إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( دلمون ) ( تايلوس ) ( ارادوس )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( دلمون ) ( تايلوس ) ( ارادوس )

    [overline]( دلمون ) ( تايلوس ) ( ارادوس )[/overline]


    عندما وصلت طلائع جيوش الاسكندر المقدوني الجرارة إلى مشارف الخليج في حوالي العام 321 قبل الميلاد كانت مملكة (ديلمون) الكبرى قد اندثرت تقريبا ونشأت على أنقاضها مملكة صغيرة جديدة سميت باللغة الكلدانية (تايلوس) تنمو إلى جانبها مستوطنة بشرية صغيرة أيضا في شبه استقلال عنها هي مستوطنة (ارادوس) التي تسمى الآن (المحرق) والتي قيل أن اسم قرية عراد في المحرق جاء من اسمها...

    وعلى كل حال فجيوش الاسكندر المقدوني المخيفة بما تحمله من موت ودمار وخراب لم تصل إلى هذه المملكة الصغيرة الناشئة (تايلوس) وما وصل إليها فعلا كان بعثة استكشافية ضمت إلى جانب القادة العسكريين عددا من المؤرخين والمفكرين والبحارة والتجار.

    وثمة من هؤلاء من كتب فيما بعد عن (تايلوس) بكثير من الإعجاب والدهشة يتمتع بالكثير من المواهب والنشاط.

    لقد كانت (مملكة ديلمون) بمثابة الأم التاريخية لمملكة (تايلوس) والحقيقة أن ديلمون-الأم كانت خلال عصورها الزاهرة جمعت الكثير من ثقافات ومعارف الحضارات المعاصرة وتأثرت بها وأثرت هي بدورها في هذه الحضارات ومع أن انقراضها أو اندثارها ما يزال يكتنفه الكثير من الغموض عند المؤرخين إلا أنها ورغم قسوة هذا الاندثار المريع استطاعت أن تحتفظ بالكثير من معارفها ومأثوراتها لابنتها التاريخية (تايلوس) وهذا الاندثار المريع استطاعت أن تحتفظ بالكثير من معارفها ومأثوراتها لابنتها (تايلوس) وهذا تماما ما وجده رجال الاسكندر المقدوني عندما وصلوا (تايلوس) التي وان كانت اصغر من (مملكة ديلمون) إلا أنها استطاعت أن تستقطب إعجاب الإغريق اليونانيين وتؤثر فيهم واحتلت بذلك مكانة جيدة في نتاجاتهم التاريخية عن تلك المرحلة من تاريخ العالم. كانت الإمبراطورية الآشورية قد بدأت التعبير عن نفوذها وقوتها عندما نشأت في بلاد ما بين النهرين على أنقاض الإمبراطورية الاكدية...

    بدأت التعبير عن نفوذها وقوتها بالمطالبة بالسيادة على (ديلمون) عام 1260 قبل الميلاد واعتبارها جزء لا يتجزأ من الإمبراطورية الآشورية الناهضة لاجتياح العالم بقوة السيف والفتك والدمار.

    غير أن (مملكة ديلمون) استطاعت بحنكة ملوكها ورجال جولتها أن تمتص النزعة الاستعمارية الآشورية التي أعلنها احد أوائل أباطرة آشور واسمه (توكولتي_اورنا) وكل الذين جاءوا بعده من الأباطرة.. وهكذا صد ملوك (ديلمون) جيوش الآشوريين بهداياهم التي كانوا يرسلوها إلى أباطرة آشور الدمويين وظل الحال علي ما هو عليه حتى مجئ سرجون الآشوري المشهور بحبه لسفك الدماء وإثارة لقتل والدمار أينما حل وحيثما استطاعت جنوده الغازية أن تصل وثمة نقش من عهد سرجون الآشوري هذا (722-705 قبل الميلاد) يقول واصفا طبيعة العلاقة السياسية بين إمبراطوريته ومملكة ديلمون ان اوبري ملك ديلمون الذي يعيش كالسمكة على بعد ثلاثين ساعة ومثلها معها وسط البحر في مطلع الشمس سمع عن قدرتي العظمى فحمل إلي هداياه أما سنحاريب الثاني بن سرجون الثاني الآشوري فيقول أيضا في نقش آخر انه عندما خرب بابل ودمرها تدميرا تاما سنة 689 قبل الميلاد أرسل أجزاء من أنقاض هذه المدينة الحصينة إلى ديلمون... وان الديلمونيين فتكي فحملوا إلى آشور هداياهم وذخائرهم وأرسلوا معها الصناع والحرفيين...!
    اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
    http://www.rasoulallah.net/

    http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

    http://almhalhal.maktoobblog.com/




  • #2
    وهكذا حافظت (ديلمون) المملكة السعيدة الآمنة على استقلالها وضمنت الأمن والسلامة لشعبها ومع أن بعض المؤرخين يؤكدون أن (مملكة ديلمون) ومنذ عهد الإمبراطورية الآشورية ومنذ عهد الإمبراطور (آشور بهانيبال) مقاطعة آشورية إلا أن الشواهد تنفي ذلك وان كانت هذه الشواهد تشير إلى أن الديلمونيين وحلفاءهم الكلدانيين قرروا في النهاية مقاومة التعنت الآشوري فثاروا على آشور وهيمنتها وتقاربت هذه الثورة زمنيا مع بدء اضمحلال النفوذ الآشوري العالي بظهور قوة كاسحة جديدة هي قوة إمبراطورية الإغريق اليونانيين التي بدأت تفكر باجتياح العالم...

    إلى هنا ينتهي أو يتوقف حضور (ديلمون المملكة السعيدة) في المأثورات التاريخية ويبدأ ظهور مملكة جديدة حملت اسما كلدانيا هو (تايلوس)... التي قلنا أن بعثة استكشافية إغريقية وصلتها فيما كانت جيوش الاسكندر المقدوني تقف على مشارف الخليج والجزيرة العربية بعد أن بسطت هيمنتها على جميع أعمال الإمبراطورية الاشورية البائدة..

    من أعضاء هذه البعثة (اندروسيثينيس) الذي كتب يقول عن (تايلوس) واصفا إياها بـ(الجنة) ومبديا إعجابه لكثرة أشجارها وتنوع ثمارها ومندهشا من وجود شجرة فيها تثمر بالصوف – وهو يقد نبتة القطن التي كانت فيما يبدو تنتشر بكثرة في (تايلوس) وكتب آخرون من هذه البعثة الاستكشافية عن (تايلوس) واصفي ثراءها وكثرة اللؤلؤ فيها وكيفية الغطس الاستخراج اللآلئ فيما وصفت الحياة الاجتماعية السائدة في هذه المملكة بأنها حياة من الرفاه والسعادة والتفاهم بين أهل الجزيرة إضافة إلى عدم ملوكها وحكمتهم وقدرتهم على الوقوف بحنكة ودراية في وجه الأطماع الاستعمارية للدول والممالك القوية المعاصرة.


    أما الحفريات والتنقيبات الأثرية التي تعود إلى عصر (مملكة تايلوس) فتشير إلى مملكة صغيرة إلى حد ما تتمتع بوضع مستقل وشعار خاص وأختام ملكية وعملة خاصة بها هذا إضافة إلى توافر ثقافات متعددة فيها وفنون مختلفة من حيث الأصول البشرية والحضارية لها والغالب أن هذا التمازج الحضاري كان نتيجة لموقع (تايلوس) الاستراتيجي كممر مائي ومنطقة سكنية وافرة الخيرات إضافة لممارستها دور الوساطة التجارية بين الممالك والدول المحيطة يؤكد ذلك أن هذا التمازج الحضاري والثقافي كان سمة رئيسة من سمات (مملكة ديلمون) في مختلف أطوارها ثم صار سمة رئيسة (لمملكة تايلوس) وسوف يكون كذلك في التجسدات و الأطوار المدنية الحضارية التي ستمر بها هذه الجزيرة تحت أسماء أخرى مثل اوال وهجر ثم البحرين.

    والثابت أن (مملكة تايلوس) وان حافظت على حضارتها وعلى حريتها المدنية والسياسية إبان اجتياح الجيوش الإغريقية للعالم إلا أنها دخلت تحت العباءة المقدونية كمملكة صغيرة تحاول المحافظة على استقلالها من جهة وعدم الدخول تحت العباءة المقدونية ، كمملكة صغيرة ، تحاول المحافظة على استقلالها من جهة وعدم الدخول في حرب مدمرة مع قوة كاسحة كونية هذه الحقيقة تؤكدها شواهد عديدة ،منها ، أن جميع الكتاب الإغريق واليونانيين ، الذين أرخو لتلك الحقبة ، لم يشيروا إلى ( مملكة تايلسون ) باعتبارها من أعمال الإمبراطورية الإغريقية، أو من أعمال الممالك التي ورثت فيما بعد وفاة الإسكندر المقدوني أراضي هذه الإمبراطورية. وهذا يؤكد أن " مملكة تايلوس" لم تكن خاضعة للاحتلال الإغريقي ولم يكن حكامها يُعينون من قِبل الملك أو الإمبراطور اليوناني.

    الشاهد الثاني، يشير إلى علاقة من التبعية النسبية، بين المملكة الصغيرة الوادعة، وبين التاج اليوناني القوي، ويتمثل هذا الشاهد، في كمية من العملات الفضية تعود إلى هذه الحقبة، اكتشفت في أحافير "تايلوس الأول" والعملات المكتشفة، تشبه دراهم الإسكندر المقدوني، التي أصبحت العملة الرسمية لنصف الدنيا، في ذلك الوقت. ولكنها تختلف عنها بعض الاختلافات رغم أنها تحتوي على وجهها الأول نقشاً يمثل الملك اليوناني. على هيئة " هيركوليس" وعلى الوجه الثاني تمثال "زيوس" كبير الآلهة اليوناني، وإله الشمس عند العرب قبل الإسلام الذي عرف باسم" شمس" كما احتوت هذه العملات على كتابات إغريقية، باعتبار بأن اللغة الإغريقية كانت هي السائدة في عالم القرنين الثالث والرابع قبل الميلاد، إضافة لكتابات آرامية الساسانية.

    ويمثل الطور الأول " تايلوس المبكرة" وهي الفترة التي شهدت سيادة الإغريق على جزء كبير من العالم وهنا تجدر الإشارة إلى أن الكتب التاريخية القديمة والحديثة لا تكاد تذكر شيئاً عن تايلوس قبل عهد الإسكندر المقدوني وبعد انهيار الإمبراطورية الآشورية وما تزال هذه الفترة من عمر المملكة الوادعة، غامضة جداً، ومُغيبة تماماً حيث تبدأ الإشارات التاريخية، إلى" مملكة تايلوس" مرافقة للحدث المهول الذي سمع ضجيجه العالم، والذي تمثل بظهور قوة كاسحة في الغرب، هي القوة الإغريقية اليونانية وسيطرتها على ساحة كبيرة من الكرة الأرضية، معلنةً انتهاء عهود ممالك كانت ضخمة، وإمبراطوريات كانت شاسعة ومؤكدة سيادتها المطلقة على العالم.

    وبحسب الحفريات المكتشفة عن هذا الطور، أو عن فترة" تايلوس المبكرة" فيمكن تصور مملكة صغيرة نسبياً، مقارنة بمملكة " ديلمون" الكبيرة، تتكون من مستوطنتين سكانيتين، هما مستوطنة "تايلوس" ومستوطنة" ارادوس" ومن هذين التجمعين السكانيين تشكلت "مملكة تايلوس" التي كانت لها عاصمة أيضاً تسمى " تايلوس" كما يؤكد النص الذي كتبه المؤرخ والجغرافي الروماني" بليني" وفيه: " في قبالة خليج جرهاء، وعلى بعد 77 كم، تقع جزيرة تايروس – هكذا تلفظ عند الرومان- المشهورة بلآلئها الوفيرة، وفيها مدينة تحمل الاسم نفسه وهناك جزيرة أصغر منها، وعلى بُعد 19 كم، تسمى " ارادوس"...."

    وبحسب الأوصاف، والتخمينات التاريخية، والجغرافية، وما تفيده المأثورات والحفريات، فإن تايلوس – العاصمة- أُنشئت في الموقع المسمى اليوم" رأس القلعة". وكانت المدينة تتمثل بمنطقة مركزية، تحوي قصر الملك، وقصور أو بيوت كبار الحاشية، إضافة إلى المعبد، أو سكن كبير الكهنة. ثم تتوزع البيوت في تجمعات سكنية، حول هذا المركز، وصولاً إلى الأطراف، التي قد يحيط بها سور كبير، فيما تربط بين ساحات المدينة وأحياءها طرق عامة مرصوفة بالحجارة. أما أبنية العامة، في "مملكة تايلوس" فتشير الحفريات إلى أنها كانت تتراوح بين الدور الواحد والدورين وتشتمل على غرف للنوم، والضيافة، والتخزين، إضافة إلى فناء يقود إلى المخرج الرئيسي، أو المدخل.
    اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
    http://www.rasoulallah.net/

    http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

    http://almhalhal.maktoobblog.com/



    تعليق


    • #3
      وبالطبع فقد كانت تنتشر في طرقات المملكة الحوانيت التجارية، وحوانيت ومصانع الحرفيين، الذين يصنعون الأدوات وينحتون التماثيل، والتوابيت، والزجاج، ويرصعون الأحجار الكريمة، وغير ذلك من المهن والحرف والصناعات التي عُرفت آنذاك في "تايلوس" وكانت إحدى سمات تميزها عن سائر الممالك الصغيرة المحيطة بها.

      الطور الثاني، من تاريخ" تايلوس" أو " تايلوس الوسيطة" هو الفترة من حياة هذه المملكة، التي عاصرت مرحلة ما بعد وفاة الإسكندر المقدوني، واقتسام مملكته أو إمبراطوريته الكبرى، بين خلفائه وما تبع ذلك من صراعات سياسية بين هؤلاء الخلفاء أحياناً وبينهم من جهة وبين الدولة التي كانت على وشك النهوض في بلاد فارس تحت اسم الدولة الساسانية.

      ومن الوجهة التاريخية، فقد شهدت هذه الحقبة الزمنية ظهور ما عُرف فيما بعد بـ" الحضارة الهيلينستية" وهي الحضارة التي امتزجت فيها معارف وعلوم وتراث الشرق، بمثيلتها عند الغرب، وبحسب المحتوى التاريخي لهذا الطور بالنسبة " لمملكة تايلوس" فقد شهد هذا الطور ازدهار المملكة على حساب ضعف القوتين العظيمتين المؤثرتين في المنطقة، ونعني بهما دولة فارس الساسانية التي تحاول شق طريقها للسيادة على المنطقة والمملكة السلوقية اليونانية وهي إحدى الممالك الثلاث التي توزعتها إمبراطورية الإسكندر المقدوني بعد وفاته، لقد استفادت " مملكة تايلوس" من وجود قوتين حولها، واحدة ضعيفة آخذة بالزوال وواحدة ضعيفة تحاول النهوض بتثاقل، فوسعت من سيطرتها البحرية والتجارية في المنطقة، وازدهرت أسواقها وموانئها وارتبطت بعلاقات ودية مع عدد من الممالك والدول المعاصرة حتى صارت هذه المملكة واحدة من أغنى أمم الأرض وخاصة بعد تمازجها مع الجرهائيين، الذين كانوا في هذا الوقت يسكنون منطقة الإحساء.

      والجرهائيون – على رغم قلة المصادر التاريخية عنهم- هم أحفاد مجموعة كبيرة من المهاجرين الكلدانيين الذين نزحوا عن بابل وسكنوا المنطقة التي تعرف اليوم بالقطيف والإحساء. وقد سبق القول أن " مملكة ديلمون" الكبرى شملت في بعض حقبها هاتين المنطقتين غير أنهما انفصلتا عن المملكة فيما بعد، عندما تشكلت "مملكة تايلوس" ومن قدماء المؤرخين والجغرافيين الذين كتبوا عن الجرهائيين ومدينتهم الزاهرة التي أسميت "جرهاء" من مثل" فوليبوس" المتوفى عام 122 قبل الميلاد و"أغاثارسيدوس" المتوفى عام 120 قبل الميلاد، يتبين لنا أن مدينة الجرهاء لم تكن مملكة قائمة مثل جارتها " تايلوس" وأنها أشبه إلى مدينة ذات حضور مالي كبير، تمتعت بحكم محلي ذاتي، وقد كان الجرهائيون من كبار تجار المنطقة فاحتكروا تجارة الطيب، والبخور واللآلئ والأحجار الكريمة وغيرها، وسيروا قوافلهم التجارية في البر والبحر، واستقطبت أسواقهم التجار من مختلف مناطق العالم. وبهذا فقد شكل هؤلاء منافساً قوياً لتجارة" مملكة تايلوس" غير أن هذه المنافسة لم تؤثر على العلاقات بينهم وبين جيرانهم في " مملكة تايلوس" حتى قرر الملك السلوقي"أنطيخوس الثالث" غزو هذه المنطقة التي ازدهرت بها التجارة وتعاظمت ثروات أهلها، حتى صاروا أكثر أهل الأرض ثراء كما يقول المؤرخون . ولما كان هذا الملك طامعاً بثروات سكان المنطقة من جرهائيين وتايلوسيين فيبدو أنه رضي أن يكتفي ببعض الغنائم التي وصلته كهدايا من الجرهائيين، وجيرانهم فاستراح من الحرب وخسائرها ومشقتها وأراح هذه المنطقة الوادعة الآمنة، من شرور حربه. ولا شك أن هذه السياسة التي مارسها الجرهائيون من أطماع الملك " أنطيخوس الثالث" تذكرنا بذات السياسة التي انتهجتها " مملكة ديلمون" ثم " مملكة تايلوس" من بعد، مع أطماع أباطرة آشور وبابل.. ويبدو أيضاً أن هذا التوافق بين الجارين قد أدى فيما بعد إلى اتحاد ما بينهما، أو ربما تقارب، وصل إلى حد تولي بعض الجرهائيين حكم "مملكة تايلوس" وتشكيل قوة اقتصادية وتجارية ضخمة جداً، ارتبطت بعلاقات سياسية وتجارية مع الممالك والدول المعاصرة، بما في"تدمر" و"أيله" و"سبأ" و"حمير" و"الحيرة" وبسبب عراقة الحضارة التي أنجزتها" مملكة تايلوس" مقارنة مع الجرهائيين فيبدو أن حضارة تايلوس استطاعت هضم وتشكيل حضارة الجرهائيين الطارئة، ولعل هذا هو السبب في اندثار أخبارهم فيما بعد.
      اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
      http://www.rasoulallah.net/

      http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

      http://almhalhal.maktoobblog.com/



      تعليق


      • #4
        ومع قرب ظهور المسيح عليه السلام ظهر سلطان البحر الروماني واليوناني على كل سلطان وأصبحت تجارة هؤلاء هم سادة البحر والتجارة البحرية في المنطقة وهكذا بدأت مكانة الجرهائيين و مملكة تايلوس تتراجع شيئاً فشيئاً فيما كانت الجزيرة العربية تعيش مخاضاً صعباً لهجرة عربية كاسحة، سوف تصل بمراميها إلى العراق وبلاد الشام وسوف تُحدث خلخلة في المسار التاريخي للمنطقة بل وفي تاريخ العالم أجمع.. وكانت مملكة تايلوس هي بؤرة هذا الحراك الجحفلي الكبير مما سيدخلها في الطور الثالث، من تاريخها الحافل والمديد.

        لقد وُلدت تايلوس الثالثة في الجزيرة العربية إلى حد ما وليس في موقع تايلوس المملكة والحقيقة أن هذا القول يبدو صحيحاً تماماً إذا ما عرفنا أن الجزيرة العربية تعرضت إلى موجة من الجفاف شديدة ترافقت مع ظهور نزعة تحررية لدى سادة ورؤساء القبائل العربية القحطانية والعدنانية إضافة إلى ازدحام الجزيرة العربية بهم وهكذا قررت مجموعات من القبائل العربية الكبرى الخروج من الجزيرة العربية إلى مشارف الشام ويشير المؤرخ العربي الكبير ابن الأثير في كتابه" الكامل في التاريخ" أن من بين الذين خرجوا من تهامة من العرب مالك وعمرو ابني فهم بن تيم بن قضاعة، ومالك بن زعير ابن عمرو بن فهم، والحيقاد بن الحنق بن عمير بن قبيص، وغطفان بن الطشان بن عوذ بن منماة، واجتمع هؤلاء السادة ومع معهم من القبائل في حلف كبير أطلق عليه اسم "تنوخ" وتعاقد هؤلاء على التناصر والمؤازرة والإقامة في مملكة تايلوس، التي كانت تئن تحت استبداد الجرهائيين وكان أن نجح حلف "تنوخ" في القضاء على حكم الجرهائيين لتدخل "مملكة تايلوس" في طور النزاع الأخير الذي انتهى بولادة "أوال".

        لعل أول شيء تاجر به الإنسان البحرين القديم هو اللؤلؤ وقد كشفت الحفريات الأثرية المتأخرة عن لآلئ تعود إلى ما قبل عصر ديلمون الأولى ويصل عُمر بعض هذه اللآلئ إلى 7000سنة تقريباً، كما تشير المصادر التاريخية جميعها إلى أن ديلمون الأولى كانت مشهورة باستخراج وتجارة اللؤلؤ، إلى جانب شهرتها التجارية والملاحية الفائقة، وكذلك فقد كانت" ديلمون الأولى" وسيطاً تجارياً عالياً في ذلك الوقت يقصدها كبار تجار العالم القديم وربابنة السفن وتَصُب في أسواقها وموانئها صادرات الممالك من حولها وتحتكر لنفسها تجارات مختلفة من أهمها النحاس والتمر واللآلئ والأحجار الكريمة والطيب كما تشير أختام" ديلمون الأولى" إلى أن إنسان هذه الجزيرة عرف السفن الكبيرة وابتكرها أشكالا ومواصفات كانت متقدمة جداً في ذلك العصر نسبة إلى تقنيات صناعة السفن لدى الشعوب الأخرى، كل ذلك يشير إلى أن إنسان"مملكة ديلمون" كان إنساناً جاداً في حياته خلاقاً ومبتكراً وفي نفس الوقت مسالماً ووادعاً مع قوة كبيرة وقدرة على تحدي الأخطار وإذا كان إنسان "ديلمون" قد روّض البحر فإن ملوكها نجحوا أيضاً في ترويض ملوك الدنيا حتى أمنوا لإنسان المملكة الأمن والطمأنينة واليسار والحياة الرغيدة.

        أما أرض "ديلمون" وبحرها فيكفي أن نقرأ ما ورد عنها في "ملحمة جلجامش" لندرك المكانة التي كانت تحتلها هذه المملكة في وجدان الإنسان السومري وفي قلوب وأحلام بقية البشر الذين سمعوا بها، أو مروا فيها .. وتقول "جلجامش" في وصف أرض ديلمون:


        " كانت أرض ديلمون أرضاً نقية طهور...
        كانت أرض ديلمون، أرض طُهرٍ ونور..
        ولم تزل ديلمون تشع بالنور...
        فعلى أرضها لا ينعب غراب
        ولا يفترسُ السبعُ حملاً...
        .. ولها،لأرض ديلمون، تحمل الآلهة
        كل يوم صلاتها"
        اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
        http://www.rasoulallah.net/

        http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

        http://almhalhal.maktoobblog.com/



        تعليق


        • #5
          هكذا، كانت "ديلمون" هي أرض الحياة والخلود وكذا، حافظت"تايلوس" على هذه المكانة وإن كانت أضافت إليها الكثير فإذا كانت"ديلمون" هي أرض الآلهة فإن "تايلوس" كانت بحق جنة الإنسان وملتقى ثقافات العصر وبوتقة تمازج معارف الحضارات والتقاء الدنيا بالدين، والبشر بالآلهة، إليها كانت قلوب ملوك وأباطرة ذلك الزمان تهفو وعليها تتركز عيونهم ولها تتسامى أطماعهم وتطلعاتهم غير أن "تايلوس" ظلت عصية عليهم وهي لم تكن ذات قوة عسكرية كبرى ولم تكن كثيرة السكان ولكنها مع ذلك استطاعت أن تطاول الدول والممالك ذات القوى العسكرية في ذلك الوقت.

          وتحفلُ المصادر التاريخية بإشارات عديدة عن طبيعة إنسان" تايلوس" وعن طبائع الحياة فيها، وقد اعتقد القدماء بأن أرض"ديلمون" أو "تايلوس" هي أرض الخلود والجنة التي سيعيش بها الإنسان خلال حياة ما بعد الموت، لذلك كثرت فيها المدافن، التي يزيد عددها على مائة ألف مدفن، وهذا يشير إلى رغبة شعوب تلك العصور وخاصة أبناء بلاد ما بين النهرين، والسواحل المحاذية للخليج وبلاد فارس في دفن موتاهم في الأرض المقدسة الطهور، وقد اعتقد الديلمونيين والتايلوسيين بعقيدة الحياة بعد الموت، وبوجود غله يجزي المحسن ويجازي المسيء، وكانوا يُزودون موتاهم عند الدفن بأدوات منزلية وتحف وأحياناً بالسلاح والأختام التي كان يستخدمها المتوفى في حياته يستخدمها الشخص عندما يحين موعد بعثة من جديد.


          والحقيقة أن أرض" ديلمون" أو "تايلوس" لم تكن جنة الموتى فحسب بل كانت جنة للأحياء أيضاً وما كتبه الرحالة والمؤرخون والجغرافيون الذين زاروها أو سمعوا عنها يكشف عن إعجاب شديد بطبيعتها الخلابة ووفرة مياهها العذبة، وخيراتها بل واحتوائها على أصناف غريبة ونادرة من النباتات التي أدهشت على سبيل المثال،البعثة الاستكشافية التي أرسلها الإسكندر المقدوني إلى تايلوس ، فقد كتب أحد أعضاء هذه البعثة وأسمه" أندروسيثينس" عن أخشاب من شجر ينبت في "مملكة تايلوس" لا تبلى في ماء البحر، وتُعمر طالما هي في مياه البحر لأكثر من 200 سنة! وكتب مبدياً دهشة عظيمة عن "شجرة الصوف" التي تنبت في "تايلوس" وعن "ماء الجنة"! أما الحفريات والآثار المدفونة مع الموتى فتشير إلى مستوى الترف الذي عاش فيه إنسان تايلوس فأدواته تتمتع بفنية عالية وذوق رفيع ابتداءً من أدوات الطعام والشراب وحتى أدوات الزينة وهي في الغالب مُصنعة من الفخار والزجاج والنحاس والفضة والذهب وأحيانا تكون مُرصعة بالأحجار الكريمة وهذا كله يشير إلى المستوى المعيشي الذي تمتع به إنسان " تايلوس" أما الأنظمة الإدارية والقوانين وما يتعلق بالعلاقة بين الملوك والشعب فثمة دلائل مُؤكدة على أن تايلوس المملكة كانت بلا سجون بينما تشير الحفريات في بلاد الرافدين مثلاً عن أنهم عرفوا السجون العامة في ذات العصر، وهذا بالنسبة إلى مملكة تايلوس يشير إلى أن العلاقة بين الملوك والرعية لم تكن علاقة متوترة صعبة مُؤَسسة على الخوف والريبة، والظلم والطغيان، ومن الطريف أن نذكر هنا، أن الأثريين الذين بحثوا عن الهياكل العظمية التي اكتشفت من حقبة "تايلوس" وجدوا أن معظم هؤلاء " ماتوا حتف أنوفهم" أي لم يتعرضوا للقتل، أو الإصابات وهذا يشير إلى ما كان يتمتع به سكان" تايلوس" من أمن وأمان ورفاهية كما يشير أيضاً إلى أن حكم ملوك تايلوس لم يكن حكماً طغيانياً.. وربما ظل الحال كذلك إلى أن وصل إلى سدة الحكم فيها، بعض الجرهائيين الذين قُلنا أن سكان تايلوس من قبيلة الأزد، تحالفوا ضد طغيان هؤلاء الملوك مع قبائل قضاعة وغيرهم من القبائل العربية التي أطلقت على تحالفها اسم "تنوخ" وذلك في أواخر أيام تايلوس.

          لقد كانت "مملكة تايلوس" بحق نموذجاً للمدينة الفاضلة، على نحو ما أشار إليها أفلاطون وهي كانت كذلك في مختلف شؤونها وشجونها فحياة أبنائها من عامة السكان كانت بسيطة غير مُعقدة نوعاً من الهدوء والسكينة، خاصة وأنهم- على حد اعتقادهم – يعيشون على أرض الآلهة كذلك كان ملوك" تايلوس" دعاة محبة وسلام وتفاهم قريبون إلى أفراد الشعب ويحرصون على دفع الضيم عنه، من خلال شبكة من العلاقات الودية كرسوها مع ملوك وأباطرة الدول والممالك الكبيرة، أما داخلياً فتشير الحفريات إلى أن هؤلاء الملوك أبدو عناية كبيرة بتوفير الخدمات لأبناء الشعب بل وإلى ضيوف وزوار "تايلوس" والذين يرتادون موانئها وأسواقها فالمياه العذبة كما تشير الحفريات كانت تصل إلى البيوت ولم تكن هذه البيوت مُحصنة كما هي البيوت والمساكن في بلاد الرافدين، بل تشير الحفريات إلى أن عدداً من التجمعات السكانية والمنازل بنيت خارج السور الكبير لمدينة "تايلوس" وهذا يدل على أن هؤلاء المواطنين لم يكونوا آمنين على أنفسهم من الاعتداءات الداخلية فحسب بل كانوا أيضاً يثقون بأن سياسة ملوكهم وحكمتهم كفيلة بتأمين الاستقرار لهم ومنع الاعتداءات الخارجية عنهم وهذا طبعاً في معظم الأحيان لا في مجموعها إذ من الثابت تاريخياً أن"تايلوس" تعرضت للغزو وهذا وإن كان محدوداً إلا أن المملكة سرعان ما كانت تستعيد بهجتها وأمنها واستقرارها وتعيد ازدهارها إلى سابق عهده.



          بقلم : شوق البحرين جزاها الله خيرا
          اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
          http://www.rasoulallah.net/

          http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

          http://almhalhal.maktoobblog.com/



          تعليق


          • #6
            جزاك الله خيرا اخي المهلهل
            ان الله علم ما كان ومايكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان سيكون

            تعليق


            • #7
              حياك الله اخي ابو الهدى
              اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
              http://www.rasoulallah.net/

              http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

              http://almhalhal.maktoobblog.com/



              تعليق


              • #8



                تعليق

                يعمل...
                X