إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مُنكري السنّة النبوية .. ( القرآنيون )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16

    مما تقدم من حديث عن حجية السنة ومكانتها من التشريع تتضح لنا الأمور الآتية:

    أولاً:

    أن الوحي من عند الله تعالى - إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وحيان، وحي هو القرآن المجيد، ووحي هو السنة النبوية الشريفة،

    وقد ذكرنا الأدلة على ذلك من آيات القرآن البينات، كما بينا الفروق بين الوحيين، أي بين القرآن والسنة.

    ثانياً
    :

    أن السنة النبوية المطهرة تأتي في المنزلة الثانية بعد القرآن العظيم في مصدرية التشريع، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم. أما من حيث الحجية فهي مع القرآن بمنزلة واحدة. بمعنى أن دليل التشريع من السنة يعدل دليل التشريع من القرآن، فكلاهما مفيد للعلم، موجب للعمل بمقتضاه، على أي نوع من الأحكام الخمسة كان العمل.

    ثالثاً:

    أن من رفض سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شغب عليها، أو رفض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أو نهيه، أو رفض الاحتكام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يعرض له أو لم يقبل حكمه، كل من يفعل ذلك أو شيئاً منه يُعَدُّ فاسقاً عن الملة غير مؤمن،

    فإن الله - تعالى - قد جعل كل ذلك علامة الإيمان، ورفض ذلك أو شيء منه، آية الكفر والنفاق، وذلك في آياته البينات.

    رابعاً
    :

    لقد اعتمدنا في بيان ما قدمنا على كتاب الله القرآن المجيد وحده، ولم نتكلم في السنة المطهرة أو آثار الصحابة وإجماع الأمة،

    ذلك أن هؤلاء الذين نخاطبهم في بحثنا هذا يزعمون أنهم "
    قرآنيون" لا يأخذون إلا عن القرآن، فآثرنا أن نخاطبهم بالقرآن الكريم.

    لكنا بحول الله سبحانه - سوف نوفي الموضوع حقه من خلال أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة وإجماع الأمة، حين الرد على شبهاتهم، وذلك بمشيئة الله سبحانه.

    المصدر :من كتاب شبهات القرأنيين حول السنة النبوية

    - يُتبع إن شاء الله تعالى -

    لاحول ولاقوة إلا بالله

    تعليق


    • #17

      الجذور التاريخية لمنكري السنة - و أشهر طوائفهم


      إن تاريخ منكري سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يكاد يقرن بتاريخ منكري رسالته فالكفر بسنته عليه الصلاة والسلام هو قرين الكفر برسالته

      فهما أمران متقاربان زماناً متساوقان منزلة، ويكادان يكونان متماثلين حكماً، ولا يختلفان إلا باعتبار أن ثمة كفراً دون كفر، وإلا فإنكار سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجحدها كفر، كما أن إنكار رسالته كفر

      ومن المُسلّم به أنه لم يخل زمان من الأمرين جميعاً كذلك، فكما أنه لم يخل زمان من منكري رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكذلك لم يخل زمان من منكري سنته عليه الصلاة والسلام مع زعمهم بأنهم مسلمون مؤمنون برسالته،

      والأخيرة هذه هي مثار العجب، إذ كيف يكونون مؤمنين برسالته صلى الله عليه وسلم ثم ينكرون سنته، ويرفضون اتباعه، ويصرون على عدم الأخذ عنه، والاحتكام إليه، والتسليم له ويقبلون على مخالفته في كل ما قال وفعل وأقر، فيقولون ما لم يقل، ويفعلون ما لم يفعل، ويرفضون ما أقره ورضي به !!

      ولقد بدأت مسيرة إنكار السنة والشغب عليها على هيئة فردية في حالات نادرة لا اعتبار بها.

      وكان ذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ما روى في أسباب نزول الآية الكريمة:

      {
      فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} (النساء:65) .

      من أن الزبير بن العوام رضي الله عنه اختصم ورجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعله حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير أن يسقي زرعه أولاً ، ثم يرسل الماء إلى صاحبه،

      فغضب الرجل وقال :
      يا رسول الله أن كان ابن عمتك؟

      أي حكمت له بسبب أنه ابن عمتك ، فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله تعالى الآية في ذلك. (صحيح البخاري4585)

      لكن هذه الحالات شاذة ولا تُذكر في معرض التأريخ لمنكري سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لأمرين:

      لشذوذها وندرتها،

      ثم لعودة أصحابها إلى الحق سريعاً وانقضاء أثرها.


      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #18

        أما إنكار السنة على هيئة مؤثرة، وعلى أيدي طوائف لها ذكرها في التاريخ، فقد بدأت على أيدي الخوارج والشيعة، ثم انضم إليهم طوائف من المتكلمين

        وبخاصة من المعتزلة الذين انتسب إليهم كثير من الزنادقة والفاسقين عن الملة ، أما الشيعة والخوارج فكلتا الطائفتين شغبت على السنة النبوية المطهرة وأنكرتها.


        لكن الشيعة لم يقبلوا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم إلا القليل الذي نُقل إليهم عن طريق من يدين بعقيدتهم في الإمامة ويشايع آل البيت - فيما يزعمون -

        ولو أننا عرفنا أنهم لم يوالوا من الصحابة رضوان الله عليهم إلا بضعة عشر صحابياً هم فقط الذين رضي عنهم الشيعة وأخذوا عنهم، لأدركنا ذلك القدر الضئيل من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي قبله الشيعة (الرافضة) وعملوا به،

        وذلك الكم الهائل من السنة النبوية التي رفضوها وأنكروها لأنها أتت عن جمهرة الصحابة الذين لا يرضى عنهم الشيعة،

        فالشيعة - إذن - رفضوا السنة لأنهم طعنوا في عدالة الصحابة رضوان الله عليهم - لأنهم بايعوا أبا بكر رضي الله عنه خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبايعوا عليا الذي كان هو الخليفة من وجهة أنظار الشيعة،

        والشيعة منهم معتدل وغال، فالمعتدلون فسقوا الصحابة رضي الله عنهم والغالون كفروهم - عياذاً بالله - ولم يستثن الشيعة من ذلك سوى عدد يزيد قليلاً على أصابع اليدين.

        على أن الشيعة (
        الرافضة) أضافوا إلى إنكارهم السنة - على الوضع الذي ذكرناه - إضافة جديدة جعل جرمهم في هذا الباب مضاعفاً، ذلك أنهم لم يكتفوا بإنكار الحديث ورفض السنة، وإنما لجأوا إلى وَضع ما أسموه أحاديث، ونسبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم

        فألَّفوا كلاماً على هيئة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في تعظيم أئمتهم، وتأكيد نحلتهم، وتأصيل معتقدهم، وأيضاً في ذم مخالفيهم وعقائدهم.

        وقد كان لهذه الأحاديث المزعومة الموضوعة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دور أصيل في حجية التشريع وأصول الدين عندهم.

        لاحول ولاقوة إلا بالله

        تعليق


        • #19

          أما
          الخوارج فقد طعنوا في الصحابة رضوان الله عليهم بعد واقعة التحكيم الشهيرة أثناء الحرب بين علي ومعاوية رضي الله عنهما

          فمن الخوارج مَنْ فَسَّقهم، وهم قلة لا تذكر، والأكثرون من طوائف الخوارج كفروا الصحابة عياذاً بالله

          بل منهم من جعلهم كالمشركين في الحرب والسبي وعدم قبول الجزية.

          إلى آخر تلك الآراء التي تدل على انحراف حاد عن جادة الإسلام، وقد دفع بهم إنكار السنة والرغبة الملحة عندهم في مخالفة جماعة المسلمين إلى العدوة القصوى بعيداً عن الإسلام، فافتروا على الله ورسوله وجماعة المسلمين، وتباروا في تكفير الأمة بأنواع من الكفر،

          فجمهرتهم يرون أن دار مخالفيهم دار حرب، يقتل فيها النساء والأطفال وأن جميع المسلمين كفار مثل كفار العرب، لا يقبل منهم إلا الإسلام أو القتل.

          أما في الأحكام :
          فقد أنكروا الرجم في الزاني المحصن لأنه ليس في القرآن، وأقاموا حد السرقة ولم يلتزموا ما ورد في السنة وإجماع الأمة بالحرز في السرقة ونصابها وكذلك قطع اليد من الرسغ، كما استحلوا كفر الأمانة التي أمر الله تعالى بأدائها وزعموا أن المسلمين مشركون يحل أكل أماناتهم،

          وأجاز فريق منهم -
          الميمونية - نكاح بنت البنت، وبنت الابن، لأن القرآن لم يذكرهن ضمن المحرمات.

          إلى غير ذلك من أنواع الضلال والزيغ الذي وقعوا فيه في أصول الدين،

          وفي أحكام الشريعة بسبب أنهم رفضوا السنة النبوية المطهرة، وزعموا أنهم يأخذون أحكامهم وقضايا دينهم عن القرآن،

          وما علموا أنهم نابذوا القرآن ونبذوه يوم نبذوا السنة واتخذوها ظهرياً،

          يقول عبد القاهر البغدادي عن
          الخوارج :
          "أنكروا حجية الإجماع والسنن الشرعية، وأنه لا حجة في شيء من أحكام الشريعة إلا من القرآن، ولذلك أنكروا الرجم والمسح على الخفين لأنهما ليسا في القرآن، وقطعوا يد السارق في القليل والكثير لأن الأمر بالقطع في القرآن مطلق، ولم يقبلوا الرواية في نصاب القطع ولا الرواية في اعتبار الحرز فيه "

          (
          أصول الدين: 19، الفرق بين الفرق، مقالات الإسلاميين، الملل والنحل) .
          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق


          • #20

            فهؤلاء وأولئك - الخوارج والشيعة - رفضوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعنهم في الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين

            ومن المعلوم أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما وصلت إلينا من خلال الصحابة رضوان الله عليهم - بل إن الدين كله وصل إلينا من خلالهم،

            فهم الطبقة المعاصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم زمانا، المطلعة على أحواله قولاً وفعلاً، الحريصة على أن تحفظ عنه كل حركة وسكنة، وأن تنقل عنه كل لفظة وسكتة، الأمينة في وصف أحواله صلى الله عليه وسلم صغيرها وكبيرها،

            والصحابة - رضوان الله عليهم هم الذين نقلوا إلينا أحوال النبي صلى الله عليه وسلم كافة لم يخرموا منها شيئاً،

            حتى صرنا بفضلهم جزاهم الله عن الأمة خيرا كأننا نعايشه في أحواله صلى الله عليه وسلم كافة، ونعاين هيئاته كافة،

            فهم - رضوان الله عليهم- هم الذين نقلوا إلينا الدين كاملاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تلقاه عن ربه وحيا في القرآن أو في السنة،

            فإذا جاء من الطوائف والفرق من يرفض الأخذ عنهم مستنداً إلى ما يزعمه من أنهم ليسوا عدولاً، فعن من يأخذ دينه، وأنى له أن يعرف شرائع الإسلام؟

            ومن أين سيأخذ أحكام الدين في الصلاة وهيئاتها، والزكاة ومقاديرها، والصيام وأحكامه، والحج ومناسكه ؟

            ثم من أين له أن يعرف ما يحل وما يحرم، ومايأخذ أو يدع في شؤون الحياة جميعها، ثم أين نجد كل هذا في القرآن المجيد؟

            وأين يجده هؤلاء الذين يزعمون أنهم يكتفون بالقرآن وحده دون السنة النبوية المشرفة؟

            إن رفضهم السنة النبوية كان له الأثر الذي أشرنا إلى بعضه من خروجهم على الدين وابتداعهم فيه ما ليس منه، واعتناقهم عقائد، ومزاولتهم شرائع لا تمت إلى الإسلام،
            بل تناقض الإسلام وتعارضه، وقد انتهى بهم الأمر إلى أن نقضوا عرى الإسلام، وكفروا الأمة المسلمة، وما كفرت الأمة ولكن الظالمين كفروا، يهدمون الدين بحجة الحرص عليه، ويكفرون بالقرآن وهم يزعمون الاستمساك به والاعتماد عليه،

            فأين منهم آياته البينات التي تأمر بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم والأخذ عنه والائتمار بأمره والانتهاء بنهيه؟

            بل أين منهم آياته البينات التي تنص على أنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، وأن سنته وحي من عند الله تعالى

            وأين من هؤلاء الذين يخالفون عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى محذراً إياهم ومن على شاكلتهم:

            {
            فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (النور:64) .


            لاحول ولاقوة إلا بالله

            تعليق


            • #21

              هكذا بدأت مسيرة إنكار سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والشغب عليها ورفض اعتبارها مصدراً تشريعياً كالقرآن،

              والخروج على طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدأت مسيرة الضلال هذه على أيدي الخوارج والشيعة (الرافضة) ،

              ثم تلقفها منهم وسار على ضلالهم طوائف من المتكلمين وأشهرهم في هذا الباب المعتزلة،

              ثم استمرت مسيرة الضلال يسلمها ضال إلى ضال، ويأخذها ضال عن ضال، وقد افترقوا في ضلالهم إلى مذاهب وطوائف،

              فطائفة تنكر السنة النبوية المطهرة بجملتها، ما كان منها قولاً، وما كان عملاً،ما كان تقريراً، ويعدون أقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله مثل أقوال الناس وأفعالهم لا صلة لها بالدين من قريب أو من بعيد.

              وطائفة تأخذ من السنة بما كان عملاً وتطرح ما كان قولاً، دون تمييز أو سند من شرع أو عقل يسوغ هذه التفرقة، فإن صاحب العمل هو نفسه صاحب القول - صلى الله عليه وسلم.

              وطائفة ثالثة هي أقل الطوائف جرماً في هذا الباب، ولكنها أعمها وأطمها وأكثرها عدداً، وما ذهبت إليه أعظم شيوعاً وذيوعاً، ذلكم الذين يقولون لا نأخذ من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بما تواتر قولاً وعملاً، أما خبر الواحد فلا يأخذون به ولا يعتبرونه، ومن هؤلاء من يرفضه جملة، ومنهم من يرفضه في العقائد.

              وقد ظلت مسيرة الضلال هذه تنتقل عبر التاريخ بطوائفها المختلفة وعلى مستوى الأمة المسلمة شرقاً وغرباً،

              حتى كانت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين

              حيث نبتت نابتة سوء بين المسلمين في بلاد الهند،
              وذلك بنشأة ما سمي بطائفة " القرآنيون "

              تلك الطائفة التي زعمت الاعتماد على القرآن وحده، وطرح السنة النبوية المطهرة، وأخذت تدعو إلى نحلتها بهمة ونشاط تحت رعاية الاستعمار الإنجليزي،

              ثم انتقلت من الهند إلى باكستان - بعد التقسيم - تحت مسمى "البرويزيين"

              وسوف نبين بشيء من التفصيل تاريخ نشأتهم وأهم رؤسائهم على الصفحات التالية - بحول الله تعالى.


              لاحول ولاقوة إلا بالله

              تعليق


              • #22

                التعريف بطائفة القرآنيين، وعوامل نشأتهم


                وضع الإنجليز أيديهم على شبه القارة الهندية، ودانت لهم طوائفها وفرقها من الهندوس والبوذيين والجينيين وغيرهم ممن يدينون بغير الإسلام.

                أما المسلمون الذين كانوا يمثلون قلة في الهند فلم يسلس قيادهم للإنجليز المستعمرين، ولم يهادنوهم يوماً، وذلك انطلاقاً من الإسلام الذي يمنع المسلم من الخضوع والإذعان لحاكم غير مسلم يلي أمر المسلمين بالقوة والجبروت.

                لذلك كان المسلمون بالهند يمثلون للإنجليز المستعمرين قلقاً وإزعاجاً بل يمثلون خطورة على سلطتهم وبقائهم في تلك البلاد، وكان المسلمون لا يفتأون يلبون داعي الجهاد ضد الإنجليز، ويقومون بالثورات العديدة التي كان أشهرها ثورة مايو من عام سبعة وخمسين وثمانمائة وألف للميلاد.

                وقد كان الإنجليز بالمقابل يمقتون المسلمين فوق مقتهم الطوائف الأخرى، وقد كانوا يدبرون المؤامرات والمكايد ضد الإسلام والمسلمين في تلك البقاع، ورغم خطط ومؤامرات الإنجليز الكثيرة ضد المسلمين، إلا أنهم تميزوا بخطة معينة أحكموها وبرعوا فيها، وقد حققت لهم أغراضهم وأهدافهم من تفريق صفوف المسلمين، وإضعاف شوكتهم، وبث النزاع بين طوائفهم.

                وكانت خطتهم تلك تقوم على أن يستقطبوا أشخاصاً من المسلمين، يرون فيهم قبولاً لبيع دينهم وأمتهم مقابل السلطة والمال، فيجندونهم للعمل ضد الإسلام والمسلمين، وكانت خطتهم التي يرسمونها لعملائهم واحدة، حيث يبدأ هؤلاء العملاء بالتظاهر بالإسلام، والحرص عليه، والدعوة إليه، والكتابة فيه، حتى إذ اشتهر أمرهم، والتف الناس حولهم.

                بدؤوا ينفذون خطة الإنجليز، التي رسموها لهم، وبدؤوا ببذر بذور الشك في عقيدة الإسلام، ثم في شريعته، ثم - وتحت دعواهم الحرص على الإسلام - يبثون سمومهم،

                فمنهم من يدعي النبوة مثل:" ميرزا غلام أحمد القادياني "

                ومنهم من يدعي حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخلع على النبي بهذه الحجة بعض صفات الله سبحانه، وذلك مثل "أحمد رضا خان"

                ومنهم من يدعي أنه مجدد القرن مثل: " أحمد خان " الذي أخلص للإنجليز إلى حد أن باع دينه، وضحى بأمته في مقابل ولائه المطلق للإنجليز.


                لاحول ولاقوة إلا بالله

                تعليق


                • #23

                  سير أحمد خان

                  وتاريخ منكري السنة في شبه القارة الهندية في العصر الحديث يبدأ بهذا الرجل: "
                  سير أحمد خان" أو "السيد أحمد خان"

                  بل إن تاريخ الكثير من صور الخيانة للإسلام والمسلمين، وابتداع الآراء الشاذة المخالفة لما عليه القرآن والسنة وإجماع الأمة، مما كان سبباً في تفريق الأمة،

                  وتشتيت جهودها ضد الإنجليز أعداء الإسلام، يرجع إلى هذا الرجل "السيد أحمد خان"

                  فقد كان هذا الرجل مكثراً من الكتابة والتأليف، وكان من تأليفه ما أسماه تفسيراً للقرآن وقد نهج في تفسيره نهجا يخالف القرآن نفسه والسنة وإجماع الأمة، ويخالف المنهج العلمي في أبسط صوره.

                  حيث اعتمد في تفسيره القرآن على عقله وهواه الذي يتحكم في عقله، وجاء بسبب ذلك بآراء خالف بها مُسَلَّمات الدين، وعقائده وشرائعه، وبذلك خرج على إجماع الأمة، بل اعتمد في تفسيره أسلوباً خالف فيه أساليب اللغة التي نزل بها القرآن، ولم يعبأ بدلالات الألفاظ، بل أخضع كل ذلك لهواه وأغراضه من إفساد الدين، وإبطال الشرع،

                  ومن ذلك أنه أنكر الغيب ومنه الملائكة والجن والشياطين، وفي سبيل إنكارها تأول الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر الملائكة والجن والشياطين،

                  فأوَّل الملائكة بأنها عناصر الطبيعة وقواها من ريح ومطر وبراكين.

                  وأوَّل الجن بأنهم سكان الغابات والصحاري والذين يزاولون أنشطتهم في ظلام الليل فلا يراهم أحد، كما أول الشياطين بأن المراد بها شهوات النفس وأهواؤها،

                  وكان اعتماده هذا المنهج الذي يخالف أساليب اللغة العربية ودلالات ألفاظها قائماً على أساس جرم آخر ارتكبه في حق الدين، وهو زعمه أن القرآن العظيم لم ينزل على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بألفاظه ومعانيه،

                  بل إنه نزل بالمعنى فقط، بمعنى أن الله - تعالى - قذف بمعاني القرآن في قلب محمد صلى الله عليه وسلم - ثم صاغها محمد صلى الله عليه وسلم في ألفاظ من عنده، وبذلك جعل القرآن مثل السنة، في أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ألهم معناه فقط،
                  ثم صاغه هو بألفاظ من عنده.

                  وهذا - وغيره - مما وقع فيه "أحمد خان" تسبب في ثورة العلماء ضده، وفي رميهم إياه بالكفر، فكان هذا - من جانب آخر - سببا في انفلات أمره، وانطلاقه في غواياته وضلالاته إلى المنتهى الذي وصل إليه.


                  لاحول ولاقوة إلا بالله

                  تعليق


                  • #24

                    أما فيما يتعلق بالسنة النبوية

                    فقد وضع الرجل الأساس للذين أتوا من بعده في إنكار السنة النبوية المطهرة، والشغب عليها، والزعم بأن القرآن كاف، والطعن في أنها من وضع رواتها إلى غير ذلك.

                    ونستطيع أن نوجز أهم الآراء التي جاء بها الرجل بالنسبة للسنة النبوية المطهرة فيما يلي:

                    1- أَوَّلَ كل ما جاء فيها عن الجن والملائكة والشياطين، وعن الجنة والنار، بتأويلات أدت إلى إنكارها جملة على ما قد أشرنا إليه عند حديثنا عن تفسيره القرآن الكريم.

                    2- ادعى أن السنة النبوية لم تدون لأمد طويل، ظلت ذلك الأمد حبيسة الصدور، مما هيأ الأمر للزيادة عليها والنقص منها وتغيير محتواها، ووضع الكثير منها، ونسبة الكل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما أفقد الثقة في جميعها، وجعل الشك يشملها كلها.

                    3- بناء على الأمر السابق، فقد جعل الرجل كل ما وردت به السنة النبوية المطهرة من أوامر ونواه، وأخبار وأحكام، جعل كل ذلك أموراً استنباطية من علماء الحديث وشراح السنة وفقهاء المذاهب، ومن ثم لا يلزم المسلم الأخذ بها، أو الالتزام بما فيها، وذلك لأمرين :

                    الأول: الشك في نسبة الأحاديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لطول الفترة التي تركت فيها بلا تدوين - كما بينا قبلا،

                    والثاني: لاحتمال ألا يكون العلماء قد فهموا مقصود النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأحاديث، فيكونون قد بنوا أحكامهم على فهم خاطئ فجاءت الأحكام خاطئة.

                    4- وضع الرجل مقاييس من عنده لبيان الحديث الذي يؤخذ به ويعتمد، وقد توخى أن تكون تلك المقاييس مبطلة للسنة في جملتها، فلا تكاد تلك المقاييس المتعنتة تنطبق على حديث واحد أو بضعة أحاديث، هذا إذا صدقت النية في تطبيقها، أما إذا أخذنا في الاعتبار تكلفهم وتعنتهم في التأويل والخروج على مقتضيات اللغة، فإن مقاييس الرجل تزري بالسنة جميعها،

                    وهذه المقاييس:
                    أ- أن يكون الحديث المروي هو قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجزم واليقين.
                    وهذا المقياس دون إقناعهم به خرط القتاد، حيث إنهم يطعنون في المتواتر، فما بالنا بغيره؟

                    ب- أن تكون هناك شهادة تثبت أن الكلمات التي أتى بها الراوي هي عين الكلمات التي نطقها النبي فعلاً.

                    ج- ألا يكون لألفاظ الحديث التي أتى بها الرواة معان سوى ما أتى به شراح الحديث، وبنى عليه الفقهاء أحكامهم.

                    وهذا الآخر من أعظم معاول الهدم للسنة النبوية المشرفة، حيث إنه ما من لفظ من ألفاظ اللغة العربية إلا وله عندهم معان وتأويلات لا تكاد تحصى،
                    ولا يحكمها ويوجهها إلا هواهم الضال وأغراضهم الخبيثة.

                    لاحول ولاقوة إلا بالله

                    تعليق


                    • #25

                      عبد الله جكرالوي:

                      نسبة إلى بلدة (جكرالة) التي ولد بها، وهي إحدى قرى إقليم "البنجاب" بباكستان حالياً، وعاصمته "لاهور".

                      ظل عبد الله جكرالوي على اشتغاله بالحديث حتى اصطدم ببعض مشكلات من متشابه الحديث الشريف، فخرج على الناس بعقيدته الجديدة التي أعلن عن شعارها بمقولته الشهيرة "هذا القرآن هو وحده الموحى به من عند الله تعالى - إلى محمد صلى الله عليه وسلم أما ما عداه من السنة فليس بوحي"

                      ثم شرع في تحقيق مذهبه الجديد وشرحه، والدعوة إليه، ومحاولة اكتساب الأنصار له.

                      بدأ عبد الله جكرالوي حركته ضد الإسلام فأنكر السنة النبوية جميعها،

                      وألّف جماعة سماها "أهل الذكر والقرآن" وكان هو رئيس هذه الجماعة،

                      ونشط بشكل مكثف بالدعوة إلى نحلته الضالة التي تقوم على نبذ السنة النبوية، والزعم بأن القرآن كافٍ في قضايا الدين وأحكام الشريعة،

                      وألّف في ذلك الكتب الكثيرة، وكان مقر دعوته مدينة "لاهور" وهي في ذلك الوقت - بل في كل وقت - حاضرة العلم والعلماء.

                      لاحول ولاقوة إلا بالله

                      تعليق


                      • #26
                        جزاك الله خير أخي ابا سلطان على هذا الطرح
                        وبارك الله في جهودكم وسدد قلمك

                        جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم
                        " ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته، فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه، وما وجدنا فيه حراما حرمناه، وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله"

                        كم نحن بحاجة إلى كشف شبهات مثل هذه الطائفة وما يتشبثون به من أباطيل حتى لا يغتر بهم أحد
                        وخصوصا وأنهم يسمون أنفسهم بالقرآنيين
                        فلو كانوا قرآنيين حقا ماوسعهم أن يتشبثوا بباطلهم ويحيدوا عن الصراط المستقيم
                        فلو كانوا قرآنيين لما تعاموا عن الآيات التي توجب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم
                        والله المستعان

                        كفانا الله شرهم وأعان الجميع على نصرة الدين وكشف زيف المبطلين ..

                        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                        تعليق


                        • #27

                          أحمد الدِّين الأَمْرِتْسِرِي


                          هو الخاجة أحمد الدين بن خاجة ميان محمد بن محمد إبراهيم الأمر تسري. نسبة إلى مدينة "أمرتسر" التي ولد بها

                          كان للخاجة أحمد الدين صلة وثيقة بأفكار القرآنيين - منكري السنة - السابقين عليه، حيث قرأ لهم، واتصل بمن كان حياً منهم، وأخذ عنهم وتأثر بهم إلى حد أن السابقين عليه هم الذين وضعوا له نهج حياته ووجهوا أفكاره.

                          فقد أخذ عن "السيد أحمد خان" إنكار السنة، واتصل بعبد الله جكرالوي عبر زيارات متوالية، وأخذ عنه أفكاره، وكان أشد مكراً من عبد الله، حيث كان ينصحه بعدم التصريح بإنكاره للسنة، واختراع الفرائض والعبادات التي لا يعرفها المسلمون زاعماً أنه استقاها من القرآن، كذلك كانت له صلة بمحمد إقبال، وكان كثير الاجتماع به، والمباحثة معه، مما ألقى ظلالاً على محمد إقبال توهم تأثر إقبال بفكر القرآنيين، وأنه مال معهم إلى إنكار السنة.

                          كذلك كانت له صلة بميرزا غلام أحمد القادياني مؤسس الديانة القاديانية، ومن المأثور أنه لم يكن يشدد النكير على القادياني ولا غيره، بل كان يحضر له دروسه ولغيره ممن يخالفونه الفكر والعقيدة.



                          بدأ الخاجة أحمد الدين نشاطه بالتدريس والكتابة، وكان يتسم باللين والهدوء، مما جعل الكثيرين يقبلون على سماعه وحضور درسه، ثم دعا إلى تأسيس جماعته الخاصة وسماها: "أمة مسلمة" ثم أنشأ مجلة تتكلم باسم الجماعة وتنشر أفكارها وآراءها،

                          مما جعل الكثيرين ينضمون لجماعته متأثرين بأسلوبه الهادئ، وبخاصة أنه لم يكن يصرح بما يصدم المسلم، بل كان يميل إلى التورية وعدم المواجهة، إضافة إلى لينه وهدوء أسلوبه، وقدرته على الإقناع. مما كان له الأثر في انضمام فئات المثقفين من أساتذة الجامعات والمدرسين والقضاة وغيرهم إلى جماعته، وحماستهم لنشر أفكاره بالكتابة والتأليف والنشر، كل هذه العوامل جعلت المناخ مواتياً لنشر أفكار "خاجة أحمد الدين" وكثرة أتباعه.


                          لاحول ولاقوة إلا بالله

                          تعليق


                          • #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة صباحو مشاهدة المشاركة
                            جزاك الله خير أخي ابا سلطان على هذا الطرح وبارك الله في جهودكم وسدد قلمك كم نحن بحاجة إلى كشف شبهات مثل هذه الطائفة وما يتشبثون به من أباطيل حتى لا يغتر بهم أحد وخصوصا وأنهم يسمون أنفسهم بالقرآنيين فلو كانوا قرآنيين حقا ماوسعهم أن يتشبثوا بباطلهم ويحيدوا عن الصراط المستقيم فلو كانوا قرآنيين لما تعاموا عن الآيات التي توجب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والله المستعان كفانا الله شرهم وأعان الجميع على نصرة الدين وكشف زيف المبطلين ..
                            اللهم آمين وإياكم استاذنا العزيز صباحو فعلاً والله يا أخي لو كانوا قرآنيين حقاً مارفضوا أتّباع سنة نبيه عليه الصلاة والسلام والله الغالب على أمره بارك الله في حضوركم ودعواتكم الطيبة
                            لاحول ولاقوة إلا بالله

                            تعليق


                            • #29


                              غلام أحمد برويز

                              هو غلام أحمد برويز بن فضل دين بن رحيم بخش. ولد بالجانب الهندي من إقليم البنجاب.

                              صلته بعقائد القرآنيين:


                              كان اتصال غلام أحمد برويز بعقيدة القرآنيين في البداية عن طريق القراءة لآرائهم وأفكارهم التي كانت حديث المثقفين وقتذاك يؤيدها القلة ويعارضها الكثرة، ومن في مثل ذكاء "برويز" ونشاطه ما كان يخفى عليه نشاط هذه الحركة وآراؤها، وما كانت تمر عليه هذه الأفكار دون أن تشغله وتؤثر فيه إن سلباً أو إيجاباً. لكن تركه الأمة المسلمة وانقلابه إلى تلك الشرذمة الشاذة عن الإسلام جاء تحت واقعة محددة، لعلها هي القشة التي قصمت ظهر البعير.

                              وهو يحدث عن ذلك فيقول:

                              "ذات يوم كنت أطالع التفسير
                              فمررت بقوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً} (الأحزاب:69) ، وقد ذكر القرآن تفصيل هذا الإيذاء من عناد بني إسرائيل لموسى عليه السلام وطلبهم ما لا يحتاجون إليه. غير أني وجدت في تفسير هذه الآية حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري والترمذي من اتهام بني إسرائيل موسى بالبرص، وفرار الحجر بثيابه، وضرب موسى الحجر بعصاه، فارتعدت فرائصي، واستغرقني التفكير، وتوالت عليَّ الشبهات واحدة تلو الأخرى" .



                              وهكذا كانت اللحظة التي لابد أن برويز فكر فيها كثيراً.



                              أما إعلانه عن انقلابه إلى فكر القرآنيين- منكري السنة، فقد جاء على هيئة خطب منبرية ودروس داخل المساجد في بداية الأمر، ثم تولت مجلته "طلوع إسلام" نشر أفكاره بعد ذلك،


                              ثم توسعت أفكاره شيوعاً عبر مقالاته ومؤلفاته الكثيرة، ومن خلال نوادي حركته التي أنشأها لتضم أتباعه في إنكار السنة،

                              وسماها: نوادي طلوع إسلام، نسبة إلى مجلته تلك.


                              آراؤه وموقف العلماء منه:


                              كان لغلام أحمد برويز من الآراء ما يتفق مع الهدف العام لحركة القرآنيين الذي يقوم على تخريب الإسلام وهدم أركانه، وذلك بتنحية السنة النبوية عن التشريع الإسلامي. وقد كانت حركة السابقين عليه من القرآنيين تقوم على اعتبار أن القرآن قد شمل الدين بكلياته وجزئياته، وكل مجمل

                              ومفصل، وقد وضعوا بذلك أساس دينهم القائم على أن القرآن كافٍ وحده.

                              أما "برويز" فقد خطط كي يضمن السياسة والسياسيين إلى جانبه، وكي ينال تأييد أصحاب الحكم والسلطان بباكستان. ومن ثم فقد وضع لهم مكانا متميزا في آرائه. وكانت آراؤه تلك تقوم على أن القرآن قد شمل كليات الدين ومجمله،


                              وأما التفاصيل فهي متروكة لولىّ الأمر الذي يتولى سدة الحكم في بلده، فهو الذي يتولى بيان المجمل، وتفاصيل التشريع، ومن سلطته التحليل والتحريم حسب ما يراه ملائماً للظروف القائمة.

                              وقد كان هذا النهج مرضيا تماماً للحكام والمسؤولين، حيث أضفوا على برويز وجماعته حمايتهم، ومنحوه تأييدهم، ومكنوا له، حيث استطاع نشر ضلالاته على نطاق واسع، وصار للبرويزيين وجود محسوس على الساحة الباكستانية وغيرها من بلاد الهند وبعض البلاد الأوربية التي يهاجر إليها الباكستانيون للعمل أو الدراسة.

                              لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق


                              • #30

                                طوائف القرآنيين في الوقت الحاضر



                                بينا فيما سبق أشهر زعماء القرآنيين - منكري السنة النبوية المطهرة -، وقد ذهب هؤلاء وبقيت دعواتهم على هيئة فرق وطوائف تكونت على أساس من هذه الدعوات.

                                وقد فعل الزمان والظروف فعلها في هذه الحركات، حيث تلاقحت الأفكار والمناهج، فتأثر هذا بذاك، واختلط بعض ببعض، وكان من ذلك بضعة طوائف ما تزال تتحرك على الساحة الإسلامية بباكستان والهند، وبعض البلاد الأوربية - وبخاصة انجلترا - التي يصل إليها صدى هذه الحركات عبر الذين يذهبون إلى هناك للدراسة أو العمل، وكثير من هؤلاء تجنس بالجنسية البريطانية واستقر هناك.

                                وسوف نشير إلى أشهر الطوائف التي ما تزال على الساحة، ولها تأثيرها:


                                أولاً: أمت مسلم أهل الذكر والقرآن ( أي : الأمة المسلمة أهل الذكر والقرآن)

                                هذه الطائفة تضم أتباع "عبد الله جكرالوى" الذي أسس حركته تحت اسم: "
                                أمة مسلمة".

                                وهذه الطائفة التي تمثل فكر "جكرالوي" و "الأمر تسرى" أخذها الضعف والوهن - بفضل الله سبحانه - وأضحى نشاطها محدوداً ومقصوراً على أعضائها القليلين نسبيا.

                                ولهذه الطائفة "معابد" يتعبدون فيها على طريقتهم الكافرة التي لا يعرفها دين الله، ويسمون معابدهم هذه: "مساجد" إصراراً منهم على أنهم من المسلمين، بل على أنهم هم المسلمون. ومعابدهم هذه توجد في بعض المدن الباكستانية، والمعبد منها

                                لا يزيد على حجم الحجرة الواسعة، وهم يؤدون فيها صلاة الجمعة،

                                وثلاث صلوات في كل يوم حسب عقيدتهم،

                                وكل صلاة ركعتان،

                                وفي كل ركعة سجدة واحدة،

                                وهم لا يرفعون من الركوع، بل ينزلون منه إلى السجود مباشرة.


                                وخطر هذه الطائفة قليل نسبياً، كما أن الكثيرين من أتباعها قد انضموا إلى حركات أخرى مثل حركة: "طلوع إسلام".



                                لاحول ولاقوة إلا بالله

                                تعليق

                                يعمل...
                                X