إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سميراميس ملكة العراق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سميراميس ملكة العراق




    سميراميس
    ملكة العراق


    هي اسطورة تمثل الجانب الاخر للحضاره العراقيه التي تشاطر فيها الذكر والانثى الحكموالمعتقدات على حد سواءفهناك الأب والام ، الحاكم والحاكمه ، تموزوعشتاروتعكس بعض الجوانب عن حقيقة شخصية الحاكمه الحكيمه التي ذاع صيتها منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذاالأ وهي اسطورة الحكمة ، القوةوالجمال

    اسطورة الملكة سميراميس
    لقد خلبت حكاية هذه الملكة العراقية، الباب الناس في العالم اجمع على مر القرون، منذ اكثر من الفي عام. فهي تشتهر بالجمال والقوة والحكمة، وبقدرتها الفائقة على ادارة الدولة وقيادةالحروب والتوسع بالفتوحات وروح الاصلاح والتعمير. تنسب لها الاساطير بانها هي التيشيدت بابل بحدائقها المعلقة ، وانشأت العديد من المدن وغزت مصر و جزءا كبيرا من آسيا والحبشة، وحاربت الميديين ، واخيرا قادت هجوما غير ناجحا على الهند، كاد يؤدي بحياتها.


    قيل عنها انها كانت شديدةالجمال ، ذات رموش كثيفه ونظرات ودودة
    عُرفت عنهاالحكمه،حدّة الذكاء ،القــوّة والغموض

    اما في لعصور الحديثة فان صيتها لم يتوقها، حيث انجزت عنها العديد من الكتب والروايات والاوبرات العالميةوالمسرحيات، ولم تبخل عليها هوليود باكبر افلامها. ويحمل اسم (سميراميس) في جميعانحاء العالم وفي جميع اللغات ما لايحصى من المراكز السياحية والفنادق ودور التجميلوالانوثة والمتعة. يصفها الكاتب (ويفي ميليفل) في ثنايا روايته (ساركادون.. اسطورةالملكة العظيمة): (( كانت فائقة الجمال، لا شك في الامر، ذلك الجمال الذي تعجزالكلمات عن وصقه، انه الجمال المنتصر، ليس باقل من الجمال الذي يذعن له الآخرون رغما عن ارادتهم)).


    كانت تشتهر بان لها قوةخارقة كبطلة عراقية إذ تكاد ان تكون الرديف الانثوي للبطل الذكوري (كلكامش). كانتتمتلك عيون ساطعة رغم كثافة رموشها و نظراتها الودودة، لكن يشع منها وهج عبقريةالقائد الذي يستطيع ان يأمر جيشا و يؤسس امبرلطورية. ان شخصيتها الخلابة المهيمنةجعلتها تكتسب شهرة ذائعة الصيت حتى ان (ماركريت) ملكة الدانمارك والسويد والنرويج (1353-1412) و كذلك (كاترين الثانية) قيصرة روسيا ( 1729-1796) صنفتا كليهما على انهما ((سميراميس)) اوربا.




    انتشـــار الاسطــــورة

    حسب الاسطورة ان اسم (سميراميس) يعني (الحمامة)، واطلق عليها هذا الا سم لأن الحمائم احتضنتها عندمولدها ورعتها واشرفت على غذائها.. وتحكي الاسطورة انه انسابت سيول عارمة ذات يوم على منابع نهرالفرات ففاض النهر، وتدفقت مياهه، وخرجت الاسماك تستلقي على الشاطئ، وكانت بين تلكالاسماك سمكتان كبيرتان حيث سبحت السمكتان الى وسط النهر وبدأتا بدفع بيضة كبيرةطافية على السطح الى ضفة الفرات، واذ بحمامة بيضاء كبيرة تهبط من السماء وتحتضنالبيضة بعيدا عن مجرى النهر. ورقدت الحمامة على «البيضة» حتى فقست، ومن داخل البيضة خرجتطفلة رائعة الجمال من حولها أسراب من الحمام ترف بعضها عليها بأجنحتها لترد عنها حرالنهار وبرد الليل. ثمبدأت الحمائم تبحث عن غذاء للطفلة، فاهتدت إلى مكان يضع فيه الرعاة ما يصنعون منجبن، وحليب، فتأخذ الحمائم منها بمقدار ما تحمل مناقيرها، لتقدمه للطفلة التي عاشتمع حمائمها سعيدة لا تعرف أبداً طعم الشقاء.


    وقد تنبه الرعاة إلى جبنهم المنقور وحليبهم المنقوص، فقرروا ترك أحدهم ليراقب المكان وشهد الراعيالحمائم وهي تحط حول الجبن وتلتقط قطعه الصغيرة، وتملأ مناقيرها بالحليب وتطير به إلى مكان ليس ببعيد، فأخبر الراعي رفاقه فتبعوا الحمائم حتى وصلوا إلى حيث صبية ذاتجمال رائع، فأخذوها إلى خيامهم، واتفقوا على أن يبيعوها في سوق «نينوى» العظيم.

    وفي صبيحة ذات يومحملوا الفتاة وقد اطلقوا عليها اسم «((سميراميس))»، إلى سوق نينوى. واتفق أن كانذلك اليوم يوم موسم للزواج الذي يقام كل عام، حيث تجتمع في السوق الكبير جموعالشبان والشابات قادمة من كل نواحي المملكة، لينتقي كل شاب عروساً شابة، أو ينتقيصبية يحملها إلى داره فيربيها إلى أن تبلغ سن الزواج فيتزوجها أو يقدمها عروساًلأحد ابنائه. كانت ساحة سوق «نينوى» تغص بالشيوخ «الكهول والشبان». دخل الرعاةبالصبية الصغيرة الحسناء إلى حيث يعرضونها للبيع. جلس الرعاة مع الصبية في أولالصف، فشاهدهم «سيما» ناظر مرابط خيول الملك، وكان عقيماً لا ولد له فهفا قلبله إلى «((سميراميس))» ورغب في تبنيها.

    ودعا «يما» الرعاة وساومهم على ثمنها، وعندما تمت الصفقة، عادبها إلى منزله. ما أن رأت زوجته هذه الصبية ذات الجمال الرائع حتى فرحت فرحاًغامراً واعتنت بها عنايتها بابنتها، وظلت ترعاها حتى كبرت واستدارت وبرزت أنوثتهاكأجمل ما تكون النساء!
    و في يوم ما كان اونسمستشار للملك، يتفقد الجمهور المحتشد بأمر من الملك واذا بعينه تقع على ((سميراميس)) وهي الآن في عمر مناسب للزواج، فيصعق مذهولا من جمالها وبراءتها. قامباخذها معه الى نينوى و تزوجها هناك، و صار لهما طفلين ربما توأمين هما (هيفاتة) و(هيداسغة). يبدوا انهما كانوا سعداء، اما (سميراميس) فكانت فائقة الذكاء حيث كان تتقدم لزوجها النصح والمشورة في الامور الخطيرة فأصبح ناجحا في كل مساعيه. اثناء ذلك كان ملك نينوى ينضم حملة عسكرية ضد الجارة باكتريا، فأعد جيشا ضخما لهذا الغرض لانهكان يدرك صعوبة الاستيلاء عليها. بعد الهجوم الاول استطاع ان يسيطر على البلد برمتهما عدا العاصمة باكترا التي صمدت. شعرالملك بالحاجة الى اونس و لذا ارسل في طلبه،لكن اونس لا يريد مفارقة زوجته الحبيبة فسألها ان كانت ترغب في مرافقته،ففعلت.

    نينوس زوج سميراميس نصفه رجل ونصفه سمكة، والذي يعتقد انه نمرود التورات!
    هناك بعد ان تابعت((سميراميس)) سير المعارك و درستها بعناية و ضعت العديد من الملاحظات عن الطريقةالتي يدار بها الحصار. فبما ال القتال كان يجري في السهل فقط وان كل من المدافعينوالمهاجمين لم يعروا القلعة اهمية، طلبت (سميراميس) ارسال مجموعة من الجنودالمدربين على القتال في الجبال، الى المرتفع الشاهق الذي كان يحمي الموقع. ففعلواذلك ملتفين حول خاصرة العدوالمدافع وهكذا وجد الاعداء انفسهم محاصرين و لا خيار لهمسوى الاستسلام.

    في ثنايا هذه الاحداثصار الملك (نينوس) شديد الاعجاب ب(سميراميس) لما ابدته من شجاعة ومهارة لحسمالمعركة. منذ اللحظة اخذ الملك يتمعن في وجهها الساحر و جمالها المدهش، فادرك انقلبه غير قادر على مقاومة سحرها، و لذا طلب منها ان تكون زوجته وملكته. ثم عرض علىاونس ان يأخذ ابنته بدلا عنها، الا ان اونس رفض ذلك. مما حدا بالملك ان يهدده بقلع عينيه ، وتحت وطأة الخوف واليأس استسلم اونس لمطلب الملك، عير انه انهى حياته بعدفترة وجيزة من زواجها من الملك. هكذا افلح نينوس بالزواج من (سميراميس) و صار لهم طفلا اسمياه (نيناس). بعد موت الملك اعتلت العرش كملكة لنينوى عاصمة بلادالنهرين.




    حسب الاسطورة الرائجة، قد دام حكمها 42 عاما، لكن الواقع انها كانت تحكم سوية مع زوجهاالملك، فقط السنوات الخمس الاخيرة حكمت بمفردها بعد وفاة زوجها. و قد بدأت حكمهاببناء ضريح فخم في نينوى تمجيدا لزوجها الملك(نينوس). وتنسب اليها اسطورة الشعبيةبانها هي التي بنت مدينة(بابل)، حيث شرعت بعزيمة لا تنثني بحملة واسعة النطاق ببناءمدينة لنفسها ليس بعيدا عن نينوى، هذه المدينة الجديدة هي (بابل). و قد استخدمت لهذا الغرض اكثر من مليوني عامل طبقا لما يقوله المؤرخ الاغريقي (ديودروس)، جالبةاياهم من كل ارجاء الامبراطورية المترامية الاطراف لانجاز هذه المهمة الضخمة. انمحيط السور وحده كان حوالي 66 كيلومترا طولا، اما عرضه فقد كان بامكان 6 عرباتتجرها خيول بالمرور فوقه وهي تسير جنبا الى جنب، وارتفاعه حوالي100 متر. تم تشييد 250 برج لحماية المدينة، واقيم كذلك جسر بطول 900 متر على نهر الفرات الذي كان يمروسط المدينة. و قد اقيمت عند نهاية كل جسر قلعة محصنة كانت الملكة تستخدمها كداراستراحة، هذه القلاع كانت متصلة بعضها ببعص عبر ممرات سرية تحت النهر. وفي هذه لفترة نفسها بنيت الحدائق المعلقة الشهيرة.

    ثم اخذت جيوش العراقيين في السنوات اللاحقة بالتوغل بعيدا في آسيا، وهناك اشادت الملكة متنزه فسيح مقابلجبل باجستان، و عدد آخر من النوافير المزخرفة عند ايكافاتانا. و قد فاقت شهرتها ايمن النساء المقاتلات في تلك العصور. يقال ان (سميراميس) كانت مسؤولة عن نشؤ العديدمن مدن العالم القديموالتي أقيمت على نهري دجلة والفرات، وكذلك عن اقامة العديد مناجمل واروع الاضرحة الفريدة والمواقع النادرة الاخرى في كل آسيا. أما عسكريا فقداستولت على ميديا واخضعت مصر والجزء الاكبر من الحبشة، و كذلك قامت بحملة لاخضاعالهند، فانشأت جيشا جرارا لهذا الغرض و نجحت في عبور نهر السند، لكن جيشها جوبهباعداد هائلة من الفيلة المدربة مما افزعوا الخيل والجند، وانسحب جيشها فارا وتعرضت هي نفسها لطعنة كادت تودي بحياتها، و تمكنت بعد جهد شاق من عبور النهر، و هناامرت بتدمير الجسر الذي اشادته كي لا يستطيع العدو من العبور عليه لملاحقتها.

    الاصل التاريخي للاسطورة
    من الواضح ان معظم هذه الانجازات قد نسبتها خطأ الاسطورة الى (سميراميس)، فليس هي التي بنيت بابل ، ثم انالملك العراقي( نبوخذنصر) هوالذي اشاد هذه الحدائق تلبية لرغبة زوجته الميدية.
    يبدوان اسم ((سميراميس)) هوالتحرف الاغريقي للاسم العراقي (سمورامات) وهي ملكة حقيقية مقدسة،وهي ام الملك الآشوري (اداد – نيناري الثالث) الذي حكم بين ( 823 – 811 قبل الميلاد)، و هوبدورهابن شلمنصر الثالث و قد حكم بين ( 859 – 824 قبل الميلاد) ، و قد تميز حكمه بالغلاظة خاصة بين 810- 805 قبل الميلاد.

    من المؤكد ان هذه الحكاية الاسطورية مقتبسة من شخصية حقيقية هي الملكة العراقية(سمورات). بعد ذلك بقرون طويلة حرف الاغريق هذا الاسم الى (((سميراميس))). وهي اصلها من منطقة بابل، وتزوجت من ملك (نينوى)(شمسو حدد الخامس) ( 823-811 ق.م). بعد ان توفى زوجها لم يكن يبلغ ابنها ولي العهد (حدد نيراني) (811-783ق م) سن الرشد، فاستلمت زوجته(سمير امات) المملكة والحكم
    وأصبحت وصية على عرشولدها لمدة 5 سنوات حتى بلغ سن الرشد. صحيح انها استلمت الحكم رسميا لفترة خمسة سنوات، الا انها كانت تشارك بالحكم منذ ايام زوجها وكذلك مع ابنها. ان شخصيتهاالقوية وذكائها الحاد وجمالها الاخاذ جلعلها تفرض سطوتها طيلة وتمسك بتلابيب دولةبلاد النهرين طيلة عشرات السنين. و قد عثر على نقش حجري تذكاري في مدينة (آشور) واخر في (كالح) تصور فيه على انها الملكة التي حكمت خلفا لزوجها المتوفى. لم تكتف هذه المرأة العظيمة بالسلطة السياسية وإدارة شؤون البلاد بل تعدتها إلى التأثير في الحياة الدينية والفكرية والاجتماعي. فهي رغم انها تشارك سكان آشور بالحضارةالعراقية المشتركة، الا ان اصلها الجنوبي منحها بعض الخصوصيات المذهبية والثقافيةجيث تمكنت ان تشيع مثل هذه المؤثرات البابلية على طريقة الحكم وعلى الكهنوت الآشوريوعلى عموم الحياة في نينوى. فأضفت نوعا من الرقة والروحانية الجنوبية على المذهبالآشوري الذي كان يتسم اكثر بنوعا من تقديس الفحولة المتمثل بالاله آشور وكذلك ا لميل الى منطق القوة الحرب.



    بل حتى انها نجحت بابراز ادوار آلهة كانت ثانوية عندالآشوريين مثل اله الحكمة(نبو). لقد ملكت ( سمورامات) كالملوك العظام، حيث أقامت مسلة لتخلد ذكرها في ساحة المسلات في معبد آشور، وقد سجل على هذه المسلة العبارةالتالية: ((مسلة سمورامات ملكة سيد القصر – شمس حدد ملك الكون ملك آشور والد حددنيراني ملك الكون ملك آشور وكنة شلما نصر ملك الجهات الاربعة..))


    يعتقد ان( سمورامات)، قدحكمت بصورة مباشرة او غير مباشرة طيلة 42 سنة، وقامت بمشاريع عمرانية واسعة واهمهابناء مدينة آشور بمعابدها وقصورها الضخمة واحاطتها بالاسوار العالية. من الاعمال الجبارة التي قامت بها هذه الملكة بناء نفق مقبب من الحجر تحت مجرى نهر دجلة ليوصل طرفي المدينة. كذلك قامت بعد ذلك بفتوحات كثيرة استطاعت ان تسيطر على مصر وبلادالشام وبلاد ميديا، ويعتقد انها ربما قد بلغت الهند.

  • #2

    ملكات العراق بين الأسطورة والتاريخ

    الملكة تارآم أكادا

    يقع تأثير تارآم أكادا ابنة نرام سين في سياق امتداد النفوذ الأكدي السياسي والحضاري في حوضي الخابور والفرات والأناضول..إذ نقرأ في احد نصوص ايبلا الآتي (سرجون الملك ركع في توتول – تل البيعة- للإله داكان الذي وهبه الأراضي العليا ماري ويارموتي وايبلا وحتى غابة السدر وجبل الفضة)، ويقصد سرجون بجبل الفضة طوروس وغابة السدر في سفوح جبل أمانوس وليست نظيرتها في لبنان..وجاء تحرك سرجون الأكدي شمالا بحكم الضرورة لأن جنوب العراق يفتقر الى المعادن والأخشاب والخيول والحجارة..مما جعل السيطرة على حوض الخابور والأناضول مطلبا حيويا ليس للأكديين ومن بعدهم الآشوريين فحسب، بل من قبل المصريين والسومريين ايضا..غير أن هذه المنطقة تخللتها دويلات مدن عديدة تتأرجح بين القوة والضعف كأيبلا أو مدينة الحجارة البيضاء (تل مرديخ) المنافسة لأكد وايمار وماري وأوركيش..واعتمد الأكديون في توغلهم على الغزو والدبلوماسية ..فعمد نرام سين الى غزو الكنعانيين في أيبلا وحرق مدينتهم ومعابدهم وانهاء وجودهم في شمالي سورية اما اوركيش الكنعانية (بالقرب من القامشلي) اصلا فقد تجاوب ملكها مع ملوك أكد وقبل بسيادتهم مفضلا التعاون معهم على حرب محسومة النتيجة ولاسيما لأن اوركيش دويلة مدينة لم يتجاوز نفوذها السياسي مشارفها واسوارها ولأنها محاطة بدويلات مدن يديرها الأكديون مباشرة كناجار (تل براك) وسخنا (تل ليلان) شوبات انليل عاصمة شمشي ادد الأول لاحقا، ومدن اخرى ضمن شبكة تجارية واسعة تربط بين مدن القلب الرافدي بابل وكيش ولاكاش وأور ونيبور واكد وشوروباخ (اوروك) بماري وتوتول وأيمار وقطنا ومدن الساحل الفينيقي غربا والأناضول شمالا..وبدلا من تعيين حاكم أكدي على اوركيش، عمد نرام سين الى تزويج ابنته تارآم اكادا للأندان حاكم اوركيش ربما كان الأندان توبكيش (الثاني؟) او تيش آكال..ويبدو من التنقيبات في اوركيش أن ترآم أكادا كان قد صاحبها عدد من الموظفين الأكديين مهمتهم الأشراف على المنتوج الزراعي وتأمين الطريق التجاري بين حران وكاركميش والمدن السورية والأناضولية الأخرى..ويتضح من مقارنة طبعات الأختام الأسطوانية الأكدية مع مثيلاتها في أوركيش وكانيش (كول تبة) تماثلا في الطراز الفني وفي المضمون وبخاصة في الأختام التي تمثل إله الصواعق تيشوب وهو نسخة من ادد الرافدي ورجال برؤوس ثيران أو ثيران برؤوس رجال ربما كانت الأساس في الترميز للإله آشوربالثور المجنح عند الآشوريين فيما بعد. ويرجح ان تفضيل نرام سين الإبقاء على أستقلال اوركيش الصوري كان بسبب علاقات الملوك الحوريين فيها مع القبائل الجبلية في طوروس، وقيام الأخيرة باعمال التنجيم وشحن الفضة والخيول والقصدير الضروري لعمل البرونز الى بلاد الرافدين..مع ذلك فان تحولا واضحا في الرموز الدينية وفي الفن والإدارة حدث في اوركيش بسبب تأثير ملكتها الأكدية تارآم أكادا..حيث تصور لنا أكثر من ألف طبعة لأكثر من 100 ختم اسطواني منها 150 ختما يحتوي على كتابات مسمارية متروكة على مداخل الأبواب والمخازن نماذج من الفن الأكدي كمشاهد القتال والأسود والثيران فضلا عن النجمة الأكدية الثمانية والخوذة ذات القرنين التي نطالعها في مسلة نرام سين، وفي ختم تارآم اكادا نطالع مشهدا مماثلا لمشهد كلكامش وهو يقاتل اسدا غير ان ختم تارآم اكادا يمثل رجلا بجسم ثور يقاتل اسدا من جانب ورجلا عاريا يقاتل جاموسا من جانب آخر وبين الشكلين كتابات أكدية. ويماثل ختم اروين اتال ختم تارآم اكادا..كما عثرعلى ختم الحاكم الأكدي (ايشاربلي) يمثله جالسا وامامه مهر يقفز وخلفه حارس يقود امرأة تحمل غزالا والى جانبها ثور مناخ (بضم الميم)..كما تم استظهار قسم مخصص للكتبة وعدد من الرقم المدونة باللغة الأكدية تتناول مواضيع ادارية ونصوص تعليمية …ويتبين من وجود ختم الملكة على الأبواب والمخازن انها كانت تحت الإشراف المباشر لترآم أكادا او انها اضطلعت بادارة القصر..ويبدو من سيادة التصوير الميثولوجي الرافدي في الأختام أن تارآم أكادا قد غيرت او استقدمت هذا الفن الأكدي اصلا في ايمار وانها انشأت مدرسة لتعليم الحساب فيها..وفي المصادر ان نرام سين كان يعتمد على بناته في إدارة المدن الرافدية والإشراف على المعبد الرئيسي في المدن المهمة فقد عين ابنته (أينمينانا) كاهنة على أور، و(توتا نبشوم) كاهنة على نيبور و(شومهانيتا-آسي) كاهنة على سيبار (تل ابوحبة شمالي بابل) وهي اكثر مدن الرافدين في الألف الثالث ق.م. أهمية..ولكن تارآم اكادا كانت ملكة لأوركيش يساعدها حاكم اكدي على الرغم من زواجها لأمير(اندان) حوري..كما أظهرت التنقيبات في اوركيش قصرا ملكيا يحاكي طراز عمارته القصور الأكدية في ناجار (تل براك) تحمل قطع اللبن التي شيد منها اسم نرام سين جنوبي أوركيش واماكن اخرى..ويحفل المعبد الحوري في اوركيش إلى جانب تيشوب وكوماربي آلهة عراقية بابلية واكدية كعشتار وأيا وشمس ونركال..ويعود تاسيس معبد نركال الى عهد تيش آتال المتزامن مع الملكة الأكدية مما يرجح ان بناء هذا المعبد جاء نزولا عند إرادة تارآم أكادا..كما يظهر من قراءة احد زوايا تاسيس المعبد في قاعدة لتمثال اسد برونزي وضع لحراسة المعبد الصيغة عينها التي يدونها ملوك العراق في اركان واسس قصورهم ومعابدهم إذ نقرأ على اللوح في قاعدة الأسد: (تيش آتال ملك أوركيش قد بنى معبدا للأله نركال..فليحافظ الإله نوباداك على هذا المعبد. وعسى نوباداك ان يدمر كل من يسعى في تخريبه، وعسى الا يستجيب ربه لصلواته. وعسى سيدة ناجار، وإله الشمس شيميكا، وإله العواصف يلعن 10.000 لعنة اي شخص يسعى في خرابه)، ويقصد تيش آتال بسيدة ناجار الربة عشتار التي انتشرت عبادتها في الشرق الأدنى قبل انتقال الحوريين من ارض فلسطين (كنعان في اواخر الألف الرابع أو أوائل الألف الثالث) الى شمالي سورية..اما نابادوك، فلعله داكان (دجن) إله الخصب والصواعق الرعدية السامي الذي انتشرت عبادته في مدن الساحل الفينيقية وشمالي سورية وبخاصة توتول (تل البيعة) وايبلا (تل مرديخ). وكان الإله دجن يشغل مكانة خاصة لدى سرجون الأول الذي قدم له الأضاحي في طريق حملته عبر الفرات في ترقا (تل العشارة)، سيرقو الآشورية وتوتول.. ويتجلى من قراءة دقيقة لمجمل الدلائل الآركيولوجية والنصية والمقارنة الدايكرونية والجغرافية لأوركيش وعصرها ان تارآم اكادا لعبت دورا مهما في عدد من المجالات شملت الفن والأقتصاد والإدارة والمعتقدات..فالرقم الطينية التعليمية التي عثر عليها في قسم من القصر مخصص للكتبة الهدف منها تعليم الأكدية للطلاب، اما تختيم ابواب المخازن والغرف فيشير الى نشاط إداري واقتصادي ..ويتضح من وجود حاكم آشوري الى جانب الملكة ان مهمة الوجود الأكدي في اوركيش تشمل تنظيم التجارة مع بلاد الرافدين والأناضول كتجارة الخيول والأخشاب والمعادن والعربات وبعض المنتجات الزراعية..ولعل ابرز تأثير لوجود الملكة الأكدية نقل منظومة المعتقدات والفنون التشكيلية رفيعة الطراز الى شمالي سورية هذا فضلا عن ان اية مقارنة بين تمثال عشتار الطيني بأسد أوركيش ثم بالأختام الأسطوانية ستوضح بما لاغبار عليه ان تطور الفن في أوركيش يدين لتارآم اكادا الملكة الأكدية في شمالي سورية…

    تعليق

    يعمل...
    X