إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معلومات مهمة عن ابرز علماء الامة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معلومات مهمة عن ابرز علماء الامة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني واحبتي في الله اريد ان اشارك الاخوة بالتعريف بابرز علماء الدعوة السلفية في هذا الزمان الذين كان لهم الفضل الكبير بعد الله عز وحل ثم هم في نشر الكتاب والسنة كما فهمه وعمل به رسول الله صل الله عليه وسلم واصحابه عليهم من الله الرضي والرضوان وهم يلف وقدوة هذه الامة واتمنا من الاخوة جمبعا ان يساهمو في تقديم والتعريف بعلمائنا بما تيسر واسال الله العلي القدير التوفيق والسداد .

  • #2
    (1)
    الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ت (1420)

    قال -رحمه الله- مترجما لنفسه:" أنا عبد العزيز بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز، ولدت بمدينة الرياض في ذي الحجة سنة (1330)هـ، وكنت بصيرا في أول الدراسة، ثم أصابني المرض في عيني عام ( 1346) هـ فضعف بصري بسبب ذلك، ثم ذهب بالكلية في مستهل محرم من عام (1350)هـ، والحمد لله على ذلك، وأسأل الله - جل وعلا - أن يعوضني عنه بالبصيرة في الدنيا، والجزاء الحسن في الآخرة، كما وعد بذلك سبحانه على لسان نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم-، كما أسأله سبحانه أن يجعل العاقبة حميدة في الدنيا والآخرة.
    وقد بدأت الدراسة منذ الصغر، وحفظت القرآن الكريم قبل البلوغ، ثم بدأت في تلقي العلوم الشرعية، والعربية على أيدي كثير من علماء الرياض، من أعلامهم:-
    1- الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله -.
    2- الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( قاضي الرياض ) - رحمهم الله -.
    3- الشيخ سعد بن حمد بن عتيق ( قاضي الرياض).
    4- الشيخ حمد بن فارس ( وكيل بيت المال بالرياض).
    5- الشيخ سعد وقاص البخاري ( من علماء مكة المكرمة)، أخذت عنه علم التجويد في عام (1355) هـ.
    6- سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، وقد لازمت حلقاته نحوا من عشر سنوات، وتلقيت عنه جميع العلوم الشرعية ابتداء من سنة ( 1347) هـ إلى سنة ( 1357) هـ، حيث رشحت للقضاء من قبل سماحته.
    جزى الله الجميع أفضل الجزاء وأحسنه، وتغمدهم جميعاً برحمته ورضوانه.


    وقد توليت عدة أعمال هي:
    1- القضاء في منطقة الخرج مدة طويلة استمرت أربعة عشر عاماً وأشهرا وامتدت بين سنتي (1357) هـ إلى عام ( 1371) هـ، وقد كان التعيين في جمادى الآخرة من عام( 1357) هـ، وبقيت إلى نهاية عام ( 1371 ) هـ.
    2- التدريس في المعهد العلمي بالرياض سنة ( 1372) هـ وكلية الشريعة بالرياض بعد إنشائها سنة ( 1373) هـ في علوم الفقه، والتوحيد والحديث، واستمر عملي على ذلك تسع سنوات انتهت في عام ( 1380) هـ.
    3- عينت في عام ( 1381 ) هـ نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وبقيت في هذا المنصب إلى عام ( 1390) هـ.
    4- توليت رئاسة الجامعة الإسلامية في سنة ( 1390) هـ بعد وفاة رئيسها شيخنا الشيخ محمد ابن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - في رمضان عام ( 1389) هـ وبقيت في هذا المنصب إلى سنة (1395هـ).
    5- وفي 14/10/1395هـ صدر الأمر الملكي بتعيني في منصب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية، والإفتاء، والدعوة، والإرشاد، ولا أزال إلى هذا الوقت في هذا العمل.
    أسأل الله العون، والتوفيق والسداد.
    ولي إلى جانب هذا العمل في الوقت الحاضر عضوية في كثير من المجالس العلمية والإسلامية من ذلك:-
    1- عضوية هيئة كبار العلماء بالمملكة.
    2- رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الهيئة المذكورة.
    3- عضوية ورئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
    4- رئاسة المجلس الأعلى العالمي للمساجد.
    5- رئاسة المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي.
    6- عضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
    7- عضوية الهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة.


    أما مؤلفاتي فمنها: -
    1- الفوائد الجلية في المباحث الفرضية.
    2- التحقيق والإيضاح، لكثير من مسائل الحج، والعمرة، والزيارة ( توضيح المناسك).
    3- التحذير من البدع، ويشتمل على أربع مقالات مفيدة، ( حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من الشعبان، وتكذيب الرؤيا المزعومة من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أحمد).
    4- رسالتان موجزتان في الزكاة والصيام.
    5- العقيدة الصحيحة وما يضادها.
    6- وجوب العمل بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وكفر من أنكرها.
    7- الدعوة إلى الله، وأخلاق الدعاة.
    8- وجوب تحكيم شرع الله، ونبذ ما خالفه.
    9- حكم السفور والحجاب، ونكاح الشغار.
    10- نقد القومية العربية.
    11- الجواب المفيد في حكم التصوير.
    12- الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ( دعوته وسيرته).
    13- ثلاث رسائل في الصلاة، ( 1- كيفية صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- 2- وجوب أداء الصلاة في جماعة، 3- أين يضع المصلي يديه حين الرفع من الركوع ).
    14- حكم الإسلام فيمن طعن في القرآن، أو في رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
    15- حاشية مفيدة على فتح الباري، وصلت فيها إلى كتاب الحج.
    16- رسالة الأدلة النقلية، والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب.
    17- إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله، أو صدق الكهنة، والعرافين.
    18- الجهاد في سبيل الله.
    19- الدروس المهمة لعامة الأمة.
    20- فتاوى تتعلق بأحكام الحج، والعمرة، والزيارة.
    21- وجوب لزوم السنة، والحذر من البدع ".

    أقول:
    وله مجموع فتاوى، ومقالات في ثلاثين مجلدا إلى الآن بعمل وإشراف الشيخ محمد بن سعد الشويعر - حفظه الله – وتفصيلها كالآتي:
    1- التوحيد وما يلحق به في عشرة مجلدات.
    2- الصلاة وما يتعلق بها في ستة أجزاء.
    3- الزكاة في مجلد.
    4- الحج في مجلدين.
    5- الحج- القسم الأخير- والجهاد في مجلد.
    6- العلم والتفسير في مجلدين.
    7- الحديث في مجلدين.
    8- الدعوة إلى الله في مجلد.
    9- البيوع في مجلد.
    وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في الدرر السنية (16/484-485):
    " الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله -:
    هو العالم الجليل، والمحدث الفقيه، المفيد للطالبين، المحفوف بعناية رب العالمين، الورع الزاهد، المحبوب المعمر في طاعة رب العالمين، قد خيب الله بطول عمره، نوقع الجاهلين وظن الحاقدين.
    ولد - رحمه الله - في سنة 1330 من الهجرة، بمدينة الرياض، وكان بصيرا ففقد بصره سنة (1350) هـ، حفظ القرآن قبل سن البلوغ، ثم جد في طلب العلم على علماء الرياض.
    ومن أبرزهم:
    1- الشيخ محمد بن عبد اللطيف.
    2- والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
    3- والشيخ سعد بن عتيق.
    4- والشيخ حمد بن فارس.
    5- والشيخ محمد بن إبراهيم وغيرهم.
    ولما برز في العلوم الشرعية واللغة العربية، عين في القضاء سنة 1357 هـ.
    ولم ينقطع عن العلم والتعليم بما شغل به من مناصب في القضاء في أي مدينة كان، فهو القاضي والمفتي، والداعية، والمصلح، والرئيس، والإمام، والمعلم، والمكرم للضيوف، والحنون على الأرامل والأيتام، ومطعم المساكين، والواسطة في الأمور الخيرة.
    نشأ على يديه عدد فيهم خير وبركة، له تأسيس كبير في الندوات، والمحاضرات واختيار الموضوعات، ظهر له كتب، ورسائل كثيرة، وأشرطة عديدة، يعجز عن إحصائها المتتبع لها، لا يضيع عليه شيء من أوقاته، فما أحسن وأحلى وأعظم حياته.
    فهنيئاً له ولكل من سار على نهجه في حياته، فصبر وصابر، وعمر أوقاته في طاعة ربه ومرضاته ".
    وقال الشيخ عبد العزيز بن ناصر الباز في كتابه " القول الوجيز في حياة شيخنا عبد العزيز" ص (13-15):
    " ورغم تعدد مسؤوليات سماحته - رحمه الله – وتنوعها، وشمولها، فإنه لم ينسَ دوره كعالم وداعية، فكان أن أخرج العديد من المؤلفات والكتب العلمية القيّمة التي فاق عددها الستين كتاباً، ما بين رسالة، وفتاوى، وغيرها من أنواع العلم الشرعي، مما احتاج إليه الأمة في هذا الزمن، وقد بدأ في التأليف وهو قاضٍ في الخرج(1).

    أبرز شيوخه وتلاميذه - رحمه الله تعالى-:
    كان الذين يحضرون دروس الشيخ في الجامع الكبير قرابة المائتين، إلى ثلاثمائة، أما الذين يحضرون في مسجد الأميرة سارة، في المغرب الأحد، والأربعاء، فيصلون إلى خمسمائة.
    وهؤلاء بعض الشيوخ والتلاميذ الذين أخذوا العلم عن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -، وكانوا أكثر الناس المتأثرين بوفاته - رحمه الله - وهم على النحو التالي:
    1- معالي الشيخ راشد بن صالح بن خنين، المستشار بالديوان الملكي، وهو من الدلم.
    2- معالي الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله السالم، أمين عام مجلس الوزراء و هو من الرياض.
    3- معالي الشيخ عبد الله بن سليمان المسعري، رئيس ديوان المظالم سابقاً وهو من حوطة بني تميم.
    4- الشيخ عبد العزيز بن سليمان آل سليمان، وهو من الحريق.
    5- الشيخ محمد بن سليمان آل سليمان، القاضي في المحكمة الكبرى بالدمام سابقاً، وهو من الحريق.
    6- الشيخ عبد الله بن حسن بن قعود، عضو هيئة كبار العلماء سابقاً،وهو من الحريق.
    7- الشيخ محمد بن زيد آل سليمان، رئيس المحاكم الشرعية في الدمام وهو من الحريق.
    8- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الشثري، المستشار بالحرس الوطني، وهو من حوطة بني تميم.
    9- الشيخ سعد بن سليمان المسعري، وهو من حوطة بني تميم.
    10- الشيخ عبد العزيز بن سليمان المسعري، وهو من حوطة بني تميم.
    11- الشيخ عبد الرحمن بن مجلي، وهو من حوطة بني تميم.
    12- الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن سحمان، كان كاتباً للشيخ في المحكمة،وهو من الأفلاج.
    13- الشيخ حمد بن سعد بن حمد بن عتيق، عمل قاضياً في محكمة التمييز وهو من الأفلاج.
    14- الشيخ سعد بن حمد بن عتيق، وهو من الأفلاج.
    15- الشيخ إبراهيم بن محمد بن خرعان، وهو من الأفلاج.
    16- الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن ناصر البراك، يعمل حالياً أستاذاً في جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية، وهو من الرياض.
    17- مسفر بن سعد الزهراني، وهو من زهران.
    18- حامد بن أحمد الغامدي، وهو من غامد.
    19- سعود بن محمد عشبان - رحمه الله -، وهو من الدلم.
    20- سعد بن رشيد الخرجي - رحمه الله -، وهو من الدلم".
    أقول: ومن تلاميذه بالمدينة:
    21- الشيخ الدكتور علي بن ناصر فقيهي.
    22- الشيخ الدكتور ربيع بن هادي عمير المدخلي.
    23- الشيخ علي بن محمد يتيم المدخلي.
    24- الشيخ ياسين محمد المدخلي.
    25- الشيخ الدكتور هادي بن أحمد طالبي المدخلي.
    26- الشيخ عبد الرحمن بن عبيد الله المباركفوري من الهند.
    27- الشيخ السركمال الدين من السودان.
    28- الشيخ أحمد صالح الفلسطيني.
    29- الشيخ عبد العزيز الشيشاني من الأردن.
    وغيرهم من زملائنا الذين درسهم العلامة ابن باز في شرح الطحاوية لابن أبي العز في السنة الأولى في الجامعة الإسلامية في عام (1381) هـ حين كان فيها نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية العلامة مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم.
    ثم أقول:
    إني قد عرفت هذا الإمام العلم الفذ في علمه وعمله وأخلاقه واهتمامه بأمر الإسلام والمسلمين، واهتمامه بالدعوة السلفية وأهلها ودعاتها في مشارق الأرض ومغاربها، يمد لهم يد العون المادي بسخاء ويتعرف على أحوالهم ومشاكلهم فيسعى في حلها.
    ويدعمهم معنويا بعطفه، وأخلاقه، وسعة صدره لا يلحقه فيها أحد في زمانه وقبل زمانه بقرون.
    ولقد كان بابه مفتوحاً للناس، وخاصة طلاب العلم يسألهم عن أحوالهم ويجيب على أسئلتهم ويسعى في حل مشاكلهم التي يعرضونها عليه.
    وكنت أزوره فأجد منه والداً محباً مكرماً واثقاً مشجعاً على طلب العلم والدعوة إلى الله والذب عن السنة ومنهج السلف الصالح.
    ولقد كنت أحضر دروسه حينما كنت في الرياض حين التحقت بكلية الشريعة، وكان مما يدرسه كتاب " السبل السوية في فقه السنن المروية " للعلامة الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي - رحمه الله -.
    كان يقرأ عليه في هذا الكتاب شاب فاضل اسمه إبراهيم الشاجري من جهة القنفذة بعد صلاة الفجر، كان يقرأ قراءة جيدة تشوق للاستماع، وتنشط المدرس.
    ولما أسست الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية انتقل إليها نائباً عن رئيسها شيخه العلامة مفتي المملكة العربية السعودية محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -.
    وانتقل إلى الجامعة الإسلامية عدد من طلاب العلم في كلية الشريعة، فزادت الصلة والمحبة بيننا وبين هذا الإمام الفذ، وكان مع ما يضطلع به من أعمال يقوم بالتدريس في المسجد النبوي يدرس في (صحيح مسلم) بين العشاءين، يقرأ عليه ابن أخيه أبو عبد الرحمن عبد العزيز بن ناصر الباز.
    ودرس فترة في تفسير ابن كثير، وكنت أحضر كثيراً في هذه الدروس، ودرسنا في السنة الأولى من سنيّ الجامعة الإسلامية في شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي مدة، ثم أسند تدريسها إلى الشيخ عبد المحسن العباد.
    ولما تخرجنا في السنة الرابعة من الجامعة الإسلامية، اختار عدداً من هؤلاء الخريجين للتدريس بالمعهد الثانوي التابع للجامعة الإسلامية - أنا أحدهم - وقبلها أرسلني في مجموعة من طلاب الجامعة الإسلامية ونحن في السنة الثالثة برئاسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب البناء للدعوة إلى الله في السودان.
    وأرسلني مرة ونحن في السنة الثالثة أو الرابعة مع مجموعة من الطلاب للدعوة إلى الله في منطقة الليث والقنفذة مدة شهر تقريباً.
    وحينما كنت مدرساً في المعهد الثانوي ابتعثني مع زميله الفاضل الشيخ صالح بن حسين العراقي إلى الهند للتدريس في الجامعة السلفية لمدة ثلاث سنوات، نعود منها أيام الإجازات إلى المملكة، ثم نعود أيام التدريس، كما انتدب معي في السنة الثانية أو الثالثة الشيخ هادي بن أحمد طالبي.
    ولقد استفادت منا هذه الجامعة الطيبة في وضع المناهج، واستفاد من هذا المنهج كثير من طلاب الجامعة السلفية في الهند، وأظن حتى في باكستان.
    ولما انتقل - رحمه الله - إلى الرياض بعد وفاة شيخه الإمام محمد بن إبراهيم ليتسلم منصب الإفتاء والبحوث العلمية والدعوة إلى الله، استمرت هذه الصلة والمحبة.
    فكنت أشد الرحال لزيارته والاستفادة من غزير علمه، وأخلاقه، وأجلس معه جلسة خاصة في كلّ زيارة، أعرض عليه ما تواجهه الدعوة السلفية من مشاكل خصومها فأجد منه التفاهم العالي اللائق بأمثاله والصدر الرحب، والإصغاء الواعي، والأخذ والإعطاء في الكلام، وبذل الجهد فيما ينفع الدعوة السلفية ويدفع عنها الضرر - رحمه الله -، والحق يقال: إنّ الدعوة السلفية قد فقدت هذا الإمام الألمعي، فقدته في كل مكان فقدانا لا نظير له، وتجرّأ عليها وعلى دعاتها حتى خفافيش الظلام، وفي الله العوض، ومنه يستمد النصر والعون.
    لقد كنت وما زلت أحب هذا الرجل لما يتمتع به من الصفات العظيمة، وأشيد به وبأخلاقه في كثير وكثير من مجالسي ودروسي؛ لأن مثل هذا الرجل وأخلاقه تفرض عليّ في دروسي في التوحيد وغيره تذكّره وتذكّر أخلاقه ومجالسه، فأحثّ الشباب أن يتّخذوا منه بعد كتاب الله وسنة رسوله ومنهج السلف وأخلاقهم أسوة حسنة في دينهم وأخلاقهم، ومعاملاتهم.
    ولقد قلت في كتابي " أهل الحديث هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية " ( ص 90-91 ) خلال ردّي على حطّ سلمان العودة على أهل الحديث:
    " فهل تجد في الدنيا مثل الشيخ ابن باز والعثيمين والشيخ عبد العزيز السلمان والفوزان، وحمود التويجري، والغديان، وعبد الرزاق عفيفي، وآل الشيخ... وكثير من علماء هذا البلد وطلاب العلم منهم؟!
    هل تجد مثلهم في الأخلاق والعقيدة، والبذل في سبيل الله ؟!.
    لتأتِنا الطوائف والأحزاب بأمثالهم.
    ولتأتِنا بأمثال الشيخ الألباني وتلاميذه علما بالسنة وجهادا في سبيل التوحيد، ومحاربة الشرك والبدع، وأمثال علماء الهند؛ كالشيخ عبيد الله المباركفوري وإخوانه في الهند وباكستان ديناً، وخلقاً وعقيدة، وعلماً وصدعاً بالحق، وصبراً على الأذى في سبيل الله.
    وهات مثل الشيخ عبد الباري وإخوانه في بنجلاديش! هات مثلهم في الدين وعلوّ الأخلاق !.
    فكيف ترمي أهل هذا المنهج بالتحزب على جزء من الدين والجفاء والغفلة عن واقع الأمة وما يدبّر لهم، وفيهم الشيخ العلامة المجاهد اليقظ والمتابع لأحوال المسلمين في أقطار الدنيا كلها حتى ليعتقد فيه أنه لو كانت في المريخ حركة إسلامية، لكان وراءها ألا وهو الشيخ ابن باز ؟! ".

    وقد كان يكتب إليّ أحيانا في أمور تتعلق بالدعوة وغيرها منها ما يأتي:
    [راجع الكتاب لرؤية صور الرسائل]




    (2)
    الشيخ محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني ت: (1420)



    هو الإمام المحدث أحد أئمة الحديث والتوحيد والسنة في هذا العصر.
    طلبه للعلم:
    عندما استقربه المقام في دمشق، ألحقه والده بمدرسة الإسعاف الخيرية الابتدائية، بدمشق، ثم انتقل في أثناء هذه المرحلة من تلك المدرسة إلى مدرسة أخرى بسوق (ساروجة) وفيها أنهى الفتى دراسته الأولية.
    ثم أخرجه والده من المدرسة؛ إذ كان يرى أن هذه الدراسة النظامية لا فائدة منها إلا بقدر ما يتعلم الطفل فيها القراءة والكتابة.
    ثم وضع له منهجاً علمياً مركزاً درس من خلاله الفتى، وتعلم القرآن الكريم والتجويد، والصرف، وركز له على دراسة الفقه الحنفي ؛ إذ كان يريده والده فقيهاً حنفياً !.
    كما درس على بعض المشايخ والعلماء من أصدقاء والده.
    وكان ولع الشيخ بالقراءة لا يوصف، حتى وهو في هذه السن المبكرة، فكان يبحث ويقرأ في أوقات فراغه، وكان في بداية أمره يقرأ في كل شيء، حتى إني سمعته يقول:
    " في أول عمري قرأت ما يقرأ، وما لا يقرأ ".
    طلبه لعلم الحديث:
    يقول الشيخ - رحمه الله - وهو إذ ذاك في العشرين من عمره تقريباً:
    " ذات يوم لاحظت بين الكتب المعروضة لدى أحد الباعة جزءاً من مجلة المنار فاطلعت عليه، ووقعت فيه على بحث بقلم السيد رشيد رضا يصف فيه كتاب ( الإحياء ) للغزالي، ويشير إلى محاسنه، ومآخذه، ولأول مرة أواجه مثل هذا النقد العلمي، فاجتذبني ذلك إلى مطالعة الجزء كله، ثم أمضي لأتابع موضوع تخريج الحافظ العراقي على ( الإحياء ).
    ورأيتني أسعى لاستئجاره ؛ لأني لا أملك ثمنه، فاستهواني ذلك التخريج الدقيق حتى صممت على نسخه".
    وقام الشيخ بنسخ هذا الكتاب، وهو ( المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار ) بخطه الحسن الدقيق، ورتبه ونسقه أحسن تنسيق، وهو أول عمل حديثي يقوم به الشيخ - رحمه الله - وما زال في مكتبته إلى الآن.
    ومن هنا ارتبط الشيخ بمجلة المنار، وبما كانت تنشر من بحوث في السنة، وأعجب بها أيما إعجاب، وعلى إثر ذلك جذبه علم الحديث، وأحب كتبه، فأقبل على دراسة كتب الحديث وتحصيلها بهمة عالية، ووفقه الله عز وجل في ذلك بما حباه به من ذهن وقاد، ونبوغ ظاهر، وعقلية علمية نادرة.
    فكان إذا اكتسب من عمله ما يكفي حاجته، ترك العمل، وأقبل على العلم، وتحول دكانه إلى ملتقى لطلبة العلم.
    وسبحان الله ! كيف ملك علم الحديث لب وفؤاد هذا الفتى، وهو الذي نشأ في بيئته - وإن كانت بيئة علم وتدين – مذهبية! ومع ما كان يسمع من والده عندما رأى إقباله على هذا العلم:
    " يا محمد ! علم الحديث صنعة المفاليس " !!
    وعندما رأى مؤرخ حلب ومحدثها الشيخ محمد راغب الطباخ نبوغ الفتى، وإقباله على العلم أجازه بمروياته، وهي مذكورة في ثبته " الأنوار الجليلة في مختصر الأثبات الحلبية ".
    وليس من الأسرار أن الشيخ - رحمه الله – كان يقول عن هذه الإجازة: " هي لا تعني لي شيئاً، وإنما نرد بها فقط على الحاقدين ".
    قلت: وهذا عين الحق والصواب، إذ من المعروف أن مثل هذه الإجازات لا تكسب أصحابها علماً(1) وكلنا يعرف كم من الجهال لديهم عشرات الإجازات ومع هذا ما زالوا جهالاً.
    ولكن المؤكد أن من سيطر الحقد على قلبه، لا يقنع بإجازة، بل ولا بعشرات الإجازات، ويغلب على هؤلاء الحاقدين الجمع بين الحقد والجهل، وربما الجبن والتخفي أيضاً، كما في مقال بتاريخ (20/7/1420) هـ الموافق (29/10/1999)مـ.
    جلده في البحث:
    وهذا أمر بارز جداً في حياة الشيخ – رحمه الله – وأكتفي هنا بمثالين اثنين:
    الأول: قصة الورقة الضائعة.
    قال الشيخ – رحمه الله – في مقدمة " فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية المنتخب من مخطوطات الحديث ":
    " لم يكن ليخطر في بالي وضع مثل هذا الفهرس ؛ لأنه ليس من اختصاصي، وليس عندي متسع من الوقت ليساعدني عليه، ولكن الله - تبارك وتعالى- إذا أراد شيئاً هيأ أسبابه، فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصري، منذ أكثر من اثني عشر عاماً، فنصحني الطبيب المختص بالراحة، وترك القراءة، والكتابة، والعمل في المهنة ( تصليح الساعات ) مقدار ستة أشهر.
    فعملت بنصيحته أول الأمر، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين، ثم أخذت نفسي تراودني، وتزين لي أن أعمل شيئاً في هذه العطلة المملة، عملاً لا ينافي – بزعمي – نصيحته، فتذكرت رسالة مخطوطة في المكتبة، اسمها " ذم الملاهي ": للحافظ ابن أبي الدنيا، لم تطبع فيما أعلم يومئذ.
    فقلت: ما المانع من أن أكلف من ينسخها لي؟ وحتى يتم نسخها، ويأتي وقت مقابلتها بالأصل، يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة، فبإمكاني يومئذ مقابلتها وهي لا تستدعي جهداً ينافي الوضع الصحي الذي أنا فيه، ثم أحققها بعد ذلك على مهل، وأخرج أحاديثها، ثم نطبعها، وكل ذلك على فترات؛ لكي لا أشق على نفسي!.
    فلما وصل الناسخ إلى منتصف الرسالة، أبلغني أن فيها نقصاً، فأمرته بأن يتابع نسخها حتى ينتهي منها، ثم قابلتها معه على الأصل، فتأكدت من النقص الذي أشار إليه، وأُقدّره بأربع صفحات في ورقة واحدة في منتصف الكراس، فأخذ ت أفكر فيها، وكيف يمكنني العثور عليها ؟
    والرسالة محفوظة في مجلد من المجلدات الموضوعة في المكتبة، تحت عنوان " مجاميع " وفي كل مجلدٍ منها على الغالب عديد من الرسائل، والكتب، مختلفة الخطوط والمواضيع والورق لوناً وقياساً، فقلت في نفسي: لعل الورقة الضائعة قد خاطها المجلِّدُ سهوا في مجلد آخر من هذه المجلدات ! فرأيتني مندفعاً بكل رغبة ونشاط باحثاً عنها فيها على التسلسل.
    ونسيت أو تناسيت نفسي، والوضع الصحي الذي أنا فيه! فإذا ما تذكرته لم أعدم ما أتعلل به ؛من مثل القول: بأن هذا البحث لا ينافيه ؛ لأنه لا يصحبه كتابة ولا قراءة مضنية !
    وما كدت أتجاوز بعض المجلدات، حتى أخذ يسترعي انتباهي عناوين بعض الرسائل والمؤلفات، لمحدثين مشهورين، وحفاظ معروفين، فأقف عندها باحثاً لها، دارساً إياها، فأتمنى لو أنها تنسخ، وتحقق، ثم تطبع، ولكني كنت أجدها في غالب الأحيان ناقصة الأطراف، والأجزاء، فأجد الثاني دون الأول مثلاً، فلم أندفع لتسجيلها عندي، وتابعت البحث عن الورقة الضائعة، ولكن عبثاً حتى انتهت مجلدات (المجاميع ) البالغ عددها ( 152 ) مجلداً، بيد أني وجدتني في أثناء المتابعة أخذت أسجل في مسودتي عناوين بعض الكتب التي راقتني، وشجعني على ذلك أنني عثرت في أثناء البحث فيها على بعض النواقص التي كانت قبل من الصوارف عن التسجيل.
    ولما لم أعثر على الورقة في المجلدات المذكورة، قلت في نفسي: لعلها خِيطت خطأ في مجلد من مجلدات كتب الحديث، والمسجلة في المكتبة تحت عنوان (حديث )! فأخذت أقلبها مجلداً مجلداً، حتى انتهيت منها دون أن أقف عليها ! ولكني سجلت أيضاً عندي ما شاء الله تعالى من المؤلفات والرسائل.
    وهكذا لم أزل أعلل النفس، وأمنيها بالحصول على الورقة، فأنتقل في البحث عنها بين مجلدات المكتبة، ورسائلها من علم إلى آخر، حتى أتيت على جميع المخطوطات المحفوظة في المكتبة، والبالغ عددها نحو عشرة آلاف مخطوط دون أن أحظى بها !
    ولكني لم أيأس بعد، فهناك ما يعرف بـ( الدشت )، وهو عبارة عن مكدسات من الأوراق، والكراريس المتنوعة التي لا يعرف أصلها، فأخذت في البحث فيها بدقة وعناية، ولكن دون جدوى.
    وحينئذ يئست من الورقة! ولكني نظرت فوجدت أن الله -تبارك وتعالى- قد فتح لي من ورائها باباً عظيماً من العلم، طالما كنت غافلاً عنه كغيري، وهو أن في المكتبة الظاهرية كنوزاً من الكتب، والرسائل في مختلف العلوم النافعة التي خلفها لنا أجدادنا -رحمهم الله تعالى-، وفيها من نوادر المخطوطات التي قد لا توجد في غيرها من المكتبات العالمية،مما لم يطبع بعد.
    فلما تبين لي ذلك، واستحكم في قلبي استأنفت دراسة مخطوطات المكتبة كلها من أولها إلى آخرها، للمرة الثانية، على ضوء تجربتي السابقة التي سجلت فيها ما انتقيت فقط من الكتب، فأخذت أسجل الآن كل ما يتعلق بعلم الحديث منها مما يفيدني في تخصصي؛ لا أترك شاردة ولا واردة إلا سجلتها، حتى ولو كانت ورقة واحدة، من كتاب أو جزء مجهول الهوية!
    وكأن الله -تبارك وتعالى- كان يعدني بذلك كله للمرحلة الثالثة والأخيرة.
    وهي دراسة هذه الكتب دراسة دقيقة، واستخراج ما فيها من الحديث النبوي مع أسانيده وطرقه، وغير ذلك من الفوائد.
    فإني كنت في أثناء المرحلة الثانية، التقط نتفاً من هذه الفوائد التي أعثر عليها عفوياً فما كدت أنتهي منها حتى تشبعت بضرورة دراستها كتاباً كتاباً، وجزءاً جزءاً. ولذلك فقد شمرت عن ساعد الجد، واستأنفت الدراسة للمرة الثالثة، لا أدع صحيفة إلا تصفحتها، ولا ورقة شاردة إلا قرأتها، واستخرجت منها ما أعثر عليه من فائدة علمية، وحديث نبوي شريف، فتجمع عندي بها نحو أربعين مجلداً، في كل مجلد نحو أربعمائة ورقة، في كل ورقة حديث واحد، معزواً إلى جميع المصادر التي وجدته فيها مع أسانيده وطرقه.
    ورتبت الأحاديث فيها على حروف المعجم، ومن هذه المجلدات أغذي كل مؤلفاتي ومشاريعي العلمية، الأمر الذي يساعدني على التحقيق العلمي، الذي لا يتيسر لأكثر أهل العلم، لا سيما في هذا الزمان الذي قنعوا فيه بالرجوع إلى بعض المختصرات في علم الحديث، وغيره من المطبوعات !
    فهذه الثروة الحديثية الضخمة التي توفرت عندي؛ ما كنت لأحصل عليها لو لم ييسر الله لي هذه الدراسة بحثا ًعن الورقة الضائعة! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
    وإن من ثمراتها المباركة: أنني اكتشفت في أثنائها بعض المؤلفات، والأجزاء والكراريس القيمة التي لم يكن من المعلوم سابقاً وجودها في المكتبة أصلاً، أو كاملة لذهاب الورقة الأولى وغيرها منها التي بها يمكن عادة الكشف عن هوية المؤلِّف والمؤلَّف أو لإهمال الناسخ كتب ذلك على نسخته من الكتاب، أو غير ذلك من الأسباب التي يعرفها أهل الاختصاص في دراسة المخطوطات، ولذلك خفيت على (بروكلمن) وغيره من المفهرسين، فلم يرد لها ذكر في فهارسهم إطلاقاً، ولا بأس من أن أذكر هنا بعض المهمات منها مما يحضرني الآن:
    1- المستخرج على ( الصحيحين ) للحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني الملنجي.
    2- ( مجمع البحرين في زوائد المعجمين ) للحافظ نور الدين الهيثمي.
    3- ( الحفاظ ) لأبي الفرج ابن الجوزي.
    4- ( الكلم الطيب ) لشيخ الإسلام ابن تيمية.
    5- ( إثبات صفة العلو لله تعالى ) لابن قدامة المقدسي.
    6- ( تحفة المحتاج إلى أدلة المنهج ) لابن الملقن.
    7- ( السنن الكبرى ) للنسائي.
    8- ( فضائل مكة ) للجندي.
    وأما الأجزاء والكراريس التي اكتشفتها وبعضها مما أتممت به بعض الكتب التي كانت ناقصة، أو مجهولة الهوية، فشيء كثير والحمد لله، وإليك بعضها على سبيل المثال:
    1 – ( أحكام النساء ) لابن الجوزي
    2- ( الضعفاء) للذهبي.
    3- ( مسند الشهاب) للقضاعي.
    4- ( الصلاة) لعبد الغني المقدسي.
    5- ( تاريخ أصبهان) لابن منده.
    6- ( الكلام على ختان النبي -صلى الله عليه وسلم-) لابن العديم.
    7- ( جزء نعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ) لأبي اليمن ابن عساكر
    8- ( المغازي) لابن إسحاق.
    9- صحيح ابن حبان([1]).
    اتباعه للسنة:
    لقد كان الشيخ ناصر - رحمه الله - أحد كبار العلماء العاملين بعلمهم، لم نر مثله في اتباعه للسنة([2])، فهو أحد المجددين بحق إذ كان الشيخ -رحمه الله- من فحول علماء السنة الناصرين لها، المتبعين لها، المميزين لصحيحها من سقيمها، الرافعين للوائها، فكان- نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا - كما قال الله -عز وجل-: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}.
    إذ كان شديد الإتباع للنبي- صلى الله عليه وسلم-، بل كان شديد الفرح بكل متبع للنبي-صلى الله عليه وسلم، كان لا يقدم قول أحد كائنا من كان على كتاب الله- عز وجل-، وعلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع عودة بالكتاب والسنة إلى فهم السلف الصالح، وكان هذا القيد أحد ركائز دعوته المباركة.
    وكتبه- رحمه الله - تدل على شدة اتباعه للسنة ونصرته لها، بما لا يدع مجالا للشك في ذلك.
    وأكتفي هنا بنقل واحد عنه في بيان تعظيمه للسنة، ونصرته لها، يقول: " إني حين وضعت هذا المنهج لنفسي - وهو التمسك بالسنة الصحيحة - وجريت عليه في كتبي، كنت على علم أنه سوف لا يرضي ذلك كل الطوائف والمذاهب، بل سوف يوجه بعضهم، أو كثير منهم ألسنة الطعن، وأقلام اللوم إلي، ولا بأس من ذلك علي، فإني أعلم أيضا أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، وأن (من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس) كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
    ولله در من قال:


    ولست بناج مـن مقـالة طـاعن *** ولو كنت في غار على جبل وعر



    ومن ذا الذي ينجو من النـاس سالماً *** ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر

    فحسبي أنني معتقد أن ذلك هو الطريق الأقوم الذي أمر الله تعالى به المؤمنين، وبينه نبينا محمد سيد المرسلين، وهو الذي سلكه السلف الصالح من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم، وفيهم الأئمة الأربعة - الذين ينتمي إلى مذاهبهم جمهور المسلمين - وكلهم متفق على وجوب التمسك بالسنة، والرجوع إليها، وترك كل قول يخالفها، مهما كان القائل عظيما، فإن شأنه-صلى الله عليه وسلم- أعظم، وسبيله أقوم".
    ولا يخفى على أحد ما بذله الشيخ- رحمه الله - من جهود لنشر سنن كانت مهجورة، من ذلك: صلاة العيدين في المصلى، وصلاة التراويح ( قيام رمضان) بعدد ركعاتها وصفاتها، وخطبة الحاجة، وكثير من صفة الصلاة، كتسوية الصفوف، واتخاذ السترة، والتأمين، والخرور للسجود، وتحريك الإصبع في التشهد... وغير ذلك.
    ومن ذلك أيضا كثرة تطوعه، وتنفله قبل صعود الخطيب يوم الجمعة، والإقبال على الخطيب وقت الخطبة.
    وغير ذلك من السنن التي أميتت في كثير من بلاد المسلمين، والتي لو قام أحد بجمعها وذكر أدلتها لجاءت في كتاب لطيف.
    مؤلفات الشيخ:
    لقد أثرى الشيخ - رحمه الله - المكتبة الإسلامية بالعديد من الكتب النافعة الماتعة التي لا تخلو منها - أو من بعضها - مكتبة عامة، أو خاصة، حتى خصومه كانوا من أحرص الناس على اقتناء كتبه؛ لاعترافهم بعلمه.
    وأما أهل الإنصاف والعدل فكانوا - فضلا عن حرصهم على كتبه - يوصون الطلاب بها، ويحثونهم على دراستها ؛ وذلك لما تتميز به من الفوائد العديدة والتي لا توجد في كتب غيره.
    وهذه الكتب نذكر منها ما يلي:
    1- أحكام الجنائز ( تأليف ).
    2- أحكام الركاز ( تأليف ).
    3- آداب الزفاف ( تأليف ).
    4- إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ( تأليف ).
    5- إزالة الدهش.
    6- إزالة الشكوك عن حديث البروك ( تأليف )
    7- إصلاح المساجد من البدع والعوائد ( تحقيق ).
    8- اقتضاء العلم العمل ( تحقيق ).
    9- الأجوبة النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة ( تأليف ).
    10- الأحاديث المختارة ( تحقيق ).
    11- الاحتجاج بالقدر ( تحقيق ).
    12- الأحكام لعبد الحق ( تحقيق ).
    13- الأمثال النبوية ( تأليف ).
    14- الآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات ( تحقيق ).
    15- الإيمان لا بن أبي شيبة ( تحقيق ).
    16- الإيمان لابن تيمية ( تحقيق ).
    17- الإيمان لأبي عبيد ( تحقيق ).
    18- الباعث الحثيث ( تعليق ).
    19- التعليق على الموسوعة الفلسطينية.
    20- التعليقات الجياد على زاد المعاد ( تأليف ).
    21- التعليقات الحسان على الإحسان.
    22- التعليقات على الروضة الندية ( تأليف ).
    23- التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل ( تحقيق ).
    24- التوسل أنواعه، وأحكامه ( تأليف ).
    25- الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب ( تأليف ).
    26- الحديث حجة بنفسه ( تأليف ).
    27- الذب الأحمد عن مسند أحمد ( تأليف ).
    28- الرد المفحم على من خالف العلماء، وتشدد، وتعصب، وألزم المرأة أن تستر وجهها وكفيها وأوجب، ولم يقنع بقولهم إنه سنة ومستحب ( تأليف).
    29- الرد على التعقب الحثيث ( تأليف ).
    30- الروض النضير في ترتيب، وتخريج معجم الطبراني الصغير.
    31- الشهاب الثاقب في ذم الخليل والصاحب ( تحقيق ).
    32- الصراط المستقيم رسالة فيما قرره الثقات الأثبات في ليلة النصف من شعبان ( تخريج ).
    33- العقيدة الطحاوية شرح، وتعليق ( تأليف ).
    34- العلم لابن أبي خيثمة ( تحقيق ).
    35- الكلم الطيب ( تحقيق ).
    36- المرأة المسلمة ( تخريج ).
    37- المسح على الجوربين والنعلين ( تحقيق وتذييل ).
    38- المصطلحات الأربعة في القرآن ( تخريج ).
    39- بداية السول في تفضيل الرسول ( تحقيق ).
    40- تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد ( تأليف ).
    41- تحريم آلات الطرب ( تأليف ).
    42- تحقيق سنن أبي داود.
    43- تخريج أحاديث مشكلة الفقر ( تأليف ).
    44- تصحيح حديث إفطار الصائم ( تأليف ).
    45- تلخيص أحكام الجنائز ( تأليف ).
    46- تلخيص صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ( تأليف ).
    47- تمام المنة في التعليق على فقه السنة ( تأليف ).
    48- تيسير انتفاع الخلان بترتيب ثقات ابن حبان ( تأليف ).
    49- جلباب المرأة المسلمة ( تأليف ).
    50- حجاب المرأة ولباسها في الصلاة ( تحقيق ).
    51- حجة النبي-صلى الله عليه وسلم- كما رواها عنه جابر- رضي الله عنه - (تأليف).
    52- حديث الآحاد، وحجيته في العقائد والأحكام ( تأليف ).
    53- حقوق النساء في الإسلام ( تحقيق ).
    54- حقيقة الصيام ( تحقيق ).
    55- خطبة الحاجة ( تأليف ).
    56- دفاع عن الحديث النبوي ( تأليف ).
    57- رسالة في حكم اللحية ( تأليف ).
    58- رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار ( تحقيق ).
    59- رياض الصالحين ( تحقيق ).
    60- زوائد منتقى ابن الجارود ( تأليف ).
    61- سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها( 1- 6 مطبوع) والمجلد السابع تحت الطبع وبه ينتهي الكتاب، ( تأليف ).
    62- سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة ( 1-5 ) مطبوع ( السادس والسابع تحت الطبع) والكتاب ( 14) مجلدا (تأليف).
    63- شرح العقيدة الطحاوية ( تحقيق ).
    64- صحيح ابن خزيمة ( مراجعة ).
    65- صحيح أدب المفرد ( تأليف ).
    66- صحيح الترغيب والترهيب ( اختيار وتحقيق ).
    67- صحيح الجامع الصغير وزيادته ( تأليف ).
    68- صحيح السيرة النبوية ( تأليف ).
    69- صحيح الكلم الطيب ( تأليف ).
    70- صحيح سنن ابن ماجه ( تأليف ).
    71- صحيح سنن أبي داود ( تأليف ).
    72- صحيح سنن الترمذي ( تأليف ).
    73- صحيح سنن النسائي ( تأليف ).
    74- صحيح موارد الظمآن ( تأليف ).
    75- صفة الفتوى والمفتي والمستفتي ( تحقيق ).
    76- صفة صلاة النبي- صلى الله عليه وسلم- ( تأليف ).
    77- صلاة التراويح ( تأليف ).
    78- صلاة العيدين في المصلى خارج البلد هي السنة ( تأليف ).
    79- صوت العرب تسأل ومحمد ناصر الدين يجيب.
    80- صيد الخاطر ( تخريج ).
    81- ضعيف الأدب المفرد ( تأليف ).
    82- ضعيف الترغيب والترهيب (اختيار وتحقيق ).
    83- ضعيف الجامع الصغير وزيادته ( تأليف ).
    84- ضعيف سنن ابن ماجه ( تأليف).
    85- ضعيف سنن أبي داود ( تأليف ).
    86- ضعيف سنن الترمذي ( تأليف ).
    87- ضعيف سنن النسائي ( تأليف ).
    88- ضعيف موارد الظمآن ( تأليف ).
    89- ظلال الجنة في تخريج السنة ( تأليف ).
    90- غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام ( تأليف ).
    91- فضائل الشام ودمشق( تخريج ).
    92- فضل الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- ( تحقيق ).
    93- فقه السيرة للغزالي ( تخريج ).
    94- فهرس المخطوطات الحديثية في مكتبة الأوقاف الحلبية ( تأليف ).
    95- فهرس مخطوطات الحديث ( تأليف ).
    96- قاموس البدع ( تأليف ).
    97- قصة نزول عيسى- عليه السلام- وقتله الدجال ( تأليف ).
    98- قيام رمضان ( تأليف ).
    99- كتاب الصلاة الكبير ( تأليف ).
    100- كشف النقاب ( تأليف ).
    101- كلمة الإخلاص وتحقيق معناها ( تخريج ).
    102-لفتة الكبد إلى نصيحة الولد ( تحقيق ).
    103-ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة ( تخريج ).
    104-مجموع الفتاوى.
    105- مختصر الشمائل المحمدية ( اختصار وتحقيق ).
    106-مختصر العلو للعلي الغفار ( اختصار وتحقيق ).
    107-مختصر صحيح البخاري ( 1-4) ( اختصار وتعليق ).
    108-مختصر صحيح مسلم ( اختصار وتحقيق ).
    109- مسائل غلام الخلال التي خالف فيها الخرقي ( تعليق ).
    110-مساجلة علمية ( تخريج ).
    111-مشكاة المصابيح ( تحقيق ).
    112- مناسك الحج والعمرة ( تأليف ).
    113- منـزلة السنة في الإسلام ( تأليف ).
    114-موسوعة أحاديث البيوع ( تأليف ).
    115-نصب المجانيف لنسف قصة الغرانيق ( تأليف ).
    116-نقد نصوص حديثية في الثقافة الإسلامية ( تأليف ).
    117- وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة ( تأليف ).
    استقيت هذه المعلومات من كتاب ( محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني بقلم سمير بن أمين الزهيري ).
    ولي معرفة بكثير من أحواله وجهوده، ومؤلفاته.



    وأقول :
    إني عرفت هذا الرجل العظيم بعلمه الغزير، واطلاعه الواسع عن كثب إذ قد درسني وزملائي في الجامعة الإسلامية ثلاث سنوات فكان من أبرز علمائها المرموقين بل هو واحد من ثلاثة في الدرجة الأولى في العلم والفضل والأخلاق ألا وهم العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
    وكان طلاب الجامعة الإسلامية يتهافتون على الشيخ الألباني ومجالسه العلمية الجذابة تهافت الذباب على العسل لقوة عارضته ونصاعة حجته، و يجتمع حوله طلاب المرحلة الجامعية وطلاب المرحلة الثانوية حيث كانت المدرستان في ذلك الوقت متجاورتين.
    وكان في تدريسه متأنيا ينـثر خلال تدريسه قواعد علم الحديث وعلم أصول الفقه نثر الدرر فيحفظها النبلاء الذين يعرفون قيمتها ويفقهونها.
    ولقد عرف طلاب العلم هذه القواعد من فيه واستفادوا منها قبل أن يدرسوها في بطون الكتب.
    والمقام لا يحتمل الإطالة وقد ألفت في مزاياه وعلمه وعقيدته مؤلفات فمن أراد التوسع فعليه بها.
    ولا يلتفت إلى طعن الجاهلين الحاسدين الحاقدين على عظماء الإسلام المجاهدين.

    (3)
    الشيخ مقبل الوادعي ت: (1422)

    هو العلامة المحدث، المجاهد، مجدد الدعوة السلفية باليمن الشيخ مقبل بن هادي بن مقبل بن قائدة الهمداني الوادعي من قبيلة آل راشد -رحمه الله -.
    كان سيفاً مسلولا على أهل الباطل، من روافض، وشيوعين، وصوفية، وأحزاب منحرفة.
    قام بالدعوة السلفية في اليمن خير قيام، وأنشأ مدرسة علمية سلفية بدماج سماها بدار الحديث يفد إليها طلاب العلم من أنحاء اليمن، بل من بلدان كثيرة، عربية، وإسلامية، و أوروبية، وأمريكية.
    وتخرج على يديه علماء أنشأوا مدارس في عدد من مناطق اليمن، نفع الله بهم كثيراً والدعوة السلفية عندهم قوية.
    ومدارسهم تمثل مدارس السلف في النـزاهة، و العفة، والزهد في الدنيا متوكلين هم وطلابهم الكثيرون على الله.
    ولا يدنسون أنفسهم، وأيديهم بأخذ الأموال من المؤسسات الحزبية ؛ لأنهم يدركون أهداف هذه المؤسسات، ومنها: صرف من يستطيعون صرفه عن منهج السلف أهل الحديث، والسنة وربطهم بروؤس الأحزاب الضالة ومناهجهم.
    وسن لهم هذه السنة الحسنة ذلكم الجبل النـزيه العفيف الزاهدالشيخ مقبل بن هادي الوادعي الذي يذكرنا بسيرة السلف الصالح، ولاسيما الإمام أحمد - رحمه الله -.


    طلبه للعلم

    طلب العلم في اليمن، ثم بمعهد الحرم المكي، ثم بالجامعة الإسلامية، فدرس بكلية أصول الدين انتظاماً، وبكلية الشريعة انتساباً، ثم واصل دراسته فيها حتى حصل على الشهادة العالمية الماجستير، ثم أقبل على كتب السنة،والتفسير، وكتب الرجال، ينـهل منها، ويستمد منها مؤلفاته القيمة - رحمه الله -.
    مشايخه:
    لقد تتلمذ الشيخ مقبل على مشايخ عدة، وفي مدارس متنوعة، وفنون متفرعة، فمن مشايخه في المدرسة الأولى ( مدرسة التشيع ):
    1- أبو الحسين مجد الدين المؤيدي، يقول عنه الشيخ: هو أعلم شيعي في اليمن ويعتبر حامل المذهب الهادوي، استفاد منه كثيراً في النحو في نجران.
    2- إسماعيل حطبة.
    3- محمد بن حسن المتميز.
    4- قاسم بن يحيى شويل.

    ومن مشايخه الآخرين:
    1- العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -، رحل من الجامعة الإسلامية قبل أن يدخلها الشيخ، إلا أنه كان يزور طلبة العلم في المدينة، وينصحهم فربما يأتي، وقد صار بعضهم من جماعة التكفير فيبقى معهم في مشاددة حتى يهديهم الله على يديه، وكان الشيخ يحضر جلساته الخاصة بطلبة العلم " قواعد في الحديث " لا العامة لأن المحاضر يتنـزل على مستوى الحاضرين فكان يتجه إلى المكتبة.
    2- العلامة الفقيه([3]) عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله -، كان يحضر دروسه في " صحيح مسلم " في الحرم المدني.
    3- محمد بن عبد الله الصومالي - رحمه الله -، درس عنده سبعة أشهر، أو أكثر واستفاد منه كثيراً في علم الحديث، ومعرفة رجال الشيخين، يقول عنه الشيخ: لعل أمثاله قليل في معرفة رجال الشيخين أو ليس له مثيل. اهـ
    4- عبد الله بن محمد بن حميد، درسه في " التحفة السنية " وكان يتعجب من إجابات الشيخ واعتراضاته، وكان يتوسع فتفرق الطلاب، فقال للشيخ: وأنت انصرف.
    5- حماد بن محمد الأنصاري، من مشايخه في الدراسات العليا.
    6- يحيى بن عثمان الباكستاني، من مشايخه في الحرم المكي درس عنده في " صحيح البخاري" و " صحيح مسلم " و " تفسير ابن كثير ".
    7- عبد العزيز بن راشد النجدي، من مشايخه في الحرم المكي يقول عنه الشيخ: كان له معرفة قوية بعلم الحديث، وينفر عن التقليد، وهو خريج الأزهر، وكان متشدداً في التضعيف حتى أنه ألف " تيسير الوحيين في الاقتصار على القرآن والصحيحين "، وكان يقول - رحمه الله -: الصحيح الذي في غير الصحيحين يعد على الأصابع فبقيت كلمته في ذهني منكراً لها حتى عزمت على تأليف " الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين " فازددت يقيناً ببطلان كلامه، وقد أنكر عليه الشيخ فقال: هذا من أجل العامة، وأما أنتم فلو تقرءون في التوراة والإنجيل ما منعتكم.
    8- القاضي يحيى الأشول، صاحب معمرة درسه في " سبل السلام " وفي أي شيء يطلب.
    9- عبد الرزاق الشاحذي المحويتي، كان يدرسه فيما يطلب.
    10- محمد السبيل، درس عنده في علم الفرائض.
    11- محمد الأمين المصري - رحمه الله -، استفاد منه في علم الحديث وهو من مشايخه في الدراسات العليا.
    12- السيد محمد الحكيم المصري، المدافع والمشرف على رسالة الماجستير درس عنده في " سبل السلام " وهو من مشايخه في كلية الدعوة.
    13- محمود عبد الوهاب فايد، من مشايخه في كلية الدعوة درسهم التفسير قال فيه الشيخ: قوي ومحقق.
    14- عبد العزيز السبيل، من مشايخه في معهد الحرم المكي.
    15- بديع الدين الراشدي، يقول الشيخ:كان يبغض التقليد.
    16- محمد تقي الدين الهلالي.
    17- طه الزيني.
    18- عبد العظيم فياض.
    19- عبد المحسن العباد تتلمذ عليه بالأسئلة.
    20- الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، تتلمذ عليه بالأسئلة وعرض المشكلات،يقول الشيخ: كان آية من آيات الله في الحفظ ما رأت عيني مثله يسرد الفوائد سردًا دون أن يتعتع، وقد نصح الشيخ بحضور دروسه إلا أنه كان يؤثر العكوف على الكتب والقراءة الهادئة.
    يقول الشيخ: على أن أكثر استفادتي من الكتب فليبلغ الشاهد الغائب.اهـ
    مؤلفاته:
    وكتب الشيخ في فنون متشعبة، وأبواب متفرعة وإليك ما طبع منها:
    ( أ ) في التفسير:
    1- تحقيق وتخريج مجلدين من " تفسير ابن كثير " إلى سورة المائدة والباقي يقوم به الطلاب.
    2- الصحيح المسند من أسباب النـزول.
    (ب) في العقيدة:
    3- الشفاعة.
    4- الجامع الصحيح في القدر.
    5- الصحيح المسند من دلائل النبوة.
    6- صعقة الزلزال لنسف أباطيل الرفض والاعتزال.
    7- السيوف الباترة لإلحاد الشيوعية الكافرة.
    8- رياض الجنة في الرد على أعداء السنة.
    9- الطليعة في الرد على غلاة الشيعة.
    10- بحث حول القبة المبنية على قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
    11- الإلحاد الخميني في أرض الحرمين.
    12- فتوى في الوحدة مع الشيوعيين.
    13- إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن، حاشية على الرسالة الوازعة للمعتدين ليحيى بن حمزة.
    14- ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر.
    15- المخرج من الفتنة(1).
    16- هذه دعوتنا وعقيدتنا.
    17- إيضاح المقال في أسباب الزلزال.
    (ج) في الحديث ومصطلحة:
    18- الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين، في مجلدين صنعه على عينه صنع من طب لمن حب وقد رتبه ترتيباً فقهياً في ستة مجلدات سماه " الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين ".
    19- تتبع أوهام الحاكم في المستدرك، التي لم ينبه عليها الذهبي في خمسة مجلدات مع المستدرك.
    20- تحقيق ودراسة الإلزامات والتتبع للدارقطني.
    21- تراجم رجال الحاكم الذين ليسوا من رجال تهذيب التهذيب، في مجلدين.
    22- تراجم رجال الدارقطني الذين ليسوا في تهذيب التهذيب، ولا رجال الحاكم، وشاركه بعض تلامذته.
    23 - نشر الصحيفة في ذكر الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة.
    24 - المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح.
    (د) في فقه السنة القائم على الأحاديث النبوية:
    25- الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين، نهج في ترتيبه وتبويبه منهج إمام هذه الصنعة الإمام البخاري - رحمه الله - في صحيحه.
    26- الجمع بين الصلاتين في السفر.
    27- شرعية الصلاة في النعال.
    28- تحفة الشباب الرباني في الرد على الإمام محمد بن علي الشوكاني في شأن الاستمناء.
    29- تحريم الخضاب بالسواد.
    (هـ) متنوعات:
    30- غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة، في مجلدين.
    31- قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد.
    32- تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب.
    33- إجابة السائل عن أهم المسائل.
    34- المصارعة.
    35- الفواكه الجنية في المحاضرات والخطب السنية.
    36- تحريم تصوير ذوات الأرواح.
    37- إقامة البرهان على ضلالات عبد الرحيم الطحان.
    38- القول الأمين في بيان فضائح المذبذبين.
    39- قرة العين بأجوبة العلابي وصاحب العدين.
    40- ترجمة أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي.
    41- الباعث على شرح الحوادث.
    42- ذم المسألة.
    43- مقتل الشيخ جميل الرحمن الأفغاني.
    44- فضائح ونصائح.
    45- البركان لنسف جامعة الإيمان ومعه الرد على يوسف بن عبد الله القرضاوي.
    46- رثاء الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -.

    أقول:
    أخذت هذه المعلومات عن الشيخ مقبل عن كتاب ( الإبهاج بترجمة العلامة المحدث أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي ) بقلم أبي إبراهيم حميد بن قائد بن علي العتمي.


    أقول:
    وقد عرفت هذا الرجل بالصدق والإخلاص، والعفة، والزهد في الدنيا، والعقيدة الصحيحة والمنهج السلفي السليم، والرجوع إلى الحق على يد الصغير والكبير.
    وقد بارك الله في دعوته فأقبل عليها الناس، فله ولتلاميذه آثار كبيرة في شعب اليمن، يشهد بذلك كل ذي عقل ودين وإنصاف.

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      حياك الله أخي بنعياد
      موضوع موفق وفقك الله

      سأشارك بإذن الله بما يتيسر
      جزاك الله عن المسلمين خير الجزاء .
      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #4
        شكرا اخي ابو سلطان وفقنا الله واياك والمسلمين جميعا الي ما يحب ويرضي

        تعليق


        • #5
          شكرا اخي ابو سلطان وفقنا الله واياك والمسلمين جميعا الي ما يحب ويرضي اخي اعود واستدرك الذي كتب هذه الترجمة عالم من علماء المملكة السعودية وهو الشيخ ربع بن هادي المدخلي حفظه الله وحفظ علماءنا جميعا بحفظه

          تعليق


          • #6
            نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
            لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
            رحمه الله تعالى
            1347هـ - 1421هـ





            من منا في الأوساط العلمية لا يعرف الشيخ ابن عثيمين ؟ وهو الذي شاع علمه في الآفاق وشهد القاصي والداني بفضله وعلو مكانته .
            وحيث أن سيرة هذا الشيخ الجليل وغيره من العلماء المخلصين الناصحين السائرين على نهج السلف الصالح رضوان الله عليهم تعتبر حافزاً إيمانياً للتأسي بهم واقتفاء آثارهم والاستفادة من الدروس التي تزخر بها أيامهم فقد حاولنا بصفة مختصرة الكلام عن سيرته الذاتية رحمه الله .
            الشيخ محمد بن عثيمين ذلك العالم الجليل والمربي الفاضل والقدوة الصالحة في العلم والزهد والصدق والإخلاص والتواضع والورع والفتوى .
            هو شيخ التفسير والعقيدة والفقه والسيرة النبوية والأصول والنحو وسائر العلوم الشرعية .
            هو العالم الداعي إلى الله على بصيره الذي انتفع بعلمه المسلمون في شتى أنحاء العالم الإسلامي والذي أجمعت القلوب على قبوله ومحبته وفضله وعلو مرتبته .
            هو فضيلة شيخنا فقيد البلاد والأمة الإسلامية العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.


            اسمه ومولده:
            هو أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهيبي التميمي.
            كان مولده في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1347هـ، في مدينة عنيزة - إحدى مدن القصيم- بالمملكة العربية السعودية.


            نشأته العلمية:
            تعلم القران الكريم على جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ -رحمه الله- ثم تعلم الكتابة وشيئاً من الأدب والحساب والتحق بإحدى المدارس وحفظ القرآن عن ظهر قلب في سن مبكرة، وكذا مختصرات المتون في الحديث والفقه.
            وكان فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله - قد رتب من طلبته الكبار لتدريس المبتدئين من الطلبة وكان منهم الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع -رحمه الله- فانضم إليه فضيلة شيخنا.
            ولما أدرك ما أدرك من العلم في التوحيد والفقه والنحو جلس في حلقة شيخه فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي فدرس عليه في التفسير والحديث والتوحيد والفقه وأصوله والفرائض والنحو.
            ويعتبر الشيخ عبدالرحمن السعدي شيخه الأول الذي نهل من معين علمه وتأثر بمنهجه وتأصيله واتباعه للدليل وطريقة تدريسه ، وقد توسم فيه شيخه النجابة والذكاء وسرعة التحصيل فكان به حفياً ودفعه إلى التدريس وهو لا يزال طالباً في حلقته.
            قرأ على الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان -رحمه الله- في علم الفرائض حال ولايته القضاء في عنيزة.
            وقرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله- في النحو والبلاغة أثناء وجوده في عنيزة.
            ولما فتح المعهد العلمي بالرياض أشار عليه بعض إخوانه أن يلتحق به فاستأذن شيخه عبد الرحمن السعدي فأذن له فالتحق بالمعهد العلمي في الرياض سنة 1372هـ وانتظم في الدراسة سنتين انتفع فيهما بالعلماء الذين كانوا يدرسون في المعهد حينذاك ومنهم العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد والشيخ عبد الرحمن الأفريقي وغيرهم (رحمهم الله).
            واتصل بسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- فقرأ عليه في المسجد من صحيح البخاري ومن رسائل شيخ الإسلام بن تيمية وانتفع منه في علم الحديث والنظر في آراء فقهاء المذاهب والمقارنة بينها ويعتبر سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز شيخه الثاني في التحصيل والتأثر به.
            وتخرج من المعهد العلمي ثم تابع دراسته الجامعية انتساباً حتى نال الشهادة الجامعية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.


            أعماله ونشاطه العلمي:
            * بدأ التدريس منذ عام 1370هـ في الجامع الكبير بعنيزة في عهد شيخه عبد الرحمن السعدي وبعد أن تخرج من المعهد العلمي في الرياض عين مدرساً في المعهد العلمي بعنيزة عام 1374هـ.
            * وفي سنه 1376هـ توفي شيخه عبدالرحمن السعدي فتولى بعده إمامة المسجد بالجامع الكبير في عنيزة والخطابة فيه والتدريس بمكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع والتى أسسها شيخه عام 1359هـ .
            * ولما كثر الطلبة وصارت المكتبة لا تكفيهم صار يدرس في المسجد الجامع نفسه واجتمع إليه طلاب كثيرون من داخل المملكة وخارجها حتى كانو يبلغون المئات وهؤلاء يدرسون دراسة تحصيل لا لمجرد الاستماع - ولم يزل مدرساً في مسجده وإماماً وخطيباً حتى توفي -رحمه الله-.
            * استمر مدرساً بالمعهد العلمي في عنيزة حتى عام 1398هـ وشارك في آخر هذه الفترة في عضوية لجنة الخطط ومناهج المعاهد العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وألف بعض المناهج الدراسية.
            * ثم لم يزل أستاذاً بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم بكلية الشريعة وأصول الدين منذ العام الدراسي 1398-1399هـ حتى توفي -رحمه الله-.
            * درّس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج وشهر رمضان والعطل الصيفية.
            * شارك في عدة لجان علمية متخصصة عديدة داخل المملكة العربية السعودية.
            * ألقى محاضرات علمية داخل المملكة وخارجها عن طريق الهاتف.
            * تولى رئاسة جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة منذ تأسيسها عام 1405هـ حتى وفاته -رحمه الله-
            * كان عضواً في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للعامين الدراسيين 1398 - 1399 هـ و 1399 - 1400 هـ.
            * كان عضواً في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين بفرع الجامعة بالقصيم ورئيساً لقسم العقيدة فيها.
            * كان عضواً في هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية منذ عام 1407هـ حتى وفاته -رحمه الله-
            وكان بالإضافة إلي أعماله الجليلة والمسؤوليات الكبيرة حريصاً على نفع الناس بالتعليم والفتوى وقضاء حوائجهم ليلاً ونهاراً حضراً وسفراً وفي أيام صحته ومرضه -رحمه الله تعالى رحمة واسعة-
            كما كان يلزم نفسه باللقاءات العلمية والاجتماعية النافعة المنتظمة المجدولة فكان يعقد اللقاءات المنتظمة الأسبوعية مع قضاة منطقة القصيم وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عنيزة ومع خطباء مدينة عنيزة ومع كبار طلابه ومع الطلبة المقيمين في السكن ومع أعضاء مجلس إدارة جمعية تحفيظ القران الكريم ومع منسوبي قسم العقيدة بفرع جامعة الإمام بالقصيم.
            وكان يعقد اللقاءات العامة كاللقاء الأسبوعي في منزله واللقاء الشهري في مسجده واللقاءات الموسمية السنوية التي كان يجدولها خارج مدينته فكانت حياته زاخرة بالعطاء والنشاط والعمل الدؤوب وكان مباركا في علمه الواسع أينما توجه كالغيث من السماء أينما حل نفع.
            أعلن فوزه بجائزة الملك فيصل العالية لخدمة الإسلام للعام الهجري 1414هـ وذكرت لجنة الاختيار في حيثيات فوز الشيخ بالجائزة ما يلي:-
            أولاً : تحليه بأخلاق العلماء الفاضلة التي من أبرزها الورع ورحابة الصدر وقول الحق والعمل لمصلحة المسلمين والنصح لخاصتهم وعامتهم.
            ثانيا ً : انتفاع الكثيرين بعلمه تدريساً وإفتاءً وتأليفاً.
            ثالثاً : إلقاؤه المحاضرات العامة النافعة في مختلف مناطق المملكة.
            رابعاً : مشاركته المفيدة في مؤتمرات إسلامية كبيرة.
            خامساً: اتباعه أسلوباً متميزاً في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتقديمه مثلاً حياً لمنهج السلف الصالح فكراً وسلوكاً.
            كان -رحمه الله- على جانب عظيم من العلم بشريعة الله سبحانه وتعالى عمر حياته كلها في سبيل العلم وتحصيله ومن ثم تعليمه ونشره بين الناس يتمسك بصحة الدليل وصواب التعليل كما كان حريصاً أشد الحرص على التقيد بما كان عليه السلف الصالح في الاعتقاد علماً وعملاً ودعوة وسلوكاً فكانت أعماله العلمية ونهجه الدعوي كلاهما على ذلك النهج السليم.
            لقد آتاه الله سبحانه وتعالى ملكة عظيمة لاستحضار الآيات والأحاديث لتعزيز الدليل واستنباط الأحكام والفوائد فهو في هذا المجال عالم لا يشق له غبار في غزارة علمه ودقة استنباطه للفوائد والأحكام وسعة فقهه ومعرفته بأسرار اللغة العربية وبلاغتها.
            أمضى وقته في التعليم والتربية والإفتاء والبحث والتحقيق ولـه اجتهادات واختيارات موفقة، لم يترك لنفسه وقتاً للراحة حتى إذا سار على قدميه من منزله إلى المسجد وعاد إلى منزله فإن الناس ينتظرونه ويسيرون معه يسألونه فيجيبهم ويسجلون إجاباته وفتاواه.
            كان للشيخ -رحمه الله- أسلوب تعليمي رائع فريد فهو يسأل ويناقش ليزرع الثقة في نفوس طلابه ويلقي الدروس والمحاضرات في عزيمة ونشاط وهمة عالية ويمضي الساعات يلقي دروسه ومحاضراته وفتاواه بدون ملل ولا ضجر بل يجد في ذلك متعته وبغيته من أجل نشر العلم وتقريبه للناس.

            وقد تركزت جهوده ومجالات نشاطه العلمي - رحمه الله - فيما يلي:-
            باشر التعليم منذ عام 1370هـ إلى آخر ليلة من شهر رمضان عام 1421هـ (أكثر من نصف قرن) رحمه الله رحمة واسعة. فقد كان يدرس في مسجده بعنيزه كل يوم.
            ويدرس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج ورمضان والعطل الصيفية.
            ويدرس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
            ويدرس باستخدام الهاتف داخل المملكة وخارجها عن طريق المراكز الإسلامية.
            ويلقي المحاضرات العامة المباشرة والدروس في مساجد المملكة كلما ذهب لزيارة المناطق.
            ويهتم بالجانب الوعظي الذي خصه بنصيب وافر من دروسه للعناية به وكان دائماً يكرر على الأسماع الآية الكريمة "واعلموا أنكم ملاقوه" ويقول "والله لوكانت قلوبنا حية لكان لهذه الكلمة وقع في نفوسنا".
            ويعتنى بتوجيه طلبة العلم وإرشادهم واستقطابهم والصبر على تعليمهم وتحمل أسئلتهم المتعددة والاهتمام بأمورهم.
            ويلقي خطبه من مسجده في عنيزة وقد تميزت خطبه -رحمه الله- بتوضيح أحكام العبادات والمعاملات ومناسباتها للأحداث والمواسم فجاءت كلها مثمرة مجدية محققة للهدف الشرعي منها.
            ويعقد اللقاءات العلمية المنتظمة والمجدولة الأسبوعية منها والشهرية والسنوية.
            ويحرر الفتاوى التى كتب الله قبولها عند الناس فاطمأنوا لها ولاختياراته الفقهية.
            وينشر عبر وسائل الإعلام من إذاعة وصحافة ومن خلال الأشرطة دروسه ومحاضراته وبرامجه العلمية عبر البرنامج الإذاعي المشهور - نور على الدرب - وغيره من البرامج .
            وأخيراً توجت جهوده العلمية وخدمته العظيمة التي قدمها للناس في مؤلفاته العديدة ذات القيمة العلمية من كتب ورسائل وشروح للمتون العلمية طبقت شهرتها الآفاق وأقبل عليها طلبة العلم في أنحاء العالم وقد بلغت مؤلفاته أكثر من تسعين كتاباً ورسالة ثم لا ننسى تلك الكنوز العلمية الثمينة المحفوظة في أشرطة الدروس والمحاضرات فإنها تقدر بآلاف الساعات فقد بارك الله تعالى في وقت هذا العالم الجليل وعمره نسأل الله تعالى أن يجعل كل خطوة خطاها في تلك الجهود الخيرة النافعة في ميزان حسناته يوم القيامة.
            وقد أخذت مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية التي أنشئت هذا العام 1422هـ على عاتقها مسؤولية العناية والاهتمام بهذا التراث الضخم الذي خلفه شيخنا رحمه الله تعالى على تحقيق ذلك الهدف السامي الذي ينشده الجميع لجعل ذلك العلم الغزير متاحاً للجميع في مختلف الوسائل الممكنة باذن الله تعالى وعونه وتوفيقه.


            ملامح من مناقبه وصفاته الشخصية:
            كان الشيخ رحمه الله تعالى قدوة صالحة ونموذجاً حياً فلم يكن علمه مجرد دروس ومحاضرات تلقى على أسماع الطلبة وإنما كان مثالاً يحتذى في علمه وتواضعه وحلمه وزهده ونبل أخلاقه.
            تميز بالحلم والصبر والجلد والجدية في طلب العلم وتعليمه وتنظيم وقته والحفاظ على كل لحظة من عمره كان بعيداً عن التكلف وكان قمة في التواضع والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة وكان بوجهه البشوش اجتماعياً يخالط الناس ويؤثر فيهم ويدخل السرور إلى قلوبهم ترى السعادة تعلو محياه وهو يلقي دروسه ومحاضراته - رحمه الله تعالى - .
            كان رحمه الله عطوفاً مع الشباب يستمع إليهم ويناقشهم ويمنحهم الوعظ والتوجيه بالرفق واللين والإقناع .
            كان حريصاً على تطبيق السنة في جميع أموره.
            ومن ورعه أنه كان كثير التثبت فيما يفتي ولا يتسرع في الفتوى قبل أن يظهر له الدليل فكان إذا أشكل عليه أمر من أمور الفتوى يقول : انتظر حتى أتأمل المسألة، وغير ذلك من العبارات التي توحي بورعه وحرصه على التحرير الدقيق للمسائل الفقهية.
            لم تفتر عزيمته في سبيل نشر العلم حتى أنه في رحلته العلاجية إلي الولايات المتحدة الأمريكية قبل ستة أشهر من وفاته نظم العديد من المحاضرات في المراكز الإسلامية والتقى بجموع المسلمين من الأمريكيين وغيرهم ووعظهم وأرشدهم كما أمهم في صلاة الجمعة.
            وكان يحمل هم الأمة الإسلامية وقضاياها في مشارق الأرض ومغاربها وقد واصل -رحمه الله تعالى- مسيرته التعليمية والدعوية بعد عودته من رحلته العلاجية فلم تمنعه شدة المرض من الاهتمام بالتوجيه والتدريس في الحرم المكي حتى قبل وفاته بأيام.
            أصابه المرض فتلقى قضاء الله بنفس صابرة راضية محتسبة، وقدم للناس نموذجاً حياً صالحاً يقتدي به لتعامل المؤمن مع المرض المضني، نسأل الله تعالى أن يكون في هذا رفعة لمنزلته عند رب العالمين.
            كان رحمه الله يستمع إلى شكاوى الناس ويقضي حاجاتهم قدر استطاعته وقد خصص لهذا العمل الخيري وقتاً محدداً في كل يوم لاستقبال هذه الأمور وكان يدعم جمعيات البر وجمعيات تحفيظ القرآن بل قد من الله عليه ووفقه لجميع أبواب البر والخير ونفع الناس فكان شيخناً بحق مؤسسة خيرية اجتماعية وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.


            وفاته رحمه الله تعالى:
            رزئت الأمة الإسلامية جميعها قبيل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ بإعلان وفاة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وأحس بوقع المصيبة كل بيت في كل مدينة وقرية وصار الناس يتبادلون التعازي في المساجد والأسواق والمجمعات وكل فرد يحس وكأن المصيبة مصيبته وحده ورفعت البرقيات لتعزية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز و صاحب السمو الملكي ولي العهد وصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء -حفظهم الله- بفقيد البلاد وفقيد المسلمين جميعاً وأخذ البعض يتأمل ويتساءل عن سر هذه العظمة والمكانة الكبيرة والمحبة العظيمة التي امتلكها ذلك الشيخ الجليل في قلوب الناس رجالاً ونساء صغاراً وكباراً؟ امتلأت أعمدة الصحف والمجلات في الداخل والخارج شعراً ونثراً تعبر عن الأسى والحزن على فراق ذلك العالم الجليل فقيد البلاد والأمة الإسلامية. - رحمه الله تعالى -
            وصلى على الشيخ في المسجد الحرام بعد صلاة العصر يوم الخميس السادس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ الآلاف المؤلفة وشيعته إلي المقبرة في مشاهد عظيمة لا تكاد توصف ثم صلي عليه من الغد بعد صلاة الجمعة صلاة الغائب في جميع مدن المملكة و في خارج المملكة جموع أخرى لا يحصيها إلا باريها، ودفن بمكة المكرمة رحمه الله رحمة واسعة .
            إن القبول في قلوب الناس منة عظيمة من الله تعالى لمن يشاء من عباده، ولقد أجمعت القلوب على محبته وقبوله وإنا لنرجو الله سبحانه وتعالى متضرعين إليه أن يكون الشيخ ممن قال النبي صلى لله عليه وسلم: إذا أحب الله العبد نادى جبريل أن الله يحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض .
            وخلّف -رحمه الله- خمسة من البنين هم عبد الله وعبد الرحمن وإبراهيم وعبد العزيز وعبد الرحيم، جعل الله فيهم الخير والبركة والخلف الصالح. وبوفاته فقدت البلاد والأمة الإسلامية علماً من أبرز علمائها وصلحاء رجالها الذين يذكروننا بسلفنا الصالح في عبادتهم و نهجهم وحبهم لنشر العلم ونفعهم لاخوانهم المسلمين.
            نسأل الله تعالى أن يرحم شيخنا رحمة الأبرار ويسكنه فسيح جناته وأن يغفر له و يجزيه عما قدم للإسلام والمسلمين خيراً ويعوض المسلمين بفقده خيراً والحمد لله على قضائه وقدره وإنا لله وانا إليه راجعون وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين .
            ( من إصدارات مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية إلى موقع الشيخ بالانترنت )

            تعليق


            • #7
              ترجمة الشيخ تقي الدين الهلالي رائد الدعوة السلفية، وناصر السنة المحمدية





              هو العلامة المحدث و اللغوي الشهير و الأديب البارع و الشاعر الفحل و الرحالة المغربي الرائد الشيخ السلفي الدكتور محمد التقي المعروف بـ محمد تقي الدين ، كنيته أبو شكيب ( حيث سمى أول ولد له على اسم صديقه الأمير شكيب أرسلان ) ، بن عبد القادر ، بن الطيب ، بن أحمد ، بن عبد القادر ، بن محمد ، بن عبد النور ، بن عبد القادر ، بن هلال ، بن محمد ، بن هلال ، بن إدريس ، بن غالب ، بن محمد المكي ، بن إسماعيل ، بن أحمد ، بن محمد ، بن أبي القاسم ، بن علي ، بن عبد القوي ، بن عبد الرحمن ، بن إدريس ، بن إسماعيل ، بن سليمان ، بن موسى الكاظم ، بن جعفر الصادق ، بن محمد الباقر ، بن علي زين العابدين ، بن الحسين ، بن علي و فاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه و سلم . و قد أقر هذا النسب السلطان الحسن الأول حين قدم سجلماسة سنة 1311 هـ .

              ولد الشيخ سنة 1311 هـ بقرية "الفرخ" ، و تسمى أيضا بـ "الفيضة القديمة" على بضعة أميال من الريصاني ، و هي من بوادي مدينة سجلماسة المعروفة اليوم بتافيلالت الواقعة جنوبا بالمملكة المغربية. و قد ترعرع في أسرة علم و فقه ، فقد كان والده و جده من فقهاء تلك البلاد.



              قرأ القرآن على والده و حفظه و هو بن اثنتي عشر سنة ثم جوده على الشيخ المقرئ احمد بن صالح ثم لازم الشيخ محمد سيدي بن حبيب الله التندغي الشنقيطي فبدأ بحفظ مختصر خليل و قرأ عليه علوم اللغة العربية و الفقه المالكي إلى أن أصبح الشيخ ينيبه عنه في غيابه ، و بعد وفاة شيخه توجه لطلب العلم على علماء وجدة و فاس آنذاك إلى أن حصل على شهادة من جامع القرويين .


              ثم سافر إلى القاهرة ليبحث عن سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم، فالتقى ببعض المشايخ أمثال الشيخ عبد الظاهر أبو السمح و الشيخ رشيد رضا و الشيخ محمد الرمالي و غيرهم ، كما حضر دروس القسم العالي بالأزهر و مكث بمصر نحو سنة واحدة يدعو إلى عقيدة السلف و يحارب الشرك و الإلحاد. و بعد أن حج توجه إلى الهند لينال بغيته من علم الحديث فالتقى علماء أجلاء هناك فأفاد و استفاد ؛ و من أجل العلماء الذين التقى بهم هناك المحدث العلامة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالرحيم المباركفوري صاحب "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " و أخذ عنه من علم الحديث و أجازه وقد قرّظه بقصيدة يُهيب فيها بطلاب العلم إلى التمسك بالحديث والاستفادة من الشرح المذكور، وقد طبعت تلك القصيدة في الجزء الرابع من الطبعة الهندية ؛ كما أقام عند الشيخ محمد بن حسين بن محسن الحديدي الأنصاري اليماني نزيل الهند آنذاك وقرأ عليه أطرافا من الكتب الستة و أجازه أيضا .


              ومن الهند توجه إلى "الزبير" (البصرة) في العراق، حيث التقى العالم الموريتاني السلفي المحقق الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، مؤسس مدرسة النجاة الأهلية بالزبير، وهو غير العلامة المفسر صاحب "أضواء البيان" و استفاد من علمه، و مكث بالعراق نحو ثلاث سنين ثم سافر إلى السعودية مرورا بمصر حيث أعطاه السيد محمد رشيد رضا توصية وتعريفاً إلى الملك عبدالعزيز آل سعود قال فيها: (إن محمدا تقي الدين الهلالي المغربي أفضل من جاءكم من علماء الآفاق، فأرجو أن تستفيدوا من علمه) ، فبقي في ضيافة الملك عبد العزيز بضعة أشهر إلى أن عين مراقبا للتدريس في المسجد النبوي وبقي بالمدينة سنتين ثم نقل إلى المسجد الحرام والمعهد العلمي السعودي بمكة وأقام بها سنة واحدة . و بعدها جاءته رسائل من إندونيسيا ومن الهند تطلبه للتدريس بمدارسها، فرجح قبول دعوة الشيخ سليمان الندوي رجاء أن يحصل على دراسة جامعية في الهند ، وصار رئيس أساتذة الأدب العربي في كلية ندوة العلماء في مدينة لكنهو بالهند حيث بقي ثلاث سنوات تعلم فيها اللغة الإنجليزية و لم تتيسر له الدراسة الجامعية بها. و أصدر باقتراح من الشيخ سليمان الندوي وبمساعدة تلميذه الطالب مسعود عالم الندوي مجلة "الضياء". ثم عاد إلى الزبير (البصرة) وأقام بها ثلاث سنين معلما بمدرسة "النجاة الأهلية" المذكورة آنفا.


              و بعد ذلك سافر إلى جنيف بالسويسرا و أقام عند صديقه،أمير البيان، شكيب أرسلان ، و كان يريد الدراسة في إحدى جامعات بريطانيا فلم يتيسر له ذلك ، فكتب الأمير شكيب رسالة إلى أحد أصدقائه بوزارة الخارجية الألمانية يقول فيها : (عندي شاب مغربي أديب ما دخل ألمانيا مثله، وهو يريد أن يدرس في إحدى الجامعـات، فعسى أن تجدوا له مكانا لتدريس الأدب العربي براتب يستعين به على الدراسة) ، وسرعان ما جاء الجواب بالقبول، حيث سافر الشيخ الهلالي إلى ألمانيا وعين محاضراً في جامعة "بون" وشرع يتعلم اللغة الألمانية، حيث حصل على دبلومها بعد عام، ثم صار طالباً بالجامعة مع كونه محاضراً فيها، وفي تلك الفترة ترجم الكثير من الألمانية وإليها، وبعد ثلاث سنوات في بون انتقل إلى جامعة برلين طالباً ومحاضراً ومشرفاً على الإذاعة العربية ، وفي سنة 1940م قدم رسالة الدكتوراه، حيث فند فيها مزاعم المستشرقين أمثال: مارتن هارثمن، وكارل بروكلمان، وكان موضوع رسالة الدكتوراه "ترجمة مقدمة كتاب الجماهر من الجواهر مع تعليقات عليها"، وكان مجلس الامتحان والمناقشة من عشرة من العلماء، وقد وافقوا بالإجماع على منحه شهادة الدكتوراه في الأدب العربي.


              و أثناء الحرب العالمية الثانية سافر الشيخ إلى المغرب ، وفي سنة 1947م سافر إلى العراق و قام بالتدريس في كلية "الملكة عالية" ببغداد إلى أن قام الانقلاب العسكري في العراق فغادرها إلى المغرب سنة 1959م. و شرع أثناء إقامته بالمغرب ،موطنه الأصلي، في الدعوة إلى توحيد الله و نبذ الشرك و اتباع نهج خير القرون. و في هذه السنة (سنة 1959م) عين مدرسا بجامعة محمد الخامس بالرباط ثم بفرعها بفاس ، وفي سنة 1968م تلقى دعوة من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة آنذاك للعمل أستاذاً بالجامعة منتدباً من المغرب فقبل الشيخ الهلالي وبقي يعمل بها إلى سنة 1974م حيث ترك الجامعة و عاد إلى مدينة مكناس بالمغرب للتفرغ للدعوة إلى الله ، فصار يلقي الدروس بالمساجد و يجول أنحاء المغرب ينشر دعوة السلف الصالح. و كان من المواظبين على الكتابة في مجلة (الفتح) لمحب الدين الخطيب، ومجلة (المنار) لمحمد رشيد رضا رحم الله الجميع.




              من شيوخه رحمه الله :


              • الشيخ محمد سيدي بن حبيب الله الشنقيطي
              • الشيخ عبدالرحمن بن عبدالرحيم المباركفوري
              • الشيخ محمد العربي العلوي
              • الشيخ الفاطمي الشرادي
              • الشيخ أحمد سكيرج
              • الشيخ محمد بن حسين بن محسن الحديدي الأنصاري اليماني
              • الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (غير صاحب "أضواء البيان")
              • الشيخ رشيد رضا
              • الشيخ محمد بن إبراهيم
              • بعض علماء القرويين
              • بعض علماء الأزهر



              مؤلفات الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله كثيرة جدا و جمعها ليس بالأمر الهين لأنها ألفت في أزمنة مختلفة و بقاع شتى ، و منها :

              • الزند الواري والبدر الساري في شرح صحيح البخاري [المجلد الأول فقط]
              • الإلهام والإنعام في تفسير الأنعام
              • مختصر هدي الخليل في العقائد وعبادة الجليل :: اضغط لتحميل الكتاب ::
              • الهدية الهادية للطائفة التجانية :: اضغط لتحميل الكتاب ::
              • القاضي العدل في حكم البناء على القبور
              • العلم المأثور والعلم المشهور واللواء المنشور في بدع القبور
              • آل البيت ما لهم وما عليهم
              - :: اضغط لقراءة المقالات (1)(2)(3) (4) (5) (6) (7) (8) ::
              • حاشية على كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب
              • حاشية على كشف الشبهات لمحمد بن عبد الوهاب
              • الحسام الماحق لكل مشرك ومنافق :: اضغط لتحميل الكتاب :: :: اضغط للاستماع لشرح الكتاب ::
              • دواء الشاكين وقامع المشككين في الرد على الملحدين
              • البراهين الإنجيلية على أن عيسى داخل في العبودية وبريء من الألوهية :: اضغط لتحميل الكتاب ::
              • فكاك الأسير العاني المكبول بالكبل التيجاني
              • فضل الكبير المتعالي (ديوان شعر)
              • أسماء الله الحسنى (قصيدة) :: اضغط لقراءة القصيدة ::
              • الصبح السافر في حكم صلاة المسافر :: اضغط لتحميل الكتاب ::
              • العقود الدرية في منع تحديد الذرية
              • الثقافة التي نحتاج إليها (مقال) :: اضغط لقراءة المقال ::
              • تعليم الإناث و تربيتهن (مقال) :: اضغط لقراءة المقال ::
              • ما وقع في القرآن بغير لغة العرب (مقال) :: اضغط لقراءة المقال ::
              • أخلاق الشباب المسلم (مقال) :: اضغط لقراءة المقال ::
              • من وحي الأندلس (قصيدة) :: اضغط لقراءة القصيدة ::




              في يوم الإثنين 25 شوال 1407هـ الموافق لـ 22 يونيو 1987م أصيبت الأمة الإسلامية بفاجعة و مصيبة يصعب على القلم وصفها ، و هي مصيبة موت الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله و ذلك بمنزله في مدينة الدار البيضاء بالمغرب. و قد شيع جنازته جمع غفير من الناس يتقدمهم علماء و مثقفون و سياسيون.


              و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى اِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا، فَاَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَاَضَلُّوا " (رواه البخاري)
              فنسأل الله الكريم أن يرحم الشيخ رحمة واسعة و يدخله فسيح جناته


              و هذه هي خاتمة الشيخ محمد تقي الدين الهلالي :
              حدثنا رجل ممن جالس الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله و زاره الشيخ في بيته و هو السيد عبد الإله الشرقاوي(*) الرباطي (و هو مقيم بالمغرب حاليا) أن ابن عم الشيخ المعروف في المغرب بــ "الهلالي" حدثه بما يلي :
              كان الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله في أواخر أيام حياته مريضا طريح الفراش و كان لا يستطيع أن يتوضأ فكان يتيمم ؛و كان رحمه الله لا يرى التيمم بالحجر بل يتيمم بالتراب إذ كان له بمنزله كيس يملؤه بالتراب لذلك الغرض، و إذا قيل له تيمم بالحجر قال لا هذا فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم (يعني التيمم بالتراب).و ذات يوم قال لأهل بيته إيتوني بوَضوء فقالوا له أنت لا تستطيع التوضؤ فتيمم ، لكنه أصر على الوضوء فأتوه بوضوء.فتوضأ رحمه الله و صلى ركعتين و استلقى على الفراش و قال لمن كان ببيته من يجيد منكم قراءة القرآن ، فقرأ عليه أحدهم سورة ياسين و هو ينصت حتى أتمها؛ثم قال له الشيخ رحمه الله أعد القراءة من قوله تعالى :
              { أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ }
              فأعاد القارئ القراءة إلى أن انتهى من قوله تعالى :
              { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ }
              فرفع الشيخ إصبعه إلى السماء (يعني و كأنه يقول : الله هو الذي يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) ففاضت روحه من حينها ، فرحمه الله رحمة واسعة و رزقنا و إياكم حسن الخاتمة. آمين.


              * و يرجع الفضل في حصولنا على هذا النبأ بعد الله عز و جل إلى الأخ الفاضل أبو المحاسن محسن المغربي جزاه الله خيرا ، فهو الذي حدثنا عن السيد عبد الإله الشرقاوي فاتصلنا بهذا الأخير فحدثنا به.




              الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
              قال الشيخ ابن باز، رحمه الله، في مفكرته (تحفة الإخوان)، الذي سجله بعدما بلغه خبر وفاة الشيخ الهلالي، كتب:
              تُوفي الشيخ العلامة الدكتور محمد تقي الدين بن عبدالقادر الهلالي الحسنيّ، في الدار البيضاء بالمغرب، في يوم الثلاثاء الموافق 27 شوال، عام 1407هـ فرحمه الله، رحمةً واسعةً وضاعف له الحسنات.

              وكان مولده في محرم من عام 1311هـ أخبرني بذلك رحمه الله، مشافهة في المدينة، وبذلك يكون قد عاش، (97) سبعة وتسعين عاماً، إلا شهرين وأياماً.

              وكان عالماً فاضلاً، باذلاً وسعه في الدعوة إلى الله سبحانه، أينما كان، وقد طوّف في كثير من البلاد، وقام بالدعوة إلى الله سبحانه: في أوروبا مدّة من الزمن، وفي الهند وفي الجزيرة العربية.

              ودرّس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وله مؤلفات منها (الهدية الهادية للفرقة التيجانيّة)، وكان أول حياته تيجانياً، ثم خلّصه الله منها، ورد على أهلها، وكشف عوارها، ومن مؤلفاته الأخيرة: (سبيل الرشاد).
              وقد خلَّف ابنين وبنتين أو ثلاثاً، وفقهم الله وأصلح حالهم، وقد صلَّى عليه جمٌّ غفيرٌ، ودُفِنَ في مقبرة الدار البيضاء، جمعنا الله به في دار الكرامة، وخلفه على المسلمين بأحسن الخلف قالالشيخ بن باز الشيخ تقي الدين الهلالي ،

              رحمهما الله ، من المجددين و من دعاة الدعوة السلفية

              تعليق


              • #8

                الشيخ عبدالرحمن السعدي ( 1307-1374هـ )

                هو الشيخ أبو عبد الله عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر السعدي من آل سعدي من الحمران من قبيلة النواصر أحد قبائل تميم، ولد في بلدة عنيزة في القصيم، وذلك يوم 12 محرم عام ألف وثلاثمائة وسبع من الهجرة النبوية الشريفة، وتوفيت أمه وله من العمر أربع سنون، وتوفي والده وهو في السابعة، فتربى يتيما ولكنه نشأ نشأة حسنة، وكان قد استرعى الأنظار منذ حداثة سنه بذكائه ورغبته الشديدة في التعلم.

                قرأ القرآن بعد وفاة والده ثم حفظه عن ظهر قلب، وأتقنه وعمره أحد عشر سنة، ثم اشتغل في التعلم على علماء بلده وعلى من قدم بلده من العلماء، فاجتهد وجد حتى نال الحظ الأوفر من كل فن من فنون العلم، ولما بلغ من العمر ثلاثا وعشرين سنة جلس للتدريس فكان يتعلم ويعلم، ويقضي جميع أوقاته في ذلك حتى أنه في عام ألف وثلاثمائة وخمسين صار التدريس ببلده راجعا إليه.

                كان ذا معرفة تامة في الفقه، أصوله وفروعه. وله اليد الطولى في التفسير، وألف تفسيرا جليلا في عدة مجلدات.
                وقد تخرج عليه أعداد كبيرة من الطلاب الذين صاروا بعد ذلك ممن يشار إليهم بالبنان.

                كما ترك رحمه الله عدداً كبيراً من المؤلفات النافعة في التفسير، والحديث، والأصول، والعقيدة، والفقه، والآداب ونحو ذلك.

                من مؤلفاته:
                • تفسير القرآن الكريم المسمى "تيسير الكريم المنان" في ثماني مجلدات.
                • إرشاد أولي البصائر والألباب لمعرفة الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب.
                • الدرة المختصرة في محاسن الإسلام.
                • القواعد الحسان لتفسير القرآن.
                • الحق الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين.
                • وجوب التعاون بين المسلمين، وموضوع الجهاد الديني.
                • القول السديد في مقاصد التوحيد.


                لاحول ولاقوة إلا بالله

                تعليق

                يعمل...
                X