطولوجي المادي بل هو من قبيل الخرافة مادياً!

                  هل نقول الآن أن القطب المغناطيسي موجود مادياً ونُنكر البديهيات الحِسية والمادية والتجريبية، بناءاً على المعادلة الإفتراضية الرياضية؟
                  المعادلات ليست أكثر من توصيف رياضي تبسيطي لقانون السببية ولشواهد الخلق والإحكام وسُنن الإبداع والحفظ !

                  إذن :
                  لا تدفع بديهتك العقلية بفرضية رياضية، لأنك بذلك تُشكك في الرياضيات نفسها لأنها نتاج العقل، فالفرضية الرياضية فرضية عقلية والحقائق حولك بديهيات عقلية،

                  فحاول أن تؤسِس مراتب الأدلة عندك وتعرف اليقين والظن القوي والظن الضعيف والشك والفرضية!

                  بل إن المشكلة الحقيقية التي نحن بصددها اليوم والتي كان هؤلاء الكهنة سبباً رئيسياً فيها أن كل رؤيتنا للكون من حولنا تشكلت عبر معادلات رياضية،

                  فلا تُسلِّم لكل ما تسمع أو تقرأ، بل اجعل بديهياتك العقلية ومراتب الأدلة عندك حَكماً وهي الحكم العدل إن شاء الله!

                  لكن ما هي مشكلتنا الحقيقية مع كهنة المعاطف البيضاء ؟

                  هل مجرد رفض الوجود المادي للتجريد الرياضي هو القضية ؟

                  صراحةً؛ القضية أكثر عُمقاً، وتشعبت كثيراً الآن وهي قابلة لمزيد من التشعب،

                  فكهنة المعاطف البيضاء لم يعودوا يكتفون برصد الظاهرة كما العلماء المحترمين عبر العصور،
                  بل أصبحوا يفترضون تفسيراتهم الفلسفية الخاصة على القضية المرصودة، فافترضوا الوجود المادي للتجريد الرياضي، وافترضوا التفسيرات الفلسفية فيما رصدوه وفيما عجزوا عن رصده،
                  وطالبوا بتسليمنا برؤيتهم في القضيتين معاً، وسنشرح هذه المسألة بشيء من التفصيل لخطورتها على البديهيات والضرورات العقلية ومراتب الأدلة التي اتفق عليها العقلاء!

                  مشكلتنا مع كهنة المعاطف البيضاء ليست بشأن الظاهرة وآلية حدوثها، فالظاهرة مثل tunneling effect ستتكرر إلى يوم القيامة،
                  مشكلتنا الحقيقية مع كهنة المعاطف البيضاء هو بشأن تفسير الظاهرة، والذي يخضع كلياً رغماً عنَّا وعنهم في دائرة الفلسفة والميتافيزيقيا.

                  ففي فيزياء الكوانتم الكمية القضية كلها متعلقة بالراصد وطريقة رصده،

                  يقول فيلسوف الفيزياء
                  جون ويلر john wheeler " عملية القياس تُحدِث تغير لا سبيل إلى التنبؤ به وهكذا تمت ترقية المراقب – الراصد – ليصبح مشاركا ...
                  وهذا أمر شديد الدهشة ." ، فالرصد في المجال الكوانطي ليس هو القياس في حقيقته، فعندما ترصد فوتون الضوء فأنت ترصده بفوتون ضوء وبالتالي يتأثر الرصد جداً ويجعل من الراصد مشارك في العملية الفيزيائية التي تتم في هذا المجال النانوي.
                  "

                  والمشكلة الحقيقية ليست في الظاهرة، ولا حتى في رصدها، وإنما في التفسير الفلسفي للظاهرة !!

                  فمثلا في تفسير ظاهرة ما في ميكانيكا الكم تجد تفسير
                  أينشتاين – الذي يرفض القضية بالكلية ويعتبر كل تفسيرات علماء الكوانطا مجرد تخريف وهرقطة وكهانة -،
                  وتجد تفسير
                  دي برولي وتفسير مدرسة كوبنهاجن – التي ترفض كل شيء ما عدا القياس وتعتبره مرجعاً وحيداً معرفياً ،
                  وفي هذا مدرسة كوبنهاجن لا تعارض بديهيات العقل فحسب بل تعارض بقية النظريات مثل
                  النسبية ومعادلات ماكسويل- .

                  فالمشكلة الأساسية مع الكهنة الجدد : هي في تفسير عملية القياس في ميكانيك الكم، والتي يرغب كهنة المعاطف البيضاء أن تكون حكراً لهم !

                  ومشكلة القياس في ميكانيك الكم هم مشكلة جوهرية، والصراع فيها فلسفي وليس علمي !

                  ولذا كان أينشتاين مُحقاً حين قرر أن العالِم حين يتفلسف يصبح فيلسوف خايب، ويجلب الكثير من الضوضاء!

                  فمشكلة تفسير القياس في المجال الكوانطي هي مشكلة فلسفية لاهوتية، وليست مشكلة رصدية،
                  فكهنة الكوانطا يجعلون من معارفهم التي توصلوا إليها بالرصد نظريات علمية - وهذا نُسلِّم لهم به-
                  ويجعلون من غموض ما لم يتوصلوا إليه آراء فلسفية
                  وهم يطلبون منا التسليم لهم في الحالتين، ولا أدري بأي حق يريد كهنة الكوانطا أن يُملوا علينا مقرراتهم ورؤيتهم الفلسفية ؟

                  كيف التسليم مثلاً بأبعاد موازية وأكوان متعددة وكسر لبديهيات عقلية مع أن هذه الثلاثة لا يوجد عليها دليل إمبريقي أو رصدي أو قياسي واحد حتى الآن،
                  وكلها كومات من المعادلات الرياضية التي تتيح الشيء ونقيضه ثم يفترضون إسقاط ذلك على ما لم يتم رصده أو قياسه .!

                  مثال على ذلك:
                  يقول أحد هؤلاء الكهنة بوجود أكوان متعددة Multi Universe، لكن هذه الأكوان المتعددة لم تثبت رصدياً، بل يستحيل إثباتها رصدياً أو إمبريقياً لأنها تكسر حاجز أُفق الجسيم particle horizon
                  وهذا أمر ممنوع فيزيائياً، بل إنه من العجيب أن الرياضيات التجريدية أيضاً تمنع وجود أكثر من كونٍ واحد،
                  لأن وجود أكثر من كون سيتبع نفس main Hamiltonian وهذا ممنوع رياضياً طبقاً لل orthagonality theorm،
                  فلا يُسمح إلا بكونٍ واحد ومع ذلك الأكوان المتعددة تدخل قاموس الإلحاد الجديد بقوة، رغم أنف العلم!




                  المعتوه
                  لورانس كراوس أحد الكهنة الجدد، مُرتدياً قميص مكتوب عليه 2+2=5، إنه أيقونة الكهنة الجدد في كسر البديهيات العقلية من أجل الترويج للإلحاد ،
                  فلا وجود لشبهة إلحادية بدون كسر بديهة عقلية، 2+2=5 ولينتحر العقلاء


                  مثال آخر:
                  يبحث الكهنة الجدد عن حياة خارج الأرض وينفقون مبالغ طائلة في هذا الصدد- وبالمناسبة هذه كلها محاولات فلسفية لإنزال الإنسان عن مركزيته في هذا الوجود فيفترضون أكوان بالمليارات وحياة في كواكب أُخرى وأبعاد موازية وعوالم متراكبة حتى يُشعِروا الإنسان أنه بلا قيمة -

                  ومشروع البحث عن حياة خارج الأرض هو مشروع لا يوجد عليه دليل إبستمولوجي معرفي واحد،
                  ولا دليل أنطولوجي مادي واحد، ويخالف مبرهنة فيرما، التي تقول بما أنك لم تتحصل على دليل مادي ولو أولي على حياة خارج الأرض، فمن العبث الإنفاق على مشروع هكذا.




                  ميتشيو كاكو Michio Kaku أحد الكهنة الجدد،

                  وأحد مروجي فلسفة الأكوان المتعددة والحياة خارج الأرض astrobiology، وكان يتلقى تهديدات بالقتل هو ومجموعته أثناء رصد بوزون هيجز، لتبديدهم أموال دافعي الضرائب -10 مليار دولار - في هذه القضية ،
                  حيث أن رصد بوزون هيجز كان في خدمة قضايا فلسفية تأويلية لا علاقة لها بالبحث العلمي أو الإختراعات أو خدمة قضايا إنسانية مباشرة!


                  وحتى نستوعب كم الخطل في فِكر الكهنة الجدد، وطريقتهم في تفسير القياس، وتناقضهم الذاتي، فأنا سأطرح فرضية سخيفة ، وهي أن الكون كله يحمله حوت ضخم في فمه سيجار أمريكي، ويتعلق في ذيله المعتوه لورانس كراوس، وفي زعنفته مسبحة شيخ صوفي!

                  هل يُمكن علمياً نقض هذه الأُطروحة ؟
                  طبقاً لمعطياتنا العلمية المتاحة هذا مستحيل، لكن هل تعلم أن احتمالية هذا الأمر طبقاً لمعطيات الكهنة الجدد هي احتمالية تزيد على الصفر، وبالتالي هي احتمالية قائمة لكنها قريبة من الصفر !!

                  وقِس على ذلك أي خُرافة تطرأ على ذهنك!

                  الآن حاوِل أن تُحدث هؤلاء عن أحد القضايا الغيبية الإيمانية وانظر ردة فعلهم !!

                  إنهم يفترضون أبعاد موازية، لكنهم لا يقبلون الحديث عن وجود جان أو شياطين !

                  يفترضون أكوان متعددة، لكنهم لا يقبلون وجود عالم آخر !

                  مشكلة تفسيرات كهنة الكوانطا أنهم يجعلون من قصورهم المعرفي تفسيرات إفتراضية قائمة،

                  ثم يؤسسون على هذه التفسيرات الإفتراضية رؤى ونظريات وأفلام علمية وبرامج وثائقية وروايات خيال علمي تجوب جنبات العالم،

                  ولا يوجد في فروع العلم المادي شيء وصل إلى هذا الحد من الكهانة سوى علماء الأنساب - علماء الداروينية -،

                  ولذا كانت تفسيرات كهنة الكوانطا شيء ممجوج حتى من قِبل المؤسسات العلمية المُعتبرة ويصف
                  باولي تفسيرات كهنة الكوانطا في هذا الإطار بأنها knabenphysik
                  أي فيزياء الصبية بالألمانية.

                  وكان
                  أوتو شاتيرن يُقسم أنه سيترك الفيزياء إذا كانت تفسيرات كهنة الكوانطا صحيحة.!
                  وتمنى
                  لورنتز نفسه عالم الكوانطا الشهير أن يموت قبل أن يرى تفسيرات كهنة الكوانطا تلك .
                  وقال العالم
                  بول إبشتاين Paul Epstein" إن القوانين الكمية بالشكل الحالي هي إلى حد ما نظرية لاهوتية فيما يختص بالطبيعة،
                  ومن ثَم فإن الكثير من العلماء لهم الحق في سخطهم على هذه القوانين "
                  وكان باولي يرى أن المسرحيات الهزلية أفضل من تفسيرات كهنة الكوانطا.

                  ----------------------------------------------------------------------------

                  مصادر المقال :

                  1- كتاب آلة الموحدين لكشف خرافات الطبيعيين .. لأُستاذنا
                  أبو الفداء ابن مسعود.. دار الإمام مسلم.
                  2-الفيديوهات العلمية
                  للدكتور محمد باسل الطائي أستاذ الكونيات بجامعة اليرموك بالأردن.
                  http://www.youtube.com/user/Baseltai?feature=watch
                  3- الإحتمالات المثيرة للنظرية الكمية تأليف :-
                  ليونيد بونوماريف، ترجمة :- إيمان أبو شادي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة الأولى 2007
                  4- أنا تتحدث عن نفسها..
                  د. عمرو شريف ... دار الشروق الدولية طبعة 2012

                  المصدر بتصرف بسيط
                  التعديل الأخير تم بواسطة أبو/سلطان; الساعة 2016-05-11, 05:24 PM. سبب آخر: تنسيق الخط
                  لاحول ولاقوة إلا بالله

                  تعليق



                  • ( السينما ) و( اللاوعي ): الخطاب الشعبي للإلحاد


                    ملحوظة :
                    تم استقاء العديد مِن المعلومات والاقتباسات مِن المواقع الفيلمية المُتخصصة على الإنترنت مثل (IMDb) وبعض المواقع الإلحادية ومجموعة مِن إعلانات الأفلام Trailers ، مع التنويه إلى أن أوقاتنا بين العمل والدعوة هي أثمن مِن أن نضيعها في تتبع تفاصيل الكفر والإلحاد على الشاشات ، وإنما اكتفينا بذكر العام منها كدليل على الخاص ، والقليل مِنها كدليل على الكثير ، وذكر كلام أهلها عليها دون الحاجة للولوج فيها جميعًا ، أو جرح الأعين بمشاهد العُري والجنس الفاضح ، أو جرح القلوب بالشبهات .


                    مقدمة ...
                    لا شك أن الفنون هي مِن أقوى وسائل التعبير عن الأفكار والمعتقدات بين البشر منذ قديم الزمان ، ولا تكاد تخلو حياة أحدنا اليوم مِن التأثر بأحد صورها على الأقل ، وخاصًة مع التطور الهائل لتقنيات الإعلام والتواصل والذي أكسبها قدراتٍ أكبر على التأثير والانتشار بين الناس ولاسيما الوسائل البصرية مِنها Visual Multimedia (مثل الصور والأفلام) ، والتي تربعت على قائمة أكثر الوسائل تأثيرًا بلا منازع ، حيث تضيف إلى العقل المُفكر وإلى الأذن السامعة بُعدًا آخرًا يزيد مِن عمق وطول التأثير في ذاكرة الإنسان ألا وهو العين وما ترى !

                    وهكذا تطورت الوسائل البصرية مِن مجرد (تمثال) أو (رسمة) أو (إعلان) أو (كاريكاتير) ، إلى أن صارت (صورة فوتوغرافية) منذ عام 1826م ، ومرورًا بظهور أفلام (الرسوم المتحركة) أو (الكارتون) ، ثم ظهور عالم الألعاب الكمبيوترية وسوق (الفيديو جيم) ومعه الأجهزة المُخصصة للعب مثل (الإكس بوكس) و (البلاي ستيشن) ، وانتهاءً بثلةٍ كبيرةٍ من القنوات الإعلامية والإخبارية والوثائقية والبرامج والإعلانات والمُسلسلات والأغاني المُصورة والإنتاج الخاص (مثل اليوتيوب) والأفلام التليفزيونية أو السينمائية (وخاصة إنتاج هوليود الأمريكية) والتي احتلت حيزًا لا يمكن تجاهله منذ قرابة القرن مِن الزمان ، ولتتكامل بها قوة التأثير البصري الإعلامي – سلبًا أو إيجابًا – إلى أن تبلغ ذروتها في حالات توجيه الأفكار الفردي أو الجَمعي - أو ما يُسميه المُختصون بـ (التحكم في العقل) Mind Control - ! والذي يصير فيه الكثير مِن الناس بالفعل – شعروا أو لم يشعروا – (عبيدًا للميديا) Media Slaves !


                    الفئات المنبوذة والشاذة !
                    فلما كان لهذه الوسائل البصرية هذه الجاذبية الهائلة والقوة في التأثير والسرعة في الانتشار ، فنجد أن أكثر مَن فكر في استغلالها منذ ظهورها وإلى اللحظة هي تلك الفئات المنبوذة أو الشاذة أو المكروهة مِن المجتمعات ! وذلك لشدة حاجتها - أكثر مِن غيرها - إلى تحسين صورتها ، أو إلى الترويج لأكاذيبها وأفكارها غير المقبولة بين الناس ، أو إلى صنع نوعًا ما مِن الألفة بينها وبين المُشاهدين ليتقبلوا وجودها فيما بينهم على الأقل !

                    ويُعد الإلحاد مِن أكثر هذه الفئات المنبوذة أو الشاذة بين الأمم بمختلف دياناتها وثقافاتها ، ولمَ لا وهو المذهب العبثي والعدمي في حقيقته وفي أصله المادي المُجافي لإنسانية البشر ؟! بل وحتى في جوهره المُضاد لمعاني قيمهم المعنوية ومبادئهم والتزاماتهم الأخلاقية ! ولذلك .. فلن تجده دومًا إلا في أقل المذاهب اعتناقًا وتقبلًا بين الدول ، إذ بلغت نسبة الإلحاد الصافي عام 2010م ما يساوي 2 % تقريبًا على مستوى العالم ! بل وهي في تناقص مستمر لتصل إلى 1.8 % بحلول عام 2020م ! (1)


                    صورة للبروفيسور الملحد (لورنس كراوس) ويظهر على ملابسه فيها معادلة الإلحاد الشهيرة 2+2=5 !!! والتي تلخص لنا بصدق مدى شذوذ الإلحاد الفكري والعلمي الذي يروجون له ضد كل بديهة عقلية بين الناس ! ومدى التلاعب في الحقائق المُطلقة ومهما كانت شدة وضوحها – مثل مفاهيم الأخلاق والخير والشر مثلًا - لجعلها في أعين الناس نسبية ! فلا عجب بعد ذلك أن نجد النفور مِنهم في الخارج سواء في التعاملات التي تحتاج إلى ثقة وأمانة وشهادة – كالقضاء مثلًا – أو حتى الزواج بهم !

                    ويُطالعنا بحقائق هذه الكراهية المتنامية لهم كمثال : مقال الدراسة التي قام بها البروفيسور (ويل جيرفيس) Will Gervais وزملاؤه وتم نشرها في مجلة (عِلم النفس الاجتماعي والشخصي) Journal of Personality and Social Psychology حول سبب عدم الثقة في مُعاملة الملحدين ! وقد لاقت الدراسة صدىً واسعًا كما يظهر مِن عناوين الأخبار التي تناولتها منذ 2011م مثل عنوان موقع الـ ncbi الشهير :
                    (2) Do you believe in atheists? Distrust is central to anti-atheist prejudice.
                    أو موقع scientificamerican بعنوانه التهكمي :
                    (3) In Atheists we distrust !
                    أو المقال البحثي بجريدة Washingtonpost بعنوان :
                    (4) Why do Americans still dislike atheists?
                    حيث – وللمقارنة فقط – ومِن بعد عشرات السنوات مِن التشويه الإعلامي المُكثف لكل ما هو إسلامي في بلدٍ كبير مثل أمريكا : فقد قفز الملحدون اليوم إلى أعلى قائمة المكروهين هناك وبنسبة 39.6 % - في مقابل المسلمين 26.3% - ! وكما نشرته مواقع الأخبار نقلًا عن دراسة (جامعة مينيسوتا بمينابوليس) University of Minnesota in Minneapolis مثل موقع Newsjunkiepost الشهير وذلك في عنوانه الصريح الدلالة :
                    (5) Research Finds that Atheists are Most Hated and Distrusted Minority

                    ولكل ذلك .. فلم يتخلف الإلحاد عن حجز مقعده في ركب تلك الوسائل البصرية ليستغل قوة وسهولة انتشارها لكسب أكبر قاعدة مُمكنة مِن الأتباع أو المُتعاطفين معه ، وليعوض بهم (عجزه المستمر) عن الدعوة لنفسه بين الناس بخوائه الروحي وفراغه الحياتي ومضمونه المادي ! إذ خلاصة ما يقدمه لهم هو أنهم لا يساوون شيئًا في هذا الوجود ! لا في لحظة ميلادهم ! ولا مِن بعد مماتهم ! وإنما هم مجموعة مِن الذرات المادية التي اجتمعت بغير سبب ، والتي غدًا ستتفرق أيضًا بلا أدنى مغزى ولا معنى في الحياة ! فمَن يقبل مثل هذا مِن العقلاء ؟!




                    لماذا التركيز على الأفلام السينمائية في هذه الدراسة ؟

                    1- لأن السماع أقوى مِن مجرد القراءة ، ثم الرؤية والمُعاينة أقوى مِن مجرد السماع وأطول مِنه بقاءً وتشعبًا في الذاكرة ، ولذلك يتفاعل الناس مع الخبر المرئي أقوى بكثير مِن مجرد قراءته أو السماع عنه ! ولقد أشار الحديث الشريف الذي أخرجه الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم لذلك المعنى في قوله : " ليس الخبر كالمُعاينة " (صحيح الجامع للألباني 5374) .

                    2- أن الأثر الهائل للأفلام السينمائية على تغيير المفاهيم والآراء عمومًا وفي تغيير رؤية الناس للفئات المنبوذة أو الشاذة خصوصًا : هو أثرٌ مُجربٌ ومعروف ! فاليهود مثلًا وعلى الرغم مِن أخلاقهم وسمعتهم السيئة على مدى القرون الطويلة والتي جعلتهم منبوذين بين أكثر الأمم – ومَن قرأ الرواية العالمية (تاجر البندقية) The Merchant of Venice 1598م لـ (وليم شكسبير) ووصفه للتاجر اليهودي الجشع (شيلوك) سيعرف بعض أسباب ذلك ! - فقد استطاعوا استغلال ما وقع لهم أيام النازية وهتلر في الحرب العالمية الثانية مِن اضطهاد وترحيل وقتل : في صنع العديد مِن الأفلام الاحترافية السيناريو والإخراج والتمثيل لتستجلب دموع المُشاهد وتعاطفه معهم مهمًا كان دينه أو مذهبه في الحياة ! وإلى أن تغيرت صورتهم بالفعل اليوم لدى أغلب شعوب أوروبا وأمريكا بخاصة (6) !
                    وحتى صاروا في عين الكثيرين عنوانًا للمُعاناة الإنسانية والظلم والاستسلام للقتل في صمت ! وحتى نجح المُخرجون اليهود – وعلى رأسهم (ستيفن سبيلبرج) – في حفر علاماتٍ بارزةٍ في أفلام السينما العالمية حاصدة الجوائز مثل (قائمة شندلر) Schindler's List 1993م و(إنقاذ الجندي رايان) Saving Private Ryan 1998م والفيلم الإيطالي (الحياة جميلة) La vita è bella 1997م و(عازف البيانو) The Pianist 2002م و(القاريء) The Reader 2008م ! بل ونجحوا في رسم اليهودي في دور البطل العالمي مُنقذ البشرية مِن غزو الفضاء الخارجي – وكما في فيلم (يوم الاستقلال) Independence Day 1996 - !..
                    ولذلك .. فمِن الكلمات المأثورة لمُخرج فيلميّ (عمر المختار) و(الرسالة) بالنسختين العربية والإنجليزية - المخرج العالمي الراحل (مصطفى العقاد) رحمه الله (7) قوله :
                    " بثمن طائرة أو سفينة واحدة : تستطيع أن تغير وجهة نظر العالم فيك " !

                    3- أيضًا في الوقت الذي نجد القاريء أو السامع في العادة ما يكون على دراية كافية بما سيختاره قبل قراءته أو سماعه ، وأن شخصية (الكاتب) أو (الخطيب) أو (المذيع) دومًا ما تكون معروفة التوجه والمنهج : فإن الأمر يختلف كثيرًا مع الأفلام السينمائية للأسف والتي تتغير توجهات أفرادها (مخرجين أو ممثلين) في كل مرة حسب القصة والسيناريو الذي تم اختياره لإنتاجه ! فإذا وضعنا في الاعتبار أن النسبة الأكبر لاختيار فيلمٍ ما هي التي تعتمد على جاذبية البوستر أو التريلر الإعلاني Trailer : فإن ذلك يجعل مِن الفيلم غالبًا مُفاجأة (غير معلومة المحتوى) إلا عند المُشاهدة الكاملة لأول مرة ! ومِن هنا : فدس (السُم في الدسم) هو مِن أخطر ما يتم تمريره مِن خلال تلكم الأفلام !


                    مشهد لا يتعدى الدقيقة الواحدة من فيلم (الحُراس) Watchmen 2009 ، حيث مِن وسط كامل الفيلم – والمُفترض أنه مغامرات وخيال علمي ! - نجد أحد شخصياته (د/ مانهاتن) Dr. Manhattan على كوكب المريخ وأمام جسم كبير ودقيق ومُعقد أشبه بتروس الساعة العملاقة ليقول في استخفاف غريب بعقل المُشاهد العادي :
                    " ساعة بغير صانع " ! A clock without a craftsman.

                    حيث يُـقسم لي أحد الشباب أنه لم يلتصق بذاكرته بعد مُشاهدة ذلك الفيلم منذ سنوات وإلى اليوم إلا هذه العبارة المُترجمة فقط ! حيث تم فيها مُمارسة مُغالطة (المُصادرة على المطلوب) معه Begging The Question وبصورة مُفاجأة وصادمة لفطرته ، وذلك عن طريق تقديم إحدى المُستحيلات العقلية (وهي فكرة وجود ساعة بغير صانع) وكأنها شيء طبيعي مُسلم به على لسان الرجل !

                    4- كذلك مِن المعلوم أن كل عمل فني هو عمل (وحدوي الإتجاه) أي : يتم عرض الأمور فيه مِن وجهة نظر واحدة فقط وهي وجهة نظر صاحبها ! – حيث هو وحده الذي يُقرر أحداثها ومواقفها ! وهو وحده الذي يرسم صورة المظلوم مِن الظالم ، وتحديد الطرف القوي الحُجة مِن الأضعف ! والحسن مِن القبيح ، والبداية مِن النهاية ! وبذلك : فهو المتحكم الوحيد فيما سيتم عرضه على المتلقي وكذلك فيما سيتم حَجبه عنه – وهو ما يُعرف بأسلوب (حارس البوابة) Gate keeper – والأفلام في ذلك هي مِن أقوى المؤثرات بسبب طبيعتها الجذابة ، والتي تحمل المُشاهد ليعيش أحداثها ويتفاعل معها لتتجسد في عقله وخياله الخاص ! ولهذا نجد أن مَن تأثروا بها في حياتهم فإنما أبصروا في الحقيقة بعين المؤلف أو المخرج لا بأعينهم هم ! وأنهم اعتنقوا أفكاره على غير نقاشٍ مُحايد !

                    5- وأما أخطر ما في هذه الأفلام فهو في حال عرضها على القنوات الرسمية لتصل إلى أكبر قدر ممكن مِن الناس ! حيث لا يتم حذف مقاطعها الخبيثة (فكريًا) وعلى غرار ما يتم حذفه مِن مقاطعها (الجنسية) وبذلك : نلمس مدى عمق تأثيرها وهي التي لن تخاطب فئة معينة مِن الناس كالمثقفين مثلًا ! أو لن تخاطب كبارًا فقط قد أصقلتهم خبرات الحياة فيرُدون شبهاتها ، بل سيراها أطفال اليوم شباب الغد ! – وهم أكثر الفئات العُمرية تقبلًا وتقليدًا وتأثرًا بما يشاهدونه ويسمعونه لو لم يُحذرهم مِنه أحد - ولذلك .. فإن المرءَ ليُشفق على بعض هؤلاء أمام احترافية (الخداع النفسي) و(المُغالطات المنطقية) Logical fallacy التي يستخدمهما الملحدون واللادينيون دومًا في زعزعة الإيمان أو التشكيك في الأديان أو الطعن في الخالق ، وبحيث يتم تمرير قبح الإلحاد وستر عوراته الفكرية في غفلةٍ مِن القوم .


                    أثر (تقليد) الأفلام السينمائية في تغيير المفاهيم والمعتقدات :
                    حيث يُعد أقوى آثار الأفلام على الإطلاق هو ما يُعرف بـ " التحفيز على التقليد " !.. حيث يتم تقديم (القدوة) للمُشاهدين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وكما هو معروف مِن أبسط أساسيات التعليم - ومِنه جاء معنى كلمة التعليم في اليابان (كيو إكو) (教育) حيث (إكو) تعني تربية الطفل و(كيو) تعني التشجيع على التقليد - ! ويكون تحفيز تقليد الأفلام في صورتين :

                    1- إما لحظيًا سريعًا صادمًا (بسبب مقولةٍ ما مثلًا أو مشهدٍ ما مِن الفيلم أو حتى مضمون الفيلم بأكمله) : فتتغير بسببه حياة المُشاهد وربما إلى آخر حياته !
                    2- أو يكون بطيئًا ومُتدرجًا .. وذلك حسب عمق الفكرة المُتسربة إلى عقل المُشاهد ، أو نتيجة المنظومة النفسية المدروسة القائمة على تكرار مُشاهدة الشيء المُعين لزرع التعود عليه وتبنيه ! - مثل تكرار مَشاهد الجنس مثلًا أو مَشاهد اللامبالاة بمشاعر الآخرين أو مَشاهد القتل والتعذيب والدماء أو مَشاهد الاستخفاف بالدين والأخلاق - !
                    فالتحفيز على التقليد : يقع في حال تطابق أفكار الفيلم مع (مشاعرَ كامنةٍ) أو (ميولٍ خفيةٍ) أو (رغبة إثبات النِدّية أو القدرة على المُحاكاة) داخل نفس المُشاهد ! فعندها يُـشجعه الفيلم على إخراجها أو إظهارها على أرض الواقع - سواء بالخير أو بالشر - ومِثل المثال المُفجع التالي


                    صورة مِن فيلم (قتلة بالفطرة) Natural Born killers – واختصارًا يسمونه NBK 1994 - .. وهو مِن أشهر الأفلام الأمريكية التي أثرت في العديد مِن الشباب والمراهقين حول العالم ودفعتهم لارتكاب جرائم قتل ومذابح بشعة في مجتمعاتهم على مدار 14 سنة ، إما عبثا !.. وإما طلبًا للشهرة وكما وقع مع المجرمين في أحداث الفيلم !!!..
                    وهو مثال واحد فقط مِن بين عشرات الأمثلة على (جرائم تقليد الأفلام) أو ما يُعرف بـ Copycat crime ! وقد تم تسجيل 15 حادثة قتل كبرى على الأقل مِن تلك التي اعترف مُرتكبوها فيها أو في مذكراتهم بتأثرهم بذلك الفيلم !


                    ومِن هذه الجرائم البشعة - كمثال - والناتجة عن تأثر المراهقين التائهين في الحياة بالأفكار العبثية والدموية لفيلم (NBK) ، هي الجريمة التي وقعت في ولاية كولورادو الأمريكية 20 إبريل 1999م والمشهورة بـ (مجزرة مدرسة كولومبين الثانوية) أو Columbine High School massacre ، والتي راح ضحيتها 12 طالب وأستاذ على يد الثنائي (إيريك هاريس) Eric Harris و(ديلان كليبولد) Dylan Klebold..! وهنا أنقل لكم اقتباسين مِن مذكرات (إيريك) لنقترب أكثر مِن نفسية هؤلاء ، حيث كتب فيها قبل الحادثة بعام واحد – وفي يوم 10 إبريل 1998م - :
                    "When I go NBK and people say things like "Oh، it was so tragic،" or "oh he is crazy!" or "It was so bloody"، just because your mommy and daddy told you blood and violence is bad، you think it's a fucking law of nature? Wrong، only science and math are true، everything، and I mean every fucking thing else is Man made. Before I leave this worthless (8) place، I will kill whoever I deem unfit for anything at all، especially life

                    والكلام لا يحتاج إلى شرح ! حيث نرى فيه مدى العبثية والعدمية التي سيطرت على الفتى وشجعه على إخراجها فيلم (NBK) وغيره : وإلى أن ترعرعت في خياله المريض ليترسخ لديه مع الوقت - ومع تكرار المُشاهدة - أنه لا معنى ولا قيمة لحياة البشر ! بل ولا لأي قيمة أو معنى مُطلق في الحياة إلا للعلوم المادية والرياضيات فقط ! وأنه لذلك : فسوف يقضي على كل ما يجده بلا معنى مِن حوله ! وخاصة الحياة نفسها !...
                    ولقد أشار في مذكراته أيضًا إلى يوم المجزرة الموعود – 20 إبريل - فكتب أنه سيكون صباح شهر إبريل المقدس لفيلم (NBK) ! :
                    "the holy April morning of NBK"
                    وأما صديقه (كليبولد) – والذي كان في حالة اكتئاب شديد – فقد كتب في مذكراته أيضًا قبل المجزرة أنه عالق في الإنسانية ! وأنه ربما خرج منها إلى الحرية مع (إيريك) والـ (NBK) :
                    "I'm stuck in humanity. Maybe going NBK w. Eric is the way to break free"


                    كيف يتم تمرير الأفكار الإلحادية في الوسائل البصرية ؟
                    لعله مِن الأمور الواضحة أنه لا زالت كلمة (إلحاد) هي (شاذة) و (مُنفرة) بالفطرة في آذان وأعين أغلب الناس ، وأننا إذا استثنينا تلك الفئة المُصابة بهوس الاهتمام بكل شاذ وغريب : فلا زال وقع الكلمة في نفوس المؤمنين كفيلٌ بصرفهم تلقائيًا عن موادها الدعائية الصريحة (المباشرة) ككتبهم وأفلامهم المتخصصة – والتي تتولى مجلتنا وغيرها الرد العلمي والفلسفي عليها - ! ومِن هنا .. فإن ما يعنينا في هذه الدراسة هو تسليط الضوء على الطرق (غير المباشرة) لتمرير الأفكار الإلحادية في الوسائل البصرية والأفلام ، وفيما يدسونه مِن (سموم) الأفكار في تلك الأعمال التي يُقبل الناس عليها غالبًا بدافع التسلية ، ثم لا تلبث أن تظهر آثارها في خلل عقولهم وتصرفاتهم واعتقاداتهم بعد سنوات !

                    ومثل تلك التي صِرنا نلمس آثارها في حواراتنا مع أغلب الشباب الملحد التائه اليوم في صورة (إلحاد شعبي) أو (إلحاد هاوي) إذا صح التعبير ! والذي بات يُميز المفتونين بمثل هذه الأفكار السطحية عن غيرهم ! بل وإلى الدرجة التي نجد فيها مَن لا يعرف لوازم إلحاده المادي !
                    أو مَن لا يعرف الفرق بين الإلحاد الموجب والسالب ! أو بين الإلحاد القوي والضعيف ! أو حتى الفرق بين الإلحاد واللادينية واللاأدرية نفسها ! أو مَن يُدافع منهم عن إبليس – والذي يُفترض أنه لا يؤمن بوجوده أصلًا - !


                    ولهذا ... فسيتم استبعاد أفلامهم الوثائقية المُتسترة بستار العلم وكما في قنوات (ديسكفري) أو (ناشيونال جيوغرافيك) كمثال ،
                    أو سلاسل أفلام (جوناثان ميلر) أو (ريتشارد دوكينز) والتي تمرر تدليسات التطور وخرافات الصدفة والافتراءات الفلسفية على الأديان ،
                    وكذلك سنستبعد الأفلام التي تستغل جهل الناس بفيزياء الكم وتتلاعب بمفهوم الفراغ الكمي والعدم ، والخلط المُتعمد بين نفي الحتمية ونفي السببية (بقيادة ستيفن هوكينج) ،
                    وأخيرًا سنستبعد أفلام المُبالغات الخيالية في قدرات واكتشافات العلوم المُستقبلية (بقيادة ميتشيو كاكاو) والتي تصور للبسطاء عقل الإنسان وكأنه الخالق القادم الذي سيمتلك عما قريب حقائق وقدرات كل شيء !


                    وبذلك نستطيع تقسيم طرق تمرير الأفكار الإلحادية في الوسائل البصرية كالتالي :

                    أولًا : استغلال ثغرات النفس والعقل والخيال !
                    ثانيًا : الإغراق في عرض الشهوات والعُري وتحبيب الزنا والخيانة !
                    ثالثا : تصوير الوجود والحياة بمظهر العبثية والعدمية واللاغائية !
                    رابعًا : المُغالاة في الخيال العلمي لتهميش قدرات الإله الخالق !
                    خامسًا : استغلال لا معقوليات النصرانية والأديان المُحرفة كذريعة للإلحاد !
                    سادسًا : تمثيل الإله بصورة غير مباشرة لخلع الرؤى الإلحادية عليه !
                    سابعًا : استغلال أكاذيب التطور كبوابة للإلحاد !


                    ولنبدأ معًا في استعراض كل نقطة مِنها ، مع التركيز على دور الأفلام السينمائية كما قلنا – ومع التنبيه على أن كل ما سنذكره هو قليل مِن كثير !!! – وأننا لم نهول في الأمر كما سيظن البعض والذي قد يرى بعض الأعمال التي سنعرضها هي (عادية) ولا تحتمل ما سنذكره عنها ، ولكننا نقول له : أن هذا البحث هو نتاج فترة مُركزة مِن دراسة واستعراض كتابات عددٍ كبير مِن الملحدين التائهين أنفسهم ، وكذلك اعترافاتهم بالأسباب التي أثرت عليهم ابتداءً – والتي قد لا يراها غيرهم كذلك أو تأثروا بها في صغرهم - ! فكان منها ما سنقرؤه الآن .....

                    - يُتبع إن شاء الله -
                    لاحول ولاقوة إلا بالله

                    تعليق


                    • أولًا : استغلال ثغرات النفس والعقل والخيال !

                      حيث يُخطيء مَن يظن أن تأثير الوسائل البصرية ينحصر داخل حدود لوحة الرسم أو أبعاد شاشات التلفاز أو الكمبيوتر !
                      إذ الحقيقة أنها – وكتعبير إنساني – فهي تتعدى حدود كل ذلك بكثير لتخاطب أعماق النفس الإنسانية مباشرة – مناطق قوتها أو ضعفها وثغراتها – كما أنها تخاطب آفاق الخيال اللامحدود للمُشاهد كذلك !..

                      وأما بالنسبة للإلحاد :
                      فهو يبحث دومًا عن مفاتيح ثغرات (المداخل) Vulnerabilities للنفس أو للخيال ! والتي يمكنه مِن خلالها أن يُمرر سمومه تمامًا كما يفعل فيروس الكمبيوتر !


                      1- فهو قد يستغل الشهوات الجنسية مثلًا - كالبوسترات العارية أو المشاهد الماجنة – في إفساد دين المُشاهد كما سيأتي أو جذبه لأعماله أو لدس أفكاره مِن خلالها ! وقد يستغل في نفس السياق حُب المُشاهدين للأعمال الكوميدية أو البوليسية ، أو الأكشن أو المغامرات أو الخيال العلمي ، أو ولع البعض بأفلام الرعب والتقتيل والذبح والتعذيب !

                      2- وكذلك قد يستغل شهوة البعض في التمرد على الأحوال الاعتيادية والأوامر ! – ولو حتى التمرد على طبيعة جنسه كذكر أو أنثى ! – إذ مع التركيز على هذه النوعية ببعض التأثيرات النفسية والمغالطات المنطقية : فقد ينتهي الحال بهم إلى تقبل فكرة التمرد على الإله نفسه ! بل والمبالغة في التكبر والعناد ! وتصوير كل ذلك على أنه الشجاعة والعزة والكرامة في رفض عبودية وطاعة الإله وقضائه وقدره – وكما في أفلام تصوير البشر ندًا للإله أو الآلهة الإغريقية أو الدفاع عن إبليس وتبرير كفره وعناده ! –

                      3- بل وقد يستغل الإلحاد شهوة البعض في الظهور والتميز بين الأقران ولو بالمذموم والشاذ ! وذلك على غرار الأعرابي الذي تبول في بئر زمزم لكي يشتهر اسمه بين القبائل ! فمثل هذه الشخصيات هي الأكثر قبولًا لشذوذ الإلحاد والأكثر إصرارًا على إظهاره لا إخفائه ! وعذابها – كل العذاب – عندما تتجاهلها أو تبدي عدم اهتمام بإلحادها !

                      4- وأحيانًا أخرى تجدهم يستغلون شهوة البعض في تقمص دور الشخصية العقلانية والمنطقية بين الناس إلى أبعد حد ، فيقدمون له أبطال الأعمال الفنية مِن شخصيات المسلسلات أو الأفلام في صورة الملحد أو اللاديني العقلاني الذي لا يؤمن إلا بالعلم فقط والرافض لكل غيب الأديان ! حيث بهذه الصورة الجذابة المُقربة إلى نفسه يحاول تقليدهم ليصير العبقري الذي قد لاحظ ما لم يلاحظه أحد طوال القرون ! أو في صورة العبقري الذي يؤمن بما يخالف أغلب البديهيات مِن حوله – مثل أن يؤمِن بالتطور الصدفي العشوائي مثلًا في مقابل الخلق الإلهي أو 2+2=5 - !

                      نطالع ذلك في رسمهم لشخصيات أشهر المسلسلات اليومية عندهم (واخترت المسلسلات هنا لأنها أطول أثرًا مع كثرة وتكرار المُشاهدة) مثل شخصية الشاب المثقف المؤمن بالعلم (شيلدون كوبر) مِن مسلسل Big Bang Theory ! والذي يتعمدون إظهاره في صورة المُتعالم الفاهم المؤمن بالتطور في مقابل إظهار الشباب الآخرين مِن حوله في صورة البسطاء الجاهلين المؤمنين بالخلق الإلهي أو الديني ! حيث يقول نادبًا حظه في وجوده معهم :
                      Thanks to you I'll spend the rest of my life here in Texas trying to teach evolution to creationists

                      ومثل مجموعة الدكاترة الملحدين العلميين الأذكياء – هكذا يزينونهم للملايين عبر التلفاز والمسلسلات اليومية الأمريكية والتي يصدرونها إلى العالم – وعلى رأسهم الدكتور (جورج هاوس) مِن مسلسل House بجملته المتهمة للمتدينين باللاعقلانية :
                      If religious people were reasonable، there wouldn't be any religious people

                      والدكتور (بيري كوكس) مِن مسلسل Scrubs وجملته المُعبرة عن عبثية الحياة :
                      "everything happens for a reason" is nonsense

                      وطالبة علم النفس (بريتا بيري) مِن مسلسل Community والتي تروج للإلحاد الأخلاقي في محاولة خبيثة لكسر العلاقة الوطيدة بين الإلحاد وانعدام المرجعية الأخلاقية كما يعرفها الناس ! حيث تقول لصديقتها المتدينة (شيرلي) في إحدى المرات :
                      Your religion isn't the same as morality، and calling me immoral because I'm atheistic is religious persecution

                      وحتى شخصيات الكارتون لم تسلم مِن هذا العبث بالعقول ! حيث قدموا لهم شخصية الشابة العلمية المثقفة (داريا) مِن مسلسل Daria والتي تعلم الأطفال (الشك) في كل شيء مِن حولهم وإلى أن تقول جملتها الإلحادية التي تعلق بذهن المُشاهد المفتون بها :
                      Until I see some pretty convincing evidence، I think we are on our own

                      5- وأمثال هؤلاء يكون الفخ الذي يقعون فيه غالبًا هو فخ إظهار (الأدلة) على وجود أخطاء في الأديان ، أو (الأدلة) على وجود أشياء في الكون لا فائدة منها - في أعينهم - ، أو (الأدلة) على محصورية العلم فيما يمكن تحسسه ماديًا فقط ! – وهذا هو التدليس بعينه ، لأنه حتى العلم التجريبي يقوم على استدلالات واستنباطات تعتمد على رصد آثار الأشياء اعتمادًا على أنه ليس هناك شيء حادث إلا بسبب أحدثه ! فالذرة والألكترون وسائر الجسيمات دون الذرية لم يرهم أحد مثلًا منذ عشرات السنين إلا مِن خلال آثارهم ! ولو صحت هذه النظرة المغلوطة التي ينشرها الإلحاد عن محصورية العلم في المحسوسات فقط : لكان العالم الفيزيائي (بيتر هيجز) مُكتشف بوزون هيجز مجنونًا عندما تحدث عنه منذ 40 عامًا ولم يتأكد وجوده إلا في الأعوام الثلاثة الأخيرة فقط ! – وهكذا نجد استغلال الملحدين لإحدى أشهر المُغالطات المنطقية مع هؤلاء الضحايا هنا وهي مُغالطة (المُصوب الدقيق) Sharpshooter fallacy ، حيث ينتقي فيها صاحبها ما يشاء مِن الأدلة مِن وجهة نظره لقبول شيءٍ معين : ثم يترك ولو أضعاف أضعافها مِما لا يريد !

                      6- ولعله مِن أشهر الأساليب النفسية كذلك لزعزعة إيمان المُشاهد (العادي) بالصور أو الكاريكاتيرات أو الأفلام هو أسلوب (الصدمة) The Shock ! وهو تعمد (إهانة) المقدسات لديه بالرسومات أو الألفاظ البذيئة جهارًا وعلنًا ! وذلك مثل عشرات أو مئات الصور والكاريكاتيرات التي يحاولون نشرها على الفيسبوك وتويتر والمنتديات ! أو مثل المَشاهد القصيرة المدروسة والمُتعمدة في بعض الأفلام ! والتي قد تصل إلى السخرية مِن الإله نفسه بتمثيله بصور غير لائقة – وخصوصًا في الخارج حيث تكفل الحكومات العلمانية ذلك بكل أريحية ضاربة بعرض الحائط قداسة الأديان ورموزها ! – أو استغلال تعاطف المُشاهد في بعض المواقف كالتي ينظر فيها بطل الفيلم مثلًا إلى الأعلى إلى السماء ليُنادي إلهه : متحديًا إياه إن كان موجودًا أن يستجب له دعاءه !! أو إن كان موجودًا أن يُظهر له آية !

                      ومثل هذا الأسلوب النفسي الخبيث والمُفاجيء يعتمد على كسر المهابة والقداسة في عقل المُشاهد (العادي) ، وخصوصًا عند الذين لديهم مفهومًا خاطئًا بأنه لا يستطيع أن يسب الله أو يتحداه أحد إلا ويلحقه الموت أو الخسف (على الفور) ! ونسوا أن الله تعالى نفسه وفي قرآنه الكريم قد ذكر إمكانية أن يسبه أحد الجُهال فقال : " ولا تسبوا الذين يدعون مِن دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم " الأنعام 108 .. ونسوا أن تلك الحرية – والتي بلغت سب الإله - هي حُجة على الكافرين بمدى ما منحهم الله تعالى مِن اختيار - وليس الجبر كما يدعي بعضهم - ! وأنه لو عاقب الله (كل) مَن يسبه بالفعل عقابًا (فوريًا) لسقط معنى الاختبار والامتحان في الحياة ولذلك : فهو يُصرِّف انتقامه مِمَن شاء مِنهم بمقتضى حكمته .


                      مشهد لا يتعدى الدقيقتين مِن فيلم (الرمادي) The Grey 2011 وفيه ينظر بطل الفيلم إلى الأعلى إلى السماء ويوجه كلامًا بذيئًا إلى إلهه بسبب المِحنة التي فيها وعدم إجابة دعائه !!!

                      وعلى قدر ما تهتز أنفس البعض بالفعل مِن جراء مثل هذه المشاهد المدروسة والمُتعمدة لتحفيز السفهاء على (تقليدها) : على قدر ما يتخطاها العقلاء مِنهم بعد حين وبعد أن يتفكروا فيها على مهل ! حيث يجدون فيها عدة مُغالطات منطقية كما قلنا نذكر منها :
                      أ*- مُغالطة ( التعميم السريع ) Hasty Generalization وتنتج عن أسلوب (حارس البوابة) وعدم عرض الفيلم لفكرة حالات البشر الأخرى الكثيرة والتي يدعون فيها ربهم ويُستجاب لهم لحظيًا إذا اقتضت ذلك مشيئته وحكمته – بل وحتى مع الملاحدة أنفسهم المُنكرين له ومثلما وقع مع جراح العيون المليونير الملحد سابقًا (د/ لورانس بروان) Dr. Laurence Brown حيث كانت الاستجابة اللحظية لدعائه ونجاة ابنته الوليدة : سببًا في تركه لإلحاده ثم هدايته إلى الإسلام لاحقًا (9) .

                      ب*- ( مُغالطة المَنشأ ) Genetic Fallacy حيث أن الغرض مِن الحياة الدنيا أصلًا عند الأديان بعامة – والأديان الإبراهيمية بخاصة - هو الامتحان والابتلاء وإظهار الإيمان بالله مِن عدمه رغم الشدائد ! يقول الله تعالى في القرآن الكريم كمثال : " الم * أحسب الناس أن يُـتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُـفتنون * ولقد فتنا الذين مِن قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " العنكبوت 1: 3 .. بل وتاريخ البشرية مليء – وإلى اللحظة – بأبشع جرائم القتل والتعذيب والإبادة في حق المؤمنين بالله : ولم نر منهم انتكاسة أو كفر أو اعتراض على قدر الله ومشيئته ! وذلك ليقينهم التام بأن المُستقر هي دار الآخرة والنعيم والثواب : لا دار الدنيا القصيرة الفانية !

                      جـ- مُغالطة ( السبب الزائف ) False Cause وهي في هذا المشهد أتت في صورة : " أنا لم يُستجب لدعائي ، إذن الله غير موجود " ! وكأنه كان فرضًا على الله تعالى أن يستجب لـ (كل) أدعية البشر جميعًا حتى ولو كانت متناقضة عقليًا – كأن يدعوه شخصان صالحان مثلًا للزواج مِن امرأة واحدة ! – أو حتى لو تعارضت مع مشيئته في تأخير الإجابة أو الابتلاء وإظهار الكثير مِن شر الأشرار حتى يؤاخذهم عليه ! ووقوع الكثير مِن الظلم للأخيار حتى يثيبهم عليه !

                      د- ويتفرع عن نفس المُغالطة السابقة طلب البطل مِن إلهه أن يُظهر له آية أو معجزة – وربما كما عودتهم العديد مِن البرامج التنصيرية الخادعة في أمريكا والعالم – حيث إن لم يُظهرها له فيكون غير موجود ! وهذه أعجب مِن مسألة الدعاء السابقة نفسها ! وذلك لأنها لو تحققت لـ (كل) الناس لانتفى معنى (اختبار) الإيمان والكفر في الحياة ! يقول عز وجل : " ولو شاء ربك لآمن مَن في الأرض كلهم جميعًا " يونس 99 ! ويقول كذلك : " إن نشأ نُنزل عليهم مِن السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " الشعراء 4 .

                      7- وهناك أسلوب آخر مِن الأساليب الملتوية – وإن كان ساذجًا جدًا – إلا أنه يُظهر لنا أهم ثغرة مِن ثغرات النفس المُتقبلة للإلحاد وهي : الاستعداد المُسبق للسخرية مِن الدين أو الإله وإلا : ما كانت استجابت لمثل هذه السذاجة أو (المراوغة) Equivocation في الطرح ! وخصوصًا باستخدام أسهل المُغالطات المنطقية مثل مُغالطة (التشبيه الخاطيء) False analogy
                      أو مُغالطة (الخلط بين المعاني المعنوية وجعلها مادية) Reification ومثل الرسمة التهكمية التالية كمثال :



                      حيث تسخر مِن ثقة المؤمنين بالله وتسخر مِن عبارة In God we trust الشهيرة عند النصارى الأمريكان - والمكتوبة على عملة الدولار الورقي – فنجد صانع الرسمة يتلاعب بذلك المعنى المعنوي (أي الثقة بالله) ليلبسه لبسة مادية ساذجة لا تنطلي إلا على السذج مِن أمثاله ! حيث يطلب ممَن يثق بالله أن يقف رافعًا ذراعيه إلى جانبيه ثم يميل إلى الخلف : وهو يثق بأن الله لن يجعله يقع على ظهره !!!
                      وبالطبع لا يحتاج العاقل أن يُبين سفاهة هذا المنطق وتناقضه مع أبسط مباديء العقل الإيماني ، وهو أن الله تعالى قد خلق لنا الدنيا لتسير في الأصل بالأسباب والقوانين الفيزيائية ، ولتكون المعجزات والآيات فيها هي الاستثناء لا القاعدة ! ومعلوم أن تقرير هذه الحقيقة لا يحتاج إلى اختراعٍ يخترعه المؤمنون اليوم ليداروا به خللًا لم يكن يعرفونه في إيمانهم ! وإنما يترجم لنا مدى استخفاف الملاحدة بعقول أتباعهم مِن السذج والمراهقين فكريًا والضعاف عقليًا : والذين لا تنطلي مثل هذه الخدع النفسية والمُغالطات المنطقية إلا عليهم !


                      مشهد مِن فيلم (الحافة) the Ledge 2011 ، والفيلم هو مِن أشهر الأفلام التي قامت بمحاولة (تلميع) الملحد أخلاقيًا وإظهاره بمظهر الذي ضحى بحياته مِن أجل حبيبته وزوجة جاره المؤمن النصراني الذي خانه الملحد معها ! وإظهاره بمظهر (القوي الحُجة) كذلك في مقابل المؤمن (الضعيف الحُجة) ! وذلك برسم السيناريو لحواراتٍ مدروسةٍ مُسبقا يقول فيها المؤمن مثلا : الكمال في خلق المخلوقات ودقة الكون يدل على الخالق .. فيرد عليه الملحد – والذي بدلًا مِن تفنيد حُجة المؤمن يلجأ للجهل والإلحاد العاطفي - : ولكننا لم نر الخالق ! وبماذا تفسر وجود الشر في العالم والناس التي لم تبلغها رسالة وستدخل النار ! ثم ينتهي الفيلم بتصوير المؤمن وكأنه لا يدفعه للإيمان بالله إلا أن ذلك يجعل الناس أكثر تقبلًا للموت وأنهم سيلاقون أحبابهم بعده !

                      ورغم قذارة قصة الفيلم التي تبرز لنا أحقر قصص الخيانة الزوجية – أحدها خيانة الملحد لجاره النصراني المتدين في زوجته التي أغواها ، والآخر يصوره المخرج مِن خياله أنه مؤمن أسود لا يُنجب فتخونه زوجته وتنجب له ولدين ليفرح ! ثم ليت القذارة تقف إلى هذا الحد بل : خانته مع أخيه لكي يخرج الأولاد شبهه ! ومن ثم فهو يُشير إلى إلحاده بدوره في نهاية الفيلم ! – أي عبث في عبث ! – وإنما هي قيم ومباديء الإلحاد والتي تظهر رغمًا عنهم مهما حاولوا تلميعه : فيكرههم الناس أكثر ويتأكدون أن الملاحدة ليسوا أهلًا للثقة ولا للأمانة ! وإليكم حججه العاطفية التي كان يحاور بها المؤمن في الفيلم :

                      أ*- اعتراضه على أن نرى آثار الفاعل ولا نرى الفاعل ! وهذه بديهة أصلًا مِن بديهيات التفكير الإنساني والعلم التجريبي نفسه ، ولا ينكرها إلا المُختلون أصحاب 2+2=5 !! وها هم العلماء تحدثوا عن الجاذبية وحسبوها في معادلاتهم وقوانينهم مِن مجرد آثارها ولم يعرف كنهها كقوة مِن القوى أو يرها أو يلمسها أحد !

                      ب*- اعتراضه على الذين يموتون ولم تبلغهم رسالات الله في أي زمان أو مكان – مثل الميت صغيرًا ومَن لم تبلغه رسالة - أو بلغته مشوهة لا تقم معها حُجة الله عليه - والمجنون والأصم والشيخ الهرم الذي لا يعي ما يُقال له : فهؤلاء يُمتحنون في عرصات يوم القيامة وكما جاء في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ! فالله تعالى هو الذي اختار لكل إنسان نوع امتحانه الذي يتناسب معه لإظهار مكنون نفسه الذي يعرفه الله مُسبقًا ولكنه يُظهره ليحاسبنا عليه بعدله لا بمقتضى علمه فقط ! فمِنا مَن يكون امتحانه في الدنيا ، ومِنا مَن يكون امتحانه في الآخرة .

                      جـ- وأما ( مشكلة وجود الشر ) Problem of evil ، فلو أنصف الملحد مع نفسه : فلا صلة بينها وبين مسألة وجود الخالق مِن عدمه ! وذلك لأن وجود الخالق تبحثه دلائل أخرى مثل استحالة تسلسل الأسباب إلى ما لا نهاية ومثل أن كل شيء مُركب ومُعقد ودقيق وله غاية فلا بد له مِن صانع وهكذا – وتعالوا معًا لنرى الاحتمالات العقلية لتبرير وجود الشر :
                      فأما الاحتمال (الأول) فهو أن الخالق قد خلق الكون وتركه ولذلك ظهرت فيه الشرور ! وهذا مُحال بالنظر إلى افتقار كل مخلوق مِن الذرة إلى المجرة إلى عناية الخالق به في كل لحظة ! وذلك لأنه وفقا لنزوع الطاقة إلى التفرق والتبدد والانتشار وصولًا للاستقرار والسكون : فلم يكن للذرات ولا للمجرات أن يبذلوا طاقة للتجمع بدلًا مِن التفرق ! ولا الخلية لتنقسم وتتكاثر بدلًا مِن أن تموت !

                      وأما الاحتمال (الثاني) فهو أن الخالق يريد الخير ولكنه لا يستطيع منع الشر في العالم ! وهذا أغرب مِن الاحتمال السابق ! لأن مَن خلق كل هذا الكون فهو بيده أسباب القضاء على أي شيء يُسبب شرًا فيه ! مثل أن يُميت الأشرار مثلًا أو يوقف ابتلاءات الطبيعة مِن زلالزل وبراكين ونحوه إذا أراد .


                      وأما الاحتمال (الثالث) فهو أن خالق هذا الكون هو شرير بالفعل ويريد للشر أن يتواجد فيه – وهذا يهدم فكرة ارتباط وجود الشر بالخالق تمامًا ! – ولكنه احتمالٌ مَغلوط كذلك ، وذلك لأن إدراكنا للكمال والجمال الذي نعرفه نحن المخلوقين للخير عن الشر : يستحيل أن يغرس معرفته فينا إلهًا لا يملكه ! وذلك لأن فاقد الشيء لا يُعطيه ، فضلًا عن أنه لما كان الخير أكمل مِن الشر فهو الأليق بالخالق الكامل القدرة
                      (لأن الدافع إلى الشر ينتج عن نقص) .

                      وأما الاحتمال (الأخير) فهو أن الخالق يستطيع منع كل شرور العالم : ولكنه يتركها فقط ليُظهر مكنونات أنفس الأخيار والأشرار على أرض الواقع ليحاسبهم عليها فعلًا : وليس بمجرد علمه النافذ فيهم ! وهو الأليق بالخالق عز وجل العظيم القادر على كل شيء ، وهو الحاصل مِن انتصار الخير على الشر دومًا مهما طال .

                      لاحول ولاقوة إلا بالله

                      تعليق



                      • ثانيًا : الإغراق في عرض الشهوات والعُري وتحبيب الزنا والخيانة !

                        وهو باب مِن أوسع الأبواب المؤدية إلى رفض الأديان نفسيًا - على المدى القريب أو البعيد – وبالتالي : إنكار الخالق نفسه إذا تدنى كفر الساقط فيها مِن اللادينية إلى الإلحاد !
                        حيث تعتمد طريقتها على تعليق قلوب ضعاف الإيمان والتقوى بمختلف الشهوات الجسدية والجنسية ، فإذا اعتادوا عليها وألفوها – وربما اشتهوها في نفوسهم أو أدمنوها أو وقعوا فيها بالفعل - : يصطدمون ساعتها وحتمًا بما ترفضه أديانهم – مثل العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج ومثل حرية التعري وكشف العورات والشذوذ الجنسي وخيانة الأزواج إلخ - !

                        وكل ذلك لست في حاجة للتدليل عليه اليوم بأسماء أعمال فنية معينة – وقد عمت به البلوى حتى وصلت إلى أفلام الكارتون والأنمي للأطفال والمراهقين ! – فأين الشعور بالمسؤولية تجاههم ؟ وأين الاهتمام ومشاركة الأطفال والمراهقين في اهتماماتهم وتوجيههم وإظهار الفاسد مِن الصالح لهم ؟ وأين مُصاحبتهم بالحسنى وكما أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ لا إجابة !


                        صورة لشخصين (ملحدين) مِن أشهر شخصيات مسلسلات الكارتون الأمريكية اليوم ، الأول هو الكائن الفضائي (روجر سميث) مِن مسلسل American Dad ، والثاني هو الكلب (برايان جريفين) مِن مسلسل Family Guy ، والاثنان مهووسان بالجنس ومدمنان للخمر ومستهزئان بالأديان ! وأما الشخص الثالث فهو (كواجماير) عنوان الجنس والعربدة والنكات الجنسية من مسلسل Family Guy كذلك ! حيث تمتليء هذه المسلسلات بكل ما يتخيله العاقل مِن شذوذ وإسفاف أخلاقي وسخرية مِن كل قيمة ورمز ديني ! وذلك في إطار رسومي كوميدي لا ينتظر أن يكبر الأطفال ليلوثهم بلوثاته وإنما : يتم إنتاجه خصيصًا لهم !

                        وكذلك نرى ربط الإلحاد بالشذوذ الجنسي في شخصيات الكارتون للأطفال – مثل المسلسلات السابقة – وتحبيبه لهم وتحفيزهم على تقليده ، كما يتم تمثيل هذه الشخصيات الشاذة جنسيًا في صورة أشخاص حقيقيين مِن أشهر المسلسلات التي يتأثر بها المراهقون والشباب ! مثل شخصية (أوسكار مارتينيز) مثلًا مِن مسلسل The Office ، ومثل طالب المرحلة الثانوية (كيرت هاميل) مِن مسلسل Glee ! (وكلاهما ملحد) !

                        بل صار (العادي) اليوم في الألعاب أو أبسط الأفلام السينمائية : أن تشتمل على مشهد أو أكثر مِن المشاهد الجنسية الصريحة أو العُري الفاضح ! حتى أنها كانت السبب الأول في صرفي عن متابعة مثل تلك الأعمال منذ أكثر مِن 15 عام تقريبًا - ! إذ المرء إن أراد أن يتطهر قلبه وبصيرته : فعليه بتطهير بصره وجوارحه أولًا ! ولعل أحد أخطار النظر إلى هذه القاذورات هو في تغذيتها المستمرة للخيال وللعقل الباطن بتفاصيل (مواقف) العُري والزنا والخيانة والشذوذ واستراق النظر ! حتى إذا مر على المُشاهد مثلها – أو قريبًا منها – في حياته الخاصة بالفعل : فتبدأ ذاكرته في استحضارها على الفور ليبدأ إغراء النفس بالحرام وإغواء الشيطان بتقليدها ! وأما المؤمن : فمِن المُفترض به أن يتجنب قدر ما يستطيع مثل هذه الابتلاءات والامتحانات التي قد يوكله الله تعالى فيها إلى نفسه ، وساعتها ما أضعف الإنسان أمام الشهوات !
                        يقول تعالى : " والله يريد أن يتوب عليكم ، ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلًا عظيمًا * يريد الله أن يُخفف عنكم وخُلق الإنسان ضعيفا " التوبة 27- 28 .


                        والشاهد .. أنه مع كل هذا الكم مِن الشهوات المُستعرة ، وتشجيع عدم الحياء منها ، وتزيين التفاعل معها وتمريرها في الإيميلات وتناقلها في التويتات والفيسبوك ولو كنوع مِن (التفتح) و(التحرر) و(الروشنة) : فإنه سيُصاحبها حتمًا مع الوقت – وبصورة غير إرادية - مشاعر (الرفض) النفسي لفكرة المُحاسبة عليها واعتبارها مِن المُحرمات والمرفوضات ! أو مظاهر (اليأس) النفسي لمَن وقع ضحيةً لهذه الشهوات بالفعل وظن أن الله لن يغفر له ! وبذلك : هم يضعون ضعيف الإيمان على أول درجات سُلم اللادينية ورفض الدين ! وبذلك : هم يفتحون أمامه – وعلى نهاية السُلم – باب الإلحاد على مصراعيه !
                        وإذا أردت أن تحاسب العلمانية المتفسخة على ذلك لقالت لك :
                        أنا طلبت مِنه القفز مِن النافذة ، ولم أطلب مِنه أن يسقط على الأرض فيموت !

                        وهنا يتجلى دور العلمانية الحقيقي في مطالبة كل مَن يثق فيها بأن يقف (رافعًا ذراعيه إلى جانبيه) ثم (يميل إلى الخلف) : مع اليقين بأنها (لن تجعله يقع على ظهره) !!!
                        وتمامًا كما تبيح الخمر والمخدرات والسجائر والدعارة والشذوذ في مجتمعاتها وهي تعلم علم اليقين مدى المصائب التي تتسبب فيها على كل المستويات الصحية والنفسية والاجتماعية ولكن – وعلى غرار الأسلوب المتحضر في تصنيع الموت وإهدائه إليك في علبةٍ أنيقة – تقول :
                        " التدخين يؤدي إلى الوفاة " Smoking Kills ! أو كتابة (للكبار فقط أو +18 أو +25 أو مشاهد عنف إلخ) على بوسترات الألعاب والأفلام : وكأن هذه الأعمار السنية هم ملائكة لن يتأثروا بمصائب ما فيها ؟! أو – وهو الأخطر – أن مثل هذه التحذيرات – وخصوصًا في عالم الإنترنت وتنزيل الأفلام بغير رقابة - ستستثير المراهقين قبل الكبار لمشاهدتها وكسر التحذير منها !


                        بوستر فيلم (محامي الشيطان) Devil's Advocate 1997 – والذي يُمثل فيه (آل باتشينو) دور إبليس في صورة محامي كبير في نيويورك يريد غواية الشاب الطموح (كيانو ريفز) للعمل معه – حيث امتلأ الفيلم بالحوارات المدروسة الخبيثة لقلب أوضاع الخير والشر بين الله عز وجل وبين إبليس اللعين على غرار رمتني بدائها وانسلت ! فنجد الشيطان هو الذي يعظ الإنسان بالأكاذيب التي مِن طرفٍ واحدٍ فيقول له مثلًا – وأعتذر عن الكلام البذيء في نهاية الاقتباس - :
                        Let me give you a little inside information about God. God likes to watch. He's a prankster. Think about it. He gives man instincts! He gives you this extraordinary gift، and then what does He do، I swear for His own amusement، his own private، cosmic gag reel، He sets the rules in opposition. It's the goof of all time. Look but don't touch. Touch، but don't taste! Taste، don't swallow. Ahaha! And while you're jumpin' from one foot to the next، what is he doing? He's laughin' His sick، f*****g *** off. He's a tight-***! He's a sadist! He's an absentee landlord! Worship that?! Never

                        حيث نسأل سؤالًا لكل ذي عقل هنا وهو : هل حرم الله تعالى على الإنسان إلا الخبائث مثل الزنا المُهلك للحرث والنسل والمُضيع للحقوق والمُدمر للكيان الأسري وروح العائلة وبناء المجتمع ؟ ومثل الربا وابتزاز الفقراء لصالح الأغنياء ؟! ومثل الأخلاق السيئة كالغش والكذب والخيانة والنفاق ؟! ومثل المُسكرات مِن خمر أو مخدرات والتي تودي بعقل صاحبها وتجعله أقل مِن البهيمة السائبة بلا هدف : فيقتل أو يسرق أو يصدم بسيارته أو يزني أو يغتصب حتى أمه أو أخته أو ابنته أو غيرهن وهو لا يدري ؟! والسؤال بصورة أخرى أكثر كشفًا للحُجة السفيهة :
                        هل أعطى الله تعالى الشهوات للإنسان إلا وقد أباح له الحلال الطيب الذي يكفيها مِن زواجٍ وطعامٍ ولباس ؟! هل أعطى له شهوة الجنس مثلًا ثم حرم عليه كل اتصال جنسي ؟! أم أنه قد أباح له طريقًا واحدًا صحيحًا طاهرًا فقط ليُصرفها فيه ألا وهو الزواج ؟ ثم نهى الرجال والنساء عن النظر المُحرم للعورات ! وكذلك نهى عن التبرج والسفور والعُري والاختلاط المشين ؟! ثم أمر أخيرًا بتيسير الزواج والترغيب فيه :
                        " وأنكحوا الأيامى مِنكم والصالحين مِن عبادكم وإمائكم ، إن يكونوا فقراء يغنهم الله مِن فضله والله واسع عليم " النور 32 !
                        لاحول ولاقوة إلا بالله

                        تعليق



                        • ثالثا : تصوير الوجود والحياة بمظهر العبثية والعدمية واللاغائية !

                          وهو باب آخر موازي لباب الإغراق في الشهوات ! ويقع عن طريق نشر الأعمال التي تتلاعب بمفاهيم الحياة والموت ، وأكذوبة الصدفة والعشوائية التي ينتج عنها الكون والحياة ! أو خرافات التطور التي تسلب الإنسان مركزيته بين المخلوقات ! أو خلط الوهم بالحقيقة ، أو إزالة الفوارق بين الممكن العقلي والمستحيل العقلي ، أو الاستخفاف بإنسانية البشر ومشاعرهم وعواطفهم وأخلاقهم السامية والتي مِن دونها ينحط قدرهم بأدنى مِن الحيوانات ! وإلى أن يصيروا (عالقين في الإنسانية) ومثلما قالها المراهق التائه (كليبولد) أسير الـ (NBK) لو تذكرون !
                          حيث صار المجال مفتوحًا منذ عهود ليتفنن فيه كل مريضٍ نفسيٍّ وكل متلاعب بحياة البشر في اختراع قصة لعبة كمبيوترية جديدة أو فيلم جديد (كارتون أو سينمائي) : يهدم فيهم الاتزان الوجودي داخل عقل الإنسان ! وليفتح له ألف باب مِن خيالات الكفر والإلحاد أو الأخلاق المؤدية إليهم !

                          فبدءًا مِن ألعاب السيارات التي كلما قتل أبطال اللعبة (وهم اللصوص !) عددًا أكبر مِن الأبرياء الذين في الشوارع أثناء هروبهم مِن الشرطة : يحصلون بذلك على Score أكبر !

                          ومرورًا بمئات الألعاب والأفلام الأخرى التي تمتليء بخلط عالم الجن بخرافات الأشباح والأرواح الهائمة ! أو تمتليء بقصص السحر التي تخلط المعجزات بتلاعبات الشياطين – وحتى تنسب قدرات الله إلى غيره في عقل اللاعب أو المُشاهد ! – أو التي تمتليء كذلك بقصص (الموتى الأحياء) Live Dead Bodies و(الزومبي) Zombie والتي تتلاعب بالحد الفاصل بين الحياة والموت ! أو التي تروج لقصص الرعب العبثي الـTheiler والـ Horror والتي تمتليء بالخيالات المريضة والتوهمات السقيمة والقتل الكثيف البشع وغير المبرر وبغير هدف ! بل والتي تمتليء بمَشاهد التقطيع والذبح والتعذيب والتلذذ بآلام الضحايا والدماء والأشلاء التي تملأ كل مكان مِن حولك في اللعبة أو في الفيلم – حتى أن بعضها صار يدعو صراحًة لطقوس السحر الأسود وعبادة الشيطان – ! وبالصورة التي تدفع كل عاقل إلى أن يتساءل : ما الهدف مِن وراء إنتاج مثل هذه المصائب النفسية والاجتماعية ؟!

                          وانتهاءً بمجموعة كبيرة مِن الأفكار الخيالية (البرّاقة) التي يتم صياغتها في أفلام وأعمال ومجلات (أنمي) يتم فيها استبدال كل ما هو غيب لدى الأديان (ابتداءً مِن الخالق ومرورًا بالملائكة والشياطين والموت) بعالم الأرواح والطاقة والقدرات الخارقة – وهي رواسب الدين عند اليابانيين الذين يخيم عليهم الإلحاد القاتل اليوم وأعلى نسبة انتحار في العالم ! – أو مجموعة كبيرة مِن الأفلام السينمائية المسبوكة الحبكة لقلب مفاهيم الحياة والكون وبدهيات العقل رأسًا على عقب ، وخلط الوهم بالحقيقة في عبثية وعدمية واضحة مثل :

                          1- (ترون) Tron بنسختيه القديمة 1982م والجديدة 2010م والذي يُمرر - بطريقة غير مباشرة - الفكرة العبثية بأننا داخل لعبة كمبيوترية كبيرة مُعقدة مثل ألعاب الفيديو جيم !
                          وقريبًا مِنه فيلم (استعراض ترومان) Truman Show 1998 ، والذي يُغذي نفس الفكرة السابقة ، ولكن مع تصوير الإله (تعالى عن ذلك) في صورة المُخرج المُستمتع بما رسمه للإنسان مِن مواقف وردود أفعال جبرية لا يريده أن يخرج عنها ! ويمكننا ضم إليهم أجزاء فيلم (المصفوفة) Matrix الثلاثة : 1999م – مايو 2003م – نوفمبر 2003م : وهو مِن أشهر الأفلام التي تصب في هذه النزعة السلبية أيضًا للوجود الحقيقي وتصوره إلى الذهن في صورة وجود أو برامج (افتراضية) تم تصميمها مِن قبل كائنات أخرى تستنفذ طاقات البشر إلخ !
                          والملاحظ في هذه النوعية مِن الأفلام أنها لتغذية الاستهلاك الإلحادي (الوقتي) لقصر عمرها عند العقلاء ! وذلك لأنها لا تعطي أبدًا المُشاهد - وبسطحية أفكارها - الجواب على السؤال المنطقي :
                          " وماذا بعد ذلك " ؟!
                          أي : وماذا بعد أن أظهرتم لنا هذه الأفكار الخيالية مِن وهم الوجود ونقلتم الكرة إلى ملعب وجودٍ آخر أعلى (أو حقيقي) : فماذا بعد هذا الوجود الآخر ؟! أليس يعرف العقلاء أن كل مَن لم يخلق نفسه فهو مخلوق بالضرورة : " أم خُلقوا مٍن غير شيءٍ أم هم الخالقون " ؟! الطور 35 ! ولذلك فنحن – وكمؤمنين بالله عز وجل – نؤمن بالخالق الذي لم يخلقه أحد ! وبالأزلي الذي لم يسبقه عدم ! وبالقدير الذي خلق كل شيء وكل هذا الكون وكل ما فيه !
                          والسؤال : هل قدم كل هؤلاء أي بديل إلحادي حقًا في أفكارهم العبثية هذه لكي ينخدع بهم أحدٌ وكما وقع مع بعض الشباب للأسف ؟! والجواب : انحسار شعبية الجزئين الثاني والثالث مِن فيلم Matrix يُجيبكم على ذلك ! حيث نضبت أفكار التأليف العبثي عن وضع فكرة ذات قيمة لاستكمال ما أثاروه في الجزء الأول مِن غبار الوهم ! وعندما فشلوا : قاموا بتعويض ذلك بمزيد مِن الإبهار في الخدع السينمائية والمشاهد الجذابة الأخرى ! فسبحان مَن تجلت حكمته في كل تفصيلة مِن تفاصيل الحياة ! وسبحان مَن تجلت عظمته في كل لحظة مِن لحظات حياتنا بالمعية الربانية والرعاية والهداية والحق : وليس بالباطل واللهو واللعب واللاغائية وحاشاه ! يقول تعالى : " وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين * لو أردنا أن نتخذ لهوًا لاتخذناه مِن لدنا إن كنا فاعلين * بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مِما تصفون " الأنبياء 16: 18

                          2- ويعزف على نفس أوتار نغمة (التشكيك) في البديهيات - بل والتشكيك في وجود الذات الإنسانية نفسها تمهيدًا لقبول 2+2=5 ! – أفلامٌ أخرى تخصصت في خلط الواقع بالخيال ! والوهم بالحقيقة ! حيث يتعمد الكاتب فيها مع احترافية الإخراج التنقل بالمُشاهد بين المواقف الحقيقية والمتوهمة أو اللحظات المختلفة والمتداخلة تمهيدًا لتذويب الفوارق في ذهنه بين النسبي والمُطلق وبين اليقين والظن ! وساعتها : ينفتح لمَن يتأثرون بهذه الأفلام أبواب التشكيك في كل شيء مِن حولهم ، سواء عن لذةٍ في ذلك ، أو بصورةٍ مَرضيةٍ فيما بعد ! وذلك مثل فيلم (نادي القتال) Fight Club 1999 والذي يتوه فيه المُشاهد مع بطله ، وكذلك الفيلم النفسي التوهمي (الآخرون) The Others 2001 ! والعديد مِن الأفلام الأخرى والتي تزيد نسبة التفاعل معها بصورة مُضاعفة مع تقنيات التصوير المُجسم بكاميرتين 3D ! والتي قد تستثير بالفعل بعض المُضطربين نفسيًا أو التائهين في الحياة لتصيبهم بأمراض ذهانية مِن التوهم أو الفصام أو الشك في وجود أنفسهم ذاته !

                          3- وكذلك أفلام الأكوان الموازية أو الدورات اللانهائية أو المتداخلة للحياة !
                          سواء كانت دورات زمانية – مثل الفكرة الكفرية عن تناسخ الأرواح والتي مثلها مؤخرًا فيلم (سحابة الأطلس) Cloud Atlas 2012 ، أو فيلم (شفرة المصدر) Source code 2011 وفيه المشروع الذي يجعل بطل الفيلم يحل في أجساد أشخاصٍ آخرين في آخر 8 دقائق مِن حياتهم ! أو أفكار السفر عبر الزمن إلى الماضي أو المستقبل وكما قدمته سلسلة طويلة مِن الأفلام – بدءًا مِن أجزاء فيلم (المُدمر) Terminator 1984 ، أو أجزاء فيلم (العودة إلى المستقبل) Back to the future 1985 ، ومرورًا بعشرات الأفلام الشهيرة الأخرى مثل (الرجال في السترات السوداء - الجزء 3) Men in Black 3 2012 – وإلى أن وصلت لأفلام الأطفال باحترافيتها وجاذبيتها مثل (قابل عائلة روبنسون) Meet the Robinsons 2007 ! ولتفتح أمامهم بذلك آفاق الاحتمالات اللامنطقية لتغيير الماضي أو الاطلاع على المستقبل – والتي تراجع عنها علماء الفيزياء أنفسهم مثل أفكار السفر عبر الزمن أو السفر عبر الثقوب السوداء إلى أكوان موازية أخرى والتي قادها الملحد (ستيفن هوكينج) منذ 1975م ثم اعتذر عنها رسميًا عام 2004م - !

                          4- أو دورات لانهائية مكانية – ومنها فكرة العوالم المشتركة مثل فيلم (البوصلة الذهبية) The Golden Compass 2007 ، أو الأخطر وهي فكرة العوالم التي بداخل عوالم بصورة متكررة وغير منطقية إلى ما لانهاية في عبث فكري فج ومفتوح – رغم أن مثل هذه الأفلام كالعادة – لا تستطيع فكرتها عن تسلسل العوالم إلى ما لا نهاية : أن تقضي على فكرة (وجوب) وجود خالق أزلي لا شيء قبله يَخلُق ولا يُخلق وإلا لما بدأ الوجود ! وذلك على غرار (تأثير قطع الدومينو) الشهير Domino effect والذي لن يقع بأكمله ما لم تكن له نقطة بداية !

                          ونلاحظ أن كل ما استعرضناه مِن أفكار : ليس هناك دليل واحد يدعمها ماديًا ولا تجريبيًا ولا علميًا !!!!.. وأن هذا هو المدخل الأخطر الذي تلج مِنه الأفكار الإلحادية على الأذكياء الذين ليس لديهم ما يوجه ذكاءهم ولا افتراضاتهم مع الأسف وإلا – ولو فقهوا - : لعلموا أنه ما أسهل أن يُطلق الواحد منا العنان لأفكاره ليتخيل ما يشاء مِن أفكار وافتراضات ولكن :
                          كم منها سيتوافق مع أبسط البديهيات والمُمكنات العقلية ؟ وكم منها هو مِن المستحيلات العقلية التي لا تساوي حتى الوقت الذي سيُضيعه عليها ؟!

                          هذا .. وقد تعمدت عدم ذِكر أعمال عن التطور (وستأتي في نهاية البحث) ، ولا أسماء للألعاب والأفلام الدموية والعبثية والعدمية ، والتي يبعث أغلبها على التقيوء والتقزز والاشمئزاز بسبب خطورة ما فيها بالفعل على الأمن النفسي والجسدي وأمن المجتمعات – لو يعرفون ! – ولكني أختم معكم هذه النقطة بقصة سريعة عن أحد الأشخاص الذين وقعوا ضحية Trailer عاري لأحد الأفلام الإيطالية الماجنة في ثمانينات القرن الماضي ، حتى إذا تحصل على نسخة الفيلم مِن الإنترنت وقام بالتخلص مِن زوجته وأبنائه عند أقاربهم ليتمكن مِن المشاهدة بكل أريحية في بيته : فوجيء بأن الفيلم هو أحد أفلام تلك الحقبة (الفنية) العبثية العدمية التي غزت أوروبا وإيطاليا في السبعينات والثمانينات في فترة (ما بعد الحداثة) !
                          وأن المشاهد العارية التي اجتذبته لم تكن إلا بعض المقاطع مِن مشاهد أخرى مليئة بالتعذيب السادي المُقزز والقتل غير المُبرر ! وإلى أن شعر الرجل بأن (إنسانيته) تسلب منه مِن خلال هذا العمل الذي لا هدف منه ولا غاية إلا انحطاط النفس بلا معنى مع تغييب الثوابت وزوال الفواصل بين المُطلق والنسبي – وهو التمهيد لمفهوم 2+2=5 ! - وعلى الفور ..... فر هاربًا مُتوجهًا إلى بيت أقاربه ليعانق زوجته وأبناءه وهم مندهشون ! إذ شعر يومها – ولأول مرة – وكما أخبرني :
                          كم هو إنسانٌ بهذا الدين !!!

                          والحقيقة .. أن الواحد منا كان ليغض الطرف عن الحديث عن مثل هذه الأفكار– بل وعن هذا الموضوع برمته – لولا أننا قابلنا بالفعل مِن شباب اليوم مَن أصابته للأسف هذه اللوثات الفكرية والرؤية العبثية والعدمية للوجود مِن جراء مثل هذه السيناريوهات والقصص !

                          لاحول ولاقوة إلا بالله

                          تعليق



                          • رابعًا : المُغالاة في الخيال العلمي لتهميش قدرات الإله الخالق !

                            حيث رأس المال هنا هو التلاعب بالمفتونين بالعلم وقدراته ! إذ في الوقت الذي يُعد فيه الخيال العلمي بالفعل هو أحد أبواب الاختراع والتطوير للأفضل والبحث لاكتشاف المزيد من أسرار الكون وقوانينه : إلا أن التمادي في هذا الخيال الذي يُخاصم أبسط البدهيات العقلية - مثل خلق الحياة أو إحياء الموتى - : فهو يصب في النهاية في خانة سلب الإله الخالق ما لا يصح نسبته إلا إليه !

                            1- فهناك مثلًا فكرة صنع إنسان أو تجميعه وبث الحياة فيه في دقائق أو لحظات !! والفكرة على سخافة تصورها – إذ اختصرت خرافات التطور ونشأة الحياة من ملايين السنين إلى أقل مِن الساعة ! - فهي إحدى أقدم أفكار الأفلام مع ظهور فن السينما لو تعرفون ! وذلك في فيلم (فرانكشتين) Frankenstein عام 1910م !! والذي لم يتعد طوله آنذاك الـ 16 دقيقة أبيض وأسود ! وهي الفكرة التي أعيد صياغتها والتعديل عليها وإنتاجها وإخراجها أكثر مِن مرة ، أشهرها عام 1931م وآخرها كان في بداية هذا العام 2014م ، والذي ظهر فيه (فرانكشتاين) منقذًا للعالم ! وهي موضة (العبث العاطفي) السائدة منذ سنوات في تحويل كل الأشرار إلى أخيارٍ يتعاطف معهم المُشاهدون ، ووصولًا إلى (دراكولا) نفسه وباقي مصاصي الدماء – هل تظنون أن ذلك له هدف ؟! – وهكذا نرى في قصص (فرانكشتين) المُعادة تكرارًا ومرارًا استخفافًا صريحًا بمعجزة الروح وخلق الحياة المُختصة بالله تعالى وحده ! وبالصورة التي لم تنجُ منها أفلام كارتون الأطفال أيضًا مثل فيلم (فرانكين ويني) Frankenweenie 2012 والذي يصورون فيه الطفل الصغير (فيكتور) وقد استطاع باستخدام كهرباء الصاعقة أن يعيد الحياة لأشلاء كلبه (سباركي) الذي دهسته سيارة ! – ووداعًا لمفهوم الروح ليؤكدون للأطفال أن الحياة مادة ! –


                            2- وهناك أيضًا فكرة الاستنساخ البشري – والذي تسوقه أفلام الخيال العلمي في صورة الخلق الكامل ! – حيث يصورونه للناس على أنه سيصير أسهل ما يكون في المستقبل القريب ومع تطور التقنيات – ! رغم أن الذي لا يعلمه أكثر الناس هو أن تجارب الاستنساخ الحيواني نسبة نجاحها قليلة وتموت فيها الأجنة غالبًا في فترة مبكرة أو بعد الميلاد بفترة قصيرة لأن الحمض النووي المنقول مِن الخلية الجسدية يتم نقله إلى النواة الفارغة بكل ما فيه مِن أمراض وطول عمر سابق بالفعل ! – بل وقد تخطى خيالهم في ذلك حدود العلم التجريبي نفسه ليزعموا إمكانية نسخ كل ذاكرة الإنسان لنقلها إلى نسخته الوراثية الجديدة ! مُتناسين مرة أخرى عجز العِلم الحديث وإلى اليوم عن إثبات مكان مُحدد لذاكرة الإنسان في المخ المادي ! بل وتأكيد بعض كبار المُختصين أن الذاكرة هي متعلقة بالوعي الروحي أو غير المادي ! وأن المخ ووصلاته ما هو إلا أداة استقبال وتفعيل أوامر ونقل إشارات وليس تخزين ! تمامًا كالتلفاز الذي بدونه لن يتم استقبال إشارات البث والكهرباء ، فإذا تحطم توقفت ! وذلك في ضربة جديدة وقاصمة للملحدين والماديين (10)


                            بوستر فيلم (اليوم السادس) The 6TH Day 1999 ، وفيه تجسيد لكل هذه الشطحات الخيالية والمبالغات غير العلمية في باب الاستنساخ ، والذي يحلو للتطوريين والملحدين التلاعب به كل فترة لزرع الشعور في العوام بتهميش إحدى صفات الإله وهي خلق الحياة ! ويتم ترويج نفس الفكرة باحترافية أكبر في الكثير من أفلام كارتون الأنمي وخصوصًا الجرافيك الثري دي ذات الشعبية الأكبر مثل فيلم (إكس ماشين) Appleseed Saga: Ex Machina 2007 والبشر المنتوجين بالهندسة الحيوية bio-engineered human beings !

                            3- فكرة أخرى تتبناها بعض أفلام الخيال العلمي (مثل فيلم بروموثيوس مؤخرًا Prometheus 2011 وهو اسم أحد آلهة الإغريق القديمة المُختصين بخلق الحياة) وهي البحث عن أصول الإنسان على أنها جاءت مِن مخلوقات أخرى في الكون ! وهذا اعتراف ضمني منهم – لو يفقهون – باستحالة أن تكون الحياة على الأرض قد نشأت صدفة وعشوائية بالتطور المزعوم !!!.. فلجأوا لعملية التفاف جديدة هدفها عدم الاعتراف بالله الخالق كعادتهم ألا وهي : نسبة هذه الحياة التي على الأرض إلى كائنات أخرى متفوقة علميًا عنا ! والسؤال البديهي وكما تعودنا هو : وهل فعلوا بذلك إلا نقل الإشكال إلى خانة أخرى فقط بغير حل ؟!!! وإلا : فمَن الذي خلق هذه المخلوقات المتفوقة الثانية ؟! هل هي كائنات أخرى ثالثة ؟ وهل مِن قبلها كائنات أخرى رابعة ؟ ثم خامسة وسادسة وهلم جرا ..........؟!!!

                            ويذكرنا ذلك (العناد) و(المراوغة) المفضوحة مِن الاعتراف بإله قدير : بأحد أشهر أعمدة الإلحاد اليوم وأكثرهم تعصبًا للتطور وهو (ريتشارد دوكينز) ! وذلك عندما حاصره المذيع اليهودي (بن شتاين) في آخر مشاهد فيلمه الوثائقي الرائع (المطرودون – غير مسموح للذكاء) Expelled: No intelligence allowed 2008م بسؤاله عن الإعجاز المُبهر والتعقيد الرائع في داخل الخلية الحية وحمضها النووي الوراثي وألا يدل ذلك على وجود خالق ؟ وعندها :
                            نرى إقرار (دوكينز) باحتمال حدوث تصميم ذكي بالفعل ! وأنه مِن الممكن أن يكتشف علم الكيمياء الحيوية والأحياء الجزيئية توقيع ذلك المصمم الذكي في داخل الخلايا الحية !!.. لكن هذا المصمم عنده لن يخرج عن كونه (كائنات فضائية) قد تطورت (داروينيًا) هي الأخرى في كوكبٍ ما بعيد ! وإلى أن وصلت إلى درجة مِن العلم مكنتها مِن تصميم الخلية الحية وبذرها في أرضنا !! (11) وأترك لكم التعليق !

                            وأما الغريب في فيلم (برومثيوس) السابق : فهو أن اكتشافهم لخريطة النجوم المزعومة في أكثر من حضارة مختلفة (المصرية، المايا، البابلية، السومرية، وحضارة هاواي) وهي التي لا تربطها علاقات مباشرة : جعلهم يستنتجون حتمًا أن كائنات أكثر ذكاءً (أسموهم المهندسين Engineers) هي السبب وراء ذلك !! ولا زال التائهون يخبرونك عن عدم وجود دلائل ولا آثار على الخالق في حياتنا ! وأنهم في حاجة (لمزيد) مِن اكتشاف الكون حتى يتأكدون مِن وجود خالق مِن ورائه !!! يزعمون هذا رغم مليارات الأدلة الباهرة والحاسمة التي تحت أيديهم في الخلية وتعقيدها وفي كل كائن حي مِن حولهم وفي دقة هذا الكون التي تستحيل على العشوائية والصدفية كما أقر بذلك علماء الفلك والفيزياء المُختصون ! – وحتى أطلقوا عليه أوصافًا مثل (الكون المُعد بعناية) Fine Tuning Universe وغيره ! - يقول الفلكي التائه (كارل ساغان) مُعلقًا على الإلحاد :
                            An atheist is someone who is certain that God does not exist، someone who has compelling evidence against the existence of God. I know of no such compelling evidence. Because God can be relegated to remote times and places and to ultimate causes، we would have to know a great deal more about the universe than we do now to be sure that no such God exists. To be certain of the existence of God and to be certain of the nonexistence of God seem to me to be the confident extremes in a subject so riddled with (12) doubt and uncertainty as to inspire very little confidence indeed

                            حيث يمكن أن يؤمن (كارل ساغان) بإله إذا كان عبارة عن القوانين التي تحكم الكون ! ولكنه في هذه الحالة لن يكون هناك معنى لعبادتها لأنه لا أحد سيعبد قانون الجاذبية مثلًا – على حد قوله في إحدى تصريحاته - ! والآن ... ماذا تتوقعون عندما يكتب مثل هذا التائه في الحياة قصة فيلم خيال علمي شهير مثل فيلم (اتصال) Contact 1997 ؟

                            أقول – وكما أخبرتكم مِن أن العمل الفني هو قطعة مِن صاحبه – تجدون نصوصًا في سيناريو الفيلم تترجم لنا نفس النظرة المتخبطة العمياء ! حيث لا يرضى بمليارات الأدلة التي يعيش معها وفيها على وجود الخالق الحكيم القدير سبحانه : فيتركها لينطلق بقلبه بحثًا في الفضاء ! ولذلك نجد مثل الكلام الساذج التالي على لسان بطلة الفيلم (جودي فوستر) : والذي تتصنع فيه العجب مِن أن خالق هذا الكون (لم يترك دليلًا واحدًا على وجوده) ! وأنها مِن هنا ترى أن فكرة وجود الخالق هي فكرة مُصطنعة ! ثم يأتي الفيلم ليرسم المؤمنين بإله في صورة المُعارضين للعلم وللبحث في الكون - وهو غير صحيح !
                            So what's more likely? That a mysterious، all-powerful God created the Universe، and then decided not to leave a single evidence of his existence? Or that He simply doesn´t exist at all، and that we created Him، so that we wouldn't have to feel so small and lonely

                            4- وقريبًا مِن تلك المسألة : مُغالطة الاستدلال بوجود كائنات فضائية عاقلة أخرى في الكون على عدم وجود خالق بالضرورة !
                            والفرق بين هذه الحالة وحالة الكائنات الفضائية التي زرعت الحياة في الأرض : هو أن هذه الحالة تتحدث عن نشوء حياة عاقلة أخرى (بالصدفة والتطور أيضًا) بصورة منفصلة عما حدث على الأرض ! مما يعني عندهم أن مسألة نشوء الكائنات الحية في أي مكان في الكون هي قضية عشوائية ولا تحتاج إلى خالق في رأيهم ! وهنا مُغالطات منطقية أخرى – جديدة – مثل :
                            أ*- مُغالطة (التعميم على أساس أدلة لم تقع بعد) Generalization from fictional evidence : حيث إلى اليوم لم تثبت حادثة واحدة صحيحة عن وجود كائنات فضائية أو حتى أكاذيب الأطباق الطائرة مِن وسط مئات القصص المُصطنعة والشائعات التي تجلب الأموال الطائلة على مروجيها لتنشيط السياحة وبيع الهدايا التذكارية ! ومثل ما تم كشفه مِن خدع سخيفة عن تشريح فضائيين أو فضح أكاذيب 30 سنة مثلما وقع للمحتال (بيلي ماير) Billy Meier على يد مركز CFI-West/IIG بلوس انجيلوس 2001م !!.. والذي تحدته مؤسسة (جيمس راندي) James Randi Educational Foundation لإحضار قطعة معدن مِن التي يدعي حصوله عليها مِن الكائنات الفضائية أصدقائه مقابل مليون دولار : فلم يفعل ! هذا كله : فضلًا عن فشل جميع برامج البحث عن وجود أدلة على أية حياة عاقلة في الكون حتى اليوم (13) !
                            ب*- مُغالطة (الافتراضات المُسبقة) Presupposition وتتمثل في وضع افتراضات لا ارتباط بينها وبين النتيجة التي يريدون إيهام الناس بها !!.. مثل افتراض أن مجرد وجود كائنات فضائية يعني عدم وجود الخالق ! وذلك رغم أن بدهيات العقل تحتم كما وضحنا سابقًا استحالة وجود شيء مُحكم ودقيق ومتقن وغائي إلا بخالق ! وأنه لا يستحيل على الذي خلق الحياة في الأرض : أن يخلق مثلها مليارات المرات في سائر الكون مما نعلم ومما لا نعلم إذا شاء !

                            ولعله مِن أبرز الأفلام التي استخدمت هذه المُغالطة المنطقية بصورة فجة وبغير حياء على حد علمي – ولأول مرة بصورة صريحة مِن وسط مئات أفلام الكائنات الفضائية قديمًا وحديثا - هو فيلم الكائن الفضائي (بول) Paul 2011 !


                            حيث يربط سيناريو الفيلم مسألة وجود الخالق أو عدمه بمسألة وجود كائنات فضائية أو عدمها ! ويسوق لنا المؤلف والمخرج ذلك المفهوم عن طريق اختيار شخصيات الممثلين بعناية ! حيث نجد الأب النصراني المتعصب وابنته (روث باجز) الملتزمة - حتى الآن - والتي تعتقد أن عمر العالم 4000 عام فقط ! والتي بمجرد أن تعرف أن (بول) بالفعل كائن فضائي وأن نظرية (داروين) عن التطور كانت صحيحة (رغم عدم وجود أي دليل علمي واحد عليها إلى اليوم) : فسرعان ما ينقلب حالها 180 درجة في مشهد مدروس ! حيث في لحظات تبدأ في إظهار أفكارها المُتحررة ورغباتها المُقيدة وألفاظها القذرة بمجرد إلقائها للدين خلف ظهرها ! وهذا هو المغزى مِن الفيلم !
                            لاحول ولاقوة إلا بالله

                            تعليق



                            • خامسًا : استغلال لا معقوليات النصرانية والأديان المُحرفة كذريعة للإلحاد !

                              وهذه النقطة لها ميزة وعيب ، فأما ميزتها : فهي أنها تزيد مِن كفر الكثيرين بأديانهم المُحرفة أو البشرية : وتكشف لهم عجز أديانهم عن إجابة الكثير مِن أسئلتهم وحيرتهم عن الله أو عن ثغرات شرائعهم ! ولتؤدي بطلاب الحق مِنهم في النهاية إلى مرحلة اللادينية ، والتي يدخل أغلبهم مِنها في الإسلام إذا بحثوا بإخلاص أو اكتشفوا كمّ الأكاذيب والتشويهات الإعلامية بخصوص المسلمين !

                              وأما العيب : فهو أنها تستخدم دومًا جميع أنواع (مُغالطات التعميم) المعروفة ليتم إلحاق الإسلام بكل سلبيات الأديان الأخرى !! ولكن تأثير هذا العيب وهذا التعميم صار اليوم قصير المُدة بسبب التوسع المتسارع للإنترنت والاتصالات وإتاحة المعلومات الحقيقية وتبادلها بين البشر بعيدًا عن أكاذيب الأبواق الرسمية أو الإعلامية أو الأقلام المأجورة في مواقع الأخبار والإنترنت !

                              ونشرًا للفائدة أقول : الإسلام هو الدين الوحيد المتفق مع العقل .. ولذلك لم يَعرف الناسُ كتابًا يحث أتباعه والمؤمنين به على التفكر واستخدام العقل كدليل على الإيمان مثل القرآن ! لأنه طالما الإسلام هو دين الحق .. فالحق ليس فيه (مستحيلات عقلية) لا يمكن تقبلها – مثل ادعاء أن 3=1 أو 1=3 كما في النصرانية أو ادعاء أن 2+2=5 كما في الإلحاد أو أن الأشياء المُعقدة والمركبة تظهر بالصدفة أو العشوائية أو أن الشيء يخرج مِن العدم بغير فاعل أو تسلسل المُسببات إلى ما لا نهاية أو أن المادة الفاقدة لحرية الاختيار تنتج لنا حياة وحرية اختيار في الكائنات الحية ! – وإنما كل الإسلام وعقائده وغيبياته هي في (الممكنات العقلية) !
                              ومِن هنا نعرف خبث الذين يطرحون شبهات تشكيكية على المؤمنين البسطاء لزعزعة إيمانهم بالله على غرار قولهم : هل يستطيع ربك أن يخلق صخرة لا يستطيع حملها ؟ أو يخلق إلهًا مثله ؟ نقول : قدرة الله تعالى لا تتعلق بـ (المستحيلات العقلية) ! فالذي يخلق صخرة هو قادر يقينًا على حملها ! والإله المخلوق لن يصير إلهًا لأن الإله خالق لا مخلوق ! فكيف سيخلقه إله مثله ؟!! فمثل هذه الأسئلة هي تحمل الخطأ في ذاتها (أي تحمل خطأ في الطرح نفسه) ولذلك نسميها سؤال ملغوم Loaded question ! وذلك مثل أن أقول لك : هل تستطيع أن تنزل إلى الأعلى ؟ أو تهبط إلى فوق ؟

                              وأما الذين يُحاولون السخرية مِن معجزات رسول الإسلام – وغيره مِن معجزات الرسل السابقين – مثل السخرية مِن البُراق والإسراء والمعراج (مثلما فعل ريتشارد دوكينز في أحد لقاءاته) أو شق البحر ، أو تحويل العصا إلى ثعبان والعكس ، أو جعل النار بردًا وسلامًا إلخ فنقول :
                              هناك (ممكن فيزيائي) : وهو كل القيم والثوابت والقوانين التي خلق الله تعالى بها هذا الكون ، فهي ممكنة : لأن الله تعالى لو شاء أن يضعها في صورة قيم أخرى وأشكال أخرى ممكنة لوضعها ، وهناك (مستحيل فيزيائي) : وهو عدم قدرتنا (نحن) على تغيير هذه القيم والثوابت والقوانين لأنها ليست في يدنا ولكن ........ يستطيع تغييرها بكل بساطة الله الذي خلقها ! وبذلك تتساقط كل الشبهات والسخريات التي مِن هذا النوع بمجرد التسليم بوجود الخالق .. ولذلك يتهرب الملحدون مِن التسليم لنا به !

                              ونحن لن نهدف بالطبع في هذه الدراسة للتحدث في تفاصيل الأديان الأخرى – ولاسيما النصرانية باعتبارها الدين الأول في أمريكا – وإنما نريد توضيح بعض النقاط الهامة التي تبصر المُشاهدين بكيفيات تناول الوسائل البصرية – والفيلمية السينمائية بخاصة – هذه المسائل الدينية وتمثيلها بالشكل الذي يخدم الللادينية والإلحاد بصورة كبيرة – وإن كانت غير صريحة أحيانًا - ...
                              1- فمِن ذلك مثلًا أسلوب (كسر القداسة) و(امتهان) الرموز الدينية الذي تبيحه العلمانية في الخارج بحق الدستور والقانون تحت ذريعة (حرية التعبير) ! والذي شجعهم عليه في البداية للأسف : سماح الكنائس النصرانية في العالم لتجسيد شخص المسيح والأنبياء بالصور والأفلام دون المراعاة لقدسيتهم – وذلك لأنها كانت مِن أسرع وسائل نشر النصرانية وتثبيتها لدى عوام الأمم وبسطائهم عاطفيًا – فكأن ما وقع ويقع لهم اليوم هو جزاءً وفاقًا على هذا الاستخفاف الكنسي الذي أرجو أن نتعظ مِنه - !

                              2- كذلك التلاعب التاريخي المُشين والعبثي في قصة أي دين تحت ذريعة (العمل الكوميدي) أو (الرؤية السينمائية الجديدة / أو المحايدة) ! وذلك مثل الفيلم الهزلي البذيء (حياة برايان) Life of Brian 1979 ، والذي يعرض قصة حياة المسيح عليه السلام في صورة الشاب العبثي (برايان) ليسخر مِن النصرانية كيفما شاء ! ومثل فيلم (الإغراء الأخير للمسيح) The Last Temptation of Christ 1988 والذي يعيد صياغة حياة المسيح ليُظهره كإنسان له شهواته ونزواته حتى أنه يزني مع عاهرة يحبها ! ثم يختار حياة البشر والزواج والإنجاب على تكاليف الرسالة ! إلى آخر هذه الخيالات المريضة التي يقطعها آخر الفيلم في صورة عودة المسيح إلى الخط المرسوم له مِن جديد ! وللأسف تتكرر مِثل هذه الافتراءات وتتعدد حتى تصل إلى زعم أن له نسلًا خاصًا يعيش إلى اليوم (ومثلما في فيلم شيفرة دافنشي) Davinci code 2006 ! بل ومثل فيلم (نوح) Noah الذي صدر منذ أسابيع ليُغير صورته الدينية لدى المؤمنين !

                              3- أيضًا تعمد رسم الصراعات الوهمية بين الإله وبين إبليس ! فيرسمون هذا الأخير وكأنه نِدًا لله عز وجل (وحاشاه !) وأنه متمرد إلى اليوم على قوة الله الذي يرسل له (جبريل) أحيانا ليتصارع معه ! أو يصارعه هو نفسه (والعياذ بالله !) وكل ذلك في تقنيات إخراجية ومؤثرات وخدع سينمائية جذابة – لتمرير المضامين الخبيثة إلى اللاوعي بغير تركيز - ومثلما في فيلم (قنسطنطين) Constantine 2005 ، أو في صورة أفلام هزلية كوميدية عبثية أو ماجنة مثل فيلم (دوغما) Dogma 1999 ! حيث ليس هناك أي تقيد في هذه الأفلام بأي ثابت ديني (أو مقدس) معروف لدى المُشاهد ! ولو بجعل الإله الأكبر في صورة أنثى ! أو (جبريل) في صورة امرأة !

                              ملحوظة :
                              معلوم أن لغات كثيرة في البشر – ومِنهم العرب - يستخدمون ضمير المُذكر في الإشارة إلى الإله وذلك مِن ناحية تغليب المُذكر على المؤنث في لغاتهم ! وليس للدلالة على جنس الإله كما يظن الجاهلون ثم تعاديهم الجاهلات بعد ذلك !


                              4- وكذلك صياغة قصص الأفلام والسيناريوهات المُحبكة لقلب موازين الإله والإنسان – أو التفنن في إكساب الإنسان قدرات خارقة تسلب الإله قوته أو علمه أو تساويه بهما – وهي بقية مِن بقايا الأساطير الإغريقية القديمة عن الآلهة والبشر ! ولكن تم التنويع والتحديث لها اليوم وكما في فيلم (استعراض ترومان) مثلًا ! حيث يتغلب الإنسان في النهاية على (الصانع/المُخرج) الـ Creator رغم كل ما فعله الأخير مِن طرق ملتوية لوقف الإنسان عند حد معين مِن المعرفة والقدرات !
                              أو قلب موازين القدر الإلهي والموت المُحتوم والذي لا مفر مِنه ! وذلك مثل مَشاهد الرجوع بالزمن للحيلولة ضد موت شخصٍ ما مثل أحد مَشاهد فيلم (الرجل الخارق) Superman 1978 عندما قام بالطيران حول كوكب الأرض ليُغير اتجاه دورانه ليرجع بالزمن قبل موت حبيبته – ولا أعرف ما علاقة تغيير اتجاه دوران الأرض بإرجاع الزمن إلى الخلف ! - أو حديثًا مثل سلسلة أفلام (الاتجاه الأخير) final destination منذ 2000م وما بعدها .
                              وكذلك قلب مفاهيم الخير والشر في الملكوت الإلهي السماوي أو الأرضي الديني ! مثل إظهار (إبليس) في صورة المظلوم المقهور الذي يعظ الإنسان مثلًا (وكما مر بنا في فيلم محامي الشيطان) ! أو في صورة الذي لم يُصبه (توزيع الأدوار) الظالم مِن الإله إلا بدور (الشرير) على الرغم مِن أنه ليس كذلك ! والعجيب أن مثل هذه الأفكار يتم زرعها اليوم في عقول الأطفال منذ الصغر وفي أعمال لا تخطيء عين الخبير خطرها والمقصد مِن وراءها ولكن بعد فوات الآوان للأسف !


                              بوستر فيلم الكارتون (العقل الكبير) Megamind 2010 ، والفيلم مليء بالإسقاطات ! حيث يهبط طفلان فضائيان في نفس الوقت على كوكب الأرض : وهنا يتدخل القدر (الظالم) ليجعل مِن أحدهما محظوظًا بطلًا (بسبب قوته الخارقة مثل السوبرمان – وهو الوسيم الخِلقة) ! وأما الآخر فيتعرض لكل الاضطهاد والاستبعاد رغم أنه الأذكى والأكثر عبقرية (وهو صاحب الشكل الغريب الأزرق) ! وهكذا تتوالى أحداث الفيلم لتظهر لنا في النهاية هشاشة البطل – (مترو مان) الذي طالما وثق الناس فيه – لينقلب رمز الشر (ميجا مايند) إلى المُنقذ في آخر الفيلم ! – فهل لاحظتم كم تكرر هذا التلميع لهذه الفكرة معنا حتى الآن .. وهو غيض مِن فيض فقط ؟! –

                              5- أو في صورة رجال الدين الذين صاروا عنوانًا لعدم ثقة الإله – لو كان موجودًا – واستبدالهم بالأفضل مِنهم قلبًا وبالأصدق مِنهم وجدانًا ألا وهم (الملاحدة) ! نرى ذلك بجلاء في فيلم (شفرة دافنشي) السابق ذكره حيث جعلوا حفيدة المسيح في عصرنا الحاضر وحاملة السر الأعظم هي شابة ملحدة !! وهكذا يصنع المؤلف والمخرج المقارنات المُجحفة بين الإلحاد والدين لتستمر إلى الجزء الثاني مِن الفيلم (ملائكة وشياطين) Angels & Demons 2009 !! بل ونجد نفس الصورة – وكأنه عن قصد – في فيلم (علامات الصلب) Stigmata 1999 !!.. والذي تظهر فيه ندبات صلب المسيح على جسد الشابة الملحدة (فرانكي) وبدلًا مِن ظهورها على جسد أشخاص متدينين !!.. وهكذا يمكنكم توقع الرسائل التي يتم تمريرها طوال الفيلم وفي الصورة السيئة دومًا لآباء الكنيسة ، وبخاصة عندما يتولى التحقيق في هذه القضية القس (كيرنان) المُتشكك أصلًا في دينه ! وقريبًا مِن تلك الصورة أيضًا فيلم (أجورا) Agora 2009 وإظهار نصارى الأسكندرية القديمة في صورة منفرة مقابل العقل والعلم ! ووالله لا يعجب الواحد في نهاية هذا العبث مما انتشر مؤخرًا مِن فتح باب الكنيسة الكاثوليكية في روما رسميًا لأبواب السماء لتقبل (الملاحدة) في جنة الرب يسوع !! فهل يُقال عندها مثلما قالت (جوزفين) الملحدة في فيلم (شيكولاتة) Chocolat 2000 عندما قال لها (سيرجي) :
                              We are still married، in the eyes of God
                              فقالت : Then He must be blind

                              6- وفي نهاية هذه القائمة نجد سلسلة كبيرة مِن الأفلام الوثائقية التي تهاجم العقيدة النصرانية مباشرة والفساد الجنسي الذي فيها – بجانب التعصب العقدي وتناقض النصوص التاريخية وتحريفاتها – مثل فيلم (إلتواء الإيمان) Twist of Faith 2004 والذي يعرض قصة أحد ضحايا الاعتداءات الجنسية مِن الرهبان الكاثوليكيين في صغره ! وكذلك فيلم (نجنا مِن الشرير) Deliver Us from Evil 2006 والذي يتحدث عن الإجراءات الكنسية للتستر على أحد القساوسة مُغتصبي الأطفال في أمريكا ! ومثل فيلم (معسكر المسيح) Jesus Camp 2006 ، ويعرض كيف يؤثر المتعصبون على الأطفال الصغار في تلك المعسكرات بصورة هستيرية لشحنهم في الإيمان بيسوع والاستعداد لفعل أي شيء في مقابل ذلك الإيمان !
                              وبالطبع لن أذكر هنا – أو أستشهد – بالأفلام التي تشن هجومًا على جماعات النصارى المُعارضة للشذوذ الجنسي أو المبيحة لتعدد الزوجات أو تلك الأفلام السخيفة التي تتخذ مِن تحريفات النصرانية ذريعة لادعاء عدم وجود المسيح أصلًا !!!..

                              والآن .. لنا أن نتساءل – وبعد هذه الجولة - :

                              ما موقف الإسلام مِن مثل هذه الهجمات لتمرير الإلحاد عبر محاولات انتقاده كغيره ؟!

                              أقول ...
                              المتأمل في التشويه المتعمد لصورة الإسلام – كقنطرة لبث روح الإلحاد أو اللادينية بين أتباعه مثل الآخرين - يمكنه أن يحصر هذا التشويه بجلاء في ركنين كبيرين وهما : الافتراء على الإسلام بتهمة العنف والإرهاب – ولاسيما تفجيرات 11 سبتمبر 2001م – ثم الافتراءات المتنوعة عن حال المرأة في الإسلام ! فهذا ما يمكن لأي مُشاهد استنتاجه مِن عشرات ومئات الأفلام والبرامج والكاريكاتيرات التي يتعمد أعداء الإسلام نشرها في إعلامهم العالمي - وفي أفلامهم الوثائقية - مثل فيلم (ريتشارد دوكينز) الملحد : (أصل كل الشرور) Root of All Evil 2006 – وفيلم (بيل ماهر) اللاديني الساخر :Religulous 2008 - وفيلم (فتنة) Fitna الهولندي 2008م !


                              وأنا هنا لن أقضي سطور هذا البحث في بيان الردود الكافية على مثل هذه الافتراءات والأكاذيب (وخصوصًا وأن المبالغة في الكذب أتت بعكس ما كانوا يُخططون حيث دفعت الملايين للقراءة أكثر عن الإسلام فأبهرتهم أخلاقه وشرائعه) !
                              ولكني – وبما أني في مجلة علمية بحثية تتحدث بالإحصاءات والتوثيقات – سأفسح المجال للأرقام والحقائق لتتكلم !

                              1- فكتاب الإسلام هو الكتاب الوحيد الذي يدعو المسلمين وغير المسلمين إلى النظر فيه ليقارنوا بينه وبين تحريفات وأكاذيب الأديان الأخرى على الله ! إذ يقول عز وجل : " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان مِن عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا " النساء 82 !
                              أي أننا لن نجد في هذه الكتب المُحرفة على الله اختلافات قليلة فقط وكالتي تقع بين البشر عندما يكذبون على بعضهم البعض
                              وإنما : سنجد فيها اختلافًا كثيرًا يناسب عِظم التحريف والتقول على الله !


                              2- وأما بالنسبة إلى تفجيرات 11 سبتمبر الشهيرة : فلم يَثبُت إلى اليوم أي صلةٍ بينها وبين المسلمين ! بل ولا بـ (أسامة بن لادن) نفسه والقاعدة – صدق أو لا تصدق ! – حيث تطالعنا صفحة التعريف به على موقع مكتب التحقيق الفيدرالي الـ FBI بمعلومات ضلوعه في تفجيرات سفارتي أمريكا في تنزانيا وكينيا ، تلك التي راح ضحيتها 200 شخص : ولم يذكروا تفجيرات 11 سبتمبر التي راح ضحيتها 3000 شخص ! (14) بل والعجيب أنه كان كذلك مِن أول المُسارعين بنفي صلته (أو المسلمين عمومًا) بهذه التفجيرات !
                              وكما نقلها عنه موقع الـ CNN الإخباري الأمريكي وقتها وفي أقل مِن أسبوع واحد فقط مِن الحادث (15) ! و
                              هو ما عاد وأكده أكثر مِن مرة في تصريحات أخرى له – وبعكس ما تعمدت الميديا الأمريكية الجبارة نشره في العالم وإلى اليوم – مثل لقائه مع المجلة الباكستانية (16) Millat أو في لقائه المصور كذلك مع قناة الجزيرة والذي يمكن البحث عنه في الـ Youtube تحت اسم (17): Bin Laden denies involvement in 9 11


                              3- ومِن هنا تسقط جميع أقنعة التدليس والكذب على الإسلام والمسلمين والتحيز البغيض ضدهم : والذي يتكشف يومًا مِن بعد يوم على أيدي شبكات التواصل الاجتماعي والمعلومات التي كشفت لشعوب العالم أكذوبة الإرهاب الإسلامي المزعوم ! وأكذوبة آلاف الصور والكاريكاتيرات السمجة المتداولة (كالعمائم المفخخة والنساء المنقبات مسلوبات الإرادة بلا تعليم ولا إبداع والرجال الذين يركبون الجمال إلى اليوم بجوار الأهرامات والكعبة !) وأنها لم تكن كلها إلا خداع في خداع وتضليل في تضليل ! – ومعها إمكانية عرض أي صورة أو فيديو لجريمة دموية على الشاشات أو الإنترنت ناسبين إياها للمسلمين بغير دليل ! – أو يتجاهلون لحظة اعتداء الظالم على المسلم : ثم يصورون لحظة رد المسلم للاعتداء على أنه هو الظالم ! فعرف الناس أن التاريخ الأسود للإرهاب الحقيقي والقتل والإبادة التي وصلت إلى مئات الملايين : هو ما قام به ملاحدة أو لادينيون أو شيوعيون لا يؤمنون بإله ولا دين ! أو قام به تطوريون رأوا الإنسان الأسود في أفريقيا أو السكان الأصليين في استراليا أو الأمريكتين : هم أقل شأناً مِن الحيوانات فاستباحوهم !

                              ولذلك كله :
                              فلم يملك مكتب التحقيقات الفيدرالية بنفسه FBI في إحصائياته الرسمية عن الهجمات الإرهابية مِن عام 1980م إلى عام 2005م : إلا أن يكشف المُبالغات المهولة التي تم إلصاقها بالمسلمين والإرهاب ! حيث أن 94% مِن تلك الهجمات لم يقم بها مسلمون ! (18)
                              والأعجب أن العديد مِن المواقع قد تناقلت خبر الدراسة الأوروبية الأخيرة أيضًا والتي تؤكد على أن كل الإرهابيين هم مِن المسلمين : ما عدا 99.6 % منهم !

                              (19) Europol report: All terrorists are Muslims…Except the 99.6% that aren’t

                              فضلًا عن أننا في الإسلام لا ندعي العصمة لأحد مثلما تفعل باقي الأديان الأخرى ثم ينصدمون بعد ذلك !
                              فلا عصمة عندنا لمِلك ولا أمير ولا عالم ولا آحاد المسلمين ! فلماذا إذن يصفون الإسلام ككل بالإرهاب إذا صدر مِن بعض أفراده نادرًا ما يشين : ولا يوصف بمثل ذلك غيره مِن الأديان أو المعتقدات ؟!


                              4- وأما حال المرأة المسلمة ، فيكفي في بيان كذب الوسائل البصرية في تصوير اضطهادها وكونها مِن (الحريم) اللاتي يستبقيهن الرجال محجوبات داخل البيوت للمتعة الجنسية فقط : ما أوضحته سلسلة محاضرات معهد (أورياس) ORIAS التدريبي الصيفي المتخصص للمدرسين مِن الحضانة إلى الصف الثاني عشر (25 : 29 يوليو 2011م) بعنوان :
                              " أصوات غائبة : خبرات الحياة العامة في تاريخ العالم - مقارنة "الحريم" : النساء ، الجنس ، و البناء الأسري "مِن الشرق الأوسط إلى جنوب وجنوب شرق آسيا" للدكتورة : ليزلي آن وودهاوس (20)

                              ولذلك نجد أن نسبة الداخلين والمتحولين إلى الإسلام اليوم : أكثرها مِن النساء مِن جميع البلدان التي تعاني مِن ويلات الحياة بلا دين في امتهان المرأة هناك كجسدٍ بلا روح ! وكمتعةٍ وتسليةٍ وإغراءٍ وإجهاض واغتصابٍ وتعدي : وبلا حياةٍ ولا أسرةٍ مستقرة تناسب عاطفتها الرقيقة إلا مَن رحم الله ! ولكم أن تتخيلوا أعداد النساء الغفيرة التي تمثلها تلك النسبة الداخلة مِنهن في الإسلام : إذا علمنا أنه أسرع الأديان والمعتقدات انتشارًا اليوم بلا مُنازع ! وبحسب كل الإحصائيات العالمية بل : وسيتربع المكانة الأولى عما قريب في 2030م بحسب إحصائيات مؤسسة (بيو) Pew العالمية (21) !
                              وأما الأوضاع المُزرية الحقيقية للمرأة (غير المسلمة) في كنف العلمانية والإلحاد :
                              فتطالعنا بها أحدث الإحصائيات العالمية عن أوروبا - رمز المدنية والتحرر النسوي ! - مِن (وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية) European Union Agency for Fundamental Rights - FRA والتي ساقت عنوانها المُعبر عن حالهن المأساوي باسم : العنف ضد المرأة في كل يوم وفي كل مكان !
                              (22) Violence against Women: every day and everywhere
                              لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق



                              • سادسًا : تمثيل الإله بصورة غير مباشرة لخلع الرؤى الإلحادية عليه !

                                وهي طريقة قديمة لوضع الإله في صورة (المُساءلة) و(المُحاكمة) أو إيجاد (أريحية) في إجراء حوار معه ولكن بعيدًا عن الطريقة المباشرة أو الفجة إذا صح التعبير وكما رأينا في ابتذالات السينما في النقطة السابقة ! ولذلك .. فقد تتخذ أكثر مِن صورة على حسب ما يقرره الكاتب للإلتفاف على هذا الطلب ، مع اعترافنا بأن كل تلك الحوارات المُصطنعة إنما تنبيء عن جهل كبير بالإله والدين الحق – والناتج بصورة أساسية عن الأديان المُحرفة في مقابل العبثية والعدمية التي حامت حولها كرد فعل عليها – وذلك لأن الذي يعرف الله تعالى حق المعرفة - وكما في الإسلام - ويلمس كمال حكمته سبحانه فيما فهمناه مِن الأشياء مِن حولنا : فسيعرف أنه مِن قلة العقل ساعتها سؤاله عمّا يفعل أو عمّا خفيت عنا حكمته ! ولذلك يقول عز وجل : "لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون " الأنبياء 23 .


                                1- فمِن تلك الصور مثلًا ما اتخذ الحوار مع مَلك الموت بديلًا غير مباشرًا عن الله تعالى ! حيث يحاوره تارة كمَلكٍ مأمور ، وتارات أخرى يحاوره في أصل أوامره (والتي لا يملكها إلا الله) ! وهذه المسألة قديمة مِن قدم التأليف والمسرح ، ولكن مِن أشهر الأفلام السينمائية التي مثلتها كان الفيلم السويدي (الختم السابع Det sjunde inseglet) أو The Seventh Seal 1957 – وفيه حوار فلسفي فانتازي متشكك بين بطل الفيلم وبين مَلك الموت الذي جاء ليقبض روحه : فيتحداه قبلها في لعب (الشطرنج) !


                                والفيلم – كعادة المتشككين – مليء بالأسئلة التي تعبر عن التيه والتخبط في العقيدة النصرانية وعدم وضوح حقيقة الحياة الدنيا فيها
                                (إذ في النصرانية ترتكز كل الحياة على عقيدة الصلب والفداء وتوارث الخطيئة التي لا نجدها في الإسلام) !


                                2- وفي صورة أخرى – وقد تعمدت تأخيرها عن السابقة لأنها مصدر ما سيأتي مِن صور – فهي إسقاط صورة الإله في قصص محبوكة لإظهار أوجه الاعتراض عليه أو إظهار (نقائص) ذلك الإله مِن وجهة نظر المؤلف والعياذ بالله !
                                حيث بين أيدينا فيلم مِن النوع الفانتازي الخفيف – ليُقبل عليه الصغار والكبار معًا رغم أنه مِن إنتاج عام 1939م ، وهو أشهر النسخ الناجحة مِن الفيلم والتي كان أولها 1925م وآخرها 2013م – وهو فيلم (ساحر أوز) the wizard of oz ! وهو الساحر الذي تتوجه إليه الفتاة (دوروثي) مع كلبها (الذي لا يملك عقلًا مثل الإنسان) والرجل الآلي (الذي لا يملك قلبًا) والفزاعة أو رجل القش أو خيال المآتة (الباحث عن بيت) والأسد الجبان (الباحث عن شجاعة) : ليُفاجأوا في النهاية بأن ساحر أوز لم يكن إلا رجل عادي مِن خلف الستار ! وأنهم متى ما أدركوا هذه الحقيقة : فقد نالوا المعرفة التي ستهبهم كل ما يريدون مِن غير عونٍ منه !

                                3- وعلى نفس الوتر لعب فيلم (استعراض ترومان) Truman Show 1998 الذي أشرنا إليه مِن قبل ! وفيه يتم تصوير لحظات الإنسان (ترومان) في أكبر ستوديو على الأرض منذ طفولته وهو لا يعرف – وهي مِن أخبث طرق بث التوهم في عقل المُشاهد حتى ليشك في نفسه وما حوله - ! ولكنه مع الوقت يبدأ في اكتشاف التمثيل الزائف الذي يحيط به حتى مِن أقرب الناس إليه ! والذين يتعمدون جميعًا حصره داخل حدود هذا الاستوديو المصنوع وعدم تخطيه برًا ولا بحرًا ولا جوًا !!!!.. لأنه متى ما عرف واكتسب العلم في ذلك : هدم برنامجه الناجح الذي يشاهده الملايين ويستمتعون به طيلة سنوات عمره وهو لا يدري ! – أي عبث هذا ؟! – والفيلم يعد مِن أكبر الإسقاطات على نصوص سفر التكوين في العقيدة اليهودية والنصرانية ! حيث كما ذكروا فيها (افتراءً) على الله أنه يندم ويُخطيء ويجهل : فقد زاد الفيلم على نفس الوتيرة أنه (يكذب) كذلك على الإنسان ! ولكم أن تتركوا العنان لخيالكم بماذا يترسخ في عقل المُشاهد مِن جراء مثل هذه التخريفات والافتراءات الفجة على الله عز وجل : وتأثير ذلك على حياة ضحايا مثل هذه الأفلام ! وفي النهاية – وكما في ساحر أوز – يستطيع (ترومان) الوصول إلى ما خلف الستار (رغمًا عن المُخرج) !

                                4- وقريبًا مِن ذلك كله ما وقع أيضًا مِن مقابلة في الجزء الثاني مِن فيلم (المصفوفة) The Matrix Reloaded 2003 عندما يستطيع الشاب (نيو) الحصول على شفرة المفتاح التي توصله إلى صانع الماتريكس (أو الذي تولى بناءها) وهو المعروف بـ (المعماري) Architect !! والذي يبدأ أخيرًا في إعطائه معلومات عن الماتريكس : ولتبدأ معه رحلة جديدة مِن حشو عقول المُشاهدين بالسموم الفكرية (التوهمية) ! والتي قد تؤثر على عدد غير قليل منهم للأسف – وكما قابلناه بالفعل على أرض الواقع مِن شبابٍ بشبهاتٍ لا تعرف أمامها : هل تضحك أم تحزن عند سماعك لها !
                                لاحول ولاقوة إلا بالله

                                تعليق

                                يعمل...
                                X