إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إذا خطفتك الشُبهات .. فأنت السبب !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إذا خطفتك الشُبهات .. فأنت السبب !!


    بسم الله الرحمن الرحيم



    إذا كنت تعيش مطمئنا ثم دخلت مواطن الشبهات , قبل أن تتسلح بسلاح العلم , فغرقت ببحر الشبهات , فلا تلم أحدا فأنت السبب !

    لأنك دخلت معركة دون أن تتسلح بالعلم , و إذا كنت عالما بما تحاور ثم دخلت في حوار مع ثعلب بري ولم تكن نبيها فأنت السبب في دخول الشبهة لغيرك , لأن البديهي المعروف عندك قد يكون لغيرك أمر جديد .



    أخي المسلم أختي المسلمة

    إن القلب ليعتصر ألما على الكثير من الغيورين , الذين تصدوا لرد الشبهات قبل أن يتعلموا العلم السليم المتكامل فيما يناقشوا به غيرهم في الشبهات

    ويعتصر ألما عندما يرى من خرج لقتال غيره وحصنه مهدد من الداخل , يعتصر ألما على من يبحث عن الشبهات والرد عليها ولا يبحث عن العلم النافع .
    لماذا ؟؟؟ لأنه اتعب نفسه , فالقلب ينقلب , الشبهات خاطفة , والعلم اضمحل

    من هنا تكمن الفتنة , فتنة أساسها ان البيوت دخلها كل شيء ,دخلها الغث والسمين , دخلها الأهواء والاغراء , دخلها ما لا نرد ان يدخلها ,في عصر انتشرت فيه وسائل الإتصال , ودخلت وسائل نقل المعلومات كل بيت , وزالت الحواجز بين البلاد , وأصبحت البيوت تدخلوها أي معلومة دون رقيب ,و اختلط على الناس الكثير من أمور دينهم , حتى أصبحت الشبه تدخل قلوبهم أكثر مما يدخل عليهم من علم نافع من مصدر موثوق

    انتشرت الشبهات في كل مكان , فأصبحت تدخل البيوت من غير أبوابها , حتى أصبحت الشبهة تُعرف أكثر من العلم النافع الذي يجب على المسلم تعلمه

    فتجده يعرف الشبهات أكثر من معرفته سنن الصلاة وأحكام الصيام , وهذه المشكلة التي عمت بيوت المسلمين ,وانتشرت من الشبكة العنكبوتية خصوصا وفي وسائل الاعلام عموما , وأصبحت مما يخاض بها بشكل يومي , سواء ممن له علم ليرد الشبهة , أم ممن له حمية وقليل من العلم ,أو ممن يخوض بكل شيء دون علم ويستقر حيث يستقر الهوى



    فهذا كي يرد الشبهة ينكر حديثا صحيحا لعدم فهمه الحديث

    أو لظنه انه يخالف القرآن أو العقل

    وهذا يرد بما يخالف الشريعة

    ولو راجع كلام أهل العلم لما احتاج الى ذلك كله .

    وآخر يقف محتار لا يعرف الأمر بصورة صحيحة ,فتعلق الشبهة ولا تزال بالبحث والمعرفة والسؤال .


    ومنهم من يرد الشبهات بإتباع الأسلوب الصحيح بسؤال أهل العلم والإختصاص , أو التعرف على أقوال أهل العلم ,والرد بما آتاه الله من علم بطريقة صحيحة .


    إلا أن الأمر الأهم من ذلك كله التعرف على أصل حدوث الشبهة , أو طريقة اشتباه الأمر على القاريء أوالسامع أو المستشكل , ومن بعد ذلك الطريقة الصحيحة لعلاج الشبهة وإزالتها من أصولها .

    -يُتبع-

    لاحول ولاقوة إلا بالله

  • #2
    أساس الشبهة وعلاجها :
    الشبهة أصلها من التشابه فاذا لبس عليك بين أمرين فإن الأمر اشتبه عليك .

    و
    سبب الشبهة دائما : جهل بالأمر وعدم الإحاطة به - أو تلبيس من الخصم أو كذب منه




    وعلاجها : فهم الأمر والإحاطة به

    وطريقتها : البحث والسؤال لأهل الإختصاص




    وهذا ما لا يحصل عليه كسلان ولا خجلان , وانما همام شجاع في طلب العلم جبان في الفواحش,




    فالعلم سلاح المؤمن ضد كل الشبهات




    شبهات الملحدين وأهل الكتاب وأهل البدع , لا يغرنك التسمية فالقلوب تشابهت وإن تناكرت الصور والأسماء , كيف لا وهم يذيعون على موجه واحدة اسمها الهوى, وعلى خلق واحد وهو الكبر.



    اذا كان هذا منبع الداء , وكانت هذه صفة المروجين له ,فانه لا يدخل القلوب مثل هذا الداء الا عند الجهل بالمسألة ,

    وان كان الجهل هو الداء ,فان دواء الجهل هو العلم ,




    قال الله عز وجل ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (43) - سورة النحل



    فالسؤال يحقق المعرفة الصحيحة التي توصل صاحبها إلى الإطمئنان في المسألة وعدم الإلتباس فيها إن كان الجواب كاملا وصحيحا




    فالعلم والتعلم هو سبيل زوال الشبهة التي أساسها جهل بالمسألة والجهل لا يزوال إلا بالسؤال والتعلم ,


    فلما كانت الشبهة من نواتج الجهل كان العلم هو ما يزيل الجهل وبزوال الجهل بالمسألة تزول الشبه فيها .

    فاذا طلبت العلم فاحرص على آدابه ووسائل تحصيله

    فالعلم لا يتم لمستحي عنه أو لمتكبر عليه
    بل لهمام في الطلب , متواضع للعلم , منصت بسمعه , واعيا بقلبه ,
    لا يستحي من أن يسأل,


    ولكن يستحيي أن يكون ممن يجهل فيما لا يجب أن يجهل .

    ومهما تعلمت فالعلم أوسع من أن يحيطه قلب رجل , بل إنه ينهل منه من اللحد إلى الكفن , وكلما تعلم علم أن ما يجهله أكثر مما يعلمه , لأن العلم بحر لا يدرك الإنسان بره, لأن عمره أقصر من أن يبلغه .



    ومهما تعلمت فلا تترك طلب العلم

    وتذكر أن نبي الله موسى عليه السلام اتبع الرجل الصالح ليتعلم منه ,


    فلست بمنزلة أفضل منه ولا بمنزلة مساوية له , فأنت أولى بطلب العلم والسؤال .

    وتحصيل العلم الشرعي لا يعني أن يتصدى الإنسان مباشرة للشبهة
    - فهذا خطأ خطير


    بل يجب الإحاطة بالمسألة من جوانبها ,


    لأن هذا العلم دين , لا يجتهد فيه بغير مواطن الاجتهاد ,


    ولا يتعبد فيه إلا بما شرع الله ,

    ولا يقال فيه إلا ما قال الله عز وجل


    فإذا أحاط المسلم بالمسألة ودرسها بشكل جيد لما كانت تلك شبهة له , بل سيجدها جهلا عند السائل , أو تلبس عليه , أو تلبيس منه



    وعدم الإحاطة بشكل جيد بالمسألة يجعل الشبهة تتغلغل في القلوب , لضعف الرد أو لعدم إزالة الشبهة بشكل كامل ,

    وهذا ما يحدث كثيرا في المنتديات الحوارية

    بعض الشباب يتصدى للشبهات قبل أن يتعلم المسألة فيشتبه عليه الباطل بالحق ولا يميز فتنكت شبهة هنا وشبهة هناك حتى يظلم قلبه من الشبهات




    والذي ينبغي عليه هو ان يحصن نفسه فإذا حصنها ركب جواد العزم وصبر وتخلق بأخلاق المسلمين .

    فلا ينجرف تحت أخلاق أهل البدع والإلحاد فتتغير أخلاقه , فلا يقابلهم السب قذارة الحاقدين , وإنما يزداد حلما كلما ازداد خصمه جهلا , والصفح والعفو أولى الإساءة , ثم الهجران للمكابر خير , من بدالته الجهل والقذى بمثله , والأخذ بيد الغرقى حتى يصلوا لشاطيء النجاة واجب على العالم بالمسألة , فكلنا في مركب واحد ان غرقوا غرقنا , وإن نجونا فبرحمة ربنا



    فرد الشبهات واجب عند وقوعها في القلوب , أو عند نشرها من أهل الأهواء .

    إنه عمل نبيل, ولكنه لا يصلح إلا لمن علم المسألة وأحكمها




    فإنه يضيء الدرب ويزل القذى عن الطريق ليعبره غيره من الناس ,

    فاذا وقعت بشبهة فأمسك نفسك وتعلم أصل الشبهة وأقرأ أقوال العلماء وتفقه بالمسألة وانظر ستجد أنه لا شبهة وإنما علم لم تتعلمه دخل مكانه جهل تعلمته ,



    إياك والركون إلى النفس دون التعلم , فان كثرة الجهل تزيل الطمأنينة




    وتعلم بشكل صحيح , فإن لم تكن تعرف السباحة فلا تسبح في العميق ,




    وإن كنت واثقا من علمك فلا تأمن ان يأتيك ملبّس فيلبس عليك بعض الحقائق.

    لاحول ولاقوة إلا بالله

    تعليق


    • #3

      وعند الرد على الشبهات يجب أن تضع هذه الأمور بالحسبان :

      الشرع والعلم لا يتعارضان - وإنما يختلف فهم الناس



      فأي مسألة من هذا النوع يجب أن تنظر في المتعارض بشقّيه .


      فتنظر إلى المسألة العلمية :


      فإن كانت مجرد نظرية , فإن النظرية تحت النظر حتى تثبت وتبرهن وتصبح حقيقة علمية فلا يجوز أن تجعل النظرية حكما على شيء , بل النظرية بحاجة إلى ما يثبتها ويبرهنها

      فالنظرية لا تصلح للحكم على شيء بالصحة والبطلان , بل هي تابعة للأصل الذي بنيت عليه ( وهو الإحتمال والتوقع والإستدلال الذهني المجرّد )

      فلا يقال أن النظرية تصلح لتحكم على قضية علمية بالصحة أو الخطأ بل قد نعلم حقائق تُفسد النظريات , فإكتشاف الشيفرات الوراثية أبطل نظرية التطور بين المخلوقات مثلا

      فالنظرية هي اسم لحل مُقترح لمُشكل علمي , يبقى تحت الدراسة علميا حتى يثبت عدم صحته .



      أما الشق الآخر وهو الجانب الشرعي:



      فيجب أن نفهم وجه التعارض في الشبهة من الناحية الشرعية , فذلك يكون من التأكد
      من صحة النقل , فيكون النص الشرعي هو نص صحيح , أما إن كان ضعيفا فقد كفانا الله بالصحيح عن الضعيف والموضوع



      وإن كان صحيحا فيجب أن ينظر له في سياق الوحدة الشرعية للآيات والأحاديث - فيُفهم وِفق الكتاب والسُنة وليس على أي فهم مُحتمل

      فمن هنا يكون البحث في الفهم الصحيح للشرع والعلم اليقيني .



      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #4


        العقل والنقل لا يتضادان - إن كان العقل صريحا والنقل صحيحا

        بالنسبة للنقل فقد سبق بيان ذلك :

        حيث البحث في صحة النقل من المصدر وصحة نسبة النص إلى الرسول إن كان حديثا ودقة نقل الآيات

        أما جانب العقل :

        فيجب أن يكون الأمر العقلي صريحا
        ومعنى ذلك أن لا يختلف فيه العقلاء

        لأن بعض من يستشكل عليك أمرا , يضع قاعدة حسب فهمه ثم يقول لك العقل يقول هذا


        ثم يأتي مخالفه بفهم مختلف فيقول لك العقل يقول هذا


        وحقيقة لو كان الأمر كما يزعم لما خولف ذلك عقلا
        - لأن القاعدة العقلية يجب أن تكون قطعية

        وإذا وقع احتمال في الفهم بطل الإستدلال , لأن الاحتمال عكس القطعية


        فلا يجوز جعل فهم لإنسان هو الحكم على الشرع ولا على العلم ولا جعله قاعدة .


        بل القاعدة العقلية يتفق العقلاء على صحتها . وهذا يسمى القطعيات العقلية


        أما افهام الناس وما يقولون : العقل يقول كذا أو كذا فيما ليس قاعدة عقلية , فهذ فهم قد يتغير إذا دقق المرء في المسألة .

        فإذا استشكل عليك بقولهم يخالف العقل , فانظر اي عقل يتكلموا عنه :

        هل هو القواعد العقلية - أم أفهام مختلفة عارض أحدها ؟


        فان كان فهم فانه بحاجة ليثبت فهمه وصحة ما ينسبه للعقل قبل أن يحكم عليه على أي مسألة أخرى سواء أكانت شرعية ام غير ذلك .

        وهذا أهم ما يمكن أن يقع به من يلقي الشبه , أو من يقع بشركهم ,
        وبعد ذلك يجب دائما التأكد من صحة النقل والعزو والأمانة العلمية لمن طرح الشبهة

        لأن الكثير من هؤلاء اما يتعمد قطع النصوص لافتعال شبهة

        ينقل شبهة دون ان يرجع الى صحة ما كتب واضع الشبهة

        وبعد ذلك يبحث في أقوال أهل العلم , فتحصل لك الفائدة من الإحاطة بعلم جديد والتوسع بالمسألة ومعرفة ما يتعلق بها من الناحية الشرعية

        وهذا أمر ضروري , لان أغلب الاستشكالات ستجد أهل العلم تكلموا عنها, وتعرف توجيه أهل العلم لمختلف الأقوال عند تعددها ,
        وأقوال العلماء يرجح بينها بالدليل لا بقائلها , لأن الرجال تعرف بالحق , فاعرف الحق تعرف الرجال

        ولا يوجد معصوم في شرعنا إلا من عصمه الله , وهو الرسول صلى الله عليه وسلم في التبليغ , وما بلغ به صلى الله عليه وسلم هو الكتاب والسنة.



        فلا تتعصب لشخص فالحق أحق أن يتبع , فان اجتمع أهل العلم في المسألة فلا تخالفهم لهواك

        فلأن يد الله مع الجماعة وقد أجار الله نبيه ان تجتمع أمته على باطل .

        لا تلزم قول نفسك بفهم المشتبه في فهم الآيات والآحاديث , بل يجب أن ترجع الى أصل النص وتنظر في الآيات والأحاديث ,وتنظر في المعاني وفق المعاجم العربية المعروفة , ويساعدك في ذلك البحث في أقوال العلماء وشروحهم ,

        فبذلك تختصر الكثير من الجهد .

        وحاول أن تحصر نقطة الشبهة وتحصرها وتعرف سببها , ثم تقدم الشرح الصحيح , والتوجيه الصحيح ,

        وعندها ستزول الشبهة إن شاء الله .





        أصبحت الشبهات أمرا لا بد من الرد عليه لدخولها كل البيوت بوسائل الإتصال كالشبكة العنكبوتية ,

        لذا وجب الرد عليها بطريقة صحيحة , وذلك يوجب على المسلم التفقه في دينه بشكل جيد وتعلم العلم الصحيح الذي يمكنه من الرد على الشبهة , و كي لا يبقى منها شيء في قلبه , وهذه الشبهة إنما نتجية لإلتباس في فهم المشتبه , ولا تزول الشبهة من القلب إلا بعلم يزيل تلك الشبهة من أصلها فلا يبقي لها أثر

        فان كان سبب الشبهة الجهل بالمسألة , فالعلم بجوانبها هو دواء الشبهة , وأن الشرع والعقل والعلم لا يتضاربوا فيما بينهم , ويفهم الشرع من أقوال أهل العلم لا بأهواء من يتتبع الشبه .

        -----------------------

        والله أعلم

        نقلاً عن الأخ مجدي غفر الله له ولوالديه - المحاور بمنتدى التوحيد
        الرابط

        لاحول ولاقوة إلا بالله

        تعليق

        يعمل...
        X