إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نقد كتاب من فضائل سورة الإخلاص وما لقارئها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نقد كتاب من فضائل سورة الإخلاص وما لقارئها

    نقد كتاب من فضائل سورة الإخلاص وما لقارئها
    المؤلف: أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن علي البغدادي الخَلَّال (المتوفى: 439هـ)
    الكتاب يدور حول ما سمى بفضائل سورة الإخلاص ومعظم ما قيل فى الفضائل غير صحيح والروايات هى:

    1 - والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله وسلم، أخبرنا الشيخ الإمام العالم أبو الفضل جعفر بن أبي الحسن علي بن أبي البركات الهمداني، قراءة عليه ونحن نسمع ابنا الشيخ الإمام العالم الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني ابنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال المقرئ ابنا أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الحافظ، ثنا محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق، حدثني أبي، ثنا علي بن الحسين بن إشكاب العامري، ثنا أبو بدر يعني: شجاع بن الوليد، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني إسماعيل بن رافع، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، قال: بلغنا أن رسول الله (ص)قال: «من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها عشر مرات بنى الله عز وجل له قصرا في الجنة» . فقال له أبو بكر الصديق: إذا نستكثر يا رسول الله، فقال رسول الله (ص)«الله أكثر وأطيب» رددها مرتين"
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد عشر مرات بناء قصر فى الجنة وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
    2 - حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان، حدثني محمد بن أحمد المخزومي، بالبصرة، ثنا محمد بن علي بن الوليد السلمي، ثنا محمد بن عبد الأعلى، ثنا معتمر بن سليمان، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن ابن عمر، عن النبي (ص)قال «من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأ قل هو الله أحد مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات فكأنما قرأ جميع ما أنزل الله عز وجل»
    3 - حدثنا عمر بن محمد بن علي الزيات، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، ثنا عيسى بن مساور اللؤلؤي، ثنا سويد بن عبد العزيز، ثنا حصين، عن هلال بن يساف، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود، أن النبي (ص)قال «من يقرأ ثلث القرآن في يوم؟» فتعاظم ذلك القوم، فقال: «من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن»
    4 - حدثنا عبيد الله بن أحمد بن البواب، ثنا عمر بن الحسن الأشناني، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا أبو خالد، عن الأعمش، عن الضحاك المشرقي، عن أبي سعيد الخدري، وعن هلال بن يساف، عن ابن أبي ليلى، وعن إبراهيم، قالوا: قال رسول الله (ص)لأصحابه «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟» قالوا: ومن يطيق ذلك يا رسول الله، قال: «يقرأ قل هو الله أحد فإنها تعدل ثلث القرآن»
    6 - حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق، حدثني أبي، ثنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن هشام الخراز، ثنا أبو معاوية الضرير، ثنا موسى بن مسلم الصغير، عن هلال بن يساف، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي (ص)قال «قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن»
    7 - حدثنا أحمد بن محمد بن الجندي، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله البصري، - قدم علينا - ثنا أحمد بن القاسم الأكفاني، ثنا إبراهيم بن إسحاق، عن عمرو بن ثابت، عن سماك بن حرب الضبي، عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله (ص)«من قرأ قل هو الله أحد مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثا فكأنما قرأ القرآن ارتجالا»
    8 - حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، ثنا أبو محمد بن الحسن بن أحمد بن الربيع، ثنا حميد يعني: ابن الربيع أنبأ معن بن عيسى، ثنا ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه أم كلثوم، قالت: قال رسول الله (ص)«قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن أو هي ثلث القرآن»
    23 - حدثنا محمد بن المظفر، ثنا محمد بن الحسين بن حميد، حدثني جدي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عمرو بن ميمون، عن أبي مسعود، قال: قال رسول الله (ص)«أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة الله الواحد الصمد»
    24 - حدثناه محمد بن المظفر، ثنا محمد بن مخلد بن حفص، ثنا عبد الله بن مت البلخي، ثنا عبد الصمد بن حسان، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن أبي مسعود، أن النبي (ص)قال «قل هو الله أحد ثلث القرآن»
    25 - حدثنا محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري، ثنا أبو عروبة، ثنا الحسين بن سيار، ثنا أبو خالد الأحمر، عن الأعمش، عن الضحاك المشرقي، عن أبي سعيد، قال: قال النبي (ص)«أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة بثلث القرآن» فشق عليهم فقالوا: من يطيق؟ فقال: «يقرأ قل هو الله أحد فهي ثلث القرآن»
    26 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، ثنا أحمد بن مسعود الزنبري، ثنا أبو أمية الطرسوسي، ثنا علي بن قتيبة، ثنا أبو معشر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبي بن كعب، قال: سمعت رسول الله (ص)يقول «من قرأ قل هو الله أحد مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن وكتب له من الحسنات عدد من أشرك بالله وآمن به»
    والخطأ المشترك بين الروايات الأحد عشر أن سورة الإخلاص ثلث القرآن ولنا أن نتساءل ما هى أثلاث القرآن ؟قطعا لا رد ودعونا نتساءل هل المراد ثلث المعانى أم الألفاظ ؟إذا كان أراد المعانى فإن هذه السور مجتمعة لا تشكل إلا أقل من 1%من معانى القرآن بدليل عدم ورود أحكام فيها سوى 5أو 6على الأكثر بينما القرآن فيه ألوف الأحكام وإذا كان الرد الألفاظ فألفاظها مجتمعة لا تشكل واحد من مائة ألف ثم دعونا نتساءل كيف يساوى قليل ثلث القرآن إذا كان لا تفاضل بين سور القرآن فى أى شىء لأنها كلها كلام الله وكلام الله سواء فى المصدر وفى العمل به
    الخطأ الثانى فى الرواية الأخيرة أنه يكتب لقارىء قل هو الله أحد من الحسنات عدد من أشرك بالله وآمن به وهو ما يخالف أن أجر أى عمل صالح غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
    5 - حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق، ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن علي بن الحسين الرقي ثنا القاسم بن علي بن أبان العلاف، بالرقة، ثنا سهل بن صقير، ثنا محمد بن مروان، عن أبان، عن أنس، قال: قال رسول الله (ص)«من قرأ قل هو الله أحد مرة بورك عليه، ومن قرأها مرتين بورك عليه وعلى أهل بيته، ومن قرأها ثلاث مرات بورك عليه، وعلى أهل بيته وجيرانه، ومن قرأها اثنتي عشرة مرة بني له في الجنة اثنا عشر قصرا، ومن قرأها عشرين مرة جاء مع النبيين هكذا - وضم الوسطى والذي يلي الإبهام - ومن قرأها مائة مرة غفر الله له ذنوب خمس وعشرين سنة، ومن قرأها أربعمائة مرة كان له أجر أربعمائة شهيد، كل عقر جواده وأهريق دمه، ومن قرأها ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له»
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد 12 مرة بناء12 قصر فى الجنة وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" والرواية تناقض الرواية ألولى التى تقول أن قراءة10 مرات بقصر واحد وهى:
    1-... ثنا أبو بدر يعني: شجاع بن الوليد، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني إسماعيل بن رافع، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، قال: بلغنا أن رسول الله (ص)قال: «من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها عشر مرات بنى الله عز وجل له قصرا في الجنة»
    والخطأ القانى اعطاء القارىء400 مرة أجر 400 شهيد وهو ما يخالف أن الشهيد وهو من المجاهدين أعلى درجة من القاعدين لو قرئوا آلاف المرات كما قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
    والخطأ الثالث أن من قرأ قل هو الله أحد مائة مرة غفر الله له ذنوب خمس وعشرين سنة وهو يخالف أن قراءتها مرة واحدة اى أى عمل صالح أخر يمحو الذنوب وهى السيئات كلها كما قال تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات"
    9 - حدثنا علي بن عمرو الحريري، ثنا ابن جوصا، ثنا نوح بن عمرو، ثنا بقية بن الوليد، عن زياد الألهاني، عن أبي أمامة الباهلي، قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: يا محمد، اشهد جنازة معاوية بن معاوية السلمي، فنزل جبريل في سبعين ألفا من الملائكة فوضع جناحه الأيمن على الجبال فتواضعت، ووضع جناحه الأيسر على الأرضين، فتواضعت حتى نظرنا إلى مكة والمدينة «فقلت» حبيبي جبريل، ما بلغ معاوية بن معاوية هذه المنزلة، قال: بقراءته قل هو الله أحد كان يقرؤها قائما، وقاعدا، وراكبا، وماشيا "
    الخطأ نزول جبريل في سبعين ألفا من الملائكة جنازة معاوية بن معاوية السلمي وهو ما يخالف أن الملائكة فى السماء لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها فيها كما قال تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
    10 - حدثنا أحمد بن محمد العلاف، ثنا محمد بن أحمد الحكيمي، ثنا أحمد بن عبيد، ثنا عمرو بن جرير، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله، قال: قال رسول الله (ص)«من صلى بين المغرب والعشاء عشرين ركعة يقرأ في كل ركعة الحمد وقل هو الله أحد بنى الله عز وجل له في الجنة قصرين لا فصل فيهما، ولا وصم»
    نلاحظ التناقض فى أن قراءة قل هو الله أحد هنا بقصر واحد وهو ما يناقض الرواية واحد التى تجعل القصر بقراءة عشر مرات :
    1-... ثنا أبو بدر يعني: شجاع بن الوليد، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني إسماعيل بن رافع، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، قال: بلغنا أن رسول الله (ص)قال: «من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها عشر مرات بنى الله عز وجل له قصرا في الجنة»
    والكل يخالف أن أجر أى عمل غير مالى كالقراءة هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
    وإذا كان القصر قلا روايتنا هنا بقراءة واحدة وفى الرواية واحد بعشر قراءات فإن القراءة الواحدة فى الروايتين التاليتين أجرها 33 قصرا وهو قولهم:
    11 - حدثنا يوسف بن عمر القواس، ثنا علي بن محمد الواعظ، ثنا أحمد بن عبيد، ثنا عمرو بن جرير، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير، قال: قال النبي (ص)«من صلى بعد عشاء الآخرة ركعتين يقرأ في كل ركعة قل هو الله أحد خمس عشرة مرة بنى الله له ألف قصر في الجنة»
    12 - حدثنا ابن شاذان، ثنا أحمد بن شقير، ثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، فذكر نحوه
    13 - حدثنا عمر بن محمد بن علي الزيات، وعمر بن أحمد بن عثمان، وعلي بن الحسن الجراحي، وابن عمران قالوا: ثنا محمد بن هارون بن عبد الله الحضرمي، ثنا سليمان بن عمر الأقطع، ثنا أبي، عن الخليل بن مرة، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله (ص)«من قرأ بعد صلاة الجمعة قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس سبع مرات أجاره الله عز وجل بها من السوء إلى الجمعة الأخرى»
    والخطأ هنا هو أن الحسنة وهى القراءة بعد صلاة الجمعة تكفر ذنوب أسبوع فى المستقبل وهو يخالف أن الحسنات تمحو السيئات الماضية مصداق لقوله "إن الحسنات يذهبن السيئات ولا تكفر المستقبلية لأنها لو كانت كذلك لعمل أهل النفاق والكفار حسنات تكفيهم 100 سنة ثم ارتكبوا ما يحلوا لهم من السيئات فى السنوات التى بعدها بحجة أن حسنات تلك السنة تكفر هذه السيئات وهذا ما لا يقول به عاقل
    14 - حدثنا محمد بن عثمان بن حراز، ثنا يوسف بن إبراهيم الأشجعي، ثنا علي بن حمزة الخزاعي، ثنا عبد الله بن عمرو المصيصي، ثنا إسحاق بن عبد الصمد البغدادي، ثنا مروان بن محمد، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله (ص)«من صلى يوم الجمعة أربع ركعات يقرأ في كل ركعة قل هو الله أحد مرة فقد أدى حق الجمعة كما أدت حملة العرش من حق العرش»
    من المعروف أن الجمعة ركعتان حاليا وليس أربع وحتى فيما يروى من الروايات ركعات السنة لا تزيد عن ركعات الصلاة المفروضة
    15 - حدثنا يوسف بن عمر القواس، ثنا محمد بن مخلد، ثنا أحمد بن عبد الله الحداد، ثنا صبيح بن دينار، ثنا المعافى بن عمران، عن عمرو بن أبي المقدام العجلي، قال: أعطاني مروان بن محمد كتابا فيه، عن أبي يحيى، أنه حدثه بضعة وثلاثون، ممن يوثق بهم: أنه «من قرأ في ليلة النصف من شعبان قل هو الله أحد ألف مرة في مائة ركعة لم يمت حتى يرى في منامه مائة ملك ثلاثون يبشرونه بالجنة، وثلاثون يؤيسونه من النار، وثلاثون يعصمونه، وعشرة يكيدون له من أعدائه»
    لا يوجد صلاة مائة ركعة وحتى لو افترضنا وجودها مع قراءة قل هو الله أحد عشر مرات فى كل ركعة فهذا معناه إذا استغرقت كل قراءة دقيقة والقيام والركوع والسجود دقيقتان فهذا معناه 12 دقيقة فى الركعة فى 100 بألف ومئتى دقيقة =20 ساعة وهو أكثر من أن تصلى فى ليلة
    16 - حدثنا يوسف بن عمر، قال قرئ على علي بن محمد المصري وأنا أسمع، قيل له حدثكم أحمد بن محمد بن نافع، ثنا أحمد بن عمرو، ثنا ابن وهب، حدثني عبد الله بن عياش، عن يزيد بن قوذر، عن كعب الأحبار، قال «من قرأ قل هو الله أحد حرم لحمه على النار»
    المعنى صحيح فأى عمل صالح كقراءة قل هو الله أحد يمنع من دخول النار
    17 - حدثنا علي بن عمر الحربي، ثنا إسماعيل بن موسى الحاسب، ثنا نصر بن علي، حدثنا السكين بن عبد الله، ثنا أبو داود الواسطي، عن أبي علي، عن كعب، أنه قال " ينزلون من الجنة حيث شاءوا: الشهيد، ورجل قرأ في كل يوم قل هو الله أحد مائتي مرة "
    الخطأ نزول قارىء قل هو الله أحد مائتي مرة من الجنة حيث شاء فإذا كان قاعدا لا يجاهد فهو لا ينزل درجة الشهداء المجاهدين كما قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ".
    18 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن عثمان الصفار، ثنا أحمد بن محمد المكي، ثنا محمد بن يوسف ابن أخي حجاج بن الشاعر، ثنا يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس، عن رسول الله (ص)قال: «من قرأ قل هو الله أحد ألف مرة كانت أحب إلى الله عز وجل من ألف فرس ملجمة مسرجة في سبيل الله»
    الخطأ تفضيل الله قراءة قل هو الله أحد ألف مرة على الجهاد على ألف فرس وهو ما يناقض تفضيل الل الجهاد على أى عمل يعمله القاعدون كما قال "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ".
    19 - حدثنا علي بن عمر التمار، ثنا أحمد بن محمد بن ثابت الصيرفي، ثنا الحسن بن علي الكرابيسي، ثنا خلف بن عبد الحميد، ثنا أبو الصباح، عن أبي هاشم، رفعه، قال: قال رسول الله (ص)" من قرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات، ثم قال: لا إله إلا الله واحدا لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ثلاث مرات؛ بنى الله له مائة ألف ألف غرفة من در وياقوت في الجنة "
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد ثلاث مرات بناء الله له مائة ألف ألف غرفة من در وياقوت في الجنة وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
    20 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال «سمعت رسول الله (ص)أكثر من عشرين مرة يقرأ في الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد»
    21 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبو الحسن علي بن عمر الحافظ، وعبيد الله بن حبابة قالوا: ثنا عبد الله بن محمد، ثنا طالوت بن عباد، ثنا شهاب بن شرنفة، ثنا أبو داود الكوفي، نفيع بن الحارث، عن ابن عمر، قال «رمقت النبي (ص)خمسا وعشرين ليلة في ركعتي الفجر يقرأ قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون»
    34 - حدثنا أحمد بن عمر بن عثمان، ثنا محمد بن هارون بن حميد بن المجدر، ثنا أبو مصعب الزهري أحمد بن أبي بكر، عن عبد العزيز بن عمران المديني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله،: أن النبي (ص)قرأ في ركعتي الطواف بسورتي الإخلاص، وهي قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد
    35 - حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، ثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، ثنا أحمد بن بديل اليامي، ثنا حفص بن غياث، ثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي (ص)كان يقرأ في المغرب بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد
    36 - ثنا القاضي محمد بن إبراهيم بن نيطرا، وأحمد بن إبراهيم بن شاذان، وسليمان بن محمد بن أبي أيوب، وأحمد بن محمد بن عمران قالوا: ثنا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي، ثنا أبو محمد إسحاق بن زريق الرسعني، ثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني المؤذن ويكنى أبا محمد، ثنا الثوري، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب،: أن النبي (ص)كان يقرأ على المنبر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد
    37 - حدثنا علي بن إبراهيم بن أبي عزة، أبنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، ثنا سليمان يعني: ابن سلمة، ثنا سليم بن عثمان الطائي، ثنا محمد بن زياد، قال: سمعت أبا أمامة، يقول: كان رسول الله (ص)يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى بالحمد وقل يا أيها الكافرون وفي الثانية بالحمد وقل هو الله أحد لا يعدوهن "
    الخطأ المشترك بين الروايات الست الجهر بالقراءة فى الصلاة وهو ما يخالف قوله تعالى " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"
    22 - حدثنا أبو المفضل، محمد بن عبد الله بن المطلب، ثنا أحمد بن محمد بن نصر الضبعي، ثنا يحيى بن محمد بن بشير الكوفي الدهقان، ثنا يحيى بن فضيل، حدثني مندل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، قال: صلى بنا رسول الله (ص)صلاة في سفر، فقرأ في الركعة الأولى قل يا أيها الكافرون وقرأ في الثانية قل هو الله أحد ثم قال «قرأت بكم ثلث القرآن وربعه»
    الخطأ هنا هو أن سورة الإخلاص ثلث القرآن والكافرون ربعه ،لنا أن نتساءل ما هى أثلاث القرآن وما هى أرباعه ؟قطعا لا رد ودعونا نتساءل هل المراد ثلث أو ربع المعانى أم الألفاظ ؟إذا كان أراد المعانى فإن هذه السور مجتمعة لا تشكل إلا أقل من 1%من معانى القرآن بدليل عدم ورود أحكام فيها سوى 5أو 6على الأكثر بينما القرآن فيه ألوف الأحكام وإذا كان الرد الألفاظ فألفاظها مجتمعة لا تشكل واحد من مائة ألف ثم دعونا نتساءل كيف يساوى قليل ثلث أو ربع القرآن إذا كان لا تفاضل بين سور القرآن فى أى شىء لأنها كلها كلام الله وكلام الله سواء فى المصدر وفى العمل به
    وقراءة السورتين معا فى الروايات السابقة تناقض النهى عن قراءة أى شىء مع قل هو الله احد فى الرواية التالية:
    27 - حدثنا محمد بن بكران، ثنا محمد بن مخلد، حدثني أبو بكر بن الأشعث، حدثني أحمد بن أبي الحواري، قال سمعت محمودا، يقول: قال عامر بن عبد قيس «من قرأ قل هو الله أحد فلا يقرأ معها شيئا من القرآن استقلالا بها؛ لأنها نسبة الرحمن عز وجل من أولها إلى آخرها»
    الخطأ النهى عن قراءة سور أخرى مع قل هو الله أحد وهو ما يناقض قوله تعالى " فاقرءوا ما تيسر منه"
    28 - حدثنا علي بن محمد بن إبراهيم الجوهري، ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن الفرج، ثنا إسماعيل بن حصين، ثنا محمد بن مرزوق، ثنا حاتم بن ميمون، عن ثابت، عن أنس، أن النبي (ص)قال: " من أراد أن ينام، فنام على يمينه، ثم قرأ قل هو الله أحد مائة مرة إذا كان يوم القيامة يقول له الرب عز وجل: يا عبدي ادخل الجنة على يمينك "
    الخطأ تخصيص سورة بعبادة فالمطلوب هو قراءة وطاعة كل السور المنزلة كما قال تعالى :
    "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم"
    29 - حدثنا عمر بن محمد بن علي الناقد، ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن موسى الخيوطي، ثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، ثنا عبد المنعم بن بشير، ثنا أبو مودود، عن ابن كعب، عن أبي هريرة، عن النبي (ص)قال " من قرأ قل هو الله أحد في ركعتين ثنتي عشرة مرة في كل ركعة ست مرات بعد أم القرآن، يحسن ركوعهما وسجودهما بنى الله له قصرا من لؤلؤة بيضاء على عمود من ياقوت أحمر فيه سبعون ألف غرفة قال: ومن قرأها عشر مرار وهو في سوقه أو في حاجته بنى الله له قصرا من لؤلؤة بيضاء على عامود من ياقوت أصفر فيه أربعة عشر ألف غرفة، ومن قرأها مرة واحدة بنى الله له بيتا في الجنة قال: فقال عمر: يا رسول الله، إذا نستكثر من القصور، قال: فأقبل عليه بوجهه وهو يقول: «الله أكثر وأطيب يا عمر» يقول ذلك ثلاث مرات قال: فقال عمر: والله يا رسول الله، ما أردت بذلك إلا أن لا يتكل الناس فقال: «صدقت يا عمر»
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد 12 مرة بناء قصر وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
    30 - كتب إلي أبو سعيد الحسين بن محمد بن حسنويه، ثنا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد، ثنا أبو بكر بن النعمان، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا يحيى بن عبد الله، عن ضرار، عن أبان، عن أنس بن مالك، قال: أتت يهود خيبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا أبا القاسم خلق الملائكة من نور الحجاب، وآدم من حمأ مسنون، وإبليس من لهب النار، والسماء من دخان والأرض من زبد الماء، فأخبرنا عن ربك؟ فلم يجبهم النبي صلى الله عليه وسلم، وأتاه جبريل فقال يا محمد {قل هو الله أحد} [الإخلاص: 1]- ليس له عروق تتشعب - {الله الصمد} [الإخلاص: 2]- ليس بالأجوف، لا يأكل، ولا يشرب - {لم يلد ولم يولد} [الإخلاص: 3] ليس له ولد ولا والد ينسب إليه {ولم يكن له كفوا أحد} [الإخلاص: 4] ليس من خلقه شيء يعدل مكانه يمسك السماوات إن زالتا، هذه السورة ليس فيها ذكر جنة ولا نار، ولا دنيا ولا آخرة، ولا حلال ولا حرام، انتسب الله إليها فهي له خالصة فمن قرأها ثلاث مرات عدل بقراءة الوحي كله، ومن قرأها ثلاثين مرة لم يفضله أحد من أهل الدنيا يومئذ إلا من زاد على ما قال، ومن قرأها مائتي مرة أسكن من الفردوس مسكنا يرضاه، ومن قرأها حين يدخل منزله ثلاث مرات نفت عنه الفقر، ونفعت الجار قال: وكان رجل يقرؤها في كل صلاة قال: فكأنهم تهزءوا به وعابوا ذلك عليه، فقالوا لرسول الله (ص)فقال: «وما حملك على ذلك؟» فقال: يا رسول الله، إني أحبها قال: «حبك إياها أدخلك الجنة» قال: وبات رسول الله (ص)يقرؤها يرددها حتى أصبح "
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد نفى الفقر، ونفع الجار وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
    والخطأ خلق الملائكة من نور فالملائكة هم رسل من الجن ومنهم كان إبليس الذى قال الله فيه "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن"
    31 - حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن فهد قاضي الموصل قدم علينا سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ثنا أبو يعلى الموصلي، ثنا خالد بن مرداس أبو الهيثم، ثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن أيفع بن عبد قال: قيل يا رسول الله أي سورة في القرآن أعظم؟ قال: " قل هو الله أحد قال: فأي آية في القرآن أعظم؟ قال: آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة: 255] قال: فأي آية تحب أن تصيبك وأمتك قال: «خاتمة البقرة؛ فإنها من خير خزائن رحمة الله من تحت عرشه، أعطاها الله هذه الأمة لم تترك خيرا من خير الدنيا إلا اشتملت عليه»
    الخطأ اختصاص الأمة بخاتمة البقرة دون من قبلها وهو ما يناقض كون الوحى واحد فى كل العصور إلا ما تعلق بالأحداث فى عهد كل نبى وفى هذا قال تعالى "ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك"
    32 - حدثنا أحمد بن محمد بن عمران الجندي، ثنا علي بن محمد بن يزيد العماني، بشاطئ عثمان بن أبي العاص، ثنا العباس بن الوليد بن مزيد، ببيروت، ثنا محمد بن شعيب، ثنا عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي، أنه حدثه عن مقاتل بن سليمان، عن عبد الله بن دينار، وأبي عبيدة، عن أنس بن مالك،: أن رسول الله (ص)قال «من قرأ قل هو الله أحد مائة مرة في خلاء لا يخبر بها أحدا غفر له ذنوب خمسين سنة إلا الدماء والأموال، وبني له بكل مرة قصر في الجنة طوله فرسخ، وعرضه فرسخ ارتفاعه في السماء مائة. . . أربعة آلاف مصراع من ذهب، في كل مصراع سرير من ياقوت، على كل سرير حجلة من حرير أخضر في كل حجلة زوجة من الحور العين بين يدي كل زوجة، منهن تسعون غلاما وتسعون خادما يضيء وجه أحدهم كضوء الشمس والقمر» ، قال أبو بكر: إذا نستكثر من البيوت والأزواج والخدم، فقال رسول الله (ص)«الله أكثر وأطيب»
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد غفر له ذنوب خمسين سنة إلا الدماء والأموال، وبني له بكل مرة قصر في الجنة طوله فرسخ، وعرضه فرسخ ارتفاعه في السماء مائة. . . أربعة آلاف مصراع من ذهب وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
    33 - حدثنا أحمد بن محمد بن عروة الكاتب، أنبأ عبد الله بن محمد بن سعيد الجمال، ثنا يزيد بن عمرو بن البراء أبو سفيان الغنوي، ثنا أحمد بن الحارث الغساني، حدثتني جدتي ساكنة بنت الجعد قالت: سمعت رجاء الغنوي، يقول وكانت أصيبت يده يوم الجمل قال: قال النبي (ص)«استشفوا بما حمد الله به نفسه قبل أن يحمده خلقه وبما مدح به نفسه» قلنا: وماذا بأبي وأمي يا رسول الله؟ قال: «الحمد وقل هو الله أحد فإن من لم يشفه القرآن فلا شفاه الله»
    الخطأ التداوى بقراءة قل هو الله أحد فى أمراض الجسد وهو ما يخالف أنه شفاء لأمراض الصدور وهى النفوس كما قال تعالى "وشفاء لما فى الصدور"
    38 - حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق، حدثني أبي، ثنا علي بن داود القنطري، ثنا عصام بن رواد بن الجراح، عن أبيه، ثنا محمد بن مسلم، عن إسحاق بن عبد الله بن خليجة الفهري، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله (ص)«من صلى ركعتين يقرأ في كل ركعة بأم الكتاب وست مرار قل هو الله أحد يحسن ركوعهما وسجودهما بنى الله عز وجل له قصرا من لؤلؤة بيضاء على عمود من ياقوت أحمر فيه سبعون ألف غرفة، ومن قرأها عشر مرار وهو في حاجته أو في سوقه بنى الله له قصرا من لؤلؤة بيضاء على عمود من ياقوت أحمر فيه أربعة عشر ألف غرفة، ومن قرأها مرة واحدة بنى الله له قصرا في الجنة»
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد بنى الله له قصرا من لؤلؤة بيضاء على عمود من ياقوت أحمر فيه سبعون ألف غرفة، ومن قرأها عشر مرار وهو في حاجته أو في سوقه بنى الله له قصرا من لؤلؤة بيضاء على عمود من ياقوت أحمر فيه أربعة عشر ألف غرفة، ومن قرأها مرة واحدة بنى الله له قصرا في الجنةوهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
    39 - حدثني عبد الله بن أحمد أبو محمد التمار، حدثني الهيثم بن أحمد بن الهيثم، بالبصرة، حدثني دينار، قال: سمعت مولاي أنس بن مالك يقول: قال رسول الله (ص)«من قرأ قل هو الله أحد إحدى وعشرين ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله عز وجل وهو من خاصة الله عز وجل»
    كيف يقرأ الإنسان السورة21 ألف مرة متتالية بدون انقطاع وهو ما يستغرق 13 يوم ليلا ونهارا ؟
    هذه دعوة للموت من العطش والجوع والتعب
    40 - حدثنا الحسين بن أحمد، ثنا ابن نيخاب، ثنا محمد بن أيوب، أبنا حفص بن عمر، أبنا سلم بن قتيبة، عن أبي هلال، عن قتادة، عن عبد الله بن غالب، قال: قال العبد الصالح يعني كعبا «إن الأرضين السبع أسست على قل هو الله أحد»
    الخطأ أن الأرضين السبع أسست على قل هو الله أحد وهو ما يخالف أن كل مخلوق أسس على كلمة كن كما قال تعالى "سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون"
    41 - ثنا علي بن عمر الحربي، ثنا إسماعيل بن موسى الحاسب، ثنا نصر بن علي، ثنا السكين بن عبد الله، ثنا أبو داود الواسطي، عن أبي علي، عن كعب، قال «من واظب على قراءة قل هو الله أحد وآية الكرسي عشر مرات في ليل أو نهار استوجب رضوان الله الأكبر، وكان مع أنبيائه وعصم من الشيطان»
    الخطأ أن من واظب على قراءة قل هو الله أحد وآية الكرسي عشر مرات في ليل أو نهار استوجب رضوان الله الأكبر وهو ما يخالف أن كل المسلمين يحصلون على الرضوان الأكبر بأى عمل صالح وليس شرطا قراءة السورة عشر مرات
    42 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، ثنا محمد بن الحسين بن حميد، ثنا سليمان بن الربيع، ثنا كادح يعني ابن رحمة، ثنا يوسف بن المغيرة، خادم البراء بن عازب قال: قال لي رسول الله (ص)«يا براء، من قرأ قل هو الله أحد إلى آخرها مائة مرة بعد صلاة الغداة قبل أن يكلم أحدا رفع له ذلك اليوم عمل خمسين صديقا»
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد أجر عمل خمسين صديقا وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
    43 - حدثنا عبد الواحد بن علي بن غياث، ثنا محمد بن إسحاق الآملي، ثنا علي بن عبد الله بن سلسان، ثنا عبد الغني بن رفاعة، ثنا يغنم، عن أنس، عن رسول الله (ص)قال «من قرأ قل هو الله أحد ثلاثين مرة كتب الله له براءة من النار، وأمانا من العذاب، والأمان يوم الفزع الأكبر»
    الخطا أن من قرأ قل هو الله أحد ثلاثين مرة كتب الله له براءة من النار، وأمانا من العذاب، والأمان يوم الفزع الأكبر وهو ما يخالف أن كل المسلمين يحصلون على براءة من النار، وأمان من العذاب، والأمان يوم الفزع الأكبر بأى عمل صالح وليس شرطا قراءة السورة كذا مرة
    44 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، ثنا عبد الغافر بن سلامة، ثنا مزداد بن جميل، ثنا محمد بن مناذر، عن إسرائيل، عن الحجاج، عن الحكم بن جحل، عن علي بن أبي طالب، أنه قال «من قرأ في صلاة الصبح قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة لم يصل إليه في ذلك اليوم ذنب وإن جهد الشيطان»
    الخطأ أن مجرد تكرار القراءة يمنع عمل الذنوب وهو ما يخالف أن مانع الذنوب هو طاعة الإنسان لأحكام الله
    45 - حدثنا يوسف بن عمر، ثنا أحمد بن محمد بن الجراح، ثنا إسحاق بن سيار، ثنا زكريا بن عطية، ثنا سعد بن محمد بن مسور، قال: سمعت سعد بن إبراهيم، يحدث، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (ص)«من قرأ قل هو الله أحد اثنتي عشرة مرة فكأنما ختم القرآن أربع مرات، وكان خير أهل الأرض إذا اتقى»
    الخطأ ـن خير أهل الأرض من قرأ قل هو الله أحد اثنتي عشرة مرة وهو ما يخالف ان الخير هو المجاهد كما قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
    46 - حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، ثنا سليمان بن عبد الله الفزاري الدمشقي، بهيت، ثنا إسحاق بن سيار النصيبي، ثنا عبد الله بن أبي بكر، ثنا إسماعيل بن شهاب بن خراش، عن محمد بن سالم، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (ص)«من أتى منزله، فقرأ الحمد وقل هو الله أحد نفى الله عنه الفقر، وكثر خير بيته حتى يفيض به على جيرانه»
    الخطأ أن قارىء سورة الفاتحة وقل هو الله أحد لا يصيبه الفقر ويخالف هذا أن الفقر أصاب النبى (ص)والمؤمنين كلهم رغم قراءتهم للواقعة وغيرها إلا أن الله اختبرهم بالفاقة الممثلة فى الخوف والجوع ونقص فى الأموال والأنفس والثمرات وفى هذا قال تعالى "ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات"
    47 - حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، ثنا محمد بن أحمد بن مخزوم، بالبصرة ثنا علي بن عبد الملك بن عبد ربه الطائي، ثنا أبو يوسف، ثنا أبان، عن أنس، قال: قال رسول الله (ص)«من صلى بعد المغرب ثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة قل هو الله أحد أربعين مرة صافحته الملائكة يوم القيامة، ومن صافحته الملائكة أمن الصراط والحساب»
    الخطأ أن الملائكة تصافح القراء يوم القيامة وهو ما يناقض كونهم يعملون أعمالهم كحمل العرش والإشراف أى الخزنة على الجنة وعلى النار والشفاعة كما قال تعالى "ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "وقال "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها "وقال " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى"وقال"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها "
    48 - ثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، ثنا عبد الله بن سليمان، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن ابن أبي هلال،: أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن، حدثه عن أمه عمرة ابنة عبد الرحمن وكانت في حجر عائشة - عن عائشة، أن النبي (ص)بعث رجلا على سرية فكان يقرأ بأصحابه في صلاته فيختم بقل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال سلوه لأي شيء يصنع ذلك فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن عز وجل وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي (ص)«أخبروه أن الله عز وجل يحبه»
    المعنى صحيح وهو من أحب الله أحبه
    49 - حدثنا يوسف بن عمر، ثنا أبو علي محمد بن الحسن ثنا أبو بكر البرديجي، ثنا أبو زرعة، وأبو حاتم قالا: ثنا عيسى بن أبي فاطمة، - رازي ثقة - قال: سمعت مالك بن أنس، يقول «إذا نقس بالناقوس اشتد غضب الرحمن عز وجل، فتنزل الملائكة فيأخذون بأقطار الأرض فلا يزالون يقرءون قل هو الله أحد حتى يسكن غضبه عز وجل»
    الخطأ نزول الملائكة الأرض ويتعارض هذا مع أن الملائكة لا تنزل لكونها فى السماء وذلك لعدم اطمئنانها فى الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
    50 - حدثنا علي بن عمرو بن سهل الحريري، أنبأ الحسين بن حمزة الأشناني، ثنا الحضرمي، ثنا عباس بن الفضل القرشي البصري، ثنا أبو الحارث نصر بن حماد البجلي، ثنا مالك بن عبد الله الأزدي، ثنا يزيد بن عبد الله يعني ابن الشخير، عن أبيه، قال: قال رسول الله (ص)«من قرأ قل هو الله أحد في مرضه الذي يموت فيه لم يفتن في قبره، وأمن من ضغطة القبر، وحملته الملائكة يوم القيامة بأكفها حتى تجيزه من الصراط إلى الجنة»
    والخطأ وجود عذاب أو فتنة أى ضغطة فى القبر الأرضى وهو يخالف أن الجنة والنار فى البرزخ موجودتين فى السماء مصداق لقوله تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون "فالموعود هو الجنة مصداق لقوله تعالى "وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات "والموعود النار مصداق لقوله بنفس السورة "وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم "
    51 - حدثنا علي بن عمر بن محمد التمار، ثنا علي بن محمد بن الزبير، ثنا الحسن بن علي، ثنا زيد بن الحباب، عن عبد الله بن مرزوق، قال: بلغني أنه «من قرأ قل هو الله أحد حين يدخل منزله مرة واحدة باعد ذلك به الفقر ونفع جيرانه»
    الخطأ أن قارىء قل هو الله أحد لا يصيبه الفقر هو وجيرانه ويخالف هذا أن الفقر أصاب النبى (ص)والمؤمنين كلهم رغم قراءتهم للواقعة وغيرها إلا أن الله اختبرهم بالفاقة الممثلة فى الخوف والجوع ونقص فى الأموال والأنفس والثمرات وفى هذا قال تعالى "ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات"
    52 - حدثنا عمر بن محمد بن علي الناقد، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وأحمد بن شاذان، ومحمد بن عبيد الله بن قفرجل، قالوا: ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي الورقاء، عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: قال رسول الله (ص)" من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، أحدا صمدا، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد إحدى عشرة مرة كتب الله عز وجل له ألفي ألف حسنة "
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد أحد عشر مرة كتب الله عز وجل له ألفي ألف حسنة وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
    53 - حدثنا عبد العزيز بن الحسن بن أبي صابر، ثنا أبو خبيب العباس بن أحمد البرتي، ثنا عبد الأعلى يعني: ابن حماد - ثنا بشر بن منصور السليمي، عن عمر بن نبهان، عن أبي شداد، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله (ص)" ثلاث من جاء بهن مع إيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء، وزوج من حور العين حيث شاء: من أدى دينا خفيا، وعفى عن قاتله، وقرأ في دبر صلاة المكتوبة عشر مرات قل هو الله أحد قال: فقال أبو بكر: يا رسول الله، أو إحداهن قال: فقال رسول الله (ص)«أو إحداهن»
    الخبل هنا وجود دين خفى فالدين الخفى لن يؤديه أحد إلا إذا عرف به ومن ثم ينتفى الدين أن يكون خفيا بعلمه لأنه يكون بين الدائن والمدين فقط
    54 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، ثنا عبد الله بن عامر الطائي، حدثني أبي، ثنا علي بن موسى، عن أبيه، موسى ، عن أبيه، جعفر، عن أبيه، محمد، عن أبيه، علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (ص)«من مر على المقابر وقرأ قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة، ثم وهب أجره للأموات أعطي من الأجر بعدد الأموات»
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد للأموات بعدد الأموات وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
    55 - حدثنا يحيى بن علي بن يحيى بن أبي معمر، ثنا محمد بن جعفر بن رميس، ثنا أبو يونس المدني محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري قال: تقدم مالك بن أنس حين أقيمت الصلاة، فتقدم يصل الصفوف، فوجد حسين بن عبد الله بن ضميرة، فقال له مالك: حدثني حديث أبيك عن جدك، عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله (ص)كان يوتر بثلاث، يقرأ في الأولى بالحمد وقل هو الله أحد وفي الثانية بالحمد وقل هو الله أحد وفي الثالثة بالحمد وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فحدثه فقال مالك: الله أكبر وافق وتري وتر رسول الله (ص)" قال أبو مصعب: ما تركت ذلك منذ سمعته من مالك إلى اليوم فقال أبو يونس: وما تركت ذلك منذ سمعته من أبي مصعب الزهري إلى اليوم"
    الخطأ تخصيص سورة بعبادة فالمطلوب هو قراءة وطاعة كل السور المنزلة كما قال تعالى :
    "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم"
    56 - حدثنا عبيد الله بن أحمد أبو الحسين المقرئ، ثنا محمد بن الحسين بن حفص، ثنا إسماعيل بن موسى، ثنا محمد بن فضيل، عن مطرف، عن المنهال بن عمرو، عن محمد ابن الحنفية، عن علي، قال: لدغت النبي (ص)عقرب وهو يصلي، فلما فرغ قال «لعن الله العقرب لا يدع مصليا، ولا غيره» . ثم دعا بماء وملح، وجعل يمسح عليها ويقرأ قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس "
    الخطأ أن سور القرآن شفاء للعلل الجسدية الناتجة من لدغ العقرب وهو ما يناقض كونه شفاء لأمراض الصدور وهى النفوس كما قال تعالى "وشفاء لما فى الصدور"
    57 - حدثنا محمد بن عبيد الله بن محمد الزاهد، ثنا عبد الصمد بن محمد بن حسان، ثنا أحمد بن سهل الأهوازي، ثنا أبو مالك كثير بن يحيى صاحب البصري، ثنا حفص بن عمر بن رزين الرقاشي، كتبنا عنه منذ نحو ستين سنة، ثنا عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله (ص)«من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى»
    الرواية لا علاقة لها بموضوع الكتاب والخطأ فيها أن من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة يحمى من كل الأضرار حتى الصلاة ألأخرى وهو ما يخالف إصابة النبى(ص) والمؤمنين بالأضرار رغم صلاتهم كما قال تعالى "ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات"
    58 - وبه قال: قال علي رضي الله عنه «ما حافظ عليها إلا نبي أو صديق أو شهيد»
    الخطأ عدم فهم واضع القول أن الصديق هو كل مسلم ومن ثم فالمحافظون هم المؤمنون كلهم كما قال تعالى " والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون"ومن ثم فلا معنى للاستثناء فى القول
    59 - حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، أبنا عبد الله بن سليمان، ثنا علي بن حسان، ثنا خالد بن عبد الرحمن، ثنا سفيان الثوري، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان، قال: عادني رسول الله (ص)قال «أعيذك بالأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد من شر ما تجد» رددها سبع مرات، فلما أراد أن يقوم قال: «تعوذ بها يا عثمان، فما تعوذتم بخير منها»
    الخطأ أن التعوذ يكون بالله وليس بالكلام كما قال تعالى " "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم"

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

    قلت :
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد عشر مرات بناء قصر فى الجنة وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

    الحديث ضعيف جدا مرسل أولا : فيه إسماعيل بن عياش هو ابن سليم العنسي أبو عتبة الحمصي . صدوق في روايته عن أهل بلده الشاميين وخلط في غيرهم . وهذه الرواية في غيرهم .
    ثانيا : إسماعيل بن رافع هو بن عويمر : متروك الحديث
    ثالثا : إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة هو: عبد الرحمن بن الأسود القرشي الأموي مولاهم أبو سليمان المدني مولى آل عثمان بن عفان .
    ضعيف يعتبر به [ متروك الحديث ] وحديثه هذا مرسل الى النبي عليه الصلاة والسلام وهو لم تكن له صحبة توفي سنه 144 هجري

    ولكن هناك أحاديث صحيحة وردت في فضل سورة الاخلاص منها على سبيل المثال لا الحصر :
    1- [ قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصْحابِهِ: أيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ القُرْآنِ في لَيْلَةٍ؟ فَشَقَّ ذلكَ عليهم وقالوا: أيُّنا يُطِيقُ ذلكَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ فقالَ: اللَّهُ الواحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ القُرْآنِ. ] رواه البخاري في صحيحه . رقم الحديث 5015

    2- [ من قرأ { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } حتى يختمَها عشرَ مراتٍ بنى اللهُ له قصرًا في الجنَّةِ ومن قرأها عشرين مرةً بني له قصرانِ ومن قرأها ثلاثينَ مرَّةً بُنِيَ له ثلاثٌ ] .

    الراوي : معاذ بن أنس ، المحدث : الألباني المصدر: السلسلة الصحيحة الجزء أو الصفحة : 2/136 حكم المحدث : إسناده صحيح

    قولك خطأ ومخالف وأستدلالك بالاية الكريمة [ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ]
    أولا : الاية الكريمة قد يفهم منها حصر العدد بان الحسنة بعشر امثالها إذا لم يكن هناك نصوص غيرها ، ولكن عند قراءة القرآن وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام والتأمل نجد ان هناك نصوص اخرى تبين ان هذه الاية [ الحسنة بعشرأمثالها ] هو اقل شيء يعطيه الله تعالى لفاعل الحسنة ، يعني ان الله تعالى يضاعف هذه الحسنة على الاقل عشر حسنات الى اضعاف كثير الى مشاء الله تعالى بل قد يضاعفها بغير حساب يعني لا يوجد سقف في مضاعفة هذه الحسنة عند الله تعالى برحمته وكرمه وأبسط مثال من كتاب الله تعالى ، قال تعالى [ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) ] ومعلوم ان الصبر متعدد الاوجه مثلا الصبر على الطاعات فانت حينما تلزم النفس بالطاعات وهي كارهة لها ، أو تجد صعوبة في الاستمرار في فعل الطاعات فانت من الصابرين ، وأيضا الصبر على المعاصي لان من المعلوم ان النفس تهوى الملذات فانت حينما تمنعها من فعل المعاصي التي تتلذذ بها النفس حتى وان كان بشكل مؤقت فانت هنا من الصابرين ، وأيضا الصبر على المصائب والفواجع وتحتسب وتفوض أمرك لله تعالى فانت هنا أيضا من الصابرين ، الذين وعدهم الله تعالى ان يوفى أجورهم بغير حساب .
    وبهذا التفصيل فقط يمكن الجمع بين النصوص لا ان نآخد نص ونترك الباقي فحينها إما أن يكون حكمنا خطأ أو ناقصا . بسبب عدم آخدنا بكل النصوص من كتاب الله تعالى ومن سنة نبيه عليه الصلاة والسلام .
    وعليه فأن أجر قراءة سورة الاخلاص حتى يختمها عشر مرات بنى الله تعالى له بها قصرا في الجنة وهكذا الى نهاية ما جاء في الحديث الذي اشرنا له بالصحة . وهذا في الحقيقة رحمة من الله تعالى وفضل تفضل به سبحانه وتعالى علينا ، وانا اعتبرها صدقة تصدق الله تعالى بها علينا أفلا نقبل صدقته علينا تبارك أسمه وتعالى ؟ بان تكون هذه السورة القصيرة في قرائتها والعظيمة في معناها ، بهذا الاجر العظيم وهي تدخل من ضمن الصبر على الطاعات في مرضاة الله تعالى .
    وأخيرا فان أي عمل يقوم به المسلم ان كان مالي أو غير مالي فان حسابه عند الله تعالى بالحسنات فقط وتكون الحسنات على حسب إيمان وإخلاص النية والتوكل على الله تعالى من المسلم فكلما كانت النية خالصة لله تعالى كان العمل أفضل أجرا عند الله تعالى وأحسن .
    وبمعنى اخر ان المسلم إذا عمل حسنة تضاعف هذه الحسنة عشر أمثالها على أقل تقدير وان كان هذا المسلم اكثر إيمانا وإخلاصا لله تعالى ضاعف الله تعالى له الحسنة الى أضعاف كثيرة الى ماشاء الله تعالى .
    وبهذا نفهم أن الايمان يزيد وينقص فكلما زاد الايمان زاد أجر العامل للحسنة اضعاف كثيرة ، ولهذا نجد أن درجات المؤمنين في الجنة متفاوتة أشد تفاوت بسبب إيمانهم وهذا بالتأكيد أثر على أعمالهم بالكثرة أو القلة ، وبإخلاص النية لله تعالى .
    وعلى النقيض من هذا فأن الكافر الخارج عن الملة مثلا لو تصدق بمال فهل تسجل له عند الله تعالى حسنة ؟ قطعا الاجابة لا ، لان الله طيبا لا يقبل الا طيبا ولانه ببساطة ليس مؤمن اصلا يعني لا يوجد عنده إيمان لا كثير ولا قليل وبالتالى فان أعماله غير مقبولة عند الله تعالى ومن عدل الله تعالى لعباده حتى من كان منهم كافرا فإنه يكافئه على [ عمله الصالح ] في الدنيا بان يوسع له في رزقه أو ما شابه ولا يكون له في الاخرة من خلاق أي ليس لهم حسنات واعمال صالحة يوم القيامة عند الله تعالى وجزائهم جهنم خالدين فيها ابد وبئس المصير.

    وقلت ايضا :
    والخطأ المشترك بين الروايات الأحد عشر أن سورة الإخلاص ثلث القرآن ولنا أن نتساءل ما هى أثلاث القرآن ؟قطعا لا رد ودعونا نتساءل هل المراد ثلث المعانى أم الألفاظ ؟إذا كان أراد المعانى فإن هذه السور مجتمعة لا تشكل إلا أقل من 1%من معانى القرآن بدليل عدم ورود أحكام فيها سوى 5أو 6على الأكثر بينما القرآن فيه ألوف الأحكام وإذا كان الرد الألفاظ فألفاظها مجتمعة لا تشكل واحد من مائة ألف ثم دعونا نتساءل كيف يساوى قليل ثلث القرآن إذا كان لا تفاضل بين سور القرآن فى أى شىء لأنها كلها كلام الله وكلام الله سواء فى المصدر وفى العمل به
    الخطأ الثانى فى الرواية الأخيرة أنه يكتب لقارىء قل هو الله أحد من الحسنات عدد من أشرك بالله وآمن به وهو ما يخالف أن أجر أى عمل صالح غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

    الرواية رقم 2 : [ موضوعة ] فيها : محمد بن أحمد المخزومي : [ منكر الحديث ]
    محمد بن علي بن الوليد السلمي هو البصري . [ متهم بالوضع ] منكر الحديث . وآفته السلمي هذا لان المخزومي تابعه عدة ثقات .

    الرواية رقم 3 : ضعيفة فيها : سويد بن عبد العزيز بن نمير [ ضعيف الحديث ] قال فيه أحمد بن حنبل : متروك الحديث .
    وقد صح هذا الحديث عن عبد الله بن معسود رضى الله عنه من غير هذا الطريق .

    الرواية رقم 4 : ضعيفة فيها : عمر بن الحسن الاشناني [ ضعيف الحديث ] والمصنف نفسه من الحفاظ الذين ضعفوه ، وبعض الحفاظ وثقه والله اعلم وعليه قد يصل الحديث الى مرتبة الحسن .
    والحديث رواه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه : (5015) فقال حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ وَالضَّحَّاكُ الْمَشْرِقِىُّ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضى الله عنه قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ « أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِى لَيْلَةٍ » فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا أَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ « اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ الْقُرْآنِ » قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ مُرْسَلٌ وَعَنِ الضَّحَّاكِ الْمَشْرِقِىِّ .

    وللحديث شواهد عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم .

    الرواية رقم 6 : ضعيفة [ ومتنها صحيح ] فيها : محمد بن سليمان بن هشام الخزاز [ منكر الحديث ]
    ومتن هذه الرواية الضعيفة السند موجود في صحيح مسلم [ عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِى لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ » قَالُوا وَكَيْفَ يَقْرَأُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ قَالَ « ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ يَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ] رواه مسلم تحت رقم 811

    الرواية رقم 7 : ضعيفة جدا فيها : أحمد بن محمد بن الجندي [ ضعيف الحديث ] رمى بالتشيع .
    وفيها أيضا : أحمد بن محمد المنقري [ مجهول الحال ]
    وفيها أيضا : أحمد بن القاسم الأكفاني [ مجهول الحال ]
    وفيها أيضا : إبراهيم بن إسحاق الصيني [ متروك الحديث ]
    وأيضا فيها : عمرو بن ثابت هو ابن أبى المقدام : [ ضعيف الحديث ] رمي بالرفض شديد التشيع ، وقال أبو داود عن عمرو بن ثابت بن أبي المقدام ، فقال: رافضي خبيث وقال فى موضع آخر: رجل سوء .

    الرواية رقم 8 : ضعيفة [ وهي مقاربة للحسنة أو حسنة ] لما في محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع وجده حميد بن الربيع من كلام : أبو محمد بن الحسن بن أحمد بن الربيع : وهو تصحيف والله اعلم والصواب محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع تصحفت الحسين بالحسن وحميد بأحمد وسقطت بقية الكنية . وهذا المذكور حفيد شيخه حميد ابن الربيع وهو معروف بالرواية عنه وبرواية ابن شاذان عنه أيضا والرواية 23 يرويها عن جده أيضا والاسم هناك على الصواب . ويكنى بأبي الطيب اللخمي الخزار الكوفي قال أبو يعلى الطوسي : كان ثقة يفهم ، وقال الحافظ أبو الحسن بن سفيان : كان ثقة صاحب مذهب حسن وجماعة وأمر بمعروف ونهى عن منكر . وطعن فيه ابن عقدة وحكى عن مطين حكاية قال : كنت عند مطين [ مطين هو الشيخ الحافظ الصادق ، محدث الكوفة أبو جعفر ، محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، الملقب بمطين ] فمر عليه ابن حسين بن حميد ، فقال : كذاب ابن كذاب ابن كذاب . وقال أبو بكر بن عبدان : لا يقبل حكاية ابن عقدة عن غيره من الشيوخ في الجرح . وقال الحافظ ابن حجر : الظاهر إن جرح ابن عقدة لا يوثر فيه لما بينهما من المباينة في الاعتقاد والله اعلم وقد جاء الحديث بطريق حسن من غير هذا الطريق .

    الرواية رقم 23 : [ ضعيفة ] لما في محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع وجده حميد بن الربيع من كلام ذكرناه آنفا .
    وأيضا فيها : الاعمش : وهو سليمان بن مهران أبو محمد الاسدي [ ثقة حافظ ] لكنه يدلس وهنا عنعن .
    وأيضا فيها إبراهيم : وهو ابن يزيد بن شريك التيمي [ ثقة ] إلا انه يرسل ويدلس .
    إسنادها ضعيف والمتن ثابت صحيح من طرق اخرى .

    الرواية رقم 24 : حسنة وهو صحيح من غير هذا الطريق : وعبد الله بن مت البخلي : وهو ابن محمد ابن سورة أبو محمد البخلي يعرف بمت ، قال الخطيب البغدادي : كان ثقة .

    الرواية رقم 25 : حسن لغيره والمتن صحيح فيها : الحسين بن سيار وهو الحراني . : [ متروك الحديث ] . قال أبو عروبة : هو بغدادي نزل حران كتبنا عنه ثم اختلط علينا أمره وظهرت من كتبه أحاديث مناكير فترك أصحابنا حديثه . وقال الازدي : متروك .
    والرواية رقم 4 التي مرت فقد أخرجه المصنف رحمه الله تعالى من طريق هارون بن إسحاق عن أبي خالد به .

    الرواية رقم 26 : موضوعة فيها : علي بن قتيبة هو الرفاعي البصري . [ ضعيف الحديث ] قال العقيلي : يحدث عن الثقات بالبواطيل وما لا أصل له وقال ابن عدي : منكر الحديث يروي عن مالك أحاديث باطلة وقال الدارقطني : كان ضعيفا وقال الخليلي : ينفرد عن مالك بأحاديث وليس هو بالقوي.
    وفي سندها ايضا : أبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني مولى بنى هاشم قيل كان اسمه عبد الرحمن بن الوليد بن هلال ( مشهور بكنيته ) [ ضعيف الحديث ] أسن واختلط .

    أولا : أن سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن الكريم فهذا لا شك فيه ولا ريب ويجب الايمان به مطلقا .

    ثانيا : قولك بان سورة الاخلاص فيها 5 / 6 أحكام فهو خطأ فاحش منك لانها ببساطة لا يوجد فيها أحكام بالمفهوم العام [ أمر أو نهي ] فهي خالصة لله تعالى وحده لا شريك له .

    ثالثا : أن القرآن الكريم ثلاثة أجزاء ففي صحيح مسلم : أن النبي عليه الصلاة والسلام قال :[ إنَّ اللَّهَ جَزَّأَ القُرْآنَ ثَلاثَةَ أجْزاءٍ ، فَجَعَلَ قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ جُزْءًا مِن أجْزاءِ القُرْآنِ .]

    رابعا : لم يثبت أو ينقل على النبي عليه الصلاة والسلام انه أخبر ما هي أجزاء القرآن الكريم أو نقل على أحد من أصحاب رسول الله تعالى ، وأيضا لم يثبت ان أحدا من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام سأل النبي عن هذا الامر فهم حينما أخبرهم النبي عليه الصلاة والسلام هذا الخبر آمنوا به مطلقا وقالوا سمعنا واطعنا ، وعليه فأن أي كلام قيل أو قال من العلماء في هذه المسألة فهو أجتهاد ليس الا .

    خامسا : ما هي الفائدة من طرح سؤالك أو تسائلك هذا ؟ بما أن الله تعالى لم يعلمنا ما هي أجزاء القران الكريم .
    فنحن كمؤمنين نتبع قول النبي ونؤمن به مطلقا وخاصة ما كان من الامور الغيبة الذي ارد الله تعالى أن يطلعنا على جزء منه ، فنحن نؤمن به ونتوقف عن ما أخفاه سبحانه وتعالى عنا ، ولا نقول الا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير . انتهى الموضوع .

    وقد قال بعض العلماء أن من ضمن أجزاء القرآن الكريم العلوم ، وأن علوم القرآن الكريم ثلاثة : 1- علم التوحيد 2- علم الاحكام 3- علم الاخبار أي [ القصص ] .
    وهنا عندنا سورة الاخلاص وهي تعدل ثلث القرآن الكريم الا وهو علم توحيد الله تعالى ، أما في الاجر فهل هي تعدل ثلث القران حتى في الاجر ام لا ؟ فقد قال به فريقا من العلماء على هذا الوجه ولم يقبل الفريق الاخر به وكل عنده دليل والفيصل هنا هو الله تعالى اعلم لان هذه الامر هي أمور غيبية فعلى كل مسلم الايمان بها مطلقا ان علم الحكمة او لم يعلم .
    ولكن بالنسبة لأجرها فهناك الحديث آنف الذكر وهو [ [ من قرأ { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } حتى يختمَها عشرَ مراتٍ بنى اللهُ له قصرًا في الجنَّةِ ومن قرأها عشرين مرةً بني له قصرانِ ومن قرأها ثلاثينَ مرَّةً بُنِيَ له ثلاثٌ ] ].
    ونفهم هنا ان لها أجرا خاصا في قرائتها وكيف لا وهي خالصة لله تعالى وحده وخاصة بأهم ركن من اركان الدين الا وهو توحيد الله تعالى ويفهم أيضا ان سورة الاخلاص هي جامعة لمعاني التوحيد والتي هي جزءا من ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم .

    وهذه السورة العظيمة ليس قليل حتى نقول كيف تعدل ثلث القرآن الكريم .
    وهذا تفسير سورة الاخلاص لشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

    { قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ . اللَّـهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ } [ الإخلاص ]
    ذكر في سبب نزول هذه السورة: أن المشركين أو اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلّم: صف لنا ربك؟ فأنزل الله هذه السورة. {قُلْ}: الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام، وللأمة أيضًا. و {هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ}: {هُوَ }: ضمير الشأن عند المُعربين. ولفظ الجلالة {اللَّـهُ }:هو خبر المبتدأ. و{أَحَدٌ}: خبر ثان. {اللَّـهُ الصَّمَدُ}، جملة مستقلة: بيّن الله تعالى أنه {الصَّمَدُ}، أجمع ما قيل في معناه: أنه الكامل في صفاته، الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته، فقد روي عن ابن عباس أن {الصَّمَدُ} هو الكامل في علمه، الكامل في حلمه، الكامل في عزته، الكامل في قدرته ...إلى آخر ما ذكر في الأثر، وهذا يعني أنه مستغنٍ عن جميع المخلوقات لأنه كامل. وورد أيضًا في تفسيرها أن {الصَّمَدُ} هو الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، وهذا يعني أن جميع المخلوقات مفتقرة إليه، وعلى هذا فيكون المعنى الجامع للصمد هو: الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته. {اللَّـهُ أَحَدٌ}: أي هو الله الذي تتحدثون عنه وتسألون عنه {أَحَدٌ} أي: متوحد بجلاله وعظمته، ليس له مثيل، وليس له شريك، بل هو متفرد بالجلال والعظمة عز وجل. {لَمْ يَلِدْ}: لأنه جل وعلا لا مثيل له، والولد مشتق من والده وجزء منه كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فاطمة: «إنها بَضْعَةٌ مني» (البخاري [3729] ومسلم [2449])، والله جل وعلا لا مثيل له، ثم إن الولد إنما يكون للحاجة إليه إما في المعونة على مكابدة الدنيا، وإما في الحاجة إلى بقاء النسل، والله عز وجل مستغنٍ عن ذلك. فلهذا لم يلد لأنه لا مثيل له؛ ولأنه عز وجل مستغنٍ عن كل أحد. وقد أشار الله عز وجل إلى امتناع ولادته أيضًا في قوله تعالى: {أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُو بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الأنعام:101]. فالولد يحتاج إلى صاحبة تلده، وكذلك هو خالق كل شيء، فإذا كان خالق كل شيء فكل شيء منفصل عنه بائن منه. وفي قوله: {لَمْ يَلِدْ} رد على ثلاث طوائف منحرفة من بني آدم، وهم: المشركون، واليهود، والنصارى، لأن المشركين جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثًا، وقالوا: إن الملائكة بنات الله.
    واليهود قالوا: عزير ابن الله. والنصارى قالوا: المسيح ابن الله. فكذبهم الله بقوله: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} لأنه عز وجل هو الأول الذي ليس قبله شيء، فكيف يكون مولوداً؟ {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}: أي لم يكن له أحد مساويًا في جميع صفاته. فنفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه أن يكون والدًا، أو مولودًا، أو له مثيل. وهذه السورة لها فضل عظيم. قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «إنها تعدل ثلث القرآن» (البخاري [5015] ومسلم [811])، لكنها تعدله ولا تقوم مقامه، فهي تعدل ثلث القرآن لكن لا تقوم مقام ثلث القرآن. بدليل أن الإنسان لو كررها في الصلاة الفريضة ثلاث مرات لم تكفه عن الفاتحة، مع أنه إذا قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله، لكنها لا تجزىء عنه، ولا تستغرب أن يكون الشيء معادلًا للشيء ولا يجزىء عنه. فها هو النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فكأنما أعتق أربعة أنفس من بني إسماعيل، أو من ولد إسماعيل» (مسلم [2693])، ومع ذلك لو كان عليه رقبة كفارة، وقال هذا الذكر، لم يكفه عن الكفارة فلا يلزم من معادلة الشيء للشيء أن يكون قائمًا مقامه في الإجزاء. هذه السورة كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ بها في الركعة الثانية في سنة الفجر، وفي سنة المغرب، وفي ركعتي الطواف، وكذلك يقرأ بها في الوتر، لأنها مبنية على الإخلاص التام لله، ولهذا تسمى سورة الإخلاص. انتهى كلامه رحمه الله تعالى .

    اما بخصوص افضلية الايات عن بعضها البعض صحيح ان كلام الله تعالى كله هدى ورحمة الا ان هناك ميزة تكون في بعض الايات او السور بان تكون جامعة لمعاني القرآن الكريم اكثر من غيرها في الشيء المقصود بها و تكون خيرا من غيرها بهذا المعنى كما قال الله تعالى : [ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) ]
    وهنا قال الله تعالى [ نات بخير منها ] ونفهم هنا خيرا منها في جمعها للمعاني أو في جمعها للأحكام .
    وقوله تبارك وتعالى :
    [ { ‏وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏ }‏ ‏[‏سورة الحجر‏:‏ ] ومعنى [ اتيناك سبعا من المثاني ] أي : سورة الفاتحة .
    وتسمى أيضا [ أم القرآن] وأم الشيء اي أصله والمتفرع منه لانها جامعة لمعاني القرآن الكريم ، كما وصف الله تعالى الايات المحكمات في كتابه العزيز قال تعالى [ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) ]

    وهنا نفهم ان افضلية الايات عن بعضها البعض لكونها تكون جامعة لمعاني الشيء المقصود بها . وليس التفاضل بين كلام الله تعالى .

    أما قولك الخطأ الثاني عن الرواية 26 فهي ضعيفة جدا ولا تستحق حتى النظر اليها .

    وقلت أيضا :
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد 12 مرة بناء12 قصر فى الجنة وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" والرواية تناقض الرواية ألولى التى تقول أن قراءة10 مرات بقصر واحد وهى:
    1-... ثنا أبو بدر يعني: شجاع بن الوليد، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني إسماعيل بن رافع، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، قال: بلغنا أن رسول الله (ص)قال: «من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها عشر مرات بنى الله عز وجل له قصرا في الجنة»
    والخطأ القانى اعطاء القارىء400 مرة أجر 400 شهيد وهو ما يخالف أن الشهيد وهو من المجاهدين أعلى درجة من القاعدين لو قرئوا آلاف المرات كما قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
    والخطأ الثالث أن من قرأ قل هو الله أحد مائة مرة غفر الله له ذنوب خمس وعشرين سنة وهو يخالف أن قراءتها مرة واحدة اى أى عمل صالح أخر يمحو الذنوب وهى السيئات كلها كما قال تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات"


    الرواية رقم 5 موضوعة فيها : القاسم بن علي العلاف [ مجهول الحال ]
    محمد بن مروان هو ابن عبد الله بن إسماعيل السدي الصغير الكوفي مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب [ كذاب ] .

    سهل بن صقير وهو : ابن سقير أبو الحسن الخلاطي ( بصري الأصل ) . [ متهم بالوضع ]
    وأبان هو ابن أبى عياش: فيروز ويقال: دينار البصري أبو إسماعيل العبدي مولى عبد القيس [ متروك الحديث ] .

    وأما الصحيح في أجر قراءة سورة الاخلاص هو : [ من قرأ { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } حتى يختمَها عشرَ مراتٍ بنى اللهُ له قصرًا في الجنَّةِ ومن قرأها عشرين مرةً بني له قصرانِ ومن قرأها ثلاثينَ مرَّةً بُنِيَ له ثلاثٌ ] .

    أما بخصوص أجر الشهادة والجهاد في سبيل الله تعالى فهذه هي انواع الشهادة عند الله تعالى :

    أولا : شهيد الدنيا والآخرة :

    وهذا هو الشهيد الذي قتل في المعترك مع الكفار، وقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، ليس حمية، ولا ليقال شجاع، ولا لنصرة أفكار وأحزاب معروفة بعداوتها للإسلام عقيدة وشريعة، فالشهيد كما جاء على لسان النبي صلى الله عليه وسلم هو من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، فيعامل في الدنيا معاملة الشهداء ، فلا يكفن لأن ثيابه ثياب طاعة، ولا يغسل لأن دمه زكي طاهر تفوح منه رائحة المسك، وتكره إزالة آثار الطاعة من دمه وثيابه، ولا يصلى عليه لأن الصلاة شفاعة من المصلين للميت، والشهيد هو الذي يشفع لغيره، فالناس بحاجة لشفاعته وليس هو بحاجة لشفاعتهم له بصلاة الجنازة .
    ثانيا شهيد الآخرة وليس شهيد الدنيا وهم اقل مرتبة من النوع الاول ولكن لهم صفة الشهادة :

    وهم أصناف لا يقتلون في المعركة، وذُكر بعضهم في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -: قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تَعُدُّونَ الشهيدَ فيكم؟ قالوا: يا رسول الله، مَنْ قُتِلَ في سبيل الله فهو شهيدٌ، قال: إنَّ شُهدَاءَ أُمَّتي إذاً لَقليلٌ ، قالوا : فَمن هُمْ يا رسولَ الله ؟ قال : من قُتِلَ في سبيل الله فهو شهيدٌ ، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في الطاعون فهو شهيد ، ومن مات في البَطْنِ فهو شهيد، قال ابنُ مِقْسَمٍ: أشهدُ على أبيك- يعني أبا صالح – أنَّهُ قال: والغريق شهيدٌ» . هذه رواية مسلم، فهؤلاء وغيرهم ممن ورد فيه وصف الشهيد ، يغسلون ويكفنون ويصلى عليهم ، ويعاملون شهداء يوم القيامة بفضل من الله تعالى ، ولهم أجور الشهداء في الآخرة .

    ثالثا: شهيد الدنيا وليس شهيد الآخرة :

    وهو المنافق الذي يقاتل في صف المسلمين في المعركة مع الكفار، الذي قاتل حمية، ورياء، أو نصرة لرايات تشوه الإسلام وتدعو إلى إقصائة عن الحياة ، فهذا يعامل في الدنيا على أنه شهيد ، لأننا لا نعلم نيته والله أعلم به ، فلا يكفن ولا يغسل ولا يصلى عليه، ولكنه في الآخرة من أهل النار لأنه أشرك مع الله غيره لأن الجهاد من العبادات كالصلاة والرياء فيه شرك بالله تعالى .

    وفي جميع ما سبق لا نستطيع أن نشهد لأحد بعينه بجنة ولا بنار، إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل نحسب ذلك ونظنه والله حسيبنا وحسيبهم جميعا ، فهذا أمر أخفاه الله عن الخلق وسيرونهم بعيونهم يوم القيامة ، ولا نزكي على الله أحدا .

    وقلت أيضا :
    الخطأ نزول جبريل في سبعين ألفا من الملائكة جنازة معاوية بن معاوية السلمي وهو ما يخالف أن الملائكة فى السماء لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها فيها كما قال تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "

    الرواية رقم 9 : إسنادها حسن ، ولفظ غير المصنف أضبط ، ولعل اضطراب اللفظ هنا من ابن جوصا وقد صرح بقية ابن الوليد بالتحديث عند غير المصنف [ لان بقية ابن الوليد ، مدلس ] .

    أما عن قصة نزول الملائكة للأرض فهذا مما لا شك فيه ابدا .

    قال تعالى : [ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34) فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (37) ] سورة الذاريات

    أولا : من هم المكرمين ؟ قطعا الملائكة كما قال الله تعالى : [ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (26) ] وهذه الاية نزلت في المشركين من خزاعة وكنانة حيث قالوا : الملائكة بنات الله وكانوا يعبدونهم طمعا في شفاعتهم لهم .

    قال الله تعالى [ وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19) ]

    ثانيا : قوله تعالى [ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28 ]
    ونفهم هنا ان الملائكة المكرمين لا تأكل الطعام ولهذا قال الله تعالى [ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ]
    لانه كان في عهد إبراهيم عليه السلام والعرب الاولين وحتى يومنا هذا ان الضيف اذا لم يأكل الطعام يتوجس المضيف منه بانه يريد به شرا ويضمر في نفسه شرا ولهذا أوجس منهم خيفة . وحتى يكون المعنى اكثر وضوحا قال الله تعالى في موضع اخر من القرآن على ضيف إبراهيم : [ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) ] سورة هود
    وهنا بيان واضحا ان الملائكة عباد الله تعالى المكرمين وينزلون الى الارض وهم رسل الله تعالى يرسلهم لمن شاء سبحانه .

    قال تعالى : [ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83) ] سورة هود

    وأيضا قصة مريم عليها السلام قال تعالى [ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19 ]
    وهنا نفهم ان الملائكة تتمثل بصورة البشر ولهذا قالت مريم عليها السلام [ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ] يعنى ان كنت تخاف الله تعالى وتتقيه ابتعد عني ان كنت تريد شرا ، لانها ظنته من البشر ، لهذا قال لها هذا الملك [ وهو جبريل عليه السلام ] كما اخبرنا الله تعالى [ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ] .

    وهناك العديد من الامثلة في كتاب الله تعالى فضلا عن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام تبين نزول الملائكة للأرض بل فيهم من يلازم الانسان لكتابة حسناته وسيئاته عن يمينه وشماله وهناك ملائكة سياحين او سواحون في الارض ولا يعلم عددهم الا الله تعالى وحده .

    وقلت أيضا :
    نلاحظ التناقض فى أن قراءة قل هو الله أحد هنا بقصر واحد وهو ما يناقض الرواية واحد التى تجعل القصر بقراءة عشر مرات :
    1-... ثنا أبو بدر يعني: شجاع بن الوليد، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني إسماعيل بن رافع، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، قال: بلغنا أن رسول الله (ص)قال: «من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها عشر مرات بنى الله عز وجل له قصرا في الجنة»
    والكل يخالف أن أجر أى عمل غير مالى كالقراءة هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
    وإذا كان القصر قلا روايتنا هنا بقراءة واحدة وفى الرواية واحد بعشر قراءات فإن القراءة الواحدة فى الروايتين التاليتين أجرها 33 قصرا وهو قولهم:


    الرواية رقم 10 ضعيفة جدا [ وقال الذهبي حديث باطل ] فيها : محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش بن حازم بن صبح بن صباح [ صدوق يخطئ ]

    وأيضا فيها : أحمد بن عبيد هو ابن ناصح بن بلنجر البغدادي أبو جعفر النحوى ، يعرف بأبي عصيدة مولى بني هاشم ( ديلمي الأصل ). [ لين الحديث ] لا يتابع في جل حديثه .

    وفيها أيضا : عمرو بن جرير هو البجلي [ متروك الحديث ] قال أبو حاتم الرازي : كان يكذب . وهو المتهم في وضع هذا الحديث .

    وليس هناك تناقض فهذه الرواية ضعيفة فلا يهم ان كانت توافق النصوص أو تخالفها .

    وقلت أيضا :
    والخطأ هنا هو أن الحسنة وهى القراءة بعد صلاة الجمعة تكفر ذنوب أسبوع فى المستقبل وهو يخالف أن الحسنات تمحو السيئات الماضية مصداق لقوله "إن الحسنات يذهبن السيئات ولا تكفر المستقبلية لأنها لو كانت كذلك لعمل أهل النفاق والكفار حسنات تكفيهم 100 سنة ثم ارتكبوا ما يحلوا لهم من السيئات فى السنوات التى بعدها بحجة أن حسنات تلك السنة تكفر هذه السيئات وهذا ما لا يقول به عاقل

    واعتقد هنا جازما انك لست بعاقل . فهل يعقل ان تحشر أهل النفاق والكفار مع المسلمين وتقول بان لهم حسنات مثل المسلمين ؟
    والغريب العجيب أيضا قولك تكفيهم مائة سنة ؟
    وأيضا أتعجب جدا من تناقضك بان أي عمل يعمله المسلم يكون بحسنة واحدة فقط والحسنة عند الله تعالى بعشر حسنات ، فكيف بالله عليك يستقم انه يستطيع ان يعمل حسنات تكفيه مائة سنة بهذا التحجير للاعمال الصالحة ؟

    المشركون الكافرون المنافقون الخارجون من ملة الاسلام لا أعمال حسنة لهم عند الله تعالى يوم الحساب فأن الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا .

    قال الله تعالى : [ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) ]
    ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ، فالله عليك كيف يكون للمشرك اعمال صالحة بعد كلام الله تعالى هذا ؟

    وقال تعالى : [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) ]
    إنما المشركون نجس : افيكون لهم حسنات عند الله تعالى ؟ مالكم كيف تحكمون ؟

    وقال تعالى : [ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ]
    [ فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ] أفيكون لهم حسنات عند الله تعالى يوم القيامة ؟

    وقال تعالى : [ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ][الأنعام:88]. وغيرها الكثير والكثير جدا من مثل هذه الايات لو تأملت .

    ومن عدل الله تعالى بعباده حتى من كان منهم كافرا او مشرك فإنه لا يظلمه شيء فمن عمل منهم في دنياه يكافئه الله تعالى عليه في الدنيا و ليس له خلاق يوم القيامة فهم في النار خالدين فيها ابدا وليس لهم حسنات يوم القيامة . والنصوص كثيرة جدا على هذا الكلام لو تأملت .

    وربما تفاجئني وتقول أقصد بأهل النفاق والكفار الغير خارجين من الملة [ العملي ] وهنا يكون الرد هو أيضا غير معقول لانه قبل ان يعمل حسنات تكفيه 100 سنة عليه ان يخلص نفسه من سيئات الكفر العملي الذي هو اصلا عاجز عن تركه وغلبه هوى نفسه وشهوته وعدم قدرته على ايقاف نفسه عن فعل كبائر الذنوب ، فكيف يكون قادرا على عمل حسنات تكفيه مائة سنة ؟ أو حتى تكفيه يوما واحدا
    وبهذا يتبين لا قيمة للنقدك هذا .

    اما بخصوص مغفرة الله تعالى ما تقدم وما تأخر من الذنوب فهو مما لا شك فيه من النصوص الصحيحة الواردة في السنة وأيضا في القرآن الكريم كما قال الله تعالى مخبرا على نبيه عليه الصلاة والسلام في مغفرته له عن ما تقدم من ذنبه وما تأخر من الصغائر فأن الانبياء معصومين من الكبائر قال تعالى :
    [ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ] .

    ولا ادري ما هو وجه استدلالك بالاية الكريمة :
    [ إن الحسنات يذهبن السيئات ] يعني الحسنات تمحو السيئات وحتى يكون المعنى اكثر وضوحا نفترض أن مسلم عمل الكثير من الحسنات ثم بعد ذلك عمل سيئة واحدة فستطرح هذه السيئة من الحسنات القديمة أليس كذلك ؟ ولا يفهم من هذا اننا نقول لهذا المسلم انه لا بأس أن تعمل السيئات ما داما عندك حسنات كثيرة لا ، لانه لا يعلم أصلا هل قبل الله تعالى حسناتك أم لا هذا أولا ، وأيضا الافضل للمسلم اذا عمل السيئة ان يتبعها بالحسنة حتى يعود نفسه بتقوى الله تعالى ويكون له مخزون من الحسنات اكثر من السيئات حتى يضمن دخول الجنة بسلام .

    أما الروايات أولا الرواية رقم 11و 12 : ضعيفتان جدا نفس الرواية رقم 10 فيهما : أحمد بن عبيد مر ذكره في روايه 10 [ لين الحديث ] لا يتابع في جل حديثه .
    وأيضا فيها عمرو بن جرير وهو البجلي [ متروك الحديث ] قال أبو حاتم الرازي : [ كان يكذب ]

    الرواية 13 : ضعيفة جدا فيها : سليمان بن عمر الاقطع [ مجهول الحال ] { ثنا أبي } أبوه [ عمر الاقطع وهو ابن خالد الرقي القرشي العامري ، والد سليمان هذا ، قال الدارقطني : لا بأس به .
    وأيضا فيها : الخليل بن مرة هو الضبعي البصري ( وقع إلى الشام ونزل الرقة ) . [ ضعيف الحديث ] .

    وقلت أيضا :
    من المعروف أن الجمعة ركعتان حاليا وليس أربع وحتى فيما يروى من الروايات ركعات السنة لا تزيد عن ركعات الصلاة المفروضة

    الرواية رقم 14 : موضوعة فيها : يوسف بن إبراهيم الأشجعي [ مجهول الحال ] .
    أيضا فيها : علي بن حمزة الخزاعي [ مجهول الحال ]
    وفيها أيضا : عبد الله بن عمرو المصيصي وهو عبد الله بن ربيعة القيسي [ منكر الحديث ]
    إسحاق بن عبد الصمد البغدادي هو ابن خالد بن يزيد الفارسي . [ وضاع ] اتهم بوضع هذا الحديث .
    قال عنه الدارقطني : اتهمه بالوضع ، وقال: وضع نحوا من عشرين حديثا .
    وقال عنه الذهبي : روى عدة أحاديث موضوعة .

    وأيضا فيها : محمد بن مروان وهو السنجاري : شيخ يروي عن مالك ، ذاهب الحديث يروي المناكير .

    وغير أن مفهوم هذه الرواية الموضوعة المختلقة على النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال من صلى [ يوم ] الجمعة ولم يقل من صلى الجمعة وهذا فرقا واضح اليس كذلك ؟

    وقلت أيضا :
    لا يوجد صلاة مائة ركعة وحتى لو افترضنا وجودها مع قراءة قل هو الله أحد عشر مرات فى كل ركعة فهذا معناه إذا استغرقت كل قراءة دقيقة والقيام والركوع والسجود دقيقتان فهذا معناه 12 دقيقة فى الركعة فى 100 بألف ومئتى دقيقة =20 ساعة وهو أكثر من أن تصلى فى ليلة

    الرواية رقم 15 : موضوعة وهي ليست رواية عن الرسول فسندها مبهم مقطوع موقوف وليست مرفوعة الى النبي ، فيها : عمرو بن أبي المقدام العجلي هو: ثابت بن هرمز البكري أبو محمد ويقال أبو ثابت الكوفي الحداد مولى بكر بن وائل [ ضعيف الحديث ] . وذكرهذه الرواية ابن الجوزي رحمه الله تعالى وغيرها ممن في متنها نكارة شديدة في قسم الموضوعات . وقال هذا حديث لا نشك أنه موضوع ، وجمهور رواته في الطرق الثلاثة مجاهيل ، وفيهم الضعفاء بمرة ، والحديث محال قطعا .

    وقلت أيضا :
    المعنى صحيح فأى عمل صالح كقراءة قل هو الله أحد يمنع من دخول النار

    الرواية رقم 16 : موضوعة فيها : أحمد بن محمد بن نافع هو الصوفي .[ فيه جهالة ] قال عنه : أبو سعيد بن عمرو النقاش : اتهمه بوضع حديث في فضل معاوية . وقال أيضا أبو سعيد النقاش : بعدما ذكر حديث في فضل آية الكرسي وضعه أحمد بن محمد بن نافع أو حسين بن يحيى الحنائي ، وقال الذهبي لا أدري من ذا ، و ذكره ابن الجوزي مرة وقال اتهموه كذا قال ولم يزد ، وقال : سبط ابن العجمي الظاهر من كلام ابن الجوزي أنهم اتهموه بالوضع ولو كان بالكذب لقيد بها .

    وأيضا في هذه الرواية : عبد الله بن عياش هو ابن عباس القتباني أبو حفص المصري . [ صدوق يغلط ] قال أبو حاتم : ليس بالمتين ، صدوق ، يكتب حديثه [ يكتب حديثه بمعنى انه اقرب الى الضعف وهذا اصطلاح عند بعض علماء الحديث ] ، وهو قريب من ابن لهيعة وقال أبو داود ، والنسائي: ضعيف وقال ابن يونس : منكر الحديث .

    وأيضا في هذه الرواية : يزيد بن قوذر هو المصري . [ فيه جهالة ] ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً وذكره ابن حبان في الثقات ، فهو مجهول .ولم يوثقه معتبر .
    كعب الاحبار : وهو ابن ماتع الحميري أبو إسحاق من مسلمي أهل الكتاب أدرك النبي عليه الصلاة والسلام ولم يلقه ، وأسلم في خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وتوفي في خلافة عثمان رضى الله عنه ، وهو من رجال التهذيب ، قال الحافظ أبن حجر ، ثقة .
    وهنا الحديث على كعب مرسلا .

    وأما عن متن هذه الرواية فهو منكرا جدا لان من المعلوم ان اصحاب الكبائر والذنوب سيدخلون النار ثم بعد ذلك يخرجون منها ويدخلون الجنة ، وبلا شك ان أصحاب الكبائر يقرءون القرآن ومن ضمنه سورة الاخلاص ولا معنى بان الله تعالى حرم لحمهم على النار بقراءة [ قل هو الله أحد ] . والتحريم معناه هنا عدم دخول النار وهذا منكرا جدا .
    اللهم الا أن يقال حرم الله تعالى لحمهم على النار . أي حرم لحمهم على الدرك الاسفل من النار كالمنافقين ، فحينها يكون في المتن نظر والله تعالى أعلم . لانه من المعلوم أن النار على درجات . وليست على درجة واحدة والنصوص واضحة في هذا الشأن .

    وقلت أيضا :
    الخطأ نزول قارىء قل هو الله أحد مائتي مرة من الجنة حيث شاء فإذا كان قاعدا لا يجاهد فهو لا ينزل درجة الشهداء المجاهدين كما قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ".

    الرواية رقم 17 : السكين بن عبد الله : لاتوجد له ترجمة فهو [ مجهول ]
    أبو داود الواسطي : قال أبو جاتم : شيخ لشعبة واسطي [ مجهول ]
    أبو علي : لم أعرفه .
    وبهذا الاسناد المظلم يكون الحديث ضعيف بالاضافة الى أرساله من كعب . وهذا يزيد من شدة ضعفه .

    وقلت ايضا :
    الخطأ تفضيل الله قراءة قل هو الله أحد ألف مرة على الجهاد على ألف فرس وهو ما يناقض تفضيل الل الجهاد على أى عمل يعمله القاعدون كما قال "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ".

    الرواية رقم 18 : ضعيفة فيها : أحمد بن محمد المكي ، ومحمد بن يوسف ابن أخي حجاج بن الشاعر [ غير معروفان ]

    وحميد وهو حميد بن أبي حميد الطويل ثقة مدلس وهنا عنعن .

    قال الشيخ الالباني رحمه الله تعالى : ولا أعلم في فضل قراءة { قل هو الله أحد } ألف مرة حديثا ثابتا بل كل ما روي فيه واه جدا ،
    وقد وجدت في جزء { فضائل سورة الاخلاص } للحافظ أبي محمد الخلال حديثين لا بأس بذكرهما :
    [ من قرأ { قل هو الله أحد } ألف مرة كان أحب الى الله عزوجل من ألف فرس ملجمة مسرجة في سبيل الله ] .
    أخرجه الخلال { ق 195 / 2 } حدثنا أبو محمد عبد الله بن عثمان الصفار : حدثنا أحمد بن محمد المكي: حدثنا محمد بن يوسف بن أخي حجاج بن الشاعر: حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره .
    قلت: وهذا إسناد مظلم ؛ أحمد بن محمد المكي لم أعرفه ، وكذا محمد بن يوسف ، فأحدهما آفته ، فإن من فوقهما من رجال الشيخين ، والصفار ثقة كما قال الخطيب ( 10/40 ) . انتهى كلامه رحمه الله على هذا الحديث . سلسلة الاحاديث الضعيفة والموضوعة تحت رقم 2813 .

    وربما يكون أحمد بن محمد المكي هو أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبي شمر [ ثقة ]
    قال فيه : أبو حاتم الرازي : ثقة
    قال فيه : أبو عوانة الإسفراييني : ثقة
    قال فيه : ابن حجر العسقلاني : ثقة
    قال فيه : الذهبي : ثقة
    قال فيه : محمد بن سعد كاتب الواقدي : ثقة كثير الحديث

    ومحمد بن يوسف [ مجهول ]

    ولم يبقى في هذا الاسناد الا حميد وهو حميد بن أبي حميد الطويل ثقة مدلس دلس على أنس رضى الله عنه . وهنا عنعن لم يصرح بالسماع قال الحافظ ابن حجر : ثقة مدلس روايته عن أنس إما سمعها منه أو سمعها من ثابت البناني عنه ثم دلسها فلاغبار عليه [ يعني فلا توجد مشكلة من تدليسه هذا فروايته بالعنعنة عن أنس صحيحة ] . لان ثابت البناني [ ثقة ] والخوف من التدليس ان المدلس يدلس على ضعيف وليس انه دلس على ثقة .

    غير انه لفت انتباهي انك كثيرا ما تستدل بالاية الكريمة : [ فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ] وهذا نص خاص على صنفين من المؤمنين فلماذا جعلته عاما في كل أصناف المؤمنين ؟
    فمفهوم الاية الكريمة يعني هناك شخصين وكلاهما قادرا على الجهاد بماله ونفسه احدهما جهاد والاخر قعد وتعذر باي عذرا .
    فهنا الله تعالى حث على الجهاد وتحبيبه للمؤمن بما له من افضلية عن القعود وهو يكون مستطيعا له .
    وأيضا لو ان هناك شخص غير قادر على الجهاد لعذرا قهري فهنا ان كانت نيته الجهاد حق و لم يسطتعه فهو بلا شك له أجر المجاهد عند الله ويدخل في هذا النساء أيضا فان خلقتهن التي خلقها الله لهن لا تخولهن الدخول في المعارك والجهاد بالنفس كالرجال ولهذا عوض الله تعالى برحمته وكرمه كل من الذين لايستطعون الجهاد لعذر وكانت نياتهم خالصة لله تعالى ان لهم أجر المجاهد في سبيل الله . فهنا الاية الكريمة تتحدث فقط عن افضلة المجاهد بالمال والنفس على القاعد المستطيع له هذا في الخصوص أما في العموم فإن الرسل والانبياء والصديقين هم افضل درجة من المجاهدين في سبيل الله . قال تعالى :
    [ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69) ]
    وهنا نلاحظ من الاية الكريمة ان الصديقين أعلى مرتبة عند الله من الشهداء وهذا بيان عظم الصدق وأجره عند الله تعالى وهذه الميزة قد ينعم الله تعالى بها حتى على عوام الناس فكيتب عند الله تعالى من الصديقين ماداما يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا .

    وهنا يتبين لك ان مفهومك العام للأية الكريمة خطأ فان كان النص خاص فلا يعمم ، وأن كان عاما فلا يخصص الا بدليل ، وان كان مقيد فلا يطلق ، وان كان مطلق فلا يقيد الا بدليل ، ان كنا فعلا نريد وجه الله تعالى . وأيضا الالتزام بالنص أن كان خاص أو عاما أو مطلق أو مقيد يكون له فوائد عظيمة من ضمنها الا نكون مبتدعين في دين الله تعالى .

    وقلت أيضا :
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد ثلاث مرات بناء الله له مائة ألف ألف غرفة من در وياقوت في الجنة وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

    الرواية رقم 19: ضعيفة جدا : فيها : خلف بن عبد الحميد السرخسي. [ ضعيف الحديث ] قال فيه : أحمد بن حنبل : لا أعرفه

    وقال فيه : ابن عراق : أتى بخبر باطل ، وقال فيه : الذهبي : خبره باطل .

    وأيضا فيها : أبو الصباح هو عبد الغفور بن عبد العزيز بن سعيد بن الصباح الواسطي . [ متهم بالوضع ] وحديثه ليس بشيء ومنكر الحديث .

    وأيضا فيها : أبو هاشم هو الرماني الواسطي اسمه يحيى بن دينار [ ثقة ] توفي عام 122 هجري وقد عاصر صغار التابعين وقد رفع الحديث للنبي عليه الصلاة والسلام وهو ليس صحابيا وهو مرسل معضل والمرسل نوعا من الحديث الضعيف .
    اذا نخلص من سند هذه الرواية انها ضعيفة جدا وموضوعة . والمتهم به أبو الصباح أو الراوي عنه خلف بن عبد الحميد .

    وقلت ايضا :
    الخطأ المشترك بين الروايات الست الجهر بالقراءة فى الصلاة وهو ما يخالف قوله تعالى " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"

    الرواية رقم 20 : صحيحة ولكن فيها : أبي إسحاق [ ثقة مكثر اخلط بأخره ] وهو مدلس لم يصرح بالسماع . وقد تابعه جماعة عن مجاهد فلا يضر تدليسه هذا هنا ، وبالنسبة لختلاطه فقد رواه عنه أبو الاحوص وسماعه منه قبل اختلاطه وأخرج له مسلم من روايته ، وأيضا رواه عنه سفيان وهو اثبت الناس فيه وأصحهم عنه حديثا .

    الرواية رقم 21 : إسنادها ضعيف جدا فيها : أبو داود نفيع بن الحارث الأعمى الدارمي ويقال الهمداني السبيعي الكوفي القاص ويقال اسمه نافع ( مشهور بكنيته ) متروك وقد كذبه بعض الأئمة . والمتن ثابت من غير هذا الطريق .

    الرواية رقم 34 :إسنادها حسن موصول : وعبد العزيز بن عمران هو ابن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف القرشي [ متروك الحديث ] قال الحافظ ابن حجر : متروك احترقت كتبه فحدث من حفظه فاشتد غلطه وكان عارفا بالانساب . فهو إما ان يكون حدث به قبل أحتراق كتبه أو مما لم يغلط فيه بعد أحتراق كتبه ، وقد تابعه على تلك الرواية الإمام مالك وغيره والحديث في صحيح مسلم .

    الرواية رقم 35 : ضعيفة فيها : أحمد بن بديل بن قريش بن بديل بن الحارث اليامى ، أبو جعفر الكوفى [ صدوق له أوهام ] تفرد به .

    الرواية رقم 36 : ضعيفة فيها : إسحاق بن زريق الرسعني [ مجهول الحال ] ذكره ابن حبان في الثقات ولم يوثقه معتبر .

    الرواية رقم 37 : ضعيفة جدا فيها : سليمان بن سلمة الخبائري أبو أيوب الحمصي. [ متروك الحديث ] أتهم بالوضع .
    وفيها أيضا : سليم بن عثمان الطائي هو الفوزى أبو عثمان الحمصي . [ منكر الحديث ]
    قال البخاري : عِنْده عجائب وقال ابن عدي : روى عَنْ مُحَمد بْنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ مناكير وقال الذهبي: ليس بثقة وقال أيضاً: صاحب عجائب ، اتهم بالوضع

    ولم افهم ماهو الخطأ والمخالف واستدلالك بالاية الكريمة وعلى افتراض ان تفسيرك للاية صحيح ، انت تفهم من الاية ان القراءة لاتكون جهرا ولا تكون سرا اليس كذلك ؟ ويكون الصوت وسطيا أي لا يسمعه البعيد ويسمعه القريب ، أليس كذلك أيضا ؟
    إذا اين هو الخطأ ؟ وأين هي المخالفة ؟ فجميع هذه الروايات لايوجد فيها الجهر بالقراءة حتى تقول خطأ ومخالف اليس كذلك ؟

    وتفسير الاية الكريمة : [ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا (110) ]
    وقوله : ( ولا تجهر بصلاتك ) الآية ، قال الإمام أحمد :
    حدثنا هشيم ، حدثنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية
    وهو متوار بمكة ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ) قال : كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن ، فلما سمع
    ذلك المشركون سبوا القرآن ، وسبوا من أنزله ، ومن جاء به . قال : فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( ولا تجهر بصلاتك ) أي : بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن ) ولا تخافت بها ) عن أصحابك فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك ) وابتغ بين ذلك سبيلا ) .
    أخرجاه في الصحيحين من حديث أبي بشر جعفر بن إياس به ، وكذا روى الضحاك عن ابن عباس ، وزاد : " فلما هاجر إلى المدينة ، سقط ذلك ، يفعل أي ذلك شاء .

    ونفهم هنا ان الله تعالى أمر النبي عليه الصلاة والسلام [ أن يكون صوته وسطيا ] بالقراءة وكان بسبب عارض فلما زال هذا السبب سقط ذلك الحكم فأن عاد السبب عاد الحكم فالحمد الله رب العالمين .
    وأيضا كان هذا الحكم حتى في الصلاة ثم بعد ذلك بينت سنة النبي عليه الصلاة والسلام من أفعاله في الصلاة كيف كان يجهر في القراءة في ركعتي الفجر وأيضا الركعتان الاولتين من صلاة المغرب والعشاء . ملاحظة [ الصلاة ] تطلق حتى الدعاء

    وقلت أيضا :
    الخطأ هنا هو أن سورة الإخلاص ثلث القرآن والكافرون ربعه ،لنا أن نتساءل ما هى أثلاث القرآن وما هى أرباعه ؟قطعا لا رد ودعونا نتساءل هل المراد ثلث أو ربع المعانى أم الألفاظ ؟إذا كان أراد المعانى فإن هذه السور مجتمعة لا تشكل إلا أقل من 1%من معانى القرآن بدليل عدم ورود أحكام فيها سوى 5أو 6على الأكثر بينما القرآن فيه ألوف الأحكام وإذا كان الرد الألفاظ فألفاظها مجتمعة لا تشكل واحد من مائة ألف ثم دعونا نتساءل كيف يساوى قليل ثلث أو ربع القرآن إذا كان لا تفاضل بين سور القرآن فى أى شىء لأنها كلها كلام الله وكلام الله سواء فى المصدر وفى العمل به
    وقراءة السورتين معا فى الروايات السابقة تناقض النهى عن قراءة أى شىء مع قل هو الله احد فى الرواية التالية:

    الرواية 22 : موضوعة فيها : ابو المفضل وهو محمد بن عبد الله الشيباني / ولد في :297 / توفي في :387 [ يضع الحديث ]
    وأيضا فيها : يحيى بن الفضيل الغنوي [ مجهول الحال ]
    وفيها أيضا : مندل بن علي العنزي / ولد في :103 / توفي في :167 [ متروك الحديث ]

    وانا هنا عندي سؤال لك : اذا كنت تراه خطأ ومخالف وانت حاسم أمرك بهذا فلماذا تسأل او تتسأل ؟ ما هي الفائدة من سؤالك هذا ؟
    فالذي يريد ان يسأل لمعرفة الحق لا يحسم أمره مثلك وأيضا يجب عليه ان يحسن السؤال حتى يحصل على الجواب الشافي اليس كذلك ؟
    وعلى افتراض انك لم تجد من يجيبك على أسئلتك ماذا انت فاعل ؟

    فهل مثلا ستكفر بالله تعالى ؟ أم انك تؤمن ببعض الوحي وتكفر ببعض على حسب فهمك وهواك ؟ ان الله تعالى غني عن العالمين سواء كفروا أو أمنوا به وأيضا غنيا عن من يكفر ببعض الكتاب ويؤمن ببعض .

    نعم سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن الكريم وهى جزءا من ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم .
    وايضا ثبت في غير ما حديث أن سورة الكافرون [ وتسمى أيضا سورة الاخلاص ] تعدل ربع القرآن الكريم لتضمنها البراءة من الشرك كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لنوفل [ اقرأْ قل يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتِها؛ فإنها براءةٌ من الشركِ ] . صحيح أبي داود الالباني رحمه الله تعالى تحت رقم 5055 .
    فهي الربع ، وقد قال بعض العلماء أن القرآن الكريم يشتمل كله على أحكام الشهادتين في التوحيد والنبوة ، وعلى أحوال النشأتين الدنيا والاخرة فهي لتضمنها البراءة من الشرك ربع ، من حيث هذا المعنى . أو أنها تمثل التوحيد العملي فيكون المعنى كالتالي جزء لتوحيد العملي ، وجزء لتوحيد العلمي ، وجزء أحكام ، وجزء أخبار أو قصص .
    ولا يلزم هنا التساوي في أجزاء القرآن الكريم من حيث الكم والكيف ، بل هو من حيث جمع السورة لمعاني القرآن الكريم في موضع ما .

    وكما قلنا سابقا ان هذا الكلام هو اجتهاد منهم رحمهم الله تعالى فمن اصاب منهم الحق فله أجران [ أجر إصابة الحق وأجر الاجتهاد ] ومن أخطا منهم فله أجرا واحد وهو الاجتهاد وخطأه مغفور كما قال النبي عليه الصلاة والسلام [ إذا حكم الحاكمُ فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجرٌ ]. صحيح النسائي 5396 الالباني رحمه الله تعالى .
    وأيضا هناك اقوال اخرى للعلماء في هذه المسألة غير الذي قلناه ، وأيضا هناك علماء توقفوا عن الكلام في هذه المسألة وقالوا نؤمن بما وصلنا من رسول الله أن سورتي الاخلاص واحدة تعدل ثلث القران والاخرى تعدل ربع القرآن ونتوقف ولا نزيد عليه . وهذا هو الحق والله تعالى اعلم . لان الله تعالى لم يخبرنا ما هي أجزاء القرآن الكريم فنقف على ما وصلنا في هذه المسألة وعن ما يشابهها من المسائل الاخرى ، وفي الحقيقة هذا هو الايمان المطلق بالغيب .

    وقلت أيضا :
    الخطأ النهى عن قراءة سور أخرى مع قل هو الله أحد وهو ما يناقض قوله تعالى " فاقرءوا ما تيسر منه"

    الرواية 27 : إسنادها صحيح الى عامر وهي ليست رواية عن الرسول عليه الصلاة والسلام بل هو اثر لتابعي جليل عامر بن عبد قيس وهذا هو فهمه لهذه السورة العظيمة والتي هي خالصة لله تعالى وتعدل ثلث القرآن الكريم ، ورآها الناس قصيرة ، ورآها هذا التابعي عظيمة طويلة خالصة لله تعالى في توحيده . ولا ينافي الاية الكريمة التي ذكرتها ، فهو لم ينهى عن قراءة القرآن حشا وكلا ان يقول هذا أو ان يفهم من كلامه هذا المعنى كما تزعم . [ لانه قال استقلالا بها ] وهي تعدل ثلث القرآن الكريم . ويعتبر هذا من قراءة ما تيسر منه .

    وقلت أيضا :
    الخطأ تخصيص سورة بعبادة فالمطلوب هو قراءة وطاعة كل السور المنزلة كما قال تعالى :
    "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم"


    الرواية 28 : ضعيفة فيها : حاتم بن ميمون الكلابي [ ضعيف الحديث ]
    وأيصا فيها : إسماعيل بن حصين القرشي [ ضعيف الحديث ]
    ولم افهم ما هو قصدك [ خطأ تخصيص سورة بعبادة ] فمثلا نحن في الصلاة نقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة ومن دونها تكون الصلاة باطلة للمستطيع لها ، وهذا تخصيص سورة بعبادة ، اليس كذلك ؟ اذا كيف يكون خطأ في نظرك ؟

    وهناك سؤال اخر هل انت اتبعت ما أنزل اليك من ربك ؟ بما انك استشهدت بهذه الاية الكريمة فكر مليا .

    وأيضا على أفتراض انه جاءك مذنب وقال لك هل يقبل الله تعالى توبتي ؟ اظنك هنا ستقول قطعا له توبة واظنك أيضا ستسرد عليه ايات من كتاب الله تعالى التي تبين ان الله تعالى يقبل التوبة من عباده اليس كذلك ؟ والسؤال هنا لماذا خصصت ايات معينة لتبين لهذا السائل ان الله يقبل توبته ؟ اليس كلام الله واحد ولا تفاضل بينه كما قلت ؟ واليس انت حينما تجيب السائل على سؤاله الذي تعلم الاجابة عنه تكون في عبادة ؟ فلماذا خصصت هنا ؟ ولماذا مثلا لا تستدل بايات اخري مثل العذاب والخلود في النار والعقاب والتأنيب والعتاب ؟ لانه كما قلت لا تفاضل بين كلام الله تعالى ، وأيضا أظنك معي في أن دعاء الله تعالى عبادة أليس كذلك ؟ فمثلا لو اردت دعاء الله تعالى في كشف غمة أو شفاء من مرض أو تطلب المغفرة او تطلب حاجة وأردت ان تدعو بدعاء قاله الله تعالى في كتابه العزيز لانك كما تدعي انك قرآني ، الا تخصص الدعاء على حسب حاجتك ؟ فلماذا هنا خصصت وأنت في عبادة ؟ وفي حقيقة الامر لا ادري كيف هي عبادتك لله تعالى بمنهجك هذا وتفريطك وافراطك في الغلو والارجاء وهذا تناقض منك ان كنت لا تعلم ولن تكون بهذا الا من الخاسرين . نعوذ بالله تعالى أن نكون من الجاهلين .

    وقلت ايضا :
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد 12 مرة بناء قصر وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

    الرواية 29 : موضوعة فيها : عبد المنعم بن بشير الأنصاري [ وضاع ] ، وأيضا أحمد بن عيسى الخيوطي [ مجهول الحال ]
    والمتهم بوضعها عبد المنعم هذا .

    دائما ما تكرر هذه الاية الكريمة حسنا سأوفقك جدلا مثلا هناك مسلم كانت له حسنات كثيرة جدا عند الله تعالى ودخل الجنة ، وكان هناك مسلم اخر وكانت حسناته اقل من المسلم الاول وهو أيضا دخل الجنة ولكي يكون البحث ذو جدوى نفترض انهما عاشا هذين المسلمين في زمن لا يكون فيه جهاد في سبيل الله تعالى بمفهومك أنت طبعا حتى لا تفاجئنا بتلك الاية الكريمة الخاصة والتي دائما ما تعممها .
    وزيادة على هذا أيضا انهما منذ ولادتهما كانا مسلمين الاول مات وعمره تسعون سنة وهو يعمل في الاعمال الصالحة ، والمسلم الثاني مات وعمر ثلاثون سنة وهو يعمل في الاعمال الصالحة ، نظريا هنا طبعا سيكون المسلم الاول أكثر من المسلم الثاني في حسناته أليس كذلك ؟
    هنا كلا هما في الجنة السؤال هنا مالذي استفاده المسلم الاول من حسناته الكثيرة جدا على المسلم الثاني الذي حسناته اقل ؟ بما انهما يكونان بنفس المرتبة في الجنة على حسب اعتقادك وفهمك للنصوص .
    لو استطعت الاجابة على هذا السؤال فستعلم كيف كنت وكيف أصبحت .
    طبعا هنا سيكون المسلم الاول اعلى منزلة وارفع درجة ويكون له قصورا أكثر لانه ببساطة حسناته أكثر من المسلم الثاني .
    وسيعوضه الله تعالى على حسناته بشيء مادي ملموس ولا شك ، ولهذا يكون أعلى منزلة وأرفع درجة وأكثر ملكا ، مما هو دونه في الحسنات ، والا لو قلنا بكلامك فما هي فائدة هذه الحسنات من حيث الكثرة والقلة ؟ أظنك لن تجد إجابة على هذا السؤال .
    وحينما نجد نص يخبرنا الله تعالى فيه ان أجر العامل لعمل ما يكون بناء قصرا في الجنة أو ما شابهه من هذه النصوص ، فهنا يحب علينا الا نفهم أن هناك تعارض بين أجر العمل من مثل بناء قصر في الجنة وبين الحسنات .
    لانهما متلازمين وليسا مختلفين ، اذ أن الحسنات تعوض لفاعلها بشيء مادي ملموس في الجنة ويكون مثلا عوضها بناء قصرا في الجنة .

    ونفرض مثلا أن الله تعالى يعوض كل مائة حسنة بقصر واحد في الجنة وكان هناك مسلم دخل الجنة وفي رصيده من الحسنات مثلا 1000 حسنة ، طبعا بعد طرح سيئاته وذنوبه من حسناته ، فكان رصيده الاجمالي بعد دخوله الجنة هذا العدد من الحسنات ، فهنا يكون تعويض حسناته هذه بعشر قصور في الجنة وهكذا وكل على حسب عمله وإخلاصه النية لله تعالى في كثرة حسناته وقلتها .
    وهذا طبعا على سبيل المثال لا الحقيقة .
    ومن رحمة الله تعالى وكرمه ومنه وعفوه أن المؤمن حتى أن كان في قلبه ذرة من إيمان فأنه يدخله الله تعالى برحمته الجنة بعد خروجه من النار وتنقيته من ذنوبه والتخلص منها وهذا أيضا في الحقيقة هو رحمة من الله تعالى بعباده بان جعل حتى العقاب بالنار تنقية من السيئات والذنوب والتخلص منها ، لمن كان منهم موحدا بالله تعالى ، ويكون له مكان في الجنة بهذه الذرة من إيمانه بالله تعالى اي توحيده سبحانه وتعالى وهذا أيضا في الحقيقة بيان فضل الله تعالى وسعة عطائه ، فلهذا إن آخر من يخرج من النار من الموحدين بالله تعالى [ ولا يبقى في النار إلا من وجب عليه الخلود الابدي فيها فقط ]، ويكون آخر من يدخل الجنة وأدناهم منزلة ومع ذا أعطاه الله تعالى عشرة أضعاف الدنيا بما فيها برغم من أنه كانت له سيئات كثيرة ، ولم يكن له حسنات ولم يعمل خيرا قط وقال يوما من الدهر لا إله إلا الله ، وهى شفاعة الله تعالى لعباده الموحدين ، فالحمد الله رب العالمين على رحمته وكرمه ومنه وفضله وعفوه .

    وقلت ايضا :
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد نفى الفقر، ونفع الجار وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
    والخطأ خلق الملائكة من نور فالملائكة هم رسل من الجن ومنهم كان إبليس الذى قال الله فيه "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن"


    الرواية 30 : موضوعه فيها : يحيى بن عبد الله هو ابن الضحاك البابلتي [ ضعيف الحديث ]
    وضرار هو ابن عمرو ويقال عمر الملطي [ منكر الحديث ]

    وأبان بن أبي عياش: فيروز ويقال: دينار البصري [ متروك الحديث ] والمتهم في وضعه ابان .

    الملائكة خلقهم الله تعالى من نور وليسوا من الجن كما تتوهم وقوله تعالى [ إلا إبليس كان من الجن ] أي انه كان مخير وليس مسير مثل الملائكة ولهذا قال تعالى [ ففسق عن أمر ربه ] وقصة أنه أمره الله تعالى كما أمر الملائكة بالسجود لآدم ، يفهم منها أنه من الملائكة فهذا خطأ فاحش ولاشك وليس عليه دليل ، فأن آدم عليه السلام أيضا كان في الجنة ومعه الملائكة فهل هذا يعني أنه من الملائكة ؟ وهو مخالفا جدا للنصوص الواضحة التي لا شبهة فيها وقد سبق مرة قديما وجدت موضوع في احدى المنتديات من كاتب ويدعي أنه قرآني ولا يؤمن بالسنة ولو أنه فعلا قرآني كما أدعي ما أنكر جزء من الوحي والذي هو نصفه كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام [ ألَا إنِّي أوتيتُ القرآنَ ومثلَهُ معه [ وفي روايةٍ ] : ألا إنَّ ما حرَّم رسولُ اللهِ مثلَ ما حرَّم اللهِ ] وقد قال هذا المدعي أن الجن من الملائكة وفصل تفصيلا في ايات الله تعالى بغير علم ومن ضمن قوله ان من كفر من الملائكة يصبح جنا ويغضب الله عليه فيأمره أن يهبط للأرض وينزع عنه بعض من صفات قوته التي كان يمتلكها وهو ملك وأيضا فصل في انه يتحول إما الى ذكر او أنثى لان الملائكة في الاصل ليس فيهم ذكر أو انثى وهذا التفصيل منه في الحقيقة ربما ليجد مخرجا لو ان احدا القى عليه سؤال من اين أتت ذرية الجن والكثير من هذه الترهات والمشكلة الاكبر انه يستدل بايات الله تعالى على فهمه الذي ما أنزل الله به من سلطان ولا ادري في الحقيقة لماذا كل هذه الفلسفات والقول على الله تعالى بغير علم الا لانه لايحب شيء اسمه سنة الرسول فكيف لمثلهم ان يزعموا انهم قرآنيون و يؤمنون به ؟ وعارض نصوصا صريحة واضحة كالشمس لمجرد شبهة لا أصل لها الا في مخيلاتهم وأيضا ماذا سيقول لو سأله سائل ماذا لو ان هذا الجني رجع وآمن بالله تعالى مرة اخرى هل سيعود ملكا مرة اخرى وتنزع منه صفة الذكورة أو الانوثة وهل سيرجع الى السماء ام يبقى في الارض أم انه أصلا لا توبة له ويبقى جنيا كما سخطه الله تعالى .
    وأيضا ماذا سيقول لو أن السائل ذكر له هذه الاية الكريمة [ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) ]
    ويقول له أن الله تعالى يقول : شياطين الانس والجن ، يعني أن الملك تحول الى جني بعد كفره ثم بعد ذلك تحول الى شيطانا ما هو السبب في رايك ؟ هل ازداد في كفره مثلا ؟ وهل بعد الكفر كفرا ؟ وأيضا ماهي الصفات الجديدة التي ستحدث له او ماهي الصفات التي تنزع منه بعد تحوله شيطانا ؟ وأيضا الانسي بعد تحوله الى شيطانا ماذا سيصبح ؟ ونحن نعلم من التاريخ والواقع ان شياطين الانس لم يتغير في خلقتهم شيئا فلماذا هذا التغير حدث للملائكة ولم يحدث في البشر وهكذا الى ما لا نهاية .
    والمشكلة يعتقدون انهم يحسنون صنع ويسمون انفسهم العقلانين وهم في الحقيقة لا عقل لهم لو كانوا يعلمون .

    الإيمان بالملائكة أحد أركان الإيمان الستة التي لا يقوم الإيمان إلا بها ، ومن لم يؤمن بواحدة منها فليس بمؤمن البتة ، وهي : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشرّه من الله تعالى . والملائكة من عالم الغيب الذي لا نُدركه ، وقد أخبرنا الله تعالى عنهم بأخبار كثيرة في كتابه وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وفيما يلي طائفة من المعلومات الصحيحة والأخبار الثابتة الواردة فيهم ، وعظمة الخالق سبحانه وعظمة هذا الدّين الذي جاءنا بأخبارهم :

    من أيّ شيء خلقوا ؟ :
    خلقوا من نور كما قالت عَائِشَةُ رضي الله عنها : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ " رواه مسلم (2996) .
    متى خلقوا ؟ :
    ليس لنا علم على وجه التحديد بوقت خلقهم لعدم ورود النص في ذلك لكنهم سابقون لخلق الإنس يقينا لنص القرآن : [ وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ] سورة البقرة آية 30 . فأخبرهم بإرادته خلق الإنسان فدلّ على أنهم موجودون قبله .

    عظم خلقهم :
    يقول تعالى في ملائكة النار : [ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ] سورة التحريم آية 6 . وأعظمهم على الإطلاق جبريل عليه السلام ومما جاء في وصفه : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ وَلَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ كُلُّ جَنَاحٍ مِنْهَا قَدْ سَدَّ الأُفُقَ يَسْقُطُ مِنْ جَنَاحِهِ مِنَ التَّهَاوِيلِ وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ . رواه أحمد في المسند قال ابن كثير في البداية 1/47 إسناده جيد .
    وقال رسول الله واصفا جبريل : " رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ " رواه مسلم رقم : (177) .
    ومن الملائكة العظام أيضا حَمَلة العرش ومما جاء في وصفهم : عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ " . سنن أبي داود : كتاب السنة : باب في الجهمية .

    لهم أجنحة :
    يقول الله تعالى: [ الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شئ قدير ] . سورة فاطر آية 1

    جمالهم :
    قال تعالى واصفا جبريل عليه السلام: علمه شديد القوى . ذو مرة فاستوى سورة النجم آية 5-6 قال ابن عباس: ذو مرة ذو منظر حسن ، وقال قتادة : ذو خَلْق طويل حسن. وقد تقرر عند الناس جميعا وصف الملائكة بالجمال ولذا فهم يشبّهون الجميل من البشر بالملائكة كما قالت النسوة في حق يوسف الصديق: ( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ) يوسف / 31

    تفاوتهم في الخلق والمقدار :
    الملائكة ليسوا على درجة واحدة في الخلق والمقدار بل يتفاوتون كما يتفاوتون في الفضل كذلك فأفضلهم من شهد بدرا كما جاء في حديث مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ قَالَ : ( جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ قَالَ : مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا قَالَ وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَلائِكَةِ ) البخاري (3992) .

    لا يأكلون ولا يشربون :
    ويدل على هذا ما جرى بين خليل الرحمن إبراهيم وأضيافه من الملائكة لما زاروه ، قال تعالى : ( فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تأكلون فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم ) الذاريات / 28 .
    وفي آية أخرى : ( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط ) هود أية 70 .
    لا يملون ولا يتعبون من ذكر الله وعبادته :
    قال تعالى : (يسبحون الليل والنهار لا يَفْتُرون ) الأنبياء/ 20، وقال سبحانه : ( فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون ) فصلت/ 38.

    عددهم :
    الملائكة خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم واصفا البيت المعمور في السماء السابعة : " فرفع لي البيت
    المعمور فسألت جبريل فقال هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم " البخاري ، فتح رقم 3207) .
    وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا )مسلم : (2842) .

    أسماؤهم :
    للملائكة أسماء لكننا لا نعلم من أسمائهم إلا القليل فمن نُصّ على اسمه وجب الإيمان به تفصيلا وإلا كان الإيمان به مجملا داخلا في عموم إيمان العبد بالملائكة ، ومن أسماء الملائكة :1 ، 2 - جبريل وميكائيل قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ، من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ) البقرة /98 .

    3 - إسرافيل:
    عن أَبُي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ صَلاتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَتْ : كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلاتَهُ اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " . رواه مسلم : (270) .

    4- مالك :
    وهو خازن النار قال تعالى: ( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك .. ) الزخرف/77 .

    5 ، 6 - منكر ونكير :
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ فَيَقُولانِ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولانِ قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ نَمْ فَيَقُولُ أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ فَيَقُولانِ نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ لا أَدْرِي فَيَقُولانِ قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ فَيُقَالُ لِلأَرْضِ الْتَئِمِي عَلَيْهِ فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضَْاعُهُ فلا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ " الترمذي : (1071)وقَالَ أَبو عِيسَى : حديثٌ حَسَنٌ غَرِيب وحسنه في "صحيح الجامع" رقم : (724).

    [ جملة معترضة : العروس في اللغة تطلق على الرجل والمرأة ]

    7 ، 8 - هاروت وماروت:
    يقول تعالى: ( وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ) البقرة / 102 ومنهم غير ذلك (وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر) المدثر /31 ومنهم غير ذلك .

    قدراتهم :
    للملائكة قدرات عظيمة وهبهم الله إياها ومنها : قدرتهم على التشكل: أعطى الله الملائكة القدرة على التشكل بغير أشكالهم فقد أرسل الله إلى مريم جبريل في صورة بشر يقول تعالى: (فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشر سويا ) مريم / 17 . وإبراهيم جاءته الملائكة في صورة بشر ولم يعرف أنهم ملائكة حتى أعلموه بذلك ، وكذا لوط أتوه في صورة شباب حسان الوجوه ، وقد كان جبريل يأتي النبي في صور متعددة فتارة يأتي في صورة دحية الكلبي وكان صحابيا جميل الصورة ، وتارة في صورة أعرابي ورآه الصحابة على صورته البشرية كما في الصحيحين من حديث عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلامِ …. الحديث . صحيح مسلم رقم : (8) .
    وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة الدالة على تصورهم بالصور الآدمية كحديث قاتل المائة وفيه " فجاءهم ملك في صورة آدمي " وحديث الأبرص والأقرع والأعمى .

    سرعتهم :
    أعظم سرعة يعرفها البشر اليوم سرعة الضوء وسرعة الملائكة فوق هذه السرعة بكثير إذ أن السائل ما كاد يفرغ من سؤال النبي إلا وقد جاء جبريل بالجواب من رب العزة .

    وظائفهم :
    • منهم الموكل بالوحي من الله على رسله وهو الروح الأمين جبريل عليه السلام قال الله تعالى: [ من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ] سورة البقرة آية 97 وقال: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ(193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ(194) سورة الشعراء .
    • ومنهم الموكل بالمطر وتصريفه إلى حيث يشاء الله وهو ميكائيل عليه السلام ، وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه ويصرفون الرياح والسحاب كما يشاء الله عز وجل .
    • ومنهم الموكل بالصور وهو إسرافيل ( والصور هو عنق كالبوق ينفخ فيه إسرافيل عند قيام الساعة ) .
    ومنهم المُوكّل بقبض الأرواح وهو ملك الموت وأعوانه قال تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون سورة السجدة آية 11 . ولم يثبت في حديث صحيح تسميته [[ بعزرائيل ]] .
    • ومنهم المُوكّل بحفظ العبد في حله وترحاله ، في يقظته ونومه وفي كل حالاته وهم المعقبات الذين قال الله في شأنهم : سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11) سورة الرعد .
    • ومنهم المُوكّل بحفظ عمل العبد من خير أو شر وهم الكرام الكاتبون وهؤلاء يشملهم قوله تعالى: [ ويرسل عليكم حفظة ] سورة الأنعام آية 61 ، وقال تعالى : [ أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون ] سورة الزخرف آية 80 ، وقال عزّ وجلّ : إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد ٌ(18) سورة ق ، وقال : وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِين َ(11) سورة الإنفطار
    • ومنهم خزنة الجنة قال تعالى : وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ(73) سورة الزمر .
    • ومنهم خزنة جهنم وهم الزبانية ورؤساؤهم تسعة عشر ومُقدَّمهم مالك عليه السلام ، قال تعالى : وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ(71) سورة الزمر ، وقال سبحانه: فليدع ناديه (17)سندع الزبانية(18) سورة العلق ، وقال تعالى : وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ(27) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ(28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ(29)عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ(30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا .. سورة المدثر ، وقال تعالى: [ ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون ] سورة الزخرف آية 77 .
    • ومنهم الموكل بالنطفة في الرَّحِم كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ فَوَالَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا. رواه البخاري فتح رقم 3208 ومسلم رقم 2643 .
    • ومنهم حملة العرش قال تعالى في شأنهم : [ الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ] سورة غافر آية 7.
    • ومنهم ملائكة سياحون في الأرض يتبعون مجالس الذكر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ قَالَ فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا يَقُولُ عِبَادِي قَالُوا يَقُولُونَ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ قَالَ فَيَقُولُ هَلْ رَأَوْنِي
    قَالَ فَيَقُولُونَ لا وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ قَالَ فَيَقُولُ وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا قَالَ يَقُولُ فَمَا يَسْأَلُونِي قَالَ يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً قَالَ فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ قَالَ يَقُولُونَ مِنْ النَّارِ قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً قَالَ فَيَقُولُ فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ قَالَ يَقُولُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلائِكَةِ فِيهِمْ فُلانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ قَالَ هُمْ الْجُلَسَاءُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ . رواه البخاري فتح رقم : (6408) .
    • ومنهم الموكل بالجبال عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا . رواه البخاري فتح رقم: (3231) .
    • ومنهم زُوّار البيت المعمور قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث الإسراء والمعراج الطويل : فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِم ْ.
    • ومنهم ملائكة صفوف لا يفترون وقيام لا يجلسون ، وركع وسجود
    لا يرفعون كما جاء عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لا تَسْمَعُونَ أَطَّتْ السَّمَاءُ ( صوّتت وضجّت ) وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلاّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ ( الطّرُق ) تَجْأَرُونَ ( تتضرّعون ) إِلَى اللَّهِ . سنن الترمذي رقم : (2312) .
    هذه خلاصة عن ملائكة الله الكرام نسأل الله أن يجعلنا من المؤمنين بهم المحبين لهم وصلى الله على نبينا محمد

    [ المصدر الشيخ محمد صالح المنجد ]

    وقلت أيضا :
    الخطأ اختصاص الأمة بخاتمة البقرة دون من قبلها وهو ما يناقض كون الوحى واحد فى كل العصور إلا ما تعلق بالأحداث فى عهد كل نبى وفى هذا قال تعالى "ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك"

    الرواية 31 : حديث ضعيف معضل : أيفع ابن عبد : الكلاعي ، تابعي صغير ولا يصح له السماع حتى من صغار الصحابة رضي الله عنهم فضلا على ان يسمع من النبي عليه الصلاة والسلام ، والحديث المعضل هو ما سقط راويان في سنده .

    غريب جدا فهمك وتفسرك آيات الله تعالى بهذه الطريقة وأقل ما يقال فيها انها لا أصل لها فمن أين جئت بها ؟
    تفسير الاية الكريمة قال تعالى :
    [ مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43) ]

    يقول الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام : ما يقول لك هؤلاء المشركون المكذّبون لك من تكذيب وطعن ورمي بالجنون والسحر وغيره ، الا كما قيل للرسل السابقون مثلك . وهذا في الحقيقة مواساة الله تعالى لنبيه عليه السلاة والسلام بان لايحزن ويصبر على دعوة الناس لدين الله تعالى .
    وقوله تعالى : [ إن ربك لذو مغفرة ] أي : لمن تاب إليه ورجع من هؤلاء المشركين المكذبين .
    وقوله تعالى : [ وذو عقاب أليم ] أي : لمن استمر على كفره ، وطغيانه ، وعناده ، وشقاقه ومخالفته .

    اما بخصوص قولك ان الوحي واحد في كل العصور فهو ليس على اطلاقه ، صحيح ان جميع دعوات الرسل والانبياء متفقة في الاصول مثل التوحيد والعقائد وعبادة الله وحده لا شريك له والصلاة والزكاة والصيام . ولكن هناك أمور اخرى نختلف فيها عمن سبقنا ، فمثلا شرائع الامم السابقة ليست شريعة لنا فالأحكام كالحلال والحرام ، وتفاصيل العبادات ، فهذا هو الذي يختلف فيه الإسلام عن غيره من الاديان، وقد قال الله تعالى : ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ) المائدة/48 ، وهذه الاية كاملة حتى يكون المعنى اكثر وضوحا قال تعالى : [ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) ]
    فكل أمة لها شريعتها في الحلال والحرام ، ولها عبادتها التي تعبد الله بها . وشبه نبينا صلى الله عليه وسلم اتفاق الأنبياء جميعاً على أصل الدين وهو التوحيد والعقائد وعبادة الله وحده لا شريك له ، واختلافهم في الشرائع بقوله : ( الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ ) رواه البخاري ومسلم .
    والإخوة لعلات هم الإخوة من أب واحد ، وأمهات مختلفة .

    إذاً فأصل دين الأنبياء واحد ، وهو التوحيد ، وعبادة الله وحده لا شريك له ، لكن تفاصيل الشرائع والأحكام هي التي تختلف . وهذا هو الموافق للحكمة . فآدم عليه السلام كانت له شريعته التي تناسبه ، وتناسب أولاده ، وتلائم الزمان الذي هم فيه ؛ فكان من شريعته ـ مثلا ـ أن الأخ يتزوج من أخته ، لأنه لا يمكن حصول التناسل ووجود الذرية في هذا الوقت إلا بذلك . ثم طال الزمان ، وتغيرت الشرائع بما يناسب الأمم الجديدة والأزمنة الجديدة ، ولذلك كان من شريعة اليهود تحريم نكاح الأخ لأخته ، مع أنه كان مباحاً في شريعة آدم . ويعقوب عليه السلام كان كل الطعام حلالاً له ، وهو الذي حرم على نفسه بعض الأشياء ، وثبت ذلك التحريم ، وصار شرعاً له ولأولاده ، وفي هذا يقول الله تعالى : [ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ] آل عمران/93 . ثم جاءت شريعة عيسى عليه السلام ، وكانت أخف من شريعة موسى ، فأحل الله للنصارى [ أتباع المسيح عليه السلام ] بعض المحرمات التي كانت في شريعة موسى ، وفي هذا يقول الله تعالى على لسان عيسى عليه السلام : [ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ] آل عمران/50 . ثم جاءت شريعة القرآن ، شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، فخالفت الشرائع السابقة ـ أيضا ـ في بعض الأحكام ؛ كما حدث ذلك من قبل في اليهودية ، والنصرانية . ولما كانت شريعة القرآن هي الشريعة الخاتمة الباقية إلى يوم القيامة ، كانت أكمل الشرائع وأحسنها ، وأخفها ، وفيها من المرونة ما يتناسب مع كل زمان ومكان إلى قيام الساعة . وهذا هو السبب في اختلاف أحكام التوراة مع أحكام القرآن ، حيث كانت التوراة خاصة ببني إسرائيل فقط ، ولم تكن أحكامها مستمرة ثابتة إلى يوم القيامة ، وإذا كانت أكثر أحكام التوراة معتمدة بعد ذلك في النصرانية ، وإنما تغير ذلك في تحليل بعض ما كان محرما ، فقد كانت أحكام التوراة والإنجيل من بعده مقيدتين بزمن ، ينتهي ذلك كله عنده ، وهو مجيء النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي أخذ العهد على الأنبياء من قبله : أنه متى بعث وأحدهم حي : أن يترك ما عنده ، ويتبعه . قال الله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) آل عمران/81-82 ، وشريعة القرآن خالفت كل الشرائع قبلها حتى تكون متناسبة مع كل أجناس البشر ، في كل وقت إلى آخر الدنيا .

    وهنا يتبين انه ليس بغريب ان يختص الله تعالى هذه الامة وهي اخر الامم [ أمة محمد عليه الصلاة والسلام ] على غيرها من الامم بجزء من الوحي . فالحمد الله رب العالمين . ولا أقصد هنا بالحديث في رواية 31 الذي قلنا عنه حديث ضعيف معطل ومعنى معطل أي أنه سقط من إسناده راويين متتالين أو أكثر . ولكن قصدت بان هناك نصوص كثيرة وكثيرة جدا نآخد بعض منها هنا على سبيل المثال لا الحصر .

    1- أن اللَّه اختصها بالخيرية :
    قال تعالى : [ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ] [ آل عمران: 110]. وروى ابن ماجه في سننه من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « نُكْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعِينَ أُمَّةً ، نَحْنُ آخِرُهَا وَخَيْرُهَا »، وفي رواية : « أَكْرَمُهَا عَلَى الله »

    2- أنها أول الأمم تدخل الجنة :
    روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نَحْنُ الآخِرُونَ الأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ ، فَاخْتَلَفُوا فَهَدَانَا اللَّهُ لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ، فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ هَدَانَا اللَّهُ لَهُ»، قَالَ: « يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فَالْيَوْمَ لَنَا، وَغَدًالِلْيَهُودِ ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى»

    3- اختصاصها أنها أمة الوسط والشهادة على الناس :
    قال تعالى:﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ﴾ [البقرة: 143].
    ومعنى وسطًا أي : عدولًا خيارًا ، روى البخاري في صحيحه من حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يَجِيءُ نُوحٌ وَأُمَّتُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالى: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، أَي رَبِّ! فَيَقُولُ لِأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: لَا مَا جَاءَنَا مِنْ نَبِيٍّ، فَيَقُولُ لِنُوحٍ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ قَالَ: فَيَقُول: مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَأُمَّتُهُ، فَنَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ، وَهُو قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاس ﴾ ِ».

    4- أنها أكثر الأمم من أهل الجنة :
    روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قُبَّةٍ فَقَالَ:«أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوارُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟» فَقُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمد بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَذَاكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَمَا أَنْتُمْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ، إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَحْمَرِ» .

    ثم أكمل لنا صلى الله عليه وسلم البشارة في الحديث الصحيح الآخر الذي قال فيه : " أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ثَمَانُونَ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ . " رواه الترمذي 3469 وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ . وصححه الالباني في صحيح الترميذي
    يعني : ثلثا أهل الجنة .

    5- أن صفوفها كصفوف الملائكة :
    روى مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده من حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فُضِّلْنَا عَلَى النَّاسِ بِثَلَاثٍ: جُعِلَتْ صُفُوفُنَا كَصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ، وجُعِلَتْ لَنَا الأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدًا، وَتُربَتُهَا طَهُورًا، وَأُعْطِيتُ هَذِهِ الآيَاتِ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ لَمْ يُعْطِهَا نَبيٌّ قَبْلِي» .

    6- اختصاصها بصلاة العشاء :
    روى أبو داود في سننه من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: «أبْقَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ الْعَتَمَةِ، فَأَخَّرَ حَتَّى ظَنَّ الظَّانُّ أَنَّه لَيْسَ بِخَارِجٍ، وَالقَائِلُ مِنَّا يَقُولُ: صَلَّى، فَإِنَّا لَكَذَلِكَ حَتَّى خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا لَهُ كَمَا قَالُوا، فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْتِمُوا بِهَذِهِ الصَّلَاةِ فَإِنَّكُمْ قَدْ فُضِّلْتُمْ بِهَا عَلَى سَائِرِ الأُمَمِ، وَلَمْ يُصَلِّهَا أُمَّةٌ قَبْلَكُمْ» .

    7- أن سبعين ألفًا منهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب :
    روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ والنَّبِيَّانِ يَمُرُونَ مَعَهُمُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ، قُلتُ: مَا هَذَا؟ أُمَّتِي هَذِهِ؟ قِيل: بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، قِيلَ: انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ، فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلَأُ الأُفُقَ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ هَاهُنَا، وَهَاهُنَا - فِي آفَاقِ السَّمَاءِ- فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلَأَ اَلأُفُقَ، قِيلَ: هَذِهِ أُمَّتُكَ، وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ» .

    وقد جاء وصف السبعون الفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب في عدة أحديث :
    ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمْ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ قُلْتُ مَا هَذَا ؟ أُمَّتِي هَذِهِ ؟ قِيلَ بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ ، قِيلَ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلأُ الأُفُقَ ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلأَ الأُفُقَ قِيلَ هَذِهِ أُمَّتُكَ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ فَأَفَاضَ الْقَوْمُ وَقَالُوا نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ فَنَحْنُ هُمْ أَوْ أَوْلادُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ فَقَالَ : هُمْ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَلا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ .. ". رواه البخاري 5270
    ولنا جميعا معشر المسلمين بشارات نبوية في هذا الحديث وغيره فأمّا هذا الحديث فإنّ له رواية عظيمة وزيادة كريمة جاءت في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي وابن ماجة [ وقال الالباني صحيح ] من حديث أَبِي أُمَامَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "وَعَدَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا وَثَلاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ" نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا منهم فإذا حسبت سبعين ألفا مع كلّ ألف من السبعين ألفا فكم يكون العدد الإجمالي لمن يدخل الجنّة دون حساب ؟؟ وكم هو عدد كلّ حثية من حثيات الرّب العظيم الكريم الرؤوف الرحيم ؟؟ نسأل الله أن يجعلنا في تلك الأعداد .
    وحقا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام [ كلُّ أُمّتي يدخلون الجنَّةَ إلا من أبى ، من أطاعني دخل الجنَّةَ ، و من عصاني فقد أبى ]
    حديث صحيح [ صحيح الجامع 4513 ] الالباني رحمه الله تعالى .

    8- أن أمته تأتي يوم القيامة وهم غرٌّ من السجود ، محجَّلون من الوضوء :
    روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تَرِدُ عَلَيَّ أُمَّتِي الْحَوْضَ، وَأَنَا أَذُودُ النَّاسَ عَنْهُ كَمَا يَذُودُ الرَّجُلُ إِبِلَ الرَّجُلِ عَنْ إِبِلِهِ»، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ أَتَعْرِفُنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، لَكُم سِيمَا لَيسَتْ لِأَحَدٍ غَيْرَكُمْ تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ... الحديث» .
    وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن بسر المازني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَا مِنْ أُمَّتِي مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَأَنَا أَعْرِفُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، قَالُوا: وَكَيْفَ تَعْرِفُهُمْ يَا رَسُولَ الله فِي كَثْرَةِ الْخَلائِقِ؟ قَالَ: «أَرَأَيْتَ لَوْدَخَلْتَ صِيرَةً فِيهَا خَيْلٌ دُهْمٌ بُهْمٌ، وَفِيهَا فَرَسٌ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ، مَا كُنْتَ تَعْرِفُهُ مِنْهَ؟!» قَالَ: بَلَى، قَالَ: «فَإنَّ أُمَّتِي يَوْمَئِذٍ غُرٌّ مِنَ السُّجُودِ، مُحَجَّلُونَ مِنَ الْوُضُوءِ» .

    9- اختصاصها بيوم الجمعة ، وأنهم أول من يُقضى لهم يوم القيامة أي الحساب :
    روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة وأبي حذيفة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَضَلَّ اللَّهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ» .
    وروى ابن ماجه في سننه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نَحْنُ آخِرُ الأُمَمِ وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ، يُقَالُ: أَيْنَ الأُمَّةُ الأُمِّيَّةُ وَنَبِيُّهَا؟ فَنَحْنُ الآخِرُونَ الأَوَّلُونَ».

    10- أن اللَّه قبض رسولها قبلها :
    روى مسلم في صحيحه من حديث أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ إذا أرادَ رَحْمَةَ أُمَّةٍ مِن عِبادِهِ ، قَبَضَ نَبِيَّها قَبْلَها، فَجَعَلَهُ لها فَرَطًا وسَلَفًا بيْنَ يَدَيْها، وإذا أرادَ هَلَكَةَ أُمَّةٍ، عَذَّبَها ونَبِيُّها حَيٌّ، فأهْلَكَها وهو يَنْظُرُ، فأقَرَّ عَيْنَهُ بهَلَكَتِها حِينَ كَذَّبُوهُ وعَصَوْا أمْرَهُ » .

    11- أنها أقل عملًا وأكثر أجرًا :
    روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ أُجَرَاءَ، فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ غَدْوَةٍ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ النَّصَارَى، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ عَلَى قِيرَاطَيْنِ؟ فَأَنْتُمْ هُمْ، فَغَضِبَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالُوا: مَا لَنَا أَكَثْرُ عَمَلًا وَأقَلُّ عَطَاءً؟ قَالَ: هَلْ نَقَصْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ» .

    12- أن اللَّه وضع عنهم الإصر والأغلال التي كانت على الأمم قبلهم :
    قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ [الأعراف: 157].

    13- أن اللَّه وضع عنهم الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه :
    روى ابن ماجه في سننه من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ » .

    [ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286 ] اخر سورة البقرة

    14- أنها أول الأمم إجازة على الصراط :
    روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «... وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ، وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرُّسُلُ...الحديث» .

    15- اختصاصها بأنها لا تجُمع على ضلالة :
    وعن ابن عَبَّاسٍ - رَضيَ اللهُ عنهُ مرفوعاً : أنَّ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - قال: ( لا يجمع الله أمتي على ضلالة أبداً, ويدُ اللهِ على الجماعةِ ) الحاكم في المستدرك (1/116).
    وعن ابن عمر مرفوعاً: (لا يجمعُ اللهُ هذه الأمةَ على ضلالةٍ، ويدُ اللهِ مع الجماعةِ، وعليكم بالسَّوادِ الأعظمِ, ومَنْ شَذَّ شَذَّ في النَّارِ) أخرجه الحاكم (1/115).
    وقد ثبت عن أبي مسعود أنه قال عليكم بالجماعة فإنه الله لا يجمع أمةَ مُحمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - على ضلالة) أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة (1/41 - 42) بسندٍ جيدٍ قاله الألبانيُّ رحمه الله تعالى .

    16 - اختصاصها أن مرض الطاعون شهادة لها :
    عن عائشة - رَضيَ اللهُ عنهُا - زوجِ النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - قالت: سألتُ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - عن الطاعون، فأخبرني أنه عذابٌ يبعثه اللهُ على من يشاء، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحدٍ يقع الطاعون فيمكث في بلده صابراً محتسباً يعلم أنه لا يُصيبه إلا ما كتب اللهُ له إلا كان له مثل أجر شهيد. البُخاريُّ - الفتح (6/593) رقم (3474) كتاب الأنبياء.
    وعن أنس بن مالك -رَضيَ اللهُ عنهُ - عن النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - قال: (الطاعون شهادة لكل مسلم) البُخاريّ مع الفتح رقم (2830) كتاب الأنبياء، باب الشهادة سبع سوى القتل. وعن أبي هُرَيْرة - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: (بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوكٍ على الطريق فأخَّره، فشكر الله له، فغفر له) ثم قال: (الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله) البُخاريُّ – الفتح (652 - 653) كتاب الأذان ( 2/ 163) باب فضل التهجير إلى الظهر .

    17 - اختصاصها بأنَّ عيسى - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - يُصلِّي وراء ولي من هذه الأمة [ المهدي ] :
    عن جابر بن عبد الله - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: سمعتُ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - يقولُ: (لا تزال طائفةٌ من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال فينزل عيسى ابن مريم - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - فيقول أميرهم: تعال صَلِّ لنا!! فيقولُ: لا إن بعضكم على بعضٍ أمراءٌ تكرمة الله هذه الأمة) صحيح مسلم ( 3/ 1524) رقم 1037 كتاب الإمارة باب قوله - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم - لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم .

    18 - اختصاصها بأن الله أحلَّ لها الغنائم :
    عن جابر - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (أُعطيت خمساً لم يُعطهن أحد من الأنبياء: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلِّ، وأحلت لي الغنائم ولم تحلّ لأحد قبلي، وأُعطيت الشفاعة، وكان النَّبيّ يبُعث إلى قومه خاصَّة وبُعثت إلى النَّاس عامة) البُخاريُّ - الفتح (1/519), رقم الحديث 335 كتاب التيمم.
    وعن أبي هُرَيْرة - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: قال النَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (غزا نبيٌّ من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأةً وهو يريد أن يبني بها ولمّا يبنِ بها، ولا أحد بنى بيوتاً ولم يرفع سقوفها، ولا آخر اشترى غنماً أو خلفات وهو ينتظر ولدها، فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريباً من ذلك فقال للشمس: إنَّك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا، فحُبست حَتَّى فتح الله عليهم، فجمع الغنائم، فجاءت يعني النار لتأكلها فلم تطعمها، فقال: إن فيكم غلولاً فليبايعني من كل قبيلة رجل، فلزقت يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فجاءُوا برأس بقرة من الذهب فوضعها، فجاءت النار فأكلتها، ثم أحل الله لنا الغنائم، رأى ضعفنا وعجزنا فأحلَّها لنا )
    البُخاريُّ - الفتح (6/254) رقم (3124) كتاب الخمس, باب قول النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: أحلت لكم الغنائم .

    19- اختصاصها بالسلام والتأمين :
    ومن خصائص هذه الأمة أنْ خصّها اللهُ - جَلَّ وعَلَا - بخصيصتين: السلام, والتأمين؛ من دون الأمم. القول الأحمد (ص35).
    فعن عائشة - رَضيَ اللهُ عنهُا - عن النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - قال: (ما حسدتكم اليهودُ على شيءٍ ما حسدتكم على السَّلامِ والتأمين) صحيح ابن ماجه رقم (856)، والسلسلة الصحيحة رقم (691) .

    20- اختصاصها بأنها أمةٌ محفوظةٌ من الهلاكِ والاستئصالِ :
    فعن ثوبان - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (إنَّ الله زَوَى لي الأرضَ فرأيتُ مشارقها ومغاربها، وإن أمتي
    سيبلغ ملكُها ما زُوي لي منها، وأُعطيت الكنزين الأحمر والأبيض, وإني سألت ربي لأمتي أن لا يُهلكها بسنةٍ عامةٍ، وأن لا يُسلِّط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإنَّ ربي قال: يا مُحمَّدُ إني إذا قضيتُ قضاءً فإنَّهُ لا يُردُّ، وإني أعطيتُك لأمتك أنْ لا أهلكهم بسنةٍ عامةٍ, وأنْ لا أسلطَ عليهم عدواً مِن سوى أنفسِهم يستبيحُ بيضتَهم ولو اجتمعَ عليهم مَن بأقطارِها حَتَّى يكونَ بعضُهم يُهلك بعضاً، ويسبي بعضُهم بعضاً ) رواه مسلم رقم (2889) .

    وقلت ايضا :
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد غفر له ذنوب خمسين سنة إلا الدماء والأموال، وبني له بكل مرة قصر في الجنة طوله فرسخ، وعرضه فرسخ ارتفاعه في السماء مائة. . . أربعة آلاف مصراع من ذهب وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

    الرواية 32 : موضوعة : مقاتل بن سليمان هو ابن بشير الأزدي الخراساني أبو الحسن البلخي [ كذاب ] والمتهم في وضعه .

    وقلت أيضا :
    الخطأ التداوى بقراءة قل هو الله أحد فى أمراض الجسد وهو ما يخالف أنه شفاء لأمراض الصدور وهى النفوس كما قال تعالى "وشفاء لما فى الصدور"

    الرواية 33 : مرسل ضعيف جدا : أحمد بن الحارث الغساني هو الغنوى أبو عبد الله البصري. [ منكر الحديث متروك الحديث ]
    ساكنة بنت الجعد هي الغنوية [ مجهولة ] .

    ورجاء الغنوي . قال العقيلي : ولا يعرف لرجاء الغنوي رواية ولا صحت صحبته وقال ابن حبان : يروى المراسيل وقال ابن عبدالبر: لا يصح حديثه ولا تصح له صحبة يعد في البصريين .

    ولماذا هو خطأ ومخالف ؟ فقد ثبت في غير ما حديث انه كان إذا مَرِضَ يَقرَأُ على نَفْسِهِ بِالمُعوِّذاتِ ويَنفُثُ . مخرج في الصحيحين وغيرهما . فما هو الذي يمنع من الجمع بين النصوص ؟ بان يكون كلام الله تعالى فيه شفاء لما في الصدور وأيضا فيه شفاء للبدن ، والنفس أو الروح أليست من البدن ؟

    وقلت أيضا :
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد بنى الله له قصرا من لؤلؤة بيضاء على عمود من ياقوت أحمر فيه سبعون ألف غرفة، ومن قرأها عشر مرار وهو في حاجته أو في سوقه بنى الله له قصرا من لؤلؤة بيضاء على عمود من ياقوت أحمر فيه أربعة عشر ألف غرفة، ومن قرأها مرة واحدة بنى الله له قصرا في الجنةوهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

    الرواية 38 : إسنادها ضعيف جدا : لجهالة : إسحاق بن عبد الله بن خليجة الفهري ، وأيضا جهاله ابيه وجده .

    وقلت أيضا :
    كيف يقرأ الإنسان السورة21 ألف مرة متتالية بدون انقطاع وهو ما يستغرق 13 يوم ليلا ونهارا ؟
    هذه دعوة للموت من العطش والجوع والتعب


    الرواية 39 : موضوعة : دينار وهو أبو مكيس الحبشي : قال الذهبي : ذاك التالف المتهم حدث في حدود الأربعين ومائتين بوقاحة عن أنس بن مالك ، ويقدر أن يروي عشرين ألف كلها كذب .
    وقال ابن حبان : يروي عن أنس أشياء موضوعة ، وقال الحاكم : روى عن أنس قريبا من مائة حديث موضوعة .

    غير ان واضع الحديث لم يقل متتالية كما قلت انت أليس كذلك ؟

    وقلت أيضا :
    الخطأ أن الأرضين السبع أسست على قل هو الله أحد وهو ما يخالف أن كل مخلوق أسس على كلمة كن كما قال تعالى "سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون"

    الرواية 40 : ضعيفة : إسنادها الى كعب حسن ومن كعب معضل مرسل .
    والاثر على اعضاله وارساله فهو لا يخالف كما تظن ومعناه ان الله تعالى خلق الكون ليسبح كل شيئا بحمده كما قال تعالى :
    [ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) ]

    وقلت أيضا :
    الخطأ أن من واظب على قراءة قل هو الله أحد وآية الكرسي عشر مرات في ليل أو نهار استوجب رضوان الله الأكبر وهو ما يخالف أن كل المسلمين يحصلون على الرضوان الأكبر بأى عمل صالح وليس شرطا قراءة السورة عشر مرات

    الرواية 41 : إسناد ضعيف الى كعب ومنه مرسلا معضل : السكين بن عبد الله : لاتوجد له ترجمة فهو [ مجهول ]
    أبو داود الواسطي : قال أبو جاتم : شيخ لشعبة واسطي [ مجهول ]
    أبو علي : لم أعرفه .
    وهنا أيضا لم افهم اين هي المخالفة ؟ إذ انك تقول أي عمل صالح والمواظبة على القراءة هي عمل صالح اليس كذلك ؟ فكيف يكون مخالفا فان أفهم ان المخالفة هي عدم الجمع بين أمرين لان كل منهما له اتجاه عكس الاخر وهنا الامرين لهما نفس الاتجاه اليس كذلك ؟
    وليس كل المسلمين يتحصلون على رضى الله تعالى فإن المسلمين متفاوتين أشد تفاوت في إيمانهم وصدقهم وفي حسناتهم وفي درجاتهم عند الله تعالى .

    وقلت أيضا :
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد أجر عمل خمسين صديقا وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

    الرواية 42 : موضوعة : سليمان بن الربيع وهو النهدي الكوفي [ ضعيف الحديث ] وقال الذهبي أحد المتروكين .
    و كادح بن رحمة : قال الحاكم : روى أحاديث موضوعة ، وقال الازدي وغيره : كذاب .

    وقلت أيضا :
    الخطا أن من قرأ قل هو الله أحد ثلاثين مرة كتب الله له براءة من النار، وأمانا من العذاب، والأمان يوم الفزع الأكبر وهو ما يخالف أن كل المسلمين يحصلون على براءة من النار، وأمان من العذاب، والأمان يوم الفزع الأكبر بأى عمل صالح وليس شرطا قراءة السورة كذا مرة

    الرواية 43 : حديث موضوع : المتهم به يغنم [ كذاب ] وهو ابن سالم بن قنبر مولى علي ابن أبي طالب رضى الله عنه

    وقال الذهبي : مشهور بالضعف متروك الحديث وأتى بالعجائب وبقى الى زمان مالك ، وقال ابن يونس : حدث عن أنس فكذب .

    وهنا أيضا نفس المشكلة اين هي المخالفة ؟ على اعتبار ان كلامك صحيح .

    وقلت أيضا :
    الخطأ أن مجرد تكرار القراءة يمنع عمل الذنوب وهو ما يخالف أن مانع الذنوب هو طاعة الإنسان لأحكام الله

    الرواية 44 : ضعيف جدا بالاضافة الى انه منقطع : محمد بن مناذر البصري [ منروك الحديث ]
    قال عنه يحيى بن معين : لا يروي عنه رجل فيه خير، يرسل العقارب في المسجد الحرام لتلدغ الناس ، ويصب المداد في مواضع الوضوء ليسود وجوه الناس ، ومرة : كان زنديقا ، ومرة : لم يكن من أصحاب الحديث .
    وأيضا إسناده منقطع فالحكم بن جحل لا يعرف لقاه لأحد من الصحابة فضلا عن كبارهم فقد عده الحافظ من الطبقة السادسة ، فالحديث ضعيف جدا وأيضا منقطع .
    وأيضا هنا نفس المشكلة اين هي المخالفة ؟ فقراءة القرآن هي طاعة لله تعالى اليس كذلك ؟
    قال الله تعالى : [ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت/45 ] والفحشاء والمنكر ، هي الذنوب والسيئات ، إذا تلاوة القرآن وإقامة الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر . أليس كذلك ؟

    وقلت أيضا :
    الخطأ ـن خير أهل الأرض من قرأ قل هو الله أحد اثنتي عشرة مرة وهو ما يخالف ان الخير هو المجاهد كما قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"

    الرواية 45 : منكر : زكريا بن عطية وهو الحنفي [ منكر الحديث ] قال أبو حاتم : منكر الحديث ، وقال العقيلي : مجهول بالنقل .
    الاية الكريمة خاصة فلماذا عممتها ؟

    وقلت أيضا :
    الخطأ أن قارىء سورة الفاتحة وقل هو الله أحد لا يصيبه الفقر ويخالف هذا أن الفقر أصاب النبى (ص)والمؤمنين كلهم رغم قراءتهم للواقعة وغيرها إلا أن الله اختبرهم بالفاقة الممثلة فى الخوف والجوع ونقص فى الأموال والأنفس والثمرات وفى هذا قال تعالى "ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات"

    الرواية 46 : إسناده ضعيف جدا : محمد بن سالم وهو تصفيح والله اعلم وهو مروان بن سالم [ متروك الحديث ] ورماه الساجي وغيره بالوضع .

    الا تعتقد معي ان كلامك يفهم منه أن الله تعالى عاقب المؤمنين لانهم قرءوا القرآن ؟ ووضعت الاية في غير موضعها ؟
    فالابتلاء يكون لرفع الدرجات لرسل والانبياء ويكون لغيرهم مغفرة لذنوبهم أو ثوابهم أو عقابهم .
    للمصائب والابتلاءات في الكتاب والسنة سببان اثنان مباشران – إلى جانب حكمة الله تعالى في قضائه وقدره - :
    السبب الأول : الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان ، سواء كانت كفرا أو معصية مجردة أو كبيرة من الكبائر ، فيبتلي الله عز وجل بسببها صاحبها بالمصيبة على وجه المجازاة والعقوبة العاجلة . يقول الله عز وجل : ( وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) النساء/79 ، قال المفسرون : أي بذنبك . ويقول سبحانه : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) الشورى/30 ، وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .رواه الترمذي (2396) وحسنه ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي " .

    السبب الثاني : إرادة الله تعالى رفعة درجات المؤمن الصابر ، فيبتليه بالمصيبة ليرضى ويصبر فيُوفَّى أجر الصابرين في الآخرة ، ويكتب عند الله من الفائزين ، وقد رافق البلاء الأنبياء والصالحين فلم يغادرهم ، جعله الله تعالى مكرمة لهم ينالون به الدرجة العالية في الجنة ، ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ ) رواه أبو داود (3090) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/2599)
    وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( قَالَ : إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ ) .رواه الترمذي (2396) وحسنه ، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/146)
    وقد جُمع السببان في حديث عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    ( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً ) رواه البخاري (5641) ، ومسلم (2573) .
    ثم إن التداخل والاشتراك بين هذين السببين أعظم من الصور التي ينفرد كل منهما به : ألا ترى أن من ابتلاه الله بمصيبة بسبب ذنبه فصبر وشكر غفر الله تعالى له ذنبه ، ورفع درجته في الجنة ، ووفاه أجر الصابرين المحتسبين . كما أن من أبتلاه الله بالمصيبة ليبلغ المنزلة الرفيعة التي كتبها له في الجنة ، تكفر عنه ذنوبه السالفة ، وتعتبر جزاء له عليها في الدنيا ، فلا تكرر عليه في الآخرة ، كما وقع لبعض الرسل والأنبياء : كآدم عليه السلام ، ويونس عليه السلام ، حين ابتلى الله سبحانه وتعالى آدم بالإخراج من الجنة ، وابتلى يونس بن متى بالغرق في بطن الحوت [[ اخرج مسلم في صحيحه وغيره عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال : ما يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِن يُونُسَ بنِ مَتَّى. وَنَسَبَهُ إلى أَبِيهِ.]] ، فرفعهما الله بهذا البلاء لصبرهما واحتسابهما الثواب عنده سبحانه ، وكانت كفارة للمخالفة التي وقعت من كل منهما عليهما الصلاة والسلام . ويدلك على ذلك أن الجزاء الدنيوي لا ينفصل عن الجزاء الأخروي ، وأن اقتران ذكر هذين السببين جاء في كثير من الأحاديث النبوية الصحيحة ، منها ما رواه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : ( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ! أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَءً ؟ قَالَ : الأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلاَؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَمَا يَبْرَحُ البَلاَءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ ) .رواه الترمذي (2398) وقال : حسن صحيح .
    ومع ذلك فقد يكون أحد هذين السببين أظهر في بعض صور البلاء من السبب الآخر ، ويمكن فهم ذلك من خلال قرائن الحال التي تتعلق بتلك المصيبة : فإذا كان المبتلى كافرا : فلا يمكن أن يكون بلاؤه لرفعة درجته ، فالكافر ليس له عند الله وزن يوم القيامة ، لكن قد يكون في ذلك عبرة وعظة لغيره ، ألا يفعل مثل فعله ، وقد يكون من ذلك من عاجل عقاب الله له في الدنيا، زيادة على ما ادخره له في الآخرة
    . قال الله تعالى : ( أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الأرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ) الرعد /33-34
    وأما إذا كان المبتلى مسلما عاصيا مجاهرا ، أو فاسقا ظاهر الفسق : فقد يغلب على الظن وجه المجازاة والعقوبة بهذا الابتلاء ، لأن تكفير السيئات أسبق من رفع الدرجات ، والعاصي أحوج إلى تكفير سيئاته من رفع درجاته . وفي المقابل إذا كان المسلم عابدا طائعا صالحا ، ليس بينه وبين الله إلا العبودية الحقة ، والشكر والحمد والإنابة والإخبات إليه سبحانه : فهذا يغلب على الظن في ابتلائه وجه المكرمة ورفع الدرجات ، والعباد شهداء الله في الأرض ، فإذا عرفوا فيه الصلاح كان لهم أن يبشروه برفعة الدرجات عند الله تعالى إن هو صبر على بلائه . وأما إذا أبدى المبتلى السخط والجزع ، فلا يظن أن يكون ابتلاؤه مكرمة من الله له لرفع درجاته ، وقد علم سبحانه منه عدم الصبر والرضا ، فالأقرب في هذه القرينة وجه المجازاة والعقوبة ، وقد قال بعض الصالحين : " علامة الابتلاء على وجه العقوبة والمقابلة : عدم الصبر عند وجود البلاء ، والجزع والشكوى إلى الخلق . وعلامة الابتلاء تكفيراً وتمحيصاً للخطيئات : وجود الصبر الجميل من غير شكوى ، ولا جزع ولا ضجر ، ولا ثقل في أداء الأوامر والطاعات . وعلامة الابتلاء لارتفاع الدرجات : وجود الرضا والموافقة ، وطمأنينة النفس ، والسكون للأقدار حتى تنكشف " انتهى.
    وهكذا ، ما هي إلا قرائن ظنية يمكن للعبد أن يتأمل فيها ليعرف شيئا من حكمة الله تعالى في المصائب والمحن ، لا ليجزم في الحكم بها على نفسه ، أو على عباد الله المبتلين . ولعل الأهم من هذا التفصيل كله أن يقال : إن الفائدة العملية التي ينبغي للعبد التأمل فيها هي أن كل مصيبة وابتلاء هي له خير وأجر إن هو صبر واحتسب ، وأن كل ابتلاء ومصيبة هي له سوء وشر إن جزع وتسخط ، فإن وطَّن نفسه على تحمل المصائب ، والرضى عن الله بقضائه ، فلا يضره بعد ذلك إن علم سبب البلاء أو لم يعلمه ، بل الأَوْلى به دائما أن يتَّهِم نفسه بالذنب والتقصير ، ويفتش فيها عن خلل أو زلل ، فكلنا ذوو خطأ ، وأينا لم يفرط في جنب الله تعالى ، وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أصاب المسلمين يوم أحد بمقتلة عظيمة ، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وخير البشر بعد الرسل والأنبياء ، بسبب مخالفةِ أمرِ النبي صلى الله عليه وسلم ، فكيف يظن المرء بعد ذلك في نفسه استحقاق رفعة الدرجات في كل ما يصيبه ، وقد كان إبراهيم بن أدهم رحمه الله – إذا رأى اشتداد الريح وتقلب السماء – يقول : هذا بسبب ذنوبي ، لو خرجت من بينكم ما أصابكم . [ إبراهيم بن أدهم : ثقة مأمون أحد مشاهير العباد وأكابر الزهاد من اتباع التابعين ]
    فكيف بحالنا نحن المقصرين المذنبين . ثم أولى من ذلك كله وأهم ، أن يحسن العبد الظن بربه دائما ، وعلى كل حال ؛ فالله سبحانه وتعالى هو أولى بالجميل ، وهو أهل التقوى وأهل المغفرة .

    وأيضا فعل الطاعات كقراءة القرآن مثلا وتقوى الله تعالى تكون مجلبة للرزق كما قال الله تعالى : [ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ] الطلاق/2-3 .
    وقوله تعالى : [ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ] إبراهيم/7.
    وقوله تعالى : [ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ] [الأعراف: 96]
    وقوله تعالى : [ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ] [الجن: 16] .
    وقوله تعالى : [ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ] [نوح: 10، 12] .

    وقلت أيضا :
    الخطأ أن الملائكة تصافح القراء يوم القيامة وهو ما يناقض كونهم يعملون أعمالهم كحمل العرش والإشراف أى الخزنة على الجنة وعلى النار والشفاعة كما قال تعالى "ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "وقال "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها "وقال " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى"وقال"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها "

    الرواية 47 : موضوع : إسناده فيه مجاهيل ومتنه منكرا : وأبان ابن أبي عياش [ متروك الحديث ] وقد جزم بذلك ابن الجوزي وأورده في كتابه الموضوعات .
    وهنا أيضا نفس المشكلة اين هو الخطأ والتناقض ؟ وهل يمنع العمل من المصافحة ؟
    وهنا بعض افعال الملائكة تجاه المؤمنين :
    - محبتهم للمؤمنين:
    روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إن الله يحب فلاناً فأحببه، فيحبه جبريل. فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحبّ فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثمّ يوضع له القبول في الأرض)) .

    - تسديد المؤمن :
    روى البخاري في صحيحه ((عن حسّان بن ثابت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له، فقال: اللهمّ أيده بروح القدس)) .
    وفي الصحيح أيضاً عن أبي هريرة قال: (قال سليمان عليه السلام : لأطوفنّ الليلة بمائة امرأة، تلد كل امرأة غلاما يقاتل في سبيل الله. فقال له الملك: قل: إن شاء الله، فلم يقل، ونسي، فأطاف بهنّ، ولم تلد إلا امرأة منهنّ نصف إنسان)).
    قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو قال: إن شاء الله لم يحنث، وكان أرجى لحاجته)) .
    فالملك سدد نبي الله سليمان وأرشده إلى الأصوب والأكمل.

    - صلاتهم على المؤمنين :
    أخبرنا الله أن الملائكة تصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ [ الأحزاب: 56 ]. وهم يصلون على المؤمنين أيضاً : هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا [الأحزاب: 43].
    والصلاة من الله تعالى ثناؤه على العبد عند ملائكته ، حكاه البخاري عن أبي العالية .
    وأمّا الصلاة من الملائكة فبمعنى الدعاء للناس، والاستغفار لهم .

    نماذج من الأعمال التي تصلي الملائكة على صاحبها :
    1- معلّم الناس الخير :
    روى الترمذي في سننه وصححه الالباني في صحيح الترمذي عن أبي أمامة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [ ذُكِرَ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم رجُلانِ؛ أحدهما عابدٌ، والآخَرُ عالِمٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ ] .
    2- الذين ينتظرون صلاة الجماعة :
    في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه، تقول: اللهمّ اغفر له، اللهم ارحمه. ما لم يحدث)) .
    3- الذين يصلون في الصف الأول : في سنن أبي داود عن البراء بن عازب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول)) .
    وفي سنن النسائي: ((على الصفوف المتقدمة)) .
    وفي سنن ابن ماجة من حديث البراء، وحديث عبد الرحمن بن عوف: ((إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول)) .
    4- الذين يسدّون الفرج بين الصفوف :
    في سنن ابن ماجة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف، ومن سدّ فرجة رفعه الله بها درجة)) .
    5ـ- الذين يتسحرون :
    في صحيح ابن حبان ومعجم الطبراني الأوسط بإسناد حسن، عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين)) .
    6- الذين يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم : روى أحمد في مسنده، والضياء في المختارة عن عامر بن ربيعة بإسناد حسن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد يصلي عليّ إلا صلتْ عليه الملائكة، ما دام يصلي عليّ، فليقلّ العبد من ذلك أو ليكثر)) .
    7- الذين يعودون المرضى :
    روى أبو داود عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من رجل يعود مريضاً ممسياً، إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح، وكان له خريف في الجنّة، ومن أتاه مصبحاً خرج معه سبعون ألف ملك، يستغفرون له حتى يمسي، وكان له خريف في الجنة)) .
    هل لصلاة الملائكة علينا أثر :
    يقول تعالى : هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ [ الأحزاب: 43 ] .
    تفيد الآية أن ذكر الله لنا في الملأ الأعلى، ودعاء الملائكة للمؤمنين واستغفارهم لهم، له تأثير في هدايتنا وتخليصنا من ظلمات الكفر, والشرك, والذنوب, والمعاصي إلى النور الذي يعني وضوح المنهج والسبيل ، بالتعرف على طريق الحق الذي هو الإسلام، وتعريفنا بمراد الله منا، وإعطائنا النور الذي يدلنا على الحق: في الأفعال, والأقوال, والأشخاص.
    - التأمين على دعاء المؤمنين :
    الملائكة يؤمنِّون على دعاء المؤمن: وبذلك يكون الدعاء أقرب إلى الإجابة، ففي صحيح مسلم وسنن ابن ماجة عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك، كلما دعا له بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل)) . ولما كان الدعاء المؤمّن عليه حريّاً بالإجابة، فإنه لا ينبغي للمؤمن أن يدعو على نفسه بشر ، ففي صحيح مسلم عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون)) .
    - استغفارهم للمؤمنين:
    أخبرنا الله أن الملائكة يستغفرون لمن في الأرض: تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [ الشورى: 5 ]. وأخبر في آية سورة غافر أن حملة العرش والملائكة الذين حول العرش ينزهون ربهم، ويخضعون له ، ويخصون المؤمنين التائبين بالاستغفار، ويدعونه بأن ينجيهم من النار، ويدخلهم الجنة، ويحفظهم من فعل الذنوب والمعاصي: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ [ غافر: 7-9]

    - شهودهم مجالس العلم, وحلق الذكر, وحفهم أهلها بأجنحتهم :
    في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن لله ملائكة يطوفون في الطرق ، يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم)). قال: ((فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا)) .
    وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)) .
    وفي سنن الترمذي عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع)) ؛ أي : تتواضع له .
    فالأعمال الصالحة - كما ترى - تقرب الملائكة منا، وتقربنا منهم ، ولو استمر العباد في حالة عالية من السمو الروحي، لوصلوا إلى درجة مشاهدة الملائكة ومصافحتهم كما في الحديث الذي يرويه مسلم، عن حنظلة الأسيدي رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم)) وفي رواية الترمذي عن حنظلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أنكم تكونون كما تكونون عندي لأظلتكم الملائكة بأجنحتها )

    - تسجيل الملائكة الذين يحضرون الجمعة :
    وهؤلاء الملائكة يسجلون بعض أعمال العباد، فيسجلون الذين يؤمون الجُمَع الأول فالأول. فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم، وجلسوا يستمعون الذكر)). متفق عليه . ويسجلون ما يصدر عن العباد من أقوال طيبة، ففي صحيح البخاري وغيره عن رفاعة بن رافع الزرقي قال: ((كنا يوماً نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة ، قال: سمع الله لمن حمده، قال رجل وراءَه: ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه. فلما انصرف، قال: من المتكلم؟ قال: أنا قال: لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول)) . فهؤلاء الكتبة من الملائكة غير الملكين اللذين يسجلان صالح أعماله وطالحها بالتأكيد؛ لكونهم بضعة وثلاثين ملكاً.

    - تعاقب الملائكة فينا :
    وهؤلاء الملائكة الذين يطوفون في الطرق يلتمسون الذكر، ويشهدون الجمع والجماعات يتعاقبون فينا، فطائفة تأتي، وطائفة تذهب، وهم يجتمعون في صلاة الصبح، وصلاة العصر، ففي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم، وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون)) .
    ولعل هؤلاء هم الذين يرفعون أعمال العباد إلى ربهم، ففي صحيح مسلم ((عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات، فقال: إنّ الله عزّ وجلّ لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل. ..)) الحديث .
    وقد عظّم الله شأن صلاة الفجر؛ لأن الملائكة تشهدها، قال: وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [الإسراء: 78]

    - تنزلّهم عندما يقرأ المؤمن القرآن :
    ومنهم من يتنزّل من السماء حين يقرأ القرآن؛ ففي صحيح مسلم عن البراء بن عازب قال: ((قرأ رجل سورة الكهف، وفي الدار دابة ، فجعلت تنفر، فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته، قال فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم. فقال: اقرأ فلان، فإنها السكينة تنزلت عند القرآن ، أو تنزلت للقرآن)) .
    وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ((أن أسيد بن حضير بينما هو في ليلة يقرأ في مربده، إذ جالت فرسه، فقرأ، ثم جالت أخرى، فقرأ، ثم جالت أيضاً. قال أسيد: فخشيت أن تطأ يحيى، فقمت إليها، فإذا مثل الظلة فوق رأسي، فيها أمثال السرج، عرجت في الجوّ حتى ما أراها. قال: فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، بينا أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي، إذ جالت فرسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير، قال: فقرأت، ثمّ جالت أيضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير، قال: فقرأت، ثم جالت أيضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير، قال: فانصرفت، وكان يحيى قريباً منها، خشيت أن تطأه، فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج، عرجت في الجوّ حتى ما أراها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك الملائكة كانت تسمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم))
    .
    - يبلّغون الرسول صلى الله عليه وسلم عن أمته السلام :
    روى النسائي والدارمي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام)) .

    - تبشيرهم المؤمنين :
    فقد حملوا البشرى إلى إبراهيم بأنه سيرزق بذرية صالحة: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ [الذاريات: 24-28 ].
    وبشرت زكريا بيحيى: فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى [ آل عمران: 39 ].
    وليس هذا مقصوراً على الأنبياء والمرسلين، بل قد تبشر المؤمنين، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
    : ((إنّ رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته -طريقه- ملكاً، فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربّها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عزّ وجلّ، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه)) . وفي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاني جبريل، فقال: يا رسول الله! هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إِدام, أو طعام, أو شراب، فإذا هي قد أتتك، فاقرأ عليها السلام من ربّها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب)) .

    - الملائكة والرؤيا في المنام :
    روى البخاري في صحيحه في باب التهجد، ((عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصّها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت غلاماً شاباً، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطيّ البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها أناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فلقيهما ملك آخر، فقال لي : لم ترع )) : أي لا تخف.
    وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أريتك في المنام يجيء بك الملك في سَرَقَةٍ من حرير، فقال لي: هذه امرأتك، فكشفتُ عن وجهك الثوب، فإذا أنت هي، فقلت: إن يك هذا من الله يمضه)) .

    - يقاتلون مع المؤمنين ويثبتونهم في حروبهم :
    وقد أمد الله المؤمنين بأعداد كثيرة من الملائكة في معركة بدر: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ [ الأنفال: 9 ]، وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ [ آل عمران: 123-125 ]
    وفي صحيح البخاري ((عن ابن عباس: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في يوم بدر: هذا جبريل آخذ برأس فرسه، عليه أداة حرب))
    وقد بين الله الحكمة والغاية من هذا الإمداد، وهو تثبيت المؤمنين، والمحاربة معهم، وقتال الأعداء، وقتلهم بضرب أعناقهم وأيديهم : [ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [الأنفال: 10]،
    إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ [الأنفال: 12].
    وقال في سورة آل عمران: وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ [آل عمران: 126-127]
    وقد سمع أحد المقاتلين من المسلمين صوت ضربة ملك، ضرب بها أحد الكفار، وصوته وهو يزجر فرسه، ففي صحيح مسلم ((عن ابن عباس قال: بينما رجل من المسلمين يومئذٍ يشتدّ في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم، فنظر إلى المشرك أمامه، فخرّ مستلقياً، فنظر إليه، فإذا هو قد خُطم أنفه، وشقّ وجهه، كضربة السوط، فاخضر ذلك أجمع، فجاء الأنصاري، فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة)) .
    [ أقدم حيزوم ] أي يا حيزوم : وهو اسم فرس الملك .
    وقد حاربت الملائكة في مواقع أخر؛ ففي غزوة الخندق أرسل الله ملائكته: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا [الأحزاب: 9]، والمراد بالجنود التي لم يروها الملائكة، كما ثبت في الصحاح وفي غيرها :
    ((أن جبريل جاء الرسول صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه صلى الله عليه وسلم من الخندق وقد وضع سلاحه واغتسل، فأتاه جبريل وهو ينفض رأسه من الغبار، فقال للرسول صلى الله عليه وسلم: وضعت السلاح؟ والله ما وضعناه، أخرج إليهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأين؟ فأشار إلى بني قريظة)) .
    وفي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: ((كأني أنظر إلى الغبار ساطعاً في زقاق بني غنم، موكب جبريل حين سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة)) .

    - حمايتهم للرسول صلى الله عليه وسلم :
    روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قال: فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى، لئن رأيته يفعل ذلك لأطأنّ على رقبته، أو لأعفرنّ وجهه في التراب. قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، زعم ليطأ على رقبته. قال: فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبه، ويتقي بيديه، قال: فقيل له : ما لك ؟ فقال : إن بيني وبينه لخندقاً من نار، وهولاً وأجنحة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً)) .
    ورواه البخاري بأخصر من رواية مسلم هذه، في كتاب التفسير .

    - شهود الملائكة لجنازة الصالحين :
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم في سعد بن معاذ : ((هذا الذي تحرّك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة، لقد ضُمّ ضمة، ثمّ فرّج عنه)). رواه النسائي عن ابن عمر

    - إظلالهم للشهيد بأجنحتهم :
    في البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: ((جيء بأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد مثل به، ووضع بين يديه، فذهبت أكشف عن وجهه، فنهاني قومي، فسمع صوت نائحة، فقيل: ابنة عمرو - أو أخت عمرو-. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لمَ تبكي، أو لا تبكي، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها)) وقد عنون له البخاري بقوله: (باب ظل الملائكة على الشهيد) .

    - الملائكة الذين جاؤوا بالتابوت :
    قال تعالى: وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ [البقرة: 248].
    والذي يعنينا من هذه الآية ما أخبرنا الله به، أن الملائكة جاءت بني إسرائيل، في تلك الفترة، بتابوت تطميناً لهم وتثبيتاً؛ كي يعلموا أن طالوت مختار من الله تعالى، فيتابعوهُ, ويطيعوهُ.

    - حمايتهم للمدينة ومكة من الدجال :
    يدخل الدجال عندما يخرج كل بلد إلا مكة والمدينة؛ لحماية الملائكة لهما، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث فاطمة بنت قيس من قصة تميم الداري: ((أن الدجال قال: إني أنا المسيح الدجال، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة، فهما محرمتان عليّ كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة، أو أحداً منهما، استقبلني ملك بيده السيف صلتاً، يصدني عنهما، وإن على كل نَقْب منها ملائكة يحرسونها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطعن بمخصرته في المنبر: هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة))، يعني: المدينة .
    وروى البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، ولها يومئذٍ سبعة أبواب، على كل باب ملكان)) .
    وفي صحيح البخاري أيضاً عن أبي هريرة: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال)) ....
    - نزول عيسى بصحبة ملكين :
    في سنن الترمذي عن النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم: في ذكره حديث الدجال وفيه : ((فبينما هو كذلك إذ هبط عيسى ابن مريم عليه السلام بشرقي دمشق، عند المنارة البيضاء، بين مهرودتين، واضعاً يَدَيْهِ على أجنحة ملكين)) .
    - الملائكة باسطة أجنحتها على الشام : عن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يا طوبى للشام، يا طوبى للشام. قالوا: يا رسول الله وبم ذلك؟ قال: تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام)) .

    - ما في موافقة الملائكة من أجر وثواب :
    ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أمّن الإمام فأَمِّنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)) .
    وفي صحيح البخاري: ((إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين، فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه))
    وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهمّ ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه))

    وقلت أيضا :
    المعنى صحيح وهو من أحب الله أحبه

    الرواية 48 : إسنادها صحيح ، وهو متفق عليه اخرجه الشيخان ، [ البخاري ومسلم ] في صحيحهما .

    الخطأ نزول الملائكة الأرض ويتعارض هذا مع أن الملائكة لا تنزل لكونها فى السماء وذلك لعدم اطمئنانها فى الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"

    الرواية 49 : إسناده صحيح وفي غاية الصحة متسلسل بالحفاظ الى الإمام مالك ابن أنس ولد سنة 93 هجري وتوفي سنة 179 هجري
    وهي ليست رواية مرفوعة الى النبي عليه الصلاة والسلام ، ويعتبر حكمه من البلاغات التي يرويها مالك رحمه الله تعالى على حسب فهمه للنصوص فإن كان فهمه صحيح اخدنا به ، وأن كان خطأ رددناه .

    وقلت أيضا :
    والخطأ وجود عذاب أو فتنة أى ضغطة فى القبر الأرضى وهو يخالف أن الجنة والنار فى البرزخ موجودتين فى السماء مصداق لقوله تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون "فالموعود هو الجنة مصداق لقوله تعالى "وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات "والموعود النار مصداق لقوله بنفس السورة "وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم "

    الرواية 50 : موضوع : المتهم فيه أبو الحارث نصر بن حماد البجلي [ كذاب ]

    على افتراض أن كلامك صحيح ما علاقة عذاب القبر بوجود الجنة والنار في السماء كما قلت ؟
    وما علاقة الاية الكريمة [ في السماء رزقكم وما توعدون ] بان الجنة والنار في السماء ؟
    وكيف علمت بان الوعد في الاية الاولى هو نفس الوعد للاية الثانية والثالثة ؟

    قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ) الأعراف/40 ، والذين كذَّبوا بالآيات واستكبروا عنها : لا شَكَّ أنهم في النّار ولا تفتح لهم أبواب السماء إذا النار في الارض وهي سجين كما قال الله تعالى : [ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ] وسِجِّين الأرض السُّفلى ؛ فالنَّار في الأرض ، لانه قال سبحانه وتعالى لا تفتح لهم أبواب السماء ونفهم هنا أيضا أن الجنة في السماء . لانه قال سبحانه وتعالى : [ لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ]

    واختم بهذا الحديث العظيم :
    خرجنا مع رسولِ اللهِ فذكر مثلَه إلى أن قال فرفع لرأسِه فقال استعيذوا باللهِ من عذابِ القبرِ مرَّتَيْن أو ثلاثًا ثمَّ قال إنَّ العبدَ المؤمنَ إذا كان في انقطاعٍ من الدُّنيا وإقبالٍ من الآخرةِ نزل إليه ملائكةٌ من السَّماءِ بيضُ الوجوهِ كأنَّ وجوهَهم الشَّمسُ معهم كفنٌ من أكفانِ الجنَّةِ وحَنوطٌ من حنوطِ الجنَّةِ حتَّى يجلِسوا منه مدَّ البصرِ ثمَّ يجيءُ ملَكُ الموتِ عليه السَّلامُ حتَّى يجلسَ عند رأسِه فيقولُ أيَّتها النَّفسُ الطَّيِّبةُ اخرُجي إلى مغفرةٍ من اللهِ ورضوانٍ قال فتخرُجُ فتسيلُ كما تسيلُ القطرةُ من في السِّقاءِ فيأخذُها فإذا أخذها لم يدَعوها في يدِه طرْفةَ عينٍ حتَّى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفنِ وفي ذلك الحنوطِ ويخرُجُ منها كأطيَبِ نفْحةِ مِسكٍ وُجِدت على وجهِ الأرضِ قال فيصعَدون بها فلا يمُرُّون يعني بها على ملأٍ من الملائكةِ إلَّا قالوا ما هذا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فيقولون فلانُ بنُ فلانٍ بأحسنِ أسمائِه الَّتي كان يُسمُّونه بها في الدُّنيا حتَّى ينتهوا بها إلى السَّماءِ الدُّنيا فيستفتحون له فيُفتحُ لهم فيُشيِّعُه من كلِّ سماءٍ مُقرَّبوها إلى السَّماءِ الَّتي تليها حتَّى ينتهيَ بها إلى السَّماءِ السَّابعةِ فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ اكتبوا كتابَ عبدي في عِلِّيِّين أعيدوه إلى الأرضِ فإنِّي منها خلقتهم وفيها أُعيدهم ومنها أُخرجُهم تارةً أخرَى فتُعادُ روحُه في جسدِه فيأتيه ملَكان فيُجلسانه فيقولان من ربُّك فيقولُ ربِّي اللهُ فيقولان ما دينُك فيقولُ ديني الإسلامُ فيقولان ما هذا الرَّجلُ الَّذى بُعِث فيكم فيقولُ هو رسولُ اللهِ فيقولان له وما عمَلُك فيقولُ قرأتُ كتابَ اللهِ فآمنتُ به وصدَّقتُه فيُنادي منادٍ من السَّماءِ أن صدق عبدي فأفرِشوه من الجنَّةِ وألبِسوه من الجنَّةِ وافتَحوا له بابًا إلى الجنَّةِ قال فيأتيه من روحِها وطيبِها ويُفسَحُ له في قبرِه مدَّ بصرِه قال ويأتيه رجلٌ حسنُ الوجهِ حسنُ الثِّيابِ طيِّبُ الرِّيحِ فيقولُ أبشِرْ بالَّذي يسُرُّك هذا يومُك الَّذي كنتَ تُوعَدُ فيقولُ من أنت فوجهُك الوجهُ يجيءُ بالخيرِ فيقولُ أنا عملُك الصَّالحُ فيقولُ ربِّ أقِمِ السَّاعةَ حتَّى أرجِعَ إلى أهلي ومالي وإنَّ العبدَ الكافرَ إذا كان في انقطاعٍ من الدُّنيا وإقبالٍ من الآخرةِ نزل إليه من السَّماءِ ملائكةٌ سودُ الوجوهِ معهم المُسوحُ فيجلِسون منه مدَّ البصرِ ثمَّ يجيءُ ملَكُ الموتِ حتَّى يجلِسَ عند رأسِه فيقولُ أيَّتها النَّفسُ الخبيثةُ اخرُجي إلى سخطٍ من اللهِ وغضبٍ قال فتُفرَّقُ في جسدِه فينتزِعُها كما يُنتزَعُ السُّفُّودُ من الصُّوفِ المبلولِ فيأخذُها فإذا أخذها لم يدَعوها في يدِه طرفةَ عينٍ حتَّى يجعلوها في تلك المُسوحِ ويخرُجُ منها كأنتنِ جيفةٍ وُجِدت على وجهِ الأرضِ فيصعدون بها فلا يمُرُّون بها على ملأٍ من الملائكةِ إلَّا قالوا ما هذا الرُّوحُ الخبيثُ فيقولون فلانُ بنُ فلانٍ بأقبحِ أسمائِه الَّتي كان يُسمَّى بها في الدُّنيا حتَّى يُنتهَى به إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُستفتَحُ له فلا يُفتَحُ له ثمَّ قرأ رسولُ اللهِ لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ اكتبوا كتابَه
    في سِجِّين في الأرضِ السُّفلَى فتُطرَحُ روحُه طرحًا ثمَّ قرأ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ فتُعادُ روحُه في جسدِه ويأتيه ملَكان فيُجلسانه فيقولان له من ربُّك فيقولُ هاه هاه لا أدري قال فيقولان له ما دينُك فيقولُ هاه هاه لا أدري فيقولان له ما الرَّجلُ الَّذي بُعِث فيكم فيقولُ هاه هاه لا أدري فيُنادي منادي من السَّماءِ أن كذب فأفرِشوه من النَّارِ وافتحوا له بابًا إلى النَّارِ فيأتيه من حَرِّها وسَمومِها ويُضيَّقُ عليه قبرُه حتَّى تختلِفَ أضلاعُه ويأتيه رجلٌ قبيحُ الوجهِ قبيحُ الثِّيابِ مُنتِنُ الرِّيحِ فيقولُ له أبشِرْ بالَّذي يسوءُك هذا يومُك الَّذي كنتَ توعدُ فيقولُ من أنت فوجهُك الوجهُ يجيءُ بالشَّرِّ فيقولُ أنا عملُك الخبيثُ فيقولُ ربِّ لا تُقِمِ السَّاعةَ ] .
    الراوي : البراء بن عازب المحدث : الألباني المصدر:صحيح الترغيب : 3558 حكم المحدث : صحيح

    أما بخصوص عذاب القبر فهذا مما لا شك فيه ولا ريب من كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام :

    1- قال الله تعالى عن قوم نوح عليه الصلاة والسلام: ﴿ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا ﴾ [نوح: 25]؛ أي: فبسببِ خطيئاتهم أغرقهم الله، فأُدخلوا مباشرة نارًا يُعذَّبون فيها في البرزخ، ولم يقل: (ثم أُدخلوا نارًا)، بل قال: ﴿ فَأُدْخِلُوا ﴾ [نوح:25]، والفاء في اللغة العربية تدل على التعقيب المباشر وليس على التراخي .

    2- قال الله سبحانه عن قوم لوط: ﴿ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ﴾ [الحجر: 74]، فعندما جعل الله عاليَ قُرى قوم لوط سافلَها، لا شك أن أهلها ماتوا حين خسف الله بهم الأرض، وقد أخبرنا الله أنه أمطر عليهم حجارةً من سجيل زيادةً في عذابهم بعد خسفهم، ولم يكن ذلك المطر من الحجارة ينزل عبثًا على أجساد ميتة تمزَّقت وصارت تحت الأرض بعد الخسف، بل عذَّبهم الله بتلك الحجارة بعد موتهم، وإن كانت أجسامهم ممزقة ومبعثرة، فقد كانت الحجارة ﴿ مُسَوَّمَةً ﴾ [هود: 83]؛ أي: مُعلَّمة تصيبهم أينما كانوا بقدرته، كما قال سبحانه: ﴿ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴾ [هود: 83].

    3- قال الله عز وجل عن آل فرعون: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 46]، فأتباع فرعونَ غرِقوا معه في البحر، وقد أخبرنا الله أنهم يُعذَّبون في حياة البرزخ كلَّ يوم أول النهار وآخره، وقد فَنيت أجسامهم، ثم يوم القيامة يبعثهم الله ويُعيدهم كما كانوا بأبدانهم وأرواحهم، فيُدخَلون أشد العذاب في نار جهنم.

    4- قال الله تبارك وتعالى عن أصحاب الأخدود: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ [البروج: 10]، في هذه الآية أخبر الله تعالى أن أصحاب الأخدود الذين حرَّقوا المؤمنين والمؤمنات، لهم عذابان وليس عذابًا واحدًا، فعذاب جهنم في الآخرة، وعذاب الحريق في قبورهم .

    5- قال الله سبحانه عن المنافقين من هذه الأمة :﴿ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴾ [التوبة: 101]، قال المفسِّرون: العذاب الأول في الدنيا، والعذاب الثاني في القبور، ثم يُرَدُّون في الآخرة إلى عذاب غليظ، وهو عذاب جهنم.

    6- قال تبارك وتعالى عن الكافرين: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [الأنفال: 50، 51]، ففي هذه الآية يخبرنا الله تعالى أن الملائكة تضرب وجوه الكافرين وأدبارَهم؛ تعذيبًا لهم واحتقارًا لهم عند قبض أرواحهم، وتقول لهم حين تقبض أرواحهم: ذوقوا عذاب الحريق، وهذا في البرزخ قبل الآخرة، ومثل هذه الآية قولُه تعالى عن المنافقين: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴾ [محمد: 27].

    7- قال الله سبحانه عن الظالمين: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الأنعام: 93]، ففي هذه الآية أن الظالِمين في سكرات الموت تَقبِضُ الملائكة أرواحَهم وتضربهم، قال المفسرون: معنى ﴿ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ ﴾ [الأنعام: 93]؛ أي: بالضرب والعذاب، وهذا العذاب في البرزخ وليس في الآخرة، وتقول لهم ملائكة الموت: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ﴾ [الأنعام: 93]، وهذا دليل واضح على إثبات عذاب القبر.

    8- قال الله تعالى: ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴾ [الواقعة: 83 - 94]،
    في هذه الآيات إثباتُ نعيم القبر وعذابه، فالفاء تدل على التعقيب المباشر بعد قبض الروح، فالمؤمن - الذي هو مِن المقرَّبين - يكون له مباشرة بعد قبض روحه راحةٌ وريحانٌ وجنة نعيم، والمكذِّب الضال يكون له مباشرة بعد قبض روحه ضيافةٌ من عذاب الحميم، ويصلى نارًا في البرزخ قبل يوم القيامة.

    9- قال الله عز وجل: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 154]، هذه الآية تثبت النعيم في
    البرزخ للشهداء، وأخبرنا اللهُ تعالى أننا لا نشعر بنعيمهم حين نراهم قتلى، وقد تكون أجسادهم ممزَّقة، وقد تأكل أجسادَهم السِّباعُ، وتفنى أبدانُهم في الأرض، ومع ذلك أثبت الله لهم نعيم القبر، وأخبرنا أن لهم حياةً غير حياتهم في الدنيا، وإن كنا لا نشعر بذلك، وكذلك مَن يعذبهم الله تعالى في البرزخ لا نشعر بعذابهم.

    10- قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾ [محمد: 4 - 6]، أخبرنا الله أن الشهداء سيُصلِح حالَهم بعد موتهم ويُدخِلهم الجنة، فهَم من هذه الآية أن مِن الناس مَن لا يصلح اللهُ حالهم في البرزخ بعد موتهم، ومَن لم يُصلِح الله حاله بعد موته، فهو في حالٍ سيئةٍ في قبره، والعياذ بالله.

    11- قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 169 - 171]، هذه الآيات تثبت أن الشهداء أحياءٌ عند ربهم يُرزقون وهم في البرزخ، وأنهم فرِحون بما آتاهم الله من فضله، وأن لهم عقولًا يتذكَّرون بها مَن خلفهم، فمن كان يُصدِّق بنعيم القبر فيلزمه أن يُصدِّق بعذاب القبر، فالله الذي يُنعِّم المؤمنين الشهداءَ وهم في قبورهم، قادرٌ على أن يعذِّب الكافرين وهم في قبورهم، والله على كل شيء قدير، ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت:46].

    12- قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴾ [الحج: 58، 59]، هاتان الآيتان تُثبتانِ أن مَن قُتل في سبيل الله أو مات مِن أهل الإيمان من غيرِ قتلٍ، أن الله يرزقه في البرزخ رزقًا حسنًا، ويُدخله في الآخرة مدخلًا يرضاه ولا يريد سواه، وهو الجنة، فقد ذكر الله في هاتين الآيتين نعيم البرزخ ونعيم الجنة، وذكر أن هذا النعيم لا يكون للشهداء فقط، الذين يُقتلون في سبيل الله، بل يكون هذا النعيم أيضًا لِمَن مات في سبيل الله وإن لم يكن من الشهداء، ﴿ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 152].

    وقلت أيضا :
    الخطأ أن قارىء قل هو الله أحد لا يصيبه الفقر هو وجيرانه ويخالف هذا أن الفقر أصاب النبى (ص)والمؤمنين كلهم رغم قراءتهم للواقعة وغيرها إلا أن الله اختبرهم بالفاقة الممثلة فى الخوف والجوع ونقص فى الأموال والأنفس والثمرات وفى هذا قال تعالى "ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات"

    الرواية 51 : إسناده صحيح الى عبد الله بن مرزوق وهو ضعيف لانقطاعه الشديد ، فعبد الله بن مرزوق ذكر انه روى عن اتباع التابعين . ولم يدرك التابعين فضلا على ان يدرك الصحابة رضى الله عنهم .

    وقلت أيضا :
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد أحد عشر مرة كتب الله عز وجل له ألفي ألف حسنة وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

    الرواية 52 : موضوع : آفته أبي الورقاء وهو فائد بن عبد الرحمن الكوفي العطار [ متروك الحديث متهم بالوضع ]
    قال أحمد ابن حنبل : أحاديثه عن ابن أبي أوفى [ وهو الصحابي رضى الله عنه اخر من مات من الصحابة بالكوفة سنة 87 هجري ] بواطيل لاتكاد ترى لها أصلا كأنه لا يشبه حديث ابن أبي أوفى ، ولو أن رجلا حلف أن عامة حديثه كذب لم يحنث .
    وقال الحاكم النيسابوري : روى عن ابن أبي أوفى أحاديث موضوعة .

    وقلت أيضا :
    الخبل هنا وجود دين خفى فالدين الخفى لن يؤديه أحد إلا إذا عرف به ومن ثم ينتفى الدين أن يكون خفيا بعلمه لأنه يكون بين الدائن والمدين فقط

    الرواية 53 : إسناده ضعيف جدا : عمر بن نبهان [ ضعيف الحديث ]
    وأبو شداد : قال الحافظ ابن حجر : لا يعرف اسمه ولا حاله . [ مجهول الحال والعين ]

    والرواية ضعيفة جدا الا انها قد يفهم منها في الدين الخفي ان الدائن لم يعد يطالب بدينه حتى خفي أمر هذا الدين أو ان الدائن مات ولا يعلم الورثة بقصة هذا الدين وهنا قد يسمى هذا الدين خفيا .

    وقلت أيضا :
    الخطأ أن أجر قارىء قل هو الله أحد للأموات بعدد الأموات وهو ما يخالف أن أجر أى عمل غير مالى هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

    الرواية 54 : موضوع : آفاته عبد الله بن عامر الطائي أو أبيه ، روى عن أبيه عن علي بن موسى الرضى [ نسخة ] ، قال الذهبي : تلك النسخة الموضوعة الباطلة لا تنفك عن وضعه أو وضع أبيه . وقال ابن الجوزي : هو محل التهمة .

    وقلت أيضا :
    الخطأ تخصيص سورة بعبادة فالمطلوب هو قراءة وطاعة كل السور المنزلة كما قال تعالى :
    "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم"


    الرواية 55 : موضوع : آفته حسين بن عبد الله بن ضمرة : الحميري مولى آل يزن المدني ، كذبه مالك .
    وقال أحمد ابن حنبل : لا يساوي شيئا متروك الحديث كذاب ، وقال ابن معين : ليس بثقة ولا مأمون ، وقال البخاري منكر الحديث . وقال ابن حبان : روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة ، وقال : وكان رجلا صالحا أقلب عليه نسخة أبيه عن جده فحدث بها ولم يعلم .

    وأيضا لم أفهم ما علاقة الاية الكريمة في الموضوع ؟ فاتباع أمر الله تعالى يكون في جميع الامور التي أمرنا بها واجتناب ما نهانا عنه
    فأين هو النهي هنا بتخصيص من عدمه لعبادة في هذه الاية كما تزعم ؟

    وقلت أيضا :
    الخطأ أن سور القرآن شفاء للعلل الجسدية الناتجة من لدغ العقرب وهو ما يناقض كونه شفاء لأمراض الصدور وهى النفوس كما قال تعالى "وشفاء لما فى الصدور"

    الرواية 56 : إسناده حسن : وله شواهد منها ما ثبت عن عائشة رضى الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم [ كان إذا اشتكى رقى نفسه بالمعوذات ] وهو في الصحيحين ، صحيح البخاري وصحيح مسلم .
    وكيف هو خطأ ويناقض ؟ اظن انك لا تفهم ما تقول اليس كذلك ؟

    وقلت أيضا :
    الرواية لا علاقة لها بموضوع الكتاب والخطأ فيها أن من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة يحمى من كل الأضرار حتى الصلاة ألأخرى وهو ما يخالف إصابة النبى(ص) والمؤمنين بالأضرار رغم صلاتهم كما قال تعالى "ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات"

    الرواية 57 : إسناده ضعيف : لجهالة : حفص بن عمر بن رزين بن الرقاشي ، وباقي رجاله ثقات .

    وقولك وهو ما يخالف إصابة النبي عليه الصلاة والسلام والمؤمنين بالاضرار رغم صلاتهم ، واستشهادك بالاية الكريمة . وأطلاقك لكلمة الاضرار دون تقيد فهو خطأ فاحش منك وجهلا فاضح . وبالتالي الا تعتقد معي أنه طعن وتكذيب منك لدين الله تعالى جملة وتفصيلا ؟

    يقول الله تعالى في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/ 155 – 157

    فيخبر سبحانه أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن ، ليتبين الصادق من الكاذب ، والجازع من الصابر ، وهذه سنته تعالى في عباده ، كما قال سبحانه وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) محمد/ 31 ، وقال عز وجل : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) [الملك/ 2 فتارة بالسراء ، وتارة بالضراء من خوف وجوع ؛ فإن الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه ، قال تعالى : ( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ) أي : بقليل من ذلك ؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله ، أو الجوع ، لهلكوا ، والمحن تمحص لا تهلك .( وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ ) أي : ويبتليهم أيضا بذهاب بعض أموالهم ، وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية ، وغرق ، وضياع ، وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلمة ، وقطاع الطريق وغير ذلك .( وَالأنْفُسِ ) أي : ذهاب الأحباب من الأولاد ، والأقارب ، والأصحاب ، ومن أنواع الأمراض في بدن العبد ، أو بدن من يحبه ، ( وَالثَّمَرَاتِ ) أي : الحبوب وثمار النخيل والأشجار كلها والخضر ، ببرد ، أو حرق ، أو آفة سماوية من جراد ونحوه . فهذه الأمور، لا بد أن تقع ، لأن العليم الخبير أخبر بها ، فإذا وقعت انقسم الناس قسمين : جازعين وصابرين ، فالجازع ، حصلت له المصيبتان ، فوات المحبوب بحصول هذه المصيبة ، وفوات ما هو أعظم منها ، وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر ، فرجع بالخسارة والحرمان ، ونقص ما معه من الإيمان ، وفاته الصبر والرضا والشكران ، وحصل له السخط الدال على شدة النقصان . وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب ، فحبس نفسه عن التسخط قولا وفعلا ، واحتسب أجرها عند الله ، وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له ، فهذا قد صارت المصيبة نعمة في حقه ، فلهذا قال تعالى : ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) أي : بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب . ثم وصف الله الصابرين بقوله : ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ ) وهي كل ما يؤلم القلب أو البدن أو كليهما ( قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ ) أي : مملوكون لله ، مدبرون تحت أمره وتصريفه ، فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء ، فإذا ابتلانا بشيء منها فقد تصرف أرحم الراحمين بمماليكه وأموالهم ، فلا اعتراض عليه ، بل من كمال عبودية العبد علمه بأن وقوع البلية من المالك الحكيم ، الذي هو أرحم بعبده من نفسه ، فيوجب له ذلك الرضا عن الله ، والشكر له على تدبيره ، لما هو خير لعبده ، وإن لم يشعر بذلك . ومع أننا مملوكون لله : فإنا إليه راجعون يوم المعاد ، ليجازي كل عامل بعمله ، فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفورا عنده ، وإن جزعنا وسخطنا ، لم يكن حظنا إلا السخط وفوات الأجر ، فكون العبد لله ، وراجع إليه ، من أقوى أسباب الصبر . ( أُولَئِكَ ) الموصوفون بالصبر المذكور ( عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ) أي : ثناء وتنويه بحالهم ( وَرَحْمَةٌ ) عظيمة ، ومن رحمته إياهم ، أن وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الأجر ، ( وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) الذين عرفوا الحق : وهو في هذا الموضع علمهم بأنهم لله ، وأنهم إليه راجعون ، وعملوا به : وهو هنا صبرهم لله . ودلت هذه الآية على أن من لم يصبر فله ضد ما لهم ، فحصل له الذم من الله والعقوبة والضلال والخسار ، فما أعظم الفرق بين الفريقين وما أقل تعب الصابرين ، وأعظم عناء الجازعين ، فقد اشتملت هاتان الآيتان على توطين النفوس على المصائب قبل وقوعها ، لتخف وتسهل إذا وقعت ، وبيان ما تقابل به إذا وقعت ، وهو الصبر ، وبيان ما يعين على الصبر ، وما للصابر من الأجر ، ويعلم حال غير الصابر بضد حال الصابر . وأن هذا الابتلاء والامتحان سنة الله التي قد خلت ، ولن تجد لسنة الله تبديلا . وقد هون الله على عباده شأن المصائب ، بما وعد من البشارة الصالحة والوعد الحسن في قوله : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر: 10] ، قال الأوزاعي : ليس يوزن لهم ولا يكال ، إنما يغرف لهم غرفا . "تفسير ابن كثير" (7 /89) هذا في الآخرة ، وفي الدنيا : فروى مسلم (918) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا ) وقال تعالى : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) الحديد/ 22، 23
    وهذا من أعظم السلوى ؛ فإن العبد إذا علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأنه لو قدر شيء لكان ، استكانت نفسه . وقال عكرمة : " ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ، ولكن اجعلوا الفَرَح شكرًا والحزن صبرًا "

    وقلت أيضا :
    الخطأ عدم فهم واضع القول أن الصديق هو كل مسلم ومن ثم فالمحافظون هم المؤمنون كلهم كما قال تعالى " والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون"ومن ثم فلا معنى للاستثناء فى القول

    الرواية 58 : إسناده ضعيف : نفس الحديث السابق 57 .

    مثلا شارب الخمر وأكل الربا وفاعلوا كبائر الذنوب يكون إيمانهم وصدقهم مثل إيمان الرسل والانبياء و الصديقين والشهداء والصالحين ؟
    إما أن تقول أنهم أقل إيمانا وصدقا وهذا هو الحق وإما ان تخرجهم من دائرة الاسلام وهذا والله لهو الضلال المبين .
    وهذا ارجاء غير محمود وتعطيل للنصوص .
    قال الله تعالى :
    وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً ( 7 ) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ( 8 ) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ( 9 ) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ( 10 ) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ( 11 ) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ( 12 ) ثلة من الأولين ( 13 ) وقليل من الآخرين ( 14 ) سورة الواقعة

    التفسير :
    وكنتم أيها الخلق أزواجا ثلاثة أي: انقسمتم ثلاث فرق بحسب أعمالكم الحسنة والسيئة. ثم فصل أحوال الأزواج الثلاثة، فقال: فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة تعظيم لشأنهم، وتفخيم لأحوالهم. وأصحاب المشأمة أي: الشمال، ما أصحاب المشأمة تهويل لحالهم . والسابقون السابقون أولئك المقربون أي: السابقون في الدنيا إلى الخيرات، هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات . أولئك الذين هذا وصفهم، المقربون عند الله ، في جنات النعيم ، في أعلى عليين ، في المنازل العاليات ، التي لا منزلة فوقها . وهؤلاء المذكورون ثلة من الأولين أي: جماعة كثيرون من المتقدمين من هذه الأمة وغيرهم . وقليل من الآخرين . وهذا يدل على فضل صدر هذه الأمة في الجملة على متأخريها ، لكون المقربين من الأولين أكثر من المتأخرين .

    الى قوله تعالى [ وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين ] الى قوله تعالى [ ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ ] أي : هذا القسم من أصحاب اليمين عدد كثير من الأولين ، وعدد كثير من الآخرين .

    وهنا يتبين أن السابقون السابقون ، يكونوا ثلة من الاولين وقليل من الاخرين .
    واصحاب اليمين ، ثلة من الاولين وثلة من الاخرين ، وهنا بيان واضح أن المؤمنين من الاولين والاخرين متفاوتون في درجاتهم عند الله تعالى بسبب إيمانهم وبالتالي يوثر على صدقهم واعمالهم ، وليس كما قلت انهم في درجة واحدة .
    ولو تأملت جيدا في وصف الله تعالى للسابقون وما اعده الله تعالى لهم في الجنة ، ستجده مختلف على ما اعده الله تعالى لاصحاب اليمين .

    1- وصف درجات ومنزلة السابقون في الجنة وهم عدد كثير من الاولين وعدد قليل من المتأخرين :
    قال تعالى : [ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26) ]

    2- وصف درجات ومنزلة أصحاب اليمين في الجنة وهم عدد كثير من الاولين وعدد كثير من المتأخرين :
    قال تعالى : [ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38 ]]

    وقال تعالى : ( انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ) الإسراء/ 21 ، وقال تعالى : ( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ) الأنعام/ من الآية132 .

    مما لا شك فيه أن أهل الجنة يتفاوتون في النعيم في الجنان ، بحسب درجتهم فيها ، فليس من يسكن " الفردوس " كمن يسكن في الجنان دونها . وقد ذكر الله تعالى وصفاً لجنان من خاف مقامه سبحانه وتعالى ، فقال : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ . فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) الرحمن/ 46 – 48 ، فوصفهما ، ثم قال تعالى : ( وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ) الرحمن/ 62 ، فتبين به اختلاف الجنان بعضها عن بعض بحسب أعمال أهلها ، ومنزلتهم عند ربهم .
    عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنْ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ قَالَ بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ ) . رواه البخاري ( 3083 ) ومسلم ( 2831 ) .
    وفي رواية : ( إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ الطَّالِعَ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا ) .
    رواه الترمذي ( 3658 ) ، وحسَّنه ، وابن ماجه ( 96 ) ، من حديث أبي سعيد ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي

    [ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 132].
    تدلُّ هذه الآية الكريمة على أن لكل عامل في طاعة الله أو معصيته منازلَ ومراتبَ من عمله، يبلغه الله إياها، ويثيبه بها، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر؛ لأن الإنسان يحصل على الدرجات العالية من خلال العبادات والطاعات، فكلما كثُرَت طاعاته زادت درجاتُه في الجنان.

    قال تعالى: ﴿ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 95، 96] .
    فهذه الآية تشير إلى أن أصحاب الضرر من المؤمنين يُساوَون بالمجاهدين ؛ لأن العذر أقعدهم عن القتال، كما تشير الآية إلى أن المجاهدين في سبيل الله لهم درجات في غرف الجنان العالية، ولهم مغفرة من الذنوب، وحلول الرحمة والرضوان عليهم تكريمًا لهم .

    وهنا بيان درجات الجنة التي اعدها الله لعباده ففي صحيح البخاري من حديث أبو هريرة رضى الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :[ مَن آمَنَ باللَّهِ وبِرَسولِهِ، وأَقامَ الصَّلاةَ، وصامَ رَمَضانَ كانَ حَقًّا علَى اللَّهِ أنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، جاهَدَ في سَبيلِ اللَّهِ أوْ جَلَسَ في أرْضِهِ الَّتي وُلِدَ فيها، فقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أفَلا نُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قالَ: إنَّ في الجَنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ، أعَدَّها اللَّهُ لِلْمُجاهِدِينَ في سَبيلِ اللَّهِ، ما بيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كما بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، فإذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ، فاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فإنَّه أوْسَطُ الجَنَّةِ وأَعْلَى الجَنَّةِ - أُراهُ - فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، ومِنْهُ تَفَجَّرُ أنْهارُ الجَنَّةِ ]
    ومعنى " أوسط الجنة " أي : أفضلها وأعدلها ، ومثله قوله تعالى : [ وكذلك جعلناكم أمة وسطاً ] .
    ونفهم هنا أن هناك تفاضل حتى على المجاهدين فيما بينهم وهذا التفاضل يصل عدد درجاته مئة درجة . فكل على حسب إيمانه وصدقه وإخلاص النية لله تعالى .

    أما أفضل تلك الدرجات، فهي الفردوس الأعلى، وهناك صفات أو شروط تمكن ساكنَها من إرثِها، بعد رحمة الله تعالى، كما في الآية الكريمة: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 11].

    و هذه الآية الكريمة بيَّنت أن سبب إرث أهل الجنة الفردوسَ الأعلى هو تقواهم لربهم ، وما قدَّموا من الأعمال الصالحة في دنياهم .
    ومن هنا تبيَّن لنا أن أعلى درجات الجنة الفردوس الأعلى ، فإذا سأل العبد ربَّه فليسأَلْه الفردوسَ الأعلى ؛ لأنه أسمى وأرقى درجة في الجنة ، ويحتاج العبد الجهدَ الكثير ليصل إلى هذه المرتبة ، أو الدرجات العلا، ومما ينبغي أن يُعلَم أن العمل لا يكفي مستقلاًّ في دخول الجنة ، بل لا بد من رحمة الله تعالى و فضله على عباده .

    وقلت أيضا :
    الخطأ أن التعوذ يكون بالله وليس بالكلام كما قال تعالى " "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم"

    الرواية 59 : حسن لغير :

    ما هو هذا الكلام ؟ فمثلا انا حينما أقول الاحد او الصمد او الرحمان او الرحيم فهل انا هنا لم استعذ بالله تعالى .
    أما سمعت بقول الله تعالى : [ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ ]
    وأيضا قول مريم عليها السلام كما أخبر الله تعالى عنها في كتابه [ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) ]
    وهنا مريم تعوذت بالرحمان وهو أسم من أسماء الله الحسنى .

    وقد نقلنا في بحثنا هذا وغيره كلام لبعض العلماء فجزاهم الله تعالى عنا خير الجزاء وتغمد الله تعالى برحمته من كان منهم حيا أو ميتا .

    وأخيرا ندعوا الله أن يصلح حالنا ويهدينا سبل الرشاد وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم آمين .

    تعليق

    يعمل...
    X