إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

زيارة للمواقع الأثرية في منطقة الجوف ...

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زيارة للمواقع الأثرية في منطقة الجوف ...

    1 ــ الموقع الجغرافي :

    تقع منطقة الجوف بين خطي طول 42.37 وعرض 32.29 وهي في الجزء الشمالي الغربي من المملكة العربية السعودية و تمتد من منطقة حائل شرقاً وحتى الحدود الأردنية غرباً ومن منطقة تبوك جنوباً وحتى منطقة الحدود الشمالية غرباً ، اما سطح المنطقة فهو منخفض ويبدأ في الانحدار من الشرق إلى الغرب ، حيث يتراوح ارتفاع السطح من 1200 متر إلى 300 متر فوق سطح البحر . وتشغل منطقة الجوف مساحة 258000متر مربع من ارض المملكة ويبلغ عدد سكانها 290000 نسمة موزعين على مدن ومحافظات ومراكز وقرى المنطقة المنتشرة على تلك المساحة .

    وسميت الجوف بهذا الاسم لأن أرضها منخفضة عما حولها ، وهي تسمية قديمة أطلقت على المنطقة ، والأرض المنخفضة تسمى الجوبة ، والجوبة هي الحفرة أو المكان الواطئ، كما أنها تسمى النقرة ، وقد أطلق على ( الجوف ) قديماً ( وادي النفاخ ) .



    2 ــ الأهمية الأثرية والتاريخية :

    تعتبر منطقة الجوف من المناطق الغنية بالتراث الحضاري والموروث الثقافي و الأثري الكبير ، حيث إن الزائر للمنطقة يجد فيها التنوع التاريخي بكافة فتراته ، كما أن دلائل الاستقرار في المنطقة ترجع إلى ما قبل التاريخ ، و يُتعرف على ذلك من خلال النظر إلى أقدم المواقع الأثرية في المنطقة وهو موقع " الشويحطيه " و الذي يرجع تاريخه للعصر الحجري القديم " عصر الألدوان " ويــؤرخ إلى مابين مليون وثلاثمائة الف سنة إلى مليون سنة مضت قبل ميلاد المسيح عليه السلام ، يعقبه في القدم موقع أعمدة الرجاجيل والذي يرجع إلى فترة العصر النحاسي أي الألف الرابع قبل الميلاد .

    إن الميزة التي تمتعت بها الجوف، من ناحية موقعها بالقرب من مدخل وادي السرحان وعلى مداخل الجزيرة العربية وسورية والعراق، جعلها بالضرورة شريكاً مهماً في الحركة التجارية، التي ازدهرت قبل الإسلام . كما ظهرت منطقة الجوف على مسرح تاريخ المدن في العهد الآشوري، وهناك نصوص مكتوبة ومفصلة تتحدث عنها تعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد. وتقدم هذه النصوص صورة العلاقات السياسية بين هذه المنطقة والأجزاء الأخرى من العالم القديم.

    وتشير المصادر الآشورية إلى دومة الجندل بـ (أدوماتو)، أو (أدومو)، كما تشير إلى وقوعها ضمن ممتلكات قبيلة قيدار العربية، كما تبدأ الإشارة الى دومة الجندل في القرن الثالث الميلادي في عهد الملكة العربية الشهيرة (زنوبيا)، ويبدو أن هذه الملكة غزت دومة الجندل، لكن قلعة المدينة كانت حصينة بحيث لم تتمكن من اقتحامها فارتدت خائبة، وقالت مقولتها الشهيره » :تمرد مارد وعز الأبلق»، ومارد هذا هو قصر مارد في دومة الجندل، والأبلق قصر مشهور في تيماء. كما ظهرت المدينة مرة أخرى في السجل التاريخي في القرن الخامس الميلادي عندما سيطر عليها الملك العربي امرؤ القيس، وتبع ذلك ظهور مملكة الأكيدر. عند زيارتنا للمواقع الأثرية في منطقة الجوف كان تركيزنا على المواقع الأثرية الموجودة في محافظة سكاكا ومحافظة دومة الجندل .

    وتبعد محافظة سكاكا عن دومة الجندل حوالي 50 كم ، الجدير بالذكر بأن لكل محافظة طابع متميز عن الأخر كما أن كل محافظة تزخر بالمواقع الأثرية والحضارية والتراثية الخاصة بها ، حيث يرى الزائر سرد تاريخي للمنطقة بدايتاً بالعصور الحجرية القديمة بحقبها وعصور ما قبل الإسلام وما بعده وحتى الدولة السعودية الثالثة ، وهي تحكي قصصاً شهدت عملية تفاعل حضاري كبير تركت أثرها واضحاً في آثارها الباقية سواءً المعمارية منها أو الكتابية أو الآثار المنقولة .



    3. المواقع الأثرية :

    1،3ـ موقع قلعة زعبل /

    يقع على خط الطول 040.12.088 ودائرة العرض 29.59.589 وهي عبارة عن قلعة على قمة جبل لها أربعة أبراج في زواياها الغير منتظمة الشكل بحكم تكوينات الجبل وضيق واتساع ناحية عن الأخرى ولها سور مبني من الحجر والطين وهو ذو زخرفة طينية هندسية يبلغ ارتفاعه مترين تقريباً ، كما يوجد داخل القلعة غرفتين مبنية من الطين والحجارة ومسقوفه بجذوع الأشجار المكونة من النخيل و الأثل وجريد النخيل المتوفر في المنطقة احد هذه الغرف قائم في وسط القلعة تم بناءه على تكوين صخري مرتفع والغرفة الثانية تقع على يسار الداخل إلى القلعة ومقابلها خزان ماء محفور في الصخر بعمق 80 سم تقريبا وطول متر × متر تقريبا ، كان يستخدم لحفظ المياة في حالة التحصن بداخل القلعة ويتم الوصول إلى القلعة عن طريق درج شبه ملتوي مبني من الحجر يضيق كلما اتجهنا إلى الأعلى ، و عند الدخول للقلعة تشاهد على اليسار " جبل برنس " وهو بالقرب من قلعة زعبل في الجهة الشمالية الغربية منها و في أسفل الجبل توجد مقبرة قديمة محاطة بسور منخفض تحمل نفس الاسم . ( وقد تعلل تسمية الجبل بهذا الاسم لتطاوله وتدرجه الحاد من أسفله إلى أعلاه ، وقد نحتت عليه أشكال لثلاثة عشر امرأة يرتدين أغطية للرأس بالإضافة إلى عدد قليل من الرسومات للحيوانات ). والجدير بالذكرأن القلعة تطل على حي وبلدة قديمة في الأسفل ، إلى جانب المزارع القديمة . كما تشهد القلعة ترميمات قائم العمل بها . و بسبب قوة تحصيناتها صعب الوصول إليها، ويتداول الأهالي قصصا أسطورية عن هذه القلعة ووقوفها صامدة في وجه الغزاة الذين أرادوا هدمها لأهميتها الإستراتيجية والحربية .



    ،3 ــ بئر سيسرا /

    تقع على خط الطول 040.11.987 ودائرة العرض 29.59.625 بالقرب من قلعة زعبل على بعد 200 متر تقريباً في الجنوب الغربي وهي عبارة عن بئر منحوته في الصخر أبعاد فتحتها ما بين 8 × 9 م أما عمقها فيتمد إلى نحو 15 م تقريباً و مطوية بالحجارة من الأعلى و ذات فوهة واسعة وبها درج منحوت يصل إلى اسفل البئر وبها نفق في الجهة الشرقية من قاع البئر يغذي المزارع التي تقع في مكان منخفض من المدينة على بعد ثلاثة كيلومترات ، وقد جفت البئر منذ زمن قديم ويعود تاريخها للعصر النبطي ، كما تعتبر بئر سيسرا أحد ابرز آثار المنطقة، والتي تعود تسميتها للقائد العسكري الكنعاني سيسرا والذي حارب اليهود في فلسطين وكان قائداً لجيش الكنعانيين ويرد ذكر اسمه في النصوص التوراتية والمسيحية على أنه عدو لليهود . ويربط البعض بين اسم ( سيسرا ) الشائع واسم ( سيسار ) وهو الترجمة الإنجليزية لاسم قيصر ( سيزور ) المعرب.



    ،3 ــ غار حضرة : وبعض الرسومات الصخرية /

    يقع على خط الطول 040.11.923 ودائرة العرض 29.59.443 ويقع جنوب بئر سيسرا بحوالي 200 م وهو عبارة عن غار منحوت داخل تل جبلي وتوجد فتحات دائرية صغيرة منتظمة في جدرانه وطريقة النحت تشبه إلى حد كبير نحت الثموديين في مدائن صالح . وقد تحدث عن الشيخ حمد الجاسر فقال : ( يتناقل أهل الجوف أن في سفح الحصن " يعني زعبل " قبراً أو مقاماً لأول صحابي يدعى [ حضرة ] وفد إلى هذه البلاد يدعونه باسم غريب لم أجده في أسماء الصحابة ، وقد يكون هذا الرجل أقدم عهداً مما تصوروا ) . الجدير بالذكر أن الغار يعلوه في جهة اليمين بعض الرسومات والمخربشات الصخرية ، وهي عبارة عن صورة جمل وصورة رجل يركب الجمل وكذلك صورة لرجلان ممسكان بأيديهما ، وهي تشبه حالة اللعب أو الرقص إلى جانب بعض الوسوم والأشكال المنحوته المجردة .



    3.4 ــ موقع الطوير /

    يقع على خط الطول 040.12.392 ودائرة العرض 29.54.797 جنوب مدينة سكاكا وهو عبارة عن مدينة قديمة غطتها الكثبان الرملية ، كما أن الطوير موقع كبير يمكن أن يقسم إلى " أ " و " ب " يمر عليه ويقطعه طريق المطار . تنتشر عليه الكسر الفخارية الكثيرة والمتنوعة بشكل ملحوظ ، هناك أنماط وأشكال كثيرة تتباين فيما بينها بنوع العجينة وطريقة الحرق والزخرفة ، إلى جانب الخزف بأنواعة المطلي بالبريق المعدني ، والقسطيري .. ويعود تاريخها للقرن الأول قبل الميلاد.

    كما يلاحظ وجود جدار مبني من الحجر والطين ظاهر على سطح الأرض ربما يشعرنا بوجود التنوع الطبقي في الموقع ، وكذلك وجود مدينة في هذا الموقع .

    ومن الملاحظ أن الزحف العمراني يتسع بجانب الموقع مما قد يؤدي إلى حصول تعديات ، او تخريب للموقع .




    3.5 ــ أثار الرجاجيل " الأحجار المنصوبة " /

    تقع الأحجار المنصوبة على خط الطول 040.13.199 ودائرة العرض 29.48.664 إلى الجنوب من مركز قارا بحوالي 5 كم . كما أن ( الموقع فوق مرتفع يشرف على مساحة كبيرة منخفضة تقع إلى الشمال منه ، وتبلغ مساحة الموقع الحالي حوالي 300 م × 500 م مع وجود امتداد له في جهة الغرب حيث يوجد عدد من المجموعات الحجرية المنفصلة عن الموقع الرئيسي ) [1]. ويتكون الموقع من حوالي خمسين مجموعة من الأعمدة الحجرية القائمة والمائلة والساقطة ، ويختلف عدد الأعمدة في كل مجموعة عن المجموعات الأخرى ، وتبدو الأعمدة الحجرية متراصة في خط مستقيم . إن ارتفاع الأعمدة حسب وضع المجموعة ، فبعض الأعمدة يرتفع لأكثر من 3.5 م ، في حين أن بعضها الأخر لا يتعدى ارتفاعه 50 سم ، بسبب سقوط الأجزاء العلوية لبعض هذه الأعمدة ، وأما سماكة الأعمدة فتبلغ 75 سم . كما يوجد كتابات على بعض الأعمدة . يرجع تاريخ الموقع إلى فترة العصر النحاسي أي الألف الرابع قبل الميلاد

    طبيعة هذه الأعمدة وما هيتها ؟ يعتقد بأنها تشكل موقع ديني بالدرجة الأولى أو عبارة عن مقابر بالدرجة الثانية . ونأمل أن تكشف لنا الأبحاث والتنقيبات أسرار ذلك الموقع . الجدير بالذكر أن موقع الرجاجيل يشبه إلى حد ما موقع " ستون هنج " الواقع على مسافة ثمانية أميال من " سالزبري " بإنجلترا ، وهو معبد بني من مجموعة من الحجارة الضخمة التي صنعت بشكل دائري ، وتعلوها ألواح حجرية ضخمة .




    6 ــ موقع الشويحطية /

    يقع على خط الطول 040.09.110 ودائرة العرض 30.17.000 وهو على بعد 45 كم تقريباً إلى الشمال من سكاكا وتمتد في وادي واسع شمال قرية الشويحطية ويعتبر موقع الشويحطية أقدم موقع أثري في المملكة حتى الأن إذ انه يصل عمره من مليون وثلاثمائة ألف سنة إلى مليون سنة قبل الميلاد ، ويعود إلى عصر الألدوان ، في العصور الحجرية القديمة ، لقد كشفت فرق المسح الميدانية قرابة 16 مستوطنة ، وجد على ارضها حوالي 2000 قطعة من الأدوات الحجرية منها : السكاكين الحجرية ، المطارق ، رؤوس السهام ، وبعض الأدوات المتعددة الأسطح والكروية ، وقد تم تسوير المنطقة لحمايتها بواسطة صبات كبيرة نصبت بشكل مستقيم وعلى مسافات كبيرة عند الدخول للموقع .

    كما يوجد على أطراف الموقع هضبة صغيرة عليها رسومات صخرية لجمال ووعل ومظاهر صيد ، وصورة لثلاثة رجال يركبون على الجمال إلى جانب مخربشات وخطوط هندسية مستقيمة وقائمة على ثلاث قوائم يمكن أن تكون وسوم أو رسم غير مكتمل وهي بهذا الشكل الغير منتظم تقريباً :

    إحداثيات الرسوم الصخرية/ خط الطول 040.09.279 ودائرة العرض 30.17.058




    7 ــ قلعة مارد /

    تقع على خط الطول 039.50.000 ودائرة العرض 29.48.000 ويرجع تاريخ مدينة دومة الجندل وقلعة مارد إلى أكثر من ألفي عام عندما ورد ذكرها في مدونات من العصر الأشوري خصوصاً أن هناك نصوصاً مكتوبة ومفصلة تتحدث عن الجوف وتعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد وتحدثت تلك النصوص عن مدينة دومة الجندل بوصفها عاصمة لعدد من الملكات العربيات مثل تلخونو وتبؤة وتارابوا وزبيبة وسمسي، حتى أن تغلث فلاشر الثالث وسرجون الثاني في ذكرهما للجزية التي أرسلها لهما ملوك الدول المجاورة يضعان الملكة سمسي على مستوى واحد مع فرعون مصر وإن آمار السبئي وهذا المركز الرفيع الذي تبوأته دومة الجندل يمكن أن يفسره القول بأن بعض الآلهة مثل "دلبات وأشتار اتارسامين" كانت لها تبعية وامتياز عظيمان في شمال الجزيرة العربية في ذلك الوقت ومن المعروف أنه كان لدلبات معبد هام في دومة الجندل، ولكن النصوص لم تحدد الزمن الذي بنيت فيه قلعة مارد أو من قام ببنائها. ويذكر الرحالة الواس موسيل أن الملكة سمسي ملكة دومة الجندل قد أثارت نقمة الحاكم الآشوري "تغلات فالشر 732قبل الميلاد" بعد مساعدتها لملك دمشق ضد الأشوريين فما كان منه إلا أن جهز حملة عسكرية لأخضاع المملكة العربية، وقد ذكر النص الأشوري أن الملكة سمسي قد اصيبت بخسائر فادحة جداً إذ قتل ألف ومائة رجل وثلاثون ألف جمل وعشرون ألفاً من الماشية، وقد دعم خبر الانتصار هذا بأن صوراً على اللوح الذي ورد فيه الخبر منظر فارسين اشوريين يحملان رمحين ويتعقبان أعرابياً راكباً جملاً، وتحت أعقاب الفارسين وأمامهما جثث الأعراب الذين خروا صرعى على الأرض. وقد ذكر أن الاشوريين وجهوا اهتمامهم إلى دومة الجندل مرة أخرى حينما هاجم الملك سنحاريب دومة الجندل سنة 689قبل الميلاد، كما هاجم البابليون المدينة كالهجوم الذي شنه الملك البابلي "نبوخذ نصر" على قبيلة قيدار والهجوم الذي شنة الملك البابلي نابونيد 539/56 قبل الميلاد على دومة الجندل في السنة الثالثة من حكمه. ويذكر المؤرخون أن الملكة العربية الشهيرة زنوبيا التي حكمت تدمر بين 267و 272م قد غزت دومة الجندل لكن قلعة المدينة كانت حصينة بحيث لم تتمكن من اقتحامها فعادت من حيث أتت وقالت قولتها الشهيرة: "تمرد مارد وعز الأبلق". وقلعة مارد عبارة عن قلعة مسورة تنصب على مرتفع يطل على مدينة دومة الجندل القديمة وأعيد بناء بعض أجزائها إلا أن القسم الأكبر منها ظل على حالته منذ إنشائها في قديم الزمان، وشكل البناء الأصلي مستطيلا إلا أن بعض الإضافات بما فيها أبراج مخروطية أحدث في أزمنة متأخرة والجزء السفلي من هذا البناء بني من الحجارة أما الجزء العلوي فهو من الطين. وقد كشفت الحفريات القليلة والتي جرت على الجزء الأسفل من القلعة عام 1976م عن بعض الخزفيات النبطية والرومانية التي ترجع إلى القرنين الأول والثاني بعد الميلاد . وفي كتابه في شمال غرب الجزيرة العربية قال علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر عن قلعة مارد: لقد تجولت بكل ما يحيط بالحصن من بنايات فشاهدت أن هذا الحصن يقع على جبل أو تل صخري بمعنى أصح يطل على الجوف من الجهة الغربية ممتداً نحو الشرق حيث تقع شرقه وشماله أرض منخفضة تنتشر فيها بساتين البلد وبعض قصوره القديمة وتقع بجوار الصحن، والحصن يسيطر على الأمكنة الواقعة حول الجوف بحيث يشاهده كل من يقدم إليه من أي جهة من مسافات بعيدة، والحصن مرتفع ارتفاعاً شاهقاً وهو مبني من الصخر القوي. وأشار الدكتور جواد علي في كتابه المفصل إلى وجود كتابات ثمودية يظهر عليها أثر عبادة صلم وقال ان مدينة تيماء كانت من أهم الأماكن التي كانت تقدس هذا الوثن حوالي سنة 600قبل الميلاد ويرمز أهل تيماء إلى صلم برأس ثور، ووجد هذا الرمز على النقوش الثمودية كما وجدت أسماء بعض الآلهة التي كانت ثمود تعبدها وهناك وصلات ثقافية ودينية بين تيماء وثمود وورد اسم صلم في النقش الروماني الذي عثر عليه في دومة الجندل، ويقول عبدالله التميم في كتابه صور تاريخية عن حضارة الجوف ان عصر بناء القلعة هو عصر حياة أمة تتصف بقوة جبارة وقد يكون لثمود قوم صالح عليه السلام دور في بناء بعض منه. والحصن عبارة عن ابنية وقلاع وحصون وشيدت ابراج المراقبة على امتداد الحصن من قطع حجرية صلبة تستطيع الاحتفاظ بلونها الأحمر الفاتح لأزمنة طويلة من دون ان ينالها أي تغيير، والمنطقة كانت محصنة بسور من الحجر لصد هجمات الغزاة والدخول إليها يتم عن طريق مدخليها الرئيسيين أحدهما قرب الحصن في الجنوب والآخر من جانب البرج في الشمال، ولهما بابان قويان ومصاريعهما واقفالهما حديد وشدت حولهما سلاسل حديد.

    وبعد ظهور الإسلام كانت الغزوة الأولى لدومة الجندل التي قادها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه في السنة الخامسة للهجرة "626م "لكن سكانها فروا بعد سماعهم بتقدم المسلمين، أما الغزوة الثانية لدومة الجندل فقد كانت في السنة السادسة للهجرة "628"م وهناك رواية عن سبب هذه الهجرة تقول والظاهر ان شرهم لم ينقطع عن تجار المدينة حتى اضطر الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" أن يرسل إليهم سرية عليها عبدالرحمن بن عوف. والثانية لدومة الجندل لكن يبدو أن السلام لم يستقر فيها فجاءت الغزوة الثالثة في السنة التاسعة للهجرة "630"م، ويظهر أن الأكيدر حاكم دومة الجندل وعامل الامبراطور البيزنطي هرقل واصل تعرضه للقوافل التجارية إلى المدينة المنورة بسبب اعراض التجار عن التوقف في مدينته ووجه الرسول صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد على رأس غزوة إلى دومة الجندل في السنة التاسعة للهجرة يرافقه أربعمائة وعشرون فارساً، وكانت تبوك منطلقاً للغزو، ويختلف المؤرخون فيما حققته هذه الغزوة فمنهم من يقول إن خالداً قد اخضع دومة الجندل وأخذ ملكها أسيراً فيها. وتقول رواية أخرى أن خالد بن الوليد أطلق الاكيدر ليقوم باقناع أخيه حسان الذي كان لا يزال معتصماً داخل القلعة بفتح أبوابها للمسلمين إذ قيل أن أسر الأكيدر تم أثناء قيامه بمطاردة بقرة وحشية خارج القلعة، وقد عد الأكيدر من ذوي الشأن في عصره فقد قال الجاحظ: ان من القدماء في الحكمة والرياسة والخطابة عبيد بن شربه الجرهمي واسقف نجران، وأكيدر صاحب دومة، وكانت توجد لدومة الجندل علاقة بالقوتين العظميين آنذاك الفرس والبيزنطيين وتوجد رواية تصف كيف أن الأكيدر أهدى الرسول صلى الله عليه وسلم جبة من صنع الساسانيين.

    من الملاحظ أن القلعة في طور الترميم لبعض الأجزاء الخارجية والداخلية منها والزائر للقلعة تأخذه رهبة المكان ، وهذا دليل على قوة تحصينها واكتفائها بوجود الآبار داخلها وهناك بئر يصعد حتى قمة القلعة ببناء حجري دائري . وإلى جانب القلعة هناك مسجد عمر بن الخطاب وكذلك الحي القديم " حي الدرع " وسوف نتطرق لها في حديث خاص في هذا التقرير .




    8 ــ مسجد عمر بن الخطاب /

    ينسب بناؤه إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويتميز بمئذنته الفريدة من نوعها في الجزيرة العربية والتي يقول بعض المؤرخين أنها أول مئذنة في الإسلام ، يبلغ ارتفاعها حوالي 12.7 م وتقع في الركن الجنوبي الغربي للمسجد وتبرز عن مستوى جدار القبلة ، كما أن للمئذنة خمسة مستويات : المستوى الأرضي ، ويشكل قاعدة البناء ، وهو بناء حجري مصمت يخترقة ممر ضيق تعلوه طنف حجرية ضخمة تحمل المستويات العليا . والمستوى الثاني ، ويتم الوصول إليه عن طريق مدخل المئذنة الذي يقع في الجدار الشمالي ، ويرتفع عن مستوى أرضية المسجد بحوالي 3.5 م ويتصل المدخل بسلم حجري منكسر . ويبلغ ارتفاع مدخل المئذنة 1.5 م وعرضه 58 سم ويؤدي المدخل إلى الحيز الداخلي للمستوى الثاني الذي يبلغ طول ضلعه 1.7 م ، إذ يتصل المستوى الثاني بالمستوى الثالث من خلال سلم حجري لولبي يلتصق بالجدران الداخلية ويتوقف هذا السلم الحجري عن المستوى الرابع نظراً لضيق الحيز الداخلي للمئذنة ، واستعيض عنه بسلسلة من الحجارة البارزة المنبثقة من جدار المئذنة ، وتسمح بالصعود للمستويين العلويين .وتفتح في الجدران الخارجية للمستويات العلوية أربع نوافذ ، متباينة أحجامها ، في كل مستوى . والغرض من هذه النوافذ أو الفتحات ربما كان لتخفيف ضغط الهواء على المئذنة ، بالإضافة لوظيفة التهوية وتوزيع صوت الأذان في جميع الاتجاهات . وتعتبر المئذنة المربعة ذات طابع فريد يشبه طراز المآذن الإسلامية المبكرة التي ظهرت في بلاد الشام خلال العصر الأموي ، ويأخذ تخطيط المسجد مسقطاً مستطيل الشكل تقريباً طوله من الغرب إلى الشرق 32.5 م ، وعرضه من الجنوب إلى الشمال 18 م ، ويتكون المسجد من رواق القبلة و الجزء الخلفي للصحن مصلى صغير ذو محراب مجوف بارز . ويتكون المسجد من 29 دعامة ، منها عشرة أعمدة داعمة في الصف الأول و تسعة أعمدة في الصف الثاني والثالث . وقد شيدت من الحجارة والطين والمونة .




    9 ــ حي الدرع /

    يقع حي الدرع بجانب مسجد عمر بن الخطاب t و قلعة مارد إذ انه الحي القديم لدومة الجندل . يعتبر حي الدرع أحد الآثار الباقية من مدينة دومة الجندل القديمة والتي سلمت من معاول الهدم التي طالت سوق دومة الجندل التاريخي قبل حوالي 25عاماً.. ويذكر الدكتور خليل المعيقل أن منشآت الحي تعود إلى العصر الإسلامي الوسيط لكنها تقوم على طبقات أثرية وأساسات تعود إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد. ويتميز الحي بعقوده الحجرية ومبانيه الحجرية وأزقته ووقوعه بين البساتين ومسارب الماء التي كانت تؤمن الحياة لساكني الحي من العيون القريبة. وفي حي الدرع العديد من المنازل والتي نأمل أن تحظى بالعناية والترميم . ومن الجدير بالذكر أن الحي قائم على انقاض احياء سابقة العهد ويتضح ذلك من خلال تعدد الطبقات و كذلك ظهور الطريق القديم للحي تحت المباني القائمة حالياً ، فنوصي بتوثيق كل مبنى على حده حتى لا تتداخل المباني عند عمل حفرية في الموقع وتضيع الفائدة من معرفة التسلسل التاريخي للموقع .




    10 ــ سور دومة الجندل /

    يعد سور دومة الجندل من الآثار التاريخية القديمة في مدينة دومة الجندل ، وهو لا يزال موجوداً كأحد الشواهد التاريخية التي تتميز بها المنطقة ويقع هذا السور بالجهة الغربية من مدينة دومة الجندل ، ويبلغ ارتفاعه حوالي 4.5 أمتار ونصف المتر ، وهو مبني من الحجر على نفس النمط الذي بنيت به قلعة مارد ، حيث توجد أسوار وأبراج مستطيلة الشكل لها فتحتان وهذه الأبراج ملحقة بالسور المدعم بجدار من الطين من الداخل . وعن هذا السور يقول ياقوت الحموي : فأما دومة فعليها سور يحصن به وفي داخل السور حصن منيع يقال له مارد وهو حصن أكيدر الملك بن عبد الملك بن عبد الحي بن أعيا بن الحارث بن معاوية بن خلاوة بن إمامة بن سلم بن شكامة بن شبيب بن السكون بن أشرس بن ثور بن عقير وكندة السكوني الكندي .




    للأستاذ/ ثامر عوض المالكي
    ===========================
    اللهم أرزقني الصحة والعافية
    ===========================

  • #2
    مشكور على المعلومات الجميله اخي سعودي وعلى النقل الرائع

    وفقك الله
    [center][b][center][B][CENTER][B][CENTER][SIZE=5]لا اله الا الله الحليم الكريم لا اله الا الله العلي العظيم لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم


    استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه [/SIZE][/CENTER]
    [/B]


    [URL="http://www.0zz0.com"][IMG]http://www10.0zz0.com/2009/04/13/15/628668140.jpg[/IMG][/URL]





    [gdwl][CENTER][SIZE=4][COLOR=red]لمن أراد أن تغفر ذنوبه كلها أدخل هذا الرابط[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
    [CENTER][SIZE=4][COLOR=red][URL="http://www.shbab1.com/2minutes.htm"][COLOR=#22229c]http://www.shbab1.com/2minutes.htm[/COLOR][/URL][/COLOR][/SIZE][/CENTER]
    [/gdwl]
    [/CENTER]
    [/B]

    تعليق


    • #3
      مزضوع جيد
      حبذا لو أرفقت معه بعض الصور فالصورة أفضل
      من عشارت الأسطر في بعض الأحبان
      سبحانك اللهم و بحمدك
      أشهد أن لا إله إلا أنت
      أستغفرك وأتوب إليك

      تعليق


      • #4
        اخــــــــــي ســـــــعـــــودي


        شــــكــــرآ عــلــي الــنــقـــل الــرائــــع والــمــعــــلـــومــــات


        الـــقـــيــــمـــــه والــمـــفـــيــــــده


        اســـأل الله لــك الـــتــــــوفـــــيــــــق والــنــــجــــــاح

        تعليق

        يعمل...
        X