إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجن

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجن

    أصناف الجن
    قال أبوالقاسم السهيلى : الجن ثلاثة أصناف كما جاء في حديث صنف على صور الحيات , وصنف على صور كلاب سود, وصنف ريح طيارة, أو قال هفافة ذو أجنحة , وزاد بعض الرواة صنف يحلون وظعنون وهم السعالى(قال) ولعل هذا الصنف هو الذي لايأكل ولايشرب ان صح أن الجن لا تأكل ولاتشرب , يعني الريح الطيارة,( قلت) روى ابن ابي الدنيا في كتاب "مكايد الشيطان" فقال :حدثنا الحسين بن على ابن الاسود العجلي ثنا أبو شامةثنا يزيد بن سفيان أبو فروة الرهاوي ثنا أبو منيب الحمصي عن يحيى بن كثير عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله علية السلام "خلق الله تعالى الجن ثلاثة أصناف صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض , وصنف كالريح في الهوى , وصنف عليهم الحساب والعقاب , وخلق الله تعالى الانس ثلاثة أصناف صنف كالبهائم قال تعالى ( لهم قلوب لايفقهون بها ولهم أعين لايبصرون بها ولهم آذان لايسمعون بها )وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين , وصنف في ظل الله تعالىيوم لاظل ألا ظله)وأورده في كتاب الهواتف مقتصرا على ذكر الجن فقط "وقال"أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل السامري الخرائطي في كتاب هواتف الجنان ثنا ابراهيم بن هانئ النيسابوري حدثنا عبدالله بن صالح عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جويبر بن نفير عن أبي ثعلبة قال: قال رسول الله علية السلام " الجن على ثلاثة أصناف صنف لهم أجنحةيطيرون في الهواء , وصنف حيات وكلاب, وصنف يحلون ويضعنون ". قال الزمخشري رأيت للأعاريب من الأعاجيب في باب الجن مالايوصف ويقولون : من الجن جنس صورته على نصف صورة الانسان واسمه شق , وانه يعرض للمسافر اذا كان وحده وربما أهلكه


    معلومات عن الجن



    تعريف هذا العالم : يختلف عالم الجن اختلافا كليا عن عالم الملائكـة و الانسان،

    فكل له مادتـه التي خلـق منها ، وصفاته التي يختلف بها عن الأخر، الا أن عالم

    الجن يرتبط مع عالم الانس من حيـث صفـة الادراك وصفة العقل والقدرة علـى

    اختيار طريق الخير والشر.

    وأبو الجن هو ابليس كما أن أبو الانسان آدم عليـه السلام . أما طبيعـة خلقتهم فقد

    أخبرنا الله عز وجل عنهم أنه خلقهم من نار، كما قال تعالـى (والجـان خلقناهـهم

    من قبل من نار السموم ) وقوله عز وجل ( وخلق الجان من ما رج من نار) . وقد

    فسر أهل العلم من السلف الصالح قوله ( مارج من نار) هـو طرف اللهب ومنهــم

    ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، والحسن وغيره ، وقال النـووي " المارج اللهب

    المختلط بسواد النار " . أما الانسان فقد خلق من طين كما أخبرنا عـز وجل بقولـه

    ( قـال مـا منعك ألا تسـجد اذ أمـرتك قـال أنا خيـر منـه خلقتـني مـن نـار

    وخلقـته من طين) وفـي قـوله سبحانه (فاستفتهم أهم أشـد خلقـا أم من خلقنا انا

    خلقناهم من طين لازب ) وكذلك كما ورد فـي الحديث الذي أخرجـه مسـلم عـن

    عائشة ، عن النبي صلي الله عليه وسلم قـال : " خلقـت الملائكة من نـور، وخلـق

    الجان من مارج من نار، وخلق أدم مما وصف لكم ". وقد خلـق الجان قبـل الانسان

    وسكن الأرض قبله ، بدليـل قـول الله عـز وجل( ولقد خلقنـا الانسان مـن حمـأ

    مسنون *والجان خلقناه من قبل من نار السموم * ) .

    أنواع الجن و أصنافهم :

    وينقسم الجن الى ثلاثة أصناف كما صنفهـم لـنا رسـول الله صلي الله عليه وسلـم

    قال : "الجن ثلاثة أصناف ، فصنف يطير فـي الهواء ، وصنـف حيـات وكـلاب،

    وصنف يحلون ويضعنون " رواه الطبراني ، والحاكم ، والبيهقـي باسنـاد صحيـح.

    وقد أمـرت الجن وكلفت كـما كلف الانسان ، فـهم مأمورون بالتوحيد و الأيمـان

    والطاعة والـعبادة ، وعـدم المعصيـة والبـعد عن الظلـم وعدم تعـي حدود الله ،

    فمسلمهم مسلم، ومؤمنهم مؤمن، وكافرهم كافـر ، والمطيـع منهـم لله ورسولـه،

    يدخل الجنة ومن أبى دخل النار سواء بسواء، مثلهم مثل الانسان والدليـل من قولـه

    عزوجل( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ). اذا هم خلـق من خلـق الله ومـن

    ينكرهم فانه يكفر للأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة . وقد وجـد مـن ينكرهـم قديمـا

    وحديثا . ولا يضيرنا ذلك منهم . والذي يهمنا أنـهم حقيقة لاشـك فيهـا ولا مريـة

    لمـا سيترتب علـى مـا سوف نسرد مـن أخبارهم وأحوالهـم، وربنا وربهم الله .

    هل الجن يأكلون ويشربون :

    و حيث أن مثل هذه الأمـور الغيبية في أحوال الجن الذين لا نراهم، توجب علينـا

    كأمـة مسلمة تؤمن بالغيب، أن نؤمن بكل المغيبات التي وردت في الجن وذلك لمـا

    يتصف به المؤمنون من الايمان بالغيب كما قال عز وجل وعلا شأنـه ( آلم * ذلك

    الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيـب ويقيمـون الصـلاة وممـا

    رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما أنـزل من قبلك و بالأخـرة هم

    يوقنون * ) . وموضوع الجن أمدنا فيه رسـول الله بالخبر اليقيـن ، فاليـك أخـي

    المسلم المؤمن هذه الأدلة الصادقة من عند الذي لا ينطق عن الهوى .

    ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة ـ رضـي الله عنه ـ أن النبي صلي الله عليـه

    وسلم ـ أمره أن يأتيه بأحجار يستجمر بها ، وقـال له: " ولا تأتيني بعظم ولا بروثة"

    ولما سأل أبو هريرة الرسول صلى الله عليه وسلـم، بعد ذلك عن سر نهيه عن العظم

    و الروثة ، قال:"هما من طعام الجن ، وانه أتاني وفـد نصيبين ، ونعم الجن ،فسألوني

    الزاد ، فدعوت الله لهم : ألا يمروا بعظم و لا روثـة الا وجدوا عليها طعاما" . وفـي

    صحيح مسلم عن ابن مسعود عن رسول الله صلـى الله عليه و سلم أنه قـال " أتاني

    داعي الجن فذهبت معه ، فقرأت عليهـم القرآن ، قـال : فانطلق بنا فأرانا آثارهـم

    وآثار نيرانهم ، فسألوه الزاد فقال : " لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكـم

    لحما، و كل بعرة علف لدوابكم" فقال النبي صلى الله عليه و سلم :" فلا تستنجوا بهما

    فانهما زاد اخوانكم " . و في سنن الترمذي باسناد صحيح : " لا تستنجـوا بالـروث ،

    ولا بالعظام ، فانه زاد اخوانكم من الجن" و قد أخبرنا الرسول صلى الله عليه و سلم ،

    أن الشيطان يأكل بشماله و أمرنا بمخالفته في ذلك . وقد روى مسلم في صحيحه عن

    ابن عمر رضي الله عنهما أن النبـي صلى الله عليه و سلم قال:" اذا أكل أحدكم فليأكل

    بيمينه، و اذا شرب فليشرب بيمينه، فـان الشيطان يأكل بشماله ويشـرب بشمالـه".

    و في مسند الامام أحمد " من أكل بشماله أكل معه الشيطان، و من شرب بشماله شرب

    معه الشيطان" . وكما أن الأنسان المسلم منهي عن أكل اللحم الذي لم يسمى عليه أسـم

    الله ، فان الجن المسلم أيضا منهي عن أن يأكل لحم الميتتة لانه لـم يذكـر اسـم الله

    عليهـا. لذا فقد ترك اللحم الذي لم يذكر اسم الله عليه يأكلـه المشركـون ، و الذيـن

    يذبحون لغير الله و الشيطان على شاكلتهم. لذا نستنتج أن الميتتة أكل الشيطان. و قـد

    استنبط ابن القيم رحمه الله من قوله تعالى( انما الخمر و الميسر و الأنصاب و الأزلام

    رجس مـن عمـل الشيطان) أن المسكر من شراب الشيطان، فهو يشرب من الشراب

    الـذي عمله أولياؤه بأمره ، وشاركهم في عمله ، فيشاركهم في شربـه ، و اثمـه و

    عقوبته.

    أيـن يعيـش الجـن وأيـن يسكـن :

    كما أسلفنا فان الجن هي أمة من الأمم ، وطالما أن الله عز وجل هو خالقهم فانه عـز

    وجل لم يخلق عباده عبثا، ولم يتركهم هملا، تماما ككل المخلوقات في السماء أو فـي

    الأرض أو في جوف البحر، فان لكل نظامه وحياته، فالسمك يعيـش في المـاء ولـو

    أخرج منه لمات، و الانسان والطير وكثير من الحيوان الذي يعيـش فـوق الأرض لو

    أدخل في البحر لماتوا جميعا، لأن الخالق سبحانه جعل لكل نظام وغذاء و حياة تختلف

    عن الأخر. والجن لهم حياتهم ومعاشهم و أكلهم وشربهم ،ولهم أماكن يسكنـون فيها أو

    مختصة بهم، وقد يشاركوننا في بعض الأماكن . فهم يسكنون في الأحراش والخرابات

    وبيوت الخلاء ، وفي مواضع النجاسات والمقابر. وكما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية ،

    (يأوي الى كثير من هذه الأماكن التي هـي مأوى الشياطين، الشيوخ الذين تقترن بهم

    الشياطين، ويتواجدون في أماكن اللهو وفي الأسواق حيث يكثر تواجدهم لاضلال الناس

    وافسادهم،و قد أوصى الرسول صلي الله عليه وسلم أحد أصحابه قائلا :"لا تكونن ان

    استطعت أول من تدخل السوق ، ولا آخر من يخرج منها ، فأنها معركة الشيطـان ،

    وبها ينصب رايته " رواه مسلم في صحيحه ).

    فالجن أيضا تعيش في منازلنا ومعنا ولكن لا نراهم، وقد يأكلون معنا ويشربون معنـا

    من حيث لا نراهم لاستتارهم عنا، لقوله عز وجل ( انه يراكم هـو و قبيله من حيـث

    لا ترونهم) . الا انه قد يتشكل في بعض الأحيان، وهذا ما سنتطرق اليه في حينه فـي

    قصته مـع أبي هريرة رضي الله تعالي عنه، وكي لا يشكل هذا الأمر علـى البعض

    فأحيانا نذكر الجن و أحيانا أخرى نذكر الشيطان فما هي العلاقة بينهما ؟

    هـل الشيطـان أصلـه مـن الجـن :

    كما تقدم فقد ذكرنا أن الشيطان أبو الجن كما أن آدم أبو الانس ، والظاهر مـن سياق

    القرآن أن الشيطان من الجن كما في قول الله عز وجل( و اذ قلنا للملائكـة اسجـدوا

    لآدم فسجدوا الآ ابليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أ فتتخذونه وذريته أولياء من

    دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) . فهذا دليـل واضح جلـي بـأن الشيطـان

    أو ابليـس كان من الجن ، ففسقه وعدم تنفيـذ أوامر الله وغروره، كـان سببـا فـي

    أبلسة الله له، كما أن شيطنتـه أبعدته مـن رحمة الله، فأختلف الناس في ذلك فمنهم

    من قال بهذا ومنهم مـن قال بغيره . وذكر شيخ الاسلام ابن تيمية ، في مجمـوع

    الفتـاوى ج/4 235ص346 (انه يذهب بالقول بأن الشيطان أصل الجن كما أن آدم

    أبو الانس) .

    تشكـل الجـن أو الشيطـان :

    ان من رحمة الله سبحانه و تعالى بخلقه من الانس ، أن جعل الشيطان و حزبه مـن

    المردة و العفاريت و غيرهم فيما يدخل في مضمون الجن ،غير مرئيين لهـم، لأنـه

    سبحانه و تعالى يعلم بأن أشكالهم قبيحة ، و قد تكون أعيـن البشـر و عقولهــم لا

    تستوعب البشاعة التي خلق عليها الشياطين . و قد ذكر الله لنا ذلك في محكم التنـزيل

    واصفا قبح الشيطان بأن شبه لنا شجرة الزقوم التي تنبت من أصـل الجحيـم برؤوس

    الشياطين لما علم من قبح صورهم و أشكالهم ، فقال عز و جل( انهـا شجرة تخـرج

    في أصل الجحيم* طلعها كأنه رؤوس الشياطين *) .و قد ذكر لنا النبي صلى الله عليه

    و سلم " أن للشيطان قرون و أن الشمس تخرج بين قرني شيطان " و فـي البخـاري

    و مسلم قوله صلى الله عليه و سلم "اذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب ،

    و لا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس و لاغروبها، فانها تطلع بين قرني شيطان ". ومن

    هذا كله يتبين لنا أن منظر الشيطان أو الجن أو ابليس بشع لنا كبشر للنظر اليـه، و لا

    يستطيع انسان كائن من كان من دون الرسل و الانبياء ، أن يرى الشيطان على حقيقة

    خلقته التي خلقه الله عليها كما يدعي البعض من الناس الجهلة و ذلك لقوله عز وجل

    (انه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم ) .أما الانبياء و الرسل فالله يريهم ما يريد

    و ما يشاء . و لكن الشيطان أو الجن يستطيع أن يتحول من خاصيته التي خلقـه الله

    عليها الى خاصية أخرى كأن يكون في صورة كلب أو حية أو عقـرب أو صـورة

    انسان أو ما الى ذلك . كما حدث في عهد النبـي صلـى الله عليـه وسلـم، اذ رأى

    الشيطان في أكثر من موضع و بصور لاشخاص معروفين و اشخاص غير معروفين

    و قد حدث ان كان رسول الله صلى الله عليـه و سلـم يحـدث أصحـابه فيدخـل

    عليهم رجل غريب ، نتن الريحة ، قبيح المنظر، مقطـع الثيـاب فيخبرهـم النبـي

    صلى الله عليه و سلم انه الشيطان جاء يشككهم في أمر دينهم . و اليك أخي القارىء

    هذه القصة الطريفة التي جرت مع ابي هريرة رضي الله عنه و رواها البخاري ، قال

    أبو هريرة رضي الله عنه : وكلني رسول الله بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت فجعل

    يحث من الطعام ، فأخذته ، و قلت : و الله لأرفعنك الى رسول الله صلى الله عليه و

    سلم ، قال: أني محتاج، و علي عيال ، و لي حاجة شديـدة، قـال: فخليـت عنـه ،

    فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه و سلم" يا أبا هريرة ، ما فعل أسيرك البارحة ؟"

    قال: قلت: يا رسول الله شكـا حاجـة شديدة و عيـالا ، فرحمته، فخلـيت سبيلـه،

    قال " اما انه كذبك و سيعود "، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلـى الله عليـه

    وسلم انه سيعود ، فرصدته ، فجاء يحثو مـن الطعـام فأخذته ، فقلـت :لأرفعنـك

    الى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال: دعني فاني محتـاج ،و علـي عيـال ،

    لا اعود ، فرحمته ، فخليت سبيله، فأصبحت ، فقال رسـول الله صلى الله عليـه و

    سلم :" يا أبا هريرة ، ما فعل أسيرك؟" قلت : يا رسول الله شكا حاجة شديدة و عيالا

    فرحمته . فخليت سبيله قال:" اما انه كذبـك و سيعود" ، فرصدته الثالثـة ، فجـاء

    يحثو من الطعام ، فأخذته فقلت : لأرفعنك الى رسـول الله صلى الله عليه و سلـم ،

    وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ، ثم تعـود ! قال: دعنـي أعلمـك كلمات

    ينفعك الله بها ، قلت ما هـو؟ قـال: اذا أويـت الى فراشـك فاقـرأ آيـة الكرسـي

    (الله لا اله الا هو الحي القيوم) حتـى تختم الآية ، فانك لن يزال عليك من الله حافظ ،

    و لا يقربك شيطان حتى تصبـح ، فخليـت سبيله، فأصبحت ، فقال لي رسـول الله

    صلى الله عليه و سلم:" ما فعل أسيرك البارحة ؟" قلت : يا رسول الله زعم أنه يعلمني

    كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله ، قال:" ما هي ؟ " قلت: قال لي : اذا أويـت الى

    فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم ( الله لا اله الا هـو الحـي القيـوم )،

    و قال لي : لن يزال عليك من الله حافظ ، و لا يقربك شيطان حتى تصبح، و كانـوا

    أحرص شيئا على الخير ، قال النبي:" أما انه صدقك و هو كذوب ، تعلم من تخاطب

    منذ ثلاث ليالي يا ابا هريرة ؟ " قال: لا ، قال: " ذاك شيطان " .

    هـل حقـا دخـول الجـن في جسـد الانسـان :

    بدأت العداوة بين الشيطان والانسان منـذ اللحظة التي خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه

    السلام، بل من قبل ذلك عندما كان آدم عبارة عن جسد، وقبل أن تنفـخ فيه الـروح،

    فقد كان جثة هامدة من طين أتى اليه الشيطان فرآه أجوفا ، فكان يدخـل مـن فمـه

    ويخرج من دبره ويدخل من أنفه ويخرج من أذنه وهو أجوف. و الشيء اذا كان أجوفا

    فانه يكون غير متماسكا لذا كـان يقول لـه: ان لك لشأنا ولئن أمرت بك لأعصين ،

    ولئن سلطت عليك لأهلكنك. وقد ورد في صحيح مسلـم عن أنس أن رسول الله عليه

    وسلم قال:" لما صور الله آدم في الجنة، تركه ما شاء الله أن يتركـه ، فجـعل ابليس

    يطيف به ،ينظر مـا هو ،فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتماسك " . وعندمـا نفخ

    الله الروح في آدم وأسجد الملائكة له ، أبي واستكبر وفضل نفسـه علـى آدم وهـو

    الذي كان من أعبدهم لله ، فغرته نفسه فكيف يسجد لهذا الذي خلق من طيـن فتعالـى

    على الله ولم ينفذ الأمر الذي صدر من الله له وللملائكة ، فاستجابت الملائكة وعاند هو

    ورفض ذلك و استحق أن يطرد من رحمة الله وأن يخرجه الله من الجنة لأنها لا يكون

    فيها متكبر متعال مـن خلق الله .فاذا علمنا هذا، علينا أن نعلم أن الأمر لم يتوقف عند

    هذا الحد ،فحسب بل تعداه الى ما هو أبعد مـن ذلك،وهو توعده لآدم وذريته بالاغواء

    والاضلال و الاحتناك ، وانه سوف يأمرهم بتغيير خلق الله ، وقد أمهله الله عز وجل

    الي يوم البعث . ولله حكمة بالغة فـي ذلك ، و الا فان الله قادر على أن يهلكـه فـي

    تلك اللحظة .لذا ذكر لنا الله سبحانه هذا التفصيل في قوله عز وجل( قـال أرأيتك هذا

    الذي كرمـت عـلي لان أخرتن الـى يوم القيامة لأحتنكن ذريته الا قليـلا) . وفـي

    قوله( و لأضلنهـم و لأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله

    ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا ) . والآيات في هذا كثيرة

    جدا، فالعداوة حاصلة وستستمر ببقاء الدنيا لأن الشيطان يعتقد أن سبـب خروجه من

    الجنة وطرده من رحمة الله انما كانت بسبب آدم وليس باستكباره واستعلاءه . فلذلـك

    سوف يستمر بالانتقام من ذرية آدم بعد أن كان هو سببا في خروج أبينا من الجنـة.

    ولـو نظرنا نظرة متأمل لوجدنا أن الله ابتلى آدم بالشيطان وابتلى الشيطان بآدم حتى

    تملأ الجنـة بعبـاد الله المتقين وتملأ النار بالكفرة والمشركين والمنافقين والعاصين .

    فلله في خلقه شؤون , وله الحكمة البالغـة .

    ولذلك نجد أن أول مسة يمس الشيطان فيها الانسان ساعة ولادته وهـذا ثابت بالدليل

    ففي البخاري ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ـ :"كـل بني آدم يطعن الشيطان

    في جنبيه باصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ، ذهب يطعن، فطعن في الحجاب".

    وفـي البخاري أيضا " ما من بني آدم مولود الا يمسه الشيطان حين يولد ، فيستهـل

    ارخا من مس الشيطان، غير مريم وابنها". والسبب في حماية مريم وعيسى أن الله

    استجاب دعوة أم مريم( و اني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) . فهـذا أول

    ايذاء للشيطان لأي مولود يولد من ذرية آدم. فكل هذه المقدمة والاستدلالات من الآيات

    الواضحات والأحاديث النبوية الثابتات انما تمهيد للموضوع الرئيس في هذا الباب وهو

    تلبس الشيطان في جسد الانسان وهو ما يسمى بالصرع. وقد تكلم فيـه الكثيرون مـن

    العلماء خلفا عن سلف . وقبل الدخول في أقوال أهل العلم والتفصيل فيها نود أن نعرج

    الى قائد المعلمين صلى الله عليه وسلم ونري هل حدث شيء من هذا فـي عهده ؟ فهو

    قدوة الناس أجمعين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم . فما ثبت في عهده فهـو الحق

    المسلم به وما لم يثبت فليس بصحيح .

    نعم لقد حصل ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في اكثر من مـرة ودليـل من

    حفظ أقوى على من لم يحفظ . ففي سنـن أبى داود ومسند أحمد ( عـن أم أبان بنت

    الوازع بن زارع بن عامر العبدى ، عن أبيها ، أن جـدها الزارع انطلـق الى رسول

    الله صلى الله عليه وسلم ،فانطلق معه بابن له مجنون ، أو ابن أخت له مجنون ، قال

    جدي : فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : ان معي ابنا لي أو ابن

    أخت مجنون ، أتيتك به تدعو الله له ، قال " أئتني به "، قال: فانطلقت به اليه وهو في

    الركاب فأطلقت عنه ، وألقيت عنه ثياب السفر ، وألبسته ثوبين حسنين، و اخذت بيده

    حتى انتهيت به الى النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال : " أدنوه مني ، اجعـل ظهره

    ممـا يليني " قال بمجامع ثوبه من أعلاه و أسفله ، فجعـل يضرب ظهره حتى رأيت

    بياض ابطيه، و يقول : " اخرج عدو الله ،اخرج عدو الله" ، فأقبل ينظر نظر الصحيح

    ليس بنظره الأول . ثم أقعده رسول الله ، صلى الله عليه و سلم، بين يديه ، فدعا لـه

    بماء فمسح وجهـه و دعـا له فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله- صلى الله

    عليه وسلم – يفضل عليه . و في مسند الأمام احمد أيضا عن يعلى بن مرة قال: رأيت

    من رسول الله ، صلى الله عليه و سلم، ثلاث ما رآها أحد قبلي ، و لا يراها أحد بعدى

    لقد خرجت معه في سفر حتى اذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معهـا صبي

    لها ، فقالت يا رسول الله : هذا الصبي أصابه بلاء و أصابنا منه بلاء يؤخذ في اليوم

    لا أدري كـم مرة ، قال : " ناوليني " فرفعته اليه ، فجعله بينه و بين واسطة الرحل

    ثم فغر، فاه ، فنفث فيه ثلاثا، و قال : " بسم الله ، انا عبد الله ، اخسأ عدو الله " ، ثم

    ناولها اياه فقال: " القينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا مـا فعل"، قال فذهبنا و

    رجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها ثلاث شياه ، فقال : " ما فعل صبيك ؟ " فقالت:

    و الذي بعثك بالحق ما أحسسنا منه شيء حتى الساعة ، فاجتـرر هذه الغنـم ، قال :

    " أنزل خذ منها واحدة و رد البقية " .

    وبهذا الذي تقدم من حديث المصطفى صلى الله عليه و سلم و كفى بهما حديثين جليين

    عظيمين ترد على كل متأول أفاك كاذب لا يؤمن بدخول الجن في داخل جسد الأنسي.

    أما ما حدث من سلفنا الصالح و التابعين فهو كثير جدا، و نؤخذ منه مثلا من امام أهل

    السنة و الجماعة الأمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه و رحمـه الله.( روي أن الامام

    أحمد كان جالسا في مسجده اذ جاءه صاحب له من قبل الخليفة المتوكل ، فقال : ان

    في بيت أمير المؤمنين جارية بها صرع ، و قد أرسلني اليك ، لتدعو الله لها بالعافية،

    فأعطاه الأمام نعلين من الخشب( أي قبقابين) و قال : اذهـب الى دار أميـر المؤمنين

    واجلس عند رأس الجارية و قل للجني : قال لك أحمد : أيما أحب اليك : تخـرج من

    هذه الجارية ن او تصفع بهذا النعل سبعين ؟ فذهب الرجل و معه النعل الى الجارية و

    جلس عند رأسها ، و قال كما قال له الامام أحمد، فقال المـارد على لسان الجارية :

    السمع و الطاعة لأحمد ، لو أمرنا أن نخرج من العراق لخرجنا منه ، انه أطاع الله و

    من أطاع الله أطاعه كل شيء . ثم خرج من الجارية فهدأت ، و رزقت أولادا . فلما

    مات الامام عاد لها المارد ، فاستدعى لها الأمير صاحبا من أصحاب احمد ، فحضر ،

    و معه ذلك النعل ، و قال للمارد : اخرج و الا ضربتك بهذه النعل. فقال المارد : لا

    أطيعك و لا أخرج ، أما أحمد بن حنبل فقد أطاع الله فأمرنا بطاعته ).

    وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ، أن صرع الجن للانس قد يكون

    عن شهوة وهوى وعشق كما يتفق للانس مع الانس . وهذا تلميذ شيـخ الاسـلام ابن

    القيم في كتابه القيم " الطب النبوي " يذكر لنا حديث ويفصل فـي موضـوع الصرع

    وتلبس الجن، فيقول: ( أخرجا في الصحيحين ،من حديث عطاء بن أبي رباح ، قال :

    قال ابن عباس : " ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت بلى. قال:هذه المرأة السوداء،

    أتت النبي صلي الله عليه وسلم ، فقالت : اني أصرع ، وانى أتكشف ، فـادع الله لى.

    فقال : ان شئت صبرت ولك الجنة ، وان شئت دعوت الله لك أن يعافيك ، فقالـت :

    أصبر . قالت : فانى أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف . فدعا لها" ).

    هذا ما كان من المرأة السوداء ، قال ابن القيم ( الصـرع صرعـان : صرع مـن

    الأرواح الخبيثة الأرضية ، وصرع من الأخلاط الرديئة . والثاني هو الذي يتكلم فيـه

    الأطباء في سببه وعلاجه .

    وأما صرع الأرواح: فأئمتهم وعقلائهم يعترفون به ، ولا يدفعونه . ويعترفون : بأن

    علاجه مقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية ، لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة ، فتدفع

    آثارها، وتعارض أفعالها وتبطلها . وقد نص على ذلك أبقراط في بعض كتبه ، فذكر

    بعض علاج الصرع ، وقال :هذا انما ينتفع في الصرع الذي سببه الأخلاط والمـادة

    وأما الصرع الذي يكون من الأرواح ، فلا ينفع فيه هذا العلاج . أمـا جهلة الأطباء

    و سقطهم و سفلتهم ، ومن يعتقد بالزندقة فضيلة، فأولئك ينكرون صـرع الأرواح ولا

    يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع . وليس معهم الا الجهل ). ونكتفي الي هنا بمـا

    ذكر ابن القيم ومن أراد الرجوع الى الموضوع مفصلا فهو في الطب النبوي،ص 51

    أما الواقع الذي نعيشه وعاشه غيرنا من المعالجين لهو اكبر وأكثر من أن يحصى عددا

    وكما، ولكن ليس كل الحالات التي يعالجها المعالجون هي تلبس وجن. فما نسمعه هذه

    الأيام من لغط حول ارجاع كل مرض الى الجن و المس و السحر و العين فما هو الا

    سفه وقلة علم وجهل مركب. فكثـير من هذه الحالات تعود الى مشاكـل وأمراض قد

    تكـون عقلية وقـد تكـون عضويـة وقد تكون نفسيـة سببهـا مشاكـل اجتماعيـة

    والهروب من مواجهتها، فيلجأ الى المعالجين ظنا من هؤلاء أن الأمر قد يكون عينا أو

    سحـرا أو تلبسـا بالجن. ونسـأل الله العافيـة من كل سوء لنا و لاخواننا المسلمين

    والمسلمات . آمين

  • #2
    مساكن الجن

    (قال أبو محمد) عبدالله بن محمد بن جعفر بن حبان الأصبهاني المعروف بابي الشيخ في الجزء الثاني عشرمن كتاب " العظمة" وذكر بابا في الجن وخلقهم حدثنا محمد بن أحمد بن معدان حدثنا ابراهيم الجوهري حدثنا عبدالله بن كثير حدثنا كثير ابن عبدالله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده عن بلال بن الحارث قال" نزلنا مع رسول الله عليه السلام في بعض اسفاره فخرج لحاجته وكان إذا خرج لحاجته يبعد فأتيته بأداوة من ماء فانطلق فسمعت عنده خصومة رجال ولغطاماسمعت أحدمن ألسنتهم قال اختصم الجن المسلمون والجن المشركون فسألوني أن أسكنهم فاسكنت المسلمين الجلس وأسكنت الجن المشركين الغور قال الراوي عبدالله ابن كثير قلت لكثير مالجلس وما الغور قال الجلس القرى والجبال , والغور مابين الجبال والبحار وهي يقال لها الجنوب , قال كثيرومارأيت أحدأصيب بالجلس إلا اسلم ولا أصيب بالغور الا لم يكد يسلم. ورواه الحافظ أبونعيم عن ابي محمد بن حبان عن محمد بن أحمد بن معدان وعن سليمان بن أحمد ثنا خالد بن النضر عن ابراهيم بن سعد الجوهري عن عبدالله بن كثير فذكره.

    وقال الزمخشري في ربيع الأبرار تقول الأعراب ربما نزلنا بجمع كثير ورأينا خياما وناسا ثم فقدناهم من ساعتنا يعتقدون انهم الجن وأن تلك خيامهم وقبابهم وروى مالك في الموطأ إنه بلغه أن عمر بن الخطاب أراد الخروج إلى العراق فقال له كعب الأحبار لاتخرج يا أمير المؤمنين فإن بهاتسعة أعشار السحراوالشر وفيها فسقة الجن وبها الداء العضال . وقال أبو بكر بن عبيد في مكايد الشيطان حدثنا القاسم بن هشام بن عمار ثنا عبدالعزيز بن الوليد بن أبي الثائب القرشي عن أبيه عن يزيد بن جابر قال مامن أهل بيت من المسلمين إلا وفي سقف بيتهم من الجن المسلمين إذا وضع غدائهم نزلوفتغدوا معهم وإذا وضعوا عشائهم نزلوا فتعشوا معهم يدفع الله بهم عنهم.

    وقال ابن ابي داود حدثنا أبو عبدالرحمنالأزمي حدثنا هشام عن المغيرة عن ابراهيم قال: لاتبل في فم البالوعة لأنه إن عرض منه شئ كان أشد لعلاجه حدثنا أحمد بن مالك ثنا عبدالوهاب عن سعيد عن قتاده عن سعيد بن أبي الحسن قال لا أرى بأسا ان يبول عند مثعبة . وعن زيد بن أرقم عن رسول الله عليه السلام أنه قال( إنه هذه الحشوش محضره , فإذا أتى احدكم الخلاء فليقل اللهم إني اعوذ بك من الخبث والخبائث ) ولفظة ان هذه الحشوش محضرةفاذا أراد أحدكم أن يدخل فليقل أعوذ بالله من الخبث والخبائث . وروى ابن السني من حديث أنس عن رسول الله عليه السلام قال "هذه محضرة فاذا دخل احدكم الخلاء فليقل بسم الله وروى عبدالرازق في جامعة من حديث أنس أن رسول الله عليه السلام قال" إن هذه الحشوش محضرة فإذا دخلها أحدكم فليقل اللهم إني اعوذ بك من الخبث والخبائث" وقوله محضرة يعني يحضرها الجن فإذا قال المخلي هذا الدعاء احتجب عن أبصارهم فلا يرون عورته.

    فصل يدل على اطلاع الجن على عورات الناس عند إتيان الخلاء ما رواه الترمذي من حديث على بن ابي طالب أن رسول الله قال " ستر مابين أعين الجن وعورات أمتي اذا دخل أحدكم الخلاء أن يقول بسم الله " . قال الترمذي هذا غريب لانعرفة إلا من هذا الوجه وأسناده ليس بالقوي . وفي الصحيحين من حديث أنس كان رسول الله عليه السلام اذادخل الخلاء قال اللهم إني اعوذ بك من الخبث والخبائث . ورواه سعيد بن منصور في سننه فقال كان يقول بسم اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.

    فصل وغالب مايوجد في مواضع النجاسات كالحمامات والحشوش والمزابل والقمامين والشيوخ الذين تقرن بهم الشياطين وتكون احوالهم شيطانية لا رحمانية , يأوون كثيرا إلى هذه الاماكن التي هي مأوى الشياطين وقد جاءت الآثار بالنهي عن الصلاة فيها لأنها مأوى الشياطين. والفقهاء منهم من علل النهي بكونها مظنة النجاسة ومنهم من قال إنه تعبد لا يعقل معناه , والصحيح أن العلة في الحمام وأعطان الابل ونحو ذلك انها مأوى الشياطين , وفي المقبرة إن ذلك ذريعة إلى الشرك , مع أن المقابر تكون أيضا مأوى الشياطين. والمقصود أن أهل الضلال والبدع الذين فيهم زهدواعبادة على غيرالوجه الشرعي ولهم أحيانا مكاشفات ولهم تأثيرات ياوون كثيراإلى مواضع الشياطين التي نهي عن الصلاةفيها , لأن الشياطين تتنزل عليهم فيها وتخاطبهم ببعض الأموركما تخاطب الكهان وكما كانت تدخل في الاصنام وتكلم عابدي الأصنام وتفتنهم في بعض المطالب كما تفتن السحرة وكما يفتن عباد الأصنام وعباد الشمس والقمروالكواكب إذا عبدوها بالعبادات التي يظنون أنها تناسبها من تسبيح لها ولباس وبخور وغير ذلك فإنه قد تنزل عليهم شياطين يسمونها روحانية الكواكب وقد تقضي بعض حوائجهم , إما قتل بعضهم أو إمراضه وإماجلب بعض من يهوونه , أو إحضار بعض المال , ولكن الضررالذي يحصل لهم بذلك أعظم من النفع بل قد يكون أضعاف أضعاف النفع والله تعالى اعلم بالصواب.

    تعليق


    • #3
      تشكلهــم

      لاشك أن الجن يتطورون ويتشكلون في صور الانس والبهائم فيتصورون في صورالحيات والعقارب , وفي صور الابل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير, وفي صور الطير , وفي صور بن آدم كما أتى الشيطان قريشا في صورة سراقة بن مالك بن جعشم لما أرادوا الخروج الى بدر قال الله تعالى (واذزين لهم الشيطان أعمالهم وقال لاغالب لكم اليوم من الناس واني جارلكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبية وقال أني برئ منكم اني أرى مالاترون اني اخاف الله والله شديد العقاب) وكماروي أنه تصور في صورة شيخ نجدي لما اجتمعوا بدار الندوة للتشاورفي أمر الرسول عليه السلام هل يقتلوه أو يحبسوه أو يخرجوه كما قال الله تعالى ( واذ يمكربك الذين كفروا لثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكرالله والله خير الماكرين) وروى الترمذي والنسائي في اليوم والليلة من حديث صيفي مولى أبي السائب عن أبي سعيد الخدري يرفعه"أن بالمدينة نفرا من الجن قد اسلموا فاذا رأيتم من هذه الهوام شئيا فأذنوه ثلاثا فان بدا لكم فاقتلوه"

      (فصل)قال القاضي أبو يعلي : ولاقدرة للشياطين على تغيير خلقهم والانتقال في الصورة وانما يجوز أن يعلمهم الله تعالى كلمات وضربا من ضروب الأفعال اذا فعله وتكلم به نقله الله تعالى من صورة الى صورة فيقال أنه قادر على التصوير والتخيييل على معنى أنه قادر على قول اذا قاله وفعله نقله الله تعالى عن صورته الى صورة أخرى بجري العادة وأما أنه يصورنفسه فذلك محال لأن انتقالها من صورة الى صورة انما يكون بنقض البنية وتفريق الاجزاء واذا انتقضت بطلت الحياة واستحال وقوع الفعل من الجملة وكيف تنقل نفسها والقول في تشكيل الملائكة مثل ذلك (قال) والذي روي أن ابليس تصور في صورة سراقة بن مالك وأن جبريل تمثل في صورة دحية وقوله تعالى( فأرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا)محمول على ماذكرنا وهو أنه أقدرة الله تعالى على قول قاله فنقلة الله تعالى من صورته الى صورةأخرى ( قلت) روى أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب "مكايد الشيطان"فقال حدثنا أبو خشيمة حدثنا هشيم عن الشيباني عن يسير بن عمرو قال ذكرناالغيلان عند عمر فقال ان أحدا لايستطيع أن يتغير عن صورته التي خلقة الله تعالى عليها ولكن لهم سحرة كسحرتكم فاذا رأيتم ذلك فأذنوا. حدثنا محمد بن يزيد الأدمي حدثنا معن بن عيسى عن جرير بن حازم عن عبدالله بن عبيد بن عمير قال سئل رسول الله عليه السلام عن الغيلان قال" هم سحرة الجن" . رواه ابراهيم بن هراثه عن جرير بن حازم عن عبدالله بن عبيد عن جابر ووصله حدثنا محمد بن ادريس حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن يونس عن الحسن عن سعد بن أبي وقاص قال أمرنا اذا رأينا الغول أن ننادي بالصلاة . وقال أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا أحمد بن بكار بن أبي ميمونة حدثنا غياث عن خصيف عن مجاهد قال كان الشيطان لايزال يتزيا لى اذا قمت الى الصلاة في صورة ابن عباس , قال فذكرت قول ابن عباس فجعلت عندي سكينا فتزيا لى فحملت عليه فطعنته فوقع وله وجبة فلم أره بعد ذلك .

      وذكرالعتبي ان ابن الزبير رأى رجلا طوله شبران على بردعة رحلة فقال ماأنت ؟ قال إزب !قال وما إزب ؟ قال رجل من الجن , فضربه على رأسة بعود السوط حتى ناص أي هرب . ( إزب بكسرالهمزة واسكان الزاي ) وقد قال كثير من الناس إن الملائكة والجن إنما توصف بأنها قادرة على التمثيل والتصور على معنىأنها تقدرعلى تخييل وفعل مايتوهم عنده انتقالها عن صورها فيدرك الراؤون ذلك تخييلا ويظنون أن المرئي ملك أو شيطان وانما ذلك خيالات واعتقادات يفعلها الله تعالى عند فعل البشر للناظرين فأما أن ينتقل أحد من صورته على الحقيقة إلي غيرها فذلك محال.

      (فصل) قدقدمناأن مذهب المعتزله إن الجن أجسام رقاق ولرقتها لا نراها , وعندهم يجوز أن يكثف الله أجسام الجن في زمان الأنبياء دون غيره من الأزمنة وأن يقويهم بخلاف ماهم عليه في غير أزمانهم قال القاضي عبدالجبار : ويدل علىذلك مافي القرآن الكريم من قوله تعالى في قصة سليمان بن داود عليهما السلام إنه كثفهم له حتى كان الناس يرونهم , وقواهم حتى كانوا يعملون له الأعمال الشاقة من المحاريب والتماثيل والجفان والقدوروالراسيات , والمقرن في الأصفاد لايكون إلا جسما كثيفا , ثم قال بعد ذلك وأما إقداره إياهم وتكثيف أجسامهم في غير أزمان الأنبياء فإنه غير جائز لأن ذلك يؤدي إلى أن يكون نقضا للعادة.

      قال أبو القاسم بن عساكر في كتاب "سبب الزهادة في الشهادة" : وممن ترد شهادته ولاتسلم له عدالته من يزعم أنه يرى الجن عيانا ويدعي أن له منهم إخوانا كتب إلى أبو على الحسن بن أحمد الحداد من أصبهان أخبرني أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ ثنا محمد بن عبدالرحمن التستري ثنا يحي بن أيوب العلاف سمعت بعض أصحابنا قال التستر أظنه حرمله سمعت الشافعي يقول : من زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته لقول الله تعالى في كتابه الكريم ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم ) وأنبأني محمد بن الفضل الفقيه عن أحمد بن الحسين الحافظ أنا أبو عبدالرحمن السلمي أنبأنا الحسن بن رشيق إجازة قال أنا عبدالرحمن بن أحمد الهروي سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول: من زعم من أهل العداله أنه يرى الجن أبطلت شهادته لأن الله تعالى يقول ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم) إلاأن يكون نبيا.

      (فصل)قال أبو القاسم الأنصاري في "المقنع في شرح الأرشاد"واعلم أن الله تعالى باين بين الملائكة والجن والإنس في الصوروالأشكال كما باين بينهما في الصفات , فمن حصل على بنيةالانسان ظاهراًوباطنا فهوا إنسان والإنسان اسم لهذه الجملة التي نشاهدها كما قال سبحانه ( ولقد خلقناالأنسان من سلالة )الأية قال أهل التفسير خلقنا فيه الروح والحياة وقال تعالى ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه ) الاية وقال تعالى ( قتل الانسان ماأكفره من أي شئ خلقه من نطفة خلقة فقدره ثم السبيل يسره ثم أماته فاقبره ثم اذا شاء أنشره ) وهذه الأيات وأمثالها تدل على بطلان قول من قال الإنسان هو الروح بأن الروح لم تخلق من الطين ولابد من النطفة وأنها لا تموت علىرغم قائله ولا تقبر ولاتنشر , فإن قلب الله تعالى الملك إلى بنية الإنسان ظاهرا وباطنا خرج عن كونه ملكا وكذلك لوقلب الشيطان إلى بنيه الملك إلى صورة الأنسان ظاهرا صارإنسانا ومن مسخمن بني إسرائيل قردة هل خرجوا عن كونهم ناسا بالمسخ وقلب الصورة؟ الظاهرإنه يخرج على القولين , ومما يدل علي أن صورةالملك مخالفة لصورة الإنسان قوله تعالى ( ولوجعلناه ملكا لجعلناه رجلا) أي جعلناه على صورةالبشر ظاهرا والله تعالى اعلم.

      تعليق


      • #4
        أســـــــــماء الجان

        قال السيوطي في كتابه لقط المرجان: قال ابن عبد البر: اسماء الجان عندهم على مراتب؟ فإذا ذكر الجن خالصاً قالوا: جني، وإذا أردوا مما يسكن مع الناس قالوا: عامر ، والجمع عمار، وإذا كان مما عرض للصبيان قالوا :أرواح واذا خبث وتعرض قالوا: شيطان واذا زاد أمره على ذلك وقوى أمره قالوا: عفريت
        وتصنف الجن على ثلاثه أصناف كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : الجن ثلاثة أصناف، فصنف يطير في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون.
        :الجن
        الجن خلق مما خلق الله تعالى من العوالم، يخالف علم الملائكة وعالم الإنـس ، وهم يتصفون بالعقـل والإدراك ، ولذلك فقد كلفوا وامروا ونهوا وارسلت لهم الرسل فامن من امن وكفر من كفر قال تعالـى(يامعشر الجن والانس الم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالو شهد نا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنياء وشهدوا على انفسهم أنهم كانو كافريـن

        تعليق


        • #5
          عالم الجن: رؤية علمية جديدة
          إنه عالم واسع يحيط بنا ولكن لا نراه، يؤثر علينا في حياتنا وأمراضنا وأفكارنا وتصرفاتنا... فكيف يمكن أن ننظر إلى هذا العالم المجهول في عصر العلم الذي نعيشه اليوم؟ ....

          مطلوب دائماً من المؤمن أن يتدبر القرآن كل حسب ما يسمح به ظرفه وما يتيسر له من وقت، فالقرآن ليس حكراً على أحد، وهو كتاب أنزله الله لكل البشر وليس لفئة محددة من العلماء والمختصين، لذلك أدعو جميع إخوتي وأخواتي من القراء أن يعطوا شيئاً من وقتهم لتأمل آيات القرآن وأن يقدموا شيئاً لهذا القرآن: أقل ما يمكن أن نتدبر القرآن عسى الله أن يرحمنا ويشفينا ببركة هذا القرآن وأن يكف كيد المستهزئين بنبينا عليه الصلاة والسلام.
          فكل من لا يتدبر القرآن مقفل القلب ولو كان يظن نفسه أنه مؤمن! ومن لم يصدق هذا الكلام ليقرأ قوله تبارك وتعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24]. فعليكم يا أحبتي بتدبر هذا القرآن الذي سيكون شفيعاً لكم يوم لقاء الله يوم يتخلى عنكم أقرب الناس إليكم.
          هذه وجهة نظر نقدمها للقراء للمناقشة وإبداء آرائهم، ونحب من قرائنا أن يتفاعلوا معنا في مثل هذه المواضيع بهدف زيادة الإيمان، فلا ننتظر الغرب حتى يكشف لنا الحقائق لابد من أن نتحرك ولو قليلاً ونحن المسلمين لدينا أساس قوي جداً غير متوفر لدى الغرب وهو القرآن.
          علم الطاقة
          والسؤال: يتحدث العلماء اليوم عن علم الطاقة والطاقة الكونية والطاقة الحيوية فهل في القرآن نوع من أنواع الطاقة الشفائية أو الطاقة التي تغير حياة الإنسان بالكامل، وكيف يمكن أن نفهم موضوع الجن والسحر والحسد في عصر العلم اليوم؟
          نتلقى الطاقة في كل لحظة من عمرنا على شكل موجات ضوئية وكهربائية ومغنطيسية، فالشمس وهي أكبر مصدر للطاقة بالنسبة إلينا تبث حرارتها وضوءها على شكل اهتزازات، هذه الاهتزازات تؤثر فينا وقد لا نرى هذا التأثير ولكننا ندرك نتائجه.
          إن جزيئات الماء تهتز في كل خلية من خلايا جسمنا، حتى الصوت الذي نسمعه ما هو إلا اهتزازات لها تردد معين، والأشياء التي نراها فإننا نراها بواسطة الضوء وهو عبارة عن اهتزازات لها ترددات محددة لكل لون من ألوان الضوء.
          حتى الأحاسيس والمشاعر والقلق والخوف والحب وغير ذلك ما هي إلا اهتزازات لا نشعر بها ولكنها في الحقيقة موجودة.
          الحرارة التي نحس بها والبرودة التي تجعلنا نرتجف ما هي إلا اهتزازات أيضاً لا نراها ولكنها موجودة! إن كل ذرة في جسدنا تهتز بسرعة لا يتصورها مخلوق، والسوائل داخل الخلايا تهتز أيضاً، ويمكنني أن أقول إننا نعيش في عالم من الاهتزازات.
          طبيعة الجان والشياطين
          إن النار التي نراها هي في الحقيقة اهتزازات، وبما أن الجنّ قد خُلق من النار، فلا بد أن يتميز بالطبيعة الاهتزازية، وهذا ما حدثنا عنه القرآن الكريم بقوله تعالى: (وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) [النمل: 10]. وقال أيضاً: (وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ) [القصص: 31].
          إذن العصا تهتز مثل الجان إذن الجان يهتز، لماذا يهتز؟ لأنه خلق من النار أي الطاقة، يقول تعالى: (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ) [الحجر: 27]. وهنالك آية أيضاً تتحدث عن الكيفية التي تؤثر فيها الشياطين على الكفار، يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) [مريم: 83]. يخبرنا الفيروز آبادي في معجمه القاموس المحيط عن معنى هذه الكلمة: "أزّت القِدرُ أي اشتد غليانها"، والسؤال: ما هو الشيء الذي تؤثر فيه الشياطين فتجعله يغلي؟
          يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: (تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) أي تغويهم وتطغيهم. ولكن كيف تتم عملية الإغواء هذه؟ وكيف يستجيب الكافر ويتفاعل مع الشيطان، وما هي الوسيلة التي يتم التواصل من خلالها بين الشيطان والكفار؟
          ذبذبات شيطانية
          إن الشيطان يستخدم نوعاً من الاهتزازات والتي أشد ما تؤثر على الكافر، أما الذي يذكر الله تعالى فإن أزيز الشيطان لا يؤثر به، ولكن كيف تحدث العملية؟
          يقول سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. نستطيع أن نقرر من خلال هذه الآية أن ذكر الله يؤدي إلى الطمأنينة، أي ما يسمى بلغة العلم "الاستقرار النفسي"، إذن لدينا اضطراب ولدينا استقرار.
          الاستقرار يعني أن الطاقة في أقل مستوى لها، والاضطراب يعني أن الطاقة في أعلى مستوياتها، ولذلك نجد المرضى النفسيين يعانون من عدم استقرار، ونلمس ذلك في حركات أجسامهم المضطربة، أما الذي يذكر الله تعالى فإن هذا الذكر سيؤثر على كمية الاهتزازات لديه فيخمدها، وهذه هي الطمأنينة التي حدثنا عنها الآية الكريمة.
          إن العلاقة بين المادة والطاقة والتي اكتشفها آينشتاين منذ مئة سنة هي علاقة مهمة، فالمادة يمكنها أن تتحول إلى طاقة والعكس صحيح. ويمكن القول إن المادة هي تكثيف شديد للطاقة.
          إن الله تعالى خلق الجن من النار والنار تتميز بالطاقة العالية، ولذلك استكبر إبليس عن السجود لآدم وقال: (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) [الأعراف: 12]. من هذه الآية نستدل على أن الجن له طبيعة طاقوية أشبه بالحرارة والاهتزازات (موجات الطاقة) التي تنبعث من النار.
          كيف يؤثر إبليس علينا؟
          الشيطان له وسيلة تأثير بالاهتزازات أو الذبذبات غير المرئية، يقول تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 27]. الشيطان يؤثر علينا بواسطة الذبذبات الشيطانية غير المرئية، وهذه الذبذبات لها ترددات عالية ولذلك نجد أن آخر سورة في القرآن ختم الله بها كتابه هي سورة الاستعاذة من الشيطان: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس].
          لاحظوا معي أن هذه السورة تحوي حرف السين بنسبة كبيرة وحرف السين هو الحرف الأعلى من حيث تردده أي له تردد مرتفع جدأً، ولذلك نجده يتكرر 10 مرات في سورة تتألف من 20 كلمة أي بمقدار النصف وهذه أعلى نسبة لحرف السين في القرآن!!
          كأن الله يريد أن يقول لنا احذروا الشيطان ووسوسته فهو عدو لكم فاتخذوه عدواً وتنبهوا له في كل لحظة، ولكن للأسف تجدنا غافلين عن هذا العدو الذي يتربص بنا، ولا نقوم بأي إجراء مع العلم أن الإجراءات التي جاءت في القرآن سهلة جداً أقلها أن تقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
          كيف يؤثر الشيطان على خلايا دماغنا وطريقة تفكيرنا؟
          إن دماغ الإنسان يبث بشكل دائم ذبذبات كهرطيسية يمكن قياسها بأجهزة خاصة، وحتى أثناء النوم لا يتوقف الدماغ عن البث لهذه الذبذبات، ويقول العلماء إن هذه الذبذبات مع الذبذبات التي يبثها القلب تشكل مجالاً كهرطيسياً يحيط بالإنسان ويمكن تصويره بكاميرا خاصة (كاميرا كيرليان).
          والفكرة التي أود أن أطرحها هي أن الإنسان عندما يقرأ القرآن فإن دماغه يتفاعل بطريقة خاصة مع القرآن ويبدأ الدماغ والقلب ببث الترددات الكهرطيسية بطريقة مختلفة، وهذه الترددات تشكل مجالاً يحيط بالإنسان. وهناك ذبذبات لا يمكن رؤيتها تصدر عن الدماغ والقلب وتحيط بالإنسان ويمكن أن أسميها "ذبذبات قرآنية" تشكل غلافاً حول الشخص الذي يقرأ القرآن.
          إن هذا المجال أو الغلاف أو الحصن يقف كالسد المنيع أمام ذبذبات الشيطان التي يبثها ويوسوس بها، ولذلك أمرنا الله تعالى أن نقرأ سورة الفلق وهي أقوى سلاح لإبعاد الشيطان وتأثيره. فعندما نقرأ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) [سورة الفلق] يتشكل حولنا مجال قوي وذبذبات معاكسة للذبذبات التي يبثها الشيطان في عمله، فتفنيها وتبددها وبالتالي فإننا في حالة حرب مع هذا الشيطان، كما قال تعالى: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) [النساء: 76].
          وأعود فأقول إن هذه الأفكار هي وجهة نظر تحتمل الصواب أو الخطأ ولكن هناك الكثير من الشواهد القرآنية والآيات يمكن فهمها في ضوء العلم الحديث. فنحن كمسلمين ينبغي أن ندعو غير المسلمين وهؤلاء أناس ماديون لا يفقهون إلا لغة العلم، ولكي نقرب لهم حقيقة الشيطان لابد من استخدام لغة العلم.

          إن الأسلوب الذي يستخدمه الشيطان في التأثير على البشر هو الذبذبات الشيطانية غير المرئية ولكنها مؤثرة، وهي عبارة عن ترددات من نوع خاص، يؤثر بها على الذي لا يذكر الله تعالى، أما الذي يقرأ القرآن فإن صوت القرآن ينفر الشيطان ويبعده، وبالتالي كأن هناك حرب بين ذبذبات شيطانية أو صوت الشيطان وبين صوت الحق أو القرآن. والمؤمن عندما يقرأ القرآن يحيط نفسه بمجال قوي يمنع أي شر يحيط به، والله أعلم.

          تعليق


          • #6
            ما الذي يحدث عندما نقرأ آية الكرسي؟
            ما الذي يميز آية الكرسي عن غيرها من الآيات؟ إنها أعظم آية في القرآن كما أخبر بذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وعند قراءة هذه الآية: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة: 255] فإن كل حرف من حروفها له تردد خاص وعند اجتماع هذه الحروف فإنها تعطي ترددات خاصة نعتقد أنها تؤثر على الأشياء من حولنا!!
            إن قراءة القرآن بشكل عام تؤثر على كل شيء سواء كان عاقلاً أم غير عاقل، فقد أخبرنا الله تعالى أن كل شيء يسبح بحمد الله حتى الجبال والجبل كما نعلم هو تراب وصخور، يقول تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44]. ولذلك فإن الجدران من حولنا تتأثر بكلام الله والماء الذي نشربه يتأثر بكلام الله، والطعام الذي نأكله يتأثر بكلام الله ويتغير تركيبه، وإلا لماذا نهى الله عن أكل اللحوم التي لم يُذكر اسم الله عليها؟ يقول تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) [الأنعام: 121].
            الذبذبات المضادة!
            كما قلنا إن الشيطان يستخدم ذبذبات يؤثر بها على أوليائه الذي يطيعونه، وكل من يعصي الله لابد أنه تأثر بهذه الذبذبات أو الوساوس، فالله تعالى يقول عن أسلوب الشيطان في الإغواء: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) [الإسراء: 64] ونحن نعلم أن الصوت هو ذبذبات تنتشر في الهواء، هذا الصوت الذي نعرفه، ولكن صوت الشيطان هو ذبذبات أيضاً ولكنها غير مرئية ولا يمكن قياسها أو معرفتها ولكنها موجودة ويمكن رؤية آثارها.
            ولا يمكن أن نقاوم هذا الصوت الشيطاني إلا بصوت معاكس من خلال آيات من القرآن، لقد حدثنا الله تعالى أنه أثناء قراءة القرآن فإن حجاباً وحصناً يتشكل حول الإنسان يحول بينه وبين كل كافر ومنهم الشيطان، يقول تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا) [الإسراء: 45]. أي أن صوت القرآن يؤدي إلى تشكل ذبذبات تحيطك من كل جانب فلا يستطيع أحد أن يصل إليك!
            كيف نعالج تأثير الشيطان
            إنها عملية بغاية البساطة، انظروا معي إلى قول الحق تبارك وتعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف: 200-201].
            استخدام الماء لإبعاد تأثير الشيطان وأفضل استخدام للماء هو الوضوء، يقول تعالى: (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ) [الأنفال: 11]. وبما أن المؤمن يتوضأ باستمرار فإنه لا يقربه الشيطان، ولا يؤثر به سحر أو حسد!
            الاستعاذة بالله من شر الشيطان باستمرار، يقول تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) [النحل: 98-100].
            وأخيراً يا إخوتي! ليس عبثاً أن يختم الله أعظم كتاب على وجه الأرض بالمعوذتين: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) وذلك بسبب أهمية هاتين السورتين، وكأن الله يريد أن يقول لنا إن الشيطان موجود في كل المناسبات وقد أنزلت لكم سورتين عظيمتين فيهما سلاح لكل شر.
            وقد وجدتُ أن أفضل سلاح هو حفظ القرآن وأنصح كل أخ وأخت أن يبدأ منذ هذه اللحظة بحفظ القرآن، لأنك منذ اللحظة الأولى التي تقرر فيها أنك يجب أن تحفظ القرآن سوف يبدأ التغيير في حياتك، فكل الأمراض التي تعاني منها تختفي، كل المشاكل النفسية والاجتماعية تزول، كل الشر المحيط بك يتوقف لأنك عالجت السبب وهو الشيطان، فحفظ القرآن هو بحق إعادة لبرمجة خلايا دماغك، وهو صيانة وتأهيل لقلبك، وهو شفاء ورزق وسعادة وإبداع....
            نسأل الله أن يرزقنا حفظ هذا القرآن عسى أن نلقاه وقد حفظنا كلامه في صدورنا ونكون من الذين قال فيهم: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 29-30].

            تعليق


            • #7
              العقل الواعي واللاواعي

              تمهيد:

              إنّ الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان بنعمة العقل .. وجعله بذلك يمتاز عن كثير من المخلوقات .. (وفي أنفسكم أفلا تعقلون).

              في النفس البشرية .. قسّم العلماء العقل إلى شقين: الواعي واللاواعي وقد تعددت الأسماء للاواعي فهو (اللاشعور، الباطن، التحتي..).

              صرح العالم النفسي " جورج أ. ملر " من جامعة " هارفارد" في الدراسة التي أجراها عام 1956 أن العقل الواعي قادر على استيعاب أكثر من سبع معلومات ( ايجابية،سلبية) في لحظة ما.. أي أن سعة العقل الواعي محدودة.

              أمّا العقل اللاواعي ففي إمكانية استيعاب ما يزيد عن 2 بليون معلومة في الثانية. وفي الواقع يحتوي العقل اللاواعي على جميع ذكرياتك وبرامجك منذ كنت جنينا في الرحم، أي أن للعقل اللاواعي قدرة على استيعاب لا محدودة على الإطلاق. فكيفية برمجتك للاتصال خلال فترة الصبا والشباب لازال موجودا في عقلك اللاواعي خلال المراحل المتقدمة من العمر، وأيضا ردود فعلك الاعتيادية تجاه أشياء معينة وتصرفات محددة. باختصار إن هذه البرامج الموجودة منذ أمد طويل هي التي تحدد طبيعة سلوكك.

              تعليق


              • #8
                مفهوم العقل الباطن:

                العقل الباطن (بالإنجليزية: The Unconscious ) هو مفهوم يشير إلى مجموعة من العناصر التي تتألف منها الشخصية، بعضها قد يعيه الفرد كجزء من تكوينه، والبعض الآخر يبقى بمنأى كلي عن الوعي. وهناك اختلاف بين المدارس الفكرية بشأن تحديد هذه المفهوم على وجه الدقة والقطعية، إلا أن العقل الباطن على الإجمال هو كناية عن مخزن للاختبارات المترسبة بفعل القمع النفسي، فهي لا تصل إلى الذاكرة. ويحتوي العقل الباطن على المحركات والمحفزات الداخلية للسلوك، كما أنه مقر الطاقة الغريزية الجنسية والنفسية بالإضافة إلى الخبرات المكبوتة.

                مقارنة بين العقل الواعي واللاواعي

                مقارنة بين العقل الواعي واللاواعي والتي تبين جانباً من القدرات والإمكانات التي يتمتع بها العقل البشري المعجز:

                1** العقل الواعي

                1. يعي ما يحدث الآن.

                2. تركيزه محدود.

                3. يقوم ببرمجة العقل الباطن.

                4. منطقي ومحلل.

                5. مفكّر ومنطقي.

                6. ممكن يعطي تعليمات ناجحة أو غير ناجحة للعقل الباطن.

                7. ممكن أن يتغير للأحسن إذا اقتنع، وبالتالي يغيّر العقل الباطن للأحسن.

                8. يفكر بطريقة متابعة خطوة.. خطوة.

                تعليق


                • #9
                  2** العقل اللاواعي

                  1. يخزن الذكريات (غيّر ذكرياتك تتغير حياتك).

                  2. محرّك العواطف والمشاعر.

                  3. ينظّم جميع ذكرياتك.

                  4. يحرّك الجسم.

                  5. يحافظ على الجسم.

                  6. هو شيء أخلاقي (يعتمد على الأخلاق والسلوكيات التي يتعلمها من مصادر البرمجة).

                  7. يحب أن يخدمك، يحتاج إلى خطوات واضحة المعالم ليتبعها.

                  8. يتحكّم ويصون جميع الحواس.

                  9. يصنع، يخزّن، ويوزّع الطاقة.

                  10. يصنع العادات ويحتاج التكرار (من 6-21 مرة) حتى تكون العادة ثابتة.

                  11. مبرمج على أساس الحصول على أكثر وأكثر (هناك أشياء كثيرة ممكن اكتشافها) تمتّع في حياتك بالاكتشاف اليومي.

                  12. هو متمثل بالرموز فهو يستخدم ويتفاعل مع الرموز (أحلامك رموز).

                  13. يأخذ كل شيء شخصياً.

                  14. يعمل بقاعدة الأقل جهدا وهو طريقة الأقل معارضة.

                  15. لا يحرّك الأوامر السلبية (كل ما لا تريد يجعله يعطيك ما لا تريد).

                  16. انه يعرف بشكل عفوي ما يفيد وينجح ويعرف ما لا يمكن ان ينجح.

                  17. انه يعطيك أفكارا تتجاوز المعلومات التي أخذتها من الخبرة، لأنها قدرة تتجاوز مجال الوعي في عقلك.

                  18. أنه يعمل 24 ساعة ويتابع الأمور التي أخذها من العقل الواعي.

                  19. انه يعمل بقوة الأهداف، وما لم يأت الدافع من أهداف تهمنا فلا تعمل هذه القدرة.

                  20. انه يطلق طاقة تكفي لبلوغ الهدف.

                  21. انه يستجيب لتأكيدات ايجابية قوية. كلما قلت: أنا راض عن نفسي، وأنا في روح معنوية رائعة، يذهب هذا الكلام إلى العقل الباطن ويحركه لصالحك.

                  22. انه يحل كل العقبات بشكل آلي حتى تصل إلى الأهداف.

                  23. انه يعمل على أحسن ما يكون كلما قل اجتهاد العقل. لا تحاول إجبار عقلك على الإبداع. كن هادئاً مسترخياً، الأفكار المبدعة والحلول تأتيك مع الاسترخاء.

                  24. يصبح أنشط كلما وثقنا به وكلما استخدمناه أكثر.

                  25. يعطينا القوة اللازمة للصبر على تعلّم الدروس اللازمة حتى نحقّق الأهداف.

                  26. يعجل كل كلماتنا وسلوكنا تتناسب مع أهدافنا وتقربنا نحو الأهداف على شرط وضوح تلك الأهداف، إن الأهداف إذا وضحت تماماً فإننا قد نصل إلى حال يستحيل أن نقول أو نفعل ما يضر بتحركنا نحو الهدف، ويحدث في حالات تزايد النجاح أن سلسلة من الحوادث تحدث بحيث تخدمنا في تحقيق الهدف، حتى أننا نشعر كأن الحوادث تتفق لتحقيق نجاحنا.

                  27. يعمل أحسن ما يعمل في حالتين، حينا يكون عقلنا مهتما بأمر ما إلى أقصى حد، وحينما لا نفكر بالأمر على الإطلاق. يقدح الحل في عقلنا كالشرارة ونحن نقود السيارة أو نستمع إلى الإذاعة. إن العقل الباطن الفائق لا يعمل حينما نكون في حالت التحسر (التفكير السلبي) على عدم وصولنا إلى حل.

                  تعليق


                  • #10
                    ............................يتبع.................. ............

                    تعليق


                    • #11
                      جزاك الله خيرا

                      اكمل بارك الله فيك


                      اني متابع
                      [CENTER] [/CENTER]

                      تعليق


                      • #12
                        عشق الـجن للإنس
                        العِشْقُ: فرط الـحب، وقـيل: هو عُجْب الـمـحب بالـمـحبوب يكون فـي عَفافِ الـحُبّ، ودَعارته .

                        الجن كافرهم ومسلمهم يعيشون معنا في أسواقنا في محلاتنا في مدارسنا ، معنا في بيوتنا في الغرف والمطابخ والحمامات ، يقول النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ فَإِذَا سقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمُ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى ثُمَّ لِيَأْكُلْهَا وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ ( رواه مسلم ).

                        والجن يروننا ولا نراهم ، يقول الله سبحانه وتعالى:} يَابَنِيَ آدَمَ لاَ يَفْتِنَنّكُمُ الشّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مّنَ الْجَنّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ إِنّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنّا جَعَلْنَا الشّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ{ [الأعراف:27]، ولقد من الله سبحانه وتعالى على بني آدم بحسن الخِلقة ، يقول الله تعالى في سورة التين : } لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِيَ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ{ ، فسبحان من أبدعه وجمله ، فالجن يعجبون بحسن خلقتنا وجمالنا وقد يعجبون بأشخاص لا لجمالهم ولكن لخفة دمهم وحسن دعابتهم أو غير ذلك ، فيعشق الجني الإنسية أو تعشق الجنية الإنسي كما هو حاصل بين بني آدم من العشق والإعجاب ويقول قائلهم:
                        إن العيونَ التي في طَرْفِها حَـوَرٌ قَتَلْنَنــَا ثم لم يُحيين قتلانا
                        يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهُن اضعف خَلقِ الله إنسانا

                        فإذا كان الإنسي يعشق الإنسية لجمال عينيها ، فما بالك بمن تتجرد من ثيابها أمام شيطان يغلب على عالمه دمامة الخلقة . عَنْ عَلِيِّ ابن أَبِي طَالِبٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الْخَلاءَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ . رواه الترمذي وفي رواية يقول صلى الله عليه وسلم ( ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه : بسم الله الذي لا إله الا هو ).

                        يقول ابن تيمية : صرع الجن للإنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق ، كما يتفق للإنس مع الإنس وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف ا.هـ.

                        ومن المعلوم أن الذي يُعشق في عالم الإنس صاحب الوجه الحسن رقيق البشرة أبيض الجلد وقد قيل " البَيَاضُ نِصْفُ الحُسْنِ"، ولكن هذا الذوق لا تجده في عالم الجن ، ولو كان الجمال هو الغاية عند الجن لما بقي الجان العاشق في جسد الممسوس بعد أن يكبر سنه ويشيب رأسه ويتجعد وجهه وتتساقط أسنانه ..!

                        بـــلادٌ ألفناها على كل حالة وقد يؤلَف الشيء الذي ليس بالحسن
                        ونستعذب الأرض التي لا هواء بها ولا مـــاؤها عذب ولكنها وطن
                        والذي يحصل أن يحضر الجان على الإنسان الكبير والرجل الدميم أو على المرأة السوداء ويقول لك أنا أحبها ولسان حاله يقول :
                        فاستحسنوا الخال في الخد فقلت لهم إنـي عشقت مليحا كله خال
                        وحالات العشق هي في الحقيقة من أصعب حالات الاقتران ، وهي حالات مستعصية للغاية يصعب معها اقناع الجن بالخروج وترك المصروع ، وذلك بسبب تشبث الجني بجسد من يعشق من الإنس خصوصا إذا كان المصاب في بعد عن ذكر الله .
                        كيف صبري عن بعض نفسي وهل يصبر عن بعض نفسه الإنسان
                        وكثير من الشياطين لا تعشق الإنسان الممسوس ولكنها تعشق الجسد فقط فهي تأكل وتشرب وتستمتع به ، ولا تبالي بالإنسان إذا ما كان سعيدا أو حزينا ، بل قد تتسلط عليه بالأذى والسهر والتعب لخدمة السحر أو العين أو لمجرد أن يخالف المصروع هوى الجان ، فعليهم من الله ما يستحقون من العذاب واللعنات المتتالية إلى يوم يلقونه.

                        وهذا النوع من الاقتران تكون له أحيانا بعض الأعراض :
                        فمن أعراضه أن يكثر مع المعشوق الاحتلام في اليقظة والمنام ليلاً ونهاراً ، وقد يشعر المعشوق بمن يتابعه ويحتضنه دون أن يراه ، وقد يسلب الإرادة فلا يستطيع على الحركة أو صراخ ويشعر بمن يعاشره " اغتصاب " وهو مستيقظ غير نائم ، وربما يشعر بأن شيئا ما يثير شهوته حتى يقذف وهو مستيقظ وفي كامل وعيه ،،، أما في الحلم تتم المعاشرة كاملة " يحصل الإيلاج " وإذا ما فرغ من حلمه واستيقظ وجد نفسه متعبا وكأن الأمر حقيقة ،،، وقد يصاب المريض بالنعاس في أي وقت في العمل أو في المدرسة ويحتلم .

                        وقد أن يتدرج الشيطان في التشكل للمعشوق في بداية الأمر في المنام ، كأن يرى المعشوق في منامه صورة امرأة جميلة أو رجل وسيم وأنها معه في زواج ومعاشرة وتتكرر هذه المنامات حتى يصبح الشكل مألوفا للإنسي ( أحيانا يكون التشكل في صورة رجل أو امرأة يعرفها الإنسي ) ، يرى في المنام شخصا على أحسن صورة يقترب منه ويداعبه ويعاشره ، وتجد بعض الإنس يتلذوذن بتلك المداعبة ويهيمون بذلك الخيال وتجدهم يأنسون بالعزلة ويسارعون الى النوم لعلهم يرون ذلك الطيف الجميل يقول الشاعر :

                        وإني لأهوَى النوم في غير نَعْسَة لعـل لقـاء في المنام يكونُ
                        تخبرني الأحــلامُ أني أراكُم فيـاليتَ أحـلامَ المنامِ يقينُ

                        فإذا تبين للجن العاشق أن الشاب أو الشابة راغب في هذه الخيالات العارية والدعابات الجنسية في اليقظة والمنام ، قد يتشكل له في اليقظة عن طريق التخيل بالعين ويتحدث مع عشيقه أو عشيقته عن طريق الوسوسه ، حتى يتعلق الإنسي في هذه الصورة الجميلة المزيفة ، يذكر لي أحد الشباب وقد ابتلي بشيطانة خبيثة ، فيقول: أنه بلغ بي الحال أن أخاطب قرينتي قبل النوم فأقول لها أريد منك أن تأتيني في المنام على صورة فلانه ، يقول: فأنام وتأتيني تلك الشيطانة الخبيثة بصورة من طلبت ، شاب آخر يقول: كانت تشترط علي الشيطانة بأن لا أذهب إلى المسجد مقابل أن تتجسد لي في اليقظة .

                        فإذا وافق الإنسي عشيقه من الجن بفعل الفاحشة معه أو حتى لو تركه ولم يدفعه بالذكر والدعاء ، فإن الشيطان يتمكن منه ويستحوذ عليه لأنه لم يحفظ حدود الله ، ويخشى عليه أن يتركه الله سبحانه وتعالى ولا يبالي به بأي واد هلك ، فتتفرد به الشياطين وتتلاعب به كيفما شاءت ، يقول الله تعالى في سورة الأنعام:} وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَامَعْشَرَ الْجِنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مّنَ الإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مّنَ الإِنْسِ رَبّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَآ أَجَلَنَا الّذِيَ أَجّلْتَ لَنَا قَالَ النّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَآ إِلاّ مَا شَآءَ اللّهُ إِنّ رَبّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ{ .

                        يقول شيخ الإسلام ابن تيميه : الاستمتاع بالشيء هو أن يتمتع به . ينال به ما يطلبه ويريده ويهواه ، ويدخل في ذلك استمتاع الرجال بالنساء بعضهم لبعض ... فالجن تأتيه بما يريد من صورة أو مال أو قتل عدوه ، والإنس تطيع الجن ، فتارة يسجد له ، وتارة يسجد لما يأمره بالسجود له وتارة يمكنه من نفسه فيفعل الفاحشة، وكذلك الجنيات منهن من يريد من الإنس الذي يخدمنه ما يريد نساء الإنس من الرجال . وهذا كثير في رجال الجن ونسائهم ، فكثير من رجالهم ينال من نساء الإنس ما يناله الإنس ، وقد يفعل ذلك بالذكران.

                        فإذا ما تمكن عاشق الجن من الإنسي ، يجعله يحب الوحدة والانطواء والعزلة ، وتجده شارد الذهن ، وإذا كان الرجل خاطبا أو المرأة مخطوبة ترفض الزواج ، وأعرف امرأة كلما تقدم أحد ليخطبها تتعب جسديا ونفسيا وربما تصرفت كالمجانين حتى يتراجع الخاطب عن خطبتها ، ويتحدث الخبيث على لسانها ويقول لن أتركها تتزوج لأنها زوجتي ، وقد يصاب الإنسي ببعض الأمراض مثل الخفقان والآلام في القلب ، لأن الشيطان العاشق في الغالب يسكن قريبا من القلب أو العينين ، وقد يصاب المعشوق بالكسل والخمول وكثرة النوم ، أحيانا إذا كان المصاب رجلا فتجده يكره النساء عموما والعكس إذا كانت المصابة امرأة ، وإذا كان الإنسان متزوجا قد يربطه الشيطان فيجعله يكره معاشرة زوجه وإذا عاشر لا يجد لذة في الجماع ويتسبب في كثير من المشاكل بين الزوجين ، لأن الشيطان يرى أن الإنسان المعشوق ملك له وحده ، وكثيراً ما يُصرع أو يتعب المعشوق في حالة الغضب الشديد ، وفي بعض الحالات يمر الإنسي بمرحلة من العذاب بسبب عشق الجن له ، ولا يعلم مدى هذه المعاناة إلا من جربها ومن لا يزال يعانيها .

                        تعليق


                        • #13
                          علاج وطرد عاشق الجن
                          إذا تبين أن المريض مصاب بمس من الجن بسبب العشق فعلاجه باتباع نفس طريقة علاج المس الشيطاني ، ولكن قد يكون سبب التلبس الحقيقي السحر أو العين ، لأنه يوجد من الجن من يخدم الساحر مقابل أن ينفذ إلى جسد المسحور ، أو يدخل إلى جسد الإنسي عن طريق العين وبعد فترة من الزمن يتدرج به الحال إلى أن يتعلق قلبه بالإنسي أو الإنسية فيكون عاشقا ، فإذا حضر وقت القراءة يقول أنا أحبها أو تقول أنا أحبه إن كانت جنية فينبغي الانتباه وأخذ المعطيات من المريض مع الملاحظة وقت الرقية.

                          يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: فما كان من صرعهم للإنس بسبب الشهوة والهوى والعشق فهو من الفواحش التي حرمها الله تعالى ، كما حرم ذلك على الإنس وإن كان برضى الآخر ، فكيف إذا كان مع كراهته فأنه فاحشة وظلم! فيخاطب الجن بذلك ويعرفون أن هذا فاحشة محرمة ، أو فاحشة وعدوان ، لتقوم الحجة عليهم بذلك ، ويعلمون أنه يحكم بحكم الله ورسوله الذي أرسل إلى جميع الثقلين الإنس والجن.

                          ومن الآيات التي تؤثر في هذا النوع من المس وتفضحه قراءة الآيات أدناه مع آيات الرقية . وتنفع هذه الآيات مع آيات الحفظ والتحصين في منع الشيطان من التمتع ومعاشرة المعشوق من الإنس.
                          } وَمِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبّونَهُمْ كَحُبّ اللّهِ وَالّذِينَ آمَنُواْ أَشَدّ حُبّاً للّهِ وَلَوْ يَرَى الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنّ الْقُوّةَ للّهِ جَمِيعاً وَأَنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ{ [البقرة:165]
                          } وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الّذِينَ يَتّبِعُونَ الشّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً * يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً { [النساء:27-28]
                          } وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمّ مُوسَىَ فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلآ أَن رّبَطْنَا عَلَىَ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ { [القصص:10]
                          } وَرَاوَدَتْهُ الّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نّفْسِهِ وَغَلّقَتِ الأبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنّهُ رَبّيَ أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنّهُ لاَ يُفْلِحُ الظّالِمُون * وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِهَا لَوْلآ أَن رّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السّوَءَ وَالْفَحْشَآءَ إِنّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِين{[يوسف:23-24]
                          } قَالَ رَبّ السّجْنُ أَحَبّ إِلَيّ مِمّا يَدْعُونَنِيَ إِلَيْهِ وَإِلاّ تَصْرِفْ عَنّي كَيْدَهُنّ أَصْبُ إِلَيْهِنّ وَأَكُن مّنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنّ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ { [يوسف: 33 – 34]
                          }وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِين{ [يوسف:30]
                          } وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ * أَإِنّكُمْ لَتَأْتُونَ الرّجَالَ شَهْوَةً مّن دُونِ النّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ { [النمل:54-55]
                          } سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَآ آيَاتٍ بَيّنَاتٍ لّعَلّكُمْ تَذَكّرُونَ* الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مّنَ الْمُؤْمِنِينَ*الزّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ { [النور:1-3]
                          } وَالّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللّهِ إِلَهَا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النّفْسَ الّتِي حَرّمَ اللّهُ إِلاّ بِالْحَقّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً { [الفرقان :68]
                          } إِنّ الّذِينَ يُحِبّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدّنْيَا وَالاَخِرَةِ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ { [النور:19]
                          }حُورٌ مّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيّ آلآءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنّ { [الرحمن:72-74]
                          } وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مّن قَبْلُ إِنّهُمْ كَانُواْ فِي شَكّ مّرِيبِ{ [سبأ:54]

                          إن الغاية من اقتران العشق في الغالب هي الجماع ، لذلك ينبغي على المصاب عدم تمكين الجني من الجماع والاستمتاع به وذلك بفعل ما يأتي:
                          1. يدهن القبل والدبر بالمسك الأسود " الأحمر " أو المسك الأبيض ( أو زيت الزيتون الذي قرئ عليه القران ) يوميا قبل النوم . كما ينبغي عليه أن يطيب ثياب النوم بالمسك أو دهن العود او الريحان .
                          2. لا ينام وهو عُريانا من الثياب أو بثياب شفافة .
                          3. ان يقول بسم الله الذي لا اله إلا هو بنية أن يستر الله عورته من أعين الجن عندما يخلع ثيابه .
                          4. يحافظ على أذكار الصباح والمساء والنوم خاصة .
                          5. يجتنب المعاصي ويحافظ على الطاعات .
                          6. لا ينام منفردا ويسأل الله تعالى أن يحفظه وأن يكفيه شر من تسلط عليه من الشياطين .

                          والذي ينبغي أن يعلمه الإنسان المعشوق أن الشيطان قبيح الصورة بشع الخِلقَة ولا يغتر بالصورة التي يتشكل عليها الشيطان في نظره ، يقول الله تعالى:} أَذَلِكَ خَيْرٌ نّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزّقّومِ * إِنّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لّلظّالِمِينَ * إِنّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِيَ أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنّهُ رُءُوسُ الشّيَاطِين{ سورة الصافات ، ويقولe : (الجن ثلاثة أصناف : فصنف يطير في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون ).

                          حقيقة التناكح بين الإنس والجن
                          يقول الله سبحانه وتعالى } وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشّيْطَانُ إِلاّ غُرُوراً{ [الإسراء: 64] . أخرج القرطبي في تفسيره عن مجاهد قال: إذا جامع الرجل ولم يُسَمّ انطوى الجانّ على إحْلِيله فجامع معه ، فذلك قوله تعالى: }لَمْ يَطْمِثْهُنّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنّ{ . وروي من حديث عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن فيكم مُغَرّبين» قلت: يا رسول الله, وما المغرّبون؟ قال: «الذين يشترك فيهم الجن». رواه الحكيم الترمذي في (نوادر الأصول). قال الهَرَوِيّ: سموا مغرّبين لأنه دخل فيهم عرق غريب ، وكانت بِلْقِيس ملكة سَبَأ أحد أبويها من الجن.أ.هـ.

                          يقول الشيخ عبد الخالق العطار: عالم الجن الذي نتكلم عنه هو الموصوف بأنه جسم دقيق رقيق لطيف وهذا النوع هو الذي يدخل بأذن الله جسم الإنسان ويقترن به ، والنكاح بين هذا النوع من الجن وبين الإنس يتم بطريق الإثارة والتهيج من الجن إلى الإنس في موضع الإثارة العظمى بفرج الإنسي ذكرا أو أنثى، وأطمئن بناتي من بني الإنس أن هذا التنكاح لا يترتب عليه هتك غشاء البكارة ولا ينجم عنه حمل لأنه لا يعدو إثارة وتهيج في موضع العفة للفتاة الإنسية حتى تفرز وتقذف ماءها هي لا ماء الجني الذي أثارها وهيجها حتى أمنت أي من الأمناء ، وهذا العمل شبيه بالاستمناء والسحاق وهو المشهور بالعادة السرية ، وكذلك إذا اقترنت الجنية الأنثى برجل من الإنس فإن النكاح بينهما في صورة إثارة واحتكاك في موضع الإثارة مناما ، فيستيقظ الرجل بعد أن يكون قد أمنى ، وهو مثل الاحتلام بالضبط ، لكن إذا تجسم وتجسد الجني أي تحول إلى جسم مادي فأنه يصير مثل الإنسان تماما لأنه تحكمه الصورة ، وفي هذه الحالة يصير الجني ذكرا كان أو أنثى مثل الإنسي تماما ويحدث بينه وبين الإنسان التناكح والتلاقح والتناسل والذرية ، وفي هذه الحالة تأخذ شكل وصفات وخصائص الإنسان الكامل أ.هـ.
                          تنبيه : قد يثير الشيطان الشهوة عند المرأة حتى أنها تهتك بكراتها بإصبعها أو أي آلة أخرى .


                          يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى :
                          وصرعهم للإنس قد يكون عن شهوة وعشق ، كما يتفق للإنس مع الإنس ، وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد ! وهذا كثير معروف ، وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عليه وقد كره أكثر العلماء مناكحة الجن أ.هـ.
                          وقد يزعم الشيطان أنه يريد الزواج من الإنسية أو العكس ، تبين له أن طلب الزواج مرفوض لأن الإنسية أو الإنسي لا يريده ولن يكون زواجا شرعيا ولو وافق الآخر لأن الراجح من أقوال العلماء أن زواج الجن من الإنس حرام لقوله تعالى: } وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لّتَسْكُنُوَاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مّوَدّةً وَرَحْمَةً إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكّرُون{ [سورة الروم:21]. ويُرغب بما أعده الله للمؤمنين يوم القيامة من الحور العين في الجنة ، وأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه .

                          مناكحة الجن للإنس على أربعة أشكال :
                          1. الاحتلام : وهذا لا يكون إلا في المنام ، وهو معلوم يوجب الغسل بسبب الإنزال.
                          2. الاستمتاع المنامي : يستمتع الجان بالإنسان في المنام بغير شعور الإنسان ولا يكون معه إنزال ، بكيفية يعلمها الله.
                          3. المعاشرة الخفية : وهي أن يشعر الإنسان بمن يجامعه وهو في كامل وعيه ولا يستطيع رده.
                          4. التشكل : يتشكل الجان على صورة إنسان وتكون المعاشرة طبيعية كما هو حاصل بين الإنس .

                          هذه الحالة منقولة نصاً عن منتدى الجن والعفاريت " تميم "

                          ومن هنا بدات حكايتي
                          السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
                          أنا شاب ابلغ من العمر تسعه وعشرين عاما وبدت حكايتي عندما كنت في سن الخامسة عشر حيث كان يأتيني قبل النوم شئ غريب وكأني أجامع.... مع العذر... بالرغم انه لا يوجد احد في الغرفة إلا أنا .. ولم ارعي هذا الشي أدنى انتباه بل وبالعكس كنت لا افهمه وكان شي محبب وخصوصا لشاب مراهق في ذلك العمر ... واستمر الوضع وخلال السنوات التالية كان هذا الشي وكانه يكبر معي حيث انني كلما ذهبت الى مكان سواء في مدينتي التي اسكن بها ام في اي مدينه اذهب اليها اجد هذا الشيء يتتبعني ........... ومع تقدم العمر بدات افهم انه ممكن يكون أعراض للاحتلام ( حيث اني ذكرته لاحد الأصدقاء وجاوبني انه ممكن ان يكون احتلام ولاكن ما قبل النوم )...... لا اخفيكم سرا لم اكن حريصا على ان اعرف السبب ولاكن كنت مستمتعا بما يحث وخصوصا انني ما زلت اعيش فتره المراهقه في ذلك الوقت ............ وتقدم العمر حتى أتتني فكره الزواج في سن الخامسه والعشرين ............. ويا ليتها ما أتت .......... حيث بدات المعاناه .

                          كان هناك احدى بنات الاقارب هناك كلام مسبق بين ابي وابيها على ان نتزوج اذا كبرناااااا وما ان بدا الكلام بموضوع الزواج مع ابو البنت حتى بدات المشاكل تدب من كل اتجاه ....... شروط من اهل البنت ... تعنت من البنت ..... تعنت من اهلي تجاه بعض الشروط البسيطه .... مشاحنه غير مفهومه ........الخ ......وانتهى كل شي . الاتفاقات . العلاقه . القرابه . الخ.

                          وفي احد الأيام وبعد مضي فتره على هذا الموضوع وفي يوم من ايام رمضان كنت نائما بعد وفجاه صحوت على رنين جهاز الهاتف الجوال وخلال صحياني أحسست ان شيئا قد دخل في ظهري من أعلى رقبتي ولم استطع ان ارفع راسي من الفراش ............ وبدأت المعاناة الجسدية حيث أنني جميع الآلام الجسدية وفي مختلف أماكن جسمي كان يولمني .... البطن . الظهر . أسفل الظهر........الرأس ...القولون ... العينين ... الأرجل . الأكتاف ... الخ.......... والشي الغريب انني بمجرد أن أحس بألم في احد أما كن جسدي واذهب الي الطبيب فانه يجري الفحوصات اللازمة وتظهر علامات مرض معين ولاكن الأغرب أنها تختفي بعد يوم او يومين حتى ان بعض الأطباء استغرب من حالتي وقال لي .......... أنت إنسان غريب ايه اللي بيحصل في جسمك انت مو طبيعي .( على حد قوله ).................واستمرت المعاناه حتى هداني الله الي احد الاخوان النصوحين فقال لي ولماذا لا تذهب الى احد الرقاه ولعل الله يجعل لك شفاء على يديه وبالفعل ذهبت اليه وبدات القرائه ولاكن الشي الغريب ان في الايام الاولى لم يبين اي اختلاف على الوضع اللذي اعانيه ولاكن بعد سنه تقريبا بدات احس ببعض الالام الخفيفه تظهر علي ومن هنا بدات احس ان الامر غير طبيعي .

                          *** المعذره سارسل التتمه في وقت لاحق حيث انني بدات احس بصداع في راسي شديد ***
                          ولتتمه حكايتى ومعاناتي مع ما اجد فانه وبعد سنه تقريبا من القرائه بدا الراقي جزاه الله خيرا يحس ان هناك بعض الاستجابه تظهر ولاكن ما تلبث ان تختفي ........... وقد كان يسالني عن الاعراض التي اعانيها وخصوصا الاشياء الغريبه . فبدات اسرد له جزاه الله خيرا انني اشاهد في منامي دائما نساء او انني في وسط مجموعه نساء او ان احداهن تحاول اغرائي او تلاحقني او ...... وانني اراى قطه سوداء غريبه الشكل اما في داخل البيت او خارجه وهي ما تزال موجوده منذ بدايه المعاناه وحتى هذه اللحظه وانها تنظرلي بنظرات غريبه وكانها تتتبعني وايضا اراها عندما انتقل لاي مكان سواءا في مدينتي او خارجها وانني سالت بعض الاصدقاء هل يراها ام انني انا الوحيد اللذي اراها فوجدت الاجابه ...بنعم انهم يرونها....... وبدات اسرد له انني عندما اراى امراه في اي مكان سواءا في السوق او في التلفاز فانني اجد الماً شديدا سواءا في عيني او في بطني وانني عندما اذهب للسوق او لاي مكان اخر فانه يصيبني دوار وصداع وانني لو تحاملت على نفسي وذهبت فانني اجد بعض النساء ينظرون الي نظرات غريبه وكانهم يعرفونني منذ زمن بعيد ............ واستمرت الأعراض تزداد وتنقص مع القرائه وانني كلما وجدت نفسي قريبا من العلاج اجد انني بعدت عنه فيزداد الوضع سواءا وبدا اليأس يدب في قلبي ....... واستمرت الرقيه حتى قبل نحو عام من الان حين بدا الراقي قرائه ايات من سوره يوسف وقوله تعالى ( وقال نسوه في المدينه امرأه العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا .... الايه ) ..... احسست ان الموت قد اقترب مني واني لا استطيع ان اتمالك اعصابي واحسست بالام شديده في اسفل بطني وفي عيني وكانت تلك اليله من اشد الليالي حيث لم اذق طعم النوم من الالم ......... وبدات بعده الاحلام التهديديه بعدم الترك من نساء مختلفات ومن نساء يخبرونني ان هذا اللذي اعانيه سحرا وانني يجب ان اجد السحر ليزول ما بي ... فتاره اراى احدى النساء تريني السحر وتاره شيخ عجوز وتاره اجده بنفسي . وما ان اصحو من النوم واذهب الى المكان الذي رايته في المنام فلا اجد شيئا وهكذاااااااااااااااا

                          وبعد ذلك بدات تظهر اعراضا جديده تتمثل في انني احس انني اجامع وانا صاحي ( غير نائم ) ففي البيت وفي السياره وفي السوق وفي المكتب ........ وحتى لا اطيل المو ضوع وقبل عده اشهر وفي أثناء قراه الراقي واثناء دعائه على السحر والسحره ذكر ( سحره الجن ) فتأثرت في البداية تاثرا خفيفا ولاكن مع تكراره على مدى الجلسات التاليه بدات احس بنفس الالام اللتي اعانيها عندما تقرا سوره يوسف...... للعلم في الاونه الاخيره بدات اتاثر من سوره يوسف ليس تلك الايه فحسب انما ايه أيه فيها حتي مجرد اسم يوسف يسبب لي الما في قلبي .

                          التفاصيل تطول ولاكن لم اتعمدها لانها هي فصل بسيط في فصول معاناتي التي استمرت نحو أربع سنوات وما زالت ........

                          تعليق


                          • #14
                            الاستعانة بالجن في العلاج

                            وقد وجد بعض المعالجين قد اتفق مع جني أن يساعده في العلاج لبعض الحالات المستعصية , فيناديه بألفاظ متفق عليها , أو يرافقه الجني في رحلات العلاج , ثم يأمره بالدخول في بدن المصروع ليخرج الجني الأخر إن كان اضعف منه .
                            ومع خطأ هذا الامر الذي قد يؤدي الى الشرك . وقد يؤدي الى زيادة طغيان الجن . هي طريقة غير مشروعة لم يستعملها النبي عليه السلام ولا اصحابة من بعده , ولا العلماء بل ورد في القران ماينهى عن ذلك لقولة تعالى ( وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا9
                            قال القرطبي المراد به ماكانو يفعلونه من قول الرجل إذا نزل بواد : أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه فيبيت في جواره حتى يصبح . قال رحمة الله " رهقا أي خطيئه وإثما" قال مجاهد " فزادوهم " أي أن الإنس زادوا الجن طغيانا بهذا التعوذ حتى قالت الجن سدنا الإنس والجن"
                            قال تعالى ( ومن الشياطين من يعوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين ) وقال تعالى ( وحشرلسليمان جنوده من الجن والأنس والطير فهم يوزعون) وقال تعالى ( ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير , يعملون له مايشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات أعملوا آل داود شكرا) وقال تعالى ( والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد)وقال تعالى ( وقال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) وفيما قص الله تعالى من أعمال ألجن لسليمان عليه السلام كفاية.

                            قوله تعالى ( والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد ) روي ابن أبي حاتم في تفسيره بسنده عن قتادة ومن الشياطين كل يعملون له مايشاء من محاريب وتماثيل , وقال السدي ومن الشياطين كل بناء من البناء الذي يبني قوله وغواص قال قتادة غواص يستخرجون الحلي من البحر , وقال السدي الغواص الذي يقوم في الماء , وآخرين مقرنين في الاصفاد قال قتادة من مرده, وقال ابن عباس في وثاق , وقال قتادة مقرنين في الأصفاد من السلاسل في أيديهم مصفودين مسخرين مع سليمان , وقال السدي الأصفاد تجمع اليدين إلى عنقه,
                            قوله تعالى ( هذا عطاؤنا فامنن أوأمسك بغير حساب)قال السدي أمنن علىمن شئت منهم فأعتقه وقال ابن عباس قوله هذا عطاؤنا فامنن , يقول أعتق من الجن وامسك منهم من شئت , وقال قتاده هؤلاء الشياطين إحبس منهم من شئت في وثاقك هذا , أو سرح من شئت منهم فاتخذ عنده يدا إصنع ماشئت لاحساب عليك في ذلك . قال السدي يمن علىمن يشاء منهم فيعتقة ويمسك من يشاء منهم فيستخدمة ليس عليه في ذلك حساب.

                            وقال شاكر في كتاب العجائب حدثنا محمد بن عمير أبو عزيز حدثنا عمران بن موسى بمكة حدثنا على بن مهران حدثنا جرير بن عبدالحميد عن سفيان بن عبدالله ان عمر بن عبدالعزيز سأل موسى بن نصير أمير المغرب وكان يبعث في الجيوش حتى بلغ أوسمع وجوب الشمس عن اعجب شئ رآه في البحر, فقال انتهيت إلى جزيرة من جزائر البحر فإذا نحن ببيت مبني وإذا نحن فيها بسبع عشرة جرة خضراء مختومه بخاتم سليمان عليه السلام فأمرت بأربع منها فأخرجت وأمرت بواحدة منها فنقبت فإذا شيطان يقول والذي أكرمك بالنبوة لاأعود بعدها أفسد في الأرض , ثم نظر فقال والله ما أرى بها سليمان وملكه فنسلخ في الأرض فذهب فأمرت بالبواقي فردت إلى مكانها.

                            وقال أيضا حدثنا عباس بن الوليد بن مزيد البيروني حدثنا أبي عن موسى بن نصير وكان يهوديا من أهل الكتاب فأسلم فأمر على المغرب فخرج غازيا في البحر حتى أتى بحر الظلمة وأطلق المراكب على وجوهها تسير قال فسمع شيئا يقرع المراكب فإذا بجرار خضر مختمة , فهاب أن يكسر الخاتم فأمر فأخذ قله منها , ثم رجع فنظرنا فإذا هي مختمة , فقال لبعض أصحابة إقدحوها من اسفلها قال فلما أخذ المقداح القلة صاح صائح لا والله يانبي الله لا أعود , قال فقال موسى هذا شيطان من الشياطين الذين سجنهم سليمان بن داود , ونفذ المقداح في القلة فإذا شخص على رجل المركب فلما نظر إليهم قال أنتم هم والله لولا نعمتكم على لفرقتكم. قلت ولي موسى ابن نصير غزو البحر لمعاوية وافتتح الأندلس وجرت له عجائب وقيل لم يسمع في الأسلام بمثل سبايا موسى بن نصير وكثرتهم والله تعالى أعلم

                            تعليق


                            • #15
                              تحصيــن الأطفال
                              نظرا لكثرة الأسئلة حول فزع وخوف الأطفال أفردت هذه الصفحة لمعالجة هذا الموضوع :
                              يعاني بعض الأطفال من البكاء والخوف والفزع خصوصاً في الليل وأثناء النوم وإذا ما حاول الأب أو الأم تهدئة الطفل يشتد فزعا وخوفا وصراخا وبكاء ، ويظل على هذا الحال لفترة من الوقت ، أو يسمع الطفل يتحدث مع شخص لا يرونه أو يبكي فجأة ويذكر لهم أن رجل في الغرفة قد ضربه ، والسبب في ذلك أن كثيرا من بيوت المسلمين في هذه الأيام لا تدخلها الملائكة ، بيوت لا تسمع فيها قرآن يتلى لا صلاة لا دعاء ، بيوت قد عشعشت فيها الشياطين بسبب كثرة المنكرات من غناء وصور وكلاب وتماثيل .

                              يترك الأطفال يلعبون ويعبثون في كل وقت دون تحصين ولا تعويذ ولا تعليم لأذكار الصباح والمساء ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ

                              الشرح:حديث ابن عباس في التعويذ بكلمات الله التامة.
                              قوله: (إن أباكما) يريد إبراهيم عليه السلام وسماه أبا لكونه جدا على.
                              قوله: (بكلمات الله) قيل المراد بها كلامه على الإطلاق، وقيل أقضيته، وقيل ما وعد به كما قال تعالى (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل) والمراد بها قوله تعالى (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) المراد بالتامة الكاملة وقيل النافعة وقيل الشافية وقيل المباركة وقيل القاضية التي تمضي وتستمر ولا يردها شيء ولا يدخلها نقص ولا عيب، قال الخطابي: كان أحمد يستدل بهذا الحديث على أن كلام الله غير مخلوق، ويحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستعيذ بمخلوق.
                              قوله: (من كل شيطان) يدخل تحته شياطين الإنس والجن.
                              قوله: (وهامة) بالتشديد واحدة الهوام ذوات السموم، وقيل كل ما له سم يقتل فأما ما لا يقتل سمه فيقال له السوام، وقيل المراد كل نسمة تهم بسوء.
                              قوله: (ومن كل عين لامة) قال الخطابي: المراد به كل داء وآفة تلم بالإنسان من جنون وخبل.
                              وقال أبو عبيد: أصله من ألممت إلماما، وإنما قال " لامة " لأنه أراد أنها ذات لمم.
                              انظر فتح الباري، شرح صحيح البخاري ، للإمام ابن حجر العسقلاني .

                              وفي بابُ ما يُعَوَّذُ به الصِّبْيَانُ وغيرُهم في الأذْكَارُ النَّوَويَّة:
                              روينا في صحيح البخاري رحمه اللّه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال:
                              "كان رسولُ اللَّه صلى اللّه عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين: أُعِيذُكُما بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ وَهامَّةِ، وَمِنْ كُلّ عَيْنٍ لامَّةٍ ويقول: إنَّ أباكُما كان يُعَوِّذُ بِها إسْماعِيلَ وَإسْحاقَ" صلى اللّه عليهم أجمعين وسلم.
                              قلتُ: قال العلماء: الهامَّة بتشديد الميم: وهي كلّ ذات سمّ يقتل كالحيّة وغيرها، والجمع الهوامّ، قالوا: وقد يقع الهوامّ على ما يدبّ من الحيوان وإن لم يقتل كالحشرات. ومنه حديث كعب بن عجرة رضي اللّه عنه "أيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رأسِكَ؟" أي القمل. وأما العين اللامّة بتشديد الميم: وهي التي تُصيب ما نظرت إليه بسوء.
                              (342) البخاري (3371) ، ورواه النسائي في "اليوم والليلة" (1006) ، وابن ماجه (3525) وغيرهم.‏

                              وفي سنن أبي داود والترمذي وابن السني وغيرها، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات: "أعُوذُ بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبهِ وَشَرِّ عِبادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ وأنْ يَحْضُرُونِ" قال: وكان عبد اللّه بن عمرو يعلمهنّ مَنْ عقل من بنيه، ومَنْ لم يعقل كتبه فعلقه عليه. قال الترمذي: حديث حسن. وفي رواية ابن السني: جاء رجلٌ إلى النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فشكا أنه يفزعُ في منامه، فقالَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِماتِ اللّه التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَمنْ شَرّ عِبادِهِ، وَمِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وأنْ يَحْضرُونِ" فقالها، فذهب عنه.
                              (259) أبو داود (3893) ، والترمذي (3519) ، وابن السني (753) ، ومسند أحمد 2/181، والحاكم في المستدرك 1/548، وهو حديث حسن بشواهده.‏

                              وان من أسباب أذى الشياطين للأطفال ، ترك الأطفال يلعبون ويعبثون ويصرخون ويتراجمون بالحجارة وغيرها عند غروب الشمس ، حيث أنه وقت تنتشر فيه الشياطين ، يقول صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة :
                              - إذا كان جنح الليل ، فكفوا صبيانكم ، فإن الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهبت ساعة من العشاء فخلوهم.
                              - إذا غربت الشمس فكفوا صبيانكم ، فإنها ساعة ينتشر فيها الشياطين.
                              - كفوا صبيانكم حتى تذهب فحمة أو فورة العشاء ، ساعة تهب الشياطين.
                              - احبسوا صبيانكم حتى تذهب فوعة العشاء فإنها ساعة تخترق فيها الشياطين .
                              - لا ترسلوا فواشيكم ( وصبيانكم) إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء ، فإن الشياطين تعبث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء.
                              - كفوا صبيانكم عند العشاء ، فإن للجن انتشارا و خطفه.
                              - إذا كان جنح الليل فكفوا صبيانكم؛ فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله؛ فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، وأوكوا قربكم، واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم، واذكروا اسم الله، ولو أن تعرضوا عليه شيئاً، وأطفؤا مصابيحكم .
                              - خمروا الآنية ، و أوكئوا الأسقية ، و أجيفوا الأبواب ، و اكفتوا صبيانكم عند المساء ؛ فإن للجن انتشار وخطفة ، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد ، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة ، فأحرقت أهل البيت.

                              فينبغي حبس الأطفال عند غروب الشمس وعدم تعريضهم لتفلت الشياطين وتعليم من يعقل من الأبناء قراءة آية الكرسي والمعوذتين " قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس " وأما الأطفال الذين لا يعقلون فيضع المسلم يده على رأس الطفل أو صدره ويعوذه بما كان يعوذ إبراهيم عليه السلام بنيه وكذلك آية الكرسي والمعوذتين .

                              وإذا ما استمر الطفل في البكاء ولم يكن مصاباً بمرض عضوي فعلاجه يكون بالرقية والتحصين لأنه قد يكون مصاباً بالعين ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَ صَوْتَ صَبِيٍّ يَبْكِي فَقَالَ مَا لِصَبِيِّكُمْ هَذَا يَبْكِي فَهَلا اسْتَرْقَيْتُمْ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ. وفي رواية مالك في موطئه عن عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ صَبِيٌّ يَبْكِي فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ بِهِ الْعَيْنَ قَالَ عُرْوَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلا تَسْتَرْقُونَ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ ، وإذا ما تكررت الخوف والفزع فينبغي رقية والد الطفل وأمه لأنه قد يكون الأب أو الأم مصابة بالمس فيتعدى على الطفل .

                              تعليق

                              يعمل...
                              X