إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اسطورة العَنْقَاء ( طير النار )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اسطورة العَنْقَاء ( طير النار )



    اسطورة العَنْقَاء
    ( طير النار
    )




    الفينيق (الفينكس) في الترجمات الحرفية الحديثة ، هي طائر خيالي ورد ذكرها في قصص مغامرات السندباد وقصص ألف ليلة وليلة، وكذلك في الأساطير العربية القديمة.

    يمتاز هذا الطائر بالجمال والقوة، وفي معظم القصص أنه عندما يموت يحترق ويصبح رمادا ويخرج من الرماد طائر عنقاء جديد.

    أصل التسمية



    ورد في لسان العرب:
    العَنْقاء: طائر ضخم ليس بالعُقاب... وقيل: سمِّيت عَنْقاء لأَنه كان في عُنُقها بياض كالطوق، وقال كراع: العَنْقاء فيما يزعمون طائر يكون عند مغرب الشمس، وقال الزجّاج: العَنْقاءُ المُغْرِبُ طائر لم يره أَحد... (قال) أَبو عبيد: من أَمثال العرب طارت بهم العَنْقاءُ المُغْرِبُ، ولم يفسره. قال ابن الكلبي: كان لأهل الرّس نبيٌّ يقال له حنظلة بن صَفْوان، وكان بأَرضهم جبل يقال له دَمْخ، مصعده في السماء مِيلٌ، فكان يَنْتابُهُ طائرة كأَعظم ما يكون، لها عنق طويل من أَحسن الطير، فيها من كل لون، وكانت تقع مُنْقَضَّةً فكانت تنقضُّ على الطير فتأْكلها، فجاعت وانْقَضَّت على صبيِّ فذهبت به، فسميت عَنْقاءَ مُغْرباً، لأَنها تَغْرُب بكل ما أَخذته، ثم انْقَضَّت على جارية تَرعْرَعَت وضمتها إلى جناحين لها صغيرين سوى جناحيها الكبيرين، ثم طارت بها، فشكوا ذلك إلى نبيهم، فدعا عليها فسلط الله عليها آفةً فهلكت، فضربتها العرب مثلاً في أَشْعارها، ويقال: أَلْوَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ (أي طارت به)، وطارت به العَنْقاءُ

    وفي كتاب العين: والعَنْقاءُ: طائِرٌ لم يَبْقَ في أيدي الناس من صِفتها غيرُ اسمِها. ويقالُ بل سُمِّيَتْ به لبياضٍ في عُنقِها كالطَّوق.
    وفي معجم الأمثال والحكم: حَلَّقَتْ بِهِ عَنْقَاءُ مُغْرِبٌ: (مَثَل) يضرب لما يئس منه... العَنْقَاء: طائر عظيم معروف الاسم مجهول الجسم، وأغرب: أي صار غريباً، وإنما وُصِف هذا الطائر بالمُغْرِب لبعده عن الناس، ولم يؤنثُوا صفته لأن العنقاء اسمٌ يقع على الذكر والأنثى كالدابة والحية، ويقال: عَنْقَاءُ مُغْرِبٌ على الصفة ومُغْرِبِ على الإضافة طاَرتْ بِهِمِ الْعَنْقَاءُ: قال الخليل: سميت عنقاء لأنه كان في عُنُقها بياض كالطَّوْق، ويقال: لطولٍ في عنقها، قال ابن الكلبي: كان لأهل الرس نبي يقال له: حَنْظَلة بن صَفْوَان، وكان بأرضهم جبل يقال له دَمْخ مَصْعَدُه في السماء مِيل، وكانت تَنْتَابُه طائرة كأعظم ما يكون لها عنق طويل، من أحسن الطير، فيها من كل لون، وكانت تَقَعُ منتصبة، فكانت تكون على ذلك الجبل تنقَضُّ على الطير فتأكله، فجاعت ذاتَ يوم وأَعْوَزَتِ الطير فانقضَّتْ على صبي فذهبت به، فسميت: ”عَنْقَاء مُغْرِب” بأنها تغرب كل ما أخذته ثم إنها انقضَّتْ على جارية فضَمَّتها إلى جناحين لها صغيرين ثم طارت بها، فشكَوْا ذلك إلى نبيهم، فقال: اللهم خُذْهَا، واقْطَعْ نَسْلَها، وسَلطْ عليها آفة، فأصابتها صاعقة فاحترقت، فضربتها العربُ مَثَلاً في أشعارها

    وفي مفردات اللغة: وعَنْقَاءُ مُغْرِبٌ وُصِفَ بذلك لأنهُ يقالُ كان طَيراً تَنَأوَلَ جَارِيَةً فأغْرَبِ بها، يقالُ عَنْقَاءُ مُغْرِبٌ وعَنْقَاءُ مُغْرِبِ بالإضافَةِ

    ترجمها اليونانيون إلى فينكس (مع التحريف القليل لتقابل كلمة فينكس وتعني نوعا معينا من النخيل)، وبعض الروايات اليونانية ترجع أصل تسمية الطائر الأسطوري إلى مدينة يونانية أخذ المصريون عنها تلك الأسطورة.
    الأساطير





    هناك بعيداُ في بلاد الشرق السعيد البعيد تفتح بوابة السماء الضخمة وتسكب الشمس نورها من خلالها، وتوجد خلف البوابة شجرة دائمة الخضرة.. مكان كله جمال لا تسكنه أمراض ولا شيخوخة، ولا موت، ولا أعمال رديئة، ولا خوف، ولاحزن. وفى هذا البستان يسكن طائر واحد فقط، العنقاء ذو المنقار الطويل المستقيم، والرأس التي تزينها ريشتان ممتدتان إلى الخلف، وعندما تستيقظ العنقاء تبدأ في ترديد أغنية بصوت رائع.

    وبعد ألف عام، أرادت العنقاء أن تولد ثانية، فتركت موطنها وسعت صوب هذا العالم واتجهت إلى فينيقيا واختارت نخلة شاهقة العلو لها قمة تصل إلى السماء، وبنت لها عشاً. بعد ذلك تموت في النار، ومن رمادها يخرج مخلوق جديد.. دودة لها لون كاللبن تتحول إلى شرنقة، وتخرج من هذه الشرنقة عنقاء جديدة تطير عائدة إلى موطنها الأصلي، وتحمل كل بقايا جسدها القديم إلى مذبح الشمس في هليوبوليس بمصر، ويحيي شعب مصر هذا الطائر العجيب، قبل أن يعود لبلده في الشرق.




    هذه هي أسطورة العنقاء كما ذكرها المؤرخ هيرودوت، واختلفت الروايات التي تسرد هذه الأسطورة، والعنقاء أو الفينكس هو طائر طويل العنق لذا سماه العرب "عنقاء" أما كلمة الفينكس فهي يونانية الأصل وتعني نوعا معينا من النخيل، وبعض الروايات ترجع تسمية الطائر الأسطوري إلى مدينة فينيقية، حيث أن المصريين القدماء اخذوا الأسطورة عنهم فسموا الطائر باسم المدينة.



    ونشيد الإله رع التالي (حسب معتقداتهم) يدعم هذه الفكرة، حين يقول: "المجد له في الهيكل عندما ينهض من بيت النار. الآلهة كلُّها تحبُّ أريجه عندما يقترب من بلاد العرب. هو ربُّ الندى عندما يأتي من ماتان. ها هو يدنو بجماله اللامع من فينيقية محفوفًا بالآلهة". والقدماء، مع محافظتهم على الفينكس كطائر يحيا فردًا ويجدِّد ذاته بذاته، قد ابتدعوا أساطير مختلفة لموته وللمدَّة التي يحياها بين التجدُّيد والتجدُّد.




    بعض الروايات أشارت إلى البلد السعيد في الشرق على أنه في الجزيرة العربية وبالتحديد اليمن، وأن عمر الطائر خمسمائة عام، حيث يعيش سعيدا إلى أن حان وقت التغيير والتجديد، حينها وبدون تردد يتجه مباشرة إلى معبد إله الشمس (رع) في مدينة هليوبوليس، وفي هيكل رَعْ، ينتصب الفينكس أو العنقاء رافعًا جناحيه إلى أعلي. ثم يصفِّق بهما تصفيقًا حادًّا. وما هي إلاَّ لمحة حتى يلتهب الجناحان فيبدوان وكأنهما مروحة من نار. ومن وسط الرماد الذي يتخلف يخرج طائر جديد فائق الشبه بالقديم يعود من فوره لمكانه الأصلي في بلد الشرق البعيد.

    وقد ضاعت مصادر الرواية الأصلية في زمن لا يأبه سوى بالحقائق والثوابت، ولكن الثابت في القصة هو وجود هذا الطائر العجيب الذي يجدد نفسه ذاتياً.

    ومما قيل عن العنقاء
    أَيْقَنْتُ أَنَّ الْمُسْتَحِيلَ ثَلاَثَةٌ * الْغُولُ وَالْعَنْقَاءُ وَالْخِلُّ الْوَفِي الخل الصديق الوقي بجانب خرافتي الغول و العنقاء
    تقول العرب: انها طائر معروف الاسم مجهول الجسم ويسمونها


    يقول الجاحظ:الامم كلها تضرب مثلا بالعنقاء للشيء الذي يسمع به ولايرى ومن ذلك قول ابي نؤاس:

    وما خبزه الا كعنقاء مغرب
    يصور في بسط الملوك لها المثل يحدث عنها الناس من غير رؤيةٍ سوى صورة ما ان تمرُّ ولا تُحل وان العرب اذا خسرت شيء وبطلانه تقول :
    حلقت به عنقاء مغرب او طارت به عنقاء مغرب - ويقال ان هذا الطائر وصف بكلمة مغرب لبعده عن الناس وقال الخليل بن احمد:
    يقال لها عنقاء لان في عنقها طوق ابيض اللون والصوفية يكنون عن الهيولى بالعنقاء.
    وتعتبر العنقاء من المستحيلات الثلاثة وهي:
    الغول والعنقاء والخل الوفي .
    وقال بعض العرب :
    الجود والغول والعنقاء ثالثة اسماء اشياء لم توجد ولم تكنِ . ومهما يكن من امرها فهي مجرد اسطورة حِيكت حولها الحكايات
    ولعل كتاب الف ليلة وليلة من اهم الكتب التي اشارت اليها.

    جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي:
    قيل أن العنقاء اسم لملك
    وقيل العنقاء اسم داهية
    وقيل أن العنقاء طائر لم يبق في أيدي الناس إلا اسمها.
    أما ابن خلكان فيتهرب من الموضوع برمته (في وفيات الأعيان) وينسبه إلى الزمخشري
    في حين يؤكد "الشاعر" أنها من المستحيلات الثلاثة في قوله:
    لما رأيت بني الزمان وما بهم خل؟ وفيٌّ؟ للشدائد أصطفي فعلمت أن المستحيل ثلاثة الغول والعنقاء والخل الوفي


    يتبع


  • #2


    أسطورة العنقاء في الحضارات القديمة




    ذكرنا سابقا ان العنقاء هو طائر أسطوري يلتهب جسده بالنيران و يحرق نفسه ثم يعود للحياة من جديد من خلال رماده
    العنقاء في الحضارة الفرعونية
    ربط قدماء المصريين طائر العنقاء بالأبدية و التي كانت قوية جداً في حضارتهم ., و من هنالك انتشرت هذه الأسطورة الى الأراضي المحيطة لعصور طويلة. يصور الفراعنة العنقاء بما يشبه طائر البلشون ( مالك الحزين ) و قد وجد العلماء آثاراً لطائر مالك الحزين و هي أكبر من المعتاد في منطقة الخليج العربي تعود لـ 5000 سنة . ربما رأى قدماء المصريين هذا الطائر العملاق في حالات نادرة يمر عبر مصر أو سمعوا عنه من الرحالة و التجار الذين كانوا يزورن المنطقة العربية من بلاد فارس.
    صور المصريين هذا الكائن على أنه مغطى بريش طويل على أجنحته و متوج بتاج حاكم مملكة الأموات أوزيريس ( و الذي يحمل على جانبيه ما يشبه ريش النعام الطويل دليلاً على الامتياز و الشجاعة ) أو وضعوا فوق رأسه ما يشبه قرص الشمس , أطلقوا على هذا الطائر اسم بينو Benu , Bunnu .
    Thoth و هو اله مصري وثني يمثل نصفه لبشر و رأسه لطائر أبو منجل ( أو الحارس ) و هو شبيه جداً للعنقاء المصرية. كان ملك هيلوبوليس مدينة عبادة اله الشمس رع , و هو اله الحكمة و العلوم و المعرفة.
    كان الطائر بينو هو الطائر المقدس لمدينة هيلوبولس (آون , مدينة تقع شمال شرق القاهرة و كانت مركز عبادة اله الشمس رع ) , على ما يبدو أن معنى اسم الطائر بينو ينبع من كلمة " مضيء " أو " عالي " و قد ترافق ذكر هذا الطائر كثيراً مع الشمس و كان يمثل على ما يبدو روح رع . في الحقب المتأخرة تظهر الكتابات الهيروغليفية أن هذا الطائر أصبح يمثل طقوس عبادة اله الشمس و أصبح رمزاً لطلوع الشمس و غروبها , كذلك نذكر أنه يمثل نوعاً من اليوبيل ( و هو ذكرى انقضاء عدد من السنوات , مثلاً اليوبيل الماسي يمنح بعد مرور 50 أو ستين عاماً على ذكرى معينة ).
    ربط طائر مالك الحزين أيضاً بفيضانات النيل و ذكرى بداية الخلق حيث أنه يقف وحيداً على الصخور المتناثرة العالية في النيل بعد الفيضان و بذلك فهو أول حياة ظهرت على وجه الأرض حيث ظهر من بين الخراب و الفوضى ليعلن بداية الحياة من جديد. لقد كانت صرخة هذا الطائر هي التي أعلنت بداية الزمن و بذلك قسمه الى ما نعرفه نحن من ساعات , أيام , أسابيع , شهور , سنوات .
    اعتبر المصريون الطائر بينو تمثيلاً حياً لحاكم مملكة الموتى أوزيريس و غالباً ما كانوا يرسمونه جاثماً فوق شجرة الصفصاف المقدسة عندهم.
    فيما بعد بنهاية القرن الأول و تحول روما الى الديانة المسيحية أخذت بتفسير أسطورة العنقاء الى أنها رمز للبعث و الحياة بعد الموت و قد قارنوه بروما الحية التي لا تموت حيث ظهر على عملاتهم في العصور المتأخرة كشعار للمدينة الأبدية .

    أسطورة العنقاء عند العرب




    ربما كانت أسطورة العنقاء العربية الكلاسيكية هي الأشهر من بين كل الحضارات التي ذكرت هذا الطائر , وصفوه بأنه طائر أسطوري بديع الجمال بلون قرمزي جميل و ريش ذهبي و ذو غناء غذب أخاذ . يسكن قرب الينابيع الباردة و يطير كل فجر الى عالي السماء يغني و ينشد لدرجة أن أبوللو ( اله الشمس الروماني ) كان يتوقف ليستمع الى غنائه الجميل. العنقاء عند العرب طائر خرافي يقال انه بحجم النسر، وهو كائن معمّر إذ تذكر بعض المصادر انه يعيش حوالي 500 – 1000 عام..

    وتقول الأساطير القديمة إن العنقاء عندما تقترب ساعة موته يعمد إلى إقامة عشّه من أغصان أشجار التوابل ومن ثم يضرم في العش النار التي يحترق هو في لهيبها.
    وبعد مرور فترة على الاحتراق ينهض من بين الرماد طائر عنقاء جديد.
    لقد قيل أنه لا يوجد سوى عنقاء واحدة لكل زمن و هو كائن معمر جداً يعيش ما بين 500 سنة الى 1000 سنة , 1461 سنة , و حتى في بعض المصادر الى 12994 سنة
    عندما تقترب نهاية العنقاء تبني عشاً يشبه المحرقة مختارة أغصاناً عطرية الرائحة و تشعلها بالنيران و تدع اللهب يلتهمها , بعد فترة تنهض عنقاء جديدة لتعيش كسلفها و قيل في بعض الكتب أن العنقاءنفسها تنهض من جديد من وسط الرماد لتحيا مرة أخرى.
    تجمع العنقاء الجديدة ما تبقى من رماد سلفها على شكل بيضة و تضعها في مدينة هيلوبولس في مصر هدية لرع. رمزاً لموت و حياة الشمس في كل يوم.

    يصور العرب أيضاً طائر العنقاء على أنه يشبه نسراً عملاقاً يعيش على قطرات الندى و لا يقتل أو يهاجم أحداً معتدياً و اعتبروه ملك الطيور كذلك أطلقوا عليه اسم طائر الشمس و كذلك فعل الآشوريون و المصريون .
    كان أول ذكر للعنقاء في التاريخ على يد الشاعر اليوناني هيسود Hesiod في القرن الثامن قبل الميلاد , لكنه ذكر بتفصيل أكبر من قبل هيرودوتس Herodotus المؤرخ اليوناني الشهير في القرن الخامس قبل الميلاد.



    العنقاء في الصين
    في الميثيولوجيا الصينية فان العنقاء ( ويطلقون عليها Feng Huang ) ترمز للفضيلة العالية , الرحمة , القوة , و الازدهار . وكما عند العرب فانهم يعتبرونه كائناً نبيلاً لا يعتدي على أحد و لا يتغذى الا على قطرات الندى.

    تمثل العنقاء أيضاً الامبرطورة و هي تجتمع مع التنين الذي يمثل بدوره الامبرطور و فقط الامبرطورة يحق لها بارتداء شعار العنقاء حيث أنها تمثل القوة التي منحت لها من السماء.
    ان استخدمت رموز العنقاء لتزيين منزل ما في الصين فان ذلك يدل على الاخلاص و الولاء و النبالة لأصحاب هذا البيت. ان مرتدي قلادة تحمل رمز العنقاء يدل على أن صاحبها ذو أخلاق فاضلة فهم يعتقدون بأن من يستحق أن يرتدي هذه القلادة يجب أن يكون كذلك.
    يصف الصينيون العنقاء على أنها تحمل عرف الديك , وجه طائر السنونو , عنق ثعبان , صدر بجعة , ظهر سلحفاة , مؤخرة الآيل و ذيل سمكة . ( و ان جئت لرأيي يبدو ككائن هجين بالهندسة الوراثية ).

    الصورة الأكثر انتشاراً عن العنقاء في الصين تمثل العنقاء و هي تهاجم الأفاعي بمخالبها و هي تفرد أجنحتها و في الواقع فان صور العنقاء منتشرة في الصين لما يقارب 7000 سنة . غالباً ما تجد هذه الصور على التعاويذ و الطوطم الجالب للحظ السعيد و كذلك على المقابر. على أنه في فترة حكم الامبرطور هان كانت ترسم على الخارطات بشكل عنقاء أنثى و ذكر يواجهان بعضهما و يشيران للجنوب. تنهض العنقاء عند الصباح و تحمل في فمها لفافة و تغني 5 نوطات صينية كاملة (لا استطيع أن أفهم كيف تغني و فمها مملوء لكن ..!؟) تتلون أجنحة و ريش العنقاء بالألوان الرئيسية عند الصينيين : الأسود ,الأبيض , الأحمر , الأخضر , و الأصفر و هي بذلك تمثل الفضائل الخمسة و هي الاخلاص , الصدق , الكياسة , و العدالة.
    (( العنقاء هو كائن خرافي لا يموت أبداً , تطير العنقاء بعيداً في المقدمة يمسح الأرض و المساحات الواسعة بناظريه .انه يمثل استيعابنا للرؤية , و جمع المعلومات الحسية عن الطبيعة و الأحداث التي تتكشف فيها. العنقاء مع كل جمالها الأخاذ , في مصدر اثارة و الهام لا يموت . )) من كتاب Feng Shui .

    العنقاء عند اليابانيين
    تسمى العنقاء عند اليابانيين ((Hou – Ou \ Ho –Oo حيث Ho هو الذكر و Oo هي الأنثى و قد ظهرت عندهم هذه الأسطورة على عهد الامبرطور آسوكا ( ما بين القنين السادس و السابع بعد الميلاد ) و هي تشبه بشكل كبير العنقاء الصينية في المظهر.




    كان يعتقد أن العنقاء تظهر فقط عند ميلاد حاكم فضيل لتعلن بذلك بداية عهد جديد بنزولها من السماء لفعل الخير و بعد ذلك تعود الى مقرها السماوي و تنتظر عهداً جديداً آخر . في بعض الروايات قيل أنها لا تظهر الا في أوقات السلام و الازدهار و هي أوقات نادرة بالفعل..

    في العادة تصور العنقاء على أنها تمثل العائلة الملكية وخصوصاً الامبرطورة حيث يفترض أنها ترمز أيضاً للشمس , العدالة , الاخلاص و الطاعة. و قد استخدمت رسومات و رموز العنقاء على العديد من الأشياء من بينها المرايا , الصناديق , الأقمشة , الزخرفة الكتابية و غيرها كثير.
    وفي القرن الأول الميلادي كان كليمنت الروماني أول مسيحي يترجم أسطورة العنقاء كرمز لفكرة البعث بعد الموت.
    وكانت العنقاء رمزا لمدينة روما العصيّة على الموت، وقد ظهر الطائر على عملاتها المعدنية رمزا للمدينة الأبدية.

    واسطورة العنقاء شائعة في بلاد مصر واليونان والحضارات الشرقية بشكل عام.
    يقول المؤرّخ الروماني هيرودوت في كتابه التاريخ: "لدى العرب طائر مقدّس هو العنقاء لكني لم أره أبدا باستثناء بعض الرسومات له. والطائر نادر الوجود حتى في مصر، وطبقا للروايات التي سمعتها من بعض المصريين فإنه يأتي مرّة كل خمسمائة عام ويقيم زمنا في معبد الشمس".
    وقد أخذت العنقاء اسمها Phoenix اشتقاقا من كلمة Phenicieus اليونانية وتعني اللون الأرجواني الذي يتميّز به الطائر.




    واصبح طائر العنقاء يرمز في ثقافات العالم إلى النبل والتفرّد كما انه يمثل الرقّة فهو لا يسحق أي شئ يدوسه كما انه لا يأكل لحم غيره من الكائنات الحية. وحتى في عملية تدميره لنفسه فإنه لا يؤذي أحدا. كما انه ينفرد بخاصية الإخصاب الذاتي، أي انه لا يتوالد بيولوجيا وانما يتخلق عنقاء جديد من رماد العنقاء المحترق.

    وطبقا للأساطير فإن العنقاء تعيش بجانب الآبار الباردة وتستحم بمياهها وتنشد موسيقى عذبة لاقناع اله الشمس بالاستماع إليها!
    وبعد أن تنهض العنقاء الجديدة من بين الرماد فإن أول ما تقوم به هو تحنيط رماد سابقتها ومن ثم حمل الرماد إلى مدينة الشمس.
    إن العنقاء بمعنى ما صورة للنار الخلاقة والمدمّرة التي بدأ منها العالم وبها سينتهي.
    وكان العرب يعتقدون أن المكان الوحيد على الأرض الذي يمكن أن يقيم فيه طائر العنقاء كان قمّة جبل كاف الذي يعتبرونه مركز الأرض.
    وأيا ما كان الأمر فإن العنقاء المصرية المسمّاة بينو كانت مرتبطة بدورة الشمس وبوقت فيضان النيل، ومن هنا تأتي علاقتها بفكرة التجدّد والحياة.

    موطن العنقاء الأصلي هو الجنّة: ارض من جمال لا تحدّه حدود ولا يتصوّره عقل.
    في الجنة لا أحد يموت. وهنا تكمن معضلة هذا الطائر الغريب!
    فبعد أن يعيش ألف عام يصبح واقعا تحت عبء الشيخوخة ووهنها المضني، ثم يأتي الوقت الذي يتعيّن عليه فيه أن يموت.
    وهنا يشقّ طريقه نحو عالم الموتى فيطير باتجاه الغرب وعبر غابات بورما وسهول الهند إلى أن يصل إلى الجزيرة العربية حيث غابات التوابل والنباتات العطرية.
    وبعد أن يقوم بجمع بعض الأعشاب العطرية يواصل طيرانه باتجاه ساحل فينيقيا السوري.
    هناك فوق إحدى أشجار النخيل السامقة يقيم عشّه وينتظر بزوغ الفجر التالي الذي سيعلن موته المؤجّل!




    لقد جاءت حكاية العنقاء من الأسطورة وتحوّلت مع مرور الزمن لتتّخذ مضامين روحية ودينية وأصبحت رمزا لفكرة البعث، وهي الفكرة التي أصبحت ترتبط مباشرة بهذا الطائر الخرافي.

    اليوم يمكن العثور على العنقاء في كتب الأدب والأعمال الفنية والموسيقية، وكثيرا ما استشهد بها الشعراء في قصائدهم للاحتفاء بالموتى وتخليدهم
    أما فى الثقافة الصينية
    يعتبر التنين والعنقاء والتشيلين(وحيد القرن الصيني) والسلحفاة أربعة حيوانات روحانية في الثقافة الصينية التقليدية. رغم أن الثلاثة منها حيوانات خيالية ولم يرها أحد في العالم أبدا غير أن الصينيين يعتبرونها جميعا رموزا للبركة واليمن ويعتقدون أنها تجلب حظا سعيدا. وخصوصا طائر العنقاء الذي يتحلى بجمال الشكل وروعة الألوان وظل يمجده ويتغنى به الشعب الصيني جيلا بعد جيل منذ القدم حتى اليوم.

    ولا نستطيع أن نعرف صورة العنقاء الجميلة الا من كتب الملفات القديمة لأنه طائر لا يوجد في العالم، مثل وصف الكاتب قه بو في كتابه "أر يا":"للعنقاء رأس ديك وعنق أفعى وفم عصفور وظهر سلحفاة وذيل سمك، وألوان متعددة رائعة، ويبلغ طوله ستة تشي(حوالي مترين)." ووصف كتاب الأساطير القديمة بعنوان:"كتاب الجبال والبحور" العنقاء قائلا:" تشكّل عروق الريش على رأس العنقاء كلمة "أخلاق"، وعلى جناحيه كلمة "طاعة"، وعلى ظهره كلمة "إخلاص"، وعلى بطنه كلمة "صدق"، وعلى ذيله كلمة "رحمة". "
    وقال الكاتب شوي شن في أسرة هان الملكية في كتابه "شرح النصوص والكلمات":"نشأ العنقاء في بلد الشرق البعيد ويطير في أنحاء العالم، ويشرب مياه البحر وينام في كهف بالليل. اذا رآه شخص فسيكون بلده في سلام واستقرار."

    ويرى العلماء أن العنقاء الذي يجمع جمال الحيوانات الأخرى كان طوطم طائر يعيده الصينيون القدماء. فما هو الالهام الأصلي لتشكيل صورة العنقاء؟ يرى بعض العلماء أنه الطاؤوس، ويرى البعض الآخر أنه الديك البريّ الذهبي أو الكركى. وكان الأدباء الصينيون القدماء يعتقدون أن العنقاء نفس طائر الرخّ، حيث قال الكاتب سونغ يو في أسرة هان الملكية في كتابه "سؤال وجواب":"يطير العنقاء تسعة آلاف ميل من الأرض الى السماء ويجتاز السحب ويحط على قبة السماء." ووصف كتاب الفلسفة الطاوية المشهور "تشوانغ تسي" العنقاء قائلا:"يوجد طائر رخّ اسمه بنغ، ظهره ضخم مثل جبل تاي شان، وجناحاه واسعات مثل سحابتين سقطتا من السماء، ويطير تسعة آلاف ميل الى السماء ويجتاز السحب." وبرهن العالم والأديب المشهور الصيني وون إي دوا من خلال الدراسة والبحوث الكثيرة على أن الخطّاف أحد الإلهامات الأصلية لصورة العنقاء.

    وفي تاريخ الصين، الشخص الأول الذي لقب ب"عنقاء" هو كونفوشيوس المعلّم والفيلسوف والمفكّر الكبير الذي أنشأ مذهب الفلسفة الكونفوشية الذي أثّر في مجتمع الصين منذ أكثر من ألفي سنة من حيث تركيبة المجتمع والسياسة والثقافة والأخلاق وغيرها، والذي ساهم في تاريخ الثقافة والفكر العالمي مساهمة جليلة. وشبّه المفكر والفيلسوف القديم لاو تسي شبّه كونفوشيوس بالعنقاء حيث قال:"يرتدي العنقاء على رأسه زينة إلاه ويكمن على جانبي رأسه ذكاء حاد وتفكير عظيم."
    وفي قدم الزمان كانت مكانة العنقاء أعلى من مكانة التنين حيث تحتل صور العنقاء مكانة متقدمة في الرسومات الجدراية والحريرية في أسرة هان الملكية، وفي بعض هذه الرسومات ينقر العنقاء التنين بفمه. وخلال تطور المجتمع الإقطاعي الطويل تغيرت مكانة العنقاء والتنين رويدا رويدا حيث أصبح التنين رمزا للأباطرة فيما نزل طائر العنقاء الى المرتبة الثانية وأصبح رمزا الى محظيات الاباطرة. وفي أسرة تشينغ الملكية بدأت صور طائر العنقاء المحبوب لدي أبناء الشعب الصيني تنتشر وسطهم، حيث يستخدم عامة الناس كلمة "عنقاء" في تسمية بعض الأطعمة والملابس والمباني والمناسبات السعيدة وغيرها من نواحي الحياة، بالإضافة الى تسمية الفتيات باسم "العنقاء". وقد أصبح طائر العنقاء بجانب التنين رمزا الى الأمة الصينية ويحبه الشعب الصيني حبا جما

    يتبع


    تعليق


    • #3

      العنقاء وسليمان عليه السلام





      كانت العنقاء في حوار مع النبي سليمان عليه السلام , قال سليمان:لاحيلة لنا بقضاء الله فالنحرص على الهدى حتى منتهى قدرالله علينا
      قالت العنقاء:لست أؤمن بهذا القدر،،فقال لها سليمان:أفلا أخبرك بأعجب العجب؟؟ قالت :بلى،،قال:إنة الليلة يولدغلام في المغرب وجارية من الشرق وكلاهما أبناء ملوك،،يجتمعان في أمنع المواضع على سفاح قدرالله
      قالت العنقاء: يانبي الله هل ولدا؟ قال:نعم الليلة،،قالت:فهل تخبرني بأسمائهما فأني سوف أفرق بينهما وأبطل القدر،،قال:لاقدرين قالت:بلى،،وكفلتها البومه وشهدت لها فأشهد سليمان عليهما الطيور.
      العنقاء والفتاة:


      حلقت العنقاء حول كل بيت حتى أبصرت الجاريه نتام في مهدها داخل القصر،فأختطفتها وطارت بها إلى جبل شاهق أصلة داخل البحروعليه شجرة عالية،فأتخذت لها وكراً واسعاً وأرضعتها وحضنتها حتى كبرت وكانت العنقاء تذهب لسليمان كل يوم ولم تخبر أحداً بذالك


      لقاء الشاب والفتاه:
      أصبح الغلام رجلاً وكان من الملوك وكان يلهو بالصيد ويحبة،فقال يوماً لأصحابة:قد تمكنت من صيد البر فما رأيكم بصيد البحر ربما ننال منة الكثير؟؟
      وركب الملك سفينتة ومر يتصيد في البحرحتى بلغت مسيرتة شهر،فأرسل الله على سفينتة ريحاً عاصفاً خفيفة ساقتهاحتى وصلت بها إلى جبل العنقاء الذي بة الجارية.
      فلما رأى الملك سفينتة راكدة أخرج رأسة من السفينة فرأى الجبل ورأى شجرة جميلة أعجبة منظرها.
      سمعت الفتاة صوتاً ولم تكن قد سمعت شيئاً من قبل،فأطلت رأسها،فرأى الملك،وجهاً جميلاً وشعراً أجمل فأخذة القلق فناداها:من أنت؟فأفهمها الله لغتة وقالت:لاأدري ماتقول ولا من أنت ،إلا إني أرى وجهك يشبه وجهي وكلامك كلامي،وإني لاأعرف إلا العنقاء أمي،قال الملك: وأين أمك العنقاء؟قالت:في نوبتها لسليمان إنها تغدو إليه كل يوم فتسلم علية وتعود ليلاً وتحدثني عنة إنة لملك عظيم.
      قال لها:إن هاجت الرياح وأزعجتك من وكرك فمن يمسكك أن تقعي في البحر؟




      قالت:أفزعتني بكلامك ، وكيف يكون معي إنسي مثلك يحدثني ويحميني؟؟

      قال الملك:أولا تعلمين أن الله هو الذي ساقني إليكي صاحباً و أنيساً وإني لملك من أبناء الملوك.
      قالت:كيف تصير لي وأصيرإليك؟قال لها:عندما تأتي العنقاء أكثري من وحشتك وبكائك،فإذا سألتك مابك فأخبريها بحديثك،فلما جائت العنقاء وجدتها حزينة باكية فقالت:مابك يابنيه؟قالت الوحدة والوحشة!فقالت لها:لاتخافي سأستأذن سليمان لأتخلف عنة يوماًويوماً ،،ثم عاد الملك مرة ثانيه،وأخبرتة الفتاه بما حصل معها.
      فقال لها:سأنحر فرساًمن فرسي وأجوفة وأدخل به وألقيه على السفينة،فأذا جائت العنقاءفقولي لها إنك ترين عجباً،حلقة ملقاة على السفينة،فلو إختطفتيها لي إلى وكري فسأستأنس بها،فلما أتت العنقاءقالت لها الفتاه ماعلمها الملك،فختطفت العنقاءالفرس وبداخلة الملك ،،
      ولما ذهبت العنقاء لنوبتها لسليمان،،خرج الملك وجلس مع الفتاة يلاعبها ويقبلها وفرح كل واحد منهما بصاحبة وفي مجلس النبي سليمان:
      جاء الخبر لسليمان من قبل الريح وكان مجلس سليمان يومئذ مجلس الطير فدعا بعرفاء الطيوروأمرهم بالأجتماع وكانت العنفاء بينهم
      فسأل النبي العنقاء:ماقولك في القدر؟




      قالت:إني ما أدفع الشر وآتي الخيرفقال:أين الشرط الذي بيني وبينك عن الجارية والغلام؟فقالت:قد فرقت بينهما،فقال سليمان،الله أكبر!فأتوني بالخلق والشهود لأعلم تصديق ذالك،فعادت العنقاء للعش،وكان الملك إذا سمع صوت جناحيها أختبئ بالفرس،ولما وصلت قالت للفتاة:إن سليمان يأمرني أن أحضرك لمجلسة،قالت الفتاة كيف ستحملينني،فقالت على ظهري،فقالت أخاف أن أنظر للبحر فأقع ،أدخل في جوف الفرس ثم تحملين الفرس على ظهرك لكي لا أرى شيئاً وأفزع قالت: أصبتي!

      وطارت العنقاء بالفرس حتى وقفت بين يدي سليمان وقالت:يانبي الله هذة الفتاةبجوف الفرس فنظر إليها طويلاً وقال لها:أتؤمنين بقدرالله فقالت:أؤمن بالله وأقول من شاء فليعمل خيراًومن شاءفليعمل شراً قال سليمان:كذبت!من شاء الله أن يكون سعيداًكان سعيداً ومن شاء أن يكون كافراً كان كافراً
      وقال (لايقدرأحداً أن يرد قضاء الله وقدرة لا بفعل ولا بعلم)
      وإن الجاريه والغلام لمجتمعان الآن؟؟.. وقد حملت الجارية منه ولداً فقالت العنقاء:إن الجارية معي في جوف الفرس قال سليمان:الله أكبر!أين البومة المتكفلة بالعنقاء؟فقالت:ها أنا قال لها:أ أنتي على مثل قول العنقاء؟قالت:نعم فقال:
      (ياقدرالله أخرجهما على قضاء الله وقدرة)
      قال:فأخرجهما جميعاً من داخل الفرس؟؟؟.....

      ( نهــــــاية العنقـــــــاء والبومــــــه)
      العنقاء تاهت وفزعت فطارت بالسماء وأخذت نحو المغرب وأختفت ببحر من بحار المغرب وآمنت يقضاءالله وقدرة وحلفت إلا تنظر في وجه طير ولا ينظر طير في وجهها.........
      أما البومة فلزمت الآجام والجبال وقالت:أما بالنهار فلا خروج ولا سبيل وإلى معاش.فهي إذا خرجت نهاراً وبّختها الطيور وأجتمعت عليها وقالت:ياقدريــــــــة
      فإذا هي تخضع للقضاء والقدر


      تعليق


      • #4



        هناك بعيداُ في بلاد الشرق السعيد البعيد تنـفـتـح بـوابــة الســمــاء الضخـمــة وتسكب الشمـس نورهـا وبها شـجــرة مغـروســة دائـمــة الخـضــرة .. مكان كله جمال لا تسكنه أمـراض ولا شيخوخة ،ولا موت ،ولا أعمال رديئة ،و لا خوف، و لاحـزن وفـى هـذا البستان يسكن طائر واحد، العنقاء ، وعندمـا تستيقظ تبدأ تغنى أغنية بصوت رائع ،
        وبعد ألف عام ، أرادت العنقاء أن تولـد ثانيـة، فتركت مـوطـنها وسـعـت صـوب هـذا العـــالم واتجهت إلى سوريا واختارت نخلة شاهقة العلو لها قمة تصل إلى السمـاء، وبنت لـهـا عـشاً.

        بعـد ذلك تمـوت فى النار، ومن رمادها يخرج مـخـلــوق جـديـد .. دودة لهـا لـون كـاللبـن تتحـول إلـى شـرنقـة ، وتخـرج مـن هـذه الشـرنقـة عـنقاء جـديدة تطـير عـائدة إلـى موطـنها الاصلى، وتحمل كل بقايا جسدها القديم إلى مذبح الشمس فى هليوبوليس فى مـصــر، ويحيـى شـعـب مصـر هـذا الطـائر الـعـجـيب، ثم تعـود لبلدهـا في الشـرق

        هذه أسطورة العنقاء كما ذكرها المؤرخ هيرودوتس، فقد اختلفت الروايات التي تسرد أسطورة طائر العنقاء، والعنقاء أو الفينكس هو طائر طويل العنق لذا سماه العرب ( عنقاء ) أما الفينكس فهي كلمة يونانية الأصل وهي تعني نوعا معينا من النخيل، وبعض الروايات ترجع تسمية الطائر الأسطوري الي مدينة فينيقية، حيث ان المصريين القدماء اخذوا الأسطورة عنهم فسموا الطائر بإسم المدينة
        ونشيد الاله رع التالي (حسب معتقداتهم) يدعم هذه الفكرة:

        المجد له في الهيكل عندما ينهض من بيت النار. الآلهة كلُّها تحبُّ أريجه عندما يقترب من بلاد العرب. هو ربُّ الندى عندما يأتي من ماتان. ها هو يدنو بجماله اللامع من فينيقية محفوفًا بالآلهة

        والقدماء، مع محافظتهم على الفينكس كطائر يحيا فردًا ويجدِّد ذاته بذاته، قد ابتدعوا أساطير مختلفة لموته وللمدَّة التي يحياها بين التجدُّد والتجدُّد
        بعض الروايات أشارت إلى البلد السعيد في الشرق على انه في الجزيرة العربية وبالتحديد اليمن، وان عمر الطائر خمسمائة عام، حيث كان يعيش سعيدا الي ان حان وقت التغيير والتجديد ، وبدون تردد اتجه مباشرة إلى معبد اله الشمس (رع ) (حسب معتقداتهم ) في مدينة هليوبوليس، وفي هيكل رَعْ ، ينتصب الفينكس أو العنقاء رافعًا جناحيه إلى أعلي. ثم يصفِّق بهما تصفيقًا حادًّا. وما هي إلاَّ لمحة حتى يلتهب الجناحان فيبدوان وكأنهما مروحة من نار. ومن وسط الرماد الذي تخلف يخرج طائر جديد فائق الشبه بالقديم يعود من فوره لمكانه الأصلي في بلد الشرق البعيد

        وقد ضاعت مصادر الرواية الاصلية في زمن لا يأبه سوى بالحقائق والثوابت، ولكن الثابت في القصة هو وجود هذا الطائر العجيب الذي يجدد نفسه ذاتياً
        وفي كتاب الموتى - وهو كتاب يرجع إلى حوالي أربعين عاما قبل الميلاد وهو اثمن ما وصل إلينا من أجدادنا القدماء، فقد جرت العادة منذ بداية الأسرة الحديثة على وضع كتاب مكتوب على ورق البردي او الجلد في صندوق مزخرف في قبر كل ثري يموت، وقد عثر على مئات من هذه المخطوطات، وهي تضم مجموعة تعاويذ لحماية الميت في العالم الاخر
        في هذا الكتاب يحكي عن طائر الغرنوق والذي كانوا يدعونه ( بنُّو ) – والاسم مشتقٌّ من كلمة تعني الرجوع. وهذا الطائر كان يمثِّل في أساطيرهم وعلى رأسه ريشتان منحنيتان إلى خلف، وكان هذا الطائر يرمز إلى رَعْ – الإله الذي ولد نفسه من نفسه وما كان يعرف الموت، وهو الطائر الذي كان يجمع القش في أثناء وجود ايزيس في غابة اللوتس - التي كانت مختبئة بها أثناء بحثها عن اجزاء جسد زوجها العزيز - ثم يحرقة، ثم يحرق نفسه ومن خلال الرماد ينبعث حيا

        واول من اوجد علاقة بين هذا الطائر المصري والفينكس هو كاهن مصري يدعى (هور ابوللو) في القرن الخامس قبل الميلاد، حيث يتحدث عن طائر معروف في تقاليد المصريين ويدعى في الترجمة اليونانية الفينكس ويصف موته على النحو التالي:
        عندما يشعر الفينكس بدنوِّ أجله يطرح نفسه بعنف على الأرض فينجرح ويسيل دمه. ومن دمه المتجمِّد يولد فينكس جديد. وهذا حالما يكتسي بالريش يطير بوالده إلى هليوبوليس. وإذ يبلغانها يموت الوالد عند شروق الشمس، فيحرقه الكهنة المصريون. وأمَّا الفينكس الجديد فينطلق إلى بلاده
        وقد اتخذه المسيحيون رمزاً للقيامة في كتاباتهم ، وكـان كـليمنضـس الــرومـانـى أول كـاتب مـسـيحـى يسـتخدمـها كـرمـز للقيامة ، وأقدم الآثار الكنسية التي ورد فيها ذكر الفينكس كتاب الفيزيولوغوس وقد ورد فيها أن الفينكس طائر هندي لا يتغذَّى بشيء غير الهواء؛ ومرَّةً في كل خمسمائة سنة يقصد إلى هليوبوليس حاملاً أنواع الطيب على جناحيه. وهناك يحرق نفسه على مذبح الهيكل، فتخرج من رماده دودة تتحوَّل بعد ثلاثة أيَّام إلى فينكس كامل. وهذا الفينكس يحيِّي الكاهن ثمَّ يطير إلى بلاده

        أما الروايات العربية فتقرن بين العنقاء وأصحاب الرس المذكورين في القرآن الكريم - وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا - والرس هو نهر بناحية آذربايجان، ويقول موقع مركز آل البيت العلمي للمعلومات، أن أصحاب الرس كان لهم نبي يقال له حنظلة بن صفوان ، وكان بأرضهم جبل يقال له فتح ، مصعدا في السماء ميلا ، وكانت العنقاء تسكن في ذلك الجبل حيث كانت تنقض على الطير تأكلها كلما جاعت، فجاعت ذات يوم وأعوزها الطير فانقضت على صبي فذهبت به، ثم إنها انقضت على جارية، فشكوا إلى نبيهم ، فقال : اللهم خذها واقطع نسلها وسلط عليها آية تذهب بها ، فأصابتها صاعقة فاحترقت فلم ير لها أثر فضربتها العرب مثلا في أشعارها وحكمها وأمثالها ، ثم إن أصحاب الرس قتلوا نبيهم فأهلكهم الله تعالى
        واصل الطائر غريب مثل اسمه فمن غير الثابت على وجه التحديد ما إذا كان الطائر أسطوري ام له وجود حقيقي، فالمؤرِّخ تاسيتوس لا يتردَّد في ذكر ظهور الفينكس كحادث تاريخي في زمان القنصل بولس فابيوس
        أما هيرودتس فقد كان يتحدث عنه في سياق وصفه لسياحة قام بها في مصر، كما لو كان طائرًا عربيًّا. ولكنه يشير إلى انه لم يبصره إلا في الصور

        ويقول الدميري إنه قرأ في كتاب المؤرخ ( الفرغاني ) أن عنقاء كانت تشاهد بين حيوانات أخرى غريبة في حديقة الحيوان في عهد أحد الخلفاء الفاطميين، وقال الميداني: في الأمثال العنقاء طائر عظيم معروف الاسم مجهول الجسم، وقال الجاحظ كل الأمم تضرب المثل بعنقاء في الشيء الذي يسمع به ولا يرى، وقد قيل في الامثال انه من المستحيلات الثلاثة وهي الرخ والعنقاء والخل الوفي، والرخ هو طائر اسطوري ايضا له رأسان، والخل الوفي اي الصديق الوفي والذي اصبح من المتعذر وجودة في تلك الايام
        أما في العصر الحديث فقد اكتشف عالم سوري تخرج في كلية الهندسة بالسعودية ويدعى (يحي بدر) - في اثناء بحثه عن مواد طبيعية عازلة للمباني الخرسانية- المادة التي استعملها المصريون القدماء في تحنيط موتاهم، وقد ترك الهندسة ليتفرغ لابحاثه في هذا المجال والتي قادته إلى ان شعب (الأنكا) الذي أقام حضارة مزدهرة في البيرو هم أنفسهم الذين أخذ منهم العرب كلمة (العنقاء) وهو على ما يقال في التراث العربي طائر ليس له وجود ورد ذكره في قصص السندباد البحري، غير أن المهندس يحيى بدر يقول إن الطائر موجود بالفعل وهو ليس بنفس الضخامة التي تتحدث عنها الأسطورة، ولكنه طائر بحري ضخم طويل العنق كان يرافق البحارة ويحط على مراكبهم في رحلتهم من شواطئ آسيا وإفريقيا إلى شواطئ أمريكا
        وإلى الآن لا ندري ما إذا كان هذا الطائر العجيب له وجود حقيقي ام انه خيال ابتدعه عقل إنسان .. فنان .. ذو خيال خصب

        تعليق

        يعمل...
        X